رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثالث للكاتبة أسماء صلاح
( عشق في مهب الريح ) اقتباس صغنن
نظرت له ببكاء و قالت والله انا مظلومة...، طبعا أسر مش مصدقها ما هو كل ما مهتم يدخل يقوله انه مظلوم اومال مين الجاني... و قام من مكانه وقف أمامها، كانت شهد ترتعش بشده من اقترابه منها، و قرب وجه منها و قال تمام هخرجك من هنا بس بشرط... نظرت له بتعجب و قالت بارتجاف شرط ايه؟
-بصي انتي لو دخلتي الحجز هياكلوكي تحت و شكلك مش وش بهدله فأنا هطلعك من هنا مقابل ليله حلوه من اللي بتعمليهم في الشقة، نظرت له بصدمة و تغرغرت الدموع بعينها و قالت والله العظيم انا مش كدا انا محترمة و...، قطعها و قال بجدية لا بصي انا مبحبش وجع الدماغ و بعدين انتي جايه في قضية دعارة مش جايه من الملاهي يعني...، شهد فضلت تفكر في اهلها و ان امها لو عرفت ممكن تموت فيها...
كفايه أن ابوها مبهدلهم هما الاتنين و اختها و قالت بتردد لا مش موافقه...، امسكها من شعرها بقوة وقال انتي مجنونة يا بت دا انا أسر سيف البنهاوي و دا أمر مش طلب...، و دفعها لتسقط على الأرض، و اتصدم رأسها بالكرسي و نزفت من راسها حتى فقدت الوعي، أسر اصدم و اقترب منها و ازح خصلات شعرها المبعثرة و نادي على العسكري قائلا بعصبية هاتلى كوبية مياه بسرعه شخصيات الرواية
شخصيات الأساسية في الرواية و القديمة.. -سليم و نور: عيالهم (آدم و ديالا و عدي) -سيف و رنا: عيالهم (أسر و أدهم) -مازن و دينا: عيالهم (عمر و جني و دارين) -تقي و ياسر: عيالهم (عمار و عشق و ملك) -ياسين و ندى: عيالهم (مراد و ريان و ريم)
-إسراء و مصطفى: عيالهم (اسيل و رحيم) -إياد و ايمان: عيالهم (مي و يارا و انس) -فايزة معاها( مالك...) محمود الراجل الشرير: (اوس و جاسم و هند) الست الشريرة: ( مش هقول عنها حاجه ) -رغدة: عيالهم (سارة و وليد) -هاجر: عيالهم (شهد و مليكة)
ملاحظات: فايزة اخت ايمان.. الشخصيات الجديدة اللي ظهرت و هتكمل معانا جملية و دي ليها حكاية... و متنسوش شخصية يونس صاحب آدم في شخصية نهال الدكتورة و دي قربت تخلص... فصول نيران أشعلت الحب الجزء الثالث رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثالث للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول
( عشق في مهب الريح )
كانت جالسة و تضع رأسها على كتفه قائلة عدي كتير اوي... ابتسم سليم و قال المهم اننا مع بعض ابتسمت نور و ابتعدت عنه بمسافة قليلة لكي تصبح في مقابلته و قالت نفسي اجوز ديالا و اطمن عليها... سليم ضحك و قال والله مش مصدق أن نور السويفي بقيت سيدة أعمال و كمان عايزة تجوز عيالها ضحكت نور و قالت والله و انا مش مصدقة اننا وصلنا لكدا ديما كنت بخاف نسيب بعض..
ابتسم و قال انا عمري ما هتخلي عنك يا حبيبتي -ما هو خالص بقا انت عجزت اصلا سليم ضحك و قال والله شكلي ميعديش التلاتين سنه... ابتسمت و قالت نرجع للغرور من تأني... المهم عمي حسن مش هيجي يقعد هنا معانا؟ تنهد سليم بيأس و قال مش راضي والله من ساعه ما امي ماتت و انا بقوله و هو مصمم يفضل هناك... -هيفضل هناك لوحده طب خلي سيف يتكلم معاه -مش هيرضي ابويا و انا عارفه يا نور، و بعدين ادينا بنحاول على قد ما نقدر اننا نبقى معاه...
-طب شد على ديالا شوية لأنها بتخرج كتير... ابتسم سليم و قال خليها براحتها يا نور و بعدين ديالا مش صغيرة و كمان دي بتشتغل معاكي يعني... -عارفه بس خايفه عليها و بصراحه انا مش عايزها تتجوز مراد خالص -امممم و اشمعنا مراد انتبهت نور و قالت هااا و لا حاجه سليم بعصبية خفيفة انجزي يا نور -أسر قالي ان ديالا و مراد بيحبوا بعض و كدا -و اسر عرف ازاي؟
-ما انت عارف ان أسر عينه ديما على ديالا و عارف عنها كل حاجه و بصراحه مراد مش عاجبني -ليه؟ -ندى على طول بتشتكي منه انه بيسافر على طول و بعدين ما هو قدام عينك يا سليم اتنهد سليم و قال هنتكلم في الموضوع دا دلوقتي ليه خليها بعدين يا نور و كمان بلاش تسابقي الأحداث... دخلت ديالا و معاها أسر و اتجهت إليهم، و قالت بأسف والله كنت مع أسر نور نظرت لها و قالت كنتوا فين يعني؟
ذهب أسر ناحيه نور و جلس بجوارها قائلا ما خلاص يا نونو... ابتسمت نور و قالت مبخدش منك غير كلام ضحك أسر و قال هجيبه من برا يعنى... -يا ابني أتلم بقا، ابوك لو سمعك هينفخك... ابتسم أسر و قال هو انا عملت ايه يعني يا سولم سليم بدهشة انا عمك!؟ و لا نسيت..
حك أطراف شعره بيده و قال و دي حاجه تتنسي برضو المهم ديالا كانت عندنا و امي كانت عايزها تبات بس طبعا نور مش هترضي عشان خايفه على سندريلا فأنا وصلتها و بنتك هي اللي كانت جعانه و خليتني اوديها مطعم عشان عايزة تأكل، تنهدت نور و قالت ربنا يخليك ليا يا أسر ابتسم أسر و قال و يخليك ليا يا روحي سليم بضيق والله لو مش ابن اخويا كنت ضربتك -والله انا مؤثر في العيلة جدا و نظر إلى ديالا و قال و لا إيه يا دودو ابتسمت ديالا و قالت اكيد طبعا...
قام أسر و قال انا همشي بقا -ما تخليك شوية -مش هينفع يا نونو مرة تاني عشان لسه هروح الشغل ذهب أسر، و قامت نور و اتجهت ناحيه ديالا و قالت عندك شغل برا -ماشي يا ماما -أسر حلو اوي و انتي بتحبي ابتسمت ديالا و قد فهمت ما تلمح له والدتها و قالت أسر زي آدم و عدي بظبط يعني ينفع ابص لواحد فيهم... زفرت نور بضيق و قالت ماله أسر ابن عمك و انتم متفقين مع بعض اوي..
تنهدت ديالا فهي تعلم أن والدتها تريدها أن ترتبط باسر و لم تعلم بذلك انها تتطلب المستحيل و قالت بعد اذنك يا ماما انا هطلع انام...، و تركتها ديالا و غادرت من أمامها... سليم قام و قال انا هطلع انام و خفي على البت شوية نور بضيق هو انا عملت ايه؟
-ولا حاجه بس ديالا و اسر متربين مع بعض و انتي عارفه ان أسر بيحبها بس زي اخته... تنهدت و قالت انا شايفه ان أسر مناسب ليها جدا... تنهد سليم و قالت نفسي تبطلي تنشفي دماغك يا نور و يلا نطلع ننام -و الأستاذ آدم و الأستاذ عدي اللي لسه برا دول ابتسم سليم و قال آدم مش صغير يا حبيبتي و لا عدي و بعدين دول رجالة يعني...
تنهدت نور و قالت خايفه عليهم يا سليم و بعدين أنا على طول في الشغل و مش مركزة معاهم خالص... -نور انتي لو بطلتي تفكير هترتاح انتي بتفكري في ألف حاجه مش كدا... ابتسمت نور و قالت مش عيالي... -ما هما عيالي انا كمان بس خلاص آدم كبر و عدي نفس الكلام، و ديالا هي كمان زيهم...
تمددت ديالا على الفراش و هي تشعر بالضيق من كلام والدتها، و نظرت إلى هاتفها و لكنها لم تجد ايه مكالمة أو رسالة منه فزفرت بضيق و اتصلت به قائلة بعصبية بجد انا اتخنقت يا مراد انت حتى مش هاين عليك تكلمني..؟! مسح وجه بكف يده و قال والله انا شاغل على اللاب يا حبيبتي... ديالا بعتاب مراد انا مش في يومك اصلا و كل مره اكلمك في الموضوع و لا حياة لمن تنادي..
تنهد مراد و قال يا ديالا شغل أقسم بالله وبعدين اسألي ابوكي و انتي تعرفي... -براحتك يا مراد بس بجد انا قربت ازهق أو بالفعل زهقت و انا مش هشحت منك الاهتمام... -ديالا انتي مش طفلة أو مراهقة عشان تعملي كدا و بعدين مش انا قولتلك أتقدم و نتجوز و انتي اللي رفضتي...؟! تنهدت ديالا و قالت ايوه عشان خايفه اندم معنى اننا نتجوز اننا خلاص المفروض نكون مع بعض و نكون متأكدين ان حياتنا مستقرة مش في كل مكالمة بينا نتخانق -مين اللي بيتخانق مش أنتي؟
-بجد انا اللي بتخانق و انا اللي مش بكلمك و انا اللي يومياتي بتصور مع واحدة شكل -كله شغل يا ديالا... زفرت ديالا بضيق و قالت بعصبية سلام يا مراد و قفلت المكالمة قبل أن تسمع رده. القى مراد بهاتفه على الأرض، فسأله عدي قائلا مالك يا ابني؟ -اختك يا عم تنهد عدي و قال مالها؟
-مشاكل ما انت عارف ديالا عدي جلس و قال عارف انها بتحبك يا مراد و بصراحة انت مش مهتم بيها خالص زفر مراد قائلا والله انا بحبها بس الاهتمام دا شي فارغ اوي و انا دماغي مش فاضية -والله شكلكم هتسيبوا بعض امي اصلا نفسها تجوز ديالا لأسر مراد بعصبية بكره اوي، و نفسي افهم امك عجبها في ايه؟ ضحك عدي و رد باستفزاز حلو و عينه ملونة...
-يا ظريف، هو آدم فين؟ -لا دا روقان على الآخر انا أوقات بحس انه مش معانا في الدنيا اصلا -بصراحة ريح دماغه... -والله بفكر اشتغل في شركته على الأقل هيكون في هناك أشكال طرية و حاجه تفتح النفس -ايه الألفاظ دي يا ابني؟ -طالع الجونة عشان هيصور هناك و هموت و اروح معاه..
-تسمع عن نجوم السما، هي بقى اقربلك، اولا ابوك هيعمل حوار و مش هيرضي عشان الشغل اللي فوق راسنا دا و ثانيا امك بقا ثالثا و دي الأهم أنك هتروح بحجه ايه؟ يا ابني احنا مش فاضين اصلا... -عايز افك من نفسي يا عم دي اخر مرة كانت من شهر عيله مقفلة اوي ضحك مراد و قال ادينا بنسرق لحظات من الدنيا...
-هتشرب و لا؟ -هو ابوك مش قالك تبطل... عدي بضيق يا عم مبقتش بشرب كتير -طيب يا اخويا اعمل حسابي معاك و تعالى عشان نخلص اللي ورانا...
دلف إلى الغرفة بهدوء لكي لا يوقظها، و لكنها كانت مازالت مستيقظة ففتحت النور و قالت سيف اتاخرت ليه؟ -كنت بحسبك نايمه... تنهدت رنا و قالت هنام و انت مش موجود ازاي؟ ابتسم سيف و ذهب و جلس بجوارها و رفع يدها ليقبلها و قال ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي... ابتسمت رنا و قالت هتاكل... -لا يا حبيبتي...
تنهدت رنا و قالت بقيت بتتاخر كتير و مش عاجبني ابتسم سيف و قال مش معقول هخونك بعد العمر دا كله يعنى... -لا بفكرك بس -والله من ساعه ما عرفتك و انا مش شايف غيرك ابتسمت رنا و قالت كبرنا بقا على الكلام دا -الحب ملهوش عمر و لا وقت...
-المهم بقا؟ تنهد سيف و قال يلا نبدأ بقا ابتسمت رنا و قال عايزة ديالا و اسر يتجوزوا -هموت و اعرف انتي و نور بتفكروا ازاي؟ هو شايف ديالا اخته و هي نفس الكلام و بعدين مش عايزين نغصبهم على حاجه، زفرت رنا و قالت مش عايزة غيرها تكون مرات ابني...
-لا حول ولا قوة الا بالله... -سيف انت مش عايز أسر يتجوز؟ -عايزه يتجوز اللي بيحبها و اللي هتحبه يا رنا -و ديالا مالها بقا دي بنت عمه... -رنا نامي احسن... رنا بغيظ بقى كدا يا سيف..
-يا حبيبتي يرضيكي يعني نغصب عليهم بكدا و بعدين الجواز مش بالعافية و اظن انك عارفه كويس -طيب يا سيف، و أدهم ؟ -عيالك رجالة يا رنا و هما يقرروا حياتهم براحتهم... -طيب خليك كدا بارد... ابتسم و قال المهم اني بحبك...
تسلست أشعة الشمس من نافذتها، لتعلن عن شروقها، قامت شهد بتكاسل و فردت ذراعيها قائلة بحزن الواحد حتى مبيلحقش ينام، و ألقت نظرة على شققتها التي تصغرها بعامين قائلة فايقة و رايقة قومي يا مليكة... وضعت مليكة الوسادة على رأسها و قالت بصوت ناعس بس بقا قامت شهد و نزعت الوسادة قائلة يا بت قومي خلصي الوقت اتأخر...
مليكة بضيق نفسي انام براحتي يا ناس ابتسمت شهد و قالت الراحة في الجنة يا قمر... -عندك حاجه انهاردة؟ -اهاا عندي شغل مليكة بحزن بكرا اشتغل و اساعدك ابتسمت شهد و قالت المهم تبقى محامية كبيرة و ترفعي راسنا -تفتكري؟!
-اهاا يا حبيبتي خلي عندك امل و بعدين ربنا هيبعتلك الفرصة لحد عندك ردت مليكة بيأس فرصة يعني انا كنت جايبه مجموع عالي و كان ينفع ادخل تجارة انجلش أو كلية تانيه و ابوكي مرضاش بايه كلية عشان المصاريف...، رتبت شهد عليها و قالت إن شاء الله هتلاقي فرصة تانيه يا حبيبتي -ربنا معانا بقا...
-طب روحي انتي حضري الفطار قبل ما ابوكي يصحى و انا هرتب الاوضه و بعدين هلبس و انزل... ابتسمت مليكة و قالت ماشي يا حبيبتي..، و بالمرة اصحى امك -أمك تلاقيها صاحية من بدري اصلا... خرجت مليكة و ذهبت إلى المطبخ و قامت بإعداد الفطار و بعدين وضعته على الصنيه و خرجت لتضع على الطاولة البسيطة التي تقابل الكنبة... خرج مسعد و هو يفرك عينه و قال امك فين يا بت؟ -معرفش...
دفعها و جلس و مسك رغيف العيش و قال اعمليلي كوب شاي يا بت اعدل بيها دماغي... تنهدت مليكة و قالت حاضر... خرجت شهد و قالت انا نازلة اوقفها مسعد قائلا تعالى شهد شهد ذهبت له و قالت نعم يا بابا -رايحه فين؟
-الشغل -طيب في حاجه عايزكي توصيلها للناس قبل ما تروحي -حاجه ايه يا بابا؟ ا قام مسعد و اخذ الكيس الذي كان أسفل الكنبة و قال امانه يا بنتي كانت بتاعت ناس -حاضر فين عنوانهم...، اعطي لها مسعد العنوان و ذهبت شهد لكي تعطي للناس الأمانة كما ظنت...
-أسر بيه انا قدامي ساعه و اتحرك أسر باستغراب مش لسه شوية... -الشقة متراقبة بقالها يومين و لازم نكبس عليهم... -تمام، عايزهم كلهم و مفيش حد يهرب مفهوم القى تحيته قائلا تمام يا أسر باشا خلال ساعات زمن و هيكونوا المتهمين عندك...
زفرت شهد بضيق قائلة ربنا يسامحك يا بابا هتاخرني عن المحاضرة... صعدت إلى العمارة و هي بداخلها مستغربة من معرفة والدها بأشخاص في هذه المنطقة الهادئة... طرقت الشقة و انتظرت ثواني فتحت لها سيدة و قالت نعم؟ -مسعد بعتلك دا؟، اخذت منها الكيس و قالت و انتي مين يا حلوة؟ -انا شهد بنته...
لوت فمها و قالت بتهكم طب ما تتفضلي يا حبيبتي، لازم نعمل الواجب معاكي و زيادة دا ابوكي ابو الواجب... شهد اتوترت و قالت لا شكرا... سحبتها قائلة ادخلي بس شهد استغربت من شكل الشقة و قالت مش هينفع اقعد بعد اذنك -قولي لابوكي أن الشغل بقى واقف اوي و انه كمان بيتاخر علينا شهد طبعا مش فاهمه حاجه منها و قالت شغل ايه؟ -ها...؟! انتي مش فاهمه -لا...
طرق الباب بشده و فتحت لهم و تفاجأت بالشرطة و قال الظابط كل اللي في الشقة ينزل و من غير شوشرة ردت نواعم بتعجب هو انت شفت ايه غلط، دا احنا ستات مع بعضنا ؟ -دي شبكة دعارة يا مدام و مقبوض على الكل...، دخل باقي رجال الشرطة و أخذوا بعض المتلبسين بالداخل، شهد واقفه مصدومة من اللي حصلها مش مصدقة عينها... و رجلها بدأت تخبط في بعض، الظابط خدهم كلهم بما فيهم شهد... و طبعا حرزوا الكيس الذي كان به المخدرات و التي كانت تمسكه نواعم في يدها
-المتهمين أهم يا أسر باشا...، نظر لهم أسر بتفحص و لفت انتباه تلك الفتاة المنهارة من بينهم و التي كانت ترتدي ملابسها على عكسهم فحتي التي كانت مرتدية منهم فتريدي ملابس فاضحة و قال خدهم على الحجز ماعدا دي... نشوف أسر هيتصرف مع شهد ازاي؟!
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثالث للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني
( عشق في مهب الريح )
-المتهمين أهم يا أسر باشا...، نظر لهم أسر بتفحص و لفت انتباه تلك الفتاة المنهارة من بينهم و التي كانت ترتدي ملابسها على عكسهم فحتي التي كانت مرتدية منهم فتريدي ملابس فاضحة و قال خدهم على الحجز ماعدا دي...، توترت شهد بشده و هي تخطف إليه النظرات بتوجس و رعب نظر لها، و ظل يتأملها بنظراته الجريئة من أعلى رأسها إلى قدمها و قام من على مكتبه و قال بمكر مش ناويه تعترفي يا بت؟ دا انتي كمان اللي طالعه بالمخدرات...
ظلت تبكي بمرارة و قالت بانهيار ونبي يا بيه انا مليش ذنب والله مكنتش اعرف اني دي شقة مشبوهة والله معرفش... نظر لها بعدم تصديق و قال و حيات امك احنا هنستعبط يا بت ما انتي مقبوض عليكي زيهم... ظلت تبكي و قالت والله ابويا هو اللي خليني اروح انا مليش دعوة و مكنتش اعرف، و حيات عيالك يا بيه بلاش تسجني، ونبي أمي و اختي يموتوا فيها رجع أسر مرة أخرى إلى مكتبه و وضع قدم على الآخرى و قال يا شيخة ؟
وضعت وجهها بين كفيها و بكت بحرقة وقالت بتوسل والله العظيم انا مليش دعوة و لا اعرف حاجه... اقسم مليش علاقه حتى اسأل اللي كانوا معايا انا كنت رايحه أودى ليهم حاجات... -حاجات ايه؟
نظرت له ببكاء و قالت والله انا مظلومة...، طبعا أسر مش مصدقها ما هو كل ما مهتم يدخل يقوله انه مظلوم اومال مين الجاني... و قام من مكانه وقف أمامها، كانت شهد ترتعش بشده من اقترابه منها، و قرب وجه منها و قال تمام هخرجك من هنا بس بشرط... نظرت له بتعجب و قالت بارتجاف شرط ايه؟
-بصي انتي لو دخلتي الحجز هياكلوكي تحت و شكلك مش وش بهدله فأنا هطلعك من هنا مقابل ليله حلوه من اللي بتعمليهم في الشقة، نظرت له بصدمة و تغرغرت الدموع بعينها و قالت والله العظيم انا مش كدا انا محترمة و...، قطعها و قال بجدية لا بصي انا مبحبش وجع الدماغ و بعدين انتي جايه في قضية دعارة مش جايه من الملاهي يعني...، شهد فضلت تفكر في اهلها و ان امها لو عرفت ممكن تموت فيها...
كفايه أن ابوها مبهدلهم هما الاتنين و اختها و قالت بتردد لا مش موافقه...، امسكها من شعرها بقوة وقال انتي مجنونة يا بت دا انا أسر سيف البنهاوي و دا أمر مش طلب...، و دفعها لتسقط على الأرض، و اتصدم رأسها بالكرسي و نزفت من راسها حتى فقدت الوعي، أسر اصدم و اقترب منها و ازح خصلات شعرها المبعثرة و نادي على العسكري قائلا بعصبية هاتلى كوبية مياه بسرعه فعل ما امره به و خلاص ثواني كان بداخل المكتب، سكب أسر عليها بعض قطرات المياه فانتفضت شهد و أخذت انفاسها بصعوبة و نظرت له و قالت بتوسل انا بريئة والله...
أسر بدأ يزهق و قام و نادي على العسكري مرة أخرى و قال خد البت دي نزلها الحجز أخذها العسكري و ذهب، زفر أسر بضيق و قال و بعدين بقا... اتصل بالظابط الدي قام بالقبض عليهم و قال تعالى المكتب حالا ذهب له على و دخل قائلا خير يا أسر بيه؟ -البت اللي طلعت بالمخدرات دي تابعهم و لا؟
-معرفش بس ممكن نسأل حد فيهم و هما هيعترفوا و اكيد لو مش تابعهم هتقول،،تنهد أسر و قال تمام...أمر العسكري أن يأتي بنواعم و ذهب و احضرها قام من مكانه و قال كل البنات اللي كانوا موجودين معاكي تابعك... نواعم بثقة ايوه كلهم أسر بحيرة حتى البت اللي كان معاها المخدرات -أيوه يا بيه بس عشان هي جديدة في الكار و بعدين ما سعادتك قولت انها طالعه بالمخدرات..
أسر بعصبية نزلها الحجز، على استغرب من عصبيته و قال أسر اهدي شوية، مش كدا و بعدين كلهم هيتحكم عليهم -لازم نعرف مين اللي وراها -احنا قضيتنا الدعارة مش المخدرات زفر أسر بضيق و قال الاتنين يا على... مر وقتا ليس كثيرا و دخل العسكري له و أخبره التالي أسر باشا في خناقة في الحجز و في بنت اضربت... -هاتها بسرعه...
أسر كان متوقع ان اللي اضربت دي شهد، و فعلا بعد ما جابها العسكري اتأكد انها هي... خرج و قفل الباب، قام أسر و قال ما هو اعترفي احسنلك شهد بحزن والله ما اعرفهم و حتى معرفش هما عملوا كدا ليه؟ أسر مش مصدق كلامها و لا حتى مقتنع به و قال تمام عايزة تموتي وسطهم يعني، أظن انك مش حمل ضرب منهم تاني و اخذ دورة حولها مما زاد توترها و رعشة جسدها و قال قدامك حلين يا تعترفي و تنطقي و تاخدي جزائك يا اما الحل الابسط و اللي قولت عليه قبل كدا...
بكت بدموعها الحارقة و قالت والله انا مش كدا... اسر بغضب بصي احنا مبحبش الشغل دا..؟! قدامك الحلين دول شهد صمتت قليل و فكرت فيهم و لكنها لا تريد الحلين و لا تريد أن تذهب إلى الحجز مرة ثانيه فبذلك مستقبلها سوف يتدمر للأبد و فكرت فقد تكون حيله لخروجها من السجن و هروبها من بين يده و قالت بيأس موافقة... -على ايه؟ -الحل التاني...
نظر لها أسر بدهشه و قال اقعدي هنا لحد ما اخلص كل حاجه و مبروك عليكي البراءة... جلست شهد على المقعد و هي تدعي بداخلها أن ينجدها ربها منه هو الآخر، و ظلت تفرك يدها بتوتر و خوف خرج أسر من المكتب لدقائق حتى أنها لم تشعر بما مر فهي تفكر بالمصيبة التي وقعت بها، دخل أسر و قال يلا... شهد بتوتر يلا فين؟
-على البيت يا حلوة تلعثمت شهد و قالت بخوف دلوقتي -لا مش عايز شغل الهبل دا و بعدين هي هتفرق معاكي دلوقتي و لا بعدين في ايه؟ خرجت شهد خلفه و هي تشعر بالضياع و الحيرة، توقف أسر عند سيارته و التي وضح عليها الثراء... -اركبي شهد بتوتر انا ممكن اثبتلك اني مش... قطعها بحده و رفع يده ليوقفها و قال انا مش عايز رغي كتير... شهد ببكاء والله انا لو حصلي حاجه اختي و امي هيضيعوا...
زفر أسر بضيق و قال انتي هبله و لا فاكره انك تقدري تضحكي عليا اللي اسمها نواعم دي اعترفت عليكي يعني الموضوع خلص بقا، فابطلي رغي كتير تنهدت شهد ببكاء و دفعها أسر بداخل السيارة... قاد السيارة و كانت هي تبكي بصمت و حزن و قالت طب انت ليه بتعمل كدا؟ -عادي عجبني شكلك... نظرت له بعينها الباكية و التي راي بيها سحرا جعله يريد التحديق بها أكثر و لكن انتبه إلى الطريق -طب دا انا ممسوكة في شقة -اسكتي... -ونبي خليني امشي...
أسر بعصبية كلمة تاني و هلبسك بدل القضية اتنين.. وصل أسر بسيارته إلى إحدى المناطق الراقية و سحبها خلفه و صعد إلى شقته...، و دفعها لتدخل شهد ببكاء لوسمحت اديني فرصة -مش عايز وجع دماغ يا بت انتي، ابتلعت ريقها و نظرت إلى أرجاء الشقة و قالت طب ممكن اكلم اختي... -واضح انك هبله، او بتستعبطي -والله العظيم انا معرفش حاجه، بالله عليك -انا ماشي و باب الشقة مقفول و اقسم بالله لو فكرتي بس تهربي أو تعملي حاجه، لتعيشي عمرك كله في السجن...
صاحت هاجر قائلة يا بت مليكة...، خرجت مليكة من المطبخ و قالت نعم يا ماما؟ هاجر بقلق اختك شهد اتاخرت اوي.. -تلاقي المواصلات يا ماما خير ان شاء الله... هاجر كان قلبها مقبوض و قالت طب انا هروح لخالتك و اخلي وليد ينزل يدور عليها... -يا ماما بلاش تقلقي خالتي، انا هتصل بيها و هي هترد أن شاء الله.. تنهدت هاجر و قالت طيب يا بنتي...
أسر عاد إلى عمله مرة آخري و طلب إحضار نواعم، دخلت إليه فطلب منها أن تجلس على المقعد و قال بصي القضية متفصلة على مقاسك فمن الأحسن كدا تعترفي و تفهمنا ايه وضع البنات اللي كانوا معاكي -كلهم مشبوهين يا بيه -حتى البنت الأخيرة... ضحكت نواعم بمياعه و قالت دي اصلها يا بيه... أسر اتنهد و قال يعني هي...
قطعته نواعم و قالت مننا بس هي جديدة في الشغل و اسأل البنات... قبض أسر على يده بغضب و قال بنرفزة يا عسكري خدها نزلها... أخذها العسكري و ادخلها الحجز، جلست نواعم اقتربت منها احدي الفتيات التي تعمل معها -ايه يا ابلتي كان عايزك تاني ليه؟
-كان بيسأل عن بنت مسعد اللي جابت المخدرات انهاردة -و انتي قولتي ايه؟ -و لا حاجه يا بت قولت انها تابعنا... شهقت و قالت بس دي متعرفش حاجه نواعم بحدة اخرسي يا بت و قومي من جنبي
شهد كانت قاعدة بتعيط و بتفكر في حيلة تخرج بيها من المكان دا؟، خرجت من الغرفة و فتحت باب الشقة و لكنه كان مغلق من الداخل فزفرت بضيق و قالت يارب ساعدني اخرج من الشقة دي؟! دخلت تبحث في أرجاء الشقة عن أي مخرج و لكن لم يبقى إمامها سوى الشرفة و عندما نظرت منها تأكدت بأنها لم تنزل حيه ابدا، فهي في الدور الثامن...، مررت أطرافها في شعرها و قالت اكيد في حل...
قعدت تفكر ازاي تخرج و طبعا مكنتش لاقيه حل، مرت ساعات لم تشعر بها الي أن سمعت صوت الباب فركضت، و كان أسر، بعس وجهها و شعرت بالرعبة و قالت انا هفضل هنا؟! أسر بص ليها من فوق لتحت و قال والله المكان نضيف و لا انتي بتعجبك ال**** نظرت له بدهشه انا مش بكدب زفر أسر بضيق و قال بصي اقعدي ساكته احسن -طب انا هفضل هنا لحد امتى؟
أسر نظر لها و قال لحد ما اخد مزاجي منك و بعدين هرميكي ابتلعت ريقها بخوف و قالت ربنا يخليك خليني امشي، او رجعني الحجز تاني أسر بعصبية هي لعبة و لا إيه يا روح امك ما تتعدلي يا بت... شهد بانهيار والله العظيم انا مش بكدب انا معرفش حاجه قبض على معصمها و دفعها بداخل الغرفة و قال انتي مبتفهميش... شهد بتعيط جامد و بتحاول تتوسل لي و قالت ببكاء ونبي سيبني اروح...
صفعها بقوة و قال ما تلم نفسك يا بت و متوجعيش دماغي انا مسكك في شقة دعارة شهد بتوسل والله العظيم انا مكنتش اعرف أسر بعصبيه هدفعلك برضو متقلقيش... -انا عايزة امشي... دفعها أسر على الفراش و قال هو انتي غبيه... -والله انا معرفش حاجه سيبني ونبي خلع أسر قميصه و القها على الأرض، شهد خافت و فضلت تبعد لحد ما كنت هتقع و قالت بتوسل ابعد عني ونبي...
مرر يده على كتفها و اقترب منها و تلاشت المسافة بينهم و قال بهمس بلاش الحجج الفارغة دي... نظرت له بعينها الدامعة و قالت بالله عليك خليني اروح انت كدا هتكون دمرت حياتي... بعد عنها و قال بضيق بصي حاولي تخلي مزاجي رايق لاني كدا بدأت أزهق و بعدين انا عارف انك كدابه و انتي داخله دماغي فسيبك بقا ... اغمضت عينها و كانت دموعها تتساقط والله العظيم انا مليش ذنب في حاجه اقسم بالله ما كنت اعرف... طبعا أسر مش مقتنع بكلامها نهائي و قال انا زهقت على فكرة...
شهد كانت عايزة تقوم بس للأسف فشلت و سحبها هو من قدمها و جث فوقها و قبض عليها بشده و قال بغضب انتي رايحه فين يا بت؟ شهد عايزة تبعد عنه بايه طريقة و قالت حرام عليك سيبني ... نظر إلى شفتيها المرتجفة و رغب في تقبليهم منذ الوهلة الأولى، انحني عليها و التهمهم، شهد لم تسطيع فعل شي و لكنها لم تستلم و ظلت تسدد له الركلات و اللكمات و دا خليها يضايق و قبض على معصمها بعنف و ثبتها جيدا و قال بعصبية واضح انك بتحبي الاستهبال..
شهد باكية و منهارة و قالت بصوتها المبحوح حرام عليك انت مبتحسش قبض على خصلات شعرها بقوة و قال بغضب متنسيش نفسك... -خليني امشي، انا مستعدة اتسجن... -سجن ابوكي هو؟!... و نظر لها و قال استغلي حلاوتك دي احسن من الكلام الفاضي دا؟ -ماشي أسر استغرب و قال ايه اللي ماشي؟
-طب ممكن اقوم اغسل وشي، بعد عنها و ترك لها مساحه لكي تقوم قامت شهد و فضلت تبص على ايه حاجه في الأوضة يمكن تعرف تخلص منه، و دخلت إلى المرحاض و فشل آمالها في إيجاد شي تدافع به عن نفسها، فخرجت هو فين المطبخ؟
-بعد ما تطلعي من الأوضة تمشي في الطرقة و هتلاقي على ايدك الشمال ابتلعت ريقها و خرجت من الغرفة و ذهبت إلى المطبخ كما وصف لها، أخذت سكينه من الداخل و لسه هتلف لاقيته وراها...، توترت أكثر و قالت بتلعثم انا... انا -بدوري على حاجه عشان تخلصي مني بس احب اقولك انك غبية... -سيبني امشي بدل ما اقتلك...
ضحك أسر و قال أسر البنهاوي مبيخافش و بعدين اللي يشوفك كدا يقول عليكي محترمة مش جايه من شقة دعارة، سيبي السكينة دي احسن بدل ما اسود عيشتك اكتر ما هي سودة... و لف ضهره ليها، شهد رفعت ايدها و كانت عايزة تطعنه بالسكينة و لكنه قبض على معصمها فجأة بغضب و ارجعها للخلف و سقطت السكنية من يدها و حدقها بنظرات ثابته و مخيفة و سحبها من المطبخ بعنف حتى أنه لم ينتبه إلى تعسر قدميها دفعها بداخل الغرفة بقوة جعلتها ترتمي على الفراش و قال انا هعملك تتعاملي ازاي مع اسيادك يا ساقطة...
ابتلعت ريقها بخوف و انكمشت على نفسها و قالت انا... قطعها اقترابه منها و تفاجأت به يضع يده على اكتافها لكي ينزع عنها جاكتها، حاولت الابتعاد و لكنه قال بغضب صبري بدأ يخلص -ابعد عني حرام عليك صفعها بقوة اسكتي، و اكمل تمزيق ملابسها و ظل يقبلها بقوة...، ظلت تحاول و تحاول إلى شعرت بأنها فقدت قدرتها على المقاومة فهو أقوى منها بكثير، ظلت دموعها تنزل بغزارة و صرخت صرخة مدوية بأنها فقدت عذريتها للتو و على يده ذلك الوغد التي تريد تمزيقه...
قام أسر و هو يشعر بالصدمة فتأكد بأنها لم تكن تكذب و كان يشعر بأنه سوف يفقد عقله، ارتدى سرواله و دلف إلى المرحاض و وضع راسه اسفل مياه الحوض لكي يستوعب ما فعله و بعدين خرج و نظر عليها... شهد كانت جالسة تضم ركبتيها إلى صدرها و كانت صامته حتى أنها توقفت عن البكاء فتأكد انها أصيبت بصدمة... خرج من الغرفة و جلس بالخارج و ظل يفكر في حل فيما فعله...
زفر بضيق و ظل ينفث دخان سجارته بشراهة و امسك هاتفه و اتصل بأدم قائلا آدم انت فين؟ -في الشركة؟ مال صوتك طنط جرالها حاجه -لا انا بس اللي في مصيبة و مش عارف اتصرف... آدم بدهشه في ايه؟
أسر مش عارف يتكلم و لا يبدأ منين و قال هلبس و اجيلك، قفل معاه و دخل إلى الاوضه و شهد كانت على حالتها زي ما هي، اقترب منها ببطء، لم تصدر ايه رد فعل، أبتعد عنها و اخذ قميصه و غادر من الشقة... وصل إلى الشركة و دخل إلى مكتب آدم آدم بدهشة انت عملت ايه يا ابني؟ -اغتصبت واحدة فتح فمه بدهشة و تعجب و قال نعم اغتصاب؟!
-معرفش ايه القرف اللي انا عملته دا انا قبضت عليها في شقة دعارة و بحسبها شمال و هي فضلت تحلف بس الست اللي كانت هناك قالت انها معاهم... ادم بحده مش مبرر انت عارف ان البت دي لو اتكلمت و أثبتت دا انت هتروح في داهيه انت ناسي انت ابن مين؟ -مش ناسي و مش عارف اتصرف بس محدش هيصدقها..
آدم بحيرة مش عارف انت ازاي تعمل كدا بجد؟! انت مستقبلك ممكن يضيع اصلا، المهم دلوقتي البت دي تفضل قدام عينك لحد ما نشوف حل في المصيبة دي..؟ أسر افتكر انه نسي يقفل الباب بالمفتاح و قال بصدمة بس دي احتمال تكون هربت... انا لازم اروح اشوفها آدم راح معاه و فعلا شهد كانت سابت الشقة و مشيت أسر بيأس مشيت..؟!
-هي اكيد هتخاف تتكلم و انت كبر دماغك و خلاص بقا أسر بتعجب انت اللي بتقول كده آدم بحيرة اها عشان و لا هينفع تدور وراها و لا تجيب سيرتها و اكيد يعني مش هتتجوز واحدة مقفوشه في شقة دعارة و كمان نمت معاها... -طب لو هي اتكلمت..؟ -عادي واحدة عليها قضية دعارة... اتنهد أسر و قال بس انا عايز الاقيها... -الافضل انك تمسح ايه حاجه حصلت من دماغك...
ظلت تسير بمفردها في الشوارع المظلمة فقد أتى عليها الليل و هي حتى لا تعرف ماذا تفعل و كيف لها أن تذهب إلى منزلها، فإن عرفت والدتها بما حدث لها فمن المؤكد بانها سوف تموت بحسرتها و انها سوف تجلب الفضيحة إلى شقيقتها الصغيرة، إلى أن قادتها قدمها إلى كورنيش النيل، وضعت يدها على السور و في لحظة خطر ببالها أن تقفز بالنيل و تنهي بها حياتها، اوصدت عينها و همت بالقفز و لكنها وجدت احد ما يضع يده على كتفها عايزة ترمي نفسك؟!
هاجر كانت قلقانه أوي لان شهد اتاخرت، و مليكة هي كمان بدأت تقلق و طبعا مسعد عرف ان نواعم اتقبض عليها و كان قلقان لتكون شهد راحت في الرجلان معاهم... -هتكون راحت فين يعني؟ ما تنزل يا راجل تتدور عليها -هتلاقيها هنا و لا هنا و بعدين انا مالي، دا انتي وليه هم انتي و عيالك انا داخل انام مسعد كان بيفكر في مصيبته طبعا هي نواعم و كان خايف انها تعترف عليها...
أسر راح الشغل تاني و طلب من العسكري انه يحضر نواعم له، و خلال لحظات كان بمكتبه قام أسر من مكانه و وقف أمامها و صفعها بقوة جعلتها ترتمي أرضا و قال بغضب اقسم بالله لو ما قولتي الحقيقة لأخلي نسوان يتسلوا عليكي انتي و اللي معاكي نواعم بخوف هو انا عملت ايه؟ -البت اللي كانت معاكي دي تبع مين...
نواعم باستغراب ما انا قولتلك انها كانت معانا صفعها مرة أخرى و قال بزمجرة و بعدين؟! -واحد بعتها عشان توصل البضاعة و معرفش عنها حاجه... -ليه قولتي عليها كدا؟ -عشان مشيلش القضية لوحدي... زعق فيها بقوة و قال والله ما انتي خارجه منها، صاح على العسكري بقوة و قال نزلها و خلي النسوان يروقها في الحجز
نشوف مين اللي طلع لشهد ده الفصل الجاي؟! و هي هتعمل ايه المرة الجاية؟ و عايز منها ايه؟
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثالث للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث
( عشق في مهب الريح )
التفت شهد إليه و قالت نعم؟ ابتسم الرجل الذي كان يبدو عليه بعض الكبر فقد ظهر الشيب في رأسه، فهو في الخمسينيات من عمره و قال نظرتك لمياه أكدت دا... شهد بضيق فهي في مصيبة لا يعلم بها أحد من تدخله لا و بعد اذن حضرتك -مفيش حاجه مستأهله يا بنتي، انتي لسه صغيرة و حلوة و تقدري تعملي كتير شعرت بتجمع الدموع بعينها و قالت بحزن بس حاسه اني عيشت مليون سنه، ديما بخسر في حياتي...
رتب عليها و قال تعالى معايا... شهد رجعت خطوة للخلف و قالت لا شكرا -انا مش هبص للعيلة من دور ولادي و بعدين انا معايا أكبر منك... -شكرا... سارت شهد بعيدا عنه بخطوات و لكنها شعرت بتشويش الرؤية و سقطت على الأرض، لحق هو بها و اسندها و ادخلها إلى سيارته و قال للسواق اطلع بسرعه... -حاضر يا محمود يا بيه...
و بعد مرور الوقت وصل إلى منزل و الذي كان عبارة عن فيلا فارهة توجد على الطريق الصحراوي، السواق ساعده في انزلها و اول ما دخل البيت، ركضت هند في اتجاه و قالت بقلق بابا اتاخرت ليه؟ و مين دي؟ -اسندها معايا يا هند و بعدين هفهمك يا بنتي... اجلسها على الاريكة و قال ادخلي هاتي كوبة مياه نفوقها.
ذهبت هند و أحضرت كوب المياه و سكب عليها محمود بعض قطرات المياه و استعادت شهد وعيها و انتفض بخوف، رتب عليها و قال اهدي يا بنتي... هند كانت مستغربة بس طبعا محبتش تسال قدام شهد محمود بص لهند خدي شهد وصليها لاوضه الضيوف لسه شهد هتعترض و لكن قطعها محمود و قال ادخلي ارتاحي يا بنتي و بعدين دي هند بنتي و انتي زيك زيها اخذتها هند و قالت اتفضلي، و لو احتاجتي حاجه قوليلي...
تركتها هند و خرجت إلى والدها و قالت بابا؟ -ايه؟ -مين دي و هي هنا ليه؟ تنهد محمود و قال كفايه أسئلة و اطلعي نامي زفرت هند بضيق و قالت مش المفروض اعرف في هذه اللحظة دلف اوس إلى المنزل و استمع لصوتهم و قال خير يا جماعه... محمود بضيق على الآخر الزمن اختك بتحقق معايا...
اوس نظر إلى هند و قال اتفضلي على اوضتك يا هند و بطلي كلام كتير... تركتهم هند و صعدت، و تبقي اوس مع والده و قال خير يا حج -كل حاجه تمام و بتمنى اني اقضي عليهم في لحظة واحدة ابتسم اوس بخبث و قال زي ما تحب يا حج و بعدين انا بحضر لحاجات كتير و بصراحة شهد دي جات في وقتها..
-دي اللي هتقضي على مستقبل أسر البنهاوي -ايوه بس لازم نتأكد منها و نقنعها بدأ اوس بمكر سهله و اكيد اللي في دماغنا صح، هي كانت مشتبه بيها و هو خرجها و سابها في شقته و بعد ما خد غرضه منها سابها تمشي و بكدا احنا ممكن نستغل دا في صالحنا -لازم الضربة تبقي جامدة و انت عارف ان هدفنا الكل مش دا بس...
-تمام يا حج انا هطلع اريح شوية بقا -جاسم فين؟ -في الشركة لسه -طيب يا ابني اطلع ارتاح انت...
شهد لم تستطيع النوم و ظلت تفكر في حالة والدتها و شقيقتها...و تبكي بحرقة.. طرق محمود باب الغرفة، فتحت له شهد و قالت بتوتر نعم؟ -عايز اتكلم معاكي بما انك صاحية... دخل إلى الغرفة و جلس على الاريكة و هي جلست على الفراش و قالت شكرا لحضرتك انا همشي بكرا ان شاء الله -انا عندي بنت و ولدين و انتي زي بنتي بظبط شعرت شهد بالارتياح و قالت شكرا...
-ليه كنتي عايزة ترمي نفسك؟ شهد ببكاء مفيش... -مش يمكن اقدر اساعدك -مشكلتي مفهاش مساعدة -يمكن ربنا باعتني ليكي عشان اساعدك شهد ببكاء في واحد اعتدى عليا و اتهموني في قضية مليش علاقة بيها... محمود بدهشة ازاي؟! و ليه؟
شهد بانهيار معرفش ليه كل الموضوع اني كنت بوصل حاجه زي ما ابويا قالي و فجأة لاقيت نفسي متهمة في قضية دعارة و مخدرات، فضلت شوية في الحجز و اضربت فيه و بعدين هو خرجني و ساومني على شرفي... رتب عليها و قال بغضب حيوان و كلب زي دا يدفع تمن غلطته شهد ببكاء انا مش هقدر اتكلم هجيب الفضيحة لأهلي و لنفسي..
-مينفعش تسيبي حقك للكلب دا يا بنتي... و لو علي اهلك خليكي بعيد لحد ما تاخدي حقك منه، اكيد امك مش هتستحمل حاجه زي كدا شهد ببكاء انا حتى مش هينفع ارجع، ابويا كان متفق على كتب كتابي كمان اسبوعين و بكدا هتفضح تنهد محمود و قال والله يا بنتي مش عارف اقولك ايه؟، بس اوعدك بأني هيساعدك، انا هقوم و اسيبك ترتاحي خرج محمود من الغرفة و ظهر على وجه ابتسامة خبيثة فقد تأكد من شكوكه و قال الزمن قرر يفضحك بابن البنهاوي
استيقظت جني و نظرت إلى شقيقتها التي مازالت نائمة و قالت دارين اصحى كفايه نوم بقا فاقت دارين و قالت صاحية يا زناتة ابتسمت جني و قالت طب الساعه بقيت ١١ و مامي زمانها راحت الشغل و بابا نفس الكلام -و المطلوب يا ستي؟
-تقومي تعملي فطار لأختك القمر قبل ما نروح الشغل ابتسمت دارين و قالت إن شاء الله في المشمش و بعدين مش امك اللي مش راضية تدخل شغالين البيت ضحكت جني و قالت زي طنط نور و رنا آخرهم اوي يجيبوا ناس تنضف البيت، لكن عمرهم ما خلوا شغالة تبات في البيت جني بهيام انا لما اتجوز هعمل كدا...
-يا رب يا اختي عشان اخلص منك دارين بضيق طب غوري يا بت...، انا عرفت حاجه من عمر امبارح جني باستفسار ايه؟ -أدهم ابن عمته قرر يتجوز دكتورة زيه بهتت ملامحها و اختفى لونها و قالت بصدمة ايه؟! دارين بحزن أدهم مش بيحبك يا جني..
ادمعت عينها بحزن و قالت بس انا بحبه، دا حتى يوم ما دخلت طب كان عشانه عشان ابقى جانبه، انا بروح المستشفى ادرب عشان اكون معاه... -أدهم شايفك اخته و بس يا جني انسي يا حبيبتي و فوقي لدراستك اني لسه صغيرة و حلوه... قامت جني و قالت انا هلبس و امشي... أخذت ملابسها و دلفت إلى المرحاض الملحق بالغرفة و ابدلت ملابسها بسرعه و بعدين خرجت -جني..
جني لم تسمع لنداء شقيقتها و ذهبت مسرعة، ركبت سيارتها و ذهبت إلى المستشفى و هي لا تفكر سوى به حبها الأول التي لم ترى غيره... وصلت إلى المستشفي و دخلت متجهة إلى عيادة أدهم... طرقت الباب و دخلت، رفع رأسه إليها و قال اتاخرتي ليه؟ -كنت نايمه... أدهم ببرود تمام ياريت تظبطي مواعيدك... -انت هتتجوز؟!
أدهم نظر لها بدهشه و قال مجرد تفكير و بعدين الموضوع ميخصكيش في حاجه و لا إيه... حبست جني دموعها و قالت بصوت يوشك على البكاء لا عادي بس بسالك أدهم باقتضاب متساليش بعد كدا... دخلت نهال إليهم قائلة أدهم... و نظرت إلى جني و قالت جني انتي جيتي انهاردة جني بضيق عندك مانع؟! نهال بدهشه لا يا حبيبتي...
خرجت جني و صفعت الباب خلفها بقوة، نهال بتعجب هي مالها يا أدهم؟ -معرفش والله ابتسمت نهال و جلست على المكتب و مالت عليه و عقدت ذراعها حول عنقه و قالت المهم بلاش تضايق نفسك و ركز في شغلك يا حبيبي جني دخلت المكتب بتاعها و فضلت تعيط و ظلت تردد بكرهك اوي...
مرت ساعات و جني فضلت في مكانها، أدهم راح ليها و فتح المكتب على طول، ارتبكت جني و قالت انت ازاي تفتح عليا كدا؟ أدهم باستغراب نعم؟! -يعني في حاجه اسمها تخبط على الباب يا دكتور... أدهم بضيق والله حضرتك مش جايه تقعدي هنا؟
جني ببكاء اطلع برا و ملكش دعوة بيا و انا مش هاجي هنا تأني... و اخذت شنطتها من المكتب و مرت من أمامه فامسك معصمها و سحبها إليه، و ضمها إلى صدره... شعرت بالتوتر و قالت أدهم... -انا مش قاصد ازعلك، و ابتعد عنها و قال جني انتي زي اختي الصغيرة و كمان...قطعته جني بعصبية انا مش أختك يا أدهم و مش صغيرة انا عندي ١٩ سنه و في كليه طب يعني هبقي زيي زيك انا مش صغيرة و مش اختك...
أدهم بدهشه جني احنا متربين مع بعض و انتي اختي و انا فعلا بخاف عليكي و... قطعته و صرخت به متقولش اختي تاني يا أدهم و بعدين معاملتك ليا وحشه أوي على طول بتزعقلي على طول عايز تتخانق معايا من ساعه ما دخلت الجامعة و كل حاجه اتغيرت و انا حتى معرفش السبب معرفش ليه بتعمل كدا... زفر بضيق هتفضلي عيلة سذاجة..
جني بحزن فعلا انا عيلة سذاجة عشان بحبك... و خرجت و تركته مسرعه أدهم الصدمة سيطرت عليه و مش مستوعب هي قالت ايه؟ جني بالنسباله بنت عمته و بنت خاله اللي بيعاملها زي اخته... نفخ بضيق و قال اكيد مجنونة... خرجت جني من المستشفى و ظلت تبكي بشده و ركبت سيارتها، ضربت المقود بعنف و انطلقت بسيارتها...
شهد صحيت و خرجت من الاوضه و تقريبا مكنتش نامت فهي تفكر فيما حدث لها. تفاجأت بشاب يهبط الدرج، ابتلعت ريقها بتوتر... اوس اول ما شافها فهم ان دي شهد و اقترب منها و هو ينظر لها توترت من نظراته... -انتي مين؟ شهد بتوتر ممكن تقول لوالدك اني همشي و شكرا لي -تمشي تروحي فين؟! -هروح...
-لا لازم تقولي لبابا بنفسك نزل محمود و قال بعتاب رايحه فين يا بنتي؟ -همشي انا كويسه محمود بحزن هتبقى كويسه ازاي يا بنتي؟!، خليكي هنا يا اما اروحك بيتك بنفسي شهد نافية انا مش هروح البيت -و هتروحي فين يا بنتي؟ -مش عارفه هروح لحد من صحابي..
-ما تخليكي هنا يا بنتي... الدنيا برا وحشه و محدش بيسيب حد في حاله و انتي صغيرة و حلوة شهد بحزن بس مش هينفع -ايه اللي مش هينفع، انتي هيبقى معاكي هنا نظر محمود إلى أوس و قال جاسم مشي و لا إيه؟
-اهااا من شوية و انا هروح الشغل محمود اخذ شهد على جنب و قال بصي يا بنتي ابني ظابط و ممكن اخلي يقدم بلاغ شهد بخوف ظابط؟! -اهااا يا بنتي... شهد سكتت شويه و فضلت تفكر هتعمل ايه!؟، تحكي لاوس و ترفع قضية على أسر و لا تسكت و تشوف طريقة تانيه؟! نشوف شهد هتعمل ايه المرة الجاية؟!