رواية عشق الليث للكاتبة دينا ابراهيم الفصل العشرون والأخير
في المساء اجتمع ليث بعائلته على طاوله الطعام... ليث بسلاسة وكأنه يخبرهم عن حاله الطقس.. -اعملوا حسابكم تفضوا بعد بكرة.. -احمد بتساؤل: ليه يا ابيه؟ -مفيش فرحي انا وكارمن.. شرقت كارمن وسعلت بشده ونظرت له بعد تصديق... فوزيه بفرحه: مبروك يا حبايبي، انا كنت عارفه انك مش هتزعلني..
ليث: انا كنت عايز الفرح يتأجل عشان ماجد اللي رجع وقلب تفكيري مش اكتر، وانتي عارفه يا امي اني كنت موافق، انا عايز الناس كلها تعرف اننا اتجوزنا.. امسكت صفاء يد كارمن تضغط عليها بفرحه: مبروك يا كوكو.. كارمن بسعاده: الله يبارك فيكي.. فوزيه: كل حاجه متظبطه من المرة اللي فاتت مش ناقص غير اننا نستلم فستان فرح كارمن اللي اختارته... صفاء: انا هكلم البيوتي سنتر احجز بعد بكرة..
ذهبت بسرعه لتجري اتصالاتها وتدعو اصدقائهم... -سعدييييه تعالي طلعيني فوق بسرعه ورانا حاجات، ايوة صحيح الاوضه الجديدة هخليهم يجبوها بكرة، انا عارفه انك رفضت تعيش برا او انك تجدد العفش بس على الاقل نغير اوضتك السم دي عشان تليق بكارمن... -هههههههه اوضتي بقت سم دلوقتي، على العموم شوفي اللي يريحك انتي وكارمن، انا هطلع ارتاح شويه..
بعد ساعات طويله من المتالتجهيزات صفاء وكارمن وفوزيه، صعدت الي غرفتهم فوجدت ليث نائم، اقتربت منه وقبلت خده.. وقالت يصوت خافت: ربنا مايحرمني منك... فتح عيناه وامسك ليث بوجهها يطبع قبله على شفتيها الرائعه... -ومايحرمنيش منك، تعالي نامي انتي اتأخرتي كده ليه.. كارمن بخجل: احم لا ماهو اصل ماما قالتي هنام في اوضتي لحد بعد بكرة.. ليث بغضب: و ماما مالها؟ -عشان الفرح و كده..
-بقولك ايه متستفزنيش ونامي وانتي ساكته.. كارمن وهي تعلم انه لن يستسلم لرغبتها: طيب بس على الاقل ننام بس، ارجوك، انا مش بحب ازعلها مني.. ليث بضيق: حاجه بيني وبين مراتي هتعرفها منين اصلا؟ -عشان خاطري ياليث. نفخ بضيق: طيب اتفضلي عايز اتخمد، انا اللي جبته لنفسي.. -ههههههه ربنا يخليك يا عسل انت..
مر الوقت سريعا وجاء يوم الفرح... احمد بنرفزه: لا بجد حرام عليك هنتأخر مش وقت شغل.. نظر له ليث ببرود و الذي كاان يرتدي بدله سوداء رائعه وبكامل اناقته... -بس يا أحمد، متخلنيش اندم انك معايا دلوقتي.. -اصل ياابيه مش معقول كده صفاء كلمتني من نص ساعه بتقول خلصوا... ليث بضيق: وانت بتصدق عادي كده تراهن اننا هنروح كمان نص ساعه وهما هيكونوا لسه بردوا.. احمد بثقه: ايوة اراهن صفاء مأكدالي..
قفل ليث الملف بيده بثقه اكبر، وارتدا ازرار بدلته.. -يلا بينا، انت بقيت ذنان جداا... احمد بضيق: يلا بس قبل مانتأخر وكارمن تموتني دي بعتاني مخصوص.. ابتسم ليث: قدامي ياخويا... وصل الاثنان الي القاعه المزينه بالورود الحمراء والبيضاء الرائعه من الخارج والداخل.. احمد بانبهار: ايه ده دي امي طلعت معديه جداا، عملت ده كل في يوم.. ليث: كيدهن عظيم يا أحمد متستبعدش حاجه، اتفضل اطلع قولهم اننا جينا..
صعد احمد وجد الكوافيرة تضع اللمسات الاخيرة على طرحه كارمن، فمنعته صفاء من رؤيتها حتى تنزل بالاسفل... احمد بضيق: انتو بتهزروا اكيد، انتي مش كلمتيني من ساعه وقولتي يلاا، بتكدبي ليه.. صفاء وهي تضع مسكرا: خلصنا بس اللمسات الاخيرة.. -ايوة عليكم، شكلي هيبقي زباله قدام اخوكي السوسه ده... نزل احمد بإحراج نحو ليث الذي دخل مكتب المدير وطلب قهوة في انتظار عروسته، عندما رأه ليث وضع ساق على الاخري وقال...
-اسبوع هغيب في شرم الشيخ كل يوم الساعه 7 بالدقيقه تكون في الشركه، عشان تحرم تراهن على حاجه متعرفهاش... احمد بصوت ضعيف: انت تقضي شهر عسل وانا اتنفخ.. ليث بحده: بتقول حاجه؟! -لا يا ابيه تروحوا وتيجوا بالسلامه هههههه... بعد ربع ساعه انتظار بدأت الموسيقي وانطلقت أغنيه طلي بالابيض طلي يا زهرة نيسااان مع نزول كارمن والذي وقف ليث بانتظارها اسفل السلالم..
انبهر بجمالها الخلاب و فستان الابيض المطرز بالالمازالملائم لجسدها ويجعلها كاسندريلا تنزل لاميرها والسعاده تشع من عيناها الزرقاء المرسومه بالاسود والفضي والابتسامه مرسومه على شفتاها المطليه باللون الاحمر الكرزي... ما ان وصلت امامه حتى نظرت له بحب وسعاده فامسك يدها يقبلها امام الجميع وصار بها الي مكان الرقص ليعيشا معا رقصتهما الاولي...
وقفت صفاء بجانب عادل تشاهدهم بسعادة بالغه، وتدعي لهم بالحياة السعيدة في سرها، مالي عليها عادل.. -ايه الجمال ده كله؟! انا كده هغير... ابتسمت بسعاده: بجد عجبك الفستان الروز ده... -لا عاجبني اللي جوا الفستان الصراحه... -عادل اتلم ماما واقفه جنبنا... -مش عارف انا اخوكي اتجوز واجلنا اسبوع ليه ماكنت جيت وخطبتك بقا.. -طيب ما احنا في حكم المخطوبين مش هو وافق يبقي تمام..
-لا مش تمام واعملي حسابك شهر شهرين بالكتير وهنتجوز انا الشقه جاهزة، مش عايزك تتأخري زي البنات احنا ننزل نجيب كله في شهر ونجهز في شهر.. صفاء بذهول: ايه حيلك حيلك انت مستعجل ليه كده، وبعدين الخطوبه هتبقي 6 شهور عشان اتعود عليك.. عادل بضيق: نعم يااختي امال اللي بينا ده كان ايه، مالك كده؟! صفاء بمرح: مش عارفه الفستان ده غيرني شويه واندمجت..
-عارفه لولا ان امك واقفه كان هيبقي ليه تصرف تاني معاكي ياام فستان.. -هههههههههه هو اللون الروز بيعمل فيه كده اعمل ايه انا بس! -انا هروح اقعد مع اهلي قبل مااتشل.. صفاء بسرعه: لالا ونبي خلاص انا بهزر يا دوله، وبعدين متهربش عشان هرقص سلو يعني هرقص سلو.. -اتلهي على عينك بلا سلو بلا نيله قلت لاخوكي الحقودي ارقص معاكي سلو قالي اذا كان انا مرقصتش مع مراتي لحد دلوقتي هترقص انت!
ضحكت صفاء وحاولت كبت ضحكاتها عن الجميع: خلاص يبقي هرقص مع توتو.. عادل بقرف: ايه توتو ده الكلب؟! صفاء بغضب مصطنع: كلب في عينك، انا اقصد احمد اخويا... ضحك عادل: الراجل ده مظلوم معاكي.. -طيب اسكت بقا خليني اتفرج على العرسان.. مال عليها وقال في اذنها: واضح جدا انهم بيحبوا في بعض، تعالي نعمل زيهم.. -ابقي اعمل زيهم في فرحك يا خويا.. -اخويا! قاطعهم احمد: ايه ياعصافير بترغوا في ايه بقالكم ساعه..
عادل: لا والله حاجه اختك كانت فرحانه بالعرسان بس.. احمد بغيظ: طيب عن اذنك بقا ارقص مع اختي شويه.. سحب صفاء وبدأ يرقصان سلو بجانب العرسان.. هز عادل رأسه: انا وقعت في عيله هبله اصلا... اقتربت صفاء وهي تراقص احمد من كارمن وليث التائهان في اعين بعضهم البعض... -احم احم نحن هنا.. نظر لها ليث بحده: نعم؟! صفاء بيراءه: ايه يا ابيه انت مش هتشيل العروسه.. -لا... قلبت كارمن وجهها على رفضه وقالت بصوت رقيق.. -دبش...
-سمعت على فكرة ؛ بس انا مش هشيل مراتي قدام الناس اللي بتاكلك بعيونها، انا بدأت اندم اني عملت فرح، كان المفروض اخبيكي من الناس دي كلها.. ابتسمت كارمن ووضعت رأسها على صدره تسمع دقات قلبه وتنتشي بها وكأنه اروع الحان الموسيقي... قالت بخفوت: بحبك اوي ياليث.. قبل رأسها ووضع ذقنه عليها: وانا بحبك وبعشقك ومش لاقي كلام اقوله عن حبي ليكي...
ثم عاد ليقول بمكر: بس معانا اسبوع هحاول اعمل كام حاجه كده اعبر لك بيهم عن مشاعري.. كارمن بفرحه: ايه ده انت هتاخد اجازة اسبوع... ليث بابتسامه: وهنسافر فيهم كمان... كادت ان تقفز بين يديه من الفرحه: الله بجد! هنروح فين.. ضحك ليث بينما نظر له المعازيم يتعجبوا من ضحكاته التي لم يروها من قبل...
-لو اعرف انك هتفرحي كده كنت سفرتك من زمان، هنروح شرم الشيخ بما انك كنتي هتموتي وتروحيها بس اوعدك كل فترة هنسافر مكان جديد.. احتضنته كارمن ونسيت الناس حولهم وقالت: انا فرحانه اوي ربنا يخليك ليا يا حبيبي... ليث بابتسامه: ويخليكي يا سندريلااا... -هههههههههههه ايه سندريلا دي، انا بيلااا.. ليث باستغراب: هما عملوا اميرة تانيه وانا معرفش... -يييوة كتيررررر بس احنا ملناش دعوة بسندريلا احنا قصه مختلفه..
-قصه ايه بقا ان شاء الله... كارمن بحب ولعب وابتسامه: الجميله والوحش... قهقه ليث بشده ونظر لها بحب: ماشي يا كارمن لما يتقفل علينا باب بس... نظرت حولها بابتسامه وجدت فوزيه تشير لها بسعاده... -تعالي نروح لماما عايزة ابوسها.. اخذها ليث من يدها واتجها الي فوزيه فقبل كلاهما يدها ورأسها... كارمن بسعاده: المكان روعه يا ماما، ربنا يخليكي متوقعتش الجمال ده كله..
انتهي الزفاف واتجه العروسان بعد تغير ملابسهم الي المطار للاتجاه الي شرم الشيخ مقر شهر عسلهم... عاش ليث وكارمن اسعد لحظات حياتهم سويا خلال هذا الاسبوع، واعتاد ليث على الاستيقاظ دائما وهي في احضانه واعتادت هي على تقبيله كلما كانوا لوحدهم، وكما وعد ليث فقد استطاع ان يعبر لها عن حبه دون الحاجه الي الكلمات الكثيرة، (هيييييييح فهمني طبعا ).
بعد مرور سنه على زواجهم... كارمن بألم: اااااااااه همووووت ياكفررررررة... حاول الطبيب تهدئتها: ياهانم اهدي ابوس ايدك جوز حضرتك هيرتكب جنايا براا، احنا مسكينه بالعافيه... -اااااااه طيب ولدني وخلصني انا بموت... -حضرتك سيبي دراعي واديني فرصه اعمل اي حاجه، انا كان مالي ومال التوليد، انا اصلا كان نفسي ادخل طب اسنان... - يلااا معاااياا واحد اتنين تلاتتتته قولي ااااه جامد.. -ااااااااااااااه امممممممممم.
سمع الطبيب تكسير في الخارج فحاول الاسراع وهو يتذكر تهديد ليث له.. فلاش باك منذ نصف ساعه.. امسك ليث بياقه الطبيب وقال بغضب هز جدران المشفي... -انا هطربق المستشفي دي على دماغكم كلكم لو مراتي وابني حصلهم اي حاجه والورقتين اللي انت جاي تمضيني عليهم عشان سلامه مراتي هتبقي بمثابه شهادة وفاتك لو حصلهم حاجه، انت فااااهم.. الطبيب بخوف: فاهم والله يا فندم انت متوتر ليه انا بولد كل يوم ناس كتير..
-بس مش كل يوم هتولد مرات ليث السوهاجي اللي في ايده يمحيكم كلكم من على وش الدنياا... -حاضر سيبني طيب عشان ادخل للمريضه... تركه ليث وظل يمشي ذهابا وايابا وهو يكاد يجن عندما يسمع صرخاتها التي تؤلم قلبه بشده... وقفت فوزيه بجانب صفاء يدعون لها بالسلامه هي وحفيد عائله السوهاجي، نكزت كارمن احمد... -روح هديه شويه الناس خايفه تدخل عندهااا..
لحمد بفزع: انتي اتجنيتي روحي هدي انتي انا مش مستغني عن عمري، ولا اقولك خلي جوزك يروح يهدي انا هبقي مبسوط.. نظرت له شزرا واتجهت الي عادل الذي يحمل قهوة وعصير في يده.. عادل بتوتر: مفيش اخبار؟! -لسه ادينا مستنيين، بقولك ايه ماتروح تهدي ليث شويه شكله اتجن... -ماشي خدي اشربي العصير ده واهدي انتي عشان اللي في بطنك متعذبوش معاكي، وانا هكلمه..
تركها عادل وما ان وصل الي ليث حتى سمع الجميع صرخه مدويه وصوت صراخ طفل... ركض ليث الي الباب يحاول الدخول، ولكن الممرضه سبقته عندما خرجت بابنه الصغير الباكي ملفوف في قطعه من الملابس كقطعه اللحم الصغيرة.. الممرضه بسعاده ان كل شئ تم على خير وانه لن يقتلهم.. -ابنك يافندم اهووه الف مبروووك.. وقبل انا يسأل على كارمن بغضبه المرير، سبقته الممرضه تطمئنه..
-المدام زي الفل عشر دقايق وهتكون في اوضتها وتقدروا تدخلولها... اعطته الطفل وعادت الي كارمن مرة اخري، التف الجميع ليري صغيرهم المنتظر ( ادم )... فوزيه بحب: بسم الله ماشاء الله كله انت بس واخد عين امه الشقيه... ابتسم ليث ولم يبعد نظره عن ابنه حتى فتح الباب وخرجت كارمن، اعطا الطفل لامه وذهب نحوها يمسك بيدها وهي ذاهبه نحو غرفتها، ساعد الممرضين في وضعها على سريرها وغطاها ثم مال عليها يقبل رأسها..
ليث بحب: حمدالله على سلامتك ياحبيبتي.. ابتسمت كارمن بارهاق: الله يسلمك ياحبيبي، شفت ادم.. -شفت واخد عنين امه.. -ههههههه وواخد شقاوة ابوه ده فضل يرفص في الدكتور مش عاجبه اننا ازعجناه واضح... ليث بضحك: متأكده انها شقاوة ابوة مش امه اصلك كنت متعوده ترفصي وانتي صغيرة.. امسكت يده تقبلها فقبل يدها هو الاخر وقالت بحنان...
-ربنا أنعم عليه بكل ما اتمناه الاول اجمل ام واخت واخ وبعدين اتمنيتك انت من وانا عندي 15سنه وجبنا عيال، واضح ان ربنا بيحبني انا انه كرمني بيكم كلكم.. -ربنا يخليكي لياا.. دخل الطبيب بتوتر وقلق: حمدلله على السلامه ياهانم... ضحكت كارمن عندما تذكرت حديث الدكتور فنظر لها ليث باستغراب... -انا متشكرة اوي يادكتور انك استحملتني انا والبهدله اللي حصلت، احم ليث مش عايز تقول حاجه للدكتور... ليث بجمود: لا..
ضغطت على يده: متأكد... -ايوة.. -اااه انا شكلي هتعب... نفخ ليث ونظر بضيق للطبيب: شكرا.. نظر الي زوجته: مبسوطه كده... ابتسمت ابتسامه كبيرة: جدااااا جدااا... عاش ليث وكارمن في سعاده و حياه لاتخلو من مواقفهم السعيدة وغيرة ليث القاتله التي لن تتغير ابدا وعناد قطته الصغيرة وشقاوة ابنهم وثمرة حبهم ادم ليث السوهاجي...
خاتمه... ليث بغضب: ولد انزل روح عند تيتا... ادم ذو ال 5 سنوات يحاول محاكاه غضب ابيه: لاااا انزل انت... كارمن تكاد تموت ضحكا وتضع الغطاء على فمها: بس ياولد يلا اسمع كلام بابي وانزل من على الغطا تحت طنط صوفي جايه وهتجبلك النونو... ادم بفرح: بجد يا مامتي انتي جميله اوي هاااتي بوسه...
اعطي والدته قبله ونزل من فوق ابيه النائم على السرير مع والدته... توقف فجأه وهو عند الباب وقضب حاجبيه تماما كأبيه وزم شفتيه كوالدته واشار بأصبعه لابيه... -انا نازل! اوعي تقرب من ماما تاني، دي بتاعتي انا... كاد ليث ان يرد عليه بغضب فوضعت كارمن يدها على فمه قبل ان ينفجر... كارمن بضحك: يلااا بسرعه واقفل الباب وراك... ابتسم لها ادم الشقي وخرج واغلق الباب...
ما ان اغلق الباب حتى ازال ليث يدها بضيق وضمها ليه من خصرها لتميل فوقه... ليث: والله وانتي سابياه يقولي بتاعتي كده عادي! كارمن بضحك على سخافه زوجها وغيرته حتى من ابنه الصغير... - ومااله مش مامته وملكه هو مغلطش الراجل يعني... عض ليث على كتفها فاطلقت صرخه مفاجأه وانفجرت من الضحك... ليث: لا غلط انتي ملكي انا وبس انتي فاهمه! -فاهمه فاهمه ياقلبي انت.. ليث بابتسامه: نزل محدش هينجدك مني دلوقتي...
كارمن بخضه: ولد ايه اللي رجعك تاني! ابتعد عنها ليث بسرعه ليبحث بعينيه عن هذا العنيد المتمرد فلم يجد احداا، وقبل ان يأخذ رد فعل كان كارمن خارج السرير وتركض نحو الباب خرجت وقبل ان تقفل... - ههههههههههههههههه عشان تحرم تقولي صحيت وتنام تاني وتفضل مخليني طالعه نازله...
اخرجت له لسانها واغلقت الباب لتنزل وتستقبل حبيبتها وابنها الصغير، بينما ابتسم هو لنفسه على حبيبته الشقيه وابنه الذي يشبهه كثيرا و ينافسه على امتلاكها... الفصل التالي رواية عشق الليث للكاتبة دينا ابراهيم فصل خاص
ركضت كارمن حول المكان في سعادة وترقب لا زالت في حالة من عدم التصديق بأن زوجها اخيرًا وجد الوقت ليأخذها إلى إحدى القرى السياحية بعد ثلاث سنوات متواصلة دون راحة بسبب تقلبات السوق والعمل، انتقلت بين طيات الملابس في خزانتها لتتأفف شاكية ما ان خرج من المرحاض: -أنا معنديش هدوم خالص!
ارتفع حاجبه وقذف المنشفة فوق الأريكة بجواره قبل ان يتجه نحوها يلقي نظرة ساخرة إلى الخزانة الممتلئة بملابس من شتى الالوان والأشكال قائلا باستنكار: -يا حرام، شوفي الرف اللي مليان فساتين ده يمكن تلاقي بينهم هدوم مستخبية كده او كده. -انت فاكرني بهزر مش كده! -اه طبعا. قالها باعتيادية وصدق ثم تركها واتجه نحو هاتفه يعبث بين رسائله لتصيح في غيظ: -انت فاكر دي هدوم بجد؟! التفت نحوها بابتسامه مستخفة ليردف بتهكم:.
-حبيبتي أنتي مستوعبة اللي طالع من بؤك؟ -يا ليث دي هدوم متنفعش للمصيف طبعا دي محترمة! اختفت علامات المرح من على وجهه لتضيق عيناه السوداء والحادة بغضب وقال: -الله ده شئ رائع، ممكن أعرف هي الهانم اللي اتلحست فاكره نفسها هتعمل ايه في المصيف بالظبط؟ -هنصيف طبعًا..! قالت ببراءة تخفي تخيلاتها المتمردة عن ما تعتقد ليقترب منها بانزعاج واضح محذرًا:.
-كارمن انا الحاجه الوحيدة اللي هجبهالك هي مايوه شرعي، فاعقلي عشان مخلهاش اجازة سودة على رأسك دي. -نعم نعم، انا عملت اورد للمايو بتاعي! رفعت الهاتف تريه صورتين لإحدي ملابس السباحة وقالت ببراءة: -كنت محتارة، بس اخترت الأسود، انت أيه رأيك الأحمر ولا الأسود أحلى؟ -لا ده ولا ده، ها ايه تاني؟! -يا ليث بطل تحبطني. -لا ده انتي اتجننتي رسمي.
جز على أسنانه ورفع هاتفه للاتصال بشقيقه الذي ما ان أجابه حتى صدمها ليث بقوله: -أحمد الغى الحجز احنا مش مسافرين. -لا بالله عليك ما تلعبش بمشاااعري. هتفت بذعر وهي تتعلق بذراعه لتستمر مهدده لشقيقه المسكين: -لو عملتها يا احمد لا أنت اخويا ولا انا اعرفك. اغلق ليث الهاتف وسط ضحكات شقيقه وقال بنظرات حادة: -هتلمي الدور وتختاري اكتر طقمين محترمين من دولابك ده ولا نخلينا في بيتنا زي المحترمين بردو؟!
زمت شفتيها بغضب وانطلقت نحو الخزانة تلملم اشياءها مغمغمه بكافة أنواع السباب وتلعن الحياة التي أوقعتها في غرام عديم الرحمة ذاك. حرك رأسه بانزعاج وتعجب قبل ان يخبرها ببساطه وكأنه لم يسقط قلبها عن جسدها قبل قليل: -البيبي سيتر هتيجي الساعة ٨ الصبح، ياكش تتطمني على ابنك الجحش ابو ١٥ سنة. -لو مش عايز تجيبها براحتك خالص، انا غلطانة اني كنت عايزة نلاقي فرصة نخرج سوا من غيره واحنا مطمنين،.
اقولك الغي حجز اوضته خالص انا عايزة ابني ينام معانا في اوضتي! رمقها باستخفاف فهو لن يفعل حرفًا مما تقول، لكن أكثر ما اشعلها هو تجاهله لها واتجاهه لترتيب اعماله كي يستطيع الانسجام في تلك الرحلة التعسة التي بدأت بوادرها في الظهور وصغيرته تعبث بكل خلية سليمة في عقله. بعد ساعات طويلة في الترتيبات لا يجد لها مبررًا فكل ما ستأخذه هو ملابس تكفيها يومان. اللعنة على النساء وعقلياتهم المشتتة!
فكر بحدة واتجه للجالسة بالأرض أمام أدراجها مهملة إياه طوال اليوم عكس ما تصوره حين ظن انها ستريه من الفرح الوانًا وانها لن تبتعد عن جانبه وستستغل بقاءه بالبيت حين يخبرها بالعطلة لكنها كسرت لهفته بغبائها فوقف يهتف أعلى رأسها: -ممكن افهم بتجهزي ايه من الصبح؟! احنا مش هنعزل ده هما يومين وراجعين البيت! رفعت رأسها لتجيبه بوجوم واتهام وهي مستمرة بعبثها بالأشياء:.
-طبعا ما انت مش حاسس روح لتلفونك أحسن وخليني ساكتة. مد ذراعه يمسك معصمها ورفعها عن الأرض قائلًا بتذمر: -لا اتكلمي وسمعيني! -واتكلم ليه حلو احساس إنك مكتفي ب نفسك ومش مستني حاجة من حد. قالتها بوجه حانق وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بلوم فقد انتظرته كي يتقدم منها لإرضائها ولو بكلمة لكنه كالعادة لم يفعل، بل جلس في مكان كالملك منتظر منها التقدم ومصالحته كطفل مشاكس يرفض النضوج!
-وايه كمان استمري في النكد هي اجازة سودة وأنا استاهل الضرب اني بزنق نفسي وشغلي عشان خاطرك. دفعها عنه بانفعال فشهقت بعدم رضا عن تلك المعاملة وهدرت بصوت عالي: -انت هتذلني عشان هتخرجني ده حقي عليك، على العموم بكره ابني يكبر ويبقى راجل ويوديني كل حته ومتحوجش لحد. جز على اسنانه وعلت انفاسه بغضب ليزمجر: -حلو أوي، أنا عايزك تاخدي ابنك بكره وتروحي الحته اللي انتي عايزاها، أنا مش رايح معاكوا حته يا أم الرجالة.
اتجه بغضب يجذب ملابسه لا يصدق انها تتمنى استبدال وجوده بأيً كان ثم أخذ في ارتداءها على عجلة متمتمًا: -على العموم الإنسان بيتعلم. قالها وهو يبحث عن حذاء يرتديه فارتبكت وعضت شفتيها فهي لم تقصدها بتلك الطريقة لكنها تساءلت بعناد: -والباشا فاكر نفسه رايح فين دلوقتي مش قولت معندكش شغل انهارده! -حاجة ما تخصكيش وكلمة تانية معايا هتندمي، أنا مش طايق اسمع صوتك.
شعرت بحراره تتجمع في مقلتيها لحده كلماته لكنها هتفت به في عنف متبادل: -وانا مش طايقه اشوفك ومش عايزة اعرفك. التفت مندفعة للخارج بدموع تغرق وجهها ومنها نحو غرفة طفلها ليهتف وهو يخرج خلفها نحو الأسفل: -ماشي يا كارمن يكون أفضل يمكن ارتاح من حياتي ومنكم. لكنه استدار بحدة نحو صوت ارتطام كبير تلاه صرختها المفزوعة ليركض على الدرج عائدًا نحوها فيجدها تتوسط رخام الطاولة المتناثر في دائرة هوجاء فهتف موبخًا:.
-خليكي ثابته، انتي هببتي ايه! -أنا أسفة مشوفتهاش كنت بعيط. قالت وهي تضم يديها أسفل ذقنها باستسلام وخوف فتنهد يحاول إحجام مشاعره الغاضبة لاستهتارها وتقدم نحوها يحملها بين ذراعيه. رفعت عيناها الباكية تطالعه ببراءة مطالبة هدنة ومعاهدة سلام لترحم دقاتها المتعالية بذعر وهي تحاوط عنقه بذراعيها الصغيرة مما اجبره على نسيان ثورة غضبه والتغاضي عن أفعالها الطفولية والقول: -عمرك ٣٥ سنة خلاص وبردو مش عايزة تعقلي.
-العمر ده رقم لكن أنا لسه مراهقة في القلب وهفضل قمر وحلوة كده على قلبك. ارتفع جانب فمه على ثقتها المفرطة وتناسيها للحظاتها الباكية ليقول: -خدي بالك عشان الراجل بيحب الستات العاقلة. حاولت عض جانب عنقه بمشاكسه لكنه ابتعد بنظرة محذرة فقالت في نبرة مؤكدة: -كذاب، وبعدين ال٤٥ سنة بتوعك لو هيثبتوا حاجة هيثبتوا انك بتموت فيا وغصب عنك بتحبني وبتموت فيا كمان زي ما أنا بحبك.
انهت جملتها بابتسامه فحاول تغليف ملامح وجهه الباسمة بقوله المتهكم: -وتحبيني ليه؟ ما انتي بقيتي تحبي أبنك أكتر مني، وانا كمان من حقي ألاقي حد يحبني أكتر من اي حد في الدنيا.
عضت شفتيها بخجل ما ان وضع قدميها فوق ارضيه غرفتيهما وتابعته يتجه نحو باب الغرفة لينادي عاملة المنزل الجديدة بعد وفاة سعدية التي خدمت العائلة طيلة سنوات حياتها، أبعدت أفكارها الحزينة كي لا تتذكر وفاة والدته فوزية الحبيبة ما أن طلب من السيدة التنظيف وعاد إليها عاقدًا ذراعيه ليقف أمامها بصمت متطلب فتمط شفتيها بحرج وتقول باستسلام بينما تعلق نظرها بالأرضية الملونة:.
-آسفة، أنت عارف إني بحبك أكتر من أي حد في الدنيا حتى لو ابننا. كبح ابتسامه منتصرة من الظهور على وجهه بصعوبة ثم سعل وهو يبعد خصلاتها للخلف قبل أن يميل نحوها ليقبل مقدمة رأسها ويقول بسخرية مستفزة: -شطورة خليكي مؤدبة بعد كده.
غمغمت بكلمات غير مفهومه وعقدت ذراعيها بعدم رضا فخرجت منه ضحكة مستمتعة لأنه نجح في اغاظتها ثم قربها منه يحتضنها ويطبع قبلة خفيفة على شفتيها الممطوطة ليتبع فعلته مع وجنتيها التي زادت اكتظاظ عما كانت عليه متعمدًا إصدار ذلك الصوت الذي تبغضه فتعترض باستنكار: -كل مرة بتضحك عليا وتخليني اعتذر، لكن في الحقيقة انت الغلطان. -واعتذر ليه ما انتي موجودة عشان تعتذريلي.
قال بغرور فشهقت وكادت تصرخ في وجهه لكنه اسكتها بضمه لشفتيها في شغف أذاب التحدي من عقلها وتركها حبيسة لمشاعر عنيفة من نوع آخر اكثر لذة، مرت لحظات ووجدت نفسها تقبض مقدمه قميصه في يديها وتقرب جسده نحوها بتطلب، وبينما هو يمارس طقوسه الساحرة فوق شفتيها وثنايا جسدها مستغلًا آنين قلبها المتهالك في عشقه، سمع الإعصار القادم منذ أغلاقه للباب الأمامي للفيلا وصوت ضربات قدميه المتسارعة نحو الأعلى.
ابتعد ليث عنها بصعوبة فعيناها المغمضة ووجها الذي لا يزال يشتعل بحمرة الخجل كلما تقرب منها يجعله يندم على إنجاب ذلك المزعج هادم ملذاته في الحياة. انفتحت جفونها بتساؤل تزايد وهي ترى انزعاجه المرتسم لتفهم تلقائيًا ما أن فوتح باب الغرفة وانضم إليها صغيرها: -ماما وحشتيني يا أحلى أم في الدنيا، منور يا بابا.
قال ادم صاحب الخمس عشر عامًا والمفعم بالطاقة والمشاكسة الشبابية الخطرة ثم اتجه بعفوية نحو والدته الذي صار يفوقها في طوله وضمها إليه حتى ارتفعت قدميها عن الارض وسط ضحكاتها المعترضة ليقبل وجنتيها اخيرًا مردفًا باشتياق: -أنا زهقت من الدروس اللي بتبعدني عنك. اجابة ليث في سرعة متهكمة: -بتتعب يا عيني أصل احنا اللي شيلناك مادة في الصيف يا فاشل.
نظرت له كارمن شذرًا والتفت لولدها العابس المنزعج واحتضنت وجهه بين كفيه مؤكده: -ابني مش فاشل لكن هو بيكره الأرقام طول عمره، وهو وعدني انه هينجح وهتكون أول وآخر مرة، صح يا دومي. اتسعت ابتسامته المشاكسة وهو يقرص وجنتيها مؤكدًا بثقة: -صح يا قلب وعيون دومي. التوت شفتي ليث في اشمئزاز وصرح معترضًا: -كفاية فقع مرارة، اهوه دلعك ده اللي مخيبه،.
بذمتك مش مكسوفة من الست اللي جايباها تاخد بالها منه في المصيف هتقول علينا ايه لو طلع أطول منها. -انا واحدة مجنونة يا سيدي وبحب احافظ على تحركات ابني انت نضايق نفسك ليه؟! دافعت بحده ليقطع جدالهما صوت ثالث بحماسية ومشاكسة: -ست ايه هاه؟ -دي مربية تاخد بالها منك يا محترم عشان متودناش في داهيه وتختفي زي المرة اللي فاتت وبابا حجزلها الاوضه اللي جانبك. لمعت عيناه بمشاكسة ثم أردف ببراءة:.
-ليه بتتعبوا نفسكم هي اوضه واحدة كانت كفاية وهتقضيني أنا وهي بلاش تبذير ارجوكم! انتفض ليث نحوه متمني خلع رأسه عن جسده لكن آدم ركض هاربًا نحو الباب بضحكات متعالية بفخر لنجاحه في إشعال والده الغاضب دومًا منه، ليهتف ليث من خلفه: -بني آدم قليل الحياء. وقفت كارمن أمامه تحاول حبس ابتسامتها ثم قالت في محاولة لتهدئته: -حرام عليك، بيهزر! -والله ما هيضيعه غيرك يا كارمن، كفاية دلع مش كده.
تأففت وتحركت نحو الباب لتوصده بإحكام قبل أن تعود إليه بخطوات يشوبها الغنج والدلال الأنثوي لتردف ممازحة: -من دلوقتي مفيش دلع لآدم ابني الشقي الدلع لحبيبي وروح قلبي وعيوني ليث جوزي الشقي وبس. صمتت ما ان وصلت امامه لتسند ذقنها فوق صدره تناظره وهي تلف ذراعيها حول خصره لتتحداه بقولها: -كده أنا شطوره صح يا بابي؟
ارتفع حاجبه ثم لف ذراعيه حول جسدها يدفعها نحوه بشيء من الحدة ليخرج منها آنين معترض لحدته، ثم قال وهو يميل نحو وجهها: -لا بقيتي شاطرة في اللعب، بس بمزاجي على فكرة خليكي حاطة ده في دماغك يا حلوة. غمزته وهي تغلق المسافة المتبقية بين وجهيهما لتهمس في عشق ونبرة مغرية: -ولا يهزني المهم ان اللعب معايا أنا.
ختمت جملتها بالتقاط ثغرة في قبلة حامية تظهر بها مهارات شفتيها الشهية التي تعلمتها على يد محترف أو ربما من شفتيه المشتعلة، تعلقت به أكثر وهي مستمرة في تقبيله مبتلعة صوت يخرج من صدره كالزئير فالإحساس بها بين يديه قاتل مميت، وحين تأوهت لم يقاوم ضمها إلى صدره حتى كادت تتحطم ضلوعها فابتعدت عنه هامسة بين شفتيه في مراوغة: -افتكرت حاجات لسه مجهزتهاش للمصي، ااه..
خرج صوتها بخضه وهو يحملها في عنف وعدم رضا ليقول وهو يتجه الي فراشهما: -جُري شكلي تاني، عشان لا يبقى في مصيف ولا مشتى. وضعها ثم أحنى رأسه فوقها وعينيه صوب شفتيها المنفرجة في ابتسامة منتصرة اتبعها بإحكام قبضتيه حول خصرها موقفًا هروبها الواهي وهمس بإرهاق عاطفي: -عمرك شوفتي عصفورة بتهرب من القفص. -أيه ده متوحش بيتكلم، أنا أول مرة أشوف متوحش بيتكلم والله. قالتها بنبرة ضاحكة واستسلمت لقربه ودفاعه الشرس:.
-عمري ما كنت متوحش معاكي. -كداب. قالتها وهي تقلب أدوارهم وتستلقي بجسدها الصغير فوق جسده لتستند برأسها فوق صدره لكنه جذبها لأعلى ليصيرا وجهًا لوجه وهمس بعنفوان ساخر: -أصلك بتخافي مني جدًا. داعبت ثغرة بأناملها لتشتيت تحديه وعيناها تلاحقان صراع العشق والشوق يسبحان بين مقلتيه هامسة بتأكيد: -مستحيل.
ومرة أخرى أشعلت معركة الغرام بين شفتيهما وكفيها يرتعشان بتلكؤ بين طيات ملابسه تتصارع لإثبات حبها المتفاني له، لتزداد ابتسامته وثقته وهو يستعيد مكانه بالأعلى على اهبة الاستعداد لإطفاء نيران شوق لا ينتهي بينهما، فالحب هنا ليس عاطفة فقط بل هو فن ناري منغمس في ندى وردي يسكر العشاق بلا شراب. تمت نهاية الرواية أرجوا أن تكون نالت إعجابكم