logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 07:04 صباحاً   [31]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل السادس عشركان يقود السيارة بجنون ..ووجهه صلبًا يحدق أمامه بعينين تتوهجين نارا ...صف السيارة وترجل منها في سرعة شديدة، راح يركض داخلًا إلى القصر وأنفاسه تتسارع بشكل عنيف ..يركض على الدرج بغضب لم يحل عليه من قبل ..بقسوة لم يعرفها قلبه قط ..بصدمة جليـة قضت على ثباته وصموده ..توجه ناحية الغرفة الخاصة بـ تمارا ..فتح الباب بقوة ودخل فوجدها نائمة على فراشها المبعثر ..ضرب السرير بقدمه ما أن اقترب وراح يقبض على شعرها بين قبضة يده ...جرها جرا من على الفراش مجبرًا إياها على الوقوف ..أصاب تمـارا الذعر وهي تنظر له بريبة ..وكان أدهم قد خرج عن وعيه بالكامل ..لف شعرها حول يده صافعًا إياها وصاحبت الصفعة صفعة أخرى بينما يصرخ بوجهها:-يا (...) ... بتستغفليني يا (...) .. إزاي اتجرأتي وعملتي كدا؟ إزاي يا شيطانة يا (..) ...تابعت تمارا وهي تلتقط أنفاسها بالكاد وتحاول الابتعاد عنه بصعوبة بالغة:-آآ ..أنت اتجننت ولا ايه إيه ..إزاي تقولي الكلام دا ..أنت مجنون ...أدهم وقد هزها بعنف فتألمت وصرخت جراء قبضة يده على شعرها ..ليتابع بصياح كاد يصم آذنيها:-ابن مين؟ حملتي من مين؟ انطقيييييي ..!حاولت الابتعاد ..هتفت بارتجافة عنيفة ..:-حملت من مين إزاي أنت اتجننت انت بتتبلى عليا كمااان هي حصلت يا أدهم!-هقتـــلك ..والله هقتلك ..هكذا صرخ بلا وعي منه وهو يترك شعرها ثم يقبض على رقبتها بشدة. تلوت بين يديه وجحظت عيناها وهي تحاول تخليص عنقها من قبضة يده عليها، بينما هو يضغط أكثر فأكثر وهي تعافر بكل ما تملك من قوة ..فرفعت ركبتها تضربه بعنف في بطنه فيبتعد متألمًا ...وتركض هي وهي تسعل بشدة ..ركض أدهم خلفها وهو يمسك معدته بيده ..عازمًا قتلها بالفعل ..هبط الدرج بسرعة الفهد ...ووصل إليها لكنها استطاعت الهرب منه مجددًا ..ولفت الطاولة وهو من خلفها ..أمسكت بتحفةٍ كانت موضوعة عليها وما إن وصل إليها حتى ضربته بها في رأسه ..فارتدت للخلف صارخا وهو يسمك رأسه بألم سافر ..وهي دفعته بكلتا يديها ليسقط أرضًا ...فلم يستطع النهوض مجددًا ..حيث أن الدماء تدفقت من رأسه ..فضحكت تمـارا بهستيرية واقترب منه بعد أن ألقت التحفة المعدنية من يدها ..وانحنت قليلاً لتخبره بلا ذرة خجل:-أيوة مش إبنك ..إبن واحد تاني وكتبته بإسمك أنت ...موووت بقى بحسرتك يا بيبي . ..دا جزاء اللي يلعب بتمارا ..جزائك اللي تستاهله ..كان أدهم يكاد أن يفقد وعيه ..عينيه تنظران إليها بشراسة قاسية ..ثقلت أنفاسه وبات في حال غير الحال ..فضحكت وقالت:-عاجبني منظرك أوي يا بيبي ..هسيبك بقى تموت كدا وأنا همشي من هنا ..وهسافر وهعيش حياتي يا أدهم ..وهعمل كل اللي نفسي فيه ..باي باي...انصرفت تمارا وتركته ينزف ..ولم يكن رأسه فقط الذي ينزف ..فقد كان قلبه ينزف أيضاً بلا توقف ..يتألم بلا رحمة ..يصرخ بلا هوادة ..أصبح وجه "مـاهر" صلبًا قاسيًا بعد أن قصت زوجته چنا ما فعلته بزوجة أخيها ...وكيف بات قلبها أسودا بهذه الدرجة المُخيفة ...نعم يرى الندم بعينيها ..ولكن هذا ليس كافيا ..لم يكن يظن بها هكذا ..ولا يعلم أنها تمتلك هذا الكم من الصفات السيئة ..حقا هو صُدم ...ذُهل وذايلته دهشة كبيرة ...ونطق لسانه بجمود:-أنا فعلا اتخدعت فيكي ..مكنتش أعرفك إنك بشعة بالشكل دا ..للدرجة دي يوصل بيكي الحقد يا چنا ؟! ...بالطبع لم ترد ..لم تجد كلاما مناسبا لتجيب عليه ..فقط هي تبكي ..وهو لم تأخذه الرأفة بها ..وازدادت نظراته قسوة حين قال:-أنا مش عارف هعيش معاكي إزاي بعد كدا؟ أنتِ بجد صدمتيني فيكي ..وشكلي مش هعرف أكمل حياتي معاكي ..أبدا ...أبدا يا چنا !هنا توسلته من بين بكاؤها:-أنا آسفة..بس بلاش تطلقني ..أنا مستعدة أعيش خدامة تحت رجلك ومستعدة أروح أعتذر لمامتك وأصلح اللي عملته ..صمت ماهـر قليلا ...وازداد وجهه قتامة ..ليتابع هادئا لكن بحزم:-هتعيشي معايا بشروطي ..مش عاوز أتكلم معاكي خالص! وكل طلباتي هتنفذيها وبس.. لكن كلام بينا إنسي! ماهر القديم الحنين دا تنسيه خالص.. دلوقتي واحد جديد بيعاقب اللي بيغلط وعقاب يستحقه.. تمام ؟!ولم تكن چنـا تملك سوى أن تقول من بين دموعها المتدفقة:-تمام ..."في المستشفى"هتفت السيدة چيهـان بقلب واجل:-الحقيني يا ميرال ..أدهم ..أدهمبينما تهتف ميـرال بهلع:-ماله ..ماله يا ماما أدهم !-تمارا خبطته الخدم بلغوني وهو فقد الوعي أنا لازم أمشي حالا أنا طلبت الإسعاف يارب يكونوا وصلوا !تنهض ميرال عن الفراش مسرعة وهي تقول بخوف:-أنا جاية معاكي ..لكن سرعان ما فقدت اتزانها لولا ذراعي والدتها ..لتقول الأم بتعجل:-خليكي أنتي يا ميرال وأنا هروح ألحق أخوكي خليكي يا بنتي ..-طيب يا ماما بالله عليكي طمنيني على أدهم ..هكذا أنهت ميرال جملتها باكية ...لتهرول الأم إلى الخارج وهي تردد:-ألطف بينا يارب ...ألطف بولادي !بينما في القصر..كانت قد وصلت ملك ..والتي تحاملت على نفسها لتلحق به منذ أن أتته تلك المكالمة اللعينة ..وفي نفس اللحظة ..كانت سيارة الإسعاف قد وصلت أيضاً.. ورأت أدهم يخرج فوق السرير النقال غارقا في دمائه .. !وفاقدا الوعي !-أدهـــم ! أدهم ...صرخت باسمه وركضت نحوه بهلع شديد ..حركت رأسها يمنى ويسرى بعنف وعدم تصديق ..أدهم مسجى أمامها لا حول له ولا قوة !ترى ماذا أصابه ؟!هكذا راح عقلها يفكر وهي تركض لتصعد معه سيارة الإسعاف ...بينما دموعها في تسابق وهي تنحني عليه وتقبل رأسه بشفتين مرتعشتين ..وتردد بحسرة:-أدهم حبيبي إيه اللي جرالك!وتتابع بتوسل:-يارب إشفيه...انطلقت تمـارا بالسيارة وهي تضحك بهستيرية كأنها جنت !تلتقط هاتفها وتجري اتصالا على "شـادي" ..تردد ما إن أجاب عليها:-واطي يا شادي ! ..مش جديد عليك يا بيبي ...يتكلم شادي لكنها تقاطعه ضاحكة:-يا بيبي متكذبش أنا أوردي مش زعلانة منك .. لأن أنا تمـارا الجزار ...ماحدش يقدر يكسرني أبدا ..ولا يقضي عليا ..أنا أقضي على بلد يا قلبي ..فكك ...أنا مش زعلانة أنا كدا كدا عارفة إنك واطي .. المهم أنا عاوزة مكان محدش يوصلي فيه على ما أسافر برا مصر !-كمان؟ ليه ؟-اسمع اللي بقولك عليه ..دبرهولي بسرعة وهديك الخمسة مليون اللي وعدتك بيهم عشان تقفل بؤك خالص ..اوك !؟-ماشي يا تمارا ..اقفلي ..خمسة وهكلمك ..هدبرلك مكان ..."في منزل حـازم"طرقت رغدة الباب بحذر شديد ..فتوجهت سانـدرا وهي تتحامل على نفسها لتفتح الباب ..ابتسمت ما إن رأتها وقالت:-رغدة ! تعالي يا حبيبتي..دخلت بالفعل رغدة وهي تسألها بخوف:-هو حازم مش هنا؟ صح؟أومأت ساندرا برأسها وهي تخبرها باطمئنان:-أيوة متخافيش ..-الحمدلله .. أنتِ عاملة إيه طمنيني على صحتك؟-الحمد لله في نعمة ..ابتسمت رغدة وقالت بمرح:-ماشاء الله بقيتي بتتكلمي زينا يا ساندرا..-عشرة بقى يا ستي ... تعالي شوفي نور ..أنهت ساندرا جملتها واتجهت إلى الغرفة ..فتتبعها رغدة وهي تقول:-أنا جاية عشانها ..أسرعت رغدة تحمل الصغيرة النائمة بين يديها وهي تبتسم وتقول:-الله أكبر ما شاء الله زي القمر ..تتربى في عزك وعز حازم يارب ..ساندرا بهدوء:-ءامين يارب ..بينما تسمع رغدة صوت الباب وهو يغلق فانتفضت في مكانها فزعا عندما ولج حازم إلى الغرفة ...ولم ينظر لها كعادته ..ولم يتكلم معها ..مما أدى إلى احراجها ..فتركت الصغيرة إلى أمها وقالت بخجل:-عن إذنك ..فقالت ساندرا بجدية:-استني يا رغدة ليه هتنزلي أنتي ملحقتيش !-معلش هبقى أجي تاني ..انصرفت على ذلك في سرعة ..بينما نظرت ساندرا إلى حازم الصامت وقالت بعتاب:-ليه كدا بس يا حازم؟ دي في بيتنا برضوه خلاص سامحها ..لم يتحرر حازم من صمته ..إنما توجه إلى الفراش واستلقى عليه متألما ومتعرقا بشدة ..جسده بالكامل يرتجف بفعل الآلام جسده ..أصاب ساندرا الهلع وراحت تضع الصغيرة فوق الفراش وتتجه نحوه قائلة بفؤاد قلق:-حازم ..في إيه؟ ..أغلق عيناه وأجابها::-مش قادر يا ساندرا مش قادر ..ضمت رأسه إلى صدرها ...وقالت باكية:-فيك إيه يا حازم أنت كنت كويس ..أخذ يتنفس ببطء ورد بارهاق::-جسمي كله بيوجعني ..مش قادر أتحمل أكتر من كدا ..بموت يا ساندرا بمووت ..مسحت عرقه بيدها في رفق وأخبرته من بين بكاؤها:-هتكون كويس والله ..اجمد يا حازم عشان خاطري.. والله هتخف وتبقى كويس ...بعد مرور ساعة ..يخرج الطبيب من الغرفة بالمستشفى..وتهرولان إليه كلا من چيهان وملك تسألانه في وقت واحد:-طمنا يا دكتور ..فيرد الطبيب برسمية:-الحالة مستقرة الحمدلله.. الحمدلله مافيش خطورة ..قدرنا نعالج الجرح ونقلنا له دم ..وهو دلوقتي نايم بفعل المسكن والمهدىء ..لأنه للأسف هيحس بصداع مستمر هيقعد معاه فترة ..وممكن يحس بالغثيان أو أنه عاوز يتقيء ..لكن كل دا طبيعي وهيعدي المرحلة دي بإذن الله ..تنهدت السيدة چيهان بارتياح ..ورددت:-الحمدلله يارب ..بينما تقول ملك:-ينفع ندخله يا دكتور ؟-دلوقتي لأ ..لما يفوق ونشوف حالته الاول وبعدها تقدروا تشوفوه ..انصرف الطبيب ..واستندت ملك على الحائط تقول بألم:-يارب اشفي أدهم وقومه بالسلامة ..وقالت الأم:-يااارب ..حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا تماراملك وقد اتسعت عينيها:-تمارا ؟ تمارا اللي عملت في أدهم كدا!


look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 07:05 صباحاً   [32]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل السابع عشربعد مرور عدة ساعات...قد استيقظ أدهم وشعر بصداع الرأس يهاجمه بلا رحمة ..لكنه تحامل على نفسه وهو يفتح عيناه ويغلقهما بصعوبة عدة مرات حتى اتضحت الرؤية كاملة أمامه ..وأول ما رأت عينيه ..رأت زوجته ملك وهي تميل عليه بعينيها الدامعتين وتقول بتلهف:-أدهم ...حبيبي طمني عليك ..أدهم أنت كويس؟فأومأ لها برأسه صامتًا ...بينما تقدمت والدته وسألته نفس سؤال زوجته:-أدهم ؟, رد عليا حبيبي أنت كويس؟هز رأسه مجددًا بالإيجاب وخرج صوته خافتًا:-كويس ...-الحمد لله على سلامتك يا حبيبي ..هكذا نطقت چيهان بارتياح، بينما ربتت ملك على مقدمة رأسه المجروح برفق وهي تسأله بحنو:-حاسس بإيه يا أدهم؟لم يرد أدهم ..إنما حدق بالفراغ وتصلبت ملامحه كالصخر عندما تذكر ما حدث معه ..من تلك اللعنة التي تسمى تمارا ..ضغط على نواجذه بشدة وهو يكور قبضة يده ويضرب الفراش بقوة ويصرخ بكلمة خرجت نابعة من فؤاده:-السافلة .السااافلة ...بينما يكمل بنبرة عنيفة:-هي فييين؟ راحت فين؟!فأجابته ملك مسرعة:-اهدى بالله عليك يا أدهم تغور في داهية المهم صحتك أهدى عشان خاطري ..-تغور؟ دي هتقضي بقية عمرها في السجن ....ااااه.هكذا أنهى جملته بصراخ جراء ألم رأسه الحاد ..لتربت ملك على كتفه وتحاول احتوائه قد المستطاع وهي تقول بحزن:-يا حبيبي أهدى ..الكلام هيتعبك ...تقوم بس بالسلامة وابقى اعمل كل اللي عاوزه ..ممكن دلوقتي متفكرش في حاجة ؟!أغمض عينيه مستسلما لكلامها ذاك ..لكن كانت كل خلايا جسده ترتعش من شدة الغضب ...ناهيك عن شعوره المخزي ونفوره من كل شيء ..رأسه في دوامة شديدة ..يتمنى أن تنتهي ولكن كيف ؟!هذه مست شرفه ..وطعنته بكل قوتها ..كيف خدعته بهذه القذارة ؟! كيف واتتها الجرئة لتحمل من غيره وتأت بطفل جاء بطريقة غير شرعية لتوهمه أنه ولده هو !!!كيف صدق لُعبتها ؟! كيف لم يكتشف ؟!كل هذا كان يدور برأسه المتألم ....ثم هبطت دمعة ساخنة حارقة من عينه على وجنته ..دمعة أبت أن تبقى أسيرة عينيه ....خرجت چيهان من الغرفة وأجرت اتصال على ابنتها ميرال ..لتطمئن عليها ...أجابت ميرال بصوت بدا عليه الانهاك الشديد ....لتبادرها چيهان بالرد:-طمنيني عليكي يا حبيبتي؟لكن ميرال قالت بقلق:-طمنيني أنتِ على أدهم يا ماما ..؟-كويس يا حبيبتي متقلقيش جات سليمة الحمدلله .. المهم أنتِ خلي بالك من نفسك كويس على ما أجيلك يا قلبي ..إن شاء الله مش هتأخر ..ميهمكيش يا ماما ..أهم حاجة أدهم ..أنا هقفل عشان هنام ..وأغلقت ميرال الهاتف على ذلك ..وبكت بحزن وهي تقول بقهر:-أنا محتجالك أوي يا علي ..!وعلى جانب آخر..كان يقف علي في شرفة المنزل بعد أن أبدل ملابسه ..ووقف في حزن تام ووجوم ..شاردًا بالطبع فيها هي ..حبيبته الصغيرة المسكينة ..كيف تركها وحدها هكذا وانصاع لطلبها ؟!لما لا يأخذها وإن كان رغما عنها !! ..ويعتني بها عنوة !يغمرها بحنانه كما اعتادت واعتاد ..لكن كيف ؟!وهي أصرت كل الاصرار ..بأن يذهب وحده ..ويتركها وشأنها ..هذا ليس ذنبه ..هي من اختارت وهو وافق مرغمًا ..آه يا ميـرال ... لو تعلمين ما يحمله القلب لكِ ..من نبضات لا تنبض إلا في حضرتك ..!-علي !هكذا انتشلته السيدة سميرة من شروده وأيقظته ..لتتابع بحزم هادئ:-مش هتاكل معايا ولا إيه بقى؟!استدار علي بجسده وأخبرها بغير نفس:-لأ يا ماما معلش مش هقدر ..-وأكل لوحدي؟ يا حبيبي أنتوا مش أول زوجين تختلفوا ياما بيحصل وعاجلا أم آجلا ميرال هترجع لحضنك ..علي بصراحة تامة:-أنا خايف عليها ..خايف تأذي نفسها بتفكيرها دا ...خايف يجرالها حاجة وهي بعيدة عني ..وخايف أنا اللي يجرالي حاجة وأنا بعيد عنها ..أنا بحبها يا ماما ومعرفتش يعني إيه حب إلا لما شوفتها !اقتربت الأم لتربت على كتفه وتقول برفق:-أنا متأكدة إنكم هتجتمعوا تاني وقريب كمان ميرال بس أعصابها تعبانة وأول ما تهدى هتلاقيها بتتصل بيك وبتقولك تعالى خدني يا علي ..صدقني يا حبيبي ...أومأ علي برأسه في صمت ..واستكملت الأم بمرح:-عشان خاطري ممكن تفك بقى ؟أنا جعانة وعاوزاك تاكل معايا يا أبو علي ..قبّل علي كف يدها بهدوء وسار معها إلى طاولة الطعام..بينما يسألها بحزن يشوبه بعض القلق:-چنا فين؟فأجابت الأم صارمة:-راحت لجوزها أنا اللي طلبت منها كدا ..خليها تتأدب شوية .. أنا بجد مش قادرة أصدق ولا استوعب إن دي چنا بنتي !علي قائلا بجدية:-ربنا يهديها يا ماما ..-يارب ....استطاعت سانــدرا أن تترك حازم قليلا وتنزل إلى الصيدلية المجاورة للبيت رغم اعيائها ..وعادت له بمسكن قوي نصح به الطبيب الصيدلي ...وأقبلت عليه وحاولت أن تسنده ظهره على قدر استطاعتها ..وبالفعل نجحت في ذلك لتُدخل الدواء في فمه برفق وتسقيه بالماء فيبتلعها ببطء ...بينما تريح ظهره على الفراش وتجفف جبينه الندي بالمنديل .. رويداً رويداً بدأ يسكن جسده المرتجف بشدة ..وكأنه في دنيا غير الدنيا .. ودقائق معدودة حتى بدأ في النوم العميق ...وظلت ساندرا جواره وجوار ابنتها ..تارة تقوم بارضاعها وتارة أخرى تمسح العرق عن جبينه ..بينما تتألم قليلا جراء جرح بطنها ..بينما قالت بخفوت من بين دموعها المتوسلة:-يارب نجيه واعفو عنه ..يارب ..في شقة ما ..يبدو أنها شقة من الشقق المفروشة..في مكانٍ بعيد إلى حد ما ..يخلو من الازدحام والضوضاء ..ولجت تمـارا بصحبة شادي وهي تتلفت يمينًا ويسارًا بازدراء ..بينما تقول باستهجان:-إيه المكان المقرف دا ؟, أنت عاوزني أنا تمارا الجزار أعيش هنا ؟؟أنت بتستهبل ؟؟شادي وقد تكلم في تهكم:-والله ما حد بيستهبل غيرك .. أنتِ هربانة وبتتأمري كمان ؟!-اخرس خالص يا حيوان ..هكذا قالت وهي تجلس على الأريكة واضعة قدما فوق الأخرى وتكمل بلهجة استهزاء::-أدخل واقفل الباب في بينا حساب مخلصش .. !أغلق شادي الباب واتجه ناحيتها جالسا بسخرية ..بينما يتابع:-حساب إيه ؟!-حسابك على اللي عملته يا بيبي ..أنت بتبلغ أدهم بكل حاجة ؟! آه يا خسيس !-لمي لسانك ..وبعدين مين قالك إن أنا اللي بلغته ؟!تمارا وقد وقفت بشراسة عارمة ومن ثم فاجئته بصفعة عنيفة على وجهه ..مع صراخها:-هو مين يعرف غيرك يا ندل !!!توسعت عيني شادي ورمقها بنظرة ذاهلة قبل أن ينهض ويرد لها الصفعة صفعتين !وتحتد المشاجرة بينما يسبها بأبشع الكلمات ..وتبادله هي كمن فقدت عقلها ..تركض إلى المطبخ تبحث عن سلاح تحمي به ذاتها ..فلم يمهلها الفرصة ويلتقط هو سكين حاد قبلها ..ضاقت عيناه وهو يتوعدها قائلا:-تمارا الجزار حان الوقت عشان تسافري للآخرة ..كفاية قرف بقى !واندفع نحوها بحركة مفاجئة ..غارزا السكين في بطنها ..وهامسًا في أذنيها؛-هتوحشيني ..نتقابل في جهنم ..شخصت أبصارها وانحنى جسدها بصدمة ..ضاقت أنفاسها ولم تستعب ما جرى في أقل من الثانية ...هل ستنتهي حياتها الآن ؟!هل خسرت كل شئ؟ ...كل شئ!لم يكتف شادي بطعنة واحدة فقط..بل أخرج السكين وأدخله عدة مرات بعدة طعنات ...وتعالت صرخاتها تتألم بحسرة لم تشعر بها من قبل ..انتهى!انتهى كل شيء...صمت صراخها وتوقفت أنفاسها بعد صراع في أن تخرج من جسدها .....رحلت "تمـارا الجزار" في لحظة واحدة !....بينما قام شادي بمسح بصماته عن السكين وأخفى كل شئ يمكن أن يدينه ...وتركها باصقا عليها ...وبرح المكان على الفور !بعد مرور ثلاثة أيام ..في القصر ... كان قد تعافى أدهم إلى حد ما وها هو الآن يجلس بصحبة زوجته ملك في شرفة غرفتهما .. بينما كان شادرا طوال الوقت ...حتى وإن حادثته ملك يكتفي بالرد المختصر عليها ويعود لشروده مجددا ..-ادهم؟تكلمت ملك وهي تقترب منه أكثر متابعة بعتاب:-ليه رجعت الولد لأبو تمارا ومامتها؟نظر لها أدهم وقد توهجت عيناه بحمرة غاضبة:-عشان هما أولى بعار بنتهم !ملك وقد تابعت بضعف:-بس الولد مالوش ذنب وكمان إنت اتعلقت بيه يا أدهم ..يبقى ليه تفرط فيه ؟-عشان أنا مش هربي طفل إبن حرام ..وقلبي اللي اتعلق بيه هدوس عليه ..فهمتي يا ملك؟ولم يمهلها فرصة للتحدث ثانية ..ليقول:-مش عاوز كلام في الموضوع دا تاني .. الموضوع دا اتقفل تماما ..مفهوم ؟!تنهدت بضيق وقالت:-مفهوم ..بس ممكن أنت كمان تنسى اللي حصل وتبدأ تعيش حياتك !فما كان من أدهم إلا أن قال بحدة شديدة:-مش قبل ما تمارا تظهر وأنتقم منها على اللي عملته ..!-فاخر ..أنا هموت من القلق على تمارا ،ياترى راحت فين؟كانت عبارة سهيـر القلقة للغاية على غياب ابنتها ..وكان يجلس قبالتها فاخر وهو يحمل الطفل بعد أن أحضرته له المربية الجديدة والتي ستتولى رعايته بالكامل في عدم وجوده ...ينظر لها فاخر بنظرة قاتلة وهي يقول بعصبية:-خايفة عليها؟ ..ياما ترجيتك تخافي عليها اشمعنا دلوقتي يا سهير ؟! فرحانة باللي عملته ؟! بنتك فرطت في كل حاجة ...فرطت في شرفها يا هانم وأنتي السبب ..خايفة أوي ؟فاكرة نفسك أم ؟!؟؟وضعت سهير كلتا يديها على أذنيها لا تريد أن تسمع حديثه ..لتقول بصياح:-اسكت ..اسكت حرام عليك أنا مش مستحملة ...ليقول فاخر بمرارة:-الله أعلم تمارا مصيرها إيه وهي فين دلوقتي ..حسبي الله ونعم الوكيل ..ربنا ينتقم منك يا سهير ..يارتني ما عاشرتك ولا سيبتك تربي البنات ...أنا كمان السبب عشان جبتلهم أم زيك ميهمهاش إلا نفسها ...تركته سهير وانصرفت بانهيار وهي تردد بانزعاج:-أنت إيه يا شيخ ...مابتحسش !!!!!جلست ساندرا في شرفة المنزل بعد أن نيمت صغيرتها نور ...ثلاثة أيام عجاف بعد غياب زوجها حازم ...واختفاء شقيقتها تمارا وعلمها بما فعلت ..كان الحزن مسيطرا عليها..في الأخير هي شقيقتها ..وخسارة كبيرة لها أن تكون بمثل هذه البشاعة !فات أوان كل شئ لها ..تمارا لن تعود هكذا قلبها يحدثها ...لكن عقلها كان سينفجر من شدة التفكير ....أين اختفت؟!!!!!تنهدت ساندرا بثقل ..وراحت تتذكر زوجها أيضا ...الذي عانى أشد الآلآم الأيام الماضية ..قبل يومين ...وبعد أن تناول مسكنه وشعر بصمت الآلام قليلا ..أحضرها وأخبرها بانهاك:-مش هقدر أتعالج قدامك وهنا في البيت يا ساندرا أنا لازم أدخل مصحة ..ساندرا بقلق بالغ:-مصحة ؟ بس ...-اسمعي بس يا ساندرا ..لازم أدخل دا الحل الوحيد أنا كنت داخل جمعية كبيرة وقبضتها وكنت ناوي مبلغها أتعالج بيه ..وهروح مستشفى كويسة جدا ..أنا سألت وعرفت كل حاجة ..الحكاية كلها اسبوعين تلاتة وهرجع بس هرجع نضيف بإذن واحد أحد ..هزت رأسها موافقة رغم خوفها وقلقها من هذه اللحظة ...ليتابع حازم وهو يجذبها نحوه برفق:-مش عاوزك تخافي وأنا مش موجود ..متقلقيش من أي حاجة ..الشيخ محمود وعدني إنه يخلي باله منكم لحد ما أرجع ..-طب هيكون فيه زيارات ؟-هيكون فيه ..بس بلاش تيجي يا حبيبتي.. مش عاو...وضعت يدها على فمه قائلة بحنو:-هجيلك وهكون جنبك يا حازم مينفعش مجيش ..الزيارات هتفرق كتير في نفسيتك ..أرجوك يا حازم مترفضش ...حازم متنهدا بصبر:-ماشي ....يا أغلى حاجة في حياتي ..هكذا ختم كلامه مبتسما ومغازلا ..فتعود من شرودها ودموعها تنهمر من عينيها بكثرة ...


look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 07:06 صباحاً   [33]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الثاني (بعنوان: مذاق الحب والألم) بقلم فاطمة حمدي الفصل الثامن عشر والأخيرفي ڤيلا فاخر الجزار ..تلقى فاخـر مكالمة هاتفية برقم مجهول ..فرد على الاتصال بتلهف وهو يقول:-أيوة ..مين؟فجاءه الرد من الطرف الاخر:-حضرتك أستاذ فاخر الجزار ...اللي كنت مقدم بلاغ عن اختفاء بنتك تمام ؟فاخر وهو يزدرد لعابه بصعوبة:-أيوة ..-بنت حضرتك لقيناها مقتولة في شقة مفروشة في منطقة (....) ...وقع الهاتف من يده وجحظت عيناه كمن نزلت عليه صاعقة ....ونطق اسمها والدموع انفجرت من عينيه لا اراديا:-تمارا !! ..هرولت إليه سهير في هذه اللحظة وهي تمسك كتفه وتسأله بخوف شديد:-في إيه يا فاخر ..في إيه؟؟ليدفعها فاخر بمرارة وهو يصرخ:-ابعدي عني ..بنتك مااااتت يا سهير ماتت !أطلقت سهير صرخة عالية وهي تضع يديها على وجنتيها بارتعاش ....لتقول بصدمة عارمة:-تمارا بنتي !-دلوقتي بنتك !, الله ينتقم منك ..الله ينتقم منك ..كان يبكي بكاء متواصلا بلا توقف ..صدمة كبيرة ما أشدها !ليته ما بقى على قيد الحياة ليتلقى هذه الصدمة العنيفة ..-أنتِ طالق ..طالق بالتلاتة وتحرمي عليا ليوم الدين !هكذا نطق وهو في كامل قواه العقلية.. ويكمل بمرارة:-هروح عشان أشوف البنت وأرجع ملاقيكش هنا ولا توريني وشك تاني أبدا ..أصبحت صدمة سهير اثنتين ..لتقول ببكاء مرير:-فاخر ! ..أبوس ايدك خدني معاك أشوف بنتي بس عشان خاطري يا فاخر وبعدها همشي للأبد ...راح يدفعها بعنف هاتفا:-مالكيش خاطر عندي ..انصرف على ذلك ركضا ..وهبطت هي على ركبتيها تبكي بحسرة شديدة.. لم تصدق ولم تستعب موت ابنتها !أهكذا ينقلب الحال في غمضة عين، والحيّ يصبح ميت ؟!والسعيد ..تعيس! ..الهانئ بائس !هل طلقها زوجها ؟! وستترك هذا المُلك وترحل خاسرة كل شيء؟ ....هل خسرت ابنتها ؟!!!!!هكذا كان عقلها يدور بذهول تام ....وظنت لوهلة ..أن هذا العالم ظالم ..غير منصف ..ويا ليتها تعلم أنها من ظلمت نفسها وابنتها !بعد مرور شهر من هذه الآلام الصارخة ...استطاع أدهم قليلا أن يعود للحياة ..لكنه لم يعد بكامل قواه النفسية ..كل ما حدث معه ترك ندبة كبيرة على قلبه ..لا يعلم هل سيرممها الزمان ؟أم سيعيش بقية العمر حزينًا كما هو حاله الآن ؟! ...رغبة تجتاحه في العودة لحياته وزوجته ...وتنافسها رهبة وخوف من هذه العودة ....ترى ماذا تخبئ له الأيام أيضًا ؟!كعادته كان شاردًا في الشرفة ..لفترة طويلة ...قبل أن تأتي زوجته ملك توقظه وتقول بتذمر:-يا أدهم !!!ينظر لها أدهم ويقول بهدوء:-نعم يا ملك ..اقتربت منه وقالت بدلال:-إيه بقى يا أدهم ..هو إحنا مش هنعيش طبعيين أبدا ..أنت بجد وحشتني ووحشتني ضحكتك جدا ..عشان خاطري بقى إرجع أدهم بتاع زمان ..هز أدهم رأسه موافقًا وقال بتنهيدة طويلة:-أنا كمان نفسي أرجع بس مش عارف إزاي يا ملك! أنا حاسس إني اتبهدلت واتمسح بكرامتي الأرض ..مش من دلوقتي من أيام بابا ما كان عايش وكان ماسح شخصيتي خالص وبيقودني زي ما هو عايز ..وكل حاجة هو اللي يقررها ..كرامتي اتهانت يوم ما وافقت أخلي واحدة زي تمارا على ذمتي ..كرامتي اتهانت يوم ما شيطاني وسوسلي وخلاني أقرب منها وأنا كنت مغفل مأقدرتش اكتشف إنها أصلا مش بنت وعاملة عملية ترجعها بنت وكمان حامل ! قد إيه أنا مغفل !! قدرت تضحك عليا بسهولة ..حتى لما اكتشفت إنها محملتش مني متوقعتش إنها حامل من قبل ما ألمسها أصلا !راحت ملك تربت عليه وتقول بحزن::-ربنا هيعوضك يا حبيبي ..كويس إن كل واحد أخد جزاءه وكويس إنك عرفت الحقيقة والزفت اللي اسمه شادي دا اتقبض عليه واعترف بكل حاجة..خلاص يا أدهم الكابوس اللي كنا فيه انتهى ..تعالى نركز في حياتنا وننسى اللي فات صدقني مهما تزعل مش هتعمل حاجة ..من فضلك !طال صمت أدهم ..لتردف ملك برفق:-وبعدين يا سيدي ما عاش ولا كان اللي يمسح كرامتك ..دا أنت أدهم الجزار ..أجمل الرجال على الأقل في عين مراتك حبيبتك ..نظر لها فقالت بمرح:-أيوة أنا مراتك حبيبتك ..صح ولا أنت غيرت رأيك ؟!ابتسم أدهم برفق أخيرا ..وأخذها بين ذراعيه في ضمة قوية مع قوله:-حبيبتي الأولى والأخيرة ..سامحيني يا ملك عشان يوم ما عاقبتك كنت بعاقب نفسي ..أنا آسف يا ملك ..-حبيبي يا أدهم أنا مش عاوزة حاجة من الدنيا غيرك أوعدني ترجعلي أدهم بتاع زمان ..أومأ برأسه موافقًا وأخبرها:-أوعدك...كذلك استطاعت سانـدرا أن تعود للحياة بعد دوامة حزن كبيرة على شقيقتها تمـارا، استطاعت أن تقف كما كانت صامدة لأجل ابنتها وزوجها ..زوجها ؟!كم كان مثابرًا وداعمًا لها بعد أن تعافى تمام المعافاة من السموم التي كانت تنهش في جسده ..عاد حازم إلى الحياة نظيفًا ولطيفًا ..نعم كان لطيفًا لأبعد حد معها ..شاركها حزنها وغمرها بحنانه ..تذكرت ساندرا حين قال لها بذهول:-يعني مامتك بقت في الشارع ملهاش مأوى ؟!فأخبرته باكية بضعف:-أيوة ..وبصراحة حاسة إني بتألم عشانها مهما كان هي أمي وعارفة إن بابا معذور ..بس أنا مش عارفة أعملها إيه بجد !!ليقول حازم بعد تفكير عميق:-إيه رأيك نأجر لها شقة ..تقعد فيها وأنا الحمدلله ربنا فتحها عليا في الشغل وأقدر ادفع حق الإيجار ..نظرت له ساندرا بصدمة وقالت:-بس أنت ذنبك إيه يا حازم؟!حازم وهو يمسح دموعها ويقبل وجنتها:-عشان خاطرك أعمل أي حاجة.. وعشان خاطر بنتي ...أنتي ناسية إنها جدتها برضوه ؟! صحيح هي مش بتحبني بس كله لوجه الله تعالى ..ارتمت ساندرا في حضنه بقوة وتابعت بحب بالغ:-أجمل حاجة وكل حاجة في حياتي يا حازم ..أنت أحسن راجل في الدنيا كلها يا حبيبي ..كان يربت على ظهرها ويضمها إليه بحنان ..يخبرها بهمس حنون:-مافيش أجمل منك ..فتسأله مجددا بتوتر شديد:-حازم يعني أن مش متضايق من اللي حصل وموضوع تمارا بجد ؟!تنهد حازم ومسح على شعرها برفق:-ماتفتحيش الموضوع دا سبق وقلتلك أنتِ اللي تهميني وتخصيني ...مافيش حاجة تانية تهمني ومش زعلان ..نسأل الله أن يغفر لها وبس ..ممكن بقى تفكي وكفاية حزن؟ أنا عارف إن اللي حصل كان صعب جدًا عليكي ..بس خلينا ننسى ماشي ؟فاقت ساندرا من شرودها على لمسة حانية بالطبع كانت لمسته هو ,لتلتفت إليه وتبتسم له، ثم تضع رأسها على صدره وتقص عليه كيف كان يومها:-رحت زورت ماما النهاردة وكمان بابا واتطمنت عليه .. الحمدلله بدأوا يتحسنوا عن الأول ..-طب كويس يا حبيبتي...-وتعرف عملت إيه كمان؟-إيه ؟ابتسمت وهي تدفن وجهها بين ضلوعه:-محشي ..حازم ضاحكا:-لأ بجد؟-آه والله أنا أصلا بقالي أسبوع بتدرب عليه عشان أفاجئك وغلبت طنط فوزية معايا بصراحة على ما عرفت وفهمت بس نور ورتني الويل كنت أحشي صوباع وأقعد جنبها ساعتين بس الحمدلله أنجزت قبل ما تيجي أنت من الشغل ..استكمل ضاحكا::-تسلم إيديك ..-بس يارب يعجبك ومتزعلش مني زي أيام زمان لما كنت بعملك مكرونة بشاميل طعمها أستغفر الله العظيم يعني !ضحكا معًا وهما يتذكران بداية زواجهما وكيف كان حالهما ..ثم بعد ذلك نهضت ساندرا تسكب الطعام في الصحون، وحمل حازم صغيرته ليُشبع عينيه منها ويقبلها بلهفة أب حنون ..بينما طُرق الباب فنهض حازم وهو يحمل طفلته ليفتح ..فإذا بشقيقته رغدة ...تتوتر وتزدرد ريقها بصعوبة وتتراجع بصمت ..ظنت أنها لن تجده الآن وستنعم بحضن الصغيرة نور في عدم حضوره ..استدارت ماشية ببطء لكنه أوقفها بندائه الصارم:-استني يا رغدة ..تعالي !التفتت رغدة إليه بارتباك فأفسح لها الطريق وهو يقول بنفس ذات الصرامة:-ادخلي ...لم تصدق أنه يحادثها من الأساس ..بل ويسمح لها بالدخول في حضرته ..دخلت بالفعل على استحياء ...فمنذ أن عادت تجرُ خلفها أذيال الخيبة وهو لا ينطق معها بحرف ..رغم أنه جلب لها كامل حقوقها من زوجها سابقا وطلقها منه رغم أنفه وأنف الجميع ..فعلمت حينها أنه سندها الذي ستتكئ عليه حتى وإن علش عمره كله يعاقبها ..لكنه أبدا لن يسمح لآخر أن ينهش فيها !ناولها حازم الطفلة وقال بجدية لكن ملامحه كانت لينة إلى حد كبير:-خلي نور معاكي ..على ما ساندرا تغرف الأكل وأنا هصلي العصر ...بينما انصرف حازم من أمامها وتركها تبتسم بسعادة وهي تقبل الصغيرة نور ..توجه حازم إلى المطبخ حيث توجد زوجته التي سألته:-مين اللي جه يا حازم؟فأجاب وهو يلتقط واحدة من الطعام الذي تتصاعد أبخرته ورائحته النفاذة:-رغدة ...-بجد ؟, طبعا نزلت صح ؟!حرك رأسه نافيا وهو يقول بينما يلوك الطعام بفمه:-لأ يا ساسو ..قاعدة برا مع نور ..اعملي حسابها عشان هتتغدى معانا ..ابتسمت ساندرا بحب:-يا سلام عليك يا حزوم ..بحبك أوي.قبّل رأسها بينما يخبرها بغمزة:-المحشي جامد جدا على فكرة بقيتي شيف أهو ..-شيف مرة واحدة ! طيب يا سيدي شكرا جدا جدا ..-العفو جدا جدا ..أنا داخل أصلي وجاي ..انصرف ضاحكا مثلها ..وأكملت ساندرا اعداد الطعام بحماس وهي تدعو الله أن يديم النعم والستر عليهما دائمًا ......ارتدت ميـرال ملابسها ..بعد أن أعدت حقيبتها ولملمت أغراضها عازمة على العودة إلى مسكنها ومأمنها .."علي" حبيبها الذي توسلها كثيرًا بأن تعود له لكنها كانت ترفض ولم تسمع له قط ..لم تستطع العد عنه أكثر من ذلك ..ستهرول إليه تاركة خلفها كل شيء وكل آمالُها أن يستقبلها ويحتضنها ولا يردها خائبة كما فعلت هي معه !نزلت درجات السلم حيث الردهة وحيث تجلس أسرتها ..والدتها وأدهم وملك ..اتجهت نحوهم ووضعت الحقيبة بهدوء ..لينهض أدهم ويسألها بجدية:-على فين يا ميرال وشايلة حاجتك كدا؟!-راحة لعلي ..هكذا أخبرته بدموع حبيسة ونبرة مختنقة ..لتقول والدتها بحزم:-كدا من نفسك؟ دا لسة كان من يومين بيتحايل عليكي في الموبايل ترجعي وأنتي رفضتي ..!تابعت ميرال باختناق:-عشان أنا حمارة ..ومش حاسة بالنعمة اللي ربنا إدهاني وافتريت عليه ..أنا لازم أصلح اللي عملته وأروح أعتذر لعلي وهدعي ربنا إنه يقبل اعتذاري ..تنهدت الأم قائلة:-طب كنتي كلمتيه يا حبيبتي يجي ياخدك على الأقل ..-لأ يا ماما معلش أنا حابة أنا اللي أروح ..فقال أدهم:-استني هطلع أغير وهاجي أوصلك ..رفضت ملك وهي تقول:-لأ يا أدهم ...أنا العربية هتوصلني لحد هناك من فضلك سيبني على راحتي ..كاد أدهم أن يتكلم ثانية ..لتقول ملك بهدوء:-سيبها على راحتها يا أدهم طالما العربية هتوصلها مافيش مشكلة ..تنهد أدهم وتابع بصبر:-ماشي يا ميرال ..خلي بالك من نفسك ..صافحت ميرال الجميع بدورها وانصرفت وهي تكاد تسابق الزمن في الوصول إلى "علي" ...بعد مرور نصف ساعة تقريباً .كانت قد وصلت إلى بيت والدته ...هي تعلم أنه يقيم معها منذ أن تركته ..طرقت الباب وفتحت لها السيدة سميرة ..التي ابتسمت ما إن رأتها وقالت مرحبة:-ميرال !! تعالي اتفضلي ..دخلت ميرال وعانقتها باشتياق ..ثم قالت بصدق:-وحشتيني أوي يا طنط سميرة ..أردفت سميرة بعتاب:-لو كنت وحشتك بصحيح مكنتيش بعدتي عننا كل دا !-حقك عليا كنت فاكرة إني بكدا بريح نفسي من تأنيب الضمير وبريح علي مني ..بس اكتشفت إني بقهر نفسي وبقهر علي ..أنا آسفة يا طنط سميرة..-يا حبيبتي إنتي لازم تفهمي إن ربنا بيعوض وبيرزق الجميع من فضله وأنتي بقى نصيبك الحلو من الدنيا كان جوزك تقومي ترفضي النصيب الحلو دا ؟-أنا فعلا غلطانة ..هو علي فين؟أخبرتها:-لسة في الشغل ..زمانه على وصول ..دا مش هيصدق نفسه لما يجي ....إدخلي غيري هدومك وتعالي نقعد مع بعض على ما يجي ..أومأت ميرال برأسها ودخلت الغرفة التي تنعم برائحة زوجها ..ملابسه المعلقة التي اقتربت منها واحتضنتها مستنشقة إياها باشتياق بالغ..أغمضت عينيها وابتسمت ...فيما تردد بهمس:-وحشتني يا علي..كان ماهـر ..مازال يعاقب چنا بجفاءه عليها وخصامه الذي لا يحتمل ..وكانت هي راضية وتحاول إرضاءه أيضا ...لكنه كان يرفضها دائما ..لا تعلم أهو بغضها بالفعل أم فقط يعاقبها؟أدخلها في حيرة شديدة ودوامة لا تعلم أين آخرها !حتى بعدما اعتذرت لوالدته أمامه وأصبحت معاملتها بها طيبة للغاية ..هو مُصر على موقفه منها !-ماهر !نطقت بإسمه وهو يجلس أمام التلفاز يشاهد شيء ما عليه ..فنظر لها وقال بلا اهتمام:-نعم !-طب أعمل إيه عشان أرضيك ؟, أنا حقيقي تعبت أنا فيا كل الصفات الوحشة ندمانة مافيش عندك غفران ؟!لم يرد عليها كالعادة وسيتركها تتكلم وتبكي ثم تنام متعبة ..هل أصبح قلبه قطعة من الحجر ؟! ..ألن يغفر ويعفو !!!!!اتجهت إلى غرفتها باكية بمرارة ولكن هذه المرة كانت مختلفة ...حيث أنه نهض خلفها وقبل أن تصل إلى السرير كانت بين أحضانه...نعم يعانقها أخيرا ويربت عليها ..لقد اكتفى بهذا القدر من العقاب القاسي ..وانتهى وقت الجفاء ..ليعود ماهر الحنون ...وسألته من بين دموعها:-سامحتني ؟هز رأسه ومسح دموعها قائلاً::-أيوة ..وبحبك ..ابتسمت بود ومسحت دموعها بهدوء وهي تقول بارتياح:-أوعدك عمري ما هرجع زي ما كنت ..هكون إنسانة تانية تماما ..-وأنا متأكد من كدا يا چنا ..صمتت قليلاً قبيل أن تقول:-ممكن أروح أزور ماما النهاردة .. حابة أصالحها ممكن؟-طبعا ممكن .....عاد علي إلى المنزل بعد مرور الوقت ..وجلس مع والدته على الأريكة وهو يقول لها بهدوء:-سلام عليكم يا ماما ..-عليكم السلام يا حبيبي ..اتأخرت ليه كدا النهاردة؟أجابها:-كان عندي شغل كتير ..-طيب يا علي قوم غير هدومك على ما أحضر الأكل يا حبيبي..-ماشي يا ماما ..نهض ما إن أنهى جملته متجهًا نحو الغرفة ..فضحكت الأم بخفوت وهي تذهب إلى المطبخ ..دخل علي إلى الغرفة وصُدم ..عندما وجد ميرال تجلس على الفراش وتبتسم له بصمت ..ازدرد ريقه وتسارعت أنفاسه ودقات قلبه ،لم يحرك ساكنا وبقى كما هو ينظر لها بصمت وكذلك هي ..لكنها بادرت ونهضت مقتربة منه ..قالت وهي تقترب منه للغاية حتى التصقت به:-أنا آسفة ..وعلى عكس توقعها ...استدار علي بجسده قائلا بجدية صارمة:-جيتي ليه ؟!له الحق في هذا الغضب وهي تعلم ...لذا احتضنت ظهره وهي تهمس بحب:-أنا عارفة إني زودتها أوي يا علي ...بس أنا جيتلك مسلمة وبقولك إني كنت غلطانة أوي وبتمنى تسامحني يا حبيبي ...أغمض عينيه متماسكا ومغالبا شعوره نحوها الآن ...لتتابع ميرال بإصرار:-مستعدة أعيش خدامة تحت رجلك حتى يا علي ،سامحني عشان خاطري ..عندئذ التفت لها وعانقها بقوة ..اعتصر جسدها بين ذراعيه ،يرفعها عن الأرض بتلهف ويدور بها عدة مرات فتضحك عاليا ..يتوقف قليلا وينظر لها قائلا بعتاب:-ماتقوليش أعيش خدامة دي تاني عمرك ولا هتكوني كدا يا رخمة ..يا غلسة ..يا مجنناني ..بحبـــك !-بموت فيك والله ..فقال بعتاب بعد جملتها هذه:-اه بأمارة المدة دي كلها اللي بعدتيها عني صح ؟!-بجد يا علي أنا آسفة جدا معلش عيلة صغيرة بقى وغلطت !؛-فعلا ولولا إنك عيلة صغيرة مكنتش سكتلك أصلا !قهقهت ضاحكة بينما تقول من بين ضحكاتها:-عمري ما هبعد عنك أبدًا تاني أبدا يا علي ..أنزلها على قدميها واحتضن وجهها بين كفيه متابعا بتنهيدة حارة:-هونت عليكي تحرميني منك كل دا ؟, مش عارف أعمل فيكي إيه بس !!-خلاص بقى يا علي عشان خاطري..سمعا معا صوت يأتي من الخارج وبالتحديد صوت چنا ووالدته ..تسمرت ميرال مكانها وهي تقول بضيق:-دا صوت چنا !-أيوة ..بعد قليل...چنا بنبرة نادمة:-أنا جيت النهاردة عشان أخلص ضميري من ربنا وأتمنى يا ماما إنك تسامحيني وعلي وميرال .. أنا بجد ندمانه جدا على اللي عملته وعمري ما هأذي حد تاني ..ثم نظرت إلى ميرال وقالت:-حقك عليا يا ميرال أنا مهما قلت عارفة إنك هتفضلي زعلانة مني ..فما كان من ميرال إلا أن نهضت إلى الغرفة فقد ذكرتها بيومِ ذبحتها فيه ...ضمت چنا شفتيها معا بضيق وترقرقت العبرات في عينيها عندما قالت:-أنا آسفة يا علي ..أرجوك تسامحني ..-خلاص يا چنا ! حصل خير ..ميرال شوية وهتهدى وكله هيكون تمام ..وربتت الأم على كتفها وقالت بابتسامة:-ربنا يهديكي يابنتي ويصلح حالك دايما ...نهض علي بعد ذلك إلى الغرفة حيث كانت تبكي ميرال ...جلس جوارها وحاوط كتفيها بذراعه، فقالت على الفور من بين دموعها:-سامحني يا علي أنا مش هقدر أسامحها متزعلش مني ..-طب اهدي بس ..ماحدش هيجبرك تسامحيها يا حبيبتي..-هي أذتني وهدت أكتر حلم كان نفسي يتحقق يا علي مش قادرة أسامح !-الحلم هيتحقق ..ربنا كبير وهيرزقنا ...وساعتها هتسامحي أنا متأكد ..!-كنت دايمًا أسأل نفسي ...يعني إيه هوى ؟ولما شوفتك قلبي هو اللي عرفني يعني إيه هوى ! لأن قلبي كان بيهوى دايما ملك ..ملك وبس ..ورغم كل الألم في علاقتنا ..كان بينا حب ! وحب كبير بيزيد مع كل يوم ..لأ مع كل ساعة ..هكذا أمطر عليها هذه الكلمات وهو يصاحبها في وقفته داخل الشرفة وتحت أضواء القمر الساحرة ..تميل ملك برأسها على كتفه وتخبره أيضاً:-لو فتحت قلبي مش هتلاقي غير حبك ..سبحان الله رغم كل اللي حصل يا أدهم ورغم المشاكل والوجع عمر مكانتك ما اتهزت في قلبي ...كنت عارفة إن أي تصرف منك مش منك برضوه يعني مش في وعيك مش راضي مش عاوز بس ساعات الدنيا لما بتقسى علينا بتخلينا نعمل حاجات عمرنا ما كنا نتخيل إننا نعملها ..إحنا الاتنين غلطنا يا أدهم وأخدنا جزاءنا بتمنى اللي جاي يكون خير من ربنا ويرزقنا فيه ذرية صالحة تربطنا ببعض أكتر وتملى حياتنا بهجة وسعادة ..-وأنا بتمنى عمري لو فيه بقية أعيشها جنبك وبس ...وراضي بكل حاجة تحصل طالما أنتِ موجودة ...وختم كلامه بكلمة نابعة من الفؤاد:-بحبك يا ملك وعمري ما حبيت غيرك..أضافت مكملة هي الأخرى لتُخبره:-وأنا قلبي مافهوش إلا "أدهم الجزار"...تسير الحياة رغم مذاق الألم ...طالما كان الحُب يسكن قلوبنا ..وقلوبنا لا تهوى إلا الذي يهوانا...تمتنهاية الروايةأرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
شاب روسي يهوى التصوير في الأماكن الخطرة جداً!! Moha
0 236 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، يهوى ، القلب ،










الساعة الآن 04:35 PM