logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .







look/images/icons/i1.gif رواية أسرى القلب
  20-12-2021 10:54 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر

دخل علي وجدها نائمه فنام بجوارها يريح جسده الذي لم ينل نوما طوال الليل ...
استيقظت ليلي وهو يحتضنها ويقربها إليه...فنزعت يده بعنف واستقامت ونظرت له شزرا...
علي وهو ينام علي ظهره من الخضه وضع يده علي رأسه ...واردف قائلا...
-يا صباح النكد ...

-صباح نكد ليه جصدك صبحيه إمباركه يا عريس !
-انتي اتخبلتي ولا إيييه ! ..روحي يا ليلي اني نفوخي هيطق وجسمي كلاته مدشدش، الله يرضي عليكي مش ناجص...
ليلي بتهكم: طبعا تلاجي الغزيه كانت شديده إشويه !
انتفض علي من مكانه عندما فهم مقصدها...
-فوجي يا بت الناس واوعي لحديثك زين بدل يمين بالله اجوم اديكي كفين واخلص من الحديث اللي مالوش معني غير في دماغك اللي جد السمكه ديه !
ليلي وعيونها تترقرق بدموع الغضب ...
-اني محدش يجدر يمد يده عليا انا بنت ابراهيم الشرقاوي ياابن الهواريه والحرمه عندينا بميه راجل ..اني مش هجعد في البيت ديه دجيجه واحده !
نهضت مستهدفه خزانة ملابسها ليهب علي سريعا وراءها، وقف امامها بغضب ...
- يمين بالله لجطع رجلك دي لو خطيتي برات الدار ! مش اني اللي مرته تتحكم فيه وتلوي دراعه...
ليلي بغضب: اني حره...
قاطعها علي وهو يمسك بشعرها بشده ...
-حره دي هناك عند ابوكي مش عندي، انتي هنا مرتي اني وكلامي اني اللي يمشي...
صفعت ليلي يده وهي تحاول مقاومته فهي لن ترضي ابدا ان يعاقبها كالاطفال ...
ليلي بعنف: اني عايزة اروح دار ابوي ...
نظر لها علي بجمود وهو يشعر بصغر قيمته عندها ...
-يعني انتي رايده ترجعي لدار ابوكي !
ليلي والقلق يدب بقلبها هل يتخلي عنها بسهوله ...ردت بصوت مذبذب...
-ايوه...
دون سابق انذار سحبها من ذراعها متجها الي غرفه ابناءهم النائمين ليدفعها للداخل بعنف و يقول بهدوء يسبق العاصفه...
-تجعدي مع عيالك اهنه هنام ساعتين وراجعلك ولو عايزة حاجه تنادي علي ام صلاح.. واسمعيني يا ليلي كويس لو عملتي اي حاجه وعصيتيني هخليكي تندمي اشد الندم !
اغلق الباب بشده بالمفتاح وتركها تبكي وتغلي منه ليرتاح قليلا حتي يستطيع التعامل معها !
ليلي بحنق: اني هوريك يا علي !

وصل جابر و ابراهيم ويونس الي المنزل وجلسوا مع توفيق ليخبروه بما حدث...
توفيق بغضب: ياسلام وانا طرطور اخر من يعلم !وبعدين جابر مش مجبر انه يتجوز حد !
جابر بتوتر: عادي يا بابا الخير احسن..
رفع توفيق حاجه بتعجب من رد فعله...
-يعني انت موافق انك تتجوزها ..انت اتجنيت يا جابر؟!
يونس: في ايه يا بابا هو جابر صغير هو فاهم وبعدين هو هيلاقي احسن منها فين وفي جمالها...
إيمان بتساؤل وهي تدخل مع بدور...
-هي مين دي ؟
توفيق بتوتر: احم وداد...
مطت بدور شفتيها وهي تريد الصراخ علي والدها من افعاله ورغبته في الزواج من هذه المسكينه...
استكمل توفيق وهو ينظر لبدور ويحاول الحكم علي رد فعلها ...
-الفرح احم احم الفرح هيتعمل الليله !
اتسعت عين ايمان: انهارده ! الحاج ابراهيم فرحه انهارده...
رد ابراهيم بسعاده يحاول اخفاءها: لااااه ده فرح جابر علي وداد و يونس علي بدور ...
نظرت بدور بغضب الي يونس وركضت الي غرفتها تفكر في طريقه للتخلص منه...

تركهم يونس يخططوا فيما بينهم وسط ذهول ايمان التي تحاول فهم الامر...وصعد الي بدور وهم منشغلون...
دخلت بدور غرفتها وخلعت حجابها بغضب ...واخذ عقلها يدور حول ما ينوى له يونس...
بدور لنفسها: خلاص مفيش طريقه تانيه كله انتهي ...انتي اتكسرتي خلاص ...ظل قلبها يقنعها بان يونس افضل من غيره ولكن عنادها يأبي الخضوع ...ذهب تفكيرها الي مواقفهم معا في القاهره فابتسمت قليلا،وبخت نفسها علي سخافه تفكيرها ..امسكت اقرب زجاجه تقذفها لتباغتها يد يونس من الخلف ويمسك بالزجاجه...شهقت والتفت بسرعه...
-انت !
ابتسم وهو ينظر في عينيها ...
-وحشتيني !.
بدور بذهول: نعم !
اقترب منها قليلا بشكل اخجلها ...
-ايه اللي في بقك ده ...
وضعت يداها بخوف علي فمها وقالت ...
-مفيش حاجه ...

-اااه قولتيلي بقا..
نظرت له بغضب: قلتلك ايه ! انت
مجنون...
ابتسم ابتسامته التي تظهر غمزاته الساحره وقال...
-انتي حاطه روج عشاني !
-انت بتقول ايه !لا طبعا مش حاطه واحط ليه عشانك !
-بس بس متحاوليش وانا اللي كنت فاكر مش عايزة تتجوزيني واتاريكي بتجهزي وهتموتي عليا !
بدور بشلل ووجه احمر:انت عايز تنقطني هموت عليك ! انا مش طايقه ابص في وشك البشع ده ...
يونس بغتاته: خلاص بقا كله باان انا فهمتك خلاص ...
امسك يدها وطبع قبله خفيفه ...
-علي العموم مبروك يا عروسه ده انتي هتتشلوحي انهارده...
بدور بخجل وغيظ: لا انت مريض والله انسان مريض واوعي تفتكر انك بجوازك مني هتمتلكني ...
قاطعها وقربها بين احضانه واحاط بخصرها واخبرها ببرود لا يعكس العاصفه الهوجاء بداخله...
-بدور انا امتلكتك خلاص ...من وقت ما عيني جت عليكي وانتي بقيتي ملكي !

بدور بحنق وهي تشعر بقرب هزيمتها...وضعت يدها علي صدره بابتسامه مليئه بمكر امرأه تعلم ماذا تفعل جيدا !
اقتربت منه بشكل صدمه واقلقه قليلا وهمست باذنه ...
-انا ممكن اكون مراتك لكن اللي هيملكني هنا مش هنا ...
اشارت علي قلبها ثم اصبع الزواج الذي سيحمل دبلته قريبا...
جن جنون يونس فامسك بها بعنف...
-انتي قصدك ايه !
-هههههههههههههههههه قصدي اللي اقصده بقا...
امسك برقبتها ووضع قبله علي جبينها توعد بالكثير...ليضاهي مكرها...
-العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم يابت عمي !
دق قلبها فلايقلقها شئ اكثر من تلك الابتسامه المريضه ...
دفعته بعيدا: احترم نفسك انا لسه مش مراتك...واعمل حسابك لو جيت نحيتي قبل او بعد جواز انا هموت نفسي !
يونس: هنشوف ...
خرج يونس وهو يغلي من كلامها ...
يونس لنفسه: بتلعبي بالنار ومش هتحرق غيرك يا بدور...

بعد ان اخرجها علي واخبرها بان تجهز لفرح بدور ويونس وجابر ووداد في وسط ذهولها من الاحداث السريعه...
ارتدت اجمل عباءه لديها ومشطت شعرها ووضعت زينتها التي ابرزت جمالها الخلاب ...دقت علي باب الحمام لتستعجل علي وهي لاتزال غاضبه منه...
ليلي: ماتعوجش بجا ده فرح اختي ولازم اكون امعاها احنا العصر يا علي ...
خرج وهو يجفف شعره ولكنه توقف ليملي عيناه من جمالها الذي سرق قلبه من اول يوم...
اقترب منها وهو يسحرها بنظراته ...كم يريد ان يغمرها بكلمات حبه ولكن هذا العائق الخفي يغرق وجدانه ...كالمغيبه وجدت نفسها تحتضنه بقلبها قبل جسدها...ياله من الم تخشاه ولا تستطيع العيش بدونه ! استحبني يوما ام ماذا...اابقي معذبتك ام تحملني بين طيات قلبك ولمساتك !
دار بين قلبهما كلام يخشي كلاهم اعلانه ...الحب وما ادراك ما الحب وعصيانه !
قبل علي شفتاها بكل ما يحمله قلبه من شغف،ليعيش ويعيش فقط بين يداها في لحظات تبقي معه ليلا ونهارا...بادلته ليلي قبلاته رغما عنها فهيهات لقلب لا يسمع سوي لمحبه !
ظل يربت علي رأسها و ظهرها بخفه وهو يقبلها وكأنه يراضيها عما فعله بالصباح ويطلب العفو ... عفو اعلنته هي منذ ان وطأت قدمه داخل غرفتها بنظرات عاشق يعيش لارضاء حبيبته ...
غابوا معا في عالم لا يعترف بعادات او تقاليد !
...

في المساء بدأ الزفاف كباقي عادات اهل الصعيد بضرب عيارات ناريه ورقص وزمامير ...وقدوم اكبر العائلات ...
وعند الجانب المخصص السيدات ...
_لوولولولولولولوولولولولولوولولولولوولولولولولوييييييي...
-واهوووو جالك اهووووه رييييييح بالك اهوووووووه...
كل هذه الاصوات لم تبعد بدور عن تفكيرها بمستقبلها المنهار امام عيناها...هل سيجعلها تكمل علامها ؟! والسؤال الاهم هل سيجبرها يونس علي الزواج منه بالفعل ! ضحكت بسخريه بداخلها حتي ولو اراد فعاداتهم ستجبره علي تقديم الدليل !
ظلت الفتيات والسيدات يتراقصن علي الحان افراحهم الرائعه ...ويباركون للعروستان الجالستان بانتظار ازواجهم ...
جلست وداد بجوار بدور في الكوشه المزدوجه تفكر في ما سيحدث لها ! هي لا تعلم شئ عن زوجها هذا ؟! اسيعاملها جيدا ! ام سيعايرها وتعيش في ذل طوال الحياة،وفي مهانه دائمه ؟! هل ستقدر علي مقاومته وكم ستدوم تلك المقاومه ؟!

كان نفس القلق يساور جابر الجالس وسط الرجال ويشعر بالتيه هل ستتقبله وداد كزوج لها ..ايمكنه العيش بهذه الطريقه ...ويبقي السؤال الاهم استحبه يوما وبالرغم من كل ما يساوره كان يشعر بسعاده خفيفه ...
جابر لنفسه: شكلك كنت محروم وهتفضحنا ...انت قلقان اومال الهبله التانيه زمنها عامله ايه ؟! يانهار اسود ايه الناس اللي وقعنا فيها دي ؟!
نظر الي يونس وجده يزفر بشده ...وغارق في افكاره ...واكثر ما يقلقه هو كره بدور له هل تمادي معها ؟! ام انها تستحق لملاعبتها له بهذه الطريقه وهي اول من اقتحم كيانه من النساء ...
يونس لنفسه: يا تري اخرتها ايه ؟! تعبت اووي مبقتش عارف اعمل ايه ؟ عقلي وقف بسببها هي !

جابر بقلق: يونس !
-نعم يا جابر...
-انت اخويا ..
نظر له بنصف ابتسامه: انت اكتر من اخويا يا جابر...
- يبقي تسمع كلامي عشان خاطري ...بدور بتحبك بلاش تخسرها بطريقتك دي!
اطلق يونس ضحكه خفيفه: بتحبني اااه فعلا عشان كده وافقت هواا علي جوازنا...
- ياابني انت حمار ! مهندس ايه الغبي ده يا ناس ؟
-عايز ايه يا جابر انا مش فايق !
جابر بقله صبر: يابني اكيد في حاجه غلط ...جربت تكلمها مثلا زي الناس الطبيعيه ؟! حاولت تفهم وجهت نظرها ؟
نظر له يونس بتفكير وكانه يري الامور بهذا المنظور لاول مره ...
جابر: احييييه !
يونس بحنق: ماتركز في اللي انت فيه ..انت حالك مش احسن مني اتنيل علي خيبتك !
دخل المأذون واجتمع الرجال معا لعقد القران ...علت الزغاريط ارجاء المكان مع تساقط دموع وداد وبدور ...
جلس يونس بجوار بدور وهو ينظر الي فستان زفافها ويتمني لو يرفع طرحتها حتي يري جمالها ! شعورها بعد ان اصبح زوجها علي سنه الله ورسوله...شعر بسعاده داخليه غريبه الشكل لم يسبق ان شعر بها وكأنه امتلك العالم اجمعه ...
وصل صوت بكاءها الي اذانه فنظر لها مطولا،ضغط بيداه علي مسند مقعده بشده ...الهذا الحد تكرهه ؟!
سرح في ظلال ملامحها المختفيه تحت طرحتها ...اراد لو يعاقبها علي هدم فرحته التي لم تدم طويلا...
اما جابر فجلس مع وداد وحاول فتح حديث معها ...
-احم ازي رجلك دلوقتي ؟
هزت رأسها بمعني الحمدلله ...
-امممم وانتي عامله ايه ؟
هزت رأسها مره اخري ...
تأفف جابر من قله تفاعلها معه ونظر الي الجهه الاخري ...
وضع يد علي خده ونظر الي يونس المحدق ببدور وكأنه يقتلها بعيناه فضرب كف علي كف ...
ليأتيهم صراخ من الداخل اوقف مرح وغناء السيدات بخضه وهرع الجميع واولهم يونس و جابر الي الداخل بعد ان علا صوت توفيق مناديا لزوجته إيمان !
توفيق بخضه: حد يجيب كبايه ماااايه !
يونس: امي مالك ! في ايه يا بابا ؟
- مش عارف يابني اغمي عليها مره واحده ...
جابر بخوف:حد يجيب دكتور بسرعه...
حملها يونس و وراءه توفيق و جابر الي غرفتها وبدأت تستفيق بعد محاولات عديده...
ايمان بدوخه: ااااه انا فين !
يونس بحنان: متقلقيش يا ماما احنا معاكي...
جابر بحب: سلامتك يا امي جرالك ايه ؟
بدور ببكاء: كده تخضيني عليكي يا ماما ...
ايمان بتوتر: اصل شكلي كده جالي السكر ..
جابر بخضه: شكلك ؟! وانتي ايش عرفك ؟
يونس وهو يحاول ان يتمالك اعصابه: بالله عليكي ياامي ايه الكلام ده بس !
نظرت الي اسفل: انا شكيت من يومين بس مكنتش عايزه اقلقكم...
توفيق بغضب: تقلقينا ايه بس انتي ممكن تدخلي في غيبوبه سكر بالاهمال ده ...انتي لازم تروحي لدكتور شاطر حالا...
رد يونس سريعا: احنا هننزل القاهره دلوقتي وهنوديكي اكبر مستشفي تحللي فيها وتكشفي !
ايمان بخجل: والفرح يابني...
توفيق: فرح ايه وهباب ايه ماهو خلص اهوه خلاص ...
جابر: ايه اللي بتقولي ده يا ماما ...يلا يا يونس روح اجهز انت وعروستك نص ساعه وكله يجهز...
بدور: خمس دقايق وهبقي جاهرة وهاخد وداد تجهز عندي في الاوضه ...

جلس توفيق يمسك بيد زوجته بينما خرج الجميع ..نظرت له ايمان وابتسمت بخبث بادله توفيق لها...

بينما انشغل توفيق مع اهل وداد الغاضبين علي عدم اتمام عاداتهم هنا !

!



look/images/icons/i1.gif رواية أسرى القلب
  20-12-2021 10:54 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس عشر

فلاش باك...
دخلت ايمان و روحيه بيت وداد والجميع في حاله من التعاسه كأنهم يستقبلون ميتم ...
فتحت والده وداد بوجه متجهم باب غرفه وداد التي تبكي وتضع يدها علي وجهها...اقتربت منها ايمان ونظرت الي روحيه !
ايمان بحنان وضعت يدها علي شعرها ...
- عروسه ابني بتعيط ليه ؟!

ازالت يدها ونظرت الي السيده المبتسمه امامها باستغراب ...
ايمان بخضه وصوت عالي: ايه اللي في وشك ده ؟
نكزتها روحيه لتلتزم الصمت ..فاخفضت صوتها قليلا ووجهها احمر من الغضب ...كيف تفعل اسره هذا بفتاتهم ...لمست خدها المتورم المائل الي الازرقاق ...وقالت...
-ازيك يا عروسه ابني ؟!
نظرت لها وداد بشك وهي تستغرب كل هذا الود ! ...
-الحمدلله ...
-حبيبتي انتي جميله اوي و رقيقه باين عليك انا مبسوطه ان القدر وقع جابر فيكي ...
بكت وداد من كلامها الحاني فاحتضنتها ايمان ولاول مرة تشعر بحنان وامان حقيقي منذ هروبها ..تثبتت بها وداد تخرج كل ما بداخلها ...
وداد بخوف وصراحه: اني خايفه جوي ...
ردت روحيه: ييييوه انتي اتخبلتي خايفه منينا ولا ايه ! ههههههه يا عبيطه ده انتي هتروحي المدينه وهتعيشي إهناك مع خالتك إيمان دي طيبه جوي حوي...
ابتسمت وداد وسط دموعها قليلا وحاولت ان تتمالك نفسها...
- انتي طيبه جوي يا خالتي ...يارب ابنك يبجي اكده بردك..

فهمت ايمان عليها فضغطت علي يدها قليلا...
-انا حاسه بيكي وصدقيني جابر من اطيب الناس اللي هتعرفيهم ...بس انتي ادي نفسك فرصه !
في اخر الليل وصلت ايمان الي بيت ابراهيم وجلست تخبر زوجها بمخاوفها ..
ايمان بحيره: اتصرف يا توفيق مش دول اهلك ...
توفيق: هي دي فيها اهلي واهلك مش بمزاجي يا ايمان هي العادات كده...
ايمان بغضب: ياخويا عادات ايه و زفت ايه انت مش شايف جابر و البت مشفوش بعض غير يوم و جوازه تدبيسه من الاخر نروح نخربها عليهم اكتر ! ولا المحروس ابنك والمصايب اللي مهببها قولي بس دول يتجوزوا ازاي ؟!

توفيق بحنق: اموت نفسي يعني عشان ترتاحوا مش ابنك هو اللي متسرع وعنيد ...
تأففت ايمان ووضعت يدها علي خدها تفكر في وسيله للهروب من هنا ...وانقاذ ما يمكن انقاذه بين يونس و بدور وجابر ووداد...
-فكر معايا بالله عليك...اول مره افرح اننا اتجوزنا هناك مش هنا..
-عشان كده ياختي محدش وقفلنا علي حاجه لكن هنا احنا في عقر دارهم ...ده كفايه العزايزة هيبقوا عايزين شرف بنتهم قبلنا بعد اللي حصل !
ايمان بضيق: توفيق متضايقنيش و ركز معايا شويه...
سكت الاثنان وغرقوا في افكارهم ...حتي علا صوت ايمان فجأه ...
-لقتها !

توفيق بقله صبر: قولي ساكته ليه ...
- ما تسكت يا راجل اديني فرصه انطق !
-اهوه ...
سردت عليه تفاصيل فكرتها التي من خلالها يمكنهم التحجج والرجوع الي القاهره قبل اتمام الزواج ...(التمثيلية اللي حصلت من شويه )

انتهي الفلاش بالك

ليلي وهي تبكي: هتوحشيني يا بدور ابجي طمنيني علي خالتي اول ما توصلوا اوعاكي تنسيني !
احتضنتها بدور لاخر مره وطنئنتها ...
-متقلقيش وان شاء الله ماما هتبقي تمام...
ضحكت ليلي بخفوت: مش جلجانه كل مااسمعك بتتكلمي كيف اهل البندر بطمن عليكي يا بت ابوي ...

-هههههههه ربنا يخليكي ليا ...ويسعدك انتي وعلي حافظي عليه يا ليلي، علي بيحبك انا بشوف حبه ليكي !..
- ونبي اتلهي وركزي مع يونس وكفايه عناد ! يونس واد عمي منيح وطيب !
ضحكت بدور بآسي: يونس ابن عمك هيجنني ..يلا ادعيلي...

روحيه وابراهيم وقفوا يودعوهم ! اكدوا عليهم الاتصال بهم عند الوصول للاطمئنان علي إيمان وصحتها ...
ركب جابر و وداد مع توفيق وايمان واخذ يونس سيارة عمه مع بدور التي وعدت نفسها ان تتجاهله طوال الطريق...
لوحت لهم روحيه حتي اختفوا عن انظارها واستأذن علي و ليلي ...كان ابراهيم يأمل ان يستفرد ب روحيه فهو منذ ان صفعها وهي تتجنبه ولكن امله انهار عندما عرض علي توصيلها الي منزلها ...
ابراهيم لنفسه: ارحمني انت كومان ؛ هلاحجها منين ولا منين !
دخل الي داره واغلق الباب واخذ يخطط كيف يوقع روحيه في شباكه و اقناعها بالزواج منه !

علا صوت ورده باغنتيها الشهيره "حرمت احبك" داخل سياره يونس و بدور ...كان يونس ينظر اليها بطرف عنيه وهو يفكر في ما قاله جابر له ؟!
يونس بتوتر: ممكن تنامي شويه لحد ما نوصل السكه طويله ...
بدور ببرود: شكرا انا لما ابقي عايزة انام

يونس ببرطمه: اللهم طولك ياروح ...
بدور بتناكه: بتقول حاجه ؟!
يونس ببرود: لا خليكي في حالك !
-اما امرك عجيب فعلا ..انا غلطانه اني رديت عليك...

عقدت ذراعيها ونظرت من النافذه، نفخ يونس وتضايق من تسارعه و عنادهم الدائم ...كلما اراد فتح صفحه جديده تجبره علي التثبت برأيه !
بدأت الحان الاغنيه الرائعه تلامس كلاهما وأت بدور تدندن بخفه معها ...كانت هذه الدندنه كالناي واجمل من الموسيقى نفسها لدي يونس ..
ياا الله كيف عشقها اقتحم قلبه دون سابق انذار ! لاول مره يعترف لنفسه بذلك ؟! لماذا هي بالذات وما كل هذا التأثير، فنظره من عينيها المكحله تنسيه الدنيا و مافيها و مجرد صوت تعبر به عن سعادتها يصيبه برعشه في داخله ! حبها لعنه تملكته وتركه يهوى دون ملاذ يقصده...كيف يجعلها تحبه !
كان يتذكر نظراتها له ومواقفهم معا في البداية ...اين هذا الامل والاعجاب الذي رأه يوما في عينيها ...وكان يمني نفسه به !
تفحص يداها وهي تدبدب علي الكرسي بجوارها ولم يستطع المقاومه فهي ملكه الان ولا سبب لكبح نفسه !
امسك يدها وشبك اصابعهم سويا ...بدور بدهشه توقفت عن الغناء...

-سيب !
يونس بلا مبالاه: ركزي في اللي انتي فيه !
بدور وبروده يذهلها اكثر ...
-انت يا بني ادم يا بارد انت سيب ايدي ...
ضغط علي يدها بشئ من القوة المتها قليلا...
-تؤ تؤ عيب كلمي جوزك عدل...
عضت علي لسانها حتي لا تخبره بأن يذهب الي الجحيم ...فمع يونس هو دائما المنتصر ! لا تعلم ما العمل اتقتله ام تقتل نفسها لعدم سيطرتها علي قلبها الخائن الذي يأبي ان يتوقف عن دقاته المناديه لاسمه ؟
بدور لنفسها: ايه القط مش بيحب الا خناقه بجد بقا !
ابتسمت قليلا والتفتت للجهه الاخري حتي لا يراها ...ظل عقلها يعيدها الي اول يوم في كليتها و معاملته الاستثنائية لها في هذا اليوم ...سرحت في مواقفهم وتناست يده الممسكة لها وبدون وعي بدأ ابهامها يتحرك علي يده ...
نظر يونس الي اصابعها التي تلامس يده ذهابا وايابا...هي حركه تكاد تكون غير ملحوظه ولكنها خطفت انفاسه حرفيا واصبحت دقات قلبه تتلاحق كدقات الخيل في السباق ... اخذ نفسا عميقا ليسيطر علي مشاعره...ففي احلامه لم يتخيل ان تتجرأ وتلامسه او تداعبه هكذا ...
بدأت اصابعه تلقائيا تبادلها الحركات وتعتصر اصابعها ..قرب يدها من فمه وطبع قبلات شغوفه علي كل اصبع، توقفت فجأه عندما شعرت بملمس شفتاه علي يدها ..اغمضت عيناها وكأنها تهرب منه ومن هذا الشعور الذي يجبره داخلها حاولت ان تغلق قبضتها ولكن ما كان منها الا ان احكمت قبضتها علي اصابعه ...

نظر لها يونس يتفحص رد فعلها ونور القمر يعكس وجهها في النافذه وعيونها المغلقه استسلاما له ...لم يتحمل كل هذه المشاعر فتوقف بجانب الطريق وشدها اليه، ابتلع شهقتها داخل فمه المتشوق للمسها منذ سنين..لينسي بلمسه واحده كل غضبه وعناده ..حاولت بدور التملص منه فدفعت يداها صدره بضعف وهو يخطفها الي اعالي السحاب ..دار بها رأسها من شده المشاعر المنبثقه منه اليها ...
ابتعد عنها يونس بعد مده و وضع كفيه علي جانبي وجهها، مرر اصابعه بخفه علي خديها المحمران وتفحص ملامحها وعيونها المغلقه ..تعالت انفاسه اكثر عندما وقع نظره علي شفتيها المنتفخه قليلا من قبلاته ..فطبع قبله اخيره عليها واردف بصوت اجش...
-انهارده كنتي احلي عروسه شفتها في حياتي...

فتحت عينيها فجأه غير متوقعه هذا الاطراء وخجلت عندما رأت قربه منها ونظراته الحانيه ..
ازالت يده بهدوء ونظرت الي اسفل بخجل ابتسم له يونس.. التفتت في كرسيها واراحت رأسها الذي مازال غير متزن، بشكل فهمه يونس جيدا ...
ابتسم لنفسه وشعر بانه يحطم اسوارها وقريبا ستصبح ملكه دون قيود وبإرادتها ...
اعاد تدوير سيارته وهو يشعر ان السعاده قريبه منهم والهدف اقترب ..لم يكتفي يونس بل امسك يدها مره اخري ووضعها علي ساقه وهي مستسلمه له ولافعاله ... متقبله انتصاره اليوم فهي متعبه ومنهكه جسديا وعاطفيا...

في الصباح الباكر وصلوا الي منزلهم بالقاهره ...
جابر بهدوء وهو يهز وداد: وداد اصحي احنا وصلنا..
فاقت وهي مفزوعه قليلا وتأكدت ان وشاحها مازال علي وجهها ونزلت من السياره لتلاحق توفيق وايمان ...
وقفت وسط الحوش تشاهدهم يصعدون الدرج لا تعلم اين ملجأها او اين تذهب ! فقد سمعت توفيق يخبر ايمان بان تصعد معه الي شقتهم لترتاح وترك الاولاد يتعاملون ..فهي لا تريد ان تكون عبأ عليهم اكثر من ذلك...

وداد لنفسها بحزن: اترميتي يا وداد واللي كان كان، حتي امك مودعتكيش وكأن الحج علي مش عليهم ...ربنا يستر م اللي جاي ويجدرني ع اللي اني فيه !

دخل جابر وهو يتثاءب لايرغب بشئ اكثر من حماما دافئا وسريره ليرتاح..رأها تقف بحيره عند مدخل الدرج فتوجه اليها...
جابر بهدوء: انتي وقفه ليه كده ؟ تعالي اطلعي، ماما زمانها دخلت ...
اسرعت وداد: ايوووه سمعت الحاج بيجول انها هتريح إشويه ...
توقف بعد ان اشار لها بان تتبعه ونظر لها بتفكير...
-طيب تعالي ورايا...

صعد الي الاعلي فوجد باب شقتهم مغلق ...فتوقع ان والدته بالمحبه قررت ان ترتاح قليلا قبل رؤيه الطبيب ...فتح باب شقته المتواضعه التي يتشاركها مع يونس منذ ان جاءت بدور العيش معهم ...
جابر بتوتر: اتفضلي ...
دخلت وداد وقلبها يدق من الخوف والقلق ولكنها اجبرت نفسها علي الحركه لاطاعته...
فرك اسفل رقبته بتوتر وهو ينظر الي منزله الغير مرتب قليلا والذي يليق بشاب اعزب يرفض ان تخدمه والدته تماما...نظر الي وداد الواقفه في مكانها كالتمثال فقط نظراتها تتنقل في المكان...
استجمع شجاعته قليلا فيجب عليهم التعامل فهي زوجته الان سواء شاءت ام ابت !
-تعالي ننام شويه ونرتاح من الطريق احنا كمان...دي شقتي يعني شقتك دلوقتي ...احم اقصد اقول يعني خدي رحتك وشيلي الخمار اللي علي وشك ده يابنتي انا اتحريتلك !
هزت رأسها بالموافقه فشعر بخيبه الامل ..يبدو ان المشوار طويل امامهم ...
-احم طيب ده الحمام تقدري تدخلي تاخدي شور وتغيري هدومك واقلعي اللي علي وشك ده ...وانا هدخل الحمام بتاع الاوضه هغير و كده لما اطلع هنظبط سوا تمام...
هزت رأسها مره اخري...

جابر بضيق: ايه ؟ ما تتكلمي انا بكره الحركات دي !
وداد بخوف منه ومن غربتها تلك: حاضر اللي تشوفه ...
جابر لم يتوقع كل هذه الطاعه وشعر بخوفها ..قرر ان يبتعد ويعطيها مساحه لتستجمع نفسها !
-طيب عن اذنك ...
دخل جابر واغلق باب غرفته خلقه فتنفست هي الصعداء وهرعت الي حقيبتها التي وضعها جابر بجوار الباب تخرج رداء نومها الطويل وانطلقت بسرعه الي الحمام قبل ان يغير رأيه !
بعد ان انتهي جابر خرج وهو يرتدي بجامته التي لا يرتديها ابدا لكنه لا يريد إخافتها اكثر من اللازم...
جابر بحنق: علي الله يطمر بس ومتجننيش ..
نظر الي شقته الغير مرتبه ودعا علي يونس في سره فهو من جعله كسول وكان الاثنان يلتهيان في السهر والحديث حتي يغلبهم النوم...حاول ان يرتب قليلا قبل ان تخرج وداد التي تأخرت قليلا ولكنه قرر اعطاءها عشر دقائق اخري قبل ان يطرق بابها ...
جمع جميع الثياب المنتشره في ارجاء الردهه و غرفته ..فقد قرر اعطاءها غرفته للنوم فيها بينما ينام هو بغرفه يونس مؤقتا حتي يجدا حل سويا...
توجه جابر بعد انتهاء العشر دقائق ليطرق باب الحمام ولكنها سبقته وفتحته وهو يرفع يده ...ارتعبت وداد وعادت خطوه الي الوراء وهي تضع يد علي صدرها ...
-فجعتني !

ابتسم جابر وهو يري شعرها المبلل متشابك علي وجهها ...
-معلش اصل كنت عايز اطمن بس ..
-احم اني كويسه ...
ازالت شعرها المتلاصق علي وجهها فظهر له احمرار و انتفاخ وجهها قليلا بجانب عينها وكأن احدا ما قد صفها او لكمها بشده ..اقترب منها بلا وعي وخضه ووضع يده علي ذقنها، رفع رأسها قليلا وازاح باقي شعرها ليتفحص هذا الضرر...
جابر بغضب: ايه اللي في وشك ده ؟ مين عمل كده !
وداد بحزن: مفيش حاجه !

-مفيش حاجه ! انتي ازاي متقوليش ان حد جه نحيتك ؟! انتي مراتي دلوقتي ومحدش في الدنيا يحقله يمد ايده عليكي !
وداد وهي تمسك دموعها: الله يرضي عليك مش رايده اتحدث ...
جابر وهي يجز علي اسنانه ابتعد عنها وهو يضرب كف علي كف فانتفضت بفزع مما اغضبه اكثر...وضع يده علي رأسه واعطاها ظهره ...
جابر بحده: عمار اللي ضربك مش كده ؟
وداد باستسلام وهي تشعر بالغضب منبثق منه ولكن لماذا ؟!...
-إيووه ..

نفخ الهواء من فمه ببطء ثم استدار ليحادثها ...
-ماشي انا هبقي اتصرف في الموضوع ده بس من هنا ورايح اي حد يعملك حاجه او يلمسك تقوليلي ...ماشي؟!
وداد بعدم فهم: حاضر..
-يلا ادخلي الاوضه دي وارتاحي شويه انهارده يوم طويل ! ولو عايزه حاجه انا في الاوضه دي خبطي عليا انا نومي خفيف...
نظرت له ببلاهه هل سيتركها لحالها ولا يطالبها بشئ ؟ لم تتوقع هذا وشعرت بحمل ثقيل يزال من علي اكتافها ..لم تعطه فرصه اعاده كلامه ..هزت رأسها وهرعت الي داخل الغرفه وهي تشعر بجسدها يترنح من التعب فاعصابها المشدوده منذ الامس قد ارتخت !
وداد لنفسها: الحمد والشكر ليك يارب ...يارب اني غلبانه لو خير جربهولي ولو شر بعدوا عني ..اني مش فهماك يا جابر !
نامت وداد وهي تفكر في جابر وتحاول تفسير افعاله !



look/images/icons/i1.gif رواية أسرى القلب
  20-12-2021 10:55 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر

يونس بغضب: افتحي يا بدور متستفزنيش !
استمر في الدق علي باب الحمام ...لتخرج بدور بعد امضاء ساعه تستحم وتضيع الوقت فقط لتغضبه وتمحي ضحكه الانتصار تلك من علي وجهه ...
بدور ببرود: ايه في ايه ؟! الدنيا اتهدت !
اردف بغضب وغيظ: انتي عارفه كويس اوي اني كنت هدخل استحمي الاول انا طول الطريق سايق وهلكان ...
-والله مش ذنبي قلتلك اتفضل نطلع فوق عند ماما إيمان انت اللي اصريت نقعد في شقه الضيوف !

يونس وهو يمسح علي وجهه حتي لايصفعها !
-مانتي سمعاني وانا بكلم جابر ..قال ماما هترتاح ومش عايز ازعجهم !
-خلاص خلاص ادخل بلاش تضيع وقت...
اتجهت الي السرير تجهزه وتفرش ملاءه جديده فمر وقت طويل منذ ان جاء ضيف لهم وتم تنضيف البيت له ...انتهي يونس ليجدها تضع وساده علي الاريكه ..فتصنع عدم فهم مقصدها وتوجه الي السرير يرمي بثقله عليه ...
بدور بغيظ: حيلك حيلك بتعمل ايه ...انا اللي هنام علي السرير!
يونس بمكر: طيب ...
-طيب ايه ؟!
-طيب نامي هو انا ماسكك !
بدور بعدم تصديق: قوم يا يونس انا مش بهزر انت هتنام علي الكنبه !
يونس بمرح: ولا انا بهزر ...تصبحي علي خير..
عدل الوساده تحت رأسه وشرع في النوم...دبت قدميها بغضب طفولي ...
-خليك اشبع بيه انا هنام ع الكنبه ...
اقتربت منها وظنت انه سيتوقف عن تصرفاته تلك ويترك لها الفراش ...لكنه تقلب مما اشعل النار بداخلها...
بدور بغل: الله يرحمك يا رجوله !
يونس بابتسامه الذئاب استقام قليلا ونظر لها ...

-طيب تراهني !
قررت هي اصطناع عدم الفهم هذه المره وقالت بغضب ممزوج بخجل ...
-اقولك اشبع بيه ...انا طالعه انام في اوضتي !
اخذت خطوات سريعه وواثقه نحو الباب تاركه يونس يضحك علي طفولتها ... صعدت علي الدرجه الاولي ...الثانيه ...الثالثه ...فوجدت نفسها ترفع الي اعلي وتهبط علي كتف يونس ..
بدور بخوف احاطت خصره من الخلف ورأسها عند نصف ظهره ...
-انت مجنون ...نزلني !
يونس ببرود: لا...
دخل واغلق الباب بقدمه وتوجه نحو غرفتهم وهي ترفص بقدميها علها تصيبه باذي ...انزلق ردائها قليلا ..فاراد يونس ملاعبتها...
-اوبااا ايه الرجلين الحلوة دي رفصه تاني بقا عشان الرؤيه توضح !...
توقفت بدور عن الحركه نهائيا وشعرت بخجل يسري في سائر جسدها ..وارتخت تماما علي كتفه...
قهقه يونس علي رده فعلها مما اغضبها اكثر، وضعها علي الفراش فحاولت التملص منه ولكنه كان اسرع منها نام بجوارها وسحبها الي احضانه،فتحت بدور فمها لتعترض فوضع يده عليه ونظر الي عينها بجديه ...

يونس بهدوء ونص ابتسامته التي تظر احدي غمزاته ...
- بدور لو منمتيش دلوقتي حالا هغير رأيي عن النوم تماما واصحي للصبح وتبقي صبحيه مباركه يا عروسه،اختيارك ؟!
قبل ان ينهي جملته كانت بدور مغلقه عيناها معلنه اختيارها للنوم...تركها يونس واتجه لاغلاق النور،استلقي هذه المره وبحث عنها في الضوء الخافت بيده ليستدرجها من اخر السرير الي احضانه...علت انفاسها من الخوف وانكمشت علي نفسها قليلا، قبلها علي رأسها ووضع رأسه علي جانب رقبتها ورأسها ليغوص في نوم عميق ساحبا اياها معه في عالم من الاحلام الجميله...

استيقظ يونس بعد ساعات عندما شعر بقدم بدور تحيطه وهي نائمه ...
يونس لنفسه: اه انا اللي جبته لنفسي !
حاول يونس ان يبعد نفسه عنها قليلا ولكنها تشبثت به كالخفاش ...شعر يونس بالحراره وبانفاسه تتقطع من قربها..هذه الفتاة ستكون السبب في مماته !
وضع يده علي كتفها ليهزها بخفه ...
يونس بصوته النائم قليلا: بدور اصحي ...
اصدرت صوتا كاد يفقده صوابه تماما واقتربت من صدره اكثر...
يونس بتعجل وقلق من نفسه: بدور يا بدور اصحي ...
استيقظت قليلا من اجمل نوم نامته في حياتها ..ردت عليه وهي تظن نفسها مازالت في احلامها ...
بدور بصوت خافت: بس يا يونس...

تسارعت دقات قلبه ولم يتحمل ..امسك رقبتها ورفع رأسها ليخطف ثغرها في قبله الهبت كيانه ..استيقظت بدور علي قبله كالاعصار الاهوج لا تعلم اين رأسها من قدمها ؛ كانت كالذي يغرق انفاسها مخطوفه و يداها تبحثان عن ملاذ للتمسك بالحياة، استقرت يداها علي كتفيه تمسك بملابسه بشده خوفا من ان تضيع وسط عاصفته ...
شعرت بيداه تجول جسدها بحريه وتقربها منه باشتياق اخافها، فانطلقت صافره الانذار بعقلها .. دفعته بيدها، فتوقف باعجوبه هو نفسه لم يستطع تصديق قدرته علي التوقف! ففي هذه اللحظه كان عالمه كله يتمحور حولها وقلبه يريدها هي فقط !

ابتعد عن شفتيها و استلقي علي ظهره واضعا رأسها بين ذقنه و صدره يربط عليها بحنان...
كانت هذه الحركه البسيطه كفيله بان يرتعش سائر جسدها .. ضمها اليه اكثر ثم رفع رأسها لتنظر اليه ...
يونس بحب: صباح الورد !
بدور بخجل و غضب من نفسها علي ضعفها معه ...
-صباح الخير ..ممكن اقوم بعد اذنك !
شعر يونس برجوعها الي عنادها فتنهد تنهيده كبيره وتركها ...
-اتفضلي واجهزي بسرعه عشان نطلع لماما ...
-حاضر...
دخلت الي الحمام ووضعت يدها علي قلبها المتسارع ...

بدور لنفسها: انتي غبيه وضعيفه بجد ! اوعي تفتكري انه بيحبك !متنسيش اللي قاله وانتي في بيت ابوكي ...هو كان بيتسلي بس و دلوقتي انتي مدياله الفرصه انه يلعب بيكي برافو عليكي فعلا اوهمي نفسك بالحب اكتر و مفيش حاجه بالاسم ده، انتي لو مكنتيش قويه من دلوقتي حلمك هيتدمر !
كلما تذكرت جملته (احبك انتي ! متديش نفسك حجم اكبر من جحمك) تشتعل النار بداخلها وتغضب علي نفسها لاستلامها ...
خرجت وهي غاضبه ...رفع يونس حاجبه باستغراب ولكنه تركها ودخل هو الاخر حتي يجهز ويصعد الي والدته ...

في شقه جابر ووداد ...
وقف جابر ينظر الي ثلاجته الفارغه...
-اوووف ياربي لازم اظبط حاجات كتير، انت راجل مسئول دلوقتي، ينفع الشقه مفهاش لقمه كدع، يلا نعدي بس انهارده ومن بكره هظبط ...
توجه الي غرفتها ليوقظها ...
-احم وداد اصحي
جاءه الرد سريعا وكأنها كانت تنتظر حتي يستيقظ ويسمح لها بالخروج ...
-إيووه اني صاحيه اهاه ...
فتحت الباب فوجدت جابر امامها ابتسم لها واردف قائلا...
-صباح الخير...
خجلت منه وداد فجأه ..
وداد لنفسها: يالهوووووي ايه العينين الخضره دي ! يالهوي يالهوي !
قضب حاجبيه باستغراب: مالك في ايه ؟
-هاه لااااه مفيش ...احم صباح الخير...
-اممم طيب يلا تعالي نروح عند ماما ناكل ونشوف هنروح لانهي دكتور ...زمانك جعانه معلش اصل انا متعود اكل هناك فقليل ما بجيب اكل الشقه هنا ومكنتش عامل حسابي ...
وداد بابتسامه: عادي اني لسه مش جعانه ...
اتجه الي الخارج ...
جابر: بصي خبطي وادخلي عقبال ما نادي يونس وبيبو من تحت ...
وداد باستغراب: بيبو مين ؟
جابر بضحك: بدور اقصد ...
اراد ان يتواصل معها وان يصادقها فقرر ان يحكي لها عن حياته ومن حوله عند كل موقف يقابله لتندمج اسرع ...
-هههههههه اصل انا مطلع الاسم ده علي بدور عشان اغيظ يونس بيها ...
وداد بابتسامه: هو بيحبها جوي إكده ؟!
-يوووه فوق ماتتصوري بس غبي بعيد عنك مش فاهم لسه ...
-هههههههه ربنا يسعدهم ! اني حبيت بدور من ساعه ما شفتها ...
نظر لها بحب ومرح ...
-ويقدرني واسعدك !
خجلت وداد وظل عقلها يتعجب منه ومن سلاسته و تصرفاته الرائعه نحوها ...يكفي انه قبل الزواج منها فقط لانقاذها ...
وداد لنفسها: هو ليه طيب بالطريجه دي ؟!
ظلت تنظر له وكأنه من عجائب الدنيا السبع بينما اخذ هو يبتسم ويلاعب حاجبيه لمشاكستها علي حملقتها به ...

قطع لحظتهم صعود بدور و يونس الغاضب من تجاهل بدور له حتي بعد لحظاتهم معا ...

بدور بابتسامه: صباح الخير..عاملين ايه ؟
توجهت الي وداد لتحتضنها ..كمحاوله لجعلها تتأقلم سريعا وتشعر بالامان بينهم ...
-صباحو يا بيبو ...
يونس بتكدر: صباح الخير ..
جابر بقرف: صباح التكشير يا جدع انت وشك معلق علي النكد علي طول !
تجاهله يونس وتوجه ليفتح باب شقه والديه ...وجدوا ايمان وتوفيق يجهزوا الغداء وايمان في افضل حال ...
جابر بقلق:انتي قومتي ليه يا ماما من السرير مش قولنا ترتاحي لحد ما نروح للدكتور...
يونس: ليه يا ماما تعبتي نفسك احنا كنا هنظبط الدنيا ...
توجهت نحوها بدور ساحبه معها وداد واخذت ايمان من يدها،اجلستها وجلست بدور علي يمينها واشارت لوداد بعينيها ان تجلس الي اليسار ..
-لا بجد زعلانه منك ! مش انتي عندك بنتين دلوقتي بتعملي ليه حاجه...
ايمان بضحك: يابت ده انا زي الحصان اهوه ..انتو قلقانين ليه !
-حتي لو مش تعبانه ..انتي تقعدي وارتاحي واحنا هنقوم بالواجب وزياده ..
هزت وداد رأسها بالموافقه واردفت ...
-سلامتك يا خاله ...
-قوليلي يا ماما انتي بنتي دلوقتي ولا ايه ...
ابتسمت بخجل: حاضر يا ماما...
سعد جابر بالتواصل بينهم فاكثر مخاوفه هي الا تنسجم مع عائلته التي يعشقها ويعيش لها...
يونس: يلا يا ماما البسي عقبال ما الاكل يتحط ناكل ونروح للدكتور علي طول...
ايمان بتوتر: احممم طيب ادخلوا انتو يا بنات عشان البوتجاز والع ..
توفيق وهي يحاول الهروب: طيب انا هنزل ثواني اجيب حاجه من هنا وراجع...
ضيقت عيناها بتوعد وهو يغادر ويقفل الباب ...نظرت الي عيون يونس و جابر المترقبه ...
-احم تعالوا معايا الاوضه ...
في الداخل سردت لهم تفاصيل خطتها هي وتوفيق...
يونس بغضب: يا سلام توقعي قلبنا بالطريقه دي عشان حاجات غريبه ..كنت هتصرف علي فكره ...
ايمان بضيق واستخفاف: و الله و كنت هتتصرف ازاي بقا يا شطور ؟!
-ماما لو سمحتي !
جابر بضحك: ما ترد يا شطور... والنعمه انتي ام عسليه ..ودماغك تتلف في حرير..
ايمان بقهقهه: ايوة انت اللي مدلعني سيبك من الواد ده معرفش انا طالع نكد لمين ! ابوك كان بيهزر ويضحك علي طول ..
جابر: انا عارف يا ختي !
يونس بحنق: انا قاعد هنا علي فكرة و سامع !
ايمان بلا مبالاه: ما تسمع ..انا هخاف منك يا واد ولا ايه ؟ لاااا الحركات دي اعملهم علي بدور الغلبانه اللي مطلع عنيها...
يونس: ايوه صح ..انا اللي مطلع عنيها ..انا ماشي قبل ما تجنوني ...
تركهم وتوجه الي عنيدته فوجدها تضحك وتتحدث مع وداد ..عاد الي غرفتها وغرفته سابقا، رأي عدت الهندسه التي اعطاها لها وتذكر هذا اليوم وكيف بكت وانهارت وقضي اليوم معها ...هي رقيقه بداخلها و لكنها عنيده كالاطفال ...
اشاح برأسه شمالا ويمينا بحيره ...كيف يهدم تلك الأسوار داخلها غهو يعلم جيدا انها تبادله مشاعر فلا يمكن لانثي ان تستسلم ولو قليلا الي رجل الا وان شغل قلبها وتفكيرها ...
بقي السؤال الاكبر كيف يحثها علي الاعتراف بانها تحبه او جعلها تتقبل فكره زواجهم ؟

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 8 < 1 2 3 4 5 6 7 8 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1976 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1454 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1465 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1282 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2451 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسرى ، القلب ،











الساعة الآن 07:05 PM