لاحظ ليث انها لا تنطق اسمه دائما، ارادت كارمن تخطيه لتذهب الي غرفتها ولكنه امسك ذراعها بسرعه.. -استني، هو انتي ناسيه اسمي ولاحاجه؟ كارمن ولم تفهم قصده: نعم؟ ليث بحده: ايه مش بسمعك تقولي غير حضرتك، حضرتك او حاضر وبس انا ليه اسم ومتنسيش اني جوزك يعني بلاش الالقاب دي قدام الناس انا بالنسبه ليكي دلوقتي ليث وبس، مفهوم... -حاضر.. -نعم! حاضر تاني... -اقصد حاضر يا ليث.. ليث بخبث: امم مش سامع علي صوتك شويه..
كارمن بخجل: احم حاضر يا ليييث.. ابتسم ليث لها وتركها، ولكنه تذكر شئ مهم فأوقفها.. -كارمن.. -ايوة في حاجه ياليث.. ذهب الي طاوله القهوه وحمل ماعليها واتجه نحوها... نظرت كارمن الي مايحمله بيده وشعرت بابتسامه ترتسم علي وجهها، هل احضر لها ليثها الغاضب دائما وردة! ليث يشعر بحرج فجأه وتمني لو لم يظهرها... -اتفضلي... -شكرااا، جميله اووي.. سألها ليث بحب: بتحبي الورد علي كده.. -ااه اوي خصوصا الاحمر والابيض..
وعد ليث بداخله ان يشتري لها الورود دائما طالما سيري هذه الابتسامه السعيدة وبريق عينيها الزرقاء اللامعه... نظرت له كارمن بحب لاول مرة تشعر براحه نفسيه منذ معرفتها للحقيقه..
لم يستطع ليث ان يتحمل كل هذا الحب والجمال في عينيها فاقترب منها وهو ينظر الي شفتيها وتقترب حرارة انفاسه من وجهها ليغطي فمها الصغير بفمه، حاولت كارمن الفرار في البدايه ولكنه اطبق باصابعه علي شعرها ليقرب رأسها منه اكثر ليستطيع ان يلتهم من رحيقها ماتهتدي به نفسه.. مدت كارمن يدها تلامس صدره العريض القاسي لتستقر حول رقبته دون وعي فهي كانت ذائبه بين ذراعه ولهيبه...
فألصقها به ليث اكثر وتمني لو يخبئها بين ضلوعه، اعلن قلبيهما الحرب بالدق علي صدورهم بشده وليث مستمر بتقبيلها وكأنه رجل في الصحراء يصارع للبقاء علي قيد الحياة وهي ممسكه به بشده لتحمي نفسها من السقوط كالهلام، قبلتهم الاولي لايمكن وصفها بكلماات... فجأة دق الباب...
دلف احمد وصفاء ليقطعوا هذه اللحظه، ظهرت الصدمه عليهم فهم لم يتوقعوا ابدا الدخول علي اخيهم وكارمن في هذا الوضع، وقع الامر علي احمد بالضحك بينما كادت صفاء تموت خجلا... دفعت كارمن ليث بعيد عنها وارادت الهروب فامسكها واعاد بها الي ذراعه لتخبئ رأسها الصغير في صدره وهي تموت خجلا مما حدث.. احمد بخبث: احم طيب ياجماعه نيجي وقت تاني بقااا، استمروا هااه!
سحبته صفاء الي الخارج وهي تحاول الا تلكم اخيها علي وجهه... -هههههههههههه هموت من الضحك -انت مجنون يابني، روح نام، انا رايحه اتخمد بعد الكسفه دي، احتمال اموت نفسي.. دخل الشقيقان كلا الي غرفته للاختباء من اخيهم الكبير... بينما في داخل غرفه ليث قد هدأ الاعصار بينهم، نظر ليث الي الباب وابتسم.. ليث لنفسه: هلاقيها منكم ولا منها ولا من ايه، ايه البيت ده، انا لازم اشد عليهم اكتر من كده..
رأي كارمن وهي تدفن رأسها في صدره اكثر ارد الضحك ولكنه خاف ان يحرجها اكتر كما انه يريدها ان تتعود علي لمسته فهي اللمسه الوحيدة التي ستشعر بها يومااا! ليث بصوت مبحوح: كارمن! حركت رأسها يمين وشمال اعتراضا علي منادته اليها.. امسك ليث بذقنها ورفع رأسها نحوه: كارمن انتي مراتي مفيش داعي لكل الكسوف ده، ده طبيعي بين اي راجل وست..
لاتعرف لماذا لكنها تذكرت خروجه ليلا لمقابله احدا خفيه منهم (طبعا عشان بنت مصريه اصيله بتعشق النكد )... ابتعدت عنه سريعا وقالت: واضح انك فاهم اوي في الحاجات دي.. لم يفهم عليها ليث فقال: حاجات ايه؟! -احم الحاجات دي اللي انت بتقول عليها.. ابتسم ليث ابتسامه الذئب وقال: مش فاهم عايزة تعرفي ايه بالظبط وهقولهولك..
قفزت كارمن سريعا: لا انا مش عايزة اسمع بس واضح يا ليث بيه اني مش اول واحده ف حياتك ومتحاولش تنكر مفيش واحد هيخرج من بيته بعد نص الليل ويرجع وش الصبح الا لو بيعمل حاجه غلط... لم تعجبه لهجتها فهو ليث السوهاجي قبل كل شئ.. -انا محدش ليه حاجه عندي وابقي فكري في كلامك قبل ماتقوليه مش معني اني اتجوزتك هتدخلي وتحكمي عليه، انا الراجل واعمل اللي اعمله...
برقت الدموع في عينيها وقالت له بحده: اه هو ده مبررك عشان راجل لكن افرض انا اللي كنت بخرج لواحد و... قاطعها ليث عندما لف يده حول شعرها بغضب ليقربها منه وقال بحده شديدة: اياكي يا كارمن تعيدي كلام زي ده تاني، انتي ملكي انا وبس واي واحد في الدنيا هيبصلك هموته، علت نبرته فجأة، انتي فاهمه!
انتفضت كارمن بين يديه والدموع تنهمر من عينيها تحاول الافلات من قبضته التي المت رأسها قليلا... تكلمت بصوت متقطع: سيبني لو سمحت بتوجعني.. نظر ليث ليده وتركها بسرعه فهو ابدا لا يقصد ايذائها ولكن غضبه يعميه دائما، اغمض عينيه للحظه يتحكم في اعصابه، هو يحبها ولكنه لن يسمح بان تسيطر عليه كلياا فهو مازال مغرور بداخله...
-افهمي حاجه ياكارمن انا ليث السوهاجي والكل بيمشي بأومري واوعي تفتكري للحظه انك ممكن تقوليلي اعمل ايه ومعملش ايه، كلامي واضح... كارمن بغضب ممزوج بدموع: وانا مش عايزة اعرف بتعمل ايه ومبتعملش ايه اصلاا، عن اذنك ليث بحده: استني هناا انا بكلمك.. تجاهلته كارمن واستمرت في طريقها فسمعت صوت وقع اقدامه فركضت سريعا الي غرفتها حتى لا يلحقها وتنتهي جرعه شجاعتها...
ذهل ليث من عدم سماعها للكلام وابتسم في نفسه: هههههههه والله ماهسيبك يا كارمن... وجد ليث نفسه يبتسم ويقف في منتصف الكوريدور بالمنشفه فقط حول خصره اختفت ابتسامته سريعاا ودخل الي غرفته وهو يردد لنفسه... -انت خليت فيها ليث السوهاجي بالفوطه دي ماهي لازم تسيبك وتمشي طبعااا!في صباح اليوم التالي كان الجميع يودع كارمن وليث قبل سفرهم الي الصعيد...
ركبا الي السيارة معا و ساروا خلف سيارة عمها، كانت كارمن. صامته ونادرا ماتنظر اليه و تنظر الي الخارج من النافذة فقط مما اثار اعصاب ليث ولكنه قرر تجاهلها هو الاخر مما اغاظ كارمن بشدة، توقف عند الاستراحه فاخبرها بأن تستخدم الحمام وان تشتري ماتريد قبل اكمال الطريق فهزت رأسها دون الاجابه.. ليث لنفسه: صبرني يارب قبل ماارتكب جريمه..
كارمن ايضا بغيظ: ماشي يا ليث بيه اما وريتك مبقاش انا، انا تتجاهلني كده والله لوريك، رد قلبها بسرعه انتي حوله انتي اللي تجاهلتي من الاول وبعدين لحظه زي دي مين اللي بوظها مش نكدك، عاد عقلها ليقول علي فكرة بقاا اي ست محترمه وعقله هتعمل كده هااه.. ذهب ليث يطلب لهم الطعام حتى انتهت وركبت مرة اخري، اعطاها ليث الطعام وقرر فتح الحديث..
-حضرتك لاويه بوزك ليه؟ ولا انتي ناسيه اننا رايحين لعمك واهلك ولا عايزاهم يقولوا بعذبك.. -ماشي هما مش هنا لسه وعلي فكرة انا بوزي كده مبيتعدلش... -طيب ولو عدلته... نظرت له بطرف عينيها: احم انا جعانه ممكن اكل.. ليث بخبث: وانا مش ماسكك اتفضلي... بدأت ليث في القيادة مرة اخري، تناولت كارمن كل مااحضره لها فهي لم تأكل منذ يوم الامس.. نظر لها ليث وقال: انتي لسه جعانه لو عايزة ممكن اشتريلك حاجه ف السكه..
كارمن وقد نست تجاهلها نحوه: يااريت لو كيس شيبسي وواحده تودو براوني وعلبه بيبسي يااااااممممم ياااااااام.. رفع ليث حاجبه ونظر الي جسدها نحيل، كيف تأكل كل هذا دون ان يظهر عليها! وقف بجانب سوبر ماركت ليث لنفسه: مين دي؟! كان منشغل بشراء الاشياء ولم ينتبه اليها تنادي عليه، نزلت من السيارة لتخبره بان يشتري لها ايس كريم، فارتطمت بشخص ماا..
-اااه انا اسفه مخدتش بالي.. -انا عارف ايه البلاوي اللي بتتحدف علينا دي ماتفتحي عينك ولا انتي الفلوس عميتك.. لم تلحق كارمن الرد، وقف ليث ينظر بغضب الي هذا المعتوه الذي يتطاول علي زوجته، فامسك به من ياقته وقال بغضب مميت: اعتذر الرجل بخوف : انا اسف مقصدش.
دفعه ليث بشده واخذها من يدها بعنف الي السيارة لتركب وكان يري احمر امام عينيه ويريد لو يكسر يد هذا الرجل او يقطع لسانه ولكنه وحده معها علي الطريق ولا يريد ان يعرضها للخطر... ركب ليث وانطلق بسررعه خافت منها كارمن، فهي تعلم جيداا ان هذا الموقف لن يمر علي خير.
كارمن لنفسها: كان لازم تنزلي طول عمره منبه علينا مننزلش من العربيه ونطلب الحاجه اللي عايزنها من قبل ماننزل، يارب استر يارب هو هيموتني ولا ايه... امسك ليث بمقود السيارة حتى اصبحت يده بيضاء و كانت كارمن خائف جدا وتريد اصلاح فعتلها وتهدأته، اخذت نفس عميق ومدت يدها ببطئ حتى تلمس يده، ترك المقود وامسك يدها بقوه واوقف السيارة بعنف بجانب الطريق... -ااه ايدي ايدي انا اسفه بجد..
اخذ نفس عميق وترك يدها واغمض عينه لوهله فوجدها تبكي كالعاده وتمسك يدها، شعر بوخز في قلبه لماذا لا يتحكم في غضبه معها... مسك يدها وقربها من فمه وطبع قبله رقيقه عليها، امسك بذقنها لنظر الي عينيها الباكيه ومسح دموعها بأطراف اصابعه.. -معلش متزعليش، أنتي عارفه اني بكره الغلط وانتي بالذات بتضايق لما تكسري كلامي.. كارمن وهي تتحكم في بكائها كالاطفال: والله ما كنت اقصد انا كنت عايزة ايس كريم بس الدنيا حر..
ابتسم ليث نصف ابتسامه علي براءة ردها الذي دائما يضعفه... -طيب ياستي احنا نوصل وبعدين اجبلك اللي عايزاه ماشي كارمن بابتسامه خفيف: ماشي.. مرر ابهامه علي يدها م وقبلها مرة اخري ثم تركها واتجه للقيادة...
بعد ساعااات متعبه وصل ليث وكارمن الي منزل اهلها وكان الجميع بانتظارهم حتى عمها واولاده الذين وصلوا قبلهم بقليل.. نزلت كارمن من السيارة وعلت الزغاريط في ارجاء المنزل احتفالا وصول ابنتهم اليهم بعد كل هذا الفراق اخذها عمها الي ابيه الذي احتضنها بشده...
كبير عائله السعيد وجد كارمن: نورتي بيتك يا ضنايا، بعد السنين دي كلها كنت فقدت الامل اني اشوفك يابنت ولدي، بسم الله ماشاء الله عليكي يابنتي كلك امك الله يرحمها هي وولدي.. فاطمه جدتها: اوعي اكده خليني اشوف حفيدتي القمر دي واحتضنتها بشده فهي من رأائحه ولدها الغالي رحمه الله... امسكت كارمن بيد جدها وقبلتها وهو يضع يده علي رأسها بحب.. -ربنا يخليك ياجدي.. نظرت الي جدتها لتفعل المثل معها.
-وانتي يا تيتا ربنا يخليكي ليه، انا بجد مبسوطه اوي اني شفتكم وانكم عايزين تعرفوني.. قاطعهم ليث عندما سلم علي الجد والجده وعرف نفسه كزوج كارمن.. فاطمه بابتسامه احتضنت ليث بعمق: اهلاا اهلاا شرفتنا ياولدي.. -شكرا ياحاجه الشرف ليه.. نظر حوله فرأي الجميع ينظر لهم وكأنهم من عجائب الدنيا السبع فاتجه نحو كارمن يمسك يدها، نظرت له كارمن وابتسمت له... فاطمه: لا انتي انهارده وطول الاسبوع ده بتاعتي انا وبس...
شدت يد كارمن: يلا قدامي انتو الاتنين الاكل هيبرد، انا عملالكم احلي اكل بالسمنه البلدي هتاكلوا صوابعكم وراها.. -اااه ياتيتا الحقيني بيه ده انا هموت من الجوع.. -ياعيني يابنتي انا اول مشفتك قلت هفتانه تعالي، انا مش هسيبك.. ضحك ليث بداخله علي شراهة زوجته...
حاول ليث التأقلم مع عائله كارمن البسيطه لاسعادها ولكنه كلما رأي عمر شعر بالانزعاج خاصه وانه دائم النظر الي شعرهااا الاسود الامع، نظر الي جميع النساء ووجدهم يلبسون جحاب علي رؤوسهم فاغتنم الفرصه ومال علي كارمن هامساا... -انتي مش شايفه كل الستات حواليكي لابسه ايه لم تري كارمن سوي عباءات سوداء: مالهم! مش فاهمه؟! -بصي لابسين طرح ازاي وانتي كمان ابقي البسي طول مااحنا هنا..
تعجبت كارمن من هذا الطلب: طيب ليه بس انا مش محجبه اصلا.. ليث بهدوء: كارمن مش بعيد كلامي مرتين الطرحه تتلبس لحد مانروح نشوف الموضوع ده بعدين... كارمن بضيق واضح: طيب خلاص اللي اتشوفه.. اقترب من اذنها: بس حلو البرفيوم ده.. كارمن بخجل: شكرا... لاحظت الجده الهمسات والنبذات بينهم وشعرت بالسعاده لحفيدتها ودعت لهم بدوام المحبه بينهم...
كان عمر ينظر بحثد نحو ليث وكارمن، فهو يشعر انه قد اخذ حقه في الزواج من كارمن لاحظه سامح فقال: في ايه يابن ابويا ماتهدي كده شويه عينك عالاتنين هيولعواا.. عمر بحده: ييبني في حالي ياسامح انا في اللي مكفيني.. -مالك ياد في ايه اللي يشوفك كده يقول كنت بتحبها ولا حاجه، انت مشفتهاش اصلا عير وهي علي ذمته... - مش عارف انا م بحب الراجل ده مش بينزلي من زور وخلاص وبعدين شكله كبير اوي عليهاا..
-نعم ياخوياا ده انت ابوك اكبر من امك ب 15 سنه، استهدي بالله مش عايزين مشاكل، احسن جدي وابوياا هيزعلوك جامد لو بوظت الدنياا.. -اووف خلااص بلاش موشحات انا بس مش بحبه مش اكتر والبت خسارة فيه الصراحه.. هز سامح رأسه لا يعجبه حال اخيه الصغير وقرر ان لايبتعد عن عينيه حتى لايحدث شئ... دخلت احدي السيدات الي فاطمه وكارمن بينما كان ليث يجلس بالخارج مع الرجال...
-كله تمام ياست فاطمه الاوده اتظبطت علي الاخؤ، اي خدمه تاني -لا شكرا روحي انتي. ساعديهم بيعملوا الفطير تحت -حاضر ياست فاطمه.. كانت كارمن نائمه وتضع رأسها علي حجر جدتها... فاطمه بحب: قوليلي ياكارمن انتي مبسوطه يانضري؟ ابتسمت كارمن واعتدلن في جلستها تقبل يد جدتها.. -ايوة ياتيتا انا مبسوطه اني وسطكم اوي.. -لا مش القصد اقصد يعني كنتي مبسوطه في حياتك مع اهل امك؟
-ايوة طبعا، كلهم بيحبوني وماما فوزيه بتحبني زي بنتها وليث طول عمره واخد بالوا مني.. -بس باين عليه بيحبك اوي يابنتي.. -بجد! اقصد ايه هو فعلا بيحبني اوي، وانا كمان بحيه اوي اوي ياتيتا... -بص البت وبجاحتها هههههه -ههههههههههه كده ياتيتا اخص عليكي.. يلا قومي نادي جوزك وروحوا ارتاحوا خليكي واحده من البنات تدلك عليها الا انا رجلي خلاص مش شيلاني.. -سلامتك ياتيتا ياعسل منقلقيش انا هتصرف...
كانت كارمن في طريقها الي الخارج لتنادي ليث فاوقفها عمر... -ازيك يابنت عمي، يارب تكوني مبسوطه معانا.. -الحمدلله مبسوطه جدا كمان.. ابتسم عمر: طيب تمام ولو احتاجتي اي حاجه قولي ياعمر او صفريلي بس وهتلاقيني طاير لعندك...
ضحكت كارمن علي مزحته فسمع ليث صوتها وقرر الانسحاب والانضمام الي زوجته ليعرف مالذي يسعدها هكذا؟ ولكنه وجد عمر يتحدث معها علي الدرج واحس بالدماء تغلي في عروقه، اتجه نحو كارمن بغضب فتوترت ووجه نظره الي عمر.. -انت بتتعمد تستفزني صح، ربت علي كتفه بتحذير واقترب منه وقال، خاف مني.. امسك يد مارمن واتجه الي الاعلي.. كارمن يتوتر ليث استني، الاوضه من هناا..
وقف ليث ولكنه لم يتركها وجعلها تقود الطريق حتى وصلا الي الغرفه فتركها ليث واغلق الباب، وضع رأسه علي الباب فهو لايريد ان يؤذيها كما يفعل كل مرة يغضب فيها... كارمن: ايه ده؟ التف ليث بسرعه: في ايه؟ -ده مفيش غير سرير واحد اومال انت هتنام فين.. نظر لها ليث وكأنها مجنونه: علي السرير طبعا.. وضعت يدها بجانبها: ياسلام طيب وانا.. ابتسم بمكر: علي السرير بردو... -لا لااااا لاااا لاا علي فكرة انا مش هعمل كده..
-تعملي ايه؟ انا مقولتش تعملي حاجه.. -اني انام علي السرير جنبك.. ليث بضيق: انتي مراتي يعني طبيعي الناس تدينا اوضه بسرير واحد متعصبنيش ياريت، غيري هدومك بسرعه ويلا نامي.. -بس انا.. -كارمن بسرعه متضايقنيش... كارمن بانزعاج: طيب اطلع برااا اغير... ليث وهو يقترب منها: لاا غيري هنا.
كارمن بتوتر: عشان خاطري يا ليث مش هقدر بليز... ليث وهو ينظر لها بشوق: خلاص هطلع اجيب حاجه بسرعه وارجع الاقيكي غيرتي ماااشي... -ماااشي، انا متشكرة اووي... خرج ليث وهو يفكر في طريقه لكسب ود زوجته الجميله، لف قليلا حول المنزل وطلب الماء وعاد الي الغرفه...
ارتدت كارمن بجامه جيل برموده ونص كم لتنام بهاا وانتظرت ليث ليعود، دخل ليث فابتسم لها ووضع الماء بجوار السرير وفتح حقيبته اخرج شورت و بدأ في نزع ملابسه امامها... كارمن اغمضت عينيها ونظرت الي الجهه الاخري بسرعه.. -انت بتعمل ايه؟ -انتي شايفه ايه يا كارمن هانم.. كارمن تبرطم بصوت خافت: شايفه انك قليل الادب.. ليث: نعم بتقولي حاجه! كارمن بضحكه صفراء: لا مش بقول.. -طيب يلا بطلي لماضه ونامي..
التفت كارمن فوجدته نصف عاري يرتدي شرورت فقط... -احيه ايه ده؟ لا انت هتنام كده؟ فين هدومك! نظر لها ليث بحده: كارمن انا تعبان وعلي اخري وبجد مش عايز اسمع كلام اهبل دلوقتي، بكرة ان شاء الله قولي اللي عايزاه.. -اصل انا مينفعش انام و انت، اااااه سحبها ليث قبل ان تكمل جملتها واستلقي علي ظهره ووضع رأسها علي ذرااعه صدمت كارمن من فعلته وحاولت القيام.. ليث بحده: ناامي بقااا متتحركيش..
كارمن بغضب: والله! حاضر هتك علي الزرار انام، اصل انت فاكر انه عادي كده انام جنب اي حد.
ليث: انا مش اي حد، انا جوزك يعني نامي بقاا ومتقرفنيش.. كارمن بعند: لا بقا مش هنام وهتحرك اهوه اهووووه... ضحك ليث واستلقي علي جنبه فاصبح وجهه لوجهها فلف ذراعه حولها يقربها من صدره... وقال بخبث: ماشي وانا بموت في الحركه، اتحركي، ماتتحركي... كارمن بخوف: مين يتحرك؟ انا مش عايزه اتحرك اصلا، انا نمت اهووه خلاص اوعي بقااا.. اغمضت عينها وكأنه سيصدق انها نامت بالفعل...
اقترب منها ليث فقبل عينها ثم العين الاخري وبدأ يغرقها بقبلات حارة علي كل وجهها حتى وصل الي هدفه شفتهاا الصغيرة الورديه دائما... لم تعد كارمن في وعيها فكعادته دخل كالاعصار وهز كيانهاا، قطع ليث قبلته ليسند برأسه علي رأسها وترك انفاسهم تتلاقي واحس بدقات قلبهاوكأنها تنبض في قلبه، هل يخبرهاا الان انها يحبها ام ينتظر اكثر؟.. ليث بصوت مبحوح: افتحي عينك..
فتحت عينها كالمنومة مغناطيسيا ونظرت في عينيه السوداء كالليل، لتري نظرة الحب واضحه وابتسامه الامل علي شفتيه... كارمن: اا انا انااا ليث بحب: انتي ايه؟ كارمن وهي مغيبه: هااه انا ايه..
ابتسم ليث لنفسه فهو نجح في جعلها تفقد عقلها كما تفقده هي عقله دائما، رأت كارمن ليث ينظر لها هكذاا ففاقت بسرعه وشعرت بالاحراج وقالت: انا هنااام، أغمضت عينيها مرة اخري، فأنفجر ليث ضاحكا علي برائتها قبل انفها وسحب الغطا عليهم ونامت وهي علي ذراعه وبين احضانه، في صباح اليوم التالي في قصر السوهاجي...
استيقظت صفاء في الصباح وذهبت الي غرفته فوزيه... -صباح الخير يا مامتي.. -صباح النور ياحبيبتي، ايه النشاط ده كله، صاحيه بدري في الاجازة ليه؟ -ههههههه عادي بقااا، اصل كوكو وحشاني من امبارح اول مرة تبعد عني كده بنت الايه وحاسه بملل حتى في نومي... -هههههههههه ايوة والله يابنتي البنت دي بتعمل روح جميله في البيت... -طيب يالا ياماما احسن اغير واتغاظ ولا حاجه، قدامي علي المطبخ هموووت من الجوع .
دفعت كرسي والدتها واتجهوا الي المطبخ واخبروا سعديه بتجهيز الفطور.. نزل احمد وهو منتعش علي غير العاده... صفاء بمكر: ايش ايش ياتوتو ايه الشياكه دي كلهااا، عندك معاد ولا ايه... احمد نظر لها بانزعاج: لا طبعا يافشله انا رايح الشغل.. صفاء باستغراب: شغل ايه؟ انت عيان يابني.. احمد بقرف: سوفاج تحت مستوي التفكير، مش هرد عليكي اصلا...
ضحكت فوزيه علي طفولة ابنائها وقالت: انت رايح فين بجد... -رايح الشغل والله، في ايه ياجدعان الاستغراب ده كله مانا مطحون بقالي اسبوعين مع ابيه في الشغل!.. -احم اصل مش متعودة عليك نشيط كده غير عشان تتسرمح.. فوزيه: بس يابنت اتلمي متغلطيش في اخوكي الكبير... نفخ صدره ونظر لها بطرف عينه: ايوة اتعلمي الادب شويه، وبعدين انا مكان ابيه دلوقتي الشركه كلها في ايدي وتحت مسئوليتي لمده اسبوع...
لمعت عينا صفاااء ياولا ياولا قول بقاا انك رايح تستفرد بالبنات.. احمد: هههههههههههه عرفتي ازاي.. فوزيه بصدمه: ولد!. احمد بتوتر: لا طبعا، انسانه تفكيرك حقير، انا ارقي من كده يا بنتي... غمزها احمد فضحكت صفاء وقالت: طيب يلا عشان تلحق الموزز اقصد الشركه.. هزت فوزيه رأسها من سخافه ابنائها وبدأت في تناول الفطور مع صفاء... -وانتي ناويه تقضي اليوم ازاي يا صوفي..
-مفيش يا ماما كنت هظبط الورد بتاعي شويه وهقرا روايتي الجديده، بس لو عايزاني اقراها معاكي تمام يعني... فوزيه بابتسامه: لا اقريها انتي، انا خلصت فطار هطلع اكمل قرايه في المصحف وابقي ابعتيلي سعديه تروقلي حاجات في الاوضه... نهضت صفاء لايصال امها الي الغرفه ثم اتجهت الي غرفتها تنظر الي المرآه..
صفاء لنفسها: عسل ياصوفي والله قمر ياخووواتي، اكيد طبعا لازم يحبك ده انتي موزه المزاميز امووووواااه، هيييييح ايه العبط اللي بعمله ده هههههههههههه.. نزلت بسرعه الي باب المنزل وبطئت خطواتها حتى لايظهر عليها الاستعجال وخرجت الي الحديقه بابتسامه جذابه وعيناها تحوم حول المكان حتى تجد هدفهاا الذي كان يعطيها ظهره ويرتب ورود بجانب وردها المفضل.. صفاء برقه وخجل: احم صباح الخير..
وقف عادل بسرعه وابتسم ابتسامه تظهر اسنانه -صباح الورد والجمال، ازيك انهارده؟ -تمام الحمدلله ، شبكت ذراعيها للخلف وضمت شفتيها وحاولت التحكم في خجلها، فعي غير معتاده علي محادثه الرجال وخاصه رجل تحبه ومعجبه به بشده... عادل بتوتر: عايزة انهي ورده انهارده؟ -اممم مش متأكده لسه.. -تسمحيلي اختارلك واحده... صفاء بخجل: اااه... قطف عادل ورده حمراء كبيرة و اهداها لها.. -بتفكرني بييكي، وبخدودك الحمر علطول..
ابتسم عادل وقال: اعتقد انتي عارفه ابويا طبعا وامي ربنا يخليهالي وعندي اخ وعنده بنت ليلي العسل دي بقااا العشق كله لو تعرفتي عليها مش هتقدري تسيبيها.. نظرت له صفاء بحب وهو يتحدث عن عائله ولمست فيه الانسانيه والطيبه... -احكيلي عنك انت طيب؟ -انا ياستي عادل 25 سنه وخريج تجارة وبشتغل محاسب في بنك.. قاطعته صفاء بصدمه: نعععععم، محاسب اززززاي؟
عادل بخضه من علو صوتها المفاجأ: في ايه يابنتي هو انا بقولك بشتغل تاجر مخدرات.!.. -لا بس اصل انا كنت فاكرة انك... عادل قاطعها: اني بشتغل جنايني و كده صح؟! -ايوة الصراحه، اومال انت بتعمل ايه هنا؟.
-اقولك ياستي، انا ابويا ربنا يديله الصحه، تعب جامد الفترة دي والدكتور قاله يرتاح اسبوعين بس طبعا ابويا مرداش عشان الشغل هنا ميخربش ويشاء القدر بقاا ان انا كنت اجازة، و اقنعته يرتاح واني هشتغل مكانه لحد مايخف، اصل الراجل ده دماغه نشفه اوووي، بتحايل عليه بقالي 3 سنين انا واخويا يقعد من الشغل وكفايه بس يقولك ابدا انا اشتغل لحد مااموت الشغل اللي احبه وعند الناس اللي قضيت عمر معاهم..
صفاء بفخرو سعاده: طول عمري بحب عم كمال اصلاا ربنا يخليه ليكم يارب، وانت كمان حركه حلو منك دي مش اي ابن هيرضي يسيب مركزة ويجي يشتغل الشغلانه دي ويتعب.. عادل بحب وابتسامته الرائعه: انا اصلا بحب الورد اووي وبحمد ربناا اني عملت كده، عشان اشوف اجمل ورده في الدنيا واتكلم معاها.. نظرت صفاء خلفها بخجل وضمت شفتاها وقالت: انت بتتعمد تكسفني علي فكرة...
ضحك عادل: اوباا واضح اوي انا صح هههههههه، اصل الصراحه بعشق خدودك لما تكسفي... صفاء بخبث: تعشق مرة واحده انت معرفتنيش غير من اسبوعين... عادل بسرعه: مش مهم انا اصلا حبيتك من اول لحظه عيني شافتك، كنتي زي الملاك بتجري حواليه وعايشه في دنيا غير الدنيااا.. وقفت سعديه علي الباب وهي تري الأثنان يتحدثان حركت شفتها يمين ويسار، وقالت في نفسها: يخربيتك يابن كمال هتبلف عقل البيت ولا ايييه! لا انا لازم اتصرف...
ذهبت اليهم لتفاجأهم... -صفاااء هانم -ايييه يا سعديه بس؟ -امممم مفيش ياهانم اصل ست فوزيه بتسأل عليكي، طيب اروح اقولها انك مش فاضيه بتتكلمي مع الجنايني.. نهضت صفاء سريعا وقد اصفر وجهها.. -ايه يا حاجه في ايه انا قمت اهوه! انا بس كنت بسأل علي الحاج كمال وبطمن عليه.. ابتسم عادل لصفاء ونظر الي سعديه شزرا واتجه يكمل عمله..
دخلت صفاء مع سعديه لتري ماذا تريد والدتها منها، اما في بيت عائله السعيد، كانت كارمن تتجول في الحديقه الواسعه وتري الخيول في الخلف مع بنات عمهاا وتتسلي معهم... كان ليث يجلس في الاعلي بمكتب الجد مع عم كارمن وسامح يتحدثان عن الاعمال وكان الجد يحاول اقناع ليث باحضار كارمن اسبوع في الشهر..
الجد: والله يابني يبقي كتر الف خيرك لو جبت البنيه كل فترة نشوفها ونطمن عليها واهي تطمن علي جدتها، احسن دي موصياني اقولك انها مش هتقدر تعيش من غير ماتشوفها كل شويه.. ضحك عبد الرحمن: امي بردك اللي مش قادره علي الفراق.. ضحك الجميع واخبره ليث بصراحه..
-بص يا حاج حضرتك عارف اني عندي شغل كتير ومصالحي ممكن تتعطل لو غبت عنها كتير، فاحنا ممكن نتفق مع بعض كل فترة نيجي يومين تلاته او حضرتك والعيله كلها تشرفونا وتقعدوا زي مانتو عايزين، ايه رأيك ياحاج؟ الجد بحيرة: والله يابني طالما النيه موجوده يبقي كل شئ هيبقي تمام ان شاء الله... سامح: ايه رأيك ياجوز بنت عمي لو تخرج معانا بليل نسهر.. نظر به ليث بتعجب: نسهر نروح فين، ومع مين؟
-انا وانت والشباب وهسهرك سهره صباااحي.
ابتسم ليث فهو ليس غبياا ويعلم تماما مايسعي اليه... -لا ياسامح شكراا، انا مش بسهر من غير كارمن او بليل لاني متعود اصحي بدري... شعر الجد والعم بالرضي من رده، بينما احس سامح بانه لن يتخطي اسوار هذا الليث... نزل الجميع وبدأت يبحث ليث بعيونه عن كارمن فأخبرته الجده بمكانها في الخلف عند الخيل.. شعر بخوف علي كارمن فاسرع بخطواته حتى يصل بها فوجدها تلعب القطه العمياء!
ليث لنفسه: متجوز طفله بجد، دي اكيد بتهزر... كانت الفتيات يركضن ويضحكن حولها عندما رأو ليث فاشار لهم بالسكوت، فضحكن بخبث وقررن تركهم لحالهم... كارمن بطفوليه: ياويلها اللي همسكها هقطعهااا بوووس هههههههههه ابتسم ليث ووقف امامها فاحتضنه بسرعه وقالت: قفشتتتتتك ههههههههههههه... نزعت العصبه من عينيها فوجدت ليث، ارادت الابتعاد عنه ولكنه طوقها بذراعيه... ليث بمكر وهو يعض علي شفته السفلي: يلااا انا مستني...
كارمن بذهول: مستني ايه.. -الله هو انا فهمت اللعبه غلط ولا ايه.. -مش فاهمه، انت عايز تلعب! -اااه بس معاكي انتي وبس.. خجلت كارمن: لييييث! ليث يصطنع البراءه: مش دي اللعبه.. كارمن بانزعاج وهي تحاول الافلات منه: انت هتجنني والله مش فاهمه حاجه... ليث بخبث: هو اللي بيتمسك مش بيتقطع بردو فهمت كارمن قصدة وخجلت بشده وضربته بكفها علي صدره: انت فظيع علي فكرة، واوعي بقاا قبل ما حد يشفناا بالمنظر ده..
ليث بلا مبالاه: اللي يشوف يشوف انا مش بعمل حاجه غلط ومحدش ليه عندي حاجه، انتي مراتي ولا نسيتي! كارمن بغنج: اممم مش فاكرة.. كان ليث يجاريها فقال: تمام افكرك انااا وحاول تقبيلها ولكنها استقرت علي خدهاا.. كارمن بخضه: احيييه احيييه ونبي لا خلااص افتكرتت افتكرت... سمع الاثنان ضحكات تدوي خلفهم التفتا ليروا الجده وواولاد عمها... فاطمه: ايييه استحواا شويه في بنات في البيت...
ضحكت الفتيات وقامت الجده بادخالهم... -خشوا ياقلالات الحيا مناديني عشان كده... وضعت كارمن وجهها بين يديها في استنكار لما حدث ضحك ليث ووضع يده علي كتفها واتجه بها الي الداخل وابتسامه كبيرة مرسومه علي فمه...
كان عمر يجلس داخل المنزل عندما دخل ليث وكارمن نظر لليث بغيظ فابتسم له ليث ومال علي شعر كارمن يستنشق عطرها، قبل رأسها فنكزته حتى يتوقف.. -بس بقا بطل تكسفني... -حاضر عشان مش بحب حد يشوف وشك وهو احمر غيري... كارمن لنفسها: طلع بيحبني ابن الايه والله بيحبني صح ياقلبي، ليرد عقلها شاطرة لحس عقلك بكام بوسه ونسيتي الستات اللي كان بيرحلها..
قضبت حاجبيها ونظرت له بغل تعجب له ليث فهي منذ دقائق حانت خجله وسعيدة، ماذا فعل لينقلب حالها؟!.. تركت ليث وذهبت للجلوس بجوار عمر مما ازعج ليث ولكنه لايريد التحدث فالجميع جالس ايضا.. ليث لنفسه: مالها دي كمان! صحيح ستات مجانين، واشمعني ده اللي راحت قاعدة جنبه، ماشي يا كارمن انا هوريكي... ليث بهدوء: انا طالع فوق عشان تعبان شويه.. فاطمه تغمز كارمن: قومي يابنتي شوفي جوزك بسرعه... -حاضر يا تيتا...
ذهبت خلف ليث الذي ما ان دلف الي الغرفه حتى خلع كل ملابسه ونام علي السرير... كارمن بتوتر من هيئته: احم مالك انت بتقول تعبان ؛ حاسس بحاجه بتوجعك؟ ليث وهو يحاول تجاهلها: اه.. -طيب ايه؟ ليث بعناد: مش لازم تعرفي، روحي انتي اقعدي معاهم.. كانت كارمن في حيرة هل تغضب منه ام تسمع لقلبها و تجلس وتعتني به! حسناا لن تتركه حتى لا تتألم هي الاخري... -لا انا كمان هقعد هنا بس ريحني وقولي مالك.. ليث بضيق: مفيش، سيبيني..
كارمن بعناد اكبر: لا مش هسيبك لازم تقولي مالك يااما هطلبلك الدكتور يجي وهو يطمني... جلس ليث مكانه ونظر لها بعتاب وحزن... -ليه الهانم خايفه عليه اووي.. -ايوة طبعا مش ابن خالتي! ليث بغضب: اطلعي برة يا كارمن! كارمن وكدت تبكي من الغيظ وتريد لو تعطيه كف حتى يتوقف عن افعاله تلك.. -في ايه الله، انا مش صغيرة علي فكرة لازم تعرف اني مراتك دلوقتي وليه حق اعرف انت مالك وتشاركني وجعك..
انتفض ليث تماما كالليث الغاضب وامسك بكلا ذراعيها بقبضته القويه.. -ولما انتي مراااتي، مش بتفتكري ليه غير اللي علي مزاجك، وبتتعمدي تستفزيني يا كارمن.. كارمن بصوت مخنوق: وانا عملت ايه لكل ده اصلا، انا مش فاهمه حاجه.. -لا انتي فاهمه كويس انتي بتعملي ايه، بعدك عني انهاردة وقعادك جنب الزفت ده مش من فراغ انتي عارفه اني بكرهوا وبردوا علطول تكلمي او تقعدي معااه..
-انت قصدك علي عمر بس ده ابن عمي وطيب وميقصدش حاجه وكمان محترم معايا جداا. اثار كل هذا الكلام غضب ليث اكثر: لازم يبقي محترم معاكي غصب عن عينه انتي مرات ليث السوهاجي يعني انا ممكن امحي من علي وش الدنيا انتي فاهمه.. ترك يدها وامسك جزء من شعرها المنسدل وشد عليه... -وشعرك ده ياهانم مش قلتلك تداري لحد مانرجع الزفت البيت، بس انتي عجبك وضعك وان كل الرجاله بتبص عليكي وهيموتوا علي جمالك..
كارمن بلاشعور ردت بغضب: انت قليل الادب ومش متربي.. رفع ليث يده وكاد ان يصفعها ولكنه امسك نفسه علي اخر لحظه فدفعها بعيدا عنه على السرير وبدأت في ارتداء ملابسه بغضب واتجه الي خارج الغرفه تاركا اياها تبكي بشدة ومرارة علي ماوصل له حالها...
عندما اغمضت عينها في انتظار الصفعه ظنت انه لن يكتفي بواحده وانه سوف ينهال عليها ضرب او يقتلها وكاد ان يغشي عليها من الخوف فهي تعلم انها اخطأت ولكنه ايضا يتهمها باشياء لاتقدر اي امرأه علي تقبلها.. تجول ليث في انحاء القريه وهو يفكر بكارمن وكيف كاد ان يضربها وشعر بوخزه في قلبه..
ليث لنفسه بحزن: انت مش ابوك اوعي تبقي زيه ابدا، متنساش ابوك خد منها ابوها وامها بس واضح انك مصر تكمل مهمته وتدمرهااا هي كمان.. كان ليث يشعر بغضب شديد علي نفسه وحيااته ولا يدري ماذا يفعل معها او غيرته القاتله هذه ولكن مهما حدث هو يعرف انه لن يستطيع ان يمسك نفسه اذا رأي اي رجل ينظر لها حتى...
عاد ليث بعد ساعات طويله الي البيت فوجد الجميع نائمين، دخل غرفته هو وكارمن وجدها نائمه، بدل ملابسه واستلقي بجوارها.. كانت كارمن منتظره وصوله، ما ان اطمئنت حتى اصطنعت النوم، في امل ان تتخطي مواجهته الان... كان ليث يعلم انها مستيقظه ولكنه لم يرد ازعاجها او الضغط عليها اكثر فتكرهه، بعد صراع طويل داخلهم استسلم الاثنان للنوم...
ولكن هيهات لن تأتيه الراحه فقد غزا نومه كوابيس عاشها هو بالفعل، مشهد وفاة خالته علي يد والده وسماعه اقوله واصابته بطلقه علي يد وابده، هي كوابيس دائما ماتراوده ولكنها تركته عندما كشفت كارمن الحقيقه واصبحت ملكه... استقظت كارمن لتجد الصباح لم يأت بعد ووجدت ليث يتنفس بسرعه ويتصبب عرقا ويحرك رأسه بعنف، حاولت هزه وايقاظه، فانتفض كامل جسده ليصيح (ااااااه)...
كارمن بخوف وعيون باكيه: ليث اصحي عشان خاطري انا خايفه... استيقظ ليث وجلس مرة واحده فاوقع كارمن والتي كانت تميل عليه فوقه، فعاد الي وضعه مرة اخري.. ليث بنعاس: في ايه؟ -كارمن ببكاء: انت اللي في ايه؟ انت كنت بتحلم لا اقصد كان عندك كابوس وكنت بتصوت وعرقان وكنت خايفه اووي.. بكت كارمن بشده مما اذهل ليث: خلاص اهدي عادي يعني بتحصل علطول.. -ايه انت علطول بتجيلك كوابيس ومقلتش ليه قبل كده..
-كارمن لو سمحتي انا مش عيل صغير هخاف من الكوابيس عادي يعني الموضوع انتهي.. عدلها مكانها ودفعها برفق من فوقه وقال: نامي يلا معلش صحيتك.. كارمن وهي تنظر له في الظلام: ايه اللي حصل فيه طيب؟ -وبعدين معاكي! -عشان خاطري ياليث لو بتحبني قولي... لمس ليث بطرف اصابعه وجنتها وجدها مبتله بالدموع فممسح علي وجهها برفق.. ليث بصوت متقطع: حلمت بيه ياكارمن وحلمت بكل حاجه حصلت.. -قصدك ابو...
-متكملهاش يا كارمن ارجوكي، ده ميقربليش اي حاجه انا اسمي ليث السوهاجي وبس.. كارمن محاوله تهدئته: ايوة ياحبيبي فاهمه.. كان الظلام كاحل حولهم ولكن كلمتها اصابت قلبه وشعت نوراا في روحه المظلمه... ابتسم ليث: حبيبي؟ كارمن بتوتر: اممممم انا اسفه.. -عشان بتقولي حبيبي... -عشان اللي قلته الصبح انا والله مقصدتش ابدا اني اغلط فيك وبتمني لو لساني اتقطع، انت ليك حق ماتسامحنيش انت ابن خالتي واللي ربتني.
قاطعها ليث ووضع يده علي فمها: لا ياكارمن انسي، اني ابقي ابن خالتك انا جوزك وبس، فكري فيه كجوزك وحسي بيه كجوزك بردو انا خلاص مبقتش ابن خاالتك! ومتتأسفيش انا كمان غلط وبعترف بكده، بس اتمني اللي حصل منك ده ميتكررش تاني، سبق وقلتلك انا بكرة بالغلط وبالذات لو منك.. -حاضر هحاول والله اصلا مش ببقي عايزة اضايقك مني بس غصب عني كل مااا... سكتت وحاولت ان تزيل يده من علي وجهها، اوقفها ليث..
-اتكلمي، مافتكريش اني عبيط انا خدت بالي من التغيير اللي حصل معاكي انهارده... كارمن بالم وضيق: اني افتكر خروجك بليل وانا عارفه انه لوحده ست.. ليث بهدوء: كارمن انا مش هنكر اني غلط فعلا بس لاحظي ان ده كان في الماضي، دلوقتي انتي مراتي يعني زي مانتي هتحفظي علي اسمي انا كمان هحافظ عليكي. كارمن بانزعاج: عارفه بس بزعل بردو مش عارفه اعمل ايه..
تنهد ليث: كل ما تيجي في بالك حاجه زي دي افتكريني وانا مش قادر اسيطر علي نفسي وانا جنبك، انتي متخيله يعني ايه انا ماسك نفسي عنك لحد دلوقتي و مش عشان انا انسان كويس لا عشان انتي ملاكي الصغير ومش عايز اصدمك باللي انا عايز اعمله معاكي انتي وبس... علت انفاس كارمن ودق قلبها من اعترافه... كارمن لنفسها: هو ده اعتراف انه بيحبني ولا انا حوله ولا هو هيشلني ولا ايه؟ -علي فكرة انا مش صغيرة انا ست كبيرة دلوقتي..
ابتسم بمكر: افهم من كده انك... -لا لاااا لاا، انت ليه فاهمني غلط علطول.. -لا انا فاهمك صح هههههههه وهي دي المشكله.. كارمن دفعته برفق: طيب اتفضل نام عشان تعبانه. كانت تنقلب الي وضعها الاول علي طرف السرير ولكنه احاط خصرها بيده وقربها منه وغاص برأسه بين خصللت شعرها... ليث بحب: تصبحي علي خير...
لم تتكبد كارمن حتى عناء المقاومه فهي تعلم جيدا انها لن تقدر علي مضاهاته، كما انها غير واثقه من رغبتها في ان يتركهاا بعد كل ماحدث اليوم.. ابتسمت كارمن لنفسها واغمضت عينيها لتستسلم للنوم وهي تشهر بامان وسعادة، في شركه السوهاجي... كان احمد منغمس في الاعمال حتى رقبته... دخلت اسماء تخبره بحضور معتز.. احمد: خلي يدخل يااسماء وبعد كده دخلي علطول..
اسماء: والله يافندم هو اللي مش بيرضي يدخل، ليث بيه موصي يدخل علطول بس مفيش فايده... احمد: طيب خلاص انا هشوف الموضوع ده... خرجت اسمتء ودخل معتز... -صباح الخير يا ابو حميد، اومال فين ليث؟! -صباح النور، ليث مش هنا والله هيغيب كام يوم قبل مايرجع مع مراته.. معتز بصدمه: مرات مين؟! احمد وقد فهم صدمته: ههههههههه ااه اصلك متعرفش اللي حصل مش ليث اتجوز...
معتز: واتجوز مين بقاا ان شاء الله وانا اخر من يعلم وبعدين ولا سمعت عن الفرح اساسا ده انا هخلي ليلتك انت واخوك طين.. احمد: اهدي يامعتز بس وانا هحكيلك كل حاجه من الاول.. قص احمد عليها ماحدث وعقد قران ليث علي كارمن وذهابه معها الي بيت عمها..
معتز بسعاده: يا ابن ايه ياليث الواد ده في شئ لله، ميغركش اللي هو في والشخط والنطر ده، كان بيبقي سايلنت لما البت دي بتطلب حاجه منه، انا عارف من زمان اوي انه بيحبهااا بس يارب مايطفشها باسلوبه المنيل ده.. احمدبضحك: هههههههه اهو طلع اجدع مننا كلنا واتجوزها، بس انا اللي مجنني اني مخدتش بالي اصلا انه بيحبها... -احمد ياحبيبي وانت من امتي بتاخد بالك من حاجه غير من بطنك...
-ماشي ماشي عشان انت زي اخويا بس هسكتلك... دخلت اسماء معلنه عن حضور شخص يريد مقابلته.. احمد باستغراب: مقالش اسمه ايه؟!. -لا مش راضي يقول وعايز ليث بيه قلتله مش هنا مصر انه هنا وبيقول انه عمره ماغاب عن الشركه... معتز بتعجب: ده مين اللي متابع اوي ده، خلي يدخل نشوف عايز ايه ده... -طيب دخلي.. -حاضر يافندم...
دخل شخص كبير في السن ظهر عليه علامات التقدم في العمر، لم يتعرف عليه احمد او معتز في بادئ الامر... احمد بهدوء: حضرتك طالب تقابل ليث السوهاجي بس هو مش موجد، انا بداله في الشركه.. رد الرجل بابتسامه سخريه: غريبه! مع ان فوزيه مش من عادتها تطنش علي التأخير... رد احمد بحده: ماتتكلم كويس باجدع انت، ايه فوزيه دي، انت تعرفنا عشان تتكلم كده..
انطلقت منه ضحكه مدويه: مع انك مكنتش صغيراوي بس تمام ابقي بلغ ليث سلامي وهرجع تاني لما يبقي هنا... معتز بانزعاج: انت مين ياجدع انت، احنا مش فاضين للعب العيال ده.. ابتسم بمكر: شاووو... ذهب وتركهم مذهولين من عجرفته... -صحيح راجل خنيق.. -طول بالك هتشوف من ده كتير شد حيلك لحد ما ليث العاشق يرجع.. -هههههههههه ونبي اقوله اللقب ده.. -لو هتقوله علي مسئوليتك اشطا وهبقي اجي اعزي فيك...
احمد بسرعه: فال الله ولا فالك ابعد عني بقا انا لسه عايز اتمتع بشبابي... معتز ضاحكا: طيب ياشبابي اسيبك واروح احسن الحج هريني اصال من الصبح، وعشان تعرف اني اجدع من اخوك، ابقي قوله اني هخطب قريب اووي... احمد: يلااا، اهي العقده اتفكت، مبرروك يا زوز مقدمااا.. -الله يبارك فيك، عقبالك.. -ههههههههه بعينك سيبني اتمتع شويه واكون الاعزب الوحيد ده انا هسوي الهوايل، خافوا مني..
-ههههههههههههه والله انت زي الفل، مع السلامه وابقي قول لليث يكلمني لما يفضي.. انتهاا الاسبوع سريعاا وعاد ليث وكارمن بعد وداع مؤثر من عائلتها وخصوصا الجده التي بكت بحرارة ولا تريد الابتعاد عنهاا...
كان الوضع مستقر بين ليث وكارمن كثيراا وكانت كارمن تحاول الا تغضبه منها و لاتنام ليلاا الا في احضان ليث، وهو ايضااا كان يحاول جاهدا التحكم في اعصابه وان يعاملها بهدوء ورفق حتى لا يبعدها عنه، في الجامعه...
كان محمد منشغل البال بكارمن فهي لم تظهر مع صفاء لمده اسبوع تري ماذاحدث لهم؟!، هو حزين علي الرفض الذي وصله من ابن خالتها بحكم انها لم تنتهي من تعليمها بعد، وكان لديه امل بانها بعد تخرجها سيوافقون علي عرض الزواج فهو امامه سنتين ليقنع والدته بعرض الزواج للمرة الثانيه عليهم.. محمد لنفسه: يارب ترضي بعد اللي حصل انا عارف امي دماغها نشفه قد ايه...
توفيق بعصبيه: اييه يابني انت قرفتني بقالي ساعه بكلمك ولا انت هناا.. محمد بضيق خلاص ياعم معلش كنت بفكر شويه... توفيق بانزاعاج: مشكلتك انك محترم... -مشكلتي اني محترم! طيب عن اذنك بقا قبل مااخنقك، سلام -ههههههههههههههه ياقاسي انت، سلااامكانت كارمن جالسه مع فوزيه وصفاء تحكي لهم عن اهل ابيها وعن كل ماعاشته هذا الاسبوع وقد تفاعلت معها فوزيه بابتسامه كبير.. -كاااااارمن تعالي عايزك.. نده ليث عليها في مكتبه...
-اممم طيب عن اذنك يا ماما هشوف في ايه وراجعه.. -روحي يابنتي شوفي جوزك وتعالي انا مستنيه انا صفاء... ذهبت كارمن سريعا: استر يارب، صوته مضايق، انتي هببتي ايه تاني... ما ان فتحت الباب حتى تقدم ليث منها غاضبا سحبها للداخل واغلق الباب بالمفتاح!