logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:36 صباحاً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل السابع

-فين الولد يا تمارا ؟!
كان هذا السؤال لـ السيد فاخـر الذي نطق الآن باستغراب مترقبًا إجابة ابنته الطائشة، لتجيب عليه بلا مبالاة كعادتها:
-هناك يا بابي ..مع الدادة
-مع الدادة !
تقلصت ملامحه بغضب، بينما يهتف:
-إزاي تآمني عليه مع الدادة يا بت أنتِ؟!, أنتِ طبيعية؟

-يا بابي بقى !, أنا متابعة معاها على الفون أخباره..
لتضيف سُهير قولها:
-عادي فاخر! هي يعني لازم تفضل قاعدة هناك جنب الولد!, لازم تشوف حياتها ..
فاخر وقد قال بامتعاض:
-عارفة يا سهير؟, البت تمارا دي ذنبها في رقبتك ..أنا بحمد ربنا كل يوم إن ساندرا كمان مش نفس اسلوبكم .. الحمدلله إنها بنت شخصية مستقلة بيها ..
-دا على أساس يا بابي إننا شياطين ؟!

نهض فاخر دون أن يجيب عليها بينما يهتف وهو يتجه نحو الدرج:
-أنا طالع أنام عشان عندي شغل الصبح ..وفكري وحطي عقلك في راسك ..أدهم راجل مش هتعرفي تعوضيه تاني اعقلي وخافي على نفسك بلاش تسمعي كلام سهير ..لا هي ولا أنا هنعيشلك... فكري قبل فوات الاوان يابنتي ..وتصبحي على خير!

نهض ما إن أنهى جملته وتركها صاعدًا الدرج، بينما نهضت ساندرا أيضاً وأكدت على قول والدها:
-كلام بابا كله مظبوط يا تمارا بجد ...اسمعي كلامه دا لو حاسة إن فيه أمل تعيشوا أنتي وأدهم في هدوء ولآخر مرة هقولهالك لو مافيش أمل نهائي ابعدي ولملمي اللي باقي من كرامتك!

انصرفت هي الأخرى ما إن أنهت كلامها، وراحت تمارا تزفر بغضب وهي تقول:
-أنا إيه اللي جابني هنا بس!, هو أنا كنت ناقصة نكد يا ربي بس!, ساندرا وبابي حاجة لا تطاق أنتِ طيقاهم إزاي يا مامي؟
-ولا يهمك يا قلبي،تعالي نسهر مع بعض وانسي ..
- no, أنا هخرج أسهر برا شوية وكويس أوي إن بابي طلع ينام عشان ميفتحليش محضر أوك يا مامي ..
-أوك يا قلبي وخلي بالك على نفسك!...

تعرق بشدة ..وضاقت أنفاسه ..زادت آلامه وبات يتألم بقسوة...
لم يعد قادرا على التحمل أكثر من ذلك ... حاول بشتى الطرق ..لكنه كالعادة فشل ..
وقام مسرعًا إلى الحبوب المخدرة.. ليلتقط منها ..واحدة ..اثنان ..ثلاثة ..
وهبط على ركبتيه نادمًا !

ولكن ما الذي يفعله ...
وكل عظامه تتآكل من الألم ..ورأسه سينفجر ..
فتح ذراعيه على آخرهما ..ودعا من أعماقه ..فهبطت دموعه في تسابق مع بعضها البعض ..تحرق روحه قبل وجنتيه ..يعلم أنه ضعيف ..
كيف سيواجه ساندرا بعد الآن؟! ..
ماذا سيقول لها وهو قد خان العهد ..وانصاع لرغبته المُلحة ككل مرة ..
نعم يبكي الآن ..بمرارةٍ كالعلقم ..

لم تكن عيناه تعرفان الدموع من قبل ..
لكن الآن !
وقع بين نارين ...بين رغباته وحبيبته ..
فهل ستنتصر الرغبات ؟!
سيكون عبدا ضعيفا للشهوات ؟, أم قويًا ليليق بامرأة قوية مثل زوجته ...
رفع وجهه ينظر من من فتحة النافذة الصغيرة إلى السماء مباشرة.. يدعي أن يمنحه الله قوة تجعله يتخطى هذا الأمر.. وأن يحميه من نفسه الأمارة بالسوء!

الساعة الثالثة فجرًا ..
استيقظ أدهم على صراخ الصغير أحمد ..راح يحمله برفق آخذًا إياه في ضمة قوية إلى صدره،بينما يهدهده بحنان وافر يحاول تهدئته ...لكن الصغير لم يستجب لكل هذا ..
ظن أدهم أنه ربما جائع ..
فأخذ الحليب الذي أحضرته المربية قبل أن تذهب وحاول إرضاعه بارتباك ..

أيضاً لم يستجب له الطفل ...فنهض زافرًا وهو يقول باختناق:
-منك لله يا تمارا الزفت ..
خرج من الغرفة متجهًا به إلى غرفة والدته ..وطرق الباب بخفوت عدة طرقات ..لكن يبدو أنها نائمة ولم تسمع هذه الطرقات ..
تنهد بنفاد صبر وتوتر ..ثم نظر إلى باب غرفة ملك وتقدم عندما وجد الإضاءة مشتعلة ...

يعلم أنها لن ترفض مساعدة الطفل ..طرق الباب وانتظر قليلاً.. إلى أن فتحت ملك عندما سمعت صراخ الطفل ..ليقول أدهم بهدوء:
-أنا آسف بس أحمد بيعيط مش عارف أسكته ..
ازدردت ملك ريقها وحملت الطفل منه دون تردد، وضعت يدها على جبينه لتقول بحدة شديدة:
-الولد سخن..
أدهم بخوف:
-بجد؟
-إيه أنت مش حاسس بيه ؟!

-أنا مش عارف فكرته دافي عشان كان متغطي أنا هلبس حالا وهاخده للدكتور ...
أوقفته بجدية قائلة:
-مافيش داعي للدكتور، هاتلي كمادات وهات خافض للحرارة وهاتلي الببرونة بتاعته وبسرعة ..
هز أدهم رأسه موافقًا وأسرع يجلب كل هذه الأشياء ..وعاد إليها في لمح البصر بتوتر وقلق شديدين ...

أخذت ملك تضم الطفل أكثر إليها وتهدهده برفق بيد واحدة والأخرى قامت باطعامه جرعة الدواء المناسبة، وهدهدته مرة أخرى بين يديها ليستجب الطفل لها ويهدأ رويدا رويدا ...كان أدهم يتابع الموقف بعينيه في صمت ..
ليجدها تحاول إرضاعه ويستجيب الطفل ويأخذ الحليب بهدوء.. تنهد أدهم بارتياح ومنحها نظرة امتنان تعبر عن شكره لها الآن ...

بعد قليل ...كانت قد وضعت الطفل على الفراش وبدأت تفعل له الكمادات الباردة لتنخفض الحرارة أكثر ... إلى أن انتهت وغط الطفل في نوم عميق ..
اقترب أدهم منها جاثيًا على ركبتيه فاعتدلت في جلستها بتوتر وهي تراه يجلس أمامها هكذا ..ويمسك يدها برفق وقوة كما كان يفعل !
ثم يقبل كف يدها وتلتقي عيناه بعينيها هامسًا بلطف:
-شكرا يا ملك ..

كادت تتكلم فلم يمنحها الفرصة واضاف بشغفٍ:
-بحبك يا ملك ...
ابتلعت ريقها بصعوبة وحاولت إزاحته بعيدًا لكنه لم يهتز وراح يقول بتوسل:
-أديني فرصة تانية ..
لم ترد ولم تمنحه نظرة رضا حتى ..ليقول مغتاظًا:
-أصل أنا هاخد فرصة تانية برضاكي أو غصب عنك فخليها برضاكي أحسن!

-دا على أساس إيه؟!, أنا مبقتش زي الأول يا أدهم إنسى الغرور دا بقى وفوق والمرة دي أنا اللي هقرر مش أنت ..
-ماشي وأنا منتظر قرارك وعارف إنك هترضي عني عشان أنتِ لسة بتحبيني ..صح ؟!
-لأ مش صح! ولو سمحت اتفضل اطلع برا أنا ساعدك بس عشان خاطر الولد اللي مالوش ذنب في حاجة ..
أدهم وقد قال مراوغًا؛

-طب خليني الليلة بس أنام هنا ..الليلة بس ومش هاجي هنا تاني عشان خاطر أحمد طيب !
-لو سمحت بقى كفاية كدا ..أرجوك أخرج برا الأوضة ..
نهض بيأس وهو يزفر الهواء بغضب جم بينما يهتف بضيق:
-قلبك أسود أوووي يعني!
اقترب يأخذ الطفل لكنها قالت بحزم ووجه مقتضب:
-ممكن تسيبه هنا الليلة ؟! ..

ثم أكملت بتوتر:
-عشان لو تعب تاني أحاول ألحقه ..
ابتسم برفق وقال بنبرة مرحة:
-آه بس بشرط ..
-شرط إيه ؟!
قال رافعا أحد حاجبيه:
-قوليلي بحبك يا أدهم ...
تغضن جبينها بعدم رضا لتهتف باقتضاب:
-خد الولد واطلع برا الأوضة خلاص مش عايزة حاجة!

ابتعد وهو يشير لها بكلتا يديه قائلا بتذمر:
-خلاص خلاص ..خليه وأنا خارج يا ستي !
خرج من غرفتها وهو يتنهد داعيًا:
-ربنا يهديكي عليا!
بينما استلقت ملك جوار الطفل وهي تبتسم له بمودة وتقول بغيظ:
-أنت جميل أوي يا أحمد ..بس خسارة في مامتك ..وكمان باباك!

في الملهى الليلي ...
ترنحت تمارا يميناً ويساراً بغير هدى ..لقد شربت حد الثمالة وباتت في دنيا أخرى غير هذه ..ترقص وتضحك وتدخن السجائر ..
فقد وعيها ..أو عقلها !
تقودها نفسها إلى الشهوات وهي تنصاع بلا اكتراث بأي شيء، فقط ما تريد فعله تفعله ولا مجال للوعظ والنصائح فلتذهب النصائح إلى الجحيم !
-شادي!

نطقت إسمه وضحكت ضحكة رقيعة... بينما تواصل بسخرية:
-أنت لسة عايش يا واطي؟
فيبادلها السخرية تلك وهو يقول باحتقار:
-والله ما فيه أوطى منك!, أنتِ إيه شيطانة مبتهمديش ؟
-أنت عاوز إيه يا حيوان ؟!
-حيوان ؟!

تمالك شادي أعصابه وقد قال بصرامة:
-عاوز مليون جنيه يا تمارا ..جنيه ينطح جنيه ودا لمصلحتك يا بيبي !
ضحكت مرة أخرى بقوة كبيرة ..وفي تهكم سافر أردفت:
-أنت متسواش مليون مليم يا بيبي ..

تأملها بازدراء ..ثم راح يقول بفحيح:
-طب تمام ..لما أكشف المستور لجوزك وأقوله على التغفيلة اللي غفلتيهاله متبقيش تولولي ساعتها يا بنت الجزار !
اتسعت عيناها بشراسة واقتربت منه تهمس:
-تقصد إيه ؟!
-أقصد كل حاجة زبالة زيك ..شوفي بقى لما يعرف إن الواد اللي بيربيه دا يا بيبي .."مش إبنه" أصـــلا هيعمل فيكي إيــه !

تنهض ميـرال عن الفراش في سرعة شديدة ركضًا إلى الحمام،وتتقيأ بألم وهي تضع يدها بطنها ..
لينهض علـي خلفها في هلع ويربت على ظهرها برفق مع قوله القلق:
-ميرال!, في إيه يا حبيبتي حاسة بإيه ؟!

فترد وهي تستقيم في وقفتها وتضع رأسها على صدره بارهاق وترتجف بشدةة..:
-مش عارفة..
أبعدها علي عنه قليلا كي يتمكن من رؤية وجهها ويسألها بحزم:
-إيه هو اللي مش عارفة؟ ومالك خايفة كدا ليه ؟! ردي عليا حاسة بإيه ؟! ميرال أنتِ حامل؟!...



look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:36 صباحاً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل الثامن

نظر لها "علي" بصدمة مُترقبًا قولها بفؤادٍ قلق للغاية، وكما توقع هزت رأسها ببطء شديد تؤكد توقعه، أغمض عينيه محاولاً استيعاب ما حدث ووضع كلتا يديه على رأسه وهو يخرج من الحمام بضيق شديد، اتبعته ميــرال وهي ترتجف خوفًا من ردة فعله وملامحه التي تجهمت بقسوة الآن، ازدردت ريقها وقالت بخفوت:
-علي !

رفع ناظريه إليها وقد قال بنبرة عنيفة لم تعهدها هي منه من قبل:
-دا حصل إزاي؟, برضوه عملتي اللي في دماغك صح؟!
التفتت وأولته ظهرها هاربة من نظراته الغاضبة تلك، ففاجئها بقوله حين نطق:
-اللي في بطنك دا هينزل يا ميرال، مش ممكن هيستمر أنتِ سامعة ولا لأ؟

التفتت حينذاك بارهاق شديد، تهتف رغم وهنها:
-نعم ؟!، أنت بتقول إيه يا علي ؟, حرام عليك أنت عاوز تقتل روح ؟!
نهض عن الفراش بحدة هاتفًا:
-نعم ياختي؟, ما هو ممكن أنتِ اللي تموتي أصلاً! ساعتها بقى أنا هفرح بالروح اللي عمالة تتكلمي عنها دي؟ بقولك إيه! بصي كدا لنفسك في المرايا يا حبيبتي أنتِ أصلا مش قادرة تتكلمي وعمالة تتهزي وأنتِ واقفة!, هتحملي وكمان تخلفي؟ أنتِ بتهرجي؟

حركت رأسها سلبًا، ثم قالت بغضب:
-ماشي أنا موافقة أموت، أنا عاوزة ابقى أم هي كدا حياتي لزمتها إيه؟
-أنتِ كدا بتعترضي على أمر ربنا تمام؟!
صرخت بوجهه فجأة:
-مش هنزله يا علي ..مش هنزله أنت سامع بقى ولا لأ؟

رفع حاجبيه مذهولا من حالتها الهستيرية تلك وصوتها الحاد الذي كاد يصم آذنيه! ..ثم ارتجافتها العنيفة وهي تنظر له بمرارة ..
وما لبثت أن أجهشت في بكاء حار.. وراح الدمع يتدفق كسيلٍ على وجنتيها ...بينما تردد من بين شهقاتها:

-يمكن ربنا يديني القوة وأقدر أحمل وأخلف وصحتي تكون كويسة، عشان خاطري يا علي، أبوس إيدك، أسرعت تنزل على يده تنوي تقبيلها، فرفعها إلى أحضانه معانقا إياها بقوة، يحاول تهدئتها وتهدئة ذاته أيضاً... لا يريد أن يفقدها ذات يوم جراء حملها ..سيتخلى عن كل شيء إلا هي ! ولتعلم ذلك هي !
-أنا مأقدرش أتخيل الدنيا من غيرك يا ميرال .. أنتِ عندي أغلى من أي حاجة ...لو سمحتي متعمليش أنتِ فيا كدا ..أسمعي كلامي ..

طُرق الباب في هذه اللحظة وقد كانت السيدة سميرة التي دخلت إلى الغرفة بقلق تتساءل بتلهف:
-في إيه يا علي أنا قومت من النوم على صوت ميرال، في إيه يا حبيبتي مالك ؟!
لم ترد ميرال بالطبع عليها من شدة اختناقها وبكاؤها !...
ليقول علي وهو يعاود جلوسه على السرير:
-ميرال حامل يا ماما!

ضمت الأم شفتيها بحزن ونظرت إلى ميرال الغارقة في دموعها ..ثم اقتربت تربت عليها بمواساة مع قولها:
-طب إهدي يا حبيبتي، هو دا حصل غصب عنك؟
-بإرادتها !
هكذا قال علي زافرًا الهواء بحدة، لتُكمل السيدة بعقلانية:
-طب متضايقوش نفسكم ..اهدوا وكل حاجة بالعقل تتحل يا علي ..إيه المطلوب منها بالظبط دلوقتي؟

-لازم تنزل الجنين دا لأن السكر عندها مش مظبوط خالص ..في خطورة على حياتها !
-قولتلك مش هنزله ...أفهم بقى!
كان رد ميرال العنيد عليه، ليصمت علي مقدرًا حالتها ولم يكن يريد المزايدة عليها ..لتقول الأم بهدوء:
-الدكتور هو اللي يقرر ...إن شاء الله بكرة تروحوا للدكتور واللي هيقولوا أكيد هو اللي هيكون الأصح ..

حركت ميرال رأسها بضيق ..وقالت بعناد:
-مش هروح للدكتور ..
رفع علي حاجبه وهتف بصبر:
-كمان مش عاوزة تروحي للدكتور ؟...
-أيوة !

أخبرته بقرارها ثم اتجهت إلى الفراش لتستلقي عليه بانهاكٍ وتتدثر جيدًا بالغطاء كما غطت وجهها أيضاً هاربة من نظراته ونظرات السيدة سميرة أيضاً التي ضحكت بخفوت على تصرفاتها الطفولية وبرحت الغرفة لتترك لهما الخصوصية في أمرهما، تنهد علي بتحيّر وقد قال وهو ينظر لها بغيظ:
-الله يسامحك يا ميرال ..الله يسامحك!

اتسعت عيني تمـارا بشراسة وأخذت تتنفس بصعوبة جراء ما قال شـادي !
هل سيكشف أمرها ؟ ..وما مصيرها بالفعل إذا علم زوجها الغافل عن خطيئتها؟
زاغت عينيها تفكر جيدًا في هذا الأمر .. بل هذه الكارثة !
لتقول وقد عادت إلى تمردها:
-أنت عارف إني ممكن أخلص عليك ولا حد يعرف حاجة،عارف ولا لأ ؟

-عارف ! ..بس وشرفك ما هيحصل قبل ما أبلغ جوزك ...
-أنت عارف اللي حصل بينا دا حصل إزاي وأنا مكنتش أقصد فبلاش تعملي فيها واحد كويس!
ضحك شادي متهكمًا مع قوله:
-كنتِ سكرانة ؟! طب وإيه الجديد يا تيمو ما أنتِ على طول سكرانة ...المهم إنك إدتيني نفسك على طبق من فضة ! أنتِ أساسا شيطانة يابنتي ..مع كامل آسفي للشيطان يعني!

-أنت قذر على فكرة ..طب عاوز مني إيه إما أنا بشعة أوي كدا ؟!
ابتسم بشيطنة مع قوله:
-عاوز أستغلك طبعا والعز اللي أنتِ فيه دا اللي أنتِ أصلا متستاهلوش ينولني منه من الحب جانب ولا أنتِ عاوزة تفضلي تخدعي الناس كدا من غير ما تدفعي أي تمن !
عضت على شفتها السفلى ومن ثم أردفت بحدة:
-أوك يا شادي ..هديك الفلوس !
-امتى ؟

-أنا اللي أحدد ..وعلى ما أجهز المبلغ كمان !
شادي مبتسما بظفر؛
-أوك يا روح الروح.. بس بقولك يا بيبي أوعي تحاولي تقتليني أصل أنا موصي ناس حبايبي كدا لو حصلي حاجة يكشفوا المستور على طول ..فكري كدا كويس يا قلبي مع نفسك لأن أنتِ الخسرانة!
ابتلعت ريقها بخوف لأول مرة يظهر على قسمات وجهها ثم تركته وانصرفت تحاول التفكير لإيجاد حل في تلك الكارثة ...

تقلب أدهم على الفراش بأرق ولم يستطع النوم قط ..لم يتوقف عقله عن التفكير .. عقله يخبره أن ملك ..حبيبته قد بغضته ..لكن قلبه!
كان له رأي آخر !
يخبره بأنها غاضبة فحسب ..وسيجتهد هو ليمحي ذاك الغضب عنها ..ستعود صافية إليه ..ولن يتركها مجددا تحت أي ظرف ..

نهض وقد واتته الجرئة أن يذهب إلى غرفتها مجددًا ..لعله يحاول فتح حديثا آخرا معها وتلين معذبته فتمنحهُ السماح !
تحرك في خطوات متمهلة إلى باب غرفتها ...وضع يده على مقبض الباب بتلقائية ففُتح الباب ..
تعجب لذلك ...لكن يبدو أنها نست غلقه بالمفتاح ككل يوم ..

اشرأب بعنقه من خلف ينظر إلى الداخل ليجدها نائمة بعمق جوار الصغير أحمد ..ابتسم بهدوء وولج إلى الغرفة متجها نحوهما ..ليتحدث في وليجته:
-يا ريتك كنتِ مامته الحقيقية يا ملك !
راودته فكرة مراوغة الآن ..وبدون تردد قرر تنفيذها ..ليستلقى جوارها بحذر شديد كي لا تستيقظ فتفعل ما لا يحمد عقباه.. وبعد قليل كان مثلهما ..حيث راح في سبات عميق...

-ساندرا !
همس بها حـازم بعدم تصديق وهو يراها الآن أمامه ..ابتسم ملء فاه وهو يلمس وجهها الجميل الحبيب بأنامله ...بينما يردد بنبرة عاشق:
-حبيبتي.. أنتِ رجعتي !
لم تبتسم له ..وتخطته داخلة إلى غرفتها التي اشتاقت لها ..بينما تهمس بهدوء:
-أنا رجعت بس عشان حصل بيني وبين أهلي مشكلة وماليش مكان إلا هنا لكن لسة عند وقفي منك !
هز رأسه موافقا بصمت ..فقط كان يبتسم بعدم تصديق ..لتسأله بحدة:
-وصلت لحد فين يا حازم ...بطلت ولا لسة؟!

رمش بعينيه وأطرق برأسه لا يعلم ما الرد المناسب لها ..أيخبرها بضعفه ؟!
-ممكن ترد ؟!
لم يرد ..وكان الصمت هو الرد ..
لتعلم أنه مازال ..أهي رخيصة لهذا الحد الذي لا يجعله يعافر لأجلها ؟!

فما كان منها إلا أن دفعته بكلتا يديها صارخة بوجهه:
-ضعيــــف !
فتح عينيه في هذه اللحظة لاهثا ...وقد أدرك أنه كان حلما ...لينهض ناظرا إلى في ساعة هاتفه ليجد أن آذان الفجر قد اقترب موعده ...
نهض قاصدًا الوضوء والذهاب إلى المسجد ..لربما يلهمه الله الهداية في سجدة لا يشقى بعدها أبدًا ...

عندما تقلبت ملك على الجانب الآخر اصطدمت بوجه أدهم الذي يبدو أنه هنا من وقت كبير ..نائم جوارها بعمق وأريحة ..ما الذي أتى به ..
كانت في المنتصف حيث الطفل على الجانب الداخلي للفراش وهو في الجانب الخارجي ...!
لم تستطع التحرك خوفا من أن يستيقظ ويصرخ مجددا.. كزت شفتيها بعنف واغتياظ من فعلته ..لكن قلبها كان يخفق بسرعة متلاحقة وهي تراه قريباً منها مجددا بعد انقطاع دام شهور!

ويبدو أن لقلبها بالفعل رأي آخر ..!
ثوان وقد غالبها النوم مرة أخرى... ولم تفق إلا صباحًا على صوتٍ تعلمه كما تبغضه بشدة ..
فقد كانت تمــارا التي دخلت غرفتها دون استئذان ودون خجل ! تهتف بغضب جم:
-إييييييه اللي أنا شيفاه دااااااا ؟

اتسعت عيني ملك وهي تحاول النهوض جالسة على الفراش ..وفتح أدهم عينيه أيضاً بضيق وراح ينظر لها باستغراب ..ثم نهض جالسا هو الآخر مع قوله؛
-إيه صوتك العالي دا أنتِ اتجننتي ولا ايه ؟, وإزاي تدخلي كدا من غير ما تخبطي !
-أخبط إيه أنت بتستهبل ؟ الهانم واخدة إبني في حضنها وتقولي خبطي ! الجربوعة دي تلمس إبني أنا !

كاد أدهم يرد عليها لكـن الرد هذه المرة كان لـ ملك التي هتفت وهي تقفز قفزا من على الفراش إلى الأرض واقفة أمامها بشراسة:
-أنا سكت لك كتير لكن وربي ..كلمة كمان وهوريكي بقى يا حبيبتي البنت اللي جاية من الحواري بتعمل إيه لما واحدة زبالة زيك تغلط فيها !
اتسعت عينا تمـارا بصدمة ...وألقت حقيبة كتفها أرضًا وهي تستطرد بعنف:
-زبالة ! .. أنتِ واحدة فعلا بيئة ومش محترمة و...

ابتلعت حروفها رغما عنها عندما صفعتها ملك ..وجذبتها من خصلات شعرها إليها ومن ثم قامت مشاجرة بينهما وفجأة كان أدهم في منتصف المشاجرة العنيفة تلك ..لا يعلم من أين يتلقى اللكمات ! .
ومن الخاسرة ومن المنتصرة ليهتف بحدة عارمة:
-بااااااااااااااااس !



look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:49 صباحاً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل التاسع

استيقظت چنا على طرق الباب، فنهضت بتمهل وهي تحدث نفسها باستغراب:
-دا مين اللي بيخبط بدري كدا ؟
راحت تفتح الباب بإنزعاج وإذا بالسيدة "سماح" والدة زوجها تبتسم بعفوية ونبرة مرحة:
-صباح الخير،إيه دا أنتوا لسة نايمين يا كسلانين !
ولجت السيدة عبر الباب ما إن أنهت كلامها العفوي، لتتأفف چنا سرًا من مجيئها مبكرًا في هذا الوقت !

لكنها قالت بابتسامة اغتصبتها على شفتيها:
-أهلا يا طنط نورتي ..
-بنورك يا حبيبتي، معلش أنا قلت أجي أفطر معاكم وجايبة كمان الفطار معايا أصلي زهقت من القعدة لوحدي،متعرفيش ماهر سابلي فراغ قد إيه يا چنا ..
چنا تحاول ألا تظهر مضايقتها من وجودها:
-ربنا ميحرمكيش منه يا طنط ..ثواني هصحيه ...
ذهبت بعد ذلك إلى الغرفة وهتفت ما إن دخلت:
-ماهر ..ماهر !, قوم مامتك برا ..

نهض ماهر في حركة سريعة وطغت علامات الفرحة على وجهه قائلا:
-بجد ! طب والله كويس دي وحشاني أوي ..
خرج من الغرفة في ثواني معدودة، تاركا إياها تعض على شفتيها بغيظ ..
رن هاتفها يُعلن عن اتصالٍ ما لتجيب على الفور حينما رأت إسم والدته عليه ..
-صباح الخير يا ماما،عاملة إيه يا حبيبتي؟
السيدة سميرة مجيبة عليها بهدوء:
-صباح الورد يا حبيبتي، أنا الحمدلله كويسة أنتِ طمنيني عنك؟

-بخير يا ماما .. الحمدلله.
تنهدت الأم وقالت:
-يدوم الحمد يابنتي ..كنت عاوزة أتكلم معاكي كلمتين كدا يا چنا ..
-خير يا ماما في إيه ؟
قالت الأم بلا تردد وبعتاب:
-عاوزة أعرف إذا كانت فيه حاجة مضيقاكي من مرات أخوكي ولا حاجة قوليها ..عشان بصراحة معاملتك ليها وحشة أوي يا چنا ..

تكلمت چنا في غضب شديد:
-ليه يا ماما عملتلها إيه إن شاء الله؟, معاملتي لها وحشة إزاي أنا مافيش بيني وبينها أي حاجة هي في حالها وأنا في حالي ..
-طب ليه متتكلميش معاها ليه في حالك وهي في حالها دا أنتِ حتى مرحبتيش بيها لما كانت عندك يابنتي هي دي الأصول اللي علمتهالك يا چنا ؟
تابعت چنا في عصبية:
-اااااه هي الهانم جت تشتكيلك مني بعد ما اكرمتها في بيتي ؟ صحيح بجحة اوي !

-لا إله إلا الله.. يا بنتي والله ميرال ما فتحت بؤها ولا اشتكت دا أخوكي اللي استغرب من معاملتك وعاوز يفهم في إيه بالظبط ...
-آه يبقى الهانم قعدت تشتكيله مني وتكرهه فيا، ما أنا عارفاها نحنوحة أوي وبتستغل علي اكمنه بيحبها، قوللها تبعد عني ومتعمليش مشاكل مع أخويا يا ماما أنا سكتلها بس عشان هي مريضة مش اكتر ...

أردفت الأم في استغراب شديد من أمر إبنتها الغير مفهوم:
-إيه الطريقة دي ؟, أنتِ بتقولي شكل للبيع ولا إيه؟ لا لا بجد عيب عليكي يابنتي ..أنا مربتكيش على الأسلوب دا أبدااااا عيب !
-ماما بعد إذنك أنا هقفل دلوقتي وهرجع أكلمك عشان حماتي عندي ..سلام ..
أغلقت چنا الهاتف ..وتعجبت السيدة سميرة من أمرها ..لتقول بآسى:
-الله يهديكِ يا بنتي وينور بصيرتك !

سمعت بعد ذلك صوت باب الغرفة المجاورة ينغلق ..فنهضت تخرج من غرفتها لتجدها ميـرال التي خرجت وهي تجفف وجهها بالمنشفة ..فقالت برفق:
-صباح الخير يابنتي ..
-صباح الخير يا طنط سميرة..
جلست ميرال في صالة المنزل على الأريكة في توتر وهي تفرك يديها بتوتر ..لتسألها سميرة بصبر:
-هو علي لسة نايم ؟!
-أيوة ..

-طب أنتِ مالك زعلانة ليه كدا؟, أنتِ عارفة أنك مش بتهوني على علي أبدا وهو مش بيستحمل زعلك..
ميرال بنبرة حزينة متوسلة:
-ممكن حضرتك تقنعي علي ميخلنيش أنزل اللي في بطني ..عشان أنا نفسي مينزلش وعاوزة ابقى أم ..
نظرت لها الأم ولا تعرف ما الذي تقوله ..تراها محقة وترى إبنها محق أيضاً ..كلاهما على حق !

-مش علي اللي هيقرر أنا قلتلك امبارح يا حبيبتي الدكتور هو اللي هيقرر ..
-الدكتور ممكن يقرر نفس القرار دا وعشان كدا أنا مش عاوزة أروح ..إرادة ربنا فوق كل شيء وأنا حاسة إن ربنا هيجبر بخاطري ..
-والله مش عارفة أقولك بالظبط ..ونعم بالله يابنتي ..
خرج "علي" بعد عدة دقائق من الغرفة وهو يفرك عينيه يحاول الافاقة ..ليقول باتزان:
-صباح الخير ..

ثم جلس بالقرب من زوجته الصامتة بملامحها المنزعجة، فترد الأم بدورها::
-صباح النور يا حبيبي ..إيه مش مستعجل النهاردة يعني أنت أجازة ولا إيه ؟
حرك رأسه نافيًا ليقول بجدية:
-مش إجازة،بس هروح الشغل متأخر شوية على ما اودي الهانم دي للدكتور ..
نظرت له ميرال بغيظ واحتقن وجهها بشدة، فترد بغضب:
-مش هروح وأنا قلت لك كدا أنا مش هروح !

نظر لها رافعا أحد حاجبيه مع قوله:
-أنا فعلا دلعتك وأوي ...وعشان مش بتهوني عليا أزعلك بقيتي بتسوقي فيها وبتردي عليا وبتزعقي كمان ..أنا مش عاوز اعمل معاكي زي الرجالة ما بتعمل بس أنتِ هتضطريني أعمل كدا لو محطتيش لسانك في بؤك وسكتي وسمعتي الكلام اللي اقوله تمام ؟
تجمد الدمع في محجريها سريعًا وهي تستمع إلى لهجته الحادة الصارمة ..صمتت قليلاً لكنها لم تستطع كبح الكلام فقالت:
-هتعمل إيه يعني هتمد إيدك عليا؟!

وعلى عكس توقعها قال بحزم:
-آه ..
نظرت له من بين دموعها التي راحت تتساقط في سرعة ونهضت غاضبة على الفور إلى الغرفة مجددا، فقالت الأم بعتاب:
-ليه كدا بس يا علي؟ ..بدل ما تهديها بتقولها كدا؟
-ماما أنتِ مش شايفة إسلوبها ؟, أنا من امبارح وأنا ساكت بس بجد دي ممكن تضيع نفسها بسبب دلعها وتهورها ..لازم أخليها تبطل حتى لو بالقسوة .. طالما هي هتوصلني لكدا معاها ..

-يابني اعذرها مش كدا ..احساسها ماحدش هيفهمه وهي لو بتدلع عليك فهي عشمانة فيك مش اكتر ..ميرال ما بتدلعش على حد في الدنيا دي كلها غيرك ..لأ يا علي بلاش تقسى معلش حاول معاها تاني ..أنا عارفة إنك ليك طاقة بس برضوه متنساش ظروفها ..
زفر علي باختناق ومسح على شعر رأسه بعنف ..ثم نهض إلى الشرفة يتنفس الهواء بعمق...

كانت تمــارا في غرفتها تزرع الأرض ذهابا وإيابا، تنظر إلى المرآة بذهول شديد، شعرها مشعث ووجنتها عليها آثار صفعات ملك لها ..صرخت بتلقائية منها حيث أنها لم تصدق ما فعلته الأخيرة معها !
تعودت أن تتوجه لها بالإهانة دومًا بينما الأخرى تصمت وتبتلع ..لكن كما يقولون للصبر حدود !
وهي قد تعدت كل الحدود !, وها هي الآن تدبر لها انتقام !
صرخ ابنها أحمد وهو على الفراش ..فصاحت به وهي تحمله بعنف قائلة:
-يووووه أخرس بقى إيه القرف داااا ..

ازداد صراخ الطفل وبكى بشدة ...ولم تستطع السيطرة على نفسها لتتركه بإهمال على الفراش وتنادي على الخادمة بنفاد صبر قائلة بلهجة آمرة:
-تعالي هنا شوفي الولد ..نيميه ولا إعمليله أي حاجة يخرس بقى !
انصاعت الخادمة لها لكنها رمقتها باستغراب شديد ..وهي تتجه إلى الطفل تحاول اسكاته ..
ولج أدهم في هذه اللحظة وراح يهتف بغضب شديد:
-أنتِ مالكيش أي لازمة في الحياة؟ حتى إبنك مستخسرة تهتمي بيه أنتِ إيه يا شيخة شيطانة ؟ ربنا يهدك أو ياخدك ونرتاح منك بجد ..

نظرت له بعنفوان تجيده وقد قالت بعنجهية:
-إبني وأنا حرة فيه يا بيبي ..ماحدش هيكون أحن عليه مني أنا ..وأوعى تحلم إن حد ممكن يربيه غيري ! ..
كز أدهم على أسنانه بعنف وراح يصيح بها:
-ربي نفسك الأول وبعدين ربيه ..أنا فعلا بني آدم مش طبيعي عشان في يوم من الايام دخلت واحدة زيك حياتي وخلفت منها كمان !
-أنا كمان ندمت إني حبيت واحد زيك ...باع واشترى فيا !
-أنتِ بتعرفي تحبي ؟ لا بجد أنتِ زي البني آدمين أصلا ؟!

-أنت عاوز توصل لإيه بالظبط ! على فكره انا كمان مش حابة أعيش معاك في الذل دا بس متحملة عشان خاطر إبني اللي مالوش ذنب في أي حاجة وعشان كمان عارفة إنك هتاخده وتديه للحيوانة دي !
كور قبضة يده يحاول السيطرة على انفعاله ..ليقول:
-خسارة فيك أضيع وقتي والله .. أنتِ لازم تعرفي إنك قاعدة هنا ولسة على ذمتي عشان خاطر أحمد عشان مش عايز اظلمه وللأسف مش عاوز أظلمك برضوه مع إنك متستاهليش أصلا ..
خرج ما أن أنهى الكلام صافقا باب الغرفة خلفه .. هبط درجات السلم بسرعة غاضبةة وكانت تتابعه ملك التي وقفت على عتبة غرفتها بآسى ..

دخل علـي إلى الغرفة مجددا واستخرج ملابسه من الدولاب فقد قارب موعد عمله ..كانت ميرال مازالت تبكي وهي تنظر له بمرارة، لكن هاجمها الغثيان مرة أخرى فجعلها تنهض راكضة إلى الحمام،وبالطبع لم يستطع علي الاستمرار في تجاهلها !
ركض خلفها بقلق وربت على ظهرها يحاول طمئنتها ..بأنه جوارها هُنا مهما حدث !

ضمها إليه ما أن انتهت وراح يغسل لها وجهها برفق وفي صمت ...
كانت مرهقة حقًا لا تستطيع حتى الوقوف على قدميها ..فحملها بقلب واجل واتجه بها إلى الغرفة قائلا لها بعتاب:
-عاجبك اللي بيحصلك دا ؟, عاجبك ؟
وضعها على الفراش وجاورها قائلا بحزم هادئ:
-طب أسيبك وأروح شغلي إزاي دلوقتي.. انتي مفكرتيش طيب إنك ممكن تقعي لا قدر الله ولا تدخلي في غيبوبة وساعتها هتفقدي برضوه الحمل ؟ ليه بتفكري من زاوية واحدة بس ؟ليه؟

وهي لم ترد عليه ..ولم تقتنع ..هي بالفعل عقلها بل وقلبها أيضًا يفكر في اتجاه واحد فقط ..-أمومتها- فحسب !
-ردي عليا !, أنا بكلم نفسي دلوقتي؟
تحررت من صمتها أخيرا وهي تقول:
-ارد أقول إيه ؟, أنت خلاص قررت قرارك هتوديني للدكتور ولو مروحتش هتضربني ..عاوز مني إيه تاني ؟
أمسك فكها بقوة وقال من بين أسنانه المطبقة:
-عاوزك أنتِ .. أنتِ بس !

-هتنكر إنك نفسك تبقى أب ؟
-نفسي طبعا ..بس مش على حساب صحتك أو حياتك !
-يبقى هيجي يوم وتتجوز عليا.. أنا عارفة !
ضغط على نواجذه يحاول كبح انفعاله ليواصل:
-بصي يا ميرال بالذوق بالعافية هتعملي اللي هقولك عليه عشان من الواضح كدا المناقشة معاكي يا هتجبلي جلطة أو هتخليني أرمي نفسي من البلكونة ..
كشرت عن جبينها قائلة بجدية:
-بعد الشر عنك ..إزاي تقول كدا ؟

نهض وراح يرتدي ملابسه بحزن مع قوله:
-تعبت منك خلاص ومن الدنيا كلها ربنا ياخدني وأرتاح !
نهضت عن الفراش هي أيضا متجهة نحوه باشفاق:
-علي حبيبي ..ليه كدا ..أنا مأقصدش اتعبك ..طب حقك عليا ..
-ولا حقي ولا حقك أنتِ مبتفكريش إلا في نفسك بس وعلي ! يولع بقى ..
-أنا !

-أيوة أنتِ!
تنهدت ميرال بحزن واقتربت منه ..تعانقه بقوة وتخبره بصدق:
-أنا مأقدرش على زعلك أبدا يا علي .. طيب بص هروح للدكتور ..وأنا هفضل أدعي من هنا لحد ما اروح للدكتور إنه يقول ينفع الحمل يكمل ..
ابتسم علي بانتصار وضمها إليه أكثر قائلا:
-أهو دا الكلام ..

تعرق وجه ســاندرا بشدة وشعرت بألم شديد يجتاح أحشائها .. شعرت بالخوف وارتعش جسدها بالكامل.. ظنت أنها لحظة الولادة ..هذا الشعور يخبرها بذلك .. هذا الألم فاق طاقتها .. صرخت من شدة الألم ونادت على والدتها عدة مرات لكنها لم تلبي النداء ..لم تكن والدتها بالقصر ..
ولم يكن والدها أيضا متواجد ..لا تعلم بمن تستغيث ..

ولم تتردد في أن تهاتف زوجها مؤكدًا بأنه سيسعفها مهما حدث بينهما من خلافات .. هكذا ظنت ...
بيد مرتعشة أمسكت هاتفها وأجرت عليه اتصال ..فأجاب على الفور ..لتقول باستنجاد:
-الحقني يا حازم ..أنا شكلي بولد ..

رد عليها بتلهف يحاول تهدئتها:
-طب إهدي ..متخافيش أنا جايلك يا حبيبتي.
-بسرعة الله يخليك أنا هموت من الخوف ..
هكذا قالت ببكاء من بين دموعها،فقال وهو يتحرك من مكانه على الفور:
-هكون عندك حالا متقلقيش ...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
شاب روسي يهوى التصوير في الأماكن الخطرة جداً!! Moha
0 270 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، يهوى ، القلب ،












الساعة الآن 01:17 AM