رواية عشق الليث للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي عشر
ما ان فتحت الباب حتى تقدم ليث منها غاضبا ساحبا لها في الداخل واغلق الباب بالمفتاح! كارمن بخضه: حصل ايه؟ -حصل انك نسياني ياهانم انا من ساعة مادخت البيت ده مشفتكيش! انا مبحبش كده، انا رقم 1 عند مراتي انتي فاهمه... اخذت نفس عميق وحاولت الا تضحك على افعاله.. -بس انا مشفتهمش بقالي اسبوع وبعدين انا كنت معاك علطول عادي يعني.. - عاااادي! نظر لها وبدأ يقترب منها وهي تبتعد حتى التصقت بالحائط...
-قولي سبب واحد دلوقتي يخليني مااعاقبكيش على كلامك السخيف ده.. -اممم عشان ماما بره واكيد هتزعل لو عيط؟! ضحك ليث و سند برأسه على رأسها: مش عارف اعمل معاكي ايه بجد... ابتسمت كارمن بخجل: ما انا كمان مش عارفه اعمل معاك ايه؟ احتضنها ووضع رأسها على صدره وقال بصوت خافت: خليكي جمبي كده وبس، هو ده اللي انا محتاجه...
رفعت كارمن عينيها لتنظر في عينيه المشعه بالحب لها فوقفت على اطراف اصابعها وطبعت قبله خفيفه على وجنته، ارادت التملص منه كعادتها والابتعاد، ولكنه افشل محاولتها وخطفها في قبله عميقه انستهم الحياة حولهم، لم يكتفي ليث بهذه القبله فداخله يريد المزيد والمزيد ولن يكتفي حتى يمتلكها بالكامل وتصبح له، ترك شفتيها وبدأ يقبل رقبتها الناعمه..
كانت كارمن متقطعه الانفاس متمسكا بليث وكأنه حبل النجاة، كانت ملتصقه بالجدار خلفها وبليث امامها، بدأ ليث بفك ازار فستانها ملتهما اي مكان يظهر منها بشفتيه المتعطشه لها، ضغطت بيديها على كتفي ليث وشعرت باقدامها تنهار من تحتها.. كارمن بصوت متقطع: احنا في المكتب، حد هيشفنا..
رفع ليث رأسها ينظر للحاله التي جعلها هو فيها شفتاها المنتفختان ووجهها ورقبتها الحمراء، حاول كبح نفسه عنها، اغمض عينيه وابتعد عنها قليلا، عدلت كارمن ملابسها بسرعه.. ليث بصوت مبحوح: انا هسيبك دلوقتي، بس المرة الجايه مفيش حد هيمنعني عنك.. امسك بذقنها لينظر في عينيها بحثا عن اي خوف منه او رفض.. -ماشي يا كارمن...
اخفضت عينها بخجل فوصل الي ما اراده، قبل رأسها ببطئ ثم يداها واتجه الي مكتبه ليستكمل اعماله، فتحت كارمن الباب لتخرج سريعا ولكنه اوقفها مرة اخري.. -كارمن.. -اممم نعم.. -من هنا ورايح طول ماانا في البيت المكان اللي انا فيه انتي تكوني فيه، مفهوم.. هزت رأسها: مفهوم.. - قلت قبل كده بكره ردك اللي بكلمه واحده بس، انا اسمي ليث.. -انا اسفه اصل انا بنسي، ياليث..
ليث بتهكم: بتنسي! طيب عتبري ان ده الانذار الاخيرفي الموضوع ده، و مش عايز انه يتكرر تاني... كارمن بانزعاج لنفسها: هيفضل كده علطول متحكم في كل حاجه مش... -لو عايزة تقولي حاجه عالي صوتك! كارمن بابتسامه مجبرة: مبقولش، عن اذنك.. -اتفضلي... ما ان خرجت حتى ابتسلم ليث على عناد قطته الصغيرة، صفاء بتوتر: مش هعرف اقعد اكتر من كده، ابيه رجع، و انت عارف ابيه صعب اوي..
عادل بحزن: طيب، هتوحشيني جدااا، وبعدين انا عايز اقولك على خبر وحش شويه.. -ايه حصل حاجه؟طمني بسرعه؟! -يابنتي اهدي اديني فرصه اتكلم.. -اهووه، ووضعت يدها على فمها.. ابتسم عادل وهز رأسه على عفويتها.. -انا اجازتي هتخلص بكرة خلاص وابويا هيرجع مكاني تاني... صفاء بصدمه: بجددد طيب وانا، كادت صفاء ان تبكي فامسك عادل بيدها..
-متقلقيش ياصفاء انتي عارفه انا بحبك قد ايه وعمري ماهسيبك، ومتخافيش هاجي لابويا اول ماافضي اعدي عليه هنا واشوفك بردو... صفاء بدموع: ماشي اصلي اتعودت عليك.. -مش اكتر مني بس كده احسن وقريب جداا انا هتقدملك بس خايف من اخوكي يرفضني..
اسرعت صفاء: الموضوع ده مفارقنيش وخايفه جدا بس عندي ثقه في اخويا هو عمره مافكر كده ابداا، هو ممكن يكون مغرور وبيحب مركزه بس عارف ان كلنا ولاد 9 وانا ميهمنيش فلوس الدنيا كلها من غيرك.. وضع يده ع وجهها و نظر في عينيها بحب.. -بحببببك.. وضعت يدها على يده... -وانا كمان بحبببك... تاه كلاهما في عين الاخر حتى قاطعتهم كارمن... -احم احم نحن هناااا... ابتعد كلاهما عن الاخر ضفاء بخصه: اخص عليكي خضتيني...
-هممممم لا ماليش حق معلش.. -بس يا امضه انجري قدامي.. ذهبت الفتاتان وصعدا الي غرفه صفاء التي ما ان اغلقت الباب حتى انهالت عليها كارمن بالاسئله.. -اعترفي بكل حاجه؟ بسرعه اللي شفته ده حب صح؟ انا اخر مرة سيبتك كنتي بتكرهي ومش طيقااه! وهتعملوا ايه دلوقتي؟! اطلقت صفاء صافرة وقالت: بسسسسسس وقت مستقطع، ايه ياكارمن اديني فرصه ارد... -ههههههههههههه ماشي ماشي بس بسرعه -تعالي اقعدي وانا هحكيلك على كل حاجه...
وبعد ان قصت عليها كل شئ... -يابت الايه يالظينه كل ده في شهر والنعمه انتي اجدع مني انا كنت بشوف اخوكي بلف وارجع تاني.. -ههههههههههههه عيب عليك ده انا صوفي، بس تفتكري أبيه هيرضي.. كارمن بحب: ان شاء الله، صحيح ليث صعب جدا بس هو من جواا طيب جدا جدا بس مش بيعرف يعبر عن اللي جوا... -تيرررراااررررارررررااا، يخربيتك حوشي القلوب اللي بتوقع منك... كارمن بانزعاج: تصدقي انتي كلبه اصلا وانا مش هعبرك تاني..
صوفي بضحك: خلااص خلاص بس يعني مكنتش اعرف انك واقع في ابيه اوي كده... كارمن بخجل: انا واقعه من زمان اصلاا بس انتي اللي هبله... -بتهزري صح!كارمن انتي عايزة تفهميني انك كنتي بتحبي ابيه من الاول! -ايووة، طول عمري وانا بحبه، هو اكتر حد اهتم بيه وخاف عليه، حتى لو اسلوبه عنيف بس في حنان فظيع كان بيحسسني اني ملكت الدنيا..
امسكت صفاء بيدها: كارمن انتي بجد احسن واحده شوفتها في حياتي واتمني ان ابيه يقدر يسعدك بجد واوعديني انه لو عملك اي حاجه تقوليلي وانا هساعدك ماااشي... كارمن بابتسامه: ماشي.. فجأه تركت صفاء يدها وقالت بانزعاج: بس ده ميمنعش يا هانم اني مقموصه منك، ازاي تحبي حد كل ده ومتقوليش لاختك، ده انا كنت مهريه روايات ياشيخه، ومحتاجه اي حاجه عملي... -ههههههههههه ابو دماغك ياشيخه... دق الباب ودخل احمد الي الفتاتان...
احمد بسعادة بالغه: قوموااا بسررعه كل واحده فيكم تديني بوسه وتقولي قد ايه انا فظيع قد ايه انا كيوت... قاطعته صفاء: اييييييه المقدمه البشعه دي، عايز ايه يااحمد دلوقتي.. -احمد بيه ياكلبه... -احمد حبيبي لو مش عايزني اغلط فيك انجز بسرعه اخرج احمد 3 تذاكر: الرحله بعد بكرة، وادي 3 تذاكر بتوعناا كارمن بخوف وتوتر: لا انا مش هروح... اختفت ابتسامه احمد: نعم ياختي بعد الشحططه دي كلهاا والنعمه اقتلكم..
صفاء: يابنتي مالك بس في ايه؟ كارمن بتوتر: اصل ليث هيطربقها على دماغي لو عرف وانا خايفه اوووي الصراحه.. احمد بهدوء: ياستي متخافيش اصلا ابيه مسافر بكرة وهيقعد هناك 5 ايام يعني هنروح ونيجي قبل ماهو يرجع، هيعرف منين بس... -لا بردو ياجماعه انا مش حابه اني اعمل كده، حاسه اني بخدعه كده... صفاء بسرعه: لا ابوس ايدك مش بعد كل ده تعملي فيه كده! انت جايه تتوبي دلوقتي!
كارمن باستسلام: طيب ربنا يستر بقااا، في المساااء اخذت كارمن حمام دافئ وارتدت شورت وطوب اسود واتجهت للنوم وهي تفكر في ليث والرحله وماسيحدث! كاد النوم ان يأخذها عندما فتح ليث الباب بعنف، اعتدلت بخصه ووضعت يدها على صدرها... -خضتني؟! في ايه؟ ليث بغضب يرفع رأسه ويضغط على انفه في محاوله للسيطرة على نفسه، نظر لها وقال.. -ممكن اعرف بتعملي ايه؟ كارمن بخوفة: انا نايمه!او كنت هنام قبل ماحضرتك تدخل...
اتجه ليث نحوها دون اي كلمه فقط نظرته الغاضبه... امسك يدها بقسوة واخرجها من سريرها ومن كل الغرفه متجها الي غرفته، اغلق الباب بعنف ودفعها لتجلس على سريرة... كارمن لنفسها: عرف!هو كده عرف وهيقتلني دلوقتي، الله يخربيت شورتك ياصفاء..
فاقت على صوت ليث: انتي مصرة تستفزيني لابعد الحدود صح! انا قلتلك الصبح المكان اللي اكون فيه تكوني فيه، يعني اعملي حسابك مفيش حاجه اسمها اوضتك، عمرك شوفتي اتنين متجوزين بيناموا في اوض مختلفه! كارمن بخوف وصوت متقطع: انا اسفه!محدش قالي حاجه! خبط الحائط بيده من شده الغيظ وقال: هي دي كمان عايزة حد يقولهالك، ايه ما بتفهميش لوحدك... بكت كارمن ووضعت يدها على رأسها من شده الخوف، لماذا هو ثائر هكذا؟!
اعطاها ليث ظهره واراد ان يهدء من نفسه، فقد رأي الخوف مرسوما على ملامحها، نظر حوله لا يعرف ماذا يفعل، وجد مكان تدريب الملاكمه الخاص به فبدأ في خلع بدلته، نظرت له كارمن بخضه، لماذا يخلع ملابسه؟! كلرمن لنفسها: احييه هيعمل ايه ده ان شاء الله، والله ياليث لو قربتلي لاصوت والم الناس هااه..
كان ليث في عالم اخر، بدأ يلكم ويفرغ طاقته فهي ملاذه للتخلص من الغضب بداخله، ظل ليث يلكم كثيرا والعرق ينصب منه، سمعت هاتفه يرن ولكنه لم يعره اي انتباه، اقتربت منه وهي تنادي -ليث.. -لييييييث... -يا ليث انت لسه مخاصمني.. حاولت لمسه من الخلف لتلفت انتباهه فكاد ان يضربها، فقد نسي ليث انها موجوده من الاساس، خافت كارمن وظنت انه سيضربها لانه غاضب منه وبدأت في البكاء واضعه يدها على رأسيها لتحتمي منه...
وجدها ليث تبكي بشده وصوت بكائها كان يمزق داخله، اقترب منها وامسك بيديها يبعدها عن وجهها نظرت له كارمن بلوم وعتاب بينما يمسح هو دموعها بحنان.. كارمن لنفسها: ليه بتعمل فيه كده! بتخوفني منك وفي لحظه بعدها تحسسني ان محدش بيحبني قدك..
كان الحديث واضح في عينيها الدامعتان، فقبل ليث رأسها وحملها ليجلس على سريره و يهزها بين ذراعيه، طوقت كارمن ليث بحضن كبير تخرج فيه كل مابداخلها ويستمر هو في تمليس شعرها والتربيت على ظهرها حتى هدأت تمام.. نظرت له كارمن بحزن فقبل كلتا يداها وقال... -متزعليش مني، انتي عارفه انتي ايه بالنسبه ليه..
رد كارمن بعناد طفولي: لا انا معرفش.. ابتسم لها ليث ونظر بشغف في عينيها: لا انتي عارفه وعصبيتي دي كلها سببها اني عايزك تكوني ليا وتحسي بيا، انا... نظرت له بترقب: انت ايه؟! -انا بحبك، مستحيل متكونيش حاسه كل اللي بيحصلي ده من بعدك عني، ومن يوم ما خالتي رجعت بيكي وكنتي صغيرة حسيت اني مسئول عنك وعن حمايتك وانا عارف اني فشلت في كده.. -لا انت عمرك ماقصرت معايا وطول عمري بحس بامان وانت جنبي وبس..
-ماتحاوليش تخففي عني، انا مش عبيط وعارف اني قصرت.. وضعت يدها على فمه: بس خلاص انسي كل حاجه انا ميهمنيش غير دلوقتي وانت معايا... -مش عارف عملت ايه في حياتي عشان ربنا يكافئني بيكي، انا اناني يا كارمن انا استغليت اللي حصل ده عشان اوصل لهدفي اللي هو انتي... كارمن بحب و خجل: هدف كنت مستنياه من زمان.. -يعني انتي كمان بت... قاطعته كارمن بصوت خافت: بحبك والله...
امسك وجهها بين يديه ينظر بعشق لعينيها الزرقاء كالسماء ليغيب معها في كلام العيون والحب، كلام لايفهمه سواهم.. وضعها على السرير ونام بجوارها، امسك ليث يدها يقبلها ثم رأسها وقال... -من يوم ماشفتك وانتي ملكي ومش هتقدري تبعدي عني حتى لو عايزة، انا بحذرك حتى وانا عارف ان التحذير ده مش هيأثر انتي ملكي خلااص..
خطف ليث انفاسها بقبله حارة توعد بالكثير والكثير يصب فيها كل مشاعره، ضمته كارمن لها بشده تبادله القبله والمشاهر ليغيبا معا في عالم الحب والهيام، ليصبح الاثنان واحد، ضد عالم ملئ بالغدر والخداع...
رواية عشق الليث للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني عشر
استيقظت كارمن هذا الصباح لتجد نفسها على صدر ليث العاري شعرت بصدمه ثم تذكرت ما حدث بينهم وشعرت بخجل شديد ابتعدت قليلا حتى لا توقظه ويراها لاترتدي سوي الغطاء عليهم، وجدت قميص له بجوار السرير حاولت التقاطه دون ان تعري نفسها، ما ان لمسته حتى سحبها ليث بين احضانه مرة اخري... نظر ليث الي وجنتها الحمراء وشفتاها الكرزيتان، وشعر بفخر داخله بانها ملكه هو فقط... ليث بصوت محشرج: صباح الورد...
كارمن بخجل وانفاس متقطعه: صبااح النور.. -رايحه فين؟ هي الساعه كام دلوقتي؟ كاىمن بتوتر: كنت عايزة ادخل الحمام، ومش عارفه الساعه كام بس الشمس لسه طالعه من شويه... ابتسم ليث بمكر: طيب قومي روحي يلا وشوفي الساعه جنبك.. ارادت كارمن القيام بالغطاء وسحبه حولها ولكنها توقفت بسرعه عندما انكشف الغطاء عن ليث العاري تماما، اعادت الغطاء بسرعه وبخضه...
اصبحت كالمجنونه لاتعلم ماذا تفعل من خجلهاا وقد زاد عليه الضحكه المدويه التي اطلقها ليث.. اشفق ليث عليها وسحب الغطاء عليه وعليها وسحبها بين ذراعيه... -اهدي في ايه، بالرغم اني بحب خدودك الحمرا دي بس انا لازم اعرف الساعه كام، لاني مسافر انهارده كام يوم كده تبع الشغل... كارمن بتوتر وقد تذكرت ماستفعله مع احمد وصفاء ابعدت نظرها عنه وقالت.. -احضرلك الشنطه.. -مفيش داعي ارتاحي انتي انهارده وانا هظبطها...
-ولا تعب ولا حاجه بالعكس انا بتبسط لما اعملك حاجه.. قبل انفها وشفتيها مرة ومال عليها ومد يديه واحضر لها قميصه لتلبسه.. -طيب انا هرفق بيكي عشان مستعجل بس، هاخد شور بسرعه ومتنزليش من الاوضه لحد مااطلع.. كارمن بخجل وهي تحاول ارتداء القميص تحت الغطاء.. -حاضر... دخل ليث ليستحم بينما جهزت كارمن حقيبته، وهي تفكر في الرحله وعواقبها وردت فعل ليث اذا اكتشف امرهاا..
خرج ليث بالمنشفه حول خصره والاخري ينشف بها رأسه.. -عايزاني اجبلك ايه ياكارمن.. -مش عارفه ايه ممكن تشتريه من باريس الصراحه.. كان ليث يرتدي ملابسه ولكن استوقفه كلامها، كيف عرفت انه ذاهب لفرنساا؟! التفت ليث ينظر اليها بشك واستغراب: وانتي عرفتي ازاي اني رايح باريس؟ كارمن بتوتر وهي تحاول ابعاد عيونها التي لاتستطيع الكذب امامه... -هاااه اصل انت علطول بتروح هناك يعني او تلاقي انت قولتلي..
-لا انا اول مرة اروح هناك ومتأكد اني مقولتش لاي حد اني رايح اصلا غير عندي ف الشركه.. -الله في ايه يا ليث عادي يعني، يمكن بخمن.. -كارمن انتي مخبيه عني حاجه؟! -هاه ليه بتقول كده، لا طبعا اقترب منها ليث وامسك يدها بشئ من القسوة وجعلها تنظر اليه وقال بحده. -كويس عشان لو اكتشفت انك مخبيه عني اي حاجه ولو صغيرة، تصرفي مش هيعجبك، اتفقناا..
هزرت رأسها بالموافقه بعنف، سحبت يديها واتجهت ترتدي الشورت والطوب الخاص بها وارادت الهروب الي غرفتها سريعا، ليوقفها ليث بصوته الغاضب مرة اخري.. -رايحه فين بالشكل ده، انتي اتهبلتي؟! -ايه هروح اوضتي اغيرر.. -انتي ناسيه ان في راجل في البيت غيري ولا ايه.. ردت كارمن بعفويه: راجل مين؟ رد بعنف: احمد طبعا ردت باستغراب: ماله احمد!
ليث بعصبيه: كارمن لو سمحتي اسكتي خالص، لانك بجد بتنرفزيني، انتي ازاي تخرجي من الاوضه كده وهو ممكن يشوفك احمد مش صغير ده كبير واكبر منك ياهانم، ياريت يكون في كنترول شويه على تصرفاتك.. كارمن بتوتر: انا اسفه مخدتش بالي، اصل احمد ابن خالتي يعني زي اخويا رد بغضب: طيب مانا ابن خالتك وجوزك يعني مش اساسي يبقي اخوكي، انا عارف احمد اخويا واخوكي وكل حاجه بس انا محبش حد يشوف مراتي كده غيري، تمام؟
-حااضر ياليث هاخد بالي بعد كده -ياريت متنسيش، البسي القميص بتاعي فوقيكي وانا هعدي قدامك اطمن في حد ولا لا.. -ههههههههههههه ههههههههه حاضر.. نظر لها بغضب: اتفضلي يا مستفزه... ذهبت كارمن بسرعه الي غرفتها حتى تغير ملابسها وتلحق بليث... نزل ليث فوجد والدته مستيقظه وجالسه على طاوله الطعام.. ليث يقبل يد امه بحنان: صباح الخير ياامي، عامله ايه انهارده؟ فوزيه بابتسامه رضا: الحمدلله بخير... -اومال فين صفاء واحمد..
-صفاء بتجهز عشان الكليه و احمد طلع يجيب تلفونه وراجع.. -طيب انا مسافر كام يوم وهرجع بسرعه ان شاء الله، خدي بالك من نفسك و من كارمن وصفاء وانا هوصي احمد يركز مع الشغل.. -طيب يابني تروح وترجع بالسلامه، احم انا كنت عايزة اكلمك في موضوعك انت وكارمن.. ليث وقد جذبت انتباهه: اتفضلي يامي، هي كارمن اشتكت ليكي من حاجه؟ -لا لا خالص، انا اقصد يعني كتبتوا الكتاب ؛ والفرح مش ناوي تعمله..
-والله انا مش فاضي اليومين دول بس انتي عندك حق اكيد هي هتبقي عايزة فرح.. -طبعا، مفيش بنت مش عايزة فرح وفستان ده حتى الدبله مجبنهاش للبت.. -متقلقيش موضوع الدبل ده في بالي، انا كنت مستني اخلص من موضوع اهلها دول.. فوزيه بحزم: خلاص انا على الاسبوع الجاي هجهز كل حاجه ونعملها مفاحأه وشوف لو عايز تشتري حاجه برا تعيشوا لوحدكم يعني.. رد ليث بسرعه وهدوء: لا طبعا احنا هنفضل هناا..
-بس اسأل كارمن يمكن تفضل تعيش لوحدها.. -مش هسأل لاني متأكد انها هترفض ده اولا، ثانيا انا مش هبعد واسيبكم ياامي... ابتسمت فوزيه: طيب اسألها على الاقل عشان ارتاح يابني.. -ماشي ان شاء الله.. نزلت صفاء وكارمن التي جهزت للجامعه كما اخبرتها صفاء بعد ان وصلت الي غرفتها في الصباح.. نظر لها ليث ولفستانها الاكثر من رائع والذي يبرز جمالها... -انتي رايحه فين؟
-نازله الجامعه، انا كنت ناسيه خالص ان بقالي اسبوع غايبه بس صفاء كلمتني اجهز الصبح.. -ودي هدوم تروحي بيها الجامعه! نظرت الي ملابسها وقالت ياستغراب: ايه وحش الفستان ده جميل جدا.. ردت صفاء بسرعه: ايوة ومخليها زي القمر، انت مش عاجبك ولا ايه ده زوقي يا ابيه.. تجاهلها ليث واستكمل حديثه لكارمن: اطلعي غيري مش حلو عليكي.. كارمن بحزن: طيب حاضر هغيروا واجي.. صفاء بينما تصعد كارمن: ليه يا ابيه ده فستان حلو اوي..
ليث بضيق: عارف انه حلو بس مش لايق عليها.. انزعجت كارمن التي سمعت هذه الكلمات وشعرت بحزن وكادت ان تبكي لذلك... كارمن لنفسها: انتي هبله هتعيطي عشان ايه، ان شاء الله ماعجبه اصلا، مش لايق عليا! لو مش عجباه يروح يتجوز غيري، انا غلطانه اصلاا اني بهتم بمظهري عشانه وهروح الرحله وهتبسط كمان هااه، انا مش طايقاه اصلا...
اوصل ليث كارمن وصفاء للجامعه وازعجه كثيرا ان كارمن كانت تتجاهله طوال الطريق ولم تنظر له حتى.. ليث لنفسه: ماشي ياكارمن، هتجننيني معاكي، في الجامعه... صفاء بفرحه مش قادرة اصدق هنطلع الرحله خلاااااص.. كارمن بملل: ااه.. -مالك يابت في ايه؟ماتظبطي كده، دي منظر واحده مبسوطه وهتطلع رحله.. -عايزاني اعمل ايه يعني، ارقصلك في الكليه، سيبيني في حالي هلاقيها منك ولا من اخوكي..
-ايه ده بقاا انتي زعلانه من ابيه ولا ايه.. كارمن بلا مبالاه: عادي مش هتفرق المهم هنعمل ايه بكرة.. -والله احمد بيقول هنسافر انهاردة ونرجع بعد يومين... كارمن بتوتر: طيب وافرضي ماما قالتله يافالحه... منقلقيش انا سايبه احمد يقنعها في البيت، في منزل السوهاجي... فوزيه بخضه: يانهار اسووود لا طبعا ده اخوك هيخليها رحله سوده عليكم كلكم.. احمد: يا ماما ياحبيبتي وهو هيعرف منين بس..
فوزيه بغضب: ومن امتي يااستاذ حاجه بتخفي على اخوك! احمد بانزعاج: عشان خاطري بقاا ياماما دي كارمن هتموت وتطلع هي وصفاء وبعدين انا اخوهم، معقوله مش مأمنه عليهم معايا.. فوزيه باستسللم: انت حر انت وهما بقاا بس لو عرف انا ماليش دعوه..
احمد بفرح: ربنا يخليكي لينا يارب، انا كل اللي عايزة لو كلمك متقوليش احنا فين بس كده واتأكدي اننا هنرجع هنا قبل ما ابيه يرجع، في المساء جهز الثلاثه للرحله وقبلوا فوزيه وانطلقوا في طريقهم، ووصلوا بعد ساعات قليله واتجه احمد الي غرفته في الفندق و صفاء وكارمن الي غرفتهم، نامت صفاء تحلم بما ستفعله صباحا مع اصدقاءها وكارمن...
بينما نامت كارمن وكل ماشغلها هو ليث وكيف تجرأت بان تخدعه هكذا وماذا سيفعل اذا كشف امرها..
وصل ليث الي فرنسا في الصباح الباكر، مر اليوم الاول بعد مقابلات عديده مع الشركه المستضيفه له... اما بالنسبه لكارمن فكانت ملازمه لغرفتها لا ترغب في القيام باي شئ وكادت صفاء ان تقطع شعرها منها.. صفاء بغضب: لا بجد كده كتير الصبح قولتي تعبانه ومنزلتيش البحر او الغدا وفضلتي حابسه نفسك في الاوضه لكن دلوقتي مش هسيبك غير وانتي معانا في السفاري دي... كارمن بزهق: اوووف ياصفاء سيبيني بقااا انا تعبانه..
-لا ياكارمن لا، يلا قدامي بقااا... -طيب يازفته هلبس واحصلك... -هييييييييه يلا هستناكي في اللوبي تحت متتأخريش...
نرجع الي باريس وليث... كان يستعد للنوم وتفكيره الشاغل هو كارمن وكان يقكر بصوت عالي لنفسه: ياتري عرفتي ازاي ياكارمن اني جاي هنا وليه اتوترتي اوي كده، في سر مخبياه عني بس انا هعرفه ومش هسيبك يا كارمن.. قرر الاتصال بها والسؤال عليها ولكن هاتفها مغلق، رمي بهاتفه بعيدا بغضب.. -اهدي اكيد نايمه، بس دي معبرتنيش من ساعه ماسافرت للدرجه دي انا مش فارق معاها، ماااشي ياكارمن انا هربيكي...
اراد النوم ولكن قلبه غلب عقله وامسك هاتفه مره اخري يتصل على والدته.. ردت فوزيه بنعاس: الو -الو ياامي انا صحيتك ولا ايه معلش.. -لا ياحبيبي انا كنت هكلمك من بدري بس كنت خايفه تبقي الدنيا ليل انا معرفش فرق التوقيت هناك.. -انتي تتصلي في اي وقت يا ماما وبعدين التوقيت واحد زي مصر بالظبط... -طيب ياحبيبي المهم انت كويس.. -اه يا ماما وانتو وكارمن اخباركم ايه.. فوزيه بتوتر وصوت خافض: كويسين كلنا ومستنينك..
في شرم الشيخ... وقفت كارمن ف اللوبي تنتظر صفاء التي صعدت تنادي احمد، فجأه جاء محمد من ورائها.. محمد: ازيك ياانسه كارمن.. -الحمدلله وانت؟ -انا تمام الحمدلله وحشتينا والله الفتره اللي فاتت.. كارمن باحراج فهي تعلم برغبته في الزواج منها وتتعجب من وقوفه معها الان... -احم شكرا.. -كنتي فين صحيح.. -مفيش ظروف عادي... -طيب هو انا ممكن اسألك سؤال...
قاطعهم وصول صفاء واحمد وباقي الطلاب وذهب الجميع الي الاتوبيس للقيام بالسفاري... عندما همت كارمن بصعود الباص رن هاتفها، رأت اسم ليث يضئ على الشاشه فكادت ان تصاب بسكته قلبيه، نزلت بسرعه واتجهت بعيدا عن الباص لترد عليه... ليث بغضب: الوو مش بتردي ليه وتلفونك علطول مقفول.. كارمن بخوف: مفيش انا كنت هنام اهوه وبعدين تلاقيها الشبكه...
ليث بعنف: ومااتصلتيش ليه بيه لو زي مابتقولي شبكه يعني على الاقل اطمني عليه... كارمن بسرعه: مانا اطمنت من احمد.. -انا مالي ومال احمد انا انتي متجوزه احمد ولا اناا.. -معلش انا اسفه مكنتش اقصد وبعدين كنت مشغوله شويه مع صفاء.. -ماشي ياكارمن.. ارتفع صوت محمد الذي تعجب من تأخرها عن الباص مناديا لهاا... -يلااا يا كارمن الباص هيمشي..
اغلقت الهاتف سريعاا ولكن بعد فوات الاوان فقد سمع ليث، كاد ان يفقد عقله! ليث لنفسه: ايه ده! بتضحكي عليه ياكارمن طيب انا هخلي ليلتك وحياتك كلها سوده، مش ليث السوهاجي اللي واحده تلعب بيه... حاول الاتصال بها مرارا وتكرارا ولكن هاتفها مغلق، فعزم على العودة في الحال الي مصر لمعرفه ماذا يحدث من ورائه... ارتدي ملابسه بسرعه وجمع اشيائه واتصل بعملاءه يعلن عن حدوث امر طارئ وانه سيعود الي مصر ويعتذر لهم...
رواية عشق الليث للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر
ما ان فتح باب غرفته بالفندق حتى صعق لما راه! سالي بدلال وابتسامه ماكرة: حبيبي وحشتني اووي.. ليث بصدمه: انتي بتعملي ايه هنا؟! دخلت سالي الغرفه واغلقت الباب وكانت ترتدي فستان يظهر من جسدها اكثر مما يخفيه وبالطبع ميك اب كامل يغطي ملامحها الخبيثه ونظرت له بشوق وغنج بعد ان جالت في الغرفه تتأكد بانه بمفرده: -اممم ظلمتك افتكرتك جاي تقضي شهر العسل هناا مع المحروسه، كده بردو تتجوز ومتعزمنيش.
نظر لها ليث بغضب: واعزمك ليه ان شاء الله انتي اتجنيتي.. نظرت له بغضب: اتجنيت ايوووه وانت السبب انت عارف انت بحبك وروحت واتجوزت عيله متسواش... صفعها ليث بغضب: اللي متسواش دي تبقي مراتي مش واحده رخيصه زيك وبلاش اسطوانه بحبك دي عشان بقت بايخه اوووي انتي اللي زيك عايز فلوس وبس، واوعي اشوفك في اي مكان تاني.. ضحكت بخبث: هههههههههههههه رخيصه مااشي مقبوله منك، بس بردو مش هسيبك...
دفعها ليث بعنف: اقسم بالله لو شفت وشك العمر ده تاني في اي مكان همحيكي من على وش الارض، انتي فاهمه... خافت سالي منه وقالت: ماشي، بس انا بحبك والله انت مش حاسس بيه ليه... -ياستي غوري بقا انا مش فايق ليكي ولقرفك.. ابتعد عنها وخرج متجها الي المطار ليسأل عن اول طائره متجهه الي مصر..
اما في شم الشيخ... نظرت كارمن بغضب الي محمد: ياشيخ ابعد عني بقا انت مالك انت.. ذهل من ردها، بينما صعدت كارمن الي صفاء واحمد، وقصت عليهم ماحدث.. صفاء بخوف: يانهار اسود وسمع... -مش عارفه انا قفلت التلفون بسرعه خالص... احمد بتوتر: اهدوا بقا انا هتصرف.. اخرج هاتفه يحاول الاتصال به ولكن ليث تجاهله... احمد بقلق: مش بيرد عليه... كارمن بخوف: يلا نرجع ياجماعه انا مش مطمنه...
احمد بموافقه: بكرة الصبح ان شاء الله هنرجع... ظل الثلاثه يفكرون ولم يناموا حتى طلوع الشمس وكلا منهم يجمع اشيائه للعوده الي المنزل قبل ان يكتشف ليث امرهم...
وصل ليث الي المنزل الثالثه صباحاا، وجد الجميع نائم، اتجه الي غرفه كارمن وجدها فارغه فغضب وحاو تهدءه نفسه.. ليث بغضب وتوعد: يمكن في اوضتي، ولا معقوله برااا لحد دلوقتي، مش هسامح ابدا يا كارمن... دخل الي غرفته وجدها فارغه واتجه الي غرفه صفاء ولم يجدها هي الاخري.. قلق ليث واتجه الي غرفه احمد سريعا فوجدها فارغه هي الاخري! -ده ايه ده ان شاء هما فين، ليكون ماما حصلها حاجه...
اتجه بسرعه الي غرفه والدته، فتح الباب واشعل النور وجدها نائمه، استيقظت فوزيه وجدت ليث يدخل عيلها فاقت سريعا بابتسامه واسعه.. -انت رجعت امتي؟! حمدلله على سلامتك والله قلبي كان واكلني عليك.. نظر لها ليث وقال: فين كارمن وصفاء واحمد... اصفر وجه والدته فعلم ان هناك امرا يحدث من خلف ظهره... -ماما لو سمحتي قولي متخبيش عليه حصلهم حاجه؟!
تنهدت فوزيه فهي تعلم تمام انها لن تستطيع الكذب عليه وقصت له مايحدث وحاولت الا تجعله يغضب من ثلاثتهم... كان ليث غاضبااا بشده على احمد اخيه ومخططه مع صفاء والاهم زوجته المصونه كارمن! كيف لها ان تخدعه، كيف يثق بها بعد ذلك؟ وصوت الرجل الذي سمعه؟ ليث لنفسه: وسايبها تتسرمح مع الرجاله كمان يااحمد، ياويلكم مني... ترك ليث والدته تنادي عليه وتحاول ان تهدء غضبه...
-خلاص ياماما نامي لو سمحتي ومتتدخليش، وماتنسيش انك كنتي عارفه ومخبيه عليه انا رايحلهم دلوقتي... اتجه مرة اخري الي المطار ولحسن حظه وسوء حظهم وجد طائره على وشك الاقلاع الي شرم الشيخ... نزلت كارمن في الصباح تتناول الفطور مع صفاء وصديقتها قبل الذهاب، فاوقفها محمد في اللوبي.. محمد: انسه كارمن! لحظه لو سمحتي.. كارمن بضيق: نعم يا استاذ محمد في حاجه؟
-لا اصل حضرتك كنتي متضايقه امبارح مني معرف ليه، هو انا ضايقتك في حاجه؟ -لا انا كنت مضايقه عن اذنك.. -ثانيه واحده طيب، انا كنت عايزة اسأل عن حاجه.. -اتفضل بس بسرعه عشان مستعجله لو سمحت.. -انا عارف انك عايزة تخلصي دراستك بس انا بحبك بجد وعايز اتقدملك تاني وتبقي خطوبه وبس والجواز بعد الدراسه ايه رأيك؟!
نظرت له كارمن بذهول ولسانها معقود، كانت تنظر الي محمد لحظه واللحظه الثانيه وجدت يد تلكمه بشده ويد اخري تدفعها بعيدا لينهال ليث ضربا على محمد الذي عرف صوته من مكامة امس! ليث بغضب: رأيي اني لو شفت وش امك قريب من كارمن تاني هخلي اخر يوم في حياتك!
كانت كل كلمه ترافقها لكمه شديده الي وجهه واجتمع الناس والعمال من حوله يحاولون نجدت محمد منه، اتجه احمد سريعا يرفع ليث عنه فدفعه ليث وصفعه بعنف على وجهه وقال... -انت لسه حسابك معايا بعدين روح شوف اختك وتعالوا ورااايا... نظر الي كارمن بغيظ وغضب خافت منهم كارمن والتي كانت تبكي بمرارة، امسك ليث يدها بشدة حتى ان اصابعه كادت ان تتقابل ساحبا لها للخارج بسرعه بينما تصارع هي للحاق بخطواته السريعه...
ليث: بتعيطي! استني لسه معملتش حاجه، انا هعيطك بدل الدموع دم.. دفعها بعنف تركب السيارة ولحق بهم احمد وصفاء التي اختفي الدم من وجهها وتنظر الي الاسفل خوفا منه... طغي السكوت بينهم ماعدا صوت نحيب كارمن وصفاء التي بكت على حال صديقتها وخوفها من معاقبه اخيها الكبير لهم...
كانت فوزيه تتصل بليث دون ان يرد عليها والقلق يقتلها... وصل ليث مع الثلاثه الي المنزل واغلق الباب بغضب... اتجهت صفاء الي والدتها سريعا تختبأ بها وعندما تحركت كارمن امسكها ليث ونظر لها نظره ثبتت اقدامها... اما عن احمد فقد كان وجهه متورم من ضربه ليث له... فوزيه بخضه: يالهووي مالك يااحمد؟! نظر احمد الي ليث بصمت...
فوزيه بغضب: انت مش ملاحظ ان كفايه كده، انت ناسي ان ده اخوك وقلبي يوجعني عليه بردو لما تضربه وتبوظ وشه كله.. رد ليث كالبركان: والله لو مكنش مش متربي مكنتش ماديت ايدي عليه لكن انا اتساهلت معاه ومعاكم كلكم ومن انهارده في حساب لكل كبيرة وصغيرة في البيت ده... نظر له شزرا وامسكه من ملابسه: مش كفايه واخد اختك يامحترم لا واخد مراتي وسايبها تقف تتكلم وتتمشي مع راجل غريب، انت ايه مفيش ذرة رجوله ف قلبك...
اراد احمد ان يبكي ويغضب على ما يقوله اخيه ولكنه مهما كان اخيه الاكبر وهو من اخطئ من الاساس... ليث تركه بعنف: متروحش الشركه تاني وخليك هنا قاعد جنب امك لحد ماافوقلك واشوف هعمل ايه معاك.. نظر الي صفاء التي احتمت بوالدتها: اخر مرة تتكلمي معايا فيها، وانتي! نظر الي كارمن فجأه: حسابك معايا هيكون كبير اوي... فوزيه بخوف: تعالي هنا ياكارمن.. ارادت كارمن الذهاب ولكنه امسك يدها بقسوة...
-لا مش هتيجي يا امي ومحدش يدخل مابينا.. -ليث ماتخلنيش اندم... قاطعها ليث بسرعه: خلاااص وقت الندم انتهي ومحدش ندم في البيت ده اكتر مني.. بكت كارمن وحاولت ترك قبضته المؤلمه فامسك بها بقوه اكبر تؤلمها.. فوزيه بغضب: سيبها ياولد، انت ناسي ان انا امك ولا ايه؟! انت متعملش راجل عليا انااا، انت لو كنت ليث السوهاجي فانا ام ليث اللي يجي عندي واستوب...
تركها ليث خوفا على صحه امه لا اكثر وقال بصوت هادئ: اطلعي استنيني في العربيه.. نظرت له كارمن لتتأكد اذا كان يكلمها هي او من؟! وجدته بنظر لها بحده ارعبتها، فنظرت الي فوزيه باكيه حتى تنجدها من غضبه.. -يلااااااااااا انتفضت كارمن من صوته المخيف وركضت سريعا تختبئ في سيارته... فوزيه: انت رايح فين.. -محدش ليه دعوة...
فوزيه بحده: انا اللي جوزتهالك يا ليث بلاش تندمني اني امنتك عليها لو عملت اي حاجه تأذيها محدش هيقف في طرقك غيري انت فاهمني... ليث بغضب وهو يري احمر في جميع الجوانب: لاخر مرة بقولها محدش يدخل بيني وبينهاا.. التف ليث بخطوات كبيرة وسريعه نحو الباب مغلقا اياه خلفه، ليركب السيارة مع كارمن بوجهه الاحمر وعينيها الباكيتان...
اسرع ليث بالسيارة بينما تمسكت هي بالباب خوفا من هذه السرعه الجنونيه وفي نفس الوقت تخاف ان تخبره بان يبطئ فيخرج جام غضبه عليها... ليث لنفسه غير واعي لما حوله: انا تعملي فيه كدا ياكارمن، عشان قلتلك بحبك فاكره انك هتلعبي بيه، لا دي كانت غلطه عمرك لما لعبتي مع ليث السوهاجي انا هوريكي النجوم في عز الضهر يابنت خالتي، هوريكي يعني ايه حيااة بعد غلط معايا انا!
اتجه ليث الي احد الشقق التي يملكها والتي كان يستخدمها عندما يكون متعبا ولايريد القياده الي القصر فهي قريبه من عمله... نزل واغلق الباب بعنف ونظرت له كارمن منتظره امره لها بالنزول ولكنه لم ينطق بل اتجه الي الباب بجانبها وفتحه ومد يده امسك بذراعه غارزا اظافره في لحمها... اخذها ليث الي شقته في اعلي المبني، كانت شفه رائعه ولها واجها من الزجاج تطل على منظر رائع ولكنه عالي جدا وكارمن تخاف من المرتفعات...
ما ان دخل ليث حتى تركها وكأن يده قد احترقت اتجه الي المطبخ المفتوح امامها واحضر زجاجه من المياه، وظنت كارمن انه سيمر من جانبها ارادت ان تفسح له المجال ولكنه قبض على يدها مرة اخري وسحبها خلفه جلس على الكنبه واجلسها على حجره، بينما كانت كارمن تنظر له وكأنه برأسين.. كارمن لنفسها: افهم ايه من كده!هو بيعمل ايه انا احترت منك ياليث...
كانت كارمن تبكي بينما كان ليث يشرب الماء ولا يبعد عينيه عنها فشعرت كارمن بتوتر رهيب هو اجلسها هكذا وظل ينظر لها وكأنه يتصارع مع نفسه او يراها لاول مرة! كانت عيناه احد من السكين في هذا الوقت بالنسبه لها فلا يوجد اي اثر لحنانه او حبه في عيناه السوداء، وضعت يدها على عينها علها تختبئ منه ولو لحظه وبالفعل تركها تخفي عينيها عنه بينما استمر هو في النظر اليها...
فاقت على يديه وهي تمر على قدميها ثم كاحلها لتستقر على طرف فستانها فشعرت بخوف وتوتر.. علاا صوت ضحكه ليث فنظرت له بخضه وعيناها مليئه بالدموع... كارمن لنفسها: هو اتجن ولا ايه ياربي اعمل ايه دلوقتي...
كان ليث يحاول السيطرة على ضحكاته فلحظه تذكر كل ماحدث في حياتهم وكيف كان يخاف عليها ويحميها ويخبئها من عيون الرجال، تذكر أبيه وتلقيه رصاصه عنها وتذكر كيف كانت برئيئه وتلعب حوله وكيف كبرت امام عينيه لتصبح اجمل امرأه رأها في حياته، ولكن مااضحكه ان بريئته هي اكبر مخادعه قابلها في حياته فهو لم يشعر بالم كهذا في حياته، هي وحدها قادرة على ايذاءه ولكنه سيوقف ذلك من هذه اللحظه.. ليث بهدوء مرعب: قومي..
حاولت كارمن القيام بسرعه فتعثرت ووقعت على جانبها، نظرت الي ليث وبكت اكثر فهو مازال ينظر اليها لم يتحرك من مكانها لمساعدتها... كارمن لنفسها: خلاااص بيكرهني خلااص خسرتي كل حاجه بغباءك... كانت تبكي بجوار قدميه واستمرت في البكاء طويلاا بصوت كان كالخناجر في قلبه، لم يستطع التحمل اكثر فوقف وحملها وادخلها الي الداخل وضعها على السرير دون اي كلمه، ثم تركها واخذ مفاتيح سيارته وخرج من الشقه...
كارمن لنفسها: خلاص كل شئ انتهاااا... بكت بنفسها حتى غلبها النعاس من التعب..
تجول ليث في شوارع الاسكندريه حتى انه اتجه الي شقه سالي! اراد ليث ان يقنع نفسه بان يقسوا عليها وانه لايحبها وان حبها لا يتحكم فيه... فتحت سالي الباب وابتسمت بشده: ليث انت بتعمل ايه هنا؟! ههههههههه اكيد وحشتك مش كده.. وضع يدها على فمها وقال: اسكتي خالص دلوقتي..
دخل وجلس هناك بينما جلست هي جانبه تحاول ان تداعبه واللعب في قميصه وملابسه عله يستسلم لاغراءها نظر لها ليث وامسك بشعرها يقربها منه ونظر الي شفتاها واراد ان يقبلها ليثبت انه مازال هو مالك نفسه، ولكن قلبه رفض بشده هذا الفم الذي كان يثيره اصبح يشمئز منه بشده دفعها ليث عنه ووقف يستعد للذهاب... وقفت سالي امام الباب: لا مش هسيبك تمشي، مش كل شويه تعمل فيه كدا..
دفعها من امام الباب ونزل سريعا ركب سيارته واتجه الي كارمن في الشقه... ليث لنفسه: هتعمل ايه معاها! انت مش هتقدر تنساها بس هي غلطت ومتنساش الواد المسنكح اللي كانت وقفه معاه... وصل ليث ودخل الي الغرفه وجدها منكمشه على نفسها نائمه كالملائكه.. ليث بحده لنفسه: ملاك اه الملاك الوحيد اللي خدعك، انا كنت عارف ان الحب ضعف، وسيبت نفسي احبها لابعد الحدود..
اقترب منها ونام بجوارها ينظر الي ملامح وجهها البرئ الملطخ بالدموع، دون وعي منه مسح برقه على وجهها وابتعد عنها ليأخذ حمام بارد لتهدئه اعصابه، فلا امل لممارسه الملاكمه هنا... انتهي وخلع ملابسه واتجه الي الكنبه لينام عليها، وهو مازال حائر ماذا يفعل معهاا؟! في صباح اليوم التالي استيقظت كارمن وجدت ليث يرتدي ملابسه ويجهز للذهاب للعمل.. كارمن لنفسها: طيب هو انا هعمل ايه دلوقتي، اكلمه ولا ممكن يتعصب عليه..
كارمن بصوت خافت: صباح الخير.. لم يرد عليها ليث وتجاهلها وحاولت هي ان تجذب انتباهه.. -هو انترايح الشغل؟ -امممم طيب تفطر -اعملك حاجه طيب، ممكن ترد عليا.. ليث بغضب: لا مش عايز حاجه منك عايزك تبعدي عني ممكن ومن هنا ورايح مفيش مرواح للكليه دي تاني عايزة تدرسي ذاكري ف البيت وتروحي الامتحانات وانا هبقي معاكي... -ازاي يعني؟!وهنجح ازاي.. -ان شاء الله عنك مانجحتي، ولا زعلانه على الزفت اللي مش هتشوفي تاني..
غضبت كارمن كثرا من كلامه ولم ترد عليه.. صاح بها ليث: ماتررردي.. -انا عايزة اروح عند ماما فوزيه.. ليث بحده: لا.. كارمن بخضه: ليه؟!انا مش بحب هنا انا عايزة ارجع بيتنا... - بيتك! بيتك هو المكان اللي ابقي موجود فيه ومتزوديش معايا انا على اخري كلمه تانيه هحبسك في الاوضه دي كمان... كارمن بغضب: انا مش هستني هنا دقيقه اصلا وبعدين انا مأجرمتش انت اللي ماسك علينا وخلتنا نتصرف كده...
-اممممم خلصتي؟! مفيش مرواح في حته ياكارمن... تركها ليث ليذهب الي عمله فسبقته كارمن الي الباب كارمن بشجاعه وعناد: طيب انا هروح لوحدي اصلا.. مرت بجانبه ووقف ليث يشاهدها وهي تلبس حذائها وتفتح الباب فتوجه اليها وحملها فوق كتفه كالاطفال.. كارمن بغضب: اووعي نزلني، سيبني بقولك مش هاقعد هنا.. ليث بغضب: اخرسي بقااا، انتي اللي جبتي لنفسك ياهانم..
حاولت كارمن ان تضربه على ظهره حتى يتركها ولكن دون امل، رماها على السرير واشار لها باصبعه... -اسمعي اللي انتي بتعملي ده مش هيزيد حاجه غير عصبيتي منك.. كارنن ببكاء: انا عارفه اني غلط وانا بتأسف بس مش لدرجه اني اقعد لوحدي هنا، انا عمر مااروحت مكان لوحدي بعيد عنهم، عشان خاطري متعملش فيا كده.. امسك ليث يدها بشده: واللي انتي عملتي ده كان عادي وصح، مش عشان بحبك تفتكري اني عيل صغير هتضحكي عليه..
كارمن وهي تمسح دموعها: انا عمري مافكرت فيك كده انا كنت عايزة افرح انا و صفاء واحمد.. -انا اللي منكد عليكم يعني، كل اللي بعمله ده مش عشان خايف عليكم.. خبط بقدمه الطاوله بما عليها واعطاها ظهره، اقتربت منه كارمن وامسكت بيده فنظر لها بحده وسحب يده، استجمعت شجاعتها وامسكت بيده مرة اخري بشده... -انا بجد اسفه، عشان خاطري مش هعمل كده تاني..
رد بعنف: عشان انا مش هسمح انها تحصل تاني، ولو حاسه انك مش عايزاني قولي احنا فيها.. قالها ليث ليعرف ما بداخلها، صدمت كارمن وبكت بشده، واحتضنت يده اليها.. قالت بصوت باكي: انا مقولتش كده ابدا، انت عارف انا بحبك بس واضح انك بتتلكك عشان متكملش معايا...
امسكها بعنف وقربها منه: انا مش محتاج اتلكك انا لو مش عايزك كنت سيبتك في وقتها ولا رميت يمين طلاق عليكي، انا سبق وقلتلك مبحبش الغلط وخصوصا منك لكن انتي مصرة تثبتيلي اني مش مهم في حياتك.. افلتت احدي ذراعيها من قبضته ولمست بيدها وجهه وحاولت بعينيها الوصول الي ذلك الحب الذي وجدته ورأته في عينيه لها...
بالرغم من غضبه منها الا ان نظراتها دائما ماتكون نقطه ضعف بالنسبه له مال بوجهه عليها ليقبلها ويخطف روحها بشفتيه القويتان، بينما التفت كارمن حوله ليحملها ويجلس بها على السرير، ابتعد لينظر اليها تمسك بياقته بشده وكأن حياتها تعتمد عليه وعلي قبلاته... ليث لنفسه: معقول هتضعف علطول كده، لا متخلهاش تتحكم فيك قوم وسيبهاا..
ابتعد ليث عنها بينما نظرت هي له بحيرة فوجدته يقفل الباب وسمعت صوت القفل، ركضت تدق على الباب بعنف حتى يفتح لهاا.. -افتح ياليث، افتح حرام عليك بتعمل ليه فيه كده... سند برأسه على الباب حتى يسيطر على مشاعره، فهو يشعر انه في دوامه من الغضب والحزن والحب والشوق لهااا..