رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الحادي عشر
امير بابتسامة: ما تسيبك من الفطار وخليكي معايا هنا شوية ! مالحقتش اشبع منك . ايه رأيك ! شهد فكرت تفضل معاه وماتخليهوش يبعد عنها ابدا بس خليها تجيب فطار الاول تأكله لسه قايلها انه جعان: خلينا نفطر وبعدها نقعد مع بعض زي ما تحب اوك ! شهد نزلت مبسوطة وبتدندن وفرحانة وبتجهز الفطار ..
متولي احتار يرفع السكينة ولا يسيبها مفصولة كده ولامتى ! عدلي قاله امير محتاج انها هتفضل مفصولة طيب لحد امتى ! اسلم حل يسأل امير نفسه طلع لأوضته وخبط عليه كان يدوب خارج من الحمام بينشف شعره واستغرب ليه شهد ما دخلتش على طول فسمح بالدخول متولي بابتسامة: صباح الخير يا ابني امير ابتسم: صباح الخير يا راجل يا طيب !
متولي بهزار: كل خير يا ابني بس حبيت اسألك عن سكينة الكهربا نعمل فيها ايه ! هنسيبها لامتى ! امير كشر مش فاهم اي حاجة !: هيا فيها مشكلة ! طيب هات حد يصلحها يا متولي هيا دي محتاجة لسؤال ؟ متولي استغرب ان امير مش فاهم ولا ايه الحكاية: يا ابني هيا مش بايظة اصلا علشان نصلحها ! امير باستغراب: امال في ايه طيب ! والكهرباء مالها من امبارح ! متولي هنا احتار ومش عارف يعمل ايه ! خاف ليكون اتهور لانه شايف ان العلاقات ديما متوترة واصلا هو مش فاهم ليه فصلوا السكينة ؟ امير فوقه من افكاره: في ايه يا عم متولي ولما السكينة مش بايظة الكهربا مقطوعة من امبارح ليه ؟
متولي بقلق: لا ما تشغلش بالك انت يا ابني انا هشوف عدلي بيه .. بعد اذنك . امير وقفه وسأله: الكهربا مالها يامتولي مش هسأل تاني ! متولي بقلق: صراحة عدلي بيه قفلها امبارح وقالي اني اسيبها علشان حضرتك محتاجها مقفولة وقالي اننا نطلع في الليلة الرومانسية دي ننام في الجنينة بس النهار طلع وهو لسه ماصحيش فمش عارف اشغلها ولا استنى شوية ! انت خلاص مش محتاجها بقى يا ابني ؟ امير مرت عليه ذكريات الليلة كلها ! حبه لشهد ونومها في حضنه والبيسين وكل حاجة عملوها مرت قدام عنيه !
بص لمتولي روح لشغلك يا متولي وارفع السكينة خلاص . متولي انسحب بهدوء وامير وصل لقمة نرفزته .. مش معقولة ابوه بيخطط حتى لادق التفاصيل بينه وبين مراته ! مفيش حاجة عفوية بينهم .. كل حاجة وفي تخطيط طويل وراها ! طيب وشهد ! معقولة تكون مشتركة مع ابوه في اللعبة دي ! قلبه بيدق بسرعة من انفعاله وغيظه وحاسس انه عايز يكسر كل حاجة حواليه ! كل حاجة حلوة لازم يكون فيها حاجة تضايقه بالشكل ده ! لازم يشوف ابوه، لازم يوقفه عند حده ونزل يقابله عدلي صحي وراح ناحية السكينة بس لمح شهد في المطبخ بتغني مبسوطة فوقف: ربنا يسعدك يا قمر شهد ابتسمت: ربنا يخليك يا بابا عدلي حس من صوتها وابتسامتها ان خطته جابت مفعولها الصح وبص لشهد: هتفطري امير !
شهد بصتله وباحراج: هنفطر كلنا عادي يعني . عدلي ابتسم: لا روحوا افطروا في الجنينة الهوا فيها يرد الروح .. اطلعوا افطوروا انتو الاتنين مع بعض . متولي جه شاف امير واقف علي باب المطبخ فاتكلم: رفعت السكينة يا ابني خلاص واخيرا الدنيا نورت تاني . عدلي بص لأمير وكمان شهد اللي مش فاهمة حاجة امير بصلهم الاتنين بغضب: الاول الكهرباء ودلوقتي نفطر في الجنينة هاه ! ده ايه ده كله ! مش هتبطل بقى قرف وتخطيط، حتى فطارنا يكون على مزاجك، ارحم بقى ! ارحمني وانتي ( بص لشهد بس صراحة مقدرش ينطق ويقول اي كلمة في حقها ) للدرجة دي ! مالوش لازمة الكلام اصلا .
مقدرش يكمل وطلع جري لاوضته وشهد طلعت جري وراه ولقته بيلبس هدومه وعقلها بيربط الأمور ببعض: امير اسمعني . امير زقها بعيد عنه وزعق: اطلعي بره واوعي تلمسيني . شهد بخوف عليه: بس اسمعني مكنتش اعرف ... امير زعق بصوته كله: اطلعي بره . شهد بصدمة: صدقني . امير قفل عقله تماما للحوار معاها وبيزعق بجنون: مش عايز اسمع ولا كلمة ولا حرف اطلعي بره ... اطلعي بره ... بررررره .
شهد بعياط: اديني فرصة أتكلم . امير بصلها بعنف ومسك دراعها بعنف اكتر وزعق: تتكلمي تقولي ايه ؟ هو انتي حياتك كلها عبارة عن خطط وبس .. شهد اتوجعت من مسكة ايده على دراعها وبصتله: انت بتظلمني . ساب دراعها وبعد عنها مشي خطوتين ورجع: عارفة انا عرفت بنات بعدد طوب الأرض ومش هقولك انهم بنات كويسين لا بالعكس كانوا بنات كباريهات وبنات ليل بس على الرغم من كده عمر ما واحدة فيهم وصلت لمستواكي ده .. على الأقل هما صريحين مش زيك ابدا .. ( هيتجنن من تخطيط ابوه كل شوية ) عمالين تخططوا انتي وهو وليه هاه ؟ علشان اقرب منك ؟ على فكرة كان ممكن تطلبيها صريحة وصدقيني مكنتش هتأخر .. مكنتيش محتاجة للفيلم ده كله .. انتي ايه ؟ امال دين ايه ؟ واخلاق ايه ؟ وعاملالي نفسك بتتكسفي وتتحرجي وانتي...
سكت وبصلها بضيق وحاسس انه مجروح منها ومش قادر يبصلها اصلا شهد مسحت دموعها وبصتله بكبرياء: خلصت كلامك ولا لسه ؟ عندك حاجة تانية عايز تقولها ؟ امير مردش عليها وسايبها وماشي بس هيا مسكته من دراعه ووقفت قدامه وزعقت هيا: لا مش هتهرب .. زي ما قولت اللي عندك انا كمان عندي اللي أقوله وانت هتسمعني .. امير شد دراعه من ايدها وبصلها بقرف: عايزة تقولي ايه ؟ ارغي وألفي حكاية جديدة .
شهد بنرفزة: لا انا بتاعت رغي ولا تأليف .. انت عمال تشتكي وتقول بنخطط وضحكنا عليك و و و .. كل ده ليه ؟ ايه اللي مضايقك يا سي امير باشا .. هاه ؟ انك قربت مني ؟ هو انا كنت ضربتك على ايدك ؟ ولا ابوك اللي عمال كل شوية تتخانق معاه كان ضربك على ايدك .. كل شوية تعملي فيلم طويل عريض علشان ايه ؟ علشان قربتلي ؟ ولا علشان بتضعف غصب عنك ؟ امير اتنرفز: انا ما بضعفش .
شهد زعقت: ولما انت ما بتضعفش قربت مني ليه امبارح ؟ علشان سكينة الكهربا ؟ ولنفترض ان انا فعلا نزلت سكينة الكهربا وده ما حصلش بس لنفترض ان انا عملتها عمال تصرخ وتعيط ليه ؟ هاه يا سي امير يالي عارف بنات بعدد طوب الأرض ده اخرك ؟! لمجرد اني قعدت بهدوم خفيفة انت اتجننت عليا ؟ انت بتلومني علشان انت مقدرتش تقاومني ؟ امال لو كنت اغريتك بجد كنت عملت ايه ؟ انا مش فاهمة انت معترض ليه دلوقتي ؟ انت اللي قربت وانت اللي جيتلي وانت اللي ضعفت؟ وانت اللي اقترحت فكرة البيسين مش انا ! كل اللي حصل بينا امبارح كان من اقتراحاتك ! فارجوك على الأقل خليك راجل كفاية انك تعترف بحقيقة اللي حصل ؟ عمال تزعق وتزعق وتزعق ليه ؟ اديني سبب مقنع ؟ وبعدين طالما انت يا سيدي ضعيف قوي كده وما بتقدرش تقاوم ليك عليا من هنا ورايح هلبسلك طويل وبكم .. بس ارجوك ما تجيش وتقول بعرف بنات وانا ياما هنا وياما هناك طالما بمجرد قميص فقدت كل مقاومتك وقايم تتخانق معايا ومع ابوك .. دلوقتي اتفضل تقدر تمشي .
سابته وعطته ظهرها وهو فضل شوية عايز يتكلم بس ملقيش كلام يقوله فساب البيت وخرج وأول ما سمعت قفلة الباب تحت قعدت في الارض تعيط شوية والباب خبط وكان عدلي بيستأذن يدخل فمسحت دموعها وفتحت الباب عدلي بحزن واسف وندم: انا اسف ياشهد مكنتش اقصد . شهد مسحت دموعها ووقفت: حصل خير . عدلي بيحاول يخليها تسامحه او تبتسم: طيب افردي وشك والله مكنت اقصد اضايقكم انا بس ... شهد ابتسمتله فعلا: انا عارفة ان حضرتك قصدك تساعدنا بس انا سبق وطلبت منك تسيبني انا اتصرف معاه .. اذا سمحت .. لو انا احتجت لمساعدتك صدقني هطلبها بس حضرتك كل ما بتقدم خطوة لقدام بترجعني عشرة ورى وبترجعنا انا وهو للصفر فارجوك سيبني براحتي .
عدلي بإسف: حاضر يا بنتي حاضر بس ما تزعليش مني والله نيتي كانت خير . شهد ابتسمتله بصفو نية: مش زعلانة منك يا عمي انا بس زعلانة على امير اللي على طول متحفز للخناق .. على طول مستني أي همسة للزعل .. فاقد الثقة في أي حد .. مش عايز يفرح .. ايه اللي وصله للمرحلة دي ؟ ليه بقى كده ؟ عدلي فكر في اي حجة يقولها وقال اول حاجة خطرت علي باله: أتربى لوحده متوقعة منه ايه ؟ شهد هزت دماغها برفض وبصتله مباشرة في عنيه: ده مش كفاية .. في حاجة تانية حصلت . عدلي بتردد: موت مامته اثر عليه .
شهد بصت للارض بأسف: الظاهر ياعمي ان حضرتك مش مستعد لسه تحكيلي ايه اللي حصل بينكم وايه سر العداوة دي .. على العموم انا موجودة وقت ما تحب تتكلم هسمعك .. عدلي انسحب من عندها: ربنا يسهل .. يالا ننزل الشركة ؟ شهد وافقت: اكيد يالا . امير راح على الجيم وهناك كان طارق مستنيه او عامل نفسه بيلعب وأول ما شافه قرب عليه: خير ؟ يا ما نفسي تيجي مرة مبسوط من باب التغير . امير بغضب مكبوت: مفيش .. جريت ولا لسه هتجري ؟ طارق: انا قلت استناك نجري مع بعض . امير كشر: طيب هغير ونجري .
بدؤا يجروا مع بعض وامير عمال يعيد في كلام شهد كله .. هو فعلا ليه متضايق من اللي حصل ؟ هيا فعلا عندها حق محدش ضربه على ايده علشان يقرب منها .. هو اللي كان مستني أي فرصة علشان يطفي ناره منها .. طيب ليه بيلومها ما يمكن فعلا ابوه عمل كده علشان بس يقربوا من بعض .. طيب ليه مش متقبل أي تدخل من ابوه ! ليه مش قادر يسامحه ويتقبله من تاني اب ليه ! طارق ملاحظ سرحانه وكأنه بيكلم في نفسه ونادى عليه: اميييير يا ابني . امير اتفاجيء بيه وبصله: ايه ؟
طارق ابتسم: اللي واخدة عقلك ! امير بصله وسكت وكأنه بيحذره طارق وقف جهازه ونزل من عليه بتعب وارهاق: انا تعبت كفاية .. بقالنا اكتر من نص ساعة .. نفسي اتقطع .. ايه ما تعبتش ؟ امير وقف الجهاز ونزل ودخلوا مع بعض يغيروا طارق بفضول: شهد مزعلاك في ايه المرة دي ؟ امير باقتضاب وتكشيرة: مالكش فيه .
طارق ابتسم وبص لامير: ساعات بحسك غبي .. طب طالما مش مبسوط معاها سيبها لغيرك . امير وقف وبصله وبتحذير: شوف يا طارق علشان بس نكون واضحين .. نجوم السما اقربلك من شهد فاهم ؟ امير غير ومشي وسابه وطارق مجرد التفكير هيجننه لازم يقرب من شهد بأي طريقة وأخيرا لقي فكرة جهنمية تقربه منها عدلي في الشركة والباب خبط ودخلت السكرتيرة عدلي بصلها: خير في حاجة ؟
السكرتيرة: أستاذ طارق صاحب امير بيه بره عايز يقابل حضرتك . عدلي استغرب: دخليه ... خير يا طارق اتفضل . طارق دخل وهو محرج ومكسوف: خير يا عمي . عدلي باستغراب: في حاجة .. امير عايز حاجة ؟ او انت ؟ في ايه يا ابني أتكلم على طول . طارق بتردد: عمي انا كنت عايز مساعدتك في حاجة مهمة . عدلي بقلق: اكيد قول على طول . طارق: كنت عايز اشتغل . عدلي ابتسم: طيب ده شيء كويس جدا .
طارق بصله يواجهه: عايز اشتغل هنا في الشركة عند حضرتك اذا ممكن .. انت عارف انا نفس كلية امير ايوه هو كان متفوق بس ادينا اتخرجنا ومقبول مش فارقة كتير عن امتياز . عدلي بأسف وزعل: يعني وهو الامتياز عمل بيه ايه ! كله محصل بعضه . طارق ابتسم بحماس: يعني حضرتك موافق تشغلني ؟ عدلي ابتسم: طبعا يا طارق شوف عايز تستلم من امتى . طارق رد بسرعة: من بكرة الصبح ده بعد اذنك . عدلي رحب بيه: يا اهلا بيك الشركة هتنور . طارق وقف: طيب استاذن انا دلوقتي . عدلي: اه طبعا اتفضل .
طارق خارج وهو في طريقه قابل شهد وكان هيخبط فيها بس هيا رجعت بسرعة لورى وفادته طارق بابتسامة عريضة: اهلا ازيك . شهد كشرت واستغربت وجوده هنا في الشركة: اهلا بحضرتك .. انت صاحب امير صح ؟ طارق شاور بايديه الاتنين: الانتيم . شهد ابتسمت ربع ابتسامة: اه اهلا بعد اذنك . طارق وسعلها: اتفضلي اشوفك بكرة . شهد رجعت بعد ما مشيت: تشوفني بكرة ؟ طارق ابتسم ابتسامة عريضة وكأنه منتصر مثلا: اه انا اشتغلت معاكي هنا واكيد هشوفك كل يوم . شهد كشرت وهزت دماغها بفهم بس في نفس الوقت ما اتارحتلوش ابدا: اه .. طيب كويس .. اهلا بيك مرة تانية .
جه يتكلم بس سابته ومشيت ومعطتوش فرصة يفتح أي كلام طارق .. براحتك يا قمر مسيرك هتحني وتيجي اتقلي براحتك .. مش عارف ايه اللي عاجبك في سي امير بتاعك ده اخر النهار شهد وعدلي روحوا ودخلوا البيت مع بعض بيضحكوا امير كان منتظرهم: يا هلا يا هلا .. عدلي ابتسم: اهلا بيك . شهد بلهفة نفسها تطمن عليه بس للاسف هو قافل باب قلبه في وشها: جيت امتى ؟ من بدري هنا ؟ كنت كلمتني كنت جيتلك بدري . امير باستغراب: ليه ؟ تيجي بدري ليه ؟
شهد قربت منه: يعني اقعد معاك . امير وقف ورايح ناحية السلم: لا متشكر وبعدين انا لسه واصل وطالع انام سلام . عدلي بص لشهد: اطلعيله وشوفيه ماله مزاجه متعكر ليه كده ؟ شهد طلعت وراه وهو غير ودخل خد شاور وطلع وشهد كمان دخلت اخدت شاور وهيا هتلبس تراجعت ولفت نفسها بفوطة وطلعت قدامه وهو بصلها من فوق لتحت وهيا متجهلاه تماما وبتنشف شعرها ومراقبة نظراته اللي بتخترقها ومرة واحدة عملت نفسها اخدت بالها وبصتله باستغراب: بتبصلي كده ليه ؟ امير بتريقة وبينفخ دخان سيجارته: عندك اعتراض ؟
شهد كشرت: اه عندي . امير باستغراب: اشمعنى . شهد بتتريق عليه: علشان سيادتك ما تجيش بكرة وتعيط وتقولي بتغريني وبتتفقي عليا .. ادخل جوه البس واطلعلك محجبة علشان بس تكون في امان مني . عطته ظهرها وراحت تدخل اوضة اللبس بس اتفاجئت بإيد من حديد ماسكة دراعها واتكلم بغضب مكبوت: ما تستفزينيش يا شهد .. شهد بتحاول تخلص دراعها من ايده الفولاذية وبصتله بتحدي: اهو انت بتيجي ورايا وبعدها تقولي ان انا السبب . امير بنرفزة وغضب: انا ما بتهزش بسهولة . شهد بتريقة: واضح فعلا !
امير ساب دراعها وبصلها بحيرة: انتي عايزة ايه ؟ شهد بصتله: انا مش عايزة حاجة منك ولا دلوقتي ولا امبارح انت بقى ايه اللي جننك الصبح ؟ وارجوك اوعى تقولي حجج الصبح طالما انت ما بتتهزش بسهولة .. امير ساب دراعها وسابها وهرب من اسئلتها وهيا لبست هدومها وخرجت قعدت جنبه على السرير امير بصلها من فوق لتحت وبتريقة ضحك: بجامة ! بنطلون وبكم ! ملبستيش طرحة ليه بالمرة ؟ شهد بهزار: يعني قولت انت بتشوف بنات كتير مش محجبة فاكيد شعري بس مش هيغريك ! امير فضل ساكت شوية وبعدها ضحك جامد جدا وسابها وقام خرج البلكونة وولع سيجارة ثانية وهيا حطت طرحة كبيرة عليها وخرجت وراه وهو بصلها وما اعترضش وقفت جنبه شوية ساكتة.
مرقباه باصص لقدامه في الفراغ وبينفخ دخان سيجارته بغضب فسألته بهدوء: ضحكت ليه وخرجت ؟ امير بدون ما يلتفت لها: اصلي انتي فعلا مصدقة انك قدرتي تغريني . شهد واقفة جنب امير باصة لقدام زيه ومرة واحدة لفت نفسها سندت على سور البلكونة بظهرها ووشها بقى في مواجهة امير: ماهو لو انا مقدرتش اغريك فعلا فده مالوش غير معنى واحد . امير بصلها باستمتاع وعايز يسمع تحليلها: اللي هو ؟ شهد ابتسمت: بلاش مش هيعجبك . امير بفضول: لا قولي .. ايه المعنى التاني ؟ شهد بصتله في عنيه: طالما انا ما اغريتكش يبقى ... يبقى انت كنت عايز تقرب مني . امير ابتسم وعايز يسمع اكتر منها: وايه كمان ؟
شهد هزت اكتافها: مفيش ايه كمان .. يا انا اغريتك يا انت كنت عاوز القرب مفيش تالت ؟ امير ضحك بخفة وبوجع: تصدقي ساعات بيكون دمك خفيف . شهد ابتسمت خبطته في دراعه براحة وبهزار: انا على طول دمي خفيف المشكلة عندك انت على فكرة . امير ابتسم وبصلها: ماشي يا ستي مقبولة منك . رجع لسيجارته وسرح منها وهيا فضلت بصاله كتير لحد مارمى السيجارة فقربت منه اكتر وسألته بهدوء وجدية: بجد بقى ؟ امير بصلها مش فاهمها: عايزة ايه ؟ شهد همست: ايه اللي ضايقك الصبح كده !
امير فضل ساكت وهيا فقدت الامل انه يجاوبها بس مرة واحدة اخد نفس طويل جدا وأتكلم: زهقت منه ومن تحكماته ومن اني أكون مسلوب الارادة قدامه .. طول عمره بيخطط ويقرر وينفذ وانا تعبت انا مش هكدب عليكي واقولك اني اضايقت من قربي منك لأ انا اللي ضايقني ان حتى ابسط اموري الخاصة جدا بكتشف انه هو مخططلها وحتى معاكي انتي كمان، انا مش عارف كلامي له معنى بالنسبالك ( بصلها قوي ) ولا لأ ؟ بس مش حتى دي ( هز دماغه برفض ) مش حتى قربي منك هيكون بتخطيطه .. حياتي كلها هو يخططلها ويمشيها على مزاجه وده اللي جننيني الصبح . فهمتيني ؟
شهد مسكت دراعه واتعلقت بعنيه: انا عايزة اسألك سؤال بس جاوبني بأمانة ؟ هل انت متخيل ان انا بشخصيتي دي ممكن اروح واتفق مع باباك واطلب منه يساعدني اني اخليك تقرب مني ! انت شايف ان دي شخصيتي ! يعني تيجي ازاي ؟ هقوله ايه مثلا ؟ بابا والنبي ساعدني خلي امير يقربلي ؟ امير بصلها كتير بيحاول يتخيل بس ضحك: ماشي ما تعمليهاش بس ايه اللي سمعته الصبح ؟
شهد بصتله: انا اتفاجئت زيك بالظبط .. انا مرة واحدة لقيت باباك بيصبح عليا وبيقولي نفطر انا وانت في الجنينة ولقيت متولي داخل بيقولك انه رفع السكينة وعلى فكرة انا مربطش الأمور ببعض زيك كده .. أصلا انا مكنتش فاهمة هو يقصد ايه ؟ وبصراحة مفهمتش غير بعد ما انت اتجننت كده . امير التفتلها وواجهها: يعني انتي مكنتيش تعرفي ان هو اللي قاطع النور ؟ ده اللي انتي عايزة تقوليه ؟ شهد وعنيها في عنيه: بالظبط كده ! انا مش بتفق مع باباك عليك ونقطة كمان مهمة قوي عايزة اقولها . امير بلهفة: ايه ؟
شهد بتشجيع: ليه متفكرش ان باباك عمل كده علشان يقربنا من بعض ؟ ليه بتعتبر ده تدخل ؟ ليه ما تعتبروش حب ؟ امير ملامحه كلها اتغيرت وعرفت انها لمست الوتر الحساس امير دور وشه بعيد عنها وكشر من تاني: لانه هو ما بيعرفش يحب ولأنه عمره ما حبني فما يجيش دلوقتي ويمثل الحب ده لاني خلاص مش محتاجه ... بعد اذنك انا خارج . شهد مسكته من دراعه وقفته: انت قولت هتنام . امير بتكشيرة: غيرت رأيي . دخل غير وهو خارج بصلها: على فكرة انتي مش محتاجة تلبسي بنطلون وبكم انتي في امان مني انا ما بتهزش بسهولة . شهد ضحكت: ومين قال اني عايزة أكون في امان منك !
امير شاور على لبسها: لبسك ده بيقول . شهد بهزار: لبسي ده علشان انت ما تعيطش . امير راحلها وقرب منها وهيا قاعدة على السرير سند بإيديه علي السرير حواليها وهمس: مش انا اللي اعيط .. ومش انا اللي تلبسيله بكم وتخافي عليه . شهد مسكت ياقة قميصه بتلعب فيها وتشدها وبصتله: البس براحتي يعني ؟ امير حس انه مهدد من عنيها فمسك ايدها بعدها براحة وبعد هو كله عنها: انتي حرة .
سابها وخرج ومتردد بيفكر كل شوية يرجعلها لان ذكرى الليلة اللي فاتت مطرداه .. وطول الوقت مع أصحابه سرحان في ذكرى ليلة من ليالي العمر رجع كانت نايمة وهو قعد جنبها كتير يتأملها مد ايده شال شعرها من على وشها .. قد ايه شعرها ناعم جدا .. حط ايده على خدها .. وبشرتها ناعمة جدا زي بشرة الأطفال .. استغرب من نفسه وهو بيقرب منها وبيشدها كلها في حضنه واخد نفس طويل وكأنه كان محروم منها وهيا حست بيه ولفت وشها ناحيته وبنظرات صامتة جدا ضمته وهو اللي نام في حضنها او في حضن حد بيحبه .. الصبح طلع بسرعة لقاها بتصحيه الصبح وهيا بتلبس علشان تنزل شغلها.
امير بصون نيمان: رايحة فين بدري كده ؟ شهد بحماس: الشركة وبعدين مش بدري الساعة ٩ . امير فتح عنيه وبصلها: شكلك فايق انتي صاحية من امتى ؟ شهد بتلبس وبصتله: صليت الفجر وقعدت . امير عنيه مش قادر يفتحها: طيب انتي عايزة حاجة مني .. انا عايز انام شوية . شهد ابتسمت بحب: لا سلامتك بس تليفونك بينور ويطفي جنبك شكلك عامله سيلنت ! وعلشان كده صحيتك امير مسكه وفتح عنيه بصله: انا مش شايف قدامي .
ورماه من ايده وهيا قربت مسكته: مكتوب طارق . امير: ردي و افتحي الاسبيكر . طارق بحماس ونشاط غريبين: ناموسيتك كحلي يا عم صح النوم . امير بصوت نايم: قصر عايز ايه ؟ طارق: شكلك نايم فعلا المهم انا مش جاي الصبح الجيم اوك علشان ما تستنانيش سلام . قفل وشهد قفلت الموبيل وبصت لامير باستغراب: انت بتروح كل يوم جيم ؟ امير باقتضاب عايز يكمل نومه: اه . شهد باعجاب: علشان كده جسمك رياضي . امير اتعدل: طيري النوم من عيني وامشي صح !
شهد ابتسمت: خلاص همشي .. نام . امير بيغظها: وبعدين لما انتي معجبة بيا وبجسمي قوليها عادي مش لازم حوارات وجيم وكلام فاضي . شهد ضحكت: ماشي براحتك نام . امير رقد وهيا رجعتله تاني فهو بصلها بنفاذ صبر: عايزة ايه ما تمشي ؟ شهد برجاء: ما تيجي معايا الشغل ؟ ايه رأيك؟ امير كشر: تاني الموضوع ده يا شهد اتكلي على الله . شهد بزعل: يعني ما صاحبك جه ليه انت كمان ما تجيش ؟ امير اتعدل وبصلها قوي: صاحبي مين اللي جه ؟
شهد باستغراب: طارق صاحبك .. امال هو مش رايح معاك الجيم ليه ؟ امير بذهول تام: طارق ؟ طارق هيشتغل معاكم في الشركة ؟ انتي متأكدة انه طارق ؟ شهد باستغراب من موقف امير: ايوه .. شفته امبارح وجه سلم عليا وقالي انه هيشتغل عندنا في الشركة . امير مصدوم من طارق ومش فاهم ليه عمل كدا وليه خبى عنه وفجأة عنيه برقت وضيقها وهو باصص لشهد ومستنكر: وانتي أي حد يسلم عليكي تسلمي ؟ مش قلتي ما بتسلميش ؟
شهد ببراءة: ايوه ما بسلمش بايدي فعلا بس هو قابلني في وشي وسلم عليا فرديت السلام مش اكتر . امير كلامها ونبرة صوتها الصادقة ريحوه: اهممم . شهد نبهته ليها لانه سرح: هتيجي ؟ امير انتبه وهز راسه: لأ روحي انتي . مشيت وقبل ما تقفل الباب: شهد . شهد بصتله وابتسمت: نعم . امير صوته جد جدا: طارق في الشركة مجرد موظف فاهمة ؟
شهد ابتسامتها وسعت: انت عندك شك في كده ؟ امير غمزلها وابتسم: معنديش بس حبيت اكد عليكي . شهد ضحكت و مشيت وامير النوم طار من عينه .. طارق كان معاه طول الليل ليه مقالوش ؟ وكلمه دلوقتي واعتذر عن الجيم ليه برضه مقالوش ؟ وامتى هيقوله ولا مش ناوي أصلا يقوله ؟ وايه سر شغله في شركة ابوه وليه دلوقتي عايز يشتغل ؟ ولا عايز يكون قريب من حد معين ؟ لا لا يا امير طارق صاحبك من سنين وعمره ما هيبص لمراتك ولا يفكر فيها ...
امير قام ونزل على الجيم لعب شوية وقعد يتابع امورها طارق نزل على الشركة بدري وقابل عدلي وشهد وهما داخلين الشركة عدلي ابتسمله: ما شاء الله يا طارق جاي بدري كويس . طارق بعملية وجدية: عمي انا ناوي التزم بالشغل جدا . شهد كملت طريقها: طيب يا بابا انا رايحة مكتبي بعد اذنك . سابتهم وراحت على مكتبها وطارق عنيه معاها شوية وراحلها شهد بصاله بجدية: خير في حاجة ؟
طارق: كنت عايز اسأل عن مشكلة في برنامج اللاب عندي ممكن ؟ شهد بصت للاب قدامها وكملت شغلها بتركيز: اه في مهندس بره مسؤول عن تدريب المهندسين الجداد ممكن هو يساعدك .. اتفضل ( رفعت عينها عن اللاب لحظة وبصتله ) تحب اكلمهولك؟ طارق باحباط من رسميتها معاه: لا متشكر انا هعرف اوصله . طارق شكلك هتتعبيني معاكي يا شهد بس تستاهلي التعب ياقلبي شهد بعد ما هو خرج رفعت دماغها عن اللاب وبتفكر يا ترى يا طارق جاي تشتغل هنا ليه ؟ فعلا عايز تشتغل ولا ليك غرض تاني ؟ وليه مقولتش لصاحبك انك اشتغلت هنا !
طارق خلص شغله وراح لامير الجيم وقعد معاه امير باصص جامد لطارق: هتلعب اشغلك جهاز ؟ طارق غمض عينيه من التعب: لا لا مش قادر مهدود وعايز انام بس قلت اعدي اقعد معاك شوية . امير ضيق عينيه: خير كنت فين كده من الصبح ! طارق عدل قعدته ومسك سيجارة ولعها: مفيش مع مصلحة جديدة . امير اتريق: طول عمر مصالحك بالليل . طارق نفخ دخان سيجارته وبص لامير واتنهد: دي مختلفة . امير اتنرفز من بروده وتلميحاته: اشمعنى ومختلفة في ايه ؟
طارق مغمض عنيه: ما تشغلش بالك . امير عايز يجيب اخره: طيب ما تعرفني وتبقى المصلحة واحدة . طارق ضحك وبصله: لا مش هتعجبك مش لونك . امير رفع حاجب: بجد مش لوني ! طارق اتوتر: غير السيرة بقى .. ولا اقولك ( طفى السيجارة بالمنفضة ووقف بسرعة ) انا هقوم عايز انام سلام اشوفك بالليل . امير: سلام .
امير روح هو كمان وطلع لمراته بس ملقهاش في اوضتها ونزل يدور عليها امير بينادي: متولي .. انت يا راجل يا عجوز . متولي: ايوه ايوه .. نعم يا ابني خير . امير: شهد فين ؟ مجاتش من الشركة ولا ايه ؟ متولي ابتسم فرحان بشهد واحساسه بطيبتها: لا جت وجهزت الغدا كمان ومرضيتش تخليني اساعدها حتى . امير تحرك ناحية المطبخ: هيا في المطبخ يعني ؟ متولي شاورله يرجعه: لا خلصت من شوية . امير رجع وقف: امال هيا فين يا راجل انت ما تنطق ؟ متولي شاور على برا: تقريبا في الجنينة .. كنت لمحتها خرجت تتمشى مش عارف بقى دخلت ولا لسه ؟ امير: طيب روح انت .
امير خرج يدور عليها وقلبه بيدق متحفز يشوفها ولقاها أخيرا عند حوض الورد بتاع مامته بتسقيه ميه امير شده شكلها ومنظرها قدام الورد وحس بتناغم بينهم وانها حقيقي صافية وجميلة زي الورد دا وسرح بيها واتمنى في اللحظة دي حاجات كتير بس الدنيا مش بتدي حد كل اللي عايزو خصوصي هو دايما معانداه ومستكترة الفرحة عليه، دا حتى البنت الوحيدة اللي حبها الدنيا وكل ما فيها بتساومه عليها وعلى حبها ليه، ساب افكاره جواه وقرر يعيش اللحظة وزي ما تيجي تيجي فقرر ينبهها انه موجود لانها مش شايفاه ومركزة باللي بتعمله: اسقي بذمة .
شهد بصتله وابتسمت: اكيد ما تقلقش . امير قربلها: بتعملي ايه ؟ في جنايني مسؤول عن الكلام ده . شهد وهي لسه مكملة سقي الورد: عادي بتسلى مش اكتر . امير مستغرب طاقتها ونشاطها: صاحية من الفجر وروحتي شغل ورجعتي عملتي غدا وجاية تسقي الورد وتقولي بتسلى ؟ ما تعبتيش ؟ شهد ابتسمت تاني: لو الواحد بيعمل حاجة بيحبها ومستمتع بيها يبقى يتعب ازاي ؟ امير: ماشي يا عم فرويد . كانت حاطة سماعات في ودانها فقرب شدها وحطها علي ودنه يشوف بتسمع ايه امير بفضول واحدة زيها ممكن تكون بتسمع ايه ؟ اكيد مش أغاني وسألها: بتسمعي ايه ؟ شهد بهدوء: اسمع بنفسك . امير قرب حواجبه من بعض: مين ده ؟
شهد: ماهر زين . امير ملامحه لانت واسترخى: صوته حلو اول مرة اسمع اغنية للرسول بالنمط ده . شهد بحماس: اغانيه كلها كده .. دينية هادفة ومودرن للشباب المودرن .. امير: بس غريبة انها أغنية من غير موسيقى . شهد: هو عامل منها نسختين نسخة بموسيقى ونسخة من غير . امير: وانتي ليه بتسمعي اللي من غير ؟ شهد: عادي .. تعود مش اكتر .
امير بصلها وحاسس انها انسانة صعبة جدا ردود افعالها دايما بتفاجأه: تخيلت انك هتديني درس ومحاضرة ان الموسيقى حرام والخ الخ .. شهد ابتسمت: هيا فعلا الموسيقى والاغاني حرام ده شيء مفروغ منه . امير بفضول: واللي انتي بتسمعيه ؟الأغاني الدينية ؟ شهد ماستغربتش وردت بصبر: والله على ما اعتقد ان لو فيها موسيقى برضه حرام او لو ست اللي بتغنيها اما لو راجل بيغنيها ومن غير موسيقى وفيها نصح او ارشاد او قيم او مدح مثلا للرسول فدي مش محرمة والله ورسوله اعلم . امير بتفهم: علشان كده انتي بتسمعي من غير موسيقى للاخ ... اسمه ايه ؟
شهد ضحكت: ماهر زين ... واد ظريف ( حبت تغيظه) وكيوت على الاخر . امير بصلها من تحت نظارته الشمس: نعم يا اختي ؟ كيوت ! في واحدة محترمة تقول لجوزها على راجل تاني انه كيوت ؟ شهد لما لقته اتضايق حبت تخليه يظهر غيرته اكتر: الحق يتقال .. هو كيوت . امير مسكها من طرحتها وكأنه عايز يشد شعرها وقربها منه: عيديها تاني وقولي على راجل تاني انه كيوت وشوفي هعمل فيكي ايه ؟ شهد بعدت عنه شوية: اوريك صورته وهتشوف بنفسك انه كيوت . امير بصلها: تاني ؟
شهد بهزار: مش فاهمة زعلان ليه ! خلاص ما تزعلش مش هقول عليه كيوت ... اموور قوي او وسيم . امير مرة واحدة شد من ايدها الخرطوم ورشها هيا بالمية وهيا صرخت وجريت وهو وراها بخرطوم المية شهد بتضحك بصوتها كله: خلاص خلاص .. حرمت . امير بعد الخرطوم: ايوه كده اتعدلي . شهد جريت ولسه بتضحك: بس هو مز . امير جري وراها وشالها من الأرض ورايح ناحية البيسين وهيا بتصرخ شهد بتحذير وبتحاول تخلص نفسها من ايدين امير: امير اوعى انت سامع اوعى . امير: انا بس هفوقك علشان تفوقي وتعرفي انتي بتقولي ايه !
شهد بتصرخ وهو مش مهتم لحد ما وصل لقاعة البيسين ودخل ووصل المية ورماها جواها وهيا صرخت واتعدلت شهد بتهدد: ماشي ماشي . امير حرك حواجبه: فوقتي ولا لسه ؟ شهد بدلع: تعال انزل فوقني . امير افتكر ليلة امبارح وده دغدغ مشاعره وحركها وفكر فعلا ينزل معاها وهيا عرفت أفكاره راحت فين شهد باغراء: بتفكر في ايه ؟ بتفكر تنزل ولا ايه ؟ وطى على الأرض قصادها: وهو في حد عاقل ينزل المية بهدومه زيك كده يا ... يا ديڤشا ؟ شهد بهزار وبترش عليه ميه: طبعا في .. لما يكون متجوز حد مجنون زيك كده ؟ امير يدوب هيشدها بس سمع حد اتحمحم وراه وبص كان عدلي قاعد من بدري ومحرج منهم عدلي بحرج: اسف بس انا موجود من بدري تحبوا ادخل ؟
امير ملامحه اتغيرت ووقف والابتسامة اختفت من على وشه: لا خليك براحتك انا طالع أصلا اغير هدومي . مشي خطوة شهد علت صوتها: سيادتك مش ناسي حاجة قبل ما تطلع ؟ امير بص حواليه: لا مش ناسي . شهد كشرت: على أساس انك هتسيبني في المية كده وتمشي . امير فكر فعلا يسيبها بس تخيل لحظة طلوعها من المية وهدومها لازقة عليها فرجع امير شاورلها بايده: استني لحظة .
راح دخل اوضة صغيرة زي مكان لتغير الهدوم وخرج بفوطة في ايده وشدها من المية ولفها بيها وده خلاها في قمة سعادتها .. غيرته عليها وعلى حرمة جسمها ... طلعوا وغيرت وطلعتله: انا جعانة هنزل اجهز الغدا وانت حصلني . امير بتردد: شهد ... شهد بصتله ووقفت: نعم . امير حاول يبين السؤال انه عادي: هو طارق كان موجود النهاردة ؟ شهد ببساطة: ايوه كان موجود . امير بسرعة: أتكلم معاكي ؟ شهد حاسة بيه وبقلقه ونفسها تطمنه وتكسب ثقته بس الصبر حلو فردت بمنتهى الهدوء: سألني على حاجة وقولتله يروح للموظف المسؤول عن تدريب المبتدئين وهو هيجاوبه.. بتسأل ليه ؟
امير مبتسم: عادي ما تشغليش بالك . شهد وهيا خارجة: وراك راجل ما تقلقش . قفلت الباب ونزلت وهو كان مبتسم وهو جواه يقين ان فعلا وراه راجل ... بس مخنوق من طارق .. هل فعلا عايز يوصل لشهد؟ ولا بيتهيأله ؟ مش عايز يظلمه او يخسره كصديق ؟ دول عشرة سنين وغربة ؟ شاكر بيبص في ساعته كل شوية .. ده معاد علا بتيجي فيه كل يوم بس ليه اتأخرت ؟ هتيجي ولا لأ؟ شاكر انت ليه مستنيها تيجي ؟ ليه بتبص في ساعتك ؟ اوعى تكون ... دي ما تنفعش خالص .. تبقى مجنون أخيرا الباب اتفتح وهيا دخلت وأول ما وصلت قلعت نظارتها وبصتله بدلع شاكر ابتسم: اتأخرتي .
شاكر متردد: هتسهري النهارده برضه في الديسكو مع امير وعمرو وطارق ؟ علا مستغربة: بتسأل ليه ؟ شاكر بتردد: مش كفاية بقى سهر ؟ علا متأففة: انت عايز ايه يا شاكر ؟ شاكر اتنهد: تصدقيني لو قلت عايز مصلحتك .. مستخسرك في الجو ده والمعصية دي . علا كشرت وبصتله: انا بحافظ على نفسي كويس على فكرة . شاكر زعلان على سطحية تفكيرها: ماشي ده شيء كويس بس مش كفاية . علا: امال ايه اللي كفاية ! شاكر انا مش اختك شهد . شاكر بصدق: وانا مش عايزك شهد .
علا نفخت بضيق: امال عايز ايه ؟ شاكر حس بضيقها ويأس من فكرة الكلام معاها من قبل ما يبدأ حتى: مش عايز حاجة روحي مكان ما تحبي . علا قربت ووقفت قصاده: ما تزعلش مني وما تدينيش ظهرك .. اوعى يا شاكر تديني ظهرك وتسيبني . شاكر بصلها بترجي وامل حقيقي انها تحاول تتغير حتى لو مش عشانه يبقى عشانها هي: ولزمته ايه قربي طالما مش هيغير فيكي حاجة ؟ علا ونفس نبرة الامل عندها بس باختلاف انه يقبلها زي ما هيا: ماهي اختك اهي متجوزة امير وما غيرتش فيه حاجة ؟ ما تقبلني زي مانا ؟ شاكر اتنهد: ما ينفعش . علا اتنهدت: ليه ما ينفعش ؟
شاكر بعصبية: لان اختي تابعة لجوزها ومش مسؤولة عنه وعن تصرفاته .. لان اختي بنت ومغلوبة على امرها ؟ لان ربنا قال الرجال قوامون ! علا شاورت بايدها: ما تكلمنيش باللغة دي انا مش فاهمة . شاكر اخد نفس طويل: حاضر هكلمك بلغتك .. امير خرج سهر شرب هو حر .. هو راجل مسؤول عن تصرفاته .. لكن انتي بنت وما ينفعش تبقي كده وما ينفعش تكوني مع راجل ويقبل ده ساعتها مش هيكون راجل .. الراجل بيكون مسؤول عن اهل بيته .. عن تعليمهم وتدينهم مش بس بيصرف هو مسؤول حتى عن اخطاؤهم .. انا كراجل مقبلش ان مراتي او امي او اختي تظهر بمظهر غير لائق او محرم او تسهر بره او تتكلم مع رجالة كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . علا هزت دماغها برفض: انا ماليش دعوة برجالة وستات .. اللي عايز يكون مع حد هيكون بغض النظر عن أي اعتبارات تانية . شاكر كشر وبصلها: لا طبعا .. انا مقبلش ان مراتي تسهر بره مع رجالة .. ولا تلبس بالمنظر ده ! ولا تشرب ! علا بصتله بأمل ومنتظرة رده: حتى لو حبيتها ؟
شاكر قلبه وجعه لانه حس انها بتساومه وانها بتتهرب من فكرة التغيير: حتى لو هموت من غيرها .. لو انا مش هقدر اغطيها واخليها ليا انا وبس يبقى مالوش لزمة تدخل بيتي أصلا . علا كشرت ودورت وشها بعيد عنه: هرجع واقولك انا مش بعمل حاجة غلط . شاكر ضحك بغلب ومردش عليها اصلا علا بصتله وواجهته: ايه اللي بعمله غلط ؟ شاكر بوجع: اقولك وما تزعليش وتطلعي تجري زي كل مرة ؟ علا باصرار: قول...
شاكر اتكلم بحدة وكأنه كان مكبوت وانفجر: طيب ابدأ بإيه ؟ اه .. جسمك العريان حرام . شعرك المكشوف حرام.. لبسك الضيق حرام . لبس بنطلون بالمنظر ده حرام .. مكياجك الصارخ حرام .. برفانك اللي ريحته جايبة اخر الدنيا حرام .. ده فيكي انتي كده بس لسه ما اتكلمتش عن تصرفاتك .. علا بضيق: وتصرفاتي فيها ايه غلط ؟
شاكر بدأ يتكلم بغيظ كل ما يفتكر تصرف ليها يتخنق اكتر: خروجك بالليل بلا ضرورة قصوى حرام .. مصاحبتك لرجالة حرام .. ضحكك وهزارك مع أي راجل مهما يكون حرام .. سهرك طول الليل بره حرام.. شربك حرام .. رقصك مع أي راجل حرام .. مجرد كلامك مع أي راجل بدون داعي حرام .. ضحكك بصوت عالي حرام .. وقفتك دي معايا هنا كده حرام عايزة ايه تاني يا علا ؟
علا مصدومة: امال ايه اللي صح في حياتي ! انت شردت كل حاجة .. وبعدين اذا كانت وقفتي معاك حرام واقف معايا ليه؟ شاكر بزعل من نفسه: انا انسان والانسان بيغلط محدش قال ان انا ما بغلطش . علا عينيها لمعت بالدموع وماسكة نفسها بالعافية: انت شايف وقفتي معاك دي غلط ؟ شاكر نفخ بضيق: انا استنكرت حق شهد لما وقفت مع امير لوحدها على الرغم من انه كان جوزها حلالها . علا وقفت وماشية قبل دموعها ما تسبقها وتنزل: وانا مرضالكش الغلط يا شاكر بعد اذنك .
سابته وجريت ركبت عربيتها وعيطت بحرقة .. معقولة كل حاجة في حياتها غلط كده ؟ ليه عمر ما حد قالها غلط وصح وحرام وحلال ؟ مكنتش عارفة تعمل ايه او تتكلم مع مين ؟ مجرد انها تايهه ومش لاقية اي حد ياخد بإيدها او خد ينفع تحط رساها علي صدره وتعيط .. امها لو كلمتها في الموضوع ده هتضحك عليها واقول متخلفة وتمشي .. وابوها ! فين ابوها ! ابوها نسيها للأسف خلاص .. امير مع شهد امير: عايز انام ساعتين وتصحيني . شهد: حاضر .
امير كعادته نام وهيا جنبه وقرأت سورتها المعتادة وهو بيسمعها بصمت شديد لحد ما بتخلص وينام وكأن السورة دي لها سحر خاص معدش بيقدر ينام من غير ما يسمعها وفجأة فتح عنيه وبص لشهد: هو ليه السورة دي بالذات اللي بتقريها قبل ما تنامي؟ شهد ابتسمت: كل القرآن له عظمته وفضله بس السورة دي بالذات بيقولوا انها من المنجيات يعني بترافق صاحبها لحد ما تدخله الجنة، بتمنع عذاب القبر، بتفكرنا بنعم ربنا الكتيرة وتخلينا نتفكر في قدرة ربنا عز وجل ونتقرب منه أكثر، يعني هيا سورة مميزة يا حبيبي في حديث كمان فكراه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك. رواه أبو داود والترمذي،
امير هز دماغه بفهم واعجاب داخلي من معلومات حبيبته واتمني لو اتجوزها في ظروف غير دي تماما .. ما اتكلمش ونام بعمق تليفونه رن بعد ما نام وشهد مسكته كان مكتوب علا فسألت نفسها: يا ترى عايزة منه ايه ؟ فكرت تقفل التليفون وما تخليهوش يرد بس تراجعت وسابته يصحى او ما يصحاش براحته تليفونه رن لحد ما فصل وامير ما صحيش لان صوته واطي ورن تاني وتالت نفخت في ضيق: ممكن تكون في ورطة ومحتاجاله مثلا ؟ يا ربي اعمل ايه ؟ راحت جنب امير وهمست: امير .. اصحى . امير بنوم: هو الساعتين خلصوا بسرعة كده ؟ شهد بصوتها الهادي: لا بس تليفونك بيرن . امير فتح نص عين: مين ؟
شهد: علا . امير بص لشهد كويس: سيبك منها . شهد ابتسمت بس لازم تقوله: لا دي رنت كتير لاحسن تكون في مشكلة ومحتاجة مساعدة رد عليها . امير اتعدل وبصلها كتير قوي مش فاهمها واخد منها التليفون ورد بصوت نايم: الو علا حاولت تخلي صوتها طبيعي: امير اسفة صحيتك . امير كشر: لا عادي في حاجة ؟ علا باصرار: عايزة اشوفك ينفع ؟ امير معندوش استعداد ينزل دلوقتي: ما احنا بنتقابل بالليل يا علا .
علا اصرت عليه: لا دلوقتي ولوحدنا بعيد عن الشلة .. ارجوك . امير كشر: في حاجة حصلت ؟ مالك ؟ علا بصوت مخنوق: مخنوقة ومحتاجة أي حد أتكلم معاه . امير حس بيها وبخنقتها لان هو كمان ساعات بيحتاج حد يتكلم معاه بس للأسف ما بيلاقيش لانه ما بيثقش في أي حد كفاية انه يفتحله قلبه: حاضر هجيلك انتي فين ؟ علا بصوت مهزوز: في عربيتي مش في مكان . امير: طيب هطلع واكلمك . قفل وبص لشهد اللي قاعدة بمنتهى الهدوء جنبه شهد حاولت تداري فضولها وتعمل نفسها مش مهتمة لكن معرفتش فسألت: في حاجة ؟
امير وهو بينزل من السرير: مقالتش بس عايزة تتكلم ومخنوقة . شهد حاولت تداري غيرتها وانفعالاتها: اهمم طيب هتروحلها دلوقتي ؟ امير ببساطة: اه . قام لبس وشهد ماسكة اللاب وبتشتغل عليه بس الواقع انها بتمثل انها بتشتغل لكنها مراقبة امير امير وهو بحط برفانه وواقف قدام المراية بصلها من المراية: غريبة مش هتديني محاضرة وتسأليني رايح ليه وليه مهتم وهيا تطلع ايه ؟ شهد قفلت اللاب وبصتله: لأ . امير اتفاجئ: لأ ليه ؟
شهد ابتسمت: لانه ببساطة علا ما يتغارش منها . امير باستغراب وفضول: ليه بقى ان شاء الله .. جمال وجميلة .. متعلمة .. ذكية .. مرحة . شهد بهدوء: وايه كمان ؟ امير حس انها بتستدرجه: فيها حاجات كتيرة حلوة . شهد بلا مبالاة: اهممم طيب . فتحت اللاب وبصتله وده غاظ امير انها مش غيرانة عليه فراح وقفل اللاب بغيظ: ايه طيب دي ؟ مش غيرانة منها ؟ انا بسهر معاها كل يوم للصبح وبنرقص مع بعض ؟ شهد ابتسمت: وايه كمان ؟ امير اتنرفز منها جدا: لا انتي مستفزة بعد اذنك . هو يدوب خارج لحقته ووقفته شهد حطت ايديها حوالين وقبته وهي بتكلمه: انت تعرف علا من امتى ؟
امير حط ايديه على ايدها فكر يفكهم بس تراجع و بصلها: من كام سنة . شهد بابتسامة: طيب من كام سنة وهيا قدامك فلو كنت هتبصلها كنت بصتلها من زمان وبعدين ماهي كانت قدامك ... الحكاية يا امير مش عدم غيرة الحكاية اني حسيتها زي اختك هيا ودينا وبعدين مش استايلك . امير بتريقة: وانتي تعرفي استايلي ؟ شهد بتلعب في ياقة قميصه بدلع: طبعا . امير ضحك: اللي هو ... شهد بصتله في عنيه مباشرة: انت ادمنت الجمال المتغطي .
امير فك ايديها وهو مبتسم: احلمي انتي كده سلام . سابها ونزل وهو مبسوط منها ومستمتع بحواراتهم مع بعض وراح وقابل علا اللي كانت عنيها حمرا من العياط امير اول ما شافها: في ايه اللي حصل مالك ؟ علا صوتها مخنوق ومركزة مع عيون امير: انت ازاي بتتعامل مع شهد؟ حبيتها ؟ امير مستغرب على متضايق: كلكم بقيتو مهتمين بشهد ومعاملتها ليا ؟ انتو مالكم بيا ؟ علا لفت وشها عنه وبصت قدامها: انا مش قصدي اتدخل في علاقتك بيها انا بس بسأل ازاي عارف تتعامل معاها ؟ مع قيمها ؟ مع مبادئها ؟ مع تدينها ؟ بتحاول تغيرك ؟ بتضغط عليك؟ بتتعامل ازاي يا امير ؟
امير استغرب جدا: ايه الأسئلة دي كلها ؟ الأسئلة دي مع الدموع دي معناها ان في حد من نوعية شهد عايز يغيرك صح ولا انا فهمت غلط ؟ علا شاورت بدماغها: المشكلة انه بيطلب كتير قوي . امير اخد نفس طويل: حقه . علا مصدومة كانت متخيلة ان امير هيفهمها ويوقف معاها: انت بتقول ايه ؟ وبعدين ما انت اهو ما اتغيرتش .. لسه بتسهر وتشرب وكل حاجة زي ماهيا . امير بصلها وهيا صعبانة عليه: يا قلبي انا راجل .. اسهر اشرب ارقص اعمل جن ازرق محدش له دعوة ومش ست اللي هتحكم عليا .. لكن هو راجل .. علا كشرت: يوووه انت هتقولي زيه .. راجل وست ؟
امير عطف عليها: يا بنتي افهمي .. طيب انا اهو قدامك بسهر وبعمل البدع بس انا عن نفسي ما اقبلش اتجوزك بمواصفاتك دي وأول حاجة هعملها همنعك من السهر والشرب وان يكون ليكي أصحاب زيي كده وخصوصا باخلاقنا انا ولا عمرو ولا طارق فهمتي ؟ علا بخنقة: انتو ليه بتكيلو بمكيالين .. ليه تحلل لنفسك وتحرم لغيرك ؟ امير ابتسم لها وعايز يهديها: دي بقى اعتقد انها فطرة في الراجل انه يغار على بيته .. وبعدين مش يمكن يكون ربنا بعتهولك يغيرك ؟ علا بتريقة: زي شهد ؟
علا استغربت واتصدمت: وانت ايش عرفك ؟ امير ضحك جامد: اوعي يا بت حوش المتدينين الكتير اللي انا اعرفهم ! عد غنمك يا جحا .. معرفش غيره يا فصيحة . علا كشرت ومسحت دموعها: ما تقولش لحد ولا حتى مراتك . امير ضحك جامد وخد نفس من سيجارته وطلبت معاه تريقة وهو بيتخيل حماه لو عرف: حمايا هيهيص .. يا نهار .. بقى البأف ده بيعرف يحب .. ده انا نفسي اروح اشرشحله . علا بتحذير: اياك يا امير . امير بيشوح بايديه وكأنه مش سامعها: عاملي فيها عم الشيخ وما تقفش وما تمسكش وما تتنفسش وهو رايح يحب ومين ؟ انتي ؟ اه يا ... علا علت صوتها: امييير ...
امير بصلها: عايزة ايه ؟ علا بجدية: اوعدني ما تقولش لحد ولا حتى مراتك . امير ضحك: حاضر مش هقول .. بس ده ؟ والنبي ايه اللي عجبك فيه ؟( وبصلها نظرة لوم بهزار ) بقى بعدي انا تحبي ده ؟ اخص عليكي . علا ابتسمت: انا اكتشفت اني مكنتش بحبك . امير حط ايده على قلبه بهزار: قلبي .. تصدقي قلبي وجعني . علا ضربته علي كتفه: بطل هزار المهم اعمل ايه ؟ امير رفع ايديه: لا دي مش عندي .
علا بصتله بترجي وكأنه هو اللي هيحل مشكلتها او يطمنها علي الاقل: يعني هما مختلفين قوي ؟ امير بص لسيجارته بيحركها بايده: من جهة مختلفين فهما مختلفين بس احسن مننا بمراحل بصي يا علا لو انتي بتحبيه ما تتردديش بس ما تحطيش امل كبير . علا بلهفة: ليه ؟ امير بصلها: لان النوعية دي كلام ابوها سيف على رقبتها وطاعة عمياء غبية فلو ابوه قاله لأ اعتقد هيبقى لأ . علا قلبها دق بخوف من مجرد الفكرة: يعني ممكن ابوه يقوله سيبيني فيسيبني ؟ امير طفى سيجارته وسكت شوية افتكر نفسه وصفقة مراته واتنهد: ده مش ممكن ده اكيد .. ( بصلها كانت عنيها بتهدد بدموع تانية كتير فقرر يهزر معاها ) او ممكن هو يقدر يقنع ابوه ويمدوا حملة الإصلاح ويدخلوكي فيها .
ضحكوا الاتنين وراحوا يسهروا مع اصحابهم وامير طول الوقت باصص لطارق وهو لاحظ ده طارق باستغراب: في ايه مالك ؟ امير بتريقة: معجب . طارق بضحك: اتفضلني . عمرو مستغرب: اه فعلا بتبصله كده ليه ؟ امير باصص لطارق كتير: مستني...
طارق اتأكد انه عارف وما ينفعش يسكت اكتر من كده بس مش عارف يقولها ازاي ؟ عمرو الفضول اتمكن منه: مستني ايه ؟ امير مركز قوي علي ملامح طارق ويشوف رد فعله ايه: مستنيه يعلن خبر شغله من ورانا في شركة ابويا .. طارق بيشتغل عند ابويا ؟ عند عدلي باشا ؟ كلهم بصوا لطارق باستغراب واستنكار وكأنه ارتكب خطيئة كبرى !
رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الثاني عشر
امير: مستنيه يعلن خبر شغله من ورانا في شركة ابويا .. طارق بيشتغل عند ابويا ؟ عند عدلي باشا ؟ كلهم بصوا لطارق باستغراب واستنكار وكأنه ارتكب خطيئة كبرى ! طارق بصلهم كلهم مركزين عليه وكأنه متهم مثلا فوقف: بتبصولي كده ليه اه اشتغلت حد عنده مانع ؟ بعد اذنكم هجيب حاجة اشربها . سابهم وقام وامير قام وراه ووقفوا قصاد بعض طارق بصله بتحدي: نعم يا امير ؟ امير نظرات العتاب لصاحبه غلبت الزعل: مقولتليش ليه ؟ طارق بغل حاول ميبينهوش: واحدة بواحدة . امير ببلاهة: يعني ايه ؟
طارق مكنش عامل حساب اللحظة دي بسرعة كدا بس ذكائه اسعفه: يعني كنت عايز اضايقك وعلشان كده خبيت عليك . امير مستغرب: تضايقني ؟ طب ليه ؟ هي بقت كده ؟ طارق بتريقة: اه بقت كده .. شيء يضايق صح ؟ لما نبقى أصحاب من سنين وكل عيشتنا مع بعض ونسهر مع بعض وتكتشف ان صاحبك الانتيم مخبي عنك سر مهم جدا وما استأمنكش عليه .. شيء يضايق صح ؟ امير لسه مش فاهم: انت بتتكلم عن ايه ؟
طارق بصله كتير: عن الجيم يا امير .. سنة وانت بتشتغل ومخبي .. زعلان مني اني خبيت عنك يوم واحد ! امير متفاجئ مش متخيل افكار صاحبه ودته لفين: دي تختلف عن دي . طارق: دي هيا دي بالظبط . امير مخنوق وبص لاصحابه اللي مركزين معاه هو وطارق رجع بصله ووطى صوته: لا طبعا .. انا مرحتش اشتغلت عند ابوك ومراتك .. انا مرحتش أوضح قدامهم ان انا بشتغل وجاد واخليهم يقارنوني بيك ويقولولك اعمل زي صاحبك .. انا اه خبيت بس عن الكل . طارق بص لبعيد وهرب من مواجهة صاحبه: وانا مكنش قصدي ده...
امير بنرفزة: امال ايه ؟ تقصد ايه بشغلك عند ابويا بالذات ؟ اشمعنى ابويا ؟ ما اشتغلتش عند ابوك ليه ؟ طارق بصله: وانت ما اشتغلتش عند ابوك ليه ؟ امير انت بتسأل أسئلة انت أصلا عارف اجابتها . امير كشر: ماشي بس برضه ليه ابويا ؟ ما تشتغل في أي شركة تانية ؟ وليه الشغل في التوقيت ده ؟ طارق دور وشه ونفخ ورجع بص لامير واجهه: انا هريحك يا امير مع اني مكنتش ناوي بس هعمل بأصلي معاك .. ليه ابوك ؟ لان ابوك الوحيد اللي هيقبل يشغلني من غير أي اسئلة .. هيشغلني لمجرد اني صاحبك لكن غيره هيطلب شهادات خبرة و و و وانت عارف انا ماعنديش أي خبرة وبصراحة مش هروح اشتغل في أي مكان فهنا انا استغليت صحوبيتي بيك... اما بقى ليه دلوقتي فده لاني غيرت منك ..( امير برق عينيه وبصله بصدمة ) ما تبصليش اه غيرت منك .. بتشتغل وعندك جيم ولو فعلا ابوك مغيرش الوصية مش هيفرق معاك فحبيت اعمل زيك .. حبيت اشتغل ويكون ليا دخلي .. ايه الجريمة اللي ارتكبتها ؟
امير هز دماغه: انا مش ضد شغلك . طارق رفع حاجبه بتأكيد لوجهة نظره: ضد تخبيتي عنك وده حبيت اوريك انك لما بتخبي عن حد قريب بيضايق . امير سكت: ماشي يا طارق هقبلها منك . طارق عنده فضول كبير يعرف ليه وافق على شهد طالما مش مضطر: بس سؤال بقى ليه اتجوزت شهد ؟ انت مش مجبر وانت مش هتفرق معاك الوصية فليه ؟ امير كشر وولع سيجارة وبص لبعيد: اسبابي ما اتغيرتش . طارق برفض لمنطقه: لا اتغيرت انت مش محتاج لفلوس ابوك .
امير بصله وحب يقفل الحوار ده كله: اه مش محتاجلها بس عايز ابويا يغير الوصية وبعدها هتشوف انا هعمل فيه ايه ؟ انا بس حبيت العب معاه لعبته للاخر . امير مشي وهو متضايق من نفسه وراح قعد مع اصحابه وسرح هو فعلا كان عايز يلعب مع ابوه بس في نقطة مهمة جدا معملش حسابها وهيا انه يحب شهد وما يقدرش يتخلى عنها ... عمرو بتريقة: بقى بتشتغل يا سي طارق وعند مين أبو امير والله اما حتة نكتة ! دينا اتحمست: لا والله برافو يا طارق عقبال باقي الشلة .. ما تشوفلي شغل معاك يا طارق . امير بتريقة: اه دلوقتي بقى كلكم هتروحو تشتغلو عند ابويا . دينا ضحكت: تعال انت كمان .
امير رفع ايديه: لا يا ستي متشكر عايزة تروحي انتي كمان تشتغلي روحي . دينا بجدية وكأن الفكرة عجبتها: مش هتزعل مني ؟ امير كشر وحس ان شهد هتجيب اجل الشلة دي كلها وهتنهيهم كلهم: لا يا ستي مش هزعل . دينا بفرحة: طارق من بكرة هتلاقيني معاك . طارق بلامبالاة: انتي حرة بعد اذنكم . سابهم ومشي لانه اتخنق من دينا اللي كل شوية بتفرض نفسها عليه ... مش قادرة تفهم ان اللي بينهم مجرد ليلة وعدت ما تعنيش أي شيء .. بس هيا غبية ولازم يبعدها عنه.
عمرو بص لعلا اللي ساكتة تماما وسرحانة ودي مش عوايدها: وانتي يا علا ما اشتغلتيش ومخبية ؟ علا بصتله وبضيق: لا اطمن ما اشتغلتش . عمرو بفضول: امال ايه اللي شاغلك اليومين دول ؟ علا وقفت تستعد انها تمشي: عادي ما تشغلش بالك . كلهم روحوا وامير روح اخر الليل كانت نايمة وهو كعادته فضل يتأملها لحد ما نام جنبها .. طارق وصل بيته كان ابوه مستنيه وعلى اخره طارق بضيق: ايييييه .. في حاجة ؟ ( ابوه مردش على طول ) مفيش ! طيب تصبح على خير . ممدوح متعصب: اقف هنا وكلمني عدل . طارق شاورله بأيده: الصبح .
ممدوح هيتجنن من ابنه ومن تصرفاته ومش عارف يعمل معاه ايه بس هو اسلوبه واحد مبغيروش التقليل منه والزعيق: وانا بقولك اقف عدل . طارق بزهق: عايز ايه وش الصبح كده ؟ ممدوح: انت صح اشتغلت في شركة عدلي ؟ طارق ضحك: الاخبار وصلت اهي .. ايوه . ممدوح زعق: انت عايز تنقطني .. ما شركتك موجودة امسك الشغل معايا بدال ما تشتغل عند الغريب انت مجنون ولا مش طبيعي ولا ملتك ايه ؟ طارق ببرود مستفز: والله انا حر انا حابب كده . ممدوح زعق: ايوه انت بس حابب تنقطني .
فوفا نزلت على صوتهم: يعني الواحد ما يعرفش ينام شوية منكم، انت بتزعق كده ليه ؟ هاه . ممدوح بص لمراته: ابنك بيشتغل في شركة عدلي بدال ما يمسك معايا الشغل شفتي ؟ فوفا بمنتهى الهدوء: هو حر يشتغل في المكان اللي يريحه . ممدوح بصلها وعايز لو يخنقها هيا اصلا لانها سبب كل المشاكل او هو شايف كده: انتي عايزة تنقطيني زي ابنك .. بقولك بيشتغل عند ابو صاحبه . فوفا ببرود: سمعت … براحته انت مالك بيه هاه ! مش المهم اشتغل . ممدوح بتريقة: لا يااختي . واتقلبت الخناقة بدال ما كانت بين طارق وابوه بقت بين ابوه وامه ونسيوه هو تماما وسابهم وطلع على اوضته مطرداه اصواتهم العالية المزعجة.
الصبح شهد نزلت وامير نايم بس قالتله انها نازلة سريعا بدون ما تصحيه زي كل يوم وهو بعد ما مشيت فاق وندم انه مقعدش معاها شوية قبل ما تنزل واستغرب انها وحشاه... شهد في الشغل واقفة وسط المهندسين وبتتكلم وطارق معاهم وبيحاول يركز قوي ويتعلم بسرعة .. خلصت كلامها وماشية طارق لحقها: شهد لحظة . شهد وقفت ورجعت وقفت قصاده وبصوت واضح مسموع للكل: أولا يا باشمهندس انا ما اسميش شهد حضرتك عايز تكلمني يا تقولي باشمهندسة او استاذة لكن شهد دي ممنوعة وممنوعة لاي حد هنا .
كلامها أتوجه للكل وهنا كان وقت دخول امير اللي وقف مستمتع بالعرض ده وطارق لمحه طارق بحدة كأنها هزار: بتتفرج ؟ ما تقول حاجة ؟ قول حاجة لمراتك . امير دخل مبتسم: اعتقد انت سمعتها .. خلي بالك بقى بعد كده علشان المرة دي هيا اتكلمت بس بعد كده الله اعلم . طارق حك دقنه: بقى كده ؟ ماشي . شهد بجدية: باشمهندس طارق انا عارفة انك صاحب جوزي وصاحبه الانتيم كمان بس ده مش معناه انك صاحبي انا فما ترفعش الألقاب بينا وبعدين صاحبك بره مش هنا ... ( بصت لامير ) باشمهندس امير افندم خير حضرتك محتاج حاجة ؟
امير قرب منها: لا يا حلوة انا مش شغال هنا فمتحطيش القاب وتعالي . حط ايده على كتفها وشدها معاه: مكتبك فين ؟ ( لف لطارق وغمزله بضحكة شماتة وبصوت عالي ) واد يا طارق راجعلك . شهد شالت ايده من على كتفها ومشيت قدامه امير ابتسامته من اصفى ما يكون طالعة من قلبه: عسكري عسكري مفيش كلام ... شهد بصتله وكملت طريقها وهو وراها لحد ما دخل مكتبها وقفل الباب وبصلها: انا مش موظف هنا فتعالي هنا . شهد حاولت تكون عملية وجدية: انت في مكان شغل يا امير فقول عايز ايه ؟ وقصر ... امير زقها باصباعه على جبينها خفيف: قصر ؟جبتيها منين دي ؟
شهد بصتله: انت عايز ايه ؟ امير بتريقة: ايه عايز ايه دي ؟ انتي مراتي يا بت . شهد ابتسمت بس اخفت ابتسامتها بسرعة وحاولت ترسم الجدية: مراتك ده في بيتك مش هنا .. لو عايز تشتغل انا ممكن اديك ابليكيشن تملاه وهمضيلك عليه ؟ امير بصلها من فوق لتحت ونفسه يمسك رقبتها يخنقها وبعدها يبوسها وبعدها يرجع يخنقها على اللخبطة اللي لخبطتها لقلبه دي: نعم ؟ تمضيلي عليه ؟ لا متشكر سلام .
فتح الباب وماشي ولسى بيتمنى تنده عليه لانه مشبعش منها: امير استنى . امير ابتسم من غير ما يلفلها: عايزة ايه؟ شهد قلبها بيدعي: كنت جاي ليه ؟ عايز حاجة ؟ امير بصلها ومعرفش يقولها ايه ؟ يقولها انها وحشاه جدا ومقدرش يستنى لاخر النهار ؟ شهد لسه بتدعي: ايه ؟ امير برخامة: مفيش مش عايز . شهد ابتسمت: امال جاي ليه ؟ امير بغلاسة: جاي لطارق مش ليكي .
شهد سكتت وبصتله قوي: حسبت عليك كذبة . امير ضحك وخرج: ماشي يا ستي الحجة احلمي . راح لصاحبه وقعد على مكتبه فوق والبنات اللي موجودين بيبصوله امير مسك قلم قدامه بلعب بيه: حلو الجو ده . طارق بص على الكل: جدا .. ما تيجي ؟ امير رفع ايديه الاتنين: لا متشكر اللي عندي هناك أحلى على الأقل البنات هناك فاكة مش مقفلة كده . طارق ضحك: ولسه اعتقد هيقفلوا اكتر طول ما مراتك هنا . امير انتبه طالما اسم مراته اتذكر بينتبه: اشمعنى ؟
طارق بحسرة: شايف البنت المحجبة هناك دي في الاخر اللي حاطة وشها في اللاب ؟ امير شاور عليها بالقلم: اه مالها . طارق بزعل: دي امبارح بس كانت بجينز وشعرها واخر دلع . امير ضحك: ومراتي مالها ؟ طارق بصله: ماهيا بتصلي الظهر معاهم وبياخدوا ساعة للصلاة دي الله اعلم بقى هيا بتقولهم ايه ! هتحجب البنات كلها ومش بعيد تفصل مكاتب الرجالة عن الحريم وهتنشفها علينا .
الاتنين اتفاجؤا بشهد وراهم شهد كشرت: تصدق فكرة فعلا ! انا ازاي ما فكرتش فيها لازم اول حاجة نفصل فعلا ... اروح أقول لاونكل عدلي بعد اذنكم .. ( رجعت لفت ليهم وبصت لامير ) واه باشمهندس طارق ارجع لشغلك علشان صاحبك مش هينفعك . سابتهم ومشيت وامير لولا الملامة كان باسها قدام الكل طارق اتعصب: شفلك حل لمراتك . امير قام ماشي وبشاور بالقلم: لا مش انت اللي عايز تشتغل هنا ؟ اشرب سلام انا رايح الجيم العب شوية . طارق بغيظ: انت بتغيظني.. ماشي .. بس انت كنت جاي ليه عايز حاجة ؟
امير حدف القلم على المكتب بهدوء زي كلامه: كنت جاي لمراتي مش ليك سلام . شهد سمعته لانها مستخبية ومرقباه وابتسمت وعرفت انها بدئت توصل لقلب اميرها ... هيا تعمدت انها تنزل من غير ما تصحيه واهو جالها يشوفها ... شوية وطارق اتفاجئ بدينا فوق راسه طارق مسك شوية اوراق: دينا اهلا . دينا بدلع: اهلا وحشتني . طارق بصلها ورجع للورق: اه وانتي .
دينا برجاء: طيب تعال معايا عند اونكل عدلي . طارق من غير ما يبصلها عامل مركز بالورق: لا ما ينفعش . دينا كشرت: ليه ؟ طارق بصلها وبيهرب منها: انا يدوب بقالي يومين ازاي اجيب حد يشغله؟ انتي روحيله وهو عارفك واطلبي شغل . دينا بتردد: ولو رفض ؟ طارق بهمس: تبقى جت من عند ربنا . دينا: ايه ؟
طارق رفع عينيه ليها: لا مش هيرفض روحي انتي بس . وفعلا دينا راحت وكانت شهد مع عدلي والاتنين رحبوا بيها جدا وشهد اخدتها تشتغل حاجة تبع الإدارة وبدئت صحوبية جديدة مع دينا ...
اخر النهار رجع امير كانت هيا قاعدة على اللاب وشعرها مفكوك على ظهرها ومندمجة جامد امير بتريقة: ااااااههههه للدرجة دي . شهد بصتله: انت جيت امتى ؟ امير: من نص ساعة واقف على الباب . شهد كشرت عنيها: انت بتشتغلني صح ؟ امير ضحك: ههههه لا فعلا جيت من شوية كده .
شهد جت تقوم: اجهزلك غدا ؟ امير منعها باشارة بايده: لا لا كملي اللي بتعمليه شكلك مندمجة قوي . شهد وقفت بردو: احطلك الغدا وارجع اكمل لان ده موضوع مش خلصان . امير انتبه: لا لا اكلت بره .. بس ايه اللي مش خلصان ده؟ شهد جاتلها فكرة: مشكلة في برنامج ومش عارفالها حل وجننتني وكل ما اقرب افكها الجهاز كله يقفل مرة واحدة مش عارفة في ايه ؟ امير لمح لنفسه: أمم ربنا معاكي .. الكمبيوتر عموما محتاج حد بيفهم . شهد شهقت: على أساس ان انا مش بفهم ؟ طيب ما تيجي توريني نصاحتك يا خريج هارفرد بس شكلك هيبقى وحش قوي لو معرفتش تتصرف . امير واقف بيبصلها: انتي بتجري رجلي ؟
شهد: عايز تفهمها كده افهمها احسن ما يطلع شكلك وحش لما ما تعرفش . امير بتحدي: ما اعرفش ايه ؟ يا ديڤشا انتي انا متخرج بامتياز فاهمة ؟ امتييياااز اما انتي ديڤشا صح شهد كشرت ومن الاسم اللي مش فهماه ده ورجعت قعدت مكانها: ديڤشا ديڤشا فهمنا ... ماعلينا بس امتياااااز وخايف من ايه ؟ مش هقول لحد لو معرفتش ما تخافش سرك في بير . امير ضحك وراح قعد جنبها وبتريقة: ماشي مادام مش هتقولي لحد يبقى هساعدك وريني . بدأت شهد تشرحله وهو بيسمعها ويصلحلها اخطاءها وبدأ يفهمها ازاي تشغل البرنامج وفضل معاها لحد ما خلصت خالص وقفلت اللاب وفضلت تبصله كتير امير اتحرج نوعا ما من نظراتها: بتبصيلي كده ليه ؟
شهد مبهورة: عايز الحق ؟ مكنتش متخيلة انك ذكي كده . امير كشر: امال انتي كنتي شايفني غبي ؟ شهد بجدية: مش غبي بس مش بالذكاء ده .. انت عبقري يا امير . امير اتحرج: مش للدرجة دي . شهد صعبان عليها ذكاؤه ده: لا طبعا للدرجة دي واكتر كمان .. خسارة ذكاءك ده ما تستغلوش في مجالك . امير قام وسايبها: رايح فين ؟ ما تهربش . امير بصلها: مش بهرب بس عايز اغير هدومي واخد شاور ممكن ؟ شهد: اه طبعا اتفضل .
سابها وقام وهيا فتحت اللاب وفضلت تقلب فيه لحد ما هو خرج وفضل يبصلها وهيا غرقانة في اللاب كان بيبصلها بحرية على أساس انها مش واخدة بالها شهد وهيا باصة للاب: هتفضل تبصلي كده كتير ؟ امير اتفاجئ: مش ببصلك يا .. يا ديڤشا . شهد بغيظ: يووه يادي ديڤشا يا ربي منك امير متقولش الكلمة دي تاني .. ( ضحكت وغمزتله ) بس انت بتبص ده انت مش قادر تشيل عينك من عليا . امير ضحك بتريقة: اهي دي اكتر حاجة بحبها فيكي . شهد باستغراب: ... اللي هيا ؟ امير: ثقتك زيادة عن اللزوم في نفسك .
شهد بفخر: دي مش ثقة دي عينيك اللي مش قادر تشيلها من عليا هيا اللي بتقول كده . امير: ههههههه ماشي براحتك . شهد وقفت وقربت منه: شكلي كده بيغريك .. صح ؟ امير ضحك جامد: على فكرة انتي فاهمة الاغراء غلط .. انتي ابعد ما يكون عن الاغراء بلبسك ده .. انتي ناقصك بس الطرحة وتبقي كاملة . شهد قربت اكتر: انت شايف كده ! امال عينيك مش نازلة من عليا ليه !
امير حس انه مهدد ولازم يتريق وما يسمحلهاش تقرب اكتر من كده: ده بيتهيألك .. ايه اللي فيكي يغري ؟ لبسك ؟ حركاتك ؟ كلامك ؟ ايه بالظبط ؟ الفتي نظري . شهد قربت قوي لدرجة ان وشها في وشه واتكلمت بصوت هادي جدا وبراحة جدا: اللي بيغريك فيا ان انت واثق ان انا ليك انت وبس وبتاعتك انت وبس وان محدش في الكون ده كله شاركك حتى بنظرة .. انا .. ليك .. انت ... وبس . امير بصلها كتير وبص لشفايفها اللي بتتحرك واستغرب انها بكامل هدومها وحركت كيانه كله وعايز يقرب بس سِنة من كبرياؤه منعاه بس شهد قضت عليها لما رفعت وشها ليه وعنيها فيها دعوة صريحة له بالقرب .. وهو كان اكتر من مبسوط انه يلبي دعوتها دي .
في بيت طارق روح كان في حد في البيت واول ما دخل ابوه نادى عليه: تعال اقعد معانا .. عمك عمران الشاذلي اللي كنت حكيتلك عنه طارق سلم وبيحاول يفتكر سمع الاسم ده فين قبل كده بس افتكر بمجرد ما ابوه كمل التعارف: ودي بنته سالي خريجة السن وبتشتغل مع باباها في شركته سالي سلمت عليه كانت جميلة بس عملية كتير طارق برسمية: اهلا بحضراتكم . عمران بيتفحص طارق: باباك لسه بيقولي انك شغال في شركة عدلي علام صح الكلام ده ؟ طارق جاوب: فعلا .
ممدوح بيحاول يظهر بصورة كويسة: سيادته عايز يبدأ السلم من اوله ورفض يمسك شركة ابوه . سالي بإعجاب: بس والله ده شيء كويس فعلا انك تحاول تكبر بعيد عن مركز نفوذك .. ما تشوفلي شغل معاك . عمران بص لبنته: انتي اتجننتي ولا ايه ! ايه الكل ضحك وطارق نوعا ما بدأ يستظرف سالي وخفة دمها وعمليتها .. مكنتش متكلفة ابدا ...
في بيت امير امير صحي قبل شهد واتعدل وافتكر ليلة امبارح بينهم وابتسم لمجرد الذكرى .. قام وغطاها وخرج قبل ما هيا تصحى لانه مش مستعد يواجهها او يتكلم معاها او يبان فعلا انه بيحبها او هيا بتغريه بس وهو ماشي لمح ورد مامته وراح قطف وردة تيوليب وطلع حطها على المخدة جنب شهد شهد صحيت وزعلت لما ملقتش امير جنبها بس اول ما شافت الوردة فرحت كتير جدا هو سبق وقالها ان دي وردة الحب .. وتصرفه ده كان اول تصرف حب .. حب واضح وصريح .. علا اخدت يومين ما تروحش عند شاكر وده جننه تماما وراح لاخته البيت وفضل معاها كتير يرغوا مع بعض بس هيا حاسة انه في حاجة.
امير مروح على البيت وهو داخل عدى على حوض الورد يقطف احلى وردة لاحلى شهد في الدنيا
شهد بتتكلم مع اخوها وحاسة انه بيلف ويدور علي حاجة هو مش عارف يتكلم فيها او في حاجة خنقاه ومضيقاه ومش عارف يقولها لحد فبتحاول تقرره: هاه مش هتقولي مالك ؟ شاكر بضيق مخنوق من كل حاجة حواليه، مخنوق من عدلي اللي فتح السكة دي عليهم، مخنوق من امير اللي كان السبب انه يعرف علا دي اصلا في يوم من الايام وفوق كل دول مخنوق من اخته اللي كانت اشجع منه ووقفت واتحدت الكل واتجوزت امير حاول يهرب من كل افكاره السلبية دي ويظهر طبيعي مع اخته: مفيش قوليلي انتي اخبارك ايه مع امير ؟ شهد ابتسمت بحب: كويسين جدا .
شاكر بفضول وامل انهم ممكن يتغيروا: اتغير ولا زي ما هو ؟ شهد اتنهدت وبصت لاخوها وكل ملامحها بتنطق بالحب وده نوعا ما ضايقه وحسسه قد ايه هو ناقصه الحب ومفتقد لحاجات كتير شهد جاوبته بحب: احنا ماشيين بيبي ستيبس . شاكر بتريقة وحدة نوعا ما: يعني ما اتغيرش . شهد لاحظت غضب اخوها وضيقه واستغربته فحاولت تقفل الطريق على اخوها: شاكر انا وامير مبسوطين . شاكر بنرفزة وزعيق: ماهو لازم تكونوا مبسوطين .. جو المعصية بيبسط .. السهر والمياصة والدلع لازم يبسط . شهد عندها ذهول من هجوم اخوها بالشكل ده: ايه اللي انت بتقوله ده ؟
شاكر وقف بنرفزة وحس انه مخنوق من علا وشهد هيا نفسه حاليا يطلع عليها خنقته: اللي سمعتيه .. بطلتي تحفظي قران صح ؟ بطلتي تروحي الحلقات والدروس ؟ بطلتي تصحي الفجر وتصلي حاضر لان سيادتك سهرانة معاه او سهرانة تستنيه؟ بطلتي قيام الليل ؟ صح ولا كل ده بيتهيألي ؟ امير للأسف بيشدك انتي لتحت .. وده اللي كان بابا خايف منه انه بدال ما انتي تشديه هو اللي يغرقك .. وهو فعلا بدأ يغرقك في مستنقعه ومش بعيد شوية نلاقيه واخدك معاه الديسكو وعازمك على عشا هناك وشوية شوية نلاقي ليكي أصحاب رجالة زي ماهو ليه صحبات بنات ... للأسف يا شهد المثل بتاع مين عاشر القوم ينطبق عليكم بالظبط !
امير هيكون الشرارة اللي بتحرقنا كلنا، للاسف يا شهد مش هيحرقك لوحدك ( زعق بحرقة ) هيحرقنا كلنا معاه وانتي ... انتي اللي سمحتيله يدخل العيلة دي .. انتي وبس .. وبما ان امير عارف بعلاقته هو وعلا وعارف ان شاكر لا يمكن هيقبل علا باخلاقها دي في عيلتهم فهو كان حاسس بشاكر جدا وحاسس بوجعه لانه ولا قادر يخلع توبه ولا قادر يلبس حبيبه نفس توبه وبالتالي موجوع في النص زيه هو بالظبط .. ولا عارف يكون مع شهد ويكون الراجل اللي هيا بتتمناه ولا ينفع ياخد شهد للعالم بتاعه رمى الوردة اللي في ايده وركب عربيته ومشي بصمت .. صمت مخيف وافكار مخيفة اكتر .
رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الثالث عشر
امير مشي وراح يسهر بره واكتفى من شهد وعيلتها شهد بصت لاخوها شاكر وهيا في حالة ذهول تام من هجومه عليها بالشكل ده واتكلمت باستنكا تام ورفض لكلام اخوها: انت بأي حق يا شاكر كل شوية تتدخل في حياتي وتحاسبني بالمنظر ده ؟ هاه ؟ كل شوية تيجي وتقولي بحب جوزي او ما بحبوش ؟ انت ايه علاقتك بحبي له ؟ وعلشان اريحك يا شاكر ايوه بحبه ! بحبه اكتر من روحي نفسها؟ امير جوزي وحبيبي وكل حاجة في دنيتي ! ممكن بقى ما تدخلش تاني بينا ! بعد اذنك .
جت تمشي بس اخوها مسك ايدها وقفها وبكل أسف وبكل انهيار وتعب وارهاق بصلها: انا اسف يا شهد ! سامحيني على غلاستي وتطفلي على حياتك بس خوفا عليكي . شهد قعدت وقعدته جنبها: عارفة انك بتخاف عليا بس أمير جوزي وبيحبني وكل ما بنقرب من بعض حد فيكم بيتدخل بيبعدنا .. انا كويسة معاه وكويسة جدا كمان فأرجوك . شاكر بص لاخته وابتسم: من غير ما تترجي يا شهد من غير ما تترجي . شهد حاسة باخوها من اول وصل انه بيتألم هي وشاكر مش اخين وبس دول كل حاجة بحياة بعض وعاشو عمرهم كله سند بعض بصتله وماسكة ايده بتحاول يشجعه يتكلم: مش هتقولي بقي مالك ؟ فيك ايه مغيرك ومنرفزك كده ؟
شاكر اتنهد: مفيش . شهد حاولت تهزر: حسبت عليك كذبة ؟ شاكر بصلها بزعل: مفيش بجد بس متضايق شوية . شهد فكرت وقررت تصرح بتفكيرها: انت بتحب ؟ صح ؟ مش ده اللي مجننك ؟ شاكر اتفاجئ بكلامها ووقف ورفض كلام اخته تماما: احب ايه وكلام فاضي ايه ؟ يالا انا ماشي عايزة حاجة ؟ شهد ضحكت وهيا شبه تأكدت ان حالة اخوها دي وراها حب وبابتسامة: لا متشكرة بس وقت ما تحب تتكلم تعال هسمعك وما تخافش مش هحكم عليك زيك كده، هسمعك بدون أحكام.
شاكر كشر ورفض كلامها وتمتم وهو خاوج: تصبحي على خير قال حب قال . سابها وخرج وبعد ما بقى لوحده فضل كتير يفكر ازاي كدب على اخته ! ازاي بيكدب على نفسه ! هو غرقان في الحب ! غرقان في حب الشخص الغلط ! ازاي هو يحب واحدة زي علا ! ازاي سمح لنفسه يتمادى في الحب ده ! يا ترى هيحصل ايه لما يكتشفوا حبه ! ابوه هيكون رد فعله ايه ولا حتى شهد نفسها ! ولا امير ؟ امير راح يسهر وقاعد على البار بيشرب حس بحد بحطة ايده على كتفه وبص كانت علا اللي واقفت جنبه: بتشرب لوحدك يعني ؟ أمير بصلها: جيتي امتى ؟
علا: يدوب واصلة .. فين الباقي ؟ أمير بخنقة: معرفش ومش عايز اعرف وعايز أفضل لوحدي . علا قعدت جنبه وهو بصلها ورجع يكمل كاسه علا بصت قدامها: ما تبصليش إنت الوحيد اللي ينفع اقعد معاه واتكلم معاه براحتي . أمير هز راسه: مش عايز اتكلم انا . علا وكأنها فاهمة احساسه بالظبط او عيشاه: عايز تشرب وانا كمان .. بس الشلة زمانها جاية ما تيجي نمشي من هنا ! أمير شوية ووقف وبصلها: فعلا يالا من هنا .
مشيوا الاتنين مع بعض وشوية وامير وقف بالعربية في حتة هادية علا لفت كلها لامير تواجهه واترددت تسأله لكن سألت فالاخر: الا قولي ! هو انت عرفت تتأقلم وتتعامل مع شهد ! ازاي عارف تعيش معاها بقيمها ومبادئها ؟ ما بتحسش مثلا انها احسن منك وتستاهل حد احسن منك ؟ او ازاي مثلا لما بتصلي وتقف قدامك بتقدر انت تبص لنفسك ؟ ازاي انت عايش مع نفسك ؟ وفعلا ده ممكن ولا ايه ؟ أمير قاطعها بضحكة وهيا من كتر ماهو بيضحك سكتت واستنته لحد ما هو سكت ورفع ايديه بأسف بس مش عارف يبطل ضحك: سوري . علا كشرت بغيظ: يعني ايه اللي بيضحك؟
أمير بيحاول يبطل: اسألتك كلها . علا باستغراب: ايه اللي يضحك فيها بالظبط ؟ أمير: كلها . علا باستنكار: ليه بقى ان شاء الله ؟ أمير بص قدامه: اصلك بتسأليني أسئلة غبية قوي علا رددت: غبية ؟ أمير: طبعا غبية . علا: اشمعنى ؟ أمير اخد نفس طويل: لاني لو عارف إجابة اسئلتك دي هل انتي متخيلة اني هكون هنا سهران معاكي ؟ لو انا عارف اتعامل مع مراتي بقيمها اللي بتتكلمي عنها مش كان زماني في حضنها دلوقتي ؟ سهري معاكي هنا بشرب وبسكر مش بيجاوبك ؟
علا احبطت تماما: قصدك ايه ؟ مفيش امل يا أمير ؟ أمير اتنهد واتريق: أمل ماتت محروقة . علا كشرت وبصتله: انا بتكلم بجد .
أمير اتعدل على كرسيه وبصلها واتكلم بجدية تامة: عايزة الجد ! حاضر هقولك الجد .. الناس دي بتبصلنا من فوق قوي وبيتوقعوا منك كتير قوي وللاسف مهما تعملي مش كفاية .. عمرك ما هتطلعي لمستواهم بالعكس انتي ممكن تنزليهم هما لمستواكي .. انتي هتوسخيهم هما .. وساعتها هتحتقري نفسك اكتر واكتر .. ( اتنهد و خد نفس طويل وسند ظهره علي كرسيه بتعب وغمض عينيه وتكلم وكأنه بيكلم نفسه مش بيكلمها ) وشوية شوية تكرهي نفسك ومش بعيد كمان يكرهوكي على المرحلة اللي انتي وصلتيهم ليها .. وباقيهم هيبصولك باحتقار ان انتي عملتي كده .. وبعد ما الواحد كان عايش والسلام وعامل بيس مع نفسه هتفقدي البيس ده وهتكرهي كل لحظة في حياتك وهتكرهي حياتك نفسها .
علا سكتت كتير وحاولت تكون متفاءلة: مش ممكن نتغير ؟ أمير رفع القزازة اللي في ايده كتحية ليها: احييكي على تفاؤلك .. احييكي بجد .. روحي يالا لشاكر .. روحيله وحطي نفسك بين ايديه .. اوعديه انك هتتغيري وغيري نفسك تماما .. روحي شوفي شهد بتعمل ايه وقلديها .. البسي زيها كبداية وبعدها شوفي عيلة شاكر هتتقبلك ولا لأ ؟ وبعدها لازم تتقبلي فكرة انهم كل شوية يروحوا لشاكر يعايروه بيكي ويعايروه بحبك وساعتها هتسمعيه بنفسه مرة وري مرة بيأكد انه مش بيحبك وانك مجرد تحدي او حالة خيرية .. او ثواب او جهاد زي ما بيسموه .. يالا مستنية ايه ؟ روحيله .
علا دمعة نزلت من عينها ومسحتها بسرعة وأمير بصلها ورجع يبص للفراغ قدامه واخد نفس طويل وكمل بمنتهى الوجع: روحيله واعرفي انك هتموتي في كل لحظة بتعيشيها معاه وللاسف هتموتي برضه في كل لحظة بعيدة عنه و ساعتها ولا هتعرفي تكوني معاه وتتغيري ولا هتعرفي ترجعي لحياتك القديمة اللي اتصالحتي معاها وتقبلتيها ..
علا بحماس بصت لقدامهت: خلاص اتفقنا . أمير بصلها باستغراب: اتفقنا على ايه ؟ احنا ما اتفقناش . علا باصرار: لا اتفقنا .. هنبعدهم عننا . أمير كشر عنيه وبصلها بعدم فهم: ازاي ؟ علا بصتله وبحماس: ببعض .. قربنا هيبعد الاتنين .. شهد هتبعد عنك وشاكر هيبعد عني .. هنضرب عصفورين بحجر واحد .. انت خططلنا ازاي بس نخليهم يشوفونا مع بعض .
أمير سكت وبص لقدامه .. وبيفكر في كلام علا اللي فعلا ممكن يدمر كل الجسور بينهم وهل هو مستعد للدمار ده ! شهد فضلت سهرانة مستنية امير ورجوعه .. كان بطل يتأخر كده .. اخيرا رجع بعد الفجر يطوح من كتر ما شرب واخيرا وصل لسريره ورمى نفسه عليه وهيا قربت منه تحاول تقلعه جزمته حتى ! أمير زقها بعيد: ابعدي عني ما تلمسنيش .. شهد باستغراب لحالته دي: أمير في ايه مالك بس ! كنت بطلت تشرب للحالة دي ! ايه اللي جد ؟ أمير بيزعق بدون وعى: وجودك انتي .. ابعدي عني .. ابعدي . زقها بعيد وهيا بطلت تحاول تقرب لانه حاليا عقله غايب وغباء منها تكلمه في الحالة دي .. الصبح نزلت شغلها ورجعت وقت الغدا كان يدوب صاحي ونزل واتقابلوا وقبل ما يتكلموا كان عدلي كمان دخل: يالا نتغدى انا واقع من الجوع قلت ارجع اتغدى معاكم يالا !
أمير ابتسم: وماله نتغدى .. يالا . قعدوا كلهم في صمت محدش فيهم بيحاول يقطعه أمير بص لابوه وبتردد: بقولك . عدلي بيفرح لاي حوار مع ابنه فباهتمام: خير؟ أمير بدون ما يبصله وكإنه مشغول بالأكل: كنت عايز اعمل حفلة الليلة . عدلي استغرب: حفلة ؟ اشمعنى ؟ أمير ابتسم وبص لمراته: حفلة لشهد .. احنا مااحتفلناش بوجودها في البيت معانا ! مااستقبلناهاش كويس هاه ايه رأيك ؟ شهد اتحرجت: امير مش لازم ...
امير ابتسم ومسك ايدها: ان مكناش هنعمل حفلة ليكي انتي هنعملها ليه ؟ ارجوكي سيبيني احتفل بوجودك في حياتي . عدلي ابتسم: طبعا نحتفل بشهد وعلى رأيك ان مكنش شهد نحتفل بيها ايه اللي ممكن نحتفل علشانه ؟ عايز الحفلة امتى ؟ أمير بص لابوه: الليلة ؟ عدلي استغرب بس وافق بدون تردد: الليلة طبعا .. اقوم انا اجهز للحفلة وانتي يا شهد بلغي عيلتك علشان يلحقوا يحضروا نفسهم واعزمي كل اعمامك وخيلانك وكل اصحابك يالا قومي . حاولت تعترض بس الاتنين اصروا عليها ..
شهد طلعت اوضتها ومستغربة ايه اللي طلع فكرة الحفلة بدماغ امير .. يا ترى الحفلة عشان يصالحها ويبدؤ حياة جديدة سوا ؟ ياه لو دا حقيقي هتكون اسعد انسانة بالدنيا هي مع حبيبها وحياة جديدة فاتحالهم دراعتها ولسه بتحلم بشكل الحياة بينهم بس صوت اميرها صحاها من حلمها الجميل على ابتسامته الأجمل واقف قصدها تماما ومبتسم: روحتي فين ؟ بكلمك .
شهد بادلته ابتسامته الصافية: ابدا بفكر بالحفلة حقيقي مالهاش داعي . امير مسك ايدها وشدها وقفها وقربها منه جدا: النهاردة عايز اشوفك اجمل أميرة عشانك اميرك . شهد قلبها دق كتير لدرجة لخبط ابتسامتها على شفايفها وتهتهت: اشمعنى ؟ امير حط ظهر ايده على خدها وبراحة مشاها على خدها: عايز اقفل الصفحة القديمة او اقطعها حتى .. ونبدأ حياة جديدة مفيهاش لا كدب ولا جروح ولا صفقات .. عايز نوقف على ارض صلبة ونكمل حياتنا .. موافقة ؟
شهد قلبها بيخبط جواها من الفرحة والحلم بدأ يصبح حقيقة قدامها حطت راسها على صدره وضمته براحة: يا ريت يا امير يا ريت . امير لف ايديه حواليها حضنها قوي ووجع قلبه مش مفارقه مش متخيل حياته من غيرها هو هيعيش ازاي اصلا لو بعدت عنه ؟ بس لازم تبعد وترتب حياتها وتعيش وهو كمان لازم يعيش بقى .. بس ازاي هي دي هتبقى عيشة من غيرها .. شهد هي البلسم الوحيد اللي بيمر على قلبه يهدي ناره، هي البسمة الوحيدة الصافية بحياته ازاي يتخلى عنها ويسيبها ؟ غمض عينيه وشدد حضنه عليها لدرجة وجعتها وآنت شهد بضحك لانها عارفة كبرياء جوزها بس وجعها فعلا: امير انا هنا مش هاطير والله .
امير فاق لنفسه وحس انه فعلا ضغط عليها بحضنه جامد واكيد وجعها: سوري سوري مقصدتش . جيه يطلعها من حضنه رفضت وهزت راسها وسندته تاني على صدره: لا خليني شوية كمان مرتاحة انا هنا . امير ميل وحملها بين ايديه وراح ناحية السرير وهي ضحكت: ايه ؟ في ايه ؟ امير بمنتهى الحب: عايز اقول لمراتي كلمة سر انتي ملكيش دعوة .. فاهمة ؟ شهد ابتسمت واتحرجت وهربت من عنيه بخجل .. امير قرر ان اخر لحظاتهم سوا قبل الوجع والبعاد والفراق تكون اجمل واصفى ذكرى بينهم يمكن تكون حاجة تساعده على احتمال المر والبرد ب لياليه الطويلة بعيد عنها .
شوية وشهد راحت بالنوم وامير حضنها وبص عليها كتير عايز يشبع منها ومن ملامحها ومن نفسها بحياته باسها بهدوء بكل وشها وعينيها وهي زي اللي بتحلم حلم جميل وبتبتسم كل شوية اخيرا باس شفافيها بهدوء لاخر مرة و قام من جنبها خد شاور ونزل جاب وردة تيوليب وحطها على المخدة مكانه ونزل
بالليل الكل اتجمع حبايب واصحاب وقرايب .. الكل بيبص للعروسة الجديدة .. في بحب وفي بشفقة وفي بحقد .. شاكر كان موجود عنيه بتدور على علا وأمير مراقبه وفاهمو كويس .. اتصل بعلا وبلغها تيجي لان الكل منتظرها .. عمرو مع دينا منتظر علا ودينا عينها على طارق وطارق عينه على شهد وشهد عينها على أمير .. كل واحد بيتمنى شيء عمره ما هيطوله ابدا ..
اخيرا علا دخلت ملكة متوجة بفستان قصير عريان من فوق .. طبعا شاكر اول ما شافها بص للارض بخيبة أمل فظيعة لاحظها أمير وعلا كمان وغمض عنيه بوجع بيحاول يداريه .. مش عارف هو كان منتظر ايه منها ؟ ليه موجوع قوي كده من فستانها القصير وجسمها العريان ! ليه حس للحظة انها ممكن تتغير ! انها تكون انسانة جديدة ! ليه هيا مصرة تفضل عايشة في الوحل علي طول ! ليه يا علا بس ! علا راحت ناحية امير مباشرة واول ما وصلتله باسته في خده بتملك امير همس بيحذرها لانه شايف شاكر ووجعه وحاسس بيه وعارف ان تصرفها ده هيقفل كل السكك بينهم تماما وهيدمر اي امل انه في يوم ممكن يسامحها لان حتى لو هو حن وسامحها عيلته عمرها ما هتحنرولا هتسامح ولا هتنسى: انتي عارفة انك كده بتنسفي اي امل ليكي مع شاكر ؟ علا بصتله: طيب ما انت كمان ...
قاطعها يفوقها ويلحقها لو ده تفكيرها: لا انتي مش زيي ..سبق وقولتلك الراجل ممكن يتغفرله خيانته لكن الست استحالة ابدا .. وشاكر مش هيغفر وحتى لو غفر عيلته مش هتغفر .. انتي غيري .. اوعي تقارني نفسك بيا .. احنا في مجتمع بيغفر للراجل اي شيء وبيتسمى نزوه .. طيش .. لكن الست بيدفنوها بالحياة .. والغلطة بفورة زي ما بيقولوا علا كشرت وقفلت عقلها للنقاش واصرت تكمل للاخر: امير احنا اتفقنا نتخلص من العيلة دي هتساعدني ولا ( بصت ناحية عمرو) اروح لغيرك يساعد . أمير بص لعمرو المتحفز ومد ايده مسك علا من ايدها واخدها يرقصوا سلو مع بعض أمير بتنبيه: انا بس حبيت انبهك انتي حرة .. بس واجبي كأخ انبهك . علا رسمت ابتسامة كدابه علي شفايفها: متشكرة لتنبيهك بس حاليا مش عيزاك تظهر كأخ .. عايزاك تظهر كحبيب .
امير هو كمان ابتسم ومسك ايدها بطريقة مسرحية وباسها وبدأ يرقص معاها بمنتهى الغنج .. شهد مراقبه باستغراب لسه من شوية سابلها وردة بتقول بحبك و كان في حضنها ايه اللي غيره بالشكل ده ! ليه كده ! عايز يوصل لايه بالظبط ؟ بتبصله بخيبة امل فظيعة هو لاحظها وقلبه بدأ يحن بس عقله فكرو مرة ورى مرة بيسمعها بتقول مش بتحبه وهو مجرد جهاد او حالة خيرية .. بص لعلا وكمل تمثيليته .. شاكر شايف علا وفهم او عقله حب يفهم انها بتعمل كده عندا فيه .. بتوريه ان حياتها كده عجباها .. سهرها عاجبها .. رقصها عاجبها .. اصحابها عاجيبنها .. وهيا مش هتتغير ولو هو بيحبها يتقبل ده . بس هل فعلا ممكن يتقبل ده ! هل اخلاقه او دينه او تربيته ممكن تسمحله يتقبل ده ؟ للاسف الإجابة لأ والف لأ ؟ لو مش هتتغير ؟ لو مش هتوب ؟ لو مش هتكون ! تكون ايه ؟ هو عايزها ايه ؟ عايز ينقلها من أقصى الغرب لأقصى الشرق ؟
من قمة الفجور لقمة التقى ؟ عايز يحولها لا مش عايز يحولها ده عايز يخليها انسانة جديدة ! اتفاجىء بصوت ابوه جنبه بيتكلم شاكر بص لأبوه بحيرة: اسف يا بابا حضرتك قلت حاجة ؟ محسن متغاض جدا من اللي بيحصل قدامه: قلت عاجبك اللي بيعمله جوز اختك ده ؟ شاكر بوجع وبقلة حيلة: ولو مش عاجبني هعمل ايه ؟ بس عاجب مراته هيا حرة ده اختيارها تتحمله . محسن استغرب جدا لا مبالاة شاكر او هو فسر عجزه بلامبالاة فزعق: ده اللي ربنا قدرك عليه ؟ ده اختيارها ؟ فين دورك كأخ ؟ فين خوفك واهتمامك بأختك ؟ فين مساعدتك ليها ؟
شاكر اتنرفز على ابوه وانفجر بدون ما يحس او يفكر هيقول ايه ولمين: دلوقتي بتقولي فين دوري كأخ ؟ دوري حضرتك لغيته لما رميت كلامي ووقفت جنبها في اختيارها من الاول .. فين حسن اختيارك لزوج كويس لبنتك ؟ فين كل اللي علمتهولنا طول حياتنا ازاي نختار الشريك والزوج والصديق ! هاه ! قبل ما تلومني اني مش بساعدها لوم نفسك لان حضرتك اللي حاططنا كلنا في اللي احنا فيه ! محسن بيسمع ابنه بذهول ووجع لانه كان عارف ان ده اللي هيحصل ولو في حد هيتلام فهو كأب اول واحد غلطان ! هو اللي سمح بدخول امير وشلته لحياتهم ! دلوقتي عايز يلوم ابنه ! لازم يلوم نفسه الاول .. وسط انفجار شاكر اخر جملة خلت محسن يبصله بذهول تاني وصدمة تانية هو مش عايز يسمعها او يصدقها وردد: اللي انتو فيه ؟ وانت مالك انت ؟
عين شاكر بتلقائية و غصب عنه راحت لعلا اللي مع امير وابوه عينه تابعت نظراته بس رفض يصدق شاكر بيهرب من ابوه: كلنا في مركب واحدة بعد اذنك . سابه ومشي وخوف مبهم كبر جوه محسن .. وبص لعلا من تاني .. ممكن ابنه ؟ لا شاكر لا والف لا .. شاكر مش بتاع حب اصلا .. ده لام شهد لما حبيت امير واهو جوزها .. ايوه شاكر مش بتاع حب .. فضل يراقب ابنه طول الليل وبنته وعنيهم متعلقة بحبايبهم .. ده كله من تحت ايده هو كان لازم يرفض عرض عدلي .. اخيرا انتهت الحفلة والكل روح وامير طلع يروح علا وبعد ما وصلها طفى عربيته وبص لقدامه للفراغ وصمت مسيطر عليهم علا وهيا في حالة غريبة بصت لامير: تفتكر روحوا من عندك ؟
أمير وجع تام مسيطر عليه كله، نظرات شهد طول الحفلة كانت سكاكين بتغرز وتقطع في قلبه من جوه، حيرتها ولومها لنفسها وهيا بتحاول تفهم ايه اللي حصل ! نظراتها له وهيا بتقوله كنت شوية في حضني ليه روحت لغيري ! دموعها اللي بتلمع في عنيها طول الوقت، كل نظرة كانت ألم له ! كل لحظة كانت وجع .. الحفلة دي كانت قمة العذاب له، بس اخيرا خلصت واخيرا هيبطل تمثيل ويبطل الابتسامة اللي كان راسمها علي شفايفه طول الوقت .. اتكلم بدون ما يلتفت ناحيتها: ما اعتقدش .. اكيد مستنيني علشان يسمعوني كلمتين ولا يدوني درس في الاخلاق والقيم .
علا بحيرة: يا ترى شاكر ... قاطعها امير: لا انسي خالص شاكر .. بخ كده خلاص .. بعد كل اللي حصل قدام عيلته انسي .. دموعها نزلت غصبا عنها وامير بصلها وعارف احساسها بس لازم تفوق وتفهم نتيجة اللي عملته وتفهم انها كده خلاص دمرت كل الجسور الواهية اللي كانت بينها وبين شاكر علا قلبها اتقبض ونزلت من عربيته من غير ولا حرف ووصلت اوضتها وفضلت كتير قاعدة في الضلمة تعيد احداث الليلة .. ودموعها بتنزل في حالة من الصمت التام .. صمت يشبه لصمت الأموات ..
امير روح وقبل ما يدخل سامع صوتهم بيتجادلوا .. عايز يعد نفسه للي هيحصل بعد دخوله بس مش عارف .. ازاي الواحد يعد نفسه لموت قلبه ! وازاي يقدر يمثل انه ولا علي باله في الوقت اللي بيموت فيه ! ازاي يموت ويبتسم ! ازاي يعمل الاثنين مع بعض ! سامع جوه ابوه وعمه محسن وشاكر بس مش سامع صوت شهد .. ممكن ما تكونش معاهم ! لازم يدخل خلاص ولازم يواجه نتيجة اعماله ..
دخل والكل سكت دور على شهد بعنيه لمحها قاعدة على كرسي على جنب وبصتله بتلومه وتعاتبه بعنيها قلبه وجعه فوق ما كان متخيل حس بكسرة نفسها وصعبت عليه جدا هي مالهاش ذنب بالوجع دا كله بس هو كمان مالوش ذنب هم كلهم دفعوه دفع لكل اللي حصل .. جمد نفسه واستجمع صوته يطلع ببرود: مساء الخير وتصبحوا على خير . محسن بصوت عالي: استنى هنا قبل ما تطلع . أمير وقف: نعم اتفضل .
محسن باتهام وهجوم: ايه اللي كان بيحصل النهارده ده ؟ ده تسميه ايه ولا عايز توصل منه لايه ؟ أمير بصله بلا مبالاة وكأنه مش فاهم او مش فارق معاه اصلا: ايه اللي حصل مش فاهمك .. انا مش عايز اوصل حاجة ده الطبيعي بتاعي فمعلش لازم توضح اكتر ايه اللي ضايقك بالظبط ؟ محسن برود امير جننه: رقصك مع البنت دي . شاكر زعل جوه نفسه وبص للارض هو كمان موجوع وعايز يداري وجعه عن الكل امير ضحك: she is my friend محسن زعق: كلمني عربي امير وهو بيتحرك عايز يطلع اوضته: صاحبتي .. وانتيمتي .. تصبح على خير . محسن اتنرفز اكتر فبص لعدلي: ما تقول حاجه لابنك . امير وقف وبص لابوه: اه قول حاجة انت كمان ما ينفعش تقف متفرج يالا ضيف .
شهد بصتله ومش قادرة تفهم نفسها ... ليه حاسة دلوقتي ان امير موجوع جدا ؟ ليه شبه متأكدة انه بيموت من جواه وبيصرخ ؟ ليه حاسة انه ورى لا مبالاته اللي بيظهرها دي قمة الألم ؟ ليه عايزة تروح تضمه وتطبطب عليه وتقوله انها جنبه وهتفضل جنبه ؟ ليه عايزة تصرخ بصوتها كله وتقوله انها بتحبه وهتفضل تحبه لاخر يوم في عمرها بس يفتحلها قلبه ! عدلي وقف: اه هتكلم وهضيف ... اللي حضرتك عملته النهارده كان قمة قلة الاحترام لينا كلنا ولمراتك خصوصا .. انت تخطيت كل الحدود . امير ضحك بوجع شهد حساه وعندها يقين تام انه بيمثل عليهم البرود ده: هو في حدود؟ تصدق مكنتش اعرف . عدلي زعق: بطل بقى .. لحد امتى هتفضل تعلق كل حاجة على اللي فات ؟ ما خلاص بقى زهقنا ...
أمير قاطعه وجنونه هيطلع: خلاص ؟ ايه هو اللي خلاص ؟ كل حاجة انا فيها دلوقتي انت سببها وتقولي ما خلاص ؟ شاكر اتدخل لانه تعب من المجادلة اللي هتوجع الكل ومش هتجيب نتيجة اصلا: عمي عنده حق بطل تعلق اخطاءك على غيرك انت كبير كفاية تعرف الصح من الغلط . امير اتنرفز منه ومن تدخله في حياته كل شوية وجواه غيظ من شاكر لدرجة هو نفسه ما تخيلهاش وجواه كمان حتة انانية انه عايز يوجعه زي ماهو كل شوية بيوجعه: طيب انا وما اتربتش وقليل الادب ومش متدين ومااعرفش اي شيء عن الدين ولا الاخلاق طيب وانت ؟ انت ايه عذرك ؟ هاه ؟
شاكر اتلخبط ومعرفش يرد متخيلش انه ممكن يكون عارف حاجة اصلا محسن بص لابنه ومنتظر منه يرد وش يبص للأرض بخجل وهروب فاتدخل هو وزعق: ايه ساكت ليه ما ترد عليه ! قوله ان انت عارف الصح من الغلط وانك نفسك هو يكون زيك ما تنطق يا شاكر . امير بتريقة: ينطق يقول ايه ؟ ماهو الغلط راكبه من ساسه لراسه .. ده هو كمان تخطاني .. على الاقل انا عندي عذري لكن هو عذره ايه ؟ ( بص لشاكر بغضب ) قبل ما تيجي تنصحني شوف نفسك الاول . جه يطلع بس محسن وقفه وكله رفض تام لكلام امير: انا مش هسمحلك تدمر عيالي وشاكر انظف من مليون واحد زيك وعمره ما يغلط ابدا انا مربيه كويس .. فاهم مربيه مش زيك ما اتربيتش .
امير كلام محسن وجعه جدا وكان عايز يصرخ ويقوله لوم صاحبك قبل ما تلومني، كان هيضعف وللحظة وجعه كان هيظهر بس تماسك علشان يكمل تمثليته واتكلم بهدوء: انا فعلا ما اتربتش ما انكرتش ده بس ده مكنش غلطي ده كان غلط صاحبك لكن ابنك متربي زي ما انت ما بتقول وعارف الصح والغلط وعارف الحرام والحلال ( حاول يبتسم وسط وجعه ) وعنده اب زيك بيحبه وواقف في ظهره واهو مش متقبل عنه كلمة واحدة في حقه بس علي الرغم من كل اللي عنده ده راح يحب وياترى حب مين ؟ علا ؟ علا اللي كل يوم معانا للصبح ؟ علا اللي كانت بتعرض نفسها عليا وهتموت علشان بس ابصلها ؟ هاه سكت يعني دلوقتي يا عمي ؟ شوفت تربية ابنك ؟ بيحب علا ؟ اللي كان بيعترض على وقفتي مع شهد واحنا كاتبين كتابنا وهيا مراتي، اللي رفض يوم كتب كتابنا اخته تحط ايدها في ايدي .. اللي قالي ما ينفعش تقعد معاها علشان دي اسمها خلوة غير شرعية .. شاكر اللي رفض قعدتي مع مراتي شرعا في بيت ابوها وكان بيقف يراقبنا بيروح يقابلها يوميا وبتروحله الصيدلية وتقعد معاه بالساعات الله اعلم بقى بيعملوا ايه (كمل بتريقه ) ممكن يكون بيعلمها امور الدين وبيحاول يصلحها ! ( ضحك جامد ) كان غيرك اشطر ( بص لشهد ) احنا غير قابلين للاصلاح ... عايز تاخد بنتك خدها .
سابهم وطلع ومحدش نطق بحرف لان الصدمة كانت أقوى من الكل وشاكر باصص للارض مش قادر ينطق او يتنفس حتى .. لان امير كان عنده حق في كل حرف نطقه ويستاهل اكتر من كده كمان .. حالة من الضياع سيطرت علي الكل .. محسن مقهور جدا ونفسه ضاق: يالا نروح .. هنروح كلنا . عدلي قرب منه بيحاول ينقذ ما يمكن انقاذه: محسن يا اخويا . قاطعه محسن باشارة من ايده: اذا سمحت ما تتكلمش حاليا .. لو عايز علاقتنا تستمر ما تتكلمش انا عيالي بتضيع مني وانت السبب فارجوك حاليا ما تتكلمش .. يالا بينا . مشي خطوة ولاحظ ان شهد قاعدة مكانها فبصلها وزعق: انتي مش سامعة ؟ قلت يالا .
امير واقف فوق مراقب من غير ما حد يشوفه ومستني مراته .. امل كداب جواه انها ممكن تتمسك بيه بعد كل اللي حصل .. وهم هو عايشه انها تفضل .. او يمكن تمني .. عايزها تتمسك بيه ولو مرة .. مرة واحدة تقول انها بتحبه .. مرة واحدة ما تقولش عليه حالة خيرية وجهاد وتقول انه جوزها وتتمسك بيه .. كتير قوي ياتري طلبه ده ؟ كتير انه يطلب في حياته كلها ان مراته تحبه ؟ ولا مكتوب عليه الوحدة عمره كله ! مكتوب عليه الوجع وبس ؟ نفسه الليلة دي يرمي نفسه في حضنها .. نفسه يحط راسه علي صدرها ويعيط ويحكيلها كل حاجة عنه .. يحكيلها وجعه وألمه ووحدته ويشاركها حياتها بجد .. لو فضلت هيقولها انه بيعشقها .. هيقولها انها الدنيا ومافيها .. هيقولها انه مش بس مستعد يتغير ده هيكون انسان جديد بس تتمسك بيه .. تعلن حبها تقول مرة واحدة انها بتحبه .. هيعمل المستحيل علشانها .. هيقتل امير ده ويكون امير جديد علشان يليق بيها وترفع راسها وتقول بفخر انه حبيبها بس يا شهد ارجوكي قوليها .. قوليها حتى لو هتمشي معاه بعدها بس خليني اسمعها منك مرة.. فاق من تمنياته علي صوت زعيق محسن: قلت اتحركي . شهد دموعها نزلت: انا في بيتي يا بابا ومش هسيب بيت جوزي . محسن مسكها من دراعها: ده مش راجل يتبكي عليه .. جوازك منه من الاول كان اكبر غلطة .. انا مش عارف ازاي وافقتك ؟ ازاي سلمتك لواحد زيه ؟ شهد بتحاول تفضل في بيت حبيبها بأي شكل لازم تمتص غضب ابوها وتخليه يسيبها مع اميرها .. لازم تكون جنبه وتضمه لحضنها وتطمنه انها هتفضل جنبه هيا عارفة وواثقة انه محتاجلها وخصوصا الليلة دي هيا شايفة وجعه وألمه وتمثيله علي الكل فلازم تفضل في بيته: وخلاص اتجوزته وبقيت مراته، بابا سيبني في بيتي .. أمير جوزي وده نصيبي.
امير دموعه نزلت غصب عنه من كلامها .. هو مجرد نصيبها اللي لازم تتحمله .. نصيبها ! محسن بتهديد: وده غلط هصلحه اتحركي يالا . شهد شدت دراعها من ايد ابوها: اسفة مش هتحرك مش هسيب جوزي . امير امل جواه صغير انتعش حتى لو مش بتحبه هيا متمسكة بيه .. ممكن يقبل تمسكها ده علي الاقل دلوقتي واتحرك خطوة علشان ينزل لحبيبته محسن زعق: قسما بالله ان ما اتحركتي دلوقتي معايا لا انتي بنتي ولا اعرفك وهكون غضبان عليكي ليوم الدين ! هتبرى منك يا شهد طول ما انتي هتخرجي عن طوعي بالشكل ده.
امير جمد مكانه وعرف انه خسر .. خسر شهد .. لان حتى لو هيا فضلت هو مش هيوافق انها تفضل بثمن زي ده .. مش هيوافق ابدا انها تخسر حب ابوها الرائع ده اللي طول عمره بيحبه وبيحترمه وكان ديما يتمنى انه يكون ابوه هو .. بس جواه حته من الأنانية عايزها تختاره حتى لو هيمشيها بعدها بس تختاره .. اي حد في الكون ده كله يختاره شهد بعياط وترجي: بابا ارجوك . محسن قفل عقله تماما لأي نقاش: هتتحركي ولا ... شهد مشيت بصمت ودموعها نزلت وخرجت من بيته خرجت من حياته ..
فضل شوية واقف مش قادر يتحرك او يستوعب اللي حصل بس موجوع ليه ؟ مش هو عمل الحفلة دي علشان كده ؟ يخرجها من حياته ؟ طيب ليه قلبه بيعيط كده ؟ ليه حاسس انه اتيتم من تاني ؟ ليه حاسس بنفس الوجع اللي حاسه يوم ما خسر امه ؟ ويم ما خسر ابوه وخرج بره البيت ده وهو عيل صغير ! دخل اوضته وقعد على سريره بصمت ؟ صمت يشبه صمت الاموات .. وحدة قاتلة عايش فيها .. ظلمة مطلقة .. وجع مالوش نهاية ... خسر اخر امل في الدنيا .. اخر حب ممكن يدخل حياته .. واخد قراره انه بكره يدي لشهد حريتها ملهاش ذنب هيا في وجعه .. هيا بس كانت وهم عاش فيه شوية ولازم يفوق منه بقى ... هو خلاص الوحدة مكتوبة عليه ولازم يتقبل نصيبه زي ما شهد تقبلت نصيبها...