رواية نيران الحب والقسوة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي كاملةاقتباس من الجزء الثانيلم يتركها وشأنها بعدما تقدمت ببلاغٍ رسمي إنما أمر العسكري أن يحضرَ المُتهم إليه، وبالفعل بعد مرور دقائق دفعه العسكري دفعًا أمامه ،فراحت نظراته تنغرس فيه كالسهام تمزقه وقد أخشى النظرات فماذا إذا نهض من مكانه كما يفعل الآن بالضبط !!تراجع المُتهم للخلف بتوجسٍ ..وفي حقيقة الأمر لم يختلف حال الجاني عن المجني عليها !!فتلك نظرات وليد المريبة وشكل المتهم المخيف أصابها برجفة خوف عنيفة ..ليصلها صوته الجهوري كأنه أمر وجب عليها تنفيذه:-خُدي حقك منه !نظرت له بصدمة، كيف تأخذ حقها؟ جحظت عيناها وبللت شفتيها بتوتر شديد، فيصيح بها وكل أعصابه تحترق:-بقول خدي حقك !!اقتباس آخركان يستجمع بعض من اتزانه، وقد تحرر من صمته دون النظر إليها:-منتظرة منّي عقاب مش كدا؟رمشت بعينيها عدة مرات وقد خفق قلبها وحُشرت الكلمات في جوفها، وهو تابع ساخرًا:-العقاب دا كان ممكن أعمله لو أنتِ واحدة مهمة أوي عندي، أو أنا أصلا باقي عليكي!نظرت له بصدمة ولم تستطع كبح ردها:-يعني إيه؟ونظرة قوية أرسلها إليها وهو يُخبرها:-يعني أنتِ من طريق وأنا من طريق يا بنت الناس، والحمدلله إن مافيش لسة حاجة حصلت بينا، مجرد جواز على ورق وبس، تقدري بعد كدا تعيشي حياتك وتبدأي مع حد تاني غيري لكن مش أنا ..مش أنا يا رنا!ترقرقت العبرات الحارقة في عينيها وهي تُطالعه بنظرة تترجاه بأن لا يفعل، بأن لا يتركها تعاني مع والديها ثانيةً، بأن يسامحها على هذا الخطأ خاصتها ..تنحى جانبًا كي لا تُضعفه نظراتها الآن ودموعها، هو لا يُريدها معه وقال هذا عن إقناع ..ولكن قلبه لم يتفق مع عقله أبدًا في هذا !اقتربت منه خطوة واحدة وهي تتابع بصوت مختنق:-بس أنا حكيتلك كُل حاجة ومكذبتش عليك تاني.عاد ينظر إليها بعصبية مع قوله:-آه حكتيلي ،بس أنا مش قادر أبلع علاقتك بالزبالة دا حتى لو العلاقة دي انتهت، مش قادر أتخيل إنك كنتِ بتبعتي له صورك كدا عادي بمنتهى البساطة، وبتسمعيه كلام جميل !..كنت فاكر إن اللي ما بينكم اعجاب أو كلام عابر مجاش في بالي إنك بالأخلاق دي أبدا !فصول رواية نيران الحب والقسوة الجزء الثانيرواية نيران الحب والقسوة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأولأصبح ينظُر له بهدوء مُريب وهو يضع يديه في جيبي بنطاله، بينما الأخير ينظر إليها مع قوله الوجل:-دا مين يا رنا جوز...قُطعت عبارته بلكمةٍ قوية في صدغه يليها صوته الشرس:-متنطقش إسمها يا (، )..!ارتد محمود للخلف وهو يتحسس فمه بأنامله حيث سال على شفتيه خط رفيع من الدماء، ابتسامة حمقاء تشق ثغره الآن وهو ينظر إلى يزيد مُزيدًا الطين بلا بكلماته السّامة:-فاكرها محترمة؟ يا باشا دي متجوزاك عشان الفلوس وبس وكل دا متسجل معايا صوت وصورة، والنهاردة هي جيالي بإرادتها و...مرة أخرى جعله يبتلع لسانه حيث هجم عليه وغضب الدنيا يحتل كل جزء من جسده، يقبض على تلابيبه ويستديرُ به مُلصقًا ظهره في سيارته وينهال عليه بركلاتٍ ولكمات عنيفة، لم يستطع محمود أن يقاوم قوته وغضبه الآن، فقط كان يحاول الهروب لكن هيهات، لقد أحكم يزيد السيطرة عليه وبات يضربه ضربًا مبرحًا وكأنه فقد وعيه وبالفعل كلماته أشعلت النيران، نيران أحرقته هو أولاً..تصل سيارة الخاصة به ويترجل منها رجال شداد البنية، يقتربون من رئيسهم لكنه يُشير لهم بيده كي يبتعدون، ترنح محمود يمنى ويسرى في يديه إلى أن سقط على ركبتيه بإنهاك شديد، تركه يزيد والتقط هاتفه اللعين الذي يضم صور زوجته وكل الذي يهددها به، فيدفعه بعد ذلك إلى الخلف مُشيرا له بسبابته في صرامة قاتلة:-دي قرصة ودن صغيرة، لو فكرت تقرب تاني هدفنك مكانك لو عاوز تلعب في عداد عمرك، قرب!يتراجع للخلف فورًا جاذبًا إياها من ذراعها بعنف اخافها، ادخلها السيارة بقسوة وراح يركب ويقود على أقصى سُرعة، ابتلعت ريقها بخوف شديد، ربما لم يكن الخوف من بطشه إنما من صورتها أمامه وكلمات الغرام التي حتمًا سيقرأها عبر هاتف ذاك اللعين!ظلت تنظر له بتوتر رهيب تارة وتنظر إلى النافذة تارة أخرى، تفرك يديها ثم تعاود النظر إليه وتنطق بخفوت:-يزيد!تعابير وجهه كانت جامدة وساكنة, وصمته المخيف ازاد ارتباكها، لكن كعادتها تتحلى بالشجاعة وتستطرد:-أنا قولتلك على كل حاجة وعرفتك بالمقابلة دي فليه الغضب دلوقتي؟يلتفت لها فجأة بعينين حمراوتين من شدة الغضب ويصيح بها:-اخرسي!انتفضت في مكانها وهي مازالت تحدق به، بينما هو ينتبه إلى الطريق ضاغطًا على نواجذه بشراسة...في مركز الشُرطة.حيث يجلس الرائد وليد خطاب بهيبته المألوفة، تتابعه زهراء بنظراتها الخجلة، حيث في خلال أربعة وعشرون ساعة فقط استطاع أن يحصل على المتهم ذاك المُتعدي عليها، لم يتركها وشأنها بعدما تقدمت ببلاغٍ رسمي إنما أمر العسكري أن يحضرَ المُتهم إليه، وبالفعل بعد مرور دقائق دفعه العسكري دفعًا أمامه، فراحت نظراته تنغرس فيه كالسهام تمزقه وقد أخشى النظرات فماذا إذا نهض من مكانه كما يفعل الآن بالضبط!تراجع المُتهم للخلف بتوجسٍ، وفي حقيقة الأمر لم يختلف حال الجاني عن المجني عليها!فتلك نظرات وليد المريبة وشكل المتهم المخيف أصابها برجفة خوف عنيفة..ليصلها صوته الجهوري كأنه أمر وجب عليها تنفيذه:-خُدي حقك منه!نظرت له بصدمة، كيف تأخذ حقها؟ جحظت عيناها وبللت شفتيها بتوتر شديد، فيصيح بها وكل أعصابه تحترق:-بقول خدي حقك!ويستطرد وهو يتقدم من المتهم:-الواطي دا كان خاطفك لسبب دنيء زيه وهو إنه يغتصبك!تشعر بأن ساقيها لم تعد تحملاناها، صوته القوي يجبرها بشدة على الانتقام، أخذت تتنفس بصعوبة وهي ترمق ذاك الوضيع بعينيها الشرستين رغم وجل قلبها!تقدمت منه بخطوات متعثرة وصدرها في علوٍ وهبوط، يدها تمتد رغم ارتحافها بصفعة مدوية، تراجع المجرم للخلف مصدومًا لكنه لم يستطع الهرب فلقد اصطدم بالحائط من خلفه!وكالمجنونة التي فقدت عقلها انهالت عليه بضرباتٍ قوية، ماذا لو كان هتك عرضها؟فقدت السيطرة على نفسها وسددت له اللكمات والصفعات المُتتالية، تنتقم لذاتها بشراسة..كان وليد يشاهد رد فعلها بارتياحٍ وهو يجلس على سطح مكتبه وبدا وكأنه يستمتع بما يحدث!-خاين!قالتها الآن ودموعها تأخذ مجراها على خديها، ثم تعود لقراءة تلك الرسالة ثانيةً...(جوزك متجوز عليكي، فوقي بقى من النوم في العسل)أمسكت موضع قلبها تعتصره بقبضتها، اللعنة على هذا القلب فلولا لما كانت هُنا، تحت سيطرته!هل ستصدق دون دليل؟.أم أن رصيده في خيانتها سابقًا هو أقوى الأدلة؟!عليها التيقُن مما أُرسل إليها، وحينها ستقوم العاصفة، تلك العاصفة التي ستقضي على علاقتهما المُميتة...لاحقًا.عندما وصل يزيد بصُحبة رنا وصعدا معًا إلى غُرفتهما، وأغلق الباب خلفه بهدوء قاتل، صمت تام يسيطر عليهما، تنظر هي إليه في ترقب وخوف، ولم ينظر هو إليها نظرة واحدة حتى!كان يستجمع بعض من اتزانه، وقد تحرر من صمته دون النظر إليها:-منتظرة منّي عقاب مش كدا؟رمشت بعينيها عدة مرات وقد خفق قلبها وحُشرت الكلمات في جوفها، وهو تابع ساخرًا:-العقاب دا كان ممكن أعمله لو أنتِ واحدة مهمة أوي عندي، أو أنا أصلا باقي عليكي!نظرت له بصدمة ولم تستطع كبح ردها:-يعني إيه؟ونظرة قوية أرسلها إليها وهو يُخبرها:-يعني أنتِ من طريق وأنا من طريق يا بنت الناس، والحمدلله إن مافيش لسة حاجة حصلت بينا، مجرد جواز على ورق وبس، تقدري بعد كدا تعيشي حياتك وتبدأي مع حد تاني غيري لكن مش أنا، مش أنا يا رنا!ترقرقت العبرات الحارقة في عينيها وهي تُطالعه بنظرة تترجاه بأن لا يفعل، بأن لا يتركها تعاني مع والديها ثانيةً، بأن يسامحها على هذا الخطأ خاصتها..تنحى جانبًا كي لا تُضعفه نظراتها الآن ودموعها، هو لا يُريدها معه وقال هذا عن إقناع، ولكن قلبه لم يتفق مع عقله أبدًا في هذا!اقتربت منه خطوة واحدة وهي تتابع بصوت مختنق:-بس أنا حكيتلك كُل حاجة ومكذبتش عليك تاني.عاد ينظر إليها بعصبية مع قوله:-آه حكتيلي، بس أنا مش قادر أبلع علاقتك بالزبالة دا حتى لو العلاقة دي انتهت، مش قادر أتخيل إنك كنتِ بتبعتي له صورك كدا عادي بمنتهى البساطة، وبتسمعيه كلام جميل!، كنت فاكر إن اللي ما بينكم اعجاب أو كلام عابر مجاش في بالي إنك بالأخلاق دي أبدا!ابتلعت تلك الغصة المريرة في حلقها، واقترب خطوة أخرى منه فالتصقت به هذه المرة، أثرت عليه بالطبع لكنه لم يظهر ذلك إطلاقا ولم يتحرك قيد أنملة، فتتابع وقد تدفق دمعها أكثر:-ممكن تديني فرصة؟، أنا آسفة!فما كان منه إلا أن تركها وانصرف في سرعة خوفًا من أن ينصاع لضعفها!-مالك؟سألها بجبين مُغضن، فمنذ أتى وهي على هذه الحالة، حالة من الصمت المهيب..!-مافيش..ردت ببرود عليه وهي تُرتب ملابسه الذي ابدلها الآن، تنهد بضيق وهو يستطرد:-قولي مالك على طول في إيه؟-مافيش حاجة يا مازن صدقني! مخنوقة شوية بس من قعدة البيت.زفر الهواء بعنف قليلا قبيل أن يعود لرشده ويبتسم قائلا:-طب ما تقولي كدا!, عشان أخرجك وأعمل معاكي الصح يا قلب مازن..ضحكت، حقًا لقد أضحكها، وكلما نطق كلمته الأخيرة يضحكها!يحسبُ أنها سعيدة لقد كان غافلا عن تلك العبرات الحبيسة التائهة بين ضحكاتها الساخرة..-جهزي نفسك بكرة هاخدك وهخرجك اليوم كله خروجة متحلميش بيها أوك؟فأومأت برأسها مبتسمة وهي تُكرر كلمته:-أوك..قبّل وجنتها بحب قبيل أن يهتز هاتفه برنين عالي يعلن عن اتصال ما نظر إلى شاشة الهاتف وارتبك بشدة ماذا سيفعل الآن!!
رواية نيران الحب والقسوة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثانياستطاع أن يبرح الغرفة ويرد على الهاتف بعيدًا عنها، كان يتلفت حوله كي يتأكد أنه بعيد تمامًا عن أنظارها، قال بعصبية عنيفة:عاوزة إيه؟ردت عليه بعنف مماثل:عاوزة تعلن جوازنا وتعترف لمراتك وللناس إننا متجوزين وإني حامل يا مازن أنت فاهم ولا لأ؟مازن وقد مسح على شعر رأسه محاولا تمالك نفسه:.اللي في بطنك دا هينزل والورقة اللي بينا هتقطع وأنتِ لو عاوزة قرشين أرمهملك لكن اللي في بالك دا يبقى في أحلامك فاهمة أنتِ ولا اقول تاني؟لا مش فاهمة يا مازن بيه، أنت كدا بتعلن الحرب بيني وبينك وعمرك ما هتنتصر أبدا خلي الكلام دا حلقة في ودانك، سلام!أغلقت فورًا بعدما ألقت له الكلمات هذه التي تركت قلقًا كبيرًا في نفسه، ستفعلها دينا ولن تبال وستضيع نورهان حتما هذه المرة من بين يديه..ارتفع انينها عاليًا وهي تضع وجهها بين كفي يديها تبكي دموعًا حارقة منذ أن برح الغرفة وتركها، تُرى ماذا يراها بعينيه الآن؟تُعذبها فكرة أنها قد سقطت في نظره وبات حجمها صغيرًا..ماذا تفعل؟ ولما تبكِ من الأصل؟لقد جُبرت عليه ولم تكن تريد الارتباط به والآن تبكي لغضبه منها، ما الذي حصل في أيام معدودة؟مع صوت بكائها ارتفعت دقات الباب فتوقفت عن البكاء فورا واسرعت بمسح دموعها الغزيرة عن خديها وحاولت هندمة نفسها قدر المستطاع قبيل أن تفتح الباب..لقد كانت زهراء التي ولجت الآن بابتسامتها الرقيقة المعهودة، تتساءل برفق:مالك حبيبتي؟, أنا سمعت صوت عياطك من برة قلقت عليكي..وما كان من رنا إلا أن ألقت بنفسها داخل حضنها وكأنها كانت تنتظرها لتلقي الحمل الذي بداخلها،.تبكي بلا توقف وكانت زهراء تمسح على رأسها برفق شديد وكلماتها هدئها قليلا، لتجلسا معًا على الأريكة وتقول زهراء بحنو:قوليلي بقى يا ستي إيه اللي حصل؟يتجول بسيارته في الشوارع، ف تصادفه بعض الفتيات ممن يبعن أنفسهن، إحداهن تغمز له فيتجاوزها مارًا بسرعة شديدة غاضبة، هل كلهن ضعيفات النفس هكذا؟ يعرضن أنفسهن بلا ذرة خجل؟أم أن هناك أخريات يتجملن بالحياء؟!وإن كان فأين هن؟ لقد ظن أن (رنا)..رنا؟ وما علاقتها رنا بهؤلاء؟ هل فقد عقله ليقارنها بهن؟!توقف بالسيارة وترجل منها وهو يتذكرها كلا هي لم تغب عن باله من الأساس..كيف زعزعت هذا الثبات بداخله لتُحدث فوضى عارمة داخل قلبه، ثم تبعثر مشاعره هكذا بلا رحمة، ولمَ الغضب ألم تكن هذه الزيجة تجربة إما أن تنجح أو تفشل؟لم الغضب؟يسأل نفسه وهو يضغط على ذاك الهاتف بين يده ذاك الهاتف الذي يضم صورها ومحادثتها الغرامية مع حبيبها السابق!عقله يحسه على فتحه ورؤية كل شيء به وقلبه لا يؤيده في ذلك..هذه الفتاة التي اقتحمت حياته دون سابق إنذار ماذا فعلت به..لا يريد أن يبغضها كما يبغض بقية النساء إن عينيها تختلف فهما تلمعان دائما بطيبةٍ لم ير مثلها في حياته، ثم يعود ليسأل نفسه مجددًا، كيف لفتاة بهذه البراءة أن تكون قد وقعت في الغرام من قبل؟ها قد تدخل القلب مقنعًا إياه أنها ضحية لشاب مستهتر ليس أكثر من ذلك ليقوم بدفع الهاتف فورًا في مياه النيل متراجعا للخلف متنهدًا بغيظ شديد..يعود ليركب سيارته مرة أخرى وينطلق بها..متخافيش.قالتها زهراء وهي تربت على يدها متابعة ببساطة:على فكرة يزيد مش هو خالص الشخص القاسي اللي أنتِ شيفاه ولا اللي الناس شيفاه اطمني هو مش هيعملك حاجة.ردت رنا بحزن شديد:أنا مش خايفة يعملي حاجة، أنا زعلانة إني شكلي بقى مش كويس في نظره، وبصراحة كمان خايفة يسيبني ويطلقني.انسابت دموعها بكثرة بعد كلمتها الأخيرة، احتضنتها زهراء وهي تبتسم بودٍ قائلة:.مش مصدقة إنك بتقولي كدا، لسة كنتي بتبكي عشان متتجوزهوش دلوقتي بتعيطي عشان ميسبكيش!، سبحان مغير الاحوال، متخافيش هو مش هيسيبك لأن لو كان ناوي يعمل كدا كان عمل في ساعتها المهم بقى إنك أنتِ اللي متسيبهوش، هتتعبي معاه شوية بس صدقيني هترتاحي بعدين متبعديش عنه.ثم تابعت ضاحكة:عارفة اللزقة؟, أنا عاوزاكي تلزقي فيه..ابتسمت رنا وهي تمسح دموعها برفق، فنهضت زهراء متابعة:تصبحي على خير.تنفس الصبح في يوم جديد وشعشع ضوء الشمس منتشرًا في كل مكان.لم تنم طوال الليل وباتت ليلتها وحيدة بفؤادٍ قلق للغاية، حيث أنها ترقبت مجيئه للحظاتٍ ثم لساعات طويلة إلى أن انتظرته الليل بطوله وهو لم يأت!الآن قد عفت وهي جالسة امام الشرفة ولم تشعر بنسمات الهواء التي داعبت شعرها وبشرتها ولا بضوء الشمس الذي عاكس ملامح وجهها، ولا حتى بدخوله هو الآن إلى الغرفة ووقوفه أمامها...لقد كان عابس الوجه يتأملها بغيظ، يضع يده في جيب بنطاله والأخرى يحاول بها أن يلمس وجهها، وشعرها..لكنه تراجع وابتعد وهو يخلع سترته ويلقيها على السرير فاستيقظت حينها وقد شهقت بخفوت، ثم نظرت له وهي تقف على قدميها بصمت، ماذا عليها أن تفعل الآن؟إنه يتجاهلها وهي قد تحجرت الكلمات على شفتيها وتسارعت أنفاسها بتوتر، هل تطلع إلى محادثتها وصورها؟ بالطبع نعم..أكدت هذا في خاطرها وباتت في حالة يُرثى لها لم تستطع حتى التحرك من مكانها، وهو يباشر عمله في أخذ ملابسه من الخزانة والتوجه إلى الحمام وكأنها لم تقف أمامه اطلاقا...أغمضت عينيها وارتعد جسدها مع صفقه العنيف لباب الحمام فتنهدت بضيق وهي تمسك سترته التي وضعها على السرير وتعلقها وتجلس ثانية لتنتظر خروجه من الحمام فإن لديها من القول الكثير معه..تجهزت سُفرة الفطار وحضر البعض كالسيدة ابتهال وزهراء ونورهان أيضًا، بينما تنظر لها ابتهال بنظرات مستهزئة وكأن بها عيوب الدنيا كلها!وبالمقابل تتلقى نورهان النظرات بأعصاب قاربت على الاحتراق التام، لم تبغضها كل هذا البغض وترفض وجودها كونها زوجة لإبنها؟زفرت نورهان بضيق وهي تنظر إلى أطباق الطعام التي رُصت الآن على الطاولة لتقول بهدوء:من فضلك يا دادة أنا زهقت من الاكل دا عاوزة أكل جبنة قديمة وفطير.أومأت السيدة بطاعة وهي تقول:حاضر يا ست نورهان، حالا.تضايقت ابتهال فقالت:جبنة قديمة؟ الحاجات دي مش بتتحط على سفرتنا يا مدام، احنا بنخاف على صحتنا والحاجات دي ممنوع.ردت نورهان بعصبية:والله ماحدش قال لحضرتك تاكلي من الحاجات الممنوع دي، أنا أكل اللي أنا عاوزاه وحضرتك أكيد يعني مش هتأكليني على مزاجك تمام!توسعت عيني ابتهال بصدمة، حيث أن هذه المرة الأولى التي ترد نورهان هذا الرد الذي لم يرُق لها!لتنهض صائحة بحدة:لاااا دا أنتِ قليلة الادب وملقتيش اللي يربيكي.اسرعت زهراء تهدئ والدتها حين قالت:اهدي يا ماما هي متقصدش حاجة.دفعتها ابتهال بعيدًا عنها، مع قولها:اخرسي أنتِ..لا يا ابتهال هانم أنا متربية أحسن تربية، ثم أنا مسمحش إنك تقوليلي الكلام دا، أنا صحيح سكت كتير بس مافيش حد يستاهل إني اسكت له أو عشانه، لحد هنا وكفاية كفاية اوي!وانصرف كالعاصفة إلى غرفتها كمن فقد عقله وتركت ابتهال تصيح وتكاد تجن مما فعلت، بينما تدفع نورهان باب الغرفة وتتجه إلى مازن النائم في ملكوت أخر، تحاول إفاقته وهي تهتف:مازن، مازن اصحى بقى كفاية قوووم!فتح عينيه بكسل، وراح يهتف بانزعاج:في ايه يا نورهان حد يصحي حد كدا!أنا خلاص مبقتش طايقة أعيش في البيت دا، أنا ماشية اروح عند اهلي لحد ما تشوف حل تمام؟نهض بعنف عن الفراش ووقف قبالتها قائلا:.نعم؟ ايه الجنان دا في ايه؟في إنها مش متربية يا أستاذ!كانت الجملة ل ابتهال التي لحقت بها وهي في كامل غضبها، ليقول مازن بدهشة:في ايه يا ماما في إيه!اسأل الهانم مراتك اللي عيارها فلت وبترد عليا بكل وقاحة بقولك إيه يا مازن يا انا يا البنت دي في البيت يا تطلقها يا تبقى لا انت إبني ولا أعرفك فاهم؟مازن وقد أظلمت عيناه:.فاهم؟ فاهم إيه بالظبط؟ هو أنا لعبة في إيدك ولا عجينة تشكليها زي ما أنتِ عايزه؟, أنا بني ادم يا ماما بني ادم مش من حقك تقولي كدا!قد صُدمت ابتهال من هذا الحديث، لتقول بغضب:يعني إيه هتعصى كلامي؟لو كلامك ظلم هعصاه وبدون تردد..توسعت عينيها بشرر غاضب حين قالت:تمام، تمام يا مازن.برحت غرفتهما بشراسة، والتفت مازن إلى نورهان قائلا بجدية:إيه اللي حصل بينكم.فجلست نورهان بانهاك وهي تدفن وجهها بين كفيها تبكي بهدوء، فما كان منه إلا أن جلس جوارها واحتواها بين ذراعيه بحنان...خرج من الحمام وهو يقوم بتجفيف شعره بالمنشفة، يتجه إلى المرآة ليبدأ في تمشيط شعره بهدوء، راحت تقف خلفه بخجل واخيرا خرج صوتها خافتا وهي تقول:ممكن أتكلم معاك شوية؟لم يرد عليها وترك فرشاة الشعر وذهب إلى الفراش ليستلقى عليه مغلقا عيناه، تضايقت من تصرفه معها إنه يتصرف وكأنها كالهواء بالضبط، هدئت نفسها والتفتت له واقترب قائلة:لو سمحت إسمعني ومتعاملنيش بالطريقة دي أنا حابة أتكلم معاك.فتح عينيه ونظر لها طويلا وبادلته بنظرة متوسلة، فتح فمه فظنت أنه سيتكلم لكنه تثائب وانقلب على جنبه واضعا الوسادة على وجهه متجاهلا إياها مرة أخرى، كادت تجن فزفرت ودبت الأرض بقدمها قبيل أن تتركه وتخرج من الغرفة بغضب شديد، اصطدمت وهي تمر بالسيدة ابتهال الغاضبة لكن ابتهال تجاوزتها بلا اهتمام وكأنها تتجاهلها كإبنها تماما..زفرت وهي تحدث نفسها بغيظ:هو أنا هوا ولا إيه حكايتهم دول ياربي!نزلت على الدرج تبحث عن زهراء فهي الإنسانة الطبيعية الوحيدة في هذا البيت، خرجت إلى الحديقة فوجدتها تجلس بصحبة جنات وإياد، ذهبت إليهم وهي تبتسم فتقول زهراء بمرح:أهلا عروستنا، تعالي تعالي.بينما تقلصت ملامح جنات التي نهضت قائلة بنبرة هازئة:أنا طالعة يا عمتو عشان في ناس تخنق هنا!لكن زهراء قالت بجدية وعتاب:جنات عيب كدا اتكلمي بأدب!جنات بضيق:أنا حرة ودا إسلوبي واللي مش عاجبه يشرب من البحر.ثم ذهبت بعنف شديد واتبعها أخيها بصمت، فتنهدت زهراء بهدوء وربتت على كتف رنا قائلة:متزعليش منها البنت مشتتة بين باباها ومامتها، امسحيها فيا يارناأما رنا فانصرفت دون التحدث بكلمة واحدة وفقط تركت العنان لدموعها الحارقة...
رواية نيران الحب والقسوة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالثوجدت زهراء أن هاتفها يصدر صوتا يعلن عن اتصال أحد، نظرت إلى إسم المتصل وابتسمت بودٍ حيث كانت السيدة وردة، ردت على الفور وكأنها كانت تنتظر اتصالها، فقالت برقة:طنط وردة إزي حضرتك؟ردت الٱخيرة بهدوء:بخير حبيبتي طمنيني عنك أنتِ؟بابتسامة أخبرتها:الحمد لله كويسة.طيب إيه رأيك أنا عازماكي على الغدا النهاردة وفي مكان برا ياستي عشان متتكسفيش في البيتضمت زهراء شفتيها معا بإحراج وهي ترد:.مش عارفة أقول لحضرتك إيه بس أنا ممكن معرفش آجي.السيدة بضيق:ليه بس؟زهراء بحيرة:هشوف ظروفي وهبلغ حضرتك.ماشي حبيبتي في انتظارك.أغلقت زهراء الهاتف وجلست تفكر كيف تخرج من البيت وقد حذرها أخيها من الخروج خطوة واحدة؟, لكنها تريد تلبية دعوة السيدة وردة وبشدة، لذا لم يكن أمامها حل سوى أن تحاول إقناع شقيقها..يجلسان على مائدة الإفطار سويًا في لحظة حالمة، يُطعمها وتُطعمه ثم يبتسمان لبعضهما، تشرد سيرين قليلا قبيل أن تقول وكأنها تذكرت شيئاً يُزعجها:يزيد..تغضن جبين ياسر وهو يرمقها بنظرة نارية مع قوله:ماتعرفيش تفتكري حاجة أحسن من كدا على الصبح؟تابعت بضيق شديد:.أنا نفسي أذله حقيقي يا ياسر متغاظة، بيمشي كلامه عليا وعلى الأولاد وبيعمل أي حاجة عاوزها لأ اللي عمله فيا بقى أخر مرة دا كوم تاني هو والشرشوحة اللي متجوزها دي.ياسر وقد ابتسم بخبث وهو يضغط على كف يدها:يا حبيبي هنذله متقلقيش بس لازم نرقد له أولا وبعدين نديله الضربة القاضية يا عمري.تنهدت سيرين بهدوء وهي تقول:طيب والولاد؟ إزاي أخدهم منه؟رفع ياسر حاجبا وهو يتناول الطعام في فمه قائلا:.تقدري تكسبيهم في صفك بإسلوبك وهتاخديهم غصب عنه بالسياسة كله بيمشي.هزت راسها موافقة على كلامه وهي تمنحه ابتسامه رقيقة، وختم هو متمتما ب:بحبك.بعد مرور الوقت ومع غروب الشمس، قد استيقظ يزيد من نومته وراح يفتح عيناه لتصطدم فورًا بعينيها الحزينتين، كانت تجلس على الأريكة وهي تعقد ساعديها وتنظر إليه بانكسار، عينيها حمراوتين من أثر البكاء، لكنه تجاهل كل الذي تراه عيناه, نهض جالسًا وهو يمسح على رأسه متنهدًا، استفزها تجاهله بشدة، فنهضت بعنف عن مجلسها لتقف أمامه وهي ترتعش من شدة الغضب ثم تهتف بصوت مختنق جدًا:.أنت لحد امتى هتعمل نفسك مش شايفني قدامك؟!نظر لها وقد لاحظ عصبيتها المفرطة وارتجاقة جسدها المتعب، ظل يتأملها للحظات ولا يعلم كيف يتصرف معها؟ ولمَ يشفق عليها من الأساس!ليسمعها تتكلم مجدداً:لو هتفضل تبصلي البصة دي وتعاملني بالتجاهل دا طلقني وإخلص مني وخلصني.رفع حاجبه قائلاً بجمود:ليكي عين تتكلمي معايا بالطريقة دي وبتزعقي كمان؟ مش فاهم أنا إيه اللي بتعمليه؟ابتعدت عنه قليلا وقد مسحت دموعها باناملها مع قولها:عشان أنا مش قادرة أستحمل معاملتك يمكن لو زعقت يبقى أهون من التجاهل دا..زفر على مهل ثم حدثها بجدية:ما هو أنا قاصد مريحكيش وأعمل اللي يضايقك..نظرت له بصدمة فتابع متعمدًا مضايقتها:بالظبط زي ما ضايقتيني وكذبتي عليا، مش معقولة بقى منتظرة مني إني أطبطب عليكي وأقولك سامحتك يا حبيبتي بس إوعي تكذبي عليا تاني ياروحي!ثم نهض متجهًا نحوها مع قوله القاسي:.أنا لا بعرف أطبطب ولا أدلع وتحمدي ربنا إنها جت على قد كدا معاكي، أنا شخصيا مستغرب رد فعلي معاكي جدا!هزت رأسها إيجابًا وهي تبتعد عنه وقد أخبرته:تمام، أنا بقى ماشية وسيبالك البيت مش عاوزة أعيش معاك ولا عاوزة أعرفك تاني، هروح لبيت أهلي مهما كانت معاملتهم ومش عاوزة أعيش مع واحد قاسي ومش بيسامح زيك..صمت قليلاً وهو ينظر لها بحدة، ثم مشى إلى الحمام وراح يلتفت لها قائلاً:لو خرجتي من البيت دا...ترقبت قوله بحذر وقد سكنت حركاتها وهي قد توقعت كلمته الثانية حتما سيوعدها بالطلاق إن حاولت الرحيل، لكنه قال بجدية تامة:لو خرجتي من البيت هقطعلك رجلك...ثم دخل إلى الحمام فورًا صافقًا الباب خلفه بعنف، فجلست رنا ثم لم تستطع منع الابتسامة التي احتلت شفتيها وراحت تمسح دموعها بارتياح، إذا فهو متمسك بها ولن يتركها فقط تحتاج إلى بعض الوقت لتكسب قلبه الصلب هذا..كان ينزل الدرج مستعدًا إلى الذهاب لعمله، فسمع صوت والدته وهي تنادي عليه بحدة عارمة، تنفس بضيق وغير مسار طريقه ليذهب إليها مع قوله الصارم:نعم يا ماما.ابتهال بلهجة آمرة:اقعد عاوزة أتكلم معاك..جلس مازن على مضض وهو يقول:اتفضلي؟أخبرته بنبرة حازمة:حالك كله على بعضه مش عاجبني يا مازن من امتى وانت بتعصى كلامي؟بلهجة صارمة أخبرها:لأن اللي بتطلبيه صعب وأنتي واثقة إني عمري ما هنفذه.بتهكم سافر ردت عليه:.يا سلام؟ ولما أنت ميت فيها أوي كدا كل يوم ماشي مع واحدة شكل ليه يا حبيبي؟نظر لها بصدمة وقد أظلمت عيناه، فتابعت:أنت مفكرني نايمة على وداني مش عارفه ولادي بيعملوا إيه؟ لأ أنا عارفة كل حاجة فمتعملش فيها بقى مخلص ومش عارفه إيه، البنت دي مش لايقة عليك أصلا من الأول، أنا بحمد ربنا إنها مبتخلفش بقى دي تبقى ام لاولادك أنت يا مازن؟ راجع نفسك يا حبيبي راجع نفسك!وثب قائما وقد حدجها بنظرة نارية مع قوله:.أنا غلطان إني جيت اسمعك والله،برح المكان فورًا بعد ذلك وتركها تستشاط غضبًا..ضحكت زهراء بشدة وهي تقول من بين ضحكاتها:رنا تسمحيلي أقولك إنك هبلة؟ضحكت رنا وهي تضع يدها على وجهها بخجل، بينما تتابع زهراء بمزاح:اومال لو كان قالك ماقدرش أعيش من غيرك كنتي عملتي إيه؟, فرحانة عشان قالك هقطعلك رجلك؟حركت رأسها نافية وقالت بتلقائية:.لأ مش فرحانة بس حسيت إن كدا متمسك بيا عشان لو مش متمسك مكانش قال كدا وكان طلقني فعلا هو أينعم دبش وقاسي شوية لأ مش شوية كتيييير وكمان مكشر ومش بيضحك خالص لكن طيب هو مش طيب أوي يعني بس كويس.ضحكت زهراء متابعة:كل دا؟ والله يزيد دا سكر بس عاوز حد يفهمه ويستحمله شوية،لاحظت كداتابعت زهراء مبتسمة:أنا هقوم ألحقه قبل ما يهرب للشغل عشان عاوزاه..ثم مشت بخطوات مسرعة كي تلحق به، صعدت الدرج بعد أن ولجت إلى الداخل وقلبها يخفق سريعاً، كان قد ارتدى ملابسه وجاهز الآن للخروج، نظر لها بصمت قصير قبيل أن يقول بجمود:مافيش خروج ومش هتروحي المحل بتاعك دا بالذات.شعرت بالإحباط الشديد وهي تنظر له بحزن لكنها لم تيأس بعد وتكلمت في هدوء:.أنا مش جاية أقولك إني أخرج للمحل يا يزيد، بس أنا ممكن أفهم أنت حابسني في البيت ليه، ما اللي حصل حصل خلاص والموضوع عدى على خير.تابع يزيد متنهدًا بعمق:عدى على خير أيوة لكن هو اتكرر مرتين وممكن اوي يتكرر لتالت مرة الخلاصة أنا خايف عليكي استحمليني بقى لحد ما تتجوزي وتروحي بيت جوزك وبعدها أنتِ حرة مع إني برضوه هفضل أخاف عليكي العمر كله.ابتسمت بحب وهي تقول:.أنا مقدرة خوفك عليا بس أنا بترجاك أخرج النهاردة ضروري.ليه بقى؟تابعت تخبره في صراحة:طنط وردة عزماني على الغدا.اه اللي هي تبقى مين طنط وردة دي؟دي ست كويسة اوي وتبقى عمة الظابط اللي انقذني.يزيد بجدية:زهراء؟ دا كان موقف وعدى وخلصنا لزمته إيه يكون ليكي علاقة مع الظابط وعمته والكلام دا؟ أنا شايف إنك تسيبك خالص من اللي بتقوليه دازهراء وقد تذمرت قليلا:.يعني أسيبني من المحل اللي طول عمري بحلم بيه وأسبني من الخروج والتعارف على ناس جديدة واسيبني من كل حاجة اومال أنا هعمل إيه في حياتي يا يزيد ممكن أعرف؟زفر يزيد وهو يضم شفتيه معا في صمت، فتابعت بحزن:خليني كدا ماليش لازمة في الحياة.ضيق عينيه وهو ينظر لها قائلاً:وإيه كمان يا زهراء قولي يا حبيبتي، مثلي عليا أكتر قولي متتكسفيش.رفعت حاجبيها معا وقد عضت على شفتها السفلى ثم تنحنحت قائلة:.طيب خليني أخرج مع حد من الحراسة وأمري لله عشان خاطري لو ليا خاطر عندك يعني.قرص وجنتيها بغيظ وهو يقول:موافق.ضحكت بسعادة ثم واصلت بحذر:طيب حيث كدا ممكن اطلب منك طلب تاني؟إيه تااني؟اردفت بارتباك:بخصوص رنا يعني، ممكن تسامحها وتبدأ معاها من جديد؟تحركت خطواته فورًا وانصرف دون أن يرد عليها فرمشت بإحراج وهي تتجه إلى غرفتها كي تتجهز لخروجة اليوم.توجهت رنا إليه عندما وجدته يتجه إلى سيارته فلحقت به وهي تقول مُسرعة:أنت خارج؟فرد عليها باقتضاب:أنتِ شايفة إيه؟تنهدت تنهيدًا عميقًا ثم قالت:طيب أنا حضرت لك الأكل مش هتاكل قبل ما تخرج؟لأ مش هاكل قبل ما أخرج.عاد يستفزها إسلوبه من جديد، فتملكت منها العصبية لكنها استطاعت أن تهدئ ذاتها وتابعت بهدوء:وليه مش هتاكل قبل ما تخرج؟كاد يركب السيارة لكنه توقف حين خبطت رنا على السيارة بيدها في عنف وهي تخبره بحدة شديدة:إنت فعلا مستفز اوي!اشتعلت عينيه بغضب وقد قبض على رسغها بكف يده وهو يخبرها بهدوء قاتل:بصي! متختبريش صبري عشان لو أنتِ مجنونة أنا أجن منك وأوعي تفتكري إني هستحمل عصبيتك ولا أعدي لك الهفوة، تمام؟ اتعدلي معايا كدا عشان أيامك معايا تعدي على خير.حاولت الإفلات من قبضته لكنها لم تفلح، بينما سألته بصوت مختنق:.تمام وانت هتتعدل معايا امتى؟حينها ترك يدها وقد أخبرها بجمود قاس:لما يجيلي مزاج، يا رنا.