عندما يتعامل الانسان مع القلق بشكل منتظم فإنه يكون بذلك قد اكتسب استراتيجيات محددة للتخلص منه، أو بعضاً من المهارات الفعالة والمفيدة للتخفيف من مشاعر القلق هذه على الأقل في الوقت الحالي.
<a name=\'more\'></a>[/p][p]ومن ضمن هذه الممارسات، التنفسالعميق الذي يساعد في تهدئة الأعصاب بصفة خاصة، وفي ضبط النظام العصبي بشكل عام، بالإضافة إلى تحريك الجسد بطريقة تساعد في صرف الذهن عن مصادر القلق لبعض الوقت.
لكن يبقى السؤال هنا هل من الممكن تخفيف القلق على مستوى أعمق من ذلك؟ وكيف يمكن أن تصبح شخصاً أقل قلقاً؟
فوفقاً لآخر ما تم التوصل إليه في البحوث والدراساتالحديثة المتعلقة بالقلق، فقد وجد أنه يمكن بالفعل التخفيف من القلق بشكلٍ حقيقي، ولكن هذا الأمر ليس بالسهولة التي قد يعتقدها البعض،
فالقلق هو مزيجٌ معقدٌ من الأعراض النفسية والعاطفية والجسدية التي يكتسبها الإنسان أو يتعرض لها على مدى عقود أو سنوات طويلة،
فعلى سبيل المثال قد تجد أن الشخص الذي يعاني من قلق اجتماعي يعتقد أن الأخرين ينظرون إليه على أنه غريب، ويتأكد لديه هذا الشعور عندما يتم تعزيز هذه الفكرة من أكثر من شخص بناء على تعامله مع هؤلاء الأشخاص، مما يجعل التخلص من هذا الاعتقاد أمراً بالغ الصعوبة.
ولكي تصبح كذلك فأنت بحاجةٍ ماسّة إلى خطةٍ منهجيةٍ منظمةٍ سيكون الهدف منها إعادة برمجة عاداتك اليومية، والبدء باستخدام طرقٍ جديدةٍ للتفكير في العالم والوجود من حولك، لأن القلق لا يؤثر علي جسدك فقط بل على عقلك وروحك، و بالتالي إذا كنت مستعداً لأن تصبح شخصاً أقل قلقاً، فإليك فيما يلي بعض الأساليب و الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها، والبدء بإعادة تدريب عقلك، ولن يتوجب عليك سوى أن تختار المناسب منها لحالتك، وأن تقوم بتطبيقها والتركيز عليها لمدة أسبوع كامل.
وتتضمن هذه الاستراتيجيات مجموعة من المعلومات و الطرق المعرفية الأساسية والتي تتمثل فيما يلي.
عندما يكون الشخص قلقاً بدرجة كبيرة، فإن الأفكار المثيرة للقلق تراوده منذ الصباح الباكر، و ربما حتى قبل أن ينهض من سريره، وتتمثل تلك الأفكار في "ماذا لو"، مما يقلل قدرة الفرد على مواجهة التحديات اليومية.
كأن تقول لنفسك مثلاً " سأفعل هذا اليوم" وسأستخدم نفس القوة التي جعلتني أصل إلى هذا الحد"، أو أن تكتب لنفسك مجموعة من الأفكار التحفيزية.
يكمن السبب -في العادة- وراء القلق، في عدم قدرة الفرد على السيطرة على حياته وعلى المفارقات التي تحدث فيها، ولكن عندما تحاول تجاوز تلك الأمور وتتجنب القلق عندها ستتغير رؤيتك تجاه القلق ، ويمكنك أيضاً تغيير علاقتك مع القلق إذا كنت تعاني من نوع القلق المزمن، والذي يشعر فيه الفرد بحتمية القلق.
وفي الواقع، فإن القلق ليس بالمثمر و ليس بالشيء المفيد كما يعتقد البعض، فهو لا يحفزنا ولا يطور من مهارتنا وفاعليتنا في حل المشكلات كما يشاع عنه، ولذلك من الأفضل بالنسبة لك، وأنت في هذه الحالة أن تترك لنفسك المجال للانتقال إلى فعل أخر بعيد عن الموقف الحالي.
إن طبيعة القلق تفرض علينا أن نكون في حركةٍ مستمرةٍ، سواءً بدنياً أو عقلياً. مما يجعل من الصعب التوقف عن القلق، لذلك حدد (واصنع) لنفسك لحظات سكون، وقد يكون ذلك عن طريق ممارسة اليوجا لبعض الوقت أو أن تتنفس ببطء لبضع دقائق وأنت مسترخٍ، أو ربما من خلال الاستمتاع بتناول فنجان من القهوةالساخنة وسط منظرٍ بديعٍ للطيور المحلقة.
قد يأتي القلق بسبب الخوف من فكرةٍ ما قد تسير إليها الأمور في المستقبل. و الأسئلة التي ستثير القلق هي... هل ستكون الأمور بخير؟ أم ستتحول إلى أكثر من خيار؟ أم أنها ستكون سيئة للغاية؟ وفي كل الحالات فالنتيجة ليست معروفة.
وبالتالي فالحياة لا يمكن التنبؤ بها، لذلك من الأفضل أن تترك الأمور تسير كما ينبغي لها أن تسير وتتخلى عن قلقك بشأن المستقبل وتنظر إلى الأحداث على أنها عبارة عن سلسلة من المغامرات، ومن الأفضل أن تستمتع بها.
يعتبر القلق من الأمور التي لا مفر منها، وربما تمر عليك أوقات تشعر فيها بالقلق الشديد. ولكن عليك أن تتذكر دائماً بأنك ومن خلال الممارسات التي سبق وأشارنا إليها ستتمكن من التغلب على القلق، وأنك ستقلل من مستوياته لديك.
صحيحٌ أن هذا الأمر قد يبدو بسيطاً للبعض ولكنه ليس كذلك بالنسبة للأشخاص القلقين. فالابتسامة لها تأثير مباشر ومفاجئ على القلق، لأن المشاعر التي تنتج عن الابتسامة، وتلك التي تنتج عن القلق والتوترلا يمكن أن تجتمع مع بعضها. فلذلك، وعندما يزداد قلقك، ما عليك إلا أن تستعد لترسم على شفتيك ابتسامة غريضة و سترى تأثيرها السحري بشكلٍ فوري.