
حلم بصوت تايه مهزوز: انت ايه ؟ قلبك حجر ؟
مالك بجمود: الارض الصالحه لو إتروت بمايه مالحه بتبور و تحجّر و انا ياما شربت منك صديد مش ملح، مخدتش منك غير مرار و علقم
حلم مصدومه بوجع: يااه للدرجادى كرهتنى ؟
مالك بلهجه جافه: على اد ما حبيتك على اد ما كرهتك لإنك وهمتينى بحبك و ياريت طلعتى ما حبتنيش الا طلعتى معندكيش قلب اصلا تحبى بيه .. ع الاقل اللى عنده قلب ممكن ميحبش بس يحس .. يرحم .. يفكر حتى بيه لو عقله غاب.
حلم مش مصدقه صوت وجعها اللى بيرد على هيئة مالك قدامها: و اما انت كرهتنى كده طلبت ترجّعنى ليه ؟ ده انت اللى رجّعتنى
مالك: اولا لإنك معاكى ولادى و لسه بيرضعوا ده غير بنتى تعبانه و مينفعش تتفطم و انا لا يمكن آمن إنى اسيب ولادى مع واحده زيك .. حد منهم يغلط مره تقتليه و لا حاجه.
حلم بذهول: انا ؟
مالك إتريق: ايه ؟ معملتهاش ؟ اظبّطلهم امورهم و بعدها انتى بالسلامه .. ده لولاهم كنت رميتك
حلم صوتها إتنفض: هو بعد اللى قولته لسه فى تانى ؟
مالك هز راسه بجفا و قصد يبص ف عينيها مباشرة: ممم فى، فى ثانيا و هى إنى لسه مخدتش حقى منك
حلم بوجع: عايز تعمل ايه اكتر من اللى عملته ؟ انت فاهم انت عملت فيا ايه ؟ ده انت ... انت .. ده انت...
مالك بحده: و اللى عملتيه كان ايه بالظبط ؟ مش هو هو ؟ عرفتى إنه بيوجع ؟ اللى عملته ده كان رد فعل طبيعى للى انتى عملتيه معايا .. و الا انتى فاكره إنك لوحدك الشريفه بتاعة القيم و المبادئ و انا شرفى تحت رجلك ؟
حلم زعّقت بصوت مهزوز: خلاص سيبنى و ولادك اما يبقوا كويسسن اسيبهوملك ..
مالك بجمود: مش انا اللى اللى تاخدينى وقت ما تحبى و ترمينى وقت ما تكرهى .. مش انا اللى يتقالى لاء .. كفايه قولتيها مره بمزاجك .. لكن التانيه بمزاجى انا .. انتى قرّبتى منى بمزاجك اه بس بردوا بمزاجى مش شطاره منك، بس يوم ما بعدتى منكرش إنه كان بمزاجك انتى، ف الدور عليا بقا
حلم بصوت تايه: انت اكيد مجنون.
مالك إداها ضهره بجمود: ما احنا بقينا ف زمن الجنون .. كل القوانين إتلغبطت و إتشقلبت و العقل بقا قمة الجنون و الجنون بقا عين العقل .. هو فى حد عاقل يعمل زيك ؟ و لا فى حد عاقل يعاشرك اصلا ؟ فى عقل يحكم عشرتك ؟ فى عاقل يصدق اصلا اللى عملتيه معايا ؟
حلم بمحايله: انا حبيتك و إتجوزتك و صونتك و كنت طول الوقت ببرهنلك على كده و مش لحظة الصدمه اللى هتحكم علاقه كامله يا مالك
مالك بيدوس ع الكلام زى ما بيدوس على قلبها و ع العشره: برستيج بس .. بتكملى ديكورك مش اكتر .. زيى زى الشنطه اللى ف إيدك او الاكسسوار اللى بتتزينى بيه..
و وقت ما بهت رمتيه
حلم عيطت: خوفت
مالك زعّق: على نفسك
حلم عيطت: و الله عليك .. و الله خوفت عليك لا تأذى نفسك زى ما عملت قبل كده .. انا شوفتك بتقتل قدامى و كل احلامى وقتها اللى ملحقتش تطلع من جوايا انطفى عليها النور .. و فجأه ربنا طلّعك .. حسيت وقتها إنه بيطلّعنى انا .. خوفت تقع تانى و مجرد إنى خوفت الخوف شل تفكيرى.
إتصرفت من غير عقل .. لكن مفكرتش و خططت ازاى اعمل كده زى ما عملت انت
مالك بجمود: انتى مبتتكلميش عن خناقه على مصروف البيت و لا زعيق على حاجه حصلت، انتى قتلتينى ! فاهمه يعنى ايه و لا غبيه زى عادتك ؟
حلم إتحرّكت بخطوات عشوائيه و هى مفتّحه ف الولاحاجه: و اللى انت عملته فيا ده كان ايه ؟ هو القتل بس رصاص و لا سكينه و دم و موت ؟ لا يا باشا ده فى حاجات ابشع منهم بكتير و إسمها بردوا قتل.
مالك ولّع سيجاره ببرود: و لنفترض ! و الله لكل فعل رد فعل مساوي له ف القوه و مضاد ف الاتجاه .. يعني متخبطيش الكوره في الحيطه بقوتك و تزعلى لما تترد في وشك بنفس القوه
حلم هزّت راسها بهيستريا و هى بتبصّله قوى كإنها بتدوّر ف وشه على ملامح مالكها: فعل و رد فعل ؟ هى حرب ؟
مالك ببرود: انتى اللى اعلنتى الحرب و ف الحرب كل شئ متاح و مسموح زى ما ف الحب عندك كل شئ مسموح
و لا تكونيش فاكرانى غبى و بريّل و بمجرد ما هشوفك هريّل عليكى ؟
انا طيب بمزاجى مع اللى يستاهل .. كل الناس لها عندى فرص .. بس وقت ما فرصهم بتخلص بخليهم يحسوا انهم قدام واحد تانى .. بعدّى كتير بس وقت ما بقف مبعدّيش النَفس.
حلم عيّطت: عمرى ما كنت اتخيل ان يبقى عندك وش تانى شبه ده
مالك مط شفايفه و هو بيهز راسه: يمكن، بس يمكن عشان و لا انا كنت اتخيل انك عندك وش تانى اصلا.
ده انا فتحتلك حضنى و انا ف قلب النار و دخّلتك معايا من غير ما حتى تتلسعى بيها .. اديتك كل الحلو اللى جوايا .. كنت بستحمل اتهاماتك مره ورا مره و اقول معلش .. كنت بستحمل كل مشكله تحصل بينا و بدل ما تحليها تضربيها بمشكله تانيه و انتى عارفه إنك بكده بتصعّبيها عليا بس كل همك إنك ترديها و بس .. عملت عشانك حاجات مكنش ينفع اعملها .. ده دخولك ف حياتى اصلا مكنش ينفع و ف الوقت ده و ف ظروفى ده بس دخّلتك عشان واثق فيكى .. دخّلتك و مكنتش اعرف إنك اول ما هتدخلى حياتى هتخرّجينى منها و بإهانه ورا اهانه
حلم قعدت ع الكنبه او إتحدفت عليها: ما خلاص ردتهالى...
مالك ميل كفوف إيده ع الترابيزه اللى قدامها و سند بيهم و قرّب وشه جامد منها بس وشه جامد مفهوش تعابير: لاء لسه فى حاجه تانيه
حلم إرتبكت من قربه و وجعها اكتر إنه مبقاش مسموحلها: حاجة ايه ؟
مالك لسه على وضعه: انا كنت اتوقع الخيانه من اى حد ف الدنيا إلا انتى و يوم ما غدرتى بيا خنقتينى .. حبستينى زى ما كنتى حبسانى جواكى و مفكّره ده حب .. و فتحتى الغاز عشان تموّتينى مخنوق و برغم إنى طلعت بس لسه مخنوق .. لسه ريحة الغاز بتخنق فيا .. لسه كل ما بشمها بفتكرك و هسيبها جوايا عشان كل ما اجى اضعف غصب عنى افتكر اللى عملتيه فيا .. كنت اتوقع الغدر من اى حد الا انتى و اما حصل جيبتيلى ازمه نفسيه مخلصتش بمجرد ما فوقت .. ده انا لسه بتعالج منها..
حلم بحذر: انا مش فاهمه انت تقصد ايه !
مالك وشه إتغيّر بغرابه: من الاخر كده هخنقك زى ما خنقتينى .. بس انتى خنقتينى بطريقتك و انا هخنقك بطريقتى و تاخدى الازمه النفسيه بتاعتك و انتى ماشيه
حلم صوتها تاه بذهول: ده ظلم
مالك ببرود: ده عدل ربنا
حلم زعقت: مش من حقك
مالك بجمود: اعتبريه حق ربنا، قصاص يعنى
فصول رواية ربع دستة ظباط
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال
رواية ربع دستة ظباط هي دمج بين رواية مارد المخابرات بجزئيها الأول والثاني و مخابرات خلف الاسوار حيث كان أمام المؤلفة المبدعة أسماء عملين هما الجزء الثالث من مراد المخابرات و الجزء الثاني من مخابرات خلف الأسوار، ففكرت بدمجهما، حيث جمعت أبطال الروايتين في هذه الرواية الجديدة التي نتحدث عنها الآن.
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الأول
ف غرفه ساكته قوى الحياه فيها .. ملامحها شبه الموت بجد .. ف هدوئها المميت كإنها غرفه بين القبور مش غرفه ف مستشفى، راقد ف هدوء مميت منفصل عن العالم تماما ف عالم خاص بيه لوحده عمله لنفسه من يوم ما الكل خرج من حياته و هو كمان خرج من حياته و عمل لنفسه حياه خاصه ف عالم خاص بتاعه هو و بس ..
اه عالم مفهوش ناس .. مفهوش حركه .. مفهوش صوت .. مفهوش نور ..مفهوش وعى .. ف العالم ده من امتى او بقاله اد يه مش فارقه .. مبتتحسبش بالوقت !
عالم هوس هوس بس بالنسباله مريح .. مريح قوى .. خلاص هو إكتفى .. مش عايز .. مكتفى بالهدوء و بس !
مراد العصامى وصل و حد من الحراسه فتحله الباب و هو دخل وقف ثوانى ع الباب بعدها ميّل ع العجله جنبه شال منها بطانيه ملفوفه ب طفلين صغيرين نايمين و قفل الباب ..
راح ع السرير و نيّمهم جنبه و سكت كتير قوى ..
بعدها قام رفع طفل منهم نيّمه على بطنه على صدره بحيث صدرهم يقابل بعض و رفع دراعه حاوط بيه الطفل التانى جنبه و سابهم و شد كرسى جنب السرير و قعد يراقب حركات وشوشهم رغم ان كلهم نايمين بس فرق كبير بين نوم الاتنين .. واحد نايم مش شايل للدنيا هم و واحد نايم شايل كل هموم الدنيا ..
مراد إبتدى يتكلم زى عادته اما بيجى الغرفه دى من وقت ما إتفتحت لصاحبها: ماالك .. انا عارف إنك سامعنى .. حاسس باللى بقولهولك كل مره .. و عارف كمان يا عم إنى صدعتك و لو بإيدك كنت قومت قليّت أدبك عليا .. عارف عارف .. بس صدقنى ده يمكن عشان مفيش حاجه تانى ممكن تتعمل .. او يمكن عشان حاسس بالذنب إنى جزء من السبب اللى رقّدك الرقده دى .. يمكن لو كنت قولتلك من الاول او جنبك بشكل واضح و مباشر يمكن كانت حاجات إتغيرت و يمكن لاء .. مش عارف .. بس اللى عارفُه إنى فخور بيك و مش بس عشان مخذلتنيش، بس إنك طلعت عند حسن ظنى رغم كل اللى حصلك و رغم إنك مكنتش عارف إنى ف ضهرك من الاول ده شئ يخلينى فخور بقوتك .. ايوه متستغربش ..
انت قوى .. و قوى جدا كمان .. اللى يعيش اللى انت عيشته او يشوف كل اللى انت مريت بيه و يكمّل طريقه للاخر يبقى قوى .. حتى لو وقع منه شوية حاجات وسط الطريق .. بردوا قوى .. كونه موقعش اصلا و سند بنفسه على نفسه لحد ما وقف دى ف حد ذاتها قوه .. و يمكن عشان كده قولتلهم إنى بعتبرك احسن منى .. عشان انا يوم ما وقعت لقيت الف إيد إتمدتلى وقّفتنى تانى .. لقيت الكل حواليا و حاوطونى عشان كده مسابوش ثغره حواليا فاضيه للشيطان يدخلى منها .. لكن انت محدش كان معاك و لا جنبك و لوحدك و مع ذلك قومت من معركتك مع شيطانك كسبان ..
حتى لو خسران ناس بس كسبان نفسك و ده احسن بكتير صدقنى .. يمكن معرفش لو انا كنت إتسابت لوحدى مع شيطانى كان ايه اللى هيحصل عشان كده بقول إنك اقوى .. عشان اللى يقع و يرجع يقوم قوى لكن اللى يقع و يقوّم نفسه ده اقوى .. و اللى يطلع من حياته لأخرها محافظ على مبادئه ده قوى لكن اللى يطلع من إبتلاء بنفس مبادئه ده اقوى و اقوى ..
عشان كده لازم ترجع يا مالك .. لازم تقف من تانى .. مينفعش مع كل القوه دى ترقد بالشكل ده .. لازم ترجع ..
مراد سكت شويه و هو مركز مع ملامحه اللى كل مره تتقلّص و تضلّم بشكل مفهوش روح: طيب عارف انا انهارده جيبتلك معايا مين ؟ اللى على صدرك ده ياسين يا مالك .. ياسين مالك الهجّام .. و دى بقا يا باشا ست البنات .. هو انا صحيح معرفش سمّوها ايه .. بس انا إختارتلها إسم حلم ..
مراد كان قصد يجيب سيرة حلم عشان يثير اعصابه بس مالك إكتفى بدنيته الخاصه: هى مامتها كانت محتاره ف الاسم بس الاخر قررت تخليها حلم
عارف انهم بس اللى هيقدروا يقوّموك من تانى على رجلك .. انا اكتر واحد عارف ده عشان كده حبيت تبقى انت اول واحد يتنفسوا ف حضنه .. يمكن اما تحس ان فى حاجه تستاهل تقوم عشانها ف تقوم .. ولادنا يستاهلوا يا مالك ..
و هو انا اه صحيح مقولتش إنى جايبهوملك هنا و لا حد عارف إنك هنا بس قولت جزء من الحقيقه إنى واخدُهم يزوروا أبوهم و قولتلهم عايز ابقى معاهم لوحدنا ..
ياسين و حلم انهارده بس نوّروا الدنيا يا مالك .. اول يوم لهم ف الدنيا و اول يوم من غيرك .. من غير حضنك .. من غير وجودك .. من غير صوتك .. من غير دعمك و سندك لهم .. لازم تخليهم دعم ليك عشان ترجع تقف على رجلك من تانى و تفوق .. الحياه من غيرهم وحشه قوى .. وحشه قووى قوى يا مالك اسألنى انا .. و هما من غيرنا بيخبّطوا ف الدنيا و تلطّش فيهم لحد ما بيستووا .. قوم عشانهم .. عشان متسيبهومش لوحدهم .. بقى عندك الدافع اللى تقوم عشانه ليه مصمم تفضل كده ؟ لسه مصمم ف العالم اللى عملته لك لوحدك و انفصلت فيه عنا ؟
ياسين عيونه فتّحت من نومه و حرّك راسه بوشه و هنا وشه قابل وش مالك و طلعت منه ملاغيه رايقه شبه الضحكه برغم صغره .. فضل على رقدته بس إبتدى يعيط بصوت رقيق و جسمه بيتحرك على صدر مالك و من صوته البنوته كمان صحيت و إبتدت تعيط ..
مالك بتلقائيه ملامحه المتجمده من يوم ما رقد فكّت لوحدها و لانت .. لانت قوى بشكل خلاه شبه المبتسم رغم إنه مش ف وعيه ..
مراد إبتسم على ردة فعله بمناغشه: يلا يا عم سينا ورينا همتك .. أبوك عملنا معاه المستحيل يقوم و فشلنا فشل ذريع .. جرّب انت بقا .. بس لو قام على إيدك انا اللى هرّقده تانى مكانه غصب عنه
ياسين بيعيط بصوت عالى قوى و مالك غصب عنه إتنفس بصوت شبه مسموع ..
مراد وقف قرّب منه و سند بكفوفه ع السرير و قرّب من وشه بترقّب بس حركته متكررتش تانى ..
ليليان خبطت ع الباب و دخلت عشان عارفه مفيش حد إلا أبوها و مالك على حالته
ليليان: صباحك حلو يا عم الحلو
مراد إلتفت نص واحده و فتحلها دراعه بس رجع بوشه تانى لمالك بإنتباه ..
ليليان راحت جنبه رفعت دراعه و لفّته حوالين كتفها ف وقف و هى جنبه بس ملاحظه تركيزه مع وش مالك: خير يا حبيبى فى حاجه ؟
مراد: متهيألى إنه إتنفس يا ليليان.
ليليان: طب ماهو بيتنفس يا بابا .. هو ميت ؟ ده ف غيبوبه .. اه غيبوبه طويلة المدى او مجهولة المدى، يعنى مش عارفين هتقعد اد ايه و هيفوق منها امتى بس الطبيعى إنه يكون بيتنفس و بشكل منتظم كمان عشان دى مش غيبوبه نتيجه اتشوك جسمى لاء ده نفسى
مراد: اول ما ياسين صحى و خليته حضنه حسيته خد نَفس طويل كإنه بيتنفسه يا ليليان .. عارفه نَفس كده شبه اللى انا خدته اول يوم رجعتولى..
ليليان إبتسمت على تشبيهه: زى ما قولتلك عشان غيبوبة مالك نتيجة صدمه نفسيه .. صحيح جزء من اسبابها كان ف اصاباته و جرح دماغه اللى كان بشع و اصعب من إنه يتلم و يتعالج بسهوله إلا إنى عند رأيى بردوا انها غيبوبه نفسيه .. عشان لو نفسيته مظبوطه او هو موقعش و هو تحت ضغط نفسى كان هيعرف يتخطى كل ده بشكل اسرع من كده ..
مراد: اصابته كانت صعبه
ليليان: بس لو كان عنده الدافع كان قام منها .. لكن هو حاليا معندهوش دافع يخليه عايز يرجع للحياه من تانى
مارد كان فتح الباب و دخل: هو بمزاجه ؟
ليليان: طبعا .. هو غالبا الازمه النفسيه اما بتوصّل صاحبها ف غيبوبه زى دى بيبقى ف الغيبوبه تحت تأثير صراع شرس بين قلبه و عقله .. عقله بيحاول يسعفه يفوق لكن قلبه بيبقى تحت تأثير العامل النفسى..
مراد إفتكر الغيبوبه اللى دخل فيها اسبوعين تلاته بعد ما عرف بجواز همسه من عاصم قبل ما يشوف باقى الحقيقه: فعلا .. بس لو قلبى قوى هيحط اعذار كتير حتى لو عشان نفسه و يفوّقه
مارد بصّله بذهول: اعذار ؟ اعذار ايه اللى ممكن تتحط لواحده خنقت قلب جوزها بإيديها ؟ مفيش حبيب بيكذب على حبيبه ماشى لكن مفيش حبيب ابدا بيدبح قلبه .. ابداا .. كان لازم تثق فيه اكتر من كده..
مراد إبتسم لذكرى خفيّه: ساعات الظروف بتبقى اقوى و بتهد الثقه دى ف خبطه صعبه مهما كانت قويه
مارد مصمم: حتى و لو ؟ اى حاجه .. اى حاجه تتعمل إلا خيبة الامل .. طعمها مرار خاصة لو من حبيب لحبيبُه .. بعدين اما بتيجى من كل ناحيه بتهد .. يعنى لو كان أخوه مستلطخش هو كمان كان بكفايه صدمته منها .. مفيش اخ بيشك ف أخوه مهما حصل، دول دم واحد
مراد بصّله قوى بنظره مفهومه كإنه بيبعتله حاجه بعينيه او بيفكّره: مهما حصل و مهما سمع ؟ ممم ماشى يا مارد .. بس انا لسه عند رأيى الغلط موزّع بينهم التلاته بإختلاف درجاته
مارد ضحك بغيظ: انت ايه يا شيخ مبتنساش ابدا ؟
مراد رفع حاجبه و حرّك وش مارد بإيده بغلاسه: لاء .. طول ما انت بتحكم ع الامور بعقلانيه بحته هفضل اشوفك غلط
ليليان: انت بردوا مصمم مراته متعرفش ؟ طيب مش يمكن لو عرفت و جات قعدت معاه و
مارد إعترض بسرعه: لاء
مراد هز راسه بمعنى مفيش فايده ..
مارد بحده: مراته ايه اللى تجيله ؟ هتعمل ايه مثلا ؟ هتفوّقه ؟انتى من شويه بتقولى صدمه نفسيه لمجرد قلبه رافض الحياه ف مش عايز يفوق .. تقومى تجبيله اللى رافض الحياه بسببها تقعد معاه ف حالته دى و متوقعه يفوق ؟ ده هتجيب اجله
مراد بتردد: طيب نجرب و نشوف
مارد بلهجه ناشفه: لاء .. تحط النار جنب البنزين و نقول نجرب كده نشوف هيحصل ايه ؟
ليليان: طيب مش يمكن رافض الحياه من رفضها هى له و بمجرد ما
مارد بعِند: لاء..
مراد بصّله كتير: اعتقد إنك بتعاقبها و ده اللى شاغلك .. شايفها متستاهلش .. مش بقولك نظرتك عقلانيه بحته .. زى ما قبل كده قررت همسه تفضل بعيد لحد ما القضيه تخلص .. كنت بتوهم نفسك إنك بتعمل كده خوف عليها من القضيه بس الحقيقه كنت بتعاقبنى اكتر ما بتخاف عليها يا مراد و عرفت بعدها إنك كنت شايف الامور من وجهه واحده .. و بردوا متعلمتش ان الرؤيه الصح بتيجى اما الصوره تتشاف من كل النواحى ..
اخوه اعتقد غلطُه كله ف إنه كان بيشوف من جهه واحده و لا عمره قرر يشوف الامور من تانى جهه و اعتقد حلم كانت معالجه الحته دى عندها لحد ما إتصدمت و خدت صدماتها كلها ورا بعض ف وقت مكنش قدامها في فرصه تفكر ف بردوا حكمت ع الصوره اللى شافتها من جهه واحده و انت دلوقت اديت لنفسك الحق تتصرف بدل مالك لحد ما يفوق و بردوا بتعمل زيهم..
مارد و هو خارج: و اعتقد ان لو ده مش هيبقى رأى مالك اما يفوق يبقى متعلمش حاجه من اللى حصله .. وقعته معاهم كانت بسبب ثقته الزايده فيهم مش من عدمها .. عارف لو وقع بسبب عدم ثقته فيهم مكنتش لومت عليه عشان هما طلعوا ميستاهلوش ثقته فعلا .. لكن هو وقع بسبب انه كان واثق فيهم زياده قوى و ده اللى خلاه مشاركش حد خصوصياته .. واثق إنهم هيفهموه مهما يشوفوا منه و هيثقوا ف اخلاقه و مبادئه حتى لو متكلمش و الغلط بكده بقى عنده إنه وثق زياده..
مراد اخد ياسين من على صدر مالك حطّه جنب حلم الصغيره و لفّهم ف بطانيه و رفعهم شالهم و ميّل علي مالك: مش هجيبهولك تانى يا مالك .. لو عايزهم يبقى لازم تقوملهم و تروحلهم غير كده يبقى مش هتشوفهم و انت اللى هتقرر
خرج على كلام ليليان لمارد برا: بطّل تناكف ف بابا بقا
مارد إبتسم: اعمل ايه بحبه و هو متغاظ
مراد ضربه بخفه على قفاه: ايوه عارف انا الحب ده
مارد ضحك و باسه من خده: المهم هتروّح ع البيت
مراد: هاخد ياسين و حلم لمامتهم الاول و ارجع
مارد بغيظ: هى بردوا مصممه تسميها حلم ؟
مراد إبتسم: اه .. يمكن عايزه تتقابل مع مالك ف سكه .. ف حلم .. قلبها حاسس مثلا
مارد رفع حاجبه: لا و دى بتحس قوى
مراد ضحك قوى و مارد شاورله بإيده: كنت ابغى اقولك اجى معاك بس اما بشوفها خاصة بعد ما بخرج من عند مالك ببقى مولّع و مش هاطفى إلا بدمها
مراد ضحك و هو ماشى: لا و على ايه الطيب احسن
مارد اخد ليليان و مشى ع البيت و مراد اخد ياسين و حلم و نزل لمامتهم اللى ف نفس المستشفى !
مراد خبط بهدوء و دخل اما سمحتله: معلش بقا إتأخرنا عليكى
حلم بصوت مرهق كله خمول: لا عادى، انا اصلا لسه مشوفتش الولاد
بمجرد ما شافها إتفاجئ من منظرها: ممكن اعرف انتى عامله ليه كده ؟
حلم عيطت اوى: انا محتاجاله اوى، اوى يا مراد، اوى، انا و ولاده دلوقت محتاجين لضمته اكتر من التراب اللى ضامُه
مراد سكت شويه بتردد: انهارده اول يوم لهم ف الدنيا حبيت يسلموا على أبوهم
حلم اتعدلت بلهفه لدرجة صرخت من جرحها: مالك ؟ طيب مقولتليش ليه كنت جيت معاكم ؟
مراد حاول يلطف الجو: ايه ده انتى هتقلقى عليهم معايا و لا ايه ؟
حلم بضعف: لا و الله معاك ف امان خاصة إنك واخدهم للغالى، بس هو وحشنى اوى، مروحتلهوش امبارح
مراد إبتسم و هى عيونها دمّعت: انا بروح كتير، كل يوم بروحله اصبّح عليه و لو مخنوقه قوى بقضّى اليوم كله معاه، بس امبارح اول يوم مروحش بعد...
سكتت اما صوتها إتحبس من دموعها و مراد إتخنق من حالته اللى بتترسم قدامه ف قفل الحوار كله: معلش انتى بتروحى مش بتبطلى عياط و انا مش عايزهم يكرهوا أبوهم
مراد لف وشه فتح الباب و بص للعجله اللى فيها العيال و إبتسم: و زى ما ودتهمله بنفسى جيبتهوملك انتى كمان، ممكن تهدى بقا عشانهم ؟
حلم مردتش بس اخدت ولادها منه و اللى كانت لسه مشافتهومش خالص .. بتبوس فيهم بلهفه كإنها مستنياهم من سنين مش شهور .. بتبصلهم بشئ من لهفه مجنونه مسيطره عليها كإن اللى قدامها ده حبيبها مش حته منه !
مراد بيتفرج عليها بحزن و هى بتحضنهم قوى و دخلت ف نوبة عياط بمراره ..
مراد: انتى شوفتيهم ف العمليات و يدوب لسه فايقه، يعنى مأخروش عليكى
حلم صوتها إتنبح من العياط: عارفه بس متخيلتش ان بُعدهم هيبقى وجع كده .. او انا اللى شبعت وجع من يوم ما حبيبى و حبيبهم راح .. و الله شبعت وجع .. انا كل يوم بدعى على نفسى بالموت ليه مبموتش ؟
مراد إبتسم غصب عنه و كإنه عايز يقولها عملتها قبلك بس لقيت الاجابه بعدين ..
حلم فضلت واخداهم ف حضنها بشئ من التوهان و مراد إتلفت حواليه: انتى محدش جالك و لا ايه ؟
حلم بحزن ردت بالعافيه: لاء و مش عايزه حد .. مش عايزه .. انا عايزه اكمل لوحدى.. انا سيبت الكل و روحت شقتى مع مالك فتحتها و وضبتها و جهزتها و قعدت فيها و منعت اى حد يجيلى و لا بروح لحد عشان افضل لوحدى..
مراد بحزن: طب ليه ؟ الوحده مش حل لحاجه غير للموت ع فكره
حلم عيطت: ياريت .. و الله ياريت .. بس انا فعلا مش عايزه حد يجيلى .. محدش هيدخل البيت و صاحبُه غايب مش موجود .. محدش ابدا هيجى مكانه ف غيابه
مراد إتخنق قوى و حس إنه مش عارف حتى ياخد نَفسه .. بيتخنق و مش عارف يتنفس و مش عارف عشان مخبى عليها و لا عشان ف يوم من الايام عاش كل ده .. مش عارف ف خرج بسرعه ..
مراد و هو خارج بيتكلم بالعافيه: انا موجود لو إحتاجتى اى حاجه .. اى حاجه كلمينى
و قبل ما يفتح الباب حلم كانت ضامه ولادها لصدرها اوى و إتكلمت و هما ف حضنها: انا عايزه ارجع بيتى
مراد إتردد: اما تبقى كويسه، و العيال دى
حلم بتعب: انا خلاص بقيت كويسه و هما كمان الدكتور قال ممكن يخرجوا
مراد بقلق: البنوته ضعيفه و عندها ضعف جامد و وزنها قليل و ده مأثر على مناعتها .. الدكاتره قالوا كده..
حلم و هى بتحاول تقف: انا هاخد بالى منها كويس قوى .. و هرضعها و هاخدها لكتور تانى .. لازم تبقى كويسه .. لازم يبقوا كويسين .. لازم يفضلولى .. انا مش حِمل خساره تانيه .. و الله ما حِمل وجع تانى
مراد إتنفس بصوت عالى و متكلمش و هى قامت لبست و نزلت بالعافيه معاه و هو خدها هى و ولادها وصّلهم لحد البيت و مشى ..
خد عربيته و فضل يلف كتير بشرود و رجع بذاكرته ليوم حادثة موت مالك المزيف ..
Flash baaak
مارد إستغرب: انت ليه عايزنى اتدخل دلوقت ؟ انت من يوم ما مالك إتفصل من شغله و انت تقريبا مسيبتهوش بس و لا مره إتدخلت و كنت بتساعده من بعيد لبعيد من غير ماهو نفسه يعرف .. طيب ليه ؟
مراد شرد شويه: ملكش دعوه
مارد بإصرار: طب ع الاقل افهم إشمعنى دلوقت عايز تتدخل ؟
مراد: عشان ده الوقت المناسب اللى اقدر اقولك فيه ان مالك نجح و عشان كده يستاهل يتسند بجد و انت اللى هتسنده
مارد بذهول: انتوا كنتوا بتختبروه ؟ يعنى كان لسه ف شغله ؟
مراد: لاء طبعا .. مالك إتفصل من شغله فعلا بس انا راهنت عليه و هو الحمد لله مخذلنيش عشان كده روحله .. اعتقد هو دلوقت لازم ميبقاش لوحده .. خاصة إنى متأكد إنه رايح ورا صفوت و اللى معاه و اكيد رايح يجيبهم و ده معناه إنه مش بس قاوم الغلط و مش بس رفضه لاء ووقّعه كمان و حاربه و من نفسه و بنفسه
مارد رفع حاجبه: افهم..
مراد إبتسم و إبتدى يحكيله تفاصيل الحدوته و اللى إبتدت يوم محاكمة مالك ف قضية قتل خليل و اللى مراد عمله من غير ما حد يعرف و لا مالك نفسه ..
مارد رفع حاجبه: يخربييتك يا مراد .. طب افرض كان
مراد قاطعه: انا مش عيل .. من نظره للى قدامى اقدر افهمه خاصة إنى غلطت قبل كده ف النقطه دى اما فهمت عاصم غلط و كنا صحاب ف اعتقد إتعلمت
مارد بتفكير: خلاص بس اقوله ايه بالظبط ؟
مراد إبتسم: لاء انت متقولهوش انت بس روح هاتهولى و تعالى و انا هفهّمه .. بس قبلها عدّى ع الاهبل اخوه ف القسم طلعله تصريح قبض على عادل عشان ميتورطش هو كمان بعدها هات عادل على هنا عشان الموضوع يبان إنه تبعنا طالما مالك اللى هيكمّله
مارد حدفله بوسه و هو خارج: حبيبى و الله
مارد سابه و خرج راح ع القسم اللى فهد تبعه بس ملقاش فهد و جاب عادل ينقله بس إتفاجئ من منظره: فهد اللى عمل فيك كده ؟
عادل هز راسه بخوف: اه
مارد بترقب: و هو راح فين ؟ انت قولتله ايه بالظبط ؟
عادل بخوف: هو كان عايز يعرف مين هرّبنى منه و انا قولتله ان اخوه اللى هرّبنى و ان واحد إسمه صفوت اللى وراه و طلب اى تفاصيل عنه او حتى مكانه و إدتهوله
مارد بحذر: و هو فين زفت ده ؟
عادل إداله عنوان فيلا المنصوريه بتاع صفوت اللى إداها لفهد .. مارد مشى بسرعه ..
راح ع العنوان بس إكتشف إنه لا لقى فهد و لا حتى مالك و المكان كله على بعضه فاضى ..
مارد وقتها حس ان فى حاجه غلط .. يا الاتنين إشتبكوا مع بعض يا هيشتبكوا ...بس ف الحالتين النتيجه هتبقى صعبه خاصة ف حالة عدم الفهم اللى هما فيها دى .. لا فهد فاهم الحقيقه و لا حتى مالك نفسه هيعرف يفهّمه خاصة إنه لسه مقابلش مراد !
بيكلم فهد موبايله مقفول .. حاول يتصل على مالك اكتر من مره بس مردش ..
إتصل بأبوه حكاله اللى حصل: و العمل ؟
مراد قلق بجد و حاول يفكر بشكل سريع ممكن يوصلهم ازاى: الغلط دايما مندفع و كده كان لازم تقابل الغلط الاول عشان تلجّمه بس مش هتعرف .. ف لازم توصل لمالك بسرعه .. بسرعه قبل ما يقفوا لبعض .. طالما وصلوا للنقطه دى اعتقد مش هيبقى فيها كلام .. واحد فيهم رده هيبقى اعنف .. يا فهد هيتصرف بغشم يا مالك هيجيب اخره و يدوس على كل ده و يغلط بجد طالما محدش جنبه
مارد: اعتقد إنه انسب مكان يروحه حاليا المجموعه..
مراد: او البيت .. لو ملقتهوش هنا و لا هنا اقلب عليه الدنيا لحد ما توصله و هاتهولى
مارد قفل معاه و راح لمالك المجموعه بس ملقهوش و لا لقى حد و إتفاجئ بمنظر المكان اللى من هيئته حد جه قبله و مشى و رجّح إنه فهد و اكيد بيدوّر على مالك ف اخد طريقه للبيت عندهم بعد ما كل حاجه حصلت و خلصت و هناك إتصدم باللى حصل لمالك ..
وقتها وصل يونس و فهد و حلم راحت عليهم و الكل إتلم حواليه ..
مارد كلّم إسعاف تيجى و فعلا دقايق كانت عندهم و خدوه للمستشفى و الكل راح وراها ..
خدوه منهم و الكل وقف بفزع و محدش قادر ينطق ..
ليليان خرجتلهم بأسف: للأسف وصل متأخر .. القلب وقف
الكل إتصدم و الكل دخل ف حالة فزع و إبتدوا يجهزوه يخرجوا بيه ..
ليليان جوه عنده لاحظت جسمه بيتشنج زى صاعقة الكهربا ! ف البدايه رجّحتها لحلاوة الروح زى ما بيقولوا .. بس وقفت شويه تلاحظ حالته و شدت كرسى جنب سريره بتفكر كإنها بتحاول تساوى حاجه ف دماغها بعدها خرجت ..
و إتصلت بأبوها اللى عرف منها بإختصار اللى حصل و راح ع المستشفى ..
مراد: يعنى ايه يا ليليان ؟
ليليان سكتت شويه بتفكير: زى ما قولتلك يا بابا .. ممكن يكون الموضوع مجرد احتمال يا اه يا لاء بس صدقنى فى احتمال موجود
مارد خرجلهم على كلامهم: احتمال لإيه يا ليليان ؟ مالك انا شوفته من قبل حتى ما انقله المستشفى، قلبه واقف
مراد بوجع: انتوا اكدتوا ان القلب وقف فعلا..
ليليان فكرت شويه: مالك قبل الوقعه كان ف مكان مكتوم و معبّق غاز و ده معناه ان الرئه عنده شالت كمية غاز بشكل عمله هبوط ف الاكسجين و ده ادّى لسكته قلبيه .. حاجه كده زى توقف مفاجئ للقلب نتيجة هبوط الاكسجين و طبعا جات وقعته و النزيف اللى نزفه كمّل عليه و عمل الحاله دى .. مالك فقد كمية دم مش سهله من الوقعه زائد ان جسمه مفهوش اكسجين كافى ف ده على ده ممكن يكونوا وقّفوا القلب بشكل مؤقت .. انا هعمل معاه مجرد محاوله بس محتاجه و بسرعه كمية دم كبيره من نفس فصيلته و هوصّله اكسجين و نسيبه تحت الملاحظه لحد ما جسمه يتشبّع بالاكسجين و الدم و نشوف رد فعل القلب .. لو إدانا و لو اشاره خفيفه إنه شغال يبقى كان التوقف مؤقت زى ما قولتلك عشان اللى حصل..
مراد امل إنتعش جواه: خلاص نشوف اخوه اكيد نفس فصيلته او
مارد بحده: لاء
مراد إستغرب و بصّله بترقب: يعنى ايه لاء ؟
مارد بجمود: مش لازم يعرف لا ان فى احتمال و لا حتى لو الاحتمال إتأكد
مراد بصّله قوى بيستنكر تفكيره: ده أخوه ع فكره و مهما حصل لازم
مارد بجمود: لاء .. هو و مراته شكلهم مريب و انا شاكك فيهم على فكره..
مراد بذهول: شاكك ف ايه ؟ هو معنى انهم كانوا مختلفين او هيقفوا قصد بعض يبقى قتله ؟ انت بتفكر ازاى انت ؟
مارد شاور ل ليليان: خلاص حبيبتى روحى انتى شوفى اللازم و هستنى منك النتيجه و زى ما إتفقنا محدش لازم يعرف ايا كان
ليليان بصت لأبوها اللى شاورلها براسه تمشى ..
مارد بصّله و ريّع إيده: طب فكّر انت بصوت عالى و انا هسمعك .. فهد عرف الحقيقه من عادل و راح فيلا صفوت بعدها راح المجموعه .. يعنى بيدوّر عليه اهو .. مالك اكيد عرف بهرب صفوت و لازم يكون مقرر يسافرله خاصة ب بنته اللى كان واخدها معاه و اكيد رجع ع البيت لأى سبب حتى لو هيجيب ورق لسفره .. يعنى إتقابلوا ف نقطه اهو .. نيجى بقا للى حصل .. البيت مليان غاز و مالك مضروب كذا طلقه ف رجله و واحده ف إيده و واقع من تالت دور يعنى اكيد كان محبوس ف البيت و مفتوح عليه الغاز و اما حاول ينجد نفسه إنصرب عشان ميهربش و الكل قال ان فهد اللى ضربه وقّعه من فوق و هو بيخرج .. يبقى ايه ؟
مراد حاول يفكر بس مش مقتنع ابدا ان فى اخ يقسى بالشكل ده: فهد ضرب طلقه .. الكل قال ان فهد ضربه و هو خارج
مارد: عشان يمنعه يخرج .. و اللى عمل المشهد من اوله من اول ضرب رجله و حبسته لحد الغاز كان بردوا عايز يمنعه يخرج .. ف يا اما هو اللى عمل المشهد من اوله عشان يمنعه طالما نفس الهدف اللى خلاه ضربه بالرصاصه يا اما
مراد بصّله بضيق: يا اما ايه بقا ؟ أمنا الغوله طلعت عليه ؟
مارد ضحك غصب عنه و عينيه راحت بعيد قوى على حلم: و الله متفرقش عنها
مراد راح بعينيه لمكان ما بيبص لحد ما شاف حلم على حالتها: انت إتجننت ؟ ايه الهبل ده ؟
مارد بإصرار: و انا لسه عند كلامى و عشان اثبتلك محدش فيهم هيعرف ب اى حاجه
مراد: لو إتأكدنا إنه..
مارد قاطعه: و حتى لو إتأكدنا بردوا محدش هيعرف .. مالك ف نظر الكل ميت و لازم يفضل ميت .. اولا عشان الليله السوده دى تتلم .. ثانيا لحد ما نوصل للى حصل .. ده شروع ف قتل و دى جريمه و لو إتثبت ان لحد فيهم صله انا اللى هجيبه
مراد بغيظ: انت عايز تنكر على اخ ان اخوه عايش ؟ ع الاقل هتحقق ازاى ف موته و هتتهمهم ب اى صفه و انت معندكش جثه تتحول للطب الشرعى ؟ و اعتقد مراته محاميه شاطره و هتكتشف ده بسهوله..
مارد سكت شويه بتفكير: سيبها عليا لحد ما ارتبها .. بس حاليا لازم خبر موته يتأكد و ينتشر كمان عشان يوصل للكلاب اللى هربوا و يتطمنوا و يتصرفوا بأمان و عشان كده لازم الجنازه تطلع للدفنه
مراد بذهول: طيب ع الاقل نتأكد إنه مات او لاء .. مش يمكن تدفن اى حاجه مكانه و بعدها يطلع ميت فعلا .. ساعتها هتعمل ايه ؟
مارد ببرود: يبقى ساعتها ندفنه
مراد بصّله قوى و هز راسه و مارد إتحرك يمشى: انا هروح اتصرف ف حكاية الدفن و اجهز الموضوع..
ليليان رجعت دخلت لمالك تانى و إبتدت تعمل اللازم .. إستعانت بشكل سرى بكذا حد من زمايلها موثوق فيهم و دخلته الانعاش و حطيتله اكسجين و مراد وفرله دم بفصيلته و إبتدوا ينقلوله دم و حطوه تحت الملاحظه ..
فهد طلب من مراد يشوفه يودّعه و مراد إتردد شويه بسبب اللى مترتبله بس مقدرش يمنعه ف راح ليليان ..
ليليان: متقلقش انا هجهّزه يشوفه بشكل ميشكش
مراد اتردد: هتعرفى ؟
ليليان: اه بس مش لازم يطوّل .. مش اكتر من ثوانى و يخرج
مراد اخد فهد و إنتظر برا و ليليان فعلا معاها اتنين مساعدين جهّزوه و خرجتلهم .. بعدها فهد دخل مع مراد شافه و خرج بسرعه ..
مارد جهّز الموضوع بحيث يبان طبيعى و إتفق مع مصطفى ..
مصطفى برّق عينيه: يخربيت أبوك يا مراد انت عايز تدفنى ؟
مارد ضحك غصب عنه: يا حمار افهم .. لازم يبقى فى جثه و اكيد مش هموّت حد عشان احطه مكانه
مصطفى رفع حاجبه: ما تجيب اى نيله من المستشفى
مارد: مينفعش، ع الاقل هقول لأهل النيله دى ايه ؟
مصطفى قلّد صوته و هو بيشاور على نفسه: طب و النيله دى مالهاش اهل يعنى ؟
مارد مسكه من ياقة قميصه شدّه بغيظ: هاتنيل تتخدر و تتلف بالزفت و تتشال .. عايز ايه تانى ؟
مصطفى مثّل الخوف: لا كتّر خيرك الصراحه .. طيب ما تشيلوا البتاع فاضى
مارد حط إيده على راسه بنفاذ صبر: و عند الدفن هندفنه بالخشبه يا اهبل ؟ بعدين الحمار أخوه مبيقتنعش بسهوله ده كان مكفّر أخوه .. عشان لو وقف فيها
مصطفى بصّله بغيظ: قفّلتها يا زفت ؟ قول كده من الاول إنك نفسك تشوفنى بالابيض
مارد رفع حاجبه و هو ماشى: طب يلا اجهزى عشان تطلى بالابيض ياختى
مصطفى ضحك بغيظ و مشى و مارد رجع لأبوه ..
مراد كان متابع حلم من بعيد و شايف حالتها و اول ما مارد راح عليه مراد هز دماغه برفض: اللى انت عايزُه ده مش هيحصل .. انسسسى
مارد وقف: لاء انت اللى تنسى .. الموضوع خلاص خلص و إترتب و إترتب عليه اللى جاى ف مش ههد كل ده عشان الست كابوس صعبانه عليك
مراد حاول معاه بس مارد صمم على رأيه: بتضيّع وقتك على فكره
مراد بضيق: خلاص يبقى هنروح ع المدافن بتاعتى
مارد ضحك غصب عنه: لا احنا نقلبها إيجار جديد بقا..
مراد عض شفايفه له بغيظ و مارد رفع إيده و هو ماشى: خلاص ياعم بهزر .. ده انا احبك و انت مصحصح
دقايق و خرجوا بالجنازه و بعد ما الكل مشيوا مارد فتح القبر و طلّع مصطفى اللى كان متخدر تخدير مؤقت ..
مصطفى وقف بعد ما خرج بينكت ف نفسه: يخربيت معرفتك السوده .. انا مش عايز اعرفك تانى يالا
مارد ضحك قوى بصوت عالى: انت مش كنت بتتريق عليا انى عملتها قبل كده و موت ادينى نوّلتك الشرف .. عد الجمايل بقا..
مصطفى برّق و رفع وشه يضرب مارد ببوكس: ولا انت مش هتتجوز بقا ؟ ماهو طالما جربت كل حاجه و مخلصتش منك يبقى معدش إلا الجواز يمكن يخلّصنى
مارد ضحك و هو بيجرى: لسه قضية عاصم خالصه و انا وعدت ابويا إنى محتاجله و عايز اتدرب على إيده ف كام شهر كده يجهزوا البيت اللى مصمم يغيّره و نفرش و اكون انا خلّصت تدريباتى
يونس كان مشى بعد الدفن راح الاول عمل كذا مشوار بعدها رجع ع المستشفى تانى و سأل عن مراد و مارد و عرف إنهم ف مكتب ليليان و طلعلهم لقاهم واقفين برا ..
يونس راح عليهم بلهفه تايهه كلّم ليليان: مالك كويس صح ؟ عايزه إتطمن عليه
مارد رفع حاجبه: خير يا حبيبى ازيك ؟
يونس قلّد نظرته برفعة حاجبه و صوته: شالله يخليك تسلم
رجع بص ل ليليان تانى: بالله عليكى طمنينى عليه .. كويس صح ؟
مارد لسه هينطق مراد سبقه ليونس: كويس يا يونس .. ان شاء الله هيبقى كويس
يونس عيونه دمّعت و سابهم يعيطوا قوى: هيعيش و الله، ده اخويا و مليش غيره و يستحيل ربنا يكسره و لا يكسرنى فيه كده
مراد لف دراعه حواليه و طبطب عليه: إدعيله انت بس..
يونس بوجع: بدعيله و الله من يوم موت أبوه و أمه، بدعيله ربنا يراضى كسرته دى و يستحيل ربنا يخيب ظنى
مارد سكت شويه و عينيه بتتنقل بينه و بين مراد: انت كنت تعرف ايه عن مالك ؟
يونس إبتسم: كل حاجه و ولا حاجه
مارد رفع حاجبه: نعمم ؟
مراد إبتسم لإنه تقريبا فهمه: طيب ليه مكنتش جنبه ؟
يونس بذهول: انت فاكر إنى سيبته او ممكن اسيبه ؟ انا كنت معاه و وراه و ف ضهره خطوه بخطوه بس بالشكل اللى هو يحبه .. انا زى ما قولتلك اعرف و معرفش حاجه .. يعنى مقاليش بشكل مباشر اى حاجه و لا بردوا خبّى حاجه
مارد رفع حاجبه لأبوه: انت فاهم حاجه ؟
يونس ضحك غصب عنه بدموع: مقاليش بشكل صريح بس ف نفس الوقت ملجأش لحد غيرى .. اى حاجه محتاجها كان بيرجعلى و كنت بعملهاله بدون حتى ما اسأله عنها .. طلب منها مفرقعات صوت بس .. طلب منى كاتم صوت لمسدس .. طلب منى رصاص فيشنك .. طلب منى جهاز تجسس حساس .. طلب منى كاميرات مراقبه .. طلب منى حتى رصاص ميرى من مسدسى .. و برغم ان عمرى ما سألته بس متخليتش عنه..
مراد إبتسم: و ليه مسآلتهوش ؟ و ليه اصلا عملتله حاجه ممكن يآذى بيها نفسه ؟ اعتقد الصاحب الجدع اه جنب صحبه بس من غير اذيه
يونس بذهول: انت فاكر ان مالك ممكن يأذى حد ؟ يآذى نفسه اه و عشان اللى حواليه على فكره .. لكن يأذى حد يستحيل
مارد: ليه يستحيل ؟ ده واحد خسر كل حاجه و مكنش باقى على حاجه..
يونس هاجمه: لاء طبعا .. مالك اللى دافع عن واحده لا يعرفها و لا تعرفه و كمان مرات واحد هو اللى اذاه و قتل أبوه و آمه و إتسبب ف ده كله يستحيل يآذى حد .. مالك اللى اول ما سمع ضرب نار و بلطجه نزل جرى و نسى اللى إتعمل فيه و نسى إنه اتفصل يستحيل يأذى حد .. مالك اللى كان بيفضّل حياة اى حد فينا على حياته يستحيل يتسبب ف موت ابرياء ملهومش ذنب .. مالك اللى كان اى مهمه او مداهمه بنطلعها الكل له عنده فرص و بيستحرم الدم كإستغلال للوضع يبقى يستحيل يأذى حد .. مالك بيكره..
الدم قووى و مستحيل يستحلّه لأى سبب .. انا مش هتوه عن صاحبى
مراد إبتسم: لا متوهتش إتطمن المهم دلوقت بس نتطمن عليه إنه عدّى المحنه دى
يونس دمّع: ان شاء الله هيعدّى .. هيعدّى .. عايز اشوفه
ليليان لسه هترد يونس صوته إترعش قوى ف طلّع الكلام مش مفهوم: بالله عليكى .. لازم اشوفه .. قلبى مش هيهدى إلا اما اشوفه قدام عينى
ليليان إبتسمت: طب يلا معايا بس مش اكتر من دقيقه
يونس راح معاها بلهفه و مارد بص لأبوه: شايف ؟
مراد: يونس جدع .. كان واثق فيه كفايه بالشكل اللى خلاه يساعده من غير ما يسأل حتى .. كان واثق إنه مبيغلطش و لمجرد إنه واثق موقفش قصاده و لا حتى عشان يسأل
مارد بغيظ: مش تقولى فهد
مراد: لا فهد جدع .. وقف قصد الغلط مهما كان .. مبادئه متجزئتش ايا كان السبب .. الغلط غلط ايا كان جاى من مين .. إتربى على ده و إتعلم من أخوه ده و درس ده ف إشتغل على ده
مارد رفع حاجبه: ازيك يا حبيبى .. تشب شاى ؟
مراد رفع نفس الحاجب: شالله يخليك تسلم
عدّى كام يوم على مالك ف المستشفى .. يونس قدام اوضته قاعد ع الارض .. حاولوا كتير معاه عشان محدش يشك ف وجوده بس رفض نهائى ..
و ليليان مباشره حالة مالك بتركيز لحد ما عدّى يوم كامل و إتأكدت فعلا ..
مراد إبتسم بلهفه: يعنى عايش يا ليليان ؟ انتى متأكده صح ؟
ليليان: اه القلب إشتغل و من يومها على فكره بس مكنش ينفع اكّد على إنه عايش إلا اما يعدى ع الاقل يوم و النبض يستقر و حالته كمان تاخد وضع مستقر حتى لو مش مطمئن..
يونس بصّلها بقلق: يعنى ايه ؟ و اما هو طلع فعلا عايش ليه شكلك كده ؟
ليليان: مالك دخل ف غيبوبه و غالبا غيبوبته نفسيه اكتر ما هى جسميه و ده اصعب بمراحل
يونس سكت بقلق: بس المهم إنه عايش .. الغيبوبه اكيد مع الوقت هيقوم منها انما الموت لاء..
ليليان: إدعيله .. زى ما قولتلك مالك قبل ما يقع الوقعه اللى صابت دماغه إختنق فتره بالغاز .. و دى ادّى لحرمانه من الاكسجين لفتره كافيه تأثر على دماغه .. يعنى الاكسجين ضرورى لوظايف الدماغ و القلب و اما حصله إختناق من كمية الغاز اللى إستنشقها ده وصّله للسكته القلبيه اللى حصلتله بعدها مباشرة .. بس السكته دى رغم انها مخدتش لحظات إلا انها عملتله انقطاع مفاجئ ف اللحظات دى من تدفق الدم و الاكسجين للمخ ..
بس بمجرد ما انعشنا القلب من تانى و عملناله انعاش رئوى القلب استجاب و رجع .. لكن توقف الدم و الاكسجين ف اللحظات دى عن المخ كان كفيل يدخّله غيبوبه زى دى .. و مع ذلك غيبوبته نفسيه .. اعتقد من اللى سمعته منكوا إنه كده معندوش لا طاقه و لا دافع يقوم عشانه و ده اللى هيصعّبها
يونس بحزن: ممكن يفوق منها امتى ؟
ليليان بتفكير: معرفش بس الغيبوبه عموما بتبقى مجهولة المدى .. يعنى ممكن ساعه اتنين اسبوع شهر و ممكن تقعد سنين .. هو و ظروف حالته خاصة النفسيه و ده اللى خلانى بقولك غيبوبته صعبه
مراد سكت كتير: خلاص خليه تحت متابعتك و شوفى كل اللى يلزمه و لو حوج الامر اسفّره برا
ليليان إبتسمت بهزار: ايه يا بابا انت مش واثق ف قدرات باربى و لا ايه ؟
مراد ضحك ضحكه خفيفه و هى باست إيده: متقلقش انا هقوم باللازم و كمان هبعت تقرير بحالته بالتفصيل للدكتور بتاعى ف انجلترا و اخليه يتطلع عليه و هيمشى معايا خطوه بخطوه و لو لزم الامر هنسفّره برا زى ما قولت
مراد إبتسملها و خدها و مشى ...
baaaak
مراد فاق من شروده و إتفاجئ إنه وصل بيته .. وقف كتير يبص للبيت اللى اول ما بيخرج منه بيحس نفسه زى المغترب اللى مفارق وطنه ..
دخل بحب و كانت ليليان اول واحده تقابله ف راحت بهدوء حضنته الحضن اللى بياخده منها اول ما بيرجع كإنه حضن سنين: وحشتينى على فكره
مارد من وراهم: تيرارارارااا..
مراد خرج من حضنها بس خلاها ف ناحيه من صدره و فتح دراعه التانى و شاور لمارد اللى راح عليه و لف دراعه حواليه ..
مارد بهزار: يا عم إحنا جوعنا
مراد إبتسم: و مكلتوش ليه ؟ انا قولتلكم قبل كده متستنونيش بالاكل، انا لقمه بسيطه بتشبعنى
مارد غمزله: يعنى انت تستنانا كل ده و احنا نيجى عند الاكل و نتطافس ؟ ده حتى يبقى عيب
مراد إبتسم و مارد كتم ضحكته: و بعدين يلا يا عم انا واحد داخل على جواز و الجوع وحش عشانى
مراد ضحك قوى: مش اما نشوفك هتنفع و لا هتكسفنا ؟
مارد رفع حاجبه: لا تشوف ايه ؟ إستهدى بالله كده عشان لو انا سكتت ف ناس مش هتسكت
مراد بص ع الصالون كان مازن بيتكلم ف الموبايل و خرجلهم بيضحك: ما تهدّى النفوس يا جزمه
مراد رفع حاجبه: بقى هى الحكايه كده ؟ طب مفييييش جواز
الكل ضحك و همسه خرجت على صوت ضحكهم ف بصت لمراد و هزّت راسها بمعنى مفيش فايده ..
حلم بعد ما مراد وصّلها ع البيت و مشى .. خدت ولادها و دخلت .. كإنها دخلت ف دوامتها مش ف بيتها .. كل مره بتدخل شقتها بتحس بنفس إحساسها اللى عاشته و هى بتدخلها لأول مره من غير مالك !
دخلت غيّرت لولادها و حطيتهم ف السرير جنبها و خدت حمام و رقدت جنبهم و رفعت وشها لفوق كإنها باصه للسما مش للسقف .. غمضت عينيها بمراره و سابت الدموع تكسر صمت البيت او صمت الحياه من حواليها عموما ..
فتّحت عيونها بالعافيه و لفّتهم جنبها لولادها و بصتلهم كتير قوى و فجأه شافت صورة مالك على وشهم .. إتعدلت فجأه من رقدتها و قرّبت منهم ميّلت عليهم بتحقق قوى ف وشهم: م .. مم .. ماالك .. مالك حبيبى .. انت هنا صح ؟ انت معايا ؟ انا حاسه بنَفسك ! ريحتك ماليه صدرى لا يمكن يكون ده مجرد وهم !
بتبص ف وش ولادها فجأه صورة مالك إختفت من قدامها و شافتهم هما .. دفنت راسها ف المخده جنبهم و إبتدت تعيط بصوت مبحوح قوى ..
فجأه صوت عياط طلع معاها كإنه بيشاركها وجعها .. صوت دموع هى حافظاه .. رفعت وشها و بصّت حواليها بتتلفّت بهيستريا و بحركه سريعه و عشوائيه براسها .. كل حاجه بتقع عليها عينيها بتشوف مالك مغطى عليها .. الحيطان .. الشبابيك .. السقف .. المرايات .. حتى الارض !
من بين كل دول عينيها وقعت على ياسين إبنها صوت العياط منه .. بصتله قوى صوت الدموع دى سمعتها قبل كده .. تغميضة العين دى و هى الدمعه بتنزل منها صوره إتحفرت جواها لصاحبها .. مش عارفه هى شافته مالك عشان الشبه و لا روحه و لا حته منه .. مش عارفه .. هى بس كل اللى عارفاه ان اللى قدامها ده مالك .. مشافتهوش ياسين ابدا ..
ميّلت عليه رفعته قبل الصوره ما تختفى و ضمّته قوى على صدرها كإنها عايزه تدخّله جواها و رجعت تعيط من تانى بصوت شبه انين الروح و هى بتطلع !
حلم بتتكلم بهزيان كإنها بتفوق من تخدير: انا بحبك قوى يا مالك .. قووى .. و الله بحبك قد ما وجعتك و وجعتنى و وجعت ولادى و حرمتهم منك .. حبيتك حب مرضى لدرجة يوم ما تخيلت إنى ممكن اخسرك مستنتش و خسرتك بإيدى .. زى ما يوم ما تخيلت إنك ممكن تحبنى روحتلك لحد عندك و شديتك بإيدى لحياتى و مخدتش بالى ان الحب مش بالعافيه .. مش بالزق .. مش بالشد .. ف اولها خوفت متحبنيش ف شديتك بإيديا و ف اخرها خوفت اخسرك ف خسرتك بردوا بإيديا !
ازاى مكنتش عايزه حته منك ؟ ازاى قررت ده ؟ ازاى فكرت اصلا ؟ خوف ايه و لا امان ايه اللى كنت عايزاه ؟ و هو انا دلوقت ف امان من غيرك ؟ و برغم كده قلبى بيتداوى بيهم ! ليه مسيبتهومش يجوا وقتها ؟ ليه كنت غبيه و خوفت ؟ ليه سيبت خوفى و عقدتى يتحكموا فيا ؟ يمكن ف وقت الصدمه كنا إتقابلنا ف حبهم !
حاسه كإنهم زى الدوا اللى بيفكر العليل بجرحه بس بيداويه و هما اه مبيداوش بس المفروض يسكّنوا الوجع يا مالك .. ليه بيزيدوه ؟ ليه ؟
قامت بتعب جابت علبة دوا من الدرج جنبها و فتحتها و اخدت منها حبايه ورا حبايه و فضلت تاخد لحد ما جسمها إنهار و وقعت ع السرير جنب ولادها !
بصت جنبها شافت ياسين قصادها .. شافت صورة مالك على ملامحه لدرجه خلتها قربت قوى و بتحقق بتركيز ضايع !
خدته على صدرها و تبتت ف حضنه قوى و رجعت بضهرها لورا بيه و رجعت بذاكرتها معاه لاكتر من سبع شهور ورا تحديدا الايام اللى ورا حادثتها مع مالك و ازاى عرفت بالحمل كإن ربنا مش عايزها تقفل قلبها بعد ما قررت