[/p] حيث تعتبر العلاقة بين الآباء والأبناء من أبرز العلاقات البشرية وأكثرها تأثيرا على شخصية الطفل، خاصة على مستوى الطفولة، إذ تتبدل تلك العلاقة في مرحلة المراهقة، حيث يسعى المراهقون في الغالب إلى الاستقلال عن العائلة وتنفيذ القرارات دون اللجوء لأحد، مما يؤدي إلى زيادة من المخاطر التي يكون في الإمكان التعرض لها، وهنا يلي دور الآباء في مساعدة أبنائهم في التغلب على التحديات التي يقومون بمواجهتها، ومساعدتهم كهذا على فهم مدى تأثير الاختيارات الخاصة بصحتهم وأمنهم. <a name=\'more\'></a> [p]
ويرجع الحفاظ على علاقة رائعة بين الابن والأب بالنفع على كليهما، فهي تقوم بالتخفيف من ضغوطات الأب الجسدية والعاطفية، وتقوم بزيادة احترام الابن لنفسه، وتشعره بالسعادة والرضا عن حياته، كما تقوم بالتقليل من نسبة السلوكيات غير الصحيحة المحتملة للأبناء، وتقوم بالحفاظ على أخلاقهم.
زادت الهوة بين الأبناء والآباء في هذه الفترة الزمنية بشكل ضخم، بسبب ابتعادهم عن بعضهم، واشتغالهم في التكنولوجيا، فلا يقوم باستخدام الحوار البناء الذي يقوم بتهدئة النفوس، ويوصل كل طرف فيه ما يرغب فيه، ويلجأ الآباء إلى أن يفرضوا سلطتهم على الأبناء بالقوة وطرائق الترهيب، وفي المقابل الأبناء يلجؤون إلى التمرد على تلك السلطة، وأن يقاوموها، وألا يرضخوا لها، حيث أنهم يشعرون بأنهم وصلوا إلى سن لم تعد صغيرة ما يؤهلهم إلى تحمل المسؤولية، وتنفيذ القرارات دون تدخل الوالدين.
السير وفق أسلوب خاطئ، إذ أنه في هذه النقطة يحاول كل طرف ان يصل إلى حل، وأن يعيش بسكينة، غير أن أساليبهم تكون عنيفة وغير سليمة على الإطلاق، ولا يسمحون لأنفسهم فرصة التفاهم، حيث يخشى الآباء ذلك التمرد، ويقومون بممارسة كل أساليب القهرة المتاحة لكي ينجحوا في فرض أنفسهم وآرائهم.
وفي هذا الصدد تستمر الحياة في صراع مطرد حتى يتمكن كل طرف أن يفرض رأيه، ويقوم بإقناع الطرف الآخر بأنه الطرف المخطئ في المشكلة، بحيث لا يكون عند الآباء أدنى استعداد لكي يفهموا تصرفات الأبناء ، ومحاولة تصحيحها دون ديكتاتورية أو تسلط، وفي المقابل لا يتمكن الأبناء من أن يفهموا مدى خوف الآباء عليهم، وعلى مستقبلهم.
وقد يكون هناك خلل على مستوى التربية الأولية، ويكون السبب الخفي وراء ذلك الصراع هو التربية الأولية للأبناء، فلا يتمكن الآباء من زرع في نفوس الأبناء أهمية الاحترام للكبار، والحوار في الحياة، وتقوية ثقتهم بالنفس، وعدم الانجرار وراء وراء كل أساليب الحياة المستحدثة، ولا يتمكنون من التمييز بين الذي يلائمهم وما لا يكون ملائما لهم من تقاليد وعادات وسلوكيات تنتشر بين الناس.
حيث يكونون مثل القطيع ويتجهون صوب كل الذي هو جديد دون ان يدركوا سلبيات وإيجابيات كل ما يقومون به، فيقوم الآباء بمحاولة تغيير هذه الأمور مع مرور الزمن، وصاروا لا يقدرون على أن يراقبوا أبنائهم وأن يرشدوهم مثلما كان يحدث في الماضي.
يجب أن الآباء على تقوية ثقة الأبناء بذواتهم، وأن يسمحوا لهم بمناقشتهم، وتقوية إجاباتهم، والعمل على تصويبها بأساليب رائعة وهادفة، دون غضب وديكتاتورية، والحفاظ على علاقة وطيدة مع أبنائهم حتى يكون الآباء السند الأهم الذي يكون الأهم للأبناء ان يلجؤوا إليهم ومشاورتهم.
كما يجب يعمل الآباء على تطوير قدرة الأبناء على الاختيار السليم، وأن يبتعدوا عن السلوكيات السيئة دون القيام بتوجيه من الاباء، بحيث يصير لديهم مراقب داخلي ينهاهم عن كل الذي هو خاطئ، دون أن يكونون في حاجة إلى مراقبة مستمرة من آبائهم.