logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:07 صباحاً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن( رواية بونسوار سابقا )رمقته سهيـــر بنظرة ذاهلة غاضبة فقد كانت تظنه لن يخضع لطلب ابنته أبدا ..لكنه الآن وافق على مقابلة ذلك المدعو "حـازم" بينما نهضت ســاندرا عن مقعدها بسعادة جلية واتجهت نحو آباها فقبّلته من وجنته قائلة:-حبيبي يا أحلى بابي في الدنيا كلها ..بجد شكراااانطلقت إلى غرفتها بعد ذلك ضاحكة بفرحة ..ثم قامت العاصفة بين سهير وفاخر ..-إزاي تتجرأ وتعمل كدا فاخر ؟!-أتجرأ ؟ مالك يا سهير دي بنتي وأنا حر معاها ..!-وبنتي وأنا مش موافقة !نهض فاخـر ناهيا هذا الحوار بقوله الصارم:-ماتحكميش على حد قبل ما تقابليه وتشوفيه... وتتكلمي معاه ! وافتكري دائما يا سهير هانم إننا مش فوق الناس !تركها وانصرف وظلت هي في حالة غضب عجيبة .. لم ولن ترضى عن هذا الهراء الذي يحدث من حولها ...طرقت ميـرال غرفة والدها بعد أن تأكدت من عدم وجود والدتها في الداخل ..فتح لها وراح يُكمل ارتداء ملابسه أمام المرآة بلا اكتراث،عقدت ميرال ساعديها أمامها وأردفت بهدوء:-صباح الخير يا بابي ...-صباح النور يا ميرال ..استأنفت بحذر:-بابي لسة رأيك في علي زي ما هو ؟نظر لها وتهكٓم في قوله:-وايه اللي هيغير رأيي؟! عشان يعني جه ورايا وفتح صدره وحب ينقذك ؟قالت بجدية صارمة:-أيوة يا بابا هو كل دا عندك ولا حاجة ؟! علي انسان كويس جدا ليه مش حاسس بكدا !-أنا عاوزلك واحد أحسن من كدا يا ميرال ..ابتسمت ساخرة:-رجل أعمال كبير يا بابي ولا سفير ؟ ..نظر لها بغضب ..فأكملت:-بابي من فضلك ..بليز توافق وتخلي علي يجي يتقدم رسمي ويطلبني منك ومن ماما بليز يا بابي ..تنهد بضيق وحرك رأسه سلبا قائلا:-أنتِ بتلوي دراعي يا ميرال ..بتلوي دراعي عشان موضوع جوازي التاني صح ؟!ميرال بهدوء:-لأ يا بابا لأ ..أنا بطلب منك تحققلي اللي نفسي فيه ..وبترجاك يا بابا أرجوك ..والدها بذهول:-ياااه كل دا عشان خاطر علي ؟ طب يا ستي يارب هو يكون بيحبك كدا وميكنش طمعان فيكي !-صدقني يا بابا علي بيحبني ومش طمعان فيا أبدا ..ممكن توافق بليز بقى ؟صمت قليلا قبيل أن يقول بنفاد صبر'-خليه يجي هو ووالدته !قفزت ميـرال بفرحة عارمة وصفقت بيديها هاتفة:-بجد يا بابااااا ...ميرسي يا حبيبي ...ختمت جملتها بقبلة على وجنته وفرت إلى غرفتها سعيدة .. بينما قال شوقي في وليجة نفسه:-كل دا عشان سي علي !دخلت چيهان إليه متسائلة:-إيه يا شوقي إيه اللي بيحصل ؟ شايفة ميرال فرحانة أوي ؟شوقي بجمود:-آه ..عشان وافقت إن سي علي بتاعها دا يتقدم رسمي ..ابتسمت چيهان باتساع وقالت:-طب كويس يا شوقي ..علي فعلا إنسان كويس وإن شاء الله يقدر يحافظ على ميرال ..-أما نشوف ! أنا لازم أمشي دلوقتي بقى عشان عندي شغل ..كاد يتحرك لينصرف لكنها أوقفته حينما سألته بفضول:-شوقي ممكن أعرف أنت متغير ليه ؟ من يوم اللي حصل لميرال ؟-إزاي يعني؟ ما أنا كويس أهو مافيش حاجة ولو فيه حاجة دا شئ طبيعي عشان دي بنتي ..رفعت چيهان حاجبها وقالت بعدم اقتناع:-لا يا شوقي ..في حاجة شغلاك ومضيقاك كمان ..دا حتى أنت من يومها لا بتتكلم معايا ولا حتى عرفتني مين الناس دي اللي خطفت ميرال ؟ ولا فهمتني أي حاجة وأنا سيباك براحتك ...بس أنا من حقي أعرف إيه اللي بيحصل حواليا !تنهد شوقي بنفاد صبر:-فهمتك كل حاجة بس أنتِ دلوقتي يا جيهان عاوزة تنكدي مظبوط ؟ ..-لا يا شوقي مش عاوزة أنكد وأنت عارف أنت اللي بتتهرب من الإجابة وبصراحة أنا مش مطمنالك خالص قلبي بيقولي إنك عامل عاملة ..شوقي وقد ارتبك في قوله:-عملة ! ..لا حاسبي على كلامك يا جيهان أنا ميتقاليش الكلام دا !-شوقي من فضلك تـ...قاطع حديثها حيث برح الغرفة بضيق .. بينما سارت خلفه وهتفت بغضب:-دي مش طريقة أبدا يا شوقي ..لم يرد عليها حيث توجه إلى الباب وفتح بعجالة ..ليخرج ويتركها بحيرتها ...-حازم أنا مش مصدقة بابي وافق يقابلكقالتها ســاندرا ضاحكة بسعادة بالغة ..فأخيرا خضع والدها لتلبية طلبها ...بينما راح حازم يتكلم بدهشة كبيرة:-هو كان رافض ؟تنحنحت ساندرا وتراجعت في قولها:-لا مكانش رافض ..أنا مقولتش إنه رافض !-بس أنتِ بتقولي إنك مش مصدقة !-أيوة من الفرحة يعني يا حازم ..مالك في ايه هتقلبها نكد ليه ؟تنهد حازم طويلا وأضاف:-لا يا حبيبتي مش هقلبها نكد ولا حاجة ..قوليلي بقى على الميعاد عشان أحضر نفسي.أجابت بارتياح:-الخميس الجاي إن شاء الله ..حازم بجدية:-على خيرة الله ..ركض كل من فالبيت على إثر ذلك الصوت، صوت ارتطام شيء ما من أعلى الدرج، ليركض "أدهــم" في المقدمة ويتفاجئ بـ "تمــارا" التي سقطت صارخة بشدة،ركض نحوها في سرعة وراح ينحني لها قائلاً:-إيه اللي حصل ؟ أنتِ كويسة ؟بكت تمارا بصمت وهي تمسك رجلها ودموعها آخذة في ازدياد ..لتقول چيهان بحزن:-لا حول ولا قوة إلا بالله إيه يا بنتي اللي حصل وقعتي إزاي ؟فأجابت تمارا من بين بكاؤها:-مش عارفة أنا كنت نازلة وفجأة رجلي اتكعبلت يا طنط ...بينما تقدمت "ملك" منها ومدت لها يدها قائلة:-طب قومي اسندي عليا ..نظرت لها تمارا باحتقار ولم ترد عليها بل أمسكت بقدمها التي تؤلمها قائلة بخفوت:-مش هقدر أدوس عليها ..فَهم أدهم مقصدها ..فنظر لها بغيظ واحتقان ..بينما كانت كلمة والدته الحاسمة حين قالت:-طب شيلها معلش يا أدهم وصلها لأوضتها على ما أتصل أنا بالدكتور ..زفر أدهم زفرة قصيرة وراح يحملها على مضض،ليصعد بها إلى غرفتها واتبعته ملك التي كانت تشتعل غيرةً !وضعها بعد ثوان على فراشها لكنها تعلقت بعنقه قائلة بنعومة:-أرجوك خليك جنبي مش تمشي قبل ما يجي الدكتور ..استقام أدهـم واقفا وقال متجاهلا حديثها بتوتر:-أنا عندي شغل مش فاضي !خرج من الغرفة على عجالة... وراحت ملك تنظر لها بحدة صارخة... وفي وليجة نفسها يدور ألف حديث ...وألف خوف مما هو آتِ !في خاطرها تخشى أن تستحوذ تلك على زوجها ..ذاك الذي تحبه بشدة ..وأن يكون من نصيبها هي !-بليز أخرجي برا عاوزة ارتاح ..!هكذا أخرجتها من شرودها ..فضحكت ملك بسخرية كبيرة مع قولها:-تصدقي إنك متستاهليش أي حاجة كويسة ..حتى المساعدة المفروض نكون عارفين نساعد مين بالظبط لأن فيه ناس متستحقش المساعدة !-أنا مش أي حد يساعدني يا شاطرة ...أنا تمارا ...عارفة يعني إيه ؟!هزت رأسها محيبة عليها-اه عارفة طبعا ...يعني واحدة قليلة الذوق ..خطافة رجالة ..مش محترمة خالص ..بتحلم إن جوزي يحبها !تغضن جبين تمارا وكزت شفتيها بعنف ..بينما تهتف باقتضاب:-أنتِ كدا بتلعبي معايا في عداد عمرك يا اسمك إيه وأنا مش برحم اللي بيلعب معايا ..لأني لازم أكون الكسبانة..ملك بتهكم:-بس ممكن تيجي صدفة وتخسري ..والصدفة دي شكلها هتكون من نصيبي أنا ..تمارا بثقة:-صدقيني هيحبني ..ودا وعد مني !ملك بغضب شديد:-أنا عاوزة أتفرج ..خليني أشوف بعيني ! وهاتي اللي عندك يا ...يا تمارا الجزار !ختمت جملتها بضحكة استفزتها ...وبرحت الغرفة ذاهبة إلى غرفتها ...وهي في حالة رعب شديدة ..لا تعلم ما هذا الشعور المخيف ..هل من الممكن أن يحبها أدهم ..ويتركها هي ؟!أو تأخذ جزءا من قلبه ؟!جلست على أقرب مقعد قابلها وبكت بقوة وهي تشعر بالألم ينهش قلبها ...بعد مرور الوقت ..تفاجئ بوجودها أمامه في المكتب دون سابق إنذار!عقد حاجبيه ونهض في اندهاش شديد وهو يناظرها قائلاً بحزم هادئ:-ملـك ؟! إيه اللي جابك الشركة ؟انهمرت عبرات ساخنة من عينيها الجريحتين كما ارتجفت شفتيها بلا مقدمة ..فأسرع "أدهـم" إليها بتلهفٍ وراح يحتضن وجهها بين كفيه متسائلاً بفؤاد قلق للغاية:-إيه يا حبيبي مالك حصل إيه ؟, احكيلي يا ملوكة؟!-تمـارا !نطقت من بين بكاؤها المرير ثم تعالت شهقاتها ..فيما تجهمت قسمات وجه أدهم وقال محتدًا:-عملت إيه ؟!صاحت ونيران الغيرة تشتعل بصوتها المُتألم:-الهانم بتوعدني إنها تخليك تحبها وبتتحداني بمنتهى الوقاحة ..لا وواثقة أوي من كلامها !-طب إهدي إهدي يا ملوكة ..قالها وراح يمسح دمعها عن وجنتيها والابتسامة تملىء شفتيه ...ثم ضحك بخفوت وهو يضمها إليه ببساطة ..لتقول هي بحنق:-بتضحك على إيه ؟ضمها إليه أكثر مع إجابته:-بضحك عشان مبسوط ..لما بحس بغيرتك عليّا بحس بغلاوتي عندك ⁦..ثم رفع كفيها إلى شفتيه وقبلهما بشغفٍ...ليقول صادقا:-لا تمارا ولا غيرها يملوا عيني يا لوكا... وأضاف باسما:-بحبـك.أنهت ميـرال مُكالمتها مع "علي" بسعادة جلية ..حيث أخبرته عن موافقة والدها ..وما لبثت أن سمعت صوت ارتطام شيء ما.. يليه صرخة مدوية !ركضت خارج غرفتها إلى غرفة والدتها ..دخلت ورمقتها بنظرة ذاهلة!المرآة خاصتها تهشمت .. العبرات الحارقة غرقت وجهها ذو الملامح الأليمة ..جالسة على الفراش تبكي بقهر ..ثم رفعت رأسها إليها وراحت تهتف بحرقة:-ليه اتجوز عليا .. ليه ؟!قصرت في إيه ؟! مش مالية عينه ؟ نكدية ؟ عملت له ايه ؟ميرال بتوتر شديد:-هـ هو مين دا يا ماما ؟صاحت متألمة:-أبوكِ ! أبوكِ يا ميرال !-عرفتي منين ؟أخبرتها بحزن كبير:-مراته لسة قافلة معايا دلوقتي ..وقالتلي على كل حاجة حصلت ..وأنتي بتضحكي عليا يا ميرال ؟ بتسأليني وكأنك متعرفيش ؟ ليه خبيتي عليا ليه ؟ سبتيني على عمايا ليييه!أسرعت ميـرال تعانق والدتها وربتت على رأسها بحنو:-حبيبتي صدقيني خفت على زعلك ...وهو بابي وعدني يعرفك باللي حصل ..أنا آسفة يا مامي عشان خاطري متزعليش مني ..حركت رأسها سلبا وهي في حالة صدمة مسيطرة عليها ..ثم نهضت بعنف إلى دولابها الخاص وأخذت تلملم كل أشيائها في عجالة ..وقفت ميرال في صدمة وخوف:-بتعملي إيه يا ماما ؟ .. أنتِ هتسيبي البيت ؟-أنا ماليش مكان هنا .. سيباله الدنيا باللي فيها ..-لا يا ماما بليز بالله عليكي أنا ماليش غيرك !لم تصغ لها والدتها وأكملت ما تفعله ..حيث أنها جريحة ..جرحها زوجها ولم يكترث بمشاعرها ..لم يُقدر شخصها ..لم يحترم سنوات عمرها التي قضتها معه حلوة كانت أو مُرة ..وعن كرامتها فهي أغلى ما تملك ..لن تدعه يدهس عليها ..لذا تحركت خارج الغرفة وهي تحمل حقيبة ملابسها ..وركضت ميرال خلفها متوسلة:-لا يا ماما عشان خاطري ..طب خديني معاكي أبوس ايدك متسبنيش لوحدي ..توقف چيهان عن السير والتفتت لها قائلة من بين دموعها الأليمة:-تعالي ...أسرعت ميرال إلى غرفتها وهي تقول على عجل:-هحضر هدومي بسرعة ..وبعد قليل ..كانتا قد توجهتا إلى خارج القصر ..فاصطفت سيـارة أدهم أمامهما فترجل منها بصحبة ملك في سرعة ..راح أدهم يسألها بقلق:-إيه يا ماما في إيه ورايحين فين كدا ؟! في إيه يا ميرال ؟!-سايبين البيت !أخبرته ميرال بينما يسأل بعدم فهم:،-ليه اتكلمي حصل إيييه ؟!-بابا متجوز على ماما !صُدم فقال بغضب:-متجوز !-مشوني من هنا أنا حاسة إني بتخنق !-هتروحي فين يا ماما بس إهدي !أهدى إزاي أنت عاوزني أقعد هنا بعد اللي حصل يا أدهم؟أدهم نافيا:-لا يا حبيبتي ..بينما قالت ملك بحماس:-أدهم تعالى نروح شقتنا وناخد طنط وميرال معانا. .وافقها أدهم الرأي قائلاً:-تمام يلا يا ماما ..وركبوا جميعهم السيارة وانطلقت بهم إلى وجهتها ...تحاملت على نفسي ..كثيراً..لأنكَ رجُلي ..عاهدتني ..وبعد العمر !أين العهد ..والوعد ..؟!فـ لمن يهوى القلب؟للكرامة أم خائن العهد؟مهلا كرامتي ..ستكون بيني وبينك السدّ ..مساءً...استطاعت ملك أن تُخرج السيدة چيهان ولو قليلا من حالتها النفسية السيئة ..حيث قامت بالترحيب بها في بيتها على أكمل وجه ...فشعرت چيهان بالارتياح تجاهها وكذلك ميرال ...وقضوا يوما عائليا دافئا رغم حزن چيهان الساكن بقلبها...قالت چيهان بامتنان:-ربنا يكرمك يا ملك .. أنتِ طلعتي طيبة جدا.ملك بمرح:-على فكرة دي شهادة من حضرتك أعتز بها ..بينما قالت ميرال مبتسمة:-لا فعلا أنتِ جميلة جدا يا ملك ..-ربنا يخليك يا حبيبتي.ضمها أدهم الجالس جوارها وقبل جبينها قائلا:-عشان تعذروني يوم ما صممت أكمل حياتي معاها.طرقات قوية على الباب ..أسرع أدهم ليفتح وإذا بوالده يدخل بشراسة ..ويصرخ بزوجته قائلا:-إيه لعب العيال دا ؟إزاي تسيبي بيتك يا هانم ؟!هبت واقفة بجنون:-أنت جاي تزعقلي بعد اللي عملته ؟! صحيح يا عينك يا جبايرك يا أخي ! أنت مش مكسوف ؟هو بغضب:-أنا معملتش حاجة غلط ..أنا اتجوزت وأظن دا حقي ؟!ضحكت ساخرة ..كالخاسرة ..كل شيء:-والله عشنا وشفنا ...حقك دا لما أكون أنا مش قايمة بكل واجباتي ! ساعتها ابقى قول حقك ..ثم انك انسان ملاوع أوي وكنت بتلعب ببنات الناس منتاش يعني دخلت البيت من بابه ..البنت حكتلي على كل حاجة ..وبصراحة بقى أنا مش مغلطاها لأنك إنسان بشع وكذاب وأناني...وهُنا .. نفد صبره فكاد يصفعها ..لولا يد أدهم التي تدخلت في الوقت المناسب ومنعته...وهو يقول بانزعاج:-لا يا بابا ..بعد اذنك أمي مش هتضرب في السن دا ..لو سمحت !توهجت عينيه بشرر غاضب وراح يهتف:-ااااه دا انت بقى انضميت معاها وهتقسيها عليا !-لا يا بابا أنا واقف ساكت أهو ومعملتش حاجة ومتدخلتش .. لكن مش ممكن هقف اتفرج وأنت بتضربها !تراجع شوقي للخلف وهو يلهث بعنف ..يشعر بالخسارة تحوم حوله ..لا يعلم هل من غفران لدى زوجته أم هذا هو آخر المطاف بينهما ؟!-روحي معايا وكل حاجة هتتحل وهطلقها ..هكذا قال بيأس ..لترد بقوة:-أنت هتطلقني أنا مش هي ..سيبني لحالي وشوف حالك ..وصدقني مسامحاك ..-هسيبك تهدي ولينا كلام تاني مع بعض !قال جملته الأخيرة وبرح المكان فورًا عازما على الذهاب إلى الأخرى والانتقام منها كما يجب ..سيريها كيف تفعل فعلتها الحمقاء تلك!...والأخرى كانت منطلقة على الطريق .. تركض وكأنها تسابق الزمن ..وكُل آمالها أن تصل الصعيد إلى أهلها ومسكنها ..بعيدا عن ذُل هذا الرجل ..ستبتعد عنه الأميال ..كي تحظى بحياة غير تلك ..تلك الحياة التي تحت سيطرته القاسية !نار والدها أرحمُ من حياة تشطر قلبها معه!


look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:08 صباحاً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع( رواية بونسوار سابقا )بعد مرور ستة أشهرذرفت عبرات ساخنة تكاد تحرق روحها ..وصرخت صرخات مكتومة كي لا يشعر بها أحد ..وباتت في عتمة شديدة لم تر فيها أي بصيص للنور .. هل الدنيا متقلبة بهذه السرعة؟ولا يدوم حال أحد ...لقد تبدل حالها من سيء لأسوء !وهي التي كانت تخشى هذا اليوم ..الذي تجد وجودها مهمش ..وتتنحى لتأتي الأخرى تتربع في مكانتها ..ذهبت إلى شرفة غرفتها ووقفت تبكي وحيدة ككل ليلة ..تتذكر إهانته يوميا ..نظراته التي تميت كل شيء داخلها ..ازدراءه منها ..نفوره ...هل أصبحت شيئا يبغضه بقوة ؟ هل محى الحب من قلبه لها ؟واستطاعت "تمــــارا" أخذ حبيبها منها بمنتهى السهولة ...فلمَ هي مازالت تنتظر هنا ؟!لمَ لم ترحل تاركة خلفها كل شيء ...ألم يعدها بأن الجحيم سيكون حياتها معه ...ولا مجال للحب بينها مرة أخرى!راحت تلكمُ قلبها بقبضة يدها وهي تتنهد بألم قاسي جدا على نفسها ..ثم ترفع وجهها إلى السماء قائلة:-ياااه يا أدهم ..معقولة كرهتني ..مبقتش حتى طايق تبص في وشي ..أصدرت شهقة عنيفه وأستكملت بارتجافة:-بس أنا السبب ...أنا اللي ضيعتك من إيدي ...ومش هقدر أمشي وأخسرك للأبد ..مش هقدر يا أدهم ..كان يقف في الشرفة وملامحه متجهمة للغاية ..يزفر أنفاسه بعنف وغيظ في آن ..أتت هي من خلفه تسير على أطراف أصابعها ..شبت قليلاً كي تتمكن من احتضان ظهره ..أراحت رأسها على ظهره ..تكلمت برقة كعادتها:-أنا أسفة يا علي ..شعر أن كل خلاياه تنهار من قربها ورقتها ورائحتها التي تصيبه بجنون ..لم يلتفت لها ...حيث أنه غاضب الآن ..إنما قال بعتاب:-ممكن تبعدي عني دلوقتي يا ميرال ..ابعدي بقى ..زفرت زفرة قصيرة وابتعدت قليلا قائلة بتذمر:-طيب يا علي ..خليني أموت بقى وأخلص من حياتي دي ...أنهت الجملة واندفعت خارجه من الشرفة إلى السرير وارتمت تبكي بنعومة شديدة ..ويندفع خلفها ضاحكا متناسيا غضبه منها ..حبيبته المدللة التي يطيب العيش بها ..حبيبته الصغيرة كإبنته ..الجميلة كحوريته ..تستخدم دائما معه اسلوب الضغط هذا،تتدلل وتجعله هو المخطئ في النهاية ..تعلم أنه لا يريد ابقائها حزينة ولن يتركها حزينة مهما حدث ..-ودا إيه دا إن شاء الله؟ أنا اللي زعلان منك مش أنتِ !هكذا قال وهو يجلس جوارها بهدوء،فاعتدلت في جلستها واقتربت تلتصق به قائلة بعفوية:-ما أنا من الصبح بحايل فيك ..وأنت مش راضي ..أنت قاسي جدا ..قهقه ضاحكا وضمها إليه بحب قائلا:-أنت قلبك قاسي أوي أوي ..لحن جملته بمشاكسة فجعلها تضحك بسعادة وهي تتشبث به قائلة:-رخم يا علي ...-كمان رخم بعد كل دا ؟،إيه الافترا دا يا قلب علي ؟ضحكت مجددا وهي تقول:-يا علي مش بيبقى قصدي أزعلك صدقني ...بس ...قاطعها هادئا:-بس بتحبي الشوكلاتة أكتر من علي وتقدري تزعلي علي بس الشوكلاتة لا تزعل إزاي !يولع علي بقى ما هو هيزعل شوية وبعدين هيسلم نمر أول ما يشوفني ببكي عشان هو بيموت فيا وأنا بقى هتعب شوية بس مش مشكلة هخف تاني المهم إني رضيت نفسي المجرمة دي ودوقتها الشوكلاتة صح يا قلبي ؟ مش دا السيناريو اللي في دماغك الحلوة دي !دفنت وجهها في كتفه ..وضحكت بخفوت ..هو يفهمها أكثر من نفسها ...ويحبها بشدة ..يدللها كثيرا ..يخشى عليها بقوة ..وهي تقدر كل ذلك وتبادله الحب بالحب، لكن نفسها تقودها إلى أكثر شيء تعشقه بشدة" الشوكولا".. رغم مرضها الذي يهدد حياتها بين الحين والآخر ورغم تعليمات الطبيب و"علي" !لكن ماذا تفعل حين تشتهي أكلها ؟!-بحبها يا علي طب أعمل إيه ؟علي بتفهم:-قلنا حتة صغيرة من نفسك لكن مش كتير وتكوني معرفاني مش من ورايا ..ودا آخر تحذير ليكي بعد كدا هقلب على الوش التاني تمام ؟ابتسمت له ابتسامة صافية:-تمام ... ممكن بقى تصالحني ؟-أنا ؟-أيوة !-بس أنتِ اللي مزعلاني مش أنا يعني المفروض أنتِ اللي تصالحيني ..ولم تتردد ميرال في أن تقبل وجنته برفق وتعتذر بنفس خالصة مع قولها:-آسفة يا أجمل "علي" في الدنيا كلها ...ابتسم وراح يقبل جبينها بحنو مردفا:-بحبك والله ... وماعنديش استعداد أعيش من غيرك ممكن أموت فيها ..وضعت يدها على فمه قائلة:-بعد الشر عنك يا حبيبي ..وجد باب الغرفة بعد ذلك يُفتح على مصراعيه دون سابق إنذار..فنظر إلى شقيقته بغضب ونهض قائلا:-إيه دا يا چنا؟ إزاي تفتحي كدا بدون ما تخبطي ؟ أنتِ اتجننتِ؟چنا بتأفف ولا اكتراث:؛-عادي يعني هو أنا فتحت إيه يعني ؟ ولا أنت بقى يا علي معتبرني غريبة في بيتك ؟علي وقد اتجه ناحيتها هاتفا بغضب:-چنااا إيه الأسلوب دا ؟أسرعت ميـرال تهدئه قائلة:-خلاص يا علي حصل خير .. هي يعني عملت إيه مافيش مشكلة يا علي ..بينما ترد چنا بغضب:-والله ماحدش قالك تدخلي بينا مالكيش دعوة!لا أنتِ كدا قليلة الأدب يا چنا بجد !هكذا قال بغضب وهو يقبض على ذراعها بعنف.. فتألمت من قبضته لكنها ردت بتمرد:-أنا مش قليلة أدب هي إيه اللي يدخلها بينا وبتتكلم ليه !-بت أنتِ مجنونة ؟ في إيه لمي نفسك بقى !دخلت والدته في هذه الأثناء قائلة بقلق:-إيه اللي حصل في إيه يا علي ؟!فأجابت چنا بحدة:-علي يا ماما بهدلني عشان خاطر مراته ..ومش طايق إني أدخل أوضته !زفر علي بحدة عارمة ولم يتحرر من صمته وهو يناظر شقيقته فقط ..فأخذتها الأم وخرجت من الغرفة معتذرة لـ علي وميـرال ..فأغلق علي الباب مجدداً وعاد يجلس بصحبتها ... بينما قالت ميرال وهي تمط شفتيها:-هي ليه چنا دايما عصبية كدا يا علي ؟ وبحس إنها مش طيقاني خالص !-عادي متحطيش في بالك هي بس نفسيتها مش متظبطة من يوم وفاة بابا ..هزت ميرال رأسها بتفهم مع قولها:-أنا حسيت بدا فعلا ...بس أنا بحبها وبحاول أصاحبها وهي بترفض ..ابتسم وقال:-هتبقى كويسة معاكي متشعليش بالك ..المهم إنك متزعليش منها ..-لأ مش زعلانة والله يا علي.تابع علي وقال:-كمان مش عاوزك تضايقي إنهم عايشين معانا الفترة دي حقك عليا ..ميرال بعتاب:-عيب والله يا علي دا بيتهم وبيتك يا علي دول على راسي والله ..راح يقبل جبينها بحب:-ربنا يبارك فيكِ يا ست البنات...وفي الخارج قالت والدتها برفق:-چنا يا حبيبتي التصرفات بتاعتك دي غلط جدا وكدا أخوكي هيزعل مننا كفاية إننا قاعدين عنده وهو شايلنا على راسه ..فردت چنا بضيق:-هو لما بيتنا اتحرق كان المفروض نقعد عند مين في أزمتنا ؟ مش لازم أخويا اللي ملناش غيره ؟ فليه بقى محسساني إن له فضل كبير علينا !-لا إله إلا الله.. يا حبيبتي أخوكي متكلمش وعمره ما حسسنا بكدا وليه أنتِ مصممة تبوظي الدنيا ؟صاحت بدورها:-أنا مصممة أبوظ الدنيا ؟ طبعا ما هو إبنك اللي أنتِ بتخافي عليه أكتر مني وبتفضليه عليا ..والدتها (سميرة) بعتاب:-أنا يا چنا بعمل كدا ؟ على العموم مش هتكلم عشان إحنا مش في بيتنا ومينفعش صوتنا يعلى ونزعج الناس !نهضت چنا وتركتها داخلة إلى الغرفة ..ثم راحت تطل من نافذة الغرفة وانطلقت دموعها المحتجزة داخل عينيها الحزنتين دائما ...لا تعرف لما تكره ميرال بهذه الطريقة منذ الوهلة الأولى ؟!هل هي ذات قلب قاسي للحد الذي يجعلها تبغض الذي أمامها ؟!أم أن ميرال إنسانة لا تروق لها فقط ..؟!أم أنها تقارن نفسها بها دائما فتشعر أنها المتفوقة عليها في كل شيء؟!ربما جمال ميرال الآخاذ ؟ عمرها الصغير ...حب علي لها ..مستواها الاجتماعي ..دلالها... كل شيء... كل شيء عكسها ..هي على النقيض تماما من ميرال ..ولذلك هي ثقيلة جدا على نفسها ...نفسها ؟!تشعر كمن يعيش بلا معنى ..لقد تزوجن جميع الفتيات وهي تخطى عمرها التسع وعشرون عام ...لا يوجد أحد قد نظر لها نظرة اعجاب واحدة ..أو تقدم لخطبتها ..أو شعرت ذات يوم أن آخر يرغب بها .. تود في تكوين أسرة مفعمة بالحب والعطاء..تود في حياة بصحبة شريك حنون يحتويها فلا يجعلها تشعر بما تشعر الآن ..فيغنيها بحبه عن العالم أجمع ..ومنذ مات والدها ..تشعر بأنها فقدت انسانيتها .. فقدت كل جميل بها وحولها ..كان والدها يشكل لها حياة ..أمان .. حاول "علي" بشتى الطرق أن لا يجعلها تشعر بما تشعر... لكنها ترفض وتصم أذنيها..ظلت تبكي بكاءً متواصلا إلى أن شعرت بالارهاق التام ..فما كان منها إلا أن توجهت إلى سريرها واستلقت لتغط في نوم عميق...صبيحة يوم جديد ...خرجت ملك من غرفتها في حرج .. شديد وقررت اليوم وبشجاعة بعد عدة أيام أن تتناول وجبة الإفطار معهم في الأسفل ...توجهت إلى المائدة فوجدت السيدة چيهان تقوم برصها فحاولت أن تساعدها قائلة:-ممكن أساعد حضرتك ؟نظرت لها مطولا ثم أخبرتها وهي تربت على ذراعها:-أيوة يا حبيبتي.. كويس إنك هتفطري معانا النهاردة ..ملك وقلبها ينبض بوجل:-أنا خايفة أدهم يضايق من وجودي ويقلب عليا ..حركت چيهان رأسها نافية وأخبرتها باطمئنان:-لا يا حبيبتي متخافيش أنا معاكي ..قالت ملك بامتنان:-شكرا. لحضرتك ربنا يجازيكي خير ..منحتها چيهان ابتسامة وأكملت ما تفعله ..وبعد قليل كانت تنزل (تمـارا) الدرج وهي تضع يدها على بطنها المنتفخ قليلا ...وتبتسم باستفزاز كعادتها حين وجدت ملك ..تغنجت في خطواتها حتى وصلت إلى الطاولة قائلة بصوت مائل للميوعة::-صباح الخير يا أنطي ..ردت چيهان بإيجاز:-صباح الخير يا تمارا ... فين أدهم ؟قالت:-حبيبي نازل ورايا أهو ..أصلنا كنا سهرانين طول الليل ..وراحت تختم جملتها بضحكة خافتة ..استفزت ملك لأبعد حد ..كادت تبكي قهرا ..لقد انتصرت تمارا عليها وببراعة ..ونفذت وعدها بأن تجعل أدهم يحبها ..وها هو ..يتعامل وكأنها كل حياته ..وهي كأنها لم تكن يوما في حياته !أتى (أدهم) بعد ذلك متجهاً إلى المائدة وانضم إليهن بعد أن ألقى نظرة نارية على "ملك" كانت كفيلة بإيصال الرعب داخلها منه ..لقد أصبح قاسياً جدا معها ..هذا ليس هو بالتأكيد ..ليس حبيبها !وجدته يُقبٌل رأس تمارا ويمنحها ابتسامة خاصة تشبه تماما الابتسامة التي كانت تخصها يوما ...ويطعمها بيده كما تطعمه تمارا أيضاً... وكأنه يتعمد جرحها ...كما جرحته !-حبيبي تحب أعملك إيه على الغدا النهاردة؟ ..سألته تمارا فأجاب مبتسما:-اللي تعمليه بس بلاش أكل محروق الله يخليكي !ضحكت قائلة:-يا قلبي خلاص اتعلمت ..متقلقش خالص من الموضوع دا ..-إذا كان كدا ماشي ..بينما قالت السيدة چيهان باهتمام:-مش بتاكلي ليه يا ملك ؟حركت ملك رأسها نافية وهي تحبس عبراتها بالكاد مع قولها:-ماليش نفس ..ثم نهضت وقد انفجرت دموعها المحتجزة ولم تعد قادرة على احتجازها أكثر من ذلك ..ودّ أدهم لو يركض خلفها ...فيخبرها أن جُرحه من جُرحها ..لكنه يأبى ذلك ..هي من فعلت وصنعت تلك الفجوة بينهما فلتتحمل عقباها وحدها ...وحدها ؟!هو يتألم ..يموت كل ليلة جراء ما فعلت ..فجأة خسر هو وهي وكانت المنتصرة "تمارا الجزار "!-أدهم !كانت والدته الناطقة بإسمه ..لينظر لها ويقول بهدوء:-نعم يا ماما ؟فقالت بعتاب:-كفاية كدا على ملك يا أدهم عشان خاطري..متكسرش بخاطرها وراضيها ..ابتسم متهكما مع قوله:-أراضيها ؟ ...ملك ملهاش خاطر عندي يا أمي ...وقلت لها بدل المرة عشرة هطلقك وهي اللي قاعدة بمزاجها أنا خلاص مبقتش طايق أشوفها حتى !-مش للدرجة يا أدهم ..-للدرجة يا أمي ومن فضلك مش عاوز كلام في الموضوع دا بعد كدا تاني ..نهض ما إن أنهى جملته ذاهبا إلى عمله ..فنهضت تمارا خلفه كما تفعل في الأونة الأخيرة قائلة بدلال:-أدهومي ..رد باتزان:-خير يا تمارا ..لفت يديها حول عنقه عندما علمت أن ملك تقف في الأعلى حيث شرفة غرفتها تتابعهما بعينيها المذبوحتين...ثم قالت:-حبيبي النهاردة عاوزة أروح أزور ساندرا مع مامي ..ممكن ؟أومأ برأسه موافقا وقال بهدوء:-ماشي يا تمارا ..ادخلي يلا وخلي بالك من نفسك ومن البيبي ..التفتت تمارا وراحت ترفع عيناها إلى الأعلى وتبتسم تحاول كيّدها ...وولجت إلى الداخل ..بينما رفع أدهم عينيه الجامدتين يرمقها بنظرة لا يفهمها إلا هي ..وهو ...تحمل الكثير والكثير..ما بين العتاب والاشتياق والحب والغيظ ...مشاعر عدة أرسلها لها في نظرة واحدة ..من طعنته عمداً مازال القلب يعشقها ..وبكل قوة ..يتذكر جملته التي ألقاها عليها منذ فترة كبيرة .."لا تمارا ولا غيرها يملوا عيني" ..وقد كان ..لكن الحياة قلبت الموازين لتجعله مقيد مع تمارا ...لا يستطيع الرجوع بقلبه إلى ملك ..حبيبته الأولى ...والأخيرة!وما كان منه إلا أن استدار ماشيا بصمت مؤلم حيث مقر عمله ..وعادت ملك إلى غرفتها بقهر مميت لم تشعر بمثله قط ..لكنها تعاتب نفسها أولا وتحاسب نفسها على ما فعلت ..لقد كانت مخطئة ...وجرحته تعلم ذلك ..فهل من غفران ؟!يا من لقلبي سلطان ..ولونت حياتي بأجمل الألوان ..عد لي وكن كما كنت الأمان ..واسقني كما كنت تفعل بالحنان ..فلا تهجرني وقدم لي النسيان ..ماذا ؟!هل ما رآه صحيح ..تمارا ها هي أمامه بالدليل ..تضعه أمامه وتبتسم بانتصار شديد ...ملك ؟!حرك حينها رأسه بعنف وهو يسألها باقتضاب:-إيه دا ؟! أنتِ بتستهبلي كمان بتتبلي على ملك ؟!ضحكت تمارا بتهكم مخبرة إياه:-لا مش بتبلى عليها ..روح واسألها وأنت هتعرف ..أنا دخلت أوضتها وهي مش موجودة وقلبتها كلها ولقيت شريط حبوب منع الحمل دا ..مراتك اللي أنت بتحبها أوي دي يا بيبي مش عاوزة تخلف منك ..وبتاخد منع الحمل ... شوفت بجاحة كدا يا أدهومي ؟!نظر إلى هذا الشريط الملعون الذي بيده وتساءل في قرارة نفسه لمَ ؟!لمَ لا تريد منه الإنجاب ولم تخبئ عنه هذا الأمر ؟! أليس أحق بالمعرفة ؟..لم يكن يعي شيء في هذه اللحظة إلا أن يسألها هذا السؤال ..ولم ينتظر أكثر حيث اندفع إلى غرفتها ودلف كالمجنون ..كانت جالسة على الفراش تتابع شاشة التلفزيون.. فراح يجرها إليه من ذراعها فنظرت له بفزع ولم تكد تتكلم حيث رفع الشريط أمامها بيد ترتجف من شدة غضبه مع قوله الغاضب:-دا بتاعك ؟حملقت به بصمت رهيب ...شعرت أن قدميها لم تعد تحملانها... الدماء وكأنها هربت من عروقها وأنفاسها تسارعت وتصارعت من شدة خوفها ..وكان يتابعها بعينين متوسلتين رغم غضبه الجلي ..يتمنى أن تنطق بـ "لا" ..فقط ..أن تكون خدعة من تمارا ..وهي تريد الإنجاب منه ..ولكن كانت الخيبة حين قالت ...-أيوة ...فقط ونكست رأسها في خزي ...وبمنتهى الهدوء سألها:-ليه؟لم تستطع الرد ...ماذا تقول الآن ؟!فأخذ يهزها بعنف مع استطراده:-ردي !تحررت من صمتها ويا ليتها ظلت صامتة ...-عشان كنت عايشة معاك وأنا خايفة يا أدهم ...نظر لها بذهول ؟! ماذا ؟!هذا يعني أنه لا يمثل لها أمان ؟،ولتلك الدرجة ؟! لا تريد منه أولاد ...وهو الذي صبر عامين وهي تخدعه بمنتهى البساطة ..تزعم أنها تُعالج لدى طبيبة خاصة !هل تلعب بمشاعره ؟! ..ليس لها أي مبرر ... خادعة كاذبة ..وقاسية !-خايفة يا ملك ؟سألها بضياع وحاجباه معقودان بشدة ...لترد بتبرير:-كنت خايفة من باباك وكانت حياتنا مش مستقرة يا أدهم صدقني أنا اختارت الأنسب لينا صدقني ..-والعلاج ؟ والدكتورة ؟ والصبر ؟ كل دا كذب ؟! بتكذبي عليا ؟! لدرجة دي يا ملك أنا طلعت مغفل !؟حاولت أن تتحدث مرة أخرى ..توسلت أن يسمعها لكنه استدار وأولاها ظهره ممتنعا عن النظر إلى عينيها الكاذبتين ...لتقول ببكاء:-أنا كنت هقولك ..أدهم اسمعني ..ليلتفت فجأة ..ويصفعها بقسوة ..ثم يهتف بألم شديد:-مش عاوز أسمع منك حاجة أنت طعنتيني...


look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 06:09 صباحاً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر( رواية بونسوار سابقا )ترجلت السيدة "سهيــر" بصحبة "تمـارا" من السيارة الخاصة في حي شعبي متهالك ..وقد كانت زيارة مفاجئة لـ "ساندرا" في بيتها الجديد بصحبة حــازم ...تأففت السيدة سهير وهي تتلفت يمنى ويسرى تتابع المارة ..وكذلك تمارا التي اقتربت تهمس لها:-ياي يا مامي ! معقول ساندرا قدرت تعيش هنا !والدتها بحدة:-لا لا مش قادرة أصدق ..أنا كنت رافضة أزورها المدة اللي فاتت دي كلها عشان المنظر دا ..ثم صمتت قليلاً وتابعت:-بس متخيلتش القذارة دي أبدا !تمارا متنهدة:-طب يلا يا مامي نطلع نزورها قبل ما يغم علينا ...تا معا إلى داخل البناية المتهالكة تلك صعدتا درجات السلم وتوجهتا إلى باب الشقة ...طرقت تمارا الباب بذهول من أمر شقيقتها ..لا تصدق أن شقيقتها ساندرا تعيش بهذه الشقة الغريبة !ماذا فعلت بنفسها ؟-شكل مافيش حد جوة يا مامي أنتِ متأكدة إن هي دي الشقة ؟-أيوة يا تمارا خبطي تاني...بعد دقائق فُتح الباب ..لكن كانت الدنيا ظلام فلم تران من الذي قام بفتحه ...فرك "حـازم" عينيه الناعستين وهي ينظر إليهما قبيل أن يقول بصوته المبحوح:-اتفضلوا ..أفسح لهما الطريق وتوجه إلى نافذة الصالون ليفتحها ويدخل ضوء الشمس منتشرا في المكان ..توجهتا تمارا ووالدتها إلى الداخل وجلستا بتأفف من هذا الوضع ..بينما قال حازم وهو يمسح على شعر رأسه:-نورتي يا حاجة ..نورتي يا أستاذة تمارا ..-حاجة !-أستاذة !قالتا في آن واحد بتعجب !, ثم تابعت سهيـر بضيق:-ساندرا فين ؟!فأجاب وهو يجلس قبالتهما بهدوء:-راحت السوق مع أمي ...زمانها جاية ..-سوق!أردفت سهير باستهجان واستطردت:-راحت السوق إزاي ؟ وأنت هنا بتعمل إيه ؟! وليه متجبوش حاجتكم من الماركت ؟ضحك حازم متهكما:-ماركت !؛ إحنا في حارة شعبية يا حاجة فيه هنا سوق وبس ..هي وقد امتعض وجهها جراء كلمته الثقيلة "حاجة" ..ولم تستطع منع نفسها في أن ترد عليه بغضب:-أنا مش حاجة ! أنا سهير هانم يا فندم !تقوس فم حازم بابتسامة ساخرة وراح يضع ساقا فوق الأخرى قائلا ببرود:-تمام يا هانم !ثم أشعل لفافة تبغ من علبة السجائر الخاصة به،ثم تفاجئ بـ "ساندرا" زوجته التي دخلت من الباب المفتوح وهي تحمل عدة حقائب بلاستيكية تحتوي على خضراوات ومستلزمات بيتها ...وضعتهم أرضاً واندفعت تحتضن والدتها وشقيقتها باشتياق مع قولها:-ماما وحشتيني أوووي أخيرا قررتي تزروني .. ابتعدت سهير عنها قليلا وجابتها بعينيها من أسفلها لأعلاها !ما هذا ؟!أهذه ساندرا ابنتها ؟ مؤكدا أنها تحلم ..أين ذهبت ذات الأناقة الطاغية ؟!فكانت ترتدي عباءة سمراء وطرحة سمراء أيضا ملفوفة حول وجهها بعناية ..حملقت تمـارا بشقيقتها بعينين جاحظتين ..كيف سمحت لنفسها أن ترتدي عباءة ؟! بهذه الطريقة العشوائية ؟يبدو أن الأيام بدلت شقيقتها وجعلتها امرأة شعبية بحتة ...-تشربوا إيه ؟هكذا سألتهما ساندرا بابتسامة سعيدة،فأجابت والدتها كاظمة غيظها:-لا مافيش داعي أبدا ..نهض حازم في ذلك الوقت قائلا بصوت أجش:-طيب يا ساندرا أنا هدخل أخد دش وهنزل عشان تبقوا على راحتكم ..هزت ساندرا رأسها موافقة قائلة:-ماشي يا حازم ..جلست بعد ذلك مكانه قبالتهما ..لتقول تمارا بصدمة:-ساندرا أنتِ بجد عايشة كدا إزاي ؟!ساندرا بجدية تامة:-كدا اللي هو إزاي ؟!تمارا باشمئزاز:-في المكان دا ومع البني آدم دا !-لأ وكمان لبست لبسهم وبقت واحدة منهم !أضافت والدتها هذه العبارة،لترد سانــدرا بدورها بنبرة محتدمة:-وإيه المشكلة يا ماما لما ألبس لبسهم وأبقى واحدة منهم ؟! دا جوزي ودا بيتي وخلاص أنا اتأقلمت مع حياتي الجديدة وراضية بيها جدا ..والبني آدم دا يا تمارا يبقى جوزي وأبو إبني اللي في بطني واللي اختارته بكامل إرادتي ..تمارا بعدم اقتناع:-عايزة تقوليلي إنك مبسوطة معاه ؟!-أيوة طبعا !بينما قالت سهير آمرة إياها:-ساندرا أنتِ لازم تقوليله يجبلك شقة في مكان كويس ولو معوش احنا معانا .. أنتِ مش قليلة أنتِ بنت فاخر الجزار عارفة يعني إيه ؟؛ يعني اللي أنتِ فيه دا فضيحة للعائلة!وأكدت تمارا على قولها قائلة:-فضيحة كبيرة والله عيب اللي بيحصل دا يا ساندرا فكري كويس !ساندرا وقد تملك منها الغضب فهتفت:-بلاش أنتِ تتكلمي عن العيب يا تمارا ..العيب مش عندي وأنتي عارفة كدا كويس ..العيب دا حاجة بعيدة عن عيشتي البسيطة دي اللي أنا حباها ومن فضلك بلاش تدخلي أنا حرة !نهضت تمارا قائلة بعنف:-حاسبي على كلامك يا ساندرا ..تقصدي إيه ؟!نهضت ساندرا قائلة بغضب مماثل:-أقصد اللي فهمتيه يا تمارا ..بصي لنفسك وبعدين اتكلمي ..وبدل ما تنصحيني انصحي نفسك وكفاية بقى تسخروا من اللي أقل منكم !-بنت!صاحت والدتها بصرامة وتابعت:-أنتِ إزاي تتكلمي كدا مع أختك ؟! تصدقي إحنا غلطانين إننا جينا ..دا حتى ميشرفناش وجودنا هنا ..يلا يا تمارا ..همّت تمارا تنصرف معها ..نادت ساندرا عليهما وحاولت أن تعتذر لهما عن طريقة كلامها، هذه الزيارة الأولى لها وهما في بيتها وكان يجب عليها كبح غضبها مهما حدث...لم تصغ كلا منهما إليها وبرحتا المكان فورًا، فجلست ساندرا تبكي بألم على ما حدث ..وقد عاتبت نفسها بشدة ..خرج حـازم بعد قليل وهو يقوم بتجفيف شعره بواسطة المنشفة ..نظر لها ثم أسرع نحوها وهو يسألها بقلق:-بتبكي ليه ؟!فأجابته من بين دموعها:-ماما وتمارا مشيوا وهما زعلانين مني .-ليه؟سألها مرة أخرى..فصمتت ولم تجد جوابا مناسبا لتجيب عليه ..فحرك رأسه بتفهم وهو يقول:-طبعا مش عاجبهم عيشتك ..مظبوط ؟ظلت صامتة تبكي فقط ...فربت على كتفها قائلا بهدوء:-طب خلاص ماتبكيش ..مافيش فايدة من دموعك يا ساندرا ..ختم جملته بقبلة عابرة على وجنتها..ومن ثم استقام واقفاً قائلا باتزان:-دا شيء أنا كنت متوقعه وأنتِ كمان فمتهتميش كتير ومتزعليش عشان خاطر ابننا اللي في بطنك ..ثم راح يجذبها من يدها لتقف أمامه مباشرة وحاوط خصرها بذراعه هامسا بلُطف:-ألا قوليلي دخلتي في التالت ولا لسة ؟!احمر وجهها خجلاً وقالت وهي تمسح دموعها بحركة عفوية:-النهاردة أول يوم ..رفع يده برفق ..ثم نزع دبوس طرحتها ببطء فهبطت أرضا ..مسح على شعرها متابعا:-بحبك والله ..منحته ابتسامة دون كلام ..فقال بنظرة ذات معنى:-بقول بحبك والله ؟ضحكت بصوت محبب على قلبه ..لترد بخجل:-يا حازم مش وقته دلوقتي, سيبني أحضر لك الفطار دلوقتي..عشان تلحق تفتح الورشة ..تنهد بغيظ وتركها بارداته ...بينما يتابع:-طقشيلي بيضتين ..واقلي لي بطاطس تكون نص سوا ..ضحكت وهي تتجه نحو المطبخ قائلة:-حاضر يا حازم عنيا ..-تسلملي عيون الجميل ...هكذا قال وهو يهمّ بإشعال سيجارة قبيل أن تندفع ساندرا إليه وتنتشل السيجارة من بين يديه وتهتف بضيق:مش على الريق ..زفر باختناق قليلا وقال على مضض:-حاضر يا ساندرا ...حاضر !لكنها لم تنصرف مجدداً ...بل اقتربت منه وجاورته في جلسته قائلة وقد تذكرت شيئا يزعجها بقوة:-حازم...نظر لها باهتمام وقال:-نعم ..تابعت بجدية تامة:-لو سمحت يا حازم بلاش تشرب البتاع دا اللي بتشربه كل يوم ..لو سمحت يا حازم بالله عليك ..حازم وقد رفع أحد حاجبيه الكثيفين:-قصدك الحشيش ...أومأت برأسها قائلة:-أيوة ..وصدقني بخاف منك جدا لما بتيجي وأنت شاربه ..هز رأسه قائلا بإيجاز:-حاضر يا ساندرا ...-بتهاودني ؟بتهاودني صح ؟!...زفر زفرة قصيرة وقال بنفاد صبر:-لا ..هحاول قلت لك يا ساندرا بس بلاش زن دلوقتي وفطريني خليني أنزل أشوف أكل عيشي بقى ..ابتسمت ونهضت متجهة إلى المطبخ وهي تحدث نفسها قائلة:-ربنا يهديك يا حازم ...ارتدى بذلته السمراء ..وتطيب بعطره النفاذ ..وألقى نظرة أخيرة على صورته في المرآه . ونظرة أخرى أرسلها لـ زوجته الواقفة خلفه تتأمله بإعجاب ...التفت لها وسألها باهتمام:-محتاجة مني حاجة قبل ما أمشي أو وأنا راجع ؟!تكلمت ميرال وهي تربت على كتفه:-عاوزة سلامتك وبس ..ابتسم مقبلا جبينها وراح يرتدي نظارته الشمسية ليُصبح في كامل أناقته ..فيخرج من الغرفة وهي خلفه ..وكانت والدته في هذه الأثناء قد جهزت مائدة إفطار بسيطة على الطاولة ..فقالت له مبتسمة:-إيه يا حبيبي مش هتفطر معانا ولا إيه ؟-فطرت يا ماما الحمدلله..-طب مش كنت تفطر معانا ..اقترب منها وقبل كف يدها ثم استقام قائلا:-معلش يا ماما ما أنتوا كنتوا نايمين وأنتي عارفة إن شغلي بمواعيد معينة مينفعش أقصر فيها ..ربتت السيدة سميرة على كتفه وقالت:-عارفة يا حبيبي..ربنا يكرمك يا قلب أمك ويجعل في وشك القبول دائما ويحفظك لينا ولمراتك يا حبيبي..علي مبتسما:-ربنا ميحرمنيش منك يا ست الكل ..كاد ينصرف على ذلك ..لكنه وقف ناظرا إلى شقيقته وقال::-صباح الخير يا چنا ..نظرت له بتذمر وردت بجمود:-صباح النور ..-إيه التكشيرة دي أنتِ زعلانة مني ولا إيه ؟!-وهزعل ليه ؟! ..مش زعلانة ..تنهد علي بصوت مسموع وقال بإيجاز:-ماشي يا چنا .. لينا كلام مع بعض لما أرجع ..اتجه صوب الباب وبرح المكان على عجالة .. لتقول السيدة سميرة بابتسامة حانية:-يلا بقى تعالي افطري معانا يا ميرال واوعي تقوليلي فطرتي مع علي ..!حركت رأسها نافية وأخبرتها بمرح:-لا مش فطرت مع علي ولو فطرت أفطر تاني مخصوص عشان خاطرك ..-حبيبة قلبي ..شاركتهما الإفطار وهي تتمازح معهما ..لكن "چنا" كانت تحدثها باقتضاب شديد ..لا تريد الابتسامة حتى بوجهها. ..تغاضت ميرال عن هذا،وما إن أنهت طعامها وثبت واقفة قائلة بحماس:-چنا ..تعالي نعمل أيروبكس مع بعض بقالي كتير مش بلعب وحاسة جسمي تخن وعضمي باظ ..أنهت جملتها بضحكة مرحة،لتقول چنا بعبوس:-لأ مش عاوزة ..وأنهت طعامها ثم ذهبت إلى غرفتها .. لتقول والدتها بتنهيدة عميقة''-معلش يا ميرال ماتزعليش منها عشان خاطري ..ميرال بهدوء حزين:-حاضر مش زعلانة ...نهضت سميرة قائلة بحماس وطفولية:-طب بقولك إيه ينفع أنا أعمل معاكي الأيروبك دا ؟!ضحكت ميرال بعدم تصديق وقالت:-طبعااااااا ...إيه رأيك نلعب زومبا ؟سميرة ببلاهة:-ها ؟ ..لا بصي اعملي اللي أنتِ هتعمليه وأنا هعمل معاكي ..-أووووك يلا بينا ...قامت بتشغيل هاتفها على رقصة الزومبا وبدأت ميرال التمارين وبدأت خلفها سميرة وقد انفجرت ضاحكة على ما تفعل ...مساءً ...قد عاد "أدهم" إلى القصر متعباً بعد يوم عمل طويل،توجه إلى غرفة تمارا وكاد يفتح الباب لولا صوت ندائها،تسمر مكان ولم يلتفت لعدة لحظات طويلة ..وبالنهاية حسم أمره والتفت يواجهها بصمت قاتل ...ابتلعت ملك لعابها بخوف،واقتربت تتوسله بعينيها ثم أردفت:-أدهم ..ممكن أتكلم معاك ؟كشر عن جبينه وبقسوة قال:-مافيش كلام بيني وبينك...لم تستطع كبح دموعها التي أصبحت رفيقة لها دوماً، فسالت كانهارٍ صغيرة فوق وجنتاها، لتقول برجاءٍ:-لو سمحت يا أدهم هما خمس دقايق بس ...ظل واقفا كجماد بلا شعور ولا مشاعر ..كصلب قاس لن يلين أبدا ..لكن هناك خفقة أصابت قلبه بعثرت مشاعره المضطربة ثم لملمتها في نفس اللحظة ..ألم قاسي جدا في نفسه لا يعلم كيف يعبر عنه ..ولمن؟فكانت هي مصدر راحته وأمانه والآن بعد أن جاءت الطعنة منها لمن يبوح ؟!-أنتِ عاوزة إيه ؟! خلصي أنا مش فاضيلك ..هكذا قال متعمداً أن يوجعها بكلماته ..فقالت بوهن:-عاوزاك أنت يا أدهم عاوزة أكلمك بس أرجوك وبعدها مش هطلب منك حاجة تاني ..زفر وتحرك معها على مضض إلى غرفتها باختناق ..وكان هذا الظاهر فقط !أما عن باطنه فهو يريد البقاء معها طويلا ..طويلا جدا حتى تطيب نفسه وحياته التي أظلمت كليل طويل ...ما إن دخل حتى أغلقت الباب واقتربت منه بشدة ..اقتربت وكادت تلتصق به لكنها لم تجرؤ على لمسه ..مجرد لمسة واحدة فقط ..لكن الآن يكفيها هذا الشعور بالأمان وهو داخل غرفتها ..يكفيها رائحته الطيبة التي راحت تملأ رئتيها منها بكثرة وكأنها وجدت الملاذ ...أما هو فقربها قلب كيانه ..وتوترت أنفاسه التي راحت تصعد وتهبط بغير انتظام ...ابتعد عنها رغما عنه وأولاها ظهره بعد أن وضع كلتا يديه في جيبي بنطاله..آخذا نفسا عميقا قائلا:-قولي اللي عندك ..لا تعرف ما الذي تنوي قوله ؟, لقد تحجرت الكلمات على شفتيها ..وباتت في حيرة وهي تقول بتلجلج:-مش عارفة أقولك إيه ...التفت لها بشراسة واقترب يقبض على ذراعيها معا وراح يهزها بعنف ..مع قوله:-قولتلك أنا مش فاضيلك صح ؟, هو إيه لعب العيال دا ؟صاحت بصوت عالي ..بصراخ وألم من بين شهقاتها العالية:-أنا بموت من غيرك ..بموت عارف يعني ايه بموت ارحمني وسامحني ارحمنــي ..كانت في حالة انهيار تامة ..ذُهل أدهم من أمرها ..يبدو أنها في أسوأ حالاتها النفسية ..تفتت قلبه وضاقت أنفاسه ..لكنه لم يستطع الغفران ...يقول في نفسه لقد فات الآوان ..ومات كل شيء كان ..ترك ذراعيها وابتعد قليلاً قائلاً بصرامة قاتلة:-وأنا ميرضنيش إنك تتعذبي بالشكل دا ...قلت لك هطلقك وامشي من هنا وحقوقك كلها هتوصلك .. ماحدش غاصبك على كدا ...قالت بمرارة:-مش عاوزة أبعد عنك عاوزة أفضل هنا لحد ما تسامحني ...أنا بعترف إني غلطانة وأستحق أي حاجة منك بس عشان خاطري بلاش المعاملة دي .. اقتلني أهون ...التفت مرة أخرى واعطاها ظهره ..لا يريد أن يضعف أمامها ..فلا يضمن وجوده معها ..هو يتوق لعناق ..فقط عناق سيكون شفاء له من كل هذه الأوجاع ..يحبها وبقوة ...لكنه سيدهس بقدمه على قلبه ..سيدهس بقوة ... ولن يغفر ...-أنت بجد بتحب تمارا ؟!سألته وكل ذرة بها تخشى قوله ..ليؤكد دون تردد:-أيوة بحبها ..والتفت متابعا بقسوة:-على الأقل كانت واضحة جدا معايا ..مش زيك عايشة دور المسكينة وأنتِ كذابة ! تمارا بقت مراتي خلاص يا ملك ومش على الورق بس زي الأول لا دي بقت شايلة حتة مني ..إبني اللي في بطنها ..إبني اللي أنتِ مرضتيش تجبيه.. هي جابته .. ودلوقتي هي عندي أحسن منك ألف مرة ...وضعت يديها على آذنيها تحاول منعهما من سماع كلماته التي بمثابة مدفع رشاش ...وبكت بانهيار تام وهي تشعر أن رجوعها لها أصبح مستحيلا .. هل الزمن قاسي إلى هذا الحد؟ ..ليجعلها هي الجانية المذنبة الخاطئة والثانية هي الأفضل والأصلح؟!..ألن يمنحها غفران أبدا ..ألن يمنحها فرصة أخرى ؟! ... هل بذنب واحد ينهي حبه لها ؟!..وكأنها دخلت في دوامة ليس لها مخرج ..ولم تفق منها إلا على صوت غلق الباب لتكتشف أنه برح الغرفة ذاهبا إلى زوجته الثانية!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
شاب روسي يهوى التصوير في الأماكن الخطرة جداً!! Moha
0 236 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، يهوى ، القلب ،










الساعة الآن 04:28 PM