logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية نيران الحب والقسوة
  30-03-2022 03:17 مساءً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي عشر

أخذت تنظر له بصدمة ودهشة في آن واحد، عيناها في عينيه في صمت تام، لا تعلم من أين وكيف ظهر الآن؟ هل يُراقبها؟
وقبل أن تسأل ذلك السؤال المُلح، كان يرفع يده ويعيد خصلات شعرها تحت حجابها ويرتبه باهتمام أثار دهشتها مجددًا، فابتلعت ريقها بتوتر وابتعدت عنه خطوتين وما لبث يزيد أن اقترب الخطوتين قائلاً بهدوء صارم:
متبعديش كلها كام يوم وهيجمعنا سقف واحد عودي نفسك على القرب دايمًا، يا رنا!

أنت جيت هنا إزاي؟ بتراقبني ولا إيه؟
قالتها بنبرة منفعلة قليلاً رغم توترها ورجفة جسمها، فضحك ساخرًا مع قوله:
أراقبك مرة واحدة؟ دا إيه الكلام الكبير دا؟ درامية اوي يارنا.
رنا وقد نظرت له محتدة:
بطّل لهجة السخرية دي وأنت بتكلمني من فضلك دا لو عاوز حياتنا تبقى كويسة مع بعض تمام!
هو متابعًا بنبرة باردة أغاظتها:
تمام..

صمتت بضيق وأعطته ظهرها ريثما تخرج زهراء، فأدارها حيث قبض على ذراعها وأرغمها على النظر إليه مجددًا، انفعلت مرة أخرى من طريقته العجيبة تلك وقبل أن ترد بادر هو:
ششش، شكلك عنيدة بس مش مشكلة، بسيطة! وما علينا المهم أبقي غطي شعرك كويس جدا بعد كدا لأني بتضايق المرة الجاية ممكن تزعلي..
كشرت عن جبينها وهي ترد عليه:
أزعل من إيه؟ مش فاهمة تقصد إيه يعني؟
قال ضاحكًا بخشونة:
مني طبعًا، شغلي مخك شوية يا رنا.

ماحدش يقدر يزعلني على فكرة!
ابتسامة جانبية شقت ثغره بعد ردها وبدا كأنه مستمتع بالحديث معها، فقال:
أي حد يخصني لو غلط لازم يتحاسب وأنتِ خلاص بقيتي تخصيني يا آنسة رنا..
كادت تتكلم فقاطعها مجيء زهراء التي قالت وكأنها تفاجأت:
يزيد!
قال وهو يغمز لها:
آه يزيد، ها خلصتوا كل اللي محتاجينه؟
لأ لسة يا حبيبي تحب تلف معانا ولا تكمل انت مع رنا وأروح أنا؟
فبادرت رنا بالقول السريع:
لأ، قصدي يعني خليكي معايا يا زهراء...

استطرد يزيد بجدية:
أنا هستناكم في الكافتيريا تحت خلصوا براحتكم خالص، ..
ثم اقترب منها اقترابا أربكها بقوة وراح يهمس جوار أذنها:
مستنيكي متتأخريش عليا، وآه نسيت أقولك أنا بحب الغوامق كتّري منها!
تركها مصدومة متسعة العينين وقلبها في خفقان عنيف، فابتسمت زهراء وسحبتها معها وهي تربت على ذراعها قائلة:.

والله يزيد إنسان كويس جدًا يا رنا ومن برا حاجة ومن جوا حاجة تانية خالص، بكرة هتعرفيه اكتر ومتأكدة إنكم هتحبوا بعض جدًا..
أضافت رنا بارتباك:
ربنا يستر...
ارتدى مازن ثيابه الأنيقة أمام المرآة وبدأ في تمشيط شعره بعناية، بينما نهضت نورهان عن السرير واتجهت نحوه تتامله عبر المرآة في صمت، فابتسم لها وهو يقول:
إيه يا حبيبتي محتاجة حاجة؟
أومأت برأسها إيجابًا، فالتفت لها واقترب منها قائلا باهتمام:
محتاجة إيه؟

فقالت بهدوء تام:
عاوزة أخرج مع صاحبتي..
تابع بصدمة:
تخرجي مع صاحبتك؟! وكمان وأنتي دراعك مكسور؟ ثم من إمتى وبسمحلك أنا بالخروج مع صاحبتك، نورهان روحي كملي نوم..
بدأ الغضب يحتل ملامحها فقالت
آه مبتسمحليش فعلا بس اسمحلي أخرج لإني مخنوقة جدا وموضوع دراعي دا مش عائق يعني..
وبصبر رد عليها:
معلش مش هينفع أهدي كدا وأنا هبقى أخرجك لما أفضى..

وماله يا حبيبي هستناك لما تفضى بس هخرج مع دينا صحبتي برضوه النهاردة، مازن من حقي أخرج أنت بتعمل ليه كدا؟ بلاش تخنقني بزيادة..
بدأ ينزعج حين قال:
لأ دا أنتِ الخنيقة بزيادة بجد على الصبح، في إيه؟ مافيش خروج نهائي ارتحتي كدا..
التفتت وقد اولته ظهرها هاتفة بحدة عارمة:
مش هتفضل تتحكم فيا وقاتل حريتي في حين إنك حر جدا في نفسك اشمعنى انت يعني؟

مممم الاسطوانة الحمضانة بتاعتك بدأت تشتغل بصي يا حبيتي انتي صاحية من النوم النهاردة عاوزة تنكدي وقابلة عليا وعمالة تخترعي في أي كلام، مافيش خروج نهائي بقولهالك تاني أهو..
هخرج يا مازن..
قالتها بتحدي، فقال بتحد مماثل:
شاطرة ابقي اعمليها كدا، أقسم بالله تخرجي من غير ما أعرف...
قاطعته:
هتعمل إيه؟
هكسرك، بس ابقي اعمليها..
ثم ذهب إلى الباب قائلا بغضب:
سلام يا نكدية هانم..

أغلق الباب ولاحقه صياحها وغضبها العارم..
يرتشف من فنجان القهوه ببطء وهو يتصفح هاتفه باهتمام، بينما تتقدم منه رنا بصحبة زهراء التي قالت بمرح:
إتأخرنا عليك؟
حرك رأسه نافيًا بابتسامة، بينما قالت زهراء بارهاق:
تعبت اوي...
فأسرع يزيد يقول:
طيب يا حبيبتي بقول تروحي بقى عشان ترتاحي وياريت تاخدي والدة رنا في طريقك خلي السواق يوديها لحد بيتها...
فسألته بفضول:
و رنا؟
فقال وهو ينظر إلى رنا بإمعانٍ:.

رنا هتفضل معايا شوية..
يبدو أنه مصمم على إرباكها دائمًا، ابتلعت رنا ريقها بوجل وهي تسأله:
ليه يعني؟
فقال ببساطة شديدة:
محتاج أتكلم معاكي ليه الاندهاش؟
ردت زهراء بحماس:
أنا بقول كدا أفضل برضوه، يلا بيباي يا رنا حبيبتي، هروح أخد خالتو ونمشي باي يا يزيد..
أردف بابتسامة:
باي يا حبيبتي.
انصرفت زهراء وتركتهما معًا، فبسط يزيد يده يدعوها للجلوس قبالته وهو يقول:
اتفضلي.

جلست أمامه على استحياء وهي تحاول التغلب على ارتباكها الشديد، فاعتدل يزيد في جلسته والتقط فنجان قهوته مجدداً ليرتشف منه وهو يسألها برفق:
تشربي إيه؟
شكرا مش عاوزة حاجة.
قالت باقتضاب، فطلب لها عصير برتقال طازج، فأثار حنقها، فقالت:
تعرف إنك غريب جدًا يعني.
أومأ برأسه مؤكدا على كلامها:.

عارف، تقريبًا كل اللي يعرفني بيقول كدا، حتى امي واخويا وام اولادي، كلهم بيقولوا إني غريب وصعب الوحيدة اللي مقالتش كدا هي زهراء مش عارف ليه؟ يمكن هي شافت اللي هما مقدرش يشوفوه فيا؟! بصراحة مش عارف بس دا مش موضوعنا..
فقالت متسائلة:
إيه هو موضوعنا؟
نظر لها نظرة خاصة وكأنه أجابها بعينيه قبل أن تنطق شفتيه حيث قال:
أنتِ أنتِ الموضوع يا رنا.
أنا!

أيوة أنا هنا دلوقتي عشان أنا حابب أبدأ معاكي بداية جديدة ومتفائل بيكي، أنا بفهم في الناس كويس ولما شوفتك المرة اللي فاتت عرفت إنك بنت كويسة فقلت ليه لأ؟ يمكن نقدر نعمل حياة كويسة..
كانت تسمعه بصمت وعلامات الارتياح بدأت تطغى على ملامحها، فأخبرها بعد ذلك:
عارف إن فيه أسئلة كتير بتدور في راسك دلوقتي، ومن ضمنها ليه انفصلت عن ام اولادي، مظبوط؟
مظبوط..
تنهد طويلا وقد استطرد:.

هقولك، أنا اختارتها بكامل إرادتي، كنت بحبها فعلا اتجوزتها وكمعظم كل اتنين بيتجوزوا ويمر فترة عيوب الطرفين بتظهر أنا كنت عارف بعض عيوبها من قبل الجواز على فكرة..
سألته
زي إيه ولما انت عارف ليه اتجوزت؟
صمت قليلاً قبيل أن يخبرها:.

قولتلك لأني كنت بحبها تجاوزت عن العيوب واتجوزتها ومن أكبر عيوبها اللي ظهرتلي هي إنها مادية، بتحب الفلوس يعني جدا كنت حاسس مش متاكد إنها متجوزاني عشان الفلوس وبعد كدا اتأكدت من الشك وبقى يقين بس برضوه استمريت، لحد ما خلفنا جنات وإياد وبدأت الرحلة الشاقة، لقيتها معندهاش ١٪ مسؤولية عاوزة تخرج براحتها طب والأولاد يا سيرين، هاتلهم مربية يا حبيبي ميجراش حاجة بدأت اتعصب عليها بشكل مش طبيعي لدرجة إني مديت ايدي عليها في مرة من المرات بسبب إني رجعت لقيت إياد سخن وبيفرفر وهي سهرانة مع صحابها، بدأت تكره حياتي والعجيب في الأمر إني كنت بحبها برضوه..

عجيب فعلا..
اللي بيحب بجد صعب يكره..
أردفت بقلق:
معنى كدا إنك لسة بتحبها؟
لأ
بتكرهها؟
برضوه لأ، هي ولا حاجة ولا كأنها موجودة أساسًا في الدنيا، متقلقيش أنا بعرف أتعامل وأبدأ حياة جديدة تماما بدل الحياة اللي باظت، ودا سبب سرعة جوازنا، وسرعة جوازنا لها سبب تاني أنتِ عارفاه..
بجبين مغضن سألته:
إيه هو؟
بغمزة رد:
إنك عجباني، منا قولت، شكلك مش ذكية يا رنا!

تأففت بضيق مرة أخرى، إنه قادر على تحويلها وتقليبها ببساطة شديدة بكلمة يرفعها وبكلمة أخرى يهوي بها..
ضحك لتقلبها السريع من كلامه واردف حازمًا:
في وسط كل دا حابب أقولك إني مش ملاك واكيد فيا عيوب وانا فعلا طبعي صعب، بغير جدًا وفي الغيرة مجنون ودي برضوه كانت سبب رئيسي في انفصالنا مش بخوفك اعتبريها تعارف..
مطت شفتيها قائلا بثقة:
معتبرة أوردي إنه تعارف لإني مش بخاف..
رفع حاجبه قائلا:
تعجبيني يا رنا..

برضوه جوزك مرضيش يا نور، بجد دا خنيق جدًا..
هكذا قالت دينا عبر هاتفها المحمول، لترد نورهان بضجر:
أنا فعلا ممكن أخرج ومش هيهمني بس أنا مش عاوزة مشاكل مع مازن..
فقالت دينا ضاحكة:
تمام يا روحي، خلاص ولا يهمك أنا هجيلك لحد عندك ونقضي أحلى وقت..
أوك يا قلبي في انتظارك..
بعد مرور وقت قليل..

كانت قد وصلت دينا إلى القصر، وهناك ما إن ولجت إلى البهو حتى وجدت السيدة ابتهال التي انزعجت لرؤيتها، ألقت دينا السلام عليها وصعدت مع الخادمة إلى غرفة نورهان، بينما تأففت ابتهال مع قولها:
البيت بقى وكالة من غير بواب كل من هب ودب يدخل ماشي يا مازن بس لما اشوفك..!
رحبت نورهان بصديقتها ترحيبًا حارًا، وجلستا معا، فتقول دينا بحنق:
على فكرة حماتك بجد لا تطاق أنتِ مستحملة دا كله إزاي يا بنتي؟

هعمل إيه بس يا دينا بقول إن مهما كان ست كبيرة وواجب عليا أحترمها..
دي بسلم عليها مردتش أصلا هو فيه كدا!، يلا ما علينا يا روحي بصي جبتلك إيه معايا؟
إيه؟
سألتها نورهان وهي تنظر إلى يدها التي أدخلتها في حقيبتها وأخرجت منها لفافة تبغ غريبة الشكل، فعقدت نورهان ما بين حاجباها وهي تسألها باستغراب:
إيه دي؟!
قالت بابتسامة ماكرة:
دي بقى اللي هتنسيكي هموم الدنيا سيجارة بس مش أي سيجارة!..


look/images/icons/i1.gif رواية نيران الحب والقسوة
  30-03-2022 03:17 مساءً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني عشر

نظرت لها نورهان باستنكار لعدة لحظات في صمت متوتر، ثم عاودت النظر إليها مع قولها المرتبك:
سجاير يا دينا!
دينا بلا مبالاة:
وإيه يعني سجاير يا روح دينا، متأفوريش كدا يا قلبي وعيشي معايا اللحظة!
مش ممكن أبدًا!
هكذا رفضت بضيق واكملت:
شيلي القرف دا من هنا يا دينا..
دينا بإصرار:
يا حبيبتي متبقيش معقدة كدا، أنا بشربها لما اكون زهقانة بنفخ فيها يعني غضبي مش أكتر جربي مش هتندمي..!

نورهان وقد نظرت حولها بتوتر بالغ:
دا لو حد عرف هتبقى مصيبة! دا مازن يقتلني!
وهو هيعرف منين مش بتقولي إنه بيجي متأخر؟ وحماتك تحت متعرفش حاجه يعني متقلقيش..
ثم قامت بإشعال اللفافة وأخذت منها نفسًا عميقًا، ومن ثم تحركت بيدها إلى نورهان، التي مدت يدها تأخذها منها برجفة ووجل، وضعتها بين شفتيها وعيناها تتسعان بصدمة...
أخذت نفس منها ولم تكد تكمله لآخره إذ أنها سعلت بقوة شديدة واحمر وجهها كما أدمعت عينيها...

أسرعت دينا تناولها كوبا من الماء وهي تقول بتلهف:
إشربي..
تجرعت الماء ثم تنهدت ببطء وهي تقول بعتاب:
كنت هموت..
وفي هذه اللحظة فُتح الباب وكالعاصفة ولجت ابتهال غاضبة حيث نظرت إلى الأثنتين بقسوة عارمة وهي تصيح بانفعال شديد:
إيه اللي بيحصل هنا بالظبط؟!
تجمدتا الاثنتين على إثر صياحها لتتابع ابتهال بعنف:.

مخدرات؟ بتشربوا مخدرات في بيت محترم زي دا؟ وأنتي يا نورهان هانم من امتى وأنتي بتشربي يا مرات إبني لا لا أنتِ محتاجة تربية لأن من الواضح إن أهلك معرفوش يربوكي!
نهضت نورهان آنذاك بعصبية وقد أردفت:
من فضلك متغلطيش فيا ولا في تربيتي أنا متربية كويس وبعدين فين المخدرات دي؟ دي سجائر بتاعة دينا أنا مالي!
اقتربت منها ابتهال وقد صاحت:.

يا عينك يا بجاحتك كمان بتزعقي معايا ومش همك، ثم أمسكت بالسيجارة وأردفت بحدة:
دي فيها حشيش يا حبيبتي بس العيب مش عليكي العيب على جوزك ولما يجي إن شاء الله!
ثم اطفأتها عبر المطفأة الخاصة ونادت أحد الخدم آمرة إياه بصرامة:
السيجارة دي تتشال عشان لما يجي جوز الهانم يعرف مراته المش متربية بتعمل إيه!
وانتقلت ببصرها إلى دينا قائلة:.

وأنتي يا بتاعة أنتِ تخرجي برا وإياكي تفكري تدخلي هنا تاني أحسن هقطعلك رجليكي أنتي فاهمة!
مشت من أمامها تتغنح في خطواتها وقالت قبل أن تبرح المكان:
فاهمة يا طنط!
بصقت خلفها فورًا ثم رمت نورهان بنظرة قاسية قبيل أن تتصرف، فتزفر نورهان بغضب وهي تضع يدها فوق رأسها تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها!

بعد مرور ساعتين متواصلتين من الحديث بينهما استقل يزيد السيارة بصُحبة رنا وقد عزم على الذهاب إلى منزلها كي يوصلها بمنتهى الرضا والارتياح، لا يعرف كيف ذلك لكنه راض عن هذه العلاقة وتمنى أن يكون اختياره هذه المرة صائبًا..
كما شعرت رنا تقريبًا بنفس تلك المشاعر ولكن هناك ما يقلقها جراء وجود ذكرى مؤلمة كمحمود في حياتها..

يصدر هاتفها رنين مكتوم للمرة العاشرة تقريبا في وقت قليل وقد لاحظ يزيد ذلك مما دفعه للسؤال إذ قال:
مين بيرن عليكي ومش عاوزة تردي؟!
ورغم توترها من الداخل لم تظهر ذلك حيث قالت:
أبدًا دي واحدة صاحبتي بس أنا مش عاوزة أرد عليها..
فسأل مرة أخرى بجدية شديدة:
ليه؟
فأجابت:
عشان بترغي معايا كتير وأنا ماليش مزاج..
أها...
قالها وصمت قليلا وعاد يتحدث:
وليه بقى مالكيش مزاج يا آنسة! ممكن أعرف..؟

تنحنحت بحرج قليلا وهي تخبره:
اقصد يعني ماليش مزاج للكلام معاها دلوقتي..
فرمل السيارة فجأة بطريقة أخافتها ثم نظر لها واقترب للغاية منها وهو يسألها بهمسٍ جاد:
مرتاحة لجوازنا يا رنا؟ راضية؟
حدقت به وابتلعت ريقها بخجل من نظرته العميقة لعينيها، لم تجب فقال يزيد مضيقا عيناه:
أنا سألت سؤال ومحتاج إجابة يا رنا!
فتحت فمها وهمّت بالحديث لكنه بادر يقول:
أكتر حاجة بكرهها في حياتي الكذب أتمنى تردي بصدق..

تنفست بعمق قبيل أن تخبره باتزان:
أنت قلت أنك بتفهم في الناس كويس وحسيت إني كويسة، حابة أقولك إن الشعور متبادل وأنا كمان زيك بفهم في الناس وحاسة إنك إنسان كويس وبصدق أنا مرتاحة وأظن لو أنت بتفهم في الناس كويس يبقى إحساسي وصلك..
لانت ملامحه عندما سمعها صريحة من فمها، فأضاف رافعًا أحد حاجباه:
لازم أتأكد منك وعلى كلٍ أهلا بيكي في حياتي..

يقود سيارته من جديد مرتاحا، وتبتسم رنا على إثر جملته التي تربعت في قلبها...
قد جاء بعدما أخبرته والدته عبر الهاتف بما حدث، لم يتحمل ولم يصدق أصلا فأتى كي يتيقن بنفسه، عندما صف سيارته في الحديقة كانت نورهان تقف في الشرفة وأعصابها تحترق، اتسعت عيناها وولجت إلى الغرفة في سرعة واستلقت على سريرها وتدثرت جيدًا بالغطاء، عله يرحمها ويصدق أنها نائمة فيتركها وشأنها...
في الأسفل...

ما إن دخل مازن حتى همت والدته بالحديث تكمل على حديثها عبر الهاتف..
ليقول مازن بعصبية تامة:
خلاص يا أمي لو سمحتي كفاية بقى..
ابتهال بصدمة:
أنت كمان هتزعق فيا يا مازن؟ مش كفاية مراتك؟!
مازن وقد ذايلته الدهشة:
هي الهانم كمان بتزعق بعد كل اللي عملته؟! والله عال يا نورهان!
وبتهكم أخبرته:.

يا حبيبي دي كانت عينيها قوية وكلها بجاحة ونازلة شخط ونطر فيا آه ونسيت أقولك هي مكانتش بتشرب سجاير زي ما قولتلك في الموبايل خفت عليك من الصدمة!
اومال!
ضحكة هازئة أصدرتها وهي تخبره:
حشيش!
جحظت عيناه بغضب وهو يسألها بعدم تصديق:
نعم؟ لأ مش ممكن هو أنتي تعرفي شكل الحشيش منين أصلا!
يعني إيه أعرف منين؟ أنا في سني دا مش هعرف أفرق بين الحاجة اللي قدامي دا التلفزيون مخلاش يا حبيبي ولا الانترنت، وعموما لحظة..

نادت على أحد الخدم الذي أتى يحمل السيجارة على يده، فالتقطها مازن وهو يستمع إلى قول أمه:
وأدي الدليل يا حبيبي..
ثم لم يصغ إلى كلمة أخرى حيث اندفع إلى الأعلى وكأن الجحيم ينتظر نورهان!
فتح الباب بعنف فأصدر صوتا أرعبها فجعلها تنتفض رغما عنها، أسرع إليها وقد أمسك بكتلة من شعرها جعلها تصرخ وجرها منه حيث أجبرها على النهوض أمامه، صاحت به بألم:
آه آه شعري انت اتجننت يا مازن!
مازن وقد هزها بعنف بين يديها:.

هو أنتِ لسة شوفتي جنان، هو أنتِ خليتي فيا عقل أساسا!
تركها سائلا إياها والشر يتطاير من عينيه:
بتشربي حشيش يا نورهان؟ فجرتي يا نورهااان؟
وما كان منها إلا أن ركضت إلى الحمام وأغلقت الباب خلفها باحكام، استفزته أكثر وراح يخبط الباب بقدمه بقوة وهو يهتف بحدة:
يعني الباب دا اللي هيحميكي مني؟ هكسره على دماغك..
جاءه صوتها الباكي:.

اسمعني الاول أنا معملتش حاجة، دي دينا صاحبتي اللي شربت السجاير ومكنتش أعرف إنها حاجة تانية صدقني يا مازن..
وهبابة صاحبتك إيه اللي يدخلها أوضة النوم يا محترمة، متهببتيش ليه ونزلتي قابلتيها تحت هااا؟
ما أنت عارف إني تعبانة ومش قادرة أنزل فخليتهم يطلعوها صدقني يا مازن صدقني..
مازن وقد حاول استجماع ثباته قليلا:
طب افتحي الباب وهصدقك افتحي بس كدا!
صاحت من الداخل:.

مش هفتح يا ماااازن مش هفتح ولو مديت ايدك عليا هرمي نفسي من البلكونة يا شيخ حرام عليك أنت مفتري أنت ومامتك أصلااااا..
بصرامة قاتلة استطرد:
اغلطي كمان اغلطي حسابك عمال يتقل، لسة كمان حسابك على قلة ادبك مع أمي وغلطك فيها..
دافعت عن نفسها:
أنا مغلطتش فيها هي اللي غلطت وقالتلي أنتي مش متربية وأهلك معرفوش يربوكي فقولتلها متغلطيش بلاش ظلم كرهتني في عيشتي يا أخي!

دفع الباب بقدمه مرة وبجسمه مرة ثانية وكرر ذلك عدة مرات وفي كل مرة صراخها يزداد إلى أن تمكن من فتح الباب بالفعل فالتصفت بالحائط وهي تتوسل له باكية:
اسمعني اسمعني عشان خاطري...
لا تعرف ما الذي حدث له وهو يجذبها من شعرها بلا ذرة شفقة خارجا بها من الحمام وكأنه تبدل هذا ليس زوجها حتى وإن اختلفا آلاف المرات سابقا لكن هذه المرة تختلف، هو يختلف تماما...

يلقيها بمنتهى القسوة على الفراش، يخلع حزامه الجلد عن خصره وهو يتوعدها ويقول بشراسة:
هخليكي تفكري ألف مرة قبل ما تعملي كدا تاني، هعرفك إزاي تعملي كدا يا نورهان..
صرخت بهستيرية وزحفت بجسمها إلى الخلف وهي مازالت تتوسله وتقول:
بلاش يا مازن بلاش كدا يا مازن صدقني هكرهك وهكره اليوم اللي شوفتك فيه بالله عليك بلاش...
لكنه لم تأخذه بها الرأفة ورفع يده عاليًا كي يهوى بالحزام على جسدها الهزيل ولكن...

لم يستطع حيث جاء المنقذ الذي صاح به بنبرة عنيفة:
مااااازن! بتعمل إيه؟
وقد كان يزيد الذي دخل إلى الغرفة بغضب يستكمل حديثه:
أنت اتجننت؟..


look/images/icons/i1.gif رواية نيران الحب والقسوة
  30-03-2022 03:18 مساءً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث عشر

تقدم يزيد في خُطواته مندفعًا نحوه بغضب وهو يّكرر جملته:
أنت اتجننت يا مازن؟ بتعمل إيه في مراتك؟
كان مازن يلهث بقوة من فرط الغضب حينما دفعه يزيد في كتفه بحدة، بينما يقول مازن بعصبيةٍ:
لو سمحت يا يزيد اخرج برا الاوضة دلوقتي.
اعتدلت نورهان في جلستها بألم وإخراج فقد وضعها مازن في موقفٍ لا تحسد عليه أمام أخيه، كما اجهشت ببكاءٍ حار جراء وجعها.

ضغط يزيد على شفتيه مستاءً من أخيه وسحبه معه إلى خارج الغرفة رغمًا عنه، بينما أغلق الباب خلفه وراح يسأله بجمود تام:
إيه اللي حصل عشان تعمل كدا؟
مسح مازن على رأسه بضيق شديد قبيل أن يخبره:
الهانم بتحشش مع واحدة صاحبتها وفي اوضة نومي عرفت بعمل كدا ليه؟
صمت يزيد للحظات من المفاجأة وتجمدت ملامحه، لكنه قال بهدوء حازم:
عرفت إزاي؟ وبعدين لازم تسمع منها حتى عملت كدا ليه وإيه أسبابها لكن اندفاعك دا غلط!

مازن متأففًا:
انا شوفت السيجارة بعيني مع ماما تحت وهي اللي شافتهم وقالتلي اسمع إيه تاني بعد كدا قولي كدا لو أنت مكاني كنت عملت إيه؟ قول؟
يزيد وقد قال متنهدًا:
معرفش بصراحة ممكن أتصرف إزاي، هي غلطانة طبعًا، . بس نصيحة يعني من أخوك الكبير طالما الحكاية فيها الست والدتك وهي اللي شافتهم يبقى هي متوصية بالزيادة في الكلام، اسمع مني بس، وبعدين إسمع من مراتك وراجع نفسك..

دي كمان غلطت في أمك يابني دا أنا هكسر عضمها هي لسة شافت حاجة، انت اللي رحمتها من إيدي دلوقتي.
ضحك شقيقه وقال:
ليه هتكسر عضمها مش عجباك طلقها متوجعش دماغنا بمخك المتخلف دا، وبعدين هي ماما بتسيب حد يغلط فيها؟ دا كلام عمري ما أصدقه أبدًا!
زفر مازن الهواء من بين شفتيه في صمت غاضب، بينما يقول يزيد:.

استهدى بالله كدا وبلاش تتسرع أنا عارف إنك خرجت عن شعورك بس هي مش واحد صاحبك وغلط فيك عشان تضربه بالحزام دا جنان وفيه الف طريقة للعقاب غير كدا، راجع حساباتك..
ثم تركه وانصرف إلى غرفة ابنته جنات، وأسرع مازن ينزل درجات السلم باختناق شديد..
ولج يزيد إلى غرفة جنات بعدما طرق الباب برفق، فأسرعت إليه تعانقه برقة وهي تقول:
بابي.
فقبّل رأسها بحبٍ وهو يسألها عن حالها قائلاً:
عاملة إيه؟
فأجابته بنعومة:.

الحمدلله يا بابي وأنت؟
أنا تمام الحمدلله.
تابعت:
بابي أنا كلمت مامي واتفقت معاها إني هروحلها أول الاسبوع أنا وإياد..
تنهد طويلا قبيل أن يخبرها ببساطة:
بس اول الأسبوع أنا هعمل حفلة صغيرة عائلية كدا بمناسبة جوازي الجديد وطبعا لازم تكوني أنتِ وأخوكي موجودين عشان تتعرفوا على رنا وهي كمان تتعرف عليكم.
تجهمت ملامح جنات وهي ترد عليه؛
بس حضرتك قلت إنها ملهاش علاقة بينا.
فعلا.
يبقى ملهاش لازمة التعارف يا بابي.

احتضن وجهها بين كفيه متابعا:
ليها لازمة يا حبيبي، هي آه مش هتكون مسؤولة عنكم في حاجة لكن هي هتعيش معانا ولازم تتعرفوا على بعض كويس عشان تعرفوا تعيشوا مع بعض.
مطت شفتيها في تذمر وهي تخبره:
أيوة بس أنا قلت لماما خلاص إني جاية.
بابتسامة هادئة قال:
ميجراش حاجة هو يوم وروحي اليوم اللي بعده يا حبيبتي.
كادت تتكلم معترضة مرة أخرى فأخبرها بجدية:
جنات أنا بقول كلامي مرة واحدة بس، خلص الكلام.

صمتت مضطرة لذلك وهي تومئ برأسها، فقبّلها مرة أخرى وبرح غرفتها متجهًا إلى غرفة شقيقها ليطمئن كذلك عليه.
أغلقت زهراء أنوار المكان وأقفلت الباب أيضًا استعدادًا للذهاب حيث عم الظلام وتأخر الوقت قليلاً، مشت بخطواتٍ سريعة إلى سيارتها واستقلتها وقد إدارتها عدة مرات، لا تعلم ماذا حدث لم تستطع..
زفرت بضيق وهي تحدث نفسها:.

يعني اليوم الوحيد اللي أقول للسواق متجيش العربية تعمل كدا! أستغفر الله العظيم هعمل إيه دلوقتي بس!
ترجلت من السيارة وهي قد أوشكت على البكاء خاصة عندما وجدت هاتفها قد نفذ شحن بطاريته! يا له من حظٍ سيء!

تحركت بخطوات بطيئة على الطريق علها تجد سيارة تاكسي توصلها إلى بيتها، ظلت تمشي تارة وتقف تارة أخرى لمدة ساعة كاملة، إلى أن وجدت سيارة تمر أخيرًا عملت أنها تاكسي، اشارت لها فوقف وركبت معه وهي تتنهد بارتياح وتقول سرًا:
الحمدلله.
تسير السيارة بسرعة غير منتظمة، فتسرب القلق إلى فؤادها، وازداد حينما وجدته يتنحى عن طريق البيت، قالت برعشة شديدة أصابت كل خلية في جسمها:
دا مش الطريق اللي قولتلك عليه؟

لم يرد عليها وازداد سرعة، فصرخت بعفوية وهي تخبط على كتفه بخوف شديد:
اقف، بقولك وقف العربية، يارب ساعدني.
صراخها يزداد ودموعها تنهمر وهي تخبط على كتفيه تارة وتحاول فتح باب السيارة مرة أخرى في انهيار، صراخ متتالي منها وما من مغيث!

قامت رنا بتغيير رقم هاتفها وقررت أن تقطع هذه الصفحة نهائيًا من حياتها، وتبدأ صفحة جديدة تمامًا مع يزيد، ولكن هل يجب عليها أن تصارحه بكل شيء؟ أم أنا قرارها بتغيير الرقم كافيًا؟
تتخبط الأفكار داخل عقلها وهي تشعر بندم سافر، غصة في قلبها لأنه كان واضحًا معها وضوح الشمس، وفي المقابل هي أخفت كل شيء..!
هل تخشى والديها أم أنها تخشى رد الفعل!

أغمضت عينيها لعدة دقائق وهي تحسم قرارها، ستخبره بكل شيء والآن، أمسكت هاتفها، بحثت عن اسمه وقامت بالاتصال..
دقيقة، اثنان، وفي الثالثة آتاها صوته الجهوري..
ابتلعت ريقها بصعوبة وتسارعت أنفاسها فأغلقت عيناها باضطرابٍ.
خير يا رنا؟
وصلها سؤاله هادئًا، فردت بتلعثم:
آآ، أنا بس كنت بشوف الخط الجديد اللي اشتريته معاك النهاردة شغال ولا لأ.
ابتسم رافعًا أحد حاجباه قائلاً:
والمفروض إني اصدق الكلام دا بقى ولا إيه؟

بارتباك قالت:
ومش هتصدق ليه؟
مش عارف حاسس إنك متصلة عشان تتكلمي مع يزيد لا أكتر ولا أقل، عيني في عينك كدا!
ابتسمت رغمًا عنها لكن مازال التوتر يسيطر عليها ولم تكد ترد حتى سألها مرة أخرى:
هو أنتِ غيرتي رقمك ليه؟
مش أنا قولتلك بيجيلي عليه معاكسات؟
اه، نسيت يا رنا.
تنهدت وقالت:
طيب أنا بقى هقفل دلوقتي عشان هنام.
نامي..
صمت قليلا يستمع إلى صوت أنفاسها فيتابع قبل أن ينهي المكالمة:
مش عاوزة تقولي حاجة؟

لأ هقول إيه، تصبح على خير.
وأنتِ من أهله،
هكذا قال قبل أن يغلق مباشرة، بينما ألقت رنا الهاتف بغضب وهي تهتف:
جبانة، أنا جبانة!
لا تزال تستنجد، تصرخ وتضرب بقبضتيها على الزجاج في هلع، صوتها أصبح مبحوحًا أثر صياحها العنيف لكن بلا جدوى..
شعاع من نور يضيء جوار زجاج النافذة وكأنه أعاد الروح فيها من جديد..
دراجة نارية تقترب من السيارة فتزيد في صياحها وهي تنظر له بتوسل:
الحقنييي الحقني بالله عليك..

لم يستطع سماعها من خلف الزجاج لكن عينيه فسرت كل شيء فأزاد من سرعة الدراجة وهو يومئ لها برأسه في اطمئنان..

وقد تمكن من قفل الطريق على السائق بمهارة عالية، فلم يستطع السائق الرجوع للخلف حيث فرمل بقوة متفاديًا الاصطدام بالدراجة فترجل الرجل عن دراجته مسرعًا إلى السيارة وخبط على البلور بكف يده عندما أبى أن ينزل من السيارة خوفا وأبى أن ينزل منها، فما كان من الرجل إلا أن أتى بقالب من الحجر وكاد أن يدفع الزجاج فوجد الباب يفتح ويهرب السائق ولكن هيهات..

لقد أمسك به ودفعه دفعا قويا على السيارة وابرحه ضربًا، بشراسة قاتلة كان يهاجمه والآخير يحاول الدفاع عن ذاته..
أسرعت زهراء إليهما وأخذت تلكمه في كل ما طالت يدها، رأسه بطنه، ذراعه، وجهه، بغيظٍ شديد تنتقم لذاتها إلى أن وقع مستسلمًا وقد خارت قواه، ففتح الرجل باب السيارة وأدخله فيها مرة أخرى والتقط مفتاحها ليغلق عليه ويأخذ المفتاح في جيبه وسط أنظار زهراء المذهولة،.

أشار لها بيده وهو يقول بلهجة بدت لها آمرة:
اركبي على الموتسكل..
ازدرد ريقها ولملمت شتات نفسها وهي تقول بصوتها المتعب:
مش عارفة اشكرك إزاي والله أنا كنت هتدمر لولاك.
أومأ لها برأسه في صمت وقال كأنها لم تشكره:
اتفضلي.
ركب اولا وركبت خلفه فسألها بجدية:
عنوانك؟
أبلغته وهي تحاول الثبات حيث أنه انطلق في سرعة شديدة وهي قد شعرت بالانهاك الشديد...
العذاب...
ولا يوجد تعبيرًا أقوى من ذاك!

حبها له عذاب وزواجها منه أيضًا، ماذا يفعل بها مازن؟
لماذا تحبه اين حسناته؟
تعلم علم اليقين أنه يبادلها الحب العجيب خاصتها لكن ما الذي يفعله..
هل الحب والقسوة يجتمعان في آن واحد؟
إنها تشعر بالشيئان بداخله..
وفي الشيئان لا يرحم، حب بلا رحمة وقسوة بلا شفقة..
مازال رأسها يؤلمها أثر قبضته العنيفة ومازال الدمع عالق بين جفونها كلما تذكرت..

تنام على فراشها البارد وهي تحتضن نفسها في انتظاره عله يأتي ويتفاهما معا فيغفر لها وتغفر له ويبدأن صفحة جديدة من صفحاتهم العديدة..
وعلى جانبٍ آخر..
شقة ما في منطقة ما يعلو فيها صياح وغضب، تذمر وتحدِ..
وعيد وتهديد..
تقول وهي تحاول أن تستفزه:
أيوة شربتها حشيش يا مازن ولسة ياما هنشوف مني أنا ليا حق فيك زي ما هي ليها بالظبط..
صفعة مدوية نزلت على صدغها ورد بقسوة:.

مالكيش ولا عمرك هتكوني زيها أنا بتسلى بيكِ يا دينا وبس!..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 8 < 1 2 3 4 5 6 7 8 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية نيران أشعلت الحب زهرة الصبار
92 2435 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، نيران ، الحب ، والقسوة ،










الساعة الآن 02:24 AM