رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع عشر
ليليان مسكت علبة البرشام بين إيديها اللى فركتهم بتوتر و بصت لأبوها: مازن، طب، اصل مازن ... مراد بهدوء: هيرفض ؟ يبقى خلاص بلاش منه ليليان بتوتر: لاء مش حكاية يرفض، بس ممكن يتضايق يعنى و مراد بهدوء: عشان كده بقولك بلاش منه، يبقى بلاش تضايقيه، مش لازم تقوليله ع الاقل دلوقت ليليان نقلت عينيها بينه و بين العلبه ف إيديها و هزت راسها ..
مراد لسه هيرد مازن زق الباب و دخل: اشهد ان لا اله الا الله، طلّعتلك الحاجه و فوقيهم بوسه كمان ليليان دخّلت العلبه دارتها ف كوم البلوزه بتاعتها و مراد إبتسم اما شاف رد فعلها اللى إداله موافقته من غير ما تنطق .. مازن رفع حاجبه على سكوتهم و مراد إنتبه ف زقه بغيظ: انت لازقه مازن ضحك: ااه قول إنك عامل حسابك على مبيات..
مراد ببرود: تصدق فكره مازن ضحك: لا ماهو انا كمان عامل حسابى بردوا راح ع الباب فتحه و نده بصوت عالى: عمتوووو، اسوسووو
مراد راح عليه بغيظ ضربه بوكس ف وشه ف شاف همسه بتتكلم ف الموبايل و هى جايه عليهم .. مازن ضحك: مش بقولك عامل حسابى، هاا، هتخلع و لا تبيّت مراد عض شفايفه و مازن ضحك اوى و دخل و قفل الباب بسرعه: انا بقول بردوا هتخلع مراد لسه رايح ع الباب همسه قفلت الموبابل و راحت عليه بسرعه شدته: ياختااى، اهو ده اللى انا كنت عامله حسابه، ده اللى جابك مراد ضحك بغيظ: فين مارد ؟
همسه: كان مستنيك برا بس اما إتأخرت قولتله روح انت و غرام، اكيد مش هنطير يعنى احنا جمبهم مراد لف دراعه حواليها بغيظ و اخدها و مشى: ده انتى متفقه عليا بقا همسه كانت هتقول حاجه و رجعت فيها زى ما رجعت ف لهجتها اللى قلبت برقه: عشان اخد حقى انا كمان مراد عض شفايفه و غمض عينيه بضحك و هى اخدت دراعه التانى على كتفها هو كمان و جابت مراد وراها و مشيت بيه بدلع: حقى و لا مش حقى بقا ؟
مراد وصل بيها الكوخ بتاعهم اللى كان كله ورد فل زى ما بتحب و مزين بشكل رقيق .. دخلوا و زق الباب برجله و إبتدى يقرّب منها بملاغيه و هو بيغير هدومه: لا حقك، تعالى بقا يا ام حق همسه ضحكت بغُلب و هى بتحاول تمشى ف اى اتجاه: انا اللى جيبتى لنفسى صح ؟ حد قالى إتدلعى ؟ مراد عض بوقه و كمّل: هو انتى كده بتدلعى ؟
همسه مره تقرب تحاول تزقه و مره تبعد ف اى حته: اه، اصل انا اما بتدلع بخنف مراد كان خلّص ف شدها عليه بحب: لاء انت اما بتتدلع بتخلى قلب المراد يولّع همسه ضحكت ضحكه عاليه اوى هزت المكان و هو حدفها ف دنيته الخاصه تنوّرها من اول و جديد و كإنها لاول مره بتخطى رجليها فيها ..
مارد اخد غرام و دخلوا المكان اللى كان مجهزه لهم .. غرام إبتسمت و لفت دراعها حوالين رقبته و هو سند راسه على راسها: وحشتينى غرام رفعت حاجبها بمكر: احنا كنا لسه مع بعض ع فكره، ده انت حتى ف الطياره و مرحمتنيش و مارد شدها من وسطها عليها و هى ضحكت اكتر: عشان كده جيبت كابتن للطياره و مرضتش تسوقها و..
مارد حرّك وشه على وشها كله بشكل مغرى: ده ايه علاقته بإنك وحشتينى ؟ انتى بقيتى بتوحشينى و انتى ف حضنى على فكره غرام ضحكت اوى بفرحه على المارد اللى هى اللى خطفته لدنيتها و شدته و بقا زيها ف عشقها .. مارد رفع وشه لفوق بضحكه كاتمها مع ملامحه: يا دين النبى، ما الجواز طلع حلو اهو، امال ايه بقاا ؟
غرام عضته من خده: معايا انا بس، حلو عشان معايا انما الجواز نفسه كخخخ، حد غيرى اقرقشك، انا طقّه و بغير عليك حتى من الهدوم اللى لامساك مارد باس صوباعها اللى بتشاور بيه و هى بتتكلم و قرب بمكر: لا إذا كات ع الهدوم ف بعون الله مش محتاجينها، هى تلزمك ف حاجه ؟ غرام ضحكت جامد اوى و هو بيفك ف قمضه و الزرار اللى بيعطله بيخلعه: الهدوم ؟ يا سلام ! هدوم ايه دى اللى تعصّبك ؟
زقها بعنف لذيذ ع الحيطه وراها و اخد هجمه عنيفه: عايزك بقا تشغلى التايمر .. عشان مراد باشا الاول بيزن ع التانى يشدله مراد بيه باشا التالت و انا الصراحه ناوى و النيه لله غرام رجّعت راسها لورا بضحكه مهووسه: ناوى على ايه يا ابن مراد ؟ مارد لف دراعه حوالين وسطها و لف بيها لحد ما راح ع كنبه قصادهم: ابن مراد ناوى يبقى ابو مراد كمان
مازن بعد ما مراد خرج راح على ليليان و غمزلها: اوعى تزعلى إنى مشيّته ليليان كشرت بطفوله و مازن شدها عليه بضحك: لاء انا مكنش عندى مانع يفضل .. بس كان هو اللى هيزعل ليليان ضحكت غصب عنها و هى بتحاول تفلفص منه: ليه انت ناوى على ايه ؟ مازن شدد عليها اكتر: ناوى على كل خير بس انتى قولى يارب بس و عدى ليليان رفعت حاجبها: اعد ايه ؟
مازن ضحك جامد: الجمايل، عدى الجمايل يا روحى، الصبر يااارب ليليان إتكت على علبة البرشام اللى ف إيدها و بصتله بحذر: طب ممكن ادخل الحمام .. دقيقه بس يا مازن مازن ضحك بغيظ و رجع بصّلها بمكر: اه اكيد،طبعا طبعا ليليان فهمته ف فكت نفسها منه بالعافيه و جريت ع الحمام: لوحدى .. عايزه ادخل بس اغيّر و اطلع قفلت الباب و مازن وقف وراه بغيظ: كنت هساعدك طيب
ليليان ضحكت من جوه و ثوانى و ضحكتها راحت و سابت مكانها قلق اول ما فتحت إيديها و طلّعت البرشام .. إتنهدت بقلق و طبقت العلبه ف إيديها و راحت على الحمام رفعت الغطا و بعد ما كانت هتحطها رجّعت إيدها بالعلبه و مسكتها اوى! و قبل ما تروح بإيديها تانى رجعت مسكتها !
و فضلت إيدها مشاركاها حيرتها لحد ما قفلت الحمام بضيق و مسكت العلبه اخدت حبايه منها و حطتها ف درج الدولاب و خرجت .. مازن لسه هيتكلم رفع حاجبه: انتى مخدتيش حمام ؟ امال كنتى بتعملى ايه ؟ ليليان حسست على هدومها بلغبطه: ها، لا انا بس حسيت بدوخه ف طلعت و مازن راح عليها بقلق و هى حضنته بهمس: انا بحبك اوى على فكره..
مازن إبتسم ف حضنها و رفع وشها مسكه بعشق: انا اللى بموت فيكى ليليان حركت وشها باست كف إيده اللى ماسكه وشها و هو عض شفايفه: طب ما تقولى احسن إنى وحشتك بقا.. و مش عايزه تضيعى وقت و كده ليليان ضحكت اوى و هو شدها عليه و اخدها ف حضنه بخطف ..
مالك راح الكومباوند .. دخل و حط مفاتيحه و حاجته ع الترابيزه و قعد بتعب على اقرب كنبه و رجّع راسه لورا و سندها بإيديها وراها و غمض عينيه .. مسك موبايله اللى بيرن و رد على يونس اللى رن اكتر من مره .. مالك إبتسم بغيظ: انت لو مراتى مش هتزن عليا كده يا اخى يونس ضحك و هو بيرفّع صوته: طب و هو انت تطول تتجوز واحده زيى يا قاسى..
مالك ضحك اكتر: اتكل يا يونس انا مش فايقلك يونس بجد: لا هتفوق و هتخرج من اللى انت فيه ده يا مالك .. مش معقوله اللى انت فيه ده ! فوق بقا يا مالك .. دوس ع اللى داسك و عدّى و اذا كان على ولادك ف انت عملتلهم اسم من دمك و حياتك يشيلوه طول عمرهم و هما رافعين راسهم، كمان انت مالك قاطعه زى ما قاطع نفسه من تفكيره: يونس ممكن حاجه ؟ يونس بهزار: كباريه ؟
مالك رفع حاجبه: نعمم ؟ يونس برخامه: حشيش ؟ مالك بغيظ: يا زفت يونس بيغلس عليه: طب نسوان دِلعه ؟ مالك رفع الموبايل من على ودنه و بص فيه و رفع حاجبه: براا يالا يونس ضحك جامد: وش فقر، عايز ايه ؟
مالك سكت شويه: اعزملى شلة المقاطيع اللى عندك و هاتهم و تعالى ع المكان بتاعنا .. بس متقولهومش حاجه غير إنى عايزهم و بس يونس: فى حاجه و لا ايه ؟ مالك بغموض: لاء، بقالنا كتير متجمعناش مش اكتر و كان بسببى فقولت بردوا انا اللى اجمعكم .. انا شويه بس اخد حمام و البس يونس إبتسم: بوسلى ابن الكلب لحد ما اشوفه مالك: نعممم ؟
يونس صحح بهزار: الكلب قصدى مالك: نعممم يا يونس ضحك و هو بيقفل بسرعه: و الله ما انت قايل حاجه .. انا ماشى لوحدى مش عايز طريحه مالك ضحك بغيظ: لاء انا هجيبهولك هو يديهالك بنفسه يونس إبتسم اوى: طب و الله تبقى جدع .. هاتهم معاك مالك إبتسم: طب يلا، هشوفهم و اجهز..
مالك قفل و قعد و رجّع راسه لورا و بيبص حواليه بعشوائيه غريبه او مُبهمه .. مسك موبايله و بعت رساله لحلم بعد ما كتب فيها " اجهزى انتى و حلم و ياسين و البسوا ساعه و هعدّى عليكم معزومين برا " رجع مسحها و بعت غيرها ..
حلم كانت قاعده مع ولادها و موبايلها نوّر زى وشها اللى نوّر اول ما فتحت الرساله " جهّزى حلم و ياسين هبعتلك السواق يجيبهوملى محتاجلهم معايا شويه " إتجاهلت تجاهله لها او قرت اللى ورا الكلام و قامت بحماس .. اختارت لبس مميز لها كان هو اللى مختاره و دخلت اخدت حمام و لبست و حطت ميكاب هادى و جهزت ولادها ..
مالك قفل و كلّم سواق الحراسه بعته لحلم .. بعدها كتب رساله و عملها اتنين ارسال و قفل .. فضل ماسك موبايله شويه بيقلّب فيه بتركيز بس حس إنه من كتر التفكير مصدع .. مسك علبة برشام كان جايبها معاه و طلع قرص مسكه بتردد شويه و الاخر اخده .. إبتدى يغمض و يفتّح بإرهاق لحد ما فتّح و سند بكوعه على رجله و حط راسه بين إيديه بضيق ..و الاخر قام لبس و اخد عربيته و خرج .. راح ع المكان اللى إتفقوا عليه و شاف إنه اول حد يجى و محدش لسه جه زى ما قصد ف اخد قهوه و قعد ..
عينيه بتلف حواليه ع الوشوش بإحساس مُبهم و غامض كإن العيون بتدوّر على وليفها ! سمع اول صوت جاى من وراه: كان عندى حق اما قولتلك هغير، هاا مالك لف وشه و شاف حلم جايه عليه .. شافها كشكل عاديه او جمالها هادى .. بتلقائيه وقف و إبتسم إبتسامه هاديه من غير كلام .. حاول يمسك موبايله بس إيديها كانت اسرع و مدتها مسكت إيديه بيها: حبيبى انت كويس ؟
مالك إبتسم بهدوء كإنه بينتبه: اه، معلش نسيت اخدهم منك .. مخدتش بالى حلم إستغربت هدوئه او نظراته او لهجته ! شافته كله على بعضه برا عالم مالك فقرّبت عليه بقلق: مالك يا مالك ؟ مالك ضحك على بلاهة السؤال و هى غصب عنها ضحكته شدتها من الحوار ف ضحكت معاه: لا هو السؤال علّق معايا انا مالك ضحكته راقت و سابت إبتسامه صافيه على ملامحه نوّرتها و بيغيب و يبصلها لدرجة هى قلقت ف مسكت إيده بس قبل ما تتكلم حست إيده متلجه اوى ف قرّبت اكتر و مسكت إيديه الاتنين بين إيديها و هو من غير تفكير ساب إيديه بين إيديها او نفسه اللى بين إيديها ..
حلم بقلق: مالك انت كويس ؟ مالك لتانى مره ياخد نَفس إنتباه كإنه بيستعيد تركيزه: اه كويس .. انا بس حسيت إنى زهقان ف قولت نخرج من البؤره اللى كنا فيه الفتره اللى فاتت دى .. نفصل يعنى
حلم قلبها إتنفض بعنف و مش قادره تفرح من احساسها الغريب اللى محاوطها دلوقت و بردوا مش عارفه تزعل من لحظات وحشتها و كانا مستعده تدفع عمرها تمن لحظه منهم .. مالك باصص ف عينيها مباشرة كإنه بيقراهم .. شايف فيهم قلق عليه ف إبتسم بتلقائيه: مالك ؟ حلم حاولت تهزر ف ضحكت: انا و لا انت ؟ مالك ده انت..
مالك ضحك بصوته كله ضحكه خطفت عقلها لدرجة معرفتش تستغربها و لا حتى تفكر: لاء انا بسأل مالك، اقصد سؤال حلم ضحكت معاه: مانا بردوا اقصد السؤال لك و لا ليا مالك رفع حاجبه و شرب من القهوه: اصلك تايهه حلم حاولت تمسك إيده و هو سابها ف تبتت فيها: مانا على طول معاك تايهه، تايهه ف ملكوت المالك، امتى كنت رسيت على مرسى معاك ؟ مالك: امال مستغربه ليه ؟
حلم ملامحها اتهزت و مالك لاحظها ف دوّر وشه بعيد كإنه بيهرب: انا مظلمتكيش حلم عيونها دمعت: انا اللى ظلمت روحى ! ظلمت روحى اما حرمتها منك ! من وجودك ! اما سمحت للوجع يحاوطها و يكتم نفسها و يخنق فيها، كنت غبيه، زمان قولتهالى انت ان محدش بيعيش من غير ما يتنفس ف كان لازم تقابلنى عشان تعيش، لكن دلوقت انا اللى لازم اقولهالك و مش عشان اردها، انا اى حاجه منك قابلاها و مرجعهاش حتى الوجع، بس لازم اقولهالك عشان ربنا قال " و اما بنعمة ربك فحدّث " و انت اكبر نعمه ربنا ادهالى و دلوقت بيرجّعهالى عشان اعرف اتنفس ..ماهو انت كان لازم ترجع عشان انا اللى اعرف اتنفس..
مالك حس فجأه إنه إتربّط او إتكتف ف حاول يخرج من الحوار: جايه بدرى صح ؟ حلم إبتسمت من طبيعته اللى مش عارفه واحشاها و لا مستغرباها: معرفش،اما بعتلى المسدج حسيتك عايزنا دلوقت مش كمان شويه زى ما قولت مالك سكت بيشرب قهوته بهدوء غريب و هى ضحكت بهزار: بعدين حسيتك مستنى حلم الكبيره مش الصغيره مالك عينيه راحت بتلقائيه على ولاده و إستغرب إنه محاولش حتى يبصلهم من اول ما جوم ! ما اخدش باله معقوله !
قام شال حلم من العجله على دراعه و شال ياسين على تانى دراع و رجع قعد .. فضل يلاغيهم و بين كل ضحكه و التانيه بوسة لهفه غريبه كإنه مشافهومش من كتير ! حلم مدت إيديها مسكت دراعه و هو بصّلها و إبتسم و بتلقائيه شاورلها بعينيه على حلم الصغيره و هى قرّبت معاه تشاركه .. نزلت ع الارض قدام الكرسى بتاعه و سندت على ركبُه و رفعت وشها ف وشه و هى بتلاغيهم معاه كإنه قاصده تبقى قدامه التالته بتاعتهم و احساسها وصله بسرعه هو نفسه إستغربها ..
حلم رفعت وشها ف وشه و قصدت تقرّب اوى لحد ما تقريبا خلته يتنفس النَفس اللى خارج من جواها كإنها بتبعتله اللى جواها يدخله: انت كويس ؟ مالك إبتسم: ليه حسانى مش كويس ؟
حلم رفعت إيديها مسكت وشه و لسه هتتكلم دمّعت او صوتها إتحاش من الدمعه دى ف حبت تبقى الرساله صامته .. مكنتش محتاجه تقرّب عشان تلمس وشه بس قرّبت الملى اللى فاصل بين شفايفهم و بهدوء مخدر حسست عليهم بشفايفها .. رايحه جايه بشفايفه عليهم .. بتقرّب و تبعد كإنها بتعمله تنويم مغناطيسى او بتسحرله لحد ما فقد اخر ذره ف عقله كان له حكم عليها و شد شفايفها بسنانه من بين شفايفه و خطفها ف موجه غريبه ف توازنها بتهدى فجأه و تثور فجأه لحد ما فصلهم صوت من وراهم ..
حلم كتمت انفاسها بغضب عنيف و مالك كتم انفاسه بغيظ غريب و الاتنين انفاسهم محبوسه و وشوشهم متقابله و انفاسهم المكتومه من جمرها لو خرجت هتحرق وشوشهم !
ف الجزيره عند مراد ملموم بيهم ع العشا .. همسه رفعت حاجبها: اوعى تقول ان احنا رايحين معاهم ع اسكندريه مراد بصّلها بغيظ: ما بلاش العند ده لا احلف ما نازل الشغل تانى و اقعدلك بقا همسه ضحكت بغُلب: تقعدلهم قصدك مازن ضحك بتكشيره: طب و الله عندك حق، ده معسكر علينا مارد صفّر: هو مولانا مقصّر و لا ايه ؟
مراد عمل نفسه بيتف عليه و بصّلها: عاجبك كده ؟ مارد قام شده عليه بهزار و همسله: اتطمن طيب مراد ضربه ف وشه بخفه: و الله لولا إنها امك كنت عملتلك عرض عسكرى مارد ضحك اوى و ضمّه: لاء قلبك ابيض يا بوص مراد إبتسم: هتطلع على اسكندريه ؟ مارد بص لغرام: اه، قولت لمالك ع البلوره و هنطلع ناخد لفه كده ف اليكس قبل ما نرجع لقرف الشغل مازن إبتسم بحماس و لف دراعه على ليليان: كويس، ده الواحد لسه مش مصدق ان عدّى اسبوعين هوا كده ليليان: ايه ده احنا هنسافر احنا كمان و لا ايه ؟
مراد اللى سبق مازن: لا طبعا مازن رفع حاجبه: ليه بقا ؟ مراد: ليليان تعبانه و التنطيط و السفر ده مش كويس عليها مازن بصّلها بقلق الاول: انتى تعبانه و لا ايه و مقولتليش ليه ؟ ليليان مردتش و مراد رد: هى بس التنطيط و السفر ده مجهود عليها مارد إتدخل ف الحوار اللى معجبهوش: اعتقد هى كويسه و كمان لو سافروا معانا هيبقى..
مراد: هيبقى ايه ؟ جرى و تنطيط و نزول المايه و حركه بلانشات و البلوره و تحت المايه اللى هى اساسا بتخاف منها، يبقى بلاها احسن ليليان: انا فعلا بخاف من المايه، من وقت الحادثه و انا تقريبا لا بحب اروح مكان فيه مايه و لا بنزلها مراد إبتسم: عشان كده إختارت نيجى هنا احسن
مازن مسك إيديها باسهم: خلاص و لا يهمك، نروح اى حته تانيه، مثلا نروح مراد قاطعه: وقت تانى، دلوقت ع الاقل ترتاح مازن حاول يهزر: لسه فاضل ف اجازتى اسبوع، نروح اى حته نغيّر جو اهو ع الاقل عشان متزنيش عليا زى اى زوجه نكديه و تقولى خرّجنى مراد: انا راجع عشان اجتماع الوزاره، ارجعوا انتوا كمان و يبقى اجازه تانيه نطلع كلنا مازن لسه هيتكلم ليليان إبتسمت لأبوها: خلاص مفيش مشكله، نرجع معاكم و على رأيك يبقى نتجمّع تانى...
مازن كتم ضيقُه و مسك إيديها: بس احنا لسه مقعدناش يا ليليان و لو هنمشى من هنا خلينا نروح اى حته مراد: ع الاقل عشان تروح للدكتور بتاعها دلوقت معاد متابعتها و نعوّضها مره تانيه مازن بصّلها بترقّب و ليليان فركت إيديها و بصتله بمحايله: خلاص خلبنا نرجع معاهم و زى ما قال بابا نيجى مره تانيه مازن إتضايق بس مبيّنش و حاول يبتسم و باس إيديها: ماشى حبيبتى تانى يوم مراد اخدهم و رجعوا مصر و مارد اخد غرام و طلعوا اسكندريه ..
عند مالك و حلم .. حلم كتمت انفاسها بغضب عنيف و مالك كتم انفاسه بغيظ غريب و الاتنين انفاسهم محبوسه و وشوشهم متقابله و انفاسهم المكتومه من جمرها لو خرجت هتحرق وشوشهم !
امنيه ضحكت و هى بتقرّب عليهم دارت غيظها او هو اللى إتبخر اما شافت حلم بتلعن ف سرها: ايه ده حد يعمل كده قدام الولاد ؟ و ف الشارع كمان ؟ مالك معرفش يتنفس إلا اما بِعد بوشه شويه و اخد نَفس مره واحده و خرّجه بنفس الطريقه .. امنيه شدت كرسى و جات تقعد قدامهم بحيث اما حلم تقوم متعرفش ترجع مكانها كإنها قاصده تبعت رساله .. حلم مدت إيديها من ورا ضهرها من غير ما تلتفت و قرّبت عجلة ولادها عليها تفصل بينهم و الكرسى ..
امنيه بصتلها بضيق و لفّت قعدت جنب مالك تانى ناحيه: و لا انتم معدش فى بيت صح حلم قصدت تفضل قدام الكرسى بتاع مالك و سانده بكوعها على رجليه و ردت من غير ما تبصلها: لاء احنا مبنعملش حساب لحاجه غير لنفسنا و بس لفت وشها لها و كعمشت وشها بطريقه مستفزه: خاصة لو حاجه متستاهلش او متطفله امنيه كشرت بحده و حلم قامت تقق ف إتعمدت تقع على مالك اللى سندها إتعدلت و شدلها كرسى قعدت و هى مبتسمه ف وشه بس نظراتها بسرعه إتحوّلت لأمنيه اللى كرسيها وراه و بصتلها بإنتصار ..
يونس جه عليهم و اول ما شاف الوضع ضحك اوى لمالك: استر يارب مالك إبتسم إبتسامه غامضه و وقف حضن يونس حضن غريب .. يونس رفع وشه و كان هيهزر بس الكلام وقف على لسانه: مالك ؟ مالك اللى قعد بهدوء حاول يهزر: كل اللى يشوفنى يقولى مالك ؟ مالى ؟ يونس بيتلفّت يقعد مالك سحب كرسى و حشره بينه و بين امنيه و شاورله: و انت ايه اللى جابك بدرى انت كمان ؟
يونس إبتسم: بقالنا كتير مقعدناش مع بعض يا ملووكه و ما صدقت كلمتنى و قولت هنتجمّع ف قولت اجى و اكلمك تيجى من دلوقت نقعد مع بعض لحد ما الباقى يجى مالك إبتسم و سكت و يونس مسك دراعه و ضغط عليه بهمس: فى حاجه و لا ايه ؟ مالك غمزله: لا عادى يونس: لاء فى، فى ايه ؟ مالك سكت شويه و حاول يرد بهزار: حاجه ف نفس يعقوب..
قطع كلامهم بقية صحابهم إبتدوا يجوا ورا بعض و الكل بيسلّم و مالك بيلين و يتحفز من وقت للتانى.. ميرنا جات عليهم بتكشيره: ايه ده انا اخر واحده و لا ايه ؟
مالك معرفش يلف وشه ع الصوت إلا اما قرّبت عليهم كإنه مستنى هى اللى تيجى لعندهم .. حلم إبتسمت لرد فعله رغم إستغرابها من إنه اللى عازمها زى ما هو اللى عزم الكل .. ميرنا إتخطت الكل و وقفت قدامه: المفروض لو هتيجوا بدرى تقولى تعالى بدرى، مش تقولى العزومه عشا و اجى الاقيكوا شكلكوا هنا من بدرى مالك سكت شويه: لا عادى، انا كنت بلف شويه مواريش حاجه فقولت نتجمّع و ركنت هنا و كلمتكم و إبتديتوا تيجوا ورا بعض...
امنيه بصتلها بإستفزاز: لا عادى احنا على طول بنتجمّع، صحاب بقا و متعودين ف مبيفرقش معانا الوقت ميرنا إتجاهلت كلامها و بتبص حواليها تشوف كرسى .. مالك شاورلها على كرسى فاضى و هى كشرت: لاء مش معقوله تبقى صاحب العزومه و ابقى ابعد واحده كده حلم كانت حاطه العجله بحلم و ياسين بينهم و مقدماها شويه للترابيزه و مرجّعه كرسيها لورا شويه زى مالك بس بينهم مسافة العجله ..
ميرنا شدت كرسى من الترابيزه اللى وراهم و حاولت تقرّب منه بيه حلم ضمت كرسيها عليه و حودت عجلة ولادها شويه .. ميرنا جات تحط الكرسى الناحيه التانيه جنب حلم حلم رجّعت العجله لورا شويه جنبها .. ميرنا نفخت بصوت عالى و حطت الكرسى بزق جنب حلم و العجله بينهم .. مالك معرفش ميبتسمش بس إبتسامته كانت غامضه .. يونس ميّل عليه: اقطع دراعى لو ما كان جو حريم السلطان ده وراه حاجه مالك ضحك بصوت واطى: ما قولتلك حاجه ف نفس يعقوب
طلبوا اكل و اتعشوا سوا و الكل قام يغسل إيده و يغيروا الترابيزه مالك خبط ف حد داخل النادى بيتلفّت .. مالك بإحراج: عفوا مخدتش بالى احلام لسه هتتكلم وقفت بالكلام بفرحه: مالك مالك بصّلها بهدوء بس منطقش بملامح حايره كإنه مش عارف يقول ايه !
احلام بحزن: وحشتنى اوى يا مالك، اوى، كان نفسى اسأل عنك من يوم ما إتقابلنا بس استنيتك نتقابل تانى او نتكلم مالك: هو انا لازم اقابلك اديكى كارت تحرك عشان تسألى ! احلام إستغربت بحماس: يعنى اسأل عنك ؟ اكلمك ؟ مالك هز راسه بهدوء: انتى اللى قولتى وحشتك، و اعتقد اللى بيوحشه حد مبيستناش يسأله يكلمه و لا يسأل عنه احلام إبتسامتها وسعت: طب انا وحشتك ؟
مالك جملة حلم ظهرت زى الفلاش قدامه ف لقى نفسه بتلقائيه بيردهها: كان فى حد مره قالى اللى يوحشك لو كنت وحشته مكانش ساب نفسه يوحشك حلم كانت خارجه من الحمام و وقفت على كلامهم ! احلام صوتها ضِعف: و انت سيبت نفسك توحشنى يبقى موحشتكش يعنى ؟ لاء انت زعلان منى و ده اللى منعك نتكلم مش انا اللى مش واحشاك..
مالك كإنه بيكمل حواره مع حلم او بيحاول يشوفه بعيون تانيه براهم كإنه عايز يشوف شكل احساسه برا و جوه: زعلان ؟ و ده ايه علاقته ؟ الزعل حاجه و الوحشه حاجه تانيه ! وحشتنى يعنى الدنيا وحشه من غيرك، لا لها علاقه بوقت و لا زعل احلام اخدت نَفس عالى اوى و معرفتش تجمّع جمله: مالك، انا لا عارفه انساك و لا احب غيرك، لا عرفت احط حد مكانك و لا حت احطك ف مكان غير مكانك مالك حس ببرود غريب ف رد بهدوء و هو بيستعد يمشى: لا عارفه و لا عرفتى ؟ طب لعلمك بقا ضيفى عليهم و لا هتعرفى، عارفه ليه ؟ عشان محدش بيملى مكان حد خاصة لو زى ما بتقولى حب بجد، مهما عمل مبيعرفش يحط حد و لا حاجه مكانه، ف مابالك اما يبقى زيى معملتش فيكى حاجه !
احلام لسه هتتكلم مالك وقّفها بالكلام: لا عرفتى و لا عارفه دول معناه انك حاولتى و حاولتى يعنى محبتيش لإن اللى بيحب مبيعرفش يقتنع بحد تانى و لا حتى بيشوف مش يحاول كمان ! احلام دمعت: انا موجوعه اوى يا مالك، انا صحيح غلطت بس مستاهلش منك تنسانى بسرعه كده، انا مأذتكش زى غيرى..
مالك ببرود: و لا كنتى جنبى، يمكن لو اختارتى تبقى جنبى او حتى حاولتى و مع وجودك اذتينى حتى كان محاولتك هتشفعلك، لكن للاسف لا انتى حاولتى و لا حتى انا احلام ما صدقت لقت ثغره ف كلامه: اديك قولت، انت كمان محاولتش، زى ما يكون ما صدقت..
مالك كان هادى لدرجه غريبه: انتى كنتى بتنزّلينى درجه ورا درجه فـ سلم اولوياتك لحد ما مع اول مفترق للسلم سيبتى إيدى، و راجعه تعاتبينى و تلومى لما تتعاملى ع الاساس ده و شايفه إنى جزء من السبب، مش شايفه إنك كده بتخذلينى حرفياً مرتين، مره لما رضيت بالقليل منك و انتى محسسانى ان القليل كفايه عليا، و مره لما جايبه اللوم فيا إنى سبب من اسبابك، كنت استاهل منك ده ؟
احلام بصوت اتهز: و لا انا و لا انت كمان نستاهل نتوجع كده مالك: عارفه امتي الواحد يستاهل الوجع ! لما يكون شايف حلمه بيغرق منه و ميحاولش حتي يمد ايده ينقذه و بيضيع منه اما هو فشل يمسكه، اما ميعرفش يزن الف مره علي القدر عشان ياخده، مقدرش يجري وراه ان شالله نفسه يتقطع فـ سبيل انه ميقفش وقفه زى اللى انتى واقفاها دى و لا يلوم نفسه بعد كدا لحظه انه راح منه،
عشان قلبه كل ما يفكّره انه فعلا مبقاش موجود يعاندها و يفكرها كام مره حاول و تعب و موّت نفسه عشان يوصل بس هو اللي عاوز يبعد او فعلا مش نصيبه حلم كانت لسه واقفه و متابعه كلامهم و رد مالك اللى كان خارج بتلقائيه منه حسته رساله او شحنة طاقه تدفعها تكمل و هتوصل ! مالك سابها يمشى و هى مسكت دراعه بسرعه: طب ممكن تخليك شويه، قصدى، قصدى نقعد شويه، انت هنا ليه و لا مع مين ؟ حلم هنا معرفتش تقف تانى و راحت عليهم و نظراته مركزه على احلام ..
مالك كان هيقول حاجه و سكت عنها. .. حلم رجعت بوشها له و إبتسمت: ممكن تاخد حلم ؟ مالك اخدها منها و بِعد خطوات بحلم و هو بيلاعبها بس شايف حرب النظرات بينهم ..
حلم عملت نفسها بتميّل تربط الكوتشى بتاعها و بصت لأحلام من تحت و كعمشت وشها و هى بتعدل الكوتشى: احنا هنا من بدرى، تقريبا خلاص هنمشى، متأخره اوى احلام ردت بإندفاع: انا هنا من قبلك على فكره حلم ضحكت ببرود: زى حدوتتنا بالظبط ! و زى ما قولتهالك قبل كده، مش مهم مين جه قد ماهو مهم مين هيفضل
حلم خلصت و راحت على مالك و مشيوا لحد ترابيزتهم قعدوا و مدتهوش فرصه يبص وراه او هو اللى محاولش !
مالك رفع حاجبه بغموض: مبسوطه ليه كده ؟ ده مش انتصار على فكره، الانتصار هو الحاجه اللى عرفتى تعمليها بنفسك مش القدر عملهالك او الظروف ساعدتك حلم إبتسمت اوى: طب مش يمكن ده احسن من إنى اعملها بنفسى ؟ مالك حس انها انتصرت فعلا او هو اللى نصرها و ده احسن بمراحل .. امنيه قطعت حوارهم الهمس: بما اننا فى وسط البلد ما تيجوا نروح سينما يونس: مفيش حاجه جديده حلوه..
امنيه بغموض: عندك حق، القديم احلى، ده انا كنت بسمع من يومين بلبل حيران و موت من الضحك يونس فهمها ف ضحك اوى: قديم اوى امنيه ببراءه مصطنعه: الفيلم ؟ لا مش اوى بونس رفع حاجبه: لاء الجو ده هو اللى قديم..
امنيه كملت كلامها بإستفزاز و هى بتضحك: ساب واحده عشان واحده تانيه اللى بعد ما راحلها عرف إنه كان غلطان و رجع للى حبيته الاول .. حاجه كده عامله زى اللى ساب بيته فجأه لظروف و خرج و إكتشف ف الطريق إنه حافى ف جاب جزمه ف وقت كان محتاج لأى حاجه تسد حوجته بس بمجرد ما لبسها شافها متعبه و مقرفه و مزهقاه و فضل مستحملها لحدما رجع لبيته تانى و لقى جزمته مستنياه ف خلاص بقا الجزمه الجديده ادت الغرض و معدش لها لازمه !
ميرنا فهمت مسار الحوار ف ردت بنفس إستفزازها: و الاخر ضرب الاتنين بالجزمه و إتجوز واحده تالته غيرهم خال امنيه بصتلها ببرود: لاء هى اللى كانت لازقه..
حلم نقلت عينيها بين الاتنين بثقه غريبه و ردت بهدوء غريب على موقف فيه جوزها تورتايه بتتقسم: ربنا سبحانه و تعالى اما قال عن الزوجه قال " هن لباسا لكم و انتم لباس لهن " شبهها باللبس اللى بيغطى الواحد و يحتويه، و اما خلق لادم مراته خلقها من جواه، من ضلوعه، عشان تبقى حته منه و تتخلق من جواه ف تفضل جواه،
ده خلقها من الضلع الاعوج اللى إتسمى كده عشان مايل عن بتقى الضلوع عشان يحاوط القلب و يحميه من الازمات و المصايب و ده عشان تفضل محاوطه قلبه و محاصراه و حامياه بردوا من المصايب اللى بتتحدّف و تتلزق فيه، مشبههاش ابدا بالجزمه، لكن ف سورة يوسف اما جاب اللى بصتله و هى مش مراته شبهها قال كيدكن و قال مكرهم .. ف رحم الله كل امرئ عرف قدر نفسه ..
امنيه نفخت من غيرما تحس و بصت لمالك ف نفس اللحظه اللى ميرنا كانت بتنفخ و حرّكت وشها بتريقه و دوّرته ناحية مالك هى كمان و إبتسمت .. مالك كان متابع حوارهم بهدوء .. ساكت تماما و افكاره اتقابلت ف نقطه .. ميرنا جمالها اوفر بس متشدش، مشدتهوش، مشافهاش اول ما جات، معرفتش تغمى عينيه عن كل حاجه حواليه بجمالها ده، معرفتش حتى تخليه يلتفت ناحيتها ع الصوت و هى جايه !
امنيه حلوه بس حلاوتها ساقعه، متحرّكش النفس ف محرّكتش نفسه ! حتى احلام حلوه و جمالها يشد بس مشافهوش .. معرفش يشوفه و لقى نفسه قدامها جوه حوار تانى كإنه قدام حد تانى بيقول و يردنفس الكلام ! امنيه جات مخصوص بدرى عشان توقعت حلم جايه معاه ف جايه تبوّظ اللحظه او تخطف ! ميرنا مجاتش إلا ف معادها اللى إتطلبت فيه بغض النظر عن احساسها !
حتى احلام القدر جابها تانى زى ما هو بردوا مجرد القدر اللى جابها اولانى ف سكته ! ف وسط دوشته اللى جواه إتقابلت عينيه مع حلم اللى متعلقه بحلم، شافها جمالها عادى بس احساسها اللى يخدّر مش جمالها ! مقالهاش تعالى بس جات ورا احساسها ! سمعوا كلامه بس هى سمعت احساسها، الكل قاله مبسوط إنك رجعت لطبيعتك إلا هى الوحيده اللى سألته انت كويس !
اخدوا قعدتهم و مالك بيراقب دوشتهم كإنه برا القاعده و كلامه بحدود اوى و تحفز .. حلم مسكت إيده إنتبه و إبتسامته طلعت تلقائيه: نمشى ؟ حلم إبتسمت: طبعا، يلا بينا، انا مش عارفه انت عملت الجو ده ليه ؟ مالك: و جيتى ليه ؟
حلم إتكت على مسكتها له: قولتلك قبل كده انا جزء من اى حاجه بتاعتك او حتى انت فيها مالك معرفش يرد ف وقف و ميّل شال ولاده و الكل إبتدى يقف يمشوا .. خرجوا لحد العربيه و ميرنا بصتله و قصدت تمسك دراعه: اكيد هتوصلنى مش هتسيبنى اروّح متأخر كده لوحدى صح ؟ مالك بتلقائيه نقل عينيه ناحية حلم و ثوانى كانت امنيه راحت عليهم و للحظه حس إنه محاصر !
مارد اخد غرام على اسكندريه، لفوا كتير فيها، مارد اخدها ف حته مهجوره و نزلوا المايه .. غرام طلعت ماسكه دماغها و بتنهج .. مارد بصّلها بقلق: انتى تعبتى و لا ايه ؟ غرام لسه بتتكلم وقفت بإرهاق وسط الكلام معرفتش تكمل و شاورتله على دماغها: لا، ممكن دوار بحر، انا بس،
مارد اخدها و قعدوا ع الارض لحد ما إبتدت تفوق و أخدت نَفس راحه: انا كويسه، انا بس دماغى لفت شويه، تلاقينى جعانه دلوقت و لا ايه مارد ضحك جامد بصوته كله: يا شيخه قولى كلام غير ده، جعانه دلوقت ايه ؟ انتى جعانه دلوقت و كل وقت غرام شالت رمل من جنبها حدفته بيه و قامت جرى و هو قام وراها بضحك .. اخدها اكلوا الاول، بعدها راح ع المايه، كان متفق مع مالك ع البلوره و راح مكان ما قاله و لقى حد مستنيه و إداهاله..
غرام بصت حواليها بذهول: ايه ده ؟ يا مجنون، و انا اللى كنت فاكراك مجنون لوحدك ؟ طلع بقا عيب ف الجهاز كله مارد ضحك و هو بيقفلها و راح عليها: انا اى حاجه فيها جنان راشق فيها غرام ضمته و هو جاب بدلة الغطس و إبتدى يفكلها هدومها و لسه هيلبسّهالها غمزلها و شدها عليه بجنان ..
فضلوا وقت طويل مع بعض لحد ما غرام قامت تجرى: لا يا مراد انا عايزه انزل المايه مراد رفع حاجبه: اخسس طلعتى بوق ع الفاضى و الزهق جه فيا انا غرام ضحكت جامد و هو قام عليها شدها بغيظ و هى بتضحك، لبسّها بدلة الغطس و هو لبس و إتحرك بيها .. البلوره كانت ب بابين، باب قفل لها و بعده طرقه قصيره بمنفذ صرف اخرها باب تانى منه للمايه بحيث اما يتفتح الباب بتاعها و يخرجوا للطرقه بتاعتها يطلعوا من تانى باب و المنفذ يصرّف المايه و الباب يتقفل الكترونى بعد ما يخرجوا..
مارد اخدها و نط بيها ف المايه بجنون .. غرام كانت مكلبشه فيه و هو لافف دراعه على ضهرها و ماسك بإيده إيديها و بينزل بيها لتحت .. بمجرد ما إستقر بيها لتحت شدها عليه و ضمها اوى و شاورلها على قلبه و هى فضلت تهز راسها بالمايه بجنون .. مسك إيدها حطها على صدرها و عمل بأصابعها علامة قلب و هى بإيديها مسكت إيده و شاورت بصوباعها على قلبها .. مارد حرّك إيده اللى على صدرها على جسمها كله بغزل و شدها بعنف عليه و إبتدى يغرق معاها ف بحرهم هما..
غرام جريت منه بنهجان وسط المايه و هو راح عليها بلهفه غريبه إتعود عليها معاها ف كل مره يشوفها .. مسك إيديها و طلع بيها على وش المايه و دقايق و نزلوا تانى بجنان .. لحد ما غرام إبتدت تنهج و هو لاحظ ف شاورلها يطلعوا، و اول ما دخلوا إتحدفت على كرسى و فضلت تكح ..
مارد ضحك بهزار: لا ادائك مش عاجبنى، ايه ده انتى إبتديتى تجيبى جاز من دلوقت و لا ايه ؟ ده احنا لسه اول شهر جواز، بنسخّن يعنى غرام ضحكت جامد و هى بتنهج: حرام عليك ده انا ست صاحبة عيا مارد ضحك جامد اوى و هى ضحكت معاها لحد ما إبتدت تتباوع و جريت رجّعت .. مارد بقلق: لاء كده فى حاجه مش مظبوطه، شكلك تعبانه بجد
عند مالك .. ميرنا بصتله و قصدت تمسك دراعه: اكيد هتوصلنى مش هتسيبنى اروّح متأخر كده لوحدى صح ؟ مالك رد بتلقائيه: ما انتى جايه لوحدك، بعدين الولاد ناموا و مش هينفع اسيبهم لوحدهم و لا هينفع الف كتير بيهم عشان سككنا مش واحده حلم إبتسامتها وسعت و هى بتعدل العجله بولادها ف العربيه ..
امنيه قفلت موبايلها بسرعه و راحت عليهم: مالك بابا متضايق إنى إتأخرت و قولتله هتوصلنى و مالك حرّك إيده على وشه و معرفش يبتسم: مش هينفع، بس ممكن تتحركى و انا وراكى بالعربيه عشان مصالح ميزعلش امنيه وشها إتغيّر: لا و على ايه ؟ ميرسى مالك: معتقدش لكوا مكان، العربيه مش هتاخد الكل امنيه بصتله بغيظ و مشيت سابته هو و ميرنا ..
عدت على حلم جنب العربيه بتظبط ف ولادها و وقفت على كلام حلم اللى إتكلمت من غير ما تبصلها: مشكلتك انك بتروحى ف حته متكهربه و متشفره لغيرك، و ف كل مره تسمعى نفس الرد امنيه بصتله بحده و حلم رفعت وشه و لفت ناحيتها: تفتكرى هيفرق المكتب عن هنا ؟ يكون العيب ف المكان مثلا ؟ ف المكتب قبل كده صدّك و قالك حتى لو مكملتش معاها مش هنفع معاكى و هنا الكلام هيتغير ؟
امنيه كتمت غيره عاميه بغضب: انتى خساره فيكى مالك، متستاهلهوش، لإنك لو تستاهليه مكنش هيبقى فيه مكان لا ليا و لا لواحده تانيه و لا فرصه لها اللى عاملالك الخوف ده و لا كان هيبقى فى موقف زى اللى احنا فيه ده
حلم ضحكت بثقه غريبه: خايفه ؟ ممم، عشان كلمتك ؟ لاء انا لو خايفه ف خايفه عليكى، اوعى تفتكرى عشان بابينا مقفوله ف وش بعض حاليا ف ده معناه إنك هتعرفى تفتحى بابه ! ده مش اكتر من خلاف و للى بيحس هيعرف ان ده خلاف بعنوان مين بيحب التانى اكتر ! و خلاف الحبايب يخلص ف دقيقه لو حبوا مادام سلاحهم واحد و القلوب متفقه..
امنيه إتريقت: و الله ؟ طب ابقى خدى بالك عشان مش تملي الزوايه اللي بتبص بيها بتكون صح، لاحظى ان دي زوايتك انتى بس مش هو .. ! حلم ضحكت اوى: ده بجد ؟ امنيه إتكت على كلامها بغضب بتحاول تلجّمه: طول ما انتى ماشيه ماسكه حاجه فـ ايديك و بتبصى هنا شويه و هنا شويه و تتابعى معايا شويه و مع غيرى شويه، هيجيلك وهم انك ماسكه لسه نفس الحاجه و هي هتكون وقعت، من كتر ما انتى ضامناها ..
حلم قصدت تضحك اكتر بشكل فقدها محاولاتها تتحكم ف غضبها و نرفزها: انا عاذراكى لانك لو معاكى دليل واحد على حرف من كلامك كان زمانك اهدى من كده بكتير امنيه إتكت على شنطتها و هى بتتحرك تمشى: متتغريش اوى بالباب اللى فتحهولك هو بنفسه مش شطاره منك، عشان العين لما بتتعب بتقفل لوحدها، و القلب كمان لو تعب بيقفل لوحده، و القلب لما بيقفل بيقفل بابه عن كل حاجه و يستغني كمان .. حلم كعمشت وشها ببرود: نشوف..
امنيه سابتها و مشيت و حلم دخلت العربيه قدام و حطت ولادها ورا و قعدت و سندت راسها لورا و داست ف الدوشه اللى جواها ف ملكوت مالكها و اللى لحد دلوقت مش عارفه تفهم سر يوم زى انهارده بس مش عايزه تطفى نور اليوم ف عينيها ! محستش بنفسها غير و مالك بيدوّر العربيه ف إبتسمت و هى لسه مغمضه: ع فكره انا وزّعتهوملك مالك رفع حاجبه: ايوه يعنى عايزه ايه ؟
حلم فتّحت و لفت جسمها نص واحده ناحيته: ايه اللى عايزه ايه و تغمزلى، هكون عايزه ايه هنتعشى، هعوز ايه يعنى ف الجو الضلمه اللى احنا فيه ده و الحته المقطوعه و لوحدنا ؟ هتحمرش بيك مثلا ؟ انت اللى دماغك بتحدف شمال اهو مالك ضحك غصب عنه و دوّر العربيه مشيوا .. بيغيب و يبصلها و اما تتقابل عيونهم يلف وشه قدامه ..
حلم ردت من غير ما يسأل و لا تبصله: انا ست على فكره، و الست مينفعش يتقالها من اللى بتعشقه اذا كان بيحبها و لاء و لا بنفع تستنى تمسك ورقه ف إيدها كاتبلها عليها إنه بيحبها، الست بتحس و احساسها بيبقى اقوى حتى من مية حلفان ع مصحف، اقوى من انه يتفهم او يتعقل
مالك لف وشه فجأه ناحيتها كإنه إستغرب إنها قرت سؤاله و هى ضحكت و لفت وشها له: مش ده اللى كنت عايز تسأل فيه ؟ عن ردى على الملزقين اللى جايبهم حواليك و ازاى وثقت من قلبك ناحيتى بالرغم من كل اللى حصل ؟
مالك هز راسها و رجع بص قدامه تانى و حته جواه متضايقه اووى و حته تانيه مبسوطه اووى و الاتنين بيتخانقوا و ماسكين ف بعض ! حلم من عينيه فهمت ده بسهوله ف حبت تشده من الخناقه دى: و بعدين فرحان بلمه دي ودي ودي عليك عندك حق الدبان مبيتلمش غير على سكتت و مالك برّق قدامه من غير ما يبصلها و رجع بصّلها و رفع حاجبه ..
حلم ضحكت و رفعت إيديها بخوف مصطنع: ع السكر، الدبان بيتلم على اى حاجه مسكره مالك إكتشف إنه مسلوب إرادته اما لقى ضحكته بتطلع و عاليه .. حلم كعمشت وشها بغيظ و مسكت خده بقرص و فضلت تهز فيه: مش بقولك سكر، سكر محلى محطوط على كريمه..
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثامن عشر
مارد كاتم ضحكته بالعافيه قدام غرام اللى ماسكه العلبه ف إيديها و حطتها بتوتر ع حرف حوض الحمام .. غرام نكزته بإيديها بغيظ: بتضحك على ايه انت دلوقت ؟ مارد ضحكته طلعت عاليه: اصلك شبه تلميذ الثانويه اللى مستنى النتيجه، على ايه كل ده بس يا حبيبتى ؟ غرام بصتله و كشرت: على ايه كل ده ؟ هموت و ابقى ام يا مراد، نفسى اوى، عارف الحلم ده جوايا من امتى ؟ مارد رفع حاجبه: امتى ايه ده احنا متجوزين من اسبوعين تلاته يا روما، امال لو بقالنا سنه و لا اتنين كنتى قولتى ايه ؟
غرام اتخضت: بعد الشر، سنه ايه و اتنين ايه ؟ ده انا كنت موتت ! و اه الحلم ده جوايا من زمان، و زمان اوى على فكره و بغض النظر عن تريقتك و عن ان كل بنت جواها حتة امومه كده مولوده بيها و بتكبر معاها كل ما تكبر لحد ما يجيلها الوقت و تخرج برا تتنطط ع الارض قدامها، ف انا غير بقا كل البنات، انا اتولدت لوحدى، عيشت و اتربيت و اتعلمت و اشتغلت لوحدى، الوحيده اللى شاركتنى ف كل ده امى عشان كده اللى اتمنى تشاركنى ف كل اللى جاى بنتى، حساها .. حساها كده، حاجه كده زى اللمعه اللى بتنضاف للوحه بعد ما تترسم و تكمل مارد إبتسم لكلامها و رفع إيديها باسها اوى: بنتك اللى هتكمّلك بردوا يا روما ؟
غرام سحبت إيديها و لفت وسطه بيها و إبتسمت بعشق: انا مقولتش هتكملنى، انا قولت هتضيف لينا مش هتكمّلنا، انت اللى كملتنى و من غيرك كان ناقصنى كتير و كتير اوى كمان و اكتملت بيك، هى بقا اللى هتنوّر الكمال ده و تديله طعم، عشان كده نفسى فيها اوى يا مراد، مش فيها هى بس، انا نفسى ف عيال كتير و كتير اوى كمان منك..
مارد إبتسم و عينيه راحت على شريط الاختبار ورا ضهرها و قلبه على ضهره و شدها عليه حضنها .. غرام شافته بيقلبه ف وشها كشر و هو ضمها اكتر: بقا انتى حلمك هو العيال ها ؟ و كتير كمان ؟ طب تعالى بقا عشان شكلنا كده كنا مقصرين ف حق الحلم بتاعك الفتره اللى فاتت..
غرام لفت وشها للشريط و بصتله و دمعت و مارد لف وشه لها و سند على راسها: محصلش الشهر ده، يبقى الشهر الجاى، اللى بعده، احنا ورانا حاجه غرام دمعت بضيق: انا بس اما تعبت قولت إنه من مارد باسها برقه هاديه شبه الهدوء اللى بيسبق العاصفه: لا التعب ده انا عارف من ايه كويس، بتتمسكنى هاا غرام ضحكت من بين دموعها و هو باس عيونها: طب كلاكيت و نعيد و المرادى هنجيب مرادين تلاته مش واحد..
غرام ضحكت اوى و هو شدها حضنها بحب: انا بعشقك اوى، اوعى تزعلى كده ف يوم من حاجه و انا موجود
مالك صحى الصبح بالعافيه ف شقة أبوه .. قام دخل الحمام و قبل ما ياخد حمام وقف قدام المرايا كتير .. دماغه بتترجم كتير و لأول مره يحس ان الخناقه جواه بتهدى بس بتتحسم لصالح مين مش عارف ! اخد حمام و خرج .. مسك موبايله فضل يقلّب فيه بتركيز لدرجة محسش بالوقت ..بيعيد و يزيد ف حاجات كإنه بيشوفها لأول مره .. قام لبس و بيخرج وقف شويه مكانه .. فضل واقف بتردد ع باب الشقه و عينيه راحت على فوق .. اخد خطوات من غير ما يحس لحد ما إتفاجئ بنفسه ف نص السلم كإنه مسلوب الاراده !
إنتبه و بيلف يرجع حلم فتحت الباب و إبتسمت: مش محتاجه كل ده على فكره، هو الجرس بيعض ؟ و لا الباب اللى مكهرب مالك وشه إتغيّر لمجرد حس إنه شفاف او هو شافها متحاصر .. حلم: انت كنت فين امبارح ؟ مالك رفع حاجبه: انا، انا حلم إتوترت بلغبطه: اوعى تقول إننا مكناش مع بعض و إنى.
مالك اخد نَفس عالى و هى بصتله بترقّب: انت بيتت امبارح فين ؟ مالك لف ينزل: ملكيش فيه حلم مسكت دراعه: انا قولت إنك مالك لف وشه ببرود لها: إنى ايه ؟ هرجع اقضّى الليل ف حضنك و اقفل اليوم و تبقى كده خلصت ؟ لا للاسف بتحلمى
حلم إتعصبت: اليوم ده انت اللى إبتديته و انت اللى إختارت نبقى معاك و مالك شاورلها بإيده تسكت: نبقى معاك ؟ لاء سورى إسمها يبقوا معايا ! ولادى اللى انا بعتلهم و انتى اللى فرضتى نفسك علينا و فرضتى وجودك، كالعاده يعنى حلم ربّعت إيديها و بتتنفس زى اللى بتنهج: يااه فرضت نفسى عليكوا ؟ مالك ببرود: امال ايه اللى جابك ؟
حلم هزت راسها بحزن: عشان جوزى، و حبيبى،و ابو ولادى، عشان محتاجالك، عشان انت اللى ف يوم من الايام قولتلى خايف من الفجوه بينا و خايف و انا شايفها وخدانا ف سكه تانيه غير سكتنا او ع الاقل سكتى اللى حلمت بيها معاكى مالك هرب بعينيه بعيد اوى: اعتقد دول كانوا اتنين غير الاتنين اللى واقفين مع بعض دلوقت ! اتنين مبقوش موجودين ! كنت فاكر إنى لوحدى اللى مبقتش موجود بس واضح اننا الاتنين القدام مبقناش موجودين..
حلم دمعت و بتحاول تقول اى حاجه: بس ولادنا موجودين ! بيتنا موجود ! و انت اللى ف يوم قولتلى خايف اخسر البيت اللى ما صدقت فتحته .. انت اللى قولت انى اكبر من إنى ابقى طرف ف حكايه و تخلص مع مشكله و ان اللى بينا اكبر من كده، انت اللى قولت مالك كعمش وشه: البيت اللى ما صدقت فتحته ده انتى اللى قفلتيه..
حلم لسه هتتكلم هو قاطعها: قصدى حرقتيه، بس عارفه كويس إن ده كان جزء من رد فعلك عشان تحرقى معاه كل الخيوط اللى بينا حلم حاولت تثبت اول ما سمعت زن ولادها كإنهم فكّروها بخيطهم: اللى بينا مكنش خيط عشان يتحرق .. ده بيت و زوجه و عيال و اسره و مسئوليه و عيله .. يعنى سكن و دم و ده عمره لا يتقطع و لا يخلص..
مالك زعق بغضب لمجرد كلامها صح: متخلطيش الاوراق، انا قولتلك قبل كده انتى ف حته و عيالى ف حته تانيه خالص حلم صوتها إتهز: يعنى ايه ؟ و اللى حصل بينا امبارح ؟ مالك رفع حاجبه: هو ايه اللى كان حصل بينا امبارح ؟ كنت عازم صحابى و حبوا يشوفوا ولادى و بعتلهم و انتى اللى كنتى مصرّه تحطى نفسك ف كفتهم و تفرضى علينا وجودك، بس..
حلم هزت راسها بإستنكار: بس ؟ افرض وجودى على مين بالظبط ؟ عليك انت و عيالك اللى هما عيالى ؟ و لا على حريم الصياد اللى كنت لاممهم حواليك تضربنى بيهم، على اد ما كنت مبسوطه على اد ما لحقت صورتك بالعافيه و هى بتقع من نظرى ! معرفتش اشوفك الراجل اللى يضرب مَره بمَره و لا يلم الزباين حواليه و يسيبهم يبيعوا و يشتروا فيه..
مالك هز راسه و إبتسم إبتسامه مستفزه ثارت اعصابها بزياده و إتخطاها ميّل على ولاده الراقدين على كنبة الانتريه ف الصاله باسهم و فضل يبوس فيهم كتير و رجع بنفس التجاهل إتخطاها و نزل .. حلم فضلت واقفه مكانها و عينيها مفتّحه فيه اوى و بتتحرك مع حركته و هى واقفه لحد ما نزل .. معرفتش تشوفه بيلعب بمشاعرها .. يقرّب و يبعد يشحتفها، او يلعب على اعصابها ..
هى اه كانت عارفه إن هدوئه المفاجئ ده وراه حاجه و مش هيدوم بس إتقبلتها على إنها هدنه .. بس ف اللحظه دى حست إن اللحظه اللى كانت شايفاها هدنه تاخد فيها نَفسها كانت زى المخده اللى بتتحط على وشها تكتم نَفسها .. او زى الاكسجين اللى بيتركبلها ف وقت كانت فيه بتختنق و للحظه حستها هيساعدها تتنفس و هى ف اساس قناع بيخنقها .. محستش بنفسها و هى بتنزل برجلها ع الارض قعدت و دفنت راسها بين رجليها بتعب ..
قامت بسرعه مريبه دخلت و رزعت باب الشقه.. دخلت اوضتها جابت الادويه بتاعتها المهدئه و فتحتها و اخدت منها بهيستريا و هى مفتحه اوى بهزيان و ف نفس الوقت مش شايفه حاجه و الاخر حدفت علبة الدوا ف المرايا قصادها، و سندت راسها ع السرير و هى ع الارض بنوم او اغماء مش عارفه !
ليليان بتفتّح الصبح لقيت نفسها متحاوطه بمازن و تقريبا جواه .. محاوطها بدراعاته و حضنه و لاففها برجله كمان .. ليليان إبتسمت اوى بنوم: ايه ده هتخطف و لا ايه ؟ مازن وشه إتخض بتلقائيه زى كلامه: بعد الشر، الف بعد الشر يا ليليان، تتخطفى تانى و اعيش من غيرك ؟ طب الاول عرفت اعيش عشان كنت عيل دلوقت لاء، معرفش و الله ما اعرف ليليان إستغربت جدية رده و حاولت تتعدل و هو ضمها عليه اكتر: ايه كل ده ؟ انا هتخطف بجد و لا ايه ؟ انا كنت بهزر.
مازن ميّل على وشها باسها بهدوء مخدر: انتى لو هتتخطفى ف لا ينفع تتخطفى من حد غيرى و لا لحته غير هنا ليليان لسه هتتكلم كانت إتخطفت بجد منه .. لحد ما قامت بكسل ع الحمام: المفروض بدل ما تنشطنى بتمرين صباحى يا سيادة المقدم بتكسّلنى، ظابط فاشل انت ها مازن قام عليها و هى ضحكت بغيظ: بقيت بتسحب من لسانى كتير انا صح ؟ مازن ضحك اوى و زنقها ف الحيطه و هى غصب عنها من الضحك رفعت إيديها لفوق ..
مازن عجبه شكلها او جننه: ده بقا عشان حفظتى و لا إستسلمتى ؟ ليليان نزلت إيديها بسرعه و زغزغته من جنبه و هى بتجرى: لاء عشان اعرف اخد حمام و ننزل مازن برّق ع اللحظه اللى إتشقلبت و هى ضحكت اوى ف الحمام: هتفضل فاتح بوقك كتير كده ؟ يلا عشان نلحق الفطار مازن رفع حاجبه بغيظ: طب ما تقولى احسن نلحق أبوكى.
ليليان صوتها كشّر: قولنا ايه ؟ ده ميتغارش منه و بعدين لو خلصت قبلك همشى و نفطر و اخليه ياخدنى ف سكته لوحده و ده ما هيصدق مازن راح ع الحمام بغيظ: انتى بتقولي فيها ؟ ده انا بقيت بحس إنه بيتعمد يغرزنى ف اى شغله عشان يعطلنى عنك.
ليليان ضحكت اوى و هو ضحك بغيظ: اعملى حسابك انهارده رايح المعسكر للتدريب .. يعنى الحمد لله فالت من تحت إيده، فهخلع و اعدّى عليكى نتغدا سوا برا ليليان: ماشى و نجيب حاجات للبيت معانا و احنا راجعين.
حلم صحيت الصبح بإرهاق من النوم المتقاطع مع حلم و ياسين .. إبتسمت اول ما سمعت ملاغيتهم: انتوا مش ناويين تتظبطوا بقا و لا ايه ؟ مسيبتوش من مالكنا حاجه، حتى النوم الخفيف ده قامت اخدت حمام و خرجتلهم .. مسكت علبة اللبن اللى بقالها اسبوع كل ما تجى تديهم منها قلبها يوجعها بس هى حاليا ف هدنه مع كرامتها .. لازم تتجاهلها شويه لحد ما ترجّع كل حاجه اتلغبطت مكانها ..
على اخر اليوم جرس الباب رن فتحت لقيت عامل السوبر ماركت اللى تحت البيت مطلّعلها شنط .. حلم إستغربت: مالك اللى طالب الحاجات دى ؟ العامل: لاء حلم احتارت: يبقى ممكن فهد تحت، بس مراته و إبنه مش هنا، انا مطلبتش حاجه العامل: حضرتك يا فندم كلمتينى و قولتى عايزه الحاجات دى، حتى طلبتى بامبرز اجيبهولك من الصيدليه حلم رفعت حاجبها: نعمم ؟ انا مكلمتكش..
العامل شاورلها بموبايله: حضرتك اللى كلمتينى، و مكلمانى انا مش حد تانى من الماركت هقول ممكن إتلغبط، و بعدين حضرتك ندهتى عليا من البلكونه كمان الاول طلبتى حاجتك و بعدها كلمتينى فون حلم إبتدت تقلق ف مسكت دماغها فركتها بإرهاق .. العامل مسك الفون و فتحه و شاورلها بيه: حضرتك مكلمانى اهو من ساعه و حلم شافت الموبايل ف إيده و عليه نمرتها ف سجل المكالمات من ساعه تقريبا وقت ما صحيت ف إتنرفزت بهجوم غريب: و اما انا مكلماك من ساعه لسه فاكر تيجى ؟
العامل إستغرب عصبيتها: انا قايل لحضرتك شويه و هجبلك الحاجه عشان فى ناس ف الماركت، بعدين قولتلك فى حاجات من اللى طالباها برا عقبال ما اجيبها حلم اخدت منه الحاجه و قفلت الباب ف وشه من غير وعى .. حطت الحاجه و قعدت على كرسى السفره و سندت كوعها ع الترابيزه و حطت راسها بين إيديها بتعب .. قامت فجأه دخلت الاوضه جابت موبايلها فتحته .. شافت ف المكالمات فعلا طلبته .. شافت وقت المكالمه لقته تقريبا اول ما صحيت !
حطت الموبايل بإنهزام و قعدت .. رجعت مسكته تانى بحماس كإنها إفتكرت .. جابت ابليكشن المكالمات و رجعت للتروكولر ع الفون جابت تسجيل اخر مكالمه شغّلته .. حلم: عم محمد عايزه شوية حاجات و النبى اطلعى بيهم عشان مش عارفه انزل و اسيب الولاد محمد: حاضر، بس لو ينفع شويه كده عشان مش هعرف اسيب الماركت لوحده فى زباين.
حلم: مش مشكله، المهم عايزه نسكافيه و بن محوّج و شاى و جبنه مورتزيلا، و كمان عايزه علبة بامبرز مقاس 2 بس من الصيدليه مش اى حته محمد: تمام، شويه و هروح اجيبه و كمان البن عشان مش هنا حلم قفلت السكه: هستناك اول ما تجيب الحاجه اطلع بيهم عشان مش هعرف انزل
حلم قفلت تسجيل المكالمه و حطت الموبايل جمبها ع الكومدو و من غير ما تحس نزلت براسها ع السرير و غمضت عينيها بلغبطه ..
مازن اخد ليليان فطروا عند آبوها و مراد اخدهم بالعربيه .. فتح ل ليليان قدام جنبه و مازن لسه هيقرّب قفل الباب و شاورله ورا و هو بيلف يركب يسوق .. مازن وقف بغيظ: بردوا ؟ كل مره ؟ مراد إبتسم بإستفزاز: اعملك ايه ما انت اللى مهزق زى أبوك، بتقول كل مره و لسه محفظتش !
مازن لقاه هيتحرك بالعربيه لحق بسرعه فتح الباب يركب و هو بيبرطم يغيظه: احسن بردوا، حد يطول سوّاق خصوصى كل يوم ع الصبح ؟ ده و لا سواق التوكتوك مراد كان دوّر العربيه و مشى خطوتين ف وقف فجأه بفرامل خضّهم و لف وشه له .. مازن رفع إيديه: و ربنا بهزر يا مرضان مراد شافه مربطش الحزام ف عمل نفسه هيرجع يمشى و دوّر العربيه فجأه و وقف فجأه لبّس وشه ف الكرسى اللى قدامه .. مازن مسك راسه بيضحك بغيظ: يخربيتك يا مرضان بهزر انت مبتهزرش ؟
مراد هز راسه بإستفزاز بعد ما كرر الحركه كذا مره و بعدها بصّله ببرود: لاء بهزر وقف بالعربيه و فتح الباب نزل و لف للباب ناحية كرسيه ورا ليليان فتحه و شاورله: انزل يا بتاع التوكتوك سوق مازن نزل بلهفه بيضحك: كان لازم يعنى استفزك ؟ مراد سابه نزل و لف ركب مكانه يسوق و كان لسه واقف ف فتح الباب جنب ليليان و نزّلها دخّلها و دخل و قفل الباب ..
الحركه مخدتش ثوانى و مازن بيعدل نفسه و العربيه يتحرك بيلف وشه جنبه ملقهاش من غير مايبص وراه ضحك بغيظ: يخربييتك يا مراد مراد شاورله ببرود: اطلع يا ابن بتاع التوكتوك بقا
حلم قفلت التسجيل بإرهاق .. حست إنها ف دوامه .. محتاجه لحد جنبها .. مش هينفع تعدّى بأزمتها دى لوحدها و لا حتى تبقى لوحدها .. بس ممكن ترجع لمين ؟ امها اللى باعتها و نسيت حتى إنها عندها بنت ؟ و لا مالك اللى سكوته مجننها و مش عارفه ناوى على ايه ؟ لا بِعد و لا قرّب و لا إتكلم و لا حتى ساكت سكوت الرضا او الاستسلام ! و فوق ده كله اعصابها اللى إبتدت تلمس بوظانها ..
ف وسط الدوشه دى إفتكرت الدكتوره النفسيه بتاعتها ف قامت لبست و نزلت .. رنت على مالك تقوله إنها هتخرج رغم إنها معرفتش هتقوله ايه بس مردش كالعاده .. إستنتها كتير لحد ما دخلتلها و قعدت قدامها بإرهاق و هى ماسكه دماغها بصداع و إبتدت تحكيلها من بعد اخر مره و رجوع مالك و اللغبطه اللى هى و هو فيها و اللى حصل و بيحصل ..
سألتك قبل كده و بسألك تانى بتاخدى ادوية المهدئات دى بكميات قد ايه و لا مواعيد محدده بردوا معرفتيش ! ف مقدرش احدد الاعراض دى و كل اللى بيحصلك ده منها و لاء ! لإنها فعلا لها اثار جانبيه و اضرار بس بنسب معينه بتتوقف على طريقة اخدها و كمياتها و حتى اوقاتها ! يعنى اخدها قبل النوم بيبوظ الاعصاب و يخدرها بنسبه اعلى من اى وقت تانى، واخدها من غير اكل بيأذى و طبعا بكميات فوق المحدد يمكن يدمر كمان.
حلم بذهول: لدرجة التوهان ؟ إنى مخدش بالى من حاجات حصلت و بتحصل حواليا ؟ الدكتور هزت راسها بتفكير: ماهو بردوا الحاجات اللى ذكرتيها دى ممكن تعدى من باب الضغط اللى انتى فيه، او مثلا تعب الاعصاب و السهر مع الولاد و خارجه من فترة حمل و لغبطة هرمونات و ولاده و تعب حلم هزت راسها بتوهه: لدرجة انسى نفسى ؟ معرفش إنى نمت مع جوزى و لا لاء !
الدكتوره بصتلها شويه: مش يمكن ده عقلك الافتراضى ؟ حاجه كده زى اللى من كتر ما اتمنتيها او احتاجتيها ف حستيها حواليكى ! عقلك الباطن من كتر ما خزّنها كتير من شهور رسمها قدامك بمجرد ما شاف جوزك حلم هزت راسها مش مقتنعه و سندت كوعها ع الترابيزه و حطت راسها عليه: انا شوفت جسمى مزرّق و شميت ريحته حواليه و شوفت نفسى بقميص نوم حتى مش عندى و شوفت هدومنا و حاجته الدكتوره: ده اللى بقا اللى حصل و الا اللى اتمنتيه يحصل ؟
حلم بصتلها بتوهان و الدكتور بصتلها حاولت تطمنها: ماهو مش منطقى هيتخانق معاكى بالنهار و ينام معاكى بالليل و يصبح يتخانق معاكى الصبح و فوق ده كله اخوه قالك إنه كان معاه و انتى بنفسك شوفتى حاجته معاه ف وقتها و اللى انتى بتقولى إنك كنتى شايفاها من دقيقه ف الاوضه معاكى !
حلم رفعت وشها بحده: و شهادات الميلاد و اللبن بتاع ولادى و العربيه بتاعته اللى شوفتها و ف نفس اللحظه مشوفتهاش و لولا وجوده معايا و ان فرق الوقت مكملش ثانيتين كنت قولت ممكن لسه جاى بس بيهزر ! الدكتوره بتفكير: زى ما قولتلك لازم اعرف انتى بتاخدى ادوية المهدئات و مضادات الاكتئاب بتاعتك ازاى و اد ايه و كل اد ايه..
حلم فركت راسها بصداع: معرفش،كل ما بحتاجها، كل ما بحس إنى لازم ابقى اهدى عشان اعرف اكمل، عشان اعرف استحمل وضع زى ده الدكتوره: و ده صح ؟ عشان تبقى اهدى لازم تبقى كويسه و طبيعيه عشان تعرفى تتحكمى ف نفسك و ف تصرفاتك و ردود افعالك، ده اللى هيخليكى ترجّعيه و تكملى مش المهدئات حلم دمّعت و صوتها إتهز بضعف: مالك مش عايزنى..
الدكتوره: و عمره ما هيعوزك بضعفك ده، من كلامك واضح إنه حبك قويه، حب اصرارك و ارادتك اللى خلوه داس على كل خوفه و قلقه و إتطمن بيكى، حب تمسكك بيه مهما صدّك، حب طريقة حبك له و حطيتك له كهدف قدامك، حب حاجات كتيره اوى للأسف انتى بضعفك ده بتمحيها منك دلوقت حلم عيطت: كنت فاكره ان ولادنا ممكن يلمونا تانى، او يبقوا سلاحى اللى هدخل بيه الحرب معاه و مع اى حد يقف بينا، بس طلعوا السلاح اللى هيترفع ف وشى و اقع بيه..
الدكتوره: قصدك يحرمك منهم ؟ لا معتقدش حلم: هو قالى ده و إبتدى فعلا يرتب لكده الدكتوره: و ده اللى مخلينى بقولك مش هيحصل، بغض النظر عن ان من كلامه عنه مش مالك اللى يعمل ده، بس لو هو كده و عايز يعمل ده كان عمل من غير ما يهدد او يبلغك حتى، هو يعنى ميعرفش ياخدهم و يمشى من غير حتى ما تعرفى و متعرفيش توصليله و لا توصليلهم ؟
حلم إتخضت: لا لا مستحيل، مالك ميعملش كده الدكتوره إبتسمت و حلم بصتلها تايهه بإستفسار .. الدكتوره: بيلعب بأعصابك مثلا، بيوتّرك او بيهز ثقتك ف نفسك او حتى فيه و هو شايفك طول الوقت قدامه واثقه فيه إنه مش هيسيبك، مخليكى على وضع مستنيه اى رد فعل منه ف اى وقت حلم إترسم قدامها امل هشه: يعنى مش هيمشى ؟
الدكتوره: حاليا حاولى تبقى اهدى عشان تعرفى ترتبى خطواتك اللى هتاخديها و بيها تعرفى ترجّعيه او نقول تحافظى عليه لإنه مش محتاج يرجع، اللى زى اللى حصل بينكم ده مترتب على اول خطوه و هو خلاص اخدها اما خطّى للبيت من تانى رغم إنه بؤرة السور اللى بينكم و المطب كان من عنده و ده ف حد ذاته خطوه حلوه و الاحلى إنها منه، و بكده يكون رمى الكوره ف ملعبك و الخطوه الجايه من عندك انتى، عشان كده عايزاكى اهدى و لازم تظبطى ادويتك و ابعدى المهدئات اد ما تقدرى لإنها دى اللى هتأذيكى فيه مش هو و لا بُعده و لا حتى اللى عملتيه سابق..
حلم مسكت دماغها بإحباط و الدكتوره بصتلها: اعملى حسابك المره الجايه محتاجاه معاكى حلم إتخضت: لاء طبعا، هو ميعرفش اصلا بالمهدئات و لا الادويه النفسيه و لا حتى بمجيى هنا ! ده عايز يسيبنى و ياخد ولاده و يهجرنى من غير حاجه ف ما بالك اما يعرف إنى ممكن أئذيهم ؟
ده انا إتوجعت اما عرفت إنه مش عايزنى ارضّعهم منى رغم إنى كنت بحاول اخد قرار زى ده خوف عليهم عشان عارفه إنى باخد دوا و شكيت إنه ممكن يكون عرف حاجه عن المهدئات بس هو مبيطلعش شقتى و لا بيدخل اصلا و لا بيعدّى الصاله و عشان ولاده..
الدكتوره سكتت شويه: ماهو وجوده معاكى ف جلسات علاجك لازم و ضرورى لابد منه، هو جزء من مرضك و بردوا جزء من علاجك، ف حاولى ع الاقل قوليله إنك مثلا بتتابعى عشان نفسيتك تعبت من بعد خبر موته و جيتى او حتى جيتى بعد رجوعه عشان تستعينى بحد يساعدك تتخطى معاه المحنه دى ف علاقتكم حلم ضحكت بوجع: انتى بجد عايزانى اقوله تعالى معايا اروح لدكتوره نفسيه تساعدنى ارجّعك لحضنى تانى ؟
الدكتوره إتنهدت و لسه هتتكلم حلم وقفت و اخدت ولادها و خرجت .. نزلت من عند الدكتوره وقفت قدام الصيدليه بتردد، و الاخر دخلت جابت الادويه و خرجت .. اخدت عربيتها و مشيت بيها زى التايهه .. حست إنها بتختنق و مش عارفه تتنفس، وقفت بالعربيه و سندت راسها ع الدريكسيون قدامها مدمعه بضعف ..
فتحت علبة الدوا اخدت منها و قفلتها و حدفتها قدامها و إتحركت بعربيتها بالعافيه لحد الكورنيش قصادها و وقفت بيها و بصت قصادها على كافيه ع الكورنيش،.. اول مكان إتقابلت فيه مع مالك .. اول مره كانوا سوا جابها هنا و اتكلموا وقتها لاول مره .. قفلت العربيه و بعد ما كانت هتشيل ولادها حست إنها مخنوقه .. سابتهم ف العربيه و قفلتها و نزلت ..
فضلت تتمشّى بشرود و بتحاول تهدى و تراجع كلام الدكتوره اللى رسم قدامها امل بسيط .. إبتسمت بحماس لمجرد عرفت تقنع عقلها بالكلام و ان فعلا لسه فى فرصه و بتلف ترجع لمحت مالك من بعيد قصادها !
حلم بصت قوى ع الترابيزه اللى هو عليها و هزت راسها بحده و راحت عليهم بإندفاع .. بمجرد ما قرّبت منه شافته قاعد مع حد مش شايفاه و لا عرفته من ضهره بس بمجرد ما راحت عليهم و بقت بينهم شافتها ف بصتله بذهول: و دى بقا اللى سايب بيتك و عيالك عشانها ؟ يا اخى طب انا وحشه و بنت ستين كلب عيالنا ذنبهم ايه ؟ غلطت بس مكنوش هما ف الصوره ف معملتش حسابهم غصب عنى، لكن انت بقا مبتعملش حسابهم دلوقت ليه ؟
مازن إتصل على ليليان اكّد عليها هيعدّى عليها بعد ما يخلّص يتغدوا برا و يجيبوا حاجاتهم .. بتقفل موبايلها لقت مراد داخل المستشفى .. إبتسمت و راحت عليه و هو اول ما شافها اخدها ف حضنه: انتى كنتى مستنيانى و لا ايه ؟ ليليان إبتسمت: كنت تحت لسه خارجه من عمليات و مازن كان بيكلمنى و مراد: خلّصتى و لا ايه ؟ ليليان: اه يعنى شويه كده مراد: عندك شغل تانى ؟
ليليان: يعنى، بس مازن كلمنى هيعدّى عليا ف هستنى شويه لحد ما يخلّص و مراد لف دراعه عليها و هو بيطلع بيها لفوق على مكتبها: لا هو يخلّص براحته و احنا نروّح و اما يخلص يبقى يجى ليليان إبتسمت بإحراج: هو مش هيغيب مراد وصل بيها على مكتبها: مش مشكله، وقت ما يخلّص، تعالى نروّح احنا انا واقع من الجوع. ناكل و اما يجى يبقى يعدّى عليكى ليليان سكتت بإحراج و اخدت حاجتها و مشيت معاه ..
شويه و مازن راحلها ع المستشفى، قبل ما يطلع مكتبها قابل رضوى صاحبتها اللى ضحكت: جوزها التانى خطفها مازن حاول يهزر: اعرف مراته التانيه، لكن جوزها التانى ده بنت مراد اللى ورتهولى رضوى ضحكت جامد و هو حط إيده على وشه بيكتم ضيقه: ده مراد ورانى ... ورانى العفريت بيخبى عياله فين..
خرج و اخد عربيته و مشى، بس حس إنه بيختنق، قرر يروح على بيته الاول بس بمجرد ما دخل الشارع لقى نفسه عند بيت مراد .. وقف لحظه بضيق و بيرفع وشه شافهم ف البلكونه مش شايفينه بس بيضحكوا بصوت عالى و بيتكلموا سوا .. ف ثوانى ضيقُه إتبخر و نزل دخل .. ليليان فركت إيديها بإحراج: مازن معلش، اصل انا، يعنى انا.
مازن حرّك إيده على وشه يدارى زعله و حاول يبتسم: مفيش مشكله حبييتى، المهم يلا ليليان راحت عليه مسكت إيديه بين إيديها الاتنين: حقك عليا بقا متتقمصش، انا و الله كنت مستنياك بس بابا عدّى عليا و هو جايلى مخصوص ف معرفتش ازعّله مازن بعتاب: طب مانا كنت رايحلك مخصوص يا ليليان، و كنت مفضّى نفسى عشانك على فكره و انا عامل حسابى هنقضّى اليوم سوا زى ما إتفقنا ليليان رفعت إيديه و لفت وسطها بيهم: خلاص بقا تتعوض مازن بزعل: زى السفريه كده ؟
ليليان عضت شفايفها بكسوف: مانا بعوّضك بطريقتى، تزعل ليه بقا ؟ مازن كل زعله إتبخر قدام لمعة عيونها اللى غمضتهم بكسوف: يبقى اشوف بعينى الاول و بعدين اقرر ازعل و لا لاء مراد صوته سبقه و هو نازل من فوق و مازن بحركه سريعه شدّها لبرا و قفلوا الباب و هى بتضحك اوى و شبه بيجرى بيها بضحك ..
عند حلم ف الكافيه .. كانت راكنه عربيتها برا و سايبه ولادها فيها، عربيه بتركن ورا عربيتها خبطتها خبطه خفيفه .. ثوانى و الناس إتلمت و حاولوا يفتحوها بعد ما شافوا عربية بيبهات جواها .. قرّبت عربيه منهم و نزل منها كذا واحد قرّبوا شافوا الوضع و بعدوا الناس و حاوطوها و واحد منهم مسك موبايله اتصل بحد ..
حلم شافت مالك بيبصلها بخنقه ف بصتله بذهول و هى بتشاور على ميرنا اللى بتبصلها بتريقه و انتصار: و دى بقا اللى سايب بيتك و عيالك عشانها ؟ يا اخى طب انا وحشه و بنت ستين كلب عيالنا ذنبهم ايه ؟ غلطت بس مكنوش هما ف الصوره ف معملتش حسابهم غصب عنى، لكن انت بقا مبتعملش حسابهم دلوقت ليه ؟
شافت مالك بيوقف و نظراته حاده ف راحت عليه خبطته ف صدره بكسره: عرفت بقا انا مكنتش عايزه خلفه ليه ؟ صدقتنى دلوقت ؟ فهمت موقفى ؟ إنك مذبذب و اسرع حل عندك تجرى و تستخبى ف اى حاجه تقابلك حتى لو ف نفسك ! ف مكنتش عايزه ولاد يتحطوا و يحطونى معاهم ف وضع زى ده ! يدفعوا تمن حاجه ابعد ما يكون عنهم !
مالك شاور لميرنا: يلا حلم بتبصله بذهول إنه مش بس متجاهل كلامها، ده متجاهل حتى وجودها ف شدته بذهول: انا بكلمك على فكره، و لو فاكر إنك بطريقتك دى بتعاقبنى ف لازم تعرف إنك بتعاقب نفسك قبلى بتبص ف عينيه بذهول و مالك رفع حاجبه: انتى مجنونه و لا ايه ؟
حلم شدته بحده و هو ماشى: انت مش هتمشى و مع الحشره دى، فااهم ؟ بلاش يا مالك، انت كده بتعاقب ولادنا حتى معانا، انا غلطت هما فين منك ؟ فين من كل ده ؟ ذنبهم ايه ؟ طب حتى خدهم يعيشوا معاك او حتى سافر ترتاح و انا عارفه إنك هترجع مالك كإنه مش شايفها و بيمشى و هى رايحه وراه شبه بتجرى عشان تجيب خطواته: بلاش كده، الغبيه دى كانت السبب، لولاها مكنش حاجه من كل ده حصلت، هى كانت اول طوبه من السور اللى إتحط بينا..
مالك بين كل خطوه و شويه يحاول يدفع مسكة إيدها له بس هى بتتبت اكتر: فكر كده، لولا فلوسها اللى حوّلتهالها مكنتش هفهم غلط ! لولا سفرها اللى كان هيبقى معاك و مجيها معاك لحد بيتى و قالت إنك مسافر معاها و بباسبورات تانيه يعنى هربانين مكنتش هفهم غلط ! ده لولا أبوها مكنش كل ده حصل وصلوا عند عربيه و شافت مالك بيفتحها و زقها كذا مره بحده لورا لحد ما فك مسكة إيدها له: انتى غبيه يا بت انتى، ايه مبتفهميش ؟ ما قولتلك غوورى بقا، ايه القرف ده ؟
حلم وقفت مكانها بصدمه و بصت بذهول بعينيها او بدموعها لإيدها اللى زقّها و شافته بيركب العربيه و ميرنا لفّت ركبت جنبه و شبه بيتكلموا كلام شبه الاعتذار لها ..
حلم بتهز راسها بتوهان و لسه هتروح عليهم موبايلها ف إيديها رن،.. حدفته ع الارض بغضب و بتتحرك للعربيه كانت هتدوس ع الموبايل اللى شاشته منوره بإسم مالك بيتصل .. وقفت بتوهه و بتنقل عينيها بين الموبايل اللى بيرن بإسمه و بين العربيه اللى قدامها و شايفه مالك فيها مع ميرنا بيتكلموا ..
ميلت ع الموبايل مسكته و فتحت: مين ؟ مالك بضيق: ايه مين دى ؟ انتى فين ؟ حلم بصت للعربيه شافت مالك مفيش ف إيده و لا جنبه حتى موبابل و رجعت بصت للفون ف إيدها: انا .. انا .. اصل
مالك زعّق: انتى فين انطقى ؟ انا روحت البيت ملقتكوش لا انتى و لا العيال ! حلم لسه مردتش بس عينيها بتلف ف حركات سريعه بين الموبايل ف إيدها و العربيه اللى شافت مالك بيدوّرها قدامها تمشى و مش عارفه تنطق .. حطت إيدها بالموبايل على صدرها بوجع و قبل ما تنطق شافت العربيه قدامها بتبعد عنها ! ف نفس اللحظه سمعت من وراها عربيه بتحك ف الارض و بتقف و مالك نازل منها !
حلم عينيها تايهه بتعب و مالك نزل و هو بيزعق: انتى سايبه الولاد لوحدهم ليه ف العربيه ؟ و بتعملى ايه هنا و سيباهم ؟
حلم رجعت بصت قدامها للعربيه قدامها اللى مكنتش لسه إختفت و فيها مالك و ميرنا و لفّت وشها بصت وراها للعربيه اللى نزل منها مالك ! الموبايل وقع من إيدها بتوهه و هى إتخطته و راحت ناحية مالك قدامها بصتله قوى و لفّت وشها للموبايل اللى وقع وراها !
عينيها بتبص قدامها لعربية مالك و ميرنا اللى ركبها و بتبص ورلها لعربية مالك اللى لسه نازل منها و بتبص جنبها للموبايل اللى لسه كانت بتكلم مالك منه و بتبص يمينها لمالك اللى بيزعق و حاسه ان كل حاجه بتدخل ف بعضها ! بتغمض و تفتح و الصوره قدامها بتبيّض و تسود و تقرب و تبعد و تظهر و تختفى و فجأه...
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل التاسع عشر
مالك زعّق ع الموبايل: انتى فين انطقى ؟ انا روحت البيت ملقتكوش لا انتى و لا العيال ! حلم لسه مردتش بس عينيها بتلف ف حركات سريعه بين الموبايل ف إيدها و العربيه اللى شافت مالك بيدوّرها قدامها تمشى و مش عارفه تنطق .. حطت إيدها بالموبايل على صدرها بوجع و قبل ما تنطق شافت العربيه قدامها بتبعد عنها ف نفس اللحظه سمعت من وراها عربيه بتحك ف الارض و بتقف و مالك نازل منها !
حلم عينيها اللى راحت عليه فضلت تلف حواليه و حواليها بزوغان ! مالك زعق: انتى سايبه الولاد لوحدهم ليه ف العربيه ؟ و بتعملى ايه هنا و سيباهم ؟ حلم رجعت بصت قدامها للعربيه اللى مكنتش لسه إختفت و فيها مالك و ميرنا و لفّت وشها بصت وراها للعربيه اللى نزل منها مالك ! الموبايل وقع من إيدها بتوهه و هى إتخطته و راحت ناحية مالك قدامها بصتله قوى و لفّت وشها للموبايل اللى وقع وراها !
عينيها بتغمض و تفتّح و الصوره قدامها بتبيّض و تسود و تقرّب و تبعد و تظهر و تختفى و فجأه نزلت ببطئ مميت بجسمها ع الارض و هى بتنسحب لدنيا ضلمه مفهاش وعى و لا حركه .. حركة مالك السريعه ناحيتها و شدته لها بحده قدرت تفوّقها شويه و زعيقه: انتى كنتى فين ؟ حلم بصوت مهزوز: كنت ف المستشفى، كنت تعبانه و مالك إتنرفز بهجوم: كنتى ف الزفت ايه اللى جابك هنا ؟
يونس راح عليهم وقف بينهم: مالك براحه الناس بتتلم، مش كده حلم لسه بتهته ترد مالك شدها بحده و راح ع العربيه: و سايبه العيال ف العربيه لوحدهم ؟ حلم وقفت ف نص خطواتهم: انت عرفت ازاى إنى هنا ؟ انا كلمتك و انا نازله مردتش مالك شدها حدفها ع العربيه: العربيه بتاعتك يا هانم إتخبطت ع الطريق و انتى راكناها كده، و الناس إتزفّتت إتلمت ع العيال اللى جواها اللى لولا الخبطه بسيطه كان زمانها راحوا بسبب اهمالك..
حلم عينيها راحت على ولادها و غصب عنها دموعها نزلت .. هى فعلا كان ممكن تخسرهم بسهوله كده ! مالك زعّق: الحراسه اللى سايبها لحضرتك كلمونى اما معرفوش يوصلولك و يدوب جيت لقيت حضرتك سيباهم و دايره تتزفتى جوه حلم لفت وشها ورا بتوهان و رجعة بصتله: انا .. انا شوف .. شوفتك جوه، انت كنت جوه معاها، و انا مالك بصّلها بإستغراب على كلامها و اللهجه التهتهه اللى بتتكلم بيها و حالتها كلها: فى ايه و جوه فين ؟ انتى اتهبلتى و لا ايه ؟
حلم بصت ليونس بلغبطه: انت مكنتش معاه جوه ؟ لالا، انت ... يونس رد بإستغراب: احنا لسه جايين و مالك راح ع العربيه و قالى اشوفك فوق و لسه هاطلع شوفتك ع الباب و قبل ما اروحلك مالك سبقنى حلم بصت ع العربيه لقتها مطبقه من الجنب و مخبوطه ! بصت حواليها للناس بإنكسار و مسكت دماغها بدوران و كل حاجه حواليها عمال تلف بحركه دائريه سريعه و الحاجات حواليها عماله تتشال و تتحط و تبعد و تقّرب و تكبر و تصغر ف عينيها و هى بين كل ده بتغمض اوى بسرعه و تفتّح بنفس السرعه و هى جسمها بيرخى !
مالك قرّب منها بسرعه مسكها و هى حاولت تتبت ف إيده بإيدها اللى بتترعش: متسبنيش مالك لقفها بجسمها كله على صدره و هى بتتحدف لتحت نزل بيها ع الارض .. اتلم حواليهم كذا حد و الحراسه قرّبت منهم مالك شاور لحد فيهم: مايه شالها و يونس فتحله العربيه دخل بيها حطها ع الكنبه و فضل يخبط على وشها تفوق .. يونس ناوله مايه و رش عليها بس هى مش بتفوق، او بتفوق و ثوانى و يغمى عليها..
مالك شاورله: اطلع يا يونس يونس: متقلقش، هى اكيد كويسه، هى بتقولك تعبانه و كنت ف المستشفى و يمكن ده اللى خلاها اغمى عليها، ممكن لسه تعبانه مالك بقلق بيغيب و يخبط على وشها: اطلع ع المستشفى يا يونس، لازم اتطمن عليها يونس: متقلقش طيب مالك بتلقائيه ضمّها عليه خدها جوه حضنه و هى من بين اغمائها راسها جات على صدره حست بدقات قلبه كإنه بتخبط راسها من عنفها ف إبتسمت من تغميضة عينيها و مش عارفه ده بجد و لا حلم و لا احساس إترسملها !
مراد صحى الصبح على دوشه ف البيت و صوت ضحك بيرن حواليه .. إبتسم اوى و قبل ما يقوم سمع صوت خبط زى الطبل ع الباب و ضحك .. مارد فتح و دخّل راسه: تستر نفسك و لا انت ربنا ساترك اصلا ؟ مراد ضحك اوى و شاورله دخل و غرام وراه: حبيبى مراد حضنه جامد و طوّل اوى و الاتنين سكتوا ..
همسه إتحركت بنوم لحد ما فتّحت و حدفته بمخده من جنبها: راس كرنبه انا ؟ مارد رفع وشه من حضنه و هو بيدخل جنبه و شال شعرها حدفه على وشها: انا اقدر ؟ ده انتى راس الكرنبه و ورقها، ازيك يا كرنبه غرام لفّت من الناحيه التانيه جنبهم بضحك: وحشتينى يا سوووسو قعدوا كتير و الاخر انسحبوا على برا .. غرام دخلت اوضتهم و مارد شاورله: هنغيّر و ننزل نفطر سوا..
دخل اوضتهم لقى غرام ف الحمام .. فضلت كتير لحد ما إستغيبها ف قام خبّط عليها: غرام السرير جوه مش برا على فكره غرام ردت بصوت متغير: حاضر مارد بعد ما مشى رجع: غرام فى حاجه ؟ غرام إتعصبت: خلصنا بقا قولت حاضر مارد رفع حاجبه بإستغراب و وقف و سند ع الحيطه لحد ما طلعت ..
اول ما شافها لسه هيهزر سكت اما شاف عينيها مدمعه بتحاول تداريها: فى حاجه و لا ايه ؟ غرام هترد صوتها إتخنق ف وقفت بالكلام: اصل انا مارد راح عليها اخدها ف حضنه و إتحرك ع الاوضه: تعالى بس، فى ايه ؟ احنا راجعين كويسين، انتى تعبتى و لا ايه ؟
غرام هزت راسها بطفوله و هو مسك وشها رفعه ف وشه: طب فى ايه طيب ؟ حد زعّلك ؟ غرام بصوت مخنوق: مفيش، بس كان عندى امل الشهر ده اكون حامل، كان نفسى اوى، و اما تعبت ف اسكندريه و دوخت و ترجيع و كده قولت ده حمل و إتعشمت، بس دلوقت مارد فضل باصصلها شويه بيسمعها بهدوء تكمل و هى سكتت لحد ما فهم ف ضحك: حرام عليكى يا شيخه وقّعتى قلبى، بقا ده اللى مزعّلك كده و معيّطك يا هابله؟
غرام دمعت: و دى حاجه هابله يا مراد ؟ ده انا نفسى اوى يبقى عندى عيل ف مابالك اما يبقى حته منك بقا ؟ مارد باس راسها: اوعى تعيطى كده تانى،انتى عبيطه و لا ايه ؟ ده عيل ايه ده اللى يعيّطك قبل ما يجى ؟ غرام كشرت: إبنك مارد رفع حاجبه: لا ده ابن كلب غرام ضحكتها طلعت اوى مع الدمعه اللى طلعت ف ورّدوت وشها ..
مارد باس راسها: شيلى الموضوع بس من دماغك و متخلهوش يشغلك كده يا هابله، احنا لسه شهر جواز غرام: ده حلمى يا مراد من زمان، عارف ده زى حلمى فيك بالظبط، زى ما معرفتش اتنازل عن حلمى فيك مش هعرف اتنازل عنه مارد شدها عليها بغزل: طب تعالى بقا اما اشووف غرام جريت بضحك: ايييه ؟ هتشوف ايه انت ؟
مارد غمزلها: هشوف ابن الكلب اللى مزعّل أمه ده غرام ضحكت اوى و كشرت على طول: انت مفهمتش انا قولت ايه ؟ يا مراد انا مارد ضحك و هو بيشدها عليه و لفّها هى للحيطه و قرّب منها: لاء مانا هصالحك بردوا بس بطريقتى بقا..
مالك اخد حلم و راح بيها ع المستشفى اللى هى كانت لسه فيها من شويه بعد ما سأل الحراسه .. شالها و دخل و أخدوها منه للطوارئ إبتدوا يفوّقوها و علقولها محاليل لحد ما فاقت .. حلم بتفتح عيونها لقت مالك قاعد على حرف السرير قصادها ف حاولت تفتّح اسرع بصوت ملغبط: م.. مالك، انت كويس ؟
مالك رفع حاجبه: انا اللى كويس ؟ حلم سندت بكفوفها ع السرير لحد ما قعدت و إتلفتت حواليها ع الغرفه .. مالك بقلق: انا جيبتك للمستشفى اما اغمى عليكى و انا مش فاهم حاجه و لا عارف افوّقك حتى، بقيتى احسن ؟
حلم هزت راسها و إبتسمت و هى بتمسك إيده: طول ما انت معايا كويسه مالك إنسحب وقف و هى تبتت على إيده اكتر .. مالك: هروح اشوف الدكتور لو فوقتى نمشى، و لا حاسه إنك محتاجه تفضلى حلم بسرعه: لالا إتطمن انا كويسه و..
مالك رد ببرود بعد ما شافها بترجع لطبيعتها: لاء انا قلقى على ولادى، مينفعش تفضلى معاهم و انتى كده، مش هتعرفى تاخدى بالك منهم حلم إتنهدت بإحباط و هو راح ع الباب يخرج: قولتلك خدى بالك منهم، بلاش تضيّعيهم هما كمان، بس انتى اللى مصممه
حلم إتلجّمت على كلامه و قبل ما ترد سابها و رزع الباب و خرج .. حلم مسكت دماغها بإرهاق و لغبطه .. مش عارفه تستوعب اللى هى فى.. الدكتوره قالتلها احساسك اللى بيرسملك كل ده من كتر ما بتتخيليه و كتر المهدئات بتساعده.. معقوله من كتر ما بتتخيل او مثلا شافت ميرنا بتكلمه كذا مره تحس بكل ده ! فاقت على مالك اللى داخل بالدكتور اللى شافها و إتطمن و طمنهم: هى كويسه و فاقت، ممكن تخرج عادى مالك حاول يدارى قلقه: هى مالها بالظبط ؟
الدكتور: هى كانت مغمى عليها، عملنالها كشف سريع بس طلع تمام، ف ممكن مجرد ارهاق او سهر و قلة نوم بما إنكم شكلكم معاكم بيبيهات صغيره و اكيد خارجه من ولاده و رضاعه و شكلها ضعيف ف اكيد كل ده فوق بعضه ضعفوها مش اكتر مالك هز راسه و شاورلها و هى قامت تظبط نفسها و هو خرج ع الباب مع الدكتور لحد ما خلصت و خرجتله .. حلم بترقب: فين الولاد ؟
مالك قصد ميردش و شاورلها و مشى قدامها .. حلم سرّعت وراه لحد ما لحقته ف وقفت قدامه: ولادى فين يا مالك ؟ حلم و ياسين فين ؟ مالك بهدوء: ف العربيه مع يونس خليته يستنانا معاهم لحد ما نخلص حلم حطت إيديها على صدرها و اخدت نَفس بصوت عالى و مالك بصّلها بتريقه و إتحرك يمشى و هى وراه وقف على واحده جايه عليهم و من هيئتها دكتوره ..
إبتسمت لحلم اللى بتبصلها بتوتر و تبص على مالك و تبصلها .. مالك شاف نظراتهم و إتجاهلها لحد ما الدكتوره وصلت عندهم و وقفت ف طريقهم و إبتسمت: ايه خير ؟ فى ايه ؟ حمد الله ع السلامه، قالولى إنك هنا و كنت طالعه اشوفك.
حلم بصتلها بإرتباك و الدكتوره إتجاهلت نظراتها و بصت لمالك: حضرتك اكيد ابو حلم و ياسين صح ؟ مالك هز راسه بهدوء و هى وجّهت كلامها له: انا دكتوره منال، دكتورة حلم اللى متابعه معاها من فتره مالك بلامباله: اهلا و سهلا، معلش بعد اذنك ( بص لحلم ) اما تخلصى انزليلى الدكتوره وقّفته بكلامها: لحظه يا مالك مالك إتريق: ماشاء الله كمان تعرفى اسمى ؟ خير..
الدكتوره إبتسمت: انا تقريبا اعرف كل حاجه عنك و عنها، انا بقولك انا الدكتوره بتاعتها مالك ضحك بتريقه: تعرفى كل حاجه عنى ااه، طب ياريت تبقى تعرّفيها عشان هى غالبا متعرفش الدكتوره نقلت عينيها بينه و بين حلم اللى بتفرك إيديها ف بعض: ممكن نتكلم مع بعض شويه اذا سمحت ؟ مالك إتحرك يمشى: معلش مستعجل الدكتوره مسكت دراعه بسرعه: مش هاخد من وقتك اكتر من عشر دقايق و لو محبتش ممكن نقفل الزياره و تنسحب.
مالك مبصش لإيدها اللى مسكته اد ما بص لعيون حلم اللى شاف فيهم رجاء غريب او لهفه ! مالك بص للدكتوره و نفخ بضيق و هى حاولت تبسّطهاله: زى ما قولتلك مش اكتر من دقايق مالك إنسحب بهدوء راح ع الاسانصير و شاورلها و هى إبتسمت لحلم و إتكت على عينيها تطمنها .. نزلوا و هى شاورتلهم ع المكتب دخلوا و قعدوا ..
الدكتوره ع الباب بعد ما كانت هتدخل سكتت ثوانى و إنسحبت بغموض: دقيقه هديهم خبر إنى هنا عشان كنت طالعه الطوارئ و راجعه مالك إتنفس نَفس عنيف خلى حلم إتهزت فجأه و حط رجل على رجل و بيهز الاتنين بحركه عنيفه .. الدكتوره خرجت و سابتهم و وقفت برا شويه، مالك جوه بيتلفت حواليه بعشوائيه مره و بتريقه مره و بيبص على اى حاجه الا حلم اللى قدامه بتتوتر بقلق، لحد ما إبتدى يجيب اخر صبره و وقف: انا مش فاضى للهبل ده، انا عارف احنا هنا و هى خرجت ليه..
حلم وقفت بسرعه: هى ممكن حاجه اخّرتها تحت و مالك إتريق بحده: انا مش اهبل و اعتقد و لا هى كمان، دى شغلتها اللى بتاخد عليها فلوس تاكل منها عيش، هى سيبانا و عارفه هى بتعمل ايه، مش هى كمان، واضح إنك الهبله الوحيده
قام يفتح الباب يخرج ف نفس اللحظه اللى الدكتوره كانت بتفتح تدخل ف ضحك بتريقه و بص لحلم: مش بقولك
الدكتوره قفلت الباب بهدوء و دخلت: اتفضل يا سيادة المقدم مالك كتم غضبه بالعافيه و راح ع الباب حلم نزلت برجليها ع الكرسى عيطت .. مالك زق الباب بعنف و لف وشه لها بإندفاع: ما تبطلى بقا طريقتك دى، عشان لو فاكره هتجيبينى بيها تبقى بتحلمى
الدكتوره بهدوء: طيب ممكن الاول تقعد مالك حط إيده دماغه حرّكها حركات عنيفه و هى شاورتله لحد ما قعد بخنقه .. الدكتوره حست إنها اخدت خطوه و لو صغيره: اولا زى ما عرّفتك بنفسى انا دكتوره منال، طبعا اكيد فهمت او عرفت من هنا إنى دكتوره نفسيه مالك هز راسه بإستفزاز مع حركات وشه .. الدكتوره: انا متابعه مع حلم من بعد الحادثه ع طول، تقدر تقول من يومها تقريبا مالك هز راسه بنفس الطريقه: و بعدين ؟
الدكتوره: حلم حكتلى كل حاجه، كل حاجه حصلت معاك سواء قبلها او معاها او حتى بعدها ف الفتره اللى بعد الحادثه، كمان عن نفسها هى كمان و بردوا قبلك و بعدك و معاك مالك: و بعدين ؟ الدكتوره: بعدين دى عندك انت مالك صوته عِلى: نعمم ؟ انتى جايه مستنيه منى.
الدكتوره قاطعته: انا مش مستنيه منك حاجه، خاالص، و لا حتى إنك تتكلم على فكره و ده لإنى من كلام حلم عنك إستنتجت إنك مُبهم شويه و الخطوه دى صعب تيجى بالسرعه دى و ف الاول كده مالك وقف بعصبيه: لا اول و لا اخر، البوقين اللى عندك اعتقد حدفتيهم، ممكن نمشى ؟ الدكتوره: ممكن اعرف انت متعصّب دلوقت ليه ؟ انا لا اجبرتك تتكلم و لا حتى طلبت منك حاجه ف ليه العصبيه دى ؟ و لا انت خايف تعرف تاخد خطوه !
مالك ضحك بصوت عالى ضحكه غريبه بانت تريقه بس طلعت مهزوزه: خايف ؟ مممم، طب تمام الدكتوره: اللى بينك و بينها ده حاجز و سور ايا كان مين فيكم اللى حطّه و هى اما جاتلى جات عشان اساعدها تهده و توصلك و تقربلك من تانى، الدور عليك انت بقا، هى موقفها محدد و معروف، لكن انت واقف ف النص لا بعدت و لا قربت و واضح انك مش عارف او خايف تقرب من تانى تختلفوا و عصبيتك دى بتأكد ده إنك خايف من خلالى تعرف تاخد الخطوه دى مالك إتنرفز: و انتى مالك ؟
الدكتوره: طيب بلاش نتكلم ف ده حاليا مش عايزه اعرف خطوتك الجايه مالك كعمش وشه ببرود: بلاش تتكلم، بلاش اعرف خطوتك الجايه، يبقى اعتقد بلاش من القاعده كلها على بعضها، حلتيها اهو معتش لها لازمه الدكتوره وقفته بالكلام: ع الاقل عشانها، مش هى اللى محتجالك، انا اللى محتاجالك ف علاجها..
مالك لف وشه ببرود بص على حلم الاول و رجع بص للدكتوره بتريقه: لا للاسف و الله مش بإيدى، كان نفسى و الله اطلع دكتور بس التنسيق مجابنيش الدكتوره بهدوء: بغض النظر عن إنك بتتريق، بس هو لازم تبقى دكتور عشان تبقى جنب مراتك او تساعدها تتخطى ازمه هى فيها ؟ مالك نفخ و حط دماغه بين إيديه و رفعها لفوق: يا الله، انتى عايزه ايه دلوقت ؟ ايه المطلوب منى حاليا عايز امشى
الدكتوره بصت على حلم و قصدت تخليه يبص هو كمان: حلم تعبانه مالك بتريقه: و الله ؟ لا الف سلامه الدكتوره: من غير تريقه، هى تعبانه و اوى كمان و حالتها بالشكل ده مش مطمئنه و ممكن توصل لمرحله انت اللى هتجيلى بنفسك ندوّر على اى حل و ساعتها مش هنلاقى، ف ارجوك اقعد خلينا نتكلم، نتقابل ف نقطه، اللى ممكن نحله دلوقت بإيدينا قدام شويه مش هنعرف نحله بسنانا
مالك قعد بزهق: نعمم ؟ اتفضلى الدكتوره قامت من ع المكتب و جابت كرسى و حطيته وسطهم بعيد و قعدت: صدقنى بعيدا عن اللى حصل و بيحصل و هيحصل بس هى حقيقى ف مرحله مش هتعدى الا بمساعدتك، ف ارجوك ساعدنى نتخطاها و بعد كده اعمل اللى انت عايزُه اهو ع الاقل تكون اخدت وقتك و عرفت تفكر و تقرر..
مالك نفخ و الدكتوره كملت: انا زى ما قولتلها انت زى ما جزء من تعبها بردوا جزء من علاجها و هى تعبها مش بس ف نفسيتها، هى اعصابها بايظه بشكل ابتدى نفسى و حاليا بيقلب بجسمى و للاسف بيتطور بشكل غريب انا نفسى مش فاهماه مالك: مممم.
مالك سكت و هى عادت طلبها: امسك إيديها، متقلقش هى دقيقه مش اكتر مالك مد إيده بتوتر و حلم مرفعتش حتى وشها و إيديها مشبكاهم ف بعض على رجلها .. مالك من منظرها و هيئتها قدامه معرفش يعترض او حركاته اللى طلعت منه تلقائيه، مد إيد واحد مسك إيدها بس بتلقائيه او سرعه مد التانيه مسك إيدها التانيه و ثبّت الاتنين ف إيديه ..
الدكتوره متابعاهم بهدوء، حلم جسمها بيتهز بحركات عنيفه بتسرّع و تبطّئ و تزيد و تقل .. مالك وشه لان شويه و ملامحه راقت و من غير ما يحس إتكى على إيديها اللى من هزتها بتهز إيديه كمان معاها، حاولت تمسك إيده بس معرفتش و كل ما بتحاول هزة إيديها بتزيد ..
فضل اكتر من دقايق و الصمت حاكم الموقف و محدش بينطق، مالك عايز ينسحب مش عارف او حاسس إنه محتاج اراده مع ان انسحابه بسيط و سهل يفك الموقف .. حلم شويه شويه اعصابها بين إيديه بتلين و حركتها بتقل لحد ما ثبتت، و بمجرد ما ثبتت حرّكت اصابعها بين اصابعه مسكت إيديه اووى و غصب عنها عيطت ..
الدكتوره شاورتله بهدوء: خلاص كده، ممكن تسيبها مالك معرفش مسمعهاش او هو اصلا مش سامع حاجه حواليه .. الدكتور بصت ف عينيه شافتهم متعلقين بحلم اللى مغمضه عينيها و شافت فيهم عتاب غريب بين اتنين عشاق إتخانقوا على مين يحضن التانى اكتر او مين بيحب التانى اكتر، مش اتنين إتخانقوا على قتل !
مالك عيونه اللى دمّعت اجبرته يسيب إيديها و ف حركه خفيه مسح جفنه .. الدكتوره بصتله بهدوء: عرفت مالك حاول يرجع لبروده بس مين يقدر يحوّل الجمر اللى كان من لحظات ده لبرود و تلج ! بصلها و زعق: عرفت ايه ؟ هاا ؟ عايزه تقولى ايه من الهبل ده كله ؟ انها اعصابها تعبانه من غيرى و معايا ثبتت و هديت و بقت كويسه ؟ انها محتاجالى ؟ و كانت فين و انا محتاجلها ؟ هااا ؟
الدكتوره سابته يندفع عشان تفهم اللى جواه و هو راح ع الباب بتريقه: مش انتى عامله الحركه الهابله دى و امسك ايديها و امسك رجليها عشان ف الاخر ترمى البوقين الحمضانين اللى انا قولتهوملك دول ؟ طب ادينى ريّحتك و قولتهم بدالك، حاجه تانى ؟ الدكتوره تقريبا كانت فهمت إنها وصلت للى عايزاه ف مرضيتش تقاطعه .. مالك ضحك بتريقه: و المفروض اعمل ايه دلوقت ؟ امشى ماسك إيديها ؟ اكلبش فيها كده ؟ و ياترى بقا مرتين ف اليوم و لا تلاته ؟
الدكتوره وقفت راحت على حلم و هو ضحك اكتر: طيب ياترى امسك إيديها الشمال و لا اليمين ؟ و لا اقولك خليها واحده قبل الاكل و واحده بعده اهو حتى تغيير الدكتوره وجّهت كلامها لحلم: يلا يا حلم، عايزاكى المره الجايه اخر الاسبوع مش لازم تستنى اما تحتاجى تيجى او تحصل حاجه.
مالك بعد ما فتح الباب يخرج ضحك و هز راسه بتريقه: و طبعا انتى صاحبة الحركه الهابله اللى حصلت من شويه و اللى هى السبب ف مجيتنا هنا ده ان مكنش مجينا هنا اصلا جزء من الخطه، تخليها تروح للمكان اللى اتقابلنا فيه سوا اول مره و تعمل الفيلم الهندى بتاع العربيه عشان تعرف تجيبنى لها و تكمّل الدراما الهابطه عشان تجيبنى ليكى عشان انتى تعملى اخراج للمسلسل الهابط ده و تضيفى الحركه الهابله دى عشان تكمل الصوره.
الدكتوره بصتله شويه قبل ما تحدف سؤالها: طيب معلش من باب انك جيت على نفسك بالقاعده دى، ممكن سؤال اخير ؟ مالك لسه بيضغط ع الاوكره يخرج وقف على سؤالها: انت ليه اخدتها عزومة صحابك اللى انت بنفسك اللى مرتبلها و عاملها ؟ مالك ضحك ضحكه طلعت متوتره: و الله انا ما اخدتهاش و لا حتى كنت عايزها تيجى، هى اللى فرضت نفسها كعادتها و لا مقالتلكيش ؟
الدكتوره: إسمها حبت تبقى جمبك او حست إنك محتاجلها او انت اللى فتحت الباب قدامها و إستنيت تشوف رد فعلها و الا لو كنت زى ما بتقول فرضت نفسها كان ممكن ببساطه تردها و كعادتك بردوا زى ما بتقول عادتها مالك لسه هيرد الدكتوره قصدت توقّفه بكلامها: و عموما ده مش قصد سؤالى، اقصد بردوا ليه ! ليه سمحتلها تبقى موجوده و جزء من يوم بتاعك مع عيالك و صحابك ؟ و ليه عزمت امنيه و ليه بعتت لميرنا و ليه احلام ؟ و ليه العزومه اصلا و ليه روحت قبلهم من اول اليوم مع ان عازمهم عشا ؟ كنت عايز توصل لأيه ؟
مالك إستغل الجزء الغلط ف الكلام: انا مبعتش لاحلام ! الدكتوره إستغلت تجاوبه اللى بيحاول يلجّمه: اه بس بعتت للباقى و قصدت تجى قبلهم، قولى كنت قاصد ايه ؟ اصلى مش مقتنعه بحتة إنك بتلعب بمشاعرها و تقرب و تبعد عشان توجعها، ف ليه ؟ مالك دوّر وشه بتوتر و بيجهّز رد الدكتوره كانت اسرع: نقول مثلا كنت عايز تشوف مين هيبقى اسرع ف خطواته ناحيتك ؟ او حسيت إنك ملغبط بين كل اللى بيحبوك ف وقت انت محتاج للحب فعلا و حد يحتويك ف حسيت نفسك عايز تشوف حبهم هيترجم ازاى ؟
مالك بصّلها قوى و هى عرفت إنها داست على وتر حساس: و لا حبيت تفصل نفسك عن الواقع شويه حواليك و تبقى على طبيعتك اصلا و تسيب نفسك لتلقائيتك و تشوف ؟
مالك كلامه طلع متلغبط: ايه التخاريف دى ؟ انتى متأكده إنك دكتوره ؟ الدكتوره إبتسمت: هو انا مش عارفه انت عملت ده ازاى، بس حقيقى لو انا صح ف كلامى ده لك يبقى كنت صح لحلم ف كلامى مالك بص لحلم و بصّلها بتوتر: و لو قولتلك إنك غلط ؟ الدكتوره ردت بثقه مبالغه عشان تهز ثقته هو: متأكد ؟ مالك سكت شويه بلغبطه و بص للدكتوره و لحلم و هز راسه ببرود: امشى و لا لسه المحاضره مخلصتش ؟
الدكتوره: احنا مش هنعرف نتكلم و انت كده،و ف نفس الوقت مبسوطه للخطوه دى و لكلامك ده لإنه بيخرّج و لو جزء من الكبت جواك و ده هيسمحلك تتنفس مالك شاورلها بصوابعه على بوقه: شششش، كنتى طلبتى انى اساعدها ف علاجها و إنها تعبانه و اعصابها و الهرى ده، ف انا بقولك اهو او بقولها قدامك، الحاجه الوحيده اللى اقدر اساعدها فيها هى ولادى و اللى هما باقيين بينا، دول المساعده الوحيده اللى اسمح لنفسى بيها و هى إنى اخف حملهم عنها عشان تبقى تعرف تبقى براحتها او حتى تتعب براحتها، و ده هيحصل و قريب و ابقى لو عايزه تساعديها حاولى توصللها ده..
حلم هزت راسها بذهول و هو ساب اوكرة الباب و راح عالدكتوره بلهجه غريبه: كنت فاكرها غبيه لوحدها، و استذكيتك بالطريقه اللى شدتينى بيها لهنا، حتى اما سيبتينا و خرجتى قاصده، قولت شكلها فاهمه هى بتعمل ايه مع إنه ملهوش لازمه، بس اثبتى إنك غبيه زيها ان مكنتيش اغبى بالفيلم اللى حطيتلها السيناريو بتاعه
مالك سابهم و رزع الباب وراه بعد ما خرج الدكتوره إبتسمتلها تطمنها: اللى حصل انهارده ده كويس و كويس جدا كمان متقلقيش حلم بذهول: كويس ؟ كويس انه فهم ان كل اللى حصل ده فيلم و مرتبينله ؟ و لا كويس إنه رفض حتى يفضل معايا هنا و انتى بتحاولى تقنعينى إنه هيفضل معايا ع طول ؟ و لا كويس إنه قالك انه هياخد ولادى منى ؟
الدكتوره بإصرار: صدقينى كويس حلم: انتى شكلك مسمعتهوش كويس قال ايه الدكتوره: لاء سمعته و حسيته اكتر و فهمت عينيه اللى طول الوقت بيحاول يثبّتها و المجهود اللى بيبذله لكل ده عشام يطلع طبيعى و بردوا مش تلقائى حلم: بس.
الدكتوره: المهم حاليا روحى معاه، و حاولى زى ما قولتلك تبقى اهدى من كده و ابعدى عن المهدئات او المنومات او اى ادويه مضاده للاكتئاب، متاخديش اكتر من اللى سمحتلك بيه،متبوظيش اعصابك بإيدك انتى محتاجاها صدقينى الفتره الجايه، الحرب سهله و هتكسبيها بس لو انتى عايزه ده حلم: تفتكرى ؟
الدكتوره إبتسمت: انا بقيت متأكده، يلا دلوقت وراه لا يقول إننا بنمنتج فيلم تانى حلم بضعف: طب الدكتوره: روحى بس الاول دلوقت معاه و انا هبقى اكلمك اقولك تعملى ايه لحد ما تجيلى حلم ضحكت بحماس غريب و لسه هتخرج الدكتوره وقفتها بكلامها: حلم ابقى حطى كاميرا ف شقتك و كل يوم قبل ما تنامى شغليها حلم بصتلها بذهول و الدكتوره سكتت شويه: عايزاكى بس تتفرجى على يومك من بعيد، شكلك فيه، اكيد ده هيخليكى اهدى، هيساعدك حلم هزت راسها و خرجت بسرعه ..
مالك كان اول ما خرج و قفل الباب سند ضهره ع الحيطه و إتنفس بعمق غريب كإنه كان محروم جوه من إنه ياخد نَفسه، بياخد انفاس سريعه و ورا بعض و بتلقائيه حط إيده على صدره إكتشف صدره بيعلى و ينزل من قلبه اللى بيدق بشكل نهجان إبتسم غصب عنه على ارادته اللى إتحكمت ف كل حاجه فيه و حواليه إلا ده .. حلم خرجت ف نفس اللحظه و هو ملحقش يخفى إبتسامته قبل ما تطلع ف إبتسمت اوى و إتقابلوا ف لحظه غريبه و ابعد ما يكون عن عنف الموقف من شويه !
مالك نزل بسرعه و شاورلها نزلت وراه لحد ما خرجوا اخدها ع البيت و اول ما وصلوا شاورلها من غير كلام تطلع .. حلم حاولت تنطق: مالك انا مالك حاول يكتم انفاسه و متهيأله كده بيكتم غضبه: اطلعى.
حلم دمعت بضعف: ارجوك اسمعنى، اذا كان ع الدكتوره ف انا كنت هقولك، انا اصلا متابعه معاها من يوم ... من يوم ... قصدى من ساعة ... سكتت و معرفتش تكمل او تنطق تانى و هو مجرد ذكرى اليوم فكت لجام الغضب المدفون جواه ! فتح العربيه و نزل لف بشكل مريب فتح الباب قصادها و شدها نزّلها بحده: خدى ولادى و اطلعى حلم لسه هتتكلم شدها عليه من دراعها و شدد مسكته لها بشكل وجعها: خدى العيال و اطلعى يا اما قسما بالله هما اللى هيطلعوا من غيرك.
حلم بصتله اوى و لأول مره تتلجلج بخوف كده منه و هو زعق: و لوحدهم، هااا ؟ حلم غمضت عينيها بسرعه على صوته بشكل خلى كل الدموع اللى جوه عيونها و يمكن جواها هى كمان طلعت ! مالك بمجرد ما شاف ملامح وشها بتضم على بعضها كإنها بتواسيها ساب إيديها و دوّر وشه زى المخنوق او مش عارف يتنفس: مع كل خلاف بتبقى مصممه تجيبى اخر طاقتى مش عارف ليه !
عند مراد قاعد هو همسه و رن على مازن يجيب ليليان و يروحله .. مارد نزل عليهم شاف همسه بتهزله راسها بغُلب .. مارد ضحك: و ربنا الواد ده هيقولوله تعالى ياللى حماك مراد رايح فين ؟ انت ع الجنه ع طول انت اخدت حسابك ف الدنيا همسه ضحكت بغيظ: حرام عليك يا مراد سيبهم بقا ياخدوا نَفسهم شويه، انت طول الوقت يا عندهم يا جايبهم عندك.
مراد ببرود: صحابه جايين يباركولهم، هما جايين يباركولى انا ؟ و بعدين بنتى و وحشتنى اقعد يعنى توحشنى و هى موجوده ؟ همسه رفعت حاجبها: وحشة ايه دى يا مراد ؟ ده احنا بنبقى قاعدين ف اوضتنا و سامعين لطم جوز بنتك منك انت و بنتك مراد مسك راسها ميّلها بغيظ: ما تخليكى ف حالك شويه و مازن جاب ليليان و راحلهم و صحابه جوم و الكل قعد ..
رؤيه: مازن لو مش هتعرف تسافر دلوقت مفيش مشكله انا ممكن اس مراد قاطعها: لا حضرتك هتحضرى اجتماعات الاداره اليومين الجايين و تبلغينى مازن ضحك: لا عادى مفيش داعى، اسافر انا و بعدين كده كده ليليان هتبقى معايا ف مفيش مشكله مراد: ليليان ايه اللى هتسافر معاك ؟ ليليان لسه راجعه معاك من سفر مكملتش اسبوعين تلاته و بعدين هى بردوا وراها شغلها و المستشفى اللى منزلتهاش من قبل الفرح بفتره دى.
مازن وشه قلب جد بس حاول يهزر: لا طبعا ماهو انا مش هسافر لوحدى، و بعدين ده اسبوع مش هيأثر يعنى مراد: اديك قولت اسبوع، ف مفيش داعى للشحططه لها و التنطيط و بعدين انت مسافر لشغل و هتنزل معسكر التدريب، هتاخدها معاك تعمل ايه ؟ هتقعد محبوسه لحد ما ترجعلها اخر كل يوم ؟ يبقى قعدتها هنا احسن.
مازن بضيق: لا يا مراد مش كده،انا هنزل شغلى فعلا بس الاقل اخر اليوم هنخرج نتفسح او نتعشى برا و نسهر و اهو هنتونس ببعض، هقعد لوحدى و اسيبها هنا لوحدها؟ مراد بص ل ليليان: لا هتبقى معانا،و انت اما ترجع ابقى سافر بيها مره من غير شغل اهو اضمن انك تبقى معاها و متسيبهاش لوحدها، و لا ايه ؟
مارد شاف مازن كشّر ف بص ل ليليان تنطق .. مازن لسه هيرد ليليان ردت على أبوها بعفويه: صح كده، خلاص يبقى تروح شغلك بالسلامه و ابقى اروح معاك سفريه يبقى معندكش شغل فيها، ع الاقل تبقى معايا ع طول مازن إتضايق من جملة أبوها اللى عادتها: بس لا ده كان قرارك من شويه و لا ده كان كلامنا ! احنا إتفقنا هنسافر سوا.
ليليان مسكت إيده: خلاص بقا يا ميزو، انت المره دى عندك شغل و انت اهو لسه راجع للشغل من اجازه ف مش معقول هتسافر تسيب الشغل و تقولهم رايح افسّح مراتى مراد: و هى كمان المفروض هتنزل شغلها ليليان بصتله: و انا كمان المفروض هنزل بقا شغلى،انا لسه جديده ف الشغل و مش معقول كل شويه هقعد مراد كان حابب يعملها مفاجأه بس إندفع بالكلام: اصلا عيد ميلادهم خلاص قرّب، هتسافر هى امتى و تيجى امتى ؟
ليليان بحماس قامت قعدت جنب أبوها الناحيه التانيه قصد مارد: تصدق كنت هزعل لو كنت نسيت مراد لف دراعه حواليها و لف دراعه التانى على مارد و ضمّهم عليه و إبتسم: عمرى ما نسيت و انا لوحدى، هنسى دلوقت ؟ مازن بغيظ: عيد ميلاد ايه يا مراد ده فاضله اكتر من اسبوعين تلاته مراد ببرود: بردوا قرّب و الاسبوعين تلاته اللى بتقول عليهم باقيين عليه دول هنجهز فيهم.
مازن بضيق: ماهو انا كده كده مش هنسافر غير بعده مراد: مفيش مشكله بعدها اما تفضى من شغلك يبقى نسافر كلنا ليليان بصتله بمحايله: اما تفضى من شغلك يبقى نسافر كلنا يا مازن بقا مازن كشر من صدى صوت مراد اللى سامعُه بصوتها و هى قامت جنبه و ضغطت على إيده: ميزو همسه بصت لمراد قوى كإنها بتكلمه بعيونها و هو سكت ببرود ف هزت راسها بغُلب ..
مازن بزعل: بس يا ليليان ليليان بوّزت بطفوله: ميزووو مازن كتم ضيقُه و خد نَفس إحباط و سكت .. منى رفعت حاجبها: بس كده ؟ يعنى اتنين ميزو خلوك جيبت ورا و نخيت ؟ رؤيه ضحكت بهزار: حنفففى مازن بصّلهم بغيظ و الكل ضحك و هو معاهم بس من جواه إتضايق ..
مالك رجع على شغله بضيق، الدنيا كلها ضيقه ف عينيه .. عماله تضيق كل مدى .. كل حاجه حواليه عماله تضيّقها عليه اكتر و اكتر لحد ما حس إنه مش عارف يتنفس و اخرهم حوار الدكتوره و اللى حصل مع حلم دلوقت ! بس ايه اللى ضايقُه كده !
بيدخل قابل اللوا مدحت ف وقف و حاول يبتسم اول ما شافه جاى عليهم و سلّم .. اللوا مدحت إبتسم: المفروض إتراضينا مالك حاول يبتسم بهدوء: هو احنا كنا متزاعلين ؟ اللوا مدحت: قول انت..
مالك: معلش انا عارف إنى وعدت مالك الصغير هجى اشوفه بس حقيقى مضغوط اليومين دول اوى و كل حاجه ملغبطه، يومين بس اظبط الدنيا و اشوف ابن العبيط ده اللوا مدحت ضحك بهزار: يارب يسمعك مالك ضحك ضحكه خفيفه معاه: العبيط و لا إبنه ؟
اللوا مدحت ضحك اكتر لحد ما سكت بزعل: و الله ما عارف اقولك ايه ! بس لا العبيط فاضى لإبنه و لا إبنه لاقى نفسه معاه مالك سكت بضيق: انا قولت كده بردوا، الدنيا مش تمام، انا حسيت بكده بردوا، بس ده بسببى صح ؟ اللوا مدحت رد بسرعه: لا و الله، انت على راسى من فوق و انت عارف و بنتى كمان بتعزك و تحترمك حتى من قبل اى حاجه ما تحصل، بس مالك قاطعه: بس اما حصل اللى حصل كل حاجه وقعت، واضح ان الخساير كانت كتيره و ع الكل و للأسف كلها بسببى.
اللوا مدحت بهدوء: انا قولتلك انت بعيد عن اى حاجه و ملكش ذنب، بس مالك اخد نَفس عالى و كتمه لحد ما خرّجه براحه: خلاص سيبنى و انا هظبّط الدنيا اللوا مدحت سكت بإحراج: معتقدش هتعرف، روفيدا اخده قرارها و متمسكه بيها و برغم رفضى لفهد حتى من قبل اى حاجه الا انى حاولت معاها اناقشها حتى بس فشلت.
مالك إبتسم: سيبنى احاول طيب اللوا مدحت: و فهد ؟ مالك سكت شويه: خلينى اشوف الدنيا من ناحيتها هى الاول و بعدها يحلها ربنا اللوا مدحت إبتسم: انت جدع اوى يا مالك، برغم كل اللى حصل لسه بتفكر ف غيرك ؟ و غيرك ده اللى مالك قاطعه بضيق كتمه: غيرى ده اللى هو أخويا و مهما حصل و بيحصل و هيحصل مينفعش يبقى حاجه غير اخويا، فهد كنت انا له اب و اما حصل اللى انت بتقول عنه و جيت اعاقبه لقيت نفسى برجّعه اخ، يعنى هيفضل نفس الدم اللوا مدحت إبتسم و مالك إستآذن يمشى: حاليا لازم امشى بس متقلقش زى ما وعدتك هتصرف
حلم بعد ما مالك سابها و مشى، طلعت شقتها مش عارفه تفرح و لا تزعل و لا تتوه و لا تركز زى ما الدكتوره قالتلها ..
افتكرت الكاميرا اللى الدكتوره كانت قايلالها عليها تحطها عشان تعرف تواجه عقلها بشكل مباشر ..إتصلت على مروه صاحبتها .. مروه إستغربت: حلم ارجوكى اهدى، انتى كده هتهدّى مش هتبنى حلم مسحت وشها بحماس: ماهو انا عشان اعرف ابنى لازم ابقى كويسه الاول و إلا ههد فعلا مروه: ايوه بردوا الكاميرا دى لازمتها ايه ؟ حلم بزهق: هتجيبيها و لا مش عايزه، اشوف حد غيرك ؟
مروه: لا مش حكاية مش عايزه، بس انتى اكيد فاكره اخر مره ساعدتك حصل ايه حلم مش عايزه تفتكر: يا ستى على مسئوليتى انا مروه: اعتقد ده اللى قولتهولى قبل كده و النتيجه ايه ؟ حلم و هى بتقفل مروه لحقتها: خلاص هجيبهالك بس اوعدينى هتفكرى كويس ف اى حاجه قبل ما تعمليها، حرام عليكى يا حلم انتى دايما مندفعه اوى و دى طبيعتك بس بتعرفى تلحقى نفسك، لكن اما الموضوع وصل معاكى للى وصلتيله مع مالك يبقى لازم تفكرى و تهدى قبل اى حاجه..
حلم صوتها إترعش بعياط: ادعيلى بس، انا بدأت احس إنى هموت قبل ما اعيش مروه إتخضت: بعد الشر يا غبيه ليه كده ؟ فيكى ايه فهّمينى
حلم إتلغبطت اكتر اما إبتدت تراجع اللى فات معاها كله عشان تحكيلها ف سكتت بتهتهه: مش عارفه، انا نفسى مش عارفه، انا كل اللى عارفاه إنى محتاجه اركز ف بتوه، محتاجه اعصابى اهدى ف بتبوظ منى، محتاجه انام ف بفضل صاحيه بالايام، حاسه كإنى ماشيه عكس السير و كل حاجه بتعدى من جنبى بسرعه غريبه من غير ما اجى جنبها، كإنى بتفرج على كل حاجه من برا..
مروه سكتت بقلق بجد: طب ما تكلمى مراد باشا و هو حلم بسرعه: لاء، لاء اكيد هيقول لمالك مروه: مش يمكن تصعبى عليه ؟ حلم وجعتها الكلمه و مروه حاولت تصلّحها معرفتش: قصدى يعنى يقتنع بحبك له اللى انتى بتقولى مشكلته مش ف اللى حصل بينا قد ماهى إنه مبقاش مقتنع إنى بحبه، اكيد اما يعرف و يشوف بعينه تعبك من غيره هيقتنع..
حلم: ده هددنى هياخد ولادى لمجرد عرف إنى بروح لدكتوره نفسيه، ف مابالك لو عرف إنها هى اللى طلبت منى احط كاميرا ف الشقه مروه إستغربت: هى هى اللى طلبت منك حكاية الكاميرا دى ؟ طب ليه ؟ حلم بضعف: انا تعبانه اوى، تعبانه ف وقت لازم ابقى فيه كويسه مروه صعبت عليها ف سكتت بتردد: خلاص هجيبهالك و اعدّى عليك اتطمن عليكى
حلم قفلت معاها، قعدت تعيط بمجرد ما إفتكرت كل ردود مالك ع الدكتوره، و إنه شايفها مرتبه كل اللى بيحصلها ده ! للدرجادى مبقاش يحس بيها ؟ حاوطت نفسها بدراعاتها ف اصابعه حسست على مكان مسكته لها من دراعها و هما راجعين و زعيقه .. عياطها زاد، زاد اوى، المفروض تهدى، طب ازاى !
قامت جابت الدوا بتاعها و فضلت تاخد منه لحد ما قاطعها صوت عياط ياسين ف رمت العلبه و راحت عليه شالته و أخدته ف حضنها .. شويه و مروه عدّت عليها و قبل ما تتكلم إتخضت من شكلها ف حضنتها: انتى عامله كده ليه ؟ حلم بإرهاق: تعالى، جيبتيها ؟
مروه إدتها الكاميرا بس مسكتها وقّفتها قصادها: عامله ف نفسك ليه كده ؟ انا كنت عارفه إنك هتتعبى الفتره الجايه معاه عشان اللى حصل مكنش سهل ف مش هيعدّى بسهوله بس متخيلتش يبقى بالشكل اللى انتى فيه ده حلم قعدت و رجّعت راسها و ضهرها لورا ع الكنبه: لا انا كويسه مروه قعدت قصادها: كويسه ايه و زفت ايه ده انا معرفتكيش ؟
حلم دوّرت وشها بتتنفس بالعافيه و مروه شدتها من إيديها وقّفتها قصد مراية البوفيه: شايفه خسيتى ازاى ؟ ده انتى خلاص هتختفى ! حلم بصت لنفسها ف المرايه شافت وشها رفيع اوى و مصفر و شاحب و جسمها هزيل اوى ! مروه زعقت اكتر: شايفه شكلك بقا عامل ازاى ؟ ده انتى بقيتى و لا المدمنين !
حلم مبتردش تماما و فكره واحده اللى شافتها قدامها، هو مالك بردوا شايفها كده ؟ باهته و دبلانه ؟ مروه شافتها شارده ف زعّقت تفوّقها او تنبّهها: انتى لسه بتاخد الزفت اللى بتاخديه للاعصاب ؟ حلم إلتفتت لها و سكتت ..
مروه زعقت: حرام عليكى، هتعمل ف نفسك ايه تانى اكتر من كده ؟ طب كنتى بتعاقبى نفسك اما كان ميت، مش موجود ف بتعاقبى نفسك بداله، لكن دلوقت ايه ؟ اهو رجع و اعتقد قايم بالواجب و زياده، بتعملى انتى ف نفسك كده ليه ؟ بتساعديه يموّتك مقهوره ؟ حلم عيطت: مش قادره، مش قادره يا مروه مروه: ع الاقل عشان خاطر ولادك، الادويه دى غلط عليهم عشان الرضاعه..
حلم هزت راسها بإنكسار: رضاعه ؟ لا ماهو خلانى ابطّل ارضّعهم و قالى قريب هيخلينى ابطّل حتى اشوفهم مروه بذهول: و بدل ما تقفى على رجلك عشان تحافظى عليه و على عيالك بتساعديه على كده باللى انتى فيه ده ؟ حلم بضعف: تعبانه اوى من غيره، محتاجاله اوى، تعبانه لدرجة جسمى كله بيوجعنى، إيدى و رجلى و دماغى و عينيا و قلبى و صدرى و كل حته ف جسمى بتصرخ، ده انا إفتكرت عشان نفسيتى موجوعه إنه متهيألى الوجع ده زى كل حاجه بتتهيألى، بس حقيقى جسمى بيوجعنى..
مروه وقفت بالكلام بذهول: زى كل حاجه بتتهيألك ؟ بيتهيألك ايه بالظبط ؟ انتى طول ماهو غايب و انتى بيتهيألك إنه حواليكى بس ده عشان واحشك مثلا او حتى او حتى بتأنّبى نفسك، دلوقت ايه ؟ حلم مسحت دموعها و إنتبهت للكاميرا: لا و لاحاجه، انا زى ما قولتلك محتاجه اهدى، ادعيلى بس مروه بقلق: طب هى الدكتوره بتطمنك ؟ انا مش عارفه ليه مش راضيه اروح معاكى حلم مسحت وشها: معلش خلينى على راحتى..
مروه حاولت تهزر: طب ما تشغّلى كيد النسا يا لوما، عيب يبقى ربنا قال علينا كيدهن عظيم و تخلى واحد يعمل فيكى كل ده و هو اصلا ضعيف قدامك و بيكابر حلم ضحكت غصب عنها و مروه حضنتها بهزار: اسمعى كلامى بس تكسبى، قولى امين و احنا نقعد نتكتك يمكن يجى مننا حلم ضحكت بالعافيه: المهم تعالى نحط البتاعه دى.
صفوت ف زنزانه مقفله عليه بحراسه مشدده، الباب إتفتح عليه و اتنين عساكر وقفوا بعيد و مالك قدّم خطوات من وسطهم و وقف بكبرياء ثابت .. صفوت وقف و عينيه عاميها عن هيبة الموقف ثقه غامضه: هتندم، و حياة أمك لا تندم مالك رفع عينيه لفوق و ضم بوقه على بعضه بتريقه .. صفوت قدّم منه خطوات: و لا اقول و رحمة أمك ؟
مالك فجأه وشه ضلّم و مسكه بإيد واحده لف بيها وشه بدقنه: انا اولى بأمى، و رحمة أمى لو فكرت حتى تجرب شكل تفكيرك ده ما هخليك حتى تعرف تندم صفوت ضحك بصوت عالى برغم هزة وشه من القلق بين صوابع مالك الغارزه فيه: طيب كويس ان عقلك سعفك و لسه فيك ذكاء يخليك تقرا شكل تفكيرى، عشان تعرف تفكر.
مالك ساب إيده و حطها ف جيبه و ضحك بصوته كله .. صفوت: جايز تفكيرك يسعفك المرادى او الحكايه يبقالها شكل تانى مالك طلّع إيديه من جيوبه و شاور بيهم على بعض: خلصت، الحكايه خلصت صفوت: مخلصتش، طول ما انت لسه عندك اللى تخسره و انا عندى اللى ابقى عليه يبقى لسه مخلصتش..
مالك ضحك جامد و قصد يوقف ضحكته فجأه بشكل مخيف و المرادى مسك رقبته و غرز اضافره فيها: و رحمة أبويا و أمى ساعتها ما اخليك تبقى على حاجه غير الموت و تجرى وراه صفوت حاول يفلفص إيد مالك بس لقى مالك شدد على مسكته اكتر ف نزّل إيده لحد ما مالك كمان ساب إيده بمزاجه و تف على وشه و خرج رجع مكتبه ..
يونس راح ورا مالك على مكتبه و بيخبّط يدخل شافه قايم جرى بلهفه و الموبايل ف إيده، خبط ف يونس اللى بعد ما كان هيمشى رجع وراه بسرعه: مالك فى ايه ؟ مالك بسرعه و هو خارج: مفيش حاجه، حلم تعبانه و سخنه و رايح اخدها لدكتور يونس: الكبيره و لا الصغيره ؟
مالك بصّله بغيظ و مشى و يونس لحقه بسرعه: خلاص ياض انت ليه خُلقك بقا ضيق كده ؟ اجى معاك ؟ مالك: لاء، انا ساعه و راجع عشان البغل اللى هيترحّل انهارده ده يونس: لو مش هتيجى متشيلش همه، كلمنى بس و انا هتصرف مالك مردش و مشى ع البيت، طلع بسرعه و مستناش يخبّط ع الباب او خبّط و مستناش يتفتح ف فتح بالمفتاح بسرعه و دخل ..
وقف مكانه قبل ما يخطّى اما شاف حلم نايمه ف الصاله ع الارض و مرقّده حلم و ياسين جمبها و شكلهم مناموش من ملاغيتهم .. مالك وقف للحظات بيتنفس بصوت عالى بغيظ .. حلم كانت نايمه و فتّحت فجأه من غير تمهيد و مش عارفه صوت انفاسه اللى صحّاها و لا ريحته اللى حاوطتها ! إبتسمت بضعف و بتركّز كفوف إيديها ع الارض تقوم دراعاتها رخت منها و شبه إتحدفت ع الارض ..
مالك للحظه محسش بخطواته ناحيتها و ميّل رفعها و شبه بتتسند عليه لحد ما إتعدلت و قامت قعدت و هو قاعد نص واحده و ساند بكوعه على ركبته .. حلم إبتسمت: وحشتنى مالك كشّر: نعمم ؟ حلم بضعف: مالك انا عارفه إنك مش هتهدى من ناحيتى بسهوله و لا هتلين و لا حتى هتعرف تسامحنى بسهوله بس.
مالك إندفع بزعيق: اهدى ايه و زفت ايه ؟ انتى جيبانى على ملى وشى من شغلى عشان تهرى ف الرغى ده ؟ حلم إستغربت: انا جيباك ؟ جيباك ايه ؟ انت مالك وقف بزعيق: انتى بتستهبلى ؟ بتلعبى بولادك ؟ بتستخدميهم عشان الهبل ده ؟
حلم وقفت بذهول: العب ايه و استخدم ايه ؟ انا مش فاهمه حاجه، اهدى مالك قرّب منها مسك دراعها بحده: انتى هتفضلى لامتى انانيه كده ؟ مبتفكريش غير ف نفسك و بس ! مش مهم تلعبى بأعصابى و تجيبينى بالفزع ده و لا مهم حتى تفوّلى على بنتى، المهم بس عندك نفسك حلم مسكت دماغها بدوران: انا مش فاهمه حاجه، العب بأعصابك ايه و اجيبك ايه ؟ انت اللى جيت، انا صحيت لقيتك و.
مالك حدفها من مسكته لها بجمود: مصرّه تقضى على فرصك عندى مش عارف ليه ! بس العيب مش عليكى، العيب ع الغبى اللى لسه بيجرى و يريّل على كلامك حلم رفعت وشها له بعد ما إتحدفت ع الكنبه و معرفتش تنطق بس عيونها دمّعت: مالك، مالك انا مالك راح ع الباب يخرج و بصّلها بجمود: لعبتى على مشاعرى ناحيتك عشان تجيبينى لعندك و انا اهبل و صدقتك و دلوقت جايه تلعبى بمشاعرى ناحية ولادى عشان بردوا تجيبينى لعندك و لتانى مره استغبى، بس كفايه لحد كده.
خرج و رزع الباب وراه و هى فضلت مكانها بذهول شويه و بوجع شويه مش فاهمه حاجه لحد ما إفتكرت الكاميرا ! اكيد لو حصل حاجه ممكن تفهم منها .. قامت جابتها و وصّلتها باللاب و فتحتها .. فضلت تقدّم و تأخّر و تراجع ف الوقت لحد ما عدّت لقطه بتقوم من ع السرير و بتدوّر ع الموبايل، رجعت للقطه تانى و وقفت عندها تشوفها لحد ما وقفت بشغل غريب مش عارفه ذهول و لا هزيان و هى مشغلاها !
الكاميرا قدامها مفتوحه و هى ماسكه موبايلها بترن على حد، و تقفل و ترن و ترن و ترن لحد ما مالك رد .. حلم قرّبت من شاشة اللاب بذهول و نزلت ع الارض بركبها قدام اللاب ع الترابيزه و سمعت المكالمه ..
مالك بزهق: نعمم ؟ حلم: مالك إلحقنى، إلحقنى يا مالك بسرعه مالك صوته قِلق: فى ايه ؟ انتى فين ؟ حلم: ف البيت و الله من ساعة ما مشيت انت، حتى مروه كانت عندى و مقعدتش كتير و مشيت بس حلم تعبانه اوى.
مالك وقف بسرعه و صوته بيتحرك يمشى: مالها فى ايه ؟ بنتى مالها انطقى حلم شافت نفسها ف الكاميرا بتحط إيدها على قورتها و جسمها: معرفش، جسمها سخن اوى مالك بتحذير: انا سايبها كويسه،تعبت فجأه يعنى ؟ حلم شافت نفسها بتمسك الترمومتر من جنبها ع السرير و حطته على جسمها هى و خرّجته: اه و الله، جسمها بيسخن اووى اووى، سخنت فجأه و حرارتها بتعلى بسرعه فوق ال 39..
مالك بسرعه: اقفلى انا جايلك و اجهزى بيها هننزل ع المستشفى قفلت و حدفت الموبايل و طلعت قعدت جنب ولادها ع الارض لحد ما نامت ..
حلم قفلت اللاب و قعدت قدامه لا عارفه تنطق و لا تفكر تقريبا و لا تحس !
مالك كان سابها و رجع ع شغله، دخل مكتبه بخنقه، مخنوق من الدنيا بحالها بشكل غريب او مبالغ ع الموقف ! يونس دخل عليه: مالك انت جيت ؟ مالك كعمش وشه: لا لسه ع الطريق، برا يا يونس يونس ضحك: يا ساتر يارب، انت بقيت بتخاف تضحك وشك يكعمش ياض ؟ مالك بصّله بطرف عينيه: برااا يونس ضحك اكتر و قام: خلاص، المهم حلم عامله ايه ؟
مالك إتريق: الكبيره و لا الصغيره ؟ يونس رفع حاجبه: شوفت ؟ انت اللى بتألش اهو مالك ساب الكرسى و لف قعد على حرف المكتب و مشّى إيده على وشه بعصبيه: الصغيره كويسه يونس: لحقت ؟ انت لسه نازل، ده انا كنت جاى اسألك مروحتش بيها لدكتور ليه ! عشان معتقدش لحقت مالك ضحك غصب عنه و يونس بصّله: بما إنك قولت الصغيره كويسه، يبقى الكبيره اللى تعبانه ؟ هى لسه تعبانه و لا ايه ؟
مالك بضيق: لا دى إتهبلت، كانت بتستظرف يونس سكت شويه لحد ما فهم: قصدك حوار عشان تجيبك و كده ؟ معقوله ؟ مالك ضحك بتريقه: يلا روح شوف وراك ايه يونس: بس كان شكلها تعبان يا مالك و احنا ف الشارع، و ف المستشفى مالك شاورله بقلق دفنه جواه: متشغلش بالك انت، المهم جهزت الحمار اللى هيترحّل انهارده ؟
يونس: اه و عربية الترحيلات جاهزه و زيادة امان إتفقت مع حراسه هتروح معاك مالك هز راسه و هو خارج: تمام يونس بضيق: انت بردوا مصمم مجيش معاك ؟ مالك بشده: لاء.
سابه و راح على زنزانة صفوت شاور للعساكر فتحوا الزنزانة و حاوطوه و كلبشوه و اتحركوا بيه لبرا .. صفوت بترقّب: انا رايح على فين ؟ محدش رد عليه و هو زعّق اكتر: انتوا واخدينى على فين ؟
مالك قدامه شاورله على بوقه من غير ما يلتفت له: شششش خرجوا بيه من المبنى و عربية الترحيلات للسجن كانت واقفه راحوا عليها و اخدوه و مشيوا ..
ف نص الطريق ظهرت قدامهم عربيه ضربت كشافاتها جامد ف وشهم و قطعت الطريق و وقفت بعرضه .. مالك شاور للسواق يحود بس من تانى ناحيه ظهرت عربيه مقابله لها و وقفت قبالها ف سدت الطريق كله ! السواق بياخد خطواته بالعربيه لورا خبط ف عربيه وراهم ادت فرامل عنيف و وقفت وراهم !
مالك لف حواليه بعينيه شاف نفسه متحاوط بشكل حسم الموقف، افتكر حكايته اللى ابتدت من لحظة خروج خميس حتى لو مهربش ! اخد نفس عنيف و خرّج مسدسه و السواق معاه مسدسه و إبتدوا يضربوا نار .. مالك كان معاه عربية حراسه وراه قرّبت اسرع و شاركت ف الضرب بس العربيات كانت كتير و العدد اكبر و الاشتباك عنيف ..
ف وسط الضرب العربيه اللى وراه قرّبت جامد لدرجة بتخبّط فيهم و نط كذا واحد منها اتشعلقوا ف عربية الترحيلات من ورا و ضربوا كذا طلقه كسروا بابها فتحوه .. صفوت إبتسم بثقه و اللى فتحوا الباب شاوروله نزل و إتحدفوا بيه ع الارض و العربيه بتمشى .. مالك لف وشه و شاف الوضع حاول يفتح الباب ينزل من العربيه بس نزوله كان هيبقى تمنه غالى اوى !
السواق مسكه: هنلحقهم بالعربيه حتى لو طلعوا السما مالك زق إيده بزعيق: هدّى الزفت السواق: لو نزلت هتتفرم بعربياتهم ان مكنش بسلاحهم، لكن بالعربيه هنفضل وراهم صفوت نزل ع الارض حدف و اللى معاه قاموا و قوّموه و جريوا اتعلقوا بالعربيه تبعهم اللى ورا لحد ما دخلوها و العربيات كلها بتخبّط ف بعض لحد ما الموقف خلص..