رواية عشق الليث للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر
ليث بغضب على نفسه وعليها كسر كل شئ امامه مما زاد من بكاء كارمن التي وجدت نفسها عاجزة عن منعه او تهدئته سمعت زجاج يتطاير وشعرت بخوف شديد عليه.. كارمن بخوف: كفاايه ياليث خلاص كفايه افتح خليني اشوفك طيب.. لم يرد ليث عليها واستمر في موجه غضبه حتى شعر بالتعب وواصبحت يديه تنزف الدماء.. دقت كارمن الباب بعنف: طيب انا عطشانه عايزة اشرب افتح هشرب بس...
غضب اكثر على نفسه فهو وضعها هناك بلا طعام او شراب وكان ينوي تركها بالفعل والذهاب للعمل.. ليث لنفسه: مابقتش عارف تفكر او تقرر صح، في ايه مالك مش في طبيعتك، انا ارجعها وابعد الفترة دي احسن لحد مااهدي، عصبيتي الزياده هتخليها تكرهني.. فتح ليث الباب فأرتمت كارمن في حضنه دون سابق انذار فاختل توازه ووقع بها على الارض، نظر لها ليث بذهول وهي تحتضنه كالاطفال وتبكي..
احتضنته كارمن بشده خوفا من ان يعيدها الي الداخل رفعت نظرها لحظات تتفقد ما ان تأذي او شئ، وجدت يديه ملطخه بالدماء ابتعدت بسرعه.. -دم! حرام اللي بتعمله في نفسك ده.. ارادت القيام واحضار الاسعافات الاوليه حتى تنظف الجرح ولكنه اوقفها.. -متجبيش حاجه واجهزي هرجعك البيت.. لم تسمع له وذهبت الي الحمام تبحث عن قطن وشاش و كحول.. عادت لامساك يده فغضب وقال: قلتلك مش عايز واجهزي عشان الحق ارجعك البيت..
كارمن بعناد امسكت يده مرة اخري وتركها هو هذه المرة.. قالت بصوت خافت: احنا هنرجع البيت كده -لا انتي بس.. نظرت له بسرعه: انا بس ازاي وانت؟ -حاجه متخصكيش.. كارمن بضيق: لا تخصني وانت كلك تخصني انا مراتك.. -وانا مكنتش جوزك لما سافرتي من ورايا، ايه مفتكرتيش انك على ذمه راجل ساعتها..
كارمن بندم قد انتهت من لف يده: والله العظيم انا اسفه وقلت مش هتتكرر تاني، انا فعلا ندمانه وعارفه اني غلط وبقولهالك تاني لو انت بجد بتحبني سامحني المرة دي.. طبعت قبله على يده ووضعت خدها عليه تتمسح به كقطه تطلب الحنان... اغمض ليث عينيه وشعوره يحاربه للخضوع لها واخذها في احضانه الي الابد...
لم تعطه كارمن الفرصه ووقفت على اطراف اصابعها لتحتضنه وتضع رأسها على صده ويداها حول عنقه وتمسك بشعره خوفا من ان يدفعها بعيدا عنه... استسلم لها فهو ليث السوهاجي دائما الا معها يكون ليث فقط، الذي لايعرف سوي حبها وحمايتها ولايريد سوي رضاها... ضمها اليه بشده واحس ليث بكل انش في جسدها يرتعش من شده اضطراب مشاعرها..
حملها وجلس بها كالاطفال، وأخذ يهدئها بقبلات على رأسها وخدها ورقبتها، وضع أنفه داخل شعرها الحريري برائحته الخلابه وكأنه طفل صغير يختبئ فوجد ملاذ اخر يهدأ اعصابه بجانب الملاكمه فقربها ورائحتها يجعلاه يعيش في عالم اخر ملئ بالحب والاطمئنان... كارمن بصوت ضعيف: انا اسفه.. ليث يهدوء: هشششش خلاص انسي كل اللي حصل، انا مش عايز افتكر...
نظرت بعينيها الحمراء لعينيه فوجدت الحب الذي راته في عينيه لها وشعرت بانها امتلكت الحياة.. كارمن ببطئ: انا مش عارفه ازاي حبيتك كده، انت كل حياتي بجد ومش هقدر اعيش من غيرك اواقدرعلي فراقك ليا.. وضع اصبعه على فمها ليسكتها وقال: انا عمري ماهبعد عنك يا كارمن سبق وقلتلك انتي ملكي وانا عمري ماهفرط فيكي او ابعد عنك كارمن بعتاب ولوم: لا كنت هتسيبني وعايز ترجعني البيت وتمشي...
ابتسم ليث: انا كنت هسيبك كام يوم بس اهدي وارجع تاني.. كارمن بعناد طفولي وهي تمط شفتاها: لا ولا كام دقيقه حتى وانت زعلان مني.. ليث بخبث: والله انا ممكن مزعلش في حاله واحده بس! كارمن بأمل ولهفه: ايه؟! انا ممكن اعمل اي حاجه؟ اعتدل وهي جالسه على حجره وسند بظهره على الفوتيه وفرد ذراعيه في وضعيه راحه ولا مبالاه وابتسم نصف ابتسامته التي تعشقها... -صالحيني؟
كارمن ببرائه: مانا صالحتك اومال اللي عملته ده ايه شاي بلبن... -ههههههههههه انا اللي زعلان ولا انتي؟ -انت.. -خلاص يبقي انا اللي اقرر اتصالح ازاي وامتي... كارمن بغضب مصطنع: اؤمرني يافندم... لمعت عيناه وقلقت هي من هذا البريق وعندما اقترب منها برأسه ابتعدت بنصف جسدها العلوي حتى كادت تقع ولكنه احاطها بذراعه واقترب من اذنها وانفاسه الحارة تحرقها، اخبرها بشئ وابتعد ليجد وجهها احمر كالورد... -ماشي؟ -لا طبعا!
-كارمن ده مكنش طلب وهنزل دلوقتي هبعتلك الحاجه واعدي على الشغل ساعه وراجع.. -لا انا مش هقدر اعمل كده.. ابتسم بمكرابتسامه المفترس الذي سينقض على فريسته ويشعر بالنصر، وضع يده على وجهها وهو يبعد باليد الاخري خصله من شعرها وراء اذنها... -ياحبيبتي مين قال انك هتعملي حاجه! انا اللي هعمل كل حاجه... ضربته بكفها الصغير بطفوليه وخجل: بس بقا بطل.. ضحك ليث بشده وقبلها بشغف ثم قام ليستعد للذهاب وينفذ خطته... ...
في القصر... كانت صفاء تشعر بقلق شديد على كارمن فهي تحاول الاتصال بهم والهاتفان مغلقا... جلست في الحديقه تبكي وتتمني لو ان عادل مازال يعمل هناا ليخفف عنها، فهو وحده يستطيع ان يطمئنها الان... ندتها سعديه لتخبرها برغبه والدتها في رؤيتها، صعدت الي غرفه والدتها والحزن يملئ وجهها.. -نعم ياماما حضرتك ناديتي.. -ايوة اقفلي الباب وتعالي اقعدي معايا شويه..
قفلت الباب وجلست بجوار والدتها التي اخذت رأسها على حجرها وبدأت تربت على رأسها كالاطفال الصغار... -اخوكي الكبير طبعه عصبي ومتنسيش ان اللي حصل زمان معاه مش سهل اي حد ينساه ومأثر فينا كلنا وهو قبلينا، فمش عايزة اشوف الحزن ده ف عنيكي كلها يومين ويرجع وتصالحيه لاننا كلنا غلطنا وانا اولكم اني وافقت من البدايه..
صفاء وهي تبكي: انا بحب ابيه اوي ياماما ووجعني اوي انه زعلان مني، انا كان نفسي اعمل زي زمايلي وصحابي واخرج واتفسح انا وكارمن لوحدنا بس هو مكنش بيرضا ابدا.. -معلش ياحبيبتي اخوكي وخايف عليهم وخصوصا من اللي مايتسمي اللي مش عارفين راح فين ولا جاه منين. صفاء بفضول: صحيح يا ماما هما مامسكهوش خالص بعد ماهرب من المصحه..
فوزيه بتنهيده: لا من يوم ماعمل نفسه مجنون عشان ميتحكمش على جريمته في حق اختي وجوزها وهرب من المصحه ومنعرفش ليه طريق، بس بيقولوا سافر اليونان وناس تقول شافته في ايطاليا واهو كله كلام، انا لو عليه مش عايزة اشوفه واتمني يغور من الدنيا كلها.. نظرت صفاء الي الاسفل حزنا على تصرفات والدها الذي لم يسنح لها فرصه العيش معه والتعرف عليه وتحمد ربها على ذلك، فليث كان دائما الاب والاخ لها..
احتضنت صفاء والدتها وبكت بشده على الالم الذي سببته لاخيها الكبير وابيهاا قبل كل شئ، اخذت كارمن حماما سريعا عندما ذهب ليث بعد ان حاولت بقدر الامكان ان تعدل من حال المكان، كانت تسرح شعرها عندما رن جرس الباب ذهبت لتري من العين وجدت البواب ومعه اكياس.. فتحت الباب: ايوة؟!
-الاستاذ ليث باعت لحضرتك الكياس دي وبيقولك هو باعت حد ينضف المكان وحضرتك تقدري تستني في اوضتك لحد مايخلصوا، اه وبيقول لحضرتك تلفونك في كيس من دول اشحني وافتحي علطول.. -اممم شكرا، هات الكياس واتفضل انت... فتحت كارمن الكياس للعثور على هاتفها فهي تشعر برغبه كبيرة في الاتصال بصفاء وفوزيه للاطمئنان على احوالهم ولاخبارهم بانها بخير، وهي تبحث وجدت داخل الكيس قميص نوم قصير اسود تركته بسرعه من يدها بخضه..
-ايه ده! يخربيت قله ادبك دي ياشيخ، هتموتني، لا لا انا مستحيل البس البتاع ده هو فاكرني ايه، لالالا مش انا اللي البس كده ده اكيد اتجن.. وجدت هاتفها وشحنته بغضب وقلبها يخبرها ولما لا فهو زوجها وحلالها فلماذا ترفض طلبه.. كارمن لنفسها: بس ده قليل الادب اوي! وقصير الصراحه وانا هتكسف البسه، ليرد قلبها خلاص خلي يروح للي متكسفش تلبسه.. مشاعر الغيرة بدأت تسيطر عليها، فهي تعلم بعلاقاته السابقه..
-خلاص بطلي تفكري وتنكدي على نفسك انتي عارفه هو بيحبك انتي وبس... ابتسمت على هذا التفكير ودخلت غرفتها لتجهز لزوجها المصر على قلب داخلها رأسا على عقب.. رن هاتفها فوجدت ليث المتصل ردت بسرعه وهي تعض على شفتها.. -الو -الو، وصلت الحاجه كارمن بصوت خجل: اه. ليث وهو يحاول ان يلعب بها: وعجبتك.. لم تعرف كارمن بمااذا تجيب عليه.. -انا هقفل بقا عشان مش فاضيه..
ضحك ليث وقال: طيب روحي انا بعت ناس هيطلعوا ينضفوا فوق اقفلي باب اوضتك كويس ومتفتحيش لحد انا نص ساعه وجاي.. -حاضر تيجي بالسلامه.. ليث بابتسامه: الله يسلمك.. كارمن شعرت بهذه الابتسامه وارتسمت مثلها على شفتيها: بحبك! -وانا بموت فيكي، هخلص واجي بسرعه.. -طيب سلام -سلام.. ابتسمت كارمن لنفسها ثم تذكرت بانها ترغب في الاتصال بالبيت، اتصلت بصفاء التي ردت من اول رنه..
صفاء بقلق ولهفه: الو ايوه ياكارمن ياحبيبتي انتي كويسه.. -ايوة انا كويسه ياقلبي، انتو اخباركم ايه؟ وحشتوني اوي... -احنا بخير، بس كنا هنتجن من غيرك، هو ابيه معاكي؟ -لا هو في الشركه وراجع تاني.. -احم طيب هو عملك حاجه ولا انتي كويسه ومتخبيش عليه احسنلك.. -هههههههه لا انا كويسه، انتي عارفه ليث طيب هو زعل بس اتصالحنا الحمدلله.. -الحمدلله عقبالي انا حاسه ان ابيه مش هيرجع يكلمني او يحبني زي الاول..
-ايه يابت العبط ده يعني ايه اخوكي ويخاصمك ده كله، هو بس هيهدا وبعدين تصالحيه انتي واحمد.. -احمد! ونبي اسكتي ماتفكرنيش ده من يوم اللي حصل وهو حابس نفسه في الاوضه ومش عايز يطلع.. -ليه بس كده طيب حاولي معاه ياصفاء، ومتزعليش بس احنا بردو غلطنا غلط كبير لما رحنا الزفته دي من وراه.. -انا عارفه يابنتي وبندم ندم السنين دلوقتي.. -طيب وانتي اخبارك ايه مع عادل؟
تنهدت صفاء بحزن: معرفش عنه حاجه من يوم ماسافرت وهو مشي ورجع شغله ومسألش عليه شكله نساني اصلا.. -لا ياحبيبي متقوليش كده اكيد مشغول بحاجه وهيكلمك قريب... صفاء بخضه: احييييه! انا مدتهوش رقمي اصلا! -نعم ياختي! اومال زعلانه ليه انه مكلمكيش انتي هبله يابت ومدتهوش رقم البيت حتى او خدتي رقمه ليه.. -معرفش بقاا انا اصلا نسيت وبعدين هو مطلبش مني الرقم، وانا قال ايه قاعده زعلانه انه مش بيتصل...
-اقفلي ياصفاء مش ناقصه تخلف سيبيني اجهز قبل اخوكي مايرجع.. -هههههههههه هتجهزي لايه هاااه هاااه.. -ههههههههه ياباردة سلاام -سلام ياندله امووواه اغلقت كارمن الهاتف واتجهت لتضع كحل وروج احمر غامق جذاب وارتدت مااحضره لها ليث، نظرت لنفسها في المرآه وشعرت بفخر فهي تبدو غايه في الجمال وعينيها الزرقاء وبشرتها البيضاء الناصعه تلائم الاسود الذي تلبسه والاحمر على شفاها...
سمعت العمال في الخارج ينظفون المكان وارادت ان ترتدي شئ فوقها لحمايتها من نظر ايا كان... بحثت في كل مكان ولم تجد شئ سواا قميصان لليث وبنطلون... -خلاص هستغطي على السرير لحد مايرجع... ... في القصر وقفت صفاء خلف باب غرفه احمد تحاول اقناعه بالخروج.. -امشي ياصفاء لوسمحتي انا مش مستحمل.. -لا مش همشي انا عندي اخبار عن ابيه وكارمن بس امسك اعصابك. قلق احمد على كارمن فأسرع يفتح الباب..
-ايه مالها كارمن، ابيه عملها حاجه؟! صفاء بتأثر: اه بس عايزاك تهدي نفسك احمد بغضب: ماتخلصي بقااا، انطقي.. -هههههههههه اتصالحوا يافالح وانت بس فالح تعيش دور المنكسر ياتوتو والله وحشتني اوي ياتوتي.. نظر لها احمد بضيق: اوعي يابت يارخمه انتي انا داخل اوضتي تاني.. وقفت صفاء امام الباب بسرعه: لااا ابوس ايدك كفايه والله ماما هتموت من بعدك عنها وزعلانه ومبقتش تاكل خالص..
-طيب عديني بس عشان بجد محتاح اقعد لوحدي.. صفاء بحزن تمسك يده: عشان خاطري يااحمد والله هموت من الزهق من غيرك وماما كده غلط على صحتها وهترجع تتعب تاني... احمد يأخذ نفس عميق: حاضر ياصفاء اتفضلي تعالي نروح لماما نشوفها عشان تسيبيني في حالي وارجع انام... نظرت صفاء الي مكان ضربه ليث الظاهر حول عينيه.. -احم انت لسه موجوع.. احمد بانزعاج: لا انا كويس يلا بينا... ...
نعود الي كارمن التي ما أن وضعت رأسها على الوسادة غرقت في نوم عميق... رجع ليث الي حبيبته وزوجته وهو يشعر بسعاده لوجودها بقربه، وجد العمال قد نظفوا كل ما افسده هو في الصباح بغضبه، جال بعينيه حول المكان بحثا عن صغيرته ولم يجدها، فتح باب غرفتهم ولكنه كان مغلق.. دق الباب قليلا: كارمن، ياكارمن، انتي نمتي ولا ايه.. استيقظت كارمن على صوت ليث فنهضت سريعا لتفتح الباب ومازال النعاس يغلب عليها..
-ايووة انا جايه اهوه.. فتحت كارمن وهي تدعك عينيها وخدودها حمراء من اثر النوم وشفتيها ممطوطه كالاطفال.. نظر لها ليث بتمعن وانبهار بجمالها الفائق وعيناه تنظر الي جسدها الذي يظهر من الثوب القصير الذي اشتراه لها... فتحت كارمن عيناها لتري ليث ينظر لها برغبه وحب جامح مما خطف انفاسها وزاد من دقات قلبها ووجدت عيناه تنتقل من عينيها الي صدرها الذي يهبط ويصعد بشده..
شعرت بخجل لتنزل بعينيها الي مكان عينيه لتجد نفسها شبه عاريه.. وضعت يدها على صدرها لتخفي نفسها من نظراته التي تصيبها برعشه في سائر جسدها وكأنه يلمسها بيديه... شعر ليث بجفاف في حلقه من شده رغبته في امتلاكها وحبها فبلل شفتيه بطرف لسانه حتى يجد صوته.. ليث بحب وهو يفتح يدها لايريدها ان تخفي عنه اي شئ: مش لاقي كلمه اوصفك بيها، انتي بقيتي حته مني، مفيش ثانيه مش بفكر فيكي وفي عنيكي..
قبل اصابعها من الداخل برقه خطفت انفاسها واغمضت عينيها حتى تحفر هذا الشعور داخلها ثم لمس شعرها الاسود الذي يعشقه بشده، مرر ليث اصابعه على كتفها العاري يلمس بشرتها الحريرية ومال عليها يقبل ماتلمسه يداه.. لم تتحمل كارمن هذه المشاعر التي احاطت بهم فالتفتت لتختبأ منه ومن لمساته التي تغيب عقلها ولكنه احتضنها بذراعه مانعا هذا الهروب ليحملها ويضعها على سريره بين احضانه.. ليث بخفوت: بحببببك يااغلي ماعندي..
ابتسمت كارمن: وانا كمان بحبك فوق مااتتصور مال عليها ليث يلتهم شفتاها الكرزيتان في قبله عنيفه يصب فيها كل مشاعره و يعيش الاثنان معا في عالم خاص بهم.
رواية عشق الليث للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس عشر
في قصر السوهاجي... جلست صفاء وسط ورودها تشكي لهم الحبيب الغائب.. صفاء للورود: ياتري لسه فاكرني ولا كان بيضحك عليا وقال يتسلي لحد مايرجع لحياته؛ ماشي ياعادل انا اصلا مش عايزة اشوفك ولا اعرفك ولا احبك حتى.. -طيب احلفي كده ياقلبي... جاء الصوت من خلفها فالتفت بخضه وعدم توقع: عاااادل انت جيت ازاي وامتي واتأخرت ليه كل ده عليا؟ -ههههههه اولا وحشتيني اووي ياوردتي..
صفاء بغضب: اه فايق تهزر على فكرة انا مش عايزة اتكلم معاك عن اذنك.. -استني بس ياهبله واسمعيني، انا والله كنت هموت من غيرك الكام يوم دول بس اعمل ايه اطحنت في الشغل وبعد الشغل اخويا استلمني كانت متخانق مع مراته وكنت داير حوالين نفسي اصالحهم عشان عيون لولي حبيبتي... -اه عشان اخوك وقرايبك ملهوف عليهم لكن انا تلطعني كل ده.. -تلطعني! انتي متأكده انك تبع القصر ده..
نظرت له بحده فضحك بشده: خلاص بهزر والله، انا كنت بطمن عليكي كل يوم من ابويا وعلطول بيقولي انك قاعده وسط الورد بتاعك وبتكلمي وقلبي قالي اكيد انتي بتشتكي مني ومقدرتش مهربش انهارده واجيلك جري.. وضع يده على يدها وقال بحب: والله بحبك! صفاء بخجل ودموع: والله بحبك انا كمان بس كنت فاكرة انك هتسيبني وانك ضحكت عليا..
-بس متكمليش الفيلم الهندي ده، انا عاملك مفاجأه بقاا بس ربنا يستر وتبقا مفاجأه ليكي مش ليه انا.. صفاء بتساءل: مش فاهمه تقصد ايه؟ عادل بتوتر وامل: انا جاي اقابل اخوكي انهارده وهتقدملك ولو وافق هجيب عيلتي اه هما مش زيكم.. -عادل ارجوك متكملش انت عارف انا حبيتهم قد ايه من قبل ماا اشوفهم وكفايه انك منهم اصلا وبعدين انت مش فقير ولا شحات يعني انت محاسب في بنك وبتكسب على قلبك قد كده..
عادل بفزع: ايه يامجنونه انتي رعبتيني في ايه؟! صفاء بحزن: ابيه مش هنا ده مخاصمني عشان رحت الرحله ومقولتلوش ومش هنا هو وكارمن.. عادل بغضب: رحله ايه دي ان شاء الله.. صفاء بتوتر: احم هو انا مقولتلكش -لا مقولتيش، اتفضلي عرفيني.. -اممم اصل وانت مش هنا طلعنا رحله لشرم الشيخ انا وكارمن.. عادل بحده: لوحدكم! صفاء بسرعه: لا والله العظيم مع احمد اخويا بس ابيه زعل مننا وكده وحصل سوء تفاهم..
-عنده حق طبعا، وبعدين انا محبش تروحي حته من غيري، استني لما نتجوز وانا هوديكي كل حته لكن رحله والجو ده مش عندي عشان نبقي واضحين.. - يعني ايه مش هطلع رحله مع صحابي الصبيان تاني! -وحياااة خالتك صبيان ايه دول اللي هتطلعي معاهم رحله؟! ضحكت صفاء على سذاجته فنظر لها بغضب.. -هيهيهيهي دمك عسل الصراحه.. صفاء وهي تحاول ان تلتقط انفاسها: اصل انت مشفتش وشك عمل ازاي حسيت انك هتاكلني..
-خلاص بقا بطلي ضحك وشوفي هنعمل ايه، يعني انا كده مش هقابل اخوكي ولا ايه؟!
صفاء بجديه: والله مش عارفه هنعمل ايه بقاا.. -خلاص انا همشي دلوقتي وهرجع بكرة يمكن يكون رجع... هب عادل للمغادرة ولكنه توقف يسألها: يابنتي مش عايزة تديني حاجه كده.. صفاء بخجل: بس بقا اتلم.. -هههههههههه على فكرة مش قصدي انت نيتك مش صافيه، انا اقصد رقمك.. -احم اه رقمي اكتب عندك ياغلس...
اخذ عادل رقمها وتواعدا على الحديث مرة اخري مساءا قبل النوم بجحه التأكد من وجود ليث في اليوم التالي... في شقه ليث... استيقظ ليث وجد حبيبته تنام كالطفله البريئه بين احضانه ضمها له اكثر يتنفس رائحتها العبقه التي تسلب انفاسه دائما.. ليث لنفسه: مش عارف بردو عملت ايه حلو في حياتي عشان ربنا يكافئني بيكي، بس اللي اعرفه اني مقدرش اعيش من غيرك...
وضع قبله على خدها فابتسمت وهي تفتح عينيها الزرقاء فتنظر اليه بحب جارف.. -صباح الخير ياحبيبي.. -صباح النور ياملاكي.. -هههههههه انا ممكن اتعود على الدلع ده وهتعبك بعد كده.. ليث بابتسامه: لو الدلع ده هيبقي ليا انا بس معنديش مشكله.. ضحكت كارمن ضحكتها المعتاده التي اسررت ليث منذ صغرها.. ليث بخبث: اضحكي كده وهناخد اليوم كله اجازة في الوضع العسل اللي احنا فيه ده.. كارمن بخجل: على فكرة انت بتقصد تحرجني صح..
-ايه ده بجد! انتي صدمتيني الصراحه! ضربته بكفها الصغير وتحاول دفعه عنها: اوعي كده بقااا عشان انا عايزة اروح انهارده انا ماما فوزيه وحشتني جدا هي وصفاء واحمد.. اختفي مزاجه الجيد وقال بتجهم: انا شايف نفضل هنا كام يوم، وياريت متجبيش سيرة احمد خالص الفترة دي قدامي انا لسه ماعقبتهوش على اللي حصل.. كارمن يهدوء: احمد ده اخويا قبل مايبقي اخوك... ليث بحده: خلاص مش عايز اسمع حاجه دلوقتي..
اراد القيام من جانبها ولكنها تعلقت به وقالت: عشان خاطري اسمعني بس، انت عارف احمد بيحبك قد ايه وبيحبني ازاي هو كان عايز يسعدني انا وصفاء، بجد لو بتحبني سامحه المره دي بس.. -انتي عايزة انسي اللي حصل يعني وانه غفلني والمفروض انه راجل وفاهم.. -اديك قولت راجل وفاهم بس انت مخلتلوش حاجه وكفايه الضرب اللي ادتهوله وخليت وشه زي البتنجانه، انت ازاي فعلا عملت كده، لا انا زعلانه منك بجد..
نظر لها ليث بذهول: والله لا ماليش حق فعلا.. ابتسمت كارمن: اه وبعدين انت مش امبارح قولتلي بحبك ومقدرش اعيش من غيرك وعندي استعداد اجبلك الدنيا كلها.. ليث بمكر: امتي ده فكريني كده.. ردت بعفويه: لما كنت ب... سكتت فجأه تمسك نفسها ونظرت له بغضب ممزوج بخجل ووجه احمر.. -مالكش دعوة المهم قولتلي كده وخلاص.. ضحك ليث على سذاجتها وخجلها: طيب عشان خاطرك بس هعديها معاه.. -لااا وتصالحه كمان..
-مااروح ابوسه من بوقه احسن، انتي اتجنيتي ولا ايه.. كارمن بدلع طفولي: يه ده بقااا انت بتشخط فيا طيب والله مانا لاعب هاااه... هز ليث رأسه على سخافتها: عايزة ايه يا كارمن دلوقتي؟ كارمن ببراءة الذئاب: مش عايزة غير حبك ياقلبي من جوا وكل ماليه وانك تصالح احمد بس... ليث بابتسامه: ثبتيني بس انا سايبك بمزاجي، متفتكريش انك ضحكتي عليه...
كارمن بفرحه: ربنا يخليك ليه ياروحي والله والله ماهتندم وهتبقي اخر مره نعمل حاجه غلط اوعدك -خااص ياستي نقفل السيرة النكد دي بقاا ونشوف وقفنا لحد فين امبارح.. كارمن بخضه: لاااااا انا هقوم استحمي، انا همشي انهاردة يعني همشي ياليث.. ضحك ليث: طيب يلا بينا... وضعت يدها على صدره غير مصدقه ما يخرج من فمه... كارمن بحرج: انا بس اللي هقوم، انت خليك هخلص وروح انت.. ليث يصطنع الغضب: كارمن هزعل وانا زعلي وحش...
كارمن بتوتر: اصل يعني.. ليث: هشششش قدامي، في القصر... فوزيه بعصبيه: يعني ايه مش عايز تكلمه، انت ليك عين تتقمص كمان.. احمد بنرفزة: لا معنديش شوفي لسه مقفوله من قلم ابنك.. -ايه ابنك دي اسمه اخوك واخوك الكبير كمان احترمه طول ماهو مش موجود.. صفاء تحاول تهدئة الوضع: يا ماما براحه هو مايقصدش طبعا هو بس زعلان ان ابيه ضربه جامد قدام الناس واحنا اكيد هنصالحه اول مايرجع، كارمن كلمتني وقالتلي انهم جايين...
-لا اتكلمي عن نفسك، انا هخرج اصلا، سلام فوزيه بعصبيه: ماتتلم ياواد انت انا مش هقدر عليك ولا ايه، مفيش خروج لحد مااخوك الكبير يرجع هو مضربكش تفاريحي، انت غلطان والغلط راكبكم كلكم، فاهميييين! لم يرد احمد ونظر للارض لا يريد ان يكمل النقاش.. صفاء: خلاص ياماما عشان خاطري اهدي، ارتاحي انتي شويه واحنا هننزل نتمشي في الجنينه تحت.. في هذه الاثناء وصل ليث وكارمن الي القصر.
سعديه: ازيك ياهانم وحشتيني اوي وحضرتك يابيه.. هز ليث رأسه لها بينما ابتسمت لها كارمن ابتسامتها الجميله: وانتي اكتر ياسعديه وكلك، هما فين؟! -كلهم فوق عند الهانم الكبيرة...
-تمام احنا هنطلع.. سعديه بسعاده وانا هعمل لحضرتك الجيلي اللي بتحبيه... كارمن بسعاده اكبر: حبيبتي انتي يامدلعاني.. ليث بتعجب: يلا نطلع ولا هتستني الجيلي.. -لا يلا نطلع طبعا سعديه هتجيبو لما يخلص.. -الصبر يارب.. ضحكت كارمن وصعد الاثنان الي غرفته فوزيه فوجدا احمد على وشك البكاء وعينيه وجانب وجهه يميل الي اللون الازرق المحمر.. شهقت كارمن وركضت نحوه و الجميع في ذهول من ظهورهم المفاجئ..
امسكت وجهه بين يديها، اغلق ليث قبضته على لا ينهال على اخيه بالضرب بسيب هذا القرب.. ليث لنفسه: ماشي ياكارمن بتستفزيني في كل حاجه.. كارمن بدموع: ازيك وحشتني يا توتو.. ابتسم احمد على اسم الدلع الذي يكرهه بشده: وانتي كمان يا كوكو.. قفزت صفاء من خلفها واحتضنتها بشده: وحشتيني وحشتيني ياقلبي اوي اوي اوي.. بادلتها كارمن العناق: وانتي ياروحي وحشتيني جدا جدا جدا انتي وماما فوزيه كمان..
التفت كارمن لها وذهبت تقبل رأسها وكلتا يداها وقالت بحب: وحشتيني اوي ياماما... فوزيه بحب: وانتي اكتر ياقلب ماما.. اقترب ليث من والدته يقبل رأسها.. -ازيك ياامي.. فوزيه بشئ من العتاب: الحمدلله، مكنتش بتسأل عليا بقالك يومين ومش بترد على التلفون.. ليث بهدوء: معلش يامي كنت مضايق شويه.. نظر بعينه نحو احمد الذي نظر للناحيه الاخري بسرعه..
اقترب منه ليث ووضع يده في جيبه ينظر اليه بحده وهدوء توتر له احمد وجعله يتمني لو بقي في غرفته، مد يده يمسك ذقنه يعاين الضرر الذي لحق به.. -انت رحت للدكتور.. احمد بتوتر ممزوج بضيق وخجل: لا انا عملتها في البيت.. ضيق عينه وقال: طيب تعالي معايا نعدي على دكتور ونروح الشركه سوا ولا حابب تأجز كام يوم.. احس احمد برغبه اخيه في مصالحته وخوفه عليه، فليس من عادته الحديث مع اي منهم اذا غضب من احد..
احمد: لا مفيش داعي للدكتور دي بسيطه يا ابيه، انا ممكن اروح معاك الشركه لو عادي بالنسبه ليك.. ربت ليث على كتفه وقال: متزعلش مني واضح ان ايدي كانت تقيله شويه.. ابتسم احمد وفرك بيده خلف رأسه: هي تقيله شويتين الصراحه.. ضحكت كارمن واتجهت بصفاء نحوهم.. كارمن: احم وصفاء عايزة تقولك حاجه.. نظرت صفاء الي وجه اخيها الهادئ ولم تجد ماتقوله فارتمت في حضنه الابوي وبكت بندم..
-متزعلش مني بالله عليك ياابيه انت عارف مقدرش استحمل زعلك ده.. ابتسم ليث وهو يحتضنها: لا مش زعلان من بنوتي الصغيرة، انتي عارفه انا كل اللي بعمله ده خوف عليكي مش اكتر، انا اللي مربيكم كلكم وبحاول احميكم واقوم بواجبي على اكمل وجه.. احمد: ربنا يخليك لينا يا ابيه انت عوضتنا عن كل حاجه اتحرمنا منها.
اضافت كارمن: وانا كمان يا ابي، قطعت كلمتها بسرعه بينما ضحك الجميع على خطئها بانها كادت ان تنادي زوجها بأبيه.. نظر لها ليث و مال عليها وقال بصوت خفيف: هعديها دلوقتي لحد مااشوفك بليل.. ااعتدل في وقفته ونظر لاحمد مرة اخري.. -يلا احنا عشان ورايا شغل كتير.. احمد بسرعه: ثواني يا ابيه وهجهز واكون في العربيه... ذهب احمد وليث الي الشركه بينما جلست صفاء وكارمن يتحاكون كل ماحدث لهم..
صفاء بتنهيده حب: بس ياستي والمفروض هيكلمني انهارده واقوله ان ابيه هناا وهيجي يتقدملي... كارمن بضحك: اوعي بقااا يابرنس -ههههههههههه ده انتي اللي برنس عملتي ايه عشان تقلبي حال ابيه كده، ده بقا بني ادم تاني خالص.. كارمن بخجل: هعمل ايه يعني هو طول عمره بيحبكم مش محتاجه تدخل... -اممممم شوف البت السهونه طيب يا كارمن مش هحكيلك حاجه تاني هاه... ضحكت كارمن واخرجت لها لسانها: لما تكبري هقولك...
-نعم نعم نعم، انا اكبر منك بسنه ياختي انتي نسيتي... كارمن بمرح: بردو مش هقولك... رن هاتف صفاء يعلن عن وصول مكالمه عاشقها فتركتها كارمن وذهبت ترتاح قليلا وهي تفكر في زوجها العنيد والحنون دائما، في شركه السوهاجي... اسماء بتلقائيه: ثانيه واحده يافندم هقول لليث بيه الاول.. قاطعت اسماء حديث احمد وليث...
اسماء بتوتر: في واحد مصر يقابل حضرتك وبيقول الموضع ضروري، فاكر ياستاذ احمد اللي جه هنا من فترة عشان يقابل ليث بيه لما كان مسافر.. احمد بعد تفكير: اااه الراجل السئيل ده اللي عارف ماما، ومرداش يقول اسمه ليث باستغراب: خلي يدخل يا اسماء اشوف عايز ايه ده... اسماء وهي تفتح الباب: اااه وفي واحده اسمها سالي بتسأل على حضرتك وجت امبارح بعد ماحضرتك مشيت وطالبه انك تكلمها ضروري..
نظر احمد بغضب وتساءل نحو اخيه وهو يفكر لما مازال اخيه مرتبط بهذه البشعه التي لا تعرف سوي الجري وراء المال حتى بعد زواجه من كلرمن.. ليث بهدوء: محدش يرد عليها ونبهي على الامن ميدخلوهاش هنا تاني، مفهوم.. -مفهوم ياليث بيه... خرجت اسماء لتسمح لهذا الرجل الغريب الدخول الي مكتب مديرها... نظر ليث بصدمه لهذا الرجل الذي قلب حياته رأسا على عقب! كيف يمكنه الرجوع الي حياته مره اخري بعد كل ماافعل؟! - انت!
رواية عشق الليث للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر
الرجل بابتسامه لئيمه وثقه: كنت عارف انك هتفتكرني مش زي اخوك عنده بطء واضح لانه معرفنيش، ولا فوزيه منعت عنكم حتى صوري تشوفوها... ليث بغضب: اياك تتكلم عن امي! انت ايه االي جابك هنا بعد كل اللي عملته؟! الرجل بضحكه شريرة: عملت ايه؟! انت ناسي انك اتصلت بالبوليس وقدمتني على طبق من دهب ليهم، انت ابني اناا لكن انت فضلتهم عليا..
ليث بغضب وحشي وهو يكاد يلتهمه حيا: انا مش ابنك، انا ابن عيله السوهاجي، لكن انت انسان مريض، ايه مش خايف ابلغ عنك تاني... ضحك ماجد ببرود: انت متعرفش ولا ايه اني طلعت منها زي الشعره من العجينه، ياحبيبي الحكم سقط خلاص انا كنت في مصحه مش اعدام.. امسك ليث رقبته بعنف: انت عايز ايه مننا، راجع ليه تنكد علينا، غور يااخي بعيد عننا..
حاول احمد تهدئته وابعاده وهو مازال في صدمه كيف له ان لا يتعرف على والده؟! وكيف ظهر مره اخري وما سيكون رد فعل والدته والاهم كارمن من هذا الظهور المفاجئ...
ماجد بعصبيه: اهدي ياولد انت بنت رقيه كلت بعقلك حلاوة زي امها ما عملت فيه وخسرتني كل حياتي.. لكمه ليث بعنف: اوعي اسمعك تجيب سيرتها، انت فاهم متفتكرش اني هنسي كل اللي فات انت بظهورك ده بتبدأ مراسم وفاتك... ماجد بغضب مماثل: ماشي ياابن فوزيه، انا هوريك مين مااجد ولو انت كنت ليث السوهاجي فانت من صلبي ومش هتوصل تبقي قدي وانا هعرف اخلصك ازاي من سحر بنت رقيه وارجع لطوعي تاني..
صرخ احمد فيه وهو يحاول الامساك بأخيه حتى لايقتله.. -اطلع برا بقاا ومتعتبش هنا تااني.. رد ليث بغضب وقسوة: احمد ربك انك هتطلع من هنا عايش المرة الجايه اللي هشوفك فيها هقتلك بايدي دي..
ابتسم ماجد ابتسامه الثعلب وخرج وهو يغلي من تنكر ليث واحمد له فهو هرب من اجلهم وجمع المال وسافر الي ايطاليا واصبح من اهم رجال الاعمال والمافيا ايضا هناك ولن ييأس حتى يعيد ليث واولاده الي جناحه مرة اخري وتوعد بالتخلص من فوزيه وكارمن وكل مايتعلق برقيه وجمال، فهو يري فيهم السبب في خراب حياته السعيدة، لايري ان الرغبه والتوحش والانانيه اعمته وجعلته يقتل انفس بريئه ويطلق النار على طفله دون ان يأبه بسلامة ابنه الذي يحملها بين ذراعيه..
ماجد لنفسه: انا ماصدقت لقتيكم وقولت انت عاقل وعرفت تحافظ وتزود فلوسي لكن طلعت خايب ماشي ورا بت صايعه امها وابوها السبب في كل حاجه واضح ان الفساد في دم العيله دي كلهاااا.. وهو يخرج من الشركه وجد امرأه في غايه الجمال والامن يرفض ادخالها... سالي بغضب: انتو اتجنيتوا ولا ايه قولوا لليث سالي برااا هيدخلني انتو مش عارفين انا ابقي مين يا أغبيه.. رد رجل الامن ببرود: ليث بيه موصي بنفسه انك بذات متدخليش هنا..
سالي تحدث نفسها: ماشي ياليث انا تعمل فيه كل ده وعشان المفعوسه اللي اتجوزتها.. لمعت عين ماجد وشعر بأنه وجد الخيط في نهايه علاقه ليث و كارمن... ماجد بغرور: انتي مين؟ وعايزة ليث ليه؟ سالي بقرف: وانت مالك انت! ماجد بهدوء حاد: انا ابوة! سالي بشك: لا والله بس انا اللي اعرفه انه مالوش اب.. ماجد: انا كنت طول عمري في ايطاليا ونزلت عشان اجبله عروسه، بس للاسف اتجوز واحده ماتسواش..
سالي بفرحه: ايوة دي طفله مش هتقدر تسعده انا مش عارفه هي عامله في ايه تخليه مش شايف غيرها! ماجد بمكر: واضح ان دماغنا واحده! تسمحيلي اعزمك على الغدا ونتكلم اكتر عن الموضوع ده.. سالي: طبعاا انا ممكن اعمل اي حاجه بس ليث يكون ليا... ماجد بابتسامه وهو يمد يده لها: دييل، بس نشوف هنخلص ازاي من بنت رقيه ونبعدها عنه...
وضع ليث رأسه بين يديه وهو يشعر بصداع حاد وماضيه يمر انا عينيه... احمد ببطء: انا مش مصدق انه رجع! ليث بعنف: كان لازم اتخلص منه في وقتها، ده مش سهل وهيعمل اي حاجه عشان يوصل للي عايزة.. احمد بخوف: طيب والعمل، انا خايف على ماما و كارمن وصفاء... رفع ليث سماعه الهاتف يحدث صديقه المقرب... -الو يا معتز انا عايزك ضروري، لالا مش وقته سيب كل حاجه وتعالي المكتب انا مستنيك..
معتز بحيرة: طيب انتو كويسين كلكم طمني؟ -ايوة، بس تعالي.. -طيب مسفت السكه وهكون عندك.. اغلق الهاتف ونظر الي الحائط بحيرة ماذا سيقول لكارمن او فوزيه؟! ليث بجديه: ماتجبش سيرة لاي حد عن ظهورة لحد مااتصرف واتخلص منه ولازم نشدد الحراسه على القصر واتصل بالامن هناك ميدخلوش اي حد الا بأذني.. احمد بتوتر: حاضر.. نظر له ليث بحده: اجمد شويه في ايه! -الصراحه خايف كارمن تتغير من نحيتنا بسببه..
كان لدي ليث نفس الخوف ولكن قلبه يقنعه بأنها تحبه.. ليث لنفسه: حتى لو عايزة تسيبيني يا كارمن عمري ما هسيبك، انتي ملكي انا وبس، ان شاء الله احبس طول العمر... وصل معتز بسرعه: السلام عليكم، في ايه يابني وغوشتني... ليث يهدوء: اقعد الاول.. جلس معتز ونظر الي احمد المتوتر وشعر بالقلق.. ليث بملامح لايظهر منها ما بداخله: ماجد رجع انهارده... معتز بخضه: نعم، ازااي يعني ورجع فين!
-جه المكتب انهارده بس مش فاهم عايز ايه... معتز بتفكير: طيب وبعدين؟ -انا عايزك تشوفلي حد يراقبه وتعرف كل حاجه عنه، عايز اعرف راح فين بعد ماهرب وقاعد فين دلوقتي ومع مين، وانا هتتصرف معاه!. -حاضر في ظرف يومين وهجبلك كل حاجه عنه، احم اخبار العروسه ايه؟ ليث بهدوء: الحمدلله.. -مع اني زعلان اني اخر من يعلم بس الف مبروك نخلص بس من الحوار ده وهفضالك، بس بلاش تطفشها باسلوبك ده..
قرص على انفه باصبعين ونظر الي الاعلي كعادته عندما يحاول ان يهدأ.. ليث بحده: روح يامعتز، انا محدش يقدر يخرج عن طوعي.. كان معتز يقصد تلطيف الجو ولكنه شعر بتوتر الاجواء حوله فرحل حتى لا يفعل شئ يغضبه اكثر في هذه الاثناء.. معتز: مع السلامه.. ليث واحمد ردوا السلام، وانشغل تفكير كل منهم بما سيحدث لهم ولعائلتهم بعد هذا الظهور..
في قصر السوهاجي... صفاء وكارمن بذهول: نعمممم! فوزيه بفرحه: مفاجأه حلوه صح.. كارمن بسعاده بالغه: انتي بتتكلمي بجد يا ماما يعني كمان يومين فرحي.. -ايوة وانا كلمت اهلك في الصعيد وهيجوا كلهم قبلها بيوم... كارمن بتوتر: احيه وده ينفع بعد ماقلنا اننا متجوزين! فوزيه بابتسامه: انا فهمتهم انكم معملتوش فرح بسبب حاله وفاة عندنا وقررنا اننا نأجله وكله تمام متقلقيش..
صفاء بفرحه عميقه: مبرررروك يا كوكو، انا فرحانه اووووي، احنا كده ورانا حاجات كتيررر نعملها قبل اليومين دول.. فوزيه وهي تهدأ من حماستها: اهدي يابنتي انا ظبط كل حاجه مش فاضل غير ان العروسه تنقي فستان.. كارمن بسعاده بالغه وهي تعانق فوزيه: ربنا يخليكي ليا يا ماما، انا مش هلاقي حد احن عليا منك... شاركتهم صفاء العناق كعادتها و قررت اخبار والدتها بموضوع عادل... صفاء بتوتر: ماما في حاجه عايزة اقولها لحضرتك..
فوزيه بحاجب مرفوع باستغراب من توتر ابنتها: قولي يا حبيبتي... -اممم اصل انا جايلي عريس.. فوزيه بتساؤل: مين العريس ده؟ -ده عادل يا ماما.. فوزيه: عادل مين، انا مش فاكرة حد بالاسم ده.. كارمن تدخلت: عادل يا ماما الشاب المحترم ده اللي بيشتغل محاسب ومهانش عليه ابوة يتعب ونزل الشتغل هنا بداله.. فوويه بصدمه: عادل ابن كمال الجنايني؟!
صفاء وهي تكاد تبكي من الخوف: يا ماما ده كويس اوي وشكله بيحبني وبعدين هو بيشتغل في بنك واخوه دكتور وعيله طيبه جدا.. فوزيه: بصي يا بنتي الحكايه دي مش هيدي فيها عقاب نافع غير اخوكي.. -انا بس عايزة اخد رأيك يا ماما.. -انتي ليه موافقه عليه يا صفاء، انتي بيجيلك احسن من كده بكتير.. صفاء بعند: بس انا مش هحبهم.. -وده بتحبي؟! نظرت صفاء الي كارمن وردت بصراحه: ايوة يا ماما.. -ومن امتي الكلام ده ان شاء الله..
اسرعت كارمن بالرد: والله يا ماما ده الفترة اللي كان فيها هنا وهو اصلا كويس ومخدش حتى رقمها غير امبارح عشان جه يتقدم وليث كان مش هنا وهو المفروض هيجي انهارده... فوزيه باستسلام: اللي انتوا عايزينه اعملوا المهم اخوكي يوافق.. فرحت صفاء وقبلت والدتها: مش هتندمي يا ماما والله ده طيب اوي وبيحبني جدا.. فوزيه بابتسامه: ربنا يهنيكي يا بنتي ويجعله من نصيبك لو هيسعدك..
قبلت يد والدتها وكذلك كارمن واتجهت الفتاتان لغرفتيهما وكل منهم تحلم بيوم زفافها... اتصلت كارمن بليث فاخبرها بأنه يعمل لوقت متأخر وان تنام ولا تنتظره، حاولت النوم ولكن دون امل وما ان اغمضت عينها حتى سمعت باب غرفتهم يفتح.. دخل ليث وجدها مستيقظه على سريره... كارمن بحب: حمدالله على السلامه وحشتني.. هز ليث رأيه دون ان يرد فتعجبت كارمن من تغيره، اتجه ليث للاستحمام وتغير ملابسه..
دقت كارمن على باب الحمام: اجهز الاكل؟ -لا نامي يا كارمن انا كلت في المكتب... -ماشي.. اتجهت الي السرير بخيبه امل من جفاءه هذا وحاولت النوم، خرج ليث وهو يرتدي سروال البيجاما فقط واتجه نحوها لينام.. لم يحتضنها كما يفعل دائما بل نام على ظهره ووضع يداه تحت رأسه.. كارمن لنفسها: انا حاسه ان في حاجه؟! ياتري ماله! -احم انت كويس.. ليث وهو يحاول ان يتجاهلها ولايريدها ان تكتشف سره: ايوة..
سكتت فترة ثم عادت تسأل: بس انا حاسه ان في حاجه، قولي لو في حاجه مضيقاك.. ليث بضيق وصوت عالي نسبيا: نامي يا كارمن يعني لو في حاجه هقولك هو انا هخاف منك... حزنت كارمن من طريقه تحدثه معها وقررت العوده الي غرفتها حتى لاتزعجه اكثر.. ليث باستغراب: رايحه فين؟ -هنام في اوضتي عشان... قاطعها ليث عندما سحبها مرة اخري على السرير بغضب... -كام مرة اقولك المكان اللي انا في، انتي تبقي فيه!
ذهلت كارمن من رد فعله وغضبه المفاجئ... -انا كنت اقصد اسيبك بس عشان متغير.. ليث وهو يجز على اسنانه: وانتي مع اول تغيير تمشي وتسبيني! اسمعي يا كارمن، انا مش مهم عندي دلعتك قد ايه لكن الكلمه اللي اقولها وما تتنفذش هكسر دماغك عليها وهيكون عقابك عسير، انتي فاهمه...
قالها ليث وهو يهزها بعنف، نزلت دموع كارمن وهي تحرك رأسها بالموافقه، تركها ليث وهو يغلي من الغضب فأعطته ظهرها حتى تبكي فوجدت يده تعيدها على جانبها الاخر بعنف... -ماتدنيش ضهرك وانا موجود حتى لو هتنامي، احفري في دماغك انك ملكي انا وبس في كل حاجه وكل خطوة بتعمليها.. اغمضت كارمن عينيها واستسلمت لدموعها التي انهالت دون توقف من قسوته معها..
كارمن لنفسها: عمرك ما هتتغير هتفضل متوحش على طول، انا عملت ايه بس ياربي عشان الغضب ده كله... كان ليث يشعر باعصار داخله وكل مشاعره مضطربه ولكن طغي عليه الخوف من ان تتركه وترحل، الخوف الذي يغلبه بغضبه دائما فالغضب افضل من الخوف لديه...
نظر الي كارمن التي تحتضن نفسها كالاطفال وكأنها تحتمي منه ودموعها التي تنزل دون توقف وشعر بقلبه يتمزق وغضبه يشتعل من جديد ولكن على نفسه هذه المرة وقف فجأه فارتعش جسدها من الحركه المفاجأه واغمضت عينيها اكثر.. نظر لها وهو يغلق قبضته بشده واسنانه تكاد تنكسر وتوجه الي ركن الملاكمه يفرغ فيه كل طاقته وكل ماحدث اليوم..
بكت كارمن كثيرا الي ان جفت دموعها واصبح كل انش في جسدها يؤلمها وكأن صوت لكماته تخترق جسدها هي! تغلب عليها التعب والحسره فنامت كما هي حتى تهرب مما يحدث حولها..
كان ليث يتصبب عرقا واستمر في الملاكمه حتى شعر بالم كبير في يداه، كان يتنفس بصعوبه من شده المجهود الذي قام به حتى ان قدماه قد خارت قواها، اتجه ببطء نحو سريره ليستلقي عليه ويلتقط انفاسه، نظر الي صغيرته وعيناها المنتفختان حتى في نومها ووجهها الاحمر و المبلل من البكاء... مسح وجهها باطراف اصابعه وهو يشعر بالم يخترق كل صدره، وضع الغطاء عليهم ونام على جانبه ينظر اليها ويفكر في ماجد وموقف كارمن من ظهوره..
ليث لنفسه: مش هقدر اعيش غير بيكي، عارف انا اناني بس مش هسمحلك انك تتخلي عني في يوم ابداا، حتى لو خفيتك من عيون الناس كلها... نام ليث بعد صراع طويل مع الواقع، هاجمه الواقع حتى في الاحلام، فكلما اغمض عينه يري انها تتركه وتذهب ويري ابيه يأخذها منه... استيقظ ليث هذا الصباح فوجد نفسه يحتضنها وكأنه غطاءها وقدمه فوق قدماها ويده حول خصرها ورأسه تسند على رأسها...
لم يستطع مقاومتها فهي حبيبته رغما عن كل شئ، قبل رقبتها برقه واذنها وضمها اليه اكثر وهو يحرك يده على خصرها، شعرت كارمن به فتأوهت رغما عنها فعدلها ليث وخطف انفاسها في قبله طويله تعكس مافي داخله، حاولت كارمن مقاومته فضغطت على صدره بشده فامسك كلتا يداها ووضعها فوق رأسها، ارادت التنفس ولكنه كان يعاقبها بقبلته...
ابتعد بعد فترة ليأخذ كلاهما نفس عميق عاود ليث يوزع قبلاته على وجهها ورقبتها ولكنها هزت رأسها ليبتعد عنها.. فامسك بوجهها بقسوة واجبرها على النظر في عينيه السوداء الغاضبه، فالنساء دائما ترتمي عليه الا حبيبته تعامله وكأنه يكويها بقبلاته.. كارمن: لو سمحت ابعد عني.. ليث بحده وهدوء: انا اللي اقرر ابعد ولا اقرب وانا لو عايزك مش هتقدري تمنعي نفسك عني.. كارمن بغضب: انا مش عايزه يبقي غصب عني!.
قبلها ليث بعنف وغرز اسنانه في شفتها فنزل منها دم خفيف.. ابتعد عنها بلا مبالاه وقال: مش متعود اغصب واحده كله بيبقي بمزاجهم وانا لو قربت منك دلوقتي هيبقي بمزاجك بردو مش غصب عنك.. كلامه اشعل الغيرة بداخلها فدفعته بكل قوتها ووقفت تنظر اليه وهو مبتسم بمكر يعلم جيدا انه قلب كيانها بكلامه.. كارمن بغضب: مش عايزة اتكلم معاك اصلا، انا مش عايزه اعرفك اساسا..
كانت دموع الغضب تتساقط، فذهبت بسرعه الي غرفه صفاء لتختبئ منه وتخرج كل مشاعرها...