logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية حبهان
  19-12-2021 07:56 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حبهان للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

قالت اخر جملة لها وهي تستدير بتلقائية لتنصدم من تواجد فهد الذي يبدو أنه دخل في الدقيقة الاخيرة ليسمع جملتها التي جنت جنونه وجعلت الشياطين تتلاعب بعقله، فاحتدت عيناه بنظرة غاضبة مُخيفة و...
-ضحكتيني وربي لخليكي تندمي على عملتك دي.

رمى مدحت كلماته السامة وهي لاتزال في صدمتها لرؤية فهد واتبعها بإغلاق الهاتف في وجهها، لم تهتم فكل اهتمامها كان منصب على الرجل الذي يرتفع صدره ويهبط في جنون قبل أن يلقي ما بيده من حقائب بلاستيكية ويندفع نحوها متسائلًا في هدوء يخالف النيران التي تشع من مقلتيه:
-كنتي بتكلمي مين؟
لم تستطع إخراج حرف ودقات قلبها العنيفة تسيطر على مسامعها وتصيبها بدوار خفيف فاستطرد فهد من بين أسنانه مُلحًا:.

-انطقي مين الراجل اللي كنتي بتكلميه؟
حاولت ترطيب حلقها الجاف بلا فائدة، ثم انتقل تفكيرها المذعور لتهديدات زوجها السابق فهمست بصوت مبحوح:
-كنت بكلم مدحت..
خرجت شهقة فزعة منها حين عصر فهد معصمها ودفعها نحوه في حدة هاتفًا في عنف:
-وتكلميه بتاع أيه؟ مش بقيتي على ذمة راجل دلوقتي!
إنعقدت ملامحها في غضب وحقد على انتقالها من سطوة رجل لأخر فصرخت مؤكده:
-انت صدقت نفسك ولا ايه، ده جواز صوري مش بجد.

خرجت منه ضحكة مخيفة تخلو من المرح وهو يميل نحوها مشيرًا بأصبعه لرأسها:
-لا ده انتي صدقتي نفسك بجد، فوقي انتي مش في لعبة انتي مراتي غصب عنك وعن اللي خلفوكي!
حاولت التملص منه لكنه إلتقط ذراعها الثاني وقرب جسدها منه أكثر وهو يخبرها من بين أسنانه بنبرة فاح منها عاطفة تملكية متقدة:
-يعني لو معرفتش دلوقتي انتي كنتي بتكلميه ليه، هكسر كل عضمه في جسمك!

ارتعشت شفتاها وهي تصيح في اتهام بينما عيناها تنضح بالشراسة والحقد:
-كلكم متوحشين شبه بعض معندكمش ضمير.
-ايوة انا زفت وعايز اعرف السبب اللي يخليكي تكلمي واحد يوم جوازك ليا، ايه وحشك لدرجة انك توعديه بطلاقك الوشيك، ولما انتي بتحبيه لسه سبتيه ليه!
زمجر فهد في إنفعال يشعر بكل ذرة به تثور بجنون الغيرة مطالبة بتفسير، لتسارع هي الرد في استنكار:.

-حبك برص انت وهو انا مش بحب حد ومش مجبره ابدًا اني ابرر اي حاجة انت ملكش حق عليا.
كبل يداها بين قبضته الكبيرة الخشنة وأحكم فكها بقبضته الاخرى ليهدر في جنون:
-مش عايز أسمع كلمة ملكش حق دي تاني، انتي مراتي ولا لازم اجرجرك على اوضه النوم عشان تفهميها!

إتسعت عيناها مصدومة واقشعر جسدها وقد ارتعشت شفتيها في كره ووهن وعبراتها تنساب فشعر فهد بوخزه تتملك قلبه لكنه اكتفى بإبعاد أصابعه عن وجهها في غضب والمطالبة في حده:
-كلمتيه ليه؟
نظرت إلى صدره تتفادى عينيه القاسية وحاولت السيطرة على رعشه تتملك همستها:
-مش أنا، هو اللي اتصل لما عرف اني اتجوزتك وعايز ياخد بنتي مني،
وانا خفت أوي وقولتله اني هتطلق منك عشان ميعملش حاجة لحد ما اشوف المحامي اللي طلقني منه.

اندفعت نبرتها المقهورة دون توقف حتى استقرت داخل صدره وثنايا قلبه مؤنبة إياه، فخفف من قبضته على معصميها المستقران بين صدريهما فأنزلتها في ضعف ترغب في الابتعاد، لكنه فاجأها بضمها إلى صدره ثم قال وهو ينظر لأسفل ليتفحص وجهها المنهك:
-والمحامي طلقك منه ازاي؟
-أنا اتهنت أوي على ايده وبنتي اتدمرت بسببه ومش هسمح لأي حاجه تخسرني بنتي، انا استحملت فوق...

انكمشت ملامحها ولم تستطع نطق ما تريد اخباره به وقد تملكها بكاء مرير حاد كان يخرج من احشاءها في قوة ترثي بها الذات، فضمها فهد إليه أكثر رافضًا محاولتها في نفضه عنها وهمس وهو يقبل خصلاتها الناعمة:
-اهدي هو ميقدرش يعملك حاجه وأنا معاكي.
صفعت بكفيها فوق ضهره مرتين وهي تتهمه في قهر:
-وأنا مين هيحميني منك!
ابتعد يتابع ملامحه في حزن ليقول مؤكدًا:
-أنا عمري ما هأذيكي.
-انت لسه حالاً...

قاطعها بخشونة مثخنة بالعواطف وهو يمرر ابهامه فوق شفتيها ووجنتيها يزيل عبراتها:
-دي طبيعتي وقت الغضب بقول كتير لكن عمري ما مديت ولا همد ايدي على ست خصوصا انتي يا حبهان.
-انت اتعصبت من غير ما تسمعني حتى.
-لما ادخل الاقيكي بتكلمي راجل وبتقوليله انك هتتطلقي مني يبقى ليا حق اتجنن،
واللي يثبتلك اني عمري ما هأذيكي اني ما ممدتش ايدي عليكي رغم اني كنت ولازلت نار من جوايا.

قال في نبرة جدية حازمة وهو يعيد تربيت رأسها ويسمح لها بأخفاء وجهها في صدره لتجيبه في حزن:
-متضحكش عليا بالكلام، أنا شوفت كتير اللي يخليني مصدقش أي كلام مهما كان حلو، خلاص مش بيأثر فيا..
-حتى لو قولتلك اني بحبك؟
تشنج جسدها ثوان ولم تجيبه فقط أصابعه المستقرة أسفل كتفها الأيسر تخبره بثورة دقات قلبها وتأثير كلماته، ارتفع جانب فمه في شبه ابتسامه حين قابله الصمت ومال يخبرها:.

-محدش يقدر ياخدك او ياخد رنا مني انا مصدقت لقيتكم ودخلتوا حياتي واي حد يفكر يهوب نحيتكم هخلي يندم على اليوم اللي اتولد فيه.
اذهلتها تلك المشاعر المتولدة من ذبذبات صوته الاجش لتثير العبث والجنون داخلها فوجدت نفسها تطمئن من صدق كلماته وأمر داخلها يؤكد لها انه سيفعل ولكن العقل يخبرها بالتريث فأمامها الكثير للحكم.

تنفس فهد رائحتها وهو يستند برأسه لجانب عنقها مستمتعًا بذراعيها المحيطان لجسده بقوة وسعيد بإحكامها لقبضتيها على قميصه بعد كلماته متأكدًا انها اعطتها الأمان حتى لو امتنعت عن اخباره بفمها.

مرت دقائق طويلة مريحة وكلاهما بين ذراعي الآخر قبل أن يبتعد فهد ويأتي بها خلفه نحو غرفة النوم، اتسعت عيناها وتسمر جسدها متوقفة عن الحركة بأعين متسعة فالتفت لها بتساؤل متعجب من رد فعلها ونظراتها المتوترة نحو باب الغرفة لكن همستها المنخفضة نبهته لما يدور بعقلها:
-أنا مرهقه وتعبانة وعايزة أنام!
رفع يدها نحو فمه يقبلها في شغف ثم ابتسم في مشاكسه قائلًا بنبرة سعيدة:.

-اومال انتي فكراني واخدك على فين ما احنا هننام.
تحركت معه حين جذبها رغم ترددها وقالت متسائله بشك:
-هنام بجد؟
حاول ابعاد مشاعره بخيبة الامل عن صدره لاصرارها على ابعاده عنها وعدم تقبلها للمسته لكنه متفهم الضغط الواقع عليها بعد مكالمة الحقير فأكد بهزة من رأسه وابتسامه صادقة:
-هننام يا حُب.

لا بد انها صدقته لأنها افلتت نفس كانت تكتمه داخل صدرها ودلفت معه إلى الغرفة برضا واطمئنان بينما حاول عقله عدم التفكير في الأمر فوجودها بين ذراعيه غافيه حلم لا يصدق انه سيتحقق.

في صباح اليوم التالي...
سمعوا طرقات هادئة على الباب فخرج فهد من المرحاض ليشير لـزينة التي كانت توقظ ابنتها التي شاركتهم الفراش بعد منتصف الليل، بيداه متمتمًا في هدوء:
-خليكي يا زينة أنا هفتح.
وبالفعل توجه نحو الباب ليفتحه فوجد والدة زينة وصديقتها مديحة يدلفن بابتسامة واسعة وحماته تقترب منه لتسارع باحتضانه وهي تهنئه بفرحة غامرة وود جلي:.

-مبروك يا حبيبي صباحية مباركة يا عريس، ربنا يسعدكم يارب ويبعد عنكم أي حاجة وحشة.
-كان نفسي والله يا حماتي بس انتي مخلفة دبشة متنقلة.
غمغم بها فهد بصوت خفيض استوطنته الحسرة، لتسأله حماته عاقدة حاجبيها بعدم فهم:
-بتقول إيه يا فهد؟
سارع يصحح لها راسمًا ابتسامة مصطنعة:
-بقول الله يبارك فيكي يا حماتي.

ابتسمت هي الاخرى وتلتها مديحة التي هنئت فهد بنفس الابتسامة، لتظهر زينة مرتدية جلبابها الطويل ذو الاكمام الذي كانت ترتديه منذ أمس، لتحتضنها والدتها بحنان تتبعها مديحة...
نهضت والدتها وهي تسحبها من يدها برفق وتهتف بمكر:
-ثواني كده يا جماعه، تعالي يا زينة عايزاكي.
نهضت معها زينة عاقدة حاجبيها بعدم فهم حتى دلفوا الغرفة الخاصة ب رنا وتبعتهم الصغيرة، حينها سألتها والدتها وأساريرها متهللة:.

-هاا طمنيني حصل إيه امبارح؟
في البداية تسمرت زينة مكانها بصدمة وكأن سؤال والدتها سهم مفاجئ غُرز بمنتصف جسدها، أجابت بعد ذلك بصلابة وعدم تصديق ان فضولها مستمر للآن:
-محصلش يا ماما ومش هيحصل ابدًا، انسي اني أعامله كزوج بجد.
أمسكتها والدتها من ذراعها تعنفها بغيظ مكتوم:
-يابت فوقي بقا من الماضي الاسود اللي مش راضي يسيبك ده، فوقي هتضيعي راجل مفيش منه اتنين بسبب غباءك!

أبعدت زينة ذراعا والدتها عنها وهي تستدير متوجهة نحو طفلتها، وبدت وكأنها تخفي ندوب الماضي التي تشوه روحها والتي ظهرت لوالدتها بوضوح، وهي تقول بنبرة شديدة اللهجة حازمة قاصدة بها إنهاء ذلك الحوار السخيف:
-أنا فايقه يا ماما ولو سمحتي ماتفتحيش معايا الموضوع ده تاني، دي حياتي وانا عارفة همشيها ازاي.

زفرت والدتها بيأس تعلم أن الحديث لن ينفض أتربة الماضي عن جوهر الحاضر داخلها، وريثما تتحرك زينة نحو أبنتها، أردفت والدتها ببراءة كانت ستار لمكر انثوي:
-لكن انتي مش حرانه؟ اقلعي الجلابيه دي والبسي ترينج من ترينجاتك النص كم الحلوه دي بقا يلا.
رمقتها زينة بنظرة حادة تحذرها ولكن والدتها أشارت لها بإصبعها بصرامة:.

-لا بقولك إيه، قسمًا بالله ما هسيبك الا اما تلبسي ترينج نص كم، امال لو قولتلك البسي قميص نوم كنتي هتعملي إيه؟! يابت ده جوزك!
تنهدت زينة بقلة حيلة وهي تتوجه نحو حقيبة الملابس لتخرج احدى بيجاماتها القطنية وهي تستطرد موافقة على مضض:
-اهو يا ماما، أهو الترينج ياكش تحلي عن دماغي انتي والمحروس التاني وتبطلوا نغمة جوزك جوزك.

وبالفعل أبدلت زينة ملابسها بعدم رضا، لتنظر لنفسها في المرآة تتفحص تلك الملابس التي أبرزت عودها الفرنسي، لتتقدم والدتها منها كي تفك رباطة شعرها بحركة مفاجئة لينسدل شعرها الأسود الطويل مفرودًا على ظهرها، ثم اتجها نحو الباب مناديه بصوت عالي:
-يا فهد، تعالى عايزاك يا حبيب حماتك.
اتسعت حدقتا زينة بهلع لا تتخيل أنه سيراها بهذا الشكل، بمجرد تخيلها شعرت أن نبضها يرتفع بجنون وقد عصفت به مشاعر عنيفة..!

ولكن لم تفكر طويلًا في طرقه للاختباء اذ كان فهد يخترق عزلتهم في دقيقة مهمهمًا بإجابة:
-ايه يا حماتي فـ...
وابتلع حروفه حينما لمح زينة بتلك الهيئة الجديدة، فلعن تحت أنفاسه بصوت مكتوم، أكان ينقصه زيت يوضع على نار عواطفه التي اصبحت جمرات حارقة يضطر أن يكتمها بين ثناياه في كل مرة...!
خرجت حماته ولم تنطق بكلمة اخرى، بينما زينة سارعت تحاول النطق بتحذير وسيطرة واهية:
-فهد أطلع بـ...

ولكنه قاطعها حينما تقدم منها ببطء غامزًا إياها بطرف عيناه ليتابـع بعبث بينما عيناه المحترقة تمشط جسدها من أعلاه لأسفله:
-حبهان بس قمممر!
إتسعت حدقتا زينة وهي تنظر خلفه بحرج:
-خالتي مديحة!
فاستدار فهد بتلقائية ولكن لم يجد مديحة وفي تلك اللحظات استغلت زينة الفرصة وركضت هاربة للخارج وهي تضحك مرددة ببسمة منتصرة ونبرة أجشه محذرة:
-ابقى خلي بالك من عينك بتروح فين لاتوحشك!

فقهقه فهد بصوت عالي بفرحة لم يستطع إخفاءها على شقاوتها التي بدأت تفلت من بين زمام جديتها وصلابتها الظاهرية...!
انتبه فهد لرنا التي جلست بمنتصف الغرفة تتثأب وهي تقول برقة:
-صباح الخير.
فتوجه فهد نحوها يغمرها بين أحضانه وهو يقبل وجنتها بحنان:
-صباح النور على احلى روني في الدنيا.
ثم حملها برفق ليتوجه بها نحو الخارج، فركضت رنا بين أحضان جدتها، اقترب فهد من زينة هامسًا جوارها بهدوء مستفسرًا:.

-هي رنا مش بتروح حضانه ليه؟
نظرت له زينة ببرود وهي ترد:
-ملكش دعوة.
حرك فهد حاجباه وهو يستطرد لاويًا شفتاه يقلدها:
-ملكش دعوه!
ثم زفر بعمق مكملاً بيأس:
-رجعنا للدبشة تاني!
كادت زينة تتحرك من جواره ولكنه أوقفها حينما احاط خصرها بقوة يبقيها جواره شبه ملتصقة به ثم قرص على خصرها من الخلف بقوة ليست كبيرة مستغلًا تسترها على الوضع كي لا تنتبه والدتها وهمس جوار اذنها:.

-لو سمعت كلمة ملكش دعوه دي تاني قسمًا بالله ما هسيبك.
قال اخر كلمة ثم أفلتها متعمدًا لتتحرك هي مبتعدة عنه بسرعة وهي ترمقه شذرًا بسخط...

-ااه.
تأوه فهد حين التقى ظهر الملعقة بأصابعه وهو يحاول خطف إحدى حبات البطاطا ليحذر في غيظ وعبث لا ينفصلا عن شخصيته:
-لو المعلقه نزلت على ايدي تاني، المرة التانية هتنزل عليكي في مكان مش هيرضيكي!
رمقته شذرًا وعادت لتقليب الحساء المفعم باللذه ورائحة الحبهان الشهية تسيطر على الطعم.
فسألها فهد بتفكير:
-ايه سر رفضك للطبخ غير لما انزل اجيب حبهان من محلك عشان تطبخي؟
-مالكش دعوة.

قالتها بإهمال وهي تتنقل بين الأطباق فزفر في حنق فمنذ أصر على طهوها للطعام وهي تعامله كأنه طفل مزعج لا يطاق.
زم شفتيه في حنق وعقد ذراعيه لا يزال يتبع خطواتها في كل اتجاه حتى وقف والتفت إليه قائلة في استفزاز:
-ممكن تقعد في حته خيلتني!
-الله بتفرج، الفرجة كمان لا!
-اه لا!
قالت وهي تتخطاه وتتجه نحو موقد النار فاتبعها غير مبالي بهتافاتها واستطرد:.

-خلصي الأكل واكليني وبعدين قوليلي أبعد ومتبعدش، ثم ايه اللي مأخرك كل ده احنا بقالنا ساعتين في المطبخ ده.
استدارت نحوه وتخصرت ثم قالت بضحكة مستفزه:
-مالكش دعوة.
ضاقت عيناه في غيظ واقترب خطوه مهددًا:
-صدقيني لو قولتيلي انت مالك او مالكش دعوة متلوميش غير نفسك، تمام..!
زفرت وازاحته من امامها في ضيق وقد زاد احمرار وجهها بسبب نظراته المستفزة وحين كادت تنتهي بعد مده قاطع تركيزها بسؤاله الشقي المزعج:.

-في حد يطبخ وهو حلو اوي كده!
-ملكش دعوة.
قالتها تلقائيًا دون تفكير لكنها انتبهت لثوان الصمت التي تلت جملتها ورفعت عيناها تنظر نحوه لتقابلها عيونه المشعه بلمعة من التحدي والشغف لتتفاجأ بجسده يتحرك نحوها في سرعة وتلقائيًا صرخت في خفه وركضت في جنون هربًا منه.
تبعها صوت ضحكاته الرجولية المتسابقة مع وقعات قدميه الثقيلة من خلفها قبل ان يحملها في الهواء وينتهي بها الأمر ممده فوق طاولة الطعام في الردهة.

كبل ذراعيها أعلى رأسها ومرت عيناه على جسدها في وقاحة قبل ان يغمزها قائلًا بنبرة مشاكسة:
-أنا كنت عارف إن بعد الجوع ده كله الطرابيزة دي مش هتفضى من خيرات ربنا..!
التوت زينة أسفله معلنة في خجل وعيون متسعة:
-مش مصدقه قلة ادبك أنا!
تجاهل مقاومتها واقترب من شفتيها مبتسمًا قبل ان يهمس امامهما في شوق:
-قصدك تقولي اني قليل الأدب؟
-انت فعلا قليل الأدب!

قالت بصوت متقطع الأنفاس بسبب اقترابه المميت منها وشعرت برجفه تتملكها حين ارتفعت نظرته القاتلة من فوق شفتيها لتتعلق بعينيها البنية قبل ان يرسم ابتسامه مستذئبة ويهمس في خشونة:
-بس دمي خفيف!
وبذلك استقر بشفتيه فوق ثغرها الصغير الوردي يلتهم منها ما يرضيهما في عدم صبر وشوق يكاد يحرقهما سويًا.

ولكن لم تكتمل القلبة ليقاطعهم ضجيج حاد فوق الباب الخشبي لينتفض كلاهما بين خجل زينة وضيق فهد الذي اتجه نحو الباب هاتفًا بتوعد:
-طيب استنى في ايه!
فتح الباب ليتفاجأ بطفل وام مديحة تصرخ في وجهه:
-رنا اتخطفت!


look/images/icons/i1.gif رواية حبهان
  19-12-2021 07:56 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حبهان للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس

أطلقت زينة صرخة فزع باسم طفلتها وهي تركض للداخل تنتشل جلبابها بعشوائية وتضع حجابها ثم ركضت للاسفل ولسانها لا ينطق سوى باسم الصغيرة التي اختفت واختفى معها طمأنينة القلب وراحته...
وفهد يلحق بها مناديًا بأسمها ولكن لا حياة لمن تنادي، أخذت زينة تجوب الشارع بحثًا عن رنا حتى أستوقفت سيدة مارة وهي تسألها بلهفة:
-مشوفتيش رنا بنتي يا ست حسنات؟
فهزت الاخرى رأسها بأسف وهي تسألها:
-ليه هي مالها؟

ولكن زينة لم تقف امامها كثيرًا اذ ركضت تسأل باقي الاناس وهي تهز رأسها باكية وتردد بهيستيرية:
-مش لاقياها، مش لاقياها
أمسك فهد ذراعاها بحزم وعيناه تقابل عيناها التي تلبدت بها الدموع، ليهمس لها في حنو بصوت هادئ صلب:
-زينة امسكي نفسك، هنلاقيها صدقيني هنلاقيها متنهاريش بسرعة كده انا متأكد انها بتلعب هنا ولا هنا بس سرحت
دفعته زينة بعيدًا عنها ولم تعي النصل الذي صاحب كلماتها وهي تزمجر فيه بجنون:.

-اوعى متقوليش اهدي، انت مش حاسس بيا ولا هتحس، انت اناني وبارد ومابتحسش بحد اصلًا
اجتمع حولهم بعض السيدات والرجال وتعالت الهمهمات التي تحاول تهدئة زينة، بينما فهد لم تهتز ملامحه ولو للحظة، ابتلع الحصى الذي رمته في جوفه وصمت يمسك زمام أعصابه بصعوبة...
ثم تحرك باحثًا عن رنا بقلب يتآكله القلق، ربما لم تكن رنا أبنته، ولكنها استحوذت على ذلك القلب لتجعله مُكرس لها، تمامًا كما فعلت والدتها...!

بينما زينة كانت جالسة أرضا في منتصف الشارع بين أحضان والدتها التي اخذت تربت على كتفها تحاول مواساتها ولا تجد ما تواسيها به بينما زينة تهذي باستمرار:
-بنتي يا ماما، بنتي ضاعت مني يا ماما
فهزت والدتها رأسها نافية بسرعة تحاول جعل تماسكها سدًا امام دموعها التي اصبحت كالشلالات تمنعها من التدفق بصعوبة:
-لا لا، ربنا ما يوجع قلبنا عليها، باذن الله هنلاقيها يا حبيبتي.

أدارت زينة رأسها يمينًا ويسارًا علها تطفئ لهب شوق عيناها بالنظر لطفلتها ولكن لم تجد فصرخت بانهيار وهي تهز رأسها:
-مش موجودة، طب راحت فين ياربي راحت فين
ثم تجمدت عيناها فجأة وكأنها ادركت حقيقة كانت تتوارى منها، لتهمس بصوت مبحوح:
-هو، ايوه هو اكيد اللي اخدها منها عايز يوجع قلبي زي ما قالي
هبت منتصبة بسرعة تنوي الذهاب له ولكن فهد ظهر امامها يسألها بصوت أجش:
-انتي رايحه فين؟

فأجابته بلهفة وهي تستدير لتغادر:
-رايحه لمدحت اخد بنتي، مش هسيب بنتي معاه
هز فهد رأسه نافيًا، يقترب منها محدقًا فيها بثبات وكأنه يحاول زرع كلماته في عقلها الذي اصبح كالصحراء القاحلة:
-زينة لازم تثقي فيا شوية، أنا اللي هاروح ولو رنا معاه فعلًا صدقيني مش هرجع من غيرها والله
هزت زينة رأسها نافية بإصرار:
-لأ، رجلي على رجلك.

هز فهد رأسه باستسلام وبالفعل أخذها وتوجها لمنزل مدحت ، بدأوا يطرقوا الباب ولكن ما من مجيب، فأخرجت زينة هاتفها الموضوع في جلبابها لتتصل بمدحت ولكن ايضًا نفس النتيجة ما من مجيب...
فنظرت لفهد بعيون تقطر وجعًا وهي تهمس بوهن:
-مابيردش برضو يا فهد، شوفت انه هو اللي اخدها
سألها فهد بسرعة مستفسرًا:
-طب ليه قرايب ساكنين هنا؟
اومأت زينة مؤكدة ليسحبها فهد من يدها برفق وهو يخبرها بجدية:.

-طب تعالي وريني ساكنين فين، لازم ندور عليه في كل حتة ممكن يكون فيها
وبالفعل بدأت مرحلة البحث عن مدحت في كل الاماكن الممكنة ولكن اسفًا كانت النتيجة واحدة، وكأن الأرض إنشقت وابتلعته كما يقولون...!

عاد كلاً من زينة وفهد للحارة من جديد، ومع كل دقيقة تمر ينبش الشوق بأظافره الضارية في قلب زينة الملتاع بفراق ابنتها للمرة الاولى، فنظر فهد لرجال الحارة الذين كانوا يبحثون وكأنه يسألهم
هل من جديد؟
ولكن نظراتهم المتأسفة كانت اجابة صامتة بالنفي، استدار فهد يخبط جبهته بجنون، ليلمح طفل كان يلعب مع رنا دومًا معظم الايام، فركض نحوه بلهفة يسأله:
-تعالى يا حبيبي ثواني، انت كنت بتلعب مع رنا صح؟

اومأ الصغير مؤكدًا فتابع فهد تساؤله:
-طب اخر مرة شوفتها فين؟
اجاب الطفل بنبرة خفيضة بريئة:
-اخر مرة شوفتها لما كان عمو ياسر بيقولها حاجة وبيديها شيكولاته وراحت معاه
إحتدت عينـا فهد والأمل يتوهج فيهما، واخيرًا امسك بطرف الخيط...
استدار مسرعًا يعود لرجال الحارة يسألهم بنبرة سريعة صلبة:
-حد معاه رقم ياسر وساكن فين بالظبط؟

وبينما يجيبه الرجال وزينة ووالدتهم تقفان بتلهف ولوعة مزقت قلبهما، لمح فهد بطرف عيناه ياسر الأرمل الحقير يسير بهدوء في الشارع ليركض فهد نحوه دون لحظة تفكير اخرى يمسكه من تلابيبه وهو يهدر فيه بعنف:
-فين رنا يا راجل أنت
إنتفض الاخر فزعًا يصطنع الجهل:
-رنا إيه وانا ايش عرفني انا لسه راجع من بره دلوقتي!

لكمه فهد في وجهه بعنف ليسقط الاخر ارضًا متأوهًا بألم فالتف اهل الحارة حولهما ينظران لياسر بحقد شامتين وبعضهم يضربه مساندًا لفهد، جذبه فهد من ملابسه بقوة صارخًا فيه:
-هتقول وديت البت فين وإلا قسمًا بربي هفضل اضرب فيك لحد ما يظهرلك صاحب
أنهى كلماته ليتبعها بالفعل الذي يؤكد جدية نيته فبدأ يضربه بعنف ورجال الحارة يمسكونه، ولكنه كان يتأوه متألمًا وهو يستطرد بنبرة متوجعة:.

-يا ناس صدقوني معرفش راحت فين ولا شوفتها انهارده حتى
جذبه فهد بعنف نحو دكان زينة وهو يردد بلهجة اجرامية:
-سيبوهولي بقا انا هربيه في الدكان الاول وبعدين هطلع بيه على القسم واعمله محضر خليهم يكملوا عليه
حينها سارع ياسر ينطق بسرعة بحروف متوترة متفرقة:
-خلاص استنى هقول، انا ماخطفتهاش انا وديتها لابوها
-وديتها لابوها فين انطق؟!
وعندما صمت الاخر بملامح قلقة متورمة من ضربات فهد هزه فهد بعنف وهدده:.

-قسمًا بالله هحبسك انت بتهمة خطفها واهل الحارة شاهدين على كلامك
حينها أردف ياسر والخوف يتملك حروفه:
-والله العظيم أنا استنيته في شارع جمبنا وادتهاله ومعرفش راح فين بعد كده!

ليلًا...
سندت زينة رأسها على جانب مقعد الجالسة عليه وهي في حالة مرزيه بعيونها الحمراء المنتفخة من شدة البكاء، لا تصدق ان صغيرتها مختفيه منذ الصباح، لا تصدق انها بعيدة عن احضانها...
انهمرت دموعها من جديد وهي تضرب ساقها في قهر قائله لوالدتها الجالسة بجوارها:
-هموت يا ماما أنا عايزة بنتي هاتولي بنتي!

-يا بنتي وحدي الله عشان خاطري وان شاء الله بنتك هترجعلك، حسبي الله ونعمة الوكيل فيك يا مدحت ربنا يقهر قلبه زي ما هو قهرك كده.
سمعت الباب يُفتح وهرعت في لهفة وجنون نحو فهد العائد وحيدًا لتنطفئ لهفتها ما ان أغلق الباب فخبطت على صدرها وهي تقفز كالمجنونة في مكانها صارخة:
-قولتلكم سيبوني انا هدور عليها حرام عليكم.
-اهدي قولتلك هرجعلك بنتك متعمليش كده!

قالها في حده وهو يحاول تهدئتها لكنها دفعته عنها في حنق وأشارت إليه باتهام:
-أبعد عني انت السبب في كل اللي بيحصل ده، منك لله زي ما خربت حياتي،
انا كنت عايشة انا وبنتي مبسوطه منك لله اهو خدها مني بسببك.
انهت جملتها في وهن وهي تجثو أمامهم فتجاهل دعواتها التي تمزق صدره وتؤنبه وجثا جوارها يربت على ظهرها في حنو مؤكدًا:.

-والله العظيم هرجعها، صدقيني يا زينة بكره هتكون عندك انا كلمت كل زمايلي وكل معارفي الظباط وكلهم بيجمعوا معلومات عن اماكن وجوده.
ارتمت زينه بين أحضانه تكمل بكائها في حصره دون اهتمام لوالدتها الباكية خلفها، تقبلها فهد بين ذراعيه وعدل من جلستهما وهو يضعها بين ساقيه ويحتضنها وكل امنياته ان يمتص ذلك الحزن المسيطر عليها.

وعقله منشغل بمكان زوجها المختفي منذ الصباح فقد توجه برفقه صديقه الشرطي بعد أن تأكد ان الشرطة لن تتحرك إلا بعد مرور اربعة وعشرون ساعة وبحث عنه في مكان عمله حتة منزل زوجته الأولى لم يتركه لكن دون جدوى.
مرت فترة طويلة يتركها فيها تخرج ما بداخلها حتى شعر بثقلها يزيد بين ذراعيه وانفاسها المتقطعة غير قابلة للسيطرة على شهقاتها المنتزعة من قلبها الحزين، رفعها بعد دقائق وهمس لوالدتها:.

-ادخلي ارتاحي شويه يا أم زينة وبكره ان شاء الله كلنا هنطمن.
-انا خايفة على الغلبانه دي لتكون اغمى عليها مش نايمة.
صرحت والدتها القلقة فعدلها بين ذراعيه وهو يطمئنها:
-متقلقيش الضغط العصبي ده كله تعب جسمها هي نايمه بس للأسف مش هتفضل نايمه كتير.
هزت رأسها وهي تقبل جبينها ثم رفعت كفيها للسماء تدعوا بحرقة على ياسر وزوجها السابق الذي حرق قلوبهم ودمر افراحهم.

بعد ساعات...
جلست زينة في منتصف الفراش بعيون زائغة تتابع حركات فهد الذي يبدل ملابسه دون اهتمام لانه يتنقل شبه عاري حتى ارتدى قميصه قبل ان ينظر لها ويرسل اليها نظره مليئة بالشفقة مؤكًدا:
-خير يا زينة، انا قدرت اجمع حاجات عن جوزك مكنتيش تتخيليها وهجيب رنا لحضنك تاني انا بوعدك.

اكتفت بهزة لا ترى من رأسها وعقلها ينسج خطة للتمرد بذهابه فهي ترفض أن تبقى ساكنة وابنتها الوحيده مختفية ومين يدري كيف وصل بها الحال بدونها..!
ثم اقترب منها يقبل مقدمه رأسها في حنو وهو يحثها في هدوء:
-قومي افطري عشان ما تقعيش من طولك.

لم تجيبه واكتفت بالنظر إلى أقدامها فتنهد وهو يلعن الحياة التي ترفض الابتسام نحوه حتى بعد أن حقق حلمه بوجودها كزوجة داخل داره أصرت الحياة على انتزاع الفرحة التي أنارت ظلمات حياته البائسة...
اتجه نحو الباب ليتوقف في منتصف الطريق عندما صدح صوت رنين هاتف زينة التي ارتمت للخلف تجذبه لتتنفس في راحه وهي تخبره:
-ده مدحت..
ثم ردت بلهفة مجنونة:
-الو بنتي فين يا مدحت؟

ركض فهد نحوها والصق أذنه بالهاتف جوار رأسها فسمعه يقول:
-بنتك مين؟ تقريبا هي بنتي انا.
-حرام عليك متلعبش بيا وقولي بنتي فين، حرام عليك دي لسه صغيره متدمرهاش بالطريقة دي.
سمعت صوته المستمتع بانهيارها وكأنه بهذه الطريقة يعيد تهذيبها، ثم أردف بمكر استوطن نبرته الأجشة:
-هو شرط واحد صغنن وبنتك ترجع لحضنك تاني
نبض قلب زينة بلهفة وهي تسرع القول:
-قول انا مستعده اعمل اي حاجة بس بنتي ترجع لحضني.

وحينما نطق مدحت بشرطه الصغير إتسعت عينـا زينة بتوجس مصدوم وهي تحملق بفهد الذي لم يقل صدمة عنها و...


look/images/icons/i1.gif رواية حبهان
  19-12-2021 07:57 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حبهان للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع والأخير

إنتشل فهد الهاتف من بين يد زينة وهو يصرح مزمجرًا بغضب:
-أنت مجنون يا راجل أنت! تخطف البنت وكمان بتتشرط ده انا هاوديك في ستين داهية.
فرد الاخر بسماجة:
-اهلا بسبع البرومبة، خطف ايه بس ده انا حتى ابوها!
بينما زينة مُحنطة امامها وكأنها تمثال خاوي الروح، لا يتردد بعقلها سوى شرط مدحت ألا وهو أن تُطلق زينة من فهد ..
وفي نفس اللحظة تدرك أن فهد لن ينفذ هذا الشرط بسهولة، لا مهلًا بل لن ينفذه بتاتًا..!

انتبهت لجملة فهد التي كانت سيولًا ملتهبة من الغضب الذي تجمهر بجنون في عيناه وهو يهدر باستنكار ممسكًا بالهاتف:
-ابوها! وابوها ده مختل عقليًا وبيضرب امها يوميًا وبيأذي الطفلة نفسها نفسيًا وجسديًا وماينفعش الحضانه تبقى لي.
سمعا تأتأة مدحت الباردة عبر الهاتف وهو يردد:
-بقولك إيه انا كلامي مع زينة مش معاك، واللي عندي قولته، لو عايزه تشوف البت هي عارفه مكاني.
فصاح فهد بنبرة خطيرة قاصدًا تهديده:.

-بقولك إيه انت، طلاق مش مطلق والبنت انت هترجعها غصب عنك مش بمزاجك.
حينها جذبت زينة الهاتف من يد فهد بعنف لتهتف مسرعة بنبرة ضعيفة:
-استنى يا مدحت، قولتلك انا مستعدة اعمل اي حاجة بس بنتي ترجعلي هي اهم عندي من اي حاجة.
-يبقى اتفقنا!
قالها مدحت بنبرة خبيثة مرتاحة والأفاعي الشيطانية داخله على مشارف نيل مرادها..!
ليزمجر فهد قرب الهاتف حتى يسمعه ذاك المدحت اللعين:.

-قدام القانون انت اللي خسران يا مدحت وهتشوف وهتتأكد من ده لما احبسك
سمع ضحكة سمجة من مدحت قبل أن يغلق الهاتف في وجههم ضاربًا بكلام فهد عرض الحائط...
ركضت زينة نحو ملابسها بلوعة قلب أم فُطر من ابتعاد نبض قلبها عنها، بينما فهد يحاول إيقافها بنبرة حاول جعلها لينة ولكنها خرجت حادة أجشه رغمًا عنه وهو يمسك ذراعها بقوة:
-انتي رايحه فين؟ مفكراني هاسيبك تروحيله لوحدك تبقي مجنونة ومتعرفينيش، انا اللي هاروح.

هزت زينة رأسها نافية بعناد تملك كافة جوارحها في تلك اللحظات:
-لا يا فهد، انا هاروح معاك متتوقعش مني ابدًا اقعد هنا مستنيه بكل هدوء
حينها تنهد فهد باستسلام كالعادة يحاول مراعاة الأم الصارخة بألم الفراق داخلها، ليهز رأسه موافقًا على مضض وهو يخبرها:
-إلبسي بسرعة وانا هنزل اشوف أي تاكسي.
اومأت زينة مؤكدة وهي تركض لترتدي ملابسها بسرعة...

بعد فترة...
وصلوا المنزل الذي يقطن به مدحت فتقدم فهد امام زينة يطرق الباب بعنف ويداه متحفزة لضرب ذلك اللعين مدحت ليفرغ طاقة الغضب التي كانت في أوجها...!

بالفعل فتح مدحت الباب فأمسكه فهد بعنف من تلابيبه وهو يصرخ في وجهه متسائلا:
-فين رنا يا مدحت الكلب؟!
ركضت زينة نحو الداخل تبحث عن طفلتها بلهفة وهي تنادي باسمها، ليستوقفها صوت مدحت الساخر وهو يقول:
-اكيد هي مش هنا، انا مش عبيط عشان اجيبها هنا!
حينها تركه فهد يلتقط أنفاسه محاولاً جعل غضبه يتنحى جانبًا ليعطي للعقل مساحة في تلك المعركة الغير محتومة.
فتابع بصوت صلب خامد يخفي ذريع الغضب خلفه:.

-أنت بتعمل كده ليه؟! هتستفاد إيه من اللي بتعمله؟
رفع الاخر كتفاه ببرود وتشدق بـ:
-ان بنتي ماتترباش في حضن راجل غريب وابوها على وش الدنيا.
حينها اقتربت زينة منه بعيون لامعة باكية خالطها شعاع خافت من الأمل والشوق:
-يعني لو اتطلقت هتديني بنتي؟
جملتها جعلت فهد يقف ثابتًا مكانه بينما داخله تصدع ألف مرة وهو يشعر بمرارة الوجع من جملتها التي أصابت رجولته وكبريائه في مقتل...!

ألهذه الدرجة تتلهف للطلاق منه؟!، ألا يؤثر فيها غيابه ولو بنسبة صغيرة..؟
نحى الكرامة جانبًا وعاد عشقه لها وإصراره يمسكا لجام الأمور مرة اخرى حينما جذب زينة من يدها بعنف رغمًا عنها يسحبها نحو الخارج معه وهو يردف:
-يلا يا زينة بلا كلام فارغ.
ثم رفع إصبع يده الاخرى ليؤشر لمدحت بغضب أهوج وصل قممه:
-ورنا هترجع لحضننا تاني وانهارده كمان.
حاولت زينة التملص من بين يداه وهي ترجوه بخفوت:.

-لا يا فهد، لازم نسمع كلامه يا فهد عشان رنا بالله عليك سيبني.
ولكنه لم يكن يستمع لها، كان صامت يحاول أن لا ينفجر بوجهها فيزيدها وجعًا فوق وجعها، يحاول أن يراعيها وهي التي لا تراعيه بأي طريقة كانت...!
هبطوا فرمى فهد نظرة قوية جامدة نحو زينة وهو يخبرها بنبرة مشدودة:
-كل اللي اقدر اقولهولك طلاق مش هطلق وبنتك هترجعلك، لو ماقدرتش ارجعهالك ساعتها حقك تتطلقي!

هبط على الدرج ومن خلفه زينه المتوسلة إليه بتركها فالتفت نحوها يخبرها في غضب:
-انا مش هطلقك ولو السما اتربقت على الأرض.
-انت كده عصبته وهتخلي ميرجعليش بنتي ويعاند أكتر.
قالت وهي تمسك يده بين كفيها في توسل لتركها فهز رأسه بالرفض مؤكدًا:
-افهمي وفكري ده واحد ندل مش أمين لا عليكي ولا على بنتك وانا مستحيل اسمحله يتحكم في حياتك تاني.
-انا ماليش حياة من غير بنتي.

قالتها بين عبراتها المتألمة في صدق، فأجابها بصدق أكبر وهو يمسح دموعها بكفيه:
-وانا ماليش حياة من غيرك انتي وهي.
مرت لحظة طويلة تعلقت فيها نظراتهما الحزينة ببعضهم البعض قبل ان تتنهد زينة وتردف في خفوت:
-قولتلك أنا ماليش حظ مصدقتنيش.
-انتي الحظ كله يا حبهان.
أصر وهو يضغط على كفيها قبل ان يرفعهم لتقبيلهما فمالت تسند بجبينها فوق صدره وهي تخبره بنبرة متعبة:
-انا لو مشوفتش بنتي انهارده هيجرالي حاجه.

قطع حديثها صوت رنين هاتفها الذي كان يقبع في سروال فهد، فأسرع بإخراجه واجاب بنفسه حين اخبرته بأنها زوجه مدحت الأولي:
-ألو..
جاءه صوت إمراه مرتبكة وهي تتساءل:
-تلفون زينة؟
-ايوة انا جوزها.
صمتت في تردد قبل أن تقول في سرعة وكأنها تخشى التراجع:
-انتوا عايزين البنت مش كده؟
اتسعت عيناه وهو يحاول الابتعاد عن مرمى مسامع زينة المترقبة وسأل:
-اكيد طبعا ودي محتاجه سؤال.
-انا هقولك على مكانها بس بشرط!
-ايه هو؟

سأل في لهفه وهو يشعر بالأمل يتولد داخل صدره:
-إياك تجيب سيرتي لمدحت جوزي والموضوع يحصل كأنك اتهجمت عليا انت وامها وخدتوها من عندي.
مد ذراعه يجذب زينه التي تحاول الاستماع معه وركض بها إلى الخارج يوقف عربة وهو يجيب في سرعة:
-هي عندك في البيت؟
-ايوة.
-نص ساعه وهكون عندك.

طلب من السائق الذهاب إلى عنوانها في سرعة والتفت نحو زينة يخشى اخبارها بانها على بعد خطوة من العثور على ابنتها فيفاجئهم القدر بلعبة أخري، قطع تفكيره سؤالها الملح بتكراره:
-فهد فهمني كانت عايزه ايه؟
-عايزة تقابلنا شكلها عندها معلومات عن رنا.
رفعت زينه يدها للسماء وانتقلت لمراقبة الطريق تعد الثواني قبل ان تلتفت متسائلة في تعجب:
-وهي هتساعدنا ليه دي مش بتطقني!
ربما هذه هي الإجابة، فكر فهد قبل ان يخبرها:.

-قولي يا رب يا زينه ادينا رايحين وعلى وصول وهنفهم كل حاجه.
وبالفعل بعد وقت قصير كان كلاهما يقف أمام الباب منتظرين ان تستقبلهم المرأة، وبالفعل فتحت لهما الباب لتقول في توتر ووجه شاحب دون مقدمات:
-لو مدحت عرف انا ممكن اروح فيها انا وعيالي، انا كلمتك عشان أم والبنت هتموت عشان امها من امبارح.
قفزت زينة للداخل تحاول تقبيل يدها وهي تتوسل:
-انتي عارفه بنتي فين، قوليلي وحياة ولادك!

جذبها فهد نحوه رافضًا إظهارها للضعف امام أيا كان فقالت السيدة مؤكده وهي تتجه للداخل تفتح أحد الأبواب الخشبية لتجد زينة صغيرتها جالسه فوق الأرض تعبث بخيط رفيع داخل السجادة المفترشة فوقها.
-رنا.
رفعت الفتاة وجهها في عدم تصديق ولم تنتظر زينة ثانية وركضت تفترش الأرض جوارها وهي تحتضنها وتبكي في حرقة بينما جاورها فهد وهو يتفحص حدوث أي أذى لها قبل ان يعود بنظره للسيدة المرتبكة ويخبر زينة:.

-احنا لازم نمشي قبل ما تحصل حاجه تانيه.
وقفت وهي تحمل صغيرتها وتوجهت نحو السيدة تحتضنها في قوة شاكرة إياها:
-ربنا يبعد عنك الشر ويباركلك في عيالك.
ابتسم السيدة بقليل من الذنب وهي تودعهما فهي لها أغراضها الأنانية في اعادة الصغيرة فهي ترغب في اختفاء زينة وطفلتها من حياتها حتى تستطيع ممارسة مأساتها مع مدحت في سلام فعلى الأقل كل ما له سيكون لأطفالها فقط.
-أرجوكم ده سر بينا انا ممكن أتأذى لو حد عرف.

-صدقيني جميلك ده في رقبتي أنا وعمري ما هفتح بقى غير بكده وهعمل اللي يأكد على كلامك ده في أقرب مما تتصوري.
لمعت عيناه في توعد مرير وغضب مكتوم نحو زوجها قبل ان يسير بزينة ورنا إلى العربة ومنها إلي المنزل وهو غير قادر على تصديق إنه نجح بالفعل باستعادتها دون خسارة حبهان التي اخذت طفلتها بين ذراعيها واغمضت جفونها في راحه وهي تقبلها كل بضع ثوان.

وكاد ينفجر قلبه وهو يراقب الطريق حين شعر بأصابعها الرقيقة تلامس كفه تضغط فوقه في شكر مرسله إليه ابتسامه امتنان ليغمز لها مقبلًا أصابعها قبل ان يميل لتقبيل رأس الصغيرة المستقرة فوق صدر والدتها، ووقتها فقط سمج لنفسه بالاسترخاء والتنفس.

بعد أن أعاد أسرته إلى المنزل سالمين تركهم فهد وانطلق نحو منزل مدحت يطرق الباب بعنف منتظرًا أن يراه على أحر من الجمر ليذيقه مرارة الألم التي لم تغادر جوفه منذ أن فعل مدحت ما فعل.
فتح مدحت الباب بنظرات باردة كالعادة ولكن فجأة تحولت لملامح متشنجة بالألم حينما لكمه فهد بعنف وغل وهو يدفعه نحو الداخل ويصيح بهمجية:
-رنا بقت معانا يا **** وربي لاطلع عليك القديم والجديد يا كلب.

كاد مدحت ينهض ليرد الضربات لفهد ولكنه لم يلحق إذ هجم فهد عليه يكيل له الضربات في كافة انحاء جسده وهو يسبه بشراسة بين كل ضربة والاخرى:
-وديني ما هخلي فيك حتة سليمة حتى تخليك ترفع عينك في وش النسوان يا **** يا عرة الرجالة.
فصاح مدحت لاهثًا بنبرة متقطعة فاح منها الألم:
-انت مفكرني هسكت على همجيتك دي، انا مش هسكت.
ازدادت ضربات فهد غلًا وهو يهدر فيه بكل الجنون الذي كان يغلي وأخفاه بين ثنايا صدره:.

-ابقى وريني هتعمل ايه يا روح ماما.
وما إن انتهى منه واصبح وجهه مغطى بالكدمات وقطرات الدماء، نهض فهد يرميه بنظرة مشمئزة ثم لكمه بقدمه بعنف وقسوة في بطنه ليكمل بوعيد:
-قسمًا بالله اللي ما بحلف بيه كدب لو شوفتك جمب رنا او زينة تاني هاكسر عضمك كله.
ثم هبط لمستواه يجذبه من ملابسه مقتربًا منه وهو يخبره بهسيس يشبه فحيح الافعى:.

-ومش بس كده ده انا هبلغ عنك وعن شغلك الشمال في الوكالة يا زبالة وهدمر حياتك، دي اخر مرة هحذرك.
فيما اتسعت عينـا مدحت بفزع وكل ما يدور بعقله هو كيف علم فهد بمخالفة عمله للقانون فهز رأسه بقلق، لن يخاطر بدمار عمله وحياته كلها في سبيل تلك الطفلة البلهاء!..
بينما فهد أعطاه ظهره ليغادر وهو يتنفس بصوت مسموع وكأنه اخيرًا استطاع أن يهدم ذاك الجبل الذي كان يحجب نور السعادة عن حياتهم...!

بعد مرور أسبوع..
صرخت زينة في انزعاج وهي تحاول الطهو بينما زوجها الأحمق وصغيرتها يلهوان حولها فوبختهم:
-ما هو العيب مش عليكي، العيب على الكبير العاقل.
ضحك فهد وهو يشير إلى رنا متسائلًا:
-لما هو العيب عليها بتكلمنا احنا ليه؟
-انا اعرف!
قالت الطفلة في تعجب لتناظرهما زينة في حنق وغيظ لمزاحهما المزعج الذي تحتل فيه الصداره ثم قالت:
-طيب اتفضلي على اوضتك لحد ما اخلص.

لوت رنا شفتيها واتجها في صمت لغرفتها قبل ان تستدير نحو فهد الذي يرمقها شزرًا وتخبره في جديه:
-وانت اهدى شويه قدام البنت، رنا بقت تقول ٢٤ كلمه في الدقيقه ولسه مقضتش غير اسبوع واحد معاك،
بالطريقه دي بنتي مش هتفصل كلام وشقاوة.
-يا ستي سبيها تعمل شقاوة ولا انتي غيرانه منها؟

قال بنبرة مازحه وهو يحاول اختطاف عناق منها فمنذ ما حدث الأسبوع الماضي وهي ترفض الابتعاد عن ابنتها والنوم بجواره وقد سمح لها بذلك ممني نفسه بأن الحياة لا تزال امامهما، ولكن هذا لا يعني انه لن يتصيد المواقف ليصير قريب منها.
هددته بالمعلقة الخشبية وهي تلتف حول المكان قائلة:
-عيب عليك رنا صاحية.
-يعني استنى لما تنام.

قالها في مكر وعيونه تلمع برغباته الوقحة التي صار لا يقدر على كبحها فسعلت بخفة دون إجابه فأقترب منها يحتضنها ويحثها بقبله رقيقة فوق كتفها:
-هتنامي جنبي انهارده؟
تصلب جسدها لكنه استمر في فرك رأسه بحنو بين طيات خصلاتها وعنقها يتوسل حبها واهتمامها وهو يزيد من ضغط ذراعيه حولها ويهمس:
-ولا اجي انام انا جنبكم.

هزت رأسها بالموافقة دون تفكير وشعرت بأنفاسها تعلو وتتقطع وهو يمطرها بوابل من القبلات الناعمة خلف رأسها وجانبها حتى استقر بشفتيه بين ذلك المكان السحري المتوسط لعنقها وكتفها.
دفعته عنها في خفه وهي تردف بنبرة منخفضة:
-ماما هتتعشا معانا وهي على وصول دلوقتي.
تنهد في أسى قبل ان يضغط على جسدها يقربها من احضانه مرة أخيرة ثم ابتعد عنها خطوات مثقلة وقال:
-تنور وانا هجهز السفره بس سبيني اطلع رنا من الاوضه.

هزت رأسها فركض دون جدال ينادي رنا في نبرة منتصرة، خرجت منها ضحكة صغيرة مستمتعة بكل حركة مشاكسه تصدر عنه او عن صغيرتها.
وبالفعل سرعان ما حضرت الوالدة وبعد مرور وقت العشاء بدأت في التثاؤب دون توقف فأخبرها فهد بتهذيب:
-لو حابه تريحي جوا اتفضلي يا طنط.
تثاءبت من جديد وهي تقول بابتسامه صغيرة:
-انا عايزة اقولك لو ريحت هنام للصبح والناس تقول ده معداش على جواز بنتها اسبوع وراحت باتت عندها.

ضحك فهد وهو يعطيها يديه ليجذبها لوضع الوقوف قائلًا:
-ما يتحرقوا الناس، المهم احنا، اقسم بالله لتباتي معانا ولا ايه يا زينة.
-اه خليكي يا ماما معانا احسن.
تململت والدتها وهي تلتقط في يد فهد وتقول في توجس:
-اعذروني بقى الا انا بقيت عضمه كبيرة، يلا يا رنا!
انهت جملتها مناديه لحفيدتها فتعجبت زينة التي اخبرتها:
-سبيها هتنام جنبي.
-يوه تنام جنبك فين، روحي يابت بلاش قلة ادب نامي مع جوزك وسبيني مع حفيدتي.

لم يستطع فهد السيطرة على اساريره المنفرجة او السيطرة على تلك الابتسامة المشرقة التي تأكل كامل وجهه، لتنظر زينة نحوه بقلق وتوجس من تلك البراءة التي يرمقها بها ما ان دلفت والدتها وصغيرتها إلى الغرفة ليقطع تفكيرها حين قال:
-تصدقي الواحد مكنش عارف انه محتاج ينام اوي كده، مش يلا بينا!
-لا مش عايزة انام.
-دي شكليات مش هنختلف كتير تعالي.
قال مبتسمًا بمكر وهو يتجه نحوها ويدفعها دفعًا للغرفة لتهمس في حده:.

-فهد مش بحب هزار الايد.
-معلش.
قال باستفزاز وهو يدفعها للغرفة تمامًا قبل ان يغلق الباب ويحكم إقفاله، ليكتسب وجهها حُمرة قاتله وهي تدور بتوتر وتتجه نحو المرحاض مغلقه الباب خلفها.

فركت كفيها تحت الماء في توتر وقلق وقلبها يعلم تماما إلى أين ستتجه بهم الأمور فقد انتظر عليها كثيرًا وأظهر جانب رحيم لم تظن إنها ستراه في رجلًا يومًا، فمهما تظاهرت بالنوم هي تشعر به حين يدلف ليلًا إلى غرفة رنا لتقبيل رأسها ورأس ابنتها قبل أن يحكم عليهم الغطاء قبل الذهاب لغرفته للنوم حاكمًا عليها بالبقاء متيقظة تائهة في مشاعر غريبة اقحمها عنوه داخل صدرها.

تنهدت بعد أن مر كثير من الوقت وهي بالداخل فمن المستحيل ان تقضي الليلة هنا، زمجرت فعليها رد جزء مما يفعله لها ولابنتها كما تخبرها والدتها فرغم قصر وقتهما معًا إلا ان صدق افعاله تتحدث بحبه لها ولابنتها، تنهدت فهو بالفعل يستحق ان تنسى الماضي وان تعطيه فرصة.
خرجت فاتسعت عيناها وهي تجده متكأ على إطار الباب فاحمرت وجنتها في خجل وقالت في نبرة حادة انتهت منها خافته ضعيفة:
-أيه قلة الذوق دي!

مد ذراعه خلفها ليمسك مقبض الباب ويغلقه ويجبرها على الاقتراب نحوه لكنها تحركت خطوتين بجانب جسدها تفصل بينهما ورمقته في توتر وهي تراه يقترب خطوة ويميل بجانب جسده جوارها في اريحيه مريبة وهو يتفحص وجهها بعينيه المتعلقة بأدق تفصيلاتها.

رفضت عيناها المضطربة ملاقاته فهبط ببصره نحو أصابعها التي تفرك دون توقف، لمعت عيناه ثم ارتسمت على وجهه شبة ابتسامة وهو يترك جسده يميل على الحائط نحوها في خفة ليستقر بشفتيه دون مقدمات فوق شفتيها المتفاجئة في شوق ومجون..
ثم أفشل هروبها عندما احاط ذراعه حول خصرها الصغير وشعر بدفء يجتاحه عندما ضمها اليه بكلا ذراعيه القوية فوجدها تميل نحو جسده في سكون واستسلام مثير.

ربت فوق ظهرها ورأسها بحنو ورقة مستمتعًا بقبولها للمساته وقربها أكثر بلهفة عندما شعر بذراعيها يحاوطان خصره فأبتعد ليلتقطا انفاسهما فأغرق رأسه في عنقها ذلك المكان السحري الذي ينسيه العالم وما فيه.
طال بهما الوقوف في صمت رائع لا يرغب في انتهاءه لكنه امسك كفها وتوجه نحو الفراش في خطوات متأهبة وعيناه لا تفارق وجهها المشع خجلًا فهمس:
-في حد يخطف قلب حد كده؟

ابتسمت قليلًا مستمتعة بحسه الفكاهي الذي خفف من توترها حينما استلقيا سويًا، سعلت بخفه وشعرت بالحرارة تنساب من وجهها عندما خلع قميصه واصبح شبة عاري، ارتبكت أكثر حين مال نحوها بعيون متقدة لكنه حاول تخفيف حدة مشاعره فقال في نبرة شقية:
-أمك بتسلم عليكي وبتقولك الدنيا حر!

أنهى جملته وهو يجذب طرف ملابسها، فتحت فمها للاعتراض بخجل لكنه اوقفها بفمه الشغوف الذي تحرك في عنفوان فوق ثغرها الرائع الشهي ليضيع اعتراضها مع الريح.
رفع رأسه بعد دقائق ليلتقطا أنفاسهم اللاهثة فسألها مضيقًا عيناه ببراءة لا تليق بوقاحة ما يفعله:
-مش عايزه تقوليلي حاجة يا حبهانتي؟

حينها عضت زينة على شفتاها غير قادرة على نطق تلك الكلمة التي تحسها بكل ذرة بها، ولكن حتى لا تطفئ ذلك الوهج اللامع يزين عيناه كالبدر وسط ظلام الكرة الأرضية، قالت بنبرة خافتة ناعمة:
-بحبك..
ولم تنطق بالمزيد فقد اكتسح شفتاها بشفاه وكل ذرة به تهلل من روعة ذلك الشعور بالاكتمال، فخطف انفاسها في مغامرة من العشق لم تكن تتخيل حلاوة مذاقها يومًا...

بينما غرق فهد بين نبضات وخفقات قلبه وقد نال عشق سهر بسببه في شوق أيامً وليالي، فالعشق طاغية ونحن له عبيد طواعية.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 2 < 1 2 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1763 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1271 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1320 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1136 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2066 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، حبهان ،












الساعة الآن 06:55 PM