
مايزيدني طمأنينة أن الله يعلم وأنا لا أعلم، يعلم بأن فوضى أيامي ليست فوضى بل مرتبة بشكل دقيق لا أدركه.. يرى الرؤية الغير واضحة لي بشكل واضح جدًا... ان الأمور كلها أمام الله تتجلى بشكلها الحقيقي دون أن يخفى عليه شيء.. أليس الله بقادرٍ عليها!
<a name=\'more\'></a>
صباح يوم جديد
خرجت وجد من غرفتها لتري فوضي عجيبه في ساحه قصرهم والهواء يداعب ستائر النوافذ بقوه، فدلفت الى اسفل باحثه بعينيها عن شخص ما، تسير بخطى متثاقل، تتارجح عيناها يمينا ويسارا الى ان صُدمت في طريقها بفايز .. شهقت مفزوعه متراجعه للخلف قائله:
- مش تفتح .. !
عقد حاجبيه قائلا
- تؤ .. صباحو يابت عمى والله البيت من غيرك ملهوش حس، جدى الله يرحمه كان يقول عليكِ نوارة البيت وانت نوراه فعلا .
نظرت له باشمئزاز
- والنبي حل عن طريقي مش فاضيالك ...
وقف امامها كى يعيق طريقها قائلا
- اصبري بس .. انا عاوز اراضيكى واجبر بخاطرك، مانت عارفه ياوجد مش بيدنا، وانا والله ماكنتش عاوز اخدعك، كل اللي في الموضوع كنت عاوز اجر رجلك عشان لما تدوقى حلاوة الشغلانه معانا فعمرك ماهتسبيها ..
زفرت باختناق محاوله رسم بسمه مزيفه
- اللى فات مات ياولد عمى .. قول لى هو ادهم فينه مش باين ليييه !
وضع كفه بداخل سترته ليمررها على صدره بعيون لامعه
- ممممم .. ادهم ! ادهم موجود بره عيفطر مع عمك فُطرة ملوكى .. العروسه مستعجلة على كتب الكتاب يااك !
لاحت له بكفها باشمئزاز لتتركه وتغادر فاردف فايز بصوت جمهوري قوي
- يلا شدوا حيلكم عشان ناوين نعملوها انا وورد قريب ..
رددت من خلف صفى اسنانها المنطبقين بنبرة ساخرة
- عشم ابليس في الجنه ...
وصلت الى حديقه منزلهم الواسعه التى يحاصرها الاشجار العاليه من كل الاتجاهات، فتنهدت بثبات ثم اقتربت من الطاولة التى يجلس عليها ادهم وحيدر مردفه بابتسامه زائفه
- صباح الخير عليكم ..
ادهم رمقها بسخريه
- اهلا .. اهلا بالعروسة اللي طفشت يوم فرحها ..
هزت رأسها نفيا قائله
- مش وقته الكلام دا .. واظن ان مدير المستشفي بنفسه كلم عمك وقاله ان الامر كان بره ايدينا ودى اروح ناس ..
تنحنح حيدر بخفوت ليردف
- خلص الكلام ياادهم .. بت عمك ادرى بمصلحتها ..
وثب ادهم عوده امامها قائلا
- المهم .. هنتجوزوا ميته ياست الحسن والجمال ..؟
تأرجحت عينها وخفق قلبها بجوفها لتردد
- مش وقته .. عاوزك لحالنا ..
ارتشف حيدر من كوب الشاي بيده قائلا
- روح شوف مرتك يا ادهم عاوزه اييه .. من اولها اكده اسرار مابينكم !
حاول ادهم ان يمسك كفها ولكنها ابتعدت عنه سريعا وسبقته في الخطى، فتبع خطاها متوعدا
- صبرك علىّ يابت ساالم ... !
وصلا الاثنين الى مكانٍ بعيدا عن الانظار فاردفت وجد قائله بنبرة ممزوجه مع صوت الهواء القوى
- هنبدا الشغل امتى ؟!
عقد ادهم حاحبيه باستغراب
- شغل ايييه يابت عمى ؟!
- الشغل يااادهم .. متستهبلش ..
ضرب جبهته بكفه مطصنع التذكار
- ااه قصدك البودرة ! اسكتى ياوجد مش انا توبت وبطلت خلاص، وقررت انضف عشان ابدا معاكِ حياة جديدة .. مش انت كنتِ عاوزه اكده ..
عقدت ذراعيها امام صدرها مردفه بسخريه
- والنبي ياادهم متعملهمش علىّ !
هز رأسه نفيا ثم دنى منها اكثر فتراجعت هى للخلف بجسد مرتعد فاردف قائلا وهو يحاول ان يلمس خصيلات شعرها
- وجد .. انا ماعدش ليا في السكة دى ! وكمان لازمن ابقي شخص يليق بيك وامشي عدل عشان استاهلك، واذا كنت غلطت زمان فانا بتغير عشانك اهو ياوجدانتى، بس انت ارضي عنى !
ابتسمت بسخريه وعدم تصديق لتردف عليه جملتها الاخيرة قبل ان تنصرف من امامه
- طيب على العموم فكر ودورها في دماغك .. وافتكر انى موافقه اشتغل معاكم منا من حقى أأمن مستقبل اخواتى بردك .. خد وقتك يا ادهم ... سلام ياولد عمى .
قهقهه ادهم ساخرا
- كان على عينى ياعروسه .. بس خلاص بطلنا والحمد لله ...
- قول اللي جواك ياسعت النقيب .. مرتك مع امها بره .
اردف حمزه الخياط جملته بوقار وهو يزيح ستار النافذة .. فاعتدل النقيب حمزه من مرقده مردفا بكلل
- والله ياحمايا بتفهمنى من غير مااتكلم .
جلس حمزه بجواره قائلا بثقه
- دانا اللي مربيك .. مين عمل فيك اكده ياباشا ..
تنحنح النقيب حمزه قائلا
- بص انا شاكك ان حركه زي دى ماتطلعش غير من العتامنه ..
التفت اليه الخياط بصدمه مردفا
- العتامنه ! وانت مالك بيهم ياحمزه دول عيلة واعرة وكلها لبش .
اندفع حمزه منفعلا مرددا
- واعرين على روحهم ياخياط .. دول وقعوا في طريق اللي مايرحمش ..
- طب وطى حسك احسن مرتك تسمعك وتخلينى اتصرف وانقلك من قنا دلوق ..
قهقهه حمزه بصوت مسموع
- انت بتقول فيها .. دي بتك وانت اللي عارفها اكتر منى .. المهم اللي حصل دا انا مش هعيديه بسهولة .
الخياط بشموخ: اهدي بس وفهمنى اي سر العداوه بينك وبينهم !
تنحنح حمزه باحراج مردفا
- انا عارف انك هتغلطنى .. بس افهم الموضوع الاول وبعدين احكم .
- خيررر ياولد اختى ... قوووول .
"سليم هو مش كفايه نوم !"
اردفت ماجده جملتها وهى تتمايل بجسدها فوقه لتوقظه من النوم .. فاعتدل سليم مرددا
- خير ياماجده في ايه !
فرك كفيها بارتباك
- كفاياك نوم وقوم اقعد معايا شويه .. ليك كتير غايب ياسليم .
رمقها بنظرات ساخره مردفا
- ماجده هو احنا مش اتفقنا !
هزت راسها بالنفي لتقول بعناد طفولى
- لا متفقناش وانا رجعت في كلامى ياسليم وانا مرتك قدام ربنا وبحبك ورايداك ياولد عمى ولو سبتك هابقي غبيه ..
زاح الغطى متاففا هاتفا بصوت مختنق
- لا دا كان حديت عيال اياااك ! ماهو مش بكيفك ياماجده .
اتبعت خُطاه وهو تردد
- ماهو مش بكيفى ياسليم دا امر قلبي ..
جز علي اسنانه بنفاذ صبر ثم وقف كى يستدير لها بجسده قائلا بغضب مكبوت
- وقلبك هيكون راضي انه يفرض نفسه عليا ياماجده !
- قلبي راضي باى حاجه الا انك تبعد عنه ,, سليم عاوزه منك فرصه واوعدك لو مقدرتش هسيبك بعدها .. ومش هتشوف وشي تانى ..
استعدت لبدء يومها الدراسي الجديده مرتديه زيها العادى، ثم وقفت امام المرآه كى ترفع شعرها على هيئة ذيل حصان مردده بيأس
- هتفضل زعلان منى كتير كده يامحمد ! ياربي انا تعبت !
ثم استدارت بجسدها كى تتناول حقيبتها، ثم تذكرت انها لم ترتدى حذائها بعد فعادت سريعا لترتديه ناظرة في الساعه وجدتها السابعه والنصف
- ياربي انا اتاخرت خاالص ..
ركضت سريعا لتخرج من غرفتها ولكنها هدأت من خطاها امام باب غرفة محمد، فالقت نظرة خاطفه على ساعه الهاتف قائله لنفسها
- يلا مش هيحصل حاجه لو اتاخرت ٥ دقايق كمان ..
دقت باب الغرفه برفق لكن دون جدوى لم تلق ردًا، فعزمت امرها ان تفتح الباب، وضعت كفها فوق مقبض الغرفة لتدلف ببطء ثم استدارت كى تغلقه بهدوء حتى لا تزعج منامه .
وقفت مكانها تتفتن معالم جسده الرياضى الذى اخفق الغطاء ان يسترتها فتبسمت بشوق قائله
- وحشتنى يا ابن الايه..
ثم تنحنحت بخفوت قائله بصوت رقيق
- محمد .. انت نايم !
فتح جفونه بتثاقل وهو يتفتنها بطشاش قائلا بصوت كله نوم
- يسر ! حصل حاجه ؟!
تشبثت في حيبتها اكثر فرددت قائله
- انا نازله الجامعه، محبتش انزل غير لما استئذنك الاول ..
اعتدل محمد في نومته ثم اردف قائلا
- عاوزه فلوس ؟!
هزت راسها نفيا قائله
- لا مش محتاجه .. اصلا معايا ..
زفر محمد بضيق فمد كفه نحو حافظه نقوده ثم اعطاها اليها قائلا بحده
- خدى اللي يكفيكى وزياده يايسر وبلاش مناهده ..
- والله يامحمد معايا ...
- ليه نزلتى تشتغلى من ورايا .. !
تارجحت عينى يسر بحيرة حتى جلست بجواره بتلقائيه وهى تفتح حافظة نقوده قائله
- يووه اهو هاخد .. بس متتعصبش .
فاق محمد من سطو نومه ليتأملها بذهن يقظ، وقلب يتراقص على روائح قربها، شعر وكأن مراجل الشوق تتوق بجوفه ليظفر بها، تنحنح بخفوت محاولا خلق حديثا معها
- خدتى فلوس !
هزت رأسها ايجابا
- اااه حتى شوف ...
كُورت اصابع قدميه من لهيب شوقه لها فاردف قائلا
- تحبي اجى اوصلك !
هزت راسها نفيا
- لا السواق تحت .. انا همشي بقي عشان عندى محاضرة ٨ونص ويادوب الحقها ..
فوجئت بكفه تقبض على ساعديها ويسحبها بقوة اليه مما جعلها ترتطم باسوار صدره العاري شاهقه بفزع
- محمد ... في ايه ؟!
ازاح شعرها جنبا لينهال على عنقها بقبلات تلتهمها باشتياق حتى تناست نفسها بين ذراعيه .. فهمس محمد في اذانها قائلا
- وحشتينى اوى على فكرة ..
تعمدت ان تبتعد عنه مردفه
- انا زعلانه منك اصلا .. وبعدين مش فاضيالك عندى جامعه ومحاضرات كتير ... وانت خليك مقموص كده .
جذبها من خصرها كى يبسط جسدها في منتصف مخدعه ثم انحنى بجزئه العلوي فوقها قائلا
- انت هتستهبلى ! كليه تجارة دى بينجحوا فيها بالحب متعمليش فيها انك مشغوله قوى يعنى ..
كتمت صوت ضحتها مطصنعه الزعل
- انسي .. انا اصلا جيت اخد اذنك عشان انا زوجة مطيعه، ومش معناه اننا نتصالح .. كمل في عنادك وزعلك بقي براحتك اصلا انا اتعودت ..
طبع قبله خفيفه على انفها قائلا بحب
- منا خلاص قررت اصالحك دلوقت ..
- والمحاضرة !
- احم جوزك اهم ولا ايه !
تغنجت بين ذراعيه متعمده ان تعبث باناملها فوق صدره لتقول بدلال
- ما جوزى سايبنى كل دا لوحدى ..
- عشان حمار ياباشا .. اللي يسيب العسل دا لوحده ..
ظلت تتمايل بجسدها امامه عينيه قائله
- يعنى خلاص سامحتنى !
- هتكرريها تانى ؟!
هزت رأسها نفيا لتقول بدلال وهى تقطم شفتها السفليه
- تؤؤ .. عمري ..
- ويبقي انا عمري ما هبعد عنك تانى ..
- بس انت قسيت عليا اوى يامحمد .. يسر حبيبتك تستاهل منك كل القسوة دى ؟!
ظل يعبث بانامله في ازرار ( الشميز ) قائلا بلهفه
- مانا هعتذرلك حالا عن كل القسوة دى !
طوقته بذراعيها وهى تناديه بضياء عينيها قائله
- انسي .. مش بمزاجك على فكرة ليا شروط عشان نتصالح ..
رفع رأسه بعيدا عنها قائلا بسخريه
- والله انت اللي بتتشرطى دلوقت ! امبارح كنتِ تتمنيلى الرضا بس ..
رفعت حاجبها الايمن بثقه قائله
- دا امبارح لما كنت عامل فيها زعلان .. فطبعا مكنش يهون عليا زعلك .. اما دلوقتى كرامتى نقحت عليا فسيبنى اعيش الدور بقي ..
دنى قليلا منها كى تمتزج انفاسه بانفاسها قائلا
- وحرم محمد الهواري تأمر بأيه ؟!
تارجحت عينيها ثم اردفت بدلال
- طيب بوسنى الاول عشان اقولك !
رفع حاجبه مستنكرا، فتبسم ولمعت عيناه قائلا
- ما بلاش ! لو عملت اللى بتقوليه دا مش هديكى فرصه تنطقى ..
- احممم .. خلاص ياعم، اي رايك نروح نقضي شهر العسل المنظور دا ؟!
- ياباشا انت اي مكان جمبك مَنحل اصلا كله عسل ..
هزت رأسها بتحدٍ
- قولت لا .. نسافر شرم الشيخ او السخنه سوا وإلا مش هصالحك وهقوم اروح جامعتى وانت بقي كمل زعلك ..
- الله ! دانتى بتساومينى بقي ؟!
- بصراحه ! ااااااااااه .
طبع محمد قبله آخري على وجنتها بحنو ثم اردف بثقه
- طيب ولو قولت لا مش موافق ! ومافيش سفر .. هتقدري تقومى وتهربي من حصاري دلوقت !
اكلت شفتيها من كثرة الارتباك محاوله ان تبعد عيناها عن اسهم انظاره التى تُفتت قلبها عشقا، الى ان انتصر شوقها بداخلها حتى حدقت النظر بعينه قائلة بخفوت
- احم .. انت وحشتنى بجد على فكرة يعنى ..
ضحك محمد بصوت عال مرددا بانتصار وهو يلتهم شفتيها
- مانا بقول كده من الصبح انت اللى مصممه تضيعى وقت ...
" انا حضرت الفطار علي فكره .. تحب تفطر هنا ولا في الصاله "
يجلس عماد في تراس شقته يتنسم نفحات الصباح العطره .. فدخلت نورا عليه بهدوء والهواء يطاير شعرها وملابسها فاردفت جملتها الاخيره .. نظر لها عماد بضيق
- ماليش نفس !
تنحنحت بخفوت ثم اردفت بحنان
- انت اضايقت لما عرفت ان في حد في حياتى !
فوجئي من رصاصة سؤالها الغير متوقع فصمت لبرهه مردفا
- دى حياتى انت حره فيها .. كل واحد مننا جوه شخص مستحيل ينساه .
اكلت شفتيها من كثرة الارتباك مما كان اثر حركتها كافيا ان يشعل النيران بجوفه فنهض سريعا كى يهرب من جيوشه التى تجذبه اليها بقوة
- انا نازل .
- بس احنا لسه متكلمناش !
- مش لازم .. الكلام مافيش فايده منه .
حاولت خلق حديث معه فقالت
- رايح فين طيب .
- رايح ازور قبر نيره وحشتنى .
خرجت جملته الاخيره من بين شفتيه بدون رقابه او وعى كانه قاصد ان يخبرها لازالت ذكرى زوجته تحاصره .
طُعن خنجر اخر بجوفها مما ادى الي تراجعها للخلف مردفه
- تمام .. اتفضل .
تبادلا الانظار لعدة دقائق حتى انتصرت اقدام عماد على جيوش قلبه التى تقنعه بالبقاء بجوارها اكثر .. فتحرك من امامها بتثاقل فظلت تراقبه بعيون دامعه وقلب تجثو عليه بكفها كى يتزن فهى تخشي ان ينكشف عنها ستار الحب فتنفضح امامه .. وكأن الحب اصبح همها الوحيد الذي تخشاه دوما .
"علي فكرة انت حقيقي اجدع اخت في الدنيا كلها "
قالت وجد جملتها وهى توقظ اختها من سُباتها التى قامت لترتمى بحضنها هامسه في اذانها
- وصية ابويا انك انت وسليم تفضلوا مع بعض طول العمر .. وانا بحاول اساعدكم على قد مااقدر ..
ربتت وجد علي ظهرها بحنان
- بسببك انا وسليم اتجوزنا اهو ياورد .. وحقيقي انا مديونه ليكى بعمرى كله ..
اتسعت ابتسامه اختها متنهده
- وده احلى خبر قولتهولى امبارح قبل ما انام .. ربنا يسعدك ياوجد ..
نهضت وجد سريعا لتمسك كفها
- طب يلا بقى انت طالبه 3ث ومش عاوزين دلع وانا قررت اقعد معاكى طول الفترة دى عشان تعدى امتحاناتك على خير .. وتقفى في ضهري فالمستشفي .. يلايلا ياست الدكتورة بطلى كسل .. زي ماابويا كانت امنيته اتجوز سليم .. فكانت امنيته بردو انه يشوفنا كلنا اكبر دكاتره في الدنيا وانا مش هسيبك غير لما نحقق حلمه سوا .
- مش جدعنه دي ياوجد على فكره .. انا لسه موجبه معاكى وانت تقوليلي ذاكري بدل ماتدينى اسبوع اجازه !
سكبت وجد فوق راسها كوب المياه قائله بمزاح
- اجازه في عينك ! قووومى يلا يااابت والا انت عااارفه
بعثرت المياه من فوق راسه وهى غائصه بضحكها العالى
- خلااص والله هقوم اهو وامري لله .. لقد وقعنا في الفخ ...
طرقت باب غرفته بخفوت ثم اردفت قائله
- مجدى انت صحيت !
كان يربط في رابطه عنقه ثم تحرك ليفتح باب الغرفه مردفا
- في حاجه يادكتورة ..
ابتسمت بخفوت ثم هتفت
- انا جهزت الفطار تحت .. ممكن نفطر سوا !
رفع حاجبه بعدم تصديق قائلا
- انت متأكده انك مش سخنه !
- الله ! خلاص هرجع في كلامى !
- لالا وعلى اي احنا ماصدقنا الشمس تنور شويه .
ابتسمت بهدوء مردده
- طيب هستناك تحت !
ظل يتأملها طويلا محاولا استيعاب تغيرها المفاجئ .. فقربت منه فجاه مما زادت دهشته قائله
- تحب اربطلك الكرافت !
- كمااااان !
- بعرف والله اربطها .. متقلقش .. حتى استنى وشوف بنفسك .
رددت كجدي قائلا باستغراب
- سبحان من مغير الاحوال !
شرعت صفوة في عقد رابطه عنقه وهى تقف امامه لم يفصل بينهما مسافه تُذكر .. لم يزيح عيناه عنها مطلقا .. لاول مره يتأمل ملامحها بهذا القرب لاول مره يتفتنها خلف حائط النظاره الطبيه التى تخفى جمالها .. رفعت انظارها له متسائله
- بتبصلى كده ليه ..
تنحنح بخفوت ثم قال
- ما انت حلوة اهو اومال سمعتك وحشه ليه ..؟!
رفعت حاجبها وهى تبتعد عنه للخلف مردفه
- يا سلام !
هز مجدى راسه بتلقائيه محاولا اصلا ما ارتكبه قائلا
- مش قصدى .. يعنى بيقولوا انك صعبة وشديده وو وكده يعنى
- امممممم .. وانت شايفنى ايه دلوقتى !
تنهد بحب مردفا
- قمممرر .. قمر الله يخربيتك .
احمرت وجنتها خجلا ثم استدارت بجسدها مردده
- هستناك تحت متتاخرش .
شعر مجدي بالكره الارضيه انحدرت عن مسارها لتدور خلفه فاصابته بغيبوبه سحرها قائلا بتنهيده
- يخربيت كده يااجدعان .. ما البت حلوة اهى وطلعت رومانسيه كمان اومال قالقينى منها ليييه !
- انت اكيد اتجننت يااحمزه .. بتستغل نفوذك وسلطتك عشان تخدم صحابك ! هو دا اللي انا ربيتك عليه .. !
زمجرت رياح غضب حمزه الخياط ناهرا ابن اخته بجملته الاخيره، فاعتدل النقيب حمزه من فراشه ليجلس موازيا له
- ياخياط .. سليم بيحبها وانا كنت عاوز اساعده .. وعموما المحضر اتقفل خلاص وحتى الراجل بتاعهم طلع ..
- ااه وطبعا مش هتعدى عليهم حاجه زي دى والعتامنه لازم ينتقموا ..
- انت بنفسك علمتنا نحارب عشان حبنا ونساعد اللي عاوز يوصل .. متعصب ليه دلوق !
- شووف ياحمزه ياولدى انا معاك ويمكن لو كنت مطرحك وفي سنك دلوق كنت هعمل زي ماانت عملت، بس حمزه الخياط عيتكلم من باب العقل ..
- انا فاهم والله ياخالى، بس مكنش قدامى حل تانى، العتامنه دلوق فتحوا باب الشر معنا كمان !
حمزه الخياط باستغراب
- نعم ؟! ناوى على ايه ياحضرة النقيب !
- هرجع حقى ياخياط دول طلعوا عليا بلطجيه، وكنت هروح فيها ..
- اعقل ياحمزه ياولدى البلد مش نااقصه وانت اللى عارف كده مش انا اللي هقولك ..
- طب والعمل ياخالى ؟!
- لازم ازور راجح الهواري في اقرب وقت ..
بمجرد ما انتهى حمزه الخياط من جملته دلفت وعد وابنتها فالتفتا الاثنين اليهم، فاردف الخياط لزوجته
- عشق عامله ايه ياوعد ..
ربتت وعد على كتف ابنتها
- عادى ياحمزه مشاكل الحمل العاديه يعنى ..
تحركت عشق نحو زوجها لتجلس بجواره قائله
- يلا عشان ننزل سوهاج .. انا مش هسيبك هنا لوحدك ..
تنحنح الخياط مردفا
- هننزلوا ياحبيبتى، بس في مشوار اكده لازمن نروحه الاول ...
تسير ساميه بدلال مرتديه حذاء بكعب عاالى وفوقه عباءة مجسده لمعالم جسدها ثم جلست بجوار حيدر قائله
- كبير العتامنه .. صباحك فل ..
زفر حيدر دخان سيجارته قائلا
- خير ياساميه .!
رفعت ساميه حاجبها مستنكرة وهى هتز برأسها
- خير خير ياخوى .. الا قولى صووح كنت راجع البيت في نص الليل امبارح يعنى .. هو حصل حاجه ياخوي ؟!
ارتعشت كف حيدر فسعل بقوه مرددا
- وانت مالك ياساميه .. لساتك عتقوليلى كبير العتامنه، يعني يتصرف كيف ماهو حاابب !
- ااه يتصرف براحته، بس لو عرفنا انه علي علاقة باعدائنا يبقي لينا قول تانى ؟!
نظر إليه بقلق بالغ قائلا بتردد
- قصدك ايييه ؟!
- اي اللي بينك وبين ثريا ياحيدر يخليكم مع بعض لنص الليب امبارح ..
وقف حيدر متمهلا ليردف بصدمه
- ايييييييييييه ! انت عتخرفي ياامره ؟!
قهقهت بصوت انثوى مرتفع لتقول
- متخفش سرك في بير .. بس كل اللى شاغل راسي دلوق يعنى كيف الهواره سايبين حريمهم دايره على حل شعرهم كده لنص الليل طب والله عيبه فى حقهم ! إلا قول لى عرفي ولا تسالى ..
جهر حيدر بصوته العال قائلا
- انت مرة قليلة الحيااا ..
وضعت ساق فوق الاخري لتتكلم بشموخ
- لا عييب اقعد كده نتفااهموا ونوصلوا لحد مرضي، عشان النفوس تتراضي .
ظل يرمقها بعيونه الصقريه لبرهه ثم جلس متأففا
- عاوزة ايه ؟!
- تعجبنى ...
- انجزززى ..
التوى ثغرها متبسما بمكر مردفه
- وجد وادهم جوازتهم تتم بكرة ..
- قولى لولدك يتلحلح بدل ما البت عتسوقه كيفه كيف البهيمه ...
- فشششر ياخويا .. هو عيحبها مش اكتر والقلب ومايريد عاد ياحيدر باشا وانت ادري ...
تقلب في جلسته فوق جمرات القلق مردفا
- اللى بعده ...
شرعت ان تتحدث ساميه لتكمل اوامرها فقطعهم قدوم رجل من رجاله قائلا
- حيدر بيه ..عاوزك .
- في اي يازفت انت كمان ...
ضحكت ساميه مردده
- قول قول مافيش حد غريب، مصالحنا واحده ..
حيدر باختناق: رد ياغفير الغبره في ايه .. ؟!
- الرجاله اللى امرتهم يخلصوا على الظابط .. خدوا الفلوس وهربوا والظابط لسه عايش ف المستشفى ..
ابتسمت ساميه بانتصار مردفه
- حتى الحكومه مش راحمها ياحيدر ! طب العب على قدك ؟
ضرب الغفير بعكاز القوى قائلا
- غور من وشي جالك الفقر ...
نهضت ساميه من مقعدها لتجلس بجواره مردفه
- ماتجي نحط ايدنا في ايدين بعض .. انا اخطط وانت نفذ .. بدل خطط العيال دى ! قولت ايييه !
" طيب مش حضن جوزك حبيبك احسن من الجامعه بلى فيها "
اردف محمد جملته وهو يقربها منه لتستند برأسها فوق صدره فهتفت قائله
- انت هتقول فيها انا اصلا مكنتش طايقه البيت ولا ايه حاجه طول ما انت زعلان منى ...
تنهد محمد باسي
- جرحتينى اوي يايسر .. مكنتش متخيل انها تيجى منك ..
- والله يامحمد كنت مفكرة انها فترة مؤقته على بال ماتهدى الامور وبس .. مكنتش متخيله انك هتزعل اوى يعنى ..
عقد حاجبيه مستنكرا ليقول
- لما اشوف مراتى بتاخد حبوب منع حمل من ورايا عاوزانى اسكت !
- اووف يامحمد خلاص بقي متفكرنيش .. واقفل على الموضوع ..
- يايسر الموضوع كده كده لازم يتقفل بس لازم بتقفل على نضافه، كل واحد مننا يعرف هو غلط في ايه عشان الغلط مايتكررش ونعرف نكمل .. انا مش بتكلم على حبوب منع الحمل وبس، انا بتكلم فيما بعد ماينفعش تعملى حاجه من ورايا ماينفعش تخافى منى اصلا ماينفعش تخافى وانا معاكى، اقتلى القتيل وتعالى قوليلى ندفنه سوا، لكن لوخبيتى عليا انا ممكن ادفنك معاها ومش بهزر ..
احتنضنت خصره بذراعها برفق مردده
- انت قلبت ليه .. ماحنا كنا كويسين من شويه !
جذبها اليه اكثر كى يسد الفراغات بينهما قائلا
- حبك غلبنى اعمل ايه ! ماهونتيش عليا اعاقبك اكتر من كده .
- وانا وعدتك انى مش هزعلك تانى !
- مش فكرة زعل .. لسه هنشوف كتير ف الدنيا،، فكرة انك تخبي منى هى دى الكارثه محدش بيخبي غير الخايف، وطول ماانتِ حاسه بالخوف معايا مظنش انى استاهل حبك .. ولا ايييه .
- صح .. كلامك كله صح، وخلاص والله عيلة وغلطت بقي وحرمت خلاص مش هخبي تانى والله ..
- منا واثق في بنتى انها شاطرة وبتسمع الكلام ... صح انت مش عاوزه تنزلى الجامعه !
ضحكت بلا مبالاة لتقول ساخره
- قال الجامعه مستنيانى، اقول عليك ايه بس ضربتلى اليوم وعقابا ليك مافيش شغل النهارده وهتقعد جمبي ومعايا ويلا بينا على شقتنا عشان انا مش مرتاحه هنا ..
- اي الاوامر دى .. يابت انتِ اللى مزعلانى .!
- اااه منا بقولك كده عشان هصالحك بطريقتى بقي .. متتلككش وكلامى يتنفذ .. وهنسافر بكرة انا قررت خلاص ..
- دانتِ بتتحدينى بقي !
- يسسسسس .
نهض محمد من فراشه سريعا وهو يرتدى ملابسه قائلا
- مممم لا نشوف الموضوع دا في بيتنا بقا عشان هنا عارفك هتلمى علينا الناس وهتبقي فضيحتنا بجلاجل ...
- زي ما عقولك كده ياادهم .. خليك ماشي ورا امك وانا هخليك كبير العتامنه !
اردفت ساميه جملتها بنبرة هامسه وهى تقف ملاصقه بابنها الذي يستمع لها باذانٍ صاغيه، فهتف
- كييف ياما ! عتفكري في ايه ؟!
- اششش متفضحناااش .. المهم بكرة تجيب المأذون وتكتب على وجد وبكده ضمنت املاكك واملاك عمك سالم في جيبك .. وباقي الروس هنفكروا ازاي نخلصوا منيهم واحد واحده ..
- انا مش فاهم ايه حاجه ؟!
سحبته من كفه لتدلف معه داخل غرفه وتحكم غلق بابها هامسه
- فتح مخك معايا .. حط وجد قدام الامر الواقع ولم الرجاله، وهات الماذون واكتب عليها .. بس اهم حاجه من غير ماحد ياخد خبر، وانا مظبطه كل حاجه مع عمك ..
- سهله دى ياساميه .. وغيره !
- لا غيره دا سيبه عليا انا ...
كان سليم يجوب الطرقات بسيارته متأففا حتى وصل الي مقصد قلبه، فالتفت نحو رنين هاتفه قائلا
- روح وقلب وعقل سليم كيفها !
اقتربت وجد من الشرفة مردفه
- زي الزفت ياسليم .. كل تخطيطنا بااظ .
هبط سليم من سيارته وظلَ يخطو بحرص
- خير ياوجد ..
استدارت بجسدها مستنده على الحائط
- اتكلمت مع ادهم من شويه .. وقولتله انى موافقه، عمل فيها سيدنا الشيخ وقال توبت ومعرفش ايه وكلام اهبل ..
خطى سليم بين الشجر ثم اردف بلا اهتمام
- ايوة وفين المشكله ؟!
- ياااسلييييم .. انت مش مركز معاي ليه ! عقولك خطتنا باظت ..
صمت لبرهه وكأنه انشغل بفعل شيء ما قائلا
- وايه يعنى ياوجد .. عليتك كل مشيها عوج فمش هنغلب يعنى !
تجاهلت حديثه مردده
- سليمممم ... انت هتعمل اييه ومالك مش مركز معاى ليه ..
- طب استنى كده خليكى معاي دقيقه ..
- والله ما مرتحالك ...
بعدما انتهى سليم مما يفعله فاردف في هاتفه قائلا
- ايوة ياوجد معاك ...
- كنت بتعمل ايه بقي ..
تنحنح بثقه وهو يستند بظهره على جدار قديم
- بصي انا حاليا في الاسطبل بتاعكم اللى على الزرع، تعرفيش انا عملت المستحيل عشان ادخل، يلا تعالى عشان وحشتنينى ...
اتسعت حدقة عينيها وضرب صدرها بقوة مردفه
- نهارك مش فايت ... الله يخربيتك .. لا يخربيتى وبيت اليوم اللى عرفتك فيه، سليم امشي من عندك حالا ادهم وعمى في القصر ورجالتهم متنتوره ... متوديناش في داهيه ..
- انجزى ياوجد يلا مش همشي غير لما اشووووفك ..
《 يمكن دى المرة الوحيده اللى جايلك فيها بعقلى مش بقلبي زى كل مرة، لانى حاسس ان حد شاركنى فيك غصب عنى والله يانيرة مش بارادتى ؛ هى معملتش اي حاجه ولا اي مجهود ويمكن دا اللي وصلها لقلبك، كنت قافل عليه بمفتاح ومتأكد انى استكفيت بيكى وبذكريات .. بس شكلى ضيعت المفتاخ وهى اللي لقيته، انا جايلك حزين ومهموم، مش عارف اعمل ايه بس اى اللي قدرت من بعدك تلفت انتباه قلبي وللاسف طلع قلبها مليان بغيري،ومش بحاول اسأل اشمعنا هى اللى قدرت تعمل كده بالذات لان مقتنع تماما ان الحبّ الذي يضعه الله في القلب لشخص ما .. لا ينْزعه من القلب إلّا هو .. عشان كده (لا تسأل مجرّبًا و لا طبيبًا )
مش عاوز اقلقك عليا بس انت اكيد حاسه بوجعى، كانت اخر وصيه ليك انى موقفش حياتى من بعدك وانا مسمعتش الكلام، بس حباتى غصب عنى مشيت وقلبي خدعنى ودور على حب جديد يرويه، انا مش عارف اعمل ايه .. اطلقها ولا استنى اديها فرصه يمكن ترتاح لى بس كده بظلمها وبظلم اللى حبته معاها، وهى اتظلمت قبل كده مش هبقي انا والدنيا عليها،،، طيب بصي انا طول الطريق بفكر اخد القرار بخصوصها هقولك ويمكن انت اللى تقوليلى اعمل ايه، انا هطلقها واسيبها وهكتفي بذكرياتك ووجودك، هفضل اقضي الباقي من عمري وسط كتبك ومكتبتك لحد مااجى انام هنا جمبك، عشان قلبى تعب من حيرته، كنت رافض الحب والله بس هجم على قلبي من غير رحمه وادى النتيجه ... بس لازم اغلبه واهزمه، لازم ذكرياتك تنتصرررر ... نيرة انا هطلق نورا ودا قرار نهائى ... 》
تسللت وجد بخفيه كى تصل الى اسطبل قصرهم قابضه على قلبها بكفها الذي يرتعد وجسدها المرتجف خشية ان ينكشف امرها .. تسير بخطى سريع واخري متباطئ خلف الاشجار وهى تنتوى لسليم ..
- طيب ياسليم .. اما خليت ايامك سوودة !
وصلت الي الاسطبل باحثه عنه بعيون متارجحه وقلبٍ خافق حتى فوجئت به يحضنها فجاة من خصرها وهو يغلق باب الاسطبل عليهما بحرص .. شهقت مفزوعه بين حصار ذراعه قائله
- انت جاى قصر العتامنه في عز الضهر .. اتجننت ياسليممم !
تنهد بشوق وهو يتفتنها بعيون لامعه ويلتصق بها اكثر
- وحشتينى اعمل ايه يعنى ... مقدرتش امنع نفسي !
- شكلك هتودينا كلنا في داهيه ...
- مش مهم طالما هنروحها سوا .
كانت اخر جمله اردفها سليم ومن بعدها التهم همس شفتيها عشقا وهو يحضنها إليه اكثر واكثر .. تعمدت ان تبتعد عنه بصعوبه مردده ياسليم
- والله ماهينفع .. امشي حد يشوفنا ..
دفعها بجسده كى يلصق ظهرها بالحائط مرددا بعتب
- اللى مش هينفع بجد اللى انت بتعمليه .. ليه مش عاوزه تفهمى انك وحشتينى ..
- وانت ليه مش عاوز تفهم انى خايفه عليك يانور عينى ..
- طيب اشبع منك وهمشي والله ..
شرع ان يقرب شفتيه منها مرة اخري وهو يلتهم انفاسها باشتياق ولكنها وضعت أناملها فوق شفتيه متوسلة
- سلييييييم ..
اضطر ان يقيد ذراعيها بكفه كى يدمر اي عائق يمنعه من الفوز بها والغوص في اعماق عشقها كى يطفىء نيران بعدها، شرع بالتلذذ منها بقدر المستطاع حتى اصبحت كل اعمده تمردها وخوفها رخوه بين يديه متراقصه على امواج عشقه التى تلتهمها بدون شفقه، غارقة في اعماق عشقه حتى تناست نفسها امامها ..
فقدا الاثنين وعيهما في حصار بعضها حتى ارتفعت اصوات انفاسها واتسعت حركت اجسادهما حتى سقط (البرميل) المعدنى فوق سطح صلب مصدرا صوتا عاليا مزعجا لفت الاذان ..
ابتعد عنه وجه متنهده بصعوبه قائله بذهول
- يالهوووى ياسليممم .. لازم تروح دلوق ...
اتاهم صوت طرق جمهوري على الباب من احد الغفر قائلا
- ميييييييين جوه !
ندبت وجد على وجنتيها قائلا بذعر
- يامرررررررري روحنا في داهيه .. ...
كان كلما عاد لغرفته بعد يومه الطويل والمجهد، ووجدها كحوريات الجنة تتوسط مخدعه ويشع منها ضياء الحب واللهفه، فيغلق بإحكام خلفه الباب، كمن يخشى أن يتسرب إليه شيءٌ من ضجيج العالم .. لانه يريد ان ينعم بالسلام معها دون عائق يستوقفه، فكانت بالنسبة له ملجأ أمن من عالم مليئ بالحروب.
- والله ماهينفع .. امشي احسن حد يشوفنا ..
دفعها بجسده كى يلصق ظهرها بالحائط مرددا بعتب
- اللى مش هينفع بجد اللى انت بتعمليه .. ليه مش عاوزه تفهمى انك وحشتينى ..
- وانت ليه مش عاوز تفهم انى خايفه عليك يانور عينى ..
- طيب اشبع منك وهمشي والله ..
شرع ان يقرب شفتيه منها مرة اخري وهو يلتهم انفاسها باشتياق ولكنها وضعت أناملها فوق شفتيه متوسلة
- سلييييييم ..
اضطر ان يقيد ذراعيها بكفه كى يدمر اي عائق يمنعه من الفوز بها والغوص في اعماق عشقها كى يطفىء نيران بعدها، شرع بالتلذذ منها بقدر المستطاع حتى اصبحت كل اعمده تمردها وخوفها رخوه بين يديه متراقصه على امواج عشقه التى تلتهمها بدون شفقه، غارقة في اعماق قربه حتى تناست نفسها بين ذراعيه ..
فقدا الاثنين وعيهما في حصار بعضهما فارتفعت اصوات انفاسها واتسعت حركت اجسادهما حتى سقط (البرميل) المعدنى فوق سطح صلب مصدرا صوتا عاليا مزعجا لفت الاذان ..
ابتعد عنه وجه متنهده بصعوبه قائله بذهول
- يالهوووى ياسليممم .. لازم تروح دلوق ...
اتاهم صوت طرق جمهوري على الباب من احد الغفر قائلا
- ميييييييين جوه !
ندبت وجد على وجنتيها قائلا بذعر
- يامرررررررري روحنا في داهيه ..
وقف سليم حائرا ممسكا برأسه التى توقفت عن التفكير .. استمرت وجد في الندب على وجنتيى خيبتها هاتفه بصوت هامس مرتعد
- هيقتلوك ياسليم .. يالهوى انا اييه اللى بيخلينى اسمع كلامك بس .. هنعمل ايه دلوق ..
نهرها سليم بصوت هامس هاتفا
- وجد ... اسكتى خلينى افكر ..
- تفكر ايه .. بقولك روحنا في داهيييه ..
زفر سليم بقوة ثم ابتعد عنها بخطى سريعا جاثيا على ركبتيه كى يفك رباط احد الاحصنه سريعا ... فظلت تراقبه بخوف وجسد مرتجف، فتكرر صوت الطرق مرة اخري قائلا
- مين قافل الباب من جوووه !
تلعثمت الكلمات بحلقها وبتلقائيه ضربت بكفيها فوق فخذيها بارتباك
- يادى النيله !
انتهى سليم من فك الحصان فأمسك بحبله قائلا بحذر
- اهدى اهدى كده وروحى افتحى الباب .. وقوليلو ان الحصان تعبان وانك كنت بتكشفي عليه يلا ..
- ياااسلام وهو غبي قوى عشان يصدق .. دكتورة بنى ادمين بقيت تكشف علي بهايم ..
ضرب سليم فوق رأسه بنفاذ صبر
- وفكرك اللى بره بالذكاوة دى .. انجزى ياوجد مقدمناش حل تانى يلا ...
- طيب وانت هتعمل ايه ..
شرع سليم ان يجيبها ولكنه توقف عندما سمع صوت قوى من احد الغفر بالخارج يتحدثون
- ياعم تعالى نكسر الباب .. انا متأكد ان في حد جووه ..
حاول سليم بقدر الامكان ان يحافظ على اتزانه قائلا بسرعه
- يلاا ياوجد اعملى زي ماقولتلك وانا هستخبي هناك .. وحاولى تزوحيهم بعيد عشان اعرف اخرج ..
شرعت وجد بالتحرك لتنفيذ ما امرها به مردده بندم
- يعمل المصيبه ويدبسنا فيها ! عقله بيكون فين انا مش عارفه ..
تحرك احد الغفر بحدف جسده بكل قوته على الباب ولكن سرعان ما فتحته وجد التى استجمعت شتات قواها وهى تسحب الحصان خلفها هاتفه بحده مهزوزه
- انتوا ازاي يابهايم سايبين الحصنه اكده من غير وكل ولا شرب !
- ست وجد ! حُصل ايه .. انا لسه موكلهم ..
تارجحت عينيها بارتباك فاردفت بجسد مرتعد من الداخل
- اجري شوف حكيم من العياده البطريه الحصان تعبان وانتوا ولا على بالكم ..
- ماله الحصان ماهو زي الفل !
- انت هتعرف اكتر منى ! اتحرك يلا ..
- العفو ياست هانم .. اللى تأمري بيه ..
القى الغفير جملته الاخيره ثم ركض من امامها كى ينفذ اوامرها امل عنها فاستدارت نحو الاخر هاتفه
- وانت واقف تتفرج عليا ! روح شوفلك مصلحه ..
- احسن تحتاجى اي حاجه ياست ..
- لا مش عاوزه حاجه .. يلا امشي .
بعد برهه القت انظارها كى تتأكد من خلو المكان، فاستدارت نحو سليم سريعا مردفه
- يلا ياسليم تعالى مشيتهم ..
اقترب منها ليقول ممازحا
- شاطرة .. يلا بقي نكمل اللى كنا نعمله ..
جزت على اسنانها بغل واغتياظ .. فاشارت له بكفها بحركات عشوائيه
- اموتلك نفسي عشان ترتاح ! سليم متعليش الضغط عليا ..
ضحك بصوت خافت فانحنى قليلا ليطبع قبله خاطفه بالقرب من ثغرها قائلا
- المكان هنا حلو ... هابقي اجى تانى .. يلا سلام .
زفرت باختتاق قائله
- جالك في سنانك يابعيد هتودينا في داهيه .. يلا اطلع من جناين القصب عشان محدش ياخد باله منك ..
- تقلقيش عليا .. دانا حافظ بيتكم حته حته .. دا عشرة سنين كتيره
في سيارة عماد التى تصف امام المقابر .. فاتاه اتصالا هاتفيا فبعد ما كان متأهبا للذهاب توقف كى يرد على المتصل قائلا
- ايوة ياسمير .. اخبارك .
- سعت المستشار كلنا بخير طالما انت بخير .
- يباركلى فيك .. ها في اى اخبار .
- بالنسبه لحيدر عتمان اللى طلبت منى اجيبلك معلومات عنه ..
- ااه ياسيدى .. قدرت توصل لحاجه ؟!
- بص اللى عرفته ان من ٣٠ سنه كان شغال صبى عند اكبر تاجر مخدرات فالقاهرة .. بس الشخص دا اتقبض عليه ومنهم حيدر اتحبس سنه بس طلع منها ورجع بلدهم .. اللى عرفته ان عيلتهم كانت فقيره جدا لدرجه انهم كانوا يشتغلوا خدم ومزراعين في اراضي الناس ومنها اراضيكم .. بعد 7 سنين بالظبط ظهر اسم العتامنه وبقيوا يملوكوا حوالى تمن الاراضي اللى في البلد وكمان ليهم نجع خاص بيهم ووصلوا لمرحله من الغنى الفاحش في فترة قياسيه، المرجح انهم اشتغلوا في الممنوعات بس الحكومه لحد دلوقت مقدرتش تمسك عليه خيط واحد .. بالاضافه الى علاقته النسائيه الكتيره اللى تقريبا بينزل مصر مخصوص عشان يتبسط .. الواضح ان شخصيه مش سهله ومن رايي ان الحكومه تسلط الضوء عليه الفترة دى .. البلد مش ناقصة مجرمين ..
دور عماد سيارته متأهبا للذهاب وهو يستمع له بكل جوارحه باهتمام مردفا
- تمام اوووى يا باشا، بص سيب الموضوع دا عليا وان شاء الله محدش هيكشوفوا غيري ومسير المجرم يتسلم لمحكمه الارض قبل محكمه السما ..
- عندنا ثقه في معاليك ياباشا .. واي جديد هبلغك .
- تسلم ياباشا .. منحرمش من خدمات معاليك ...
بعدما انهى اتصاله مع رفيقه فتنهدا قائلا
- مممم وراك وراك ياحيدر لحد مااعرف مين القاتل الحقيقي لسالم عتمان واتهم فيها عمى ... اكيد في بعد تالت للموضوع .
" كده كل الشنط جهزت .. صح هتاخدى حاجه تانى "
انتهى محمد بصحبة يسر من اعداد الشنط للسفر .. فاردف جملته الاخيره بتنهيده طويله بعدما القى نظرة ساخره علي كمية الأشياء التي ستأخذها معها فقالت
- لا انا خلصت .. بس انت مطلعتش لبسك !
- هو شرط وتيشيرت ومش عاوز حاجه تانى كده رضا، بس احنا نلاقي لهم مكان في الدولاب اللى انت وخداه دا !
ضحكت بصوت عال
- الله ! ما كله عشانك .. اصل انا قررت كل ساعه هلبسلك طقم .. هعملك عرض ازياء كده، بص هخليك تقضي احلي اسبوع في شرم ...
- نسيب شغلنا ونروح شرم ! طيب ياستى يلا عشان نلحق نوصل ..
قفزت امامه عده مرات بحركات طفوليه مهلله
- انا مبسوطة اوى يامحمد .. اول مرة هنسافر لوحدينا كده ومحدش هيقدر يقولنا تلت التلاته كام .. يسسسسس .
- البت الهبله اللى انا اتجوزتها دى .. طيب يلا قبل مااغير رايي .
نظرت له بعيون ضيقه لتسائله بفضول
- هو احنا لما كنت تحت مش انت كنت رافض موضوع السفر وكده يعنى .. اي اللى غير رايك ..
فكر لبرهه فاردف ممازحا وهو يعبث بخصيلات شعرها المبعثره امامه
- الاول مكنتش رضيت عنك اوى .. اما انت صالحتينى خلاص ومسحتى كل حاجه وحشه بطريقتك وانا طالما صفيت مقدرش ازعلك ياعسل انت ..
وقف على طراطيف صوابعها لتعانقه وترتمى بين ذراعيه قائله بفرحه
- حبيبي يااانااااااس .. والله انت اللى عسل وسكر وكل حاجه حلوة في الدنيا دى كلها .
فاردف ممازحا:
- طب اي انا بقول نلغى السفر ونشوف موضوع العسل دا سوا !
" يابت اسمعى منى .. راجح الهواري لو جرت له حاجه احنا كلنا هنترمى في الشارع "
اردفت ثريا الجالسه بشقه نورا جملتها بنبرة تحذيريه سقطت على اذان نورا وعماد الواقف امام باب شقته مما جعلته يتوقف لوهله يستمع لنهايه حديثهم .. ازاحت نورا دمعتها قائله بحزن
- انت عارفه انى مش كده ولا عمري هابقي كده .. انا مستحيل اوافقك علي طلبك انسي ..
- يابتى انا امك وخايفه على مصلحتك ومصلحتنا، انت الكبيره لو عملتِ كده اخواتك هيهاودوكى ويعملوا هما كمان، انا خايفه عليكم مش عاوزاكم تترموا في الشارع .
- ماما انت متخيله بتطلبي منى ايييه ! انت عاوزانى اغدر بجوزى وامضيه على املاكه ! اي الطمع والانانيه دى كلها ..
- بطلى نشفان راس وخليك ناصحه عاد .. عيال عفاف ملهمش امان دول مية من تحت تبن زي امهم ..
- متحاوليش .. كلامى خلص ...
- طيب بصي اهدى اكده ومضيه وخلى الورقه معاكِ .. ولو غدر مع انى واثقه انهم يعملوها تبقي ضمنتى حقك .. لا مغدرش خلاص ولا من شاف ولا من دري ..
- لو سمحتِ انا لحد دلوقت عامله حساب انك امى، ممكن بقي تتفضلى ومتفتحيش معايا الموضوع دا تانى .. ولما عماد يرمينى في الشارع وباكل حقي اتاكدى انى مش هاجى اشكيلك واصوت في دماغك .. انا عاوزه اروح احضر غدا لجوزى زمانه علي وصول .. اتفضلى ..
- انت هتصيعى عليا يابت .. دانا خبزاكى وعجناكى .. فوق ياختى من وهمك وخيالك وشوفى الدنيا على حقيقتها .. ولو مستنيه سي عماد دا يحبك تبقي غلطانه ومختومه على قفاكى ... دول ياكلوا مال اليتامى ! وبكره هتجينى وتبكى بدل الدموع دم يانورا ..
اجابتها بلا مبالاه
- المهم ماخدش حاجه مش من حقى ..
لاحظ عماد ان صوت ثريا وخطاها يقترب من الباب .. فركض سريعا كى يصعد للدور العلوى خشية ان تراه .. بعد لحظات فتحت ثريا الباب وهى ترتل:
- عينى عليكِ وعلى بختك المنيل في عيالك ياثريا ...
ظل عماد غائصا في بحور حيرته وبداخله جيوش متهجمه من الاسئله التى لم يلق جواب عليها .. اغلقت نورا الباب خلفها امها تقبض علي قلبها وجعا مناجيه ربها
- عشت ١٥ سنه متعذبه بنار حبه وبعده وميأستش، ومستعده استنى سنين غيرهم، بس عمري ماهفكر حتى اجرحه، يارب ادينى القوة اللى اقدر بيها اكمل ...
التفت نحو صوت المفتاح الذي الذي يخترق فوهة الباب مع رجفة قلبها .. فجففت دموعها سريعا كى لاينكشف امرها امامه .. فدلف عماد بهيئته الموقره لينظر إليها بعيون متسائله لوقتٍ طويل .. فحاولت ان تقطع حبال الصمت بابتسامه مزيفه
- حمد لله على السلامه ... يارب تكون ارتحت شويه لما زورت نيره ..
هز راسه ايجابا ليقول بتثاقل
- ااه .. الحمد لله ..
ثم التفت بجسده ليغلق الباب .. فاردفت نورا قائله بارتباك
- تحب تتغدى ..
تحرك من جوارها قائلا بلا اهتمام
- لا يادوب هنام شويه .. كلى انت، انا ماليش نفس ...
ظلت ترمق ظهره بنظرات استكشافيه مردده بخوف
- مصيبه ليكون سمع كلام امى !
" انت يابن الحلال مصمم تنقطنى ! بتعمل فينا كده ليييه "
اردف وجد جملتها بنبره معاتبه وهى تجلس فوق مخدعها بنفاذ صبر متحدثه معه على الهاتف .. فقهقهه سليم قائلا
- والحب ايه غير شويه مغامرات .. تقلى قلبك عاد، المرة الجايه هتلاقينى داخل عليكِ باب اوضتك ..
- سليم ... انت بتهزر !
- والله عتكلم جد، انا دلوق اعمل اللي عاوزو .. واللى ينطق هحط القسيمه في حبابي عينيه .
- اقسم بالله انت ما ناوى تجيبها لبره .
- واوصل ليييه للبر وانا غارق في بحورك !... سبينى احارب واطبش لحد ماادوب فيكِ كيف ما الملح بيدوب في الميه ..
اجابته ساخره
- ياسلااام .. مش واخده منك غير كلام ..
دلف سليم من سيارته متجها نحو شقته وهو لازال يحدثها قائلا باهتمام
- الا قوليلي يادكتوره صحيح ... هو الملح اللي بيدوب في الميه، ولا الميه هى اللي بتدوب الملح !
لم تستطيع كتم ضحكها اكثر فاردفت بصوت متقطع
- سليم .. انت بتهرز ...
- ومهزرش ليه .. مش انا شوفتك يبقي خالص خدت جرعته الكافيه من اليوم اللى هتخلينى اكمل .. بس فكرينى كده لما ترضي عنى نشوف موضوع الملح دا لانه شاغل بالى قوى ..
- سلييييييييم بطل قلة ادب ... بس احنا امتى هنعيش في النور في بيت واحد كده، قصدى يعنى هيحصل ايه لو احنا بنتكلم دلوقتى ولقيتك داخل عليا شقتنا وفي ايدك كل طلبات البيت، امتى هحس انى من حقى احضنك في اى زمان ومكان ..
- والله لو على دى ساهله .. تحبي اجى اعملها !
- بطل جنان ... اكيد مهما طال ليل البعد فشمس القرب مسيرها تشرق ..
- لا ورحمة ابوكى بالراحه عليا .. انا اصلا مفرهد من عندك ممكن اتجنن واجيلك تانى وفي ايديا الشمس اللي متأخرة علينا دى .
- يوووه .. سليم اعقل والنبي .. هانت خلاص ياحبيبي ..
وصل سليم في خُطاه للدور الثانى مردفا
- قوليلي صح عملوا ايه في الحصان اللى عيتيه دا ..
ضحكت بصوت عال قائله بثقه
- لا منا اتصرف بردو ..
- هاا عملتى اي بقاااا .. اشجينى .
- اكلت الحصان رده بحيث يجيله خلال في اتزان المعادن وكمان مغص بقا واسهال وكده ... وبس خلعت من الليله بس صعب عليا والله .. بس جيه الدكتور كشف عليه والموضوع عده ههه .
- ياااجامد انت ! طب والله العظيم دماغك دى لما تشغليها بتبقي احسن من ظابط في امن دوله ..
- احنا محدش يتوقعانا ... نعمل المصيبه ونطلع منها زي الشعره من العجينه ...
قهقهه سليم بصوت عال اخترق اذان ماجده الجالسه بالداخل ثم اردف قائلا
- تربية سليم الهواري منا عارف .. هتعملى اي دلوق !
- هروح اذاكر لورد امتحاناتها قربت ..
- ربنا يقويها .. يلا بوسيهالى عندك ..
- اتلمممممم .. ايه اللى بتقوله دا .
- منا هاجى ابوسك انتى وبعدين وصليها ياوجد فتحى مخك عاد ...
- بتتلكك !
- انت لسه شوفتى تلكيك .. دانت ايامك معايا سودة اتقلى بس ...
دلف سليم الى شقته ولازال يضحك مع زوجته بصوت عال متجاهلا وجود ماجده تماما .. مما ادى الي اشعال نيران الغل بجوفها .. فمدت كفها سريعا لتجري اتصالا مع ادهم ولكن وجدته مغلقا .. فالقت الهاتف بعيدا متأففه باختنااااق
- اووووووف .. طيب ياسليم !
" اتاخرت عليكى !"
اردف مجدى جملته وهو يقترب من صفوة الجالسه في بهو فيلاته تقرا بالكتب الطبيه التى امامها .. فقلت الكتاب سريعا مرسله له ابتسامه خلابه قائله
- حمد لله على السلامه ..
جلس مجدى بجوارها متنهدا
- الله يسلمك ... نزلتى ؟!
- هزت رأسها بالنفى
- كان عندى مذاكرة كتير، وكمان جهزتلك العشا قولت اكيد هترجع جعان ...
- يالهوى علي الرضا ... طيب بصي هطلع اغير هدومى وانزل ..
وثبت سريعا لتتشبث بكفه قائله
- لاا الاكل هيبرد .. اتعشي الاول بلبسك بحاجاتك كده وبعدين اعمل اللى عاوزو عشان انا كمان اروح اكمل مذاكرة
- طيب ياستى اوامرك ..
تابع مجدى خطاها ولازال تحت سطو استغرابه ودهشته بحالتها المفاجئة التى تبدلت كما يتباظل الليل مع النهار ..
ركضت صفوة امامه بجسدها الرشيق الذي لم يخل من معالم الانوثه التى زلزلته لتقول بعشوائيه
- عاوزاك تدوق اكلى بقي ومتتريقش