الحياة هي أندر شيء في العالم. فمعظم الناس موجودة، وهذا كل شيء. - أوسكار وايلد Oscar Wilde
إذا لم تكن الظروف خارجة عن إرادتك ، ولا يمكنك فعل أي شيء حيال ذلك ، فهذا الكلام يحمل في طياته الكثير من الصِحة .
فالحياة هي عبارةٌ عن دورة من الأوقات الجيدة والسيئة. كما أنها ليست خطية أو ذات مسار مستقيم.
و ستكون هناك تقلبات دائماً. ولكن لا يزال بإمكانك اتخاذ خيارات حكيمة مع تقدم هذا التحول.
ليس بالإمكان أن نغفل حقيقة بأننا جميعاً نعاني من درجات مختلفة من التوتروالقلق في الحياة.
فبعض الناس ينجح بشكلٍ جيدٍ، والبعض الآخر يعاني بهدوء ما بين عقبات وأفكار.
والخبر السار هو أن هذه الانخفاضات downs أو هذا الهبوط يساعدنا على تقدير وفهم ما يبدو عليه الحال عند الصعود up .
وإذا كنت قد مررت بالهبوط downs و اختبرته لفترة طويلة للغاية ، وكنت تواجه مشكلة في رؤية الصعود ups ، فقد حان الوقت لتغيير قصتك، وتغيير تصورك واتخاذ الإجراءات التي ستساعدك على إحراز تقدم على الرغم من النكسات في الحياة.
قال إيبكتيتوس Epictetus ذات مرة: "نحن لسنا منزعجين من الأشياء التي تحدث ، ولكن من وجهة نظرنا أو تصورنا من الأشياء التي تحدث".
ويقول براينا ويست Brianna Wiest، و هو مؤلف كتاب "أنا بطل حياتي الخاصة بي" I Am The Hero Of My Own Life:
"هذا هو الجزء الأكثر أهمية في تعلم كيفية الاستمتاع بحياتك مرة أخرى:
عندما تكون حاضراً في مكان ما من الصدمات والألم ، فلا يمكنك أن تحاول إجبار نفسك على أن تكون سعيداً. ففي البدء ، يتوجب عليك أن تتراجع إلى الحياد."
إن الاستمتاع بالحياة يبدأ من خلال تغيير طريقة تفكيرنا و عقليتنا ، ورؤية الأشياء بطريقة جديدة ، لأن أدمغتنا متصلة بشدة بالتركيز على السلبية.
ووفقاً للبحث ، فإن أدمغتنا لها انحياز سلبي negative-bias. إذ أن كل تعليق سيء، أو أية أخبار تتعلق بنا ، أو بمن حولنا، يخلقُ -ذلك كله- تأثيراً أكبر على إدراكنا لأنفسنا و للعالم من حولنا.
وتقول هارا إستروف مارانو Hara Estroff Marano، من مجلة علم النفس اليوم Psychology Today : " لقد تم بناء عقلك ببساطة بحيث يكون هناك حساسية أكبر للأخبار غير السارة."
و تضيف : " إن التحيز تلقائي للغاية بحيث يمكن اكتشافه في المرحلة الأولى من معالجة معلومات الدماغ".
وهذا التحيز يسبب لنا القلق أكثر من اللازم ، والخوف من الأسوأ ، والتركيز على الروايات السيئة لفترة طويلة للغاية ، مما يسرقنا من عيش الأفراح من حولنا.
وتتابع : " إن كل السلبية ناتجة عن تراكم الوقت النفسي وإنكار الحاضر.
و إن عدم الشعور بالراحة والقلق والتوتر والإجهاد و الخوف - أي كل أشكال الخوف - سببها الكثير من المستقبل وليس الوجود أو الحضور الكافي.
إن بعض الناس يلعبون حتى دور الضحية بسبب التحيز السلبي. و هم يحصلون على الراحة و الرضا من التعاطف من الآخرين فقط .
أما البعض الآخر، فلديهم توقعات غير واقعية عن أنفسهم .
حيث أنهم يحاولون جاهدين، جعل الأمور في نصابها الصحيح (إصلاح الواقع حسب منظورهم) أو أن يكونوا سعداء .
كما أنهم يركزون على أوهام الحياة من أجل أن يشعروا شعوراً جيداً .
وعندما يقصرون في فعل ذلك ، فإنهم يصابون بالتعاسة و الحزن .
كما أنهم يعيشون باستمرار في وضع البقاء على قيد الحياة. إنها طريقة رهيبة (مجهدة) للعيش حقاً .
و يستطيع الإجهاد النفسي والعقلي أن يصرف انتباهك عن الاستمتاع بالحياة أو تقديرها على أكمل وجه.
فإذا كنت تنتظر من الآخرين أن يساعدوك للاستمتاع بالحياة ، فأنت في الطريق الخطأ. لأنه من غير الممكن أن تجلس فقط وتتوقع أن تأتي الحياة كاملة إليك.
إننا نعيش في عالم يدمر جهودنا من أجل أن نعيش حياة طيبة.
ولكن عندما تقوم متعمداً باتخاذ إجراءات هادفة وتنمية العقلية الصحيحة الخاصة بك ، عندها ستكون الحياة ممتعة باستمرار. لذا كن يقظاً.
وانتبه إلى كل شيء يسرقك من أفراح الحياة.
وقم باكتشاف الأشياء الصغيرة التي تستمتع بها أو استمتعت بها في الماضي ، واعمل على تحقيق أقصى قدر من هذه الأشياء وتهيئتها من أجل نفسك .
و لا مانع أن تقوم بالاتكاء إلى الأفراح الصغيرة في الحياة عندما تجدها.
فالأشياء البسيطة هي الأشياء الأكثر استثنائية و التي تجعل من السهل علينا أن نتدبر الأمور في حياتنا في بعض الأحيان.
لا تفكر كثيراً في "الاستمتاع enjoying " بالحياة. إذ أنك و في اللحظة التي تقفز فيها إلى "وضع التفكير" thinking mode ، و تبدأ بالبحث عن أشياء تجعل حياتك تفي بالغرض ، سيصبح التمتع بالحياة سراباً.
و لا يقتصر الاستمتاع بالحياة فقط على تلك الإجازة أو المكافأة لمرة واحدة فقط.
فهناك ما هو أكثر في الحياة من تلك اللحظات القصيرة من الهدوء وإطلاق الدوبامين و بالتالي الشعور بالسعادة .
إن تلك اللحظات الصغيرة التي لا تلاحظها ما هي إلا عبارة عن الملاحقات الحقيقية التي يمكن أن تضمن كل فرح و تتكفل به .
و هكذا ، و ببساطة فإن السعادة الحقيقية تدور حول احتضان الأفراح الصغيرة في الحياة.
و كما يقول المثل : إن الكيفية التي نقضي أيامنا فيها، هي ذاتها الكيفية التي نقضي فيها حياتنا .
فتلك العادة التي تتجلى في الحصول على متعة بسيطة من الأشياء الصغيرة هي ما يغير الحياة.
إن الأمر -بكل بساطة- يتعلق بـ:
و تكمن الطبيعة الحقيقية للحياة في أنها في حركة مستمرة وتطور مستمر.
لذلك ، فما عليك إلا أن تبقى في وضع يتيح لك السيطرة على التغيير ، وإلا ، ستصبح الحياة أقل راحة أكثر فأكثر .
و هذا يعني السيطرة على آلام الحياة. حيث يمكنك و بالتأكيد تجنب الكثير من المعاناة النفسية من خلال الاستمرار في التركيز على نموك الداخلي internal growth.
و هنا ، نقدم إليك بياناً لبراين كرانس Brian Krans يحرضك فيه على التفكير و يشجعك على تحديد وقت لنفسك ولعلاقاتك و لما يهمك . و فيه يقول :
"هل أنت مسرور؟
هل سبق لك وأن كنت سعيداً؟
ما الشيء المهم الذي قمت بفعله اليوم ؟
هل كنت موجوداً أو هل كنت تعيش؟
كيف حققت النجاح ؟
كن متكيفاً كالحرباء في أي مكان أنت فيه . أو كن كمغني روك لامع و بارز في كل مكان.
لا تفعل شيئاً ، و افعل كل شيء...
انسى كل شيء ، و تذكر الجميع....
و اهتم و لكن لا تتظاهر بأنك كذلك...
استمع للجميع ... أحب الجميع... ولا تحب أي شيء في الوقت ذاته...
إنه لمن المستحيل أن تكون كل شيء ، إلا أنك لن تستطيع التوقف عن محاولة القيام بكل شيء. "
السر يكمن في عيش اللحظة
من المفيد العثور على مزيد من المتعة في الحياة كما هي الآن، وليس في الماضي أو في المستقبل ولكن اليوم ، في هذه اللحظة بالذات .
إن التمتع بالحياة لا يحبس عنا جميع الأشياء الضخمة التي نريد القيام بها.
إذ أن هناك متعة متاحة لنا في كل الأشياء الصغيرة التي نختار القيام بها كل يوم تقريباً. لذا ، علينا أن ننتبه لها، و نهتم بها، و نقوم بقضاء الوقت بفرحٍ، و متعةٍ .
ويوصي ألفريد جيمس Alfred James قُرَّاءه قائلاً : " ابذل قصارى جهدك في قضاء بعض الوقت لتلاحظ وتشعر وتقدر طريقك من خلال كل نسيج للظروف التي تعيش فيها" .
و كلمة أخيرة : كن هنا أكثر ، وستستمتع بالحياة أكثر.