logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 18 < 1 2 3 4 5 6 7 8 18 > الأخيرة


05-11-2021 01:50 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10


t21909_9291
حلم بصوت تايه مهزوز: انت ايه ؟ قلبك حجر ؟
مالك بجمود: الارض الصالحه لو إتروت بمايه مالحه بتبور و تحجّر و انا ياما شربت منك صديد مش ملح، مخدتش منك غير مرار و علقم
حلم مصدومه بوجع: يااه للدرجادى كرهتنى ؟

مالك بلهجه جافه: على اد ما حبيتك على اد ما كرهتك لإنك وهمتينى بحبك و ياريت طلعتى ما حبتنيش الا طلعتى معندكيش قلب اصلا تحبى بيه .. ع الاقل اللى عنده قلب ممكن ميحبش بس يحس .. يرحم .. يفكر حتى بيه لو عقله غاب.

حلم مش مصدقه صوت وجعها اللى بيرد على هيئة مالك قدامها: و اما انت كرهتنى كده طلبت ترجّعنى ليه ؟ ده انت اللى رجّعتنى
مالك: اولا لإنك معاكى ولادى و لسه بيرضعوا ده غير بنتى تعبانه و مينفعش تتفطم و انا لا يمكن آمن إنى اسيب ولادى مع واحده زيك .. حد منهم يغلط مره تقتليه و لا حاجه.

حلم بذهول: انا ؟
مالك إتريق: ايه ؟ معملتهاش ؟ اظبّطلهم امورهم و بعدها انتى بالسلامه .. ده لولاهم كنت رميتك
حلم صوتها إتنفض: هو بعد اللى قولته لسه فى تانى ؟
مالك هز راسه بجفا و قصد يبص ف عينيها مباشرة: ممم فى، فى ثانيا و هى إنى لسه مخدتش حقى منك
حلم بوجع: عايز تعمل ايه اكتر من اللى عملته ؟ انت فاهم انت عملت فيا ايه ؟ ده انت ... انت .. ده انت...

مالك بحده: و اللى عملتيه كان ايه بالظبط ؟ مش هو هو ؟ عرفتى إنه بيوجع ؟ اللى عملته ده كان رد فعل طبيعى للى انتى عملتيه معايا .. و الا انتى فاكره إنك لوحدك الشريفه بتاعة القيم و المبادئ و انا شرفى تحت رجلك ؟

حلم زعّقت بصوت مهزوز: خلاص سيبنى و ولادك اما يبقوا كويسسن اسيبهوملك ..
مالك بجمود: مش انا اللى اللى تاخدينى وقت ما تحبى و ترمينى وقت ما تكرهى .. مش انا اللى يتقالى لاء .. كفايه قولتيها مره بمزاجك .. لكن التانيه بمزاجى انا .. انتى قرّبتى منى بمزاجك اه بس بردوا بمزاجى مش شطاره منك، بس يوم ما بعدتى منكرش إنه كان بمزاجك انتى، ف الدور عليا بقا
حلم بصوت تايه: انت اكيد مجنون.

مالك إداها ضهره بجمود: ما احنا بقينا ف زمن الجنون .. كل القوانين إتلغبطت و إتشقلبت و العقل بقا قمة الجنون و الجنون بقا عين العقل .. هو فى حد عاقل يعمل زيك ؟ و لا فى حد عاقل يعاشرك اصلا ؟ فى عقل يحكم عشرتك ؟ فى عاقل يصدق اصلا اللى عملتيه معايا ؟

حلم بمحايله: انا حبيتك و إتجوزتك و صونتك و كنت طول الوقت ببرهنلك على كده و مش لحظة الصدمه اللى هتحكم علاقه كامله يا مالك
مالك بيدوس ع الكلام زى ما بيدوس على قلبها و ع العشره: برستيج بس .. بتكملى ديكورك مش اكتر .. زيى زى الشنطه اللى ف إيدك او الاكسسوار اللى بتتزينى بيه..

و وقت ما بهت رمتيه
حلم عيطت: خوفت
مالك زعّق: على نفسك
حلم عيطت: و الله عليك .. و الله خوفت عليك لا تأذى نفسك زى ما عملت قبل كده .. انا شوفتك بتقتل قدامى و كل احلامى وقتها اللى ملحقتش تطلع من جوايا انطفى عليها النور .. و فجأه ربنا طلّعك .. حسيت وقتها إنه بيطلّعنى انا .. خوفت تقع تانى و مجرد إنى خوفت الخوف شل تفكيرى.

إتصرفت من غير عقل .. لكن مفكرتش و خططت ازاى اعمل كده زى ما عملت انت
مالك بجمود: انتى مبتتكلميش عن خناقه على مصروف البيت و لا زعيق على حاجه حصلت، انتى قتلتينى ! فاهمه يعنى ايه و لا غبيه زى عادتك ؟
حلم إتحرّكت بخطوات عشوائيه و هى مفتّحه ف الولاحاجه: و اللى انت عملته فيا ده كان ايه ؟ هو القتل بس رصاص و لا سكينه و دم و موت ؟ لا يا باشا ده فى حاجات ابشع منهم بكتير و إسمها بردوا قتل.

مالك ولّع سيجاره ببرود: و لنفترض ! و الله لكل فعل رد فعل مساوي له ف القوه و مضاد ف الاتجاه .. يعني متخبطيش الكوره في الحيطه بقوتك و تزعلى لما تترد في وشك بنفس القوه
حلم هزّت راسها بهيستريا و هى بتبصّله قوى كإنها بتدوّر ف وشه على ملامح مالكها: فعل و رد فعل ؟ هى حرب ؟

مالك ببرود: انتى اللى اعلنتى الحرب و ف الحرب كل شئ متاح و مسموح زى ما ف الحب عندك كل شئ مسموح
و لا تكونيش فاكرانى غبى و بريّل و بمجرد ما هشوفك هريّل عليكى ؟
انا طيب بمزاجى مع اللى يستاهل .. كل الناس لها عندى فرص .. بس وقت ما فرصهم بتخلص بخليهم يحسوا انهم قدام واحد تانى .. بعدّى كتير بس وقت ما بقف مبعدّيش النَفس.

حلم عيّطت: عمرى ما كنت اتخيل ان يبقى عندك وش تانى شبه ده
مالك مط شفايفه و هو بيهز راسه: يمكن، بس يمكن عشان و لا انا كنت اتخيل انك عندك وش تانى اصلا.

ده انا فتحتلك حضنى و انا ف قلب النار و دخّلتك معايا من غير ما حتى تتلسعى بيها .. اديتك كل الحلو اللى جوايا .. كنت بستحمل اتهاماتك مره ورا مره و اقول معلش .. كنت بستحمل كل مشكله تحصل بينا و بدل ما تحليها تضربيها بمشكله تانيه و انتى عارفه إنك بكده بتصعّبيها عليا بس كل همك إنك ترديها و بس .. عملت عشانك حاجات مكنش ينفع اعملها .. ده دخولك ف حياتى اصلا مكنش ينفع و ف الوقت ده و ف ظروفى ده بس دخّلتك عشان واثق فيكى .. دخّلتك و مكنتش اعرف إنك اول ما هتدخلى حياتى هتخرّجينى منها و بإهانه ورا اهانه
حلم قعدت ع الكنبه او إتحدفت عليها: ما خلاص ردتهالى...

مالك ميل كفوف إيده ع الترابيزه اللى قدامها و سند بيهم و قرّب وشه جامد منها بس وشه جامد مفهوش تعابير: لاء لسه فى حاجه تانيه
حلم إرتبكت من قربه و وجعها اكتر إنه مبقاش مسموحلها: حاجة ايه ؟

مالك لسه على وضعه: انا كنت اتوقع الخيانه من اى حد ف الدنيا إلا انتى و يوم ما غدرتى بيا خنقتينى .. حبستينى زى ما كنتى حبسانى جواكى و مفكّره ده حب .. و فتحتى الغاز عشان تموّتينى مخنوق و برغم إنى طلعت بس لسه مخنوق .. لسه ريحة الغاز بتخنق فيا .. لسه كل ما بشمها بفتكرك و هسيبها جوايا عشان كل ما اجى اضعف غصب عنى افتكر اللى عملتيه فيا .. كنت اتوقع الغدر من اى حد الا انتى و اما حصل جيبتيلى ازمه نفسيه مخلصتش بمجرد ما فوقت .. ده انا لسه بتعالج منها..

حلم بحذر: انا مش فاهمه انت تقصد ايه !
مالك وشه إتغيّر بغرابه: من الاخر كده هخنقك زى ما خنقتينى .. بس انتى خنقتينى بطريقتك و انا هخنقك بطريقتى و تاخدى الازمه النفسيه بتاعتك و انتى ماشيه
حلم صوتها تاه بذهول: ده ظلم
مالك ببرود: ده عدل ربنا
حلم زعقت: مش من حقك
مالك بجمود: اعتبريه حق ربنا، قصاص يعنى
فصول رواية ربع دستة ظباط
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط هي دمج بين رواية مارد المخابرات بجزئيها الأول والثاني و مخابرات خلف الاسوار حيث كان أمام المؤلفة المبدعة أسماء عملين هما الجزء الثالث من مراد المخابرات و الجزء الثاني من مخابرات خلف الأسوار، ففكرت بدمجهما، حيث جمعت أبطال الروايتين في هذه الرواية الجديدة التي نتحدث عنها الآن.
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الأول

ف غرفه ساكته قوى الحياه فيها .. ملامحها شبه الموت بجد .. ف هدوئها المميت كإنها غرفه بين القبور مش غرفه ف مستشفى، راقد ف هدوء مميت منفصل عن العالم تماما ف عالم خاص بيه لوحده عمله لنفسه من يوم ما الكل خرج من حياته و هو كمان خرج من حياته و عمل لنفسه حياه خاصه ف عالم خاص بتاعه هو و بس ..

اه عالم مفهوش ناس .. مفهوش حركه .. مفهوش صوت .. مفهوش نور ..مفهوش وعى .. ف العالم ده من امتى او بقاله اد يه مش فارقه .. مبتتحسبش بالوقت !
عالم هوس هوس بس بالنسباله مريح .. مريح قوى .. خلاص هو إكتفى .. مش عايز .. مكتفى بالهدوء و بس !
مراد العصامى وصل و حد من الحراسه فتحله الباب و هو دخل وقف ثوانى ع الباب بعدها ميّل ع العجله جنبه شال منها بطانيه ملفوفه ب طفلين صغيرين نايمين و قفل الباب ..
راح ع السرير و نيّمهم جنبه و سكت كتير قوى ..

بعدها قام رفع طفل منهم نيّمه على بطنه على صدره بحيث صدرهم يقابل بعض و رفع دراعه حاوط بيه الطفل التانى جنبه و سابهم و شد كرسى جنب السرير و قعد يراقب حركات وشوشهم رغم ان كلهم نايمين بس فرق كبير بين نوم الاتنين .. واحد نايم مش شايل للدنيا هم و واحد نايم شايل كل هموم الدنيا ..

مراد إبتدى يتكلم زى عادته اما بيجى الغرفه دى من وقت ما إتفتحت لصاحبها: ماالك .. انا عارف إنك سامعنى .. حاسس باللى بقولهولك كل مره .. و عارف كمان يا عم إنى صدعتك و لو بإيدك كنت قومت قليّت أدبك عليا .. عارف عارف .. بس صدقنى ده يمكن عشان مفيش حاجه تانى ممكن تتعمل .. او يمكن عشان حاسس بالذنب إنى جزء من السبب اللى رقّدك الرقده دى .. يمكن لو كنت قولتلك من الاول او جنبك بشكل واضح و مباشر يمكن كانت حاجات إتغيرت و يمكن لاء .. مش عارف .. بس اللى عارفُه إنى فخور بيك و مش بس عشان مخذلتنيش، بس إنك طلعت عند حسن ظنى رغم كل اللى حصلك و رغم إنك مكنتش عارف إنى ف ضهرك من الاول ده شئ يخلينى فخور بقوتك .. ايوه متستغربش ..

انت قوى .. و قوى جدا كمان .. اللى يعيش اللى انت عيشته او يشوف كل اللى انت مريت بيه و يكمّل طريقه للاخر يبقى قوى .. حتى لو وقع منه شوية حاجات وسط الطريق .. بردوا قوى .. كونه موقعش اصلا و سند بنفسه على نفسه لحد ما وقف دى ف حد ذاتها قوه .. و يمكن عشان كده قولتلهم إنى بعتبرك احسن منى .. عشان انا يوم ما وقعت لقيت الف إيد إتمدتلى وقّفتنى تانى .. لقيت الكل حواليا و حاوطونى عشان كده مسابوش ثغره حواليا فاضيه للشيطان يدخلى منها .. لكن انت محدش كان معاك و لا جنبك و لوحدك و مع ذلك قومت من معركتك مع شيطانك كسبان ..

حتى لو خسران ناس بس كسبان نفسك و ده احسن بكتير صدقنى .. يمكن معرفش لو انا كنت إتسابت لوحدى مع شيطانى كان ايه اللى هيحصل عشان كده بقول إنك اقوى .. عشان اللى يقع و يرجع يقوم قوى لكن اللى يقع و يقوّم نفسه ده اقوى .. و اللى يطلع من حياته لأخرها محافظ على مبادئه ده قوى لكن اللى يطلع من إبتلاء بنفس مبادئه ده اقوى و اقوى ..
عشان كده لازم ترجع يا مالك .. لازم تقف من تانى .. مينفعش مع كل القوه دى ترقد بالشكل ده .. لازم ترجع ..

مراد سكت شويه و هو مركز مع ملامحه اللى كل مره تتقلّص و تضلّم بشكل مفهوش روح: طيب عارف انا انهارده جيبتلك معايا مين ؟ اللى على صدرك ده ياسين يا مالك .. ياسين مالك الهجّام .. و دى بقا يا باشا ست البنات .. هو انا صحيح معرفش سمّوها ايه .. بس انا إختارتلها إسم حلم ..
مراد كان قصد يجيب سيرة حلم عشان يثير اعصابه بس مالك إكتفى بدنيته الخاصه: هى مامتها كانت محتاره ف الاسم بس الاخر قررت تخليها حلم
عارف انهم بس اللى هيقدروا يقوّموك من تانى على رجلك .. انا اكتر واحد عارف ده عشان كده حبيت تبقى انت اول واحد يتنفسوا ف حضنه .. يمكن اما تحس ان فى حاجه تستاهل تقوم عشانها ف تقوم .. ولادنا يستاهلوا يا مالك ..

و هو انا اه صحيح مقولتش إنى جايبهوملك هنا و لا حد عارف إنك هنا بس قولت جزء من الحقيقه إنى واخدُهم يزوروا أبوهم و قولتلهم عايز ابقى معاهم لوحدنا ..
ياسين و حلم انهارده بس نوّروا الدنيا يا مالك .. اول يوم لهم ف الدنيا و اول يوم من غيرك .. من غير حضنك .. من غير وجودك .. من غير صوتك .. من غير دعمك و سندك لهم .. لازم تخليهم دعم ليك عشان ترجع تقف على رجلك من تانى و تفوق .. الحياه من غيرهم وحشه قوى .. وحشه قووى قوى يا مالك اسألنى انا .. و هما من غيرنا بيخبّطوا ف الدنيا و تلطّش فيهم لحد ما بيستووا .. قوم عشانهم .. عشان متسيبهومش لوحدهم .. بقى عندك الدافع اللى تقوم عشانه ليه مصمم تفضل كده ؟ لسه مصمم ف العالم اللى عملته لك لوحدك و انفصلت فيه عنا ؟

ياسين عيونه فتّحت من نومه و حرّك راسه بوشه و هنا وشه قابل وش مالك و طلعت منه ملاغيه رايقه شبه الضحكه برغم صغره .. فضل على رقدته بس إبتدى يعيط بصوت رقيق و جسمه بيتحرك على صدر مالك و من صوته البنوته كمان صحيت و إبتدت تعيط ..
مالك بتلقائيه ملامحه المتجمده من يوم ما رقد فكّت لوحدها و لانت .. لانت قوى بشكل خلاه شبه المبتسم رغم إنه مش ف وعيه ..

مراد إبتسم على ردة فعله بمناغشه: يلا يا عم سينا ورينا همتك .. أبوك عملنا معاه المستحيل يقوم و فشلنا فشل ذريع .. جرّب انت بقا .. بس لو قام على إيدك انا اللى هرّقده تانى مكانه غصب عنه
ياسين بيعيط بصوت عالى قوى و مالك غصب عنه إتنفس بصوت شبه مسموع ..
مراد وقف قرّب منه و سند بكفوفه ع السرير و قرّب من وشه بترقّب بس حركته متكررتش تانى ..

ليليان خبطت ع الباب و دخلت عشان عارفه مفيش حد إلا أبوها و مالك على حالته
ليليان: صباحك حلو يا عم الحلو
مراد إلتفت نص واحده و فتحلها دراعه بس رجع بوشه تانى لمالك بإنتباه ..





ليليان راحت جنبه رفعت دراعه و لفّته حوالين كتفها ف وقف و هى جنبه بس ملاحظه تركيزه مع وش مالك: خير يا حبيبى فى حاجه ؟
مراد: متهيألى إنه إتنفس يا ليليان.

ليليان: طب ماهو بيتنفس يا بابا .. هو ميت ؟ ده ف غيبوبه .. اه غيبوبه طويلة المدى او مجهولة المدى، يعنى مش عارفين هتقعد اد ايه و هيفوق منها امتى بس الطبيعى إنه يكون بيتنفس و بشكل منتظم كمان عشان دى مش غيبوبه نتيجه اتشوك جسمى لاء ده نفسى
مراد: اول ما ياسين صحى و خليته حضنه حسيته خد نَفس طويل كإنه بيتنفسه يا ليليان .. عارفه نَفس كده شبه اللى انا خدته اول يوم رجعتولى..

ليليان إبتسمت على تشبيهه: زى ما قولتلك عشان غيبوبة مالك نتيجة صدمه نفسيه .. صحيح جزء من اسبابها كان ف اصاباته و جرح دماغه اللى كان بشع و اصعب من إنه يتلم و يتعالج بسهوله إلا إنى عند رأيى بردوا انها غيبوبه نفسيه .. عشان لو نفسيته مظبوطه او هو موقعش و هو تحت ضغط نفسى كان هيعرف يتخطى كل ده بشكل اسرع من كده ..

مراد: اصابته كانت صعبه
ليليان: بس لو كان عنده الدافع كان قام منها .. لكن هو حاليا معندهوش دافع يخليه عايز يرجع للحياه من تانى
مارد كان فتح الباب و دخل: هو بمزاجه ؟
ليليان: طبعا .. هو غالبا الازمه النفسيه اما بتوصّل صاحبها ف غيبوبه زى دى بيبقى ف الغيبوبه تحت تأثير صراع شرس بين قلبه و عقله .. عقله بيحاول يسعفه يفوق لكن قلبه بيبقى تحت تأثير العامل النفسى..

مراد إفتكر الغيبوبه اللى دخل فيها اسبوعين تلاته بعد ما عرف بجواز همسه من عاصم قبل ما يشوف باقى الحقيقه: فعلا .. بس لو قلبى قوى هيحط اعذار كتير حتى لو عشان نفسه و يفوّقه
مارد بصّله بذهول: اعذار ؟ اعذار ايه اللى ممكن تتحط لواحده خنقت قلب جوزها بإيديها ؟ مفيش حبيب بيكذب على حبيبه ماشى لكن مفيش حبيب ابدا بيدبح قلبه .. ابداا .. كان لازم تثق فيه اكتر من كده..

مراد إبتسم لذكرى خفيّه: ساعات الظروف بتبقى اقوى و بتهد الثقه دى ف خبطه صعبه مهما كانت قويه
مارد مصمم: حتى و لو ؟ اى حاجه .. اى حاجه تتعمل إلا خيبة الامل .. طعمها مرار خاصة لو من حبيب لحبيبُه .. بعدين اما بتيجى من كل ناحيه بتهد .. يعنى لو كان أخوه مستلطخش هو كمان كان بكفايه صدمته منها .. مفيش اخ بيشك ف أخوه مهما حصل، دول دم واحد
مراد بصّله قوى بنظره مفهومه كإنه بيبعتله حاجه بعينيه او بيفكّره: مهما حصل و مهما سمع ؟ ممم ماشى يا مارد .. بس انا لسه عند رأيى الغلط موزّع بينهم التلاته بإختلاف درجاته
مارد ضحك بغيظ: انت ايه يا شيخ مبتنساش ابدا ؟

مراد رفع حاجبه و حرّك وش مارد بإيده بغلاسه: لاء .. طول ما انت بتحكم ع الامور بعقلانيه بحته هفضل اشوفك غلط
ليليان: انت بردوا مصمم مراته متعرفش ؟ طيب مش يمكن لو عرفت و جات قعدت معاه و
مارد إعترض بسرعه: لاء
مراد هز راسه بمعنى مفيش فايده ..

مارد بحده: مراته ايه اللى تجيله ؟ هتعمل ايه مثلا ؟ هتفوّقه ؟انتى من شويه بتقولى صدمه نفسيه لمجرد قلبه رافض الحياه ف مش عايز يفوق .. تقومى تجبيله اللى رافض الحياه بسببها تقعد معاه ف حالته دى و متوقعه يفوق ؟ ده هتجيب اجله
مراد بتردد: طيب نجرب و نشوف
مارد بلهجه ناشفه: لاء .. تحط النار جنب البنزين و نقول نجرب كده نشوف هيحصل ايه ؟
ليليان: طيب مش يمكن رافض الحياه من رفضها هى له و بمجرد ما
مارد بعِند: لاء..

مراد بصّله كتير: اعتقد إنك بتعاقبها و ده اللى شاغلك .. شايفها متستاهلش .. مش بقولك نظرتك عقلانيه بحته .. زى ما قبل كده قررت همسه تفضل بعيد لحد ما القضيه تخلص .. كنت بتوهم نفسك إنك بتعمل كده خوف عليها من القضيه بس الحقيقه كنت بتعاقبنى اكتر ما بتخاف عليها يا مراد و عرفت بعدها إنك كنت شايف الامور من وجهه واحده .. و بردوا متعلمتش ان الرؤيه الصح بتيجى اما الصوره تتشاف من كل النواحى ..

اخوه اعتقد غلطُه كله ف إنه كان بيشوف من جهه واحده و لا عمره قرر يشوف الامور من تانى جهه و اعتقد حلم كانت معالجه الحته دى عندها لحد ما إتصدمت و خدت صدماتها كلها ورا بعض ف وقت مكنش قدامها في فرصه تفكر ف بردوا حكمت ع الصوره اللى شافتها من جهه واحده و انت دلوقت اديت لنفسك الحق تتصرف بدل مالك لحد ما يفوق و بردوا بتعمل زيهم..

مارد و هو خارج: و اعتقد ان لو ده مش هيبقى رأى مالك اما يفوق يبقى متعلمش حاجه من اللى حصله .. وقعته معاهم كانت بسبب ثقته الزايده فيهم مش من عدمها .. عارف لو وقع بسبب عدم ثقته فيهم مكنتش لومت عليه عشان هما طلعوا ميستاهلوش ثقته فعلا .. لكن هو وقع بسبب انه كان واثق فيهم زياده قوى و ده اللى خلاه مشاركش حد خصوصياته .. واثق إنهم هيفهموه مهما يشوفوا منه و هيثقوا ف اخلاقه و مبادئه حتى لو متكلمش و الغلط بكده بقى عنده إنه وثق زياده..

مراد اخد ياسين من على صدر مالك حطّه جنب حلم الصغيره و لفّهم ف بطانيه و رفعهم شالهم و ميّل علي مالك: مش هجيبهولك تانى يا مالك .. لو عايزهم يبقى لازم تقوملهم و تروحلهم غير كده يبقى مش هتشوفهم و انت اللى هتقرر

خرج على كلام ليليان لمارد برا: بطّل تناكف ف بابا بقا
مارد إبتسم: اعمل ايه بحبه و هو متغاظ
مراد ضربه بخفه على قفاه: ايوه عارف انا الحب ده
مارد ضحك و باسه من خده: المهم هتروّح ع البيت
مراد: هاخد ياسين و حلم لمامتهم الاول و ارجع
مارد بغيظ: هى بردوا مصممه تسميها حلم ؟

مراد إبتسم: اه .. يمكن عايزه تتقابل مع مالك ف سكه .. ف حلم .. قلبها حاسس مثلا
مارد رفع حاجبه: لا و دى بتحس قوى
مراد ضحك قوى و مارد شاورله بإيده: كنت ابغى اقولك اجى معاك بس اما بشوفها خاصة بعد ما بخرج من عند مالك ببقى مولّع و مش هاطفى إلا بدمها
مراد ضحك و هو ماشى: لا و على ايه الطيب احسن

مارد اخد ليليان و مشى ع البيت و مراد اخد ياسين و حلم و نزل لمامتهم اللى ف نفس المستشفى !
مراد خبط بهدوء و دخل اما سمحتله: معلش بقا إتأخرنا عليكى
حلم بصوت مرهق كله خمول: لا عادى، انا اصلا لسه مشوفتش الولاد
بمجرد ما شافها إتفاجئ من منظرها: ممكن اعرف انتى عامله ليه كده ؟

حلم عيطت اوى: انا محتاجاله اوى، اوى يا مراد، اوى، انا و ولاده دلوقت محتاجين لضمته اكتر من التراب اللى ضامُه
مراد سكت شويه بتردد: انهارده اول يوم لهم ف الدنيا حبيت يسلموا على أبوهم
حلم اتعدلت بلهفه لدرجة صرخت من جرحها: مالك ؟ طيب مقولتليش ليه كنت جيت معاكم ؟
مراد حاول يلطف الجو: ايه ده انتى هتقلقى عليهم معايا و لا ايه ؟

حلم بضعف: لا و الله معاك ف امان خاصة إنك واخدهم للغالى، بس هو وحشنى اوى، مروحتلهوش امبارح
مراد إبتسم و هى عيونها دمّعت: انا بروح كتير، كل يوم بروحله اصبّح عليه و لو مخنوقه قوى بقضّى اليوم كله معاه، بس امبارح اول يوم مروحش بعد...
سكتت اما صوتها إتحبس من دموعها و مراد إتخنق من حالته اللى بتترسم قدامه ف قفل الحوار كله: معلش انتى بتروحى مش بتبطلى عياط و انا مش عايزهم يكرهوا أبوهم

مراد لف وشه فتح الباب و بص للعجله اللى فيها العيال و إبتسم: و زى ما ودتهمله بنفسى جيبتهوملك انتى كمان، ممكن تهدى بقا عشانهم ؟
حلم مردتش بس اخدت ولادها منه و اللى كانت لسه مشافتهومش خالص .. بتبوس فيهم بلهفه كإنها مستنياهم من سنين مش شهور .. بتبصلهم بشئ من لهفه مجنونه مسيطره عليها كإن اللى قدامها ده حبيبها مش حته منه !

مراد بيتفرج عليها بحزن و هى بتحضنهم قوى و دخلت ف نوبة عياط بمراره ..
مراد: انتى شوفتيهم ف العمليات و يدوب لسه فايقه، يعنى مأخروش عليكى
حلم صوتها إتنبح من العياط: عارفه بس متخيلتش ان بُعدهم هيبقى وجع كده .. او انا اللى شبعت وجع من يوم ما حبيبى و حبيبهم راح .. و الله شبعت وجع .. انا كل يوم بدعى على نفسى بالموت ليه مبموتش ؟

مراد إبتسم غصب عنه و كإنه عايز يقولها عملتها قبلك بس لقيت الاجابه بعدين ..
حلم فضلت واخداهم ف حضنها بشئ من التوهان و مراد إتلفت حواليه: انتى محدش جالك و لا ايه ؟
حلم بحزن ردت بالعافيه: لاء و مش عايزه حد .. مش عايزه .. انا عايزه اكمل لوحدى.. انا سيبت الكل و روحت شقتى مع مالك فتحتها و وضبتها و جهزتها و قعدت فيها و منعت اى حد يجيلى و لا بروح لحد عشان افضل لوحدى..

مراد بحزن: طب ليه ؟ الوحده مش حل لحاجه غير للموت ع فكره
حلم عيطت: ياريت .. و الله ياريت .. بس انا فعلا مش عايزه حد يجيلى .. محدش هيدخل البيت و صاحبُه غايب مش موجود .. محدش ابدا هيجى مكانه ف غيابه
مراد إتخنق قوى و حس إنه مش عارف حتى ياخد نَفسه .. بيتخنق و مش عارف يتنفس و مش عارف عشان مخبى عليها و لا عشان ف يوم من الايام عاش كل ده .. مش عارف ف خرج بسرعه ..

مراد و هو خارج بيتكلم بالعافيه: انا موجود لو إحتاجتى اى حاجه .. اى حاجه كلمينى
و قبل ما يفتح الباب حلم كانت ضامه ولادها لصدرها اوى و إتكلمت و هما ف حضنها: انا عايزه ارجع بيتى
مراد إتردد: اما تبقى كويسه، و العيال دى
حلم بتعب: انا خلاص بقيت كويسه و هما كمان الدكتور قال ممكن يخرجوا
مراد بقلق: البنوته ضعيفه و عندها ضعف جامد و وزنها قليل و ده مأثر على مناعتها .. الدكاتره قالوا كده..

حلم و هى بتحاول تقف: انا هاخد بالى منها كويس قوى .. و هرضعها و هاخدها لكتور تانى .. لازم تبقى كويسه .. لازم يبقوا كويسين .. لازم يفضلولى .. انا مش حِمل خساره تانيه .. و الله ما حِمل وجع تانى
مراد إتنفس بصوت عالى و متكلمش و هى قامت لبست و نزلت بالعافيه معاه و هو خدها هى و ولادها وصّلهم لحد البيت و مشى ..
خد عربيته و فضل يلف كتير بشرود و رجع بذاكرته ليوم حادثة موت مالك المزيف ..

Flash baaak
مارد إستغرب: انت ليه عايزنى اتدخل دلوقت ؟ انت من يوم ما مالك إتفصل من شغله و انت تقريبا مسيبتهوش بس و لا مره إتدخلت و كنت بتساعده من بعيد لبعيد من غير ماهو نفسه يعرف .. طيب ليه ؟
مراد شرد شويه: ملكش دعوه
مارد بإصرار: طب ع الاقل افهم إشمعنى دلوقت عايز تتدخل ؟

مراد: عشان ده الوقت المناسب اللى اقدر اقولك فيه ان مالك نجح و عشان كده يستاهل يتسند بجد و انت اللى هتسنده
مارد بذهول: انتوا كنتوا بتختبروه ؟ يعنى كان لسه ف شغله ؟
مراد: لاء طبعا .. مالك إتفصل من شغله فعلا بس انا راهنت عليه و هو الحمد لله مخذلنيش عشان كده روحله .. اعتقد هو دلوقت لازم ميبقاش لوحده .. خاصة إنى متأكد إنه رايح ورا صفوت و اللى معاه و اكيد رايح يجيبهم و ده معناه إنه مش بس قاوم الغلط و مش بس رفضه لاء ووقّعه كمان و حاربه و من نفسه و بنفسه
مارد رفع حاجبه: افهم..

مراد إبتسم و إبتدى يحكيله تفاصيل الحدوته و اللى إبتدت يوم محاكمة مالك ف قضية قتل خليل و اللى مراد عمله من غير ما حد يعرف و لا مالك نفسه ..
مارد رفع حاجبه: يخربييتك يا مراد .. طب افرض كان
مراد قاطعه: انا مش عيل .. من نظره للى قدامى اقدر افهمه خاصة إنى غلطت قبل كده ف النقطه دى اما فهمت عاصم غلط و كنا صحاب ف اعتقد إتعلمت
مارد بتفكير: خلاص بس اقوله ايه بالظبط ؟

مراد إبتسم: لاء انت متقولهوش انت بس روح هاتهولى و تعالى و انا هفهّمه .. بس قبلها عدّى ع الاهبل اخوه ف القسم طلعله تصريح قبض على عادل عشان ميتورطش هو كمان بعدها هات عادل على هنا عشان الموضوع يبان إنه تبعنا طالما مالك اللى هيكمّله
مارد حدفله بوسه و هو خارج: حبيبى و الله

مارد سابه و خرج راح ع القسم اللى فهد تبعه بس ملقاش فهد و جاب عادل ينقله بس إتفاجئ من منظره: فهد اللى عمل فيك كده ؟
عادل هز راسه بخوف: اه
مارد بترقب: و هو راح فين ؟ انت قولتله ايه بالظبط ؟
عادل بخوف: هو كان عايز يعرف مين هرّبنى منه و انا قولتله ان اخوه اللى هرّبنى و ان واحد إسمه صفوت اللى وراه و طلب اى تفاصيل عنه او حتى مكانه و إدتهوله
مارد بحذر: و هو فين زفت ده ؟

عادل إداله عنوان فيلا المنصوريه بتاع صفوت اللى إداها لفهد .. مارد مشى بسرعه ..
راح ع العنوان بس إكتشف إنه لا لقى فهد و لا حتى مالك و المكان كله على بعضه فاضى ..
مارد وقتها حس ان فى حاجه غلط .. يا الاتنين إشتبكوا مع بعض يا هيشتبكوا ...بس ف الحالتين النتيجه هتبقى صعبه خاصة ف حالة عدم الفهم اللى هما فيها دى .. لا فهد فاهم الحقيقه و لا حتى مالك نفسه هيعرف يفهّمه خاصة إنه لسه مقابلش مراد !
بيكلم فهد موبايله مقفول .. حاول يتصل على مالك اكتر من مره بس مردش ..
إتصل بأبوه حكاله اللى حصل: و العمل ؟

مراد قلق بجد و حاول يفكر بشكل سريع ممكن يوصلهم ازاى: الغلط دايما مندفع و كده كان لازم تقابل الغلط الاول عشان تلجّمه بس مش هتعرف .. ف لازم توصل لمالك بسرعه .. بسرعه قبل ما يقفوا لبعض .. طالما وصلوا للنقطه دى اعتقد مش هيبقى فيها كلام .. واحد فيهم رده هيبقى اعنف .. يا فهد هيتصرف بغشم يا مالك هيجيب اخره و يدوس على كل ده و يغلط بجد طالما محدش جنبه
مارد: اعتقد إنه انسب مكان يروحه حاليا المجموعه..

مراد: او البيت .. لو ملقتهوش هنا و لا هنا اقلب عليه الدنيا لحد ما توصله و هاتهولى
مارد قفل معاه و راح لمالك المجموعه بس ملقهوش و لا لقى حد و إتفاجئ بمنظر المكان اللى من هيئته حد جه قبله و مشى و رجّح إنه فهد و اكيد بيدوّر على مالك ف اخد طريقه للبيت عندهم بعد ما كل حاجه حصلت و خلصت و هناك إتصدم باللى حصل لمالك ..
وقتها وصل يونس و فهد و حلم راحت عليهم و الكل إتلم حواليه ..
مارد كلّم إسعاف تيجى و فعلا دقايق كانت عندهم و خدوه للمستشفى و الكل راح وراها ..
خدوه منهم و الكل وقف بفزع و محدش قادر ينطق ..

ليليان خرجتلهم بأسف: للأسف وصل متأخر .. القلب وقف
الكل إتصدم و الكل دخل ف حالة فزع و إبتدوا يجهزوه يخرجوا بيه ..
ليليان جوه عنده لاحظت جسمه بيتشنج زى صاعقة الكهربا ! ف البدايه رجّحتها لحلاوة الروح زى ما بيقولوا .. بس وقفت شويه تلاحظ حالته و شدت كرسى جنب سريره بتفكر كإنها بتحاول تساوى حاجه ف دماغها بعدها خرجت ..
و إتصلت بأبوها اللى عرف منها بإختصار اللى حصل و راح ع المستشفى ..
مراد: يعنى ايه يا ليليان ؟

ليليان سكتت شويه بتفكير: زى ما قولتلك يا بابا .. ممكن يكون الموضوع مجرد احتمال يا اه يا لاء بس صدقنى فى احتمال موجود
مارد خرجلهم على كلامهم: احتمال لإيه يا ليليان ؟ مالك انا شوفته من قبل حتى ما انقله المستشفى، قلبه واقف
مراد بوجع: انتوا اكدتوا ان القلب وقف فعلا..

ليليان فكرت شويه: مالك قبل الوقعه كان ف مكان مكتوم و معبّق غاز و ده معناه ان الرئه عنده شالت كمية غاز بشكل عمله هبوط ف الاكسجين و ده ادّى لسكته قلبيه .. حاجه كده زى توقف مفاجئ للقلب نتيجة هبوط الاكسجين و طبعا جات وقعته و النزيف اللى نزفه كمّل عليه و عمل الحاله دى .. مالك فقد كمية دم مش سهله من الوقعه زائد ان جسمه مفهوش اكسجين كافى ف ده على ده ممكن يكونوا وقّفوا القلب بشكل مؤقت .. انا هعمل معاه مجرد محاوله بس محتاجه و بسرعه كمية دم كبيره من نفس فصيلته و هوصّله اكسجين و نسيبه تحت الملاحظه لحد ما جسمه يتشبّع بالاكسجين و الدم و نشوف رد فعل القلب .. لو إدانا و لو اشاره خفيفه إنه شغال يبقى كان التوقف مؤقت زى ما قولتلك عشان اللى حصل..

مراد امل إنتعش جواه: خلاص نشوف اخوه اكيد نفس فصيلته او
مارد بحده: لاء
مراد إستغرب و بصّله بترقب: يعنى ايه لاء ؟
مارد بجمود: مش لازم يعرف لا ان فى احتمال و لا حتى لو الاحتمال إتأكد
مراد بصّله قوى بيستنكر تفكيره: ده أخوه ع فكره و مهما حصل لازم
مارد بجمود: لاء .. هو و مراته شكلهم مريب و انا شاكك فيهم على فكره..

مراد بذهول: شاكك ف ايه ؟ هو معنى انهم كانوا مختلفين او هيقفوا قصد بعض يبقى قتله ؟ انت بتفكر ازاى انت ؟
مارد شاور ل ليليان: خلاص حبيبتى روحى انتى شوفى اللازم و هستنى منك النتيجه و زى ما إتفقنا محدش لازم يعرف ايا كان
ليليان بصت لأبوها اللى شاورلها براسه تمشى ..

مارد بصّله و ريّع إيده: طب فكّر انت بصوت عالى و انا هسمعك .. فهد عرف الحقيقه من عادل و راح فيلا صفوت بعدها راح المجموعه .. يعنى بيدوّر عليه اهو .. مالك اكيد عرف بهرب صفوت و لازم يكون مقرر يسافرله خاصة ب بنته اللى كان واخدها معاه و اكيد رجع ع البيت لأى سبب حتى لو هيجيب ورق لسفره .. يعنى إتقابلوا ف نقطه اهو .. نيجى بقا للى حصل .. البيت مليان غاز و مالك مضروب كذا طلقه ف رجله و واحده ف إيده و واقع من تالت دور يعنى اكيد كان محبوس ف البيت و مفتوح عليه الغاز و اما حاول ينجد نفسه إنصرب عشان ميهربش و الكل قال ان فهد اللى ضربه وقّعه من فوق و هو بيخرج .. يبقى ايه ؟

مراد حاول يفكر بس مش مقتنع ابدا ان فى اخ يقسى بالشكل ده: فهد ضرب طلقه .. الكل قال ان فهد ضربه و هو خارج
مارد: عشان يمنعه يخرج .. و اللى عمل المشهد من اوله من اول ضرب رجله و حبسته لحد الغاز كان بردوا عايز يمنعه يخرج .. ف يا اما هو اللى عمل المشهد من اوله عشان يمنعه طالما نفس الهدف اللى خلاه ضربه بالرصاصه يا اما
مراد بصّله بضيق: يا اما ايه بقا ؟ أمنا الغوله طلعت عليه ؟

مارد ضحك غصب عنه و عينيه راحت بعيد قوى على حلم: و الله متفرقش عنها
مراد راح بعينيه لمكان ما بيبص لحد ما شاف حلم على حالتها: انت إتجننت ؟ ايه الهبل ده ؟
مارد بإصرار: و انا لسه عند كلامى و عشان اثبتلك محدش فيهم هيعرف ب اى حاجه
مراد: لو إتأكدنا إنه..

مارد قاطعه: و حتى لو إتأكدنا بردوا محدش هيعرف .. مالك ف نظر الكل ميت و لازم يفضل ميت .. اولا عشان الليله السوده دى تتلم .. ثانيا لحد ما نوصل للى حصل .. ده شروع ف قتل و دى جريمه و لو إتثبت ان لحد فيهم صله انا اللى هجيبه
مراد بغيظ: انت عايز تنكر على اخ ان اخوه عايش ؟ ع الاقل هتحقق ازاى ف موته و هتتهمهم ب اى صفه و انت معندكش جثه تتحول للطب الشرعى ؟ و اعتقد مراته محاميه شاطره و هتكتشف ده بسهوله..

مارد سكت شويه بتفكير: سيبها عليا لحد ما ارتبها .. بس حاليا لازم خبر موته يتأكد و ينتشر كمان عشان يوصل للكلاب اللى هربوا و يتطمنوا و يتصرفوا بأمان و عشان كده لازم الجنازه تطلع للدفنه
مراد بذهول: طيب ع الاقل نتأكد إنه مات او لاء .. مش يمكن تدفن اى حاجه مكانه و بعدها يطلع ميت فعلا .. ساعتها هتعمل ايه ؟
مارد ببرود: يبقى ساعتها ندفنه
مراد بصّله قوى و هز راسه و مارد إتحرك يمشى: انا هروح اتصرف ف حكاية الدفن و اجهز الموضوع..

ليليان رجعت دخلت لمالك تانى و إبتدت تعمل اللازم .. إستعانت بشكل سرى بكذا حد من زمايلها موثوق فيهم و دخلته الانعاش و حطيتله اكسجين و مراد وفرله دم بفصيلته و إبتدوا ينقلوله دم و حطوه تحت الملاحظه ..

فهد طلب من مراد يشوفه يودّعه و مراد إتردد شويه بسبب اللى مترتبله بس مقدرش يمنعه ف راح ليليان ..
ليليان: متقلقش انا هجهّزه يشوفه بشكل ميشكش





مراد اتردد: هتعرفى ؟
ليليان: اه بس مش لازم يطوّل .. مش اكتر من ثوانى و يخرج
مراد اخد فهد و إنتظر برا و ليليان فعلا معاها اتنين مساعدين جهّزوه و خرجتلهم .. بعدها فهد دخل مع مراد شافه و خرج بسرعه ..

مارد جهّز الموضوع بحيث يبان طبيعى و إتفق مع مصطفى ..
مصطفى برّق عينيه: يخربيت أبوك يا مراد انت عايز تدفنى ؟
مارد ضحك غصب عنه: يا حمار افهم .. لازم يبقى فى جثه و اكيد مش هموّت حد عشان احطه مكانه
مصطفى رفع حاجبه: ما تجيب اى نيله من المستشفى
مارد: مينفعش، ع الاقل هقول لأهل النيله دى ايه ؟

مصطفى قلّد صوته و هو بيشاور على نفسه: طب و النيله دى مالهاش اهل يعنى ؟
مارد مسكه من ياقة قميصه شدّه بغيظ: هاتنيل تتخدر و تتلف بالزفت و تتشال .. عايز ايه تانى ؟
مصطفى مثّل الخوف: لا كتّر خيرك الصراحه .. طيب ما تشيلوا البتاع فاضى
مارد حط إيده على راسه بنفاذ صبر: و عند الدفن هندفنه بالخشبه يا اهبل ؟ بعدين الحمار أخوه مبيقتنعش بسهوله ده كان مكفّر أخوه .. عشان لو وقف فيها
مصطفى بصّله بغيظ: قفّلتها يا زفت ؟ قول كده من الاول إنك نفسك تشوفنى بالابيض
مارد رفع حاجبه و هو ماشى: طب يلا اجهزى عشان تطلى بالابيض ياختى
مصطفى ضحك بغيظ و مشى و مارد رجع لأبوه ..

مراد كان متابع حلم من بعيد و شايف حالتها و اول ما مارد راح عليه مراد هز دماغه برفض: اللى انت عايزُه ده مش هيحصل .. انسسسى
مارد وقف: لاء انت اللى تنسى .. الموضوع خلاص خلص و إترتب و إترتب عليه اللى جاى ف مش ههد كل ده عشان الست كابوس صعبانه عليك
مراد حاول معاه بس مارد صمم على رأيه: بتضيّع وقتك على فكره
مراد بضيق: خلاص يبقى هنروح ع المدافن بتاعتى
مارد ضحك غصب عنه: لا احنا نقلبها إيجار جديد بقا..

مراد عض شفايفه له بغيظ و مارد رفع إيده و هو ماشى: خلاص ياعم بهزر .. ده انا احبك و انت مصحصح
دقايق و خرجوا بالجنازه و بعد ما الكل مشيوا مارد فتح القبر و طلّع مصطفى اللى كان متخدر تخدير مؤقت ..
مصطفى وقف بعد ما خرج بينكت ف نفسه: يخربيت معرفتك السوده .. انا مش عايز اعرفك تانى يالا
مارد ضحك قوى بصوت عالى: انت مش كنت بتتريق عليا انى عملتها قبل كده و موت ادينى نوّلتك الشرف .. عد الجمايل بقا..

مصطفى برّق و رفع وشه يضرب مارد ببوكس: ولا انت مش هتتجوز بقا ؟ ماهو طالما جربت كل حاجه و مخلصتش منك يبقى معدش إلا الجواز يمكن يخلّصنى
مارد ضحك و هو بيجرى: لسه قضية عاصم خالصه و انا وعدت ابويا إنى محتاجله و عايز اتدرب على إيده ف كام شهر كده يجهزوا البيت اللى مصمم يغيّره و نفرش و اكون انا خلّصت تدريباتى

يونس كان مشى بعد الدفن راح الاول عمل كذا مشوار بعدها رجع ع المستشفى تانى و سأل عن مراد و مارد و عرف إنهم ف مكتب ليليان و طلعلهم لقاهم واقفين برا ..
يونس راح عليهم بلهفه تايهه كلّم ليليان: مالك كويس صح ؟ عايزه إتطمن عليه
مارد رفع حاجبه: خير يا حبيبى ازيك ؟

يونس قلّد نظرته برفعة حاجبه و صوته: شالله يخليك تسلم
رجع بص ل ليليان تانى: بالله عليكى طمنينى عليه .. كويس صح ؟
مارد لسه هينطق مراد سبقه ليونس: كويس يا يونس .. ان شاء الله هيبقى كويس
يونس عيونه دمّعت و سابهم يعيطوا قوى: هيعيش و الله، ده اخويا و مليش غيره و يستحيل ربنا يكسره و لا يكسرنى فيه كده
مراد لف دراعه حواليه و طبطب عليه: إدعيله انت بس..

يونس بوجع: بدعيله و الله من يوم موت أبوه و أمه، بدعيله ربنا يراضى كسرته دى و يستحيل ربنا يخيب ظنى
مارد سكت شويه و عينيه بتتنقل بينه و بين مراد: انت كنت تعرف ايه عن مالك ؟
يونس إبتسم: كل حاجه و ولا حاجه
مارد رفع حاجبه: نعمم ؟
مراد إبتسم لإنه تقريبا فهمه: طيب ليه مكنتش جنبه ؟

يونس بذهول: انت فاكر إنى سيبته او ممكن اسيبه ؟ انا كنت معاه و وراه و ف ضهره خطوه بخطوه بس بالشكل اللى هو يحبه .. انا زى ما قولتلك اعرف و معرفش حاجه .. يعنى مقاليش بشكل مباشر اى حاجه و لا بردوا خبّى حاجه
مارد رفع حاجبه لأبوه: انت فاهم حاجه ؟

يونس ضحك غصب عنه بدموع: مقاليش بشكل صريح بس ف نفس الوقت ملجأش لحد غيرى .. اى حاجه محتاجها كان بيرجعلى و كنت بعملهاله بدون حتى ما اسأله عنها .. طلب منها مفرقعات صوت بس .. طلب منى كاتم صوت لمسدس .. طلب منى رصاص فيشنك .. طلب منى جهاز تجسس حساس .. طلب منى كاميرات مراقبه .. طلب منى حتى رصاص ميرى من مسدسى .. و برغم ان عمرى ما سألته بس متخليتش عنه..

مراد إبتسم: و ليه مسآلتهوش ؟ و ليه اصلا عملتله حاجه ممكن يآذى بيها نفسه ؟ اعتقد الصاحب الجدع اه جنب صحبه بس من غير اذيه
يونس بذهول: انت فاكر ان مالك ممكن يأذى حد ؟ يآذى نفسه اه و عشان اللى حواليه على فكره .. لكن يأذى حد يستحيل
مارد: ليه يستحيل ؟ ده واحد خسر كل حاجه و مكنش باقى على حاجه..

يونس هاجمه: لاء طبعا .. مالك اللى دافع عن واحده لا يعرفها و لا تعرفه و كمان مرات واحد هو اللى اذاه و قتل أبوه و آمه و إتسبب ف ده كله يستحيل يآذى حد .. مالك اللى اول ما سمع ضرب نار و بلطجه نزل جرى و نسى اللى إتعمل فيه و نسى إنه اتفصل يستحيل يأذى حد .. مالك اللى كان بيفضّل حياة اى حد فينا على حياته يستحيل يتسبب ف موت ابرياء ملهومش ذنب .. مالك اللى كان اى مهمه او مداهمه بنطلعها الكل له عنده فرص و بيستحرم الدم كإستغلال للوضع يبقى يستحيل يأذى حد .. مالك بيكره..

الدم قووى و مستحيل يستحلّه لأى سبب .. انا مش هتوه عن صاحبى
مراد إبتسم: لا متوهتش إتطمن المهم دلوقت بس نتطمن عليه إنه عدّى المحنه دى
يونس دمّع: ان شاء الله هيعدّى .. هيعدّى .. عايز اشوفه
ليليان لسه هترد يونس صوته إترعش قوى ف طلّع الكلام مش مفهوم: بالله عليكى .. لازم اشوفه .. قلبى مش هيهدى إلا اما اشوفه قدام عينى
ليليان إبتسمت: طب يلا معايا بس مش اكتر من دقيقه
يونس راح معاها بلهفه و مارد بص لأبوه: شايف ؟

مراد: يونس جدع .. كان واثق فيه كفايه بالشكل اللى خلاه يساعده من غير ما يسأل حتى .. كان واثق إنه مبيغلطش و لمجرد إنه واثق موقفش قصاده و لا حتى عشان يسأل
مارد بغيظ: مش تقولى فهد
مراد: لا فهد جدع .. وقف قصد الغلط مهما كان .. مبادئه متجزئتش ايا كان السبب .. الغلط غلط ايا كان جاى من مين .. إتربى على ده و إتعلم من أخوه ده و درس ده ف إشتغل على ده
مارد رفع حاجبه: ازيك يا حبيبى .. تشب شاى ؟
مراد رفع نفس الحاجب: شالله يخليك تسلم

عدّى كام يوم على مالك ف المستشفى .. يونس قدام اوضته قاعد ع الارض .. حاولوا كتير معاه عشان محدش يشك ف وجوده بس رفض نهائى ..
و ليليان مباشره حالة مالك بتركيز لحد ما عدّى يوم كامل و إتأكدت فعلا ..
مراد إبتسم بلهفه: يعنى عايش يا ليليان ؟ انتى متأكده صح ؟
ليليان: اه القلب إشتغل و من يومها على فكره بس مكنش ينفع اكّد على إنه عايش إلا اما يعدى ع الاقل يوم و النبض يستقر و حالته كمان تاخد وضع مستقر حتى لو مش مطمئن..

يونس بصّلها بقلق: يعنى ايه ؟ و اما هو طلع فعلا عايش ليه شكلك كده ؟
ليليان: مالك دخل ف غيبوبه و غالبا غيبوبته نفسيه اكتر ما هى جسميه و ده اصعب بمراحل
يونس سكت بقلق: بس المهم إنه عايش .. الغيبوبه اكيد مع الوقت هيقوم منها انما الموت لاء..

ليليان: إدعيله .. زى ما قولتلك مالك قبل ما يقع الوقعه اللى صابت دماغه إختنق فتره بالغاز .. و دى ادّى لحرمانه من الاكسجين لفتره كافيه تأثر على دماغه .. يعنى الاكسجين ضرورى لوظايف الدماغ و القلب و اما حصله إختناق من كمية الغاز اللى إستنشقها ده وصّله للسكته القلبيه اللى حصلتله بعدها مباشرة .. بس السكته دى رغم انها مخدتش لحظات إلا انها عملتله انقطاع مفاجئ ف اللحظات دى من تدفق الدم و الاكسجين للمخ ..

بس بمجرد ما انعشنا القلب من تانى و عملناله انعاش رئوى القلب استجاب و رجع .. لكن توقف الدم و الاكسجين ف اللحظات دى عن المخ كان كفيل يدخّله غيبوبه زى دى .. و مع ذلك غيبوبته نفسيه .. اعتقد من اللى سمعته منكوا إنه كده معندوش لا طاقه و لا دافع يقوم عشانه و ده اللى هيصعّبها





يونس بحزن: ممكن يفوق منها امتى ؟

ليليان بتفكير: معرفش بس الغيبوبه عموما بتبقى مجهولة المدى .. يعنى ممكن ساعه اتنين اسبوع شهر و ممكن تقعد سنين .. هو و ظروف حالته خاصة النفسيه و ده اللى خلانى بقولك غيبوبته صعبه
مراد سكت كتير: خلاص خليه تحت متابعتك و شوفى كل اللى يلزمه و لو حوج الامر اسفّره برا
ليليان إبتسمت بهزار: ايه يا بابا انت مش واثق ف قدرات باربى و لا ايه ؟

مراد ضحك ضحكه خفيفه و هى باست إيده: متقلقش انا هقوم باللازم و كمان هبعت تقرير بحالته بالتفصيل للدكتور بتاعى ف انجلترا و اخليه يتطلع عليه و هيمشى معايا خطوه بخطوه و لو لزم الامر هنسفّره برا زى ما قولت
مراد إبتسملها و خدها و مشى ...
baaaak

مراد فاق من شروده و إتفاجئ إنه وصل بيته .. وقف كتير يبص للبيت اللى اول ما بيخرج منه بيحس نفسه زى المغترب اللى مفارق وطنه ..
دخل بحب و كانت ليليان اول واحده تقابله ف راحت بهدوء حضنته الحضن اللى بياخده منها اول ما بيرجع كإنه حضن سنين: وحشتينى على فكره
مارد من وراهم: تيرارارارااا..

مراد خرج من حضنها بس خلاها ف ناحيه من صدره و فتح دراعه التانى و شاور لمارد اللى راح عليه و لف دراعه حواليه ..
مارد بهزار: يا عم إحنا جوعنا
مراد إبتسم: و مكلتوش ليه ؟ انا قولتلكم قبل كده متستنونيش بالاكل، انا لقمه بسيطه بتشبعنى
مارد غمزله: يعنى انت تستنانا كل ده و احنا نيجى عند الاكل و نتطافس ؟ ده حتى يبقى عيب
مراد إبتسم و مارد كتم ضحكته: و بعدين يلا يا عم انا واحد داخل على جواز و الجوع وحش عشانى
مراد ضحك قوى: مش اما نشوفك هتنفع و لا هتكسفنا ؟

مارد رفع حاجبه: لا تشوف ايه ؟ إستهدى بالله كده عشان لو انا سكتت ف ناس مش هتسكت
مراد بص ع الصالون كان مازن بيتكلم ف الموبايل و خرجلهم بيضحك: ما تهدّى النفوس يا جزمه
مراد رفع حاجبه: بقى هى الحكايه كده ؟ طب مفييييش جواز
الكل ضحك و همسه خرجت على صوت ضحكهم ف بصت لمراد و هزّت راسها بمعنى مفيش فايده ..

حلم بعد ما مراد وصّلها ع البيت و مشى .. خدت ولادها و دخلت .. كإنها دخلت ف دوامتها مش ف بيتها .. كل مره بتدخل شقتها بتحس بنفس إحساسها اللى عاشته و هى بتدخلها لأول مره من غير مالك !
دخلت غيّرت لولادها و حطيتهم ف السرير جنبها و خدت حمام و رقدت جنبهم و رفعت وشها لفوق كإنها باصه للسما مش للسقف .. غمضت عينيها بمراره و سابت الدموع تكسر صمت البيت او صمت الحياه من حواليها عموما ..

فتّحت عيونها بالعافيه و لفّتهم جنبها لولادها و بصتلهم كتير قوى و فجأه شافت صورة مالك على وشهم .. إتعدلت فجأه من رقدتها و قرّبت منهم ميّلت عليهم بتحقق قوى ف وشهم: م .. مم .. ماالك .. مالك حبيبى .. انت هنا صح ؟ انت معايا ؟ انا حاسه بنَفسك ! ريحتك ماليه صدرى لا يمكن يكون ده مجرد وهم !
بتبص ف وش ولادها فجأه صورة مالك إختفت من قدامها و شافتهم هما .. دفنت راسها ف المخده جنبهم و إبتدت تعيط بصوت مبحوح قوى ..

فجأه صوت عياط طلع معاها كإنه بيشاركها وجعها .. صوت دموع هى حافظاه .. رفعت وشها و بصّت حواليها بتتلفّت بهيستريا و بحركه سريعه و عشوائيه براسها .. كل حاجه بتقع عليها عينيها بتشوف مالك مغطى عليها .. الحيطان .. الشبابيك .. السقف .. المرايات .. حتى الارض !
من بين كل دول عينيها وقعت على ياسين إبنها صوت العياط منه .. بصتله قوى صوت الدموع دى سمعتها قبل كده .. تغميضة العين دى و هى الدمعه بتنزل منها صوره إتحفرت جواها لصاحبها .. مش عارفه هى شافته مالك عشان الشبه و لا روحه و لا حته منه .. مش عارفه .. هى بس كل اللى عارفاه ان اللى قدامها ده مالك .. مشافتهوش ياسين ابدا ..

ميّلت عليه رفعته قبل الصوره ما تختفى و ضمّته قوى على صدرها كإنها عايزه تدخّله جواها و رجعت تعيط من تانى بصوت شبه انين الروح و هى بتطلع !
حلم بتتكلم بهزيان كإنها بتفوق من تخدير: انا بحبك قوى يا مالك .. قووى .. و الله بحبك قد ما وجعتك و وجعتنى و وجعت ولادى و حرمتهم منك .. حبيتك حب مرضى لدرجة يوم ما تخيلت إنى ممكن اخسرك مستنتش و خسرتك بإيدى .. زى ما يوم ما تخيلت إنك ممكن تحبنى روحتلك لحد عندك و شديتك بإيدى لحياتى و مخدتش بالى ان الحب مش بالعافيه .. مش بالزق .. مش بالشد .. ف اولها خوفت متحبنيش ف شديتك بإيديا و ف اخرها خوفت اخسرك ف خسرتك بردوا بإيديا !

ازاى مكنتش عايزه حته منك ؟ ازاى قررت ده ؟ ازاى فكرت اصلا ؟ خوف ايه و لا امان ايه اللى كنت عايزاه ؟ و هو انا دلوقت ف امان من غيرك ؟ و برغم كده قلبى بيتداوى بيهم ! ليه مسيبتهومش يجوا وقتها ؟ ليه كنت غبيه و خوفت ؟ ليه سيبت خوفى و عقدتى يتحكموا فيا ؟ يمكن ف وقت الصدمه كنا إتقابلنا ف حبهم !
حاسه كإنهم زى الدوا اللى بيفكر العليل بجرحه بس بيداويه و هما اه مبيداوش بس المفروض يسكّنوا الوجع يا مالك .. ليه بيزيدوه ؟ ليه ؟

قامت بتعب جابت علبة دوا من الدرج جنبها و فتحتها و اخدت منها حبايه ورا حبايه و فضلت تاخد لحد ما جسمها إنهار و وقعت ع السرير جنب ولادها !
بصت جنبها شافت ياسين قصادها .. شافت صورة مالك على ملامحه لدرجه خلتها قربت قوى و بتحقق بتركيز ضايع !
خدته على صدرها و تبتت ف حضنه قوى و رجعت بضهرها لورا بيه و رجعت بذاكرتها معاه لاكتر من سبع شهور ورا تحديدا الايام اللى ورا حادثتها مع مالك و ازاى عرفت بالحمل كإن ربنا مش عايزها تقفل قلبها بعد ما قررت
 
 






look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 01:52 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثاني

يونس راح على المخزن تبع مالك اللى ع الطريق و فضّاه نهائى و وفّر كل حاجه و كلم مراد اللى بلغ ليليان و نقلوه بأسعاف ع المكان ..
حطوه ع سرير ف نص المكان بالمحاليل و الاكسجين .. و مراد شاور لكذا حد ولّعوا ف كذا حاجه حواليه بعيد و إبتدت النار تطلع و الدخان ريحته بتملى الجو و الغاز بس هو بعيد تماما ..

الجو بيتعبق دخان و النار صهدها بتعلى و بتسخّن الجو .. مالك ع السرير جسمه إبتدى يتشنج خفيف مره ورا مره ورا مره و حركة تشنجاته بتزيد و تتعانف لحد ما بقت شبه اللى بيتكهرب ..
مراد راح على ليليان و لسه هيتكلم لقاها مركزه قوى معاه ..
يونس جنبه من ناحيه و لافف دراعه و محاوطه و بيحاول يهدّى جسمه ..

ليليان قربت من تانى ناحيه و كلمت يونس: سيبيه يتفاعل مع المؤثرات الخارجيه .. لازم تحرّك اعصابه و طالما إبتدى يستجيب يبقى ده شئ كويس .. متقلقش
يونس كإنه مش سامعها و مع حالة مالك اللى بتزيد إبتدى صوته يتخنق بدموع: ماالك .. قووم بقا .. قوم يا صاحبى .. قوم انا جنبك .. مش هسيبك .. يلا إسند عليا زى ما طول عمرنا بنسند على بعض
مالك زى الفلاشات بتظهر قدام عقله و مع كل فلاش دماغه بتتنفض نفضه بتحرّك جسمه كله معاها ..

الومضات بتظهرله قدام عقله و إبتدى يضغط على عينيه جامد بعنف بيزيد و يتضاعف كإنه متهيأله إنه مفتّح و شايفها و عايز يغمض ميشوفهاش !
بيغمض بعنف قوى مره ورا مره و جسمه بيتشنج اكتر مره بعد مره مع تغميضة عينيه و كل ما تغميضته تزيد بعنف تشنجاته تزيد بعنف و فجأه عيونه إبتدت تبربش .. بتبربش من غير ما تفتّح .. مجرد بيحرك رمشه بحركات سريعه ..
كذا مره و كذا محاوله و تشنجاته بتزيد مع محاولاته دى ..

ليليان قرّبت منه و سندت بإيدها ع السرير و ميّلت وشها قصد وشه: مالك .. مالك انت كويس .. فوق .. قوم .. يلا خد نَفس يلا .. إتنفس انت كويس .. فتّح عينيك
يونس صوته بيترعش: هتقدر .. صدقنى هتقدر يا حبيبى .. يلاا

مالك حركته بقت اعنف و جسمه إبتدى من عنف حركته يهبد ف السرير ..
يونس إبتدى يقلق بجد ف زعق: يلا من هنا .. انتوا جايبينه تجربوا فيه ؟ مستنيين ايه ؟ لو عاش يبقى كويس و ان مات يلا بالسلامه ؟
ليليان لسه هترد: ثوانى بس
يونس زعّق اعلى: بقولك يلا .. يلا و إلا اقسم بالله لو جراله حاجه ما هسكت... انتوا بتعملوا فيه كده ليه ؟ الكل جاى عليه ليه ؟ اخوه يطلع غبى و حمار و مراته بنت ستين كلب و شغله يتخلى عنه و يبقى دى اخرتها ! تجربوا فيه زى حيوانات التجارب ؟ انا مش هسمح لحد يقرب منه تانى و إلا..

ليليان سامعاه بس عينيها بتغيب و تروح على مالك وراه لحد ما شاورت عليه فجأه: لحظه لحظه .. إستنى
يونس إلتفت وراه و هى راحت عليه: إبتدى يحرّك إيده .. كويس .. مالك حرّك إيدك تانى .. لو سامعنى إدينى اى اشاره .. اى حركه تانيه
مالك رفع إيده بضعف و حطها على وشه و بيفرك فيه و ف عينيه و كل ما يصلب إيده ترخى لوحدها تانى لحد ما عيونه إبتدت تفتّح ..

فهد من يوم حادثة مالك شهور عدّت عليه مش بينزل شغله نهائى و لا بيخرج من البيت غير لاقصى ضروره و يرجع بسرعه كإنه بيهرب ..
لحد يوم ما حلم ولدت اخر الليل و تانى يوم اخر اليوم روفيدا تعبت جدا و نقلوها المستشفى ..
اللوا مدحت رن عليه كتير بس مردش ف راحله ..

فهد اول ما فتح الباب لسه هيدخل بخمول اللوا مدحت مسك إيده رجّعه: إلبس هدومك و يلا
فهد بزهق: مش نازل
اللوا مدحت زعّق: يلاا
فهد نفخ: يلا فين ؟
اللوا مدحت: عازمك على دور طاوله .. قوم يلاا مراتك بتولد

فهد كإنه كان ناسى فعلا من دوامة توهانه اللى دخل فيها: بتولد ؟
اللوا مدحت إبتسم: مالك الصغير ياسيدى جننا .. شكله مش عايز يجى إلا اما انت تروحله .. يلا عشان مالك باشا جاى
فهد ببلاهه: جاى فين ؟
اللوا مدحت رفع حاجبه: لا معلش جاى إعاره يشوف الجو و راجع .. قوم يلااا
فهد دخل زى الأله اللى بتتحرك بريموت و مش عارف عشان كان وقعت من حساباته خطوه زى دى و لا عشان مبقاش فارق معاه حاجه نهائى !
دخل قعد على حرف السرير زى التايه او فاكر إنه كان ف حلم و لسه قايم ..

إتأخر كتير لحد ما اللوا مدحت قلق عليه او خمّن حالته ف دخل اوضته و شافه بيعيط بصوت مكتوم ..
لأول مره يصعب عليه من وقت اللى حصل ف قعد بهدوء قصاده على حرف السرير ..
فهد دخل ف نوبة عياط .. عياط لا شكله و لا صوته و لا هيئته بيقولوا إنه عياط راجل .. حتى سببه مبيقولش عياط راجل .. ده عياط عيل إتيّتم و هو لسه بيتعلم يمشى!

اللوا مدحت بحزن: فهد شد حيلك شويه .. مينفعش كده .. اللى راح راح خلاص .. اللى راح ده قضاء ربنا
فهد بوجع: اللى راح ده أخويا .. اللى راح ده مش قضاء ربنا .. اللى راح ده أبويا و مفيش إبن مهما جاله بيجيله اعز من أبوه
اللوا مدحت سكت كتير: إستقوى بإبنك .. إستقوى بيه عشان هو كمان يعرف يستقدر ع اللى جاى بيك..

فهد إتوجع من الكلمه اللى سمعها قبل كده على لسان اللى راح .. مالك قالهاله يوم ما بقا يتيم و أديه هو كمان إنهارده بيسمعها نفس الكلمه ف نفس الحال ..
اللوا مدحت ملقاش حاجه تانيه يقولها ف قام فتح الدولاب و طلّعله لبس: يلا غيّر هدومك و شويه و مالك الصغير هيجى ابقى خده ف حضنك يمكن قلبك يهدى
فهد غمض عينيه قوى و من كتر ما كان حاسس بأبوة مالك له شاف نفسه الإبن اللى موقفش جنب أبوه و هيتردله ف إبنه: هو إبنى ممكن يتخلى عنى ؟ ممكن يسيبنى ف محنه كده ؟ ميبقاش جنبى !

اللوا مدحت رد من غير ما يفكر: مش كل إبن ناكر للجميل يا فهد و لا كل إبن عاق .. و بعدين ربنا قال " و لا تزر وازرة وزر اخرى "
فهد رفع وشه و ملامحه تاهت اكتر و اللوا مدحت معرفش يصلّح الكلام اللى كان عمل خلاص مفعوله ..
فهد بيلبس و اللوا مدحت كإنه إفتكر: صحيح ولاد آخوك عاملين ايه ؟
فهد إتجمد مكانه و لف وشه له: اخويا مين ؟

اللوا مدحت حس ان فهد ميعرفش: ولاد مالك .. روفيدا اما تعبت من شويه و نقلناها المستشفى الدكتور اللى شافها ف الطوارئ قالها ان مرات مالك لسه والده قبل الفجر و يدوب خرجت من المستشفى اخر اليوم
فهد بصوت تايه: هى كانت حامل ؟
اللوا مدحت إستغرب: انت متعرفش ؟ دى مرات اخوك و انتوا عايشين ف بيت واحد !

فهد بجمود: اخويا اللى قتلته و البيت الواحد ده هى اللى خربته و انا اذا كنت سيبتها ف ده عشان كنت مش ف وعى بس و رحمة أخويا لا
اللوا مدحت قاطعه: فهههد .. كفايه بقا .. احنا معرفناش تفاصيل اللى حصل و لا انت و لا هى حد فيكوا إتكلم و زفت عادل ده قضيته خرجت من إيدينا للجهاز و منعرفش تفاصيلها ف ملحقتش اعرف قالك ايه .. و المقدم مراد رفض فتح موضوع مالك إلا اما قضية صفوت تخلص و نشوف كل التفاصيل
فهد زعّق: بس ده ميمنعش ابدا ان هى اللى قتلته ! مين ملى البيت غاز ؟ مين ضربه بتلات رصاصات ف رجله ؟ مين حبسه ف الشقه و إضطره يخرج بالشكل ده ؟ مش هى ؟

اللوا مدحت قعد بتفكير: و بردوا خلينا منسبقش الاحداث لحد ما القضيه كلها تخلص و بعدها
فهد كان خلّص لبس ف اخد حاجته و خرج بجمود: بعدها دى بقا عندى انا .. ده حق أخويا و انا اللى هخده زى ما هو ف يوم كان بياخد حق أبوه
اللوا مدحت خرج وراه و قفلوا و نزلوا .. بمجرد ما نزل ناحية باب شقة مالك قلبه وجعه زى كل مره بيعدى عليها .. و يمكن مكنش بينزل و لا يخرج عشان ميلمحش مكانه ..

حاول يسرّع خطوته زى اللى بيجرى او بيهرب بس من نفسه لحد ما وقف مكانه زى اللى إتربّط على صوت عياط بيبيهات ..
فهد وقف و قلبه بيدق بجنون كإنهم ولاده هو .. من صلبه .. جسمه إتهز حركه خفيفه على صوتهم .. حاول ينزل بس معرفش حتى يتحرك ..
لف وشه لباب الشقه و وقف و إبتدى ياخد نَفس ورا نَفس ورا نَفس بصوت عالى زى اللى بيجاهد يتنفس او بيخطف الهوا بالعافيه و كإنه محتاج طاقه عشان يشوفهم ..

وقف ع الباب بتوتر و رن الجرس .. رن كذا مره ..
حلم جوه من وقت ما مراد رجّعها البيت بولادها و نزلت لأمها و رجعت و هى على رقدتها متحركتش .. دموعها بس اللى بتتحرك .. طلعت ادويتها اخدت مهدئ و رقدت !
بمجرد ما سمعت جرس الباب رفعت وشها بلهفه .. كل مره جرس الباب بيرن قلبها بيروح عند واحد بس !

قامت فتحت بلهفه فيها توهه و إتفاجئت بفهد اللى هو كمان إتفاجئ بمنظرها بس معرفش يقول حاجه ف سكت ..
الاتنين ساكتين و كل واحد فيهم ف عينيه شر مميت للتانى او عتاب شرس .. مش عارف
قطع سكوتهم صوت عياط ياسين .. حلم دخلت من غير كلام بلهفه عليه شالته و خدته ف حضنها ..

فهد برا مقدرش يقف تانى و دخل زى اللى بيجرى لحد ما إتجمد ع باب الاوضه .. ياسين واخد ملامح أبوه قوى .. عينيه و شعره و بشرته و حتى رسمة وشه و حواجبه و كل حاجه .. مسابش حاجه
حلم إبتدت تعيط بمراره لدرجة جسمها إبتدى يترعش قوى .. نزلت ياسين من حضنها حطته قدامها ع السرير و رجعت ف قعدتها ع السرير و سندت بضهرها لورا و رفعت إيديها ربّعتهم فوق راسها و غمضت عينيها و بتتمنى لو ميفتّحوش تانى يمكن ترتاح ..
و فهد إتسمّر ع الباب و ياسين بينهم راقد و عياطه إبتدى يزيد كإنه بيلومهم بلغة الاطفال ..

فهد عينيه راحت بتلقائيه جنبها على حلم الصغيره اللى صحيت هى كمان و إبتدت تعيط قوى ..
فضل ينقل عينيه بينهم بتوهان و لأول مره يشوف حد بيجسد حالته و وجعه .. شاف ف عينيهم اللى لسه بتفتّح ع الدنيا مرارة اليُتم اللى هو داقها ..
ده يمكن شاف عياطهم لوم له زى ما كان بيلوم مالك بس الفرق هنا إنه هو اللى يتّمهم فعلا ..
فهد معرفش يستحمل تانى حتى صوت عياطهم ف حط إيده على ودنه و إبتدى يحرّكها بجنون ..

حلم صوتها إتنبح من دوامة الوجع دى بس بتنطق بهزيان الكلمه اللى من شهور مفارقتش لسانها: اوعى يا فهههد .. اوووعى .. اوعى يا فهههد
فهد لسه إيده على ودانه و بيحرّكهم و طلع يجرى على برا لحد ما خرج من الشقه و نزل بنفس الجرى ..
حلم رجعت مكانها ع السرير بقهره .. مسكت المهدئات بتاعتها و فضلت تطلع من العلبه قرص و تاخده من غير مايه و وراه قرص و وراه قرص و اخدت لحد ما ايدها تعبت !

فهد بمجرد ما نزل الجنينه و عينيه راحت عليها و ع البيت شكل الصوره كمّل عليه .. فضلت عينيه متعلقه لفوق عند بلكونته لحد ما اللوا مدحت راح عليه لف دراعه حواليه و ضمّه عليه بحزن و فهد نزل ع الارض قعد مكانه ..
فضل كتير و اللوا مدحت سابه يمكن يخرّج اللى جواه بس حالته بتزيد مش بتهدى ..

راح عليه قوّمه من تانى و هو بيقوم بالعافيه: فهد كده مينفعش .. كل شئ ف اوله صعب عاارف .. بس لازم تبقى اقوى .. ولاد اخوك إتيتّموا بدرى و انت دلوقت اللى لازم تبقى جنبهم .. لازم تبقالهم اب زى ما أبوهم كان طول عمره ليك اب
فهد قام بالعافيه راح معاه ع العربيه: مش هقدر..

اللوا مدحت: لا هتقدر
فهد بوجع: مش هقدر .. و الله ما هقدر
اللوا مدحت: سواء قدرت او مقدرتش ف ده دورك و محدش غيرك هيقوم بيه .. يا اخى إعتبره رد جميل

فهد سكت بحزن و اللوا مدحت آخده و راح ع العربيه و راحوا ع المستشفى ..

مالك راقد ع السرير و يونس محاوطُه بدراعه و بيكلمه و ليليان قصاده ..
مالك رفع إيده بضعف و حطها على وشه و بيفرك فيه و ف عينيه و كل ما يصلب إيده ترخى لوحدها تانى لحد ما عيونه إبتدت تفتّح .. بيفتّح و بمجرد ما يشوف النور عينيه تقفل لوحدها
يونس بص بقلق ل ليليان: هو فى ايه ؟ فى حاجه مش مظبوطه..

ليليان إبتدت تبتسم بجد: لا ده رد فعل طبيعى و متوقع .. بقاله تقريبا سبع شهور نايم و عيونه مشافتش اى نور ف بالتالى اول ما هتفتّح هستغرب النور لحد ما تاخد وقت تتعود
يونس بصّله بخوف و رجع بصّلها: وقت اد ايه يعنى ؟
ليليان: لا متقلقش ده مجرد ساعات مش اكتر و يمكن اقل .. المهم حاليا لازم يرجع المستشفى تانى .. كده وصلنا للى عايزينُه
مارد بصوت عالى: الحمد لله و الله كنت خايف متعرفيش ف تقولى إدوله طلقتين تلاته..

مراد لف وشه له و رفع حاجبه و مارد رفع إيده و هو بيرجع لوا بضحك: عشان يفوق .. جزء من الصدمه يعنى
مراد على وضعه: و اما ياخد طلقتين هيفوق ؟
مارد إتريق: لا عندك حق .. هو اما يتولع فيه بس هيفوق

مراد هز راسه بغيظ و شاور للرجاله حواليهم طفّوا كل حاجه و هو و يونس و مارد نقلوه بالسرير تانى ع العربيه و راحوا بيه ع المستشفى ..

فهد وصل المستشفى .. اللوا مدحت سبقه و دخل و فهد لسه بيدخل إتفاجئ بمراد و ليليان و مارد بينزلوا من عربيه ع باب المستشفى ..
فهد وقف و غصب عنه إبتسم لمراد و من غير كلام راح عليه حضنه ..
مراد إستسلم تماما له: ازيك يا فهد
فهد غمض عينيه قوى كإنه بيرد بعينيه ..
مراد ضغط بخفه على إيده: انت كويس ؟

فهد هز راسه بلاء ..
مارد كان نزل من العربيه ف راح عليهم: مالك يا عم الفيبريشن ؟ لا اسكت الله لك حساً ؟
فهد مردش و مراد ضغط على إيد مارد بإيده التانيه يسكت ..
فهد صوته مبحوح او تايه: روفيدا بتولد
مراد إبتسم قوى: والله ؟ طب مالك فى ايه ؟

مارد ضحك بهزار او تريقه: مالك وشك اصفر ليه هو انت اللى هتولد ؟ متخافش زى شكة الدبوس
مراد شد إيده من إيد مارد بغيظ و مارد رفع إيده و هو بيمشى: و الله ما انت قايل حاجه .. انا ماشى
مراد ضحك غصب عنه لفهد: طيب لو إحتاجت حاجه قولى

قبل ما فهد يرد مارد رد: بيقولك مراته بتولد هيحتاج منك ايه ؟ تولّدها مثلا ؟
مراد غمض عينيه بغيظ: يابنى اسكت
مارد كعمش وشه بغيظ و دوّره بعيد ..
فهد إبتسم غصب عنه: انا محتاجلك معايا .. إنهارده بالذات .. إنهارده بالذات لو مالك عايش كان زمانه جنبى مش هيسيبنى مهما حصل و انا محتاجله دلوقت قووى .. بس هو سابنى .. ينفع احتاجلك ؟ ممكن ؟

مراد إبتسم و عينيه بتلقائيه راحت على عربية الاسعاف اللى كانت لسه بتدخل المستشفى و إتمنى لو مالك سامع الكلمتين دول ..
العربيه ركنت دقيقتين ع الباب المفروض تقف ..
مالك جوه ع السرير مش فايق و بردوا مش تايه .. فلاشات كتير بتظهر زى الصواعق قدام عينيه ف تنفض جسمه و تخليه يغمض بقوه اكتر .. فلاشات كتير قوى من ضمنهم الجمله اللى لسه قايلها فهد عنه و مش عارف هو سامعها بجد و لا بيفتكرها !

يونس لسه هينزل لمح فهد ع الباب مع مراد ف شاور للسواق لف و دخل من باب الطوارئ الخلفى ..
فهد غمض عينيه و لسه هيمشى مراد مسك إيده: ع فكره يا فهد انا ممكن اكون متعاملتش مع مالك بشكل مباشر كتير بس كنت بعتبر نفسى اب له و يمكن الحدوته معاه إبتدت من هنا .. و انت كمان تقدر تعتبرنى كده .. اب لك
مارد رفع حاجبه و هز راسه بعلامة مزيكا ل ليليان اللى كانت نزلت جنبه: يا حنين .. تعالى شوفى أبوكى و هو عامل فيها ابو المصريين
ليليان ضحكت بخفه: و انت مالك..

مارد ضحك و هو بيلف دراعه حوالين كتفها و شنكل رجليه ف بعض: لاء انا ابن المصريين عادى
مراد غمض عينيه بغيظ قوى و هو بيحط إيده على راسه: ده انت مش إبن المصريين، ده انت ابن كلب
مارد و ليليان ضحكوا ف صوت واحد .. فهد ضحك معاهم ضحكه خفيفه و غصب عنه إترسمت قدامه ذكرياته مع مالك ..

مراد رجع بصّله: زى ما قولتلك .. تقدر تعتبرنى زى مالك و اى حاجه تحتاجها كلمنى يا فهد .. معلش ممكن اكون مشغول الفتره دى بس عشان تدريبات مارد و فرحه قرّب و توضيبات البيت ف الدنيا مزحومه عندى بس انا جنبك متقلقش
فهد إبتسم بس بسرعه ملامحه إتلجّمت: انا مليش اب غير مالك و لا هعرف احط حد مكانه
مارد بصوت مزيكا: يا حنين
مراد زقه بغيظ: إتحرك يلا مع الاسعاف اللى دخلت..

مارد بعد ما لف وشه يمشى رجع بصّلهم و رفع حاجبه: ما تيجى معانا يا فهد .. تعالى شيل معانا و الله
مراد غمض عينيه و بيهز راسه يمين و شمال بغُلب ..
مارد ببراءه مصطنعه: انا قصدى بدل ما نجيب حد من المستشفى يلا إيدك معانا
مراد زقه بغيظ لقدام و كل ما مارد يحاول يلف وشه يرجع يزقه لقدام: يلا يلاا ادخل مع آختك الإسعاف دخلت من بدرى
مارد مشى بيضحك و مراد وراه بس الاتنين وقفوا على سؤال فهد: هى قضية عادل وصلت لحد فين ؟

مارد لسه هيرد مراد سبقه: القضيه قضية بلد و هجره غير مشروعه مش قضية عادل .. هو مجرد عميل و وقع و لسه طول ما التحقيقات شغاله ميتحكمش عليه
فهد بحده: انا قضيتى دم أخويا .. حقه .. إنما الهجره و البلد و الكلام ده مش بتاعى، ده بتاعكوا يا باشا
مراد بصّله كتير: الكلام ده انا سمعته فين قبل كده ؟ انت ليه مصمم تمشى على نفس الخطوات اللى كنت ف يوم بتهاجمها ؟

فهد دوّر وشه و مارد اللى رد بتريقه: عشان غبى، بس ربك بقا رايد يقلّب الاحوال زى ما قلّب القلوب و وسّخها
مراد بصّله قوى و فهد كمان بصّله: انت ليه مصمم إنى مكنتش بحب أخويا ؟ مالك ده
مارد قاطعه بلهجه شبه التريقه: أبوك أبوك عارف .. بس عملت ايه بقا يثبت إنك بتعتبره اب ؟ اثبت ده ازاى ؟ وقفت جنبه ؟ ف ضهره ؟ سندته ؟ قوّيته ؟ رافقته وقت حوجته ؟ اقولك انا ؟ و لا حاجه .. معملتش ولا حاجه زى ما انت ولا حاجه ف متجيش بقا دلوقت و ترسملى الدور ده عشان مش لايق عليك..

فهد بتوهان: انا شوفت بعينى مالك مره ورا مره بيقع معايا بس مبعرفش اثبت ده و لا حتى لنفسى .. و معرفش اذا كنت انا فعلا اللى مكنتش بعرف اثبت و لا مش عايز اثبت .. مالك هو اللى علمنى الصح من الغلط، ربانى على كده، علمنى الاخلاص، هو اللى علمنى المعانى الجميله دى و مقدرتش اشوفه بيهدّها او بيشوّها
مراد بعتاب: و ليه محاولتش تغمض عينيك ع الاقل لحد ما تفهم او يجى هو و يفهّمك ؟ ليه محاولتش تتخطى ده و تتعامل معاه عادى كأخ و الغلط ربنا اللى بيحاسب عنه ؟

فهد بحزن: معرفتش .. معرفتش اكون بوشين .. كنت تايه ف ملكوت الصدمات اللى كانت عماله تيجى ورا بعض .. مالك معايا وقتها كان عامل زى اللى لبّس واحد هدوم ستره و مره واحده عرّاه و سابه لوحده و عريان .. متخيل كنت حاسس بإيه ؟ مالك وقع و بسرعه قام .. نزل مره واحده و بردوا عِلى مره واحده و كل حاجه معاه جات مره واحده .. مكنتش عارف ازاى كل ده ! مكنتش بدوّر وراه قد ما كنت بحاول افهم .. ف الوقت اللى جاه الواد بتاع صفوت اللى وقع رمى كل الخيوط .. إتجننت اما سمعت الكلام ده من الواد بتاع صفوت و ان مالك معاهم .. إتجننت اما سمعت عن تهريب البنات .. يعنى شرف .. مش مجرد غلط و السلام .. و الاخر ماتوا يعنى دم !

مراد حاول يبسّطهاله: إتعلم يا فهد اما تشوف حته مضلمه و فجآه نوّرت اوعى تفتّح و تبحلق فيها قوى عشان تحقق فيها قادت ليه و ازاى .. عشان النور الزياده مش دايما بيوريك الحقيقه .. ده ساعات بيعمى .. غمض شويه و ارجع فتّح هتلاقى الرؤيه اوضح
مارد إتريق: بتقول لمين ؟ و بعد ايه ؟ اعتقد معدش له لازمه

فهد ميّل راسه و نزلت دمعه منه بطعم التوهه ممرره ..
مارد إتكلم و هو بيمشى و سايبهم: ع فكره الباخره اللى ولّعت ف بورسعيد كانت فاضيه و مفهاش حد .. يعنى مكنش فى جثث اصلا و لا كان عليها بنات ! يعنى لا دم و لا شرف !

قبل ما فهد يرد او مراد مارد إنسحب من الحوار كله و سابهم و دخل ..
فهد بص لمراد: يعنى ايه الكلام ده ؟
مراد حرّك إيده على وشه بغيظ و بص لفهد و حاول يختار جمله تنفع و لسه هيتكلم ..

فهد لاحظ توتره ف سابه و مشى بس بيتكلم و هو داخل ع المستشفى: انا مش هسيب حق اخويا يا باشا .. انا اذا كنت ساكت كل ده ف سكتت عشان انت قولتلى سكوتى ف مصلحة دم مالك و لو إتحقق ف موته ممكن يتجاب رجله و يتوسّخ إسمه و احنا لسه موصلناش لحاجه عن تفاصيل القضيه لا تدينه و لا تبرّئه .. بس إبنك دلوقت برّأ مالك من الشرف .. مالك كان اشرف من إنه يتاجر ببنات .. زى ما انا شوفت الرائد محمد بعينى و برّأت مالك من دمه قدام نفسى و زى ما انت بردوا قبلنا برّأته من اى حاجه وحشه و ده عندى كفايه ف لو مش هتجيبوا حقه انا اللى هجيبه بس مترجعش تزعل
مراد معرفش يتكلم و فهد سابه و دخل المستشفى اللى كان اصلا نسى هو جاى ليه !

يونس كان دخل بالاسعاف و ركنوا جوه و نزّلوا مالك دخّلوه العنايه .. ليليان و يونس دخلوا معاه و ليليان إبتدت تحطه من تانى ع جهاز القلب بتراقب قلبه اللى بينبض بعنف قوى كإنه حاسس بكل حاجه حواليه او سامعهم ..
علّقتله محاليل و خرجت و يونس خرج وراها: هو دلوقت كده ايه ؟
ليليان: متقلقش هو متوقعين ساعات و يفوق و انا علقتله محاليل و ادويه تساعده
يونس بخوف: و لو محصلش ؟

ليليان: مالك وقعته مكنتش سهله و كونه يتخطاها ف مراحلها الاولى ده معناه إنه قوى و قوته اللى ساعدته يتخطى كل ده هتساعده يقوم من تانى .. المهم حاليا انا محتاجه ابعد عنه اى ضغط او انفعال من اى نوع .. اى ضغط ع اعصابه ممكن ينكسه و يدخّله ف متاهه تانيه احنا ف غنى عنها .. ف ياريت بلاش اى حوارات او كلام او مواضيع او حتى اشخاص ممكن توصّلنا للمرحله دى و اعتقد إنك اكتر حد ممكن يساعدنى ف ده بصفتك اقرب حد له زى مانا شايفه
يونس إبتسم بحماس: متقلقيش .. سيبى كل ده عليا .. يفوق هو بس و الباقى عليا .. انا مش هسمح لحاجه تأذيه مهما حصل..

فهد دخل المستشفى و سأل ع روفيدا و عرف إنها لسه ف الطوارئ بيحاولوا معاها و لسه مولدتش .. طلع لعندهم و شاف أمها و أبوها واقفين ع باب الغرفه ف راح عليهم ..
اللوا مدحت إستغرب: انت كنت فين ؟ إتأخرت ليه كده ؟
فهد: معلش مراد باشا كان برا وقفت معاه شويه
اللوا مدحت: روفيدا لسه جوه .. بيقولوا فى طلق بس مش مساعدها .. انا قولتلهم يولدوها قيصرى بس قالوا مش هينفع تقريبا عشان الطلق .. معرفش ليه مولدتش من الاول قيصرى ده شهرها خلص..

فهد وقف جنبهم بقلق و إبتدى يتوتر .. خاف يكون ربنا رايد يعاقبه فيها .. كان خايف يدوق ف إبنه بس دلوقت هى و إبنه ..
أمها واقفه على جنب مسلمتش حتى عليه و بمجرد ما جاه دوّرت وشها و بتغيب و تبصّله بضيق ..
فضلوا كتير لحد ما الدكتوره خرجتلهم: انا حاولت مره و اتنين و كتير نساعد مع الطلق عشان البيبى ميتأذيش بس معرفناش .. لازم تتحول ع العمليات و هو نصيبه
محدش فيهم نطق و أمها راحت عليها: و مستنيه ايه ؟ اما بنتى تموت ؟ العيل ف داهيه المهم هى
الدكتوره بصت لفهد اللى هز راسه موافق و إبتدى يتسرب رعب حقيقى جواه على إبنه اللى ممكن يخسره !

الدكتوره سابتهم و دخلت حولتها ع العمليات و إبتدت تولدها ..
خدت وقت و الكل برا متوتر لحد ما طلعت صرخة البيبى طمنتهم ..
فهد راح ع باب الغرفه و بيحاول يشوف اى حاجه و عيونه بتنزّل دمعه ورا دمعه ورا الف دمعه ..
الدكتوره خرجتلهم طمنتهم و شويه و حوّلوها لغرفه عاديه و أمها و أبوها دخلولها ..
فهد دخل متوتر و بمجرد ما فتح الباب روفيدا دوّرت وشها الناحيه التانيه و غمضت عينيها ..

فهد غمض عينيه بإحباط او وجع .. طول الشهور اللى فاتت بيحاول يشوفها بس هى رافضه نهائى لدرجة مبقتش تنزل شغلها .. كان عنده امل اما يجى إبنه يصلّح كل ده بس اهى دلوقت هى بتهد الامل ده ..
شد كرسى و قعد جنب سريرها .. حاول يمسك إيدها و لسه بيميل يبوسها شدت إيدها بحده و دوّرت وشها من تانى ..
فهد قرّب بكرسيه اكتر و شويه و قام قعد على حرف السرير جنبها و بيحاول يخليها تبصله: روفيدا .. حبييتى .. مش ناويه ترضى عنى بقا ؟

روفيدا بلهجه ناشفه: ارجع لربنا يمكن هو اللى يرضى عنك مع إنى اشك .. اصل ربنا بيسامح ف حقه هو إنما ف حقوقنا احنا لاء .. بسيب كل صاحب حق حر ف حقه ف لو تعرف تروح لصاحب الحق يسامحك روح
فهد غمض عينيه قوى و إبتدى صوت دموعه يطلع: يااريت .. ياريت كان ينفع .. ياريت ينفع اروحله حتى لو مسامحنيش بس اروحله يمكن اشوفه .. او حتى لو مشوفتهوش يمكت ارتاح بقا
روفيدا معرفتش تشوفه صعبان عليها .. هى حبته بجد و من كتر حبها إتصدمت فيه .. حست إنها كانت مع واحد لا عرفته و لا عاشرته !
فهد عيونه بتترجاها: مش هتسامحينى ؟
روفيدا بجفا: اللى بيسامح الكل ربنا مش انا
فهد: و لا حتى عشان مالك الصغير .. إبننا ؟

روفيدا: إبنى انا هعرف اربيه كويس اعتقد احسن مما كنت انت هتربيه لو معايا .. ع الاقل هحاول اخليه يشوف كل حاجه على حقيقتها حتى انت
فهد بمحايله: و هو ذنبه ايه ؟ انا غلطت هو يدفع التمن ليه و يعيش مشتت بينا ؟

روفيدا هنا بس بصتله: ما قولتلك قبل كده يا ابو مالك ان المساواه ف الظلم عدل .. و كنت اقصد وقتها إنك زى ما سيبت اخوك هسيبك عشان مسير اللى ساب يتساب.. بس شوف يا اخى ده حتى ربنا رايد يساوى بينكم .. عارف حلم ولدت إنهارده .. ولدت ولاد مالك اللى جوم للدنيا يتامى بعد ما خرّجتوا أبوهم منها و حرمتوهم منه و دلوقت لازم انت كمان تدوق..

فهد وقف و زعّق بس مش منها لاء من كلامها اللى هو عارف إنه اصح من إنه يترد عليه: انتى عايزه تحرمينى من إبنى ؟ انا مش هسمحلك
روفيدا زعقت قصاده: مش بمزاجك
فهد إتعصب: انا مش هسيب إبنى .. انا آبوه مهما حصل منى حتى لو كنت شيطان .. فااهمه .. ده إبنى و من دمى و لحمى و صلبى و انا أبوه و الاب مهما يعمل هيفضل بردوا اب و له مكانته اللى مينفعش تتمحى قدام غلطه..

روفيدا سكتت اما خلته نطق الجمله اللى كانت عايزه توصّله لإنه يقولها بلسانه يمكن اما يسمعها من لسانه يفوق .. بس متأخر قوى !
فهد وقف فجأه بالكلام ع الحقيقه اللى نطقها بلسانه بس بعد ايه !
آمها و آبوها كانوا مخرجوش و متابعين الحوار بينهم ف صمت .. أمها حاولت اكتر من مره تتدخل و أبوها بيمنعها لحد ما فهد خرج و رزع الباب !

يونس خلّص مع ليليان و دخل لمالك يتطمن عليه تانى..
مالك إبتدى يفوق .. بيفوق و ثوانى و بيغمى عليه من تانى .. بيفضل دقايق مغمى عليه و يبتدى يفوق من تانى ..
يونس قعد على حرف السرير جنبه و ميّل عليه: مالك .. يلا يا حبيبى بقا .. طوّلت قوى يا صاحبى .. شد حيلك بقا
مالك بيحاول ينطق بس مفيش صوت .. شفايفه بتحاول تستنجد بصوته بس مفييش ..
يونس قرّب اكتر بلهفه: هاا ؟ عايز ايه يا صاحبى ؟ طب شاور .. شاور بس..

مالك نزلت دمعه من عينيه اللى لأول مره من شهور تغمض بإرادته و شاور بإيده بضعف ليونس على صدره ..
يونس إتحدف عليه بعد ما فهم إنه محتاج حضن .. حضن يلملم كل الجروح دى و يداوى المتكسر و يلم الوجع ده و يرميه بعيد ..
يونس حضنه قوى .. قوى قوى: حمد الله ع السلامه يا حبيبى .. كده تغيب ده كله ؟
مالك معرفش ينطق و يونس كمان متكلمش تانى و الاتنين سابوا الدموع تتكلم نيابة عنهم ..

يونس رفع وشه و بص ف عينيه قوى: و حياة اللى حصلك ما هسيب حقك
مالك الكلمه حدفت عقله عند اللى حصله و إبتدى عقله يوريله تفاصيل اللى حصل من تانى ..جسمه بيتنفض كإنه لسه بيعيشه دلوقت ! عقله بيقرب و يبعد عن اللحظه دى و مره يتخطاها و مره يكررها ببطئ لحد ما رسمها قدامه بوضوح !
يونس إفتكر تحذير ليليان ف وقف بالكلام: المهم دلوقت انت .. المهم صحتك .. لازم تقوم بقا .. انا هروح ل ليليان ابلغها
مالك بضعف: متسيبنيش..

يونس إبتسم قوى بلهفه: انا من امتى سيبتك يا اهبل ؟ ده انا بدأت اشك إنى عفريتك زى ما كنت بتقول
مالك إبتسم بضعف و يونس كلّم ليليان اللى جات بسرعه ..
دخلت كشفت عليه و شافت الاجهزه تبعه و غيرت المحاليل ..
يونس بلهفه: هو كويس صح ؟
ليليان إبتسمت لمالك: نقدر نقول كده .. الحمد لله .. بس طبعا محتاج يفضل شويه معانا نتأكد إنه تمام و حالته تستقر

يونس حضنه قوى و مراد راح عليه: حمد الله ع السلامه يا جدع
مالك حاول يفتّح عينيه و بصّله كتير و سكت ..
مراد بص ل ليليان اللى طمنته: كويس متقلقش..

مالك فتّح عينيه كذا مره لحد ما فاق خالص بيهم و هنا شاف الكل حواليه .. عينيه بتتنقل بينهم بتوهان او إستغراب او بيحاول يحقق هو فايق و لا متخدر او يمكن عينيه بتدوّر على حاجه ! لاء على حد ! اى حاجه بس توضحله ان اللى فات كان كابوس و دلوقت بيصحى منه و لا حقيقه و لا اللى هو فيه دلوقت هو اللى كابوس و شويه و هيصحى !

مارد ضحك بهزار: لالا متقلقش احنا ملك المووت .. ملايكة الحساب اللى طالعينلك
مراد ضحك قوى و يونس ضحك معاهم ..
مارد لف دراعه على مراد و دراعه التانى على ليليان:
قوم يا راجل ده لو الدنيا كلها قالت مات احنا التلاته كده الوحيدين اللى مش هنصدق .. ده احنا تخصص بقا
ليليان ضحكت لمراد اللى هز راسه بضحك: مفيش فايده..

مارد بهزار: المفروض يشغلّونا ف مصلحة الوفيات .. كل ميت نشوف بطاقته و يعدّى .. انا و ال ( بص لمراد لقاه رافع حاجبه ف رفعله هو كمان نفس الحاجب ) لاء انت لاء .. انت قلبك حونين .. انا و البت دى .. ع الاقل هى إتخدع ف موتها زيى
مراد زقه بغيظ و مارد شد ليليان معاه و ضحك جامد: دى بالذات متخصصه يابنى ف الموضوع ده .. بص هى تولع ف الميت و انا اشوف بطاقته و نعديه
مراد رفع حاجبه و بصّله و رجع بص ل ليليان و ليليان عملت نفس حركته و بصت لمارد و رفعت حاجبها و رجعت بصت لمراد و الاتنين سكتوا ثوانى و هما باصين لبعض و شدوه فجأه و نزلوا فيه ضرب و هو بيخرج جرى و الاتنين وراه بيضربوا فيه بضحك ..

خرجوا و سابوهم و يونس قعد كتير مع مالك و مالك بيفوق و ينام و يرجع يصحى و يرجع ينام تانى ..
يونس باس راسه: حبيبى هروح البيت اجيبلك شوية حاجات هتحتاجهم .. لبس و كده و ارجعلك
مالك سكت: بيت ؟ هو البيت
يونس فهمه ف رجع قعد جنبه: انسى يا مالك .. انسى .. إنساهم و شيلهم من حساباتك و بكفايه بقا كل اللى إدتهولهم و بكفايه إنهم متحاسبوش على بشاعة اللى عملوه..

مالك غمض عينيه قوى و بمجرد ما فتّحهم تانى هما لوحدهم سألوا ..
يونس مسك إيده: كل واحد عاش حياته و انت كمان لازم ترجع لحياتك بقا
مالك ضحك بوجع ضحكه معرفش حتى يرسمها على وشه...
يونس وقف: هروح عندى البيت اجيبلك اللازم و ارجعلك و نرغى للصبح
مالك رد بعينيه و يونس فتح الباب يخرج بس لف عينيه له قبل ما يمشى: ع فكره انت كنت واحشنى قووى
مالك غمزله بعينيه بإبتسامه صافيه و يونس حدفله بوسه ف الهوا و خرج ...

فهد ف اللحظه دى كان لسه خارج من عند روفيدا بعد شدهم صدق بعض ..
حس ان كل حواديته لضمت ف بعضها و عملت سلسله بتتلف حوالين رقبته و تضيق و بتخنق فيه .. محتاج لأى حد دلوقت جنبه بس خلاص الباب اللى كان بيسد إحتياجه إتقفل او هو خلعه اصلا !

طالع بيسأل عن مراد ف قابل يونس لسه خارج من عند مالك يدوب قفل الباب بس فهد شافه ف الطرقه بس ..
فهد إبتسم بلهفه شبه اللهفه اللى بتخطفه كل ما بيقابل حاجه من ريحة مالك: يونس
يونس معرفش يبتسم ف بصله بجمود و إتحرك يتخطاه بس بمجرد ما عدّى عليه فهد مسك إيده: يونس
يونس وقف بجمود: نعمم
فهد بضعف: ازيك عامل ايه ؟

يونس رد ببرود: كويس قووى .. انهارده بس كويس قوى يا فهد
فهد إستغرب رده و لهجته: وحشتنى
يونس بصّله ببرود و مط شفايفه بلامبالاه ..

مالك كان جوه بمجرد ما يونس خرج غمض عينيه بتعب بينام بس فجأه فتّحهم بلهفه على صوت بيكلّم يونس برا .. صوت هو عارفُه كويس قوى او يمكن واحشُه !
قام وقف بتعب إتسنّد ع السرير و كل ما بيتعدل جسمه بيدوخ و يميل و يرجع يتحامل على نفسه يقف من تانى لحد ما وقف و قرّب من الباب و هنا إتآكد من فهد اللى برا ..
إيده بتلقائيه إترعشت و راحت على اوكرة الباب يفتحه بس وقف على سؤال فهد ..

فهد برا مع يونس: يونس .. انت اكتر حد هيجاوبنى بصراحه .. مالك كان لسه معاكم صح ؟ لسه ف شغله ؟
يونس: لاء طبعا .. مالك إتفصل من شغله من يوم قضية زفت خليل و من ساعتها مالهوش علاقه بالشغل
فهد إتنفس بإحباط .. يونس اقرب حد لمالك زائد ان يونس نفسه ف الشغل ف لو مالك خد خطوه زى دى فعلا يبقى يونس كان اول واحد هيعرف ..
يونس شايف تخبّطه ف بصّله قوى و فهد إتكلم من غير تردد: عارف إنى شوفت الرائد محمد ف سينا ؟

يونس بصّله قوى بس مستغربش مش عارف ليه ..
فهد لاحظ إنه مستغربش و معرفش يحدد بالظبط هو كان عارف و لا للدرجادى واثق ف صاحبه .. معرفش يحدد و إتلغبط اكتر و اتمنى لو زيه: شوفته و ارجوك متنكرش و واضح إنك عارف بدليل متفاجئتش .. و ع فكره مراد قالى ان مالك برئ من موضوع الباخره اللى انتوا بتحققوا فيه و ان الباخره اللى ولعت ف بور سعيد اصلا مكنش عليها حد.

يونس ربّع إيده قصاده: و ده معناه ايه بقا؟
فهد سكت كتير: مش عارف
يونس بصّله كتير بخيبة امل و سابه و مشى: اما تبقى تعرف يا فهد ابقى تعالالى ساعتها هبقى اجاوبك او ع الاقل هبقى جنبك

يونس مشى و فهد فضل مكانه واقف مغمض عينيه و رافع وشه لفوق بحزن و مالك جوه غمض عينيه و رفع وشه براسه لفوق بوجع و اللى باين ان الاتنين فاصل بينهم الباب بس الحقيقى اللى بينهم حواجز و حيطان و اسوار عاليه و بتعلى ..

مارد خرج من المستشفى خد عربيته و فضل يلف بيها كتير .. موقف مالك ده صحّى جواه ذكريات خاصه بيه لوحده .. حس إنه محتاج لحد جنبه و واحده بس اللى خطفت باله اول ما حس بالإحتياج ف إبتسم و راحلها .. وقف قدام الاستديو و قبل ما يرن عليها لقاها خارجه مع ريهام صاحبتها و كذا حد .. بعد ما كان هينزل وقف مكانه و فضل يتابع ضحكتها من بعيد ..

غرام بعيد مع صحابها بيتكلموا و بتلف وشها لمحت عربية مارد واقفه ف إبتسمت بعشق و سابتهم من غير كلام و طارت ع العربيه ..
وصلت للعربيه و غمزتله من ورا القزاز ف فتح اللوك و شاورلها دخلت ..
غرام إبتسمت بحب لفّت وشها نص واحده ناحيته سندت بدراعها على حرف الكرسى وراها: وحشتنى
مارد رفع حاجبه: اعمل ايه بس ؟ منفوخ ف التدريبات مع حماكى ...كانت شوره سوده اما قولتله عايز اتدرب ع ايدك.. ايه اللى خلانى إتسحبت من لسانى بس ؟

غرام ضحكت قوى: ما تجمد ياض انت داخل على جواز هتكسفنا و لا ايه ؟
مارد ضحك قوى: لا جواز ايه انتى شكلك هتاخدى اختك
غرام دفنت راسها ف تربيعه دراعها ع الكرسى وراها و ضحكت قوى ..
مارد بغيظ: انا ايه خلانى اتبّت ف الرجوله قوى كده؟ الراجل برفع من معنوياته قام هد حيلى..

غرام ضحكت قوى و صوتها بيعلى و مارد عض ع شفايفه بغيظ و ضربها على راسها بخفه: اضحكى اضحكى .. انا اللى جيبته لنفسى صح ؟
غرام: لا اجمد كده .. فاضل اسابيع قليله و انا لسه عايزه انزل الف ع الفستان و حاجاته و ناقصنى كذا حاجه
مارد بغيظ: و اما هو فاضل وقت قليل مستنيه ايه ؟
غرام رفعت حاجبها: مستنياك يا روحى و الا هتشيّل ابوك الليله زى البيت و تدبسه معايا و تخلع ؟

مارد ضحك: خلاص إتسدى انا عندى كام يوم لحد ما نشوف هنعمل ايه ف قضية مالك يبقى ننزل سوا
غرام إنتبهت بجديه: صحيح هو عامل ايه ؟
مارد إتنهد بس لهجته و ملامحه إتغيروا: كويس ربنا يعينه على اللى هو فيه..

غرام حست بملامحه اللى بهتت و تقريبا فهمت .. هى اتعودت تفهمه من غير كلام: انت كويس على فكره .. كل ده عدّى متفكرش فيه
مراد إبتسم بخفوت: قلبى وجعنى عليه قوى يا غرام
غرام: هيعدّى منها .. اعتقد من كلامك إنه قوى و هيقدر يتخطى ازمته
مارد بصّلها بتلقائيه: مانا قولتلك قبل كده .. كل حاجه بتعدى اه بس و هى بتعدى بتسيب حاجات كتير مبتعديش .. خذلان و غدر و خيانه و ضعف و وحده و التوهه ف كل ده وحشه..

غرام مسكت إيده بتلقائيه و حستهم متلجين ..
مارد كان خلاص إتعود يتعرى من قوته و يظهر ضعفه قدام اللى بيستقوى بيها و منها: هو انتى ممكن تسيبينى ف يوم ؟

غرام إتكت على مسكة إيده: مجنونه انا مثلا عشان امشى من غير عقلى ؟ هابله عشان اتحرك من غير عيونى و افضل اخبّط حواليا ؟ ده انت روحى يا مراد حد بيمشى بجسمه و يسيب روحه ؟
مارد إبتسم على قدرتها إنها تخطفه لعالم تانى حتى ف عز خنقته: اوعى .. اوعى تعمليها..

غرام رفعت دراعه لفت نفسها بيه و إبتسمت: اقدر ؟ ده انت الطله فـ قلب عيونك نعمه و الله
مارد ضم راسها عليه قوى و باس راسها: ده انتى اللى احلى نعمه ربنا إدهالى .. مش متخيل انى ممكن اخسر زيه كده .. رغم انى جربت خسارة الاب و الام اللى هو فيها .. لكن يحب و يتغدر بيه كده .. صعب !
غرام حاولت تهزر: لا متقلقش انا مش زيها..

مارد إبتسم و هى رفعت وشها من على صدره و جابته قصد وشها و برّقت و هى ماسكه رقبته: لا انا مش هسيب فيك نَفس .. انا يوم ما هموّتك هعملك شاورما
مارد برّق: اكل تانى ؟
حلم مثّلت البراءه: او ترنشات ف اكياس عشان اتأكد بس ان مفكش نَفس، على حسب المزاج بقا ساعتها
مارد ضحك قوى بغيظ و زقها: يا ساتر يارب ملكوش امان

غرام ضحكت ببراءه مصطنعه: طبعا اوعى تدى لواحده الامان ده شوشو بياخد عندنا دروس
مارد ضحك قوى و هى معاه لحد ما سكتوا: بس هو اللى غلطان يا مالك .. موثقش فيها كفايه
مارد إتنهد بصوت: مش يمكن كان خايف عليها ؟

غرام حاولت تبسّطها: لالا ده مش خوف لو خوف عليها مكنش دخّلها حياته من الاول مهما عملت .. مفيش راجل بيستسلم غصب عنه ع فكره .. بمزاجه و بإرادته خاصه ف الحب .. ف معنى انه سابلها نفسه يبقى ده مكنش خوف عليها و إلا كان بعدها عنه من الاول عشان يحميها .. انما ده دخّلها حياته و معتمد على رصيد ثقتها فيه اللى كانت بتدهاله مره ورا مره و مخدش باله ان كل مره بياخد فرص من الرصيد ده بيقل
مارد: فلنفترض ! تقوم تموّته ؟

غرام صححت: لا تقوم تتصدم و بقوة دفع الصدمه تعمل اى حاجه .. دى كان ممكن تموّت نفسها ماهى مش ف عقلها ..
مارد سكت و هى إبتسمت: لو إديت البنت كل حاجه اﻻ الامان و الثقه تبقى انت كده بالنسبالها مدتهاش و ﻻ حاجه ! مبقولش مش غلطانه .. لاء غلطانه و ببشاعه كمان بس كونه هو اللى إبتدى بالغلط و دفعها للغلط ده اللى يشفعلها .. الغلط كان بالتساوى بينهم
مارد سكت تماما و بيحاول يشوف الموضوع من وجهه تانيه ..
غرام إبتسمت اما لاحظت توتره: تحب نروح للدكتور بتاعك ؟

مارد هز راسه و سكت و هى إبتسمت: خلاص خلينا نعدى عليه احنا كده كده كنا هنروحله قبل الفرح
مارد خدها و راحوا للدكتور النفسى اللى اخدته له اول مره و اللى متابع معاه لدلوقت ..
وجع مالك و وحدته اللى شافهم و التوهان اللى غطى عينيه اول ما فاق فكرّوه بنفسه يوم ما فاق ف المستشفى و لقى نفسه لوحده و محدش جنبه .. حس إنه موجوع عليه و شايل همه عشان تقريبا حاسس دوامة الوحده و الخذلان اللى هيدخلها ..

فهد خرج من المستشفى مش عارف يروح فين و لا لمين .. ملهوش حد ...مبقاش فى حد جنبه .. زمان كان مالك بيعوّض عن كل حد غاب .. بس دلوقت مين هيعوضه !

إتحرك بجمود ناحية البيت .. لازم يفهم .. وصل و طلع لحد شقة مالك و وقف قدامها بتردد او توتر او تراجع .. مش عارف .. خايف من اللى ممكن يسمعه بس لازم ..
رن الجرس و حلم جوه بمجرد ما رن جسمها كله إتنفض و قامت بلهفه بتتلفّت و تخبط ف اى حاجه تقابلها لحد ما فتحت و اول ما شافته إتنفست بإحباط و عيطت من غير صوت ..

فهد فضل واقف مكانه بس عيونه غمضت قوى: سؤال واحد عايز اعرف إجابته و محدش غيرك ممكن يجاوبنى عليه
حلم صوتها مبحوح قوى: انا معنديش حاجه ممكن اقولهالك .. ابعد عنى
فهد زعق: امال قتلتيه ليه ؟

حلم رفعت وشها بذهول بعد ما كانت دخلت قعدت على الكنبه اللى ف مدخل الشقه: انا اقتل مالك ؟ انا اخلص من روحى ؟ مين عاقل ممكن يخنق نفسه بإيده !
فهد دخل و شدها وقّفها: بقولك ايه الشويتين دول مش هتعمليهم عليا انا .. انتى ممكن تاكلى بيهم دماغ اى حد إلا انا .. اه انتى اللى إتجننتى و قتلتيه
حلم لطمت على وشها و فضلت تخبط فيه و هى بتتلفت حواليها و عيونها مفتّحه قوى: اديك قولت .. إتجننتى.. انا فعلا كنت إتجننت .. كانت لحظة صدمه .. لالا جنون .. كانت لحظة جنون..

فهد زعق: و اذا فاكره الكلام الاهبل ده هيحميكى من القانون تبقى عبيطه .. انتى محاميه شاطره اه و تعرفى تلعبى بالقانون و اعتقد بتجهّزى لده من فتره و بتستعدى تجهّزى حالتك للى هتقوليه ده بس ده مش عليا .. فاهمه .. انتى اللى قتلتى اخويا و حقه عندك .. و انا و رحمة قلبه اللى إختنق على إيدك لا اكون واخد حقه..

شدها عليه و مسكها من رقبتها بإيديه الاتنين و بيخنق فيها و هى وشها بيزرق و مستسلمه تماما حتى مش بتقاومه كإنها بتعاقب نفسها !
ف اللحظه دى الباب إتزق و دخل حد بمجرد ما شافهم كده زعّق بحده: اووعى يا فهههد .. اووعى..

الاتنين إتجمدوا مكانهم ع الجمله اللى رنت ف المكان كله كإنها بتفوّقهم .. او الذكرى بتاعتها هى اللى بتفوّقهم ..
فهد وقف بتوهان و إيده رخت من على رقبتها لوحدها و بيترقب بلهفه مجنونه يسمع الجمله تانى كإنها هترجّع الزمن لورا و الزمن هيرضى عليه و يديله فرصه ..
حلم وقفت زى التايهه و بتتلفت حواليها بجنون و عينيها عماله تلف المكان بعشوائيه زى اللى بتدوّر على حاجه ..
و فجأه...



look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 01:53 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثالث

فهد و حلم بيتخانقوا قصد بعض و هو شدها عليه و مسكها من رقبتها بإيديه الاتنين و بيخنق فيها و هى وشها بيزرق و مستسلمه تماما حتى مش بتقاومه كإنها بتعاقب نفسها !
اللوا مدحت كان بعد ما فهد مشى حس ان روفيدا زوّدتها معاه خاصة إنه شاف حالته قبل ما يجى و متابعُه من شهور و شايف وصل لفين ف راح وراه ع البيت يتطمن عليه ..

طلع ع صوتهم العالى و بمجرد ما وصل عند شقة مالك لقى الباب مفتوح و إتفاجئ بشكلهم ف دخل و بيحاول يفصل بينهم ..
اللوا مدحت ماسك على إيد فهد اللى ماسكه رقبتها و بيحاول يفكها: اوعى يا فهد .. هتموت ف إيدك .. هتضيّع نفسك
فهد زعق: و انا كده مضيعتش ؟ اخويا ضاع منى و مراتى شايفانى قاتل و بتحرمنى من إبنى و لسه مضيعتش ؟ هقتلها .. و رحمى اخويا لا اقتلها
فهد بيشدد على رقبتها قوى و اللوا مدحت زعق فيه جامد: اوعى يا فهههد اوووعى..

فهد جسمه إتربّط ع الكلمه و برغم ان اللى نطقها حماه بس هو سمعها بصوت تانى .. بصوت واحد كان ماددله إيده و بيترجاه ..
إيده نزلت برعشه من على رقبة حلم لوحدها و إبتدت دموعه تنزل معاها و هو كمان بينزل معاهم لحد ما نزل ع الارض على رُكبه
اللوا مدحت حاول يوقّفه: قوم معايا ننزل .. عايز اقعد معاك شويه
فهد وقف بس مرضيش يتحرك: عايز ابقى لوحدى
اللوا مدحت لسه هيتكلم فهد نطق بالعافيه: ارجوك سيبنى دلوقت محتاج ابقى مع نفسى..

اللوا مدحت بص على حلم بحذر و رجع بصّله و لسه هيرد فهد سبقه و بص على حلم و بصّله: متقلقش انا بقيت كويس و نازل بس عايز افضل لوحدى ارجوك
اللوا مدحت إتحرك يخرج: طيب يلا حصّلنى ع الاقل هاخد منك الاوراق عشان إبنك يتسجل
نزل و سابهم و فهد بص لحلم بقرف: عايز اعرف منك اللى حصل بالظبط .. ليه عملتى ف مالك كده ؟ شوفتى ايه بالظبط او عرفتى ايه وصّلك و قلبك للحاله دى ؟ انتى كنتى ع طول بتدافعى عنه قدامى و قدام اى حد .. ده انتى كنتى بتدافعى عنه قدامه هو شخصيا .. ف اما تتقلبى كده لازم يبقى فى سبب !

حلم كانت ع الارض و راسها محدوفه لورا و هو بيخنقها و برغم إنه سابها إلا إنها فضلت على وضعها و عينيها مفتّحه لفوق ف الولاحاجه: شوفت اللى انت كمان شوفته و نفس السبب اللى جابك للبيت و خلاك تطلّع سلاحك ف وش اخوك !
فهد جسمه إتهز: بس انا
حلم إتعدلت بحده: اوعى تنكر .. انت كنت جاى ناوى ع الشر قبل ما انا اعمل حاجه و لو وصلت قبلى كان مالك هيوصل لنفس النتيجه بيك .. انت رفعت سلاحك قبل حتى ما تدخل .. قبل ما تلمحه حتى .. فااهم..

فهد غمض عينيه قوى كإن المشهد قدامه و مش عايز يلمحه و صوته إترعش: بس مكنتش هقتله .. انا .. انا كنت
حلم وقفت قصاده بهجوم و زعقت: مكنتش هتقتله ؟ ده بجد ؟ طب بأمارة ايه ؟ بأمارة ما كان متعلق قدامك ع الحيطه و برجل واحده بيحاول يتحرك و انت ضربت و انت عارف ان جسمه هيرخى و ينزل من فوق ؟ و لا بأمارة ما صوّبت بالظبط ناحية إيده اللى متشعلقه ع السور بيطلع بيها ؟ يعنى مركز اهو و بعقلك و فاهم انت بتعمل ايه مش بتتصرف بصدمه ! طب ع الاقل انا كنت ف لحظة صدمه ! انا شوفت بعينى لكن انت مجرد سمعت كلمتين من واحد ممكن يطلعوا صح و ممكن لاء
فهد بحذر: شوفتى ايه بعينك ؟ انتى كدابه ! مالك الكل برّأه..

حلم كإنها مش سامعاه: جاى بتحاسبنى دلوقت على قتلى له مره ؟ طب و انت؟ انت مين يحاسبك ؟ طب انا مره و كانت لحظة جنون ! و انت اللى قتلته الف مره و مره من يوم قتل أبوك و أمك ؟ و تخليك عنه ده مكنش قتل ؟ و انت شكك و إتهاماتك مكنش قتل ؟ و انت بمجيك ليا و انت عارف إنه بيحبنى و جيت تطلب منى ابيعه و اتخلى عنه مكنش قتل ؟ و انت بقرفك منه و كنت بتستعر منه اما يقابلك ف مكان مكنش قتل ؟ و انت اما سيبته طول فترة حبسه لوحده مكنش قتل ؟ و انت اما سيبته يمد إيده لاخ مش من صُلبه و يحتاج مكنش قتل ؟ اما دخلتله عساكر ف القسم عندك يمدوا إيدهم عليه ده كان ايه ؟ هاا ؟ كل ده مش قتل؟ هتقدر تحاسب نفسك عن كل ده؟ انطق..

فهد وقف للحظات مع نفسه و عقله إبتدى يوريله كل اللى فات و عدّى و كل سؤال من دول بمشهد كان بيظهر قدامه ..
حلم زقته بزعيق و صوتها إترعش و إختفى من العياط ف طلع ملغبط: انت شوفت منه ايه للقسوه دى ؟ ده كان اب ليك عشان متحسش لحظه إنك يتيم .. دى لوحدها كفايه .. إسآلنى انا ع اليُتم .. ده مرار .. علقم .. و هو خاف عليك منه فبقالك اب .. ده مشفعلهوش عندك ؟ انت متعرفش يعنى ايه يُتم ؟ مشوفتوش حاجه تدينه بعينك و حتى لو كنت شوفت ف انت شوفت مقابلها الف حاجه و حاجه حلوه قادره تمحى من قدام عينيك الوحش بس انت اللى مش عايز ..

انا شوفته ممضينى على تنازل عن كل ورثى و فلوس و ممتلكاتى و بتاريخ يوم فرحنا ! عارف يعنى ايه ؟ يعنى إبتدى حياته معايا على غش ! ف اللحظه اللى كنت انا ببنى فيها بيت و حياه معاه كان هو بيهد ! ف نفس الوقت اللى شوفت بعينى فلوس مهربها برا البلد على حسابات للى إسمه صفوت ده و بنته ! طب جابها منين ؟
شوفته جايبلى واحده لحد بيتى و مسافر معاها ! هربان ! بعد ما كل فلوسه اتحولتلها !

شوفت اتفاقيات مقرفه و صفقات و شيكات واخدها من صفوت ! طب مقابل ايه لو هو بس حاططله حراسه زى ما قال ! شوفت فلاشه عليها دليل براءة مروان اللى إتنصب عليه و إتاخد منه القروض و الفلوس من واحد لسه متعرفش لدلوقت ! لاء و انا ماضيه على تنازل من غير علمى ! ف كنت هفكر ازاى و ف ايه ساعتها إلا إنه كان عايز يخرّجنى من الموضوع قبل ما يشيل مروان القضيه !

فهد بصّلها قوى و عينيه ف عينيها مباشرة .. بيحاول يستكشف كدبها او يقنع نفسه بكده بس مش عارف .. عينيها صادقه بتقول انها بتقول الحقيقه او بمعنى اصح حقيقة اللى شافته .. عينيها موجوعه وجع مميت من حبيب لحبيبُه .. مش كذابين
حلم خلصت كلامها و هى بتنهج كإنها بذلت مجهود للكلام و قعدت ف الارض بتتنفس نَفس ورا نَفس بالعافيه و صوت انفاسها عالى ..
فهد بحذر: فين الحاجات دى دلوقت ؟

حلم بصوت ضايع: معرفش .. خزنة البنك إتحجز عليها
فهد بذهول: مراد هو اللى ماسك القضيه و تفاصيلها و هو بردوا اللى اكيد اخد خطوه زى دى و هو بردوا اللى بيقول ان مالك برئ !
حلم عيطت و جسمها بيترعش رعشة دبيحه بتطلّع ف الروح: معرفش .. معرفش
فهد خرج زى التايه نزل على شقته و قفل على نفسه ! اللوا مدحت كان مستنيه بس فهد رفض حتى يبصله و دخل و قفل على نفسه !

مالك بعد ما فهد مشى من المستشفى رجع تانى لسريره .. رقد و غمض عينيه قوى .. الوجع بقا مميت و فوق اى طاقة احتمال .. للدرجادى حتى غيابه مأثرش !
مراد كان واخد ليليان من المستشفى و هيروّح ف وقف: هطلع اتطمن على مالك و اشوفه لو محتاج حاجه قبل ما امشى
ليليان إبتسمت: خلاص انا ف مكتبى هجيب حاجتى و اول ما تخلص عدى عليا
مراد وصّلها مكتبها و سابها و طالع لمالك .. خبط بهدوء و دخل لقاه ف سريره بس عينيه زى التايهه .. مفتحه قوى و باصه قدامها ف الولاحاجه و بتتحرك بعشوائيه على اى حاجه...

مراد معرفش يبتدى كلامه ف قعد جنبه على حرف السرير لحد ما مالك اخد وقت كبير لحد ما إنتبه لوجوده ..
مراد كان فاهم حالته كويس: طمنى انت كويس ؟
مالك هز راسه لاء و رفع وشه لفوق بتعب و سكت ..

مراد سكت شويه: مالك .. لازم تبقى اهدى من كده.. انا عارف إنه مش سهل و لا اللى عدى سهل و لا اللى جاى كمان سهل بس انا واثق إنك هتعديه زى ما كنت واثق فيك إنك هتعدى اللى فات
مالك بصّله كتير: و ليه واثق فيا كده ؟
مراد إبتسم: و هو انا لو مش واثق فيك كنت هبقى معاك ؟
مالك: و هو انت عشان قولتلى كلمتين يبقى سلّمت إنى عملت بيهم ؟
مراد إبتسم: لا عملت..

مالك: و ليه ؟ ع فكره اعتقد إنك واخد بالك إنك بتتعامل مع واحد ف يوم من الايام كان فين .. و اعتقد بردوا إنك عارف انتوا اللى دربتونا على ايه
مراد ضحك بهدوء: عارف .. بس بردوا عارف ان زى السكينه ما ممكن تستخدم ف القتل ممكن بردوا تستخدم ف الاكل
مالك دوّر وشه ..

مراد: امال طلبت منى ازيّف موت الرائد محمد ليه ؟ حرقت الباخره ليه ؟ هرّبت الناس منها قبل ما تتحرك بيها ليه و حرقتها ؟ شيلت اوراق ب ارقام و حسابات البنوك و كل معلومات و تفاصيل صفوت عندك ليه ؟ و كنت بتسجله كل خطواته و تحركاته ليه ؟ ما قتلتش ليه محمد ؟ مقتلتش ليه صفوت اصلا اما فوقت و حبيت ترجع و اعتقد ده كان هيبقى اسهل عليك إلا اذا كنت حابب تقطع جدره و تخلص لبلدك !
مالك: مش يمكن اكون عاوز بس اوصّلك ده ؟

مراد رفع حاجبه: لا بلاش الاسلوب ده معايا .. ع فكره انا ممكن اخليك تجرى ورايا تبوس إيدى عشان اصدقك و ساعتها هعلقك
مالك ضحك غصب عنه بالعافيه: مبقتش فارقه
مراد: لا هتفرق .. فى حاجات كتير هتفرق .. طول مانت عايش و بتتنفس اعرف ان لسه فى كتير هيفرق معاك
مالك سكت بملامح باهته و مراد فهم إنه ميعرفش بولاده او مكنش يعرف ان حلم كانت حامل اصلا ..
محبش يقوله عشان المفاجأه تلعب دورها و تعمل مفعولها و ساب الكارت ده ف إيد حلم تلعب بيه يمكن تكسب ..
مالك سكت شويه: بس انا مقولتلكش كل ده
مراد إبتسم: يعنى قولت ليونس ؟

مالك: بس يونس صاحبى .. عارفنى و معاشرنى
مراد سكت كتير: و انا اختارت اثق فيك من الاول و إتراهنت عليك و انت مخذلتنيش ف لازم اثق فيك للاخر
مالك بصّله قوى بحذر: gتراهنت عليا ؟ إتراهنت على ايه بالظبط ؟ و مع مين ؟
مراد شرد و رجع بذاكرته ليوم محاكمة مالك ف قضية قتل خليل بعد ما صدر عليه الحكم ..

Flash baaak
مراد العصامى دخل الجهاز بغضب مكتوم بالعافيه و طلع على فوق لحد ما وصل مكتب رئيس الجهاز و فتح الباب بحده من غير إستئذان على غير عادته و دخل ..
رئيس الجهاز قام من على مكتبه بإحترام له .. مراد له مكانته المعروفه ف شغله و الكل بيحترمه بحب: تعالى يا مراد
مراد قعد بخنقه: اللى حصل ده مينفعش يتسكت عليه .. الواد هيضيع كده .. مستقبله كده بتضيّعوه .. تاريخه و شغله و كل اللى عمله ف سنين بتهدوه مقابل غلطه..

رئيس الجهاز بهدوء: هو اللى هدّه يا مراد مش احنا
مراد بغضب: ايوه بس لا يمكن يكون التمن بالقسوه دى .. يتعاقب بأى اسلوب غير الهد .. يتعاقب بالطريقه اللى تبنيه من تانى مش تهده
رئيس الجهاز: اركن عاطفتك شويه يا مراد .. مالك اه ظابط و محترف كمان و بقدرات كتيره و صعبه بس اما واحد بإمكانيته دى يفقد السيطره على نفسه و ميعرفش يتحكم ف اعصابه ده معناه إنه بقى خطر ع المكان اللى هو فيه..

مراد زعّق: تقوموا تلغوه ؟ تضيّعوه ؟ طب ع الاقل يكون لها مخرج تانى غير ده .. يتحط مثلا ف الشئون الإداريه .. يتوقف فتره عن نزول اى مهمه و يشتغل بعقله .. يمسك معسكرات التدريب .. لكن يترمى و بالمنظر ده ؟ اعتقد بالطريقه دى انت مش بتخسره انت بتكسره و اللى زى مالك كسرته هتبقى صعبه عليه .. انت مش عارف اما يقوم منها ممكن يعمل ايه او يرجع يقف ازاى..

رئيس الجهاز: هيقف ضدنا مثلا ؟ ضد بلده ؟ لا معتقدش
مراد زعّق: انهى بلد ؟ اللى بتتخلى عنه اهو اول ما وقع .. صدقنى انتوا كده مش بتخسروه على قد ما بتكسبوا عداوته و اعتقد ده هيبقى شكل تفكيره اول ما يفوق..

رئيس الجهاز: صدقنى قرار فصله صدر و إتختم بمجرد صدور الحكم من هيئة المحاكمه .. مالك فقد السيطره على اعصابه و مشى بعواطفته .. عارف ده معناه ايه ؟ معناه إنه لو ف مهمه و مسدس على دماغ صاحبُه المهمه هتقع .. لو قصاده عميل و ف إيده حاجه تخصه بيلوى دراعه بيها هيسيبه يفلت منه
مراد وقف بحده: و لو انتوا هتسيبوه انا مش هسيبه يقع
رئيس الجهاز وقف قصاده بترقّب: يعنى ايه يا مراد ؟

مراد بجمود: يعنى مش هتخلى عنه .. خروجه من هنا قصد خروجى انا كمان
رئيس الجهاز بصّلع بذهول و لسه هينطق مراد سبقه: خلصت مفهاش نقاش
رئيس الجهاز: الحكايه مش لوى دراع يا مراد..

مراد: انا ملويتش دراع حد بس مش هسيب شاب زى ده يضيع زى ما بيته و أمه و أبوه ضاعوا .. مش هسيبه يخسر نفسه و شغله و يا عالم هيخسر ايه تانى
رئيس الجهاز ملقاش حاجه يقولها: مالك ف السى فى بتاعه اه انجازات كتير لكن كل الملاحظات اللى إتحطت عليه إنه بيتعامل بعاطفته اكتر .. هو إتكشف ف مهمته عشان مرضيش يسيب زميلته ف المكان .. و قبل كده يونس كان معاه ف مهمه و إتصاب و..

مراد: يبقى يتعلم من اول و جديد .. يتدرب من تانى .. يتحاسب بشكل يعلّمه مش يلغيه .. مالك كويس و المكان هنا اللى هيخسر واحد زيه صدقنى مش هو اللى هيحسر شغله
رئيس الجهاز سكت تماما بس بيحاول يتقابل معاه ف نقطه: و المطلوب ؟
مراد: قرار فصله يتلغى..

رئيس الجهاز: مينفعش و اعتقد ان عقوبته دى بالحبس كانت لتهوره و استخدام سلاح خدمته بشكل شخصى و استخدام سلاح الرائد محمد و محاولة هروبه و الاشتباك اللى إستنتجناه هناك من الجثث اللى ف الجبل و اعتقد ده اللى بتكلم فيه و هو عصبيته و انفعالاته اللى مش ثابته و مش ف محلها و كلها ناتجه عن التهور .. لكن لو إتحاسب عن القتل او ع الاقل الشروع ف القتل انت عارف العقوبه كويس..

مراد: بكفايه حبسه .. و اعتقد سنه فتره كافيه انفعالاته تهدى و يرجع لطبيعته .. خسارة أبوه و امه مش سهله
رئيس الجهاز: و لو مرجعش يا مراد ؟ و لو فضل بإنفعالاته و غلطاته ؟ و لو هو اللى هد نفسه بنفسه ؟
مراد بتحدى: لاء مش هيحصل و انا اللى هثبتلك
رئيس الجهاز: و هتثبت ده ازاى ؟

مراد سكت شويه بتفكير كإنه بيرتب تفكيره: انتوا فصلتوه من شغله و ضيّعتوه و ضيعتوا مستقبله و اعتقد اللى زى مالك اما يخرج الف فرصه و فرصه هتترمى تحت رجله للخروج من البلد مثلا و الشغل برا .. رد فعله هيوضّح شخصيته و شكل انفعالاته، اعتقد مفيش ضغط على اعصابه اكتر من كونه مطرود من شغله و مفيش فرصه تشوف شكل تفكيره اكتر من تفكيره ف وقت زى ده..

رئيس الجهاز: مش كفايه يا مراد
مراد مصمم على رأيه: و لو إتفقنا إنه هيرفض مع ان دى تتحسبله نقطه .. بس لو خدناها رد فعل طبيعى او متوقع لكن اللى مش هيبقى طبيعى ابدا و لا متوقع هو رده على اى فرصه تانيه تجيله
رئيس الجهاز فهمه ف سكت كتير: انت عارف انت بتراهن على ايه يا مراد ؟

مراد هز راسه بتأكيد: مالك كده كده ساب شغله بقرار منكوا و انتوا و ملهوش عندكوا فرصه تانيه و هو هيخرج و هو عارف ده و حبسه هيأكد ده له و لأى حد و اعتقد فى الف إيد هتتمدله .. و اعتقد ده هيزيد انفعلاته و اعصابه وقتها ف لو هو وقتها مد إيده إتشعبط فى اى إيد غلط إتمدتله يبقى هو فعلا هوائى و إنفعالاته بتتحكم فيه و هيبقى ده دليل كافى إنه اعصابه بتحرّكه زى ما تهوراته و تعب اعصابه وقتها حرّكه للغلط مع إنها مش من مبادئه و اللى يتخلى عن مبادئه ف لحظة تهور ممكن فعلا زى ما انت قولت يتخلى عن مهمته و شغله ف لحظة تهور بردوا تفلت فيها اعصابه
رئيس الجهاز: و بعدين ؟

مراد إبتسم: و لو عرف وقتها يتحكم ف نفسه تحت الضغوط دى كلها و يحكّم عقله و يثبت على مبادئه و هو اللى يتحكم ف اعصابه مش هى اللى تتحكم فيه يبقى يستاهل فرصه تانيه و انا ساعتها اللى هقدم طعن ف قرار فصله من شغله اللى صدر ضده و هعمل اعادة نظر ف الحكم و انا اللى هفضل وراه لحد ما ارجّعه
رئيس الجهاز: انت مش شايف إنك بتتراهن بثقه قوى عليه ؟

مراد: مالك يستاهل بجد مش فرصه واحده .. يستاهل الف فرصه و اما إيدى انا اللى تتمدله افضل من اى إيد تانيه مش عارف ممكن تاخده لفين
رئيس الجهاز سكت و مراد وقف يمشى: و زى ما انت قولت .. حبسه ده عقاب استخدامه للسلاح و تهوره و اندفاع ردود افعاله و بمجرد ما يخلص حبسه مالك هيرجع لطبيعته و انا هثبتلك و ساعتها لازم يتنظر ف قرار فصله من تانى و انا اللى هخليه يعمل طعن ف الحكم
baaak..

مراد حكى مقابلته دى و إبتسم لمالك اللى قدامه ملامح وشه بتنطق بالذهول: يعنى ايه الكلام ده ؟ انتوا كنتوا بتتراهنوا عليا ؟
مراد: لاء بس انت كان لازم
مالك وقف و زعق: بس ايه ؟ انتوا رخصتونى مره و انا مقبلتش ده و جيتوا بعدها رخصتونى ارخص و ارخص .. عملتونى زى الكلب اللى سلسلتوه و مستنيين تشوفوا هيعض و لا إتعلم الادب..

مراد وقف بيحاول يهديه: مالك إهدى انت
مالك صوته بيعلى اكتر مش متخيل إنه ف لحظه بقا لعبه ف إيد الكل .. لعبه و ورق كمان يمسكوها وقت ما يحبوا و يطيروها وقت ما يحبوا .. حلم او فهد و اهو شغله كمان اهو ..

مراد كان حاسس بيه خاصة إنه كان عنده فكره عن كل اللى حصله: مالك... انا مكنش ينفع اقولك حاجه لإن اصلا مكنش فى حاجه .. انا مجرد بس إعترضت على الحكم اللى صدر عليك بس مخدتش موافقه بطعنه و إستنينا اما تخرج و نشوف الدنيا هتمشى معاك ازاى بعدها كنت بنفسى هقدم الطعن بشكل قانونى و رسمى
مالك زعق: و مقولتليش وقتها ليه ؟

مراد: لإن مكنش ينفع.. كان لازم إتطمن إنك
مالك كمل بحده: إنى إتعلمت الادب و إتربيت .. مش كده ؟
مراد: لا مش كده
مالك بيزعق و بس و كإنه ما صدق لقى حد يفش غله فيه: لا كده .. لو إتربى يبقى يرجع زى الكلب و لو مترباش يبقى اخره رصاصه و بردوا زى الكلب
مراد سايبُه يخرّج كل السلبيه المكتومه جواه: لاء يا مالك .. بس الفكره كلها إنى كنت سايبك تهدى بعدها كنت هجيلك احط إيدى ف إيدك و نحاول تانى مع شغلك و اتوسطلك و نحاول بالقانون مره و بالواسطه عشره مع إنى مبحبهاش..

بس قبل اى خطوه لا منك و لا منى و لا اروح اقف جنبك كنت حاطك تحت عينى و عرفت إنك جايلك عرض تشتغل برا و عرفت كمان ان صالح عرف و يونس و لولاهم معرفش كنت انت هتوافق بجد و لا لاء .. ف كان لازم استنى .. ع الاقل عشان اعرف ده مسارك بجد و لا قرار وقت ضغط .. ف كان لازم استناك اما تهدى اكتر من كده و ساعتها قرارتك دى هتتغير يا اما هتفضل مصمم و ساعتها يبقى زى ما انت يا مالك..

مالك مش عارف يهدى .. مش متخيل لو مكنش فاق كان ايه اللى ممكن يحصل .. لو مراد مكنش لحقه كان هيفضل كده و لا هيفوق .. و لو كان فضل كان موقفه دلوقت هيبقى ايه !
مراد لامس شكل تفكيره دلوقت لحد ما مالك إنتبه له ف دور وشه و شرد كتير و إفتكر مقابلة مراد له لاول مره ...

Flash baaak
مالك بعد الهجوم ع البنك و نزل هو و يونس طاردوا البلطجيه بعدها إنطلب ف القسم للتحقيق بناءا ع البلاغ اللى قدّمه مروان بإسم شركته .. وقفوا قصد بعض هو و فهد بعدها مالك خرج .. إتفاجئ بمراد بيتصل بيه ..
مالك: سيادة اللوا
مراد: لف بعربيتك و اطلع ع البيت عايزك
مالك بزهق: انا اللى عندى قولته ف التحقيقات و خلصنا و اذا حضرتك
مراد قاطعه بحده: و انا لو عايز احقق معاك مش همشى وراك بعربيتى .. إطلع ع البيت و إستنانى عايزك..

مالك وقف ف الكلام بإحترام: انا اسف حاضر
مراد قفل و مالك لف بعربيته طلع ع البيت و دخل ركن عربيته ف الجنينه و وقف ثوانى بتوتر.. كان ف الوقت ده مضى عقوده خلاص مع صفوت و شيكات على نفسه و جهزوا المجموعه و إبتدوا شغل .. كان طلب طلبية سلاح مرخّص و هرّبها من تانى ناحيه لتاجر محتاجها ..

فبالتالى كانت رجله إنغرست مع صفوت و اكيد متابعُه و اكيد هيعرف اما مراد يجيله و اكيد كمان مينفعش يقول لمراد متجيش او محدش يشوفك !
فضل واقف مكانه بتوتر و بيفكر بإرتباك لحد ما إتفاجئ بمراد قدامه جوه !
مالك بصّله بذهول و بتلقائيه بص حواليه و إكتشف إنه حتى جه من غير عربيته !

مالك لسه هينطق مراد سبقه: اكيد مش هجى قدام الكل و لا اكيد بعربيتى يا مالك باشا .. ماهو انا للأسف مش جاى لسيادة الظابط المحترم و اكيد انت عارف لو كنت جيت كده انا و انت ممكن يحصلنا ايه
مالك إتوتر ثوانى و للحظات حس احساس غريب .. كإنه عيل صغير قدام أبوه بيتحاسب ..
مالك فرك إيده و دوّر وشه ..

مراد شاورله على جوه: ادخل
مالك اخده و دخل و بمجرد ما طلعوا السلم و عدّوا على شقة أبوه و أمه مالك غمض عينيه قوى بحزن ..
مراد بص لرد فعله و بص للشقه و إستنتج ان دى بتاعة أبوه ف عرف هيبتدى حواره معاه ازاى و يدخله منين ف وقف و شاورله عليها: افتح
مالك هز راسه بعنف بس معرفش ينطق...

مراد بحده: إفتح انا عايز اقعد معاك شويه هنا
مالك غصب عنه عينيه دمّعت و جه يتكلم صوته إتخنق بعياط: مش هقدر .. انا .. انا
مراد: لا هتقدر و بعدين انا دلوقت محتاج أبوك بينا و اللى اعتقد إنه لو عايش كان لازم يبقى بينا دلوقت ...مكنتش هبقى انا موجود اصلا .. إفتح
مالك غصب عنه إيده إترعشت و هو بيفتحها و زق الباب و وقف ..

مراد دخل و شدّه دخّله و قفل الباب: إقرالهم الفاتحه الاول
مالك للحظه إكتشف إنه بقاله كتير مقرالهومش حتى الفاتحه .. مترحّمش عليهم .. للدرجادى كان معمى ؟ كان مشغول بحقهم ف الدنيا عن حقهم ف الاخره ! مشغول بحقهم عند اللى حواليهم عن حقهم عنده هو !

إبتدى يعيط قوى لحد ما نزل برُكبه ع الارض .. مراد وقف و حاول يبقى جامد عشان هو فاهم ان الطبطبه مع مالك دلوقت هتأذيه اكتر حتى لو محتاجها .. قليل من القسوه يكفى !
فضل واقف مكانه متابع مالك اللى عياطه بيزيد مش بيهدى لحد ما بقى بصوت: هاا خلّصت ؟ اقف بقا زى الرجاله و كلمنى
مالك مردش بس فضل ناخخ مكانه و مميل راسه ..

مراد بحده عاد كلامه: اقف زى الرجاله و كلمنى
مالك مبيتحركش و مراد مد إيده شدّه بحده وقّفه: ماهو اما تنخ كده من اول ازمه تبقى مش راجل ! و اما تطاطى كده راسك و تميّلها تبقى عيل يا حضرة الظابط المحترم
مالك إتنفض ع الكلمه و بصّله قوى .. للحظه حس إنه مش عارف يتنفس ..

مراد: مانا لازم افكرك انت كنت ف يوم ايه عشان تقدر تعرف انت وصلت لإيه
مالك زعق: و انتوا مفتكرتوش ليه ؟ نسيتوا ليه الظابط المحترم اللى جاى تتكلم عنه دلوقت ؟ جاى تدور عليه ؟ للأسف مش موجود و اريحك إنه مش هيبقى موجود تانى .. عارف ليه ؟ عشان مات و انتوا اللى قتلتوه .. ضربتوه برصاصة القانون زى كلاب السكك و انا اللى ميّلت عليه خنقته بإيدى عشان اخلص منه عشان اعرف اكمّل..

مراد زعق: تكمل ف ايه بالظبط ؟ هاا ؟ ف اللى انت فيه ؟ عاجبك حالك ده عشان تكمل فيه ؟
مالك زعق: اه عاجبنى و هكمل و اللى يعرف يقف لأخوه يبقى يوريه
مراد للحظه معرفش يرد ف ضربه على وشه قلم تقريبا هز المكان حواليه عشان فاضى ..
مالك متفاجئش قوى و مش عارف عشان كان متوقع ده و لا مستنيه يفوّقه ..
مراد زعق بمجرد ما ضربه بالقلم: لا مش هتكمل
مالك بصوت عالى قوى: لا هكمل
مراد ضربه كمان قلم: مش هتكمل
مالك بيزعق اعلى يمكن بيستفزه عايزُه يضربه تانى يمكن يفوق و هو محتاج ده: هكمل..

مراد شدّه من هدومه و لف وشه للبيت و بيلف بيه و قاصد يخليه يبص ع الشقه حواليه و مهما مالك بيميل راسه او يهرب بعينيه مراد بيرفع وشه تانى و يقابل عينيه بالمكان: ارفع وشك لأبوك و أمك و قولهم إنك هتغلط .. قولهم إنهم معرفوش يربوا .. قولهم إنك خذلتهم .. قولهم ياخسارة تعبكم و شقاكم مع الراجل اللى طلع عيل..

مالك بيحاول يفك إيد مراد من مسكته: و هما فين أبويا و أمى دول ؟ هاا ؟ راحوا فين و بسبب مين ؟ اقولك انا ! راحوا بسببكوا .. تمن لإخلاصى و تعبى و ياريت قدّرتوا ده الا بعتونى رخيص قوى بس انا اللى كنت غبى و حسبتها من الاول غلط .. كان لازم اقول نفسى نفسى
مراد حدفه بحده ع الحيطه اللى وراه: حسبتها غلط ؟ دفعت تمن و طلع غالى ؟ايه يعنى ؟ ما كلنا دفعنا التمن قبلك نتيجة حسابات كنا شايفنها صح و طلعت غلط .. بس الغلط يتصلح..

مالك بقهره: الغلط عمره ما يتصلح، و حتى لو هينفع يتصلح طالما إتدفع تمنه يبقى بقا ملكيه لصاحبه
مراد بحده: كلنا دفعنا التمن بس كل واحد و دفعه بطريقته او بالطريقه اللى ربنا إختارها ..انا قبلك دفعت مراتى و ولادى التمن .. تمن إخلاصى و شغلى .. و مش هقولك مضعفتش بس مستسلمتش ...لو أمك و أبوك عايشين مكنتش هقولك ادفعهم تمن .. بس خلاص راحوا .. ماتوا و دى الحقيقه اللى لازم تسلم بيها
و مش هقولك لسه قدامك فرصه .. و لا يمكن ترجع شغلك و لاحتى عشان حياتك .. انا هقولك عشان إسمك .. سمعتك .. نفسك .. كرامتك و رجولتك .. عشان إبنك و لا بنتك اللى يوم ما هيجوا و يشيلوا إسمك..

لو شغلك مبقاش من حقك و مينفعش اقولك متغلطش عشانه ف إسمك كمان مبقاش من حقك و دى الحاحه الوحيده اللى هتفضل مش بتاعتك عشان تلطخها ..
مالك زى اللى بيفوق من البنج و بيبتدى يحس بالألم اللى مكنش حاسس بيه تحت التخدير: إبنى ؟ و ياترى هو كمان هيجى يبقى جنبى و لا هتحرم منه و يبقى تمن غلطه معملتهاش ؟ هيقدّرنى و لا هيبقى جاحد زى الكل ؟ انت عارف ان الكل إتخلى عنى ؟ كنتوا عايزينى اعمل ايه ؟ هاا ؟ انا وصلت لمرحلة إنى امد إيدى اشحت ! فااهم يعنى ايه اشحت ! ده انا اخويا سابنى امد إيدى و وقف يتفرج و يوم ما لقى إيدى بقا فيها جاى يحاسبنى و يقولى من اين لك هذا ! و مكنتش لسه عملت حاجه ! طب كنت فين من الاول ! و انت و جاى دلوقت تقولى إبنك !

مراد خد نَفس و صوته هِدى: خلاص ابقى اما إبنك يجى قوله معلش اصل مديت إيدى لعمك يدينى المصروف و اما ملقتش ده منه روحت اصرف على نفسى من الحرام .. روحت اكل من الحرام و اعيش عيشه حرام انا بنفسى ف يوم من الايام كنت بهاجمها !

مالك سكت و إبتدى ياخد انفاس سريعه ورا بعض و بصوت عالى و مراد لف وشه لحيطان البيت: أبوك و أمك دفعوا تمن اغلى من اللى انت دفعته .. انت دفعت شغلك التمن هما دفعوا حياتهم و اعتقد حياتهم اغلى .. خوفهم و قلقهم عليكوا و هما سايبينكوا و مش عارفين ايه اللى الدنيا هتعمله فيكوا ف غيابهم اغلى ..

احساسهم بيكوا دلوقت و للحال اللى انت وصلتله ده اعتقد اغلى .. قهرة أمك عليك ف قبرها دلوقت اغلى و اغلى و اعتقد ده اغلى تمن ممكن يندفع مش تقولى شغلك .. بس هما دفعوه برضا .. رضيوا بقضاء ربنا و ببشاعة الموته اللى إتكتبتلهم .. لكن انت اللى مش قادر ترضى بقضاء ربنا و اللى كاتبهولك .. و طول مانت ساخط عمر عينيك ما هتشوف نص الكوبايه المليان..

مالك ضحك ضحكه تايهه: نص كوبايه ؟ طيب هو فين ؟ هو فين و انا راضى بيه ؟ راضى حتى ببوق يخلينى اعيش، ده انا امى كانت بتقولى ربنا يكفيك شر اللى متطيقش شره، كانت بتبعت دعوتها ليا لربنا اللى حدف كل شرور البشر ف سكتى
مراد: مش بقولك مش راضى .. و وجود يونس جنبك ده ايه ؟ و حلم اللى مبطلتش تروحلك يوم ورا يوم ف حبسك و انت معبرتهاش و مع ذلك ميئستش ؟ و وقفتها جنبك إنهارده و وقفتها جنبك يوم المحاكمه بتاعتك و هروبها معاك ؟ كل ده ايه هااا ؟

مالك بصوت تايه: بس هى فضول .. دى
مراد: انت مصدق نفسك ؟ هتعرّض نفسها للخطر عشان فضولها عليك ؟ مش يمكن كانت شايفاك وقتها محتاج لحد ؟ مش يمكن كانت عارفه إنك ف لحظة صدمه و وقت الصدمات العقل بيتشل تماما و صاحبُه مبيعرفش يفكر ف زى ما معرفتش تفكر و بقيت قاتل بين لحظه و التانيه ممكن تلغى عقلك تانى و تورط نفسك ف إختارت بإرادتها تبقى جنبك .. تبقى عقلك .. تحميك من نفسك
مالك سكت تماما و بيحاول يستنجد بعقله ..

مراد إبتدى يهدى شويه: ع فكره انا ف يوم من الايام كنت زيها بس بإختلاف الادوار .. إختارت بمزاجى المكان اللى عايز ابقى فيه و حاربت عشانه و دفعت تمنه و خدته .. اه مفضلتش فيه كتير بس مش ندمان و لا كان فضول زى ما حاولت اقنع نفسى وقتها
مالك رفع وشه و بصّله كتير و مراد قابل نظراته: مش هقولك ارجع غصب عنك و لا هتفق معاك و لا حتى هقولك ترجع ازاى .. انت اللى هترجع يا مالك و بنفسك ..

هترجع مالك اللى انت بنفسك عملته .. غلطت شويه مفيش مشكله المهم تبقى عارف ترجع عن غلطك ده و تصلّحه .. مش عيب تضعف وتمشى ورا شيطانك شويه العيب إنك ترجع لقوتك و تفضل بردوا ورا شيطانك و تسلّمه مفاتيحك يسوقك .. تغلط و تتوه عن طريقك و تكتشف إنك ف طريق غلط و ترجع عنه حتى لو كان فاضلك فيه خطوه و تكمّله لأخره مفيش مشكله لكن المشكله اللى بجد إنك تقاوح فيه و تكمله .. و اذا كان ع اللى عدّى و شوفته ف مين عارف مش يمكن خير؟

احيانًا الغلط بيوصّلك للطريق الصح والناس الغلط بتعرّفك قيمة الناس الصح والاختيارات الغلط بتخليك واعي اكتر لما تختار المره اللى بعدها والأهداف الغلط بتوصّلك للأهداف اللى المفروض كانت تبقى الاساس، والضربه اللي بتوجعك بتصحيك، والضعف بيخليك أكتر صلابه و التوهان بيخليك تتمسك بنفسك اكتر.. ممكن الضلمه دى هى اللى تخليك تشوف النور البعيد .. خلى الكسر ده يعرّفك طعم تكون قريب من ربنا والوحده تعرفك قيمة نفسك..

ساعات الحاجات الي ممكن تأذينا هي نفسها اللي تنقذنا و الوقعه الي بنفكرها نهايتنا بتكون ف الحقيقه هي البدايه !
مالك سند ضهره ع الحيطه وراه و ميل راسه ف الارض و هو مغمض قوى ..

مراد بصّله و هو خارج: زى ما قولتلك لا هرّجعك غصب عنك و لا هتفق معاك و لا حتى هقولك ترجع ازاى .. انت اللى هترجع يا مالك و بنفسك و انت اللى هتصلّح اللى عملته بنفسك .. انا اما إتراهنت عليك إتراهنت ع الراجل اللى بيصحى نص الليل ينزل الجامع للفجر مش العيل اللى بيرجع اخر الليل سكران ..

إتراهنت على صوت الضمير اللى جواك و اللى انا جاى بكلّمه دلوقت ف لو رجعت و بنفسك و من غير اى اتفاق و لا مساعده و لا مقابل لرجوعك لإن رجوعك هيبقى لنفسك مش لشغلك يبقى كده انت لسه فيك ضمير بدليل إنه إستجاب اول ما ناداته بس لو فضلت زى ما انت يبقى انت مفكش ضمير اصلا بدليل مسمعنيش و ده معناه إنك وقعت من الاول عشان مكنش عندك ضمير و تبقى تستاهل و ساعتها انا اللى هخليك تزعل بجد و تعرف ان كل اللى فات و حصلك كنت بتتدلع فيه و انت اللى هتقرر و انت اللى هتعمل..

مراد خلّص كلامه و إتحرك لباب الشقه يخرج و قبل ما يقفل الباب بصّله كتير: اللى تحت الارض بيحسوا باللى فوقها و امك و ابوك اكيد حاسين بالقذاره اللى بقت ع الارض
امك كانت بتقولك ربنا يكفيك شر اللى متطقش شره و اديك رايح برجلك للى مش هتطيق شره..

مراد سابه و خرج و مالك فضل مكانه متسمّر مغمض عينيه و ساند ضهره لورا ..فضل مغمض عينيه و إبتدى يتحرك ف الشقه بعشوائيه و هو مغمض و بيدب بكفوفه ع الحيطه بصرخات مكتومه: ياماااا .. اااااه .. انتى فين ؟ محتاجلك قوى ! دلينى !ارجعى محتاجلك ! خدى بإيدى ! دلينى !
فضل مكانه لحد ما نزل برجله ع الارض و قعد بمنتهى التعب .. تعب واحد تعب من كل حاجه حواليه و مش عايز حتى يتنفس و لا قادر ..

فضل مكانه لحد ما غلبه النوم و شاف أمه واقفه بعيد و بتبص من فتحة باب على حاجه بعيده ..
مالك راح عليها بلهفه: حبيبتى وحشتينى
أمه زقته و فضلت عينيها متعلقه ببعيد ..

مالك إستغرب رد فعلها و حاول يشوف هى بتبص على ايه .. شاف طفل صغير واقف مرعوب و حد رافع على راسه مسدس و الطفل بيعيط قوى !
أمه صرخت فيه و فضلت تهز فيه: الحقه يا مالك .. الحقه
مالك جسمه إتهز و بصّله و بصّلها قوى: و انا مين يلحقنى ؟ انا لو روحت خلّصته انا محدش هيلحقنى
أمه لفت وشها له و مسكت إيده: ربنا حبيبى اللى هيلحقك .. ربنا قادر يلحقك بس انت متبطلش تقول يارب .. اوعى تبطل تقول ياارب .. اوعى يا مالك .. ارجعله دايما هو هيدلك..

ف كلامهم الطفل صرخ و أم مالك صرخت معاه: يلا يا مالك اتحرك ...يلا .. يلا الحقه
مالك قام مفزوع من نومه على صرخة أمه فيه اللى معاها صرخة الطفل و عرف ان ربنا خلاص بعتله الرساله .. بعتله صورة اللى عمله و نتيجته .. وراله كام روح هتطلعله بسببه زى الطفل ده .. هيستنى ايه تانى !
قام نزل بلبسه و إبتدى مع نفسه يعيد ترتيب الاوضاع اللى زلزال محنته لغبطها !
baaak.

مالك فاق من شروده على نظرات مراد له اللى شبه عارف إنه إفتكر مقابلتهم ..
مراد بهدوء: الموضوع مكنش اختبار و لا حاجه يا مالك زى ما انت فاهم... و لا حتى سايبينك طُعم لحد .. الكلام ده لو مكنش صدر قرار فصلك بجد او لو كانوا قِبلوا الطعن و رجعوا ف الحكم .. لكن انا كنت بحاول معاهم و خدت كلمه ع رئيس الجهاز و القياده بس اما انت تخرج من فترة حبسك و الموضوع على مسئوليتى قدامهم .. و اما انت خرجت جاتلك فرصة تخرج برا البلد و عرفت إنك كنت هتوافق ف كان لازم استنى..

مالك بصّله قوى: انت عرفت منين إنى جاتلى فرصة الشغل برا من اصله ؟
مراد إبتسم غصب عنه: انا كنت متحمل موضوعك كله قدام الجهاز و القياده على مسئوليتى ف كان لازم
مالك ضحك بتريقه: ف كان لازم تطمنلى
مراد حاول يهديه ف خد إيده قعّده: و برغم إنك كنت هتوافق بس انا ميئستش و لا وقفتلك و قررت استنى عليك تانى رغم إنى كان ممكن انسحب من الموضوع و تتقفل محاولة الطعن ف حكمك..

مالك ضحك بحزن: و طبعا وراها ع طول جات فرصة صفوت و بما إنك كنت متابعنى ف اكيد عرفت .. بس السؤال بقا ليه مبلغتش عنى وقتها ع طول ؟ و متقوليش كنت مستنى عليك لإنك اكيد عرفت إنى وقعت معاه خاصة إنك جتلى مع اول خبطه من صفوت ساعة بلطجية البنك
مراد: طيب مش هقولك كنت مستنى عليك مع إنى فعلا كنت مستنى عليك لإنى كنت عارف إنك هتفوق .. بس هقولك حاجه تانيه ..

صفوت اما دوّرت وراه عرفت كل اللى انت بنفسك عرفته عنه ف عرفت إنه اولا مش هيعدى من تحت إيدك و شغله ده اللى انا كنت خايف يورطك فيه هو نفسه اللى هيفوّقك لما تشوف وساخته قدامك .. ثانيا عرفت ان و لا حاجه و لا شغل من شغله بإسمه و لا عمليه فيها حاجه تدينه و ممكن توقّعه فبالتالى مكنتش هعرف اقوم بواجبى و اوقّعه ف كان لازم الموضوع يبان قدامه طبيعى .. ثالثا بقا عرفت ان له ف كل سكه شمال و كان لازم كل سككه دى تقع باللى ماسكين السكك دى و إلا حاجه من الاتنين ..

يا هو هيقع بس هيفضل كل سككه مفتوحه و اللى تحت إيده بيديروها و ممكن يخرّجوه كمان منها بأى شكل .. او اللى فوقه يخلصوا منه ..
و ف الحالتين كان الموضوع هيتقفل بخساره للبلد .. ده غير ان اللى زى ده كان لازم يتعرف إنه مش لوحده و فى فوقه و إنه مجرد إيد بتتحرك لغيره و عشان يقع و سككه الوسخه دى كلها تقع ف كان لازم اللى وراه يقعوا
مالك بصّله كتير: و تقولى مكنتش طُعم ؟
مراد بثقه: لا مكنتش طُعم..

مالك بصّله بتحدى يسمع إجابته: لا طُعم .. بدليل إنى لو مكنتش فوقت كنت هتفضل متابعنى يا باشا لحد ما توقّعه هو و اللى فوقه و اللى تحته و انا بالجمله .. و لا كنت هتبيع ضميرك و تخرّجنى منها ؟

مراد ضحك غصب عنه: مش لو مكنتش انت فوقت قصدك لو مكنتش انا فوّقتك .. امال انا جيتلك وقتها ليه يا مالك ؟ كان ممكن اسيبك و اكمل السيناريو بنفس الاسلوب اللى انت رسمته بيه دلوقت ده بس انا مهانش عليا واحد زيك .. إستخسرتك ف السكه دى و ف اى سكه غير سكتك .. خاصة ان مكنش عدى الوقت و كان لسه قدامك فرصه تصلح و مش بس تصلّح لاء و ترجع لأصلك اللى جواك و الباطل يقع على إيدك ..

الفرصه اللى انت شوفتها غلط و جايه تغرقك انا شوفتها القشه اللى بتظهر قدام الغريق تنقذه .. كنت عارف إنك اما هتفوق مش بس هتنسحب، لاء هتصلح الوضع ده و تعمل اللى لازم يتعمل و ساعتها دى نقطه تبقى ف إيدى اعرف ارجع تانى للقياده بيها يتفتح بيها موضوعك و يتنظر فيه تانى .. عشان كده جيتلك وقتها عشان كان لازم تفوق .. عارف لو كنت انا شاكك إنك لو حتى إتراجعت و فوقت هتنسحب و تقول انا مالى مكنتش جاتلك فوّقتك .. بس زى ما قولتلك كنت واثق ف اللى انت هتعمله
مالك: عشان كده متفقتش معايا وقتها ؟

مراد: عشان كان لازم الموضوع يبان تلقائى و طبيعى قدام صفوت .. انت ذكى اه و محترف بس الثبات الانفعالى مالهوش علاقه بكل ده و انت كنت محتاج انفعالاتك طبيعيه قدامه و ده مكنش هيحصل لو كنت إتفقت معاك ع خطوات معينه .. كنا هنعرف نتقابل بسريه اه لكن انفعالاتك كانت هتكشفك .. كنت محتاجك طول الوقت متوتر من الغلط و خايف منه و من نتيجته و جواك حتة الاحساس بالذنب او التأنيب او الخوف من النتيجه و من اللى جاى و كل ما ظهر كل ده تلقائى منك هيتصدق و اعتقد ده اللى حصل..

مالك غمض عينيه قوى بمرار و كل حاجه حصلت ف الفتره دى عدت قدامه ف شريط طويل قوى و إفتكر الاحساسيس دى اللى هو بيقول عنها ساعدته اد ايه كانت زى السكاكين بتمزع روحه !
مراد لسه بيمسك إيده يتكلم مالك سحب إيده: محتاج ابقى لوحدى شويه..

مراد محبش يضغط عليه ف وقف: حاضر بس ياريت تبقى فاهم إنى كنت بساعدك يا مالك و لو كانت نيتى غير كده اعتقد انت عارف ان كان لها الف سكه و سكه
مالك إبتسم ربع ابتسامه و مراد طبطب على كتفه و هو خارج: عارف إن ف المقابل وقع منك ف سكتك حاجات كتير بس صدقنى مكنش لها حل تانى .. و اه ع فكره لسه محدش خد خبر بالموضوع كله و لا فتحتله ملف بشكل قانونى و رسمى .. رغم إنى متابع الموضوع لكن صفوت إختفى و غالبا مش مع هامر لإنى بعت مارد المنظمه متخفى و فعلا صفوت صلته بيهم انقطعت و إختفى من وقتها ..

ف حل من الاتنين يا خلصوا منه يا هو باعهم و فك منهم و ف الحالتين لازم يجينى و اتأكد إنه انتهى لإن هامر ممكن ف اصعب الظروف نقطع جدور المنظمه دى من هنا و هو مبيتعاملش مباشر مع الناس اللى بتقومله بشغله هنا انما صفوت لازم يقع عشان كل اللى تحت إيده و مدوّرهم ف البلد كانوا تعاملهم معاه مباشر زيك كده ف لازم يقعوا معاه
مالك سكت كتير و مراد إبتسم: هسيبك دلوقت ترتاح و اكيد هنتكلم تانى و المرادى هنتفق بس اما تبقى كويس
مالك إبتسم بهدوء و مراد خرج ..

يونس كان راح البيت جابله لبس و حاجات من عنده و رجعله تانى ع المستشفى ..
يونس: يلا بقا قوم فوّق كده و غيّر هدومك و تعالى ف حضن عمو يا حبيب عمو
مالك إبتسم إبتسامه خفيفه: سيبنى دلوقت يا يونس و انا هبقى
يونس قعد قصاده: مالك ...كده مش هينفع .. لا اسلوبك و لا طريقتك دى مع اللى حواليك عادوا ينفعوا .. لازم تنشف عن كده .. يا اخى دراعى اللى يوجعنى اقطعه و لا اسيبه يذلنى و يحوجنى..

مالك سكت كتير: هو ايه اللى حصل بالظبط يا يونس ؟
يونس سكت كتير و عينيه دمّعت .. حكاله كل اللى حصل من لحظة ما راحله البيت بعد ما طلب منه باسبورات لسفره و هو و ميرنا لحد ما ليليان فوّقته ..
مالك حاول يهزر ف برّق ليونس: انتوا ولعتوا فيا عشان افوق ؟
يونس ضحك قوى و هو بيقوم من جنبه: و ربنا مانا مراد باشا اللى حطنى قدام الامر الواقع و قالى احنا هنولع حواليه بس
مالك ضحك بغيظ: لا و على ايه ما كنتوا كملتوا و ولعتوا فيا..

يونس رجعله تانى جنبه و لف دراعه حواليه بغلاسه و فضل يرخّم عليه: مانا قولتلهم كده بردوا بس مهونتش عليا يا ملووكه
مالك زقه بغيظ و يونس بيرجع يتحدف جنبه و يشد فيه برخامه و مالك بيزقه و الاتنين بيضحكوا ..
يونس: بس مراد شكله بيحبك يا مالك .. مسابكش لحظه كان بيعدى عليك يوماتى .. اه كان بيجى كده كده لبنته شغاله هنا بس كان لازم يطلعلك
مالك إبتسم: و يعنى انت اللى سيبتنى ؟
يونس رفع حاجبه: اللى هو ازاى ؟

مالك إتغاظ: ع فكره انا كنت ف غيبوبه يعنى مش ميت .. كنت حاسس بشويه من كلامكوا و حركاتكوا
يونس إبتسم: حمد الله ع السلامه
مالك سكت كتير و يونس إتكلم بتلقائيه: انت تعرف مراد بقالك كتير صح ؟
مالك هز راسه: مش قوى .. كنت اسمع عنه قبل ما اسيب الشغل بعدها إتقابلنا كذا مره
يونس: انت كنت متفق معاه يا مالك ؟

لسه مالك هيرد يونس سبقه: طب ليه هو ؟ ليه مش انا يا مالك ؟ احنا امتى بنخبى على بعض حاجه ؟
مالك: بس انا مش متفق معاه يا يونس .. ممكن فى حاجات بينا بس صدقنى مش مباشره .. يعنى مكنش بيسآلنى حتى
يونس إبتسم: زيى كده ؟
مالك إبتسم بحب: لا انت مفيش زيك و انت عارف .. بس انت ليه مسألتنيش وقتها ؟

يونس إبتسم: و اسألك ليه ؟ لو الدنيا كلها تاهت عنك انا لاء و انت عارف ده كويس زى مانا بردوا عارفك كويس و عارف ان صاحبى اللى ياما دقت على راسه طبول و مغلطش يبقى عمره ما هيغلط
مالك بصّله كتير: بس مفيش حد مبيغلطش
يونس: اه مفيش حد مبيغلطش فعلا بس غلط عن غلط يفرق .. فى غلط ممكن يتصلّح و غلط هو نفسه اللى بيصلّح .. و انت لو كنت حتى غلطت ف انا واثق إنك كان لازم تعمل ده ع الاقل عشان تهدى
مالك: ياريت الكل شافنى بعينك يا صاحبى .. تقريبا مفيش غير انت و مراد
يونس: انت قابلته امتى ؟

مالك: يوم حادثة البنك
يونس: يوم ما هجم بلطجيه ع البنك قدام مجموعتك ؟ اول يوم لك ف المجموعه ؟
مالك إبتسم قوى و رجّع راسه لورا و خد نَفس طويل و حكى ليونس الموضوع من اوله اللى بدايته كانت عند مراد و محاولته للطعن و وسطته له عند قيادة الجهاز لحد مقابلته هو لصفوت و تورطه ف الاول معاه و مقابلته بعد كده لمراد و اول خطوه عملها بعد كده و كل خطواته جات ازاى ..

يونس بعتاب: يااه يا مالك و مقولتليش ليه وقتها ؟ ليه مجتش و حكتلى ؟ انت فاكر انى كنت هتخلى عنك و لا هحاسبك ؟
مالك سكت شويه: مكنتش عايز اورطك معايا
يونس وقف بزعل و زعق: تورطنى ؟ انت سامع نفسك ؟ تختار تبقى لوحدك ف ظروف زى دى و ضد التيار و تقولى مش عايز اورطك ! و هو كان مين اللى ورّط مين ف الاول ؟ مش انا ؟

مالك وقف معاه: لا مش انت .. ده نصيبى و كان لازم اشوفه و باللى حصل ف البدايه او من غيره كان لازم كل ده هيحصل بس بطريقه تانيه .. و يمكن خير .. ربنا رايد اشوف حاجات كتير لو مكنتش سيبت مكانى و اتخفيت ف مكان تانى مكنتش شوفتها
يونس دوّر وشه بضيق: انت بتكلم راجل مش عيل على فكره هتخاف عليه يورطك او حتى يورط نفسه ! راجل و له إيد و الله مش مشلول، له إيد كان هيمدهالك و يحطها ف إيدك، كان لازم تفكر وقتها ان مفيش إيد بتسقف لوحدها
مالك رفع حاجبه و حاول يهزر: هو انا كنت داخل فرح أمك عشان هنسقف ؟

يونس برّق بغيظ و مالك إبتسم و خبطه بدماغه ف دماغه: و بعدين هو انت كنت سيبتنى ؟ انا مامشيتش خطوه من غيرك .. مخدتش خطوه غير و إيدك بإيدي حتى لو متعرفش .. كنت ماشى معايا نفس الطريق بس مغمض .. انت ناسى انا كنت بطلب منك ايه و كنت بتجبلى ايه ؟ بس انت اللى مسألتنيش وقتها
يونس عض شفايفه بغيظ: غبى بعيد عنك بقا..

مالك ضحك قوى و يونس ضحك معاه بغيظ: بس انا كنت واثق فيك .. حطيت قدامى احتمالات كتير .. تكون ف مهمه و لوحدك و خارج إرادتك تفتش عنها .. تكون اتورطت و حودت تانى .. تكون حتى إكتشفت حاجه و انت ف مكانك برا و بتصلّحها من عندك ف الخفى .. معرفش .. بس دماغى حطت إفتراضات كتير و إستنيتك تجى تقولى..

مالك إبتسم: و انا عشان واثق ف اللى بينا رجعتلك انت .. عرفت إنك هتساعدنى من غير حتى ما تسأل و الاهم مش هتسيب دماغك للشيطان
يونس بعد ما إبتسم رجع بصله بغيظ و رفع إيده يضربه ببوكس و مالك رجع لورا: يخربييت ابوك انا لسه تعبان
يونس و هو بيجرى وراه: لا تعبان ايه ده انا هنفخك بعدين انا قولتهالك اصلا قبل كده صحتك بتجى ع الاصابات
قعدوا يرغوا كتير قوى للصبح ..

مالك سأل بتردد: هو الواد فهد كان هنا ليه اما صدّق موتى ؟
يونس سكت بضيق و مالك بصّله بترقب: فى ايه ؟ فهد كان هنا ليه ؟
يونس بغيظ: انت لسه زى ما انت ؟ يا اخى اتغير .. حتى بعد اللى عملوه فيك لسه انت اللى
مالك وقف بحده: يووونس
يونس وقف بغيظ: مراته لسه والده بالليل و كان جاى لها .. إرتاحت كده ؟
مالك وشه نوّر قوى كإنه كان محتاج فرحه زى دى او هى فرحه بتاعته: بجد ؟ مالك الصغير ؟
يونس رفع حاجبه: ايش عرّفك ؟

مالك معرفش ميبتسمش: هو كان قالى من يوم ما روفيدا حملت .. بس ليه مشى ؟
يونس: تقريبا مراته مدياله على دماغه لإنى متابعُه من فتره و سايب عليه الحراسه بتاعتك مع إنه ميستاهلش بس قولت عشان انت لو مش راقد كنت هتعمل كده ف عملته بدالك مش عشانه .. بس عرفت ان مراته عند بيت أبوها من يوم الحادثه فقولت يستاهل..

مالك وقف بحماس: عايز اشوفه
يونس وقف بضيق: فهد
مالك وشه كشر: لاء فهد لاء لسه شويه .. عايز اشوف حبيب عمه
يونس: اه اذا كان كد ماشى .. دقيقتين انزل اشوف الجو و اشوف ليليان تجيبهولك او تشوفه عندها احنا بقينا الصبح و زمانها جات .. متنزلش انت ع الاقل لحد ما يجى مراد و نرتب هنعمل ايه
مالك بحماس: بسرعه بس..

يونس نزل سآل على ليليان و دخلها: مالك عايز يشوف مالك
ليليان ضحكت برقه على الجمله و يونس بعد ما قالها ضحك: الاهبل الكبير عايز يشوف ابن الاهبل الصغير هاا ؟
ليليان وقفت معاه: طيب ثوانى هو لسه ف الحضانه هروح اجيبه لمكتبى و ينزل يشوفه
يونس راح معاها جابت مالك الصغير و نزلت على مكتبها و يونس طلع لمالك جابه و نزل عندها المكتب..

فهد بعد ما خرج من عند حلم و سمع كلامها نزل شقته بحزن .. حس إنه دخل دوامه تانيه .. حس انه بيلف ف دايره جوه دايره جوه دواير كتير و كل ما بيدوخ و يقع و يقول دى النهايه تيجى حاجه توقّفه تانى و يبقى لازم يكمل عشانها .. و اديه بعد ما إستسلم لدايرة حزنه جاه إبنه اللى لازم يقف عشانه و يحارب ..
إبنه ! هو الوحيد اللى هيقوّمه تانى .. لازم يبقى جنبه .. مش هيسيبه مهما حصل و هو مبقاش له غيره ..

قام بسرعه لبس و نزل راح ع المستشفى.. سأل ع الحضانه و راح بس إكتشف ان إبنه مش موجود .. سأل الممرضين قالوا ماشفهوش ..
فهد إتجنن و نزل يزعق ف المستشفى: إبنى فين يا ولاد الكلب ؟ انا هوديكوا ف داهيه
اللوا مدحت كان رجع للمستشفى تانى خرج على صوته من عند روفيدا و روفيدا و أمها خرجوا على صوته و الكل إبتدى يرتبك ..

حلم ف شقتها منامتش طول الليل .. كلمة فهد بترن قدامها و تتكرر " عادل قال نفس كلامك "
يعنى هى مفهمتش غلط اهى ! لو هى شافت غلط هو كمان مش هيقول غلط !
شويه تندم على إنها قالت لفهد اللى حصل و فضحت مالك و كان لازم تصونه ف غيابه .. و شويه تندم على لحظة صدمتها و اللى عملته و كلمة فهد ترن ف دماغها و هو بيقولها انتى اللى قتلتيه و شويه تندم على إنها إبتدت الحدوته كلها من اولها !

لحد الصبح لا نامت و لا دموعها نشفت .. يدوب كانوا ولادها بيناموا .. إتصلت بمراد هو الوحيد اللى جنبها و الوحيد اللى ممكن يهدّى وجعها .. إتصلت بيه بس مردش ف رجّحت إنه ممكن بيجيب ليليان المستشفى او حتى هى هتعرف توصّلها بيه ف قامت لبست و نزلت ع المستشفى ..

مالك كان نزل على مكتب ليليان و بمجرد ما دخل قلبه دق قوى .. ميّل على مالك الصغير ع الكنبه شاله و ضمّه قوى على صدره و فضل يبوس فيه قوى و ف لحظه كانت دموعه غسلت وشه او يمكن غسلت قلبه من اى وجع...

فهد نزل الريسيبشن تحت و فضل يزعق لحد ما ممرضه راحتله: دكتوره ليليان كانت هى اخر واحده دخلت الحضانه
فهد إستغرب: مش دى بنت مراد باشا ؟
الممرضه: اه و ممكن تكون اخدته للكشف برا او حاجه
فهد قلق بجد يكون إبنه تعبان و خد بعضه و طلع على مكتبها ..

حلم وصلت المستشفى بالعافيه من التعب و بمجرد ما دخلت لمحت ربكه و قلق ف سألت على مكتب ليليان و طلعت ..
إتقابلت هى و فهد ف الطرقه قدام مكتبها و الاتنين تجنّبوا بعض بس للحظه إكتشفوا ان طريقهم واحد زى ما كان واحد ..
راحوا ع المكتب فتحوه و فهد قلبه دق قوى و...



look/images/icons/i1.gif رواية ربع دستة ظباط اثاره رومانسيه تشويق
  05-11-2021 01:53 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الرابع

فهد نزل الريسيبشن تحت و فضل يزعق لحد ما ممرضه راحتله: دكتوره ليليان كانت هى اخر واحده دخلت الحضانه
فهد إستغرب: مش دى بنت مراد باشا ؟
الممرضه: اه و ممكن تكون خدته للكشف برا او حاجه
فهد قلق بجد يكون إبنه تعبان و خد بعضه و طلع على مكتبها ..

حلم كانت وصلت المستشفى بالعافيه من التعب و بمجرد ما دخلت لمحت ربكه و قلق ف سألت على مكتب ليليان و طلعت ..
إتقابلت هى و فهد ف الطرقه قدام مكتبها و الاتنين تجنّبوا بعض بس للحظه إكتشفوا ان طريقهم واحد زى ما كان واحد ..
مالك كان نزل على مكتب ليليان و بمجرد ما دخل قلبه دق قوى .. ميّل على مالك الصغير ع الكنبه شاله و ضمّه قوى على صدره و فضل يبوس فيه قوى و ف لحظه كانت دموعه غسلت وشه او يمكن غسلت قلبه من اى وجع...

دقايق و الباب خبّط و دخلت المساعده بتاعة ليليان: دكتوره ليليان هو مالك الهجام عندك ؟
يونس رفع جاجبه و ليليان حلّقت بالكلام: قصدك البيبى ؟ ايوه كنت بعمل كشف عليه عشان نازل ضعيف
مالك إبتسم بتلقائيه ع الاسم و إتمنى بينه و بين قلبه اللى يشيل إسمه بالفعل مش يشيل إسم شبه إسمه و ف لحظه غمض عينيه للذكرى اللى عاندت وجعه ! يونس ضغط على إيده بقوه كإنه بيفوّقه او فاهم شكل تفكيره او رافضُه و مالك فتّح و إبتسم بالعافيه !

الممرضه و هى خارجه: ماشى بس اصل باباه قالب المستشفى عليه عشان جه ملقهوش و فيه قلق تحت
ليليان بصت لمالك اللى باس مالك الصغير مره بعد مره بعد خمسين مره و شاورلها بعينيه هيمشى ..
ليليان شاورت للممرضه: خلاص إنزلى انا هخدهوله
الممرضه نزلت و مالك بعد ما إتحرك يمشى وقف بتردد و شاور ل ليليان على غرفة الكشف: ينفع استنى ؟

ليليان بحذر: بابا مشدد على ان حد يشوفك او يعرف بوجودك حتى من و انت ف الغيبوبه
مالك سكت و هى إبتسمت عشان مشاعره إترسمت على وشه: بس اوعى تخرج ..اوك
مالك إبتسم و رد بعينيه ..
دخل غرفة الكشف قبل ما فهد يوصل بثوانى و يونس عاند و إستنى ..

فهد و حلم ع باب المكتب بس فهد اللى قدّم عنها بسرعه و دفع الباب و بمجرد ما فتحه قلبه دق قوى .. دق بشكل غريب من غير سبب
ليليان كانت حطت مالك الصغير ع الكنبه و كشفت هدومه و إبتدت تكشف عليه ..
فهد دخل بقلق: خير هو فيه حاجه ؟ ماله ؟ هو كويس ؟
ليليان إبتسمت: اه كويس متقلقش
فهد زعّق بنرفزه: و اما هو كويس نقلتيه من غير ما تبلغينا ليه ؟

ليليان لسه هترد لمحت فهد متوتر و وشه كله زى المدمع مش بس عينيه ف ردت بهدوء: انا بس كنت عايزه اتطمن عليه و اطمنكوا .. بابا طلب منى اشوفك لو محتاجين حاجه و انا عرفت ان الولد مولود ضعيف ف كنت عايزه اعمله كشف كامل من باب الاطمئنان مش اكتر و مرضتش اقلقكوا عشان مفيش حاجه
فهد اخد نَفس يهدى: انا اسف .. انا بس إترعبت اما روحتله مكانه ملقتهوش .. انتى متعرفيش انا حسيت بإيه ! متخيلتش إنى اخسره هو كمان..

مالك جوه قلبه دق قوى و معرفش ميبتسمش بس إبتسامه كانت باهته و مكسوره .. بياخد نَفس و لسه ملغبط بين قرار عقله و حركة رجليه اللى إتحركت لوحدها ع الباب ف وقف على كلام فهد ..

يونس كان لسه جوه و مخرجش اما فهد دخل و لا حتى إختفى ف رد عليه: و انت كنت خسرت مين بقا قبله ؟
فهد إلتفت له و لسه هيرد وقف بالكلام و إستغرب وجوده: انت هنا ليه ؟ بتعمل ايه ؟
يونس رفع حاحبه: و انت مالك ؟
فهد مقتنعش برده و رجع بص لليليان: ينفع اخده و لا لسه فى حاجه تانى ؟

ليليان إبتسمت: لا خلاص كده هو تمام
فهد ميّل على إبنه شاله و بمجرد ما شاله شم فيه ريحة برفان هو عارفُه كويس تقريبا و بتلقائيه قلبه إتهز و فضل يشم فيه بلهفه...
يونس و ليليان بصوا لبعض بقلق و يونس رد: ايه خير ؟ جيت لليليان اسألها عن حاجه و لقيت إبنك عندها ف خدته بوسته .. لاكون عديته و لا حاجه
فهد الذكرى اللى حضرت قدامه خلته معرفش حتى يبتسم و هز عينيه بس و شال مالك و مشى ناحية الباب..

بمجرد ما فتح الباب لقى حلم ف الطرقه بعيد ف إفتكر كلامها له ..
لف وشه تانى ليونس بنظره تايهه: هو انت متعرفش وصلوا لحد فين ف قضية مالك ؟
يونس إتغاظ من فضوله اللى لسه مخلصش: معرفش
فهد بضيق: ازاى يعنى؟ هو مش المفروض إنكوا انتوا اللى ماسكينها عندكم ف الجهاز ؟ صحيح يا يونس انت ماسكها مع مراد ؟
يونس ببرود: اه..

فهد بتلقائيه إفتكر كلام حلم عن خزنة البنك و ان الحاجات اللى فيها إختفت و متجابتش سيرتها ف التحقيق ..
يونس لاحظه سرحان ف بصّله و رفع حاجبه ..
فهد إتكلم من غير تفكير: و انت بردوا اللى فتحت خزنة مالك و أخدت اللى فيها ؟
يونس كز على سنانه بغيظ قوى: اطلع برا يالا
فهد خرج من غير كلام تانى ..

مالك جوه كل مشاعره إتجمدت ف اللحظه دى .. حلم عرفت كل حاجه قبل ما يتواجههوا بس ياترى هو اللى عرف و قالها و لا هى اللى قالتله .. مين فيهم فضحه ! للدرجادى مش فارق معاهم غيابه اللى بالنسبالهم موت ! مأثرش !
غمض عينيه قوى قوى كإنه بيمنعها تشوف ذكريات إترسمت قدامها او يمكن بيمنعها تدمع و رفع وشه لفوق: يا موزع الارزاق وزعها علي الناس حنيه..

فهد بمجرد ما خرج شاف حلم ف وشه ف بصّلها بجمود و مشى .. قابل روفيدا ف الطرقه طالعه بلهفه بتتلفت حواليها .. اول ما شافته و مالك على دراعه جريت بلهفه عليهم و هو للحظه شاف اللهفه دى عليه هو بس ثوانى و احلامه إتبخرت اول ما وصلت و خطفت إبنها من على دراعه و فضلت تبوس فيه ..
فهد فضل واقف متابعها لحد ما إبتدت تهدى لدرجة قعدت بيه ع الارض ف نزل برجله جنبها زى ما يكون إبنها التانى هو كمان ..

فهد بصوت ضعف: انتى كمان وحشتينى قوى
روفيدا عيونها اللى كانت غرقانه حب و لهفه بمجرد صوته إتجمدوا و إتحولوا للجفا: معلش بكره تخف
وقفت بإبنها تتحرك تمشى ف وقف بسرعه و حاول يمسك دراعها اللى شدته بسرعه بشكل فزعه ..
فهد رجع عن الكلام اللى كان هيقوله و سكت ثوانى و هو بيبصلها قوى: انتى جيبتى القسوه دى كلها منين ؟

روفيدا إتريقت: معلش بقا من عاشر القوم
فهد زعق: حاولى تفهمى بقا .. انا كان غصب عنى .. و الله غصب عنى .. ممكن اكون كنت غلط بس هو كمان مكنش صح .. حتى لو كان بيعمل حاجه صح ف عملها بشكل غلط ..
روفيدا هزت راسها بخيبة امل و من غير كلام سابته و مشيت ..

فهد وقف و حط إيده على راسه و رفع وشه لفوق و فضل يحرّك إيده بجنون على راسه و بيلف وشه إتقابلت عينيه مع حلم اللى واقفه متابعه حوارهم و بتتمنى لحظه لو مالك يرجع حتى لو هيلومها .. هيحاسبها زى روفيدا كده .. هيجى عليها .. هيبعد .. بس يرجع !
فهد بصّلها بغضب و نزل ..

ليليان جوه ف مكتبها خدت حاجتها: انا هنزل عشان عندى عمليات و انتوا براحتكوا
يونس هز راسه و هى نزلت ف دخل لمالك و قبل ما يتكلم مالك شاورله يخرج ..
يونس بضيق: هخرج اشوف الطريق كده عشان ترجع اوضتك .. انت لسه تعبان .. و اول ما القى الطريق امان هطلعلك
يونس خرج و مخدش باله من حلم اللى ف اخر الطرقه و نزل ..

حلم بعد ما فهد نزل فضلت شارده ...حست إنها إندفعت ف كلامها لفهد .. اما سمعته مع روفيدا إستوعبت بالظبط هى قالتله ايه ف غمضت عينيها بوجع و قعدت ع الكرسى بتعب ..
مشافتش ليليان و هى خارجه و لا حتى يونس .. فضلت مكانها شويه لحد ما حاولت تفوّق نفسها من دوامة ذكرياتها اللى دخلت فيها من موقف روفيدا و فهد اللى شافته قدامها ..

وقفت بالعافيه و إتحركت تمشى .. عدت على مكتب ليليان و وقفت شويه بتعب .. مفيش حاجه ممكن تتقال او تتعمل .. هى كانت جايه لمراد بس خلاص .. محدش ممكن يفهم إحساسها دلوقت شكله ايه !
الممرضه عدت من جنبها فتحت المكتب و خدت حاجة ليليان ...حلم ع الباب اللى بمجرد ما إتفتح حست بإحساس غريب قوى .. قلبها بيترعش او بيتهز من قوة ضرباته..

بتتنفس بالعافيه و عماله تاخد انفاسها بشكل غريب زى اللى بتجرى او بتنهج ..
مش عارفه اذا كان ده من التعب و لا من ريحة مالك قلبها اللى حستها ماليه المكان ..
ايوه هى شامه ريحته .. فضلت تتلفت حواليها بتوهان و كل ما عينيها تقع على حاجه حواليها تشوف عليها صورة مالك ف اخر مره شافته عينيها و هو بيمدلها إيده ..
الممرضه خرجت و بتقفل الباب حلم مسكت الاوكره لحقته و دخلت و الممرضه كانت مشيت ..

حلم دخلت قفلت الباب و سندت ضهرها عليه و غمضت عينيها قوى و هى رافعه راسها لفوق و سابت دموعها تترجم هى ممكن تكون حاسه بإيه دلوقت .. مش شايفه و لا سامعه و لا حاسه غير بمالك دلوقت..
و مش عارفه عشان ذكريات اليوم بتفاصيله بتترسم قدامها ف المكان اللى إتفارقوا فيه ! و لا هى فعلا حاسه بوجوده !
و لا عشان شافت عتاب روفيدا لفهد و اللى إتمنت لو قدامها فرصه زيه حتى لو الفرصه هتبقى قاسيه !

مالك جوه من اول ما يونس خرج و هو فضل واقف مكانه .. قفل باب غرفة الكشف على نفسه و سند ع الباب و غمض عينيه و ساب دموع مُره تنطق ف اللحظه اللى معرفش هو فيها ينطق و لا يرد على فهد و لا حتى يرد على نفسه و هو كان لسه مخبيلهم مية عذر و عذر من ورا عقله .. للدرجادى غبى .. عقله بتلقائيه فكّره بالحراسه اللى إتصل بيه قبل حادثته و قاله ان حلم راحت البنك و راجعه ع البيت ! يبقى هى اللى عرفت !

فضل واقف مكانه ساند ضهره ع الباب و بيحاول يغمض عينيه قوى يمنعهم يشوفوا اللقطات اللى عماله تترسم قدامه من اول ما افتكر .. بيحاول يقفل عقله زى ماهما قفلوا الباب بينهم و بينه نهائى ..
بيحاول يقفل قلبه اللى إبتدى يدق بشئ من الجنون لدرجة حركة صدره بقت سريعه و بياخد نَفس ورا نَفس ورا مية نَفس بشكل اسرع قوى كإنه بينهج و مش عارف عشان إفتكرها ف حاسس إنه شامم ريحتها و لا هو فعلا شامم ريحتها حواليه !

الاتنين الباب بينهم مقفول اه بس بردوا سايبين باب الحكايه متوارب .. غاوين يقفوا وراه و يبصو علي اللي فات .. بس ياترى القلوب هتتفتح لبعضها و لا هتتقفل زى الابواب اللى بينهم !
قلوبهم ورا البيبان بتصرخ .. بتستجير وجع .. بتنده .. بس نداء القلوب غامض ميعرفهوش غير العشاق !
الاتنين مش حاسين بوجود بعض او مش عارفين بس قلوب الاتنين بتتمنى اصحابها تحس كإنهم مش هما المسئولين عن الاحساس .. او كإن احساسهم ف اللحظه دى ف إيد عقولهم المشوشه ..

و بيتمنوا لو صحابهم يحسوا بوجعهم و حد فيهم يقفل عقله شويه و يفتح باب الحكايه المقفول بينهم او حتى باب المكتب المقفول و فاصل بينهم !
القلوب إتمنت ده عشان تقفل وجعها و هى متعرفش الوشوش اما تتلاقى شكل الوجع هيبقى ايه ..
ده عُمر الوشوش مـا بتبقى بعد الفراق نفس الوشوش دي بتبقى شيء تاني ..!

مراد ف البيت نايم و موبايله رن .. فتّح بالعافيه و إبتسم اما شاف ليليان اللى بتكلمه ..
مراد: صباح الحلو يا حلو
ليليان إبتسمت: صباح ايه ده اللى بعد الضهر ؟ يعنى توصلنى للمستشفى و ترجع عشان نسيت موبايلك تقوم تنام ؟ طب ما مكنش فيه داعى من الاول تتحجج بالموبايل و قول ان سوسو وحشتك الحبه الصغننين دول
مراد ضحك قوى بصوت عالى لدرجة همسه صحيت جنبه ف فتحلها دراعه و هى راحت إتغطت بحضنه ..

مراد ضمها عليه قوى و إبتسم: اعملها ايه بس يا باربى ؟ هى اللى ثبتتنى و انا الصراحه قلبى دعييف
ليليان ضحكت فوى: اه مانا عارفه .. عريس يابووى
همسه رفعت وشها من حضنه بغيظ و شدت منه الموبايل: سمعتك على فكره يا بايره
ليليان ضحكت اكتر و مراد رجع شد الموبايل: بايره ؟ فششر .. ده إتجوزت أبوها قبلك
ليليان ضحكت: و ادينى هتجوز عليه .. شوفتى بقا
مراد إتغاظ: لاء انتى كده بتغيظينى انا يا روح أبوكى
ليليان ضحكت اكتر و مراد متغاظ من ضحكها لحد ما ضحك معاها: اعمل ايه راحت عليا نومه .. انتى كويسه ؟

ليليان بهدوء: اه يا حبيبى كويسه .. انا بس كنت عايزه اقولك فهد كان هنا و كان هيخبط ف مالك
مراد إتعدل بجديه: خير حصل ايه ؟
ليليان حكتله اللى حصل كله و مالك طلب منها يشوف ابن فهد و سؤال فهد ليونس و اللى اكيد سمعه مالك جوه .. لحد ما سابت مالك ف مكتبها..
مراد: خلاص انا كنت كده كده نازل هعدّى عليكى اشوف مالك
ليليان قفلت معاه و هو سكت شويه بضيق ..

همسه لاحظته: متقلقش كل حاجه هتاخد وقت و تتحل
مراد بزعل: دى كل مدى بتتعقد .. قضيتهم النفسيه اصعب و اعقد من قضيتهم ف شغلهم
همسه ببساطه: مهما تتعقد مسيرها تتحل المهم ميشدوش طرفين العقده قصد بعض و إلا هتتقطع نهائى بينهم
مراد بضيق: معرفش ليه حلم قالتله على خزنة البنك ؟ فهد ميعرفش حاجه عن الجزئيه دى ؟ هو ميعرفش غير بعادل يبقى اكيد هى اللى قالتله
همسه تاهت عينيها بكسره: انت متعرفش شكل اللى ممكن يكون حصل بينهم .. اصعب حاجه ان الواحد يخسر خساره متتعوضش و يكتشف إنه كان السبب ..

ساعتها بيبقى عايز يرمى اللوم على اى حد او اى حاجه لمجرد يخفف وجعه بس من جواه بيبقى عارف السبب الحقيقى
مراد حس إنها بتتكلم عن نفسها او شايفه نفسها ف حلم زى ماهو بيشوف نفسه فيها: انا مش بلوم عليها على فكره مهما غلطت ف الوقت اللى الكل بيجى عليها فيه و هى بتيجى معاهم على نفسها .. انا بس خايف من ردود افعالهم .. بعد الصدمه كل الخطوات عشوائيه و تايهه بس للاسف بتتحسب على صاحبها عشان الصدمه غالبا بتبقى على طرف متوهاه و التانى فايق ف مش بيستوعب توهان التانى و بيعد عليه خطواته ..

و هى خدت خطواتها عشوائيه بعد صدمتها ف مالك و خدت خطواتها بعد اكيد حوارها مع فهد و قالتله و اللى خايف منه ان مالك اكيد هياخد نفس التوهان ف خطواته ف صدمته منها و هى لسه هتتصدم بوجوده و اكيد هتتوه اكتر عشان كده الوحيده اللى مكنتش حابب يستخبى عنها حياة مالك .. ع الاقل تتهيئ نفسيا للى جاى و ترتب خطواتها و تستعد عشان تحكم عقلها بس مارد رفض..

همسه: هما الاتنين متشابهين ع فكره فى كل حاجه و مع ذلك مارد متعاطف مع مالك و مش متعاطف مع حلم !

مراد: فعلا مالك فقد أبوه و أمه وحلم بردوا فقدت أبوها و امها مع ان امها عايشه بس اللى اعرفه اهلها رامينها .. ده محدش سأل فيها من يوم مالك و عارفين وجعها و انها لوحدها و حامل و يوم ما سألوا سمعت أمها عايزاها تقتل عيالها ف بطنها .. كنت بدعى تاخد منها رد الفعل اللى أخدته و تتمسك بيهم يمكن يكونوا القشايه اللى هتنجيها
همسه: و لو مكنتش إتمسكت بيهم ؟

مراد: كنت هكشف اوراق مالك قدامها حتى وجوده
همسه: للدرجادى ؟
مراد بزعل: مكنتش عايزها تغلط يا همسه .. الغلطه ف اى حاجه ف الدنيا بتضايق إنما الغلطه ف الحب بتوجع و تقهر و تكسر و تدمر كمان و ان مدمرتش العلاقه ف بتدمر صاحبها من جواه حتى لو مش مقصوده بتفضل معلمه
همسه بلعت ريقها بالعافيه كإنها مش عارفه !

مراد حس بيها ف حاول يشدها لحواره من تانى او يكون حذر اكتر: عارفه إنها ولدت و خرجت و هى لوحدها.. وجعها اكبر ع فكره لما تفقد شخص بموت صعب لكن الاصعب خسارته وهو عايش قدامك و يكون موجود ومش من حقك حتى إنك لما تتوجع تترمى فى حضنه .. اه هو خسر و هى كمان و هو إتصدم و هى إتصدمت و الاتنين إتوجعو و الاتنين غلطو نتيجة الصدمه هو دفع نتيجة غلطه وهى بتدفع نتيجة غلطها مش من العقل اننا نكيل بمكيالين ونتعاطف مع طرف و نجلد التانى ..
بس عارفه انا متعاطف معاها ليه ؟

همسه كملت عنه كإنهم بيفكروا بدماغ واحده او مثلا عايشين بقلب واحد بيحس نفس الاحساس بكل حاجه: عشان هى لها مية الف حاجه معاه قبل ده كله لو فتح قلبه هتشفعلها عنده..
لكن هو ياترى بقا لو كان رجع و هى مقبوض عليها ظلم ف قضية البنك و سكتت او مش عارفه تثبت برائتها كان هيقدر يعيش معاها ساكته لحد ما تقرر تتكلم زى ما هى صبرت كتير عليه ؟ ياترى لسه ليها و لو فرصه عنده زى ماهو كان له فرص كتير عندها ؟ و الاهم لو كان رجع لقاها لسه محبوسه ظلم ف قضية البنك كان هيساعدها تخرج من القضيه و يجرى وراها كتير زى ما هى كانت دايما بتجرى عليه ؟

مراد إبتسم لإنها قالت نفس رأيه يمكن إختارت نفس تشبيهاته و كلماته: لو المقارنة بين مالك وحلم هتخلينى اتعاطف فأنا هتعاطف مع حلم فى الاخر زى ما إتعاطفت مع مالك فى الاول والتعاطف مش معناه موافقه على الغلط بالعكس الغلط مرفوض خصوصا لما يبقى غلط وذنب كبير زى قتل النفس .. لكن خلينا نقول دا مالك وهو راجل والمفروض فى الأزمات يحكم عقله وكمان ظابط ومتدرب على التحكم فى الذات والتصرف فى أضيق الظروف وأوقات كمان يخلق ظروف يتصرف فيها ومع ذالك صدمته وقّعته فى الغلط مابالك لما تبقى ست و العاطفه هى اللى بتتحكم فيها ومصدومه فى الشخص الوحيد اللى باعت الدنيا عشانه ومش عاوزه غيره وكانت له السند والظهر والأمان والحماية و كانت الحضن اللى فضل تايه من غيره و لولا حضنها ماكنش فاق من الغلط وكان إستمر فيه و إتحول لشيطان بجد !

همسه: مارد شايفها مستاهلش التعاطف عشان هى متعاطفتش مع مالك هى كمان
مراد برفض: ازاى ماتستهلش اتعاطف معاها ؟ مارد ضدها عشان هى عملت نفسها قاضى وجلاد على مالك و دلوقت بيعمل اهو زيها و ينصب نفسه قاضى وجلاد عليها ! و بعدين ازاى متعاطفتش هى معاه ؟ هروبها معاه ف اول الحكايه و هو هربان و قاتل و متورط ف جريمة قتل و مكنش هو نفسه يعرف إنه برئ ده كان ايه ؟ مش تعاطف معاه ؟ و اما راحتله مية مره بعدها حبسه و كانت عايزه تبقى جنبه ده كان ايه ؟

و اما راحت دافعت عنه ف قضية بلطجية البنك ف الوقت اللى يونس نفسه قلق فيه و أخوه إتخلى عنه ؟ و اما راحت شهدت معاه ف قضية المحكمه و قالت إنه كان رايحلها ؟ و اما إتنازلت مره ورا مره ورا مره ده يبقى ايه ؟
همسه: لو الواحد كله حلو و فيه صفه واحده وحشه بتفسد صورته كلها .. و لو الواحد عمل مية الف حاجه حلوه و وقع ف حاجه واحده بردوا بتفسد الكل
مراد: ربنا يهديهم ع اللى جاى..

الاتنين سكتوا لحد ما مراد لف وشه لها و إبتسم: بس ينفع كده تثبتينى التثبيته دى و ارجع اخد موبايلى تاخدينى انتى
همسه إبتسمت بمغازله: عشان تحرّم بس تمشى من غير ما تحضنى
مراد رفع وشها عليها و هى نزلت ف رقدتها: مش لولى كانت مستعجله عشان عندها شغل
همسه دورت وشها بدلع: خلاص خليها تنفعك
مراد ثبّت إيديها و إترفع فوقها بس مش لامسها و الحركه جننتها: لا دلوقت انتى اللى مراتى
همسه بصوت همس: هقولها على فكره..

مراد بيحرّك وشه و هو بيتكلم و يقربه و يبعده: هتقوليلها ايه بقا ؟
همسه لسه هترد مراد سبقها و إبتدى يلمس شفايفها: لا انا اللى هقولك
همسه بصوت بيدوب و يروح: هتقول ايه ؟
مراد خطفها و إبتدى يقولها كتير بطريقته اللى بقت هى مبتحبش يقولها حاجه غير بيها ..

حلم فضلت قاعده مكانها ف مكتب ليليان بتعب و دموعها مش راضيه تقف لحد ما فتحت الباب اللى كانت سانده عليه و خرجت تجرى معيطه ..
مازن كان راح ل ليليان المستشفى و طالع و خبط فيها نازله .. معرفش يوقفها و إستغرب حالتها و وجودها و خمن تكون شافت مالك ..
ليليان كانت مخلصه ف الطوارئ تحت و قبل ما تدخل العمليات طلعت مكتبها و إتفاجئت ان مالك لسه جوه مخرجش ..
ليليان معرفتش تقول حاجه اما شافت دموعه او وشه بيقول إنه مدمع و لا هى و لا هو كانوا يعرفوا بوجود حلم ..

مالك بصوت موجوع: انا تعبان قوى .. قوى
ليليان بهدوء: انا معاك للاخر ع فكره و لو محتاج حاجه انا جنبك مهما حصل
مازن كان وصل مكتبها و فتح و دخل ع طول ..
لسه هيتكلم شاف مالك ف حالته دى و ليليان معاه و بتلقائيه ربطهم بخروج حلم معيطه ف خمن إنها مثلا شافتهم ..
ليليان لسه هتروح عليه لمحته بيبصلها قوى ف وقفت..
مازن كشر: فى ايه ؟ ايه اللى بيحصل هنا ؟

ليليان إستغربت لهجته و كانت هتقول حاجه و غيرتها: هيكون ايه اللى بيحصل يا مازن ؟
مازن بضيق: انا اللى بسأل يا ليليان
مالك حب ينسحب ف إستأذن و خرج بهدوء..
ليليان رجعت بصتله تانى بعد ما مالك خرج و مستنيه بقية كلامه ..
مازن وشه مكشر: كان بيعمل ايه يا ليليان هنا ؟
ليليان ربعت إيديها و وقفت قدامها: هيكون بيعمل ايه هنا ؟ واحد بيتعالج عندى و دلوقت هنا هيكون هنا ليه
مازن كتم ضيقه: ف اوضتك ؟

ليليان إتضايقت من لهجته يمكن اكتر من الكلام: إسمها مكتبى يا مازن مش اوضتى
مازن إتنرفز: لا كان جوه ف اوضتك و شكله كده و مراته
ليليان وقفته بالكلام: انت تقصد ايه بالظبط ؟ انت إتجننت و لا ايه ؟
مازن إتراجع شويه بس وشه لسه مكشر: اقصد ان اى حد كان هيجى غيرى شكلك مش هيبقى حلو
ليليان إتحركت بغضب مكتوم بالعافيه تخرج: انا مش هرد عليك
مازن لسه بيمسك إيدها شدتها منه بضيق و خرجت ..

مالك خرج نزل على اوضته لقى مراد لسه واصل و رايح على اوضته هو كمان ..
مالك معرفش يبتسم و مراد اللى إبتسم: مستعجل ع التنطيط ليه ؟ ايه اللى خرّجك ؟
مالك كان دخل ف قعد بتعب ع الكنبه و مراد كمان دخل و قفلوا ..
مراد بهدوء: مالك .. كده مش هينفع .. انت امتى كنت بالضعف ده ؟ ليه بتسمح للى حواليك يهزوك كده ؟ انت لو هشه مش هتتهز من شوية كلام !
مالك ضحك غصب عنه: كلام ؟ اخويا رفع عليا سلاحه عشان يوقعنى و مراتى...

مالك سكت و معرفش يكمل كإنه للحظه دى بس بيستوعب تفاصيل اللى حصل ..
مراد سكت شويه: ناوى على ايه طيب ؟
مالك كان فاهم سؤال مراد كويس بس هرب منه يمكن عشان خايف من شكل تفكيره دلوقت ف عايز يشغل عقله: متقلقش على قضيتك .. انا هخلصهالك للاخر ع الاقل عشانى قبل ما تبقى عشان البلد
مراد إبتسم: و انا عند وعدى معاك للاخر بس المرادى هساعدك مش هقف اتفرج
مالك قعد بتفكير: انت قولت صفوت إختفى .. بس ديله لسه هنا
مراد بصله شويه: قصدك بنته ؟

مالك: عارف ان ملهاش ف حاجه بس هى اللى هتجيبه تحت رجلينا
مراد: تمام .. انا حاطط تليفوناتها تحت المراقبه .. بس مش ممنوعه من السفر .. عشان لو حبت تسافر نعرف نتابعها بس للأسف محاولتش للسفر مع إنها عادة مبتستقرش هنا كتير
مالك: و على ما اعتقد إنها فاهمه ده كويس .. قبل الحادثه عرفت ان فى خلاف مع أبوها، غير سفره المفاجئ و بالطريقه دى يبقى فى حاجه مش مظبوطه فبالتالى يا مفهمها ف الحالات اللى زى دى تعمل ايه يا هى خايفه تقع مع حد من اللى تبعه
مراد سكت بتفكير: و العمل ؟

مالك فكّر كتير: سيبها عليا انا هظبّطلك الموضوع من الناحيه دى المهم تسافر عشان منها نعرف نتحرك .. لإنها بمجرد ما تخرج من البلد التعابين دى هتخرج من جحورها .. يا أبوها هيحاول يلحقها يا اللى وراه هيحاولوا يخلصوا منها عشان أبوها ميوصلهاش و يتكشف و يقع و يوقّعهم معاه
مراد إبتسم: طب ايه ؟ مش هتشد حيلك بقا ؟

مالك إبتسم إبتسامه خفيفه: ان شاء الله .. متقلقش
مراد كرر سؤاله اللى مالك هرب منه تانى: و ناوى على ايه يا مالك ؟
مالك وقف بجمود و عينيه إتحولت بملامح وشه كله بشكل غريب: ناوى اخد حقى ؟
مراد بصّله بترقب: ايوه اللى هو ايه ؟
مالك ملامحه متغيرتش: انا إتعرضت لمحاولة قتل ف لو حتى قومت منها ف دى إسمها ف القانون شروع ف قتل و لا هو القانون ده عليا لوحدى ؟
مراد وقف بحذر: مالك..

مالك قاطعه: هما اللى إختاروا القانون يبقى بينا
مراد: اى قانون اللى يخليك تحبس اخوك و
مالك بحده: ده قانون الزمن ده و هما اول ناس مشيوا معايا بيه ف محدش له الحق يلومنى دلوقت
مراد معرفش ينطق او يهديه ازاى .. مالك ف لحظة صدمه دلوقت كفيله تخليه يهد كل حاجه زى ما لحظة صدمتهم خلتهم هدوا كل حاجه ..
مالك بجفا: مادام إختاروا القانون يبقى يتطبق ع الكل..

مراد سكت بتفكير لحد ما لمعت ف دماغه فكره و إبتدى ينفّذها ببساطه ف رمى كلامه بغموض: يلا اهو كل واحد خد جزاته
مالك بتلقائيه إلتفت ناحيته فجأه و بصّله قوى بس الكلام وقف على لسانه ..
مراد حب يسيبه لفضوله او يشوف لهجة سؤاله هيترجم ازاى: المهم اسيبك انا دلوقت ترتاح و انا مكلم ليليان تطمنى اول باول عليك
مالك عينيه متعلقه بيه ينطق و قلبه مضطرب و هو إبتدى يدخل ف حالة ثوره غريبه ..

الاتنين سكتوا للحظات لحد ما ليليان دخلت قطعت الصمت ده ..
ليليان بصوت مكشر: انا جايه اتطمن عليك بالكشف لو ينفع

مالك إبتسم بس من ملامحها تقريبا فاهم سبب تكشيرتها دى لكن مراد اللى مش فاهم ف وقف راح عليها: حبيبتى انتى كويسه ؟
ليليان هزت راسها بضيق: اه متقلقش
مراد بص ف عينيها مباشرة: لا مش كويسه مين مزعّل باربى بتاعتى ؟
ليليان معرفتش تبتسم و عيونها دمعت ف دوّرت وشها ..
مراد رجّع وشها له تانى و بص ف عينيها مستنيها تتكلم ..

ليليان صوتها اترعش: مازن يا بابا
مراد زعّق بترقب: ماله زفت ؟
ليليان مخدتش بالها من لهجته: غيره غيره غيره .. تعبت
مراد حب يهزر يراضيها فقلد صوتها و لدغتها: غيغه غيغه ؟ لا احنا كده نربيه
ليليان نفخت بزعل و مراد حاول يكتم ضحكته: طب خلاص يخربيت اللى يزعلك و يشوف التكشيره دى .. بس تصدقى يستاهل .. يستاهل التكشيره دى حلال فيه عشان يتربى .. بس هو معذور اذا كنت انا بغير عليكى..

ليليان إندفعت ف الكلام: اه بس مش لدرجة يغير من السواق اللى مبركبش معاه لوحدى اصلا و الحراسه و زمايلى و المساعدين بتوعى و العيانين و و و لا انا تعبت
مراد زعّق بصوت عالى: نعممم ؟ هو إتجنن ده و لا ايه ؟
ليليان كشرت و مراد على صوته: لا ده قبل ما يبوس إيدك يبوس إيده هو وش و ضهر إنك قبلتى بيه .. كده ؟ طب مفييش جوااز
ليليان ضحكت غصب عنها بغيظ ..

مالك كان واقف بعيد بس متابع حوارهم و بعد كلمة مراد دى معرفش ميضحكش ..
مراد إلتفت ناحيته و مالك رفع إيديه لفوق: باشا .. بس فكرتنى بواحده اعرفها .. لا هما الصراحه اتنين .. انت مالك قلبت على مارى منيب كده ليه ؟
مراد ضحك بغيظ و خد ليليان و خرج: لا ده انا هخلى ليلته زفت
ليليان بصت لأبوها بعد ما خرجوا: دخل و شاف مالك جوه عندى ف إتجنن و بيسأل كان هنا ليه و لمين و بيعمل ايه و عايز ايه و
مراد قاطعها بنرفزه: و هو يسأل ليه اصلا ؟ مش من حقه ! هو هيخنقك من اولها و لا ايه ؟

ليليان كشرت: انا تعبت
بيتحركوا و ليليان وقفت بيه فجأه اول ما شافت مازن جاى عليهم ف دوّرت وشها..
مراد إلتفت ف شافه: اهلا يا زفت
مازن ضحك غصب عنه و قلد صوته: كده ؟ طب مفيييش جواز
مراد زعق بغضب: انت بتقول فيها ؟ طب و حياة أبوك مافى جواز فعلا عشان تتربى
مازن إتخض من شكله و لهجته ف بص ل ليليان اللى دوّرت وشها و للحظه حست إنها زودتها ..

مازن بترقب: فى ايه ؟حصل ايه انا بهرج معاك زى مانت بتقول .. بقلدك و
مراد بيزعق و بس: انت تحاسب بنتى ؟ و بأمارة ايه ان شاء الله ؟ انت مالك انت باللى يدخلها و تدخله ؟ و حتى لو مش شغلها هى حره .. تروح مكان ماتحب زى ما تحب .. انا واثق ف بنتى و ربيتها كويس
مراد وقف عند كلمة ربيتها و قلبه وجعه عشان الدور اللى كان نفسه هو اللى يقوم بيه ف ده زاد عنفه ف الكلام: انت متتدخلش تانى ف اللى ملكش فيه .. فاهم و لا لاء ؟ و إلا اقسم بالله هزعّلك و..

ليليان وقفت بينهم ف الكلام بعد ما حست الحوار بيتضخم: خلاص يا بابا محصلش حاجه لكل ده .. ده كان سوء تفاهم زى ما قولتلك و
مازن بصّلها بزعل ان دى حاجه بينهم و المفروض كانت تفضل بينهم ..
مراد لاحظ نظراته لها ف شد إيدها و مشى: ماشى يا بيه

فهد بعد ما خرج من المستشفى حس إنه تايه و كل حاجه بتوهه اكتر ...مراد برّأ مالك و مارد كمان بس محدش بينطق و يونس بيلاعبه بالكلام بس ف نفس الوقت حلم حاسسها مش بتكذب .. الوجع اللى هى فيه صادق .. ده غير إنها عشان تتحوّل كده مع مالك لدرجة الاذى يبقى لازم شافت حاجه كبيره .. يبقى صادقه.. طب ايه؟

مين ممكن يساعده ! راح للوا صالح مكتبه و حكاله اللى حصل او جزء من اللى حصل و هو إنه شاف الرائد محمد من فتره و اللى كان مالك متهم ف قتله و ف حادثة المحكمه عموما ..
اللوا صالح متفاجئ بجد: ازاى يعنى الرائد محمد عايش ؟ هو الموت فيه تهريج ؟ هنهزر مثلا ؟
فهد إتريق: مبتعملوهاش مثلا ؟ مبتزيفوش موت حد لمصلحة قضيه ؟

اللوا صالح سكت بتقكير: اه بنعملها و بتحصل كتير خاصة مع اى ظابط بيكون مستهدف من عميل ف قضيه مطلوب و لسه القضيه محتاجاه .. لكن محمد مكنش ماسك قضيه و لا مهدد مثلا .. ف ليه هيتزيف موته ؟
فهد مش مصدقه: معرفش انا اللى بسألك مش انت
اللوا صالح بصدق: و انا قولتلك معنديش علم بالموضوع ده .. انت متأكد إنك شوفته ؟

فهد زعق: قولتلك شوفته .. و الله شوفته بطّل بقا اسلوبك ده .. انت اكيد بتعمل كده عشان تغطى ع القضيه
اللوا صالح متفهم حالته: اولا القضيه إتقفلت خلاص و من فتره و كل اللى كانوا ورا عملية السلاح وقتها وقعوا .. اه فيهم فلت بس ع الاقل قطعنا صلتهم بالبلد
ثانيا انا يستحيل هكون عارف حاجه تبرّآ مالك و اسكت
فهد إتريق: ليه ؟ مجاتش قبل كده و إتهمته قدامى لمجرد توقعه ؟

اللوا صالح وضّح موقفه وقتها زى ما شرحه قبل كده لمالك: اولا انا اه ضغطت على مالك بيك و قولتلك اللى انا كنت عايزُه يوصّله لإنه ينجبر يرجع بس متخيلتش إنك غبى قوى كده يا فهد .. إنك قليل الاصل و ناكر للجميل .. اخوك كان ف ضهرك طول الوقت يحميك و اى قضيه كان بيمسكها كنت انت اول واحد بيحطه ف حساباته و يخاف عليه يمكن قبل أبوكوا و أمكوا بس انت من يوم ما وقع و انت طول الوقت شايفُه نِد .. شايفُه ف ضهرك يوقعك..

كنت عامى وشك و مداريه عنه و يوم ما كنت بتلتفت له كنت بتديله وشك عشان تديله قلم ورا قلم على وشه.. ثانيا انا اما عملت ده عملته عشان مالك نفسه .. مالك كان ف وقت صدمه و بيتصرف من غير عقل و خوفت يعمل حاجه تانيه يضيّع بيها نفسه ..
ثانيا الناس اللى كانوا قصادنا ف القضيه وقتها مالك كان كارت محروق لهم يعنى لو وقع تحت إيديهم خاصة ف حالته دى كان هيخلّصوا عليه .. ف كنت بجبره يرجع عشان يبقى تحت عينيا و مكنش قدامى غيرك اجبره بيك يرجع عشان عارف حبه و خوفه عليك
فهد صوته مبحوح بألم: يعنى مالك مكنش فعلا ف مهمه ؟ مش ف شغله ؟

اللوا صالح إستغرب سؤاله: لو مالك لسه ف شغله كنت لازم انا اول واحد ابقى عارف لإنى مديره المباشر و رئيس فريقه و قراره بيتمضى من عندى .. بس صدقنى لاء محصلش .. محصلش .. مالك مفصول من شغله من يوم حكم القضيه
فهد ملقاش حاجه تانيه يقولها ف مشى بتوهان .. خرج مش عارف يعمل ايه بس اللى عارفُه إنه فى حاجه مش مظبوطه !

عدّى اسبوعين على مالك ف المستشفى متابع علاجه .. ليليان متابعه علاجه و مراد متابعُه من بعيد و مستنى سؤاله عن حلم ع الاقل عشان يفهم منه هو ناوى على ايه بالظبط و منها يقرر هينفذ فكرته اللى جاتله و لا لاء..
لحد ما مالك جاب اخره و قرر يخرج..
مالك زعّق: انا مش محبوس هنا .. انت قررت تساعنى اه لكن مش حابسنى و لا بتحاسبنى
مراد فاهم نرفزته دى مغطيه على ايه: انا لا حابسك و لا حاطك هنا احاسبك لإنى ببساطه معنديش الحق لده .. كل الحكايه إنك لسه تعبان و لازم تكمل علاجك قبل ما تخرج..

مالك إتنرفز اكتر عشان عارف ان مراد فاهم حالته او فاهم هو مستنى منه ايه بس بردوا ساكت: انا مش تعبان .. و لو تعبان علاجى مش هنا .. عايز اخرج
مراد حاول يهزر: طيب ما تقول ان علاجك ف حته معينه او ف حاجه معينه او مع حد معين و انا افهم .. متهيألى اسهل من النرفزه اللى من غير سبب دى
مالك وشه ضلّم فجأه بشكل قلق مراد: عندك حق .. علاجى ف حاجه معينه و مش هرتاح إلا اما اعملها.. ممكن تسيبنى اخرج بقا انا تعبت
مراد بصّله كتير و إبتدى يقلق بجد من ردود افعاله اللى هتيجى بقوة دفع الانتقام: هتعمل ايه بالظبط ؟

مالك دوّر وشه: اعتقد ده ميخصكش
مراد عارف ان مالك ظابط شاطر و محترف زائد إنه انسان ذكى و خطواته مرتبه زائد محنته علمته كتير ف كل ده لو إتحطوا على بعض ممكن يعملوا رد فعل صعب يتقبل او حتى يتحل ..
مالك قام و إبتدى يلبس: انا خارج
مراد بترقب: رايح على فين طيب ؟ البيت يعنى .. اصل
مالك غمض عينيه قوى اما إفتكر اخر ملامح له شافها ..

مراد بغموض: و حلم اصلها
مالك بحده: متخصنيش .. اللى هعمله هيوصلها اول باول
مراد هنا إتأكد ان مالك هيخبّط ف كمّل فكرته: طيب كويس إنها مبقتش تخصك .. الحمد لله
مالك بتلقائيه جسمه إترعش خفيف بس مراد لاحظ ده بسهوله ف داس اكتر اما لقى رد الفعل اللى هيساعده: دلوقت بس اقدر اقولك حاجه كنت خايف من تأثيرها عليك خاصة من الحاله اللى انت طالع منها و تحذير دكاترتك متتعرضش لصدمه تانيه و إلا النتيجه هتبقى ابشع
مالك بيتنفس اوى و مش واخد باله إنه بينهج: حاجة ايه ؟

مراد بخبث: بما إنك طمنتنى إنها متخصكش يبقى لازم تعرفها و انت كده كده كنت هتعرفها
مالك بصّله نظرة واحد بيجيب اخره مع الصبر و مراد بيلعب على اعصابه بتجزيئه للكلام ف رد بغموض ماكر: هى خدت جزاتها خلاص
مالك بلع ريقه بالعافيه او حس ان جوفه نشف و غمض عينيه كإنه هيشوف مش هيسمع !

مراد رسم ملامحه مناسبه ع وشه: بعد الحادثه بتاعتك هى كانت زى اللى كانت مبنّجه او متخدره .. خاصة إنى عرفت إنها عرفت إنك محوّل مبالغ ضخمه برا البلد ب إسم ميرنا .. تقريبا عرفت من حد تبعها شغال ف البنك و عارف إنك جوزها و قبل ما تسآلك عرفت إنك مسافر مع ميرنا و خارج برا البلد و قبل الاتنين دول عرفت إنك مضيتها على تنازل عن ورثها كله بتاريخ يوم فرحكم من غير ما تعرف .. ف حط انت التلاته جنب بعض و طلعلى جمله مفيده
مالك غمض عينيه قوى و إبتدى يرسم شكل صدمتها او تفكيرها بس لسه عايز يسمع اكتر .. حاسس ان الكلام له بقيه ..

مراد سكت السكوت اللى يبوظ بيه اعصابه او يرخيها عن الشد ده: و اللى حصل دفع بتفكيرها بنفس الاتجاه .. يعنى اما تشوف الفلاشه اللى هتبرّأ ابن عمها من قضية نصب مسروقه و ترجع تشوفها عندك يبقى اكيد متخيل افكارها لضمت ازاى .. واحد راح لإبن عمها اخد منه مبالغ بملايين و اخد قروض بإسم مشروع بينهم بملايين و لم كل ده و إختفى .. بعدها الدليل الوحيد اللى هيبرّأ إبن عمها يبقى معاك و بالطريقه دى ف نفس الوقت اللى تحوّل فيه انت مبالغ اد دى لواحده هتخرج بيها برا البلد .. ف كده خلاص معدش ينفع فيها تفكير..

مالك بلع ريقه بالعافيه: بس ده محصلش .. انا مسارقتهاش زى ما فكرت و لا نصبت على اهلها و لا الفلوس دى بتاعتها اصلا
مراد كان فاهم زى ما فهّم مارد بس حب يسمعه: امال ؟
مالك إبتدى يحكيله: انا حوّلت لبنت صفوت الفلوس اللى تخص نصيبه من المجموعه و شغلها
مراد: و الفلاشه ؟

مالك: صفوت لو كان وقع ف التوقيت ده بالذات كنت انا هقع معاه او ع الاقل كان هو اللى هيقع لوحده .. دى مجرد قضية نصب مش اكتر و تدينه هو لوحده ده غير إن هامر كان ممكن يخرّجه منها ف كان لازم الموضوع ده ينام شويه لحد ما الشبكه اللى فرشتها حواليه تلقطه و يقع فيها، اعتقد ده قرار مكنش غلط، مكنش ينفع اقولها..

مراد: و مكنش صح ! اى قرار صح ف الوقت الغلط بيقلب بكابوس
مالك بألم: كان لازم ده يحصل و عشانها مش عشانى، لو كنت سيبتها تاخد خطواتها ف قضية القروض كانت خطواتها هتوديها برجلها لعند صفوت و انا مكنتش اضمن رد فعله ! مكنتش اضمن حتى هعرف الحقها لو جرالها حاجه و لا لاء ! يعنى حتى لو إتغاضينا عن جزئية ان وقوع صفوت كان هيأذينى و يأذيها و يأذى الكل ! كان هيبقى مطلوب منى احدد موقفى اللى لو كان معاه كانت هى هتتأذى و تشيل الليله و لو كشفت نفسى كنت انا اللى هتأذى عشان مكنتش لسه لميت كل الخيوط بتاعتهم ف إيدى..

مراد كان متأكد او واثق من ده و قال كلامه ده سابق: طب و هى تعرف الكلام ده ؟ دى تقريبا شافت باقى الحاجات اللى ف الخزنه
مالك زعّق و مش عارف هو بيزعق لنفسه و لا لها: كان لازم تسألنى..

مراد بيلاعبه بالكلام كإنه بيمهد لحاجه: و انا مش هقولك تخيل شكل صدمتها فيك لحظة ما كل ده وقع على عقلها ف كان لازم يخدره .. و لا هقولك حط نفسك مكانها و تخيل ان لو هى اللى مكانك و انت ف لحظه واحده جات فجأه عرفت ان الانسانه اللى إتحديت الكل اهلك و ظروفك و مجتمعك عشانها تطلع خاينه و مش اى خيانه .. لاء خاينه لمبادئها و اخلاقها و للوعود اللى بينكم و حسيت بين لحظه و التانيه إنك قدام واحده غريبه متعرفهاش ..بس هقولك خلاص معدش ينفع .. خدت جزائها..

مالك هنا رجله نزلت بيه ع الارض لوحدها ف لحق نفسه و قعد ع الكرسى ..
مراد هنا حدف القنبله ف وشه بعد ما مهدلها: بعد الحادثه الخبر كإنه فوّقها او صحّاها .. حصلها نزيف مفاجئ نتيجة صدمة عصبيه و مقدرتش تستحمله و إنتهت
مالك بصوت تايه: إنتهت ؟

مراد اكّد على كلامه: كان لازم تموت بعد كل الصدمات دى ورا بعض و جات صدمة موتك فوقهم .. معرفتش تستحمل خاصة اما فاقت من تأثير الصدمه و إكتشفت هى عملت ايه بالظبط
مالك بمنتهى التلقائيه من غير ما يفكر ف اللى هيقوله وقف و فضل يزعّق: و مقولتولهاش ليه إنى مموتش ؟ إنى عايش حتى لو كان مجرد احتمال ؟ انت متدخلتش ليه ؟ و لا عشان القضيه محتاجه موتى ف تموت هى كمان بقا ما ف داهيه..

مراد كان خلاص سمع اللى عايزُه او إتأكد من حاجه: حتى لو كانت الصدمه سابتها عاشت او انا سيبتها تعرف إنك عايش القانون مكنش هيسيبها
مالك بيزعق من غير وعى: و انت مين سمحلك تتكلم بإسم القانون ؟ انت فاكر نفسك جلاد ؟ حتى لو هى نصبت نفسها قاضى و جلاد ف كانت ف صدمتها لكن انت كنت فين اما تقرر تسيبها فريسه للموت و تقول هى كده كده كانت هتتحاسب ؟ و حتى لو مالهاش عذر ف مش من حق حد ابدا يحكم على حد بالبشاعه دى
مالك كان شايفهم إنهم منعوا عنها خبر حياته او نجاته من الموت حكما عليها بعقابها و ده اللى موّتها زى ماهى حكمت عليه بالموت حكما عليه بعقابه ..

مراد بص ف عينيه مباشرة: يلا ده نصيبها
مالك غمض عينيه قوى ...دوّر وشه و اما ملقاش حاجه ممكن تتعمل ف لحظه زى دى ربّع إيده ع الحيطه و دفن راسه فيها .. بيحاول يقنع نفسه إنه موجوع عشان النار اللى جواه منها مش هتهدى و إنه كان معتمد يهدّى النار دى بحسابها .. بس .. بيقنع نفسه ان زعله على نفسه .. بس ياترى دى الحقيقه !
مراد راح عليه بهدوء: مالك انت
مالك من غير ما يتحرك: عايز ابقى لوحدى
مراد: يلا عندى ع البيت..

مالك معرفش يعترض .. مش عارف ليه ف اللحظه دى حس إنه يستحيل هيعرف يدخل بيته تانى .. يمكن اول ما فاق و لحد من دقايق كان مقرر يرجع بيته كإنه هيستحمل يدخله بعد اللى حصله فيه لكن دلوقت لغى مجرد التفكير يروحه .. كإن موتها اصعب من موته او النار القايده جواه اشد من النار اللى خلّصت عليه .. موجوع وجع مبقاش عارف جاى منين !

مراد كان فاهم كويس احساسه او بمعنى ادق هو اللى قرر يرسم احساسه ده عن قصد عشان يعرف يلجّم شويه إندفاعاته ف اللحظات اللى بعد الصدمه ..
مراد اخده و خرج من المستشفى كلها: هخدك ع البيت عندى زى ما قولتلك .. لازم ترتاح و بعدين انت اللى هتكمل
قضيتك للاخر و انا لسه عند كلامى ف لازم ترتاح عشان تعرف تعمل ده
مالك بصوت بيطلع بالعافيه: عايز اروحلها
مراد إبتسم إبتسامه خفيه و هو شايف ان خطوته كانت محسوبه منه بدقه: مفيش مشكله ترتاح الاول و
مالك: لاء ودينى الاول..

مراد غمض عينيه يكتم الابتسامه اللى مش وقتها: طيب
مراد كان عامل حسابه لطلب زى ده من مالك من يوم ما ممهدله إنه هيقوله كده ..
كان واخد مكان لوحده جوه منعزل شويه عن مقابر عيلته فيه قبر لهمسه و لولاده اللى إندفنت فيه الجثث المزيفه و كان عامل جمبهم قبر فاضى سايبُه له يندفن معاهم و اما طلعوا ولاده عايشين ساب المبنى ده كله للقبور و قفله ع الجثث اللى طلعت مش اهله .. بس اما حصل موضوع مالك زيّف القبر اللى كان له و حط عليه إسم مالك ..

من يومين كلّم الحارس بتاع المقابر اللى تبعه حط على قبر من اللى برا خالص ف نفس المدافن لعيلته يافطه ب إسم حلم ..
مراد اخده و راح و بمجرد ما وصل شاف عربية حلم ع الطريق ف عض شفايفه بغيظ و عارف إنه لو قال لمالك نرجع مش هيرضى ف توّه السكه و دخل من ناحيه تانيه بحيث ميشوفش عربيتها برا .. دخل و دعى تعدى على خير..

بمجرد ما وصلوا مراد وقف بالعربيه و نزلوا اخده للقبر اللى حط عليه إسمها و ده كان برا خالص ف اول مدافن عيلته و شاورله ..
مالك بمجرد ما لمح إسمها بين القبور جسمها كله إتلبّش او إترعش .. إتسمر مكانه .. حس الدنيا و الزمن و الحياه كلها وقفت بيه .. للحظه دى نسى مرارة جرحه .. للحظة دى حس ان ولا جروح الدنيا بحالها تسوى حاجه جنب جرح زى وقفته دى !

حلم جوه قدام قبره بتعيط .. بتعيط قوى .. بحرقه .. بتعيط على حاجات كتير .. على مالك و اللى شايفاه غباء منه و اللى شايفاه سبب اساسى ف فرقتهم عن بعض .. مبقتش شاكه فيه ماشى .. و من قبل ما مراد يبرّأه .. من وقت ما فاقت من تأثير صدمتها ..

بس ايا كانت اسبابه ليه معرّفهاش كل حاجه من الاول ؟ ليه محطهاش معاه ف الصوره ؟ ليه معملهاش جزء من حساباته ؟ ليه خبّى ؟ كان محتاج ايه عشان يقول ؟ ثقه ؟ طب ما انا إديتهاله مره بعد مره و كنت بشوف بعينى غلطه ورا غلطه و اغمض عينيا بسرعه عشان مشوفهوش وحش ؟ كنت دايما بسمع صوت قلبى و هو بيقدمله عندى عذر ورا التانى .. كان لازم هيجى وقت و اتعب .. ازهق .. عقلى يرهق من كتر الححج و الاعذار .. عينيا تتعب من كتر ما غمضتها .. كام لازم يعمل حساب ده و ان اليوم ده هيجى و كان لازم يحطه ف حساباته .. يختبر ثقتى بس بحدود .. يحط طاقتى ف حساباته .. محدش بيتحمل للملا نهايه .. محدش .. ليه كده يا مالك ؟ لييه ؟

مالك قدام قبرها مش عارف يقول ايه .. يلوم مين بس .. هى و لا هو و لا الظروف و لا المجتمع و لا الناس .. ليه يا حلم ؟ كنتى محتاجه ايه غير الامان و إدتهولك .. اوعى تقولى إنك مكنتيش ف امان معايا .. برغم كل الخطر اللى انا كنت فيه بس إديتك الامان .. ده انا رجعت عن سكتى عشان الخطر اللى عليا ميبقاش عليكى .. مشيت للصح و كنتى الرفيق و الدافع عشان تبقى ف امان..

للحظه دى بس مكنوش اتنين مجروحين .. دول كانوا اتنين عشاق كتب القدر على كل واحد فيهم يعيش جرح موت التانى و هما على قيد الحياه ..
مراد بص وراه و بص على مالك و رجع بعينيه ورا بتوتر و رجع بص لمالك اللى مديله ضهره و إتوتر..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 18 < 1 2 3 4 5 6 7 8 18 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، دستة ، ظباط ، اثاره ، رومانسيه ، تشويق ،











الساعة الآن 07:05 AM