رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع والعشرون
تجمدت مكانها بصدمة جليه وهي تري هاتفها تبعثر وتناثر إلي قطع صغيرة! إتسعت عينيها برعب وهي تطالع وجهه الغاضب وملامحه التي إحتدت وكأنه أصبح شخص آخر غير عاصم حبيبها وزوجها! قبض علي ذراعها ليوقفها علي قدميها وهو يقول بصياح: أنتي إزاي تتكلمي عن الزفت ده كده عادي قدامي! أنتي ايه معندكيش دم مفيش أي مراعية لمشاعري.
إنهمرت الدموع من عينيها وهي تشهق عالياً، بينما شد هو علي ذراعها أكثر وهو يقول بحدة: لما أكلمك تردي عليا أنتي فاهمة ولا لاء هزت راسها بايجاب بخوف شديد وهي تقول من بين شهاقتها: ف فاهمه فاهمه رد بملامح متهجمة: الي حصل ده ميتكررش تاني وإسم الزفت ده ميجيش علي لسانك تاني فاهمااااني! أومأت له من وسط بكائها المرير، ليدفعها عاصم علي الفراش بقوة ويتركها مُتجها إلي الشرفه!
ليزداد بكائها علي حالها، أنه اليوم الأول في حياتهما وبهذا الشكل فكيف ستكون بقية الحياة معه!
علي جانب آخر... صاح عبادة وهو يقول بغضب: أنا بجد زهقت منك علي طول مهملة في البيت وفي الأولاد بجد خلاص مش قادر أستحملك ردت عليه إبتهال بصياح هي الأخري: أنت الي مش عاجبك حاجة أبدا اعمل ايه يعني أءيد صوابعي العشرة شمع عشان خاطرك! ده شغلي ومش هتنازل عنه عبادة بغضب: وبيتك وجوزك وعيالك يا هانم فين من ده كله! أنتي عاوزة تعملي الي علي كيفك أنتي وبس!
إبتهال بلا مبالاه: ما أنا بغسلكم وأكلكم وأشربكم عاوزين ايه تاني يعني صر عبادة علي أسنانه وتابع: وفين مشاكل ولادك فين المذاكرة الي بتذكريهالهم فين النصايح الي بتنصحيهم بيها يا هانم فين فين! أنتي مقصرة في كل حاجة وأنتي ولاااا دريانة أصلا.. ظلا هكذا إلي أن قاطعهما طرقات الباب فتوجه عبادة ليفتح وهو في قمة غضبه... فتح ليدلف مصطفي الذي قال بذهول: في ايه يا عبادة؟ صوتكم جايب لآخر الشارع.
تنهد عبادة بارهاق وتابع: أهلا يا دكتور، كويس إنك جيت لآني خلاص معنتش قادر أستحمل أختك صاحت إبتهال مرة أخري وهي تقول: متستحملش يا أخي طلقني وريحني..! ذهل مصطفي فقال: ايه يا إبتهال هي طريقة نقاش وبعدين هي دي أهلا وسهلا لأخوكي الي جاي يزوركم..! هدأت إبتهال قليلا وقالت: معلش يا مصطفي اسفه، ثم صافحته وهي تقول: وحشتني طمني عليك أومأ مصطفي وقال: الحمدلله كويس وشكلي جيت في وقت مش مناسب.
عبادة: لا مناسب أوي عشان تشوف أختك حسها بيعلي علي جوزها إزاي..! تنهد مصطفي وجلس بانهاك شديد، ليقول بتعب: أنتوا مش هتبطلوا أبدا يا عبادة.. إبتهال بحنق: سيبه يستريح دلوقتي يا عبادة لو سمحت صمت عبادة بينما قالت إبتهال في تساؤل: أومال فين إيمان وسلمي يا مصطفي مجوش معاك ليه؟ تنهد مصطفي وقال: أنا طلقت إيمان. خبطت علي صدرها وهي تقول: اييييه طلقتها بينما قال عبادة بذهول: طب ايه الي حصل.
أغمض مصطفي عينيه، وإبتلع ريقه بمرارة وتابع وهو يقول: هحكلكم!
بعد مرور ساعة... خرج عاصم من الشرفه ليتجه إلي غرفة النوم ليجد أميرة لا تزال تبكي بحرقة ليعاتب نفسه علي ما فعله بها ويتجه إليها ويجلس قائلاً وهو يرفع خصلات شعرها عن وجهها: حبيبتي آسف مكنش قصدي أكسرلك التلفون ولا أخوفك كده ظلت تشهق وهي تتطالعه بحزن فجذبها بين أحضانه محاولا تهدئتها ليقول وهو يمسد علي شعرها نزولا إلي ظهرها: ششش سامحيني حبيبتي متزعليش.
إبتدت تهدأ قليلا في أحضانه بينما ظل هو يؤرجحها بخفة وكأنها طفلة فعلا: طبع قبلة علي جبينها وأبعدها قليلا ورفع أنامله ليمحي دموعها بحنان، ليقول هامساً: سامحتيني حركت رأسها نافية بحزن واضح علي ملامح وجهها الطفولي ليبتسم بهدوء ويقترب طابعاً قبلة علي وجنتها قائلاً بهمس رقيق: حقك عليا والله بحبك وبموت فيكي بس غيرتي مجنونة عليكي يا أميرتي تحدثت أخيرا وهي تقول بتنهيدة: ممكن متخوفنيش كده تاني؟
أومأ لها برأسه وهو لا زال مبتسماً، فقال بهدوء: خلاص سامحتيني؟ إحتضنته من عنقه وهي تتابع ببراءة: أيوة سامحتك إبتسم لبرائتها وشدد من عناقها وأغمض عينيه بإستمتاع...
جلس سالم علي مكتبه لأول مرة يفتح كتبه المُبعثرة وهو يقول بتحدي: بقي أنا فاشل! ماشي يا سارة أن ما وريتك سالم مين مبقاش أنا شرع في المذاكرة بينما دلفت نجية بتعجب وقالت: سالم! تحدث بلا مبالاه: نعم نجية بذهول: أنت بتذاكر؟ سالم بضيق: اومال يعني بلعب يا ماما أيوة بذاكر في حاجة؟ إبتسمت نجية وهي تقول: يا ألف نهار أبيض أزغرط يا ناس ربنا يابني معاك وتنجح بقي وتخش كلية عدله زي بقية اخواتك.
سالم بنفاذ صبر: طيب طيب روحي خلي سمرة تعملي عصير ولا أي سندوتش بقي..! نجية بغيظ: طيب أهو ده الي فالح فيه! خرجت نجية وحدق سالم في الفراغ وهو يقول: طيب يا سارة!
بعد مرور ثلاث أسابيع... ذهب هشام وعائلته إلي منزل نجمة ليتقدم هشام رسمياً ويطلبها من أبيها.. تحدثوا في أمور الشبكة والمهر ومتطلبات الزواج، ليمنحوهم بعد ذلك فرصة للتعارف علي بعضهما أكثر، حيث تركوهما وجلسوا بعيدا ولكن علي قدر ليس بعيد... تحدث هشام بهدوء: ازيك يا آنسه نجمه؟ تنحنحت نجمه بحرج وقالت بتوتر: الحمدلله.. إبتسم هشام بخجلها الذي جذبه لها وقال: أنتي مكسوفة ولا إيه؟
إبتلعت ريقها بتوتر وتابعت: آآ ها ضحك بخفوت وقال: طيب لو عاوزة تسأليني عن أي حاجة إتفضلي! نجمه بثبات: هو أنت موظب علي الصلاه؟ أجابها بثقه: طبعا الحمدلله.. ردت قائلة: هو إنت إتقدمتلي ليه؟ ذهل من ذاك السؤال ؛ وعقد حاجباه فلم يجد شيئا يقوله الآن وكأنها تعمدت ذلك لتري هل حقا تقدم لشخصها أم غرض ثاني!
تنحنح وهو يقول: إحم، إتقدمت عشان أنتي بنت كويسه الكل بيشهد بأخلاقك لبسك واسع ومحترم وأهلك ناس كويسه وأنا مش هلاقي أحسن من كده... إبتسمت بسعادة فإبتسم هو الآخر لعفويتها فقالت هي بخجل: طيب لو عاوز تسألني عن أي حاجة إتفضل.. حركت رأسه نافياً وقال غامزاً: لا أنا مش عاوز أسأل، هاخدك زي ما أنتي! توردت وجنتيها بشدة ونهضت مهرولة إلي الداخل في حين إبتسم وهو يتنهد بإعجاب...
في منزل عاصم... وقفت حكمت في المطبخ بعد أن جاءت بصحبة إبنتها حنان حيث ستترك حنان مع أخيها وترحل هي مرة أخري ولكنها أصرت أن تفعل الطعام ويتناولا الغداء معا... كانت تجلس أميرة بصحبة حنان تتمازحا سويا فتوجه إليهما عاصم وهو يقول بحدة: أميرة! هو أنتي سايبه أمي في المطبخ وقاعده هنا هي جاية تخدمك! من فضلك قومي ساعديها:!
نهضت أميرة وهي تومئ برأسها، ثم دلفت إلي المطبخ ليجلس عاصم بجانب شقيقته ولف ذراعه حول كتفها وقال: أخبارك ايه يا حنان؟ حنان بخوف بعض الشئ: الحمدلله كويسه يا عاصم مسد علي ذراعها وقال: ديما أسمع عنك كل خير.. إبتسمت له بإرتباك وكأنه قد عرف شيئاً عن ما تخفيه، هكذا ظل قلبها ينبض بشدة..
بعد قليل قد انتهت حكمت من عمل الطعام بمساعدة أميرة وجلسوا يتناولون الطعام بينما كان عاصم يطعم أميرة في فمها بيده مما أثار دهشتها! يوبخها تارة ويلاطفها تارة أخري، ترتاح لحنانه وتخاف من بطشه، أحقا بشخصيتان؟..
تنهدت وإبتسمت حين إبتسم لها وهو يطعمها حتي انتهوا: فرن جرس المنزل معلنا عن وصول احد ففتح عاصم ليستقبل نجية بصحبة أبنائها وسهام زوجة سعيد ليرحب بهم وتركض أميرة تجاههن بفرحة عارمة عانقتهن بسعادة وجلسن جميعاً... لتقول حكمت بعد ذلك: يا أهلا وسهلا إزيك يا ست سهام نورتي بيتنا المتواضع إبتسمت سهام وقالت: البيت منور بإصحابه يا حكمت تسلمي.. دلفت أميرة بصحبة شقيقاتها إلي الغرفة يتحدثن علي إنفراد.
بينما تحدثت سهام مرة ثانية: ألا أنتي دلوقتي مبقتيش تشتغلي في البيوت يا حكمت حكمت نافية: لا كبرنا بقي يا ست سهام ومعنتش قادرة علي الشغل.. ضحكت سهام وقالت موجهه حديثها لنجية: حقه يا أم سالم بجد ملقتش في نضافة حكمت كان عليها مسحة بلاط بالخيشه تخلي الشقه بتبرق ولا مسكة مقشه بجد لهلوبه خسارة مش لاقيه حد ينضف بذمة كده:!
أصبح عاصم علي وشك الإنفجار حالا حينما صر علي أسنانه ونهض غاضبا إلي الداخل حتي لا يفعل ما لا يحمد عقباه بعد ذلك... عاتبت نجية سهام وهي تقول: ملكيش حق يا سهام ياختي خدي بالك..! سهام ببلاهه: والله ما أقصد حاجة هو عاصم زعل ولا إيه حكمت بتنهيدة وغيظ: ولا يهمك يا ست سهام! طرق عاصم باب الغرفة فإتجهت أميرة لتفتح فدلف وهو يقول بحدة: معلش عاوز مراتي علي ٱنفراد..! ذهلت أميرة وقالت: عاصم آآ.
قاطعها وهو يحدجها بنظرات حادة فصمتت وهي تنظر إلي شقيقاتها بينما قالت أمل بغضب: أنت بتطردنا ولا إيه يا عاصم؟! رفع عاصم احد حاجباه وتابع: أنا قولت عاوز مراتي علي إنفراد مطردكمش ولا حاجة.
كادت أن تتحدث ولكن قاطعتها إيمان حين قالت: يلا يا أمل معلش احنا اتطمنا علي أميرة وخلاص يلا: ثم أخذتها واتجهتا الي الخارج ليغلق عاصم الباب وتصيح أميرة قائلة بحدة: أنت بتعمل ليه كده يا عاصم هي حصلت تطرد إخواتي وتخرجهم كده بجد أنت متعرفش يعني ايه إكرام الضيف ولا تعرف أي حاجه نظر لها بشراسه ورفع يده عاليا ثم هبط بها علي وجهها لتتسع عينيها بصدمه جليه غير مُصدقه لما فعله!
ليجذبها من خصلات شعرها نحوه وقبل أن تصرخ كتم فمها بيده حتي تصدر صوتاً وتعلم أمها الذي يفعله بها ليقول بهمس خنقها أكثر: أخرسي وصوتك ميعلاش عليا إلا قسما بالله هوريكي الي عمرك ما شفتيه يا أميرة! ظلت تتلوي بين يديه محاولة التنفس بأي وسيلة إلي أن أزاح يده عن فمها ولكنه مازال ممسكا بها وجذبها أكثر إلي صدره ليقبلها بنهم وكأنه يودعها غضبه حتي تورمت شفتيها.
إبتعدت عنه وهي تبكي وتلهث بشدة بينما أخذ عاصم يلتقط أنفاسه وقال بصوته المُرعب: متخرجيش بره فهماني! ثم فتح الباب وخرج ليجلس مع الضيوف مرة ثانية فقالت نجية بتساؤل: أومال فين أميرة يابني؟ عاصم بثبات: نامت لأنها تعبت وصدعت نجية باستغراب: دي كانت لسه كويسه دلوقتي تعبت إزاي أنا هقوم أشوفها عاصم بصرامه: لا معلش مش عايز حد يزعجها إتسعت عينا نجية وهي تقول: يزعجها!
عاصم مؤكدا: أيوه هي عايزة ترتاح من فضلكم سبوها بقي! سهام بهدوء: طب يلا يا نجية طالما تعبانه ونبقي نيجي نشوفها بكره ولا حاجة تنهدت نجيه وقالت بغضب: طيب يابني أبقي بلغها أن هجيلها بكرة أطمن عليها يلا سلام عليكم وإتجهت بصحبة أولادها خارج المنزل ليتنهد عاصم بارتياح قليلا ومن ثم إتجه إلي غرفة نومهما ليفتح ويدلف مغلقا الباب خلفه بالمفتاح فإنتفضت أميرة خائفة ناظرة إليه برعب...
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثلاثون
في طريق عودتهم إلي البيت أظهرت سهام إمتعا ضآ من تلك الطريقه التي تعامل معهم بها عاصم وكلآ منهم يحمل في نفسه تساؤلات عن طبيعة العلاقه بين عاصم وأميره قالت نجيه بسذاجه، يا جماعه عرسان تلاقينا روحنا في وقت مش مناسب همست إيمان لأمل التي تسير بجوارها خلف نجيه وسهام.
سبحان الله عمري ما إرتحت لعاصم وأميره دي حتت عيله رفضت الدكتور ال إتقدملها وشقتها كانت هتبقي في المنصوره وعيلته عيله كبيره ورفضت هشام وتحدت الدنيا علشانه همست أمل ضاحكه، يمكن زي ما ماما بتقول رحنا في وقت مش مناسب مش دخل وقال عاوزها في كلمه تعالت ضحكاتهما وقالت إيمان، يمكن.
بينما رفعت أميره وجهها وإرتعدت أوصالها عندما علا صرير الباب يعلن عن قدوم عاصم أضاء الغرفه، وهاله منظرها بعيناها الحمراوتين ورجفة شفتاها هم بالإقتراب منها ولكنه توقف حينما سمع صوتها المرتجف متقربش مني لو سمحت. ارجوك ما تقربش مني همس بصوت حزين النبرات، أنا آسف أنا بحبك يا أميره أقسم بالله بحبك همست بصوت مبحوح متأثر، بينما وقف متصلبآ ينظرإليها إزاي بتضربني بإيدك وبتحضني بيها في في نفس الوقت.
إزاي من بين شفايفك بسمع تهديد ووعيد وتبوسني في نفس الوقت صاحت وهي تمسك رأسها بألم، إزاي يا عاصم قولي إزاي نظر إليها بحيره وكأنه يناقش ضميره الذي يحارب بضراوه مشاعره المندفعه تجاهها نظر إليها بتأمل ملامحها الرقيقه وعيناها الخضراوتان تقلصت أعصابه حينما شعر بها ترتعش أمامه بضعف همس، أميره إنتي بردانه قالت بضعف، أنا تعبانه يا عاصم أرجوك سبني لوحدي: أرجوك.
إقترب منها وقال بتأثر، انا بحبك ومش قادر أشوفك كده والله ما أنا قادر إقترب أكثر وصعد بجوارها علي الفراش جذبها ليحتضنها ودس رأسها تحت ذقنه ضمها لقلبه وأحاطها بذراعيه وأخذ يهمس بكلمات الحب والهيام فأغمضت عيناها مستسلمه لذلك العاشق القاسي وناما متعانقين لتجف علي وجنتاها دموعها الحائره... في الصباح فتحت أميره عيناها بتثاقل حينما مرر عاصم يده برقه علي وجنتها عاصم، همست إسمه بصوت رقيق ترنح له قلبه.
فقال، صباح الخير أنا حضرت لك الفطار علشان أصالحلك.
طوقت عنقه بيديها سامحه لعواطفها أن تسيطر علي عقلها كما إعتادت أن تفعل معه دائمآ، لتسلل يده إلي خلصات شعرها الناعمه ويدس فيه أنفه يستنشق عبيره الجذاب نهضت بتكاسل ليتشاركا طعام الإفطار كانت متسامحه ولكن ما زالت عيناها تحملان الكثير من التساؤلات والتعجب...
في كلية الهندسه جلست أمل شارده لقد مضي شهر كامل منذ أن سافر عمر فلما لم يعد بعد... شعرت بإهتزاز هاتفها حيث أغلقت رنينه أثناء المحاضرات تهلل وجهها حينما أضاء إ سم عمر الشاشه لم تستطع التحمل فنهصت لتستأذن بالإنصراف متعلله بعذر واهي... وهرعت إلي حيث مكتبه المغلق ليعاود عمر الإتصال من جديد عمر حبيبي إنت رجعت، قالتها وهي تنظر لباب الغرفه المغلق ليأتيها صوته الممزوج بالشجن، لاء يا أمل أنا هغيب كمان شهر.
إلتفتت لتستند بظهرها علي باب الغرفه المغلق وتضغظ علي شفتها السفلي بأسنانها العلويه وهي تحاول أن تتماسك وتسيطر علي الدموع التي تجمعت في مقلتيها فهمست، هتغيب شهر كمان ليه! عمر بهدوء، شغل يا أمل إنتي بتعيطي ركلت أمل الأرض بقدمها بغضب وقالت بعصبيه، لأ مبعيطش هعيط ليه عمر بمرح، يلا فرصه علشان تذاكري وتركزي في الدراسه أمل بحزن، أنا مش بعرف أذاكر، إرجع.
شهقت حينما إمتدت يد ه القويه تجذبها من معصمها لتدخل المكتب بعد أن فتح الباب إتسعت عيناها بذهول وهمست عمر... إزدرت لعابها بإنفعال لرؤيته المفاجئه وهزتها مشاعرها المتضاربه فقالت بعبوس... إنت واحد كذاب إرتجف صوتها حينما لمحت ومضه هزليه في عينيه حيث إرتفعا جانبي فمه الذي ارتسمت عليه التسليه والمرح من ردة فعلها وقال بكبرياء، كنت عاوز أظبتك وإنتي هتتجنني عليه وأضاف ساخرآ وظبتك وكزته بغيظ وقالت.
إنت كذاب يا عمر زعلانه منك ليجذبها إليه ويبثها عواطفه بقبله محمومه وبعد دقائق يتركها لتترنح بينما راحت عيناه تخترقان عيناها بشوق وإندفاع تركها وهمس قائلآ، حرام عليكي بقي خلينا نتجوز أمل بإبتسامه مشرقه، هانت عمر بمرح، إن ماخلصت منك ال بتعمليه فيه دا يا أمل كنت هتجنن يلا بينا أمل بتعجب، علي فين عمر بإبتسامه حانيه، هنخرج ناكل وأحكي لك وتحكي لي لسه عندي كلام كتير أقولهولك...
في بيت عائلة عاصم خرجت حكمت من البيت وهي تستعد للسفر إلي محل إقامتها تاركه حنان لتعيش مع أخيها حكمت بحنان، أنا ماشيه يا بنتي روقي البيت وإقفليه وروحي بقي شقة أخوكي ذاكري ومالكيش دعوه بشغل البيت حنان بهدو ء، طيب بس متغيبيش عليه بعد إنصراف والدتها فعلت حنان ما أمرتها والدتها ثم أغلقت البيت وسارت متخذه طريقها لشقة عاصم إبتسمت بمرح حينما تذكرت ياسين وبالفعل ذهبت إلي محله الصغير.
وقالت بدلال، عاوزه لبان و شيبسي تهللت أسارير ياسين ومنحها ماتريد وحمل الدفتر اللذان إعتادا تبادله وناوله لها قائلآ بإبتسامه، علي فين حنان بخيبة أمل، هعيش مع أخويا يا ياسين ومش عارفه هقدر أشوفك تاني ولا لأ ياسين بمحبه، لو بتحبيني هتيجي تاني يا حنان ما إنتي مش راضيه تديني رقم تليفونك حنان بإصرار، قلت لم ما ينفعش يا ياسين ياسين بحنان، طب هتردي علي كتبتهولك في الكشكول.
حنان بهيام المراهقين، هسهر أقراه كله يا ياسين سلام بقي طل يتابعها بعينيه بهيام إلي أن إبتعدت عن ناظريه... طرقت باب شقيقها الذي فتح لها وقال بحديه، أمك مشت حنان بهدوء، أه مشت عاصم بحنان، طيب سريرك جوه في في أوضة السفره إدخلي إرتاحي حنان بتطفل، أميره فين أميره بإبتسامه وهي تخرج من حجرتها، أنا هنا يا حنون أهلآ بيكي.
دلفت حنان لحجرتها وقالت أميره، إن شاء الله يا عاصم من بكره هرجع الجامعه السنه هتخلص وأنا مش عارفه حاجه عاصم بخفي إمتعاضه، طيب يا أميره ال يريحك يلا شوفي حنان كلت ولا لأ حطي لها الأكل أميره بإبتسامه، حاضر يا عاصم.
جلس مصطفي في حجره أعدتها له إبتهال وحيدآ يفكر في إيمان وسلمي ليس سعيدآ بما فعله لكنها إستفزته وأساءت إلي رجولته نهض ليذهب إلي عيادته، قرر أن يفني نفسه بالعمل لئلا يترك لنفسه مجالآ للتفكير المضني بزوجته وإبنته.
في منزل علا جلست مع صديقتها هدي تقص عليها ما فعله بها مصطفي وطبعا عكفت علي تغيير الأحداث لتبدو لهدي وگأنها ضحيه لمصطفي ونزواته قالت هدي وهي تتأمل صديقتها، يعني إنتي في العده دلوقتي رسمي علا بغضب، آه في الزفته هدي مبتسمه وهي تمصمص شفتيها، إدعي ربنا يأخده علا ببلاهه، وأنا هستفيد إيه لو راح في داهيه.
هدي بخبث، يا هبله الست بتورث لو في العده والدكتور مصطفي عنده شئ وشويات دأنا سامعه إن عنده أرض زراعيه في البلد وعماره في إسكندريه دا غير الفلوس ال ف البنك.
يلا سلام أنا ماشيه إنصرفت هدي ولم تعلم أنها أضرمت النار في الهشيم فقد ظلت علا تفكر في كلمات صديقتها لو إنتهت مدة عدتها فلن تستفيد شئ فليست حاضنه ولا تحمل طفل له في أحشائها أيضيع مخططها هباء?. منثورا لا لن تظل مكتوفة الأيدي فلتفكر في وسيله للخلاص منه والإنتقام لكرامتها المهدره علي درجات السلالم لقد ضربها وكاد يقتلها حينما تدحرجت فوق السلالم فلما لا ترد له الكيل كيلين...
في منزل سعيد توسد هشام فراشه واضعآ يديه تحت رأسه ينظر لسقف الحجره ويبتسم لم يظن أن نجمه خفيفة الظل كما إكتشف هو ظل يتذكر وجهها المحمر خجلآ إنها حلوه نديه كثمره مازالت معلقه بأغصانها يشتهي من يراها أن يتذوق طعمها شفتاها تشبه الكرز الأحمر وعيناها سودوان تري كيف يبدو شعرها تحت حجابها. سيزورها مرة أخري، نعم يشتاق اليها ويفكر فيها تعجب لقد إختارها بعشوائيه فهل سيقع أثير برائتها...
في المساء جلس عاصم يداعب أميره في حجرتهم الخاصه همس، بتحبيني يا قمر أغمضت عيناها وأومأت بصمت بالموافقه.
لتشعر بذراعيه تغمرانها وبالدفئ يجتاح كيانها فإستسلمت لعناقه لتسمح للمشاعر الحميمه السريان في عروقهما تركها فجأه كأنه تذكر شئ وقال بصوت رجولي حاني، هشوف حنان وأقفل عليها أوضتها أومأت بإبتسامه راضيه. خرج من الحجره بهدوء ليدخل بشكل مفاجئ علي حنان التي إرتعدت أوصالها رعبآ وهي تقذف الدفتر من يدها عاصم بإبتسامه، إيه خضيتك ولا إيه حنان بإرتباك، لأ، لأ، مش مخضوضه ولا حاجه يا عاصم قال بمرح: بتذاكري إيه.
حنان وهي تشعر بجفاف حلقها، مممم، ممم محاسبه.
هلعت حينما إنحني ليجلب الدفتر ونهض قائلا طيب يا حبيبتي. أنا رايح أنام لو عوزتي حاجه ناديني حاضر... قالتها بهدوء إرتعدت حينما عبثت يداه بالدفتر وإتسعت عيناه بذهول مما يري أخذ يتصفح الدفتر ويقرأ كلمات ياسين ومن ثم كلمات حنان التي يعرف خطها جيدآ نظر إلي وجهها مطولآ في تلك اللحظه خرجت أميره تتفقده لتسمعه يقول بصوت منخفض فيما يشبه الهدوء، إيه ده، مين الواد ده حنان برعب، مممممم معرفش.
صرخ وهو يصفعها بقوه وحزم، مين ده إنطقي، إنطفي بقولك حنان مرتجفه وهي تبكي، أنا آسفه يا عاصم أنا آسفه سامحني لتنهال الصفعات الداميه علي وجنتيها ولم تكن أميره بأفضل حال من حنان كانت ترتجف من الرعب وهي تسمع ضرب عاصم المؤلم لحنان وصريخها وعويلها ناهيك عن أبشع الألفاظ الذي يتفوه بها أرادات أميره أن تتدخل ولكن خوفها الشديد جعلها تندفع إلي حجرتها مهروله لتضع وجهها في وسادتها وتسيل دموعها في صمت حزين...
عادت إيمان إلي شقتها ورغم ما حدث بينها وبين زوجها لم تستطع إخبار والدتها أو أي أحد بسبب إنفصالها عن زوجها تعللت بأنه يحاول منعها من العمل وقررت ألا تسئ إليه بكلمه فالجميع ينظرون إليه بتبجيل وإحترام وأبدآ لن تشوه صورته الجميله فهو والد أبنائها وهي رغم عندها وكبريائها الذي يحول بينها وبينه ما زالت تحبه وتحمل له الكثير من الذكريات الجميله...
للمره الأخري يذهب هشام لزيارة بيت نجمه حاملآ لها الهدايا وبعض الحلوي وللمره الثانيه يتأملها بشغف ويستمتع لحديثها المرح حاول هشام أثناء حديثه معها أن يمسك يدها وهو يقول وريني كده شكل الدبله في إيدك يانجمه ليتفاجئ بنجمه التي نهرته بشده لتقول: تمسك إيدي بتاع إيه دي خطوبه ومش من حقك لا تسلم عليه ولا تمسك إيدي إنت من دول بقي ولا إيه هرش هشام في رأسه وقال، يا دي المصيبه هتفضحيني ما كانتش ماسكة ايد.
نجمه بإصرار، لأ أنا واخده درس عند أبله عزه وفاهمه... هشام بغيظ، كده يا بنت الحلال هكلمك ابوكي ونكتب الكتاب ونتفض ولو عاوزه نتجوز نتجوز نجمه بجديه، لأ كفايه كتب كتاب الجواز لما أدرس أخلاقك لشكلك ما يطمنش لينفجر هشام ضاحكآ من الغيظ ويهمس يا وقعتك السوده يا هشام وأنا بقول صغيره ورومانسيه بصي أنا عارف نفسي فقر وحظي مهبب، فتضحك نجمه بمرح قائله لا يا أتش حظك خلاص بقي حلو بدال خطبتني..
هشام وهو ينهض لينصرف أقسم بالله لأكتب الكتابه هيه تدبيسه والسلام ال ما أمسكش إيدها يعني أفضل خاطبك وحرام أقعد معاكي، حرام أمسك إيدك نجمه ببرا ء، أيوه أبله عزه قالتلي الدين بيحميناو بيقينا من الأخطاء هشام بضيق، ولما نكتب الكتاب هتقولي برده حرام نجمه بإبتسامه جذابه، لا تخلو من الشقاوه والدلال، ساعتها بقي هقولك الحدود ال أبله عزه علمتهالي هشام بملامح متجهمه، لو سمحتي بقي كفايه علام الأبله عزه لحد كده...
ولكن في داخله بدأت مشاعر خفيه تنمو وبشده تجاه تلك الصغيره الملتزمه المتحفظه... في صباح اليوم التالي جلست أميره في المدرج لتستمع إلي محاضره في علم النحو ورغمآ عنها شردت حينما تذكرت ما فعله عاصم مع حنان بالأمس وأثار هلعها لم يكتفي بالصفعات المتتاليه التي أدمت وجنتيها وتمزيق الدفتر بضراوه وعنف وإنما ذهب إلي المطبخ وخرج وهو يحمل قطعه من الخرطوم القاسي لينهال ضربآ عليها علي جميع أنحاء جسدها.
كانت حنان تبكي وتتألم وتهمس بخوف، كفايه، حرام، كفايه لم يتركها إلا حينما إنقطع صوتها فلم تعد تستطع الصراخ بل إستسلمت له كمن إعتاد منه ذلك رأتها أميره في الصباح متكومه علي فراشها وحزنت حينما حاولت أن تتحدث إليها ولكنها رفضت الحديث.
فجأه نظر الجميع إلي أميره التي إنتابها بكاء هستيري ولم تستطع السيطره علي إنفعالاتها الحزينه... نجمه برعب، مالك يا أميره توقف الدكتور عن المحاضره ونظر إليها متسائلآ برفق مالك يا بنتي لتجيب هامسه، بابا مات قريب فيقول بشفقه، طب إتفضلي روحي إرتاحي خرجت برفقتها نجمه التي تعجبت مما يحدث لصديقتها أخذت تفكر رجل فقط رجل رجل يجعل المرأه الكبيره تبدو مرحه كما لو كانت شابه في مقتبل العمر.
ورجل يجعل ملامح صغيرته كهله كئيبه إستطاع عاصم في شهور أن يجعل الفتاه العشرينيه الرقيقه متجعدة الوجه من شدة العبوس والخوف والأحزان المتلاحقه... أسأءت الإختيار وتحدت الجميع حينما إنبهرت بنظراته الحانيه وكلامه المعسول الذي أخفي بهم نقصآ وعيبآ لا تكتمل بهما رجولته ففي لحظه يشبعها حنانآ وهيامآ فإن أصابه غضب إنقلب إلي وحش عنيف نابي التصرفات والألفاظ هل ستصمد، بل هل تستطيع الصمود أمام تقلباته المتلاحقه...
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي والثلاثون
مالك يا حبيبتي، قالتها نجمه لأميره التي تسير بجوارها باكيه إيه ال فكرك بأبوكي دا بقاله سنتين ميت الله يرحمه جففت أميره دموعها بمنديلها الورقي وقالت لنجمه بحنان، إرجعي إنتي يا نجمه المحاضرات أنا بقيت كويسه لأء طبعآ مش هرجع وأسيبك عم إدريس هيجيلك ولا هتروحي مواصلات أميره بتصميم، قلت لك إرجعي محاضراتك يانجمه أنا كويسه يلا بالله عليكي إسمعي الكلام.
وبالفعل عادت نجمه مجبره وتركت أميره التي إتصلت بإدريس لتعود إلي قريتها لم تذهب لشقتها وإنما ترجلت إلي صديقتها ومعلمتها عزه التي أحسنت إستقبالها وفرحت بقدومها عامله إيه يا أموره سألتها عزه دموع متحجره لمعت في عينا أميره كفيله بأن تشعر عزه بذكائها وفطنتها أنها ليست بخير قصت أميره علي معلمتها بتأثر أحوال عاصم المتقلبه معها... ونصحتها المعلمه بالصبر والدعاء واللجوء إلي الله فهو القادر علي تبديل الأحوال.
حوار صادق وبسيط بعث في نفس أميره الأمل والتفاؤل وعادت إلي بيتها وهي تمني نفسها بتبديل أحوال زوجها للأفضل... فتحت الباب بمفتاحها وولجت إلي الداخل لم تجد عاصم فهو في عمله لكنها وجدت حنان تجلس في غرفتها تستذكر دروسها... أخذت تتودد لها فهي تريد أن تكسب صداقتها وودها وتشفق عليها من قسوة عاصم سألتها بتحفظ، حنان هو عاصم طول عمره كده أقصد يعني عصبي وبيزعل بسرعه.
حنان بلا مبالاه، عاصم حنين وطيب يا أميره بس لما بيغضب بيبقي مخيف بيبقي واحد تاني... أميره بإبتسامه ساخره، بيبقي نفسه يا حنان لما بيغضب بيظهر علي حقيقته...
إتصل مصطفي بإيمان وأخبرها بتحفظ أنه ينوي السفر للخليج فسوف يعمل في مستوصف طبي هناك لقد إتخذ القرار ينوي الفرار ربما يستطيع أن ينساها ويبدء حياه جديده بلا مشاكل ولا تعقيد تصنعت إيمان اللامبالاه رغم إن بداخلها صراع مريب وقالت ببرود مصطنع، والمطلوب مصطفي بهدوء، عاوز أشوف سلمي وتخليها معايا يوم ولا يومين مفروض هسافر بعد أسبوع.. صمتت قليلآ ثم قالت بضعف، وماله من حقك تشوفها وتقضي معاها وقت طالما مسافر.
بكره هجهزها وتعالي الصيدليه خدها معاك بس هو يوم واحد أنا مقدرش أبعد عنها... مصطفي بتهكم، بس تقدري قوي تبعدي عن غيرها... صمتت لبرهه ثم أنهت المحادثه الهاتفيه معه وهي تفكر، أيبتعد، يسافر، لم تحسب حساب لتلك الخطوه أبدآ هروبه نعم آثر الهروب من الماضي منها ومن علا لعله ينسي ويبني حياه جديده...
في كلية الهندسه جلست أمل تنظر لعمر أثناء محاضرته بإبتسامه خجوله تعمد التجول في القاعه علي غير المعتاد لتقول له طالبه بصوت رقيق، حمد الله علي السلامه يا دكتر الجامعه وحشه قوي من غيرك وحشتنا جدآ.
نظر إلي أمل التي لوت فمها بغيظ تعمد إثارة غيرتها حينما قال بإبتسامه جذابه شكرآ لذوقك آنسه الجامعه كمان وحشتني لتهمس أمل، وحشك قرد ضحكت وفاء بصوت مسموع لإنفعال أمل وغيرتها عمر، إحم نكمل باقي شرحنا أمل بغضب، لو سمحت يا دكتر ممكن أستأذن عمر، لأ: أقصد ليه لأ يا آنسه ما فيش خروج من المحاضره إلا بعد ما أخرج أنا... ضحك الطلاب فالجميع تقريبآ أصبح يعرف علاقة عمر وأمل الزوجيه...
إنتهت المحاضره وخرج عمر من المدرج بعد أن نظر لأمل قائلآ: تعالي مكتبي لو سمحتي لم تذهب إليه وإنما تعمدت العوده إلي بيتها مباشرة وفي المساء فوجئت حينما طرق عمر الباب ورحبت به نجيه وسالم الذي كان سعيد بالهدايا التي أحضرها عمر له من فرنسا كانت في الغرفه وتعمدت أن تدعي عدم المعرفه بقدومه فحضر سالم ليستدعيها ويخبرها عن هداياه القيمه كانت ترتدي منامه منزليه مريحه وربطت شعرها خلف ظهرها كذيل حصان.
وخرجت له بنفس مظهرها البسيط لتجلس علي مقعد مقابل له دون أن تبادله التحيه أوتلقي السلام نظرإليها مبتسمآ وقال: مفيش ازيك يا عموري أمل بجفاء، لاء مفيش عمر يدعي الغضب وهو ينهض، طيب أقوم أمشي بدال متضايقه أمل بغيظ، إنت بتستعبط مش كفايه قاعد تعمل حركات مع البنات في المحاضرات عمر بإبتسامه جذابه، بطلي غيره أمل وهي تلوي شفتيها: مبغرش يا عمر عمر مبتسمآ وهو يجذبها: بتغيري وبتحبيني كمان تنكري بس لو نكرتي هتتعاقبي.
أمل بسرعه، لأ مفيش عقاب بتنيل أحبك أنا عارفه إنت طلعتلي منين عمر، من الأسانسير يا ختي بقولك إيه رأيك في ده وأخرج خاتم ذهبي صغير ورقيق أمل، الله جميل يا عمر عمر بجديه، مش ليكي انتي كفايه عليكي أنا، ده لأميره هنروح نزورهم ونعطيها الخاتم وهديه لعاصم يلا روحي إلبسي ولا هنخرج بالبربطوز بتاعك ده أمل بتهكم، بربطوز إيه دي بجامه عمر ضاحكآ، طيب يلا هستناكي في العربيه.
بالفعل في دقائق معدودات خرجت إليه وهي ترتدي فستان رقيق وحجابها الشرعي الطويل ليفتح لها باب السياره وينحي لها بمشهد تمثيلي قائلا إتفضلي سيدتي الجميله إستقل السياره لتنظر إليه بحب وتقول، عمر إحلف بعد ما نتجوز تفضل تعاملني كده عمر بهدوء وتأثر، أحلف أعاملك أحسن من كده يا أمل أنا عاوز أعيش في هدوء وسعاده، مش مهم لو زعلنا من بعض المهم منقساش علي بعض لتردد بهدوء وكأنها تتذوق عبارته الرقيقه.
مش مهم نزعل مع بعض المهم منقساش علي بعض الله يا عمر أجمل كلمه سمعتها امممممم أعتبر دا وعد عمر بحنان وهو يشير للسماء، إعتبري ده عهد، عهد يا أمل كادت أميره أن تطير من الفرحه عندما أخبرتها حنان بقدوم أختها وعمر وعلي عجل إرتدت ملابسها كامله وخرجت لتحتضن شقيقتها بسعاده ونظرت لعمر وقالت، أزيك يا دكتر عمر عمر بإبتسامه، الله يسلمك معلهش زياره متأخره كتير فين عاصم.
أميره بهدوء، زمانه جاي هوا خرج من شويه وقال مش هيتأخر جلبت العصائر وبعض قطع الكيك التي صنعتها... وبعد قليل حضر عاصم ورحب بهم ظل منشرحآ إلي أن أخرج عمر العلبه الصغيره ليقدم لأميره الخاتم الرقيق ولعاصم هديته لمح السعاده في عيون زوجته ورآها تنظر بإنبهار للخاتم تجهم وجهه وما أن إنصرفو حتي صر علي أسنانه بضيق وهو يقول لأميره الخاتم ده يرجع لعمر ليه، يرجغ ليه، ردت بتعجب.
عاصم، علشان مش هقدر أرد زيه لمراته عرفتي يرجع ليه، أنا محدش أحسن مني لتنهار أميره، حرام عليك ال بتعمله فيه ده أنا تعبت يا عاصم عاصم بصوت جهوري، إحمدي ربنا إنتي عايشه أحسن عيشه أميره بقهر، فعلآ عايشه أحسن عيشه عايشه مع راجل عقله في إيده يعني بتستعمل إيدك في المناقشه مش دماغك يعني بحس بالرعب وأنا بتكلم معاك منتش كبير في السن، بس بحس عندك ميت سنه يعني من يوم ما إتجوزنا ما ضحكتش من قلبي.
لما سالم جري ورايا بشغل عيال قلت لازم نتجوز علشان تحميني مع إنه عمره ما ضربني زي ما عملت إنت الحياه معاك كئيبه ورتيبه أنا ندمت، ندمت علشان وقفت لأهلي علشان حاولت أنتحر وكأن ربنا حقق لي أمنيتي علشان أعرف إنه كان بيحوش عني الشر وأنا كنت متمسكه بيه أنا ندمت، ندمت يا عاصم: ندمت من قلبي إني مشيت وراه وإنخدعت فيك أنت غلطه، غلطه وهعيش طول عمري أدفع تمنها...
صمتت حينما تلقت صفعه مدويه قذفتها علي الأرض لتنهنه في صمت...
وكما أمست أصبحت لتمر الأيام وتجعلها أكثر قهرآ وبينما كانت أمل تحل إمتحانتها بثقه كالعاده يدعمها عمر أخفقت أميره وجلست تنظر في ورقة الأسئله بحزن فلم تختزل أي معلومات في رأسها الذي لا يحمل سوي بعض ذكريات جميله مع عاصم والكثير من الذكريات المؤلمه كان عمر يتعمد أن يري أمل أثناء تأدية إمتحاناتها يعرف قدرتها وتفوقها ولكنه يحب أن تشعر بوجوده معها في كل لحظه.
فوجئت بها يقف علي باب اللجنه التي ستؤدي بها إمتحان الماده الأخيره ينتظرها إبتسمت حينما رأته كان وجهها يحمل علامات الإرهاق من آثر السهر اليومي للإستذكار صباح الخير، قالتها أمل بإبتسامه قال وهو يمنحها زهره جميله يا صباح الورد البلدي علي عيون حبيبتي إتفضلي إيه ده يا عمر كيس فيه شيكولاته وبسكويت وعصائر قلمك في إيدك معلومات في رأسك ال يقولك غششيني، غششيه ميضرش ضحكت أمل بشده من كلامه وقالت.
حاسه إني عيله صغيره وأبوها واقف لها علي باب اللجنه قالتها وهي تضحك إلا أنها تأثرت فعليآ من مشاعر عمر الراقيه فإزدرت لعابها محاوله إخفاء دمعه تأثر وسعاده لتمتد يده الحانيه ليلتقطها قائلا إيه المشكله أكون جوزك وحبيبك وأبوكي وأخوكي كمان وتكوني ليه كل حاجه حلوه تركها لينصرف وتتبعه نظراتها الحانيه كيف لاتحبه وتعشقه وقد منحها الثقه والأمان لتشعر بأنوثتها وبأنها أجمل إمرأة في الكون هكذا فعل بها عمر الرجل الحقيقي.
المحب الحنون في وقت صفائهما والعادل المنصف في وقت غضبه...
خرج عاصم من المسجد ليسمع من يناديه بإلحاح نظر ليجد شاب صغير ينظرإليه ويمد يده مصافحآ وهو يقول، أنا عاوز من حضرتك ميعاد علشان آجي أنا ووالدتي نطلب إيد أخت حضرتك الآنسه حنان أنا إسمي ياسين ومعايا دبلوم صناعه وبشتغل في محل والدي الله يرحمه وشقتي جاهزه الحمد لله... تنحنح عاصم وقد عرف أنه من كان يكتب لحنان في الدفتر وقال، إن شاء الله هنتظركم الأسبوع الجاي دا لو سألت عليك ولقيتك كويس.
فرح ياسين وإندفع إليه يحتضنه ويشكره وعاصم يتعجب من البساطه والتلقائيه التي يتعامل بها ياسين...
بعد إنتهاء إمتحان اليوم الأخير عادت أميره لشقتها لتجد عاصم يجلس يشاهد كرة القدم علي التلفاز إنتبه لمقدمها وقال، هيه عملتي إيه في الإمتحان يا ميرا أميره بتنهيده، آهو الحمدلله وجدته هادئ المزاج فجلست بجواره وقالت بتوسل عصوم عاوزه منك طلب خير قالها بهدوء قالت بتحفظ، نجمه صاحبتي الوحيده وكتب كتابها بكره و... لم تستكمل فقد قاطعها قائلآ، لأ يا أميره مش هتروحي لهشام.
أميره بضيق، هشام مهما كان إبن عمي ومجترم والله عمره ما غلط إلا أيام خطوبتنا وبعدها قابلك وإعتذر منك في الفرح وبيتجوز نجمه عاصم ينهي الأمر بحده، لأ يعني لأ ولا بتدوري علي المشاكل إستسلمت وهي تشعر بالغبن وجلست تتخيل نجمه أعز صديقاتها وهي عروس وهمست، ربنا يهنيكي يا نجمه يا حبيبتي حقك عليه مش بإيدي كانت تتحدث وكأن نجمه تسمعها وفي الحقيقه تحدث نفسها.
جلس هشام بعد عقد قرآنه مع نجمه وهو يفرك يديه بسعاده وقال، نجمه، نجمتي العاليه عاوزين نقرب من بعض شويه عاوز أحس إنك فرحانه بيه نجمه بسعاده، والله فرحانه بيك جدآ وأنت بقيت جوزي جوزك قالها وهو يقترب من شفتاها بسعاده لكنها وضعت يدها علي شفتيها وأضافت، علي الورق لسه يا حدق لما نعمل الدخله يحلها ربنا هشام بغيظ، يا مرارك الطافح ياهشام كتب كتاب وعملنا تقولي دخله.
دخله في عينك وجذبها ليحتضنها برفق ويهمس لها بطريقه مضحكه حفله وشبكه وكتب كتاب الغرامه دي كلها بحضن أخفضت نجمه عيناها بخجل وهي تبتسم وهي لا تعلم أن خجلها وتحفظها جعلها غاليه في عين زوجها الذي بدء يشعر بنعمة الله عليه وكم هو محظوظ أن وفقه الله لتلك الزوجه الصالحه... في كلية الهندسه هرول عمر وهويحمل بعض الأوراق بيده وهو سعيد إتصل بأمل وقال إنتي فين يا أمل.
أمل بجديه، أنا في كلية التربيه بشوف نتيجة أميره ونجمه عمر بسعاده، ومش عاوزه تعرفي نتيجتك أمل بصياح: هيه طلعت عمر مبتهجآ، جبتها من الكنترول أمل بضيق، قول بسرعه يا عمر عمر بمراوغه، لو قلتي نتجوز الأسبوع الجاي هقولك أمل بتوسل، الله يخليك قول هموت من القلق عمر، تؤ إوعديني الأول إحنا مجهزين شقتنا وحاجتنا وتمام التمام لو وعدتينا هقولك أمل بصوت عالي، أوعدك بس قول مبروك يا حبيبتي الأولي علي الدفعه كالعاده.
سمعها تصرخ فرحآ وتقول، هييييييييه لم تكتمل فرحتها فقد خرجت من كلية التربيه تبكي بعد أن رأت نتيجة أميره لقدرسبت في خمس مواد كامله علي عكس نجمه التي نجحت بتقدير جيد جدآ، كيف ستخبر أميره ليتها ما عرضت عليها أن تذهب لإحضار نتيجتها إتصلت بعاصم وأخبرته ليخبر بدوره أميره التي أظهرت تبلدآ وكأنها كانت تتوقع ذلك وإنشغلت بعد ذلك بخطوبة حنان وياسين.
ومن ثم الإعداد لزواج شقيقتها أمل التي أخذت تعد فستان الفرح ومستلزماته ورفضت أن يراه عمر قبل يوم العرس.
في منزل سعيد طرق سالم الباب ليفتح له هشام ويستقبله قائلآ، أهلآ يا سلوم إتفضل ونادي علي أمه وساره وإستأذنه ليذهب لبيت نجمه التي عزمته علي طعام الغداء ووعدته أن تطهو له بيديها دخلت ساره الحجره التي يجلس بها سالم وقالت بتحفظ، إزيك يا سالم سالم، الله يسلمك يا ساره يا تري قدمتي في كلية إيه ساره بإبتسامه، الحقوق إن شاء الله يا سالم سالم بإبتسامه، وأنا فكرت وقدمت في جامعه عماليه هدخل.
كلية التجاره بما إني خدت دبلوم التجاره يعني إيه رأيك ولا إنتي لسه مش موافقه عليه يا ساره ساره بهدوء، إنتي مصمم عليه ليه يا سالم سالم ببراءه وتلقاىيه، لإني بحبك من لما كنا عيال صغيرين وممكن أعمل أي حاجه علشان أرضيكي ساره بإبتسامه، إنت بدأت تعمل فعلآ يا سالم بس لسه سالم بتعجب، ما أنا هروح الجامعه ساره، لأ مش بقصد كده أنا هدخل حقوق علشان أدرس ال ليه وال عليه يا سالم وباخد درس ديني مع نجمه علشان أتعلم.
وأنت كمان لازم تتعلم العيله بتاعتنا ظالمه وأنا مبحبش الظلم سالم ببلاهه، إزاي يعني ساره بتحدي، الميراث، ليه إنت تاخد كل حاجه وممكن بابا كمان يدي لهشام كل حاجه ونعيش من الحرام وإحنا مش عارفين رد لإخواتك حقهم يا سالم لو أبوك غلط صلح غلطه إبني بيت بجنينه لينا، همست بخجل، قصدي ليك وسيب لهم بيت العيله وقسم إيراد الأرض علي الجميع لو عملت كده هقبلك وأنا فرحانه وهتبقي في عيني راجل.
حك سالم رأسه وقال. بحيره، إنتي غريبه قوي يا ساره ساره بإبتسامه رقيقه، أنا قلت لك شروطي يا سالم لو عملت كده هحس إني راضيه بيك مش جوازه غصب. سالم بحيره، هفكر يا ساره في كلامك أوعدك أفكر.
بعد أسبوعين تم الإعداد لحفل زفاف عمر وأمل وتم الإتفاق أن تكون الحفل بقاعه أفراح بمدينة المنصوره جلست إيمان مع أمل وأميره قبل خروجهم من المنزل للذهاب إلي الكوافير ومن ثم إلي القاعه قالت أمل، الفستان حلو يا إيمي إيمان، حلو قوي يا حبيبتي ربنا يهنيكي يا رب نظرت أميره إلي أمل بإبتسامه هادئه وقالت، يلا يا أمل هنتأخر يا حبيبتي علي الكوافيره دخلت نجيه الحجره ولم تتمالك نفسها فبكت.
بتعيطي ليه يا ماما يا حبيبتي، قالتها إيمان وإلتفت الفتيات حول والدتهن التي قالت بتأثر البيت هيفضي عليه كلكم سبتوني وسالم كمان هيعيش في بيت لوحده إيمان بتعجب: ليه والبيت ده نجيه بتنهيده، بيقول إن ده بيت البنات إنهمرت دموعهن تأثرآ وقالت أميره سالم قال كده، دا بيت البنات جاءهم صوت سالم الذي وقف علي عتبة الباب أيوه وإيراد الأرض والمصنع هنقسمه بالعدل كمان للذكر مثل حظ الآنثيين أنا مش عاوزكم تكرهوني.
دخل إليهن لتحيطه كلآ منهن بذراعها ويقبلنه قالت أميره، أول مره أحس إن ليه أخ راجل وسند ربنا يخليك لينا يا سالم وقالت إيمان، ربنا يوسع رزقك يا سالم وهزت أمل رأسه وقالت پطريقه مضحكه، جدع يا ض يا سلوم تستاهل تبقي خال ولادنا ال هيجو إن شاء الله ليضحكو جميعآ: فهل صححت ساره الصغيره المفاهيم الخاطئه التي زرعها كبار العائله لتسبب الجفاء والحقد وتقطع صلة الأرحام...
إنتهت السيده المختصه من تجميل أمل التي أصبحت غايه في الجمال بفستان جميل تبدو فيه كالملاك البرئ وحجاب مزان بوردات جميله قالت إيمان لأميره، ما شاء الله شوفي يا أموره أمل بقت حلوه إزاي شهق عمر حينما رآها وقال، ما شاء الله قمر، قمر يا حبيبتي في القاعه جلست أمل مع زوجها في كوشه علي هيئة قلب وقال عمر بمرح، الفرح دا مالوش أي لزوم كان كفايه أخدك وأطير علي شقتنا.
إنتهي فعلآ الفرح حيث الجميع سعداء أهل عمر وشقيقته التي داعبته قائله أنا عازمه نفسي أبات في شقتكم النهارده أنا وعموري الصغير عمر وهو يدفعها برفق، يلا ياختي علي شقة ماما تحت، إنتي وعموري هنرش ميه يا حبيبتي، مع السلامه يا نوسه، مع السلامه ياختي... أغلق باب الشقه وفرك يديه في سعاده ودخل ليجد أمل جالسه علي الفراش فقال يلا يا أملي نصلي ركعتين.
وما أن إنتهو حتي غمزها بعينه بطريقه مضحكه وأخذ يردد مقطع من أغنيه شعبيه وهو يفتعل حركات مضحكه هاتي بوسه يا بت، هاتي حته يا بت أمل ضاحكه، وهي تجري من أمامه إبعد عني يا عمر عمر بخفة ظل، وترضهالي برده الليله، الليله يا عمده إستسلمي يا أمل إبعد عني يا عمر ولكنه لم يبتعد وجذبها ليقبلها بإشتياق ثم تركها ليطلق تنهيده قائلآ، مراتي حبيبتي ليقضيا ليلتهما الأولي في سعاده وحب وبعد ساعات من المرح والشوق ناما متعانقين.
تعجب عمر حينما وقفت أمل أمام الفراش في الصباح لتقذفه بالماء وتصيح، يلا يا عمر إصحي نفطر أنا مت من الجوع عمر بنعاس يانهار أبيض، إنتي إيه ال مصحيكي دلوقتي أنا ناوي أصحيكي بطريقه رومانسيه كل ال جهزته في دماغي باظ، يا رب ساعدني في عروسه تصحي جوزها في الصباحيه برش الميه وتقوله قوم جعانه عاوزه أفطر أمل بطريقه تمثيليه مضحكه. اه عادي ليه انت تصحيني مبحبش الحركات دي، وبعدين. ليه يعني مش أنا ال أصحيك.
وبعدين صباح الخير يا حبيبتي والحركات دي وشوية النحانيح دول إتهرسو في التليفزيون وروايات أميره أختي ال بتقراها نحن نحتلف عن الآخرون ثم قذفت له قبله في الهواء ثم قذفته بالمخده ليقذفها بالأخري وهو يردد، نحانيح ثم يتراشقا بالماء حيث مسك كل منهما زجاجه وهويهمهم والله ما أنا عاتقك لتنظر له بتحدي مانتش قدي يا بني ما تستفزنيش.
وتعالت ضحكاتهما وكلا منهما يحاول قذف الآخر والتغلب عليه حتي سمعتها والدته وإيناس بالأسفل لتضحكا أيضآ علي عمر وعروسه والمرح الذي يسود بينهما..