logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .







look/images/icons/i1.gif رواية أسرى القلب
  20-12-2021 10:51 مساءً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن

لفها اليه بشده آلمتها وقال بهدوء مرعب ..
- ابوكي ذات نفسه مش هيبقي ليه كلمه عليكي انتي خلاص بقيتي هنا ...
واشار الي رأسه...نفضت ذراعها بعنف واردفت بحده مماثله ...
-ااااه هي بلطجه بقي ..انت سامع نفسك يا باش مهندس انت بتلومني علي حاجه غريبه جدا ..هو احنا في بينا حاجه لا سمح الله ...
لوا يونس ذراعها للخلف وابتسم بشر وهو يمسك بخصله لشعرها وهي تأبي الخضوع له ...
-لو سمحت عيب كده افرض حد دخل دلوقتي...

رفع حاجبيه بتعجب: الله هو مش احنا اخوات ولا ايه ؟! انتي حيرتيني معاكي !
رن جرس باب المبني فنزل جابر يفتح الباب ويري من يزورهم بدون سابق انذار...
فوجئ بوالد بدور امامه الذي ما ان رأه حتي اشتعلت النار في عينيه منذرا بمنحني لن يسروا به...
جابر بتوتر و صوت متقطع: حاج ابراهيم حمدلله علي السلامه ..انت جاي ليه ؟! اقصد حضرتك جاي من غير معاد في حاجه و لا ايه ؟!
نظر له ابراهيم بغضب: ربنا اللي جابني لاجل ما اشوف الخيبه اللي بجينا فيها بنتي فوج وياكم ؟بعد من وشي ...
دفعه الي الجانب وصعد الي اعلي ويتبعه جابر بوجه اصفر شاحب وابراهيم يتوعد لاخيه وابنته و يخطط لما سيفعله بهم ...
فتح الباب وجد توفيق وايمان يشاهدون التلفاز وقف الاثنان بسرعه وتقدم منه توفيق ...
-ابراهيم ! حمدلله علي السلامه،انت جيت امتي ؟!

ابتسم ابتسامه جانبيه وهو يهزر رأسه بخيبه امل ...
-هو ده كان اتفجنا يا ولد ابوي ابتضحك عليا و تجولي جابر ويونس مش عايشين إهنه ..خلاص بنتي بجت رخيصه اوي عنديكم ...
سمع يونس و بدور صوت والدها فكادت ان تخونها ركبتيها وتقع علي وجهها ولكن يونس وازنها بسرعه وخرج سريعا الي الخارج ...
يونس بجرأه: احنا معندناش بنات رخيصه يا عمي !
ابراهيم بحده: متتحدث والكبار بيتحدثوا يا ولدي ...
عاد بنظره الي توفيق: بنتي فين يا توفيق،احنا راجعين الصعيد دلوك مالهاش مكان وسطيكم...
شعر يونس بالارض تنهز نحت اقدامه فاردف بغضب: ايه الكلام ده ...!
توفيق: استني يا يونس، ايه يا ابراهيم انت ناسي اتفقنا ولا ايه وبعدين بدور بدأت كليتها زي ما قلتلك ! ده انت حتي مباركتلهاش يا راجل دلوقتي محموق وعايز بنتك !
-مالكش صالح بالي بيناتنا ..بدووور يا بدوور..

خرجت بدور التي اختبأت بالداخل وهي تستمع له وتبكي ! نظر والدها بغضب و حنق وقال ...
-ادخلي لمي خلجاتك ومش عايز اسمع ولا كلمه من اي حدا فيكم والا يمين تلاته افرغ الفرد كلاته في دماغها ...
اراد يونس التدخل فامسك به والده ليسكته ... بينما هرعت بدور لارتداء ملابسها وخمارها وهي مغيبه وتسمع صفاره ف اذنها كأنذار ارتفاع الضغط...
ايمان بهدوء: اهدي بس يا ابو ليلي ... محصلش حاجه لكل ده وبعدين انت عارف ان يونس لبدور وبدور ليونس..
ابراهيم بحده: الكلام ديه تخبري لجوزك اللي سمح بوجودهم في بيت واحد مش اني ..واني معنديش بنات للجواز خلاص ...
توفيق بغضب: هو لعب عيال ولا ايه يا ابراهيم ...

يونس وهو مصدوم من حديثهم استجمع نفسه سريعا واردف قائلا...
-بدور دي امانه في رقبتي يا عمي وانا بخاف عليها من نفسي قبل اي حد تاني ..
-بس يا ولدي مش عايز اسمع حديث ليك واصل امعاياه ...
توفيق: انت خرفت فعلااا انت عايز ايه غير انه يتجوزها ويحافظ عليها ..
خرجت بدور وهي تشعر بالتيه عن اي زواج يتحدثون ؟!هي لن تتزوج ابدا قبل ان تأخذ شهادتها الجامعيه! هل سيعاقبها والدها بانهاء حلمها بهذه الطريقه ؟! هل تزول منه كل مشاعر الابوة الي هذه المرحله...

استجمعت شجاعتها وهي تبكي: انا مش هتجوز حد يا بوي ...
لينقض عليها ابراهيم صافعا لها صفعه مدويه كادت ان تخلع رأسها ليتقدم منه يونس ويدفعها بعيدا عنها قبل ان يعيد ضربها ...و يمسك يده في الهوا ...
ابراهيم وهو يتنفس بشده: بعد يا يونس !
توجهت ايمان الي بدور تحتضنها بينما دفع توفيق يونس ووقف امام اخيه ...
توفيق بغضب: ممكن تهدي شويه ونتكلم بالعقل ...وتفهمني انت جي ليه اصلا ..اكيد مش جاي تتخانق وتمشي...
-لاااه كنت جاي اخبرك اني هتجوز واجيبكم وياااياه ...
صدم الجميع واولهم بدور الذي ذهب عقلها مباشرا الي امها الروحيه التي ربتها وضحت بنفسها ! زاد بكائها علي حياتهم التي تدمر بسبب انانيه والدها ...
توفيق: انت بتتكلم جد ؟! ومين العروسه بقي ؟
ابراهيم: بنت العزايزة ...

توفيق بغضب: انت جرا لعقلك حاجه هتجوز عيله قد بناتك !
ابراهيم بغضب: وانت ايه دخلك انت ! انا حر ف نفسي تكنش هتصرف عليا ولا حاجه ...
التفت الي بدور ليمسك بذراعها ...
-جدامي يالي جيبالي العار...
كان توفيق يمسك بيونس حتي لا يقوم بشئ يندم عليه فيما بعد ...
قال بغضب: انت ماسكني انا ليه ؟ انت هتسيبه يخدها ؟!
لم يلتفت له ونزل هو وبدور للرحيل الي الصعيد ...
توفيق بقله حيله: هعمله ايه يعني دي بنته اهدي انت بس وانا هتصرف ...
جابر بغضب: يهدا ايه احنا لازم نروح وراهم ونرجعهوها من الراجل ده ! ده ممكن يجوزها اول ما يوصلوا !
يونس وقد اسودت الدنيا في عينيه شعر وكأن روحه تخطف من جسده ...
-انا مش هستني انا هنزل وراهم ... انت مش متفق معاه ان بدور هتتجوزني بيبقي لازم يلتزم بكلمته هو لعب عيال !
جابر بإصرار: وانا هاجي معاك يلا بينا ...

توفيق بضيق وفي نفس الوقت يشعر بالراحه من رد فعل يونس علي زواجه من بدور فمن الظاهر انه سيشكر والده فيما بعد علي هذا القرار..
- استنوا ياولاد استنوااا متخبلوش عقلي انا هغير انا وامكم وهنروح سوا ...

اما في منزل ليلي...
روحيه و شفتيها ترتعش من الرغبه في البكاء ..
ليلي بحزن: الله يرضي عليكي لو بكيتي دلوك هبكي وياكي انا ماسكه نفسي بالعافيه ...
روحيه بألم: لاااه مش راح أبكي...اللي يتزوج يتزوج واللي يغور إيغور ...
ليلي: إهدي إكده عشان انفكر هنمنع المصيبه ديه كيف !
-خلاص معدش فارج هو اختار يا بنيتي...
ليلي بضيق: الله يرضي عليكي يا امي متجننيش إنتي كومان ...سيبيلي انا الموضوع ديه وانا هتصرف !

في ساعات الصباح الباكره لليوم التالي وصل الحاج ابراهيم وبدور الي منزلهم في سوهاج...

ابراهيم بحده: اطلعي لفوج ومتنزليش جصادي واصل...
صعدت بدور وهي تبكي علي حياتها و حلمها الذي انتهي قبل ان يبدأ ! شعرت بوحده رهيبه وجال تفكيرها الي يونس ورده فعله هل يحبها بحق ؟!
وتهديد ابيها بتزويجها هل سينفذه بالفعل والاهم هل سيتزوج ابيها ويهدم ما تبقي من حياه و قلب روحيه،هي من اهتمت بكل صغيرة وكبيره في البيت و كانت سبب اساسي في تحملهم لحياة البؤس مع هذا الاب الذي يري ان اظهار المشاعر هو ضعف للرجل ولايعلم ان قوته في حبهم له !
غلب النعاس والتعب من السفر طوال الليل عليها وهي تبكي وتندب ضياع كل شئ في حياتها بسبب ابيها ليثبت باصرار ان هذا النهار اتعس نهار في حياتها ...
...
اما عند ليلي و علي...
علي بحده: بس ياض انته ...متمدش يدك علي اختك إصغيرة ...
ليلي ببرود: احط الواكل دلوك ؟!
نظر لها يدرس مزاجها ليحمحم بحلقه ...
-انتي كلتي ؟!
-ايوة اكلت مع روحيه لما جات إهنه ...
رفع حاجبه وابتسم بتهكم: هي لحجت تيجي وتروح ...وياتري بتحربوا علي إيه !

ليلي بغضب: نحرب ! مالكش صالح بيه يا علي !
همت بالرحيل وهي تحمل ابنهم ولكنه امسك ذراعها بعنف ...
علي بهدوء حاد: لما اتحدث وياكي ..تفوجي لنفسك وتعرفي ابتتحثي مع مين يا حرمه انا ليا صالح بكل حاجه فيكي ...انتي فاهمه !
فاق علي ببكاء ابنه الذي ما ان رأي دموع امه من قوة قبضه ابيه؛ حتي انفجر باكيا يخبئ رأسه في رقبتها وهو يلوح بقبضته علها تمس يد ابيه الممسكه بها...
ابعد علي يده سريعا ولعن تسرعه الدائم وسوء تصرفه فيما يخص زوجته..
اخذ الطفل من يدها باعجوبه بينما ركضت هي بعيدا الي غرفتهم ...
هدأ الطفل وبدأ يلاعبه بحركات و كلمات غير مفهومه فأخر ما يرغب به هو ان يخشاه اولاده ويظنون به القسوة تماما كوالد ليلي...عاد به قلبه للتفكير في ما قاله لها اخر مرة وشعر بالصغر و الحزن علي حبيبته ...
سمع بكاء صغيرته الاخري وغناء زوجته لها لتأخذها في نوم عميق بصوتها الملائكي،الذي يتقطع ويتخلله بكاءها بينما تعافر هي نفسها من اجل طفلتها ...بدأ يجول بماهر علي كتفه ويهزه الي نومه وهو غارق في صوتها الحزين الذي يتغلغل الي أعماقه ويمزق داخله ...
سرحت ليلي وهي تهدأ ابنتها ..الحب ...كلمه تريد عيشها ولكنها حرمت منها ... كم انت محير يا حبيبي استحبني يوما ام اقبل بنصيبي في الحياة وجفاءك تجاهي ؟ ...أألتفت لابنائي علهم يتوصوا بي خيرا ... وأعيش كباقي النساء وأقبل بان أعيش مع حبيبي ليتعود علي قربي دون ان احرك مشاعره !
هل خدعت في ما رأيته في عينيه وتوسمي بالامل بأن تكون نصيري في هذه الحياة المريرة ؟!
تساقطت الافكار عليها وهي تدندن باغنيتها لرضيعتها غير آبهه بدموعها المنهاله علي وجهها...

...
وصل يونس و العائله الي بيت عمه وهو يكاد يجن من صراعه الداخلي و ماحدث من تغيرات بسرعه البرق ويلعن رغبه قلبه في الزواج بها و عدم تحمله لفكرة زواجها بأخر ..ولكن ما أذي مشاعره واغضبه الي حد الجنون هو رفض بدور للزواج منه !
لكنه لن يتركها وشأنها ابدا وسيعاقبها علي هذا القرار، فهي له وحده !..

فتحت الخادمه الباب ورحبت بهم واستدعت ابراهيم الي الاسفل ...
ابراهيم بضيق ليرد بدون سلام ..
-بالله عليك اني ما فاضي يا توفيق للي بيحصول ديه ...بت يا سكينه جهزتوا الزيارة والفطير اني إكده هتأخر جبر يلمكم كلكم ...
هرعت اليه هي ورجاله بالاقفاص الممتلئه بخيراته ...
توفيق بتهكم: ههههههههه ايه ياعريس ان كنت هتروح الزيارة لاهل العروسه من غير اخوك ولا ايه ...
ابراهيم بحنق: والله مكنتش تعبت نفسي يابن الاصول وجيت لحد عنديكم بس اللي شفته غيرلي مزاجي ...
توفيق وكأنه لم يستمع له: يلا بينا كلنا هنروح لمرات اخويا الجديدة طبعا ده واجب علينا...
تأفف ابراهيم وصاح بأعلي صوته: يلااااااا يا بدووووووووور ...
هرعت بدور الي اسفل وهي ترتدي خمارها، استوقف يونس خلو عيناها من كحلها وزينتها وكأن روحها قد ذبلت بانتهاء اليوم السابق...
وقفت فجاه وانتقلت بعينها بينهم لتستقر علي يونس ذو الملامح الجامدة كقناع لا يظهر مشاعره او ما يفكر به ...نظرت الي الاسفل عندما نظر والدها لها بحده ولم تتجرأ علي الاقتراب منهم، قابلهم ليلي وعلي بعد مرورهم بوالدته لاعطائها اطفالهم ليدخلوا معا الي عائله النسب القادمه في وسط صدمه ليلي من وجود بدور و عمها وعينان اختها الباكيه اعلمتها انها لن تسمع ما يعجبها...
لاقوا ترحيبا كبير من قبل العزايزة وبدء الرجال المجتمعين الاتفاق علي مراسم الزواج بينما اتجهت بدور وليلي لمقابله العروس في جناح أخر من البيت ...
صدم الاثنان ما ان وقعت عيناهم علي العروس التي لاتتجاوز من العمر ال 20 عام !
مرت نظرة حزن بينهم عندما رأوا ملامح الحسرة والحزن عليها ...بالطبع فأي فتاة في هذا السن ستتمني رجل قد تخطي ال 50 من عمره كزوج ؟!
رفعوا الوشاح من علي وجوههم واقتربوا منها يحاولون وصل المحبه بينهم ولو لمجرد تهدئتها، ملاحظون نظرات التحذير من والدتها تاره و عمتها تاره اخري ...
والده العروس: ياااالف مرحبااا نورتونا والله يا زينه بنات الصعيد ...
ليلي بابتسامه بسيطه: ابنوركم يا خاله ...انتوا و زينة العرايس ..اسمك إيه يا عروسه...
صكت علي اسنانها وهي تستجمع قواها: اسمي وداد...
بدور يتوتر: عاشت الاسامي يا حبيبتي ...اني بدور و دي اختي ليلى ...
نكزتها والدتها فردت وداد بسماجه: اهلا بيكم ...
وعادت الي سكوتها مرة اخري ...
انشغل الجميع في الحديث فسحبت وداد نفسها لتختلي بنفسها دقائق معدوده حتي لا تنفجر في البكاء امامهم فيعاقبها اهلها...
خرجت من الباب الخلفي واستقرت وراء احد الاشجار وبدأت تبكي بقهره علي مصيرها الاسود ...
وداد لنفسها: ليه ياابي تعمل فيه إكده الله يسامحك ويسامحكم كلاتكم علي عذابي ديه...
رفعت كمها لمسح وجهها لتجد قطعه من القماش امامها شهقت ونظرت الي صاحب اليد الممتده لتري رجلاا هو اجمل رجل رأته في حياتها بعيونه الخضراء الواسعه وابتسامته البريئه ...
قفزت بخوف من ان يراهم احد وصاحت به: انت مين ؟! وعايز إيه مني ؟
جابر بخضه: بسسسس بسسس في ايه انا هعوز منك ايه يعني! انا بس لقيتك بتعيطي قلت اديكي المنديل عشان العيون الحلوة دي حرام تعيط ...
نظرت له بغيط وقد لاحظت اختلاف لهجته: مالكش صالح أبكي ولا ماابكيش ..ديه إيه ده بعد عني؟

رفعت ردائها وهرعت بسرعه الي الداخل قبل ان يراها احد معه...
تنهد جابر وابتسم لظهرها وهي تسرع الي الداخل...
جابر لنفسه: يا خرابي علي حلاوة امك ! لسانك مبرد بس يهون قدام عنيكي ...واضح ان البيت ده مش هياخد الحاج ابراهيم بس ...استر ياااارب...



look/images/icons/i1.gif رواية أسرى القلب
  20-12-2021 10:52 مساءً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع

انتهي اليوم باالاتفاق علي إتمام الزواج وعقد قران ابراهيم و وداد بعد اسبوع ...
دخل ابراهيم الي غرفته مباشرا دون الالتفات اليهم حال دخولهم المنزل،حاولت ايمان الكلام مع بدور لتهدئتها وتبريد قلبها ..
إيمان وهي تأخذها في احضانها ...
-متخفيش يا حبيبتي عمك هيتصرف وهتتعلمي وهتبقي زي الفل...
بدور بحزن: خلاص معاتش يفرق...

نظر لها يونس نظرة غاضبه رأتها بدور بوضوع فابعد نظرة ليتجه الي غرفته متجاهلا لها وجابر ورائه في عالمه الخاص يفكر بجميلته حاميه الطباع...
أستأذنت بدور واتجهت الي غرفتها..
بدور لنفسها: هو بيتجاهلني وبيبصلي كده ليه ! شفتي بقا انتي اللي عبيطه وكنتي بتقنعي نفسك انه بيحبك واهوه عادي جدا بالعكس ده قرفان انه جه ..طيب جه معاهم ليه ؟! اكيد عمي اجبره يجي يقنع ابويا . .
مسحت دموعها بعنف وهي تفكر ...
-بلاش هبل بقي متعيطيش عليه ده ميستهلش احمدي ربنا ان الموضوع خلص قبل ما يبتدي ...
اخذت حماما وغيرت ملابسها لتبدا رحلتها لاقناع نفسها بالنوم، بعد مكالمتها مع ليلي وبكاء الاثنان سويا علي خيبه امالهم في الحياة...

جلست ليلي علي الارض مربعه ساقيها وململمه ردائها في المنتصف كاشفه عنهم حتي اعلي فخديها وسانده لظهرها علي الاريكه...ممسكه بالهاتف بعد انتهاء مكالمتها مع بدور ورأسها للاسفل وشعرها منسدل يخفي وجهها وعيونها الباكيه ...كانت انفاسها مخنوقه من اثر بكائها القوي مع اختها..
خرج علي من حمامه فقد تعمد ان يأخر نفسه حتي تنتهي من مكالمتها ...لكن مشهد حبيبته العنيده بهذا الشكل المنكسر اشعل الغضب داخله علي نفسه لماذا لا يحميها مما يحدث لها ؟!
لماذا يحارب نفسه في التقرب منها ودائما ما يفشل ! اقترب منها ببطئ وترك منشفته علي الاريكه ووقف امامها مباشرا مد يده ليلمس شعرها ويربت عليها في محاوله لتخفيف آلامها ...
غلبت عليها مشاعرها فقربت الهاتف الي صدرها وهي تمسكه بقبضه من حديد وكأنها لو تركته ستهرب منها دموعها لتسيل حتي الصباح ..بدأت انفاسها تعلو فنزل الي مستواها يبعد شعرها وينظر الي وجهها بحنان ...

سقطت اولي دمعاتها معلنه الخضوع لتلحقها الثانيه فالثالثه ! وتنهمر كالشلال دون توقف ... قرب رأسها من صدره وقال بخفوت...
-خلااص ياعمري متبكيش إكفايه...
دق قلبها تلقائيا من كلماته الحانيه فدفنت رأسها في صدره تحاول الاختفاء عن العالم...
فتركها واعتدل وعاد يحملها بين ذراعيه وينام بها في فراشهم ...
كان اول تفكير في عقل ليلي إنه يريدها لذلك نطق بكلام الحب لاول مرة ...وشعرت بأسي...
ولكنه خالف توقعاتها عندما شد الغطاء عليهم ساحبا لها بين ذراعيه،قبل رأسها بحب ومسح بيده وجهها واردف قائلا...
-نامي وانسي الدنيا كلاتها ...اني معاكي ومش هسيبك واصل...
رفعت يدها تلف خصره وتقربه منها اكثر لتستشعر الامان الذي يحيطها به دائما...هاربا بها من الواقع الي النوم وعالم الاحلام ...



وضع يونس رأسه علي الحائط يخبطها بخفه ويتمني لو يمكنه ان يضربها بأقوى ما عنده حتي ينتهي من هذا الاعصار داخله و يهرب منه ...
يونس لنفسه: ماشي يا بدور انا هوريكي النجوم في عز الضهر... انا ترفضيني انا،كنتي بتلعبي بيا ...انتو صنف الحريم كده نمرود ...بس علي مين انتي ملكي يعني ملكي برضاكي غصبا عن اهلك ملكي انا !
جابر وهو يصفق: هااااايل يا فنان نعيد المشهد بقاا ولا ندخل علي مشهد العلاج بالكهربا ؟! انت اتجنيت يا يونس بتكلم نفسك؟!
يونس بضيق: ايوة اتجنيت شفت اللي حصلي ! انا اصلا مكنش الجواز في دماغي ..تحمد ربنا اني بصتلها اساسا!
ليدق قلبه مدافعا عن حبيبته فهي اللي سحرته بعنيها !
ليتتبع يونس بعنف: اكيد عملالي عمل يخليني افكر فيها ليل و نهار بس انا مش قهرني وغايظني غير رفضها ليا ؟! هي تطول اساسا ده انا هخلي عيشتها طين ...
جابر بضحك: يابني اسمع بس البت كانت متوترة وقالت اي ...!
قاطعه يونس بنظره حاده: بس ياجابر متبررش انت خالص ...
سكت للحظه واتجه نحو الباب ...
جابر باستغراب: علي فين ؟
يونس وهو يضع اصبعه علي فمه لإسكاته خرج واقفل الباب خلفه ...
جابر لنفسه وهو يخبط كف علي كف: جنيتي الواد يا بدور ...ياحول الله يارب ...

عزم يونس علي رؤيتها ومعرفه ما بداخلها الان فهو لايستطيع الانتظار اكثر من ذلك،سيطلب سبب رفضها ثم سيقنعها بزواجها منه رغم انفها حتي لو وصلت الي خطفها من ابيها !

اقترب بهدوء من غرفتها ونظر شمالا يمينا قبل الدخول اليها واغلاق الباب بهدوء حاد...
جال بنظره في ارجاء الغرفه ليقع بصره علي جسدها النائم علي فراشها ...
تصلبت الدماء في عروقه هذه اللحظه ..ربما عليه الرحيل والتحدث معها باكرا ...
في هذه الاثناء تقلبت بدور وفتحت عيناها لتجد يونس وقد غطا الظلام جزء من ملامحه يقف علي باب غرفتها وممسك بالمقبض ...شهقت بخضه واعتدلت وهي تخبئ نفسها بالغطاء ...
بدور بخوف: انت ايه اللي جابك هنا انت اتجنيت؟
فاق علي صوتها فتغيرت ملامح الحيرة الي القسوة وهو يقترب منها ...
-تشكري يا ست العرايس ...بس اتجنيت دي كلمه قليله علي اللي انا فيه...
بدور بحده: يونس اطلع برااا قبل ما حد يدخل انت فاكرني ايه ؟!
ضحك يونس بتهكم: اختي طبعا !

نظرا بدور له بغل واردفت: اطلع برا يا يونس...
نزلت من فراشها وهي تحاول الابتعاد قدر الامكان عنه ...لماذا الحيرة يا هذا الان تريد الحديث بعد ان تجاهلتني كم انت غريب وعجيب !
ضيق عينيه فلم يعجبه ابدا اصرارها علي الابتعاد عنه ...أتفتنيني طوال سنوات والان تلعبين دور البريئه ! أتقلبين كياني و تخضعين قلبي لتعتصريه بين يداكي !
يونس بحده وهو مستمتع بخوفها ! نعم اي مشاعر تجاهه افضل من لاشئ وإن كان خوف ورعب فلا يهم طالما انها له وتسيطر عليها !
-مالك في حاجه ؟!

نظرت الي لا مبالاته وهي تعود للوراء وقالت بحده: انت جاي ليه بالظبط ...انت بتعمل ليه كده كفايه بقي !
ضحك يونس وطقطق بفمه: تؤ تؤ تؤ لا ماليش حق بجد ..انا بعمل ليه كده ؟! أنا ؟! أنا يا بدور ! انا افتكرت ان كلامي كان واضح بس الظاهر انك غبيه !
التصقت بالحائط ولم تجد مفر وهو يقترب علي بعد خطوة منها وتشع منه مشاعر الغضب فتسلل الخوف والتوتر الي قلبها...
نظرت الي اليمين في محاوله لتخطيه ولكنها بائت بالفشل حين امسك بذراعها واعادها الي مكانها مرة اخري !
يونس بضيق وتهكم: علي فين يا شابه ؟!

بدور بخوف وضعت يدها علي قلبها المتسارع من الخوف ومن قربه لها: يونس انت عايز ايه بالظبط ! ممكن تبعد شويه انا مش عارفه اتنفس !
بدور وهي تشعر بعيونها تترقرق بالدموع معلنه عن استعدادها للبكاء ..تمالكت نفسها لتظهر قويه امامه...
بدور بهدوء مصطنع: انا مش عايزة ارفع صوتي عشان انت ابن عمي بردوا متفتكرش انك ممكن تعملي حاجه في بيتنا ! شوف لو رايد تقولي حاجه قولها وخلينا نخلص من لعب العيال ده !
امسك بيدها وقربها منه فاصطدمت بصدره بينما نظرت هي له برعب ...واصابعها تغرز في صدره بطريقه مؤلمه لم يأبه لها ...
يونس: سبق وقلتلك متعصبنيش هتندمي ! لعب العيال ده انا سيبهولك انتي و اللي حواليكي ...لكن خدي كلمه راجل مني دلوقتي هتتجوزيني يا بدور بالذوق بالعافيه هتتجوزيني مش حته عيله زيك علي اخر الزمن هتلعب بيا ..كان غيرك اشطر يا ماما! ..

يتزوجها ! لما هذه الرغبه المفاجأه في ان يتزوج هل يطمع في دمج اموال العائله من خلالها ...الهذا احضره عمها ؟! ليجبره علي الزواج منها بدلا من احدي حبيباته ...ام هل يعاندها لانها اخبرته بانه اخاها ...معقول يصل به عناده المرضي الي الانتقام منها الي هذا الحد ..يتزوجها ويمنعها من جامعتها بغرض الانتقام ...هزت رأسها لتنتبه له ...

بدور بحده وغيره ممزوجه بغضب: والجواز هيبقي مصلحه ولا انتقام ؟!
يونس بعدم فهم: نعم !
بدور وهي تضحك: لا ممثل شاطر اكيد بتحبني ووقعت في غرامي من اول ما شفتني ولا عشقت عنيه ! مش ده كلامك ليا بردو !
نظر بغضب وهي تسخر من كلماته وشعر بانها تضربه بسكين في صدره ...
- حب ايه ؟! احبك انتي ! ده كلام كنت بتسلي بيه بس... انتي مديه نفسك حجم اكبر من حجمك !
دوت صوت صفعتها له في ارجاء الغرفه لتنزاح رأسه الي الشمال من شده ضربتها ...
بدور بعيون حمراء باكيه رفعت اصبعها في وجهه ...
-حسك عينك تجيب سيرة جوازي منك دي تاني ...انا عمري ما هتجوزك ولو حصل هسم نفسي او هسمك انت انسان قذر واناني !
التفت بنظراته الجنونيه لها لتلصق بالحائط اكثر من الخوف ...
ابتسم هذه الابتسامه المريضه التي تحمل كل معاني الغضب والتهديد وتبث الخوف داخلها ...امسك بفكيها بقوة وقربها من وجهه ليضع جبينه علي جبينها ارادت الابتعاد فالصق سائر جسده بجسدها ليشل حركتها واصبحت كلماته مسموعه داخل شفتاها المفتوحه من الصدمه و الالم من ضغط يده علي فكها ! ...

رأي يونس دموعها تهبط وتصطدم باصابعه ليمرر انفه علي خدها صعودا الي عينيها …
قبل خدها وهي تبكي وجسدها يرتجف من انفاسه المضطربة ...
ونظر الي عينيها بحب لا يقدرعلي السيطره عليه ثم انتقل بلمح البصر لنظرته البارده ..
-هتجوزك يا بدور وحياة عنيكي اللي مش هتشوف غيري هتجوزك وحياة شفايفك اللي مش هتنادي غيري هتجوزك ! هتجوزك و مش هسيبك ! هعلمك ازاي تمدي ايدك عليا وتحيريني السنين دي كلها!...
رفعت يدها لتبعده من كتفيه فامسك بكلتاهما وطبع قبله علي معصميها وعندما ارادت ازاحتها احكم قبضته حتي تألمت ...واعادها الي فمه مرة اخري لتستسلم هذه المرة لقبلاته ليداها...
تركها من يده واعاد خصله وراء اذنها وهي ممسكها بمعصمها الذي يؤلمها ...ولم يستطع مقاومته فنزل بشفتيه يقبل هذه الخصله مع أذنها ...
ليرتعش سائر جسدها بخضه من هذه اللمسه التي حركت مشاعر غريبه عنها ليتدخل خوفها ولكن ليس قبل ان تنكشف امام يونس الذي ابتسم نص ابتسامته الجانبيه التي تظهر غمازته ..ليغادر ويتركها في دوامه من المشاعر المضطربه !
لماذا يا يونس تمزق قلبي هكذا وانت الحبيب الاول ..اخطأت انا عندما تسرعت بحبك ...اللعنه عليك يا ابي لقد جعلت قلبي ضعيفا امام الشعور بالحب والامان ...فمن ظننته دو قلب كبير انقلب ليكشر عن انيابه كذئب جائع ولكن الحيرة في اي جوع هذا الذي يشتهيه ؟!

حملتها اقدامها الي فراشها لتنام وتفرد جسدها الذي تشعر وكأن قطار قد دهسه ! ليأخذها النوم بعد ساعات طويله من الارق الداخلي ...
...
اما يونس فقد كان الغضب يعميه وهو يعيد كلماتها له وتوعدها بعدم الزواج منه ؟! الا ان ما يقلقه اكثر هو رفض ابيه من الاساس وانه سيستغل رفضها له ...
ليمضي اسوء ايام حياتها وهو يعيد نظرات حزنها وبكائها و كلماتها القاسيه ...
يونس اخذ نفس عميق وقال لنفسه: هتروحي مني فين !
اغمض عينيه عل النوم يأتي ويخطفه ويريح عقله و قلبه المنشغل الذي لا ينطق سوي اسمها ليلا ونهارا ...

...
في اليوم التالي ….

كانت بدور وليلي وروحيه و معهم إيمان مجتمعين سويا في محاوله لافشال زواج ابراهيم...وإقناعه بعوده بدور لجامعتها...
إيمان بحنق: يعني ايه الراجل ده هيعصي علي 4 ستات والله عيب في حقنا ...
ضحكت بدور: معلش يا ماما استحملينا شويه...
روحيه تتظاهر بالملل: انتوا تعبين روحكم علي الفاضي الراجل مش بيحبني ده كان زمان و الحب ديه راح لحاله ...
ليلي: بس اني لجيت الحل! ...
نظرت لها روحيه بعيون لامعه مليئه بالامل ...
ايمان بفرحه: قولي بسررررعه...
ابتسمت بمكر: اني هشرحلكم ...
بعد ان انتهت وقفت روحيه ووجها احمر كالدم...
-بااااااه انتي اتجنيتي يا ليلي ولا إيه اني يستحيل اعمل إكده واصل ...
- يا امي افهميني بس ...احنا كلاتنا هنبجي جريبين منيكي ومش هيجدر يعملك حاجه ...
-بس يابت اختشي عاد ...انا بميت راااجل ...
ضحكت إيمان: طيب اومال ليه متردده ..انا عن نفسي شايفه ان فكرة البت الشيطانه دي هتنفع ومن هنا هتتاكدي ان كان لسه بيحبك ولا لا !
بدأت الثلاث نسوه يضغطون عليها لتنفيذ خطتهم حتي استسلمت لهم ...
احضرت بدور رداء لها من خزانتها مبهج بالوانه الرائعه بالرغم من هيئته التراثي الانيق الملائم لجسدها ذو ال45 عاما لتؤكد علي إكتمال انوثه المرأه في ذلك السن ...انتهت من ارتداءه واتجهت لارتداء شالها ...لتختطفه إيمان من يدها
إيمان بقرفه: هاتي البتاع ده بقا انا اتخنقت منه ومنك ..بنقولك اغراء تلفيلي الفستان بالبتاع اللي زي الملايه اللف دي ...
روحيه باستغراب: إييييه باستور نفسي !

صكت آيمان اسنانها من شده الغيظ: لا معلش متستوريش نفسك دلوقتي !
ليلي: مفيش وجت بالله عليكي قبل ما ينزل وساعتها ماهيعاودش جبل المسا...
روحيه بتوتر: طيب طيب رايحه اهه...
اتجهت نحو غرفته ودقات قلبها متسارعه..اخذت نفس عميق ويداها مرتجفه لتدق علي باب غرفته ...اوقفها صوت بدور فجأه ...
بدور بصوت خافت قدر الامكان وحاسم في نفس الوقت ...
-استننننننننني ...حطي الحمرا دي بسرعه...
تلون وجهه روحيه واخذت احمر الشفاه من يدها تمرره علي فمها...لتأتي ليلي وتقرص خدودها لتحمر اكثر ...وضعت إيمان يدها علي فمها لتمنع ضحكاتها المهدده بالانطلاق...
دفعت روحيه الفتاتان بغضب ممزوج بخجل ليختبأوا في الغرفه المجاورة...
عدلت ملابسها ورخت جسدها للحظه ثم مدت يدها تدق علي الباب...فأتاها صوته المنفعل بالغضب دائما ...
- اددددخل !



look/images/icons/i1.gif رواية أسرى القلب
  20-12-2021 10:52 مساءً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العاشر

دخلت روحيه بكامل انوثتها بمشيتها المبختره ونظرتها اللامباليه...
-صباح الخير ياحج كنت رايده اتحدث وياك جبل ماتنزل لمصالحك ...
اعتدل في جلسته وهو يتفحص زينتها المفاجئه ! أجنت ام ماذا لترتدي هكذا وتضع كل هذا الاحمر في وجهها ؟! كما لفت انتباهه اختفاء شالها الذي لاتخلعه امامه ابدا كأنه ساتر تأمل في ان يحميها من عيونه المترقبه !
-في حاجه يا روحيه ؟!
ابتسمت بدلع واردفت قائله...
- لاااه متجلجش خير ان شاء الله ده كلام كلااته فرحه..

ليبتسم بتهكم: وماله ياختي فرحيني ...
نظرت في عينيه بخبث وقالت: اصلي هتزوج عجبال بنتك من بعد فرحتك !
وقف من مكانه بصدمه وكأن دلو من الثلج قد انسكب في وجهه...لينطق بغضب ...
-تتزوجي كيف يعني ؟! انتي اتجنيتي ياوليه ...

روحيه تصطنع الصدمه: باااااه اتزوج كيف ازاي يعني ! هتزوج زي الخلج كلاتهم ...
-انتي جري لعجلك حاجه يا ولييه...عجلك فوت إياك...مش واعيه لسنك بجا جد ايه ...
لتطلق ضحكتها الرنانه الانثاويه وتضع يدها علي جنبها المائل ...
-جرالك ايه ياحج سن إيه اللي بتتحدث عنيه ! اني اصغر من جنابك ولا انت ناسي وبعدين ده زواج هو اني بعمل حاجه غلط استغفر الله !
كان يحاول السيطرة علي اعصابه فمن اين اتت هذه المصيبه الان ..فقد اعتاد دوما علي تضحيتها وعدم رغبتها في الزواج ! ما سر هذا الاقبال الجديد علي الزواج ...هل احبت غيره !من هذا الذي غير رأيها ؟!

-بجولك ايه يا روحيه انا العفاريت كلاتها إبتطنطط ابوشي ! الله يرضي عليكي لو ما عجلتي اكده لهطوجك كف يفوجك دلوك...
نظرت له بغضب: باااه انت بتكلمني إكده ليه !...انا مش باخد الاذن انا بجولك علي اللي هيوحصل ... سلااام ياحج...
هبت للرحيل وفتحت باب الغرفه والفتيات مترقبات في زاويه منتظرين خروجها ولكنها لم تدب قدمها للخارج فقد امسك باسفل ذراعها يجذبها للداخل ليغلق الباب بعنف مره اخري ...
ابراهيم بغضب وعيون حمراء ...

- انا ساكت عليكي من زمن يابنت الاصول متفكريش اني سايبك آكده عشان تعملي اللي عايزاه ...انا حاطك هنا لاجل ما تكوني تحت طوعي وقسما عظما لو جبتي سيرة الزواج مرة تانيه لكون جاطع لسانك ديه وجبل مااجطعه عايز اعرف مين ابن الهرمه اللي رايد يتزوزج ؟!.
قبل ان تنطق بردها كانت ليلي تدق علي باب غرفه والدها،فقد انطلقت انذارات الخطر وقتما رأت والدها يسحب روحيه للداخل وقررت التدخل ...
ترك ابراهيم ذراع روحيه وابتعد قليلا وهو يتنفس بشده وقال بعزم صوته ...

- ادخل...
- دخلت ليلي بتوتر: ااابي انيكنت ...
توقفت واصطنعت المفاجأه ...ثم اردفت...
-ايه ديه انتي إهنه ! ده احنا جلبنا الدوار عليكي عشان نبركولك ...
نظر لها ابراهيم بغضب: تباركولها علي ايه امشي يابت بلاش جلت حيا ...
ليلي بمكر: مالك يا ابي انت متعكنن عليا اني ليه بدل ما تفرج انك هتبجا عريس في ظرف يومين ودلوك روحيه هتبجي عروسه جبلك ...
صرخ بهم ابراهيم بغضب: اخرجي انتي وهي مش رايد اشوف خلجت حدا واصل...
هرعت كلتاهما هاربتان من غضبه واغلقوا الباب خلفهم ...تاركين ابراهيم يفكر في حل لهذه المصيبه التي لم تكن في الحسبان !

خرج يونس من غرفته عاقدا للعزم علي مواجهه ابراهيم ومعرفه سبب رفضه لزواجه من بدور...فاستوقفه مشهد امه الراكضه وخلفها كلا من روحيه و ليلي وبدور الرافعه لردائها علي امل الاسراع الي الداخل وكأنهم اطفال يسعون للاختباء قبل ان يكتشف الاهل امرهم ...
وقف في الوسط وهم يتجاوزونه بسرعه البرق قبل ان يرمش بعينيه .. اغلقت ايمان الباب بعد ان دخل الجميع غرفه بدور ...ووقف هو وحيد يحاول استواعب ما حدث للتو ...ضرب كف علي كف وقال بذهول...

-ايه ده ؟! ايه الناس دي ؟! انا مش هلوم نفسي لما احس اني بتجن بقي ؟! دي وراثه عندنا في ام العيله الملحوسه دي ...
سكت ونظر الي اليمين عندما سمع باب يغلق بحده وخطوات عمه المسموعه من علي بعد امتار ليراه وهو يرتدي عباءته علي كتفه ...ليتخطي يونس الواقف ايضا وهو لايري امامه سوي غضبه ونار قلبه تحرقه من الداخل...
هرع يونس خلفه مناديا له ...
يونس: عمي استني انا عايزك ...
ابراهيم بضيق: مش وجته يا يونس اني مش فايج ...
يونس بعناد: مش وقته ازاي يعني يا عمي ..انا سايب حالي وشغلي وقاعد هنا بقالي يومين ومش عارف راسي من رجلي معاك وعايز اعرف انت زعلان مني ليه ؟!
تأفف ابراهيم: ولدي بجولك مش وجته اني نفوخي هيطج مني...
جز يونس علي اسنانه: خير ياعمي حصل حاجه ؟!
-لاااه بس اني مش فاضي ورايح لعلي ..

اسرع يونس بخطواته وراء عمه المتجه الي مكان علي ... وقال باصرار ...
-طيب كويس انا جي معاك بالمره اشوف علي...
لوح ابراهيم بيده بقله حيله ورغب لو يخبط يونس بحجر في رأسه حتي يتخلص منه ...
كان علي مجتمع بمحاسبه ورجاله حين القي ابراهيم السلام عليهم ومعه يونس...
علي بتعجب: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته...خير ياعمي ؟!
جلس ابراهيم وظل يونس واقفا لا يريد التدخل اكثر من ذلك ...
علي: اجعد يا يونس واجف ليه ده مطرحك ...
يونس بابتسامه وهو يجلس: تشكر يا علي ...
قاطعهم ابراهيم بحنق: رايدك ضروري لوحدنا يا علي ...
نظر علي الي رجاله وهز رأسه كاشاره لانسحابهم ...
علي: واد يارفاعي الشاي بسرعه ...
التفت الي ابراهيم وانتقل بنظره بينه وبين يونس ...ونظف حلقه...
-احممم اؤمرني يا عمي ...

نظر ابراهيم بضيق الي يونس العنيد وقد تأكد له انه لن يتركه وشأنه ...ثم تحدث مع علي ...
- بص يابني انا حاسس اني اتسرعت في موضوع الجواز ديه ولازم الاجي حل الغيه ومش لاجي قصادي ايتوها حل...
علي باستغراب: بتغير رأيك دلوك بعد ما جعدنا واتفجنا مع الناس دول يكلونا يا عمي ...هما صغار هنلعب بيهم ..
تحكم يونس في صدمته من كلام عمه وبدأ يفكر في سبب هذا التغير ! ليسمع افكاره علي لسان على ...
علي بتسأل: بس ايه اللي يخليك تغير رايك دلوك ياعمي...
تنحنح ابراهيم وقال: هااااه لا مفيش اصل جلت اجوز بدور الاول عشان محدش يحكي ويجول الراجل اتجوز جبل بنيته...
ليغلي الدم في عروق يونس ليقول بغضب ...
-ما عريسها موجود ياعمي بس انت اللي معطل الجوازه معرفش ليه ؟!

نظر له ابراهيم بغضب وقال: الحديث ديه مش وجته يا يونس ..الحديث ده مع ابوك...
يونس باصرار: ليه هو حضرتك قاعد مع عيل ؟! انا لما ابويا كلم حضرتك فده بناء علي رغبتي انا...
ابراهيم بغل: ممكن افهم انت رايد بنتي دلوك ليه مش انت بردك اللي كنت عاوزها تتعلم الاول جبل ما تتجوز ...
يونس وهو يحاول تبرير كذبه والده ...

- معلش كنت مستني اتأقلم في شغلي بس لقيت فعلا عندكم حق عشان كده انا جهزت مخطط ابدأ بيه شركتي الخاصه وفي نفس الوقت همسك الشركه مع بابا...
بدأت عين ابراهيم تلمع من الحديث عن المال والمصالح ...
-امممم والشركه دي هتلزمها كام إكده ...
فهم يونس مغزاه ليقول بلا مبالاه ...
-مش اقل من مليون جنيه بس طبعا ده مبلغ تافه انا ممكن اكون مهندس وبشتغل في شركه بس بعرف اتاجر واعمل مصالح كتير تكسبني فلوس محدش يحلم بيها ولعلمك المليون دول ملهمش علاقه ب بابا اطلاقا...

ابتسم على لمكر يونس وتعجب من رغبته في الزواج من بدور فزوجته لم تخبره الا بالشيخ المتقدم لطلب بدور للزواج ...فقرر مساعده فقط لانقاذ بدور من هذه التعاسه الابديه ! فيونس بشبابه افضل بكثير من هذا الشيخ وامواله...
-باااااه ده انت طلعت حويط جوي ..فعلا هذا الشبل من ذاك الاسد طالع لابوك وعمك...
ثم اتجه بحديثه الي ابراهيم...
-ما المشكل اتحل اهاه ياعمي والعريس جاهز يبقي عنأخر ليه ؟!
حمحم بحلقه وقال بحرج: بردك مش راضي بالجوازه دي اصل البنيه إصغيرة جوي واني مستنجص نفسي بيني وبينكم...
يونس بتفكير وهو يفكر بكسب ود عمه ..

-سيبلي انا وعلي الموضوع ده ياعمي وهنتصرف ...المهم انت موافق علي جوازي من بدور...
ليتدخل علي سريعا: والله اني شايف ياعمي طالما تجهيزات الفرح مستمره نعمل فرح يونس وبدور واهو نفرح بردك...
نظر له ابراهيم بغل: خلاص ياعلي بجا صك علي الحديث ديه دلوك ...
نفخ يونس وحاول تمالك اعصابه فهو من الصباح يرافقه كظله حتي يرضي به ومن كان يظن انه سيمر بهذا الموقف وان يترجي عمه الذي لا يطيق اسلوبه للزواج من ابنته العنيده تلك ! صاحبه اجمل عيون رأها في حياته ؟! وبخ نفسه علي تفكيره الاخير ...ونظر الي علي فقد رأي فيه حليف دون اي مصلحه...
علي بحنق: خلاص يا عمي اللي تشوفه ..واني ويونس هنلاجي طريقه بإذن الله متجلجش واصل...
هز ابراهيم رأسه وكأنه يحاول التغلب علي كبرياءه ليشكرهم...

في بيت ابراهيم ...
إيمان وهو تضع يدها علي فهمه وتضحك: احنا كان شكلنا وحش اوي هههههههههههه...
ليلي: ههههههههههه الحمدلله عدت علي خير اني كنت مرعوووبه عليكي يااامي ...
لترد روحيه بلا مبالاه: مرعوبه عليه اني ! ليه انا لحمي مر يا ليلي...
لتدوي ضحكات النسوة...
بدور: ايوه واضح بأمارة ما خدتي ف وشك وقلتي يا فكيك ...
ضحكت روحيه معم ثم سألت...
-طيب ودلوك هيوحصل إيه ؟!
لترد إيمان بسرعه: لازم نلاقي عريس بسرعه ...
روحيه بحنق: وده هجيبه كيف يعني ؟!
ليلي بخبث: العريس عندي !
روحيه باستغراب: مين ؟!
-عبد الله المحامي بتاع ابوي بيعشجك من زمن يعني لو رميتي كلمتين جدامه ممكن يغمي عليه من الفرحه ...
روحيه بخوف: وافرضي يا نبيهه مرضيش ! احرج دمي علي الفاضي ...
ليلي: اسمعيني بس الله يرضي عليكي للاخر ...هو هيجي بكرة اني هشغل ابوي ...!
لتقاطعها بدور: يا سلام ياختي وانتي ايش ضمنك ان علي هيجيبك اهنيه بكرة ...
ليلي بتأفف: هتصرف مالكيش صالح !
إيمان لبدور: بت متتكلميش صعيدي انتي كمان انا حاسه اني هبله وسطكم خليهم براحتهم وانتي زيي ...
بدور: ههههههههههههه حاضر يا ماما نسيت معلش ...
ليلي بقله صبر: المهم نركز إشوي جبل العيال ما تصحي... انا هشغل ابوي وانتي يا روحيه هتروحي تتحدثي ويا عبدالله وتجوليلوا ان جايلك عريس وانك رايده تخلعيه بانك تجولي للعريس ديه ان عبدالله جاري فتحتك وان اي حد يسأله يجول ايوة انه هيتجوزك كتمثليه يعني وهو ما هيصدق يساعد ...فهمتي !
إيمان بفخر: والله يابت انتي عقلك يتلف بحرير شابوه ليكي...
ليلي وهي تعدل ياقه ملابسها: احم تسلمي ياعمتي ...
بدور بضحك: عايزة انام بقي ...يلا مفيش راجل يلمك فين علي ؟!
ليلي بتهكم: زمانه جاي ياختي متجلجيش ...
...
نزلت بدور تحضر الماء فقد جف حلقها من كثرة المؤامرات علي والدها العزيز ...فقد تعب كلا من روحيه و آيمان واتجهوا الي النوم بعد رحيل ليلي مع علي...
كانت متوتره تلتفت يمينا ويسارا خوفا من ان تلتقي به بعد ما حدث امس بينهم ...فالان وبعد ذهاب الجميع فرغ عقلها لمشكلاتها التي لا تحل ...
جابر: ايه يا حاجه جو سلاحف النينجا ده ؟!
شهقت بخضه وضمت الابريق الي صدرها ...
-يخربيت سنينك خضتني يابني انت ؟!
-هههههههههههه معلش انا كنت رايح اشرب لقيتك بتتسحبي زي الحراميه ...قلت مالها دي ؟
-لا ابدا انا كمان كنت بجيب مايه واوعي بقا قبل ابويا ما ينزل و يشوفنا ويخرب عيشتنا احمد ربنا انه مبيتنا تحت سقف واحد ...
جابر بثقه: لا متقلقيش بابا ماسك ودنه من ساعة ما جه عشان موضوعك ...
بدور بأمل: بجد يا جابر ..تفتكر فعلا هيوافق...
-يابنتي ومش هيوافق ليه يعني هو يونس حد قليل...
نظرت له بدور بصدمه فقد ظنت انه يتحدث عن جامعتها ...
-يونس ؟! انت بتقول ايه هو بجد عايز يتجوزني...
جابر بتعجب: ومالك مصدومه كده ..انتو مش بتحبوا بعض ؟!
بدور بكبرياء وانكار: انا احب الانسان ده مستحيل طبعا...
ليأتيها صوت يونس بحده: ومين بيتجوز عن حب دلوقتي ! روحي يا شاطرة اوضتك فوق لحد الرجاله ما تقرر هتعمل ايه...
اتسعت عينان جابر بشده من قوله ! ونظر الي رد فعل بدور التي تستشيط غضبا...فتدخل سريعا...
-ايه يا يونس اللي بتقوله ده ؟ انت عارف انك بتحب بدور...
يونس بغضب: انا مبحبش حد يا جابر وخليك في نفسك ...
بدور بحده: لا انا اللي بموت فيك ...ده ايه البلاوي دي عن اذنكم...
اشعل حديثها غضبه وعزم علي معاقبتها فقد استطاع ان يميل عقل والدها من هي لتقف كعقبه امامه...
كان جابر في حاله من الذهول من تصرفات يونس ...
-انت مجنون يابني هو ايه اللي الرجاله تتفق ...انت بتعاملها ليه كده ...انا متأكد انك بتحبها والا مكنتش جيت هنا وسيبت شغلك واستقلت منه عشان محدش يتحكم فيك ...مالك يا يونس اللي بتعمله غلط ..انت بتكرهها فيك ليه ؟!
يونس بقله صبر: يووووووه خليك في حالك بقا ياجابر ماتجننيش انت كمان...
تركه يونس واتجه الي غرفته يفكر في طريقه لاخضاعها ...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 8 < 1 2 3 4 5 6 7 8 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1976 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1454 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1465 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1282 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2451 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أسرى ، القلب ،











الساعة الآن 07:05 PM