logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية نيران الحب والقسوة
  30-03-2022 03:14 مساءً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامسأسرعت والدة نورهان تفتح الباب فيدخُل مازن كالعاصفة مندفعًا بهمجية متسائلا بنبرة قاسية:هي فين؟هي مين؟تساءلت السيدة متصنعة عدم الفهم، فيضغط على شفتيه قائلا بنفاد صبر:نورهان طبعا هسأل عن مين يعني؟نورهان مش موجودة يابني، أنت بتعمل إيه بنتي فين؟صُدم مازن وقال مكررا:مش هنا امال راحت فين؟ أنا بتصل عليها تلفونها مقفول فقلت أكيد جت هنا.ردت بثبات بل أجادت الإنفعال أيضًا:.لأ أبدا مجاتش!، أنت كدا قلقتني جدا يا مازن أنت زعلتها في حاجة طيب؟أبدا كنا كويسين جدًا مش فاهم إيه هي راحت فين بدون إذني كمان!طب أنا هلبس وهاجي معاك ندور عليها.لأ طبعا أنا هتصرف وهطمنك إن شاء الله سلام.هستنى منك مكالمة يا مازن.وكانت آخر جملة تقولها له قبيل أن تغلق الباب وتهرول إلى الغُرفة، فتخرج نورهان من تحت السرير وهي تنفض الغبار عن ملابسها، ثم قالت بارتياح:الحمدلله إنه صدق ومشي!فقالت والدتها بجدية:مش هتحكيلي بقى فيه إيه يا نورهان؟نورهان مبتسمة بهدوء:يا حبيبتي مافيش حاجة شوية زعل، بتحصل بين أي زوجين عادي يا حبيبتي.كانت زهراء كالزهرة بين أزهارها وحلمها الذي يتفتح أمامها هكذا، وكانت الابتسامة أيضا تملء شدقيها وهي تستنشق عبير الورود بسعادة عارمة، يُتابعها يزيد وهو يستند على باب المكان بابتسامة، فتلتفت له وتقول بامتنان:.مش عارفة أقولك إيه بجد، ذوق المحل تحفة والديكور رائع، ربنا مايحرمنيش منك يا يزيد.اقترب منها متمهلا، ثم قبٌل رأسها باسمًا مع قوله:ربنا يوفقك يا زهراء، أنا لازم أمشي اتأخرت على شغلي.ماشي يا حبيبي، سوق على مهلك.منحها ابتسامة أخيرة قبيل أن ينصرف ويتركها تتنفسُ أملا جديدا وخطوة جديدة في حياتها الوردية التي تناسب رقتها الفطرية.بعد مرور ساعة.جاءها اتصال من مازن، فأجابت عليه مستغربة لاتصاله ليس من عادته أبدا..نورهان فين يا زهراءوكان هذا سؤاله ما إن ردت عليه، فأجابت عليه بدهشة:معرفش هي مش في البيت؟لأ ومتستهبليش عليا يا زهرااااااء، فين نورهان أنا عارف إنها مبتخبيش عليكي حاجة.زهراء ببرود استفزه:قولتلك معرفش يا مازن أنا مش فاهمة إيه اللي بيحصل؟ يمكن خرجت تشتري حاجة في إيه!هو بعصبية:.لأ معملتهاش قبل كدا، على الأقل كانت قالتلي أنا مش مطمن وعارف إنك عارفة كل حاجة.صدقني معرفش وأنا هخبي ليه عليك، اقفل بس دلوقتي وبليل نتكلم.أغلقت معه بالفعل وهي تقول ضاحكة:أيوة كدا يا نورهان لاااازم تربيه.التقط يزيد هاتفه وهاتف ابنته جنات ليطمئن على حالها وكذلك شقيقها، وبعد السلامات قال بجديته المعهودة:مش يلا بقى يا جنات؟ هبعت لك العربية ترجعكم.جنات قائلة في حذر تام:معلش يا بابي بستأذنك بس أبات النهاردة كمان.يزيد محاولا ضبط انفعالاته:متفقناش على كدا يا جنات، أنا قلت يوم واحد بسعشان النهاردة خطوبة مامي ولازم اكون جنبها.يزيد بهدوء قاتل بينما يجز على أسنانه قائلا:.من غير كلام كتير يا جنات ساعة واحدة والعربية هتكون عندك تنزلي تركبي فيها أنتِ وأخوكي لأجي أكسر البيت دا على دماغ أمك اللي خطوبتها النهاردة دي، سمعتيني؟ عاوز كلامي ميتنفذش!ثم لم يمنحها فرصة للتحدث مرة أخرى وأغلق الهاتف، فدفعت جنات الهاتف وهي تهتف بانزعاج:كل حاجة لأ، لأ!جلست والدتها جوارها قائلة بتهكم سافر:.وهي دي كانت عيشتي مع أبوكي يا جنات كانت مرار كلها تحكمات وقرف، وأهو بيعيد الشريط من أوله معاكي!جنات باكية:بس أنا نفسي أحضر الخطوبة يا مامي معاكي أعمل إيه!دا كمان هنكتب الكتاب يا حبيبتي وأنا مش ممكن اكتبه من غيرك أنتِ احضريه وطنشيه ميقدرش يعمل حاجة ولو فكر يعمل حاجة أنكل ياسر هيقفله!جنات بتساءل وقلق:قصدك يضرب بابي؟ لأ مش ممكن أنا هروح لأن مهما كان دا بابي!تابعت سيرين:.مقولتش كدا يا قلبي ياسر مش همجي زيه عشان يعمل كدا بس هيوقفه عند حده بالذوق!في معرض السيارات الخاص به كان يجلس على مكتبه وعقله سينفجر، يفكر ترى أين ذهبت زوجته؟ وكيف تجرأت أصلا على ذلك؟سيريها كيف تفعل فقط حينما يراها..هكذا توعد لها قبل أن يصدح هاتفه معلنًا اتصال منها، فأجاب على الفور بعنف شديد وهو ينهض عن مقعده قائلا:أنتي فييين؟وكان ردها حادا لم يكن يتوقعه حين قالت:وأنت مالك؟فتوسعت عيناه وقال بذهول:نعم؟اللي سمعته يا مازن بيه، أنت خلاص مالكش حكم عليا لأنك هتطلقني ورجلك فوق رقبتك.مازن بدهشة شديدة:لأ دا أنتِ مش مظبوطة خالص واتجننتي على الأخر أنتِ واعية للي بتقوليه؟أيوة واعية لكل حرف عارف ليه؟دا أنتِ أيامك معايا سواد يا نورهان بس لما أشوف وشك!مش أسود من اللي شوفته معاك، عارف ليه بقى؟ لأنك راجل خاين وأنا قرفت منك، كنت بكدب نفسي وبتمنى شكي ميطلعش في محله بس أنت أكدتلي لما فتحت موبايلك وشوفت رسايلك القذرة مع الستات الرخيصة اللي زيك!ساد صمت قاتل بينهما، لم يسمع مازن إلا صوت أنفاسها الثائرة ولم تسمع هي منه شيئا قط، وكأنه لُجم وتحجرت كل الكلمات على شفتيه..قطعت نورهان ذلك الصمت مع قولها:.سكت يعني؟، إيه مفاجأة مش كدا؟ كنت ناوي تستغفلني لحد امتى؟ يا بجاحتك يا شيخ وكمان متصل تزعق وتشخط فيا صحيح على رأي الناس اللي اختشوا ماتوا..مازن بضيق شديد:ماشي يا نورهان مقدر حالتك ومش هرد بس نتكلم ونتفاهم وهعملك اللي أنتِ عاوزاه قوليلي أنتِ فين؟مايخصكش، أنا في مكان محدش يعرف في مكان أمان مفهوش ناس خاينة زيك!نورهااااان هنتفاهم ومتعصبنبش أكتر من كدا!نورهان ساخرة بقوة:.لأ يا شيخ خوفت أنا كدا، ما تتعصب ولا تتفلق حتى!مازن متابعا بحنق:للدرجادي يا نورهان؟وأكتر، عاوزني أعملك إيه بعد ما شوفت بعيني خيانتك! طلقني يا مازن.تمام، هطلقك نتقابل وأطلقك..قالت قبل أن تغلق في وجهه الهاتف:لما يجيلي مزاجي هحدد المعاد وأبلغك..أغلقت دون سابق إنذار تاركة إياه يشتعل غضبا، نيران تحرق قلبه، وذهول يسيطر عليه كمن سقط على رأسه دفعة ماء مثلج للتو..فكرت سيرين كثيرا ماذا تفعل؟ ولم تجد سوى زهراء فهي الوحيدة التي ستقنع يزيد بابقاء جنات وأخيها..والآن أنهت معها المكالمة على أمل موافقته بعدما تستعطفه زهراء بالمعنى الأدق..فقامت زهراء بالاتصال عليه وعندما أجاب قالت:عامل إيه؟فقال بإيجاز:طبعا عاوزة حاجة، إيه هي بقى عشان عندي شغل؟تنحنحت زهراء بخوف وأردفت بحذر تام:.بص كدا أنا اولا معاك في رأيك بس حاول تكسب جنات لصفك أنت دلوقتي في حرب وافق بس المرادي على طلبها عشان متنفرش منك وسيرين تستحوذ عليها.يزيد برفض قاطع:مش هيحصل يا زهراء وبلاش سيرين تسيطر عليكي أنتِ وتملى دماغك عشان تقنعيني وأغير رأيي، هما لو مجوش أنا هروح أجبهم بنفسي والله.يزيد...قاطعها قائلا بصرامة:.عندي شغل يا زهراء مضطر أقفل واتصلي على جنات لو سمحتي قوللها تنفذ اللي قولته عشان معملش حاجات تزعلها سلام..وأما عن رنا!فكانت في حالة يرثى لها، بين النيران وعذاب روحها، نيران أهلها وعذاب حبها ل محمود!يضغط والدها كل يوم على جرحها ويقوم بتعنيفها ومن جهة أخرى امها!أليس من المفترض أن تكون أمها أمانها؟ إن كسر الأب جاءت هي لتُرمم؟يؤلمها انجراف أمها وراء ما يفعله والدها، دمراها الاثنان كسرا قلبها وروحها لكن هناك أمل، محمودالذي أخبرها بأنه سيحل الأمر، مؤكدا سيجد لها مخرج حتى لو اضطرت للهرب معه...جاءها الاتصال منه، والرد كان شافيًا لجرحها الآن حين قال:رنا حبيبتي أنا لقيت الحل..فقالت بفرحة:إيه هو؟!قال مجيبًا عليها بثبات تام:تتجوزي إبن خالتك ولكن...


look/images/icons/i1.gif رواية نيران الحب والقسوة
  30-03-2022 03:15 مساءً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادسانصتت الأخيرة باهتمامٍ رغم تجهم ملامحها الآن، فتابع محمود يُخبرها بحذر تام:جواز مؤقت يا حبيبتي عشان تريحي أهلك بس وكام شهر كدا لحد أقدر أقف على رجلي.ردت عليه بذهولٍ عارم:مش قادرة أصدق اللي بتقوله! إزاي بتقولي أتجوز واحد وأنا بحب واحد تاني؟أجاب مبسط الأمر:دا أحسن حل يا رنا صدقيني، أنا مافيش حد في الدنيا دي بيحبك قدي.حب؟ حب إيه يا محمود وإزاي هتستحمل كدا لو أنت فعلا بتحبني؟ إزاي إزاااااي!بكت منهارة بعد آخر كلمة حيث أنه صدمها وحطّم آمالها، يا له من وقح يزعم أنه يحبها ويرغب قربها ويقنعها بزيجة أخرى من رجل آخر!رنا متفهمنيش غلط احنا هنبقى...قاطعه بحدة نارية:.هنبقى؟ هنبقى إيه؟ متكملش يا محمود متكملش يا محترم، الظاهر كدا أنا غلطت لما وثقت في واحد زيك، اسمعني كويس أنا آه حبيتك بس من اللحظة دي أنت برا حساباتي خالص لأني شكلي اتخدعت فيك وأخدت أكبر مقلب في حياتي وهو أنت، متتصلش بيا تاني يا محمود..ثم أغلقت الهاتف على ذلك وراحت تستكمل وصلة بكاؤها الحار..تعلن ذاتها وذاك اليوم الذي رأته فيه..أعدت لها فنجانا من القهوة بإضافة الحليب الآن وهي تجلس على المقعد في مقر عملها الجديد.منسجمة مع رائحة الورود، مع أحلامها الوردية الناعمة.أو رُبما مع فتى أحلامها المجهول!مساء الخير.صوتا تسلل إلى شرودها وجذبها إلى هُنا رغما، ف لاحت منها التفاتة إلى الخلف وإذا بشابٍ طويل مقبول الهيئة أسمر البشرة مهندم إلى حدٍ ما يبدو عليه البساطة الشديدة، يقترب بخطوات متمهلة وهو يُحملق بها بنظرة لم تسترح لها، يقول متأملا ملامحها عن كثب:اللهم صلي على النبي!كان تائهًا في عينيها الجميلتين وشعرها الأسمر المصفف بعناية وبشرتها البيضاء الهادئة، ملامحها الصغيرة إلا عينيها الكحيلتين..وردة تبيعُ الورود وكان هذا الذي يدور بداخله.اتفضل حضرتك؟!قالتها زهراء بحدة بعض الشيء وهي ترمقه باستغراب.فتنحنح بحرج وهو يقول:حضرتك فاتحة المحل دا جديد صح؟زهراء بجدية:صح!ابتسم بإعجاب وقال:المحل جميل، أنا بصراحة جاي أجيب بوكيه ورد لحبيبتي.ابتسمت زهراء ببراءة قائلة:تمام، شوف حضرتك اللي يعجبك وأنا معاك.إذا ممكن تعمليه على ذوقك لأني مش بفهم في الكلام دا أوي أنا بس حبيت أفرحها.أوك، ربنا يسعدكم.شرعت زهراء تجمع له الورود باحساسها وذوقها هي بحب كبير وابتسامة تزين ثغرها، تابع الشاب متجولا في المكان خلفها:متعرفناش بإسم حضرتك؟إسمي هو إسم المحل.الزهراء؟أومأت له برأسها وقد قالت:بالظبط..رائع، اسم حضرتك رائع..اكتفت بابتسامة فقط، فاستطرد أيضا:أنا باسم، وبشتغل نجار.أهلا وسهلا، قالتها بإيجاز.ليقول:أهلا بحضرتك حقيقي أنا سعيد جدا بوجودي في مكان زي دا وانسانة قمر زيك!نظرت له بحدة وصمتت فعلم أنه قد تخطى الحدود! ليقول:آسف..هزت رأسها وصمتت، تتبع بفضول ضايقها قليلا:حضرتك مرتبطة؟!حضرتك يخصك في إيه؟للمرة الثانية يتنحنح بحرج، يقول بهدوء:آسف..زائر ثقيل تنهدت بارتياح ما إن أخذ ما يريد وانصرف، تكلمت بعفوية مع نفسها:حقيقي غتت أوي!لم تستطع جنات البقاء بصُحبة والدتها أكثر وحضور حفل خطبتها الهائل...مدللة ولكنها تخشى والدها، تعلم أنه سينفذ ما قاله إن لم تأت هي وأخيها..لذا شجعتها والدتها أيضاً على الذهاب وإلا أفسد لها ليلتها مع ياسر..كانت جنات تزرع بهو المنزل ذهابًا وإيابًا بضيق في انتظار والدها الذي قارب مجيئه من عمله، حيث أنها غاضبة وبشدة من تحكمه وتسلطه المبالغ فيه معها..بعد مرور ثلاثين دقيقة تقريبًا كان قد وصل إلى القصر بالفعل..ودخل مرهقًا ليراها على هذا الحال، كان بالطبع يعلم أنها غاضبة منه ولكن لا يهم، فلتغضب كما تشاء وليفعل هو ما يشاء أيضًا..حمدلله على السلامة!قالها يزيد بجمود وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ينتظر ما ستلفظ به الآن!وقد قالت جنات بعصبية:حضرتك على طول تمنعني من كل حاجة عاوزها أنا بصراحة يا بابي مش عاوزة أعيش معاك وعاوزة أعيش مع مامي بس!فقال لها متهكما:ومامي مستعدة بقى تعيش معاكي يا حبيبتي؟أكيد طبعا مستعدة!رد باستهجانٍ مرة أخرى:طب ليه سابتكم بإرادتها لما انفصلنا وأنا مكنتش همنع دا، ليه قالتلي ربي ولادك بمعرفتك أنا مش هربي؟ردت بلا تأثر:مامي مقالتش كدا وحتى لو قالت قبل كدا دلوقتي لأ!ولو دلوقتي لأ، ف يا حبيبتي فات أوان الكلام دا وأنا هسمع كلامها وأربيكم بمعرفتي..أغاظتها جملته فقالت بلا وعي:مش عاوزة تربيتك الخنيقة دي ارحمني بقى..وصاحبت جملتها صفعة عنيفة مع قوله:لسة مشوفتيش التربية يا جنات.دفعها قائلا بصياح:اطلعي أوضتك.انصرفت في حالة انهيارٍ وذهول تلك المرة الأولى التي يضربها والدها، كان يُدللها حتى وإن رأته هي قاسيا في بعض الأحيان ويبدو أن والدتها هي التي ستفوز في هذه المعركة...صعد إلى غرفته محاولا أن يهدئ من روعه لكن لا محالة ما إن دخل الغرفة حتى أطاح بكل الأشياء التي قابلته على الأرض..أنا موافقة!قالتها رنا وگأن جسدها الآن بلا روح، تقولها وكأنها عقاب لنفسها!وكأنها نهاية لكل شيء..كأنها النيران، والعذاب والآلام.فليحدث ما يحدث..زغرودة امها كانت بمثابة طعنات إلى قلبها، تدفقت الدمعات من عينيها تحرق روحها وقلبها الهش..ركضت والدتها تتصل على والدها لتخبره بموافقتها وهي تقول: يا سعدك يا هناك يا عبد العليم..غافلة عن قهر ابنتها الوحيدة !في الصباح.تناولت نورهان طعام الفطار مع والدتها ببساطة شديدة افتقدتها طويلا هناك في القصر، حيث نظرات ابتهال الحادة والنظام الذي كاد يخنقها..ولكن هناك شيء، مازن!تشتاقه بشدة، يا لها غبية حقًا غبية قلبها سينهي عليها حتما ذات مرة لأنه أحب الشخص الخطأ الخائن في نظرها..ها يا حبيبتي تحبي تتغدي إيه بقى؟سألتها والدتها، لتجيب نورهان بابتسامة:أي حاجة من ايدك يا ست الكل، بس بصراحة أنا نفسي في محشي كرنب!ضحكت الأم بسعادة:عيوني يا حبيبتي، إيه رأيك تنزلي تجيبي حاجته من السوق وتيجي اكون روقت الدنيا وعملت اتنين شاي كمان..نورهان متحمسة لذلك:ماشي ياحبيبتي.نهضت لترتدي ثيابها البسيطة التي تكونت من تنورة سمراء واسعة وطويلة وكنزة بيضاء حريرية قصيرة، وأضافت لمستها الأخيرة بالحذاء الأسمر ذا الكعب العالي..ثم صففت شعرها البني وضفرته ضفيرتها المميزة المنسدلة على كتفها، ثم لم تنس نظارتها الشمسية وهي تنزل درجات السلم بتمهل..تخرج من باب العمارة وتشهق بصدمة عندما وجدت مازن يخرج من سيارته ويقفل بابها بعنف متجها إليها، فركضت بسرعة ماهرة لكنه كان الأمهر بالطبع حين ركض خلفها بسرعة أشد..لحق بها وجذبها نحوه قائلا بغضب:كنت عارف إنك مستخبية وبتضحكي عليا، بتهربي مني يا نورهان!اوعى سيبني كدا لو سمحت..وكأنها تقول له اقترب ولا تبتعد حينما ألصق جبينه بخاصتها قائلا بهيام:أسيبك! دا أنتِ وحشتيني بغباء..نظرت له بغيظ وهي تحاول إبعاده:وحش يلهفك، احترم نفسك احنا في الشارع..!اركبي العربيةدا بعينكقال جازا على أسنانه:بلاش تتحديني واركبي أنا مش هسيبك تعالي بالذوق أحسن ما تيجي بالعافية وبعدين تعالي هنا قوليلي راحة فين كدا ولابسة ومتشيكة على الصبح؟وأنت مالك يا خاين يا بتاع الستات أنت..همد ايدي عليكِ، أمد ايدي؟نظرت له بحدة:هو دا اللي أنت فالح فيه..ضحك قائلا:وأنا امتى ضربتك يا كذابة؟ الوش الحلو دا خسارة في الضرب أصلا!طب أبعد بدل ما أصوت وألم عليك الناسرد رافعا حاجبه:هتقوللهم جوزي يتهجم عليا؟ اركبي فرهدتيني..مش هرجع معاك على جثتي يا مازن، سامع؟مازن ناظرا إلى الأعلى:من ناحية سامع فأنا سامع بس من ناحية على جثتي دي مش هتحصل هتيجي معايا حية عادي..ثم همّ بحملها وأدخلها إلى السيارة عنوة وأسرع ليقودها وبالفعل كان أقوى منها فلم تستطع منعه..سار بالسيارة وهو يضحك على تعنيفها له المستمر، بينما قالت بجنون:لو موقفتش العربية هرمي نفسي منها أنا بقولك أهو!ضحك بشدة ولا مبالاة غافلا عن أنها جنت بالفعل وفتحت باب السيارة وقد ألقت نفسها أمام أنظاره المذهولة!


look/images/icons/i1.gif رواية نيران الحب والقسوة
  30-03-2022 03:15 مساءً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابعفرمل مازن السيارة بفزعٍ شديد واتسعت عيناه بدهشةٍ أشد! لقد قفزت نورهان بالفعل من السيارة!خرج من سيارته بكُل ما يمتلك من سرعة ليجدها تتوجع على أسفلت الشارع، انحنى على ركبتيه آخذًا إياها بين ذراعيه صارخًا في وجهها:أنتِ اتجننتِ بتعملي كدا إزاي؟!تجمهر الناس وأصبح هو زوجته في وضع لا يحسد عليه، ..أسرع يحملها وادخلها إلى السيارة مجددًا صائحًا في هذا الحشد من الناس من فرط عصبيته الشديدة، بينما استقل مازن السيارة وانطلق بها إلى أقرب مستشفى وهو يعنفها بقسوة عارمة، بينما هي تتوجع وهي تمسك ذراعها اليمنى باليسرى وتردد:دراااااعي درااااعي.مازن ثائرًا:بيوجعك صح؟ أكيد اتكسر في وقعة زي دي وتستاهلي عشان مافيش حد عاقل يعمل كدا.فصرخت بانهيار وهي تبكي بألم:أخرس بقى أنت إيه معندكش إحساس أنت مش بني آدم.اصبري عليا يا نورهان دا أنا هكسرلك عضمك كله على اللي عملتيه دلوقتي دا أنا هعرفك إزاي تعملي كدا.يا أخي أنا بكرهك ومش طيقاك طلقني لو عندك دم انسان بارد.نظر لها بحدة شديدة:لسانك كمان عايز قطعه وعشان سكتلك سوقتي فيها.قالت وهي تتألم من بين دموعها:هنتظر إيه من واحد خاين زيك!التزم مازن الصمت القاتل وهو يضغط على أسنانه وأزاد سُرعة القيادة بعد جملتها التي أصابته في مقتل!جلس يزيد في حديقة القصر صباحًا شاردًا باختناق شديد، بينما حاجباه الكثيفان معقودان بقسوة كما أظلمت جميع ملامحه منذ البارحة وهو على هذه الحالة لم ينم طوال الليل وقضى ليلته في أرقٍ تام.شعر بيدين تضغطان على كتفه من الخلف فعلم أنه إياد ابتسم دون أن يلتفت وفتح له ذراعه مع قوله:تعالى.جلس إياد جوار أبيه متنهدًا قائلا في تساؤل:حضرتك مش رايح الشغل النهاردة يا بابا؟يزيد بجديته المعتادة:تقريبًا كدا.بقالك كتير مش بتاخد أجازة يا باباابتسم يزيد قائلا:فعلا وعشان كدا أخدت النهاردة.إياد في حذر:بابا حضرتك متضايق كدا عشان ضربت جنات صح؟يزيد بعد لحظات طويلة من الصمت مجيبًا:صح، عشان أنا متعودتش أمد إيدي عليكم بس هي اللي اضطرتني أعمل كدا لأنها كلمتني من غير احترام وأنا مربتكوش على كدا يا إياد.صمت إياد قليلاً قبيل أن يتكلم قائلا:.أنا حابب أعيش مع حضرتك يا بابا بصراحة أنا بحب عمتو زهراء وبحب البيت دا عشان خاطر هي موجودة فيه، لما بنروح عند ماما مش بتتكلم معايا خالص بتتكلم مع جنات بس وأنا ولا كأني موجود.لف يزيد ذراعه حول كتفيه وشاكسه قائلا:ممم يعني انت بتحب البيت دا عشان خاطر زهراء بس؟ اومال بابا ولا حاجة يعني؟ضحك إياد ببراءة قائلا:لأ طبعا يا بابا وبحبك أنت كمان بس ساعات بتقعد تزعقلي كدا كتير لكن عمتو لأ..بزعقلك لما بلاقيك أهملت في مذاكرتك أو أهملت في أي حاجة حلوة علمتهالك لأني عاوز أشوفك أنت وأختك أحسن ناس في الدنيا.صباح الخيراااات.قالتها زهراء ببهجة معتادة منها وهي تتقدم منهما وتجلس بينهما بمزاح قائلة:وسعولي كدا.ضحك يزيد وصمت بينما قال إياد بمرح:صباح النور يا عمتو أنتِ خدتي المكان كله!زهراء بغضب طفولي:قصدك إني تخينة؟ لأ لأ عيب كدا يا إياد.قهقه يزيد آنذاك ضاحكًا مع قوله:.هتزعل عمتك منك كدا يا إياد.أنا عود فرنساوي أوي يا حبيبي ولا أنتوا ليكوا رأي تاني؟قالا الاثنان معا:لأ طبعا ملناش!فضحكت زهراء قائلة:طب يا إياد يا روح عمتو اطلع بقى ذاكرلك شويتين كدا عشان عاوزة باباك الزعلان دا في موضوع مهم.أومأ إياد برأسه وذهب ضاحكًا، فنظرت زهراء إلى أخيها وقالت بعتاب رفيق:إيه اللي عملته مع جنات دا يا يزيد؟يزيد آخذًا نفس عميق مع قوله:مكانش فيه حل تاني كان لازم تفوق.وفكرك هي كدا فاقت؟ أنا نبهتك قبل كدا وقولتلك لازم تصاحبها لأنها في سن خطر.انفعل قليلا:أصاحب إيه؟ طول ما أمها موجودة في الحياة أصلا مش هتتعدل أبدًا.أنا عارفة كل دا، بس أنت تتعامل بذكاء وتحببها فيك.مش عارف ومش هعرف الغلط عمري ما هسكت عليه معنى كلامك أني أسكت ومش هسكت.زهراء بتفهم:لأ يا يزيد والله مش قصدي تسكت على الغلط قصدي بالتفاهم.جربت منفعش سبيني أتعامل معاها بالطريقة اللي أنا شايفها صح.ما أنت شايفها صح بس هي غلط!زفر يزيد بحدة، فتابعت برفق:مش قصدي ازعلك بكلامي بس بجد لازم انبهك أنا آسفة، خلاص مش هتكلم دلوقتي في الموضوع وأنا هتكلم مع جنات وأهديها خالص متقلقش أنت.قال يزيد بجدية شديدة:وعرفيها إني عمري ما هسيبها لأمها ومش هسمحلها تعمل حاجة غلط.حاضر يا يزيد هعمل كدا، بص لي كدا بقى عشان عاوزاك في موضوع تاني.نظر لها بضجرٍ مع قوله:خير.العروسة!ضغط على نواجذه وأدار رأسه إلى الجهة الأخرى، فقالت ضاحكة:ماما قالتلي أمهدلك الموضوع وبصراحة أنا حابة الموضوع أوي.عاد ينظر لها باستغراب مع قوله:ليه حابة الموضوع؟عشان العروسة إنسانة محترمة وكويسة بنت خالتنا إكرام قبل ما تقول أي حاجة وعارفة إنك مش بتحبها بس بنتها غيرها خالص بجد.يزيد محاولا ضبط أعصابه:هو فيه واحدة كويسة أصلا؟زهراء بعتاب:يعني أنا وحشة ومش كويسة بقى على كدا؟حدق يزيد بالفراغ قائلا بتنهيدة طويلة:أنتِ حاجة والباقيين حاجة!زهراء مسترسلة:مافيش الكلام دا وزي ما فيه الحلو فيه الوحش كمان، صدقني فيه بنات حلوة كتير افتح قلبك وجرب..واشمعنى دي اللي ماما قالت عليها؟عشان كويسة وبنت محترمة جدا أنا عارفاها كويس هما مش بيجوا كتير عندنا عشان هي بتتكسف تيجي مامتها بتحسسها إننا حاجة وهما حاجة وهي عندها كرامة وكدا بس بجد أنا أضمنها برقبتييزيد ساخرًا:.مش للدرجة دي يا ست زهراء، عموما يا ستي هجرب.تمام، حلو اوي هما جايين النهاردة زيارة عشان تشوفوا بعض يعني وتتكلموا وكدا..ضحك يزيد مستطردًا:والله المعروف إن العريس بيروح للعروسة مش العكس ودا أكبر دليل إن خالتك دي واحدة بتاعة فلوس وجايبة بنتها لحد هنا عشان الفلوس حاجة غريبة.زهراء بهدوء:.دا اقتراح ماما وهما وافقوا، وقلتلك رنا غيرهم أنا عذراك عشان أنت مش بتشوفها كتير بس أنا بشوفها وبتكلم معاها وعارفة بقولك إيه.طيب!بعد ثلاث ساعات متواصلة من تحاليل وأشعة وتجبيس ذراع نورهان، خرجت أخيرًا من المستشفى بصُحبة مازن الذي قال بحدة:أبقي كلمي مامتك لأنها مبطلتش اتصال!ردت عليه بحدة مماثلة:مش هكلمها لأني هاخد تاكسي دلوقتي وأروحلها!مازن بنبرة محتدمة:.كفاية كدا واركبي العربية لأني مش هسيبك وفري على نفسك الفضايح اللي ممكن تحصل دلوقتي في الشارع.تأففت بضيق واضح:يا أخي نفسي تعتقني لوجه الله أنا مش عاوزاك هي عافية!اقترب منها قائلا بهدوء صارم:عافية..اووووووف!اركبي يا هانمنظرت له باشمئزاز وركبت السيارة مضطرة لذلك، فتنهد بارتياح وصعد جوارها قائلا وقاصدًا إغاظتها:سلامتك...فضغطت على أسنانها قائلة بعصبية:بجح!ارتدت رنا ملابسها الفضفاضة البسيطة بغير نفس ودموعها لم تجف كلما نظرت إلى المرآة تشعر كمن تُسلب منها روحها..أيعقل أنها هي من تذهب إلى الرجل وليس هو! إن كان هو متعالي للغاية ف ماذا عن والديها؟كانت تظن أنها غالية عندهما لكن لم يظهر منهما إلا الخذلان والألم!دخلت والدتها إلى الغرفة وهي تتفحصها من أسفلها إلى أعلاها قائلة بنزق؛.إيه اللي أنتِ عاملاه دا وإيه الهدوم الواسعة دي؟ وبطلي ياختي عياط بقى وحطي شوية مكياچ عشان لما يشوفك تعجبيه!أردفت رنا من بين دموعها:هو دا اللي عندي ولو مش عاجبكم مش راحة وسبيني في حالي بقى حراااام عليكي.طب أخرسي خالص وافردي وشك ويلا قدامي كدا عشان منتأخرش!وسارت معها بلا حيلة...كذلك ارتدى يزيد ملابسه بشرود أمام المرآة وهو لا يعلم لمَ هو منصاع لهذه الدرجة؟لمَ؟لمَ لم يرفض ويفعل ما يحلو له كعادته؟ إنه يفعل لأول مرة شيئاً لا يرغبه..ربما لأجل سيرين؟!لأجل أن يمحها من ذاكرته نهائيًا؟سيرين تلك اللعنة التي أصابته ولم يتخلص منها بعد هو يقاوم بكل قوته لأجل أن ينفي حبها وسينفيه هذا وعده لنفسه...يصدح رنين هاتفه فجأة معلنًا عن إتصال، ورفع أحد حاجباه متهكمًا عندما وجد أن المّتصل هي سيرين!..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 8 < 1 2 3 4 5 6 7 8 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية نيران أشعلت الحب زهرة الصبار
92 1759 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، نيران ، الحب ، والقسوة ،










الساعة الآن 03:36 AM