logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 11 < 1 3 4 5 6 7 8 9 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية إبن الخادمة وسليلة
  05-04-2022 05:07 صباحاً   [16]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع عشر

ركضت أميرة إلي غرفتها وهي تبكي بشدة ثم ألقت بجسدها علي الفراش دافنة وجهها في الوسادة، بينما دلفت أمل خلفها وهي تقول بجدية: والله يا أميرة إلي بتعمليه ده غلط جدا إزاي مصممة تتجوزي إبن الخدامه.

رفعت أميرة وجهها وقالت من بين دموعها: غلط ليه يا أمل غلط ليه هو كل تفكيركم أنه ابن خدامة، مبصتوش أنه مدرس محترم وبيربي أجيال ومبصتوش أنه محترم مكافح بيشقي وينحت في الصخر ولا هو لازم يكون بيه من البهوات وليه مركز أو دكتور
أمل متنهدة: ياحبيبتي مش هتقدري تعيش في مستواه شوفي نفسك عايشه إزاي دلوقتي وهو عايش إزاي أكيد مش هتعرفي وبعدين أنتي ايه عرفك أنه يكون كويس أنتي بتحكمي عليه من بره ليه؟

أميرة: الجواب بيبان من عنوانه يا أمل وإشمعني أنتوا بتحكموا عليه من بره لمجرد أن أمه كانت بتشتغل عند عمي سعيد؟!
أمل بنفاذ صبر: أميرة فكري بعقلك شوية بلاش تفكري بقلبك وإعقلي
أميرة بحزم: أنا حرة في حياتي يا أمل
لوت أمل فمها وهي تقول بتهكم: الي بيشيل قربه مخرومة بتخر علي دماغه.

ثم تركتها وتحركت بعيدا فرن هاتفها فنظرت إلي الشاشة وجدته زوجها، إرتبكت قليلا عندما رأت إسمه يضئ بالشاشة، فأجابت عليه وهي تدلف إلي الشرفة وتقول بصوت جاد: أيوه
تحدث عمر وقال هامساً: وحشتيني
لأول مرة قلبها يخفق وكأن كلمته إخترقت قلبها لتجعله ينبض بالحب ولكنها تكابر كعادتها وأخفت إرتباكها في ثوان وقالت: طيب
رفع حاجبه وهو يقول بغيظ: طيب في عينك هو أنتي مش هتبلي ريقي بكلمة حلوة أبدا!

تنهدت أمل قائلة بلا مبالاه: والله أنا كده إذا كان عاجبك مبحبش المياصة والهبل ده
صر عمر علي أسنانه وهو يقول: هبل! طيب لما أشوفك
أمل بتحدي: يعني هتعمل إيه؟ أنا مبخافش علي فكرة وأوعي تفتكر نفسك حاجة!
عمر بهدوء عكس ما بداخله: مممم مبتخافيش مني يعني يعني
أمل بتأكيد: طبعا
ضيق عمر عينيه وقال بتوعد: هتتعاقبي زي إمبارح فاكره ولا لاء.

توردت وجنتيها خجلا وأصبح وجهها كثمرة التفاح، بينما تابع عمر بتسلية: أحبك وأنت مكسوف
تنحنحت أمل بحرج وقالت: آآ لاء أنا مش مكسوفة وبعدين إحترم نفسك عشان كده أنت قليل الأدب ومش محترم أصلا
صُدم عمر حين تلقي منها هذه الجملة! فلقد حقا بالفعل أخطأت هذه المرة فقال بجدية وعصبية تامة: أنا مش محترم، اظاهر كده يا أمل فعلا إني إتساهلت معاكي وأخدتك عليا أكتر من اللازم.

شعرت أمل بالندم وإبتلعت ريقها بتوتر وكادت أن تتحدث ولكنها تفاجئت أنه أغلق الخط، فشعرت بالحزن أنه لم يهينها في أي مرة ولكنها تعدت حدودها هذه المرة، فعاتبت نفسها وهي تقول:
تؤ ما هو السبب وهو الي بيعصبني، لا بس أنا مكنش ينفع أقوله كده وبعدين هو ليه قفش كده مرة واحدة عموما هو حر بقي، لا ماهو أنا لايمكن هعتذر منه!

ظلت شاردة وإستندت بمرفقها علي حافة السور، وهي تعاتب نفسها داخلياً، حتي شعرت بذراعين قويتين تحيطها من الخلف، شهقت بفزع، وإلتفتت لتجد نفسها في أحضان عمر ووجهه عابس بشدة، حالة من الصدمة سيطرت عليها غير مستوعبة أنه هو بالفعل أمامها، خرج صوتها بتوتر شديد وهي تقول بشفتين مرتعشتين: آآ أنت أنت آآ
قاطعها عمر بصرامة وهو ناظراً إلي عينيها: إعتذري
فغرت شفاها، ورمشت بعينيها وهي تقول: هاا.

عمر مكرراً وهو يتأمل هيئتها المصدومة: إعتذري دلوقتي حالا يا أمل وإلا والله العظيم هعاقبك عقاب أشد من الي فات
أخذ صدرها يعلو ويهبط بخوف واضح وإرتباك من قربه الشديد، فخرج صوتها مرة ثانية منخفضاً للغاية: طب أنت جيت إزاي مش كنت لسه بتكلمني ف...
قاطعها مرة أخري وهو يمسك طرف ذقنها بعنف: ميخصكيش جيت إزاي أخر مرة هقولها وبعد كده متلوميش إلا نفسك، إعتذري يا أمل علي الي عملتيه.

أومأت أمل برأسها وكأنها طفل صغير يخشي العقاب وقالت بصوت متقطع: آآ أن أنا أنا، قالتها سريعا وهي مطرقه رأسها: أنا آسفة!
شعر عمر بالإنتصار ولكنه لم يكتفي بهذه الكلمة فقال وهو يملس علي وجنتها: حاف كده
إستمدت قوتها من جديد ورفعت بصرها إليه قائلة: حاف إزاي؟
رفع حاجبه وقال بتصميم: يعني حبيبي قلبي روحي كده يعني
دفعته أمل في صدره وقالت بحدة: ده بعينك أصلا
أمسك ذراعها وهو يقول بمراوغة: هعاقبك.

أمل بغضب طفولي: والله هقول لماما أنا بقولك أهو
تركها عمر وقال بجدية: طيب عشان خاطر ماما بس سماح المرادي لكن قسما بالله يا أمل هتقلي أدبك تاني هعرف أربيكي إزاي
كادت أن تتحدث ولكنه وضع يده علي فمها، وقال رافعا حاجبه: ولا كلمة زيادة يلا إتفضلي إلبسي عشان هنخرج
أزاحت أمل يده وقالت بتساؤول: هنخرج فين؟

عمر متنهدا: أمي عزماكي علي الغدا وكمان هفسحك شوية وأمري لله مع إنك متساهليش ولسانك طويل ثم تابع مازحاً: بس بموت فيكي أعمل إيه
لا تعرف أمل لماذا شعرت بالفرحة من حديثه ولكنها قالت بمشاكسة: مش عاوزة أخرج معاك
عمر بلا مبالاه: هتخرجي ورجلك فوق رقبتك أنا إستأذنت والدتك وكله تمام يلا يا حلوة خشي إلبسي
زفرت أمل بضيق وقالت: يوووه هو بالعافيه ولا إيه
عمر بلهجة آمرة: يلااااا.

دبت أمل علي الأرض بقدمها وتحركت من أمامه فضحك عمر عاليا بإنتصار وحدث نفسه : إن ما ربيتك يا أمل مبقاش أنا الدكتور عمر.

رن هاتف إيمان فأجابت عليه قائلة بضيق: نعم
تحدث مصطفي قائلا بهدوء: عاملة إيه يا إيمان
إيمان بحدة: الحمدلله
مصطفي بتوسل: ايمان عشان خاطري إرجعي بقي بجد مش قادر أعيش من غيرك البيت وحش أوي
إيمان بتصميم: مش هرجع يا مصطفي أنا مرتاحة مع إخواتي هنا، أنا مش هستحمل أعيش معاك دلوقتي بعد ما مديت إيدك عليا
مصطفي برجاء: أوعدك مش هتكرر تاني يا إيمان وإن كان علي علا همشيها من عندي بس إنتي إرجعي.

إيمان بسخرية: اه تمشيها وبعدين وتجيبها تاني أنت فاكرني مغفلة يا دكتور أنا خلاص مبقاش عندي ثقه فيك
مصطفي بصدمة: أنا يا ايمان! أنا في نظرك كده
إيمان بتأكيد: ايوه أنا خلاص مبقاش عندي ثقه فيك ومش هأمنلك تاني
مصطفي بحزن شديد: أنا هسيبك لحد ما تهدي يا ايمان وبعدين نتكلم، مع السلامه ثم أغلق الخط وهو يتنهد بحزن وإرهاق ونهض يبدل ملابسه حتي يذهب إلي العيادة مره أخري بعد أن جاء ليرتاح قليلاً.

دلفت الصغيرة سلمي إلي غرفة سالم وأخذت تقلب في أشيائه وتلعب بهم بينما دلف سالم وصاح قائلا: أنتي يا بت أنتي بتلعبي في حاجتي ليه
زمجرت الصغيرة بغضب طفولي وقالت: أنا بلعب هناك في حاجة بابي أنت مالك أنت
إقترب سالم وجذبها من ملابسها بعنف وألقها أرضا لتصرخ باكيه بصوت عالٍ, فهرولت إيمان إليها وجثت علي ركبتيها وهي تقول بلهفة: سلمي حبيبتي إيه الي وقعك معلش حبيبتي مش قولت تاخدي بالك.

سلمي من بين دموعها: سالم زقني ووقعني يا ماما
نظرت إيمان إليه بغضب وقالت: أنت بتزقها ليه يا سالم عيب عليك يا شحط أنت!
سالم بلا مبالاه: ولو جت جنبك حاجتي تاني هضربها ولو مش عاجبكم أمشوا من هنا
دلفت نجيه علي جملة ولدها لتصيح قائلة: أنت إتجننت يا واد يا سالم يا قليل الأدب.

إيمان بغضب شديد: سامعه يا ماما قلة أدبه فعلا أنا غلطانة إني جيت قعدت معاكم أنا هرجع أعيش مع مصطفي مهما كان أرحم من هنا أنت بقيت لا تطاق يا سالم يلا يا سلمي يلا هنرجع لبابي
قفزت الصغيرة بمرح، وإتبعت والدتها بينما تحدثت نجية بغضب جلي: أنت واد معندكش ريحة الدم مش كفاية دخلت دبلوم يا فاشل ومجبتش مجموع كمان ليك عين تتكلم إخص عليك إخص.

ثم تركته وتوجهت إلى الخارج بينما جلس سالم وأخرج من جيبه سيجارة بعد أن أغلق الباب خلف والدته جيدا وجلس يدخنها دون علم والدته بلا مبالاه...

إستقل عمر سيارته، وجلست أمل جواره وإنطلق بها حيث منزله، فتحدثت أمل بتساؤل وجدية: ممكن تعرفني أنت جيت إزاي بالسرعة دي؟!
نظر عمر لها بطرف عينه وقال مازحاً: قدرات
لوت فمها بتهكم وقالت: ياريت لما أتكلم بجد متهزرش
أمسك عمر كف يدها وهو يقول بهدوء: براحتي
سريعاً ما خفق قلبها بشدة أثر لمسته وأشاحت بوجهها بعيدا عنه، فيما قال عمر ضاحكا:.

طيب أنا هقولك يا ستي، أنا أصلا كنت جايلك في الطريق بس أنتي مش ادتيني فرصة أقولك أي حاجه وخدتيني علي مشمي
رفعت أمل حاجبيها وقالت: مشمي!
عمر ضاحكا: اه أنا دكتور بس إبن بلد وأعجبك أوي يعني
إرتسمت إبتسامة صغيرة علي محياها وأدارت وجهها كي لا يلاحظ ولقد ظهرت بشاير الحب عليها...

بعد مرور وقت طويل، في عيادة الدكتور مصطفي، وخلو العيادة من المرضي، قام ليغسل يديه في المرحاض الملحق بغرفة الكشف، ومن ثم قام بتنشيفها وهو شارداً بذهنه في زوجته الغاضبة منه، وقد الوصل الغضب بداخله للقمة، ما إن دلف الغرفة حتي وجد علا أمامه وتقترب منه رويداً رويداً، فتحدث بجدية وهو يقول: في حاجة يا علا؟

أولته ظهرها وتقدمت نحو سرير الكشف ثم تمددت عليه وهي تتصنع التعب، فتوجه إليها دون أن يتفوه، فنظرت له وهي تقول بهمسٍ: لو سمحت يا دكتور أنا تعبانة، تعبانة أوي، ثم نهضت مقتربة منه حد التلامس، ودون مقدمات عانقته وهي تقول بتوسل: أنا بحبك، بحبك وبموت فيك يا دكتور وهعيش خدامة تحت رجليك أرجوك حس بيا بقي، ...
كاد أن يتحدث ولكنها قاطعته بقبلة قوية مفاجئة قاصدة أن تزرع فيه الرغبة تجاهها، وعانقتهُ.

عانقته علا بقوه وظلت تقبله بقوه أشد فلم يقاومها مصطفي أبداً وبدأ في تجاوبه معها، يبادلها القبلات ونسيّ، نسيّ كل شئ وغاب معها لبحرٍ لا قرار له، نسي فيه زوجته وإبنته حتي إنه نسي ذاته، إستطاعت علا أن تغريه بأنوثتها، وتجعله ينسي كل شئ في هذه اللحظه وبعد وقت ليس بالقليل، أصبحت علا عاريه، لا يُغطيها سوي أضلاعه، وفجأه هبت جالسه لتصرخ وتبكي بهستيريه:
أنا ضعت ضعت أنت ضيعتني!

ذهول، حالة من الذهول والإندهاش تتملك مصطفي، هل هو الذي فعل ذلك، هل هو الذي خان زوجته حالا هل هو الذي إستسلم لتلك الرخيصه الوقحه التي فعلت كل شئ كي تكسبه وزوجته تخسره..!
مع الأسف هو، هو الذي خان في لحظة ضعف منهُ، وفعل ما لا يحمد عُقباه...

إنسابت الدموع من عينيه لا يعرف لما يبكي، هو يشعر فقط وكأن خنجر طعن قلبه صورة زوجتهُ فقط هي التي تتردد أمام عينيه يعلم أنه فعل خطأ وخطأ كبير من الممكن لا يوجد إصلاح له، خان بل والأسوء أنه زني..!
آفاق من شروده علي صوت علا وهي تصرخ فيه وتضربه في صدره وهي تقول ببكاء خادع: أنت دمرتني إيه الي أنت عملته ده.

نظر لها بإستحقار وأبعدها عنه وشرع في إرتداء ملابسه، وهو يقول بغضب جلي: أنا الي عملت منك لله يا شيخه منك لله ربنا ينتقم منك...
علا وقد إرتدت ملابسها هي الأخري: أنا هتفضح أرجوك أستر عليا
إبتلع مصطفي ريقه بمرارة ثم قال: أستر عليكي إزاي
علا بمكر وهي تكفف دموعها: تتجوزني!
وقف مصدوماً ها هو الآن مجبراً علي فعل ذلك..
مصطفي بصوت مهزوز: هتجوزك
علا وقد إقتربت منه: إمتي؟
مصطفي بضعف وإستسلام: دلوقتي يلا ع المأذون!

إبتسمت علا بإنتصار وسارت معه فلقد نالت مرادها ووضعت قدمها علي أول الطريق، ولكن إستوقفها مصطفي وهو يقول: وأهلك أنتي هتقوللهم ايه؟
علا بلا مبالاه: عادي ميقدروش يتكلموا
مصطفي بذهول: يعني ايه؟
علا متنهده: يعني أنا بصرف عليهم وهما ملهمش عندي غير كده أنا أبويا راجل سُكري بتاع كوبايه ولا دريان بالدنيا وأمي في الطراوه يعني عادي يا دوك متقلقش
أومأ مصطفي برأسه قائلا: أنعم وأكرم!

أمسكت علا يده وسارت معه متجهان إلي المأذون...



look/images/icons/i1.gif رواية إبن الخادمة وسليلة
  05-04-2022 05:12 صباحاً   [17]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن عشر

غصبت ايمان اشد الغضب مما فعله سالم بصغيرتها التي لم تعتاد من والدها الا الدلال والحنان
فجذبتها من يدها وقالت يلا يا حبيبتي هنروح وحملت حقيبتها وهمت بالانصراف من البيت
حاولت كلا من والدتها واميره منعها من الخروج من البيت بهذا الشكل المؤلم فهي تبكي بكاء آ حارا
وقالت نجيه. بحنان، كده يا ايمان هتعملي عقلك بعقل سالم.

ايمان باكيه، سالم ضرب سلمي ال عمرنا ما مدينا ايدينا عليها وكمان يطردني ويقول مش عاجبك روحي بيتك امال يا ماما لما يكبر شويه هيعمل ايه
لا دي نار مصطفي ولا جنه فيها سالم انا ال غلطت اني مروحتش معاه
نجيه باصرار، لأ يا بنتي متمشيش زعلانه
ايمان بتصميم، معلهش يا ماما انا همشي يعني همشي عن اذنك
ثم خرجت مسرعه الي موقف السيارات
لتركب السياره المتجهه الي المنصوره
جلست بجوار الشباك وسلمي بجوارها.

واخذت تسترجع ما فعله سالم وتبكي حزنا علي والدها الذي كان يفرح اذا ذهبت لزيارته ويدلل سلمي كثيرا
شعرت بالارهاق فأغمضت عينها قليلا الي ان وصلت السياره الي المنصوره
استقلت تاكسي ليقلها الي عنوان شقتها.

وصعدت العماره التي تسكن فيها لتصعد السلم ثم تفتح الباب بالمفتاح وتدلف هي وسلمي الي الداخل لتفاجئ بفوضي عارمه تملأ المكان وملابس زوجها ملقاه علي الكراسي باهمال وفي المطبخ وجدت اطباق بها طعام فاسد فقالت لابنتها شوفي يا سولي الشقه مش نظيفه ازاي
سلمي ببراءه، دي مقرفه يا مامي بس احسن من عند سالم الوحش
ايمان بتودد، حبيبتي يا سوسو ماتقوليش لبابي يا عمري علشان ميزعلش
سلمي بطفوله، حاضر يا مامي.

ايمان بملل، يلا يا سولي ساعديني بقي ننضف الشقه علشان نفاجئ بابي لما ييجي.

اخذ مصطفي علا معه بالسياره للذهاب الي اقرب ما ذون
لم يكن مصطفي سعيدا بذلك بل كان يشعر انه ورط نفسه مع علا ولانه شعر بالندم على ما فعل فهو اراد ان يصحح ذلك الخطأ ولكن للاسف بخطأ أكبر منه
جال بخاطره زوجته وابنته انه يحب ايمان بل يعشقها وعلا مجرد نذوه عابره، لحظة ضعف، سقط في الخطيئه امام اغواء علا
وخطتها الشريره.

افاق من شروده علي صوت علا التي تكاد تطير من شدة الفرحه ها هي بلغت مرادها وستصير زوجة طبيب مشهور بدلا من كونها مجرد عامله
قالت بدلال، االنهارده اسعد يوم في حياتي
مصطفي، وانا حاسس ان حياتي بتنتهي
علا تتصنع الغضب، تؤ تؤ تؤ كده ازعل منك
مصطفي بغلظه، انا صحيح غلطت بس انتي السبب يا ريتني ما عرفتك يا علا
علا غاضبه، دا كلام واحد يقوله لمراته ال رايح يكتب عليها.

وقف بالسياره، وقال انزلي الماذون هنا واشار الي لافته اعلي بنايه
نزلت علا وتركته ليصف سيارته ثم يتبعها
الي شقة المأذون ويطلب منه عقد قرانهم
الماذون بتساؤل، معاكم شهود
مصطفي بضيق. لأ
المأ ذون، طب هنادي لك البواب وابنه وابقي راضيهم
مصطفي بنفاذ صبر، حاضر بس خلصني
وبالفعل تم عقد قرانهم وانصرفو
قال لعلا، فين بيتك اوصلك
علا بسعاده، خد يمينك وهوصفلك الحاره
مصطفي يتمتم، حاره
علا، اه حاره عندك مانع.

صمت مصطفي وسار كما اشارت له وقال انزلي يلا
ترجلت علا من السياره وقالت طب ماتيجي
تتعرف علي امي وابويا
مصطفي بحده، انتي هتسوقي فيها ولا ايه انا لولا خوفي من ربنا ورعبي من ال حصل مستحيل كنت اقبل اتجوزك يا علا فاهمه واعرفي ان اسبوعين واديكي قرشين
واطلقك علشان متقوليش اعرف ابويه ولا امي
ابتسمت علا ببرود وقالت، هنشوف
يلا مع السلامه يا حبيبي.

وصل عمر الي المنصوره بصحبة زوجته
وقال، لها، احنا نروح الاول ناكل اكل ام عمر واوريكي شقتنا وبعدين اخرجك افسحك علي الله يطمر
ابتسمت امل ولم ترد عليه
وقف بالسياره ام بيته المكون من ثلاث طوابق ودور اخير عليه برجوله جميله وزهور يهتم بها والد عمر
صعد وامل تتبعه الي الدور الثاني حيث شقة والدته
وفتح الباب بمفتاحه وقال، اهلا وسهلا بزوجتي العزيزه في بيتنا المتواضع.

اقبلت فاطمه ترحب بامل كذلك فعل زوجها وشعرت امل بخجل لانها المره الاولي التي تزور عائلة زوجها
قالت فاطمه، دا اسعد يوم في حياتي يا امل، وعروسة ابني الحلوه عندي
وكزها عمر في زراعها وقال. قولي حاجه
امل بخجل، شكرا يا طنط انتي وعمو ربنا يبارك. فيكم.

اعدت فاطمه اصناف الطعام الذيذه والمميزه كورق العنب و المكرونه واللحم المحمر ودجاج مشوي واخر بانيه كذلك اعدت الملوخيه التي يعشقها عمر، جلس الجميع في سعاده ولكن اكثرهم فرحا كان عمر لانه اليوم الاول الذي تدخل فيه زوجته لبيتهم
اكلت امل قليلا ثم قالت، الحمد لله شبعت
لكن كلامنهم حمل بعض الطعام واخذ يحلف عليها ان تاكله الي ان صاحت
خلااااااص معتش اقدر يا طنط.

انتهي الجميع من تناول الغذاء وحاولت امل ان تساعد حماتها التي اعترضت وقالت
روحي اقعدي مع عمر في البلكونه عمك عز هيساعدني. ونجيب الشاي ونجيلكم
شدها عمر من يدها وقال يلااااا
نظرت فاطمه بسعاده الي زوجها وقالت، ما شاء الله الاتنين حلوين قوي امال ايه المثل دا ال بيقول المخده متشلش اتنين حلوين
ضحك عز الدين، من امثال زوجته وقال
اكيد واحد مراته وحشه ال قاله.

في البلكونه جلس عمر وامل علي كراسي خوص كبيره وامامهم منضده من نفس الخوص اعدت بشكل جميل والوان زاهيه
جلسو متقابلين
ظلت امل، صامته الي ان قال عمر بابتسامه، منوره يا املي
. امل بخجل، شكرا
عمر يمازحها ضاحكا، شكرا ايه دا بدال ما تقولي دا نورك يا عمري
نظرت له ولم تتحدث فقال
طب بلاش كلاااام ما فيش حاجة كده علي ما قسم
امل بابتسامه، حاجه في عينك
عمر غامزا، لأ بس بقينا بنضحك اهو ومبسوطين.

يلا قومي اطلعك تتفرحي علي شقتنا علشان انزل افسحك
صعدو لشقتهم في الدور الثالث شقه جميله ومنظمه قال عمر
اهو يا املي شوية عفش بس ونعمل الدخله ونهيص
امل بجديه، والكليه يا ذكي
عمر بغيظ، بلا كليه بلا مدرسه خلينا نتجوز ونجيب لينا عيلين نربيهم
امل، تؤ طبعا انالازم ابقي معيده زيك
عمر يدعي الجديه، زيي لأ طبعاً لازم تتعاقبي
امل ببراءه، بس انا مغلطتش.

عمر بابتسامه يجذبها اليه وهو يقول وانا اعمل ايه ما انتي مش راضيه تغلطي وانا لازم اعاقبك
ثم قبلها قبله طويله وعندما تركها ترنحت فجذبها مره اخري الي احضانه وقال لاهثآ..؟ بتحبيني
لم ترد فرفع وجهها وقال، جاوبي
امل بضعف، انا معرفش اقول الكلام ده
عمر، لازم اعرف
امل بتردد، انا، انا بفرح لما اشوفك وبتضايق لما تزعل مني
عمر، وايه كمان
امل، و، و، وساعات لما تغيب بتوحشني
عمر بسعاده، بس تبقي بتحبيني يا هبله.

امل بغيظ، متقولش هبله
جذبها عمر من يدها وقال، يلااااا
امل بتساؤل، علي فين
عمر هنخرج
نزلو السلم بسرعه
نادت فاطمه، يا ولاد رايحين فين الشاي والكيك جاهزين
عمر وهو ينزل السلم، لأ خلاص احنا نزلنا
اخذها الي النادي، وطلب لها عصير طازج
ثم الي الملا هي، وصمم ان تركب الارجوحه ويدفعها هو برفق، شعرت امل بالسعاده والبهجه.

ان عمر شخصية جذابه ومرحه جعلها تري الدنيا بعينيه وربما لاول تعلم معني النزهه لقد ملأ عليها عمر الحياة وجعلها تشعر بالاهتمام، الاهتمام الذي تتمناه كل انثي وتشتاق اليه فها هو رجلها الاوحد يحتويها ويحنو عليها بل ويدللها فكرت امل في نفسها، ان من يفعل ذلك مع زوجته لن يحزن ابنته بتفضيل شقيقها عليها.

قالت امل، يلا يا عمر روحني لماما قايله متتاخريش
عمر بتفهم، طيب اوكي، لكنه وقف امام محل ازياء نسائية شهير وابتاع لها فستان جميل وحقيبه جلديه فاخره
حملتهم امل بسعاده ثم استعدو ليعيدها الي بيتها
صعدا السياره وجذبها لتضع راسها علي كتفه لتغمض عيناها تحاول ان تخفي مشاعرها الوليده لعمر الذي شعرت بكرمه وحنانه
وعند بيتها نزلت من السياره وقالت. انزل يا عمر تعالي ادخل معايا شويه.

فاجابها بابتسامه، لأ الوقت اتاخر انا همشي وادر السياره لينصرف فنادته
عمر
نظر اليها فقالت بحنان، خلي بالك من نفسك
عمر بسعاده بعد ان انصرفت، بدأتي تنطقي يا املي.

جلست اميره وحدها بالحديقه فإيمان ذهبت الي منزلها وامل اصطحبها عمر في نزهه
اخذت تقرأ روايه ولكنها رغما عنها شعرت بعدم تركيز وملل
فقامت لتدخل الي امها التي كانت تقف مع سمره بالمطبخ وقالت
ماما لو سمحتي ممكن اروح لنجمه اقعد معاها شويه
نجيه بجديه، مالوش لزوم يا اميره
اميره باستعطاف، علشان خاطري يا ماما نص ساعة ومش هغيب اشمعنا هيه مامتها بتسيبها تجيني.

نجيه بنفاذ صبر، عارفاكي لحوحه وال في دماغك لازم تعمليه مش هتبطلي زن روحي بس خدي سالم يوصلك
اميره بغضب، يا ماما انا ماشيه طفشانه من سالم تقوليلي خديه معاكي سالم دا قليل الادب خلي ايمان تمشي معيطه وبعدين الحيوان ده يضرب سلمي ليه ويطرد مامتها من بيت ابوها امال لو بيته بقي كان عمل فينا ايه
ابتلعت نجيه ريقها خوفا من بناتها ان علمن بالامر وقالت وهي تشير بيدها
روحي يا بنتي روحي.

ارتدت اميره فستان رقيق وحجابها الفضفاض الذي زادها جمالا
وانصرفت
مشت ببطئ وهي شارده الي ان اقتربت من بيت نجمه
فوجئت حينما وجدت وجهها في وجه عاصم الذي كان يسير بالطريق المقابل
ارتبكت من تلك المفاجأه وشعرت ان كيانها يهتز
كذلك عاصم لقد ذهل حينما رآ ها امامه، حاول تجاهلها والمضي في طريقه لكنه لم يستطع ان يفعل ذلك
فقال بصوت اجش، ازيك يا اميره
اميره بارتباك، ازيك يا مستر عاصم.

عاصم بحده، مبروك لخطوبتك من ابن عمك قالي انك بتحبيه وفرحانه بيه
اميره بغضب طفولي، الكداب اقسم بالله ما حصل دا اتقدم لي وقلت له مستحيل يحصل لاني بحبه زي سالم
عاصم بتساؤل، سالم مين
اميره بتاكيد، اخويا
عاصم مستفهما، امال رفضتيني ليه
اميره ببراءه، والله مارفضتك بالعكس
ثم ادركت ما قالت فقالت، عن اذنك يا مستر وانصرفت مسرعه.

بعد ان انصرفت استدار عاصم لينظر اليها ويقول، بالعكس يعني موافقه وابتسم ابتسامه جميله فقد شعر بالراحه
وكانت تلك المقابله الغير مقصوده سببا لرجوع الامل الي عاصم مرة اخري. لقد علم رايها الحقيقي بل وقالت له انها لم ترفضه
علم ان هشام، كذب عليه لغرض ما قال عاصم في نفسه، انسان بشع كذاب.

عاد مصطفي الي بيته منهكا نفسيآ وجسديآ وفتح الباب ليتفاجئ بالشقه مرتبه ومنظمه وطعام العشاء موضوع بعنايه علي المنضده ومحاط بالشموع
ما ان دلف للداخل حتي جرت عليه سلمي صارخه، بابي حبيبي.

فوجئ مصطفي بسلمي التي تحاوط رجليه بيدها الصغيره فانحني ليلتقطها ويحتصنها وهو يتاوه، اه يا حبيبتي وحشتيني يا سلمي
خرجت ايمان من الغرفه والدموع تسيل علي وجنتيها ظلت واقفه تنظر له بعتاب
ترك سلمي واقترب منها يحتصنها ولم يشعر بنفسه كان يبكي بحراره
لدرجه ابكت ايمان بكاء شديد وجعلها تتأثر فلم تراه كذلك من قبل
ايمان بصوت متهدج، انا اسفه يا حبيبي اني سبتك مش قادره اعيش بعيد عنك يا مصطفي.

مصطفي بصوت اجش متقطع، اتاخرتي قوي يا ايمان، اتاخرتي قوي
ايمان، حقك عليا يا حبيبي
اختلطت الدموع ولكن شتان بينهم
ايمان دموعها شوقا اليه
اما دموعه فندما وحسرة مما فعله وخوفا من خسارتها تمامآ اذا علمت بما حدث منه
وبامر زواجه من تلك الفتاه التي كانت سببا للمشاكل بينهم...



look/images/icons/i1.gif رواية إبن الخادمة وسليلة
  05-04-2022 05:12 صباحاً   [18]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع عشر

توالت الأيام، كانت أيام سعيدة للبعض وحزينة للبعض ومُملة للبعض الآخر، فكانت من أحلي أيام عمر وأمل التي أخيرا قررت فتح قلبها لإستقبال الحب، الحب الذي كانت لا تؤمن به أبداً، الآن هي تستشعره لطالما وجدت من يُجيد الحب الحقيقي والصادق، وببراعة إستطاع إقتحام قلبها وجعل له مساحة كبيرة بداخله، وهو الآن علي وشك إختراقه بالكامل...!

كانت تجلس في الشرفة وبيدها كوب من النسكافيه تحتسيه بشرود، إلي آن إستمعت لرنين هاتفها، فإلتقطته ونظرت إلي الشاشة وجدت إسم عمر يضئ به فإبتسمت وأجابت قائلة: ألو
عمر بغزل: مساء الورد علي مراتي حبيبتي
توردت وجنتيها سريعاً وقالت بخفوت وصوت جادي بعض الشئ: مساء الخير
تحدث بمزاح: هي دي وأنت كمان وحشتني؟
حاولت أمل حبس ضحكاتها وقالت: اه وبعدين أنا عاوزة أنام بقي معلش.

رفع حاجباه وقال سريعاً: ايه ده! لا قوليلي بحبك يا عموري الأول
حركت رأسها نافية وقالت: لاء يلا تصبح علي خير
عض علي شفته السفلي وقال بغيظ: أنتي بحالات يا أمولتي؟ ساعات تجيلك الجنونة وتطلعيها علي أمي ليه!
ضحكت أمل عالياً، بينما قال هو متغزلا بها ؛: اللهم صل على النبي أيوه كده
صمتت وهي تتنهد وقد توردت وجنتيها آثر غزله ومزاحه لها فيما قال هو غامزاً بهدوء: بحبك جدا علي فكرة.

تنحنت أمل بحرج وخجل وقالت بصوتٍ خافت: إحم، وأنا كمان!
تنهد بسعادة وهو يقول: أهو كده أعرف أنام
أمل برقه: طب تصبح على خير
عمر مبتسمآ: وأنتي من أهل الخير يا عمري
أغلقت الخط وهي تبتسم بإبتساع ونهضت متجهه إلى داخل الغرفة ما إن دلفت حتي وجدت أميرة تخبئ شيئاً ما فآثار فضولها وإقتربت قائلة في تساؤل:
أميرة! مالك في إيه مش علي بعضك كده ليه؟
أميرة بتوتر: ها آآ لاء مفيش حاجه.

تنهدت أمل وجلست إلي جوارها وهي تقول بجدية:
أنتي هتفضلي قالبة وشك كده علي طول؟ يا حبيبتي ده قسمة ونصيب وبكرة ربنا يرزقك بالي أحسن من عاصم ده!
أميرة بغضب وقد إحتدت ملامحها:
دي حياتي وأنا حره فيها يا أمل حرام عليكم بقي كفايه!
ربتت أمل علي ذراع شقيقتها وقالت: يا أميرة إحنا عاوزين مصالحتك!
إنهمرت الدموع من عينيها وقالت بنفاذ صبر: لو سمحتي يا أمل سبيني لوحدي...

إنصاعت أمل لها ونهضت بهدوء خارج الغرفة، تاركه لها علي هذه الحالة الواهنة، لقد ذبلت عينيها من كثرة البكاء وباتت جميع محاولاتها فاشلة في إقناع أمها علي تلبية طلبها، فماذا تفعل بعد؟ أنها صغيرة تفكيرها لا يزال غير ناضج مُجرد أن تأتي لها فكرة، تُقرر فعلها مهما كانت العواقب وها هي قد آتت لها فكرة الإنتحار! إنها لا تتخيل الحياة بدون ذلك العاصم الذي لم تعرفه بعد إلا من الوصف لقد تعلقت فيه لدرجة أنها أصبحت تتمني الموت في بعده!

أمسكت بشريط الحبوب المُسكنه وقامت بتفريغ ما فيه بأكمله في راحة يدها الصغيرة، ثم رفعته إلي فمها لتبتلعه بالماء! ومن ثم إنهارت في البُكاء وهي تدعي في نفسها: سامحني يارب...

عندما يُنهك القلب من كثرة التمني عندما تضيق النفس ويشعر الإنسان بالعجز، فلقد تعشم عاصم في تلك الأميرة الصغيرة أرادها حلالا ولكن العواقب تقف في طريقهما فمن وجهة نظر مُجتمعنا أنه كيف لإبن خادمة ان يتقدم لسليلة عائلة!

هكذا كان عاصم يتمني ويتضرع إلي خالقه بأن ينال مراده عاجلا غير اجلا، ...
إنتهي من صلاته ومن ثم أخذ يُسبح بإسم خالقه، ثم نهض متجها إلى الشرفة الصغيرة ليستنشق الهواء الطلق لعله يخفف من ذاك الجبل الذي علي صدره من هموم...
شعر بيد تربت علي كتفه من الخلف فإلتفت ليري شقيقته حنان فعاد لينظر مرة ثانية إلي الفراغ متنهداً، فيما قالت حنان بهدوء ؛: لسه برضو يا عاصم زعلان علي البنت إياها؟

لم تتلقي منه إجابه بينما قالت متنهدة: كل شئ قسمة ونصيب يا عاصم وبكرة ربنا يرزقك بالي أحسن والله...
أومأ لها في صمت وعينيه الحزينتين تنظران في الفراغ بمرار، بينما قالت هي محاولة التهوين عنه: طب تعالي إتعشي معانا أنا حضرت الأكل وكلهم مستنينك بره!
حرك رأسه نافياً دون أن ينظر إليها وقال بحده: مش جعان يا حنان روحي انتي كلي معاهم!
أومأت برأسها وإنصاعت له متجهه إلي الخارج تاركه له يشرد مرة أخري...!

أخذت إيمان تُعد الشاي لها ولزوجها في المطبخ بينما كانت تتدندن بسعادة وكأنها تضيف حبها للشاي فيصبح له مذاق خاص، وفيما رن هاتف مصطفي وما إن نظر إلي شاشته زفر بضيق ونهض مُتجها إلي الشرفة ليجيب قائلاً بصوت مُنخفض: أنا مش قولتلك متتصليش بيا طول ما أنا في البيت!
علا بلا مبالاه: عادي يعني ما أنا مراتك برضو يا درشوشي
كز علي أسنانه بغضب وقال بحدة: إخلصي! عاوزة ايه دلوقتي...

علا ببرود: فين الشقة الي قولتلي هأجرهالك؟
تنهد مصطفي بغضب وقال: هو ده وقت زفت كلام من ده بقولك إيه أنا مش فاضي سلام! ثم أغلق الخط وإتجه إلي الخارج بينما وضعت إيمان الشاي علي الطاولة وهي تقول في تساؤل: بتكلم مين
مصطفي بتوتر خفي: أبدا ده واحد زميلي!
أومأت له بإبتسامة وجلست إلي جواره لتقول برقة: وحشتني القعدة معاك يا حبيبي أنا قصرت معاك أوي حقك عليا.

إبتسم بمرارة، ولف ذراعه حول كتفها قائلاً في ندم: ولا يهمك ياحبيبتي...
رفعت بصرها إليه لتنظر مباشرة إلي عينيه الحزينتين لتتابع مردفه: مالك يا مصطفي؟ ليه حاسه إنك سرحان ديما؟
إبتسم لها بحنان، وهمس بخفوت: أبدا مفيش بالعكس ده أنا مبسوط إنك رجعتي تحبيني زي الأول
إيمان بعتاب ؛: إخص عليك يا مصطفي ده علي أساس إني كرهتك يعني؟ علي فكرة أنا بموت فيك وعمري حتي ما زعلت منك ولا هزعل.

إبتلع ريقه بمرارة وتابع مردفاً: مهما حصل عمرك ما هتزعلي مني؟
أومأت برأسها وقالت: أيوة ده أنت حب عمري كله يا درش
أخذها إلي أحضانه وأغلق عينيه متنهدا بألم يكاد أن يمزق قلبه تمزيقا، ليحدث نفسه بندم شديد: اااااه يا إيمان لما تعرفي الي حصل يارب سامحني مكنتش في وعي!..

فما أسوء من خيانة الثقة مهما كانت الأسباب!
عادت أمل لتدلف إلي الغرفة مرة ثانية وما إن دلفت حتي صرخت بإهتياج وهي تري شقيقتها مُلقاه علي الأرض ووجهها يتصبب عرقا، فأسرعت إليها جاثية علي ركبتيها رافعه إياها بذهول وهي تقول صارخة:
أميرة قومي، أميرة مالك يا حبيبتي!
بينما أسرعت نجية وسالم بخضة، فيما لطمت نجية علي صدرها وهي تصيح: يالهوي بالي، بنتي أميره إيه الي حصل يا أمل.

أمل ببكاء: معرفش يا ماما أنا دخلت لقيتها كده!
أسرعت نجيه تتصل ببيت عمهم ليساعدها وينحدها سريعاً وبالفعل بعد ما يقارب النصف ساعة كانوا جميعا يركضون وراء السرير النقال الذي يحمل أميرة ركضا إلي غرفة الاستقبال بالمشفي...
وقفت نجية تبكي وتنتحب وهي تقول: يارب سترك يارب ياتري مالك يا بنتي وحصلك ايه!
إقترب سعيد ليقول ماوسيا: خير ان شاء الله يا أم سالم...
بعد مرور نصف ساعة أخرى...

خرج الطبيب فأقبلوا عليه جميعاً ليتساءلون فيما قالت نجية بلهفة: خير يا دكتور بنتي مالها؟
تنهد الطبيب وأردف قائلاً بجدية: محاولة إنتحار...
لطمت نجية علي صدرها وهي تقول بذهول تام: يالهوي إنتحار!
وفيما صُدم الجميع أيضاً من ذاك الخبر المُحزن بينما تحدثت نجية من بين دموعها:
ه هي عاملة ايه يا دكتور دلوقتي وإيه الي حصل بالظبط.

الطبيب بجدية: أخدت حبوب مسكنة كتير جدا عملت تسمم في المعدة بس الحمدلله عملنا غسيل معدة وكل شئ تمام
سعيد في تساؤل: يعني هي كويسة دلوقتي؟
أومأ له الطبيب وقال: أيوة الحمدلله لكن نفسياً مقدرش أحدد لإن ده مش تخصصي، بس حالات الإنتحار دي مبتجيش إلا من الضغوط النفسية فحاولوا تشوفوا إيه الي هيريحها وإعملوا أفضل، عن إذنكم.

دلفت أمل سريعاً إلي الغرفة، لتتجه إلي شقيقتها النائمة علي الفراش لا حول لها ولا قوه، إقتربت تمسح علي جبهتها بحنان وهي تقول: كده برضو يا أميرة هي حصلت تنتحري عشانه...!
دلفوا جميعاً خلفها وتراصوا حول الفراش الذي ترقد عليه مُتغيبه عن الوعي تماما، بينما قال هشام بغضب دفين: هو كل ده عشان الي إسمه عاصم هو في حد عاقل يعمل كده؟

جلست نجية بإنهاك أمام فراش إبنتها وهي تقول ببكاء: لله الأمر من قبل ومن بعد، الله يرحمك يا حاج محمود ويحسن إليك...
سعيد باعتراض علي ما يحدث: ده أخويا لو كان عايش كان عرف شغله مع البت دي علي أخر الزمن هنفجر
نجية بحدة: إيه الي أنت بتقوله ده يا سعيد عيب عليك يا اخي فجر ايه الله يسامحك
بينما همست له سهام زوجته: ملكش حق يا سعيد إيه الي أنت بتقوله ده!

صر سعيد علي أسنانه وقال: بس لو السما اطربقت علي الأرض برضو مهواش متحوزها يا أم سالم
هبت نجية واقفة وقالت ؛: جري ايه يا سعيد تكونشي يا اخويا أبوها عشان تقول ايه الي يمشي والي ميمشيش! دي بنتي وأنا حرة فيها والقرار ليا أنا، وأنا خلاص قررت..!
سعيد بذهول وتساؤل: قررتي! قررتي ايه يا أم سالم؟
نجية بثبات: أنا معنديش أهم من بنتي ومش مستغنيه عنها وهبعت لعاصم أقوله إني موافقة وأنا مش هقف قدام النصيب!

صُدم سعيد وقال: بقي كده يا نجية ترفضوا أنتي وبنتك ولدي وتوافقوا علي إبن الخدامه!
جلست نجية مرة أخري متنهدة بضيق وهي تقول: كل شئ قسمه ونصيب وبكرة ربنا يرزق ابنك باللي أحسن من بنتي...
رمقها سعيد بغيظ وقال. بعصبية تامة: طيب يا أم سالم يلا سهام يلا ياض يا هشام يلا يا بت ياسارة...
ثم خرج بصحبة عائلته والشر يتطاير من عينيه...

ثم لم تلبث نجية حتي هتفت قائلة موجهه حديثها لسالم: واد يا سالم لما تشوف عاصم في سكتك بلغوا إني موافقة!
أومأ سالم برأسه غير مبالي بما يحدث حوله وخرج من الغرفة...
بينما نظرت نجية إلي إبنتها وهي تقول بحزن: ليه كده بس يا بنتي ليه!
سار سالم في طريقه، إلي أن مر بجوار منزل عاصم بينما وهو يسير وجده لا يزال واقفاً في الشرفة شارداً، فهتف قائلاً: ياه!

إنتبه عاصم علي صوته ولف له سريعاً ليقف قبالته وقال بلهفة: أهلا يا سالم
سالم رافعاً حاجبه بتكبر: أمي بتبلغك إنها موافقة عليك
إتسعت إبتسامة عاصم وهتف قائلاً بسعادة: أنت بتتكلم جد؟
سالم بسخافة: أومال ههزر معاك
حمد عاصم ربه سراً وقلبه يُكاد أن يطير فرحا بينما قال في تساؤل: طيب هي والدتك موجودة في البيت بكرة؟
سالم: لا ما هي أميرة في المستشفي
عبست ملامح وجهه عاصم وقال في قلق: في المستشفي! ليه؟

سالم باستهزاء: آل ايه يا سيدي حاولت تنتحر عشان خاطرك!
رفع عاصم حاجباه في اندهاش وهو يقول بعدم تصديق ؛: ايه!..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 11 < 1 3 4 5 6 7 8 9 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
محامي وريث هيثم زكي يكشف تفاصيل جديدة عن الميراث..الخادمة استولت على سيارة Moha
0 257 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، الخادمة ، وسليلة ،











الساعة الآن 05:20 PM