رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس
علي بغضب: لاااه مش هحلف لأني هكسر ضلوعك لو مافتحتي في الثانيه دي... فتحت ليلي الباب فدفعه علي بعنف وامسك بيدها يجرها للخارج ... وضعت يدها علي وجهها وكأنها تحتمي منه مما زاد من غضبه ... -انتي بتعصي كلمتي و تفتحي وانتي بالحال ديه .. -دي امي الحاجه هي حد غريب...
-غريب ولا جريب .. اني رجاله بشنبات بتنحني ولا تعصاش كلمه ليا ...لكن انتي يا حرمه بتجفي جصاد كلامي عيني عينك اكده ...شوري عليا جولي اعمل فيكي إيه تعبتيني وياكي جوي جوي ... ليلي بخوف: الله يرضي عليك يا علي أنت اللي مش طايجني ولا طايجلي كلمه ... علي: ما هو من عمايلك السوده هطج منيكي ! ردي اعمل فيكي ايه جوليلي ؟! نظرت الي الاسفل بخوف وهي تفكر في كيفيه الهروب منه ... استمر علي في كلامه الغاضب: ايه يا مرتي ماتنطجي ولا بلعتي لسانك دلوك ! فالحه بس تعصيني وتعصبيني ... ليلي وهي تبكي: خلاص يا علي اومال! اموتلك نفسي عشان ترتاح خالص واهملك في حالك ! وضع يده علي فمها يخرس حديثها حتي لا ينهال عليها ضربا لتعقل كما يفعل باقي الرجال، ولكنها لم تعطه فرصه فاطبقت علي يده باسنانها لتحاول الهرب منه !
ركضت من امامه فلحق بها وحملها فوق كتفه ... علي: انتي اللي جبتي لنفسك يامرتي المصونه... رمي بها علي السرير وخلع قفطانه وشرع يبحث عن شئ يعاقبها به ...حاولت ليلي ترجيه ليتركها فهي تعلم انها زادت في عنادها هذه المرة ! ليلي: خلاص هملني بجا مهعملش أكده تاني ... علي: ومفكرتيش ليه بعجلك اللي متل عجل السمكه ديه جبل ما تعصبيني ... وجد طرحه فاقترب من اقدامها ليربطها ويوقف حركتها، وهي تقاومه،امسكت بيده تقبلها ... -احب علي يدك خلاص ..اني مرتك وام عيالك !
تركت يده ولفت ذراعيها حول عنقه تميله فوقها ليختل توازنه ويصبح في احضانها،نظرت له نظرة استحضرت فيها كامل انوثتها وقمه محاولاتها لاغراءه وهي تنظر الي شفتيه بعشق مره ثم الي عينيه بخجل مره اخري ... علي وهو يزفر بعنف و استسلام: موتي هيكون علي يدك، الله يسامحك ! لم يستطع المقاومه وانقض علي ثغرها الصغير يلتهم من رحيقه ويداه تمر علي جميع نواحي جسدها المرسوم الذي يعرفه جيدا ويعشقه، وضعت يد خلف راسه واخري علي كتفه الايسر تستمع لدقات قلبه وهو يغوص بها في بحر امواجه عاتيه...
مر الاسبوع و العناد والعاب القط والفأر مستمرة بين يونس وبدور، وتم قبول بدور بكليه الهندسه وفرحه الجميع بها ماعدا والدها الذي يخطط لاعادتها مرة اخري ... بدور وهي تتحدث مع ليلي: الله يبارك فيكي ياحبيبتي ... ليلي بفرحه: ايوة يا باشمهندزه ابنتكلم زي المصاروة خلاص ... -ههههههههههه اي خدمه يابنتي انا عديت خلاص احذروا مني... -ههههههههههه المهم تبجي احسن حد في الدنيا كلاتها ويخليكي ليا يا عيون اختك... بدور بتنهيده: اخبارك ايه مع علي يا ليلي ... - زين الحمدلله كيف ما سيبتينا ...
- وحياة امك اومال ايه سيبهولي وهتصرف معاه ويانا يا هو ...بصي بقاا واسمعيني كويس ..انا اللي هخطط وانتي تنفذي تمام، مش حته راجل هيقف قصادنا... جاءها صوت جابر من الخلف ... -احيه علي راي الاسكندرانيه... ان كيدهن عظيم .. ضحكت بدور: بس انت دلوقتي.. ليلي بفضول: مين ده يا به !يونس؟! -لا ده جابر يابنتي... -باااه وانتو قاعدين سوا عادي.. -لا طبعا يا بنتي شقته هو ويونس قصادي بس بيجوا شويه ... -هتبجي ليله طين لو ابوكي عرف ... جابر: بتتودودوا علي ايه هاااه هاااه ! بدوربضحك: بس يا بني خليني اخلص المكالمه... جابر: طيب لو حلوة هاتي اسلم عليها ونبي ونبي... بدور بذهول منه: يا بني اتلم بقا دي متجوزه ... ليلي: يالهوي يالهوي انا هجقل قبل علي مايسمع ... ليأتيها صوت علي من الخلف وهو يخطف الهاتف من يدها ليستمع ...
-اسمع ايه ان شاء الله ؟ بدور بخضه: علي !احم ازيك عامل ايه ! نكزت جابر وهو منسجم في هاتفه حتي لا يصدر صوت ففهم عليها وهو يحاول ان يقترب برأسه يستمع لحديثهم... -اني تومام الحمدلله .. وانتي اكويسه ؟ انتي فين وعمك فين اومال ؟ -انا في اوضتي وكنت بكلم ليلي ..اطلع ادهولك تسلم عليه ؟ اراد جابر الضحك علي تعابير وجهها فوضعت يدها علي فمه...
دخل يونس بعد ان انهي مشروعه ليبحث عنهم فهو لم يراها طوال اليوم ..فأخيرا استطاع ان يسيطر علي مشاعره قليلا امامها فقط قلبه يعلن الحرب عليه بدقاته ..لماذا تسيطر علي تفكيره ؟ لقد عرف الاجمل منها فلماذا عيناها الان ؟! يونس لنفسه: انت مش عارف انت عايز ايه بس الاحسن تبعد عنها كفايه ابوها انت مش بتطيقه وبعدين انت طول عمرك ضد جواز القرايب ! جواز ايه ! لا لا طبعا انت مالك و مالها انت بتستغلسها اساسا ..فوق لنفسك يا يونس ... ليبدأ صراع قلبه الذي يدافع بشده عنها و عن عيناها وعقله الذي يكره رؤيتها ...ليرد قلبه تكره رؤيتها لانها لا تراك وتتعمد تجاهلك اعترف بذلك ...ليرد عقله اتجرح كبرياء رجولتك من اجلها وتعترف بما لاتشعر به امجنون انت ...
وقف للحظه وقد تغلب عليه الغضب و الحيرة قبضت جبينه وقد نسي وجهته ! وصل الي الشرفه فوجد جابر ملتصق بزاويه وبدور تقف امامه مباشرا تتحدث علي الهاتف وجزء من وجهها الظاهر له شاحب الي حد الاصفرار ولكن ما اشعل داخله بشعور ارتعب هو منه هو يدها الموجوده علي فم جابر ... يونس: بدووورر... اوقعت بدور الهاتف من يدها مستلمه لقدرها هذه المرة ف زوج اختها و لو لم يسمع جابر منذ قليل فقد سمع هتاف يونس الغاضب لا محاله ... نظر علي بغضب لليلي واغلق الهاتف ... -هي اختك مع مين بالظبط ؟ -مع عمي اكيد .. -وعمك صوته بجا كله شباب إكده... ليلي وهي تحاول ان تظهر بانها غير مهتمه وان ماحدث شئ عادي ... -ديه اكيد يونس ابن عمي... -والله عال هو مش عمك خبر ابوكي انه مش عايش إهناك...
ليلي بصوت مرجوج: إتلاجي بيزورهم ولا حاجه .. علي بنظرة يقين انها تكذب ..اراد ان يجبرها علي الكلام .. علي بخبث: طيب انا رايح لابوكي دلوك هبجي اخليه إيسلم علي عمك ويونس ... ليلي بخضه: لااااااه اوعاك تخبره الله يرضي عليك .. ده لما يصدج هيشيع يجبها طوالي... علي بحده: يعني بتكذبي علياا يا ليلي وهو لساته عايش إهناك...
ليلي بحده مماثله: احنا مالناش دخل بيناتهم وانت كومان اوعاك يا علي تخبر ابوي اي شئ الا وقسما بالله...! علي بتهكم وحده: اجفلي خاشمك ومتكملهاش اني مبتهددش واصل ...سمعاني زين ..واني اجول اللي اجوله انتي ملكيش صالح باللي بيني وبين ابوكي ده حديث رجاله ... هم بالذهاب فمنعته ليلي بالوقوف امامه وعيناها تخبره بعاصفه في الطريق من متمردته ... ليلي بهدوء: بدور هتبجي مهندزه ووافجوا بيها إهناك ... باجي علي حلمها ايام، اسمعني انت زين يا علي لو عملت ايتوها حاجه تخرب عليها في شئ هيبجي باللي بيني وبينك ... شعر بحزن وغضب بداخله، دائما في اخر خاناتها وهو الذي يضعها نصب عيناه ويسعي لتحقيق امنياتها حتي قبل ان تطلبها...ابتسم نص ابتسامه وهز رأسه ولم يجيبها، وضع عمامته وازاحها من امامه ليخرج وهو يشعر بان عاصفتها انتقلت من داخلها اليه ! ...
اما عند بدور فهناك عاصفه اخري علي وشك الهبوب... القت بدور الهاتف ووضعت يديها علي رأسها، تبادل يونس وجابر النظرات الغاضبه فكلاهما منزعج لاسبابه الخاصه فالاول عاشق يتحدي قلبه والثاني يسعي لفرض واثبات نفسه من العائله وليس بالغريب .. بدور بعصبيه: ممكن افهم ليه علي طول بتزعق وتنطر اهو سمعك اهوه وهيسود عيشتي ... يونس بغيره ارهبته وتعجب لها: هو مين ده اللي يسمعني ؟! بدور: علي !
-يانهارك اسود مين علي ده ان شاء الله وبتبجحي كمان ومش عايزاه يسمع ؟! ده انا هخلي ليلتك وليلته سوده ! جابر بنفخ: انت غبي يابني ده جوز اختها ده انت نيلت الدنيا خالص... نظر له نظره حادة كالسكين يريده لو يختفي من امامه، نظر الي بدور واستكمل ... -فين المشكله يعني مش فاهم ؟! بدور وهي تكاد تصفعه: والله ! لا مفيش مشكله خالص غير انك هنا ياذكي وعمي مفهم ابويا انك مش ساكن معانا ..كده ممكن يجي ياخدني! يونس وقد فهم الامر ولكنه اصر علي لا مبالاته: يا سلام هما هيتحكموا فيا في بيتي ولا ايه ؟ ما اللي يعرف يعرف واللي يحصل يحصل واللي يجي يجي انا مالي ! ... حزنت بدور من حديثه الهذه الدرجه لا يستلطفها ولا يخشي عليها وعلي ضياع حلمها ! وما الجديد فهو بارد كالثلج لا يهتم سوا بنفسه ولا يعترف بحلمها ربما هو متمدن ولكن داخله يري المرأة بمنظور الرجعيين ...
لتردف بعناد: مالك ! يبقي متدخلش من الاساس والافضل لو لقتني بتكلم او بعمل حاجه متدخلش لا لا هعيد دي تاني الافضل انك متتكلمش معايا اصلا. يونس: اتعدلي يابت وانتي بتتكلمي ...والمفروض اني هموت واكلمك ...انا مستحملك بالعافيه ! جابر بقله صبر: يونس مش كده ! يونس بغضب: اسكت انت ياجابر هي فكره نفسها مين عايزاني اشوفها بتتكلم مع حد والبس طرحه واقعد جنبها لااا ياهانم اعملي حسابك كل خطوة محسوبه عليكي هنا كانك عند ابوكي بالظبط ! بدور وهي تكاد تبكي ولاول مرة تشعر بالغربه وكأنها اهانت نفسها بخروجها من دارها ... -انت انسان مش طبيعي ! انا محترمه جدا علي فكرة الدور والباقي علي اللي ناسي نفسه ... اراد جابر التدخل ولكن يونس صاح به ...
-اطلع برا يا جابر ومتدخلش... نفخ جابر بضيق وانسحب خارجا ... جابر بضيق: اهوه غاير في داهيه اتخمد مبسوط كده.. يونس: اه اتفضل بقا... خرج جابرمتعجب من احوال يونس الصبور! فلماذا الغضب الدائم تجاه بدور؟!..صحيح هو كالوحش في غضبه الا انه يتحكم بنفسه حتي اخر وقت . . تبعته بدور هي الاخري وعقلها منشغل تريد تخطيه بشتي الطرق فبرغم من عنادها الا ان عصبيته تخيفها وتجعل روحها ترتجف فربما كانت قساوة نظراته او ملامحه الغاضبه لكنها تخترق روحها في لحظه... امسكها يونس وهي تخرج ونظر لعيناها الجذابه، اراد معاقبتها لكن نظره الخوف بهما هدأت من روعه فابتسم ابتسامته الجانبيه الساحرة... - ايه ده بدر البدو بتخاف ؟!
بدور بغضب وهي تنفض يداها: اوعي انا محبش انك تلمسني... اغضبه قولها رغما عن محاولاته بالبقاء هادئا ليمسكها مسكات متتاليه ثم تستقر يده خلف رأسها ممسكا بحجابها،رافعا عيناها اليه ويردف بغضب اعماه ... -الله وانا ما المسكيش ليه هو مش حجا اولي بلحم طوره ! بدور بابتسامه ووجه احمر من الغضب: انت اسفل انسان شفته في حياتي... وبقوه صدمتها لكمته في معدته ضربه اخرجت الانفاس منه فافلتها علي اثر صدمته ... فهذه الصغيرة تبرع في تخطي كل ظنونه... ركضت سريعا الي غرفتها مغلقه الباب بقوة بعدها ... وقف متسمرا مكانه ممسكا بمكان لكمتها ارتسمت ابتسامه علي وجهه فهو لم يتخيل ولو في احلامه ان تلكمه ! اخذته اقدامه الي شقته وهو يفكر كيف يكبح لجامها، ذهبت الي غرفتها لتفرغ كل غضبها في البكاء... بدور لنفسها: ممكن اعرف بتستسلمي ليه قدامه ..انتي اقوي من كده ماتسمحيش انه يحطمك ...يتحرق شايفك محترمه ولا غيره مالوش دعوه بيا... نامت بدور بعد صراع وهي تلعن يونس بكل نفس تأخذه فينتظرها في الغد يوما شاقا وبدايه مشرقه لحياتها كأنثي تتحلي بالمسئوليه والشجاعه وتتوج بالعلم ...
في اليوم التالي استيقظ الجميع وكانت بدور تشعر برعشه خفيفه في قلبها وسعاده تنبثق من داخلها وهي تري امنيه وحلم باتت تعيش له منذ الصغر علي وشك التحقق ..ارتدت عباءتها وجحابها بعد ان تحممت و ادت صلاة الصباح ... فتحت ايمان باب غرفتها بابتسامه ام حنونه،تقدمت منها تحيطها بحنانها بين ذراعيها.. -صباح الفل علي احلي وردة في الدنيا.. قبلت بدور كتفها واراحت رأسها عليها وهي تقول.. -صباح الورد علي احن ام في الدنيا.. -هاه جهزتي خلاص .. -ايوة خلاص كله تمام... -طيب يلا عشان تفطري ويونس وجابر هيوصلوكي علي سكتهم... بدور و قد دق قلبها الذي يخفق كلما سمع اسمه! بدور لنفسها: ايه بقي هتفضلي تتكعبلي كده كل ما تسمعي اسمه ؟! طبعا عشان مخنوقه منه ومش طايقه تشوفيه ملهاش مبرر ..اكيد مش هموت علي عنيه او غمزاته او دايبه ف دباديبه ده كفايه طوله وهو اهبل كده ... امسكتها ايمان من ذراعها متجهين لطاوله الطعام ... جابر: صباح الخير يا قمر ..ايوة يا عم، هنفضل بقا المهندسه راحت المهندسه جت هههههه.. -هههههههههههههه انت مشكله بس ماااثي ماثي... لفت انتباهها فراغ كرسي يونس فبدأت تجول بعينيها حول المكان لتلمحه ولكن لا اثر له ألمها عدم اهتمامه وكأنه يستهين بها او حلمها تريد لو تمحي هذا الشعور الغريب المستقر بداخلها لماذا يؤثر بها هكذا ! توفيق: صباخ الخير يا ولاد ... حبيبة عمها جهزت..
بدور وقد اتجهت نحوه تحتضنه وتقبل يده ... -كله تمام يا روح حبيبة عمها.. ايمان بضحكه: شوف البت هتاخد الراجل مني .. جابر: ههههههههه انتي لسه فاكره دي خدت كله.. اخرجت له بدور لسانها: حقودي ... وصل عطر يونس الي بدور قبل ان تحتضنه عيناها، نظرت له بشوق اقلق روحها وهي من بقت ساهره تلعنه طوال الليل ! ، ووجدت عيناها تحادث عيناه ما ان التقيا... ابتسم يونس لبدور تلقائيا وهو يري عيناها اللامعه كالبلور و المكحله ...وشعر بحب يطغي عليه ويسري في فقرات ظهره،حتي قشعر بدنه وهو من ظن انه سيكمل مسيرته باهمالها كما خطط لكن ويل لقلب لا يلتزم بقواعد عقل ...
غمزت ايمان لتوفيق بفهم بينما شعر جابر بفرحه وقرب نجاح خطتهم... يونس: احم صباح الخير.. رد الجميع الصباح، وانشغلوا بالفطور ... بينما تبادل يونس وبدور النظرات المحيرة لهم اكثر واكثر ..وهم في الطريق الي الاسفل اوقفها يونس ... -استني يا بدور نسيت اديكي حاجه .. عاد الي شقته سريعا وخرج يحمل مجموعه من الادوات الهندسيه الخشبيه...لمعت عينا بدور وارتسمت ابتسامتها البريئه علي وجهها .. يونس يتظاهر بالابتسام و كأنه امر عادي: انا قلت اديكي ال عده بتاعتي.. مرت لحظه بينهم وهي تشكره بنظراتها فشعرت برغبه غريبه في البكاء ولكنها لن تفسد هذه اللحظه النادرة التي يظهر فيها مشاعر غير الجمود ناحيتها ! .لا تعلم لماذا ولكنها تذكرت قسوة والدها لتتحول من شابه الي طفله ضعيفه امام اي ملامح للحب او الحنان ... مدت يدها وهي تحبس دموعها وتبل شفتاها فرفع ذقنها بحيره واختفت ابتسامته ... -معلش انا مقصدتش ازعلك ! انا عارف انهم بتوعي وقدام بس هجبلك جديد والله ! بدور وهي تمسح دموعها وتستشعر لمسته الحنونه وكأنها مصنوعه من زجاج ...حنان تعجبت له من هذا القاسي المتعجرف.. -انا مش عارفه اشكرك ازاي دي احسن هديه جاتلي ...
-اومال بتعيطي ليه ! بابتسامه حزينه: مش عارفه بس انا فرحانه بجد... قاطعهم جابر المتكأ علي السلالم وينظر لهم واضعا يده علي خده ... -لازم تعيط مش بتقولها عده انت فاكرها سمكري يا سطا انت ! ضحكت بدور وتأفف يونس ... -اطلع منها يابني انت... يلا يا بدور... وصل يونس وجابر ببدور وارادوا ان ينزلوا معها ولكنها اصرت علي اخذ هذه الخطوة بنفسها.. يونس: بدور خدي بالك من نفسك ..واي عيل يكلمك مترديش عليه وقوليلي وانا هتصرف... جابر وهو يجر شكلوه ضرب كف علي كف: يا نهار اسود اومال هتتخطب ازاي! روحي يا بنتي وركزي مع الشباب هاه خصوصا اللي معاهم عربيات جيب انا بحب العربيات الجيب.. اتته لكمه من حيث لا يدري تخرسه من يونس ..ونظر بحده لبدور ... -بنات بس يابدور ...انا مش بحب اللي يعصاني...
بدور: اووف خلاص خلاص مش عشان ابن عمي بقاا واصلا يعني انا مش بكلم شباب انا من الصعيد هاه مش انجلترا.. يونس بجرأه صدمته هو شخصيا: لا مش ابن عمك وبس انا اكتر من كده واول ما تخلصي كلميني ولو اتصلت بيكي ف اي وقت تردي تمام ! بدور وقد ألجم كلامه لسانها ..ماذا يقصد باكثر من ابن عمي ؟ - احممم ممكن امشي بقا... هز رأسه بالموافقه: لا اله الا الله... ابتسمت بدور: محمدا رسول الله ... جابر: مع السلامه يا بيبوو ركزي هااه وغمز لها .. انطلق يونس بالسيارة قبل ان يقتل صديقه ...والتفت بدور الي باب مقصدها التي سعت له كثيرا...
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس
وضع علي قدمه على الاريكه التي يجلس عليها وسط الرجال ووضع يده علي ركبته يسندها وكل عقله في زوجته العنيده ليلي الذي يعيد اسمها بداخله دون توقف،اغمض عينيه ووقف فجأه منهي لجلستهم ... رفاعي: باااه جنابك عتروح دلوك ... نظر له علي بلا مبالاه وهو يعدل عمامته: إييوه ماليش مزاج اجعد تاني ... سار رفاعي معه، ذراعه اليمين او بمعني اخر تابعه اينما ذهب كخياله ...
كان علي يعيد ما حدث بينه وبينها في عقله عندما اصطدمت به احدي غوازي المقهي ليبعدها عنه بتقزز وهي تضحك ضحكتها الخليعه وتتعجب من تغيره ! هل هذا علي الذي كان يبيت بين احضانهم الغازيه تلو الاخري ...عجباا هل يفعل الزواج ذلك بمحبوب النساء ؟! وصل علي الي البيت في ساعه متأخره علي غير عادته،ركضت بدور تفترش علي السرير مصطنعه النوم وهي تغلي بداخلها من تأخره فقد تأكدت انه أجل موعده مع اباها من الخادمه التي بعثت بها كمرشد لها ... شعرت بعيناه تمر عليها ما ان دخل الغرفه،جلس علي الاريكه في مواجهه السرير ينظر لحبيبته النائمه ! نعم حبيبته ...اسند رأسه للوراء واغمض عينيه وارتسمت ابتسامه ساخره علي شفتيه المغريتان وقال بصوت ضعيف... -حبيبتي... لا يعلم كيف ومتي ولكنها تغلغلت تحت جلده وسار يستنشق رائحتها في أنفه اينما ذهب كمدمن يحتاج جرعته... نفخ واستغفر الله و دخل الي الحمام يأخذ حماما باردا حتي يهدأ قليلا ... علي لنفسه: حبيبتك واعره جوي يا علي، يارب جدرني عليها...
سمعت ليلي همسته الخفيفه،هل قال حبيبتي ام انها تتخيل ؟! واذا قال فعلا فمن هي هذه الحبيبه ؟ شعرت بغيرة تتأكل احشائها وقلبها وكأنها مرض ينتشر بسرعه البرق داخلها... ليلي لنفسها: استر يارب والله ياعلي اصور جتيل لو حبيت حدا غيري ... اتصرفي يا خيبه راجلك بيضيع منيكي !. مطت شفتيها بخوف وتوتر وكادت تبكي وقلبها يدق بشده ! لمعت عيناها فجأه بفكره ! حركت يدها علي جانبي شعرها المنسدل تنفضه بخفه تعطيه شكل غير مرتب جذاب بطبيعته، نظرت الي رداء البيت التي تنام به ففتحت اول زرين واوقعت كتفه،نظرت الي طول فستانها بحنق وكأنه اجبرها علي ارتدائه من الاساس،رفعت فستانها الي اعلي فخدها ونامت علي جانبها ... خرج وهو يرتدي سرواله فقط ويبعد قطرات الماء من شعره بالمنشفه اعطاها ظهره وهو يحاول اخراج ملابسه ...
بدأت ليلي تصدر تأوهات وانين خفيف،ألتفت لها وجدها في منظر قشعر له بدنه وهو يري جسدها الذي يشتهيه يتلوي امامه وردائها مرفوع الي اعلي ساقيها ... تقلبت ليلي علي ظهرها وهي تفقد الامل في ان يتقدم منها فخطرت لها فكرة جنونيه او شيطانيه .. ليلي بهمهمه: بس ياراجل... كادت عيناه ان تخرج من مقلتيها وتسمر مكانه ! هل تحلم زوجته به ؟! كيف وهي لا ترغب به 3 سنوات لم تتقدم له ابدا دائما هو الذي يطلبها ويكون كالطفل الصغير يسعي وراءها ودائما لديها عزر يجرح كبرياء رجولته ... لا يعلم ما بداخلها هي تقول لا وجسدها يصرخ نعم ...
علي لنفسه: الله يهد الحريم اللي في الدنيا لاااه الله يحرجهم كلاتهم ... عادت تتلوي امامه فأقترب منها كالمنوم مغناطيسيا وعيناه تبتلعها من فوقها لتحتها ..فاوقفه تفكير جمد الدم في عروقه.. اتحلم به ام برجل اخر ؟! والله لو حدث ذلك ليقتلها ويقتله معها ...اقترب منها بعنف وامسك ذراعها بقوه ليعدلها في موضع جلوس،صرخت ليلي بخضه فهي ولو تصطنع النوم لم تتوقع ان يسحبها بشده هكذا .. رمشت بعينها اكثر من مره وهي تستوعب ما يحدث وجدته ينظر لها بملامح غاضبه وقاسيه ...
ليلي: حصل ايه يا علي ؟ لم يهتم واردف قائلا: كنتي إبتحلمي بمين ؟ رفعت حاجب مصطنعه عدم الفهم: هاااه احلم بمين كيف يعني ؟! اطبق علي ذراعها بشده المتها .. -ااااه يدي يا علي... اقترب من وجهها وقال بحده وقله صبر و هو يصك علي اسنانه: كنتي بتحلمي بمين مش هكرر كلامي مرة تانيه ... -انت اتجنيت عاد ! انا محلمتش بمخلوج... شد علي علي شعرها بشئ من القسوةو قال ...
-اني سامعك بوداني وانتي بتكلمي راجل في نومتك وبتتلوي زي الحيه علي فرشتي كومان ...يمين بالله لو مانطجتي ماهيكفيني فيكي عمرك كلاته يابنت الشرجاوي ... وضعت يدها فوق يده الممسكه بشعرها: والله العظيم محلمت بحدا واصل ... رفع يده الاخري وصفعها علي ساقها العاريه كعقاب علي عدم كلامها .. ليلي ببكاء ردت سريعا: انت! ..كنت بحلم بيك انت ! -والله بيا اني ليه ان شاء الله سلامتك تعبانه ولا حاجه ؟! رفعت كفها المرتعش ووضعتها علي وجهه وهي تنظر له بعيون دامعه تستدعي حبه وشفقته ... -اتوحشتك جوي ...
ابتلع ريقه وهو ينظر لوجهها الباكي واغمض عينه في محاوله ليتمالك نفسه ويصدقها ... ما ان خفت قبضته من شعرها حتي اقتربت منه ببطئ لتطبع قبله علي رقبته ثم ابتعدت تري ملامحه فقد اغمض عينه بشده اكثر فاعادت الكرة ولكن بجرأه اكبر ورغما عنه رفع ذراع يحيط خصرها ويقربها اليه فأوقفت قبلاتها لتزرع رأسها بين رقبته ووجهه وتحيطه في عناق تخرج فيه كل مخاوفها ... فتح عيناه وجدها تحتضنه وتبكي ...
علي وهو يزفر: خلاص ما تبكيش اني كنت متعصب إشويه من جبل ما اجي اهنه... فتحت عيناها الحمراء والمنتفخه من بكائها وقالت: هو اني عمري عملت حاجه غلط عشان تجولي راجل مين يا علي ... طيب حتي لو اني مش كويسه انت بتهملني لحالي اخرج لوحدي لدوار امي الحاجه او ابوي عشان اعرف غيرك حتي ! ياعلي ده انا نسيت الدنيا بره شكلها كيف ! انا ف جفص ياعلي وساكته عشان اني... سكتت لم تكمل تعبيرها عن حبها له فقد وعدت نفسها الا تنطقها قبله وتتحدي عشقها له...
علي بعيون واسعه وقلبه يدق قال بصوت اجش: انتي إييه ؟!... نظرت الي اليمين والشمال بتوتر .. -عشان اني ..ااا ..ااصل اني احم مش ...اااااه اتسعت عيناه بخضه: مالك جرالك إيه ؟! -جنبي ياعلي موجوعه جوي جوي إهنه..
امسكت بيده تضعها علي جنبها موضع الالم فبدأ يدلكه لها بخوف... -طيب نامي علي ضهرك وارتاحي ... -امممم لا انا مرتاحه إكده وانت يدك عليا ... رفع نظره اليها وهو يشعر بعروق جسده تبرز وهو يحاول السيطرة علي مشاعره حتي لا يأذيها في مرضها ولكنها صدمته عندما نامت علي السرير ساحبه له فوقها وهو جالس واغمضت عينها رافعه ذقنها بشفتيها له باستسلام... استسلام لا يعرف معناه الا معها هي حبيبته و زوجته التي تفقده عقله بالكامل وتربطه داخل دوامه من المشاعر... كانت قبلته لها عنيفه و سريعه و كأنه اراد ان يصك ملكيته علي شفتاها ليغيب الاثنان معا في ليله ولا الف ليله وليله بالنسبه لهم وكلاهما يحاول إثبات حبه للاخر دون كلمات...
استيقظت ليلي بين احضانه علي دق باب البيت ... حاولت نزع ذراعه من حولها وهو يتمتم ويقربها منه... -اوعاك إكده يا علي ده صوت ابوي برااااه ... يالهووي يالهوي... فتح علي عينه بصعوبه وهو يلعن اباها في سره... ونظر لها وهي ترتدي ملابسها وتخبط علي وجهها... نفخ بضيق: في إيه يا ولييه انتي مرتي ! هو انا مجضي الليله وياكي..ما ابوكي ديه اللي مسلمك ليا بيده ! نظرت له بغضب: مش وجت كلام فارغ دلوك جوم بسرعه عشان نفتح الباب .. نزلت بسرعه لتفتح لوادها الباب .. ابراهيم: السلام عليكم ..ايه النوم ده كلاته ؟! -هااه معلش يا ابي اصل الواد تعبني طول الليل ... -امممم ماشي ياختي ..جوزك إهنه ولا مشي ... اتاه صوت علي وهو ينزل الدرج: اهني يا عمي ..اهلا ومرحبا بيك نورتنا ... -بنورك يا علي ..كيفك و كيف البت دي وياك؟ نظر لها بخبث واردف قائلا: زينه الحمدلله كله تمام.. -طيب الحمدلله لو عملت اي حاجه مش علي هواك اجطم رجبتها ... لوت ليلي فمها: متشكرة يا ابوي... ضحك علي قائلا: خير يا عمي ياتري الزيارة دي وراها حاجه مهمه ولا اتوحشت ليلي.. نظرت ليلي علي امل ان يظهر اي مشاعر تجاهها... ابراهيم بلا اهتمام: ايوة عايز اخبرك موضوع امهم يخصني ..اني نويت اتجوز وجلت لازم اخبركم اللاول ... خبطت ليلي بخضه علي صدرها فنظر لها علي بتحذير ولكنها لم تهتم ... ليلي: كيف يعني تتجوز ده انت معملهتاش طول السنين دي كلاتها ؟ علي بحده: ميخصكيش يا ليلي واتحدثي بأدب مع ابوكي .. ليلي بغضب: كيف ميخصنيش ده اني ... علي بغضب مماثل وصوت عال: ده اني اللي هكسر راسك لو ما حطيتي لسانك جوا خشمك ولميتي الدور لاحسن اطجك كف ينسيكي الحديث،مشي من إهنه ! نظرت له بوجه احمر غاضب وشعرت بمهانته ولكنها كتمت داخلها واتجهت الي غرفتها بعد ان رمقته بنظرة تعلمه عن استعدادها لتندمه علي الحديث معها هكذا واهانتها ... نظر الي لامبالاه ابراهيم الذي يبتسم نصف ابتسامه بسخريه: البت تكسرلها ضلع يطلعلها 24 يا ولدي ...هاااه اجوم اني بقي واعمل حسابك هتيجي معايا بكرة لاهل العزايزة انا هتجوز بنت كبيرهم.. علي وهو لايريد ان يظهر تعجبه من قسوته علي ابنته بل و اصراره علي تحميل علي عليها ... - تومام هجيلك من الصبح ..مبروك مجدما ياعمي ... هز رأسه بالموافقه وهم للرحيل.. وقف علي يتابعه وهو يرحل وعاد بتفكيره الي ليلي فكلما اخذ خطوه للامام عاد عشرة للخلف معها... علي لنفسه: مجري علينا عده ياسين يابنت الحلال ... صعد خلفها سريعا ولكنه هدأ من خطواته ليتظاهر بعدم المبالاه فوجدها تجلس علي فراشهم تضم ركبتيها لصدرها ودموعها تتساقط بحريه ... زفر وتوجه الي خزانته يرتدي قفطانه ليهرب بعيدا فاكثر ما يزعجه ويمزق قلبه هي دموعها ... نظر لانعكاسها في المرآه و هي تبكي فحمحم بضيق: اااااحم بيكفي يا مرا ...ايه حوصل لكل ديه ..ابوكي راجل ولسه بجوته يتزوج ولا ميتزوجش احنا مالنا وماله... ليلي بغضب: ايووة ياخويا ما هو راجل زيك تعملوا اللي بتريدوه حتي لو بتجرحوا اجرب الناس ليكم.. -بااااه انتي محسساني انه هيتخطف منيكي ... ريداني اعدلك ابوكي جاه يشوفك او سأل عليكي كام مرة في ال3 سنين اللي فاتوا دولاااا... حزنت ليلي من حديثه الذي يرش الملح علي جروحها ونظرت له بعتاب فهي تعلم جيدا عدم اهتمام والدهم بهم لانهم من جنس حواء و كأنه خطأهم وليست اراده الله انه لم يعطيه ولد يحمل اسمه .. لقد تأقلمت علي هذا الوضع ولكن قول علي لما يؤرقها جهوريا ألمها بشده ... وضعت يدها علي فمها لتخفي شهقاتها وركضت الي غرفه اطفالها الفارغه تاركه علي ورائها بحيرته ...خبط بكفه علي رأسه ونهر نفسه .. -غبببببي هتفضل كيف الدبش لمماتك يا ابن الهواري... خرج من غرفته واغلق الباب بعنف هز جدران البيت وهو ينزل كالخيل الجامح لايري امامه من غضبه وتفكيره ... اما ليلي فقد كان بكائها جزء كبير منه علي روحيه المسكينه ! التي تعلم انها ضحت بحياتها ورفضت الزواج للاهتمام بهم لحبها لابيها الذي بلا مشاعر ولايستحق حبها ولا تضحيتها وصارت تلعنه في سرها... ليلي بغضب: استغفر الله العظيم سامحني يارب ...يارب صبرني واهديني للطريجه اللي امنع بيها المصيبه دي... امسكت هاتفها لتخبر بدور فتذكرت انه اول يوم لها في الجامعه ولا تريد ان تجعله ذكري سيئه في حياتها ... فأتصلت بروحيه للاطمئنان عليها واخبارها بانها تريدها ضروري اليوم ..و اتفق الاثنان علي المقابله بعد ساعه ... ... في القاهره... دخلت بدور بكل ثقه تتأمل حولها وجدت مجموعه من الفتيات ينظرون اليها ويتهامسون بضحك بينهم ... لم تهتم لهم واتجهت تسأل عن المحاضرات واماكنها في شئون الطلبه ... صعدت الي مبني كليتها وسط انبهارها بادق تفاصيلها وشعرت بفخر داخلها بأنها هي الفتاة من الصعيد نجحت في الوصول الي هنا في مواجهه عقليه ابيها المتزمتة ...تحول تفكيرها الي يونس فسرحت بعد ان جلست في مدرج اولي محاضراتها في عينيه السوداء برموشها الطويله ونظرته لها ! وضعت يدها علي فمها لتخفي ابتسامتها ...غير عابئه بالعيون التي تطالعها من حولها منها نظرات سخريه ومنها تعجب ولكن اهمها هي نظرات اعجاب ... اقترب مازن بثقه يجلس بجوارها نظف حلقه ليلفت انتباهها،طالعته بدور بنظره مازالت حالمه بيونس ولكنها فاقت منها ونظرت الي الجهه الاخري متجاهله إياه .. ابتسم نصف ابتسامه لنفسه واردف ... -انا مازن اول سنه هنا في هندسه معاكي وانتي ؟ مد يده يصافحها فنظرت لها ثم اليه وقالت .. -اسفه مش بسلم علي شباب عن اذنك .. ابتعدت الي صف اخر عله يتركها في حال سبيلها...اقتربت احدي الفتيات التي رأت مازن يحوم حولها وارادت ان تحط من شأنها ... سمر بسخريه: ههههههههه ايه ده انتي جايه بالجاموسه مستنيه برا... قضبت بدور حاجبها بدون فهم: نعم حضرتك بتكلميني انا ؟ -اوبا ده انتي بتتكلمي حلو اهوه امال ايه جو الفلاحين ده ...ايه القرف ده يابنتي اللي لبساه مش مكسوفه من نفسك انا عرفت انك من القريه من الشال الغريب ده... نظرت لها بصدمه واردفت قائله: انتي مجنونه يا بنت انتي ازاي تكلميني كده، انتي تعرفيني ؟ -لا الحمدلله معرفش الاشكال دي ... ضحكت الفتيات من جروبها وبعض الطلاب ... اخذت بدور ادواتها و وقفت بحده نظرت لها من فوق لاسفل تتفحصها وابتسمت بتهكم ... - الحمدلله جايه القريه مش جايه من كباريه، وبس هنقول ايه لتخلف بني ادمين ..واحده تافهه شبهك مش هضيع وقتي معاها...والفلاحين دول انضف ناس وبرقبتك،الحمدلله اني مكنتش من الغوازي! خرجت بدور مسرعه وهي لاتري امامها من دموعها المتجمعه بعينها ..فهربت الي احدي الحمامات واغلقت الباب علي نفسها... كان يونس في هذه الاثناء باجتماع مع مدير الشركه التي يعمل بها ...حينما وردته رساله من جابر يخبره بان بدور قد نست اموالها ... شعر بانه الملام لانه من اوصلها ونسي ان يطمئن عليها نظر الي زملاءه الملتفون حول الطاوله ...استأذن ليخرج مما اغضب مديره ولكنه لم يأبه علي عمله لاول مرة بحياته ... بحث في هاتفه عن اسمها الذي سجله والده له وضغط اتصال ..لم تجيب اول مرة لكنه عاود الاتصال بها وقد بدأ القلق ينبش في قلبه ...لقد أكد لها بان تجيب وقتما اتصل ...اتعانده ام ان مكروه قد حصل لها بالفعل ؟! ردت بدور بعد ثالث محاوله ليهجم بغضب ... -انتي مش بتىردي ليه ؟! بدور بحسرة وصوت باكي: الوو.. يونس وقد تغيرت ملامح الغضب الي قلق وتوتر فجأه: الو مالك ؟ انتي بتعيطي يا بدور ؟! بكت بشده وقد فقدت السيطرة نهائيا ويونس معها علي الهاتف يكاد يجن ... اخذ مفاتيح سيارته من مكتبه واسرع الي الاسفل وهو يحاول اقناعها بالحديث... محمد زميله في العمل: انت يابني رايح فين وسايب الاجتماع انا جبت الاوراق ؟ -مش هينفع دلوقتي اتصرف يا محمد ... ركب سيارته وهو يحاول تهدئتها... -بدور اقسم بالله هعمل حادثه لو مبطلتي تعيطي وتفهميني حصل ايه ...في اي واحد ضايقك او عاكسك ؟ بدور وهي تحاول السيطرة علي شهقاتها قالت بصوت متقطع: لااا انت مش في الشغل ليه ؟ خد بالك وانت سايق ؟ -فكك مني دلوقتي خالص ممكن تفهميني العياط ده كله ليه ؟ سردت عليه ما حدث وكلام تلك الفتاة عليها وعلي ملابسها وهو يصك علي اسنانه ويرغب لو يدخل يقتل هذه الفتاه التي سخرت منها،اذهلته مشاعره فهو يعيش ويتنفس عنادهم و تحدياتهم ولكنها فقط من يسمح له بمضايقتها واي مخلوق اخر سيواجه غضبه المرير... قال بهدوء وهو يسعي لشغل عقلها: بدور انتي عارفه ! انا بحب عنيكي من سنين ! توقفت بدور فجأه عن الحديث وظنت انها اخطأت في سماعه: انت بتكلمني ؟ اطلق ضحكه خفيفه واستمر: هو انا بكلم مين دلوقتي... بدور وهي تجفف دموعها: بتكلمني انا؟!. اردف يونس وهو يشعر بان روحه تتحرر رغما عنه ليعلن عن حديث يخشي ترديده بينه وبين نفسه: اه بكلمك انتي ! علطول حتي في خيالي وانتي مش قدامي ... بدور بخجل وتعجب: انا مش فاهمه حاجه علي فكرة .. ابتسم يونس لنفسه: يا شيخه يجد والله مش فاهمه طيب كويس هبقي افهمك بطريقتي... ثم ضحك بصوت جذاب رن بأذنها: ولا اقولك بلاش طريقتي ... بدور وهي تعض علي شفتها السفلي: يونس اتلم ... -يا نهار اسود يونس واتلم في نفس الجمله مينفعش خالص ..يخربيتك انا اسمي احلو مرة واحده كده ليه؟! شعرت بدور بضحكه محبوسه تنتقل بين ضلوعها ...لتشعر بجنون مشاعرها ...اليس هذا يونس الحقير ! لما كل هذه السعاده من كلماته ...من جن منهم هي ام هو ام الاثنان معا ! -هههههههه انت مش طبيعي علي فكرة واتلم انا بكسف من الكلام الغريب ده ... -بحب كسوفك وبموت في عنيكي ...بدور انتي فاهمه حاجه انا حاسس ان الفلتر متشال انا بقولك حاجات مش عارف بتطلع ازاي وانتي الوحيده اللي بتعملي فيه كده..انا اكتر حد ممكن تلاقي عنده كنترول في الدنيا !... -يونس اسكت يخربيتك ...انا دماغي بدأت تلف انت متأكد انك بتكلمني ! شعرت بان رأسها يدور، لم تعتاد علي هذا المديح من الجنس الاخر .. -يخربيتك انتي اسكتي متقوليش اسمي وانا مش معاكي ...اقولك متقوليش اسمي وانا قدامك والنعمه هاكلك... اغلقت بدور الهاتف بسرعه وانفاسها مضطربه وقلبها يثور كالبركان داخلها..اللعنه علي هذا اليونس الذي يدخل ليقلب كيانها كالاعصار….
رواية أسرى القلب للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع
رن هاتفها مرة اخري مرتين قبل ان ترد عليه ... يونس بهدوء حاد: لو قفلتي السكه تاني وانا بكلمك هتندمي ! لوت شفتها ها هو يعود لطبيعته البارده والمتعجرفه.. -انت اللي اجبرتني.. -بدور انتي فعلا مش فاهمه! لو حصل وقفلتي السكه في وشي تاني هتندمي وانا مبهددش ! شعرت بشئ من التوتر و الخوف ... -احم خلاص بطل تكسفني ومش هقفل ...
-لا مش هبطل وحسك عينك تتكرر تاني ..انتي فاهمه ؟++ بدور بضيق: فاهمه ... اردف يونس بنبرة مختلفه تماما عن سابقتها تملئها المرح و كأن شخص ما قد ضغط علي ازراره... -كنت بقول ايه انا بقي، اه افتكرت هو انا قلتلك علي رنت خلخالك ! - رنت خلخالي ؟! انت عرفت منين ... -انتي عبيطه يابنتي مانا بقول رنت خلخالك يعني اكيد سمعته .. -امممم ماله ...
-امممم مالوش بس بحبه اووي بيخليني اعد خطواتك...بدور انتي فين ؟! بدور وهي ترقع حاجب: انا لسه في الحمام ..ليه ؟ يونس بمكر: استني بس..انهي اللي في الدور ولا اللي تحت ؟ بدور باستغراب: اللي في الدور... مرت دقائق حتي سمعت دق علي باب الحمام ونفس الدق عاد لها من جهه الهاتف الاخري .. بدور بصدمه: يونس انت فين بالظبط ؟ انقطع الهاتف ليأتيها صوته من الخارج: افتحي ! اسرعت بدور تفتح الباب وتخرج له وهي في صدمه من حضوره ...
-انت بتعمل ايه هنا؟ ابتسم لها: جاي عشان اشوف عيون الجميل ... لمس طرف انفها واردف ... - ورايا علي العربيه ... تبعته بدور وهي مازالت في صدمه من حضوره اليها.. كانت المحاضره قد انتهت ...فرأت سمر بدور مع يونس ومطت شفتها بينما جن جنون الفتيات علي وسامته ...نظر بطرف عينيه لبدور التي نظرت نظره قاتله الي فتاه لاتظهر ملامحها من المكياج فعلم بانها المقصوده ... وقف علي بدايه السلم فالتفت بالجنب وهو يبتسم يظهر غمازتيه مستعملا كامل جاذبيته وهو ينحني بخفه ليشير للدرج بذراعه وكأنه يقول (من بعدك مولاتي !)... اغتاظت سمر بشده من هذا الشاب الفائق الجمال برجولته الذي يعامل هذه القرويه بكل هذا الحب ! لتردد افكارها احد الفتيات مضيفه: يالهوي دي اللي بتألسي عليها ...دي وقعا وقفا ياااااامي...ابقي خلي مازن ينفعك بعد الموز ده ! اكيد مازن مش في دماغها ! اخذت سمر حقيبها بغضب واتجهت الي خارج الجامعه ...
صعد الاثنان الي السيارة وبدأ يجول يونس بها في شوارع القاهره ...نظر لها بطرف عينيه ومد يده يمسك يدها ..انتفضت بخضه وارادت سحبها ... بدور بخجل: ممكن تبطل بقي ... يونس بخبث: ابطل ايه ؟ بدور بضيق: قله ادب ! اوقف يونس سيارته ونظر لها بإبتسامته الجانبيه المغريه التي تظهر غمزاته ... -انهي قله ادب ؟! انا لسه مقلتش ادبي ! بدور: يانهار اسود كل ده مقلتش ! رد يونس مدافع عن نفسه: انا قليت ادبي ازاي هو انا بوستك مثلا! ... شهقت بخضه: يونننننننننس !
عض علي قبضته وهو يلتفت اليها وقال بحده .. - يخربيت يونس يابت ابوسك دلوقتي ...متقوليش اسمي... بدور بخوف وهي ترفع اصابعها في وجهه ... -انا بحذرك لو قربت مني والله العظيم هصوت وافضحك ياقليل الادب ... ضحك يونس بشده علي رد فعلها حتي كادت الدموع تنزل من عينيه ... بدور بحنق تبرطم: بارد وغتت ... -متبرطميش سامعك علي فكرة .. -يا سم مش مشكله ممكن نمشي بقااا وبعدين فين جابر؟ اختفت ابتسامته وبدأ يعد في رأسه حتي لا يثور عليها... -انتي مالك وماله ايه وحشك ؟
-ايوة طبعا وحشني... مد يده يقرصها من ذراعها لتصرخ بمفاجأه غير مصدقه افعاله ! يونس بضيق: وحش اما يلهفك انتي وهو ... انا غلطان اني جتلك اساسا ... انطلق بالسيارة مرة اخري سريعا هذه المرة بينما كتمت هي ضحكاتها فهي تعلم كيف تشعله ...
توجه الي احد المولات وقال بمزاج عكر .. -انزلي ... نزلت بدور فسار بها الي احد المحلات في الداخل وبدأ ينتقل بين الملابس، اختار مجموعه من الملابس واعطاها لها تجربهاا. - ايه الهدوم دي ؟! انا مش عايزة اشتري حاجه... - هششششش اسمعي الكلام .. بدور بضيق: علي فكرة كده غلط.. امسك ذراعها بلا مبالاه وادخلها غرفه تبديل الملابس واغلق الستار.. نفخت من تصرفاته .. -استغفر الله العظيم منك يا شيخ..
بدأت في ارتداء الملابس وهي عبارة عن فساتين غايه في الجمال،طويله الاكمام ... ظلت تنظر الي انعكاسها وابتسامتها مرسومه علي ثغرها وهي تلتفت يمينا ويسارا تتفحص جمال الفستان النبيتي الداكن .. بدور لنفسها: ههههههه بيفهم ابن اللظينه... ليأتيها صوته من الخارج: انتي نمتي ولا حاجه ؟ ماتطلعي عايز اتفرج.. فتحت الستار دون ان تخرج، نظر لها بانبهار واشار لها بيده لتلتف، وضعت يدها في جانبيها ونظرت له بحده... -لاااا مش هلف الفستان اهوه..
نظر لها بغضب وحاجبين مقتضبين ليعيد نفس الحركه بيده امرا لها بالالتفاف بملامح حاده جامده.. توترت قليلا لتلتف بخفه وبسرعه ونظرت له بغضب .. ابتسم لها واردف: انا محتار اشتريه ولا لا... -هو حلو انا عجبني ... -المشكله انه حلو و اكتر من عجبني عليكي ... بدور باستغراب: انت بتقول ايه يابني ؟ انا مش فهماك علي فكرة انت محير.. ضحك بقهقهه خفيفه واخبرها بقياس جميع الملابس فاختارت 3 فساتين رائعه وجيبه وسطها عند اسفل الصدر بقليل وتحتها شيميز ابيض...
تغير مزاج يونس بعد ان اشترا لها الملابس،عاد بتفكيره الي ما حدث لها في الصباح و من جفاء و لا مبالاه بعد الناس ...وصل الاثنان الي المنزل دون اي كلمه وكانت بدور تخطف نظرات له بطرف عينها لتجد ملامحه غاضبه كما هي ... بدور لنفسها: الواد ده في حاجه غلط ! انا كلمته قالب بوزوا ليه بس !فكري هببتي ايه، يمكن عشان لبست فستان من الجداد ؟! وهي شارده فتح باب السيارة بجوارها،رمشت بخضه وجدت يونس ممسك بالباب لها ..توترت فجأه وشعرت برغبه في البكاء ..نزلت من السياره متجهه الي البيت...فتح لها باب المبني واردف قائلا: شويه وهرجع ...
كان يعلم ان البيت فارغ وليس من الملائم ان يصعد معها فقد رأي التوتر بادي علي وجهها ... وقفت تلعب باصابعها بتوتر علي الدرج وهي تهز له رأسها بالموافقه ... سمعوا صوت جابر من اعلي .. -انتو جيتوا ؟!ولا يا يونس انت سبتني ليه ؟!.. ابتسمت بدور بشده عند سماعها صوته وانفتحت اساريرها وهي ترفع فستانها لتصعد له وقبل ان تخطو خطوة كان يونس المنزعج بجانبها اوقفها واخبرها... -متوقفيش تتكلمي ادخلي علي الشقه جوا وانا وجابر هنروح الشقه التانيه ... ابتعد عنها قليلا عند وصول جابر ..الذي تسمر مكانه ما ان رأي بدر ..دعك في عينيه وقال بانبهار ... -اوووووووبا اش اش اش يا ابن المحظوظه يا فوزي اتاريك اختفيت انهارده ! ايه يا بيبو الحلاوة دي... ابتسمت بخجل ليرد عليه يونس بضيق: سيبها يا جابر في حالها واتفضل قدامي علي فوق... جابر بحنق: يابني هو انا مولود فوق راسك ماتسبني اتنفس شويه ..
-اتنفس فوق يا حيلتها بعيد ... لفه بيده ودفعه لاعلي بينما صعدت بدور الضاحكه ورائهم فهي قد اعتادت علي العاب القط والفأر بينهم و كانت تتعمد اغاظته في البدايه بتعاملها مع جابر اما الان فعلاقتها بجابر سلسله وتشعر بانه اخيها بالفعل... دخلت بدور تبدل ملابسها لتساعد في البيت منتظرة وصول عمها وزوجته...وصلوا فوجدت ايمان بدور تحضر الطعام... ايمان بسعاده: لا انا هتعود علي الدلع ده يا هندسه ... توفيق بسخريه: ابوس ايدك يابنتي متعمليش في عمك كده دلع ايه اكتر من اللي هي بتعمله فينا !
-ههههههههه سامحني يا عمي بس مش خسارة في القمر دي...
-ااااخ اتحالفوا عليه ..طيب اروح الم هدومي وانام مع العيال بقي.. ايمان و كأنها تذكرت: صحيح عملتي ايه النهاردة ؟! قصت لهم ما حدث معها تمام ومغادرتها مع يونس دون اخبارهم بمكالمتهم الطويله و ما حدث بينهم بالطبع وشراءة لها مجموعه من الفساتين الجميله... توفيق و ايمان بوقت واحد: يونس ! ليأتيهم صوته من الخلف: ماله يونس ؟ إيمان بابتسامه خبيثه: لا اصل بدور بتحكيلي علي الفساتين يا حبيبي وقالتلي انك بتحب الشوبينج اوي وانك سيبت شغلك ! اللي عمرك ما سيبته ورحتلها.. شعر يونس بحرج وضيق فنظر بحده لبدور وكأنه يلعنها علي اخبارهم فتظاهرت هي بالبراءة ... -ايه بنت عمي في محنه استني وقت شغلي يخلص عشان اروح ..رجاله ايه دي بقاا؟!
تدخل جابر بسرعه: شفتوا بدور كانت لابسه ايه ؟! ده طلع ذوقه عالي ومكنش بيوافق يجي معاكي يا ماما انا لو منك اشيل منه ..انا بهدي النفوس بس... نظر له يونس شزرا: في حاجه يا جماعه انا حاسس اني في تحقيق عادي جدا حتي لو مش قربتي واحده في محنه هروح اساعدها... اختفت ابتسامه بدور ها هي تقع من برجها العالي بامالها السابقه لاوانها ...بالطبع هو لا يحبها ؟!اذا ما مبرر افعاله و لمسه ليدها دائما وحديثه عن نطقها لاسمه اكان يخدعها... ونبرات الحنان ونظراته الغريبه اليوم لقد شعرت لوهله بانه يمكن ان يكن بعض المشاعر ناحيتها !
نظرت له بدور شزرا تعجب له يونس ما بها الان فهي من اوقعته بينهم والان هي المنزعجه ؟! تبا لعقليه النساء ! بدور بلا مبالاه: انا هروح احضر الغدا ... جابر وقف بسرعه: انا جي اساعدك ... ليرد يونس بسرعه: تساعدها ليه وهي اتشلت انت مالك ومال شعل الستات ! بدور بحده: كتر الف خيره بيساعد واضح انها وراثه عندكم كلكم بتحبوا تساعدوا كل الناس واي حد خصوصا لو بنات... ابتسم لنفسه فقد فهم انها غارت من كلماته ..ايعقل ان تبادله مشاعره ...فاردف قائلا...
-ايوة خصوصا لو البنات دي حلوة ... نظرت ايمان لتوفيق بمكر وضحكوا وهم ينتقلون بنظراتهم بين يونس و بدور... تركته بدور وهي تغلي واخذت تخبط في الحلل و غطيانها بغل... جابر وهو يرفع حاجبه: في حله هناك لسه مخبطيهاش ! في ايه انتي هبله سيباه يلعب بيكي ! بدور بتوتر: هو مين ده ؟انت تقصد ايه ؟ جابر بضحك: يااابيبو يا بيبو انتي فكراني اهبل ما كله واضح انكم هتموتوا علي بعض ... يدور بحده: اموت علي مين بس وحد الله خليه لستاته الحلوة ...
-هههههههههههه اسمعي مني بس انا فاهمه هو بيغيظك مانتي عارفه اسلوبه الزفت ! وبعدين بنقولك عمره ما اشتري مع امه اللي خلفته حاجه وانتي نزل يشتريلك تشكيله وساب شغله اللي عمره ما عملها... بدور بضحكه تهكم: لا اله الا الله انتو مسمعتوش قال ايه هو راجل محترم مش اكتر .. وبعدين احنا مالنا اصلا هو حر... جابر:اممممممم طيب عينك في عيني كده ... -ونبي يا جابر انت فايق اوي ده زي اخويا... -ههههههههههههه اوعي اوعي وحيااااااه ابوكي يا شيخه لو بجد بتعزيني تعيدي الجمله دي قدامه اشطاااا ؟! بدور بعناد: هقوله هو انا هخاف ! دخل يونس عليهم وتحجج بانه يشرب الماء ... جابر بلؤم: ايوة طبعا كلنا اخواتك انا ويونس.. بدور وقد فهمت عليه: ايووة انتو اخواتي ...
تطاير الماء من فمه ونظر لها بحده ... -انا مش اخو حد ! جابر هو اللي اخوكي بس... جابر بابتسامه: الحمدلله انك عارف ! يونس بتعجب: قصدك ايه ؟! جابر: عشان تبطل كل ما اكلم حبيبه القلب تغير وتهري في نفسك كده والمصحف اختي اجدع ! بدور بحده: جابر انت مجنون ! انا زي اخته...
نظر لها يونس بغضب: انتي هتستعبطي يا بت انتي ولا ايه ! خوت لما يخوتك فوقي لنفسك !.. يدور بكل برود: الله وانت مضايق نفسك اوي ليه كده هو انت تطول ... اعطته ظهرها وبدأت تغرف الطعام ويونس يقتلها بعينيه ويتمني لو يصفعها حتي تعود لرشدها ... مال جابر علي اذنه وقال: اهدي يا برنس حقها بردو انت زودتها ... خرج جابر يغمز الي ايمان وتوفيق ويبشرهم بنجاح خطتهم لتقريب يونس و بدور ... عقد يونس ذراعيه و قال بحده: افهم ايه من الكلام الفارغ ده ! بدور بلا مبالاه: انهي كلام بالظبط ؟!
-بدور استعباطك ده بينرفزني متلفيش وتدوري واشمعنا قدام جابر بس ! -مالك و مال جابر ! اولا هو فعلا زي اخويا و اكتر،انت ايه مشكلتك، تتنرفز و لا لا انت مش ابويا !... لفها اليه بشده آلمتها وقال بهدوء مرعب .. - ابوكي ذات نفسه مش هيبقي ليه كلمه عليكي انتي خلاص بقيتي هنا ... واشار الي رأسه...نفضت ذراعها بعنف واردفت بحده مماثله ... -ااااه هي بلطجه بقي ..انت سامع نفسك يا باش مهندس انت بتلومني علي حاجه غريبه جدا ..هو احنا في بينا حاجه لا سمح الله ...
لوا يونس ذراعها للخلف وابتسم بشر وهو يمسك بخصله لشعرها وهي تأبي الخضوع له ... -لو سمحت عيب كده افرض حد دخل دلوقتي... رفع حاجبيه بتعجب: الله هو مش احنا اخوات ولا ايه ؟! انتي حيرتيني معاكي ! رن جرس باب المبني فنزل جابر يفتح الباب ويري من يزورهم بدون سابق انذار... فوجئ بوالد بدور امامه الذي ما ان رأه حتي اشتعلت النار في عينيه منذرا بمنحني جديد لن يسروا به...