رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي عشر
علي بمكر: مش تجولي ان يونس رايد بدور ...بدل مااعرف منيه ! ليلي باستغراب: يونس ! كيف يعني رايدها ؟! علي بقله صبر: عيتصور معاها ويرجعهالكم تاني .. ليلي بغيظ: علي اني مش ناجسه عكننه ع اخر الليل ... علي بضيق: وانا اللي بعكنن عليكي ...خلاص يابت الناس انا هتخمد اهااه... اعطاها ظهره ونام واضعا الوساده علي رأسه..
عضت علي اظافرها والفضول يقتلها بينما يعد هو الثواني، يعلم طبع زوجته جيدا وانها لن تنهي هذه المحادثه قبل ان تعلم كل صغيرة وكبيرة ... استلقت بجانبه وهزته بخفه وهي تسند رأسها بيدها ... -علي انت نمت ؟! اني مجصدتش ازعلك والله ... ابتسم علي من تحت وسادته ... -امممممممم إيوه نمت ... لتعاود هزه مرة اخري وهي تبعد الوساده من علي رأسه... -يا علي جوم بالله عليك ...كمل الاول يونس بدوا بدور بحج وحجيجي ... اعتدل الي جانبه الاخر ليواجهها ويضع رأسه علي يده مثلها تماما... -جولتيلي ...يعني مش زعلي اللي مجلج منامك ...فضولك ديه مش هيريحك واصل يامرتي... ابتسمت بخجل وزمت شفتيها ...انتقلت عيناه علي وجهها تحفر ملامحها وتعابيرها بحب كبير... -يوووووه يا علي ...ما انت عارفني بجا ..بتجنني ليه عاد ...احكيلي يلاااا... ابتسم ابتسامته الخلابه التي تظهر اسنانه البيضاء واردف قائلا... -إيووة اني عارفك ...
سرد لها علي ما حدث وهو مستمتع باهتمامها المنصب بالكامل عليه وعلي فمه ... كانت ليلي تهز نفسها كل 3 دقائق حتي تنتبه الي كلامه فحركه شفتاه تعمل كمسكر لعقلها ... ابتسمت علي هذا التفكير وهزت رأسها كي يستكمل حديثه ...
علي بتنهيده: بس إكده و ان شاء الله لو ضغطنا عليه اني و يونس هيرضي والفرح يتم بدل فرح ابوكي اكيد ... اعتدلت لتربع ساقيها ونظرت امامها بفرحه وفمها مفتوح من صدمه ما سمعته ! فهذا يعني نجاح خطتهم ولكن كيف ينهوا هذه الزيجه قبل ان تبدأ ...وبدور ويونس ! رب العباد يحب شقيقتها وبعث لها بنجده من عنده ليعوضها عن كل شئ... استقام علي قليلا وسند يده بجوارها وهو يجلس ويلتصق بها كتف الي كتف ... رفع حاجبيه من انشغالها وتركيزها الرهيب في التفكير وفمها المفتوح ... لمس بيده ذقنها ليضغط عليه لاعلي حتي يقفل فمها ..رمشت ليلي بتوهان ونظرت الي علي المتعجب منها بابتسامته التي تعشقها لتحمر خجلا من سخافتها وقربه منها ... تنحنحت: احم احم ...انت هتنام ! نظر الي عيناها ووجهها وهو يمسك خصله من شعرها يقربها من انفه ... -لااااه ... ليميل عليها مجبرا جسدها الي الخلف ليغيبا معا في عالمهم الخاص ... (متركزوش متركزوش خلينا ف حالنا يا موهيي)
مر يومان ليتبقي ثلاث ايام علي موعد الزفاف و كل يوم يتقابل علي ويونس في محاوله لافشال زيجتهم مع العزايزة...
يونس بحنق: خلاص الدنيا ضاقت بينا ..مش عارفين نخلص من ام الموضوع ده... علي بضيق: وحد الله يا يونس هنلاجي حل... استهدي بالله بس... -خلاص انا ماشي..عايز حاجه مني؟ -لاااه اني هرجع الدوار بدور إهناك مع ليلي وكان بدها ياني ارجعها دوارهم دلوك.. لمعت عين يونس وقال بسرعه ... -انا كمان مروح بص ركز انت ف شغلك وانا هروح اروحها... ابتسم علي بمكر ثم اردف: عمي هيزعل يا ابن الناس... ضحك ييونس: مش هيعرف وبعدين دي هتبقي مراتي وفوق ده كله انا ابن عمها ...
هز رأسه بالموافقه: يلا بينااا... وصل الاثنان فوجدوا بدور واضعه ماهر علي رأسها وتركض به ممسكا بساقيه وهو يطلق ضحكاته الطفوليه البريئه ... ابتسم يونس لعلي علي سخافتها ... توقفت بدور عن اللعب مع ابن اختها الحبيب ونظرت الي يونس فأختفت ابتسامتها ونظرت الي الجهه الاخري،اتعطي اختها الطفل ولفت شالها لتخفي وجهها... ليلي: معلش يا علي اصل بدور مش عايزه تتأخر عليهم عشان ابوي ... ليقاطعها يونس: مفيش مشكله انا مروح وهاخدها معايا... بدور بغضب: لااا مش هروح معاك... يونس بغضب: هو انا بعزم عليكي! يلا قدامي .. نكزتها ليلي حتي تخرس وتستمع لكلامه، فاتجهت الي غرفه الضيوف كأعلان عن تمردها ولكن يونس لحق بها بغضب و وضع قدمه قبل ان تغلق الباب، دفعه مجبرا ايها للرجوع خطوتين الي الخلف ليدخل هو ويغلق الباب خلفهم وسط ذهول علي وليلي... ليلي بذهول:ايه ديييه ؟انت هتسيبه يدخولها ! علي بقله حيله: انتم عيله ما يعلم بيها الا ربنا ...هي اختك رايده إيييه ! عجبها الكركوبه اللي ابوكي رايد يجوزهولها يعني !
دبت ليلي بقدمها من شده غيظها منه واتجه الي الباب لتتمكن من سماع ما يحدث بالداخل ...
ففي داخل الغرفه كان هناك بركان علي وشك الانفجار ... يونس: بقولك لمي الدور انا مش عايز اتغابي عليكي ! بدور بلا مبالاه: اتكلم علي قدك يا بابا تتغابي علي مين ؟! مد يده يجذبها له فامسك الشال بدلا منها ... بدور بصدمه: انت قليل الادب ...هات الشال بتاعي... ابتسم ببرود وقال: لاا ... -ياسلام علي برودك يا شيخ ! يونس بغضب وابتسامه لاتعكس داخله ... - فرحان جدا بيكي ..استمري ... اقتربت لشد شالها فابعد يده بسرعه ...حاولت مرة اخري فضحك ضحكه تشعل داخلها و ابعدها اكثر ...نظرت له بدور بغضب واقتربت منه في محاوله لخطف الشال من يده فرفعه هذه المره اعلي رأسه ليصبح فارق الطول بينهم يقف كعائق في طريقها ... شعرت بدور بخجل و حرج فكيف ستأخذه منه الان ...وضعت يد علي صدره وقفزت علها تصل اليه...حاولت مره والاخري لتنتقل الي عينيه الضاحكه و تصب كامل غضبها في نظرتها ... ابتسم يونس بمكر فانزل الشال حتي تمسك به ويحيط هو خصرها بكلتا ذراعيه... شهقت بدور وحاولت افلات يده... -ابعد عني ! انت مجنون ! يونس وهو يرفع حاجب: انتي عصبيه ليه هاه ؟! ماتهدي كده ! كانت ترجع بخطواتها وترمي بثقل جسدها للخلف لتجبره علي تركها ولكنه احكم قبضته وبدأت يخطو للخلف معها ... بدور بحده: بص لو ضربتك دلوقتي متزعلش ..انا ماسكه نفسي بالعافيييييييه ؟! ضحك بشده: اضربيني ! امسك قبضتها الملوحه امامه بتهديد ووضع قبله عليها وهي تقاومه بخجل، اخذ بيدها واضعا اياها علي قلبه ليردف بصوت خافت... -اضربيني هنا ... احمر وجهها وتعالت انفاسها من الخجل فسحبت يدها سريعا... -يالهوي يونس خلاص سيبني وهروح معاك!.. -دلوقتي خلاص !..انا مبسوط والله اضربيني اضربيني ! عاود ليمسك يدها وهي تكاد تبكي من الخجل .. -خلاص يايونس انا اسفه !
نظر الي خجلها الذي يعشقه وابتسم لنفسه ...ابتعد عنها وقال ... -ماااشي بس افتكري بقي قبل ما تضايقيني تاني ...عشان فعلا فعلا انا هبقي مبسوط وانتي بتضايقيني ... رغبت لو تلكمه علي فمه ولكنها التفت الي الباب وهي ترتدي شالها لفتحه سريعا...
كان علي يحاول شد ليلي بعيدا عن الباب ولكنها رفضت بشده، كانوا يتجادلون عندما فتح الباب ووقفت بدور ويونس الذي رفع حاجبه في تساءل ! علي:احم الحمدلله انكم خرجتم احنا كنا لساتنا هنخبط عليكم اصل إبدور هتتأخر ... يونس وهو لم يقتنع بحجتهم ويعلم انهم كانوا يتنصتون عليهم ... -اممممم ولا يهمك ...يلااا يابدور
قبلت بدور اختها وذهبت وراء يونس ... وضع يونس يده بجيبه وتطلع علي مناظر الطرق والاطفال تجري وتلعب امام بيوتهم ومنظر الخضرة الرائعه ... نظر بطرف عينيه الي بدور وجدها تتابع شاب بنظرتها...شعر بغيرة تجتاحه... يونس بصوت غاضب: بوصي قدامك وانتي ماشيه! شعر يونس بصدره يضيق وبالدنيا تسود من حوله ...فقد رأي بدور تلتفت اكثر من مره لماذا هذا الشاب ؟ اهناك علاقه بينهم ؟! الهذا رفضته ؟!..اراد لو يضربها حتي تكف عن النظر له ! فهو يريد نظراته له هو فقط .. لفت انتباه بدور شقاء الشاب الذي يعمل وشعرت بشفقه نحوه وهي تري طفله يجلس يراقبه بقله حيله ! مع وصولهم الي البيت كان يونس لايري امامه ... ما ان فتح الباب حتي دفعها بشده كادت توقعها الي الداخل... نظرت له بذهول وقالت: مش تحاسب ! يونس بنظره جنونيه وغضب .. - علي فوق لحد ما شوف هتصرف معاكي ازاي ! -نعم ! تتصرف معايا علي ايه ! -متفتكريش اني اهبل انا شفت الواد المعفن اللي كنتي بتبصيلوا وهتموتي ويبصلك...هو ده بقي حبيب القلب اللي رفضتيني عشانه ؟! إيمان بقلق: ايه صوتكم عالي؟ انتو اتجنيتوا ! اقتربت منها بدور تحتمي بها: ماما انا مش فاهمه ابنك عايز ايه مني ؟! وكل شويه يقول كلام متخلف ! يونس بغل: متخلف ؟! اااه عشان عرفتك علي حقيقتك بقيت متخلف...قوللها يا هانم كنتي مركزه مع راجل تاني ليه ! دخل جابر وتوفيق علي صوت يونس ... جابر: هو انتو علطول خناق ؟! توفيق بغضب: هو ده اللي اتفقنا عليه يا يونس؟ نزل ابراهيم ليري ما يحدث... -جرا ايه يا ولاد صوتكم عالي ليه ! بدور بحده وصوت عالي نسبيا وقد نست نفسها .. - اسأاله انا مشفتش بني ادم كده هو بيتحكم فيه ليه ! ابراهيم بغضب: اخرسي بلاش جله ادب انتي اتجنيتي بتعلي صوتك علي ابن عمك ... بدور بصوت مخنوق: يا بابا انت مش شايف بيزعقلي ازاي ؟ -يعمل اللي يعملوا هو الراجل و فاهم ابيعمل ايه ويجطم رجبتك كومان لو غلطي ! تعجب يونس من تصرفات عمه فقد ظن انه يكرهه! يونس مستغلا للامر: لو سمحت يا عمي انا هتجوز بدور يوم فرحك ! انا مصالحي كلها وقفت وكده هخسر فلوس كتيرة ... غضب ابراهيم من تذكره لفرحه الذي لا يعلم كيف يوقفه كاد ان يرفض ولكن بدور سبقته بالرد. بدور: لاااا مش هتجوزك ولو اخر راجل في الدنيا... ابراهيم و قد جن جنونه: لااااااه ده انتي مش مترابيه وانا هكسر راسك إبيدي ... امسكه يونس يهدءه قبل ان يصل الي بدور الباكيه ف حضن ايمان... فاردف بغضب: طيب يمين بالله لاني موافج يا يونس وفرحك الخميس الجااي انت وبدور ..سواء فرحي تم ولا لاااااه ...اتبسطي إكده يا يااااا مهندزه ...اما نشوف اخرت العلام اللي خرف نفوخك ديه ! ياني يانتي... شعرت بدور بالانكسار من تحقير والدها لها والحزن بانه يربط اهم قرار في حياتها بعناده ونظرت الي الارض ودموعها تتساقط.. شعر يونس بوخزة في قلبه من اجلها ولكن عقله يهنئه فقد استطاع اخضاعها لرغبته هي ووالدها لكن لماذا لا يسعده هذا الانتصار ويشعر بالالم لا بالسعاده ؟! يونس بهدوء: خلاص يا عمي حصل خير... صعد ابراهيم وهو يلعن حياته بينما نظر توفيق المقتضب بغضب الي ابنه قبل ان يغادر الي غرفته ...اخذت ايمان بدور الي اعلي بعد ان رمقت ابنها بنظرة خيبه الامل... جابر بحيرة: برافو عليك ...كده صح شفت فرحه عينيها بجوازكم لا بجد برافو ابهرتني... خرج جابر يستنشق الهواء ويمشي في القريه لينسي ما حدث للتو او عيون شرسه لفتاة خطفت قلبه من اول نظرة! ..
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني عشر
إيمان وهي تربت علي رأس بدور ... -بطلي يابت عبط بقا وبعدين انا زعلانه منك ؟ رفعت بدور رأسها من علي حجرها ونظرت لها بتساؤل ... -زعلانه مني انا ؟! ليه يا ماما ؟!
-ماما ايه بقا ما انتي مش عايزة ...هي دي معزتي عندك... -والله يا ماما ما فاهمه حاجه عشان خاطري انا فيه اللي مكفيني اتكلمي من غير الغاز... إيمان مصطنعه الحزن:لا الغاز ولا حاجه ...بس افتكرتك هتبقي نفسك تعيشي معايا و تكوني بنتي بجد ! -ما انا بنتك بجد !
-طيب ليه رافضه جوازك من يونس ؟ بدور بحزن: عشان مش عايزة اتجوز بالطريقه دي ؟! إيمان بفهم: بصي يا بنتي انتي عارفه انا بحبك اد ايه وطبعا عارفه ان لو يونس ابني وحش مكنتش هتمناه ليكي، بس انتي حاولي تفهمي ده طيب جدا جدا بس عصبي حبتين وعيندي اوي ... -يعني يا ماما يتجوزني عشان يعاند فيه ده ينفع ؟!
-يابنتي افهمي بقي انا بتحايل عليه يتجوز من زمان وهو رافض لو يونس مش حاسس بمشاعر نحيتك مش هيبقي عايز يتجوزك... بدور بقله حيله: هو بيراضيكم يا امي انا متأكده اصلا ان عمي متفق معاه علي كده عشان يحقق حلمي ...بس اللي متأكده منه اكتر ان اللي عنده عناد كده ممكن يوصل لدرجه انه يحرمني من الحلم ده عشان ينتصر عليااا ! ايمان بنرفزة: مفيش الجو ده خالص ! انتي ليه مقتنعه انه عيند بس ! بدور بثبات وثقه: انا عارفه صدقيني يا ماما... إيمان بقله صبر: يوووووه انتي حره بقا ..انتي دماغك ناشفه زي عيلتك كلها متستغربيش عناده انتي اعند منه !
كان ابراهيم يحفر الارض ذهابا وإيابا من شده الغيظ ...والهم المندلق علي رأسه من كل جانب ... -مااااااشي يا روحيه انا هوريكي ابراهيم الشرجاوي هيسوي ايه فيكي !
فلاش باك من الصباح ...
عبدالله بهدوء: تمام كده يا حج بس انت لازم تكلم متولي عشان الحسابات كده متلغبطه ومش عايزين نقع في مشاكل مع الشريك مره تانيه ! ابراهيم بموافقه: إيوة اني مش ناجص ... دخلت روحيه بكامل اناقتها البسيطه في نفس الوقت وهي تتغنج و تتدلل في خطواتها حامله صينيه الحلوي والشاي ... -اتفضل يا حج ... اخذها منها وهو يرمقها بنظره غاضبه يكره جمالها المنبثق للجميع من حوله ...لتفاجأه بنظرتها الخجله لمحاميه وهي تعطيه الحلوي ... روحيه وهي ترمش بعينيها وتنظر للاسفل: اتفضل يا عبودي ... ليخبط ابراهيم بكفه علي الطاوله ... ليبعث الرعب في قلبهم... -انتي اتخبلتي يا وليه !
عبدالله بخوف: مالك بس يا حج هي عملت ايه ؟ روحيه بخوف مصطنع: وحياتك انت معملت ايتوها حاجه ... ابراهيم وقد كاد يصفعها: انتي داخله تتغنجي وساكتلك من الصبح ! روحيه بخبث: الله مش هيبقي جوزي... صعق ابراهيم وتعقد لسانه وهو يتنفس بشده كالطور الهائج ليصيح بعبدالله ... -انت يا عبد الله ! ازاي تعمل اكده من غير ما تخبرني..الجوازه دي لا يمكن تتم ... عبدالله بتوتر وهو ينظر الي روحيه: وفيها ايه يا حج انا قلت عادي وانت الخير والبركه بردو و كنت جاي اقولك... روحيه بتحدي: ونستأذن ليه ده جوازي اني وياك ... صفعها ابراهيم هذه المرة دون وعي منه!
وضعت يدها علي وجهها بصدمه وهي تبكي من شده الالم و ركضت سريعا الي الداخل وقلبها يتمزق منه ...فهو ينجح في صدمها بزياده درجه قساوته يوما بعد يوم ... نظر ابراهيم بصدمه الي يده الذي ضربها بها في وسط ذهول عبدالله الذي اراد الهرب من امام غضبه ...كاد ان ينجح وهو يخطو بهدوء الي الخلف ناحية الباب ...لكن استوقفه صوت ابراهيم المرعب... ابراهيم بتهديد:عبدالله مفيش زواج عيتم ! روحيه تنساها واصل والا يمين بالله لانسي المعرفة اللي بيناتنا واخفيك من علي وش الارض ... عبدالله بخوف: اللي تشوفه يا فندم انا اصلا راجع مصر ومش هرجع قبل شهر او لو حضرتك طلبتني طبعا ! هز ابراهيم رأسه اذنا له بالرحيل ...ثم عاد بنظرة الي كفه مرة اخري...
ليست اول مرة يضرب امرأه فيها فلماذا هذا الاسي هي إمراه في حاجه الي التأديب ولكن علي ماذا ! هو من يحتاج المعاقبه هو من تركها في شبابه ورضي بها كخادمه لديه ولم يعاود المحاوله لاسترجاعها بعد ان منعه كبرياءه والان يذهب للزواج من طفله في عمر اولاده ! ما المشكله ان ترغب في الزواج ! وان تعيش بسعاده ولو مره في عمرها نعم يؤلمه انها لن تتزوج به وغيرته تنهش بداخله لكن انانيته منعته من رؤيه كل ذلك هو يريدها وسيعمل علي تحقيق هذه الغايه تحت اي ظرف ! ... ابراهيم لنفسه: مبجتش عارف بتسوي إيييه عجلك كبر خلااااص ...هتعمل ايه دلوك عشان تراضيها يا ابن الشرجاوي ؟! انتهي الفلاش باااااااك...
وضع يده علي رأسه علي امل ان ينسي ما حدث دون جدوي فها هو الليل يبزغ دون اي تغيير لايعلم رأسه من قدمه حتي الان... ارتدي ابراهيم عمامته بتأفف واخذ عباءته وعزم علي الذهاب الي زوج ابنته "علي" حتي يضع نهايه لهذا الزواج تحت اي ظرف ...
كان جابر يتجول في القريه ليلاا عندما التقي برفاعي غفير الخاص بعلي فأخبره بتجمعهم في القهوه معه ...قرر جابر الذهاب لتغير مزاجه قليلا... جابر: السلام عليكم علي: وعليكم السلام يا مرحب بيك ...نورتنا والله... جابر وهو يضع يده علي صدره كاشاره احترام وسعاده ... -الله يخليك ده نورك... -بس ايه مش عوايدك تخرج بليل إكده ...في حاجه ولا ايه ؟ -هااه لا كنت زهقان بس...الحمدلله لقتكم، قلت استغلكم شويه هههههههه... علي بضحك: هههههههه انت تؤمر ... جابر باستغراب: بس ايه انت مش في بيتك ليه لحد دلوقتي ؟! -مفيش كنت لامم الرجاله بجالهم فترة مدروخين مني جلت اصحصحهم إشويه... -ههههههههههههههههه واضح الصحصحه...شيشه دي ياعلي ! -واد يا رفاعي هاات دخانه لجابر باشا إهنه... جابر بابتسامه مرح: الله يخليك مش عارف اودي جمايلك دي فين ! -ههههههههههههه انت تؤمر وإحنا ننفذ ! ...
في مكان اخر... اذنها علي الباب تحاول سماع اي صوت صادر من ايا كان، دق قلبها استعداد لهذه اللحظه الحاسمه في حياتها ... امسكت حقيبتها الصغيرة وانطلقت علي اطراف اصابعها وهي تتخطي أروقه وغرف تخشي من بداخلها !... وداد بخوف: يارب استر يارب... هرعت سريعا الي الباب الخلفي واغلقته وراءها في هدوء واطلقت العنان لقدماها ... وكل ما ببالها هو ان تبتعد قدر الامكان عن بيت ضم كل مخاوفها ... وجدت ضوء ساطع امامها وصوت الرجال يعلوه شعرت بارتجاف في قلبها وحاولت التخفي قدر الامكان لتبتعد وتغير طريقها الي بيت خالتها في الجهه الاخري من البلده حتي تهربها الي قنا وتزوجها لابن سلفها الشاب هناك... شكرت الله علي وجود خالتها في حياتها فهي الوحيده التي تهتم بمصلحتها فعلاا...فلولا انها اتفقت معها علي الهروب لم تكن لتفكر فيه من الاساس ...
...
دخل إبراهيم وسط الرجال يبحث عن علي بعينيه ... ابراهيم:السلام عليكم ! رد الجميع: وعليكم السلام... قام علي بسرعه يرحب به ..امسك ابراهيم بذراعه وسحبه الي ركن بعيد عن مسامع الرجال... ابراهيم بقله صبر: اتصرف يا علي ؟ الجوازة دي مش لازم تتم اني جربت اتخنج! علي بهدوء: إهدي إكده يا عمي ! وان شاء الله كل حاجه هتبجي تومام... هز ابراهيم رأسه واتجه ليجلس علي احد الكراسي الفارغه فرأي جابر وهو مندمج وسط الرجال... ابراهيم مناديا: جاااابر ... وقف جابر بسرعه واتجه نحوه: نعم يا حاج... -كفايه إكده يا ولدي انت مش جد الدخان اللي إهنه ...بيكفي عليك وارجع احسن للدار ...اني رايدك إمعايا من الصبح وعايزك فايج ..
-احم حاضر يا حاج متقلقش عليا... ضحك علي: لاااه متجلجش عليه ده ابن بلد ابصاحيح ... جابر: هههههههه تشكر يا ذوق ...بس انا هروح فعلا كفايه كده ...عن اذنكم يا رجاله... القي السلام ورحل في طريقه ليتجه عقله الي عيون لم ينساها منذ ان خطا بقدماه مركز المنشاه... جابر: انا كان مالي ومال ام السفريه دي ! لمح خيال يجري وسط الحقول تعجب له ! لم يعره انتباه وقرر المضي في طريقه فاستوقفه سقوطه المفاجأه وصرخة انثي... تحرك سريعا نحوها وهو يتساءل ماذا حدث لها او ما الذي اخرجها من دارها بهذا الوقت ؟!
جابر بخوف: انتي كويسه ! حصلك حاجه ؟! وداد بألم: رجلي مش جادره ارفعها من عل الارض ... جابر بحيرة: هو في حد بيجري في الضلمه كده انتي مجنونه !هاتي ايدك كده قومي... وداد: اني مش ناجصاك انته كومان ... جابر بضيق: كمان لمضه ! هاتي ايدك ياختي هاتي... اوقفها جابر مسندا لها لكن الم قدمها باغتها ... وداد بألم: لاااه مش جادره واصل هموووت... جابر: اهدي بس وتعالي اقعدي هنا وريني رجليكي... خرج رفاعي يتحدث في هاتفه فرأي جابر يسند احدا ما ويجلسه علي صخره عاليه ... هرع اليهم: في حاجه يا جابر بيه ؟! تسمر مكانه عندما رأي وداد وهي تحاول اخفاء وجهها بالوشاح لكن بعد فوات الاوان... جابر: مفيش دي واحده وقعت شكل رجليها اتكسرت مفيش مستشفي قريبه هنا ؟! -لاااه في مستوصف بس زمان الدكتور نايم ...هنادي علي بيه يتصرف! ... ركض الي علي ليخبره بما رأه ...نزل الي مستواه وهو جالس ليهمس له بهدوء ..وقف علي مسرعا واتجه الي جابر ليتأكد بعينيه ...
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر
علي: براحه يا جابر عاد اجولك شيلها و دخلها العربيه إهناك رفاعي مستني... جابر بحنق: اشيلك و لا هتعصبيني ! وداد وهي تغطي وجهها: لاااه اني هروح لوحدي.. تأفف من عنادها وحملها رغما عنها متجها الي السياره ... وضعها في السيارة وسط مقاومتها و جلس بجوارها...
اغلق علي الباب ومال علي السائق يخبره بالذهاب الي منزل الطبيب الطبيب بالقرب من المستوصف... التفت جابر الي الفتاه التي لايتوقف لسانها عن توبيخه ليخرسها ولكن لسانه انعقد ما ان رأي وجهها التي نسيت من هول فعلته ان تخفيه عنه ... جابر بصدمه:انتي ! وداد بتوتر: هاااه إني ازاي يعني ... اعادت وضع وشاحها ولكنه منعها واستكمل قائلا... جابر بحنق: بتخبي ايه انتي كمان انا عرفتك خلاص ! وداد بخوف: الله يرضي عليك ما تخبر حدا من اهلي او الحاج ابراهيم ! جابر باستغراب: ليه ؟! هو في إيه بالظبط ؟! وداد بغضب: وانت مالك إنته ده إيه ديه ! جابر بغضب مماثل: تصدقي انا غلطان ان تاعب نفسي معاكي ومضيع وقتي علي عيله زيك ! -عيله ! ده اني ست البنات وإيوه غلطان !إني مطلبتش منك حاجه وااااصل ... -اااه...فعلا مش عيله انتي قطه تاكلي وتنكري ... وداد وهي علي اتم الاستعداد لقلب حياته رأس علي عقب بلسانها (تفرش الملايه يعني )... - لاااااااه حوش حوش الجمايل و الخير اللي بيجع منيك ! - بس بس اقفلي البلاعه دي الله يهدك ! نظرت له بغضب والتفت تنظر من نافذه السياره متجاهله إياه... جابر لنفسه: ياساتر ايه البت دي ! من بولاق دي مش من سوهاج كتها القرف... وقال انا اللي هموت عليها ومش سايبه تفكيري طول الايام دي اوووف عشان تحرم ... وداد لنفسها: راجل سمج وانتي اللي كنتي هتموتي عليه موته تلهفوه البعيد ... اما علي فقد وقف يطالع السياره وهي تختفي امام عينيه ...وهو يشكر الله علي ما حدث... نظر الي رفاعي بابتسامه مكر وانتصار ...
-رفاعي خد اتنين من الغفر و عايز البلد كلاتها جبل الشمس ما تشروج تعرف ان وداد بنت العزايزة كانت مع ابن الشراجوه في البلد بعد نص الليل ... رفاعي بفهم: تومام يا علي بييه ... هرع لتنفيذ كلام سيده ...امسك علي الهاتف وشرع في الاتصال بيونس الذي غاب النوم عنه ... يونس بتعجب: الو يا علي ... علي بابتسامه: الوووه يونس رايدك تسيب أيتها حاجه في ايدك وتجيب عمي وتجولي طووالي... يونس: الساعه 4 الفجر ! علي: همل يا يونس واني هحكيلكم كل حاجه ... يونس بقله حيله: طيب طيب هصحيه واجي علطول...في القهوه صح ... -إيوووة ...متعوجوش... -حاضر سلام... -مع السلامه...
اغلق علي الهاتف وجلس في انتظار يونس و ابراهيم...
اما ليلي فأخذت تجول البيت ذهابا وإيابا وتلعن زوجها علي تأخره وتركها تموت قلقا ... ليلي لنفسها: طيب اتحدث معاه ع التلافون ولا هيزعجلي !ييييييه طيب هتعملي ايه يا ليلي فكري اومال ...اتأخر ليه ديه كومان ؟اكيد لايفه عليه واحده من الغوازي ...الله يحرق دي جهوه بيجعدوا عليها ! ظلت تمشي و عقلها في صراع هل من الممكن ان يخونها زوجها ؟ ام تثق في عبارته لها بانه وان ارد لن يخشاها و سيتزوج عليها ؟!
في بيت ابراهيم ... وقفت بدور بشرفتها وجلست تشم الهواء الطلق وتشكي للسماء همومها ...فرأها يونس المنتظر والدها في الاسفل..التقت عيناهم بنظره لوم وعتاب منها ونظره ندم وشوق منه ...دون وعي منها بدأت عيناها في البكاء و دخلت سريعا تختفي من عيونه بالداخل...اراد يونس ان يصعد ويواسيها وينسي كل القيود حولهم وهو يعلم انه من ابكي تلك العيون... خرج والد بدور ليونس وهو في عجله من امره فما لبث ان وصل الي غرفته للنوم حتي باغته يونس واخبره برغبة علي بملاقاتهم... نظر له يونس بحنق تعجب له ابراهيم لكنه لم يرغب في التحدث معه الان...انطلق الاثنان لمقابله علي ... ... جابر بألم: ااااه بس بقا يا بت المجنونه انتي انا بنزلك ... وداد بغضب: جن لما يلخبطك يا بعيد اتأدب يا جدع انت اني بجولك اهاه ! -مانتي لو حطيتي ايدك جنبك وممدتهاش مش هقل ادبي... -مش انت اللي رايد تحط يدك عليا ! -هو انا هغتصبك ! انا هدخلك للدكتور بدل ما رجلك تتكسر اكتر ... -احترم نفسك الله ! انته متجدرش تعملي ايتها حاجه واصل... ضحك جابر رغما عنه وهو يكاد يجن منها ... -انتي بتنكشيني عشان اغتصبك يا بنتي هو ايه اللي مقدرش ! طيب اقولك ايه ! -وسسسع إكده اني نزلت خلاص...
كانت اشعه الشمس تبدأ في الوميض مبشره باقتراب الصباح...ومعها الحديث عنهم الذي طغا واصبح الصغير قبل الكبير يتحدث عن مقابله و داد لجابر بعد منتصف الليل ! وصل علي و يونس بعد ان اتفقا سويا مع ابراهيم علي حبك الاحداث التي تفنن فيها علي ... علي: طمنا يا دكتور ... -ماتقلقوش يا جماعه ده التواء مش كسر اسبوع وهتبقي زي الفل ! ثم نظر بقلق الي علي واقترب منه يسأل عن سبب وجودها مع جابر من الاساس وهو يخشي ان يتدخل بامر لايعنيهاو تلومه عائلتها ... -ممكن كلمه يا علي بيه ؟! -إيووه طبعا ...هاااه جول اني سامعك... -هي مش دي بردو بنت العزايزة اللي هتتجوز انا فاكر اني عالجتها من الانفلونزا السنه اللي فاتت ! علي بمكر: إيوه بس استر عليها يا دكتور اصلها هربت من عند اهليها مع ابن اخو الحاج ابراهيم شكلهم كانوا بيحبوا بعض من جبل ما الحاج يتفج علي الجوازة !وزي مانت عارف لازم نلم الدور جبل ما الدم يبجي للركب !
-يا نهار اسود ...انا هلم حاجتي وانزل القاهره لحد الحكايه ما تهدي ... دخل مسرعا ليجهز للسفر...ابتسم علي و خرج ليونس .. علي بهمس: خليك إهنه وياهم وزي ما اتفجنا انا هروح لاهلها دلوك ... يونس بقلق: بس انا خايف علي جابر...انت متأكد محدش هيعملوا حاجه ! -تاني يا يونس والله محدش هيجدر يرمشله دلوك هما محجوجين لينا مش العكس... -ماشي ماشي روح...
وصل الحاج ابراهيم لدار العزايزة ودخل بغضب ... -إيه الكلام اللي وصلي ديه ! صحيح بنتكم هربت ! حكيم والد وداد: ايه اللي بتجولوا دييه يا ابراهيم انت اتجننت ! وكأن احد صبيانه منتظر الاشاره دخل بسرعه يهمس ما سمعه من السنه اهالي البلد الي سيده ... اتسعت عين حكيم بصدمه وصاح بصوت عالي ... - عماااااار ...نااااصر... ليجيب ناصر بسرعه: إيوة يا بوي... -اطلع بص علي اختك فوج ... عمار يدخل ونظرات الغضب علي وجهه: مش فوج يا بوي النهارده اخر يوم ليها انا هلاجيها واجتلها بيدي... ابراهيم بغضب: لا تجتل ولا تنيل لما هي مغصوبه علي الجوازه مجلتوش ليه ! حكيم بحنق:واحنا من ميتا عندنت بنات بتجرر انا اللي اجول وانا اللي اجرر..
شعر ابراهيم بوخزه خفيفه وهو يتذكر موافقته علي زواج بدور رغما عنها حتي وان كان يونس الافضل والانسب لها من كل جانب... ابراهيم وهو يعود لتمثيله: يعني الناس هتجول ايه دلوك ... وصل علي ليرد عليه هو... -الحل واحد يا حاج ملوش تاني... عمار بغضب: العار عارنا واحنا هنغسوا بيدنا ليأتي صوت بكاؤ والدتها من خلف الباب... حكيم بغضب: بس يا حرمه انتي وهي ! بنتكم ماتت ... علي: لااااه يا حاج حكيم انت آكده بتثبت وصمه العار عليكم وبتدفن كل بناتكم وياها ...انا عندي حل يغنينا عن ديه كلاته... نظر له حكيم بالم وخبره السنين تؤكد كلام علي له ...فأردف بقله حيله ... -اني سامعك ! ابتسم علي وهو يشعر باقتراب النصر ... -النسب هيتم بينات الشراجوه والعزايزة... ابراهيم بغضب مصطنع: ايه الكلام ديه انا يستحيل اتجوزها بعد اللي حوصول ! علي: اسمعني بس يا عمي ...وداد هتتجوز جابر ! ناصر بغضب: يعني إيه ! تتجوز اللي هربت وياه الفاجره ! علي بحده: ومين جال إكده يا ناصر فكر بعجلك وهما شافوا بعض فين ! جابر لجي بنتكم وهي بتهروب واحنا هنخليه يتجوزها عشان اسم العيلتين مينزلش في الحضيض...
حكيم بنبره امره: اسكت انت يا ناصر ..علي ابيتكلم صوح ... اتفق الجميع فيما بينهم واخذهم علي متجهين الي بين الطبيب المغادر لاراضيهم مع اول قطار...
يونس بمكر: بس ايه اللي عملته ده يا جابر... جابر وهو يفرك كتفه بعد ان عضته هذه المتوحشه... -انت مشفتش عملت ايه دي عضتني ! يونس وهو يجبر نفسه علي عدم الضحك ... -ما انت بردو كنت مصر تشلها ... -يووووه مش الزفت الدكتور هو اللي قال متمشيش علي رجليها ... -احم اه .. بس انتو هربتوا ليه؟! تسمر جابر مكانه بصدمه والتفت الي يونس... -هو مين دول اللي هربوا! يونس بخبث: انت و وداد اشمعني دي ماانت عارف انها مش ليك! ضيق جابر عينه لا ارادي لسماعه انها ملك غيره ولكنه استنكر بشده قوله... -انت اتجنيت يابني انت وانا ههرب ليه من مين اساسا... -من اهلها والحاج ابراهيم طبعا ! جابر باستغراب وهو يقضب حاجبيه و: حاج ابراهيم ؟! انا مش فاهم حاجه ! يونس بقله صبر: وداد يابني تبقي الزوجه المستقبليه لعمك الحاج ابراهيم... -نعععععععم ! وصلت عائله وداد ومعهم علي وابراهيم تأهب يونس ونظر الي جابر بجديه ... -احنا في الصعيد ومفيش هزار اي كلام يطلع من علي او الحاج ابراهيم يتنفذ انت فاهم ! جابر بضيق: لا مش فاهم بس امري لله... وقف يونس امام جابر قليلا وكأنه سيحميه منهم... ناصر بغضب: هي فين ؟! اسرع علي بالحديث: جوا مع الدكتور، نعجل شويه يابن العزايزه ..اني جلت هتتحل و جابر هيتزوجها ... جابر: جابر مين ؟ نكزه يونس بغضب ليخرسه فوقف حكيم امامه.. -انت اللي لاجيتها ؟ كانت فين ... نظر له جابر بشك: مش فاكر قريب من القهوه باين... عمار: اني مش راضي علي بيحصول ديه اني اجتلها واغسل بعارنا اشرفلي ! نظر له جابر بحده وقلق هل يتحدث عن وداد !كل ذرة نخوه و حب داخله تجمعت لحمايتها بطريقه الجمت تفكيره دون تفسير...نظر الي يونس الذي ينظر بثقب الصقر الي عمار المواجه لجابر وكأنه يرغب في اكله حي... كان قلبه يرغب لو يدخل الي وداد الواصل صوت بكاءها الي الخارج ويخطفها بعيدا عن الجميع ... يونس بحده: خلاص احنا مش قولنا الفرح بعد بكره هيتم و مفيش حاجه هتحصل لكن اللي انا شايفه انكم ناوين علي الشر ! كاد ان يرد عليه عمار لكن حكيم اوقفه ليردف ... -لااااه الفرح هيتم الليله ! جابر: تمام يعني انا هبقي عريس الليله بس اللي شايفه اني لو سبت وداد تروح معاكم هبقي ارمل قبل ما اتجوز ! عشان كده شايف انها تفضل معانا لبليل... ناصر بغضب: جسما بالله اجتلها واجتلك دلوك مش كفايه اللي حوصل ! ابراهيم وهو يحاول تهدئه الموقف... -اني هبعت ستاتنا وغفرهم إمعاها وبكده هنحافظ علي الاتفاق ولا إيه يا حج حكيم ... -اني موافق يا حاج ابراهيم ...كفايه انك راضي بعد اللي حوصول انا مش رايد يبجي في طار مفتوح بيناتنا وهعمل المستحيل لجل الكابوس ديه ما يتنهي ...وبنتي ماتت لينا ومش رايد اشوفها لمماتي... ذاد هذا من بكاء وداد بالداخل بينما نظر لهم جابر بإشمئزاز هم من اخطأوا من البدايه، كيف يزوجون طفله الي رجل كبير بالسن ويتوقعوا ان تعيش بسعاده ؟!