logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:22 صباحاً   [19]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل الرابع

اعتدل "علي" جالسًا على الفراش، وراح يسألها مندهشا:
-ليه يا ميرال؟
نظرت ميرال إلى الأرض بصمت قصير، ثم أخبرته بهدوء:
-عاوزة أكون معاك أنت بس ..دا يوم أجازتك وما بصدق أكون جنبك..
علي متفهما:
-هنزورها يا حبيبتي وبعدها هنكون مع بعض عادي، بس أنا معرفتش أرفض الزيارة خصوصا إن دي أول مرة يعني!

-عارفة يا علي ..خلاص متزعلش مني!
ابتسم لها بحب واقترب منها قائلا:
-لا يا حبيبي أنا لا يمكن أزعل منك، بس أنا حاسس إن فيه سبب تاني مش حابة تروحي عشانه ...صح؟
حركت رأسها نافية، بينما تقول:
-لأ
-متخبيش عليا، أيًا كان السبب أنا عمري ما هزعل وأنتي عارفة.

أومأت برأسها قائلة:
-عارفة يا علي ...بس دا مجرد إحساس عندي مش عاوزة أوجع دماغك بحاجات تافهة ويكاد يكون إحساسي غلط ..
ضمها إليه مبتسما وحثها على الكلام قائلاً:
-أحب أعرف الاحساس دا، وكل حاجة تخصك عندي مش تفاهات ..يلا قولي.

تنهدت بارتياح وهي تمنحه نظرة امتنان واضحة قبيل أن تخبره:
-بصراحة يا علي ...بحس إن چنا مش بتحبني ..أو مش بتفضل تقعد معايا ..ولا تصاحبني.. فمش بحب أبقى تقيلة عليها وبقيت أحب أبعد عنها...
تابع علي هادئا:
-بس أكيد دا إحساس غلط فعلا يا ميرال، مش الموضوع دا انتهى وچنا بقت كويسة معاكي وخلاص؟

-لأ يا علي،هي آه مبقتش تعمل اللي كانت بتعمله بس هي واخدة جنب مني، يعني أنا كنت بتمنى إننا نكون اصحاب أوي وزي الاخوات بس بحس انها مش عاوزة كدا، لما كانت بتتجوز مكنتش بتاخد رأيي في أي حاجة، كأني مش بفهم أو صغيرة بالنسبالها ...معرفش إيه تفكيرها بالظبط ..

كان يسمعها باهتمام ..بينما يواصل:
-متحطيش في دماغك الكلام دا يا حبيبتي، كل واحد وله طبعه وأسلوبه، طبعها شبه طبعك وارتحتوا مع بعض كان بها.. مش شبه بعض يبقى خلاص معاملة بالاحترام وخلصت الحكاية، ودا ميمنعش إننا نزورها ونسأل عليها عشان صلة الرحم ..من غير زعل بقى ومن غير ما نتضايق.. تمام يا ريمو؟
هزت رأسها موافقة وقالت:
-تمام يا علي حاضر ..

ليقول في مرح:
-وبعدين حد ميحبش يصاحب ميرال؟, القمر دا! أنتي بس أكيد فاهمة غلط وعشان كمان حساسة وكدا ..
ضحكت بسعادة وهي تحتضنه بقوة مع قولها:
-حتى لو كل الناس مبقتش تحبني يكفيني حبك.

كانت سانـدرا بغرفتها إبان ولجت والدتها عبر الباب المفتوح الخاص بغرفتها ..وراحت تقول في تساؤول فضولي:
-ساندرا ..ممكن تحكيلي بالظبط أنتِ حزينة ليه واللي إسمه حازم دا زعلك في إيه؟
لتجيب ساندرا وقد تركت المجلة التي كانت تقوم بمشاهدتها:
-ما أنا قلت لحضرتك يا ماما.
-مش مصدقاكي يا ساندرا.

-كل الحكاية إني عاوزة بعد الولادة اكون هنا وحازم مش موافق، فدي وسيلة ضغط عليه مش أكتر يا ماما.
مطت سهير شفتيها بعدم اقتناع وواصلت:
-لنفترض إن دا سبب وجودك هنا،يبقى جوزك كدا متخلف رسمي .. إزاي عاوزك تولدي هناك بين القازورات دي ..
ساندرا بضيق:
-ماما من فضلك دا موضوع بيني وبين حازم ..
-يعني إيه يا بنت ؟, أطلع أنا منها ؟

زفرت ساندرا واسندت ظهرها بارهاق على ظهر السرير، بينما تتابع سهير:
-حاسة إن حازم دا شخص مش كويس.. هو بيخونك؟
ساندرا نافية بجدية:
-لأ ..مش بيخوني صدقيني مافيش غير اللي قولته ..

طُرق الباب ووقفت الخادمة على عتبة الغرفة تقول بلهجة مهذبة:
-ساندرا هانم ..جوز حضرتك تحت..
فغرت ساندرا شفتيها وقالت بدهشة شديدة:
-حازم!

أدهم!
هتفت السيدة چيهان وهي تقبل عليه في اشتياق، وعانقته بدورها قائلة:
-حبيبي ..حمدلله على السلامة إيه المفاجأة الحلوة دي!
ابتسم أدهم وقبلها بشوق بينما يقول باهتمام:
-حبيبتي طمنيني عليكي..
-بخير يا حبيبي طول ما انت بخير ..
ثم التفتت إلى تمارا لتقول:
-إزيك يا تمارا عاملة إيه ؟
ردت تمارا بتأفف:
-كويسة .. !

نظرت چيهان إلى أدهم بتساؤل ..لكنه لم يمنحها اي رد ...وناولها -حفيدها أحمد- لتتسع ابتسامتها وتضمه باشتياق بالغ مع قولها الحنون:
-أحمد حبيب نانا ..يا قلبي وحشتني موت .. اخص عليك يا أدهم متغيبش عليا كدا تاني أحمد بيوحشني جدا ..
-خلاص يا حبيبتي هستقر معاكي هنا .
-بجد! دا أحلى خبر سمعته .. الحمدلله..

تركتهما تمارا وصعدت إلى غرفتها بضيق، بينما تواصل چيهان:
-يا أدهم طمني حصل إيه، مالها تمارا؟
-يا ماما سيبك منها ...متركزيش معاها!
ثم واصل بجدية:
-أنا لازم أمشي دلوقتي يا ماما ..
-على فين بس؟
شرد أدهم عدة لحظات ..بينما يقول:
-مشوار مهم..

لم تتوقف 'ملك' عن العمل ...حيث واصلت عملها في محل آخر غير ذلك ..بحثا عن رزقها فليس لديها شيء إلا أن تعمل وتنفق على نفسها ..عملت في هذا المحل بنفسٍ راضية ..وبحيوية كي تُرضي رب العمل !
لكنها فوجئت به يهتف في غضب عارم:
-موبايلي ! فين الموبايل ...

انتبهت له ملك واقتربت كي تبحث معه عن هاتفه الذي يزعم بأنه اختفى ..
لتجده فجأة ودون سابق إنذار يفتح حقيبتها ويبحث عنه داخلها بوقاحة ..
صاحت به معنفة إياه:
-أنت بتعمل إيه، أنت مجنون؟
وعجبا..!

أخرج الهاتف من حقيبتها بمنتهى السهولة ..وكأنها حقا خطة مدروسة !
لم تستعب ملك ما الذي يحدث، كيف دخل الهاتف إلى حقيبتها؟! ..
لم تكد تفكر في شيء لتجد من يدخل ويقول بصوت عال:
-كمان حرامية؟!

فقد كان سـالم الذي دخل الآن وبعينيه نظرات شماته سافرة..
أدركت ملك في هذه اللحظة أنها وقعت في يد من لا يرحم ...
نظرت له والدموع تسيل من عينيها بصمت، بينما يواصل سالم:
-اتمسكني ياختي اتمسكني ..يلا قدامي يابت على القسم!

في هذه اللحظة دخلا الحارسان اللذان وضعهما أدهم لحمايتها ..وتدخلان في الأمر ليقول صاحب المحل بغضب:
-احنا مبنخافش ..البت دي حرمية ولازم نسلمها للحكومة بقى وهي تتصرف معاها ..
قال أحد الحارسان بغضب:
-أنت واحد كداب ومتفق مع الراجل دا ولو مالمتش الدور دا دلوقتي حالا احنا اللي هنوديك في ستين داهية، أنت شكلك مسمعتش عن أدهم الجزار كويس!

بعد دقائق قليلة ..
تجمهر الحرس الخاص بأدهم الجزار أمام هذا المحل ..كما توقفت سيارة أدهم وترجل منها على مهلٍ، أفسحوا رجاله الطريق له ومر إلى داخل المحل بنظرات ثاقبة، وبحث بعينيه عنها فاشبكت عيناه بعينيها الدامعتين!
أسرع نحوها بقلق بالغ بينما يهتف بلهفة:
-ملك؟ في إيه؟

لم يكن يعلم بما فعلاه الاثنان بها .. لم تجب عليه فقط هي اندفعت داخل أحضانه وكأنه كان طوق النجاة لها من كل هذا الهراء...بكت في عنف شديد وهي تتشبث به جيدا رغم قهر قلبها منه!
عانقها بقوة،ليسأل حارسه باقتضاب:
-اتكلم حصل إيه؟

قص عليه الرجل ما حدث بإيجاز .. فتخضبت عيناه بحمرة غاضبة وكز على أسنانه بشدة ومن ثم أبعد زوجته خلف ظهره ...هذا النذل ازادها مع زوجته ..فليتحمل ما سيجرى له الآن!
حيث توجه إليه أدهم وسأله بهدوء قاتل:
-أنت أكيد عارف إنها مرات أدهم الجزار , تمام؟ ودا شئ مش هين أبدا ..أنت تعديت الخطوط الحمرا!
صاحبت كلمته الآخيرة لكمة عنيفة في أنفه ..وركلة قوية أطاحته أرضا، ليكمل بازدراء:
-واللي يتعدى الخطوط الحمرا أنا بفرمه!

وترك بقية الأمر لرجاله ..ليلقنوا لهذان الاثنان درس عمرهما... وسحب أدهم ملك معه قائلا بحدة:
-تعالي ...
خرج بها من المحل وما إن خرجت حتى توقف!, ونزعت يدها منه هاتفة بجدية:
-أنت بتعمل إيه؟
أدهم بنبرة قاسية:
-اركبي !

-مش راجعة معاك!, شكرا على اللي عملته بس دا مش معناه إني هاجي معاك!
-أنتِ مجنونة ؟, أومال مين كان بيعيط في حضني دلوقتي؟
هكذا قال ساخرا وهو يتابع تعابير وجهها من عليائه، لتقول بتوتر وارتباك:
-مكنش قصدي!
-مكنش قصدك!, طب اركبي ونشوف الموضوع دا لما نروح !

-نروح فين أنا على جثتي أجي معاك طبعا، أنت غير إنك دلوقتي طليقي ,كمان أنا بكرهك!
ضاقت عينيه وصمت قليلاً قبيل أن يواصل بهدوء مريب:
-لو على جثتك تيجي معايا فأنا ممكن اخدك جثة عادي, ولو على موضوع إني طليقك فأنا رديتك وأنتي دلوقتي على ذمتي يا هانم!, وموضوع بقى إنك بتكرهيني دا هنتفاهم فيه هناك! يلاااااا

جذبها بعنف نحوه وتقدم بها إلى سيارته، فقاومته برفض وحاولت دفعه، فاضطر أن يحملها ويدفعها دفعا داخل سيارته ومن ثم يشير لحراسته كي يتبعوه ويستقل بدوره جوارها ..فتنطلق السيارة!

توجهت ساندرا إلى بهو القصر حيث يجلس حازم الذي وقف ما أن رآها تسير نحوه بتمهل ...أرسل لها على الفور نظرة مشتاقة حملت شوقه وعذابه في الأيام الماضية..
تتقدم منه أكثر وتسأله بشيء من الحدة:
-خير يا حازم فيه حاجة؟

أطال النظر إلى عينيها وبدون مقدمات امتدت ذراعه اليمنى تجذب خصرها إليه برفق فيقبل وجنتها بشوق شديد، ثم يخبرها بصدق تام:
-وحشتيني جدا ..جدا جدا ..
لم تنكر أنها اشتاقت له مثله تماما وقبلته هذه واقترابه هذا منها كان كالمسكن لها من داء الحزن!
لتقول وهي تبتعد عنه قليلاً:
-يا حازم لو سمحت ..كدا مينفعش!

حازم بعدم رضا:
-إيه هو اللي مينفعش دا؟ وحشتيني ..وجيت عشان أوعدك إني هتغير وعاوزك ترجعي معايا يا ساندرا ...
ساندرا بجدية:
-المفروض إني أجري معاك وافرح بكلمة إني هتغير دي ؟! لأ طبعا قلتلك هشوف بعيني الاول.
-هتشوفي إزاي وأنتي بعيد؟

-مالكش دعوة اتغير أنت بس ...أصدق في كلامك يا حازم!
زفر حازم زفرة طويلة وهو يقول بصرامة:
-أنتي كدا بتقسي عليا أوي على فكرة،انا جيت وأنا عارف إني هرجع بيكي!
-أتحمل يا حازم ..اتحمل زي ما أنا أتحملتك كتير! ...



look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:23 صباحاً   [20]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل الخامس

توجه حــازم خارجًا من القصر إلى الحديقة ذات المساحة الهائلة ..تقابل حينئذ مع السيد "فاخـر" الذي ترجل من سيارته الآن وراح يصافحه بدوره قائلا بترحيب جادي:
-أهلا حازم!, نورت ..
-شكرا، بنورك ..

رد حازم بجدية مماثلة، فتابع فاخر بقلق:
-في مشكلة بينك وبين ساندرا؟, أنا مش فاهم سر وجودها هنا حاولت افهم منها أي حاجة معرفتش!
هدأت ملامح حازم قليلا وحنينه ازداد إلى زوجته التي يوميا تزداد قيمة في عينيه وقلبه.. فرغم كل ما فعل هي لم تخبر أهلها عن أي شيء!
وهو قد عاهد نفسه الآن أن يحاول بكل ما يمتلك من قوة من أجلها هي فقط!
وأجل وليده المُنتظر أيضاً...

-اختلفنا وأنا هعمل كل اللي أقدر عليه عشان تكون مبسوطة... إن شاء الله
هكذا قال بنبرة خافتة، بينما يقول فاخـر بهدوء::
-واضح إنكم مش عاوزين حد يتدخل بينكم، عموما أنا بتمنالكم كل خير يا حازم.
-شكرا يا فندم،بستأذنك!
استدار ماشيا على ذلك، وتوجه فاخر إلى داخل القصر ..وهُناك بالأعلى ..
حيث الشرفة .. كانت تقف ساندرا وتتلألأ عيناها بعبرات حارقة ..تتابعه إلى أن اختفى طيفه وتردد دعائها المعتاد له:
-ربنا يهديك يا حازم.

طرقات عنيفة ومزعجة للغاية على باب المنزل أيقظت النائمين، لتنهض "رغــدة" عن فراشها بتأفف وانزعاج وهي تهتف:
-يا فتاح يا عليم!
توجهت صوب الباب كي تفتح، لتجد امرأتان ممتلئتان الجسد واقفتان ترمقانها بنظرات نارية مميتة، أجفلت رغدة بضيق ثم راحت تنظر لهما مع قولها الحاد:
-خير في إيه؟! في حد يصحي حد كدا ؟

أردفت الاولى "سعدية" بامتعاض:
-اسم الله عليكي ياختي، نايمة يا نونو لحد الظهر !
لترد الأخرى "نجاة" بسخرية:
-يلا يا حيلة ماما النهاردة دورك في مسح السلم ولا أنتِ فاكرانا الخدامين اللي جبهالك باباه!

قالت رغدة بضجر:
-لما ابقى أفطر إن شاء الله، ولما سعيد يفطر وينزل، تمام! ويلا بقى عن إذنكم!
أغلقت الباب دون مؤشر وعادت لتستريح في نومتها كأن شيئا لم يكن!
ووقفتا الاثنتين تغليان من فرط الغضب ...كما تتوعدان لها !

ترجل أدهــم من السيارة والتفت يفتح لها الباب، انتظرها طويلا لتترجل هي الأخرى لكنها لم تفعل وقالت بعناد:
-أنا مش عاوزة أعيش معاك،اللي بتعمله دا غلط وميصحش، أنت بتجبرني على عيشتك وأنا كرهت عيشتك!
تمالك أدهم اعصابه، وقال بهدوء تام:
-طب إنزلي، وهنتفاهم !

-هنتفاهم على إيه؟ أنا رافضة عيشتك أصلا من فضلك متجبش البنزين جنب النار وبعد كدا تقولي هنتفاهم بلاش وخليني أمشي بهدوء..
-لو ينفع أسيبك بعيد مكنتش جبتك أصلا، ولآخر مرة يا ملك هقولك إنزلي من العربية، هتضطريني أتصرف غلط من فضلك إنزلي!
ترجلت على مضض وهي تزفر بعنف وتحدجه بنظرة غاضبة للغاية، تجاهل كل ذلك وأغلق باب السيارة واقترب ممسكا يدها، لكنها نزعتها منه على الفور وابتعدت عنه قائلا بجدية:
-إبعد!

تنهد بصبر وقال بهدوء قاتل:
-اتفضلي ..
سارت أمامه ببطء وهي تعقد ساعديها أمام صدرها، ولجت عبر الباب الذي قامت بفتحه الخادمة، واتبعها أدهم بخطوات متمهلة، كانت السيدة چيهان تجلس بصحبة حفيدها أحمد في ردهة البيت، ذايلتها الدهشة ما أن رأت ملك أمامها ونطقت على الفور باستغراب:
-ملك!

لم تعرف ماذا تقول وتفعل؟, ها هو يضعها في موقف لا تحسد عليه مرة ثانية ككل المواقف السابقة!
تكلم أدهم في جدية شديدة:
-أنا رديت ملك يا ماما، ومش هسيبها تمشي تاني لأي سبب من الأسباب.

-حلووووو أووووي الكلام دا!
كانت صيحة تمارا ..التي نزلت الدرج ركضا وراحت تكرر جملة أدهم بتهكم سافر:
-مش هتمشي لأي سبب من الأسباب!, دا على أساس إن دي حياتك لوحدك ؟ تجيب وتودي اللي أنت عاوزه لا فوق يا بيبي أنا شريكة في حياتك أنا وابني، أنسى إني أدخل البتاعة دي في حياتي مرة تانية!

أدهم وقد تطاير الشرر الغاضب من عينيه:
-وطي صوتك وأنتي بتتكلمي معايا واحترمي نفسك، دي مراتي ولها حق عليا، مش هسيبها وهتعيش هنا زيها زيك!
-زيها زيي ؟, دي زيها زيي؟
أدهم بجمود قاس:
-تصدقي أنا فعلا غلطان إني قلت إنها زيها زيك؟, لأ هي أحسن منك طبعا ..وبكتيييير كمان!، أوعي أنتِ اللي تنسي نفسك عشان أنتِ رصيدك معايا قرب يخلص وقرب جدا!

اقتربت تمارا من ملك وتفحصتها بعينيها مع قولها المهين:
-ذوقك وحش جدا، دي بلدي ومبهدلة بتحبها على إيه؟
رمقها بنظرة تنم عن غضبه الجم الآن!, ليصرخ بوجهها قائلا:
-أنا ساكت بس كلمة كمان...
قاطعته حين قالت مستهزءة:
-إيه؟, هو أنت مش بتعمل راجل غير عليا أنا وبس؟, ما أنت حلو أهو مع الهانم وبتريل اول ما بتشوفها زي الأهبل!

توسعت عيناه بشراسة قاسية وتخضبت بلون الدماء ما إن ختمت جملتها المهينة تلك، ليقترب منها صافعا إياها بقسوة مع صياحه الحاد:
-مغلطتش لما قلت عليكي سافلة ودا رأيي فيكي من زمااان أوي ..أنتي واحدة مينفعش تعيش مع بني آدمين أصلا،تعرفي أنتِ غلطة عمري اللي هفضل ندمان عليها العمر كله !

كل هذا وكانت ملك متفرجة لما يحدث بصمت حزين، ونطقت السيدة چيهان بجدية تامة:
-أدهم إنهي المهزلة دي دلوقتي حالا ..
بادرت تمارا التي ترقرقت عيناها بدموع كثيفة، ثم أخذت الطفل من جدته وصعدت على الفور بعد رمقت الاثنان معاً بنظرة هازئة، بينما تقول السيدة چيهان متنهدة بعمق:
-اطلعي ارتاحي أنتِ كمان يا ملك أوضتك زي ما هي..

ترتاح؟
أين الراحة في هذا البيت؟!, هي لم تشعر قط براحة في هذا البيت ..
كل أيامها الموجعة عاشتها هنا ..
لم تنعم بالأمان منذ وطئت قدميها هذا القصر ..وها هو أدهم يستدعيها لمواصلة العذاب هنا ...
-ملك ؟
نطقت السيدة چيهان مرة ثانية وواصلت بتساؤل:
-في إيه؟

-أنا مش عاوزة أعيش هنا! سيبني لحالي يا أدهم طلعني من دماغك ومن حياتك ..مش هخيرك بيني وبينها لأن أنت دلوقتي أب وهي أم وبقيتوا أسرة حاول تصلح حياتك معاها وطلعني أنا من حياتك للأبد ...لو سمحت!

ضغط على نواجذه وبرزت عروق وجهه من فرط انفعاله، ليتجه نحوها ويقبض على كف يدها معتصرا إياه في قبضته،ثم يسحبها معه بلا كلام إلى الأعلى حيث غرفتهما ..كادت تتعثر أكثر من مرة وهي تركض خلف خطواته الواسعة لكنه لم يهتم ..وما إن وصل إلى الغرفة دفعها واتبعها مغلقا الباب .. ثم أخبرها بنبرة صريحة واضحة:
-مش هتفارقيني تاني طول ما أنا حي وبتنفس،مش عاوز بقى وش ووجع دماغ كفاية اللي أنا فيه !

-اللي أنت فيه هيفضل يزيد ويزيد طول ما إحنا الأتنين على ذمتك،،
-أنتِ عارفة كويس أنا قلبي مع مين !, عارفة ومتأكدة من كدا كويس،أنا هطلق تمارا هطلقها يا ملك خلاص مش مستحمل حياتي دي أنا عاوز أستقر معاكي وبس كفاية بقى!
حركت رأسها بالسلب وقالت:
-وإبنك؟, هيتربى من غير ام ؟

اقترب منها قائلا وهو ينظر إلى عمق عينيها:
-أنتِ أمه ..أنتٍ اللي هتربيه وهيكبر بينا ..
هي بدهشة:
-وأمه؟
-قلت أنتِ أمه إيه مبتسمعيش!

-لأ طبعا أمه اللي هتربيه حتى لو فيها بلاوي الدنيا كلها،متبقاش ظالم يا أدهم ..لآخر مرة بقولك سيبني لحالي!
-واأنا لآخر مرة بقولك مش هسيبك ...ريحي نفسك واسمعي الكلام!
قالت بقوة وعناد:
-مش هسمع يا أدهم وحتى لو حبستني هنا هفضل أحاول أهرب منك ومش هخضع ليك ومش هريحك عمري ما هريحك !
وعلى عكس توقعها هو لم يغضب، بل ضحك مستمتعا قائلا:
-ماشي ..هاتي اللي عندك!

قام "ماهر" بالترحيب على أكمل وجه حين حضر "علي" بصحبة زوجته وأجلسهما ..
ثم جلس قبالتهما وهو يقول مبتسما:
-شرفتنا بجد بزيارتك لينا النهاردة أنت والمدام.
ليقول علي مبادلا إياه الابتسامة:
-شكرا يا ماهر ربنا يعزك ..

وأتت شقيقته مصافحة إياه باشتياق وفعلت ذلك مع زوجته ثم جلست جوار زوجها وهي تقول بهدوء:
-حبيبي يا علي نورت بجد البيت ..
-البيت منور بصاحبته الجميلة يا چنا .. أنتِ أخبارك إيه الجواز حلو يا ستي بقى ولا ؟
ابتسمت بخجل ونظرت إلى ماهر الذي قال بمزاح:
-لأ جاوبي حلو ولا ؟
ضحكت بخجل وأردفت بتوتر:
-يعني! ..
فضحك علي قائلا:
-على العموم ربنا يسعدكم يا حبيبتي ..
-ءامين يا علي ..

بعد مرور الوقت لاحظ علي أثناء الزيارة أن چنا بالفعل لم تتوجه لميرال بأي حديث ..لم تمزح معها ولم تتبادل الكلمات معها ...
حتى إن حادثتها ميرال أجابتها چنا باختصار شديد وكل الاهتمام كان لـ علي وزوجها فقط ...
لا يعلم علي ما سبب ذلك وقرر أن يسألها ولكن في وقت لاحق فليس هذا الوقت المناسب لذلك ..
اقترب علي من زوجته الصامتة وحاوط كتفيها طابعا قبلة مفاجئة رقيقة على وجنتها التي اشتعلت على الفور بحمرة الخجل وقالت بارتباك:
-يا علي ! بتعمل إيه ؟!

ضحك بخفوت ونظر إلى شقيقته وزوجها المنشغلان معا،ليقول بصوت خافض:
-مشغولين مع بعض ومش مركزين وبعدين إيه المشكلة لو مركزين !
-لأ ..عيب ميصحش طبعا ..
هكذا قالت بنبرة طفولية وهي تلكزه في معدته بخفة، ليضحك قائلا:
-طب يلا نمشي بقى؟, ولا أنتِ حابة تقعدي أكتر؟

نظرت له بغيظ وقالت متنهدة:
-أقعد أكتر؟, بصراحة أنا عاوزة أطير ..
تابع ضاحكا وهو ينهض وهي معه:
-طب يا چنا،نسيبكم بقى ومتشكرين على العزومة الجامدة دي ياعم .
چنا مبتسمة:
-طب ليه كدا يا علي بجد لسة بدري!

-لأ معلش أصل أنا هعدي لسة على ماما أطمن عليها..
-طيب يا حبيبي نورتنا الشوية دول ..
انتهت الزيارة وانصرف علي بصحبة ميرال على ذلك ..

استقل سيارته بعد أن أجلسها في الكرسي المجاور له وقادها بصمت، لتسأله ميرال بهدوء:
-علي أنت هتزور طنط كمان ؟
-آه ..مش حابة نروح؟ أنا هطمن عليها وبعدها أخرجك يا حبيبي متخافيش ..
فابتسمت وفاجئته بقولها:
-لأ مش عاوزة أخرج خلينا نروح عند طنط سميرة أحسن بصراحة أنا كمان عاوزة أطمن عليها لأنها وحشتني ...

بادلها ابتسامتها متابعا:
-كنت عارف إنك هتقولي كدا على فكرة عشان عارف إنك بتحبيها وهي كمان بتحبك جدا
-آه فعلا ..بحبها جدا وبحب أقعد معاها ..وهبات معاها كمان ..
-الله! كمان ؟طب وأنا طيب ؟
-أنت روح ولا شوف هتعمل إيه!
انفجر ضاحكا ليقول من بين ضحكاته:
-هي بقت كدا يعني ..ماشي يا بشر ...



look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:33 صباحاً   [21]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل السادس

خرج أدهم من غرفة ملك وهو يحاول السيطرة على أعصابه المحترقة، توجه إلى الأسفل حيث تجلس والدته ليجاورها بدوره ويتنهد تمهيدًا ممدوًا بهمٍ، بينما تسأله السيدة چيهان بجدية شديدة:

-وبعدها يا أدهم؟, هتفضل حيران كدا لحد امتى ؟
دفن وجهه بين راحتي يديه بصمت ولم يرد ..فلم يجد ما يقوله من الكلمات ..

لتتابع هي:
-الوضع اللي أنت فيه دا مش هينفع يستمر على كدا لازم تظبط الدنيا..
تحرر من صمته بينما يرد عليها محتدًا:
-بُعدي عن تمارا هو الحل ..أنا هطلقها
-وإبنك ؟
أردف بغضب:
-ماله إبني؟ هيعيش معايا طبعا وهي لو عاوزة تشوفه تبقى تتفضل تشوفه وتروح لحالها، أنا اللي هربيه!

تنهدت الأم وقالت:
-الولد ماينفعش يعيش من غير ام حتى لو الأم فيها بلاوي الدنيا دي كلها فهو برضوه محتاج أمه ..
-لأ أنا هعوضه وملك هتربيه معايا هتغنيه عن أمه!
-لأ طبعا مش هتغنيه أدهم بلاش تفكر بالطريقة دي أنت كدا هتظلم وأنا محبش إنك تظلم ..
استطرد أدهم بنبرة عنيفة:
-يعني أعمل إيه بالظبط؟

-حاول تهدي الجو بينك وبين تمارا.. حاول تكسبها وتغيرها عشان خاطر الولد اللي بينكم وتعيشوا زي أي زوجين ..
-أي زوجين ؟, أنا وتمارا ؟! دا من رابع المستحيلات اللي بتقوليه دا !
ضغطت چيهان على أسنانها وتابعت بغيظ:
-يبقى ليه بتخلف منها لما هو من رابع المستحيلات؟

تابع أدهم بمرارة:
-غلطة عمري ..غلطة وندمان عليها أنا عمري ما حبيتها ولا هحبها ..
-أنا مش عارفه اقولك إيه !, اللي عملته دا يا أدهم أنت اللي هتتحمل نتيجته ولازم تعدل بينهم الاتنين وتعاملهم بما يرضي الله وحط إبنك في الحسبان اعمل حسابه في كل حاجة لأنه الوحيد اللي هيتظلم في الموضوع دا كله!

متتسرعش وتطلق تمارا عالج منها عشان خاطر الولد صدقني الولد هيتظلم والله هيتظلم بسبب علاقتكم!
أغلق أدهم عينيه للحظة وأخذ يفكر بحزن شديد... سمع خطوات بعد ذلك على درجات السلم وتسبق الخطوات رائحة نفاذة من العطر ..لاحت منه التفاتة إلى تلك التي تتجه إليهما في كامل زينتها ...و
تمارا بنبرة ثلجية:
-بونسوار ..

نظر أدهم إلى والدته بنفاد صبر وعاد ينظر إليها باحتدام وقد قال بصرامة:
-ودا اسمه إيه دا إن شاء الله؟
-مالك ؟, فكرتني هقعد أعيط على حظي البشع معاك؟, لا يا بيبي إنسى ..أنا خارجة راحة عند مامي وبابي أزورهم وأقعد عندهم كام يوم لأن الوضع هنا بقى بيخنقني!

تابعت قبيل أن يتكلم هو:
-أحمد فوق مع الدادة، هي اللي هتراعيه لحد ما أرجع ومسموح لطنط چيهان بس إنها تمسكه ولو حصل والجربوعة اللي فوق دي مسكت إبني أنا هولع الدنيا الدادة هتبلغني بكل حاجة!
كز أدهم شفتيه بغضب، ثم أردف بحدة:
-غوري من وشي ..

تحركت تمارا خارجة بعد أن رمقته بنظرات قاتلة، وقد قالت في وليجة نفسها:
-مبقاش تمارا الجزار يا أدهم إن ما خليتك تندم ندم عمرك ...

في منزل السيدة سميـرة ..
كان قد وصل "علي" بصحبة زوجته ..وهناك تغلغلت الفرحة إلى قلب السيدة سميرة وهي ترحب بهما بسعادة شديدة ...
-إيه المفاجأة الحلوة دي بقى؟ بجد وحشتوني أوي.
ردت ميرال الجالسة جوارها:
-وأنتِ كمان يا طنط وحشتينا أوي وبجد سبتي لينا فراغ كبير لما مشيتي ..
-يا حبيبتي أنا موجودة أهو وعايشة لوحدي تعالوا ونسوني ..

ليقول علي مبتسما:
-المفروض أنتِ تيجي تعيشي معانا بدل القعدة لوحدك كدا يا ماما ..
-يا حبيبي ماحدش يرتاح إلا في بيته.. ولازم بقى تباتوا معايا النهاردة ماليش دعوة!..
أسرعت ميرال ترد بسعادة:
-أنا موافقة،هبات مع حضرتك ..

رفع علي حاجبه مبتسما، لتستكمل والدته بحب:
-أنا هقوم أحضر عشا خفيف كدا وأنتي قومي غيري هدومك في الأوضة، هتلاقي هدومي وهدوم علي قبل الجواز نقي بقى اللي يعجبك ..
أنهت جملتها بضحكة مرحة، ليرد علي ضاحكا أيضاً:
-عشا إيه بس يا ماما، إحنا لسة جايين من عند چنا و...

قاطعته ميرال في تذمر:
-إيه يا علي؟ دا على أساس يعني إنك سبتني أكل حاجة؟ عارفة يا طنط كل ما أمد إيدي على حاجة يمسك إيدي ويرجعها تاني ويقولي أنا هأكلك ويقوم مديني حتة أكل صغنونة قد كدا والباقي سلطة خضرا ..
ضحكت سميرة بشدة مع قولها:
-من خوفه عليكي يا قلبي، أنا هعملك عشا هيعجبك اوي وخفيف مش هيضرك إن شاء الله..

ابتسمت ميرال بامتنان وقالت:
-شكرا يا طنط ..
نهضت السيدة سميرة متجهة إلى المطبخ، ونهضت ميرال أيضاً وهي تفك حجابها وتنظر إلى علـي نظرة منتصرة وهي تبتسم ثم تدخل إلى الغرفة بخطوات مسرعة، ابتسم علي ملء شدقيه ونهض خلفها بخفة داخلا إلى غرفته السابقة ثم هتف وهو يغلق الباب خلفه:
-مقولتليش يا جميل رأيك في أوضتي؟

تجولت ميرال بعينيها في الغرفة وقالت بغرور مصطنع:
-مش بطالة، حلوة بس مش أوي ...
اقترب منها ضاحكا قائلا من بين ضحكاته:
-مش لايق عليكي الشر دا أصلا ..
-طب إطلع برا بقى عاوزة أغير ..
-هغمض عنيا ومش هبص!
-برا يا علي ..

-اعتبريني زي جوزك يعني مفهاش حاجة خالص على فكرة!
ضحكت وابتعدت عنه متجهة إلى خزانة الملابس، ثم تقول بخجل:
-يا علي بقى ..
-مش عارف إزاي بتتكسفي مني ...مجنونة أصلا!

أنهى جملته وخرج من الغرفة تاركا إياها تضحك بعفوية وهي تنتقي ما لفت انتباهها من ثيابه كي ترتديها بسعادة..
خرج علي متوجها إلى المطبخ حيث توجد والدته، عبر إلى الداخل،لتقول والدته بحنو:
-تعالى يا حبيبي ..
اقترب علي وراح يقبل كف يدها برفقٍ، ثم يتكلم وهو يربت على كتفها بمودة:
-كنت عاوز أتكلم معاكي في حاجة كدا يا ماما .
-خير يا حبيبي قول ..

تابع علي متنهدا:
-چنا يا ماما مش عارف واخدة من ميرال موقف ليه؟, معاملتها معاها مش حلوة خالص ..لما كنا عندها مقالتلهاش حتى نورتي ولا وجهت لها أي كلمة، وأنا مش عاوز أتكلم معاها لتفهمني غلط وأنا أصلا مش فاهم هي بتعمل كدا ليه!

هزت الأم رأسها بإيجاب وقالت بضيق:
-بصراحة يا علي أنا لاحظت كدا فعلا بس مش عارفة إيه السبب وقبل كدا مرضتش أتكلم معاها لأنها كانت بتتجوز ومش فاضية ودلوقتي هي عروسة جديدة ومن غير ما تقولي أنا كنت ناوية أتكلم معاها لأن برضوه مش راضية عن معاملتها دي،متقلقش يا حبيبي سيبلي الموضوع دا ..

أومأ علي موافقا وقال:
-ماشي يا حبيبتي..
دخلت ميرال في هذه الأثناء وهي ترتدي عباءة بيتي مريحة لكنها فضفاضة للغاية عليها وطويلة أيضًا.. ضحك علي بشدة ما إن رآها وشاركته سميرة الضحكات مع قولها:
-أنا قلت هتنقي من لبس علي يا ريمو هدومي كلها واسعة عليكي..

ميرال قائلة بجدية:
-هدوم علي كلها واسعة عليا وبعدين مش عاوزة ألبس حاجته أنا بنوتة زيك نلبس من بعض ..
ضحك علي مجدداً وهو يتابع:
-ماشي يا أوزعة ..بس مشوفش أي تيشرت من بتوعي عليكي لما نروح بيتنا ماشي؟
-لأ طبعا ..وبعدين أنا مش أوزعة عيب على فكرة ..عيب!

وقف حازم في المطبخ يبحث عن شيء يتناوله بغير شهية عندما شعر بالجوع ..أعدّ شطيرة من الخبز والجبن وصنع قدحا من الشاي الساخن وجلس بالقرب من النافذة يتناولهما بضيق شديد ..حقًا وجودها جواره كان مهما للغاية ..كانت سكن له حين عودته ..حيث يلقي بكل ما يحمل من هم وأرق إليها وتتقبل هي ذلك على الرحب والسعة ..تحاول جاهدة إسعاده ..في حين لم يقدر هو ذلك ..

لم تكن تريد طهي الطعام واشغال البيت لكن من أجله فقط تعلمت كل ذلك بنفس راضية ..تنازلت عن كل شيء في سبيله ..
فهل تنازلت في سبيل من لا يستحق؟! ..
كان يفكر الآن ..ولكن ماذا عساه أن يفعل؟
وقد هاجمته الأوجاع الآن بلا رحمة ..وهو قد عاهد نفسه وعاهد الله ألف مرة بأن لا يعود وعاد ..

حاول كثيرا حتى قبل دخول زوجته إلى حياته لكنه كان يفشل فشل ذريع ..
كيف سيتخلص من كل هذه السموم ؟ ..
ترك الطعام حين شعر بصداع رأسه الشديد وآلام عظامه ..أغمض عينيه وذهب إلى الفراش ليستلقى عليه محاولا الهروب إلى النوم ..
لكن الآلآم تشتد ..لم يستطع التحمل ..نهض عازمًا الذهاب إلى مبتغاه ..لكنه تذكر فجأة جملتها
"أنا ميشرفنيش أعيش مع واحد ضعيف" ..
تسمر مكانه وتراجعت خطواته للخلف وجلس على الفراش بوهن دافنًا وجهه بين كفيه بضياع تام ...

في غرفة تمارا ...
ولج أدهم عبر الباب متجهًا إلى طفله النائم على فراشه الصغير، نظر إلى السيدة التي أتت بها تمارا لتقوم برعايته في غيابها، ليقول لها بلهجة صارمة:
-روحي أنتِ دلوقتي..
نظرت له السيدة بتوتر وقد قالت باحراج:
-بس تمارا هانم موصياني مسبش الولد ..
-نعم ؟
تنحنحت السيدة بحرج مع قولها:
-أنا آسفة يا فندم ..عن إذنك ...

برحت الغرفة وتركته، فانحنى يلتقط الطفل بين يديه وتتزين شفتيه بابتسامة صافية وهو يتأمل ملامحه الحبيبة، بينما يقبله بحنان شديد ويضمه إلى صدره أكثر ..ثم توجه به إلى الخارج وقادته قدماه إلى غرفة "ملك" ..طرق الباب وانتظرها تفتح ..وكما توقع لم تستجب لطرقاته ..ليقول بهدوء ونبرة شبه متوسلة:
-افتحي يا ملك لو سمحتي ..عاوز أقولك على حاجة بس وبعدها همشي ..

زفرت ملك من الداخل ما أن سمعت عبارته ..وبالفعل فتحت له على مضض ثم تركت الباب وابتعدت حيث الشرفة التي دخلتها الآن ..مشى خلفها بخطوات واثقة واقترب منها مبتسما وهو يقول ببساطة:
-طب مش عاوزة تشوفي أحمد حتى؟ ..
ازدردت ريقها بصعوبة وتنحت بنظرها إلى الصغير بين يدي أبيه، شعرت بالحنين ورغبة اجتاحتها في أن تحمله إليها ..

رفعت نظرها إلى أدهم الذي شجعها على ذلك واقترب منها برفق ليضع الطفل بين ذراعيها ..ارتجفت وهي تحمله وشعرت بحنين غريب نحوه ..قبلته برفق وابتسمت له رغما عنها، لكن تلاشت الابتسامة رويدا رويدا حين تذكرت أن هذا الطفل أمه تكون تمارا ..تقلصت ملامحها بانزعاج وهي تناوله لوالده مرة أخرى ..لكن أدهم استغل هذه الفرصة وراح يحتضن وجهها المريح جدا على نفسه بين كفيه ..وتكلم بحنو:
-هعملك كل اللي أنتِ عاوزاه ..بس إرضي عني يا ملك ...أرجوكِ ..

تنهدت بضيق وحاولت الابتعاد لكنها لم تستطع ..هو الآن محاصرا لها ..
ليتابع بابتسامة تخصها:
-عارف إني غلطت في حقك بس إحنا فيها هصلح كل حاجة بينا واللي هتقولي عليه هيتنفذ ...
صمت قليلاً وهو يحاصر نظراتها الزائغة بين نظراته الوالهة ..ليتابع مجددا:
-بالحرف الواحد ..أوعدك ..
-أي حاجة هقولك عليها؟

سألته بهدوء، فرد فورا بحماس:
-أي حاجة.
-سيبني لحالي ..خرجني من حياتك ..ومتدورش عليا تاني لأي سبب، صلح حياتك مع تمارا عشان خاطر الولد دا ...وأنا انساني ..
ضغط على نواجذه بغضب،ليستطرد بعنف:
-لما أبقى أموت اللي بتقوليه دا هيتنفذ .. أنتِ قلبك أسود أوي ..!

-كل اللي بقوله فيه مصلحتك ومصلحة إبنك على فكرة ...وهتكتشف دا مع مرور الوقت أنا ماليش وجود في حياتك ومش عاوزة أعيش معاك تاني يا أدهم !
صمت أدهم قليلا بحزن ..يحاول أن يبقى صامداً..ليتحرر من صمته قائلا بأمل:
-طيب أنا مش هخليكي تعيشي هنا ...هنرجع شقتنا ..هشتريلك بيت جديد هعملك أي حاجة تقولي عليها غير إنك تخرجي من حياتي ..هطلق تمارا ..

-الكلام دا فات أوانه صدقني ...مش بمزاجك تطلق تمارا ..فيه دلوقتي رابط قوي بينكم ..مينفعش تسيبها عشان خاطر الولد وفي نفس الوقت مينفعش تخلي على ذمتك اتنين يبقى أنا اللي أخرج بهدوء ..
ضاقت عيناه وهو يقول بحدة:
-واضح إن دماغك الناشفة اللي هكسرها إن شاء الله دي مش راضية تجبها البر معايا، هاتي الولد ..
أخذه منها وبرح المكان بغضب شديد،بينما انهارت هي كعادتها الأخيرة في بكاء حار ...

جلست تمارا بصحبة عائلتها في بهو القصر ما أن وصلت ... وهناك قصت عليهم ما فعله أدهم ..أو بالأحرى ما أرادت هي قصه عليهم ليجعلهم يتعاطفون معها ..
لتقول والدتها بتأفف:
-مش عارفة إيه اللي بيحصل دا، إزاي أدهم يفضل البتاعة دي عليكي أنتِ يا تمارا .. أنتِ فين وهي فين اتجنن !
تدخل فاخر قائلا بجدية:
-أنتِ بتحكيلنا اللي حصل بالظبط يا تمارا ولا أنتِ بتزودي حاجات من عندك؟!

-وهزود ليه يا بابي؟ أنا مش محتاجة أكذب أصلا!
-طب حاسبي بس عشان جناحاتك بتخبط فينا واحنا قاعدين !
ضحكت سانــدرا على عبارة والدها وهي تمسك بطنها البارز بألم ..لتقول تمارا بانزعاج:
-ممكن أفهم بتضحكي على إيه يا ساندرا؟
-على جملة بابا يا تمارا ..مأقصدش أضحك على جنابك !

تمارا بسخرية:
-ولا تضحكي يا ساندرا ..ما هو زي ما بيقولوا الناس الشعبيين الحال من بعضه ..
بادلتها ساندرا سخريتها تلك حين قالت:
-حالي عمري ما هيكون من حالك يا تمارا .. أنتِ هتتحملي نتيجة أفعالك ولازم تعيدي حساباتك كويس قبل فوات الاوان..لكن أنا عارفة بعمل إيه ومجتش هنا اشتكيت أنا بخلي حياتي تكون أفضل مع جوزي بوجودي هنا .. ويوم ما أحس إنه مش حابب وجودي في حياته أنا هبعد عنه تماما ومش هقرب منه تاني لأي سبب ..

-تقصدي إيه؟ إن أدهم كاره وجودي ..
ضحكت ساندرا بتهكم شديد:
-أنتِ بتضحكي على نفسك ولا على مين يا تمارا؟, عاوزة نصيحتي؟, ابعدي عنه تماما وسبيه يعيش مع اللي هو عاوزها وتوبي عن أفعالك وصدقيني ربنا هيعوضك ..
ضحكت تمارا باستهزاء قائلة:
-أتوب؟, ساندرا طول عمرك أوفر على فكرة جدا ..ياريت تخلي نصيحتك لنفسك!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
شاب روسي يهوى التصوير في الأماكن الخطرة جداً!! Moha
0 268 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، يهوى ، القلب ،











الساعة الآن 07:12 PM