رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الثالث عشر
همت رنا بالقيام و لكن أوقفها عندما مسك معصمها و قال رايحه فين؟ -هقوم؟ مش خلصت... تنهد سيف و قال هو انتي ليه كدا؟ يعني من شوية كنتي كويسه...
تخلصت من قبضته و قالت ما أنت اني بكون كويسه في الوقت دا بس... و بعدين ما لازم اكون قد السبب اللي اتجوزتني عشانه...، سحبها سيف من يدها برفق و حاوط بذراعه و قال بلاش الطريقة دي لان كل حاجه اختلفت... -اهاا فعلا اختلف اني هبقي أم لابن اكتر واحد بكره في حياتي و هكره ابني اللي ممكن مخلفش غيره بسببك... -كلها فتره و كل واحد هيرجع لحياته...
-على الأساس اني هعرف ارجع ليها تاني... ؟... انا حتى مش عارفه همشي حياتي تاني ازاي... اضايق سيف من كلامها و حاول أن يظل هادئا و قال رنا انتي عايزة تعملي مشاكل صح... ؟ قامت لتجلس و قالت هي موجوده اصلا... ؟
تنهد سيف و امسك معصمها و سحبها بتنام على صدره مره أخرى و حاوط بذراعه و قال اهمدي بقا و بلاش تقومي كل شويه و بالنسبة للمشاكل فأنا مش عايز اعمل معاكي مشاكل لا دلوقتي و لا بعدين و اهو كلها خمس شهور و كل واحد هيرجع لحياته... و انا بوعدك اني هنفذ كل حاجه انتي عايزها...
بس خلينا نقضي الخمس شهور دول من غير مشاكل لان دا مبقاش ينفع خصوصا أن هيكون بينا طفل... لسه رنا هتتكلم و لكن وضع سيف يده على فمها و قال لما اخلص كلامي الأول... ابقى قولي اللي انتي عايزها... و بعد ما تولدي ليكي حرية الاختيار في كل حاجه...
-يعني مثلا لو سيبت ابني هتعمل ايه؟ -عادي هيتربي احسن تربيه كفايه انه هيبقى ابن سيف البنهاوي... تمتمت بصوت مسموع ما هي دي المشكله... و أكملت قائلة يعني هيتربي من غير أمه؟ -حاجه بمزاجك انتي؟ -هو مين اللي قتل ابويا من عيلتكم... انت و لا...
استغرب سيف من سؤالها الذي ليس له علاقه بالحوار و قال اشمعنا؟ رنا مكنتش عارفه هي بتسأل ليه و لكن كانت عايزة تعرف أو تقتنع نفسها انها مش متجوزه اللي قتل ابوها.. -مش عايز تقول براحتك! -سالم عمي هو اللي قتل و المقصود كان سامح ابوه نور...
يمكن الاختلاف مش كبير اوي بس هي كانت تريد معرفه ان كان مات والدها على يد زوجها و والد طفلها... فهي لم تستطيع تغيير هذا الواقع التي أجبرت على معايشته و قالت ياريتني ما كنت وافقت... ؟ -تتجوزيني يعني؟ -امممم كانت هتبقى ليله و خلاص لكن موضوع الجواز دا طلع صعب اوي... قام سيف و قال بغضب رنا انتي مراتي تمام فشوفي انتي بتقولي ايه... ؟
-بجد؟ انت مقتنع اصلا باللي بتقوله دا؟ و بعدين ما انت كنت عايز تقضيها و خلاص... و... قطع كلامها قائلا فعلا بس لو انا مشيت الموضوع زي ما قولتي مكنش هيفرق معايا تموتي و لا تعيشي و انتي عارفه كويس أن الإجهاض كان هيضرك أنتي مش انا... و انا كنت اقدر اخليكي تعملي العملية خصوصا أن ياسين دكتور نسا و الموضوع سهل اوي بالنسبالي... و اهاا لما اتجوزتك كان عشان سبب اني عايز اقضي وقت و مكنش يفرق معايا جواز و لا و برضو الجواز كان طلبك و انا وافقت...
-دا على أساس انك خايف عليا مثلا؟ زفر بحنق و قال أكيد مش بعمل كدا تتطوع بصي يا رنا في الأول و الآخر انتي حره بس طول ما انتي مراتي احترمي نفسك لأن انا مش هسمح تقولي على نفسك كلمه متعجبنيش... قامت و أحكمت الفراش على جسدها و قالت متقولش برضو خايف عليا ليه؟ -قومي البسي يا رنا... انا مش عايز وجع دماغ... نظرت له رنا و كانت نظره مختلفة تماما، اضايق سيف و ارتدى ملابسه و خرج و ترك لها الغرفة..
الجمت ملامح الوجوم وجه و قال ازاي و ليه كدبتوا علينا؟... تنهد أحمد و قال اقعد الاول و انا هفهمكم كل حاجه... جلس اياد و هو يراقبهم بنظراته و جلس أحمد و جلست بجانبه دينا...
تحدثت ماجده قائلة بعد أن أبعدت إسراء عنها و قالت انا اللي هتكلم يا ابني... و وجهت نظرها إلى إياد الذي كان ينظر الحديث... "انا اتجوزت ابوك عبد الحليم غصب لما عمي وافق و أبويا كان مات و مكنش ليا حد يتكلم أو يقف معايا و رضيت بنصيبي.. و زفرت دمعه من عينها متذكرة ما حدث معها و أكملت عبد الحليم كان متجوز و مراته كانت عايشه، لما دخلت البيت كانت صفية موجوده محبتنيش طبعا و لا هي و لا مراته بس والله انا مكنش بمزاجي كنت مجبورة...
فضلت في حالي بس عبد الحليم بهدلني لحد ما حملت فيك يا إياد... و فضلت مستحملة ظلم عبد الحليم و مراته و بنته لحد ما مراته ماتت و طبعا صفية قالت أتى انا السبب و موتها بحسرتها مع انا اللي اضربت و اتهانت و اتجوزت راجل كبير و متجوز عشان عني كان عايز يخلص مني و ياخد فلوس أبويا...، و بعد ما عمي مات كل حاجه باظت اكتر... و عبد الحليم استعبدني لحد ما زهقت و طلبت منه الطلاق و قولتله اني هاخدكم و امشي...
وقفت ماجده أمام عبد الحليم فهي استحملت كثيرا من ظلم و مهانة و قد طفح كيلها -انا عايزة أطلق و هاخد العيال و امشي... ؟ قبض عبد الحليم على شعرها بقوة و قال بغضب انتي اتخبلتي و لا إيه؟ طلاج ايه دا؟
بكت ماجدة و قالت كفايه قله قيمة بقا... بنتك واقفه قصادي في الطلعة و النازلة و ضرب و بهدله كفايه مش عايزة عيالي يكبروا و يشوفوا امهم كدا... انا مش عايزة حاجه هصرف على ولادي بس طلقني... انهال عليها عبد الحليم بصفعات متكررة و دفعها لتسقط على الأرض...
-فضلت مستحمله بعدها بس جابلي فترة زهقت و كنت عارفه انكم لو فضلتوا هناك كان ابوكم هيبهدلكم معها، و بعد ما التار وقع بين العليتين بدل سلسال الدم بينهم... و انا حياتي فضلت زي ما هي دينا لما مشيت هي و احمد صفيه كانت قلبها محروق اوي على ابنها... و بدأ بطش عبد الحليم يزيد يوم بعد يوم لحد ما زهقت... و تعبت كانت إسراء في تالته اعدادي و تمت ١٣ سنه و انت يا إياد كنت في تانيه ثانوي يمكن اصلا انتم فاكرين الكلام دا...
فاكرين ابوكم و بهدلتوه لينا، اتفقت مع دينا انها تشوفي لي شقة في القاهرة عشان أجي كنت تعبت و مش قادرة استحمل العيشة خصوصا انه كان عايز يطلع إياد من المدرسة عشان يساعده في الشغل بما ان شرف ابنه كان برا فهو كان عامل دا حجته و إسراء كان عايز يقعدها و خليها تاخد الإعدادية بعد ذن صفيه عليه و انا مكنتش عايزكم تتبهدلوا و مستقبلكم يدمر.. نزلت القاهرة عشان ادور على شغل و سيبتكم مع دينا وقتها و روحت ادور على شغل و حظي الزفت ان عبد الحليم كان وصلى...، وقتها قولت لدينا تمشي و هتخليكم معها... انتم كنتوا بتكرهوا ابوكم اوووي من كتر ضربه فيكم و كل اللي حصل دا تقريبا كان خلال دقيقه واحده... كنت نازله من العمارة...
خرجت ماجده من العمارة و ردت على دينا على الهاتف... والله هرجع بسرعه و بعدين هو انا عيله يا بت... -قلبي مش مرتاح والله و بعدين اياد عايز ينزل وراكي... تنهدت ماجدة و قالت خلي أحمد يكلمه و نبي و انا هدور على شغل و ارجع اخدهم و اروح كفايه اني جايه من ورا عبد الحليم و فجأة لقيت عبد الحليم قدامي... و قبل ما يقرب بخطوة قولت دينا عبد الحليم جاي عليا خلي بالك من العيال ونبي يا بنتي... و قفلت المكالمة معها...
جرها عبد الحليم خلفه و قال هتمشي من ورايا عايزة تلبسني العمة يا حرمه... -وانت جاي ورايا ليه و لا بنتك الفاتنة قالتلك اني مشيت... صفعها بقوة حتى لم يبالي إلى الشارع الذي يقف به و عيون بعض الناس... و سحبها إلى سيارته و قال نازله من عند مين؟ -من عند عشيقي... صفعها مره أخرى بقوة و قال اقفلي خشمك دا... ؟
-لو راجل طلقني... -فين العيال... -معرفش فين؟... صفعها مره أخرى و قال يعني ايه؟ -يعني خلاص مفيش عيال يا عبد الحليم... مش هسيبك تبهدلهم إياد و إسراء هيكملوا تعليمهم غصب عنك و عن الكل حبسها عبد الحليم في السيارة و نزل دخل العمارة و لكن أوقفه البواب قائلا رايح فين يا حج؟
-ملكش صالح و بعد عن وشي اضايق البواب من طريقته الفازة و قال محدش بيطلع يا حج طالما مش عارف الشقه اللي انت طالع ليها... رجع عبد الحليم ليا و مكنش طايق نفسه وقتها و ضربني لحد ما فقدت الوعي و صحيت لاقيت نفسي في مستشفى المجانين... و هو كان بيجي من الوقت لتأني عشان يشوفيني و يذلني و قالي انه...
دخل عبد الحليم إلى غرفتها بالمصحة وقال بشماته حلو المكان... بصقت ماجده عليه و قالت انت حيوان اتجوزت واحده قد عيالك و بهدلتها حسبي الله و نعم الوكيل فيك و في عمي... ضحك عبد الحليم بسخرية و قال تعرفي انا جولت عليكي انك هربتي مع عشقيك و سيبتي جوزك و رميتي عيالك... اصدمت ماجده فهو سوء سمعتها و اتهمها و الناس لم تحرم احد... و قالت عشان انت راجل و ظلت تسبه بالشتائم و بعد ذلك دخلت في انهيار عصبي... ظلت إسراء تبكي على ما عانته والدتها و ارتمت في حضنها و قالت طب ليه قولتي انك اتجوزتي؟
-انا طلبت من دينا تقولكم كدا عشان ابعد عنكم ابوكم... كنتم عايزة اشوفك متعلمين و كويسين في حياتكم يا بنتي و أكملت بامتنان و دينا و احمد قاموا بالواجب... اتجه إياد ناحيتها و جث على ركبتيه أمامها و امسكها يدها ليقبلها و قال بصوت باكي على ما ظنه بها و قال والله لأجبلك حقك منهم...
كفايه ظلم لحد كدا انا مش هسكت و حق بعدك عننا و بهدلتنا دا انا هجيبه و قام فجأة، أوقفه أحمد و لكن دفعه إياد و هرول مسرعا من خارج الشقة... شهقت ماجدة بخوف و قالت ونبي يا احمد الحقه... قام أحمد و نزل خلفه و لكن كان إياد اختفى بسرعة قياسية صعد إليهم مره أخرى و قال إياد لو نزل البلد هتبقى مصيبة..
ظلت إسراء تبكي فهي ليست على استعداد أن تفقد شقيقها و قالت بتوسل ونبي يا احمد اتصرف... يطمن ماجده خديها و قالت نادبة ياريتني ما كنت اتكلمت ابني هيضيع مني... رتبت عليها دينا و قالت إن شاء الله مش هيروح ونبي انزل يا احمد دور عليه لازم نلحقه قبل ما يوصل...
خلال الفترة دي كان سامح عاد هو و زوجته إلى منزله في القاهرة... كان يجلس مع نيرة كالعادتهم و لكن تدهورت صحة نيره في الأوان الاخيرة بسبب ما حدث و في ظل الاتهامات التي تواجهها له و فقدانها لابنتها... -مش هتروحي للدكتور؟ -لا انا عايزة بنتي يا سامح اللي انت دمرتها و سمعت كلام اهلك المجانين... تنهد سامح و قال هي اختارت سليم يا نيرة...
اتعصبت نيرة و قالت و فيها ايه لما تختاره... ما هو جوزها و كفايه أن هو اللي وقف قدامكم و خدها... انت كنت عايز تتدفن بنتك حيه عشانهم... حاول سامح أن يهدي لكي لا تتدهور صحتها أكثر و قال بنتك جبتلي العار... -العار هو انت و اهلك يا سامح، بدل ما تخدها في حضنك و طبطب عليها تعمل معها كدا... طلقني يا سامح كفايه قرف كدا... و قامت نيره و لكنها شعرت بالدوار يحتج رأسها و سقطت مغشية عليها، هرول إليها و حاول تفيقها و لكن بدون جدوى فاتصل بالإسعاف... و أخبر مازن و مصطفى بذلك...
(نيرة مكنتش عايزة غير أن بنتها ترجع ليها و طبعا سامح مكنش فاهم دا أو بيكابر في نفسه لأنه كان متأكد انه قسى عليهآ اوي و هي صغيره متستحملش كل دا... ) وصلت الإسعاف و أخذت نيرة و ركب معها سامح... عندما وصلوا إلى المستشفى انتقلت نيرة إلى غرفة الفحص و وصل مازن و مصطفى إليه مازن بلفهه خير يا خالي... ؟
-نيرة تعبت اوي المرة دي و خايفه عليها... طمأنه مصطفى قائلا خير بإذن الله يا عمي... و بعد مرور بعض الوقت خرج الطبيب و قال مينفعش كدا المرة اللي فات قولت بلاش ضغط عليها... قلبها ضعيف و متستحملش كل دا و ايه ضغط عليها تاني ممكن تروح فيها... هي بنتها فين؟
تنهد سامح و حاوط وجهه بكفيه و قال يارب استرها -مسافرة و هنكلمها... قالها مصطفى و بعد ذلك غادر الطبيب... نظر لهم سامح و قال نيرة بتروح مني؟
-كمل بقا يا سليم بلاش رخامه؟ ابتسم سليم و قال ما انتي عرفتي كل حاجه عايزة ايه تاني... ؟ -عايزة اعرف ازاي كل دا حصل و محدش دور على ماجدة و انك سيبت دينا... كل الفترة دي و اشمعنا المرة دي قلبك حن...،قبل سليم شفتيها و قال قولت بلاش اخليكي تتصدمي فيا تاني... و بعدين مقدرتش استحمل اشوف دينا قدامي... نظرت له وقالت يلا اديني كان ليا إثر اهو؟
امسك يدها و رفعها إلى شفتيه و قبلها قائلا والله احلى أثر... قطع حديثهم رنين الهاتف و اجاب سليم... -الحق يا سليم اياد في طريقه للبلد و عايز يروح لعبد الحليم ونبي اتصرف... -اهدي بس و انا هتصرف متقلقيش... قفل سليم معها و نظر إلى نور التي كانت تريد معرفه من كانت على الهاتف... و قال إياد ابن ماجدة عايز يجي لعبد الحليم و تقريبا ممكن يحصل كارثه و محدش عارف هو فين؟
-هتعمل إيه طيب... اجابها سليم بحيرة مش عارف والله... انا هنزل... نزل سليم، و تركها فقامت نور لتغير بيجامتها و ارتديت فستانها و نزلت خلفه... كان ياسين و سيف يجلسان معا و طبعا شكل كان واضح عليه انه في مصيبه... نظر له سيف و قال في ايه؟ -عايز رجاله قدام بيت عبد الحليم و يمنعوا دخول اياد...
استغرب سيف و ياسين و قال ياسين بتعجب اياد مين؟ -ابن ماجدة البنهاوي يا جماعه َ... و انجزوا الواد خارج من القاهرة بقاله تلت ساعات... طبعا سيف مش عاجبه الكلام و قال و أنت عرفت ازاي يا سليم؟ زفر سليم بضيق و قال من دينا اختك و نبقى نحل المشاكل بعدين... عندما نزلت نور قالت لسيف ونبي يا اتصرفوا.. ماجدة و دينا هما اللي ساعدوني...
نظر لها سيف و قال ماشي... حاضر انت هكلم المرور و هخليهم يفتشوا العربيات اللي جايه من القاهرة... و انت كلم الرجالة و روح هناك... و انا هروح القسم أبلغ و اجيلك... -ماشي انا همشي... -انا هاجي معاك... نظر سليم لها و قال مش هينفع يا نور خليكي هنا... -لا يا سليم مش هسيبك انا... تنهد سيف وقال نور خليكي هنا مش هينفع والله... -لا مش هسيب سليم يروح لوحده... نظر لهم ياسين بتعجب و قال فعلا مش هينفع...
طبعا كلامهم مكنش لي قيمه و نور راحت مع سليم و ياسين راح معاهم و أخبر سليم رجالته بمحاصرة المكان و منع دخول ايه احد... أخبر سيف ياسر قائلا خلي بالك من رنا و تقي يا ياسر... اتاه صوت رنا التي كانت تقف على درجه السلم رايح فين؟ التفت لها و قال مشوار و راجع... نزلت رنا و قالت مشوار ايه دا؟، زفر سيف و قال ياسر انا ماشي...
غادر سيف و كانت رنا تشعر بالقلق عليه خصوصا بعد ما تأكدت بذهاب ياسين و سليم و نور... مر الكثير من الوقت و لم يعثر سيف عليه و على الجانب الآخر كانت أحمد يحاول الاتصال به و لكن بدون جدوى و كان سليم يجلس في السيارة و معه نور... و يقف ياسين بسيارته على الجهة الأخرى...
-انا قلقانه اوووي يا سليم... ؟ -متخافيش و بعدين انا مكنتش عايزك تيجي عشان كدا... -يعنى كنت اسيبك لوحدك؟ -اهااا -و انا مقدرش اسيبك لوحدك... توقفوا الاثنان عن الحديث عن رآه عبد الحليم يأتي من الخارج و طبعا هما لم يفعلوا حساب لهذا الموقف و انه يكون بالخارج... و فجأة ظهر شاب خلفه... و قال عبد الحليم..
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الرابع عشر
شهقت نور بصدمة و وضعت يدها على فمها بصدمة و قالت هنعمل ايه؟ لم يرد عليها سليم و نزل من السيارة في خطوات حذره...، كان عبد الحليم يسير و ظهر إياد خلفه و تابع خطواته و قبل أن يقترب من المنزل قال عبد الحليم... لف عبد العليم و لم يجد احد خلفه و عقد حاجبه بدهشه فهو من المؤكد استمع لصوت احد خلفه و لكن لم يهتم كثيرا و دخل إلى المنزل... سليم سحب إياد بقوة و استخبوا خلف سور المنزل...، ابعده اياد عنه و قال انت مين يا عم انت؟
تنهد سليم و قال اولا دا مش مكان نتكلم في ثانيا هتكلم امك و دينا و تفهم كل حاجه منهم تمام ... -بجد و انا عيل عبيط هاجي معاك كدا - افهم كل حاجه الأول و بعدين اتكلم...
اتصل سليم بسيف و أخبره بأنه وجد أياد و أخبر رجاله بالمغادرة و أخذ اياد إلى سيارة ياسين و قال خلي معاك يا ياسين... نظر لهم بدهشة و قال انتم مين بس...، دفعه سليم داخل السيارة و قال ورايا تمام... أومأ ياسين برأسه.. و اتجه سليم إلى سيارته و ركب... -الحمد الله اتصرفت في آخر ثانية... ؟
أبتسم سليم قائلا كله عشان عيونك يا جميل... -طب يلا اطلع و لا هتفضل تبصلي كتير... انتبه سليم و قال هعمل ايه بحبك... احمرت وجنتها و قالت و انا كمان... -وانتي كمان ايه؟... نظرت له و قالت ما انت عارف اني بحبك يا سليم..
-لما نروح هعملك تقولي كلها ازاي... و قام بتقليدها قائلا انت عارف اني بحبك يا سليم جملة خاليه من المشاعر اصلا... وكزته نور بقبضة يدها و قالت خلاص بقا... انطلق سليم بالسيارة و اتصل بدينا و قال انا لاقيت اياد يا دينا... ابتسمت دينا و قالت شكرا اوي يا سليم... -ماشي المهم انا هكلمك تاني عشان تفهموه و تخلوا يرجع القاهرة تاني و بدون مشاكل... و اوصد معها المكالمة...
وصل الجميع إلى المنزل... و أول ما دخلوا سألتهم رنا بقلق كنتوا فين و سيف فين؟ اجابها سليم مفيش حاجه يا رنا و سيف كويس بيركن العربية بس... دلف ياسين و معه إياد، نظرت له رنا بدهشه...، طبعا اياد مش فاهم مين دول و حاسس انه مخطوف و قال انتم مين بقا؟ -نقعد الاول و بعدين نتكلم... ؟
جلس الجميع و دخل سيف هو الآخر... بدأ سليم في حديثه قائلا انا سليم البنهاوي اخو دينا و دا سيف اخويا، ياسين و ياسر ولاد عمتي عبله...، نور بنت سامح السويفي و رنا بنت شرف يعني انت المفروض عمها... عرفت انك جاي هنا من دينا بس كدا و ممكن تكلم دينا أو امك عشان تتأكد... إياد مستغرب و مش فاهم حاجه و مكنش هو لوحده رنا نفسها كانت مستغربه أن طلع ليها عم فجأة َ...، و ياسر مكنش مهتم اووي لأنه طول عمره بعيد عن المشاكل...
-و ايه اللي جايب رنا و نور هنا؟ حك ذقنه وتمتم "شكله جاي يعمل راجل هنا".. وقال رنا مراتي... َ و نور مرات سليم... بظبط كدا اياد إصابته حالة من الذهول و حاسس ان في مقلب أو فيلم، ناس غريبة طلعوا لي و الأغرب انهم قرايب... لا كمان و بنت اخوه متجوزه و مش هي بس... و قال بتعجب و انتم جيتوا ورايا ليه؟
تنهد سليم و قال عشان انت لو تروح لعبد الحليم هتعمل مشكلة للكل اولهم أمك و انت و اختك و بعدكم دينا اختي و جوزها... نظر له اياد بسخرية و قال مش اختك دي اللي انت سيبتها بقالك عشر سنين و بعدين انتم بتعملوا كدا عشان مصلحتكم اتنرفز سيف و قال انت عبيط يالا مصلحه ايه و بعدين عيله السويفي دول احنا انسفهم بإشارة واحده مني...
طبعا اياد مش هيسكت خصوصا انه عارف عن حوار التار اللي ما بينا العليتين و عارف ان جدهم هو اللي كان السبب في أن أمه تتجوز عبد الحليم و قال بغضب لا انت تتكلم عدل احسن... طبعا سيف لو قام من مكانه هيبقى موقف اياد وحش خصوصا انه سيف مش طايق نفسه و مستني حاجه يطلع فيها زهقه و قال ببرود مصطنع هعتبر نفسي مسمعتش حاجه... قام ياسر و اخذ اياد معه و خرجوا...
نظر له ياسين و قال سيف مينفعش تتكلم معها كدا؟ -اومال اتكلم مع ابن عبد الحليم ازاي؟... و لا كمان الأستاذ رايح يكلم دينا بعد ما هربت مع الزبالة اللي اسمه احمد... سليم مقدر موقف سيف و عارف و متأكد انه مش هيقبل وجود دينا نهائي و قال اتجوزها يا سيف و بعدين انا مسبتهاش غير ما كتب كتابه عليها... لوي فمه بسخريه و قال بجد؟.. و انه يتجوزها و ياخدها من أهلها دا الصح... بس هي ميته بالنسبة لينا و لو ظهرت قدامي هقتلها يا سليم و انت مش هتعرف تقف قصادي...
نور و رنا كانوا بيراقبوا الموقف في صمت رهيب و كل واحده فيهم بتفكر في حاجه رنا بالنسبة ليها الموضوع صعب و هو ظهور عم ليها... و معنى كدا ان ممكن يحب ياخد بتار اخوه و يتفتح باب التار تاني و الأسوأ انه عرف انها مرات سيف و اكيد هيعرف أن دا من ورايا أهلها و محدش يعرف... و بالنسبة نور كانت خايفه على سليم و دينا... و طبعا سيف لأنها تقريبا هي الوحيدة اللي كانت حاسه ان هو كويس... أو يمكن معاملته معها هي اللي خليتها تحس بدأ...
في الخارج وقف ياسر مع اياد و تحدث قائلا بص انت و لا ليك في تار و لا في بهدلة و من الاخر كده بلاش تتورط مع حد من اللي جواه انا مش بهددك ولا ليا مصلحة في حاجه بس فعلا انت عيشت حياتك في القاهرة بعيدا عن كل المشاكل دي... و على ابوك و اللي عمله فهو فالأول و الأخر ابوك... و لو مش خايف على نفسك فخاف على اختك و امك...
نظر له إياد و قال دا على أساس أن عيلتكم فيها حد عدل... -مش دي المشكله دلوقتي... اهم حاجه انك تمشي من هنا احسن للجميع... -مش هسيب حق امي... تنهد ياسر و قال انت حر بس الموضوع مش سهل زي ما انت مفكر...
-هو ازاي رنا و نور متجوزين سيف و سليم... -الحب بقا و بعدين بلاش تتدخل في الموضوع دا لمصلحتك... خرجت رنا لهم و قالت أياد ممكن اتكلم معاك شويه؟ نظر ياسر لها و كأنه يترجاه بأن لا تحكي شي و دخل و تركهم... -انتي هنا بتعملي ايه؟ -مع جوزي...
اياد مش مقتنع بفكرة جواز رنا دي و قال و انتي اتجوزتي سيف دا امتى؟ -لو سمحت متتكلمش عن سيف لأنه جوزي... و انا جايه اتكلم معاك عشان اقولك حاجه واحده بس و هي بلاش تضيع حياتك لأن عيلتك متستاهلش دا... -اهلك عارفين انك متجوزها؟...
زفرت رنا بضيق و قالت مش مهم اهلي عارفين و لا... انا بحبه و هو بيحبني و دا كفايه بالنسبة لي لو انت عايز تفتح علينا أبواب الشر فأنا بقولك هتندم لأن مبقتش مستحملة حد يموت تاني و روح البلد و أسال على ابن خالي صالح اللي اتقتل و ابويا و ندى... يعني مفضلش حد في العيلة و عايز تقتل ابوك في داهيه بس فالأخر هتترمي في السجن...
-لما نشوف يا بنت اخويا... نظرت له رنا و قالت هنشوف بس بعيد عننا... دخلت رنا و كان سيف استمع إلى حديثها معه، ممن جعله يصمت و دخل لهم مره أخرى و قال خلوا بالكم من الواد اللي برا دا، و انت يا نور اطلعي نامي... نظرت نور و قالت حاضر... و وجهت نظرها إلى سليم... ففهمها سليم و قال طالع واركي...
جلس سيف معهم و قال اللي برا دا مش ناوي على خير و انا مش عايز اعمل مشاكل بس في حدود لو اتعدها هقتله... زفر ياسر بحنق و قال هو كل حاجه عندك قتل كدا... يا ابني القتل دا حرام و البلد فيها قانون و المفروض انك محامي و فاهم، نظر له سيف و قال ياسر اطلع انت منها... محدش قالك تعمل حاجه...
تعجب ياسر منهم و تركهم و صعد... نظر له سليم و قال متقلقش يا سيف كل حاجه تمام... -مش تمام يا سليم... زين اللي مرمى في المخزن دا و تقي اللي فوق و رنا اللي محدش من أهلها يعرف حاجه و ظهور إياد... فمع دا كله مش تمام... تنهد سليم و قال هنتصرف... انا طالع...
تبقى ياسين و سيف... -انت قلقان من ايه يا سيف؟ -اياد دا مش سهل على فكرة.. -يا ابني آخره رصاصتين في نفخه احنا هنوجع قلبنا ليه؟ المهم انت هتعمل ايه مع رنا... -رنا... و قد تذكر حديثها مع اياد و قال هنسافر خلاص... -انتم هتنفصلوا بعد ما تولد صح...، أومأ سيف برأسه... -والله انا مش عاجبني الموضوع دا..؟ و بعدين الواد دا ممكن يكون عايز يتكلم على موضوع جوازكم من رنا و يعمل حوار... -طب لو راجل يجيب سيرتها بس و انا مش هخلي يتنفس تاني بعدها...
عقد حاجبه بدهشه و قال اممم هو انت حبتها ولا ايه؟ تبرجل سيف في حديثه و قال حب ايه؟ هو دا وقته و بعدين انت بتقول كدا ليه؟ -مش عارف بس ايه اللي سكتك على حملها منك... كان في ايدك تعملها إجهاض و خلاص... -كان في خطر على حياتها. و.. قطعه ياسين و قال و... ايه يا اخويا... يعني خايف عليها...
اتعصب سيف عليه و قال لا تفرق معايا اصلا و انا طالع انام بدل ما اكسرلك دماغك... قام سيف و لكنه رآه إياد يدخل تبادلوا النظرات و كل منهم يتوعد للأخر... قام ياسين و قال اياد تعالى معايا عشان اوريك اوضتك... نظر إلى سيف و قال تمام اتفضل...
احتضنته نور بقوة و قالت انا خايفه يحصل حاجه تاني يا سليم؟ -متخافيش يا نور و لا انتي غاوية قلق... زمت شفتيها و ابتعدت عنه و قالت سليم اكيد إياد مش هيسكت خصوصا أن اللي حصل لأمه مش قليل... -نور سيبك انتي من كل دا و سافري أمريكا كمل دراستك...
نظرت له و قالت بجد على فكرة يا سليم انا مش صغيرة زي ما انت مفكرك...، و انا خايفه عليك... وضع يده على اكتافها و قبل رأسها قائلا انا مش هيحصلي حاجه يا حبيبتي...، و رفع ذقنها و اكمل و بعدين سواء كنتي صغيرة و لا كبيرة فأنا من حقي اخاف عليكي... -لا يا سليم أنت لسه شايفني عيلة...
تنهد سليم و قال والله لا بس انا مش عايز يحصلك حاجه عشان دي الحاجه الوحيدة اللي مش هسامح فيها... -طب اوعدني انك هتفضل كويس و ان مفيش حاجه هتحصل وحشه... ابتسم سليم و قال اوعدك... بس اوعدني انك تتعملي البوس صح... ابتسمت نور بخجل و قالت بطل رخامة بقا يا سليم...، لف ذراعه حول خصرها و قال بعشقها... -هي ايه؟ -الرخامة... و بعدين نسيتي... -نسيتك ايه؟ -هعملك تقولي بحبك ازاي... ؟
نظرت له بتعجب و قالت ازاي؟ هي ليها طريقه تانية! -ليها طرق بس هكتفي بواحدة...، مرر انامله على وجهها و ازح خصلاتها خلف أذنيها و انحني قليلا ليقبل شفتيها... أبتعد عنها و قال بس كدا... ؟ فتحت نور عينها و قالت بجد و فين بحبك..؟ ابتسم و قال ما انتي عارفه يا نور اني بحبك...
عقدت حاجبها و قالت بقى كدا؟...، حاوطها سليم بذراعه و أسند رأسها علي صدره و قال اسف على كل حاجه وحشه حصلتلك بسببي... و اسف على كل مرة خذلتك فيها... زفرت دمعه من عينها و قالت انا نسيت خلاص... أبعدها عنه قليلا ليجعلها تنظر له و قال كدابه... ؟ لأن في حاجات بنفضل فاكرينها و عمرنا ما بنسيها... -بس انا عايزة انسى كل حاجه يا سليم... عايزة افتكر حاجه واحده بس و هي اني بحبك و عايزك...
تنهد سليم و قال بس... قطعته نور و قالت اهلي خلاص يا سليم سبوني يعني انا مليش غيرك بس ما يوم ما هتيجي عليا تاني هبقي وحيده عشان هسيبك... نظر لها و قال مستحيل اسيبك يا نور... غير لما روحي تفارق جسمي... وضعت يدها على فمها و قالت بعد الشر عليك انا مقدرش اعيش من غيرك... ابتسم و قبل جبنها و قال طب روحي غيري و تعالى عشان تنامي...
هزت رأسها و أخذت ثيابها من الخزانة و دلفت إلى المرحاض، بدل سليم ملابسه و تمدد على الفراش واضعا يده خلف راسه يفكر فيما سوف يحدث، خرجت نور من المرحاض و هي ترتدي قميصها القصيرة و التي تتوسطه فتحه من عند الصدر، و ذات حملات رفيعة و يكشف عن ظهرها بالكامل...
مرت من أمامه و لكن تعجبت من عدم انتباه لها، نامت على الفراش و ظل سليم كما هو... قامت نور من على الفراش و دخلت المرحاض مره أخرى و وقفت أمام المرآة لكي تتفحص نفسها و قالت هو انا بقيت وحشه ولا ايه؟.. و دا لا أكنه شايفني... يمكن عشان مش حاطه روج عرفت...، وضعت أحمر شفاه باللون الأحمر القاني و قامت بفرد شعرها لينسدل على ظهرها بالكامل و خرجت، طبعا سليم كان ملاحظ كل دا بس فضل ساكت...
اتجهت نور ناحيه الفراش مره أخرى و كانت نفس النتيجه، زفرت نور بحنق و قامت، ظلت تتجول في الغرفة كالفراشة. تحدث سليم ببرود قائلا نونو ونبي اطفي النور عشان عايز انام... ركلت نور الأرض بقدمها و قالت بغيظ تنام... -اممم اطفي النور بقا...
وقفت نور أمام التسريحة و نظرت إلى نفسها مره أخرى و قامت برفع شعرها كعكه و قالت كدا احلى... و اتجهت ناحيه الفراش مره أخرى و كانت نفس النتيجه بل أسوأ فقد اغمض سليم عينه... زفرت بضيق و لسه هتقوم و لكن أوقفها سليم و قال نور انتي هبله بتغريني يعني ؟ شعرت نور بالخجل و قالت لا إيه اغريك دي...
-والله هبله.. لأن مش مستهلة كل دا لأن انا ديما شايفك حلوه... ابتسمت نور و قالت بس انت مقولتش كدا...، ضحك سليم و هو يتذكر شكلها و قال اصلك محاسسني اني جايبك من شارع الهرم... و بتعمليلي إغراء و بعدين ما احنا فضلنا متجوزين فترة من غير حاجه فعادي... قامت نور وجلست قائلة يعني ايه مش فاهمه؟
غمز له بعينه و قال يعني الموضوع أسهل من كدا انتي تيجي تقوليلي انا بغريك و عايزة... قطعته نور بخجل و قد اشتعلت وجنتها فأصبحت لونها بالأحمر القاني مثل شفتيها... و قالت انت قليل الادب على فكرة...، سحبها سليم و ضمها الي صدره و قال ما هو مش انا لوحدي بس هعتبر اني لوحدي... و بعدين انتي زي القمر من غير ايه حاجة...
-طب؟... يعني... و بعدين سكتت... -و لا إيه حاجه يا نور بس عشان أنا خايف عليكي خصوصا أن حالتك النفسية مش كويسه و لا حالتك الصحية... و انتي عندي اهم من ايه حاجه تانيه... عقدت ذراعها حول خصره و قالت يارب بس متقلبش عليا عشان بحس انك عندك انفصام في الشخصية... -تعرفي انتي لو سكتي تبقى احلى بكتير...
قامت نور و قالت بجد؟ قصدك ايه يعني؟... مش عايزني اتكلم... -لا طبعا يا حياتي... اعملي اللي انتي عايزها... و أسند ذراعه لينام على جانبه ليصبح مقابل لها و رفع يده ليفك ربطة شعرها قائلا بحب شعرك مفرود... ابتسمت نور بخجل و قالت مش هلمه تاني... -لا طول ما انتي برا لمى... لكن و احنا لوحدنا عادي... بقولك ايه ما تتحجبي احسن -ههههههههه لا هيبقى شكلي وحش -انتي حلوه في كل حاجه و انا مش هغصبك على حاجه...
ابتسمت نور و نامت مره أخرى و دفنت وجهها في رأسه... و قالت بخفوت بحبك اوي... اعتدل سليم و رفع ذقنها بيده و قال ما قولنا ليها طرق تانيه...، ابتسمت نور بخجل و تلونت وجنتها... مال على شفتيها و قبلها بشغف خالص...، بادلته قبلته العاشقة بحب... -نامي بقا... ؟ لان واضح الحاجات التانيه أهم ابتسمت نور و قالت حاضر...
جلس اياد على الفراش و زفر بضيق فهو كان ينوي قتل عبد الحليم و أخذ حقهم منه، و اخيرا قرر فتح هاتفه و اتصل بأحمد...، رد أحمد بلفهه و قال إياد... -انا كويس يا احمد اطمنوا بس انا مش هسيب حق امي مهما حصل... تنهد أحمد و قال مش حل انك تقتل ابوك يعني... ؟ إياد لازم نتكلم الصبح ارجع القاهرة -لا يا احمد انا مش هرجع القاهرة غير لما اخد حقنا... ذنبي ايه انا و إسراء نبهدل...
-يا ابني القتل مش سهل و كمان آخرته السجن... دا غير كدا انت مع ولاد البنهاوي... و تراجع أحمد في كلامه قائلا بص يا إياد حاول تفكر بعقلك انت واحد متعلم و فاهم الدنيا ماشية ازاي و بعدين عشان اختك و امك...، امك و إسراء موتوا نفسهم من العياط... و انت و لا فارق معاك...
-يا احمد امي اتبهدلت و سمعتها ضاعت و كمان أسيب حقها انا هاخده من ابويا و منهم ولاد البنهاوي لأنه هما السبب في اللي حصل لأمي اتعصب أحمد قائلا اياد بكرا الصبح ترجع فاهم... و احنا ما مصدقنا المشاكل هدمت... ولاد البنهاوي محدش بيقدر عليهم و لما عايز تفتح بابهم... هتبقى مصيبة... و عشان امك و اختك بلاش...
زفر إياد بضيق و قال طيب سلام عشان عايز انام... و قفل الخط قبل أن يتحدث أحمد... طبعا إياد اللي في دماغه في دماغه و عايز يوصل لايه حاجه... عشان يخلص على ابوه بيها و ياخد حق امه و طبعا مش ايوه بس لأن ماجدة قالت إن عمها هو اللي كان السبب... (يا ترى إياد هيفكر في ايه؟... )
دخل سيف إلى غرفته و طبعا رنا كانت قاعدة بالها مشغول بظهور اياد و كمية المشاكل اللي ممكن تحصل... و عندما رأيته وقفت و قالت مكنش ينفع تتكلم بطريقتك دي معها على فكرة؟ زفر سيف بضيق و وقال بصي يا رنا ياريت تبعدي عني وشي الساعدي لأحسن انا مش طايق نفسي -و مكنش لازمه تقوله اننا متجوزين... ممكن تحصل مشكلة... -محدش لي عندي حاجه و بعدين ما انت مراتي هو انا كدبت...
-لا بس خليك عارف ان انا مش مستعد تقتل حد تاني من عيلتي لأحسن اقسم بالله ما هخليك تشوف ابنك تاني... كور سيف قبضة يده بغضب و قال انتي مش عايزة تلمي ليلتك السودة دي صح... -هتعمل ايه يعني... ؟ هتضربني عادي واخدة على كدا من واحد حيوان زيك...، و لا هتعمل زي اول مره و تغصبني عادي برضو يعني انا مش خايفه منك أعلى ما خيالك اركبه... و زي ما قولت لو باب التار اتفتح بين العيلتين تاني ابنك مش هتشوفه و لا هتروح توصلي..
طبعا سيف فقد أعصابه و حس ان لو مسكها ممكن تموت في يده و قال ببرود مصطنع لو مش عايزة تندمي اسكتي... -هندم على ايه يا سيف؟... انا ندمت يوم ما بقيت مراتك و خلاص حياتي باظت لا وكمان يظهرلي عم فجأة و شكل القصة هتبدا من جديد... و عرف اني متجوزك و اكيد هيروح يقولهم سهل اوووي يوصل لمازن اخويا... أو يروح لعبد الحليم تاني... فمش فارقة انت من غيرك... اصلا سيف مكنش ناقص كلام رنا فهو مضايق من موضوع دينا و حوار إياد اللي ظهر فجأة دي و ممكن يعمل مشاكل...
-انا خارج... نظرت له بسخرية مش قادر تعملي حاجه و لا إيه... رنا ذودتها شويه... تقريبا كدا ذودتها كتير، وقف سيف مكان و اوصد عينه لوهله و كور قبضه يده بعنف و قال بغضب سيف بيقدر يعمل ايه حاجه يا رنا... خشيت رنا منه فهو تعلم مدى قسوته و تراجعت للخلف... اقتراب سيف منها... صرخت رنا صرخة مكتومة و...
رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الخامس عشر
خشيت رنا منه فهو تعلم مدى قسوته و تراجعت للخلف... اقتراب سيف منها... صرخت رنا صرخة مكتومة و وضعت يدها على وجهها و قالت بخوف خلاص يا سيف... امسك سيف يدها برفق و ابعدها عن وجهها و قال رنا انا مش هعملك حاجه... ابتلعت ريقها و نظرت له بتعجب فهي لم يتصدق انه سوف يصبح بهذا الهدوء، ظلت تحدق به...
ضمها إلى اضلاعه و وضع يده خلف راسها لكي يسندها على صدره، رنا كانت مستغربة لدرجه انها حتى مش عارفه تتكلم و تقول حاجه..، شعرت بأن هذا الشعور الغريب يأثرها مرة أخرى... و لكن ما زاد دهشتها حديثه...
-رنا والله انا مش هعملك حاجه متخافيش...، و لو على كلامك اللي بتقولي فانا مش هعتب عليكي في حاجه، لأن من حقك تكرهني.، لو عايزة أطلقنا دلوقتي هجيب المأذون... ابتعدت عنه و نظرت له بحيرة مش مصدقة اصلا ان سيف اللي طايح في خلق الله بيكلمها بالهدوء.. و حتى حسيت انها نسيت طريقه الكلام و ليس لديها غير النظر و التمعن به...
تنهد سيف و قال انا اتكلمت مع إياد كدا لأنه مش جاي لخير، دا جاي يقتل ابوه و بعدها هيدور على ابويا و عمي و انا مش هسمح بدأ لانهم اهلي، و على فكرة هو ممكن يكون طيب بس اكيد مش هيسيب حقه... اخيرا رنا استوعبت كلامه و قالت يعني هتعمل ايه؟ بلاش قتل يا سيف...
-أنا مش هعمل حاجه بس اوعدك لو فكر يعملك حاجه، مش هتعدي عليه دقيقه غير و هو في قبره سواء انتي و لا نور... -خايف علينا يعني؟ -انتي شوفتي بنفسك اللي اهلك عملوا في نور و حتى سليم بهدلها كتير معها و مش ناقصة إياد كمان... -طب و انا؟ -مراتي و ام ابني... -بس؟
نظر لها و تلاقت نظراتهم التي كانت توحي بشي اخر غير الكلام.. و بعد ذلك ابعد نظره عنها و قال اهاا بس... -ماشي... تصبح على خير... -و انت من اهل الخير... -تفتكر اياد هيسكت و لا هيحاول يروح لجدي تاني... -اكيد هيحاول بس انا عايزك تجهزي عشان السفر... -حاضر بس عايزة انزل القاهرة الأول... نظر سيف لها و قال طيب يا رنا
في صباح اليوم التالي تسحب سليم من جانبها و دلف إلى المرحاض بدل ملابسه و خرج من الغرفة و أوصد الباب خلفه، هبط الدرج و اتجه إلى خارج المنزل، و ذهب إلى المنزل المهجور الذي يوجد به زين... دخل إليه بعد ما الاقي التحية على رجاله قائلا صباح الخير يا رجالة أخبار الكلب اللي جواه ايه؟
-اضرب لحد ما شبع و خلاص مبقاش فيه حته سليمة و كهربنها زي ما طلبت... ابتسم سليم و هو ينظر إليه و هو مقيد على المقعد و سكب عليه المياه، استيقظ زين بفزع و كأنه يغرق... و وجد سليم أمامه و قال سليم البنهاوي... ؟ نظر له بسخرية و سحب المقعد ليجلس عليه و قال اولا سليم بيه متنساش نفسك ثانيا أظن أن الضيافة عجبتك...
-هتندم يا سليم و هتندم أوي كمان... -هتطلق تقي انهاردة... و بعدين نبقى نصفي حسابنا... -و لو رفضت... -هقتلك و بدل ما تطلق تترمل.. اختار اللي يعجبك و على فكرة ابنك هي سقطته يعني خلصت... -ماشي يا ابن البنهاوي...
قال سليم بنبرة مستفزة حلوة الكهربا و لا تحب نذودها شويه... -كل دا عشان العيلة اللي خدتها من أهلها غصب...، متقلقش هاخدها منك... غضب سليم و قام من مكانه و حمل المقعد و ضربه به ممن جعل الكرسي يتحطم و كذلك شعور زين، امسك سليم من رقبته و قال فكر انت بس تلمس شعرها منها و شوف انا هعمل فيك ايه؟... حالة زين لم تسمح بالحديث خصوص انه شعر بتحطيم احدي اضلاعه خرج سليم و قال عايزه يتروق اوي فاهمين... -أمرك يا بيه...
استيقظت نور و لم تجد سليم بجانبها، فقامت و اتجهت إلى المرحاض و ارتديت ملابسها و خرجت من الغرفه كانت عينها تبحث عنه في جميع أرجاء المنزل. و عندما رأت وادد سألتها عنه قائلا هو سليم فين يا دادة... -خرج من ساعة ما جيت يا بنتي، روحي اقعدي انتي لحد ما احضر الفطار...
ابتسمت نور و اتجهت إلى غرفة الجلوس و لكنها وجدت تقي و ماري بالداخل و يبدو أن تقي أصبحت صديقه ماري، طبعا نور مش حابه تقي خصوصا بعد اللي عملته معها حتى لو كانت مضطرة... و خرجت إلى حديقة المنزل... أتاها صوته من الخلف قائلا نور... التفت نور و تفاجأت عندما رأت إياد خلفها و قالت اياد... ابتسم اياد و قال لأقيتك ماشية قولت اجي اتكلم معاكي شوية...
-اتفضل؟ نظر لها إياد و قال هو انتي متجوزه سليم ازاي دا أكبر منك بكتير و كمان انتي حلوه و صغيرة انا استغربت اوي... -عادي النصيب (نور مكنتش عايزة تفتح كلام معها) -يعني انتي بتحبي؟ -اهاا بحبه... عقد إياد حاجبه بدهشه و قال ازاي بتحبي واحد أهله دمروا عيلتك بما فيهم هو... -هو انت عايز تتكلم معايا في كدا يعني؟ -اسف لو كنت ضايقتك بجد انا صعبان عليا انكم تتدفنوا في المكان دا و معهم...
اضايقت نور من طريقته و قالت بحده لوسمحت ملكش دعوه بينا و اظن ان هما انقذوكم امبارح من المصيبة اللي كنت هتعملها..، لو مش عامل حساب ليهم اعملوا لدينا... لان في الأول و الآخر دول أخواتها... كانت تقي خرجت في هذه اللحظة و راتهم معنا فدخلت ابي المنزل مره أخرى و سألها ياسين الذي كان يجلس معهم قائلا رجعتي ليه يا اختي؟
ردت تقي بلا اهتمام اصل نور واقفه مع إياد برا و خوفت ازعاجهم... زفر ياسين من طريقتها و قام خرج برا... (تقي بدأت تكره نور و تغير خصوصا بعد ما سليم اتغير معها و اتمنيت لو تقدر تتطلعها من حياته ففي نظرها نور أخذت منها سليم... و لسه تقي متعرفش موضوع رنا اصلا لأنها تقريبا دا اول يوم تنزل فيه و تقعد تحت... خرج ياسين و اتجه إليهم و قال وافقين برا ليه؟...
طبعا ياسين مش عايز تحصل مشاكل خصوصا لو سليم شاف إياد واقف مع نور... ردت نور قائلة و لا حاجه انا داخله... و غادرت نور و تركتهم و كان إياد يراقبها إلى أن دخلت المنزل نظر ياسين له و قال اللي قدامك دي خط أحمر... عشان بس متفكرش في حاجه... -انت بتهددني... -لا انا بعقلك عشان بلاش دي... -و انت مالك بيها...
-لما يكون سليم مش موجود و اشوف حاجه متعجبنيش يبقي لازم اتكلم... لان احنا رجالة و دمنا حامي على اللي مننا... لم يتهم إياد لحديثه و قال بتهكم منكم... انت ناسي أن سواء نور و لا رنا فهم من عيله السويفي -الست تبع جوزها... و تعالي في خير و بلاش تفتح أبواب الشر على نفسك و اظن انك فاهمني... -تمام... عن اذنك عشان احضر نفسي للسفر... -ياريت تسافر فعلا... لو وجودك مش مريحني...
قررت ماري انها سوف تذهب خصوصا بعد تحسن صحة تقي و طبعا تقي زعلت و كانت عايزها تفضل معها بس ماري صممت انها تمشي خصوصا أن البيت كلهم قرايب وهي غريبه عنهم، و استأذن من ياسين و سمح لها بالمغادرة، فجهزت ماري حقيبتها و غادرت بعد أن أودعت تقي...
جلست تقي و هي تشعر بالملل القاتل...، و للأسف كانت نور و رنا قاعدين في نفس المكان، و سليم كان لسه برا و الباقي موجود بس كل واحد قاعد في مكان... كانت تقي نتنظر لنور بضيق و كأنها درتها...، نور كانت ملاحظة دا بس سكتت عشان مكنتش عايزة تعمل مشكلة معها مع انها حتى مش عارفة السبب... سألت تقي بتكهم و قالت الا بالحق يا نور انتي قاعدة هنا عشان سليم... قريبتك قاعدة بصفتها ايه... ؟
طبعا رنا اتحرق دمها من طريقتها...، بس نور نظرت لها نظرة ذات معنى و قالت عادي يا تقي و بعدين دي حاجه تضايقك يعني... -هتضايقني ليه.؟ مليش صالح عاد... بس استغربت مش اكتر اصل البيت كله رجاله يعني و أكده... سمع سيف حوارهم و لكن لم يتحمل تلك الكلمة الأخيرة و قال بحدة تقي...
التفتوا إليه وقامت نور قائلة مفيش حاجه يا سيف... و... أشار لها بيده بأن تتوقف عن الحديث ونظر إلى تقي بغضب و قال تتكلمي عدل يا تقي انتي فاهمه... و رنا هنا بصفتها مراتي و مش هسمح بالكلمة عليها... اتصدمت تقي و قالت بدهشه مراتك كيف يعني؟... اتجوزت على هاجر بنت عمك... دي... زفر سيف بغضب و قال حاجه متخصكيش...
تجمعت الدموع في عينها بحرارة و ذهبت مسرعة من الغرفة... طبعا رنا و نور في حاله ذهول من اللي حصل...، نور كانت حاسه ان سيف بيعاملها كويس، بس اتضح أن مش هي لوحدها و رنا مستغربة من طريقته معها و دافعه عنها، لم تنكر انها شعرت بالسعادة عندما رد بدلا منها... خرج سيف و تركهم... تبادلت نور و رنا نظراتهم...
أوقفها ياسر عندما رآها تبكي و قال مالك يا تقي... ؟ لم ترد عليه تقي و ركضت إلى غرفتها و ظلت تبكي بشدة، طرق ياسر الباب و دخل خلفها و قال في حاجه حصلت ولا ايه؟، نظرت له تقي بعينها الدامعة و قالت بحزن سيف بيزعقلي عشان الهانم اللي متجوزها...
جلس ياسر بجانبها و لكن ترك مسافة كبيرة بينهم فشخصية ياسر عكسهم تماما فهو شخصية محترم لا يحب علاقات النساء المحرمة التي يتبعها شقيقه، و معروف بحسن أخلاقه و شخصيته الحنونة و تجوز مرة واحده ولكن توفيت زوجته و تبقى له عمار ابنه الوحيد و التي تولت رعايته والدته و شقيقته يسرا...
-اديكي قولت مراته يا تقي... و الراجل اللي يسمح لحد انه يهين مراته ميبقاش راجل... -يعني يفرحهم فيا... ؟ -نور و رنا مش كدا خالص يا تقي و اكيد انتي عارفه دا و على فكرة نور مكنتش موافقه انهم يسقطوكي و كانت خايفه عليكي، و برضو هي اللي قالت إن زين هو السبب في كل حاجه، واحده غيرها كانت هتكبر دماغها و رنا انا مشوفتش منها حاجه وحشه...
-يعني انا اللي وحشه ما ساعه ما سليم اتجوز نور و كل حاجه نور.. نور محدش يقدر بعملها حاجه.. و لا يتكلم معها نص كلمة خلاص نسي اني اخته و بيعاملها هي حلو و انا وحش انا بكرها...
استغرب ياسر من طريقه تقي في الحديث عن نور و قالت يعني هو في واحده بتغير من مرات اخوها و بعدين لما انتي بتحبي سليم كدا فالازم تحبي مراته و بعدين سليم بيحبك و الدليل على دا انه جابك هنا.. و خلصك من زين و حتى الإجهاض كان لمصلحتك بدل ما كنتي تعيشي باقي حياتك ندمانة على اللي حصل و معاكي عسل بيفكرك به و هو و سيف كانوا خايفين عليكي...، محدش بيكره اخته... بس سليم واخد على خاطره منك عشان انتي ظلمني مور مع انها كانت عايزة تساعدك... -بسببها سليم بقى يكرهني هو و سيف... ؟
-محدش بيكرهك يا تقي بس انتي غلطتي..، لما عرفتي زين و غلط كبير اوي..، و على لازم تتدفعي تمن غلطتك و اعترفي بغلطتك لأنه مش هينقصك حاجه.. َيدل ما ترمي حملك على نور... و عندما لاحظ تعبيرات الضيق و الحزن عليها وجهها قال انا مش قصدي اضايقك يا تقي بس انتي زي يسرا و انا عايز مصلحتك... هزت تقي رأسها و قالت حاضر... قام ياسر و قال قومي اغسلي وشك كدا و انزلي... و بعد كدا خرج ياسر من الغرفة و قفل الباب خلفه...
قبل أن يغادر إياد المنزل سلم على نور. َ.. و رنا... و أخبر رنا قائلا لو احتاجتي ايه حاجه كلميني يا رنا انا عمك... طبعا رنا مستحيل تثق في و قالت بابتسامه اكيد... مشي إياد من عندهم و لم يحدد واجهته...
دخل أحمد إلى الشقة وجد دينا جالسه على الفراش و واضعة يدها على خدها و شاردة تماما حتى أنها لم تنتبه لوجوده... -دينا قالها و هو يجلس بجانبها... -أحمد جيت أمتي؟ -دلوقتي سرحانه في ايه َ..؟ -قلبي مش مرتاح يا احمد حاسة ان آباد مش هيرجع و هيفتح علينا أبواب جنهم من تاني... تنهد أحمد و قال ربنا يسترها يا حبيبتي متخافيش...، ماجدة. و إسراء فين؟
-فوق في شقتهم لسه نازله من عندهم و صعبانين عليا اوي... إياد هيضيع نفسه... رتب عليها أحمد و قال هو قال إنه هيجي -يعني انت مش عارف دماغه يا احمد... إياد بينفذ اللي في دماغه حتى بدون تفكير... أحمد عايز يطمن دينا و خلاص بس هو كان متأكد أن لو إياد مرجعش فأكيد هتحصل مصيبة
حاله نيرة الصحية كانت بتسوء و طبعا سامح مش عارف يتصرف...، و نقلها البيت تحت إشراف الدكتور الي بيروح ليها و الممرضة اللي قاعدة معها طول الوقت عشان الأودية بتاعها... طرق سامح الباب و عندما رأيته الممرضة قامت و خرجت من الغرفة لكي تتركهم معنا... -يا نيرة حرام عليكي اللي بتعملي في نفسك دا...
-عايزة اشوف نور يا سامح... ارجوك خليني اشوفها خايفه اموت قبل ما اشوفها تأني... َ رتبت على يدها و قال نور مشيت و مش هترجع تاني... ضاق نفسها فهي ليس لديها طاقة لتحمل المناهدة و الحديث معه و قالت بتوسل ونبي يا سامح انا مش عايزة غير بنتي... تنهد سامح ييأس و خرج من الغرفة و تركها و سأل الممرضة قبل أن تتدخل قائلا هي تعبانة -مش عايزة تأكل و لا تشرب و يادوب بتاخد العلاج بالعافية و بصراحه الدكتور قالي ان حالتها ممكن تسوء اكتر...
دخل مصطفى إلى مكتب مازن و قال مش يلا عشان نروح... رفع مازن نظره له و قال مرات خالي صعبانه عليا اوي انا بفكر اكلم نور و اقولها لازم تعرف...، امها ممكن تموت... -و عمي يا مازن و بعدين سليم مستحيل اخليها تيجي البيت...
-انا لو عليا هموته بس هو عنده حق... نور اتبهدلت بسبب أهلها كتير في أول و الآخر دي امها و حقها انها تشوفها أو على الأقل تعرف و القرار يبقى ليها... -خلاص كلم رنا و قولها... -هو انت تعرف اللي حصل في البلد و لا انا مش متابع أخبارهم و حتى أمي بكلمها...
تنهد مصطفي و قال نور رجعت لسليم... و زين اتجوز تقي... و النار خلص بين العليتين، و رنا قاعدة مع نور استغرب مازن و قال يعني ايه رنا مع نور؟ أرتبك مصطفى و قال ما حصل مشاكل كتير يا ابني و بعدين رنا مع نور... -ازاي يعني رنا تقعد معها اولا نور مع جوزها لكن رنا... انا هكلمهم و أشوف الموضوع دا -ونبي يا مازن هي مش ناقصة مشاكل... تنهد مازن و قال طيب انا هتصل برنا... -تمام ماشي...
امسك هاتفه و رن علي رنا و إجابته قائلة مازن... -الحمد الله انك لسه فاكره رقمي...، نظر له مصطفى (اللي هو اهدي شويه) ردت عليه رنا بحزن و قالت والله يا مازن حصل مشاكل و مكنش ينفع اسيب نور لوحدها تنهد مازن و قال تمام نور فين لو جنبك هاتيها اكلمها... -في حاجه؟ -هاتيها يا رنا... نظرت رنا إلى نور و قالت خدي كلمي مازن... أخذت نور الهاتف منها و قالت الو -عامله ايه يا نور؟ -كويسه و انت...
-كويس طول ما انتي كويسه... اتكسفت نور و معرفتش ترد فاكمل مازن مش قصدي حاجه يا نور المهم امك تعبانة اوووي قلبها تعبها و حتى صحتها مش سامحه بأنها تعمل العملية و طلب تشوفك... لم تصدق ما قاله و تجمعت الدموع في عينها و قالت بصوت باكي ماما مالها ازاي دا حصل؟
-من ساعه ما حصل اللي حصل و امك تعبت و ابوك نزل القاهرة عشان يبعد عنها المشاكل و الضغط و هي على طول بتطلب تشوفك يا نور و فعلا محتاجكي حاولي تيجي على الاقل تشوفيها... ابتعلت نور ريقها بصعوبة و بكت بشده حتى أنها لم تستطيع التحدث و تركت الهاتف من يدها، أكملت رنا المكالمة و قفلت معه و نظرت إلى نور التي كانت على وشك الانهيار و قالت نور سليم مش هيرضي...
قالت نور بصوت عالي و بكاء شديد يعني ايه انا عايزة اشوف امي... رنا عارفه ان مستحيل يسيب نور تروح ليهم و قال نور اهدي و... تركتها نور و صعدت إلى الغرفة وهي لا تريد غير شي واحد و هو رؤية والدتها... فتحت الغرفة و كان سليم مازال بالداخل و تعجب لما لاقيها بتعيط و قال بقلق نور مالك؟
-انا عايزة اروح لماما... تعبانة اوي لازم ابقى جانبها... -لا يا نور مفيش مروح في حته انسي اهلك دول نهائي فاهمة...، بكت نور بشده و قالت بتوسل ونبي يا سليم خليني اروح انا عايزة اشوفها... طبعا سليم مستحيل يوافق أنه يسيبها تروح لأهلها و قال لا يا نور و كلامي خلص... ازداد بكائها و قالت بترجي حرام عليك... مش كفايه حرمتني منهم انا عايزة اروح لماما... رد عليها بغضب لا و حتى لو امك ماتت مش هخرجك من هنا...
سقطت نور على الأرض و ظلت تبكي بشده و قالت خلاص طلقني يا سليم... نظر لها بغضب و شدها من ذراعها ليجعلها تقف و قبض عليه بشده و قال بنرفزة مفيش طلاق و بلاش تنطقي الكلمة دي تاني عشان تصرفي مش هيعجبك... -انا عايزة اشوف ماما ونبي خليني اروح بلاش تعمل معايا كدا يا سليم...
-نور انا كلامي خلص و اعقلي شويه و بلاش شغل عيال و لو هتموتي مش هخرجك من هنا مفهوم... و بعد كدا تركها و غادر الغرفة... ظلت نور تبكي بشده فهي تريد رؤية والدتها التي مرضت و لم تعلم ما حدث لها خرج سليم و مكنش عارف يتصرف ازاي معها بس هو مستحيل يسببها تروح لأهلها، طبعا هو خرج من الاوضه لأن و عايز يقسى عليها و يضايقها بس مستحيل يوافق انها تروح ليهم...
و لكن تفاجأ بصعود رنا و كان وشها اصفر و كأنها سمعت مصيبة، سألها... إجابته و هي تحاول اخذ انفاسها طنط نيرة انتقلت المستشفى و بين الحياة و الموت... تسمر سليم مكانه و لكن قال بجمود نور أهلها ماتوا يا رنا و اظن انك عارفه هما عملوا فيها ايه؟ ابتلعت رنا ريقها و قالت بس يا سليم، تركها سليم و غادر...، كملت رنا و صعدت إلى نور و عندما دخلت وجدتها في غرفتها باكية و منهارة... اقتربت منها و قالت بحزن اهدي يا نور...
-سليم مش عايز يوديني يا رنا... و بعد كدا لاحظت نور لون رنا المخطوف و قالت ماما حصلها حاجه و لا إيه؟ ابتلعت رنا ريقها و قالت تعبت اووي و في المستشفى... صرخت نور بها و ازاد بكائها بشده و قالت عايزة اروح ليها ونبي يا رنا... رنا كانت زعلانه على نور خصوصا اتصال مازن الأخير و الذي أكد أن حاله نيرة سيئة للغاية و ممكن أن تفارق الحياة في ايه وقت... و طبعا لو ماتت من غير ما نور تشوفيها هتبقى حاجه صعبه اوي نور تتقبلها...
في المستشفى خرج الطبيب و كانت عليه ملامح وجه الاستياء و قال...