رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن
في منزل عاصم.
شعرت حنان بالملل الشديد، فتركت مذاكرتها ونهضت لتدلف إلي الشرفه، ثم وقفت تتابع الماره بشرود، فهي الآن تعتبر وحيده، توفي الأب وتركتهم الأم، والأخت قد تزوجت وتزورهما كل حين، وعاصم دائما في عمله منشغلاً، وتظل هي في المنزل تذاكر أو تنام أو تقوم بالأعمال المنزليه لم تجرأ علي الخروج بناءاً علي تعليمات أخيها، تخرج فقط للذهاب إلي مدرستها ثم تعود بعد ذلك إلي ذلك البيت الذي يكون خالي دائما لا يوجد فيه سواها، ...
ظلت واقفه فخطر ببالها أن تخرج لتشتري حلوي حتي ترفه عن نفسها قليلا قبل أن يأتي أخيها، بالفعل، خرجت من الشرفه سريعا ثم إرتدت عباءتها السمراء ولفت طرحه بطريقه عشوائيه، ثم خرجت تسير بهدوء وتستمتع بذلك الهواء النقي وتأخذ نفسا عميقا وعيناها تزوغ يميناً ويساراً، ظلت هكذا، إلي أن وصلت، إلي سوبر ماركت ما يسمي بالعاميه (بقال)، وقفت تنتقي أنواع الشيبسي المفضله لديها وبعض البسكوتات، بينما كان يراقبها ذلك الشاب باهتمام وعلي وجهه إبتسامه، إتسعت إبتسامته تدريجيا حين أقبلت عليه وهي تقول بصوت رقيق أنثوي:.
- كده كام لو سمحت؟ نظر ذلك الشاب يس في عينيها الجميلتين ليسرح فيهما، بينما توترت حنان بشده وهي تراه يحدق بها هكذا فقالت بصوت مرتعش: آآ لو سمحت! إنتبه يس وتنحنح بإحراج وقال بهدوء: أؤمري يا ست البنات إبتلعت حنان ريقها ثم قالت بارتباك شديد: آآ كام دول لو سمحت إبتسم يس وقال: ببلاش عشان خاطرك خلي بقا حركت رأسها نافيه وقالت: شكرا، كام لو سمحت تنهد يس بعمق وقال: ٥ جنيه بس.
أعطته حنان النقود بيدين مرتجفتان من شده الخجل والإرتباك وسارت سريعاً مبتعده عنه بينما ظل يس يتابعها بعينيه إلي أن إختفي ظلها من أمام عينيه، ثم تنهد بحراره وإبتسم ليحدث نفسه: - زي القمر بنت الأيه.
نهض الحاج محمود بصعوبه بالغه عن الفراش وهو يسعل بشده، بينما أسرعت الست نجيه وهي تقول بلهفه: مالك ياحاج أنت تعبان يا اخويا ولا حاجه إلتقط الحاج محمود أنفاسه وهو يقول بارهاق: - مش عارف يا نجيه مبقتش قادر آخد نفسي، وقلبي بقيت بحس أنه في ألم بيوجعني ديما نجيه بقلق: لازم نروح نكشف يا حاج ضروري.
أومأ محمود برأسه قائلا: ان شاء الله يا نجيه، بس إبعتيلي حد لبيت أخويا سعيد يجبلي للدوا الي جابهولي أصله مستورد نجيه بايجاب: حاضر ياحاج ارتاح أنت بس وأنا هبعت أي حد يجيبه محمود: ماشي يانجيه تحركت نجيه من أمامه ثم توجهت خارج الغرفه، بينما كانت أميره تتشاجر مع شقيقها سالم، فصاحت بهماو.. نجيه وهي تقول: - في ايه بتعملوا ايه سالم بدلال: يا ماما كل شويه يغلسوا عليا أميره بتذمر: ده واد قليل الادب يا ماما.
نجيه بجديه: بس بس أنتوا الاتنين بلاش قله أدب، واد يا سالم روح لحد بيت عمك قوله هات الدوا الي ابويا قالك عليه سالم بلا مبالاه: لا أنا خارج ألعب مع صحابي، ثم ركض سريعاً خارج البيت وظلت تصيح أمه وتهتف باسمه الا أنه لم يأبي بندائها وكأن شيئاً لم يكن وبينما قالت أميره بقلق: هو بابا تعبان ولا حاجه ياماما نجيه بتنهيده: اه شويه أنا هقول لسمره تروح تجيبه.
أميره مسرعه: لا اأنا هروح يا ماما، وبالمره أعد مع ساره شويه أصل كنت عايزاها تجبلي كتب دينيه وكده نجيه بنفاذ صبر: ماشي بس بسرعه متتأخريش أومأت أميره برأسها ومن ثم سارت سريعاً لتبدل ملابسها.
وصلت الي بيت عمها ثم دقت الجرس ودلفت لتصافح زوجه عمها وساره، وبعد ذلك علمت أن عمها لم يأتي ولا زال في العمل، فعزمت علي أن تنتظره بصحبه ساره أميره بتساؤل: اخبارك ايه يا سو أنتي خارجه ولا ايه ساره بابتسامه: لا ده أنا عندي درس وصحباتي جوه مستنين مستر عاصم خفق قلب أميره بشده ثم قالت بتوتر: هو جاي قصدي أنتي قولتيلوا علي الكتب الي طلبتها منه ساره: لا بجد نسيت عموما لما يجي هقوله.
تنهدت أميره بتوتر وعدلت من حجابها الطويل، وبعد قليل دق الجرس معلنا عن وصول عاصم، فهبت ساره واقفه لتقول بسرعه: بقولك ايه هروح ألبس الحجاب بسرعه وافتحي أنتي، أميره بارتباك: استني بس...
لم تمهلها ساره فرصه حيث ركضت الي الداخل، بينما ابتلعت أميره ريقها وعضت علي شفتها السفلي وتوجهت بخطوات متمهله إلي الباب وفتحت بهدوء وعينيها تنظران في الأرض، في حين تسمر عاصم مكانه حين نظر إليها، خفق قلبه بشده لأدبها وجمالها وحجابها الطويل، ولكنه أخفض بصره سريعا وهو يستغفر بخفوت وقال بثبات: السلام عليكم فركت أميره كلتي يديها في بعضهما وقالت بخجل: عليكم السلام، آآ اتفضل.
دلف بهدوء فأقبلت ساره عليهما وهي تقول: اتفضل يا مستر، مستر لو سمحت أميره بنت عمي كانت عاوزه كتب دينيه من حضرتك رفع بصره إليها وقلبه لا زال يزداد دقاته وقال بصوت رجولي: كتب ايه يا آنسه أميره، يعني في حاجه معينه عايزاها رفعت أميره بصرها أخيرا وهي ترمش بعينيها عدة مرات، حتي قالت بصوتها الناعم: آآ أنا كنت عاوزه قصص الأنبياء، ونساء النبي عاصم بهدوء: تمام ان شاء الله أبعتهملك مع ساره.
إبتلعت أميره ريقها وهي تقول بتوتر: طيب ممكن أعرف بكام منحها عاصم إبتسامه عذبه وهو يقول سريعا: - خليها هديه مني وكفايه عليا الثواب الي هاخده لما تقريهم، ولم ينتظر ردها حيث قال سريعاً: - يلا يا ساره دلفت ساره معه إلي حيث توجد الفتيات بينما جلست أميره علي المقعد وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه، بسبب هذه الإبتسامه الحذابه التي ارتسمت علي شفتيه...
عادت أميره إلي المنزل وطوال الطريق كانت في حاله من الهيمان، صورته وهيئته الرجوليه لم تبعد عن خيالها أبدا، لم تعرف ما الذي بها وما هذا الشعور الغريب عليها الذي يجتاحها كلما رأت ذلك العاصم او حتي اذا ذُكر أسمه، مشاعر تتخبط داخلها وقلبها يخفق بشده ولكنها تشعر بشئ من السعاده...
تنهدت بعمق ودلفت إلي المنزل سريعاً ومن ثم أعطت لوالدتها الدواء، ودلفت إلي غرفتها فوجدت أمل جالسه تذاكر كعادتها، فقالت بتذمر: أنتي ايه يا بنتي مبتتعبيش دحيحه أمل بلا مبالاه: ششش أخرسي خليني أركز.
جلست أميره علي الفراش وشردت في عالم تاني، عالم يجمعها مع ذاك البطل الأسمر، ولكنها لم تعرف عواقب ذلك الشئ الذي تفكر هي فيه لم تدري هي بالفرق الاجتماعي الذي بينهما ولم تعرف أيضا ما هي طباع عاصم كل ما هنالك أنه الأسمر الوسيم الذي لطالما قرأت عنه في الروايات وتمنته في أحلامها.
استيقظت امل مبكره لصلاة الفجر وايقظت اميره لتصلي ايضا ادت اميره صلاتها واسرعت لتستأنف نومها أما أمل فجلست تقرأ القرآن الكريم بخشوع إلي ان ان اصبحت الساعه السادسه والنصف فصلت الضحي وخرجت الي المطبخ اعدت لنفسها كوبا من الشاي بالحليب احتسته علي عجل ومعه ساندوتش من الجبن ثم دخلت حجرتها لترتدي ملابسها للذهاب الي الجامعه وهي لا تعلم لماذا لا تشعر بحماس.
ما زالت تشعر بالقهر والظلم مما فعله معها عمر وخصوصا انها اجتهدت لتتفوق كالعاده لكنه خذلها ركبت السياره التي قادها ادريس الذي تعجب ان امل لا تستعجله كالعاده فقال انتي ليه النهارده مش بتستعجليني يا باشمهندسه ردت امل بسخريه، ال بيروح بدري زي ال بيروح متاخر وال بيتعب زي ال مبيتعبش يا عم ادريس.
ابتسم الرجل الطيب وظل صامتا الي ان وصل امام بوابة الجامعة فنزلت امل من السياره وتمشي بهدوء الي ان تصعد الي القاعه وتجلس بجوار وفاء... انتهت محاضره تلو الأخرى وانتظر الجميع المحاضره الاخيره لهذا اليوم لمادة الدكتور عمر دخل عمر وحيا الجميع، ثم القي نظره الي حيث تجلس امل عابسه كعادتها الدائمه اثنا ء محاضرته وبعد ان انتهي عمله مع الطلاب قال احمممم يا شباب كنت عاوز اقول لكم حاجه.
انا اعلنت النتيجه المره ال فاتت بس مقلتش مين ال طلع الاول، وعمل احسن مشروع واحسن بحث نظر اليه الجميع باهتمام الا امل التي كانت تشعر بالاستياء مما فعله معها سابقا استئنف عمر، زميلتكم امل محمود هيه ال انا بقصدها لانها اشتغلت لوحدها وعملت مجهود كبير فتستحق التقدير هلل الجميع والتفت الانظار الي امل التي تفاجئت بما حدث لتعلو الابتسامه وجهها فقد شعرت بسعاده عارمه لانها نالت ما تستحقه لانها اعتادت علي التفوق.
حياهم عمر لينصرف ولكن قبل ان يفعل ذلك القي نظره علي امل التي تتلقي التهاني بسعاده ليبتسم بهدوء ثم ينصرف دخل عمر الي حجرة مكتبه وجلس علي المكتب الخاص به وجلس وهو ما زال مبتسما ووجه امل الضاحك مرسوم امام عينيه.
في عيادة الدكتور مصطفي... دلفت علا إلي مكتبه ووقفت قبالته وقالت مُخفضة الرأس: أدخل الي بعده يا دكتور تنهد مصطفي بإرهاق شديد وقال: لا هاخد إستراحه لأني مش قادر أركز في أي حاجه دلوقتي أومأت علا برأسها وهي تقول بجديه: ألف سلامة عليك يا دكتور تحب أعملك حاجه تشربها نظر لها مصطفي ليقول بحده: لا متشكر إتفضلي بره لو سمحتي.
صُدمت علا ولكنها أومأت برأسها وهرولت إلي الخارج، ما ان خرجت حتي إصطدمت بإيمان التي نظرت لها بإستحقار من أسفل قدميها حتى رأسها، وقالت بإذدراء: الدكتور معاه حد؟ حركت علا رأسها نافيه قائله بخفوت: لا يا د. إيمان إتفضلي ألقت إيمان عليها نظره إحتقاريه أخيره ودلفت بصحبة إبنتها سلمي الي داخل مكتب مصطفي، حتي تفاجئ مصطفي ونهض وهو يقول بإستغراب: إيمان!، معقول إيه الي جابك دلوقتي.
حاولت ايمان أن تكتم غيرتها داخلها حين وجدت وجه مصطفي مُجهد للغايه، فقالت بإبتسامه حانيه: حبيت أعملك مفاجأة وجبت حلويات وعصير من الي أنت بتحبهم وجيت عشان نعد مع بعض شويه وبعدين نروح سوا رددت سلمي خلف والدتها وقالت: ايوه يا بابي جبنالك حلويات إنحني مصطفي وقبل جبين إبنته بحنان وهو يقول: حبيبة بابي يا لوما بينما عبست ايمان بوجهها وهي تقول بمرح: طب وأم سلمي ملهاش من الحب؟
ضحك ومصطفي وإقترب مطوقاً خصرها بذراعه، وطبع قبله متمهله علي وجنتها وقال بغزل: الحب كله لأم سلمي إحمرت وجنتيها خجلا وقالت بإرتباك: طب بطل بقا لوما هنا إنتبه مصطفي وقال؛ احم اه نسيت ضحكت ٱيمان وقالت: طب يلا بقا يا حبيبي كل الحلويات وضعت الحلوي علي سطح المكتب ثم جلسوا ثلاثتهم يتناولوا الحلوي وسط ضحكاتهم ومزاحهم المستمر لدقائق حتي خبط مصطفي علي رأسه وهو يقول: اخ ياخبر الناس بره مستنيه زمانهم حمضوا.
ضحكت ٱيمان وقالت: طب خلاص يلا يا حبيبي شوف شغلك أما هعد شاطره بره في الاستراحه ومش هعمل حاجه ضحك مصطفي قائلا: شطوره.
جلس عاصم مع ساره وزميلاتها في منزل سعيد لكي يشرح لهم الدرس وبينما تتصايح الطالبات وتتناقش معه فيما شرحه شرد عاصم تماما اذ ارتسم وجه اميره البرئ امام عينيه فنظر الي ساره بشرود وقال ساره هيه اميره بنت عمك قرت الكتب ولا لسه ساره بعدم مبالاه، معرفش والله يا مستر عاصم، طب ابقي اساليها كده يمكن تكون عاوزه كتب تانيه ساره بتعجب، حاضر يا مستر بس الامتحانات قربت واكيد معندهاش وقت لانها في ثانويه عامه.
عاصم باهتمام، علمي ولا ادبي ساره، لا يا مستر ادبي اصلها بتحب الروايات وا لقراءه وعاوزه تدخل كلية الاداب ابتسم عاصم وقال، ربنا يوفقها، امممم يلا خلينا في الدرس كل واحده توريني حلت ايه..
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع
إقتربت إلامتحانات وبدأت أمل بالمذاكره ليلا مع نهارا دون توقف وكانت ساعات النوم قليلة جدا، وكذلك أميرة التي كانت خائفة للغاية وتذاكر بتوتر، ويظل سالم يلعب بلا مبالاه لطالما يتلقي التشجيع من والده...
توالت الأيام إلي أن جاء أول يوم من إمتحانات أمل...
جلست أمل علي مقعدها وبدأت في حل ورقه الأسئله بتركيز بينما كان الدكتور عمر يسير بجانبها بدوره المراقب لهذه اللجنه، ظل يتابعها وهو يراها تكتب دون توقف مما أثار اندهاشه انها بالفعل كما تقول شقيقتها (دحيحه)... توقفت فجأه عن حل الأسئله بينما قال عمر ساخرا: ايه يا ست الدحيحه، نسيتي الأجابه ولا ايه.
رمقته بنظرات حاده دون ان تتحدث فشعرت بدوار خفيف فوضعت يدها علي مقدمه رأسها، إستغرب عمر من هزيانها وقال بقلق: مالك؟ لم تشعر بحالها الا حين وقعت علي خشبه المدرج فأنتفض قلبه عليها وأسرع ليجذبها للخلف بينما تجمع سريعا الطالبات والطلاب فهدر بهم عمر وهو يقول: شفولي ميه بسرعه أعطته زميله لها الماء فأخذ يفيقها بقلق حتي فتحت عينيها تدريجيا وهي تتنفس ببطئ، حتي تنهد عمر بارتياح وهو يقول: أنتي كويسه.
نظرت له وقالت بخفوت: اه الحمد لله بس راسي تقيله اصلي طول الليل مانمتش عمر بقلق: كنتي بتذاكري طول الليل علشان الامتحان وكأنه ذكرها فقالت برعب الامتحان الوقت هيخلص ما فيش وقت واخذت تكتب بسرعه في ورقتها لم يستطيع عمر ان يكتم ضحكاته فوجد أن امل شخصيه عجيبه بالنسبه له ليست ككل البنات.
وقف برهه بجوارها ثم انصرف حتي لايلفت انظار زملائها وخصوصا انه تعمد ان يقوم بدور المراقب في تلك اللجنه رغم انه مشغول بتصحيح مادته ولكنه يحاول ان يراها بقدر الامكان انتهي وقت الامتحان وقالت امل: الحمد لله تمام كانت تجلس في الدرج الاخير من القاعه التي تمتحن بها السكرتيره التي كانت تراقب مع عمر اخذت تجمع اوراق الاجابه اما عمر فاخذت عيناه تراقبان امل وكانه يخشي انصرافها.
بينما انصرف معظم الطلاب وهمت امل بالانصراف فقال عمر احممم اوعي تكوني نسيتي امتحان الشفوي يا باشمهندسه امل بهدوء، لأ فكراه طبعا مش الساعه تلاته حضرتك عمر. ايوه ثم انصرف خرجت فوجدت وفاء عند باب اللجنه تنتظرها ما ان راتها حتي قالت، امل مالك امل، ولا حاجه يا وفاء وفاء، سمعت الشباب بيقولو ان امل محمود اغمي عليها في الامتحان كانو فرحانين فيكي وبيقولو من كتر السهر والدح امل، دح في عينهم.
يلا نراحع الرياضه علشان الشفوي دكتور غريب في كل حاجة مش عارفه ما عملوش ورا التحريري علي طول ليه الواحد نسي ال ذاكره وفاء، يا شيخه عيني في عينك كدا يلا نروح نشرب حاجه من الكنتين امل، لا الساعه اتنين وربع لحسن اسامينا تتنده واحنا بعيد وننقص درجات دول عشرين درجه...
جلست اميره تذاكر وهي خائفه فغدا اول ايام امتحاناتها وهي تشعر انها نسيت كل ما ذاكرته طوال العام اخبرتها امها انها ستذهب مع والدها وعمها الي مدينة المنصورة حيث تم الحجز عند طبيب مشهور حتي يتم الكشف علي والدها نجيه، معلش يا ميرا عارفه ان صابح عليكي امتحان بس ابوكي تعب بزياده الاكل في المطبخ وسمره عندك هتمشي العصر بعد ما تخلص ال وراها وكما اخبرت نجيه اميره اخبرت سالم ايضا..
حضر سعيد بسيارته واخذ يسند شقيقه الذي كان يبدو عليه الارهاق والتعب ليوصله الي مقعد السياره الامامي بجواره وركبت نجيه بالخلف وانطلقت السياره الي وجهتها جلست اميره تذاكر مادة اللغة العربية والتي ستبدأ بها الامتحانات في يومها الأول ما ان شعر سالم ان السياره ابتعدت الا وقرر ان يضايق شقيقته فدخل عليها الغرفه فصاحت اميره اخرج يا سالم مش فايقه لك سالم، اومي حطي لي الاكل انا جعان.
اميره. قول لسمره حرام عليك يا سالم امتحاني بكره سالم، ماليش دعوه قومي حطي الاكل يلا نهضت اميره وهي غاضبه ولكنها تريد اسكاته حتي لا يتمادي معها قامت ووضعت له الغداء وطلبت من سمره ان تصنع له الشاي وتقدم له الفاكهه فقالت سمره، دا بيطلع عيني اميره، معلش استحمليه علشان عندي امتحان دعت لها سمره بالنجاح وفعلت لسالم ما طلبت منها ثم استاذنتها وانصرفت فتح سالم التلفاز وقام برفع صوته بشكل مبالغ فيه.
خرجت اميره من غرفتها مره اخري واخذت تصيح انت ما عندكش دم ما بتحسش حرام عليك انت راجل انت سالم، راجل غصبن عنك اميره، انت حتت عيل قليل الاب وبليد وعاوز الكل يفشل زيك ثم حملت كتبها وقالت، انا هروح عند طنط سهام لحد ما ماما وبا با يرجعو سالم، احسن حملت كتبها وخرجت باكيه الي منزل عمها وما ان دخلت هناك حتي اخذت تشكو لزوجة عمها وهشام وساره قالت سهام، خلاص يا حبيبتي ادخلي ذاكري في اوضة ساره.
دخلت اميره الي غرفة ساره وحاولت ان تهدأ وتذاكر قال هشام لوالدته بإبتسامه: بقولك يا ماما ما فيش عصير كده ولا حاجه حلوه لاميره ضحكت سهام وقالت، اظن انت مبسوط من سالم هشام، عاوز اروح ابوسه وارجع. يلا بقي اعملي عصير سهام، حاضر يا هشام صنعت سهام لاميره عصير المانجو الذي تحبه وحاولت ساره ان تاخذه اليها ولكن هشام قال بلاش غلاسه يا سو طرق الباب ودخل الي الحجره فوجد اميره منهمكه في مراجعة دروسها قال. اتفضلي.
اميره، شكرا يا هشام تاعب نفسك ليه نظر لها بحنان وقال، انا بسعد نفسي يا اميره لما اجيبلك العصير اميره، شكرا هشام، لو عوزتي حاجه اندهي عليه ثم استأ نف كلامه قائلا اميره انا عارف انو مش وقته بس نفسي اسالك سؤال اميره، خير يا هشام هشام، انتي حاسه بيه احمر وجه اميره وشعرت بحراره تخرج من وجنتيها فلم تعتاد من هشام ولا غيره مثل هذا الكلام اميره، انا مش فاهمه بجد مش فاهمه انت عاوز تقول ايه احس بايه.
هشام. : انا يا اميره ناوي اول ما تخلصي الثانويه اتقدم لك وعاوز اعرف رايك نظرت اليه اميره بغصب وقالت، ده وقت كلام من ده انا عندي بكره امتحان ثم حملت كتبها وخرجت تركض وقالت انا هرجع البيت بقي سلامو عليكو.
جلست امل تنتظر دورها ولكن لم ينده الدكتور عمر عليها الابعد كل زملائها حيث كانت الاسم الاخير دخلت وفاء وخرجت وهي تقول لامل: الحمدلله جالي سؤال كويس استناكي ولا امشي امل، هوانا عرفه دوري امتي امشي علشان متتعطليش.
وبعد ان انهي الجميع اختباره نادي العامل علي اسم امل التي كلنت تجلس وحيده دخلت امل وقالت السلام عليكم إستند عمر بظهره علي المقعد وقال: وعليكم السلام واشار لها ان تجلس علي كرسي مقابل لمكتبه وقال: الاسم، امل محمود كامل السن، عشرين سنة مهنة الوالد، صاحب مصانع الكامل عددالاخوات... نظرت له امل بتعجب شديد وقالت بس هوا حضرتك بتسال دا ليه انا مش هتسال رياضه.
عمر محاولا كتم ضحكاته، يا انسه ال بعمله دا نوع من انواع الاحصا جاوبي لوسمحتي امل، ولد وبتين غيري عمر: طيب اسم بلدكم اخبرته امل بغيظ وحيره لاحظ عمر وجومها فقال: انا بس بشوفك فقتي ولا لسه تعبانه امل، انا كويسه عمر، طيب سؤال سرعة بديهه، انتي بتكرهيني امل باستغراب، ولا بكرهك ولا بحبك عمر بهمس، ليه امل بنفاذ صبر، حضرتك انا هقوم امشي ولا هتسالني عمر، منا بسالك امل، لأ في المنهج.
عمر، طب بتذاكري كام ساعه في اليوم، رياضه اهو امل، طول اليوم الا مواعيد الصلاه عمر، طب امل، ايه عمر، مين امل، مين ايه عمر، مين عذبك بتخلصو فيه (مقطع اغنيه) غضبت امل ووقفت وهي تشير له باصبعها لأ انت كده بقي اتجاوزت حدك مش علشان المعيد بتاعي بقي تضايقني ولعلمك كلها سنتين وابقي زميله ليك ان شاءالله منحها عمر ورقه بها سؤال رياضي جاوبته امل بسرعه وقالت: امشي عمر، مع السلامه يا امل امل، ودرجتي كام.
عمر، انتي فوق ياامل امل، هوا ايه ال فوق جبت كام عمر، عاوزه كام امل، عشرين من عشرين عمر، تستاهليهم امل، عن اذنك خرجت امل من مكتبه وهي متعجبه مما فعله ولكنها رغما عنها ابتسمت وقالت: مجنون.
في عيادة الطبيب اتم الكشف علي محمود ثم قال له بصراحة الوضع ال شايفه مش عاجبني بس مش هقول حاجه غير لما تعملو الاشعه والتحاليل دي وتيجوا تاني بعد يومين اتنين ما فيش داعي للتاخير محمود، ممكن تقولي.. قاطعه الدكتور، بعد الاشعه والتحاليل ودا دوا مؤقت لحد ما تيجئ تاني انصرف الجميع ليقوموا بما امر به الطبيب وكلا منهم يشعر بالقلق.
عادت امل الي البيت ووجدت اميره وسالم يتشاجران ولكن بمجرد دخولها. وما ان راها سالم حتي اسرع بالدخول إلى حجرته اخذت اميره تشكو اليها وتخبرها بما فعله فيها وبسفر والديها فقالت امل، طيب اقعدي ذاكري انتي ومتشغليش بالك بحاجه انا هتصل اطمن علي بابا اتصلت فاخبرتها امها انهم في طريق العودة واخبرتها كذلك ما قاله الطبيب.
بدلت امل ثيابها وتوضات ثم صلت فرضها وقررت ان تنام قليلا فهي تشعر بالارهاق ما ان وضعت راسها علي الوساده الا وتذكرت اسئلة عمر العجيبه فقامت ووأمسكت الهاتف وطلبت وفاء وسالتها بعد ان حيتها بقولك يا وفاء الدكتور عمر سالك عن ايه وفاء، سؤال واحد بس امل، ماشي وفاء، وسالك ايه ا مل، امممم زيك برده مع السلامه بقي.
اخذت تتعحب مما فعله ولكنه استطاع لفت نظرها ربما لاول مرة فلم تفكر فيه من قبل ولكنها قالت لنفسها، لأ يا امل كلهم زي بعض زي بابا وسالم لا انا بعد كده مش هسكت له.
وصل محمود وزوجته الي منزلهم بعد ان وصله شقيقه الي باب المنزل ثم انصرف مسرعا لبيته خرجت البنتان وسالم لمقابلة ابيهم والاطمئنان عليه وبعد ان قضوا معه القليل من الوقت تركوه ليرتاح ويخلد الي النوم ونامت نجيه هي الاخري بعد شعوررها بالارهاق.
قالت امل لاميره، كفايه مذاكره ونامي علشان ترتاحي يا اميره اميره وهي تتثائب، انا فعلا محتاجه انام وان شاء الله هصلي الفجر وابقي اقعد اراجع قالت امل مازحه معها، متنساش يا ليمبي مطوتك في جيبك معلوماتك في راسك وال يقولك غششيني غزيه اميره وهي تضحك، لما تبقي مرحه كده بتبقي عسل يا مولا امل، طب نامي نامت اميره علي الفور اما امل فلا تدري ما سبب تذكرها لكلام عمر.
وتعجبت لما تعمد ان يسالها عن عائلتها داخليا بدات امل تشعر بوجوده كانت تسمع زميلاتها ينتظرن محاضرته ومنهن من تقول عليه وسيم او شخصيه جذابه ولكنها اابدا لم تلاحظ ذلك بداخلها شئ يمنعها ان تبدي مجرد الاعجاب برجل لقد اصبحت فعلا شبه معقده وكل طاقتها وتفكيرها تبقيه نقيآ للاستذكار والتفوق اعتادت ان تكون ف المقدمه واسلوب الحياه التي اتخذته منهجآ ساعدها علي ذلك حاولت ان تدفعه عن ذاكرتها بشده.
فهل يستطيع ان يجتاز حصون قلبها المنيعه انتبهت امل من شرودها علي همهمة اميره التي كانت تحلم وسمعتها تقول، اتفضل يا مستر ضحكت امل وقالت يا خيبتك بتفكري في الاساتذه وانت نايمه ال يعني البت مقطعه الكتب بينما في الواقع كانت اميره تري عاصم في احلامها تراه يدخل الي بيتهم وتمد اليه يدها ليسيرا معا في طريق ملئ بالمنحنيات والحفر... فماذا تخبئ لها الأقدار.
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر
في مدينة البحيره في شقه بالمساكن الشعبيه جلست حكمت والدة عاصم السيده الشقراء البدينه والتي يبدو وجهها طفولي رغم بلوغها سن الخمسين من العمر جلست لتشاهد التلفاز يحيط بها ابنائها من زوجها الثاني احمد والذي كان يعمل مدرسا في مدرسه ابتدائيه يدرس بها عاصم في القريه حينما كان طفل ورٱهايوم اصطحبته الي تلك المدرسه لتشكو مدرس ضرب ابنها بسبب عدم دفعه للمصروفات الدراسيه.
وقابلها حينها احمد المدرس الشاب الذي تم تعينه في تلك القريه لان القدر خبئ له شيئا خفيا فيها عرفه فيما بعد ان تعددت لقاءات حكمت باحمد بحجة الاهتمام باولادها ثم طلب الزواج منها فواقت رأته معلما ووسيم وهي اميه لا تقرأ ولا تكتب ولم تحصل على اي مؤهلات كان شاب لم يتزوج من قبل وهي امراه ارمله تعول ثلاثة اولاد ومع كل ذلك فتن بها ربما لجمالها في ذلك الحين.
وشعر ان لديها جاذبيه خاصه وبعد زواجه منها بشهور كان عاصم في السادسه من عمره واخته منال في الرابعه والصغيره حنان في عامها الثاني اطفال حُرموا من ابيهم وبزواج امهم واصرار زوجها علي العوده لبلده.
قال احمد لزوجته، فاضل معاكي كام من المرتب ال اديتهولك حكمت، سبعه جنيه يا احمد احمد بضيق: ومصاريف العيال ده الواد خالد بياخد مصروف اد كده وهو رايح الثانويه والبت أخته زيه حكمت، منا قلت لك نسافر البلد لاخوهم عاصم مدرس اد الدنيا وأهو يساعدنا بدل بهدلتنا في المصاريف.
وافق احمد مضطرا لضيق يده وقرر ان يذهب وزوجته واولاده في الاجازه الصيفيه ليقوم عاصم بمهمة المساعدة في المصاريف لابنائه شيماء التي تدرس بالصف الأول الاعدادي وخالد بالصف الثالث الثانوي وهاتفت حكمت إبنتها حنان لتعلمها انها واسرتها سيأتون الي القريه عندهما بمجرد العطله الصيفيه.
كادت حنان ان تطير من الفرح عندما علمت بذاك الخبر انها تفتقد امها وحضورها سيمنحهما الاحساس بالجوالعائلي الذي تفتقده ويفتقده عاصم كذلك.
كان احمد لا يرحب كثيرا بالذهاب الي عاصم ولكنه يري انه سيستفيد من ذلك خصوصا انه حتي وهو في بلده محروم من اهله اللذين قاطعوه بسبب زواجه من حكمت فأمه تعجبت حينما علمت ان ابنها الشاب مغرم بارمله تعول ثلاثة اطفال وارادت ان يتركها ويتزوج فتاه عذراء لم يسبق لها الزواج لكنه رفض وتمسك بحكمت مما اوغر قلب امه عليه كذلك اخوته.
ربما شعر احمد ان امه كانت محقه ولكن حدث ذلك بعد ان خاض التجربه ودبت المشاكل بينه وبين زوجته بسبب انها تريد ان تذهب لزيارة ابنائها وهو لا يشعر ان ذلك مهم ودائما كان يرفض لم يقبل الا حينما اصبح عاصم رجلا يعمل ويتحمل مسئولية اخواته بشجاعه ورجوله ولا يمنع ذلك من احساسه الداخلي بالالم والحرمان.
في منزل عاصم... عاد إلي المنزل منهكاً، ثم جلس علي الأريكه بارهاق شديد، بينما أقبلت حنان إليه وهي تقول بابتسامه: - حمدلله علي السلامه يا عاصم عاصم بهدوء: الله يسلمك، يا حنان حنان بتردد: ماما كلمتني النهارده، وقالت انها هتيجي تعد معانا يومين هي و... عاصم مقاطعا بحده: تعد فين؟ ومين قالها تيجي، طبعا أنتي منا عارفك، اكيد كلمتيها وزنيتي عليها لحد اما قالتلك جايه، استغفر الله العظيم ياربي، انا زهقت بجد.
حنان بخوف: اهدي يا عاصم، دي مهما كان أمنا هب عاصم واقفا ليقول بصوت حزين: - للأسف، للأسف الشديد أمنا، ولولا خوفي من الله لكنت قطعت أي صله بيني وبنها، لكن قطع صله الرحم من الكبائر وعشان ربنا بس أنا مش همنعها عنك يا حنان ولا همنعها تيجي هنا تنهدت حنان بثقل، ثم اقتربت لتربت علي كتف أخيها وهي تقول بحنان: - معلش يا عاصم عشان خاطري متزعلش يلا ادخل غير هدومك عشان نتغدي مع بعض.
أومأ عاصم برأسه، ثم اتجه إلي غرفته، وأخذ يبدل ملابسه بينما بعد قليل أحضرت حنان الطعام وجلسا سويا علي طاوله الطعام، بدأ عاصم في تناول الطعام فيما إزدردت حنان ريقها وهي تنظر له بحذر، وتابعت قائله بارتباك: عاصم ممكن أطلب منك طلب نظر لها بثبات ثم قال بجديه: اتفضلي ياحنان رمشت بعيناها، وقالت بخفوت:.
- آآ أنا خلاص إمتحاناتي هتخلص بعد أسبوع وبما أني مش هشوف صحباتي تاني فقررنا، اننا نخرج مع بعض شويه بعد الامتحان، ايه رأيك؟ عاصم بدون مقدمات: مش موافق حنان بضيق: ليه يا عاصم عاصم متنهدا: عشان مينفعش تخرجي لوحدك مع صحابك ممكن حد يتعرضلكم اديكي شايفه التحرش والارف الي بقينا فيه حنان باعتراض: عاصم أنا...
عاصم مقاطعا بحده: حنان انا خايف عليكي أرجوكي اسمعي الكلام أنا مش حمل مناهده أنا تعبان من الشغل قفلي بقا علي المواضيع التافهه دي.
كظمت حنان غيظها، وحبست دموعها داخل عينيها الحزينتين دائما، فهي لا تشعر معني الحياه، لم تعيش سنها كبقيه زميلاتها، من قال أن الفتاه تحتبس حريتها بهذا الشكل، أليست هي بشر له طاقه إستحمال؟! أم يفكر البعض أن لا إحساس لديها، ليس عيباً أبدا أن تخرج وتمرح لطالما لم تتعدي حدود الأدب والأخلاق...
شعر عاصم بحزنها الدفين ولكنه نهض بهدوء ليغسل يده ومن ثم سار إلي غرفته ليرتاح قليلا، يعلم أنه دائما ما يحبسها داخل المنزل، ولا يلبي طلباتها وظن أن بذلك يحافظ عليها...
ألقي بجسده علي الفراش ليحدق في سقف الغرفه، فأتت صورتها أمام عينيه وكأنه يراها، تلك الصغيره البريئه، ذات الحجاب الشرعي، ما ان رأها وجد فيها مواصفاته التي تمناها فلم يلفت نظره أي فتاه، فهو دائما كان يتمني فتاه محتشمه، إذا عندما رأها وجد تلك الصفات فيها تري ما يخبئ القدر لهما؟!
مر أسبوعان، وقد إنتهن كل من أميره وأمل من إختبارتهن، وإنتهي أيضا سالم الذي لم يجيد حل مواده، ولكنه لا يبالي، وكيف يبالي، فإذا كان الأب يشجعه علي إستكمال هذه الفوضي فلن نلومه، أنه تربي علي شئ فسوف يشيب عليه... وكذلك كان عمر في حالة من الملل، إنتهت الامتحانات ولم يري أمل لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور الغريب عليه، هو يريد فقط ان يراها كل يوم أمام عينيه.
وظلت حياة مصطفي وإيمان، عاديه إلي حد ما، تاره يتشاجرا وتاره يتصالحا ويظل مصطفي دائماٌ يتحمل أكثر.
وكما أن الحاج محمود يتدهور كل يوم صحياً عندما علم أن قلبه ضعيف للغايه، ولابد من عمليه قلب مفتوح بأسرع وقت، فحزن علي نفسه كثيرا مما زاده مرض علي مرضه، وتظل الزوجه الأصيله نجيه بجواره دائما، تراعاه وتفعل كل ما يريد بحنان...
علي مائدة الطعام جلس عمر مع والديه لتناول الطعام قالت امه، البت نوسه وعموره كانو مليين علينا البيت عز الدين، اه والله كفايه عمور دا ولد ظريف بشكل نظرت فاطمه الي ابنها وقالت: عاوزين نشوف ولادك انت كمان ياعمر عمر: ولاد علي طول يا بطه مش اما اجيب امهم الاول ضحك عز الدين وقال، البنات الكويسه كتير يا عمور اشارت نحيه براسها لعمر فقال عز الدين، ايه انتو مخبيين ايه عني.
عمر: بعد الاكل يا بابا هنقعد سوا احكيلك. علي موضوع كده عاوز اخد رايك فيه ابتسمت فاطمه وشعرت بالراحه فهي تعلم ذلك الموضوع الذي يشغل ابنها ليلا نهارا ولم يعد يستطيع كتمانه اخذ عمر يلتهم طعامه بدون شهيه لقد كان يفكر في امل التي لم يعد يراها منذ انتهاء الامتحانات ابتسم حينما تذكر انه بحث عن ورقة اجابة الامتحان لمادته ليقوم بتصحيحها اولا ليشعر بروح امل في كلامها.
وبالفعل وجد اجابتها نموذجيه كما تخيل انها لا يوجد لديها اهتمامات تلهيها عن المذاكره والتحصيل لمحت امه الابتسامة العريضه علي شفتيه فقالت طب ما تضحكنا معاك يا عمر عمر، اه بتقولي ايه يا ماما فاطمه، بقول كل يا حبيبي صحيح الحب قندله ضحك عز الدين علي تعليق زوجته وقال: لا كده بقي لازم نعمل مباحثات سريعه الموضوع كبير بقي وانا مش واخد بالي.
وبعد إنتهائهم من تناول الطعام... جلس عمر قبالة، والده عز الدين ليقول بمرح: إزيك يا ابو العز اخبارك ايه إبتسم والده وقال: بخير يا عم قولي في ايه رفع عمر حاجبيه وقال مازحاً: خير ان شاء الله وكل خير هو أنا عمري جت حاجه غير الخير؟ عز الدين ضاحكا: طب يا سيدي قول يلا يا أبو الخير تنهد عمر وقال: بصراحه يا بابا في بنت لفتت نظري في الأيام الأخيره وأنا عاوز اتقدم.
اتسعت ابتسامه عز ثم قال: ومين دي بقا الي استحوذت علي اعجاب الدكتور عمر عمر: بنت كده لمضه جدا وميعجبهاش العجب وأنا مش عارف الخطوه دي صح ولا لاء عز باستغراب: يعني ايه صح ولا لاء وضحلي أكتر؟ أخذ عمر نفسا عميقا وزفره علي مهل ليتابع قائلا: - هي فيها حاجه غريبه مش قادر أفهم ايه هي بالظبط، مبتحبش تسمع سيره الرجاله ولا بطيقهم وأنا قلقان من الخطوه دي يعني لو رفضت هيكون احراج كبير.
عز الدين بتفهم: ممم وأنت ليه متدهاش نبذه الاول وبعدين اما هي كده ايه الي عاجبك فيها عمر بشرود: داخله دماغي أوي يا بابا عز متنهدا: هي مين دي طيب وعرفتها ازاي عمر موضحا: طالبه عندي بالكليه وسألت عليها وعرفت أصلها وفصلها وبصراحه عجباني أوي عز الدين: طيب يابني علي راحتك والي فيه الخير يقدمه ربنا، ابقي شوف هتعمل ايه وبلغني عمر مبتسما: ماشي يا أبو العز...
مرت أيام أخري فقد هاتف عمر الحاج محمود ليخبره أنه يريد أن يتقدم لخطبة إبنته في ذات يوم دلفت نجيه إلي غرفة الفتيات لتقول ناظره إلي ابنتها أمل: - أمل أبوكي عاوزك قومي كلميه نهضت أمل وهي تقول: حاضر يا ماما، ثم اتجهت الي غرفته والدها وما ان طرقت الباب حتي أذن لها بالدخول، فدلفت لتقول بهدوء: ايوه يا بابا حضرتك عايزني الحاج محمود بصوت متعب للغايه: تعالي يا أمل اعدي.
جلست أمل علي طرف الفراش المدد عليه والدها بينما قال محمود بخفوت: - في عريس إتقدملك يا بنتي أمل بدهشه: عريس! محمود مكررا بارهاق: ايوه مالك مستغربه ليه أمل رافعه حاجبيها: مستغربه جدا ده مين الرزل ده؟ نظر لها والدها بانهاك ليقول: يا أمل اعقلي بقا يا بنتي، ده واحد كلمني في التلفون وبيقول أنه الدكتور بتاعك في الجامعه وهو مستني الرد عشان يجي يتقدم رسمي.
اتسعت عين أمل غير مستوعبه ما قاله أبيها في التو لتهز رأسها قائله: دكتور مين؟! محمود متنهدا: بيقول الدكتور عمر طغت علامات الدهشه علي وجهه أمل وقالت بذهول: الدكتور عمر! ده اتجنن ولا ايه ازاي يتجرأ يعمل كده محمود باستغراب: ايه الي بتقوليه ده يا أمل الراجل داخل البيت من بابه يابنتي ودكتور اد الدنيا وأنا مبدئيا موافق أمل باعتراض: بس أنا مش موافقه يا بابا محمود بتساؤل: ليه؟
أمل بنفاذ صبر: مبينزليش من زور مبطقهوش محمود بانفعال خفيف كاد أن يتحدث ولكنه أخذ يسعل بشده مما جعل أمل تهب واقفه متجهه إليه لتعطيه كوب الماء وما أن شربه حتي هدأ قليلا وأخذ يلتقط أنفاسه بصعوبه، حتي قال بعتاب: - الراجل دكتور ومن طريقه كلامه كويس في ايه بقا أمل: يا با... محمود مقاطعا: اسمعي يا أمل أنا خلاص مش ضامن عمري أنا حاسس اني في ايامي الأخيره، نفسي أطمن عليكي قبل ما أموت.
أمل بحزن: بعد الشر عليك يا بابا ربنا يخليك لينا يارب محمود بهدوء، : خلاص نشوف الجدع لما يجي وبعدين تقولي رأيك وبلاش تجادليني يا أمل أمل بتصميم: أنا مش هتجوز يا بابا أنا أصلا مبحبش الرجاله محمود بحده: الي بقوله يتسمع يا امل الراجل هيجي أنا هكلمه وهديله معاد جهزي نفسك واستهدي بالله كده نهضت أمل لتتجه الي الخارج وهي تهمهم بكلمات غير مفهومه، بينما ترقرقت الدموع في عينيها لتشهق بعد ذلك بغفرتها...
كانت أميره بمنزل عمها تجلس بصحبة ساره التي أعطتها الكتب التي طلبتها من عاصم، أمسكت أميره بالكتب الجديدة التي قالت عليها لساره وارتسمت ابتسامه علي شفتيها، لتتذكره عندما قال لها أنه سيأخذ الثواب عندما تقرأ فيهم فأخذت تقرأ بعد من قصص الأنبياء عليهم أفضل السلام، لكي تعطيه الأجر وتأخذ هي كمان الثواب، ليتشاركا الاثنان في الحسنات، ٱنتبهت علي صوت ساره وهي تقول: ايه انتي هتقريهم هنا.
أميره بهدوء: اه في مشكله - لا ما فيش مشكله يا أميرتنا قالها هشام مازحاً وهو يتجه إليهن ليجلس قبالتهن، بينما شهقت أميره بخضه وضحكت ساره بمرح فيما قال هشام مبتسما: معلش قطعت عليكم خلوتكم أميره بهدوء: ولا يهمك ساره ضاحكه: طب اسيبكم بقا عشان هخرج مع صحباتي هبت أميره واقفه لتقول بجديه: لا انا هروح بقا يلا سلام وقف هشام هو الآخر ليقول بحزن دفين: ليه كده هو اذا حضروا الشياطين ولا ايه.
أميره بدهشه: لا أبدا ليه بتقول كده ابتسم هشام وقال: طب تعالي أوصلك أميره بارتباك: لا مفيش داعي هشام مصمما: لا طبعا فيه داعي سارت أميره أمامه، ليتجها الاثنان الي الخارج بينما قلب هشام يدق سريعا معلنا عن عشقه لتلك الأميره التي لم تشعر بذره من المشاعر تجاهه.
سارت اميره بجوار هشام وهي تشعر بالضيق من اقترابه منها فقالت يا هشام ارجع هوا انا صغيره يعني هضييع هشام، اه صغيره اميره، لأ طبعا كبيره انا خلاص قربت ادخل الجامعه نظراليها هشام بحيره وقال، ولما انتي كبيره مردتيش عليه ليه اميره، مش فاهمه هشام، لأ يا اميره فاهمه انا قلت لك اني ناوي اكلم عمي بخصوصك بعد النتيجه ما تظهر اميره، تاني يا هشام قلت لك ما بحبش الكلام ده.
هشام، يا اميره كل ال طالبه منك تعرفيني بتحسي بمشاعر تجاهي هتبقي فرحانه لو اتقدمت لك بس مشاعرك تجاهي مش اكتر ال عاوز اعرفه انتي بنت عمي يعني لحمي ودمي فهمتي يعني مستحيل ااذيكي او ضايقك وخصوصا اني... صمت قليلا ثم قال، خصوصا انك غالية عندي اميره، يا هشام انت مش بس ابن عمي انت اخويا كمان ساعات بتمني كنت تبقي انت اخويا بدال سالم ابتسم هشام وقال، بس انا بحمد الله ان انا مش اخوكي.
ثم استئنف خلاص يا اميره اول ما النتيجه بتاعتك تبان هخلي بابا يكلم عمي محمود اتقفنا اميره، لأ يا هشام انا مش هتخطب الا بعد الجامعه ان شاء الله لو سمحت ما تتكلمش تاني في الموضوع ده لاني بتضايف بجد وصلا الي البيت فقال هشام آجلا ام عاجلا انتي ليه يا بنت عمي طرقت اميره باب البيت ودلفت مسرعه اقتربت نجيه من الباب وقالت، تعالي يا هشام يا حبيبي البت الجبانه دخلت وما قلتلكش اتفضل.