logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية ديفشا
  05-12-2021 01:28 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الرابع عشر

أمير غرقان في وجعه وألمه وفجأة باب اوضته اتفتح بعنف و فاق على صوت باباه اللي دخل وشغل نور الاوضة وزعق: عاجبك كده ؟ طفشتها ؟ وصلت الراجل الطيب انه يخرج عن شعوره وياخدها بالمنظر ده ؟ انت ايه ؟ ما ينفعش يكون في حاجة كويسة في حياتك ؟ ارحم بقى !
عدلي بيتكلم وهو مش حاسس بأمير ولا شايف دموعه اللي مسحها بسرعة .. بيتكلم ويلوم وبس
امير استناه لحد ما سكت وبعدها وقف: خلصت كلامك ؟ لومتني انا كعادتك !

عدلي مش قادر ياقبل فكرة ان شهد سابت البيت او ان محسن صاحبه يخرج من حياته بالشكل ده وكعادته معندوش غير إبنه يلومه فبيزعق: امال عايزني الوم مين ؟
امير معدش قادر يتحمل الملامة على كل حاجة تحصل في البيت ده، من كام سنة وهو الملام على كل كبيرة وصغيرة كفاية بقى وقف وزعق: تلوم نفسك ! لمرة لوم نفسك وتحمل مسؤولية اخطاءك .. انت السبب في كل حاجة .
عدلي وقف قصاده: صح ! انا اللي قلتلك اعمل حفلة واعزم اهل مراتك وافضل طول الحفلة هين فيها هيا وعيلتها ومد لسانك لها طول الحفلة .. تصدق فعلا انا السبب!

أمير غمض عنيه مش عايز يفتكر نظرات شهد وحسرتها ووجعها وعارف ان ابوه عمره ما هيفهم هو عمل كده ليه ! وليه بعدها عن حياته بالشكل ده ! عمره ما هيفهم انه هو مجرد حطام لبني ادم مش بني ادم ومكنش ينفع يحطم معاه شهد وبرائتها معاه .. شهد تستاهل اللي يسعدها ويحافظ عليها مش يشدها لوحدته ولألمه ولمعاناته فبص لأبوه بوجع: ولا عمرك هتفهم ابدا .. عمرك ما هتفهمني .. انت عارف مشكلتك ايه ؟ انك بتصدر اوامر وبس .. بتشوف ايه اللي يناسبك وتعمله بغض النظر عن اي اعتبارات تانية او اي حد غيرك .. بتختار ديما اللي يريحك وبس .

عدلي مش مستوعب كلام امير وكل اللي فاهمه انه جوزه ملكة على عرش البنات وهو باستهتاره ضيعها من ايده .. ده بس اللي فاهمه وبالتالي لام ابنه: اختارتلك انسانة مليون واحد يتمنوا ضفرها وانت ضيعتها بغباءك .
امير بوجع: اختارت واحدة تريحك انت .. تقوم بدورك كأب .. قولت اشوفله واحدة متدينة تعلمه اللي انا كان المفروض اعلمهوله من وهو عيل صغير .. جبتها وحطتنا مع بعض .. ولا عملت اعتبار لمشاعرنا ولا اختلافتنا اللي من السما للارض ولا عطيتنا حتى الوقت اللي نقدر نقرب المسافات .. بس قررت واجبرتنا ننفز رغباتك .
عدلي معدش قادر يسمع لوم من امير عن اخطاؤه كأب: انت بتستمتع بدور الضحية ! المغلوب على امره صح ! بتحب تعيش الدور ده قوي بطل بقى وفوق لنفسك وشوف هتجيبها ازاي وترجعها البيت ازاي اتفضل .

امير بص لابوه بتحدي: ضحية ! ماشي بس معلومة بقى صغيرة شهد مش هترجع البيت ده تاني .
عدلي اتجنن من كلام ابنه واصراره على انه يبعد عن شهد وكالعادة لجأ للأسلوب اللي كان بينفعه وامير صغير ونسي ان أمير معدش الولد الصغير اللي هيخاف من تهديدات ابوه .. بص لعنين امير مباشرة وبتحدي: هترجعها وبما انك بقى عايش الدور .. هترجعها ورجلك فوق رقبتك خليك تبقى ضحية بجد شهد دي اللي عملاك بني ادم .

امير دارى وجعه وهرب من عنين ابوه وبعناد كمل معاداته: ورحمة امي ما هتدخل البيت ده تاني ووريني انت هتجبرني ازاي ؟
عدلي بتهديد: هترجعها يا امير والا ...
امير قاطعه: ايه هتقفل الفيزا تاني ! اقفلها .
عدلي مش عارف يهدد بإيه عقله ما اسعفوش لاي طريقة بس هيهدد وخلاص لحد ما يخطط لحاجة يقدر يجبر امير بيها ينفذ رغباته .. هو اه غلط زمان بس خلاص معدش ينفع يصلح اغلاطه دي دلوقتي وشهد هيا الطريقة الوحيدة اللي ممكن بيها يكفر عن ذنبه في حق ابنه ويعوضه عن السنين اللي فاتت .. يمكن مع الوقت ولما يحب شهد يقدر يسامحه ويعذره لكن المهم دلوقتي انه يرجعله مراته بأي طريقة واي وسيلة مهما كانت حتى لو معناه كره زيادة من امير له
اصر بتحدي: مش بس الفيزا انا هوصلك لدرجة انك تشحت في الشارع علشان تاكل .. انت بتعاند ليه هاه ! انت بتحبها ليه العند ! رجع مراتك وبس .

امير اصر: مش هرجعها وبكرة اول حاجة هعملها هروح اطلقها بعد اذنك .
عدلي حاول يوقفه بس مقدرش .. ديما فاقدين لغة الحوار.. ما بيعرفوش يتكلموا مع بعض ابدا .. شهد نوعا ما قدرت في الفترة البسيطة انها تكون حلقة وصل بينهم بس حتى شهد مشيت ..
خرج معرفش يروح فين فضل سايق عربيته وبس ووقف على جنب اتفاجىء بإنه قدام بيت شهد .. استغرب ازاي جه هنا وليه اصلا ؟
شهد راحت مع باباها وطول الطريق تحاول تقنعه ان مكانها مع جوزها بس رافض حتى يسمعها
محسن اكتفى من امير واكتفى من كل اللي بيجي من وراه وكمان خايف ليكون كلامه عن شاكر صح ويخسر ابنه كمان ..وصلوا البيت وشهد جريت على اوضتها اما شاكر قبل ما يدخل ابوه وقفه: استنى هنا .

شاكر وقف وبيهرب من مواجهة أبوه: افندم ممكن نأجل الكلام لبعدين ؟
محسن باصرار وكأنه خايف يصدق اللي أمير قاله: لا هو سؤال واحد .. كلام امير عنك صح ؟
شاكر سكت ومعرفش يرد او ينطق او يقول ايه لأبوه ! يقوله بيحب واحدة كانت بتجري ورى جوز اخته ! ولا يوصفها بإيه علا ! عقله كان فين يوم ما سمح لنفسه يمد ايده ويسلم عليها يوم كتب كتاب اخته ؟ هي دي كانت نقطة البداية ! دينه كان فين ! اخلاقه وقيمه ومبادؤه كانت فين ! ليه سمحلها من البدايه تقرب وتتمادى لحد ما اتوغلت جواه بالشكل ده ! فاق من أفكاره على صوت أبوه بيزعق: رد عليا وقولي انه بيألف .. رد وقول انك اعقل من كده مليون مرة .. انطق .
شاكر مرة واحدة اتكلم ومعرفش هو بيقول ايه: حاضر هرد .. اه كلامه صح وانا فعلا بحب علا واتمنيتها واتمنيت اني اقدر اغيرها .
محسن بصمة وذهول رافض عقله يستوعب: تغير فيها ايه ؟ هيا دي تنفعك ؟

شاكر بدأ يرد بدون اي اعتبارات واي عقل تماما: و اشمعنى امير كان ينفع شهد ؟ هاه ؟ بالعكس ده شهد كمان بنت ومغلوبة على امرها وقدرت تسلمها لامير .
محسن رافض منطق ابنه لان ده معناه انه هو فتح باب جهنم على عياله الاتنين: والنتيجة كانت ايه ؟
شاكر دور وشه بعيد: معرفش .
محسن: لا عارف وشفت بنفسك النهارده .. واعتقد ان هيا كانت بتوريك حياتها شكلها ايه .. بس انت غبي ومش فاهم .. امير راجل واخر الليل هيرجع بيته ومحدش هيلومه لكن انت هتتقبل ان مراتك تسهر تشرب وتسكر بره ؟ هتكون ديوث على اخر الزمن وكله باسم الحب صح .

شاكر عارف كل اللي ممكن يتقال في موقف زي ده بس مش مستعد يسمع حرف واحد منه فبترجي بص لأبوه: ارجوك يا بابا كفاية .
محسن بانهيار: ترجوني لايه ؟ الكلام وجعك ؟ امال انت عايش فيه ازاي ؟
شاكر بوجع: انا عارف كل الكلام اللي حضرتك عايز تقوله فارجوك كفاية .
محسن بلوم: ولما انت عارفو معملتش بيه ليه ؟ بس على رأيك الغلط مش عندك الغلط كان عندي انا .. انا اللي ضيعتكم انتو الاتنين .. ضيعتك انت واختك .. اخترت الصداقة وتجاهلت مصلحة عيالي بس الغلط ملحوق ولازم يتصلح بسرعة .. لازم يتصلح .

ساب شاكر ودخل اوضته وقفل الباب وراه وشاكر فضل واقف شوية مش عارف يعمل ايه ؟ ومرة واحدة خرج من البيت هو كمان ...
شهد في اوضتها بتعيط فكرت تتصل بأمير بس هتقوله ايه ؟ انت ليه كنت بترقص مع علا ؟ انت ليه دوست على قلبي كدا ؟ والا انت ليه طلعتني للسما ورمتني لسابع ارض بعدها ؟ مش لاقية كلام تقوله ففضلت مكانها
تليفون امير رن وكانت علا فرد عليها
علا بصوت جامد: ايه اللي حصل؟

امير اخد نفس طويل وتماسك: اللي كنا عايزينو بالظبط .. ده اللي حصل .
علا بصوت مخنوق: يعني ايه ؟
أمير اتنهد: يعني انا خسرت مراتي وانتي خسرتي حبيبك .
علا عيطت وسكتت وامير فضل ساكت
علا من بين عياطها وشهقاتها: امير هنعمل ايه ؟
امير بيحاول يقاوم وما ينهارش زيها: احنا خلاص عملنا ياعلا .. خلاص بعدناهم انا حمايا حلف على بنته يتبرى منها لو فضلت معايا وانتي بعد اللي شافوه منك خلاص اتعلم عليكي غير ان انا ..

اتردد يكمل فسكت ومعرفش يقولها انه عاير شاكر بيها .. السكوت افضل
علا لازم تعرف كل اللي حصل فاصرت عليه: ان انت ايه امير ؟
امير فضل ساكت فهيا الحت عليه: امير انت ايه ؟ عملت ايه مش بتقولهولي ؟امير ...
امير اتكلم وحاول يختار كلماته: نوعا ما عايرت شاكر بيكي .
علا اتصدمت شوية وسكتت وقالت بصوت مهزوز: عايرته ازاي ؟ قلت ايه ؟

امير ندمان دلوقتي على اللي قاله وانه وهو مدبوح هد الدنيا كلها على الكل بس خلاص اللي حصل حصل واللي اتقال اتقال: اسف يا علا .. انا فعلا اسف بس هو نرفزني وعامل فيها بقى اللي ما بيغلطش ومقدرتش امسك نفسي وابوه كمان بيتكلم رحت خابط كام كلمة عنك زمان .
علا اتصدمت لما عقلها وراها زمان عملت ايه واحتقرت نفسها.. بس دعاء جواها بيطلب ان ما يكونش كلام امير اللي عقلها وراهولها: زمان ؟ ازاي ؟
امير بتردد: ايام .. ما .. كنتي بتحبيني وبتعرضي نفسك كل شوية عليا بطريقة مختلفة .
علا شهقت واتفتحت في العياط: ليه كده ؟

امير معدش مستحمل لوم وعتاب من حد تاني وخصوصا من علا اللي ديما بيعبرها اخت له: سوري يا علا بس مكنتش عارف بقول ايه وانتي قلتي انك عايزة تخلصي منه فمفكرتش بقى .
علا بتتخيل شاكر وامير بيقوله الكلام ده وبتتخيل نظرات اهله له وبتتخيل وجعه وندمت .. دلوقتي ندمت على قرارها الغبي وملقتش غير امير قدامها تلومه: اه عايزة ابعده بس مش بانك تطلعني عاهرة قدامه مش كده ابدا يا امير مش كده .
امير: سوري بقى علا ... علا ...
قفلت السكة وفضلت تعيط .. عيطت من كل قلبها
امها دخلت عليها: في ايه مالك ؟

علا زعقت: مالكيش دعوة بيا سيبيني في حالي انتي السبب .. انتي السبب في كل حاجة .
جيهان باستغراب: وانا عملتلك ايه دلوقتي ؟ انا ماليش دعوة بيكي .
علا بصتلها من بين دموعها: انتي فعلا مالكيش دعوة بيا ؟ وعمر ما كان ليكي دعوة بيا .. بعدتيني عن بابا وربيتيني بطريقة .. طريقة ... انتي مربيتينيش اصلا .. انتي معلمتينيش اي حاجة .. لأ علمتيني .. علمتيني ازاي اوقع اي راجل وازاي اغريه .. كنتي بتنصحيني افرض نفسي على امير وجبتهولي لحد البيت عشان اقنعه يتجوزني .. كنت فاكرة اني بحبه وبدال ما تنصحيني زي اي ام احافظ على نفسي قولتيلي ايه ! هبلة مش عارفة توقعيه اعملك ايه ! حاولت اقلدك واتعامل بطريقتك وحاولت اغريه ودلوقتي بيعايرني بده .. وقاله .. قاله على كل حاجة وخسرته .. خسرت الحاجة الوحيدة اللي كانت هتبقى صح في حياتي وبغبائي بدال ما امسك فيها بايديا واسناني فرطت فيها .. شفتي بقى .

جيهان بعدم اهتمام: في الاخر يعني كل ده علشان راجل ! وكالعادة مش عارفة تسيطري عليه ! ( كملت ببرود ) قولتلك ابعدي عن امير وانتي ما سمعتيش كلامي تستاهلي اللي يجرالك .
علا زعقت عندها ذهول من برود امها ! ليه مش زي باقي الامهات ! زي ام شهد مثلا ! بصتلها: انتي ايه ! شاكر مختلف عن النوعية دي .
جيهان بصت لبنتها اللي حساها غبية ديما في كل قرارتها: مفيش راجل مختلف كلهم اسطانبة واحدة .
علا هزت دماغها برفض لكل كلمة او حرف امها بتنطقه: شاكر غيرهم .. شاكر متدين تعرفي معنى الكلمة دي ولا معدتش عليكي ؟
جيهان بتريقة: اه اعرف نفس الاسطانبة بس دخلتهم مختلفة .. اعرفي بس تدخليله ازاي ؟ دول ليهم معاملة خاصة...

علا حطت ايديها على ودانها وزعقت: ابعدي عني .. ابعدي عني .. ابعدي عني
فضلت تقول نفس الكلمة لحد ما جيهان خرجت من عندها مستغربة مالها...
علا قعدت مكانها على السرير تعيط وتعيط يمكن العياط يريحها شوية من اللي هيا حساه والوجع المسيطر عليها ..

امير مش عارف يفكر بس حاس انه لوحده في الكون ده ومش عايز الاحساس ده .. وفجأة صورة شهد قدامه واتاكد ان حياته ملهاش معنى من غيرها ومش عايز غيرها .. نزل من العربية ومشي كام خطوة ناحية بيتها وساعتها سمع صوت اذان الفجر فوقف واتردد وقرر الصبح هيروحلها مش دلوقتي .. الصبح هيروح ياخدها بيته مهما يكون التمن ...نام في العربية وفاق على تليفونه بيرن فتح عنيه وشافه ورد عليه.

شهد صحيت من نوم متقطع تعبانة مرهقة .. قامت وخرجت تجهز علشان تنزل شغلها ويدوب بتفتح باب الشقة تنزل لقت امير في وشها بأثار النوم لسه على وشه .. اتفاجئت بيه قدامها بصتله كله ولاحظت انه متبهدل وبنفس هدومه بتاعت امبارح .. شكله تعبان ومرهق يبقى اكيد وجعه بعدها عنه واكيد جاي ياخدها لبيته وهيا هتروح معاه ! هتسيب الكون كله وتروح معاه .. معرفتش تبتسم ولا تضمه ولا تاخده وتنزل بسرعة .. بس فضلت تبصله ..قرت في عنيه كلام كتير.. قرت اشتياق ..هو كمان اول ما شافها هرب الكلام منه .. معقولة وحشاه للدرجة دي ! دي يدوب بالليل كانت معاه ! ليه عمل الخطة الغبية دي مع علا ! ليه سكت واتمسكش بيها ! ابتسمت ومدت ايدها له بحب فبص لايدها ومد ايده مسكها وضغط عليها والضغطة دي كانت على قلبها مش ايدها ونطقوا في نفس اللحظة.

شهد: امير انا ...
امير: شهد انا ...
الاتنين سكتوا وابتسموا
امير ابتسم: قولي عايزة تقولي ايه ؟
شهد قربت منه وعايزة تقوله انها بتحبه وانه عمره ما كان حالة خيرية ابدا زي ماهو متخيل فابتسمت: انا عايزة اقولك اني ب
قاطعها من وراها صوت ابوها: انتي لسه هنا! مش كنتي نازلة من بدري ؟
سابوا ادين بعض وبصت لباباها اللي كمل: ادخل يا امير وحضرتك اتفضلي على شغلك .
الاتنين بصوا لبعض وامير دخل خطوة وشهد بصت لابوها باستغراب ليه عايز يمشيها: ليه امشي ؟ في ايه ؟

بصت للاتنين فأمير ما اتكلمش
محسن مش عايز بنته تكون موجودة دلوقتي ومش عايز يتكلم قدامها ولازم بسرعة يصلح غلطته قبل ما تخرج الأمور عن سيطرته ويخسر عياله الاتنين: مفيش روحي شغلك انا اتصلت بأمير وطلبت منه يجي نتكلم مع بعض اتفضلي بقى .
شهد بصت لأمير بدموع بتلألأ .. مجاش من نفسه ! مش شوقه اللي جابو .. مكنش سهران زعلان على فراقها تلاقيه كان سهران بس مع شلته مش اكتر ..
امير فهم وجعها وكان نفسه ينطق ويقولها انه طول الليل تحت شباكها مستني النهار يطلع يشوفها او يلمحها .. كان نفسه يقولها لا كان هيجي بدون ما ابوها يتصل
محسن قاطع افكارهم هما الاتنين: ادخل نتكلم وانتي اتفضلي .

شهد وقفت بتحدي لابوها: مش هتفضل .. اتكلم قدامي اذا سمحت ..
محسن زعق: لا مش هتكلم يا تتفضلي على شغلك يا تروحي على اوضتك اتحركي .
هنا مامتها خرجت وبصت لامير بعتاب وشدت بنتها: اسمعي كلام ابوكي تعالي .
امير دخل ووقف قصاد محسن اللي اصر انه يقعد وبدأ كلامه: انت عارف انا وابوك اصحاب من امتى ؟
امير شبه اتيقن انه خسر شهد وابوها اهو بيمهد للنهاية فرد عليه: عارف .

محسن كمل: من اكتر من تلاتين سنة .. ومن واحنا في الجامعة .. كبرنا واتخرجنا واتجوزنا وخلفنا وعلى طول صداقتنا متينة .
امير مش عايز يسمع تاريخ حياتهم ويسمع عن صداقتهم وحبهم لبعض عايز بس مراته ياخدها ويمشي من هنا: انا عارف تاريخ صحوبيتكم كله ادخل في اللي حضرتك عايز تقوله على طول .
محسن: حاضر .. ابوك كان ديما يشتكي من ابنه اللي مش لاقيله حل ابدا وفي يوم انا اقترحت انه يجوزك بنت تقومك وتاخد بايدك .

امير ابتسم بوجع وهو عارف ابوه اللي بيستغل كل اللي حواليه لمصالحه الخاصة فضحك بوجع: وما تخيلتش انه هيطلب بنتك ! لابنه العاصي !
محسن بصله: بالظبط ! ما تخيلتش انه يطلب شهد ! شهد اللي كان المفروض تتجوز راجل .. راجل يقدرها .. راجل على الاقل يعرف ربنا ويعرف يراعيها بس للاسف ...
كمل امير: اتجوزتني انا .. ( بصله باستغراب عايز يفهم ) انت ليه وافقت ؟ ليه مارفضتش !

محسن وقف وبتردد مكنش يتمنى في يوم من الايام يوقف في وش امير بالشكل ده ويرفضه من حياته ويتخلى عنه زي ما ابوه سبق واتخلى بس بنته صراحة اغلى من امير ومصلحتها اهم دلوقتي فلازم يدوس على قلبه ويتكلم: كان غباء مني .. كنت فاكر انك قابل للاصلاح .. لما تتحط في جو نظيف ... شهد كان عندها ثقة تامة انها هتغيرك وانا للاسف كدبت مخاوفي كلها وقلت شهد هتقدر وبعدين عدلي هيحطها جوه عنيه ووعدت نفسي بوعود كتيرة لكن مخاوفي كلها طلعت صح .. لو حطيت تفاحة فاسدة وسط قفص كامل سليم للاسف مش هتكون كويسة لا .. دي هتبوظ القفص كله .. وده اللي حصل في بيتي .. انت بتهد بيتي وبتبوظه كله .. شاكر العاقل يحب دي ! وهو يعرف الحب منين اصلا ! انت مش متخيل انا امبارح صدمتي كانت ازاي .. حفلة كلها مجون ورقص وخلع وانت بتشرب ومعاك البنت دي واخر ... ومراتك قاعدة ولسه عندها امل واتفاجىء ان ابني كمان ... انا مش عارف اقولك ايه ؟

وجع محسن وصدمته في عياله كانت اكبر من انه يتحملها فكان لازم حل قاطع وبتر العضو الفاسد قبل ما يدمر الباقي كله .. لازم يطرده من حياتهم حتى لو كان ده هيقتله بس عياله هيعشوا .. اسف يا امير يا ابني وحقك عليا بس مش هقدر اسيبك قريب من عيالي اكتر من كده .. حقك عليا يا ابني .. افكاره كلها وعقله بيلومه على اللي هيعمله بس ده شر لابد منه ..
امير حس بوجع محسن وحبه لعياله ومش هيقدر يلومه، خليه يشوف عايز يعمل ايه ويخرج من هنا بسرعة: هات من الاخر حضرتك جايبني هنا لانك واخد قرار بلغني بيه يا عمي ..

محسن بصله واتكلم بوجع حاول يداريه بصرامة صوته: التفاحة البايظة لازم تخرج بره القفص لو عايز تلحق حاجة .
امير فاهم كويس قوي محسن عايز ايه بس عنده امل ان يكون في حل تاني غير البعد والانفصال فلازم يسمعها صريحة وبص لمحسن واصر عليه: قولها صريحة .. عايز مني ايه ؟
محسن بص لامير وحاول يكون قوي: طلق شهد ..

هنا شهد اللي كانت واقفة بره متابعة كل اللي بيحصل وامها ماسكاها ومنعاها تدخل شدت نفسها من امها ودخلت تجري: بابا ...
امير بصلها وكأنه عايز يشبع منها قبل ما ينفذ حكم الاعدام بس محسن كمل كلامه: لو لسه فيك اي شيء كويس من العيل اللي دخل البيت ده زمان وطمرت فيك قعدتك في البيت ده .. اخرج من بيتي بالمعروف بهدوء وانا اوعدك اني هكلم عدلي يلغي وصيته اللي رابطك بيها .. مش هو ربطك بيها وجبرك تتجوز بنتي بيها ..انا هلغيها وهحلك من ارتباطك ده .

محسن عارف من جواه كويس جدا انه كده بيدمر امير تماما وبيقتله بس مش بإيده اي حاجة ممكن يعملها ..
امير باصص للارض بيحاول يتماسك بياخد انفاس طويلة .. نفس ورى نفس .. بيحاول ما يضعفش .. دلوقتي لازم يقف ويخرج من هنا بس مش وهو ضعيف .. مش لازم يضعف .. ما ينفعش يسمح لدموعه تنزل هنا قدامهم .. اه زمان عيط وطبطبوا عليه بس دلوقتي المفروض انه بقى راجل ولازم يكون قوي .. هيضعف بعدين لما يكون لوحده دلوقتي لازم يقف ... قام وقف ومحسن وقف ومسكه من ايده وبص لأمير في عنيه: انا مش هسمحلها تدخل بيتك تاني خلينا نخلص بهدوء .
شهد بعياط مسكت ايد أبوها بتترجاه: بابا .. بابا لأ .. ارجوك .

محسن زعق: بتترجيني ليه ؟ اذا كان هو ساكت .. عارفة ساكت ليه ؟ علشان بيفكر ياترى هقدر اقنع ابوه يغير الوصية ولا لأ ؟ صح يا امير قولها .. انطق .
امير اخيرا لقي صوت: اه صح ..
محسن كمل دبح فيه: طلقها .
امير بهدوء غريب: ولو رفضت ؟
محسن زعق: هرفع عليك قضية طلاق او خلع وانا وابوك هنقف قصاد بعض في المحاكم وهنخسر بعض وعشرة السنين الطويلة اللي بينا هتدمرها انت بإيدك ..

امير لازم ينسحب بقى: بعد اذنكم
هيهرب بس وقفه تاني ومسكه بقوة من دراعه: ارمي عليها اليمين قبل ما تمشي .
امير الدموع ظهرت بس تماسك وبص لمحسن بنظرة غريق .. غريق محتاج ايد تتمدله
محسن ضحك بغلب: بلاش النظرة دي وارجوك .. قولها يا شهد انتي طالق.
امير اتنهد وهنا محسن شاف عيل صغير عنده عشر سنين بدموع جامدة في عنيه.. امه ميتة ..تايه
ده نفس الولد الصغير بنفس الوجع بنفس اليتم بنفس التوهان وللحظة كان عايز يتراجع وياخده في حضنه ويعمل زي ما عمل زمان بس فاق على صوت امير اللي اخيرا لقى صوت يتكلم بيه: انتي طالق ... يا شهد .

هنا شد ايده بعنف من محسن وخرج بسرعة لانه وصل لقمة تحمله .. جري على السلم .. وركب عربيته وساقها بسرعة مجنونة .. لازم يبعد عن الكل
لازم يختفي .. بيكره الكون كله بما فيه .. كره ابوه .. كره امه اللي ماتت وسابته .. كره محسن .. كره حتى شهد .. كره ضعفه انه سمح لنفسه يحبها .. كره حتى نفسه .. مفيش جواه اي احاسيس غير الكره وبس ..
بعد ما امير مشي شهد قعدت على الكرسي او وقعت عليه وابوها فضل واقف مكانه الصدمة ملجماه ووجع كلمة انتي طالق لبنته وجعاه قوي .. ايوه ده قراره واختياره بس الكلمة قسمته .. امها كمان واقفه على باب الاوضة دموعها نازلة بصمت
صمت تام مسيطر على الكل ..

محسن بيحاول يقنع نفسه ان ده الصح: كان لازم ده يحصل .. كان غلط .. من الاول كان غلط ... كان لازم ده يحصل .. ده الصح .. ده الصح .. شهد ما تزعليش ربنا ديما بيختار الخير لينا ..
شهد وقفت تترنح وبصت لابوها: وده كان اختيار ربنا ولا اختيارك .
سابتهم وراحت اوضتها تندب حبها .. مش هتنسى ابدا نظرة امير وهو بيقولها انتي طالق .. عنيه كانت بتصرخ وكانت سامعة صريخه واستنجاده .. كانت شايفة دموعه اللي طول الوقت بيحاول يداريها .. كانت حاسة بأنفاسه اللي كان بياخدها تقيلة .. كانت حاسة بوجع كل كلمة ابوها بينطقها ..
للاسف هيا فشلت في مهمتها .. ولا هيا انقذت امير ولا هيا سابته في حاله هيا كل اللي عملته انها غرقته اكتر واكتر .. غمضت عنيها وسابت الدموع تنزل يمكن تقدر تخفف شوية من وجع قلبها ..

امير اخيرا اخر الليل رجع بيته وطلع على اوضته بس ابوه فتح الباب بعنف ويدوب هيزعق اتفاجىء بأمير فاتح شنطة بيلم حاجته
عدلي بخوف ورعب: انت فاكر نفسك بتعمل ايه ؟ سفر مش هتسافر فاهم .
امير بهدوء تام: خير .. حضرتك عايز حاجة ؟
عدلي: مجبتش مراتك ليه ؟
امير تجاهله وبيكمل لم هدومه فعدلي شده من دراعه جامد: مراتك فين ؟ ومحسن ما بيردش على تليفوني ليه ؟
امير بص لابوه: طلقتها .

عدلي للحظات مش مستوعب اللي امير قاله بس بعدها عمل اللي امير عمره ما تخيله ابدا .. ضربه بالقلم .. قلم جامد لدرجة انه كان هيقع وسند على السرير ..
عدلي بانهيار: متخيلتش ابدا ان انت الامل مفقود فيك للدرجة دي .. كنت فاكر انك بني ادم وبتحس وحبتها فعلا ومش هتبعدها عنك .. كنت فاكرك بتهدد وبس .. متخيلتش ابدا انك واطي للدرجة دي وهتطلقها فعلا .. انت بني ادم وسخ وعلشان كده ما تنفعكش واحدة نظيفة زيها .. بتهددني انك تسافر انا بقولهالك اهو اطلع بره بيتي .. غور في ستين داهية .

وامير من غير ما ينطق حرف قفل شنطته وشالها وخرج بره بيت ابوه .. دي اول مرة يمد ايده عليه او يكلمه كده دي اول مرة يفقد الأمل فيه ...
راح على شقته اللي كان مشتريها ودخل وقفل على نفسه .. ياه لو يختفي من الكون ده .. ياه لو الكل ينساه ويفضل مكانه كده لحد ما يموت ما يشفش حد ابدا ولا حد يشوفه ... بس يرجع ويقول ان ده غلطه هو .. هو بس اللي غلطان .. ازاي يسمح لنفسه يتعلق ويحب حد ! هو مش سبق وحب .. كانت ايه النتيجة ! وجع ورى وجع .. مامته وماتت وسابته.

الحب مالوش مكان في الكون ده لان مفيش حاجة اسمها حب حقيقي .. المفروض يكون اسمه وجع حقيقي مش حب .. الحب ضعف ووجع وبس ..
عدلي فضل الليل كله هيتجنن من امير.. كان واثق انه بيحبها ازاي يطلقها ؟ ليه عمل كده؟ ليه أتخلى عنها ؟ ليه عمل كده في الحفلة ؟ الف ليه ملهاش أجابه ! هو ما بيفهمش ابنه ابدا ..
النهار طلع واول حاجة راح لصديق عمره ..
واول ما فتحله عدلي اتكلم: بقى كده يا محسن ما تردش عليا. . العيال يفرقونا عن بعض ؟ العيال يبعدونا ؟ ده احنا عشرة عمر وسنين طويلة قوي .
محسن بوجع: محدش ابدا ممكن يفرقنا بس كنت مضايق وقلت بلاها لحد ما نهدى شوية ادخل ياصاحبي ادخل .

عدلي دخل وقعدوا: فين شهد ؟ وازاي تسمح باللي حصل ده ؟ ازاي تتفرج عليهم ؟ ازاي ما منعتش امير المجنون ده يطلقها ؟
هنا شهد دخلت: يمنعه ! اذا كان هو اللي اجبره يطلقني عايزو يمنعه !
عدلي شوية مش فاهم وبينقل نظراته ما بينهم هما الاتنين وبحيرة سألهم: يعني ايه ؟ مش فاهم . امير ما طلقكيش بمزاجه ؟
محسن اتكلم بهدوء: انا كلمته الصبح وطلبت منه يجي وقلتله يطلق بنتي .
عدلي بصدمة: ازاي ؟ وامير سمع كلامك ونفذ ؟ من امتى امير بيسمع كلام حد ؟
شهد بعياط وبلوم لأبوها: لانه بابا ما قالوش بالهدوء ده .. بابا هزقه وغلط فيه وطلب منه رد الجميل لما فتح باب بيته ليه وهو عيل .
محسن زعق سكتها: بس اسكتي .

شهد بانهيار: اسكت ليه مش ده اللي حصل مش قلتله لما رفض انك هتقف قدام صاحبك في المحاكم .. مش هددته وقلتله انه هيهد عشرة سنين بينكم .
محسن بوجع مش قادر يسمع اكتر من بنته: لاخر مرة هقولك بس يا شهد .
سكتوا كلهم شوية وعدلي بيراجع في دماغه اللي حصل بالليل وانهيار ابنه اللي ماشافوش وهجومه على امير بالليل وضربه وطرده له من بيته .. كل مرة بيجي عليه قوي
محسن بص لعدلي: هو امير مقالكش ولا ايه ؟

عدلي بوجع: مقالش غير كلمة واحدة وصراحة معطيتوش فرصة يكمل بمجرد ما قالي انه طلق انا ..
عدلي سكت لانه عرف بشاعة اللي عمله .. ديما بيغلط فيه وما بيدلوش فرصة ابدا
شهد بخوف: حضرتك ايه وامير فين ؟
عدلي باستيعاب لبشاعة اللي عمله في ابنه بص لشهد بوجع: انا مديت ايدي عليه .. انا اول مرة امد ايدي عليه .. انا ضربته .
شهد دموعها نزلت ومحسن بص للارض لانه اكتر حد عارف ان امير مظلوم جدا مع عدلي ومش دي اول مرة يجي عليه كده ..
شهد بعياط: هو فين ؟

عدلي بصلها بتوهان: معرفش .. طردته .
الاتنين بصوله وشهد مكنتش عارفة تتكلم او تنطق من الوجع اللي جواها .. امير حبيبها موجوع في مكان وهيا مش هتقدر للاسف توصله او حتى تضمه
محسن مقدرش يسكت ووقف: ليه بتتسرع ديما معاه ؟ ليه كده ؟ ده ابنك ؟ هتفضل لحد امتى اسهل حل انك تبعده ! امير كل اللي هو فيه بسببك يا عدلي .، انت ما بتقومش بدورك كأب ابدا معاه .

عدلي بص لمحسن: انا حطيته بين ايديك يا محسن مرة وهو عيل ودلوقتي وهو شاب .
محسن زعق: ده دورك انت ما ينفعش حد غيرك يقوم بيه .. انا اه بحبه بس مش اكتر من عيالي ولو هختار ما بينه وبين بنتي هختار بنتي .. انت كأب كان لازم تختار ابنك .. فين حبك وحنيتك كأب .. ابنك في مشكلة وبدال ما تقف جنبه تطرده لا وتمد ايدك عليه .. شاب طول بعرض اطول منك تعامله ولا كأنه عيل ده حتى العيال دلوقتي مش بتتضرب ..

عدلي وقف بانهيار واحساس بالمرار ماليه ومالي حياته وبص لصاحبه بلوم: انت عايز مني ايه ! انت مش خدت بنتك مش خلصت منه خلاص بقى .
محسن مازال واثق انه هو اللي غلطان في الاول وكل اللي بيحصل ده نتيجة غلطه: انا عارف من الاول ان الجوازة دي غلط وقلتلك بلاش لكن انت اصريت وادي النتيجة ابنك ضايع وضيع بنتي معاه وربنا يستر كمان على ابني .
عدلي بوجع: عندك حق الجوازة دي كانت غلط بعد اذنكم .
وهو ماشي شهد جريت وراه ومسكت ايده: عمي ارجوك طمني عليه .

عدلي ابتسم بحب: لو لقيته .. امير عندي ولو حب يختفي هيختفي ...
خرج وهيا دخلت مكانها تعيط وتدعي .. عمالة تتخيل شكله دلوقتي او لما ابوه مد ايده عليه .. دلوقتي اتأكدت ان قرار جوازها من امير كان صح وصح جدا كمان .. امير محتاج لحد في حياته ومحتاج يحس بالحب وهيا للاسف معمرهاش وضحت حبها ليه .. بس لو يعرف قد ايه بتحبه !
عدلي اخد كتير يدور عليه وفضل يلف على اصحابه محدش عارف مكانه
راح لطارق وبيترجاه: طارق انت صاحبه الانتيم قولي هو فين ؟

طارق معندوش فكرة نهائي هو فين: يا عمي بقالي اسبوع ما شفتوش .. من ساعة الحفلة محدش شافه .
عدلي ماسك هدومه وبيتعلق فيه: طيب دور عليه .
طارق مش فاهم ايه اللي حصل بس وافق: طيب هو ايه اللي حصل ! ليه اختفى ؟ ليه شهد مش بتيجي الشغل ؟ في ايه ؟
عدلي اتردد بس اتكلم: شهد وامير اطلقوا .
طارق بلهفة وفرحة: بجد ؟

عدلي بصله مستغرب فلحق نفسه وعمل نفسه مصدوم: يعني ازاي ! وليه يا عمي ايه اللي حصل ؟
عدلي باختصار: ساعة الحفلة ورقصته مع علا اهو قلب الدنيا .. المهم انت صاحبه اعرفلي هو فين !
طارق بتأكيد: حاضر يا عمي اكيد هدور عليه !
طارق خرج حس ان حلمه قريب وممكن يوصل لشهد راحلها على البيت وابوها فتحله واستغرب ده ليه جاي عنده وعايز ايه ! ممكن يكون أمير بعته مثلا يترجاه يرجعله مراته ! ولا ايه ! سأله باستغراب: خير يا ابني .

طارق بتردد وقلق: انا جيت اطمن على الباشمهندسة شهد عمي لسه مبلغني حالا انها وامير انفصلو هيا عاملة ايه !
محسن باستغراب: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
طارق بتردد: طيب ممكن اشوفها؟
محسن بذهول تام لان مش ده ابدا اللي توقعه: تشوفها ؟ يعني ايه تشوفها ؟ يا ابني احنا من وسط غيركم معندناش الكلام ده .
طارق بترجي: عمي انا بس حابب اطمن عليها اعتقد ده لا عيب ولا حرام .. ده احنا عشرة وزمايل شغل .

شهد كانت بتتوضا ورايحة اوضتها لمحت طارق فجريت بسرعة لبست اسدالها وخرجت بلهفة: باشمهندس طارق امير اللي بعتك ؟
طارق وقف: امير لأ ما شفتوش .
شهد احبطت بس استغربت ليه جاي عندها طالما ما يعرفش مكان امير فبصتله باستغراب: امال خير ؟
محسن بتريقة: حضرته جاي يطمن عليكي فيه الخير بيقول انكم اصحاب وزمايل شغل .
شهد بذهول: اصحاب ! اصحاب ازاي يعني ؟ سبق وقلتلك يا استاذ طارق انك صاحب جوزي مش اكتر غير كده انت ولا شيء .
طارق حاول يفهمها: شهد انا...

قاطعته بصوت جاد وزعقت: مدام امير او باشمهندسة .
طارق باستغراب واصرار: انتي ما بقيتيش مدام امير !
محسن اتدخل: شرفت يا ابني .
طارق بصلهم: طيب براحتكم بعد اذنكم .. وعلى العموم برضه انا هعمل باصلي لو احتجتي حاجة بلغيني .
شهد دورت وشها بعيد: متشكرة بس ربنا يباركلي في والدي واخويا .
طارق مشي وهيا هتدخل اوضتها بس باباها وقفها: ليه الولد ده جاي هنا !

شهد باقتضاب: معرفش .
محسن: ده جاي وعينه منك .
شهد باستغراب وعدم تصديق: انا مرات صاحبه الانتيم ؟
محسن وقف قصادها وكأنه عايز يوريها ان كل حاجة كانت غلط: واهو عينه منك .. بيدخل عند صاحبه علشان مراته .. هو ده الاختلاط .. هو ده الحمو الموت .. الصديق .. هو الرسول حذر منه ليه !

الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
زمان كان الحمو الموت مقصود بيه الاقارب .. اخو الزوج، ابن العم او ابن الخال لكن في زمنا ده هو الصديق .. الصاحب اللي بنديله امان يدخل البيت وللاسف ينتهك حرمته وعينه تكون على اهل البيت .
شهد بتعب وارهاق: بابا انا عارفة الكلام اللي حضرتك بتقوله .

محسن زعق: ولما عارفاه صاحب جوزك بصلك ليه ؟ مفهمتيش جوزك ليه ! معرفتيهوش يعني ايه ليه ؟ اتجوزتي امير بحجة انك هتاخدي بايده تقدري تقوليلي حاجة واحدة علمتيهالو جديدة ! بطل شرب ؟ بيصلي ؟ بيصوم ؟ اشتغل ؟ ايه اللي عمله جديد في حياته ! ولا اي حاجة .
شهد دموعها نزلت: الانسان ما بيتغيرش في يوم وليلة .
محسن باصرار: امير مفيش امل منه .

شهد برضه مصرة انها كانت صح: باب التوبة مفتوح ليل نهار .. مين حضرتك علشان تقفله ! هاه ( عيطت ) مين حضرتك علشان تقفله ! ربنا بس اللي له الحق ده .. وانت عارف اكتر مني ان الانسان طول مهو عايش باب التوبة مفتوح و مبيتقفلش الا وقت السكرات ف انت ازاي قررت انه عمره ما هيتوب ولا هيتغير ...
سابته ودخلت اوضتها تدعي ربنا انه يرد امير رد جميل ..
ابوها قعد مكانه معدش فاهم اي حاجة ولا بقى عارف هو صح ولا غلط .. بس اللي عارفه انه هو اللي فتح الباب ده على عياله ..

طارق دور على امير معرفش مكانه نهائي واستغرب ممكن يكون راح فين .. كل يوم يروحله الجيم ينتظره يمكن يظهر لحد ما في يوم ظهر
طارق بفرحة مصطنعة: عاش من شافك انت فين ؟
امير دقنه طويلة شكله غريب واتكلم بدون ما يلتفتله: موجود .
طارق باستغراب: مستخبي ليه ؟
امير بصله: واستخبى ليه ؟
طارق: انت وعلا اختفيتم تماما.. ايه اللي جرالكم ؟
امير فكر في علا ياترى لسه زعلانة منه ؟

طارق مش فاهم مالهم وعايز يفهم اكتر فبيحاول يجر امير في الكلام: اوعى تكون زعلان علشان طلقت شهد ؟
امير بصله وعايز يقفل الكلام تماما: زعلان ولا مش زعلان ما لكش فيه .
طارق اتراجع: المهم طيب ابوك بيسأل عليك وهيتجنن عليك اقوله اني شوفتك ولا هتفضل هربان منه .
امير بزهق: انا مش هربان من حد ..
طلع ورقة وكتب فيها عنوان وعطاها لطارق
طارق باستغراب: ايه دي ؟

امير: عنواني .. اديه لابويا ..
طارق مط شفايفه: اجرت شقة ؟ طيب ما كنت جيت عندي .
امير بهدوء: لا شكرا وبعدين ما اجرتش دي شقتي اشتريتها .
طارق لتاني مرة يتصدم ان امير له كيان بعيد عن ابوه واتضايق اكتر واكتر .. سابه ومشي وعطى فعلا العنوان لعدلي اللي فرح ان ابنه عنده شقته الخاصة ..
امير يوميا بيستنى ابوه يجيله او يسأل عليه بس اخر النهار ظنه بيخيب .. يوم بعد يوم ..

عند علا
علا مكنتش بتخرج ابدا من اوضتها وعلى طول يا ساكتة يا بتعيط وامها مهما تحاول تكلمها الا انها ساكتة مش بترد ابدا ..
جيجي مكنتش عارفة تعمل ايه لبنتها وحست انها بتضيع منها فآخر امل كلمت باباها يتصرف هو مع بنته
وبالفعل باباها عبد الرحمن نزل اجازة لبنته وعلا اول ما شافته جريت عليه واستخبت في حضنه تعيط من قلبها ...
فضل معاها كتير وسابها تعيط براحتها لحد ما هديت تماما
عبدالرحمن بحب لبنته: هاه هديتي ! مش هتحكي لباباكي ايه اللي زعلك كده ! طول عمرك قوية .
علا بصت لابوها بعياط وانهيار: طول عمري بمثل اني قوية لكن انا مش قوية .

عبدالرحمن مسك ايديها الاتنين وبص لعنيها يحاول يوقفها من تاني على رجليها: حتى تمثيل القوة في حد ذاته محتاج لقوة .. حبيبتي انتي مش ضعيفة ابدا .
علا دموعها نازلة ومرة واحدة بصت لابوها وبعياط: انت ليه سيبت ماما ؟ ليه سيبتني ؟ انا كتير بكون محتجالك . ليه سيبتني ؟
عبدالرحمن موجوع على بنته وحالها وحس دلوقتي بالندم انه ساب بنته لمراته ! ياترى بنته مالها ومنهارة كده ليه ! غلط مرة زمان في اختيار جيهان زوجة والظاهر انه غلط تاني لما ساب بنته لها تربيها .. حاول بهدوء يتكلم معاها: انا ومامتك سككنا افترقت من زمان .. اكتشفنا اننا مش من نفس النوعية .. فكان لازم ابعد بدال ما تعيشي بين اب وام مفيش بينهم غير مشاكل وبس . كان الأفضل الانفصال يا علا .

علا رافضة كلام ابوها وبعياط: والافضل اني اعيش يتيمة وانتو الاتنين موجودين ! طيب ما اخدتنيش ليه ؟
عبدالرحمن كان متخيل انه بيضحي علشان بنته تعيش في حضن امها بس فعلا الظاهر انه غلط .. بص لعلا بوجع: لان اي عيل في الدنيا مكانه في حضن مامته وانا محبتش احرمك من الحضن ده . حرمت نفسي منك علشان ما تتحرميش انتي من امك.

علا ضحكت بوجع قطع قلب ابوها: وانت متخيل ان ماما عندها حضن تضمني بيه ! او هيا كانت موجودة اصلا .. انا عشت لوحدي يا بابا .
عيطت بصوتها كله وبانهيار وابوها ضمها ودموعه نزلت لو بس يعرف .. لو فضل على اتصال بيها كان عرف .. كان لازم ياخدها معاه ! ازاي تخيل ان جيهان اللي فشلت تكون زوجة هتعرف تكون ام ! ازاي غلط الغلطة الكبيرة دي في حق أغلى ما يملك في الكون كله .. ياه لو الزمن يرجع مكنش سابها لحظة واحدة وكان اخدها هو في حضنه..

اتكلم بوجع: اسف سامحيني بس تخيلت اني بعمل الافضل ليكي المهم دلوقتي انتي بتعيطي ليه بالشكل ده ؟
علا بانهيار: لاني ضايعة يا بابا .. ضايعة ومش عارفة اعمل ايه ! حاسة اني واقفة في وسط محيط ومقداميش غير اني ارمي نفسي في المية وانهي حياتي وبس !
عبد الرحمن بوجع مسح دموعها: انا اهو امسكي في ايدي هطلعك يا علا لبر الامان .. مش هسيبك تاني .. مش هسيبك يا حبيبتي تاني .. مش هسيبك .
عيطت كتير في حضن ابوها و حكت لباباها كل حاجة عن شاكر.

عند شاكر
شاكر بقى معظم الوقت مش متواجد في البيت وبيهرب من الكل وحتى اخته مش عارف يتكلم معاها ولا عارف يقولها ايه ! وفي مرة كان خارج من البيت بس أبوه وقفه: استنى هنا قبل ما تخرج .
شاكر وقف وبدون ما يبص ناحية ابوه: خير اتفضل حضرتك .. محتاج مني حاجة ؟
محسن بلوم: وبعدين معاك ؟
شاكر مش عايز يتكلم ولا قادر يتكلم: حضرتك محتاج حاجة وانا مقصر فيها ؟

محسن راح وقف قصاد ابنه: من جهة مقصر فأنت مقصر في كتير قوي . والدتك مش بتسأل عليها، اختك مش مهتم بحالتها، انت مش موجود اصلا معانا .
شاكر عارف الكلام ده بس حاليا هو وجعه مسيطر عليه ومش هيكون معين لحد فالأفضل يبعد يلملم نفسه الاول: انا اسف بس حاليا انا محتاج افضل لوحدي .
محسن مسك دراعه وقفه وبحنية اب: انت ازاي عملت في نفسك كده ؟

شاكر سحب ايده براحة وعايز يهرب من ابوه مش عارف بس لازم يحاول فبصله: ارجوك اذا سمحت مالوش لازمة الكلام .
محسن عايز يخرج ابنه من الحالة دي مش هيفضل يتفرج عليه كتير: فعلا مالوش لازمة .. ادخل لاختك واتكلم معاها على الاقل اقنعها تخرج وترجع شغلها يمكن ده يساعدها .

شاكر مقدرش يسكت ولازم يرد فبص لابوه واتكلم بتهكم: اساعدها في ايه ؟ انها تنسى انها اتجوزت ؟ ده شغلها مع ابوه ! قال تنسى قال ! هو بالسهولة دي حضرتك متوقع ! ولا زرار بندوس عليه مثلا ؟
محسن عارف انه بيتكلم عن نفسه: لا مش سهل ولا مش زرار بس على الاقل الواحد يجتهد ويحاول طالما غلط يتحمل نتيجة غلطه .
شاكر بص لابوه: غلط ؟ طيب مين بيحدد الصح والغلط ؟ حضرتك !

محسن زعق: ربنا اللي بيحدد وربنا اللي شرعلنا منهج ودين نتبعه ونمشي عليه ورسولنا عليه افضل الصلاة واتم التسليم الي قال اجتنبوا مواطن الشبهات .
شاكر زعق هو كمان ومقدرش يمسك لسانه اكتر من كده ولام ابوه مباشرة: ولما رسولنا صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا مواطن الشبهات ما اجتنبتهاش ليه ؟ بعد ما دخلتنا وسطها وغرقتنا جاي تقول اجتنبوا ! بعد ايه ؟ للاسف فوقتك جت متأخرة قوي .
محسن رافض يصدق انه خلاص: بس فوقت فاضل انتو تفوقوا .

شاكر ضحك بوجع وبص لابوه بمنتهى الألم: والله ؟ بعد ما تعمقنا ودخلنا وجهة نظرنا اتغيرت فللاسف اللي حضرتك شايفو غلط احنا شايفينه منتهى الصح ..
محسن مش عارف يفهم عياله ! معدش فاهمهم فعلا بيفكروا ازاي ! فبص لابنه بحيرة: وايه هو الصح ؟
شاكر بمنتهى الثقة: الصح ان شهد اتجوزت امير يبقى تكمل معاه وتاخد بايده واحدة واحدة مش تطلقها بالمنظر ده . انت ظلمتها قوي مرة يوم ما قولتلها على جوازها من امير والمرة الثانية لما جبرته يطلقها .

محسن بيهز دماغه برفض وبص لابنه: وايه كمان ! سيادتك تتجوز علا ! ويشاركك فيها مليون واحد وعادي ماهو انا هاخد بايدها واستحمل مشاركة الناس ليا في مراتي واسكت لحد ما هيا تقرر تكتفي .
شاكر اتخنق ومردش: بعد اذنك .
وساب ابوه ونزل صيدليته وبيفكر في كل حرف ..
اخر الليل رجع وقعد مع اخته يقنعها ترجع لشغلها ومحدش عارف بكرة مخبي ايه ؟

شهد فعلا رجعت شغلها وقررت تكون قوية وتفضل قريبة من حماها يمكن ده يقربها من امير نفسه .. بتنتظر كل يوم انه يروح لابوه او يزوره ..
امير في يوم الصبح بدري بابه خبط وفتح اتفاجىء بأبوه قدامه فسكت وما اتكلمش بس جواه فرحة عيل صغير اخيرا ابوه جاله .. بس ابوه دمر الفرحة اللي لسه ما اتولدتش
عدلي بهدوء: انا مش جاي علشانك .
امير ابتسم لان ده المتوقع من ابوه مش جديد عليه بس مستغرب ليه كل مرة مع انه عارف اللي هيحصل الا انه بيتوجع ! وبص للارض وبعدها بص لابوه: عادي .. جاي ليه ؟

عدلي بجمود: مراتك .
امير بصله باهتمام: مالها ؟
عدلي: تعبت جامد ونقلناها المستشفى .
امير الدنيا كلها لفت بيه وغامت وظلمت ونورت
وبتوهان: تعبت ازاي وهيا فين ؟
عدلي: مستشفى د / امين .

امير ما سمعش ولا حرف تاني وجري على المستشفى وطول الطريق صورة مامته وهيا بتموت قدامه .. مليون فكرة وفكرة في دماغه ! يا ترى مالها ! هو الزمن ممكن يعيد نفسه تاني وياخد منه تاني اكتر حد بيحبه ؟ هيتجنن ! اخيرا وصل وسأل عليها وعرف مكانها وفتح الباب بعنف ودخل الكل اتفاجىء بيه ومحسن بصله بعنف
امير بلهفة عاشق مجنون: في ايه ؟ مالها ؟

شهد كانت نايمة على جنبها اول ما سمعت صوته اتعدلت بسرعة وبصتله فراحلها: في ايه مالك ؟ تعبانة بإيه ؟
بصت لابوها ودموعها نزلت وهو بص لابوها وسأله: هيا مالها ؟
محدش رد عليه ! كان هيتجنن اكتر واكتر وخوفه عليها ظاهر للكل .. فزعق: ردوا عليا مراتي مالها ؟
شهد ابتسمت لما قال انها مراته .. هنا الدكتور دخل وامير جري عليه: مراتي مالها ؟ فيها ايه ؟
الدكتور بانتباه: انت جوزها ؟
امير هز دماغه بخوف ورعب من اللي ممكن الدكتور يقوله: ايوه انا .. ارجوك قولي مراتي مالها وفيها ايه ؟ وتعبانة ليه ؟


look/images/icons/i1.gif رواية ديفشا
  05-12-2021 01:28 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الخامس عشر

محدش رد عليه ! كان هيتجنن اكتر واكتر وخوفه عليها ظاهر للكل .. فزعق: ردوا عليا مراتي مالها ؟
شهد ابتسمت لما قال انها مراته وقلبها رقص جوه ضلوعها والامل رجع يرفرف ويصحي حلم جميل حلمته بيوم .. هنا الدكتور دخل وامير جري عليه: مراتي مالها ؟ فيها ايه ؟

الدكتور: انت جوزها ؟
امير ملهوف: ايوه انا .. ارجوك قولي مراتي مالها وفيها ايه ؟ وتعبانة ليه ؟
الدكتور ابتسم: من غير ما تقلق مرات حضرتك حامل مش اكتر .. مبروك .
سابهم وانسحب وامير للحظة كان مبتسم .. في حاجة هتربطه هو وشهد مدى الحياة ..

محسن من اول ما عرف بحمل بنته وهو مرعوب من فكرة ان يكون لحفيده اب زي امير يا ترى الولد هياخد ايه من اخلاق ابوه او حتى ايه القيم اللي ممكن تترسخ جواه وهو شايف صورة اب فاسد وعابث وبالمنظر دا فبص لامير بوعيد وتحذير: اوعى تتخيل للحظة ان ده هيغير من وضعكم او اني هسمحلك ترجع لحياة بنتي! انا لو كنت رافضك قيراط دلوقتي رافضك ٢٤ قيراط فاهم .. انا مش هسمحلك تربي حفيدي وانت كده ..

شهد حاولت تتحرك بس مامتها مسكتها: بابا ارجوك .
محسن بصلها تعبان لتعبها موجوع لوجع امير مرعوب من اللي جاي: خلاص وقت الترجي والتجارب خلص انسي يا شهد .. خرجيه من حساباتك ..ولا انت ايه رأيك يا أمير !
أمير ماردش عليه بس بص لشهد نظرة وداع اخيرة ومشي .. المهم انه اطمن عليها .. المهم انها بخير .. المهم انها تفضل في الدنيا دي حتى لو بعيد عنه .. وهو خارج اتخبط في شاكر اللي كان جاي بسرعة ووقفوا قصاد بعض
شاكر بقلق وخوف: في ايه ؟ شهد مالها ؟ شوفتها ؟

امير بحزن: مالهاش .. هيا بس حامل .
شاكر ابتسم ومسك ايد امير: طب الحمد لله الف مبروك ليكم .. دلوقتي انت ماشي وسايبها ليه ؟ دي فرصتك ترجعوا لبعض .
امير استغرب تغير شاكر مع انه لسه يدوب سامعه بيحذر اخته من حبها ! ليه دلوقتي بيقوله تنتهز الفرصة ! مبقاش فاهمو نهائي
شاكر باصرار: ماشي ليه يا امير ! خليك معاها ! دي فرصتك
امير ابتسم بألم وبص للارض: ابوك قالها صريحة مش عايزني جزء من حياة حفيده بعد اذنك .
شاكر وقفه بحزن وتردد: امير ..

بعد ما كان هيسأل اتردد وسكت وبص للارض فأمير فهم هو عايز يسأل عن ايه واتردد فبصله: على فكرة علا بتحبك .. بتحبك بجد .. انا وهيا اخوات مش اكتر .. بس خافت انك ترفضها انت واهلك فحبت تبعدك عنها .. بس بتحبك .
سابه ومشي وشاكر فضل كتير واقف مكانه مش عارف يعمل ايه ؟ او يتصرف ازاي !
واخيرا قرر يأجل التفكير في نفسه ويقف جنب اخته لانه عارف قد ايه هيا بتحب أمير .. دخل لقاها بتعيط وامها بتحاول تهديها بس مش عارفة ..
شاكر بلهفة: شهد ..

شهد بصتله ومن بين دموعها وشهقاتها بصت لاخوها وبتشكيله: أمير كان هنا وبابا طرده ..
شاكر بأسف ووجع حقيقي: عارف يا حبيبتي شوفته بره ..
محسن صعبان عليه بنته وحيرتها وكل اللي هي فيه بس مش بإيده حاجة .. خوفه عليها اكبر من احساسه بالذنب ناحية حبهم ! دلوقتي كمان حامل يعني لازم كمان يراعي مصلحة حفيده ! لو بنته بتفكر بعقلها واجبه هو كأب يفكر بعقله مش بعواطفه .. بص لبنته وبوجع حاول يقنعها: امال لو كان بيحبك بجد كنتي عملتي ايه ؟ وان مكنش جوازه منك كان مجرد صفقة مع ابوه كنتي عملتي ايه ؟ وان مكنتش عيشتك معاه كلها انتظار كنتي عملتي ايه ؟ بتعيطي ليه ؟ باقية عليه ليه ؟ شوفتي معاه ايه حلو بتعيطي عليه ؟

شهد بتعيط لدرجة صوتها مخنوق بالعياط: بحبه .. بحلوه بمره بحبه .. هو جوزي انت مش قادر تفهم ليه ؟ جوزي .
محسن اتنرفز: طليقك .. وطلقك من كلمة قولتهاله .. ما تمسكش بيكي .. يا بنتي انا اكتر حد في الكون ده بيحبك وخايف عليكي .. يا بنتي أمير ضاع خلاص .. لو كان في أمل كنتي قدرتي توصليله .. كان حاول يفتحلك قلبه .. انتي ما تعرفيش حاجة عنه .. وهو مقالكيش .. ما آمنكيش على حياته واسراره . فوقي بقى لنفسك يا شهد .
شهد بصت بعيد رافضة تسمع لأبوها ورافضة منطقه ورافضة كل حاجة حواليها .. مش هتسمع اي كلمة ضد امير ابدا
ابوها كمل: فوقي بمزاجك بدال ما تفوقي على وجع ما تتحمليهوش .

شهد بصتله باستنكار: وهو انا متحملة الوجع ده ؟
ابوها معرفش يرد عليها فسكت لانها مش هتسمع منه حاليا .. لازم يسيبها تهدى علشان عقلها يدخل معاها في النقاش علي الاقل ..
دينا اخدت فترة بعيد عن الشلة ومركزة في شغلها في الشركة بس في حالة قلق وتوتر مسيطرة عليها .. رعب من المجهول اللي منتظرها ! شك جواها هيقتلها .. تعب مستمر وترجيع ! هل ممكن تكون ... ده لو حصل هتكون مصيبة ! لازم تتأكد وتقطع الشك باليقين .. عملت اختبار الحمل وكانت صدمتها لما عرفت انها حامل ! شهقت وضربت نفسها بالاقلام وهيا بتعيط بصمت تام .. خايفة صوتها يطلع بره الحمام لجوز امها يجي ويفتحلها محضر ! هتقول ايه ساعتها ! هتروح فين ! لازم طارق يعرف وينتشلها بقى من القرف اللي هيا عايشة فيه ! عمره ابدا ما هيتخلى عنها ! علي طول طارق جدع في الشلة ومش بيتأخر ابدا ! بس مش بيتأخر علي ايه ! سهرة ! عزومة ! خناقة! سفر ! لكن بيبي هل ممكن يعترف بيه ! اكيد هيقف جنبها مش هيتخلى عنها .. ايوه مش هيتخلى عنها ..

شهد خرجت من المستشفى والوضع استمر زي ماهو .. وامير رجع لعزلته ولكيانه المتلخبط ومش عارف يعمل ايه ؟ ازاي يرجع مراته لحضنه ؟ ازاي يصلح الجسور اللي اتكسرت ؟ كل يوم بالليل بيروح بعربيته يفضل تحت شباكها يمكن يلمحها .. وفرحته ملهاش حدود لما بيلمحها .. واخيرا جتله فكرة والصبح راح بيت ابوه .. قابل الجنايني الي رحب بيه
وطلب منه شتلات من ورد مامته .. ورد التوليب او ورد الحب زي ما مامته كانت بتسميه ..
وهو واقف ابوه لمحه فراح ناحيته وسلموا على بعض ببرود وتوتر ..

عدلي بهدوء: اخبارك ايه ؟ محتاج حاجة في شقتك ؟
امير ببرود بدون ما يلتفتله: كويس ومتشكر ..
عدلي متردد عشان متوقع الرد بس بيفتح كلام او بيظهر اهتمامه لعل وعسى: تحب أبقى ابعتلك اكل ؟
امير بصله ورفع حاجب: لا متشكر بعرف ادبر اموري .
عدلي: محتاج فلوس ؟
امير بصله كتير: لا متشكر .

وهو ماشي ابوه وقفه: في حفلة احتمال اعملها في النادي للشركة بخصوص عقد شراكة مع شركة أجنبية لو اتفقنا ومضينا العقد هعملها ممكن تحضر ؟
أمير وهو بيجمع الشتلات مع بعض: اشمعنى يعني !
عدلي حاول يلفت انتباهه: عايزك تكون موجود وبعدين شهد هتكون موجودة يمكن ...
امير انتبه لما سمع اسمها بس ما بينش اي رد فعل: ربنا يسهل هشوف لو ظروفي تسمح ساعتها هحاول اجي ..
مشي واخد الشتلات معاه ..

سالي بنت صاحب ابو طارق بقى في بينها وبين طارق صداقة على الاقل من ناحيتها هيا .. بيشوفوا بعض وبيتكلموا وبيسهروا وده مجنن دينا
سالي بدلع: ما تيجي نرقص !
دينا مضايقة من وجودها طول الوقت معاهم في سهراتهم وحبت تضايقها اكتر وتبعدها عنهم فاتكلمت بتريقة: طارق ما بيحبش يرقص مع اصحابه بيحب ديما يقلب رزقه .
طارق بصلها كتير بغضب وبعدها وقف ومد ايده لسالي وابتسم: طبعا يا قمر اتفضلي نرقص .

رقص معاها ودينا هتتجنن وهيا بتتفرج عليهم ومخنوقة علي اخرها .. هيا بتحبه ازاي مش مقدر حبها ده ! من ساعة اللي حصل بينهم وهو بيتجنبها او بيختلق اي اسباب علشان يفضل بعيد عنها .. ليه مده بس يا طارق وانت عارف اني بحبك
واخيرا سالي هتروح وطارق بقى لوحده مع دينا
دينا بهجوم: ده ايه ده بقى ان شاء الله هاه ؟
طارق بصلها بغيظ: مالكيش فيه وسالي خط احمر ما تتخطيهوش .
دينا الغيرة مسيطرة عليها: تطلع مين هيا اصلا ؟ هاه ؟

طارق بصلها بطرف عينه وكمل شرب من كاسه: مالكيش فيه يادينا .
دينا بتضرب كتفه بعصبية: لا ليا ونص .. ليا بالقوي كمان .
طارق ضحك على غبائها لو كانت فاكرة دا ضرب ونفض قميصه مكان ايدها وحرك الكاس بالتلج اللي فيه: نعم ؟ ليكي ايه بقى ان شاء الله ؟ هاه؟
دينا ضيقت عينيها وضمت حواجبها لبعض تركز عشان تشوف ردة فعله: ليا ابنك اللي في بطني .
طارق هنا الكاس وقف على شفايفه وبصلها بعنف: بتقولي ايه ؟

دينا: ابنك .. انا حامل يا طارق .
طارق حط الكاس على التربيزة بعنف ومسك دراعها بعنف: الظاهر انك اتجننتي ولا اتخبلتي ولا جرى في عقلك حاجة ! لا اوعي تفتكري انك كده ممكن تلوي دراعي لا يا حيلتها مش انا اللي يتلعب معاه اللعبة دي ؟ فاهمة ؟
دينا كانت شاكة انه ممكن ما يتقبلش الموضوع لكن متخيلتش الرد دا: ليه ؟ تنكر ان حصل بينا علاقة وانك اول واحد يلمسني ! تنكر يا طارق ؟
طارق بيشاور بايديه لا: لا ما انكرش بس انا لا ضربتك على ايدك ولا عملت حاجة غصب عنك يا حلوة .. دي كانت ليلة وراحت لحالها .
دينا بصدمة: ليلة ؟ ليلة يا طارق ! انا بحبك وانت عارف ده كويس .

طارق بتريقة: وانا امتى قلتلك اني بحبك ها ؟ امتى قولتلك اني هتجوزك ولا اي كلام فارغ من ده ؟ لا فوقي كده وصحصحي اللي في بطنك ده تتصرفي فيه ! انا انسيني تماما . خرجيني يا حلوة بره حساباتك !
دينا بذهول تام مش مصدقة اللي بتسمعه: ده ابنك .
طارق اتريق بغضب: بلا ابني بلا زفت .. وانا ايش عرفني انتي حامل فيه منين هاه ؟ اللي تسلم نفسها لراجل تسلم نفسها لعشرة . فكك مني خالص فاهمة !
دينا بذهول: انا سلمت نفسي لحبيبي مش لراجل .

طارق بتريقه وهو بيلم حاجته من التربيزة وكل شوية يبصلها بغضب: حبيبك ! اللي بيحب واحدة بجد ما بيلمسش شعرة منها غير لما تكون في بيته .. وبعدين بلاش قولتلك أسطوانة الحب علشان مشروخة قوي .. انتي سلمتي نفسك لواحد سكران كنتي متخيلة ايه ؟ بقولك ايه اخلصي من المصيبة دي بعيد عني بعد اذنك .
سابها ومشي وهيا فضلت قاعدة الدموع جامدة في عنيها مش عارفة تفكر تعمل ايه وتروح لمين ؟ ده جوز امها لو عرف مش بعيد ياخدها حجة ويخلص منها .. تروح لمين ؟ تتصرف ازاي ؟ علا ممكن تساعدها ؟ بس علا كمان مختفية وواخدة جنب من كله ! وأمير ظروفه اخدته بعيد وعمرو مش هيعرف يعمل حاجة أصلا تروح فين ولمين ؟ ليه عملت في نفسها كده ؟ ليه سلمت نفسها لحد ما يستاهلهاش ؟ ليه ضيعت نفسها كده !

عند عمرو
عمرو اشتغل هو كمان عند عدلي كنوع من انواع الانتقام من أمير اللي بيكرهه من غير ما يعرف سبب للكره ده .. بس بعد ما اشتغل حس ان له قيمة وكيان .. حس انه عايش .. حس ان حياته بقى لها معنى وهدف .. وخصوصا لما اكتشف انه ذكي وناجح في مجاله .. حس بطموح ماليه وانه ممكن يعمل حاجات كتيرة .. ندم علي السنين اللي فاتت من عمره دي كلها في سهر وشرب وضياع وبس .. ليه هو بالغباء ده ! ليه حاقد علي الدنيا كلها بدون سبب !
لازم يحاول يثبت نفسه ويثبت قدراته ويثبت لعدلي ولنفسه انه مش بس علشان صاحب امير هو اشتغل لازم يثبت انه يستاهل الشغل ده .. لازم يبقى حاجة بقى كفاية اللي فات ..

امير اخر الليل راح جنينة شهد ولما حس الدنيا هديت وبهدوء بدأ يزرع الشتلات وكل شتلة زرعها زرع معاها امنية او حلم نفسه يتحقق او ذكرى من العمر مع شهده وكان بيتبتها بالارض وكانه بيتبت حلمه معاها لحد ما خلص ووقف ومشي بهدوء تام .. وكل يوم او اتنين بيروح يسقيها بصمت ودعاء جواه ان الرسالة توصل لصاحبتها وتوصل لقلبها بالزبط زي مهي طالعة من قلبه ويمشي ..

اخيرا جه معاد الحفلة واتردد يروح ولا لأ ومش عارف ياخد قرار .. واخيرا قرر .

في الشركة
عدلي معاه شهد بيتكلموا في الشغل وهو حس بتعبها وارهاقها: شهد روحي انتي دلوقتي وارتاحي علشان الحفلة بالليل .
شهد وهي بتلم حاجتها من على مكتبها: انا اسفة يا بابا بس مش هقدر اجي .
عدلي مسك ايدها وباصرار: انتي لازم تكوني موجودة.
شهد وقفت لم الحاجة وبصتله باستغراب: وجودي مش مهم .. العقد واتوقع دي حاجات شكلية .
عدلي غمزلها: انتي فكراني عايزك تيجي علشان الشركة ولا الناس ولا الكلام ده كله !
شهد باستغراب: امال ؟

عدلي بفرحة بتخطيطه: انا عزمت امير وهيكون موجود .. عايزكم تشوفوا بعض وتتكلموا يمكن !
شهد اول ما سمعت اسم أمير قلبها بيدق بعنف
شهد حطت حاجتها بشنطتها وحملتها وخارجة: ربنا يسهل بعد اذنك .
مشيت وهيا بتنهج مجرد اسمه بس بيصحي ذكريات كتيرة .. ذكريات اكبر من انها تتحملها
روحت وبدئت تجهز نفسها للحفلة .. اميرها هيكون موجود..
امير واقف قدام المراية بيلبس بدلته ومتوتر وحس انه محتاج لدعم فاتصل بعلا على أمل انها ترد عليه وبالفعل ردت
أمير: أخيرا رديتي .

علا: أخيرا هديت وشوفت الأمور بطريقة مختلفة .
أمير: طيب الحمد لله .. اخبارك ايه ؟
علا اتنهدت: زي ما انا .. بابا بس موجود ويمكن ده اللي ساعدني .
امير حس بنوع من الغيرة: ربنا يخليهولك .
علا: وانت اخبارك ؟
أمير ابتسم بوجع: انا وشهد اطلقنا .
علا بحزن: عرفت .. بس مش ده اللي كنت عايزو ؟
أمير اتنهد: ومش بعدك عن شاكر هو اللي كنتي عيزاه ؟

علا غيرت الموضوع: المهم .. بتتصل بس تطمن ولا عايز حاجة ؟
أمير: في حفلة في النادي النهارده تبع شركة بابا ما تيجي نروح .. شهد هتكون موجودة وطبعا مش هتيجي لوحدها .
علا بلهفة: قصدك مين ؟
أمير ابتسم: شاكر .. لو حد هيوصلها هيكون شاكر ايه رأيك ؟
علا سكتت كتير: انا عايزة اتخطاه .
أمير: وانا كمان بس هروح .. تعالي انتي وباباكي واهو هيكون سند ليكي ..
قفل وسابها هيا كمان لافكارها وقامت راحت لابوها ..

شهد دخلت عند شاكر بيلبس ونازل
شهد بتردد: كنت عايزة اطلب منك طلب .
شاكر ابتسم: قولي يا قمر .
شهد متوترة: تيجي معايا حفلة الشركة .
شاكر كشر وبصلها باستغراب: انتي قولتي مش هتروحيها غيرتي رأيك ليه ؟

شهد مترددة مش عارفة رد فعل اخوها ايه بس لازم تحاول عشان اميرها وبردو مش هتكدب او تحور دا مش طبعها فكانت صريحة: أمير ممكن يحضرها .
شاكر سكت شوية واتنهد وصعبت عليه وبصلها بحب: وابوكي هيوافق ؟
شهد بصتله بتعلق: لو انت هتيجي معايا هيوافق ! ( كانت عايزة تقنعه يوافق يروح معاها ) وبعدين شلة امير كلها هتكون موجودة .
شاكر هنا بصلها وصورة علا اترسمت قدامه وفاق على صوت اخته
شهد بترجي: قلت ايه ؟ البس ؟

شاكر ابتسم: البسي .
خرجت وجهزت وخارجة من اوضتها وابوها بصلها كتير: رايحة فين ؟
شهد متوترة: حفلة الشركة اونكل عدلي محتاجني اكون معاه .
محسن حوقل بقلبه لانه فاهم دماغ بنته: انتي قولتي انها مش مهمة ومش هتروحي غيرتي رأيك ليه ؟
شهد حاولت تكون طبيعية جدا وهيا بتتكلم مع ابوها مع ان قلبها ابعد ما يكون عند الهدوء والطبيعية: هو كلمني الصبح وطلب مني اكون معاه ومسيبوش لوحده .
محسن هز دماغه بدون اقتناع: اممم وهتروحي لوحدك يعني ؟

هنا شاكر جه من وراهم: اكيد لأ انا هكون معاها ما تقلقش حضرتك .
بص لعيالو الاتنين اللي في قمة اناقتهم .. من امتى بيهتموا كده بأناقتهم في المناسبات اللي زي دي !
محسن اتنهد بحيرة مش عارف يمنعهم يروحو ولا عارف يسيبهم وفكر يعمل ايه وفي الاخر لمعت في دماغه فكرة فابتسم وبصلهم: استنوا انا هاجي معاكم .
ابتسموا ابتسامة ظاهرية فقط لكن كل واحد افكاره وصلت لعند حبيبه وخصوصا لما تتلاقى العيون ! وبالفعل اتحركوا كلهم مع بعض وحتى والدتهم عايدة راحت معاهم.

في بيت عمرو
لبس وخارج وهنا سمع حد بيعاكسه وصفّر
عمرو التفت وابتسم: بطوط .. ازيك يا قمر .
فاطمة باعجاب: شكلك زي العريس .. على فين كده ؟
عمرو بابتسامة عريضة: عندي حفلة تبع الشغل .

فاطمة بتحاول تجر معاه كلام وتخليه قدامها شوية: اممم .. مجرد حفلة بس ؟ الشياكة دي كلها للحفلة ولا حاجة تانية ؟
فكر للحظة في علا .. هل فعلا هو متشيك علشان احتمال يشوفها ! عايز يوريها نفسه بعد ما اشتغل وبقى شخص يعتمد عليه ؟
فاق من افكاره على صوت بنت عمه
فاطمة: سرحت في ايه كده ؟
عمرو بصلها وابتسم: لا مفيش بس الشغل بقى .

فاطمة قلبها بدق بعنف وكأنها بتعترف بسر خطير: ما تتخيلش فرحتي بيك كانت قد ايه لما عرفت انك اشتغلت .
عمرو: تسلمي يا بطوط يالا هسيبك بقى علشان ما اتأخرش.
فاطمه بتمني: خلي بالك من نفسك ..
بصلها للحظات ووقف قصادها بس بعدها مشي بهدوء وراح للحفلة اللي الكل معلق امال كبيرة عليها ..
أمير كان واقف لوحده بعيد في الظلمة بحيث محدش يشوفه ولو شهد جت يدخل ..
وأخيرا لمح عربية اخوها ونزلت هيا وباباها ومامتها وشاكر راح يركن .. اتحرك خطوة واحدة لقدام و قلبه دق بعنف وأتمنى لو لسه هيا من حقه ووقف مخدش الخطوة التانية ... كالعادة ..

دخلت شهد بتتلفت حواليها وعنيها بتدور عليه بلهفة وترجي وخوف وأمل واحاسيس كتيرة جواها متلخبطة
محسن لاحظ نظراتها وحيرتها: بتدوري على مين ؟ عمك عدلي هناك اهو اتفضلي .
شهد اتنهدت: اخدت بالي ..
سلموا عليه وهيا بصت لابوه وهو رفع اكتافه باستسلام وكأنه بيقولها ان هو كمان منتظر
وشوية واخدت نفس طويل وابتسمت لانها شمت برفانه اللي بتميزه من بين مليون ..
أمير وعينيه عليها وكأنه مش شايف غيرها: السلام عليكم .

الكل بص لأمير وردوا عليه وسلم عليهم كلهم ووصل لشهد واخيرا هيا قصاده
أمير بابتسامة حب صافية: ازيك .. عاملة ايه ؟ وصحتك اخبارها ايه؟
شهد ابتسمت: الحمد لله انا كويسة ( حطت ايدها على بطنها ) وهو كويس .
أمير بص لايدها وابتسم: هو ؟ عرفتي منين ان هو مش هيا ؟
شهد ابتسمت: مجرد احساس مش اكتر.. ( رفعت عينيها ليه ) بعدين هو او هيا مش هتفرق ولا ايه ؟

أمير شد على ايدها زي ما شدد بنظرته ليها وابتسم: اكيد مش هتفرق المهم انتي بس تقومي بالسلامة ده المهم .
شهد ابتسمت بحب واضح لامير وابوها اضطر يتدخل: اخبارك ايه يا امير ؟ عايش فين لما انت مش عايش مع ابوك وعايش ازاي اصلا ؟
امير بصله كتير ولمح نبرة تريقة او تعجيز انه هيحتاج لابوه مفهمش صراحة النبرة دي ايه ! بس رد عليه: عايش في شقتي والحمد لله عايش كويس ما تقلقش عليا .
عدلي اتدخل: ده حتى رفض مساعدتي .. انت عايش ازاي فعلا ؟

شهد اتضايقت من اسلوبهم بالكلام معاه وكأنهم بيحققو مش بيطمنو وخافت دا يخليه ينسحب من بينهم
أمير قفل الكلام تماما: ما تشغلوش بالكم بيا انتو ! بعد اذنكم هشوف اصحابي .
يدوب هيمشي فعدلي اتكلم: محدش مأخرك غير اصحابك دول .
امير وقف للحظة وبعدها بصله: ما تشغلش انت بس بالك بيا ..
سابهم وراح لطارق اللي واقف منتظره وسلموا على بعض بفتور وشوية ووصل عمرو وانضملهم وسأل وعنيه بتدور في كل الوشوش حواليه: هيا علا مجتش ؟
الاتنين بصوله وجاوبو مع بعض: لأ .

عمرو بصلهم الاتنين وبعدها ركز نظراته علي امير.: امممم .. الا انت مختفي فين يا امير ؟ مش بتسهر معانا زي الاول ؟ ولا طلاقك اثر عليك !
امير حس بشماتة بس تجاهلها: مش فاضي وطلاقي ما يخصكش .
طارق بص لامير: انت عارف اني روحت اطمن عليها ! وقابلتني بطريقة مستفزة .
امير باستغراب: روحت لمين ؟
طارق حس انه غلط بجملته دي: لشهد ! اطمن لما غابت من الشغل ! ايه غلطت ؟
امير اتنرفز جواه ورد بتهكم: طبعا غلطت .. تروحلها بتاع ايه ؟ وليه تروحلها اصلا !
طارق قاطعه: يا سيدي حقك علينا ده انتو عيال خنقة .

سابهم وراح يشوف حاجة يشربها
علا وباباها وصلوا وكانت مترددة تدخل بس ابوها مسك ايدها ومشي معاها ودخلوا ..
ابوها حس انه تعبان ومحتاج لعلاجه بس اكتشف انه مش معاه ..
عبد الرحمن: علا انا نسيت علاجي في العربية هروح اجيبه واجي على طول .
علا مسكت ايد ابوها: طيب انت تعبان خليك واروح انا اجيبه .
عبدالرحمن ابتسم: لا يا قلبي مش تعبان بس احتياطي يكون في جيبي .. روحي سلمي على اصحابك .
دخلت علا وشافت شهد بس ما شافتش شاكر ودورت بعنيها كتير واخيرا راحت ناحية شهد وابتسمت: ازيك .
شهد ابتسمتلها: انا الحمد لله بخير وانتي ؟

علا بشبه ابتسامة: انا كويسة .
وقفوا قصاد بعض مش عارفين يقولو ايه ؟ واخيرا شهد نطقت: على فكرة انتي اتغيرتي كتير .
علا بزعل: كلنا بنتغير .
شهد بتحاول تشجعها: المهم يكون التغير للاحسن .. امير وباقي اصحابك هناك اهم .
علا بصت ناحيتهم: شيفاهم .
شهد كشرت مش فاهمة فتورها ده ليه ! وليه مش مهتمة كده بأصحابها ! وحاولت تفهم اكتر: معنى كده ان مش هما اللي عينك بتدور عليه !
علا سكتت شوية وقررت تكون صريحة: لا مش هما ! هو فين ؟ مجاش ؟

شهد ابتسمت وحست انها زي امير ضايعة ومحتاجة ايد تتمدلها: بيركن العربية وجاي الدنيا زحمة ممكن يكون مش لاقي ركنة ..
علا ابتسمت وعنيها نورت وشهد اتاكدت انها فعلا بتحب اخوها بجد
محسن كان جاي ناحيتهم ف علا انسحبت بسرعة وراحت لاصحابها
عمرو اول ما شافها: مختفية ليه ؟ وشكلك غريب ليه ؟
علا بلامبالاة: عادي المهم اخباركم ايه ؟
بتتكلم وعنيها متعلقة بالمدخل .. وامير لاحظ ده وسكت لان هو كمان عنيه متعلقة بشهد ..
عمرو حاول يلفت انتباهها لاي شيء بس هيا مشتتة تماما ..

شاكر اخيرا لقي ركنة ونزل ورايح للحفلة وهو رايح لمح حد واقف ساند على عربية بتعب
شاكر قرب منه بحذر: حضرتك كويس ؟
عبدالرحمن بصوت ضعيف: انا الحمد لله كويس .
شاكر بقلق: طب محتاج لمساعدة ؟
عبد الرحمن: لا يا ابني .. متشكر .
شاكر ملاحظ تعبه وارهاقه فقرب منه: على فكرة انا مش بعرض بس مساعدتي .. حضرتك شكلك تعبان .. محتاج لايه قولي ؟
عبدالرحمن بصله كتير: بس اوصل لعربيتي واخد العلاج وهبقى كويس .
شاكر مسك دراعه: عربيتك فين ؟

عبدالرحمن استغرب بس شاور على عربيته وسمح لشاكر يساعده لحد ما وصله وفتحله الباب وقعده على الكرسي .. طلعله الدوا بتاعه وبصله وبعدين فتحه وعطاه ..
شاكر بلوم: المفروض علاجك يكون في جيبك باستمرار انت عارف ده ؟
عبدالرحمن ابتسم بضعف: عارف ونسيته .. ربنا بعتك ليا ..
شاكر ابتسم: الحمد لله فعلا ..
عبد الوحمن بفضول: بس انت عرفت منين ان المفروض يكون الدوا معايا باستمرار ؟ انت ليك علاقة بالطب ؟
شاكر ابتسم: انا دكتور صيدلي .. المهم حضرتك كنت داخل الحفلة ولا مروح ؟
عبدالرحمن: لا انا داخل بنتي جوه لوحدها ..

شاكر بيطمنه: استريح بس شوية يكون العلاج بدأ مفعوله وبعدها ندخل .
عبدالرحمن استغرب من طيبته واستعداده للمساعدة وحاول يشكره ويمشيه: طيب ادخل انت انا بقيت كويس .. ما تعطلش نفسك معايا . كفايا ساعدتني لحد ما اخدت علاجي
شاكر اتنهد بتعب: دي حفلة اتعطل على ايه فيها ! وبعدين لولا اختي مكنتش جيت اصلا .
عبدالرحمن ابتسم: وانا لولا بنتي مكنتش جيت .
شاكر ابتسم: شكلنا احنا الاتنين جاين غصب .

ضحكوا الاتنين وسكتوا شوية
عبدالرحمن واستغرب احساس الارتياح في الكلام مع شاكر: بنتي جاية على امل تشوف حبيبها .. هيا متخيلة اني مش فاهم ! بس انا عارف انها جاية علشانه ..
شاكر ابتسم: وهما ليه بعيد عن بعض ما طالما حضرتك عارف ما تقربهم من بعض !
عبدالرحمن اتنهد بوجع: ياريت بايدي اقربهم من بعض .. المشكلة انهم مختلفين تماما ..
شاكر ابتسم بحزن: انا كمان اختي جاية علشان تشوف حبيبها .. بس احنا بقى مختلفين عنكم في انهم اصلا متجوزين لكن الظروف بعدتهم عن بعض .. وغصب عنهم الاتنين اطلقوا .

عبدالرحمن استغرب وفضوله عايز يعرف اكتر: ازاي غصب عنهم ؟ طالما مش عايزين يطلقوا فليه ؟
شاكر مط شفافه: زي ما حضرتك قلت مختلفين ...
وهنا سمعوا صوت من وراهم
علا بلهفة: بابا انت كويس .
الاتنين بصوا مرة واحدة للصوت وشاكر اتصدم بقى علا بنته اللي بيتكلم عنها ..
شاكر بدهشه: علا ؟
علا باستغراب: شاكر .. انت بتعمل ايه هنا ؟


look/images/icons/i1.gif رواية ديفشا
  05-12-2021 01:29 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل السادس عشر


علا شافت شاكر مع باباها
علا قلبها خبط كتير جدا كانت منتظراه وبتستعد للحظة اللي تشوفو فيها بس اخر مكان تخيلت انها تشوفو فيه مع باباها: شاكر .. انت بتعمل ايه هنا ؟
شاكر مستغرب ومش فاهم هي ليه هنا مش جوا: انا داخل الحفلة .
علا باستغراب: ايوه ماشي بس بتعمل ايه مع بابا ؟
شاكر للحظة وقف ساكت: بابا ! ده باباكي ؟

افتكر لما قاله انها جايباه على امل تشوف حبيبها .. معقولة فعلا تكون بتحبه بجد ! واقف متلخبط مش عارف يتكلم
عبدالرحمن حس انه عك الدنيا على الاخر لما تسرع واتكلم قدام حد ما يعرفوش واهو طلع هو المقصود تحديدا بالكلام
عبدالرحمن بص لبنته: هو ده شاكر اللي ؟
علا بصت لابوها بسرعة تمنعه يوضح: اه هو .
شاكر بصلهم الاتنين والكل متوتر ومحدش عارف يتكلم
شاكر حس باحراج كبير خصوصي لوالدها بعد الكلام اللي قاله: طيب بما ان حضرتك كويس وبنتك اهي استأذنكم انا اكيد شهد بتدور عليا .
مشي خطوة وعلا وقفته: شاكر ...

وقف وبصلها وهيا معرفتش تقول ايه ! سكتت
ابوها وقف وقفل عربيته: هسبقك انا وانتي حصليني .. فرصة سعيدة يا دكتور .
شاكر ابتسم لابوها: مجرد شاكر وبس .
ابتسموا لبعض وابوها انسحب وسابهم
شاكر بص بكل حتة وحاول يدور على كلام او طريقة يبدأ بيها الكلام لكن مفيش .. مفيش الا شوقه ليها وحشته جدا وبصلها بعتاب .. عتاب بكلمة واحدة بس: اختفيتي .
علا لخبطة جواها ليها اول مالهش اخر مش عارفة ايه الصح ولا ايه الغلط مجرد انها شايفاه ودا بالدنيا وما فيها فهمست وهيا باصة للأرض: كنت عايزني اعمل ايه ؟
شاكر بوجع ولوم وعتاب وهمس: اللي عملتيه اصلا كان ليه ! ليه كنتي عايزة تبعديني ! ليه بالشكل ده يا علا !
علا بصتله بوجع كبير قوي جواها: علشان معاييرك عالية قوي يا شاكر .. مجرد انها عالية .
شاكر موجوع منها: كنت هفضل ماسك ايدك مكنتش هسيبك ابدا .

علا حست بالندم انها اتسرعت بس رجعت لواقعها .. الواقع اللي هما فيه محسن ابوهم اللي طلق بنته من امير وهو راجل فما بالك هيا ! مفيش امل اصلا فبصت لشاكر: مش هتقدر .
شاكر بغضب مكبوت بيحاول يسيطر عليه: وعرفتي منين اني مش هقدر !
علا بصتله بعنين مليانة دموع: اختك مقدرتش .
شاكر هز دماغه برفض: بغض النظر ان اختي غيري بس برضه امير معطاهاش فرصة ..
علا سكتت كتير وبصتله: هو انا ينفع اقولك وحشتني .

شاكر بصلها كتير وابتسم واول مرة يلاحظ فستانها الطويل وبكم ورقبته عاليه .. وهيا لاحظت نظراته لفستانها
ولاحظت ابتسامته ومحبتش تزرع امل جواه وتوجعه من تاني: ده مجرد فستان .
شاكر بأمل انتعش غصب عنه وابتسامة اترسمت دون ارادته وبصلها بحب: لا مش مجرد فستان.. ده فستان ساترك كلك مفاضلش غير شعرك وبس .
علا رفضت كلامه ومش عايزة تقتنع بيه: انا مش هلبس حجاب يا شاكر .
شاكر بتشجيع: ليه لأ ! جمالك هيقل مثلا ! ايه مشكلتك في الحجاب ..
علا كشرت: معرفش بس مش هقدر استحمل فروضه .

شاكر قرب منها خطوة: تعرفي منين اذا كنتي هتستحملي او لأ من غير ما تجربي .. علا انتي قوية .
علا ضحكت بوجع: مين ضحك عليك وقلك كدا .. انا عمري ما كنت قوية ما تقوليش زي بابا .
شاكر باصرار: لا انتي قوية بس محتاجة تثقي في قوتك دي .. عارفة ! تعالي معايا لحظة .
ومشي لحد باب عربيته ونداها لانها كانت واقفة مستغربة ومش بتعمل اي ردة فعل ومشيت كام خطوة قربت من عربيته وفتح الشنطة وطلع كيس وفضل يقلب فيه وبيبصلها
علا باستغراب: ايه ده ! بتدور على ايه ؟
شاكر بيقلب في الكيس كله: لحظه بس يا علا لحظة .

اخيرا طلع كيس صغير وجواه زي طرحة ذهبي ناعمة وهيا اعترضت ورفضت بهزة دماغها وعنيها
شاكر نظرات عينيه انها توافق كانت اقوى منها رغم انها كانت نظرة ضعف وترجي الا انها بكمية الحب اللي فيها كانت مسيطرة .. وفعلا علا مشيت وراه مسلوبة الارداة حاسة ان في طريق اخره نور ولازم تمشيه وتسمع كلام شاكر وقد كان .. ودخلوا النادي ووقف قدام اقرب مراية قابلته ووقف وراها وحط الطرحة عليها ونظرات عنيه اتعلقت بعنيها في المراية وابتسم: قوليلي انك مش جميلة بيها ؟ قوليلي ان جمالك ما اتضاعفش مليون مرة .. علا الحجاب مش بيقلل جمال البنت بالعكس ده بيزوده وخصوصا في عنين اللي يستاهله .. حبيبتي عمر ما كان الجمال بالقصير او العريان او الميكب الحاجات دي كلها مجرد خداع .. الجمال اللي جواكي أحلى بكتير اديله بس فرصة يتنفس ..

علا بصاله ومش عارفة تقوله ايه ومش لاقية اصلا كلام تقوله فسكتت
شاكر بحب بيشجعها تكمل: جربي النهارده وخليكي لابساها وشوفي انطباع اللي حواليكي ايه ! انا عن نفسي شايفك ملكة جمال الكون كله بيها ..
علا بصتله: انت ..
شاكر بحب: انا ايه ؟
علا ابتسمت: انت قولت حبيبتي ؟

شاكر ابتسم وبص للسقف وتمتم: شوف انا بقولها ايه وهيا بتتكلم في ايه ! ( بصلها وهزر ) يا بنتي انا بتكلم في موضوع مصيري .. بعدين انتي عندك شك اني بحبك !
علا ابتسمت بس ابتسامتها اختفت بسرعة ظهورها وبصتله بقلق: وباباك ! هيقبل الحب ده !
شاكر اخد نفس طويل وبصلها: علا لو انا واقف على ارض صلبة معاكي اقدر اواجهه واقدر ادافع عن حبي وحبيبتي بس انتي وقفيني على ارض صلبة .
علا مش قادرة تفكر دلوقتي ومش عارفة تعمل ايه ! محتاجة ترتب افكارها شوية الأول .. بصتله وفجأة وكأنها افتكرت: انت ليه معاك طرحة في العربية !
شاكر ضحك جامد جدا: ايه ؟ ده اللي شاغلك ! يعني هيكون ليه مثلا !

علا استغربت وحاولت تخمن: هتهادي بيها حد مثلا !
شاكر بيضحك: لا يا ستي دول لشهد طلبت مني طرحة دهبي ولقيت درجات كتير فجبتلها كذا لون تنقي منهم والباقي هرجعه .
علا مسكت الطرحة اللي على شعرها: طيب دي مش هترجعها ؟
شاكر بحب وهزار: يا ستي انوي انتي بس وانا هجيبلك محل طرح مش بس طرحة واحدة .. انوي انتي .
علا ابتسمت واتنهدت: طيب انا هجرب الليلة، بس ما اوعدكش باي شيء .
شاكر بابتسامة أمل: وانا يا ستي راضي بتجربتك الليلة ..

دخلوا الاتنين بس كل واحد من مكان مش مع بعض .. شاكر راح لاخته اللي استغربت غيابه
وشوية ولمحت علا بحجاب وعرفت ان ده شاكر وتأثيره وابتسمت وبصت لاخوها ..
شاكر باستغراب: بتبصيلي ليه !
شهد ضحكت بخفة وهزرت معاه: مجرد اني بشبه على الحجاب ده .
شاكر بص لبعيد مبتسم: ما تشبهيش .
سكتوا كتير لحد ماشاكر اتكلم: تفتكري هتثبت عليه ولا !

شهد اتنهدت: ربنا يهديها بس اهي خطوة .. ولو حابب اني اقرب منها واساعدها معنديش مانع .
شاكر بصلها بلهفة ومسك ايدها بيترجاها: ياريت .. ياريت فعلا تقربي منها .
شهد بتحذير: بس بابا مش هيقبلها بسهولة .
شاكر كشر وبص لبعيد من تاني بص ناحية ابوه اللي مع عدلي صاحبه: عارف بس لو حس انها اتغيرت هيقبل ..(سكتوا شوية ) شهد ينفع تسامحيني!
شهد باستغراب: اسامحك على ايه !

شاكر ندمان على كل مرة غلس فيها على امير وبيسأل نفسه ياترى لو كان مختلف كان ممكن الوضع ده يتغير ؟ بصلها: غلاستي مع امير في الاول وغلاستي عليكي وتدخلي في حياتك كل شوية بس اعذريني .. الاول كنت خايف عليكي منه وبعدها كنت بدأت احب علا وحسيت اني بغالط نفسي وبناقضها واللي المفروض اعمله بفرضه عليكي انتي .. كنت رافض حبك لامير والحقيقة اني كنت رافض حبي انا لعلا ولاني مش عارف اعمل ايه فكنت بطلع غيظي ده عليكي انتي وهو فممكن تسامحيني !

شهد مسكت ايده: حبيبي مفيش حاجة اسامحك عليها.. انت اخويا وانا مقدرة خوفك وحبك وحتى وجعك .. انا حاسة بيه ..
علا راحت لابوها اللي اول ما شافها ابتسم جدا: ايه الجمال ده كله ! انتي احلويتي بزيادة ولا انا بيتهيألي !
علا بصتله ومكشرة بهزار: انت بس بتقول كده .
عبدالرحمن مد ايده حطها على راسها بحب: حبيبتي انتي جميلة جدا والطرحة زودت جمالك .
علا باستغراب: طب ليه ما حاولتش تخليني البسها قبل كده ! ليه مخلتش ماما تلبس حجاب .
عبدالرحمن اخد نفس طويل وكشر وكأنه بيفتكر ذكريات كتيرة موجعة: ما انا قولتلك ان في اخطاء كتيرة في حياتي واكبرهم اني سيبتك لمامتك .. ده سبب من اسباب انفصالنا .. المهم شاكر انسان كويس ما تضيعهوش منك .

علا بحزن: باباه عمره ما هيوافق عليا دول متدينين جدا ده طلق شهد من امير .
عبدالرحمن: البنت غير الولد .. الخوف على البنت بيكون اكبر وبعدين لو حس انك اتغيرتي عمره ما هيعارض .. لو حس انك بتحاولي هيوافق .. بس الاهم من دا كله يا علا انك تكوني مقتنعة انك هتتغيري لنفسك ولان ده الصح اللي المفروض تعمليه .. انتي بتعملي الصح لنفسك مش لحد تاني ..
امير واصحابه واقفين وجت عليهم دينا اللي طارق اول ما شافها كشر سلمت عليهم وبصتله: اخبارك ؟

طارق مكشر: انا كويس .
امير بصلهم الاتنين: مالكم !
طارق بسرعة: مفيش ..
عمرو فجأة اتكلم: هيا علا لابسة حجاب ولا بيتهيألي ؟
كلهم بصوا ناحيتها وامير ابتسم وهيا وصلت عندهم
امير بإبتسامة عريضة: ايه الجمال ده كله !

علا مكسوفة ومتلخبطة فهزرت: اضحك عليا انت كمان .
امير ابتسم: يعني انا مش اول حد اقولك ده ! يبقى اكيد مش كلنا بنضحك عليكي .
عمرو اتدخل بينهم: علا انتي جميلة في اي حاجة بس اشمعنى ومن امتى ؟
علا بصت لشاكر وعمرو تابع عنيها: مش عارفة يا عمرو .. مش عارفة ليه وازاي ! مش فاهمة حاجة !
امير بصلها وشجعها: المهم انها خطوة كويسة يا علا .
دينا ابتسمت: فعلا .. خطوة حلوة قوي يا علا .. ياريت انا كمان اقدر اعمل زيك .

علا بصتلها: وليه لأ ! تعالي نمسك ايدين بعض ممكن نساعد بعض .. انا لسى متلخبطة اصلا فممكن نساعد بعض ونقوي بعض .
دينا بوجع وهيا بتفكر في غلطتها الشنيعة مع طارق ومصيبتها اللي هيا واقعة فيها: ربنا مش هيقبلني ابدا .
امير بص لدينا: شهد ديما تقول ان مهما الذنوب كانت كبيرة الا انك لما بتتوجهي لربنا صح بيقبل التوبة وبيمحي الذنوب دي .. ديما بتتكلم عن مدى غفران ربنا .. فلو ده سببك يا دينا يبقى ما تهتميش بيه واعملي الصح وبعدين مين عارف مش يمكن ربنا يقبل !
طارق بزعق منهم كلهم: حصة الدين دي انا ماليش فيها انا رايح اشوف ابوك والوفد اللي معاه .. سلام .
انسحب طارق وعمرو واقف متغاظ .. خلص من امير طلعله شاكر .. وبعدين بقى معاهم ! هيعمل ايه علشان يلفت حتى انتباهها !

عمرو زعق منهم: انا كمان رايح لابوك سلام .
امير واقف وجنبه دينا وعلا وهو عينه على شهد اللي بصتله باستفسار ومعرفش يقولها ايه ! بس رفع ايديه باستسلام ..
اخيرا كانت شهد لوحدها عند البوفيه وهو راح وراها وقرب اخد حاجة وقرب منها قوي لدرجة انها اتخضت مع انها كانت شامة ريحة برفانه وعارفة انه هو بس قربه كان كتير لدرجة خبطت بالتربيزة قدامها بعدها لفتله و ابتسمت لما شافته هو
امير بصلها عايز يشبع منها كلها وهمس: عاملة ايه !
شهد قابلت نظراته بنظرات مليانة شوق ولهفة عليه وجاوبته بحب: انا كويسة وانت طمني عليك .

امير: انا كويس ..
قرب منها قوي وحط ايده على ايدها اللي ساندة بيها على الترابيزة وراهم وهيا بصت لايده فضغط على ايدها ومسكوا ايدين بعض .. لحظات صامتة لكن عنيهم وايديهم بتتكلم .. اتقابلت عنيهم في نظرة طويلة كل واحد فيهم اتمنى الف حاجة
شهد بلهفة نفسها تطمن عليه: عايش فين ولوحدك ليه !
امير بصلها قوي: عايش في شقتي .. واكتفيت من ابويا وتدخله وعلشان كده عايش لوحدي .
شهد باهتمام: بتصرف منين وازاي ؟

امير اتضايق وسحب ايده من ايدها وبص لبعيد: ما تشغليش بالك انتي .. المهم .
شهد تقبلت تغيره للموضوع بس افتقدت ايده لكن كملت كلامها: ايه المهم !
امير نفسه يعرف منها اجابات كتيرة هو محتاجها فسألها بتردد: شهد هو احنا ... يعني ينفع ...
شهد عيزاه ينطق او يتكلم: ينفع ايه !
امير بصلها قوي لعنيها: ينفع نرج ...

قاطعه ابوها من وراهم: امير والدك كان بيسأل عليك .
امير اتضايق منه وبصله كتير وساكت وشهد باصة للارض
محسن اصر: على فكرة انا بتكلم بجد ابوك عايزك وبيدور عليك .
امير ايديه في وسطه وبص لشهد ومشي خطوة ورجع تاني ومحسن وقف في وشه: عايز ايه يا امير .
امير تجاهله وبص لشهد: شهد ...
شهد بأمل: نعم !

امير من ورى ابوها: دينا .. محتاجة حد جنبها .. هيا بتمر بمشكلة او ازمة ومش بتقول لحد عليها بس محتاجة لحد يقولها الصح والغلط .. بتقول ان ربنا عمره ما هيقبل توبتها لان ذنوبها كتير فلو تقدري تساعديها !
شهد ابتسمت: هيا معايا في الشركة حاضر هقرب منها .
محسن بصله باستغراب مش قادر يفهمو نهائي فبذهول: وسيادتك مش عايز حد يساعدك ! مش شايف انك اولى تطلب المساعدة لنفسك بدال ما تطلبها لصاحبتك .
( كز قوي باسنانه على كلمة صاحبتك )
امير بصله بغيظ: لا متشكر انا عاجبني نفسي كده ومش محتاج لمساعدة بعد اذنك .
محسن بص لبنته بغيظ: كان عايز ايه ؟

شهد بحزن: بيسلم ! بيطمن على ابنه اللي جوايا ! في مليون سبب يجمعني انا وامير مع بعض .
محسن بضيق وزعل: يا بنتي انا مش قصدي اضايقك او اتعسك او ابعدك عن جوزك ! انتي متخيلة ان ده سهل عليا ؟ متخيلة اني مبسوط بكسر قلبك او قلب شاكر ؟ بس ده الصح حتى لو من وجهة نظركم غلط .. دي وظيفة الاب ومش ديما بتكون حلوة او ممتعة وبكرة هتجربي بنفسك وهتلاقي نفسك بتضطري تاخدي قرارات ما تعجبش ابنك بس ضروري تاخديها .
شهد بدموع في عنيها: وليه ما اسيبوش يجرب ويغلط ويتعلم من غلطه ؟

محسن بصلها: وهو انا مكنتش بسيبك تغلطي وتتعلمي ! امتى كنت بجبرك على رأيي ! ما انا سيبتك اهو تغلطي ( بص ناحية امير ) بس للاسف ما اتعلمتيش انتي مصرة تكملي .
شهد بصت لابوها: مش يمكن اكون صح ! ليه افترضت انه غلط ؟
محسن بحزن وزعل: يا بنتي فوقي واحد جايبلك واحدة البيت بيرقص معاها و... استغفر الله العظيم ... يا بنتي مستنيه ايه !
شهد باصرار: امير بيحبني وده انا واثقة منه .
محسن مسك دراعات شهد: والحب اللي ما يرفعش صاحبه لفوق زي قلته .. ربنا يهديكي ويسعدك يالا تعالي نروح لامك قاعدة لوحدها .
يدوب ماشيين ومحسن فجأة واحدة معدية كانت هتخبط فيه وقفت البنت
علا: انا اسف...

مكملتش الكلمة لانها اتفاجئت بمحسن اللي بصلها بصدمة مش مصدق
علا خافت منه وكررت: اسفة لحضرتك .
محسن بتوهان: حصل خير .
سابتهم بسرعة واختفت من قدامهم
مشي هو وشهد بس مليون فكرة وفكرة في دماغه وخصوصا لما شاكر قعد معاهم وعينه كل شوية مراقبة علا اللي واقفة مع باباها. .
وسأل نفسه سؤال: يا ترى هو غلط والعيال دي محتاجة فعلا حد يمد ايده ولا هو صح والمفروض يبعد عياله ! سؤال معرفلوش أجابة . سؤال لخبط كيانه كله !

لصت الحفلة وكل واحد روح على بيته بأفكاره الخاصة ..
امير مش عارف ازاي يقرب من شهد وازاي يتقبل ابوها وابوه ؟
طارق مش عارف ازاي يخلص من دينا من غير شوشرة ..
عمرو مش عارف يعمل ايه علشان علا تشوفه ! اهو اتغير وقرب من عالمهم بس برضه هيا مش شيفاه ..
دينا مش عارفة هتعمل ايه في مصيبتها ومين هيساعدها ؟ بطنها بدأت تكبر واللبس الواسع والكورسيه كمان شوية مش هتجيب نتيجة انها تخفي الحمل والكل هيعرف وتتفضح لازم تتصرف قبل الفضيحة ..

علا مش عارفة كل حاجة فيها متلخبطة .. حتى مشاعرها متلخبطة .. الشيء الوحيد الاساسي والثابت هو انها بتحب شاكر وده المهم حاليا ..
روحت هيا وابوها واول ما دخلوا البيت ومامتها شافتها شهقت بصدمة: انتي عاملة ايه في نفسك ! ايه القرف ده ! انتي هتدفني جمالك تحت ده .
عبدالرحمن وقف قدام بنته وزعق: سيبي البنت في حالها يا جيهان .
جيجي بنرفزة زعقت هيا كمان: دي افكارك انت ؟ ولا تلاقيها افكار البأف التاني اللي بتحبه ؟

عبدالرحمن زعق: اللي انتي مسمياه بأف ارجل من مليون واحد من الاشكال اللي تعرفيها .. انا مش عارف انا ازاي سيبت بنتي معاكي تربيها ؟ كنت فاكر انك هتقومي بدورك كأم بس كنت غلطان .. لكن ملحوقة .. والحمد لله البنت فيها بذرة طيبة .. وانا هكبر البذرة دي لحد ما تبقى شجرة وثابتة .. ولحد ما تكون في امان منك .. علا اطلعي اوضتك ونامي واوعي تسمعي كلمة منها .. اثبتي يا حبيبتي .
علا طلعت وسابتهم الاتنين راقبوها لحد ما اختفت
جيجي بصتله وباصرار: انا مش هسمحلك تاخد بنتي مني .
عبدالرحمن باصرار اكبر: بنتك كبرت خلاص وللاسف مش محتاجاكي لانك عمرك ما كنتي ام .. بعد اذنك .

عمرو روح مخنوق ومتضايق ومش فاهم ايه اللي بيحصل حواليه .. دخل اوضته واخوه الصغير نايم غير هدومه ورقد على سريره يبص للسقف وخبطة خفيفة على الباب واخته دخلت: ينفع ادخل ولا نمت ؟
عمرو: ادخلي وانجزي .
عالية دخلت وقعدت جنبه: مالك مخنوق من ايه كده ! ما اتبسطتش في الحفلة !
عمرو بزهق: عادي يعني .. المهم عايزة ايه !
عاليه حاولت تفهم من اخوها: فاطمة كانت هنا النهارده .
عمرو باستغراب: ماهي على طول بتجيلك ايه الجديد ؟

مش عارفة ازاي تتكلم مع اخوها بس لازم تفهم منه وتعرف احساسه ايه ! فاتكلمت: كانت مخنوقة هيا كمان .
عمرو استغرب: اشمعنى يعني مالها ؟
عاليه اتنهدت: جايلها عريس والكل موافق وهيا هتضطر توافق .
عمرو مش مهتم ومستغرب: وتضطر ليه ! دي راحتها .
عاليه بصتله: لان اللي هيا بتحبه مفيش امل ولا رجا منه .. واد غبي كده .
عمرو اتنرفز: ولما هو غبي بتحبه ليه ! وبعدين مين الواد ده ! وبعدين حب ايه وكلام فاضي ايه بلا حب بلا زفت .. الحب ده لعبة بيضحك بيها الشباب على البنات علشان يتسلوا بيهم .

عاليه باستغراب: يا سلام .. يعني هو الحب حلو للشباب وكخه للبنات ؟
عمرو بزهق وخنقة ومش مستحمل اصلا اخته حاليا تكمل عليه: بقولك ايه الحكاية مش طالبة المهم مين ده اللي بتحبه واوعي يكون عيل سيس .
عاليه ضحكت جواها جدا فبصت لاخوها واتريقت: لا من جهة سيس فهو سيس .. هو خريج كلية عالية بس ماشي مع شلة زبالة لدرجة ان هو نفسه بقي زبالة زيهم .. بطل يصلي وبطل يروح الجامع ومش عايز يشتغل الا بشروط معينة وباصص لفوق قوي .

( عمرو بدأ يفهم انها بتتكلم عنه هو )
هاه ايه رأيك يبقى عيل سيس ولا ايه ؟ ولا راجل يعتمد عليه ؟ انت هتوافق عليه ليا انا مثلا ؟
عمرو بغضب: قومي يا عاليه نامي .
عاليه باصرار: لا مش هقوم .. على الاقل لما اسمع منك .
عمرو زعق براحة: عايزة تسمعي ايه !
عاليه باصرار: اقولها توافق وتلحق شبابها اللي بيضيع في انتظار واحد مش حاسس بيها ولا شايفها ولا اقولها اصبري ده بدأ يفوق لنفسه ؟!

عمرو معرفش يرد على اخته بإيه، مش قادر يقولها توافق بس برضه مش قادر يقولها ترفض ! فبص لبعيد: معنديش رد ليكي هيا حرة وقومي من عندي عايز انام .
سالته وخرجت وهو فضل يقلب في دماغه كلامها .. هو فعلا بطل يصلي .. بطل يروح الجامع زي زمان .. مش عايز يشتغل فعلا الا بمواصفات معينة .. هو من الاخر من الشباب اللي كان زمان بيكرههم .. النوعية اللي عايشة الدور ولا هيا طايلة سما ولا طايلة ارض ولا عارف يوصل فوق ولا راضي باللي فيه ... ياترى هو فعلا عيل سيس زي ما اخته بتقول ! ليه اتحول كده ومن امتى اتحول كده ! امتى كان شاب معندوش اي كرامة نهائي وبيقبل خروجات وسهرات بفلوس اصحابه ! امتى بقى بيشرب كده ! امتى بقى مش هامو انه يحب واحدة ما بتحبوش اصلا وعارف انها بتحب غيره لا وكمان مستنيها تسيب اللي بتحبه علشان تلمحه هو ! امتى اتحول للشخصية البغيضة دي ! لازم يفوق بقى من الوحل اللي هو موحول فيه ده ! لازم يفوق كفاية بقى العمر بيمر !

الايام بتعدي وكل واحد مشغول بدنيته .. شهد قربت كتير من دينا وبدئت تساعدها ازاي تقرب من ربنا .. شهد ملاحظة تغير دينا وقلقها المستمر بس محبتش تتضغط عليها واستنت لحد ما تيجي من نفسها وتفتح قلبها ..
علا ابوها اضطر يرجع شغله واخدها معاه ووعدت شاكر انها هتحاول تستحقه لما ترجع .. عمرو ركز في شغله وفاطمة حست انه اتغير فرفضت عريسها ..
طارق خطب سالي تحت ضغط من ابوه بس مشكلته حاليا في دينا .. اما امير فمعظم وقته في الجيم او في عالمه الخاص وبالليل بيروح يهتم بورد التوليب عند شهد ..
دينا اخيرا قررت تروح بيت طارق وهناك قابلت ابوه وامه
ممدوح باقتضاب: خير يا دنيا طارق مش هنا .

دينا حاولت تستجمع قوتها وشجاعتها ووقفت قصاد ممدوح واتكلمت بهدوء: انا جاية لحضرتك يا عمي .
ممدوح استغرب: خير قولي محتاجة لايه !
دينا: محتاجة ابنك يعترف باللي عمله معايا .
فوفا اتدخلت: وايه هو اللي عمله معاكي ؟ قصدك ايه ! اتكلمي على طول .
دينا بتوتر: انا حامل .
الكلام نزل صاعقة على الاتنين لدرجة لجمتهم شوية لحد ما ممدوح اتكلم
ممدوح: من طارق !
دينا بصتله بصدمة: طبعا .

ممدوح خبر زي ده ممكن يخبط كل مخططاته ولو اتعرف هيكون فضيحة من كل النواحي ! سأل: وايه اللي يثبت انه هو ؟ انتو ليل نهار سهرانين في النايتكلب من ده لده وشرب وسهر .
دينا مجروحة من تلميحات ممدوح بس هيا اللي حطت نفسها في الوضع ده ولازم تتحمل نتايجه: ايوه بس مكنش في غيره اصلا .
فوفا اتدخلت مش مقتنعة: وهل ده ضمان كفاية ؟ ولا ليه نصدقك اصلا !
دينا بصتلها بصدمة: لاني بقول الحقيقة صدقوني .

فضلوا كتير يحققوا معاها ويناهدوها واخيرا ممدوح اتصل بابنه يجي حالا وبالفعل جه بسرعة ودخل واول ما شاف دينا اتنرفز وزعق: انتي بتعملي ايه هنا ؟
دينا دورت وشها بعيد عنه: انت مش عايز تتصرف فهما يتصرفوا .
طارق زعق: قولتلك ماليش دعوة .. دي غلطتك انتي مش انا .. انا كنت سكران واتفاجئت بيكي اصلا فدي غلطتك .
ممدوح اتدخل: استنى يعني فعلا هيا حامل منك انت !
طارق كشر: معرفش بس اهي بتقول .
دينا زعقت: انت عارف اني عمري ما كنت مع غيرك وانت اول واحد يلمسني .
طارق: ماشي اول واحد بس مش شرط اكون الاخير .

دينا بتحذير: طارق ...
ممدوح زعق: اسكتوا انتو الاتنين .. اسكتوا .. ده حصل امتى !
دينا بتحاول تسيطر على دموعها لانه مش وقتها دلوقتي: احنا على علاقة من زمان من ساعة فرح امير .
ممدوح اتنرفز: انا بتكلم عن الحمل .
دينا كشرت وبصت للارض: قربت اكمل الخامس .
ممدوح بذهول: وانتي سيباه ليه ! انتي مستعدة للحمل ده ولا للفضيحة دي ؟
دينا باستغراب: يعني اعمل ايه ؟

فوفا زعقت: تنزلي اللي في بطنك ده يا قلبي الا اذا كنتي عايزاه انتي حرة بس ابني بره القصة دي.
دينا بصتلهم كلهم واحد ورى الثاني: هو مش هيعترف بيه ؟
ممدوح كشر وزعق فيها: انتي اتجننتي ولا ايه ؟ يعترف بايه ! انتي عارفة هو خاطب بنت مين ؟ وابوها يبقى مين !
بص لمراته بتوتر: هو ينفع تنزله في الوقت دا ؟ بعد الخامس ؟
فوفا كشرت: مش اي دكتور هيرضى يعملها .. بس الا لما نلاقي دكتور يوافق بالفلوس .
دينا بصدمة ودموعها نزلت: وانا !

ممدوح بدون ادنى اهتمام لدموعها هو اللي يهمه دلوقتي مشروعه الكبير وشريكه وبنته المخطوبة لابنه: انت تتخلصي من الحمل ده وبسرعة ويا ستي انا متكفل بكل المصاريف .
دينا مش مصدقة اللي بتسمعه: انت متخيل ان انا مشكلتي في الفلوس انا حامل وتقولي مصاريف !
فوفا بتريقة: ولما انتي خايفة من الفضيحة عملتيها ليه ! ما حافظتيش على نفسك ليه يا شاطرة ! ما اعتقدش ان ابني ضربك على ايدك او غصبك .
دينا من وسط شهقاتها ودموعها: انا بحبه .
طارق بزهق: وانا عمري ما قلتلك اني بحبك ..
دينا بألم: امال كنت بتعمل ليه كده معايا ؟

طارق زعق: انتي عايزة ده وانا شاب ومش هقولك لأ مفيش شاب في الدنيا هيرفض بنت راحتله لباب بيته وبتقوله اتفضلني فما تجيش دلوقتي تعيطي .
فوفا قربت منها واتلكمت بهدوء: بقولك ايه يا دينا عمك قالك انه متكفل بالمصاريف يا حبيبتي اكتر من كده مالكيش حاجة ولو كده انا هاخدك بعد العملية وهساعدك لحد ما تقومي بالسلامة وده اكتر شيء ممكن اقدمهولك لكن اكتر من كدا سوري ويالا دلوقتي بقى علشان عندنا عزومة على الغدا حبيبتي وخطيبته واهلها على وصول يالا باي سلميلي على صافي مامتك .
طردتها بالراحة ودينا مش عارفة هتعمل ايه او تاخد قرار ازاي ...

بعد ما خرجت اشتعلت خناقة رهيبة بين طارق وفوفا وممدوح ما بين ابوه اللي مش عاجبه وامه اللي بتدافع عن ابنها وطيشه ...
امير كان متابع شهد من بعيد لبعيد .. ديما عنيه عليها ..
شهد على طول تدعي لامير بالهداية وفي يوم الصبح نازلة على شغلها داخت وسندت على الشجرة في الجنينة وابوها جري بسرعة سندها: مش لازم النهارده شغل تعالي يالا .
شهد بتعب: لا انا هبقى كويسة ..

شوية ولمحت في الارض زرع صغير يدوب منبت وواضح انه جديد ويشبه التوليب كتير وقربت منه واستغربت ازاي اول مرة تاخد بالها منه !
محسن استغرب: بتعملي ايه ؟
شهد اتراجعت بسرعة لاحسن ابوها يلاحظه هو كمان في شئ نبهم جواها ربط الزرع باميرها مش عارفة بس اهو احساس وخلاص: ولا حاجة ..
طلعت ترتاح لان تعبها استمر وبالليل تعبانة وراقدة بس كل شوية تقوم وتبص من الشباك على الجنينة علشان تتأكد شكوكها صح ولا ايه
والليلة عدت وانتظارها كان على الفاضي .. تاني يوم نزلت كانت ماشية بس لقت جارهم بيسقي الزرع تحت فسألته مين زرع دي بس قالها ميعرفش هو لقاها كده وميعرفش مين زرعها.. تعبت برضه في الشغل وعدلي روحها بنفسه وهما طالعين سألته
شهد شاورت على الزرع: عمي تعرف الزرع ده ايه ! انا بشبه عليه بس مش متأكدة .

عدلي وقف وشافه من قريب: اعتقد انه تيوليب .. انتي زرعتيه علشان امير ؟
شهد ابتسمت: انا مازرعتوش انا اتفاجئت بيه هنا .
عدلي بصلها: قصدك ان امير زرعه ( فكر شوية ) فعلا من فترة جه واخد شوية شتلات .. والله الواحد ما عارف يقول ايه ! ربنا يهديكم يا بنتي ويجمعكم مع بعض .
بالليل انتظرته تاني والتعب زاد عليها بس مش عايزة تقول لحد .. ترجيع مع دوخة مع تعب شديد مستمر ... اخيرا سمعت قفلة باب عربية
قامت وراحت للشباك وشافته بيقرب وفي ايده زي ابريق بتاع زرع وبص حواليه وراح سقى الزرع وقعد جنبه كتير .. فضلت تقاوم بس مقاومتها انتهت فلبست اسدالها وخرجت من اوضتها بالراحة ونزلت بس للاسف اول ما خرجت من باب العمارة كانت العربية اتحركت ودمعة نزلت من عنيها .. كان نفسها تلحقه او تكلمه اوتقوله اي حاجة..

التعب اشتد عليها كتير واخيرا نقلوها المستشفى وهناك عدلي عرف وراحلها بسرعة
محسن: بنتي مالها .
دكتوره هبه: الحمل طبيعي ومفيش فيه اي مشاكل نهائي ..
محسن: يعني حضرتك شايفة ان تعبها ده طبيعي .. البنت ما بتاكلش نهائي ولو اكلت بترجع ووزنها اهو في النازل .. ده مش حمل طبيعي .
دكتوره: صدقني طبيعي في بنات كده وبعدين لو كده ممكن تعرضها على دكتور باطنة يطمنك على معدتها لكن كنسا وحمل بالنسبالي انا طبيعي بعد اذنكم .
عرضوها على باطنة بس نفس الكلام ولفوا بيها على كل التخصصات والكل بيقول طبيعي
عدلي مع محسن لوحدهم
عدلي باهتمام: عايز تروح لدكاترة اي تاني .

محسن بتعب وارهاق: مش عارف البنت بقالنا اسبوع اهو وانت شايف بنفسك هيا عاملة ازاي والدكاترة يقولو طبيعي طيب نروح لمين تاني فاضل تخصص ايه ؟
عدلي بهدوء: فاضل النفسية .
محسن بصله بسرعة: نعم ! نفسية ! قصدك ايه بقى ؟
عدلي بص لصاحبه: قصدي ان بنتك محتاجة لجوزها معاها وانت هتلاقيها بقت كويسة وتمام .. ده انت حتى رفضت اني اعرفه واقوله انها هنا .. ولولا حلفانك عليا وانك مش هتسمحلي اشارككم انا كنت قلتله وكنت خليته يكون جنبها . بس للاسف انا الظاهر اني اناني فعلا واخترت اني اكون جنب حفيدي بدال ابني
محسن كشر وحاول يبرر: ده حتى محاولش يرجعلها اويكلمني تاني .

عدلي شد محسن من دراعه: انت عارف امير كويس وعارف انه مش هيعملها ..شهد محتاجة لامير ارجوك سيبني اكلمه .. خليه يكون جنبها .. اديله فرصة تانية يا محسن .. خلي قلبك كبير مع ابني .. ارجوك يا محسن
محسن: ...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1549 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2613 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
ديفشا ، رواية ،











الساعة الآن 06:19 PM