logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 17 < 1 2 3 4 5 6 7 8 17 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية حلم السندريلا
  28-03-2022 08:31 مساءً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حلم السندريلا للكاتبة عليا حمدي الفصل الحادي عشراليوم أتم اكرم عامه 32، جلس يتناول فطوره و بيده صندوق رسائل والدته، انهى هو قراءه جميع ما به من رسائل عدى اثنتين اختصت والدته احداهما بزواجه و عاهدته ألا يفتحها حتى يفعل و الاخرى اختصها بهذا اليوم، اليوم الذى وصل فيه لسن والده عندما خرج معها من بيت العائله كما فهم من كلماتها.قرأ الرساله و وجهه ينكمش غضبا، ضيقا، رفضا و اشتياقا كاد يقتله.والدته باختصار شديد طلبت منه شيئين الاول - ان يعود للعائله و يُعيد حق والده و اسمه و كل ما تخلى عنه - و الثانى - وصيه تخص شقيقته و زواجها - لا يصدق كيف بعد كل ما صار من العائله ترغب والدته بأن يكون زواج شقيقته من احد افراد تلك العائله بل و توصيه بذلك مهما كلف الامر ان كانت شقيقته لم تتزوج بعد.لم فكرت والدته في امرا كهذا، لا يدرى! و لماذا وضعت حملا ثقيلا هكذا على كتفه، ايضا لا يدرى!هو لم يعرف احدا من العائله سوى فارس و الذى اخبره ان سيتقدم لفتاه يحبها، كيف يطمئن لاى فرد من افراد تلك العائله و الاسوء من كل هذا انه حتى لا يعرف اين شقيقته!اجل يسعى هو و فارس بل و توصل لبعض الخيوط التى قد تساعده و لكنه لم يصل بعد.اغلق الرساله و هو يُفكر في خطواته التاليه، تفكير، تحليل، عقلانيه يمتاز بها، المهم و الاهم، ثم قرار وضعه قيد التنفيذ رافعا سماعه هاتفه يطلب رقم فارس رنين، رنين ثم اجابه، ترحيب سريع ثم سؤال مباشر: كنت قولت من فتره عن رغبه مازن في الشغل معايا،.صدق فارس على كلامه و اخبره بمدى تحمس مازن لهذا فلقد حاول العمل في عده اماكن و لكنه لم يستقر حتى الان، فرفع اكرم عينه ناظرا للرساله قليلا ثم هتف بثقه متخذا اولى خطواته تجاه تلك العائله لرؤيه ما تخفيه من ماضٍ بل و حاضر ايضا: انا موافق، هستناه النهارده في مكتبى.إلغى مواعيدى النهارده يا هبه، و هاتِ لي اخر صفقات وقعنا عليها، و اه في ضيوف انا بانتظارهم.قالها اكرم و هو يدلف لمكتبه و هبه خلفه تسجل ما يطلبه منها حتى جلس على مقعده فسألته عن رغبته في اى امر اخر بعمليه فنفى ذلك و تحركت هى للخارج..اندمجت في عملها و من وقت لاخر تهاتف معتز لتطمئن عليه ففى النهايه هى امرأه عاشقه، تركت الهاتف و على وجهها ابتسامه هادئه لتجد اصوات ضحكات تعلو بالمكان يعقبها تقدم رجلين لداخل غرفتها و القى احدهم السلام فرفعت عينها اليهم مردده اياه لتتوقف نظراتها على احدهم كأنها تحاول تذكر اين رأته من قبل بينما هتف مازن بدهشه تملكت منه و فرحه سكنت قلبه: مش معقول هبه!نظر فارس اليه قليلا و من لمعه الفرحه بعينيه ادرك ان المنكبه على الاوراق امامه هى الفتاه الذى يبحث عنها شقيقه فابتسم و عاد ببصره للجالسه امامه و بدا انها تحاول التذكر ثم سرعان ما ابتسمت و هى تنهض تشير بسبابتها مردده: بشمهندس مازن!اتسعت ابتسامته مرحبا بها، سؤال عن احوالها، و حديث قصير عن المشروع الذى اشتركا به من قبل، ثم سؤال متعجب و هو ينظر حوله فهى بغرفه السكرتاريه: انتِ بتعملى ايه هنا؟رفعت كتفها ببساطه لتجيبه بهدوء و هو تشير حولها بيدها: بشتغل.عقد ما بين حاجبيه متناسيا ما جاء من اجله و هو يستند على المقعد امام المكتب بيده بينما فارس يتابعه عاقدا ذراعيه امام صدره و هو يرى انبهار اخيه بها و هو يتمتم باستنكار مشيرا حوله هو الاخر: سكرتيره!ابتسمت هبه متجاوزه نبرته المستنكره و اجابته بتوضيح بسيط و لكنه حمل من المرح ما يُزيد اعجابه بها: لما بدأت اشتغل هنا كنت لسه مدخلتش هندسه و بعد كده الباشمهندس اكرم مقدرش يستغنى عنى.انهت كلماتها بابتسامه واسعه فقد يعتقد البعض انها تحزن و لكنها على العكس تماما فهى تعشق عملها هذا و تعشق اعتماده عليها كما لو كانت شريكته و ليست سكرتيرته الخاصه.حمحم فارس لينبه مازن لوجوده عله ينتبه لنظراته و حواره الذى يتمادى به فنظرت اليه هبه فأشار مازن عليه معرفا: فارس اخويا الكبير،ثم نظر لفارس مشيرا لهبه معرفا: دى المهندسه هبه كنت حكيت لك على المشروع ايام الجامعه فاكر!اومأ فارس بابتسامه هادئه مرحبا بها لتلتقط عيناه حلقتها الذهبيه التى تزين بنصرها الايسر فنقل بصره بضيق بينها و بين شقيقه الذى يبدو انه لم ينتبه فهتف بترحاب متعمدا: اهلا بيكِ يا، انسه هبه.ضغط احرف كلمته فردت تحيته و هى تبتسم بخجل متمتمه بسعاده متذكره رفيق عمرها الان: مدام، اهلا بحضرتك.اختفت ابتسامه مازن تدريجيا و هو يحملق بها مرددا خلفها بدهشه: مدام!نظرت اليه لتُفاجأها ملامحه العابسه التى خالفت ابتسامته الواسعه فور دخوله إلى هنا و اجابته بهدوء حرج و لكنه استشف فرحتها بما تقوله: اه انا مكتوب كتابى.ببساطه تقولها و هى لا تدرك ان بساطتها تلك دمرت حلما سعى اليه من سنوات مضت.بفرحتها هذه قتلت خطواته في طريق طالما اراد السير فيه.انتقلت عينه لاصابعها لينظر لحلقتها الذهبيه و التى اخبرته ان الحلم ها هنا انتهى، ببساطه كما تقول.شعر بيد فارس على كتفه فلم يرفع عينه عن اصبعها و تمتم بهدوء: ألف مبروك.و لا يعرف ما صار بعد ذلك او بصوره ادق لم يشعر، خطوات مشتته، ترحاب تائه، حوار عقيم، و حديث عن عمل، ثم موافقه اكرم، توقيع عقود، و اتمام الشراكه.بينما هو في تفكيره يصب عليها اسواط لومه.كان يجب ألا تتزوج، ألا تُحب و ألا تسمح لأخر بسرقه حلمه.و لكن يعود ضميره ليجلده هو بسياط الندم.فمن اين لها ان تعرف انه يريدها زوجه، ان تعرف انه احبها و ان تنتظره لتحقق حلمه.هو لم يعبر بل لم يحاول حتى و لم يخبرها و لو عن رغبته بها و الان ما الداعى للومها!عندما كان يرسم هو الطريق لها سارت هى بطريق غيره، عندما زين حلمه باسمها حققت هى حلم غيره و كلما تذكرها في غربته كانت تملئ هى قلب غيره.و الان الحلم الذى عاد لاجله استيقظ منه على اسوء ما يكون فما الحاجه لوجوده هنا بعد الان!افاق على حوار اكرم و فارس ليعود للواقع من حوله و مرت دقائق اخرى و كان خارج الشركه ينظر اليها و لا يدرى ان كان سيعود حقا اليها أم لا؟اصوات ضحات عاليه، ركض و مرح، مشاكسه الصغيره و عبث جنه معها حتى جلست متعبه على العشب اسفل الشجره المفضله لديها فاتجهت شذى اليها لتنام على فخذها بلهاث هى الاخرى، مر بعض الوقت حتى نهضت شذى بحماس و هتفت: يلا نلعب.ابتسمت جنه و هى ترتب لها خصلاتها المشعثه قليلا اثر نومها و هى تتسائل عما سيلعبانه فأجابتها شذى بضحكه: الغميضه.ضيقت جنه عينها و هى تتذكر يوم استدرجتها شذى بتلك اللعبه لغرفه ذلك المتعجرف، قلبت عينها بنفور ثم عادت تنظر لشذى صائحه بحماس اكبر و نبرتها تحمل من المرح الكثير: و المره دى بقى هتودينى فين يا عفريته!قهقهت شذى متذكره ما تتحدث عنه جنه و اخذت تقسم لها انها فقط ستلعب، جاءت سلمى على اصواتهم و قررت العوده للجموح بحياتها دون ان تأبه بما سيحدث و بدأت هذا باللعب معهم ولكن بعد ان احضروا حنين لتجلس معهم بدلا من اعتكافها بغرفتها.ركض هنا و هناك، ضحكات ملئت المكان من حولهم، تبديل للادوار، لهاث و تعب و مر الوقت ما بين ركض و مرح.عاد عاصم للمنزل استمع لاصواتهم العاليه فاتجه للحديقه الخلفيه يراقبهم، صراخ سلمى، مراوغه شذى و ضحكات حنين و ركض جنه خلفهم تحاول العثور على احدهم.استند على جذع احدى الاشجار يتابع شغبهم هذا و قد راقه كثيرا حيره صاحبه الابريق العسلى و هى تدور و يدها تبحث في الهواء من حولها، تقترب منها شذى لتدغدغها فتصرخ، تُمسك سلمى باسدالها تجذبه فتتململ في نزق، و تحاول حنين مساعدتها و هى تجلس على كرسيها ممتنعه عن اللعب لاصابه قدمها فتمدحها، داعب جانب فمه مستمتعا حتى وجدها تتوقف و هى تتنهد بقوه صارخه بطفوليه لذيذه اثارت رجولته واضعه يديها الاثنتين على جانب رأسها: كفايه بقى انا دوخت.و صراخات اعتراض من سلمى و اتهامها بالغش من شذى لتصرخ بهم بحنق زاد ابتسامته اتساعا.نزع سترته ليضعها على احد الفروع بجواره رافعا اكمام قميصه للاعلى و هو يوشك على الجلوس على جذع الشجره و لكن دون ان ينتبه سقطت مفاتيحه ارضا ليُصدر صوتا جذب انتباه جنه على الفور، فتحركت مسرعه باتجاهه و هى تبتسم فشهقت شذى و هى تراه ينحنى ليلتقط مفتاحه الذى اصدر صوتا مره اخرى لتُكمل هى طريقها اليه و عندما اوشكت حنين على الصراخ بها تخبرها جلست سلمى بجوارها و هى تمنعها فالوضع يبدو ممتعا و وافقتها حنين على الفور فرؤيتها لعاصم يحاول الابتعاد عن مرمى يد جنه جعلتها تغرق في نوبه ضحك حتى دمعت عينيها،.انتبه عاصم لاقترابها منه فاعتدل واقفا يحاول تجاوز يدها التى انطلقت في الهواء تبحث عنه، تأتى يمينا فيذهب يسارا، تتقدم فيتراجع تصرخ به اعتقادا انه احدى شقيقاته فتتسع ابتسامته حتى كادت تنطلق ضحكاته و يبدو ان الامر اعجبه فتمادى به،اخذت شذى تقفز مستمتعه و هى تصرخ ضاحكه و صوت المفتاح بيده و الذى استغله حتى يحتفظ بانتباه جنه معه كاد يجعلها تجن و هى تحاول الامساك به.اشار عاصم لشقيقاته بيده محييا و هو يرى ضحكاتهم العابثه حتى صرخت جنه و هى تقف بتعب: يخرب عقلك يا سلمى اقفى بقى تعبت.نظر اليها عاصم ليتبين شفتيها التى تزمها ضيقا فوضع حلقه المفتاح على اصبعه و اخذ يُديرها عده مرات فتمتمت جنه بابتسامه صفراء تحاول بها استجداء رأفتهم بها و هى تميل لتستند بيديها على ركبتيها: انتِ حبيبتى يا شذى، كفايه بقى نفسى اتقطع.توقف عاصم عن اصدرا صوتا و هو يرتب ثيابه ليتركهم و يرحل فكفى عبثا هامسا بسخريه مازحه: حبيبتى ايه بس!و لقربها منه مالت برأسها للامام قليلا و عطره يصلها لتعقد ما بين حاجبيها متسائله بهمس: انا عارفه الريحه دى..هم بالتحرك و لم ينتبه لها ثم توقف محدقا بها بدهشه و هى تُمسك بقميصه صارخه بفرحه، رفع احدى حاجبيه ساخرا و عيناه تنتقل بين يدها القابضه عليه و بين وجهها الضاحك و هى تجذبه خلفها تحاول نزع الربطه عن عينها بيدها الاخرى هاتفه بانتصار: اخيرا، طلعتِ روحى يا سلمى.كان يتحرك معها وفقا لجذبها فقط و ابتسامته لا تفارق وجهه حتى هتفت بعدما نزعت الربطه لتغمض عينها تحاول استقبال اشعه الشمس: انتِ بتتحركى بالراحه ليه كده! انتِ طخنتِ يا سلمى؟فتحت عينها لتُفاجئ بالفتيات امامها في حاله هستيريه من الضحك المتواصل فتوقفت و هى تزدرد ريقها ببطء و لا قدره لها على تخيل الامر حتى و لكنها نفت توقعها و الذى دفع بالقلق لقلبها و استدارت بهدوء لتجد عيناها تواجه صدره فشهقت بحده و هى تجذب يدها عنه بعنف مرتده للخلف عده خطوات: يا نهار مش فايت.ضيق عينيه يطالعها بعبث و ابتسامه خبيثه تتراقص على شفتيه، ناظرا اليها لحظات اختفت فيها انفاسها حتى تحدث بجرأه رغبه منه في اخجالها لتتورد وجنتيها كما يحب ان يراها: متأكده ان انتِ اللى طلع روحك!و قد كان له ما اراد، اندفعت الدماء لوجهها خجلا، غضبا و ارتباكا من موقف لم تكن تحلم ان تُوضع به في اسوء احلامها و خاصه معه هو.و لكنه لم يكتفى و لم يصمت بل اضاف باستنكار ماكر و هو يرفع ذراعه امامها مظهرا عضلات عضده: ثم انا راضى ذمتك انا طخين! دا انا حتى رياضى و رشيق اهه.حلقت ضحكات الفتيات من حولها مجددا مع ابتسامته المشاغبه و حصونه السوداء التى حاوطتها بمرح تختبره به لاول مره و خاصه معها، و اعلنت هى رايه الاستسلام منطلقه ركضا باتجاه المنزل و لكنها لم تنتبه فتعثرت باسدالها لتسقط ارضا في مشهد من اسوء ما يكون لتندفع ضحكاته هو هذه المره تخترق اذنها و هو يهتف: حاسبى.نهضت بارتباك اشد و هى تكاد تبكى من فرط توترها، ضيقها و خجلها امامه بالذات.اقتربت الفتيات منه و هو مازال يتابعها لتستند سلمى عليه ضاحكه: هتقتل نفسها.ارتفعت ضحكاتهم مجددا حتى وكزته حنين بمرفقها تعاتبه على التمادى معها و ارباكها لهذا الحد: مكنش المفروض تعمل كده و تضحك عليها بالمنظر ده.ابتسم متذكرا تعثرها منذ لحظات هاتفا بنبره حاول جمعها بلامبالاه: هى اللى مجنونه.ثم اندمج معهم في حوار مضحك و شذى تُعلق بسعاده على ضحكاته منذ قليل و الذى لا ترتفع هكذا الا مرات قليله حتى جلس ارضا امام حنين ليُمسك بيدها متحدثا بخصوص عرض فارس لها: ليه رافضه فارس يا حنين؟ و هل انتِ متأكده من قرارك و ارد عليه خلاص و لا محتاجه وقت تفكرى؟اختفت ابتسامه سلمى تدريجيا و نظرت لحنين لترى تفحصها بها و على شفتيها الرفض فاتجهت لعاصم جالسه بجواره و تأبطت ذراعه هاتفه باقرار لتضع حنين امام الامر الواقع: لا يا عاصم انت تقول له مبروك اتفضل علشان نشرب الشربات و لولولولولى.ابتسم عاصم لفرحتها التى رسمتها ببراعه على وجهها ثم عاد ببصره لحنين متسائلا: مظبوط الكلام ده يا حنين!اغلقت حنين عينها لحظات فضحكت سلمى تمنعها من التفكير حتى لتقف قائله بمزاح و قوه نبرتها اخبرت حنين ان سلمى انهت الامر بل و جعلت الامر يبدو لعاصم موافقه حقا: خلاص بقى يا كازانوفا متكسفهاش.ثم اضافت بمرح و هى تضع يدها على كتف حنين تضغطه بخفه كأنها تحذرها: انا أقنعتها تنجز و توافق يمكن ألاقى في الفرح عريس مناسب، انا عاوزه اتجوز برده.نهض عاصم واقفا يطالعها بحده صارخا بها: عاوزه ايه يا سلمى!ابتعدت عنه خطوات للخلف تقهقه لتهمس بتراجع: دا طبعا بعد موافقتك يعنى، ثم عادت اليها روح التمرد لتضع يدها بخصرها معانده بدلال: و بعدين انا الكبيره على فكره.قبض عاصم كفه و هى تتمايل امامه برعونه و دلال اشعل غيرته عليها و اشار لها لتقترب قائلا: انتِ بعدتِ ليه طيب قربى هنتكلم.ضحكت حنين مرغمه و سلمى تشيح بيدها مبتعده عنه اكثر صارخه: لا انت ايدك تقيله، اقصد كلامك يعنى..ضحك عاصم و هو يجذب يدها ليحاوطها ضاما كتفها لصدره و باليد الاخرى ضم رأس حنين اليه فأسرعت شذى تتعلق بعنقه ليغلق عينه مفكرا للحظات انه من الممكن ان يأتى يوما ليخلو المنزل من عناد سلمى و تمردها، هدوء حنين و حنانها، و بعد زمنا دلال شذى و مشاغبتها و ربما يخلو ايضا من جنته.فتح عينه مانعا عقله من الاسترسال بأفكاره التى باتت تشغل معظمها ان لم يكن جميعها و تمتم بهدوء: ربنا يخليكوا ليا.ارتفع رنين الهاتف بيد اكرم ليجده عاصم فأجابه بضيق ليخبره باختصار عن معرفته لمكان شقيقته فهرع اكرم اليه.اجتمعت العائلات معا و قصت ليلى عليهم مكالمه والدها فانتفض اكرم واقفا ليصرخ بغضب: انا مش هسمح لحد يأذيها.وقف عاصم امامه قائلا بقوه و ثقه: مش هنسمح.تجاهله اكرم و هو يستمع لحديث هاله القلق: طيب هنتصرف ازاى!اشاح اكرم يده بسخريه و هو يهدر بنفاذ صبر متجاهلا وصيه والدته ببقائه و شقيقته وسط العائله: هاخدها و ابعد.و هنا جاء الرفض قاطعا عندما هدر عاصم بصوت اكبر: لا.التفت اليه اكرم و غضبه يعميه الان فهل بعدما عثر عليها يخسرها هكذا ببساطه، ابدا لن يسمح و ان كلفه الامر حياته.نهض فارس ليضع يده على كتف عاصم متمتما بهدوء ينافى ما اصاب الجميع من ارتباك في هذا الموقف: ليه لا يا عاصم اكرم فعلا لازم يبعد بها من هنا لانها بالنسبه لهم عار و انت عارف البنت لما بتبقي عار بيبقى حياتها الثمن.انتفض عاصم بغضب تعجبه الجميع عدا عز الذى راقب الامر و القرار الذى اتخذه ليلا بعد تفكير عميق يترسخ بعقله اكثر و خاصه عندما صاح عاصم و هو يدفع يد فارس عنه: انا هحميها منهم كلهم.ثار اكرم قبالته فالموضوع حياه شقيقته ربما يستطيع هو مجابهتهم و لكنها لن تفعل و هتف باستنكار هازئ اثار جنون عاصم اكثر: هتحميها ازاى بقى! و بصفتك مين!ثم اشاح بيده بسخريه جعلت القليل الباقى من عقل عاصم ينفذ: اتكلم كلام معقول،كاد عاصم يهجم عليه يغير خريطه وجهه و لكن يد فارس منعته،فهل يدرك احد ما يموج بصدره الان!لا يفكر فيما يسمى ما يشعر به، و لا لماذا يشعر به من الاساس، و لا من تكون بالنسبه اليه غير انها ابنه خاله، فقط يفكر و يشعر و يعرف انه ابدا لن يتحمل فكره خروجها من حياته و لن يسمح بهذا، ابدا.قطع عز الفرصه عليهم لاستكمال خلافهم و تمتم بثقه و هو ينظر لشقيقه - اسامه - و قد قرر الافصاح عن قراره: انا عندى حل هيحل المشكله دى كلها!عم الصمت قليلا و مع نظرات عز ادرك اسامه ما يهدف اليه فيبدو ان التاريخ يعيد نفسه بكل ما به من تفاصيل فابتسم مانحا اياه الموافقه على قراره.بينما تحدث اكرم ناهيا الامر: الموضوع مش محتاج حلول انا هاخد اختى و همشى انا مستحيل اعرض حياتها و حياتى كمان للخطر.اتجهت ليلى اليه تمسك بيده ليغمره شعور غريب و جزء من والده يحتضن كفه بمثل هذا الدفئ و قبل ان تنطق تحدث عز مجددا و هو يطمئن اكرم: الحل اللى عندى يا اكرم مفيد في حاجتين اولا ان انت و جنه هتفضلوا وسط العيله، ثانيا هنحمى جنه من بطش كباره العيله و انت كفيل تحمى نفسك.عقد ما بين حاجبيه و ليلى تتوسله بنظراتها ان يستمع اليهم فتمتم بتساؤل: و ايه هو الحل؟ابتسم عز ناظرا لشقيقه مجددا و هتف بثقه: ان جنه تتجوز.صمت خيم المكان و تعجُب صاحبهم بينما طارت جنون عاصم تكاد تحرق والده على عرضه، حسنا هو يرغب في حمايتها، و ابدا لن يسمح بسوء يمسها و لكن ان يتركوها تعيش و يدفعوه هو للموت!كان وقع الكلمه كفيلا باشعال نيران غضبه، اندفاعه و غيرته.تخيل عالم خاص بها و لكن مع اخر كان له وقعا مؤلما على نفسه، كمن يلقى بحفنه ملح على جرح حى، ببساطه هم يسحبون روحه تدريجيا دون التفكير في وقع الامر عليه.بعرضهم هذا هو سيراها و لكن يُجبر نفسه على عدم رؤيتها، سيشعر بها و يجبر نفسه على قتل شعوره، يرى ابريقها العسلى و يمتنع مجبرا عن الغرق فيه.عاد للواقع مع تساؤلات الحضور عن كيف يحميها أمرا كهذا فأردف اسامه هذه المره و هو يبادل شقيقه الابتسامه: مش الجواز نفسه لكن جوازها من شخص معين هو اللي هيحميها.و عادت التساؤلات عمن سيكون حاميها بينما هو حك جانب فمه بغضب اسود فهو لن يسمح بحدوث ما يقولون، هو فقط سيحميها.سيمحو كل من يقترب منها، سيحرق كل من يفكر في أذيتها، سيفعل ما في مقدرته و ما لا يقدر عليه ايضا و لكنه ابدا لن يسمح لها بالزواج من غيره.و و الله لو بمقدور رجلا أخر حمايتها سيقتله حتى لا يكون امامهم غيره.عاصم عز الحصرى.اتسعت عينه بدهشه عندما هتف عز باسمه يحاول استيعاب ما قيل.عندها صاح اكرم بحنق فهذا اخر شخصا قد يتمناه لشقيقته: و دا هيحميها ازاى؟تنهد عز متذكرا ما صار بالماضى و تمتم موضحا الامر باختصار: لما اسامه قرر يتجوز هاله و حصلت مشاكل كان ابوها عاوز يقتلها لما فكرت تعصيه و كان فعلا ناوى يقتلها بس هروبهم منعه و لما اتجوزوا رجعوا تاني و لما ابوها فكر يأذيها فاكرين مين منعه!هتفت هاله بتذكر: حمايا.اردف عز و هو يتذكر موقف والده: بالظبط كده و قال وقتها لوالد - هاله - دى بقت من عائله الحصري و طالما بقت مرأه ابنى يبقى بقت مننا و قتلها يعتبر تعدى و هيبقى بينا و بينكوا باب تار، وقتها الحاج مدحت تراجع تماما عن فكره أذيتها علشان ميفتحش تيار دم جديد.اردفت ليلى بعدما ادركت ما يشيرون اليه: و دلوقت لما عاصم يتجوز جنه بابا مش هيقدر يأذيها لانه مش هيفكر يفتح باب عداوه مع حمايا، صح كده؟اومأ عز موافقا: بالظبط كده.بينما كان اكرم في تفكير اخر، هذا الحل كما يزعون يحقق وصيه والدته تماما.عودتهم للعائله و زواج شقيقته من احد افرادها.و لكن ان يكون هذا الفرد هو هذا المتعجرف هذا ما سيجبره على التفكير في الامر قليلا.نظرت نهال لعاصم و هى ترى به حمايه متكامله لابنه شقيقتها فرجلا مثله بقوته، مركزه، عدم تهوانه و عنفه اذا تطلب الامر دون تفكير بالعواقب، هو المراد تماما لمواجهه بطش الكبار.اقترب عز من عاصم واضعا يده على كتفه يسأله بهدوء: ايه رأيك يا عاصم!قطع اكرم اجابه عاصم وهو يهتف: المفروض الكلام ده ناخد فيه رأى جنه الاول.و هنا حاول عز اقناعه ان العائله لن تتخلى عنهم مجددا و ان هذا هو الامر الصائب الان بينما عاصم يواجه الان صراعه الداخلى المعتاد بين عقل يكاد يجن من افعاله و قلبا جن بالفعل منذ لقاءها.يحدثه عقله ساخرا هل حقا يسعى لحمايتها فقط!و ان كان يفعل فلماذا احرقته فكره زواجها و لماذا يُسعده زواجه منها!هل يدق قلبه لا لضخ دمه فقط كما اعتاد بل ليعيش بداخله امرأه!و يصرخ قلبه بالاجابه و لكنه يصم اذنيه عمدا عن سماعها.فكيف يصارح نفسه انه يريد ان يتزوجها، ينام كل ليله على صوتها و يستيقظ في الصباح على همساتها!كيف يعبر عن رغبته بأسرها بين ذراعيه و مداعبه جفونها بشفتيه، عن رغبته باخبارها بحبه كل يوم و سماعها منها كل دقيقه!كيف يشرح شغفه بنُسخ صغيره منها ليداعبها و يدللها عندما تنشغل هي عنه، هوسه بالغرق في ابريقها العسلى و رغبته بازاله دموعها و رسم الضحكه على ثغرها الوردى!كيف يقول انه يريد ان يكون هو من يزين بنصرها بحلقه ذهبيه تحمل اسمه و تزين هي عمره بوجودها، انه يريد ان يكون هو من يزين جيدها بالماسات و يمنحها الدفئ بقبلاته!كيف يقول ان امنيته رؤيتها تكبر و تكبر حتى تصير عجوز بشعر ابيض و اسنان متكسره و تجاعيد تملأ وجهها!و مع كل اجابات قلبه لم يسمعها بل وتجاهلها، هو فقط و فقط يحميها.و اقنعه عقله هو ابن الحصرى بسيطرته و تحكمه لا يقبل ان يخرج شيئا عن طوعه هذا فقط و لا يوجد اى شئ تافه اخر.لم يدرك مدى شروده سوى عندما صرخ والده بوجهه فحمحم و هو يجيب على سؤاله: انا موافق.فرحت ليلى بشده و منحته نهال نظرات امتنان بينما اشاح اكرم بوجهه عنه هو يوافق الان فقط لصالحها و السبب الاكبر هو وصيه والدته.تجاوز عاصم نظرات الجميع من حوله و تمتم بجديه: انا مش عاوز جنه تعرف حاجه عن الاتفاق ده و الامور تمشى طبيعى.وافقه الجميع و هنا طلب اكرم رؤيتها فابتسمت ليلى و هى ترى لهفته و قبل ان تصعد قال و هو ينزع سلسال يرتديها بعنقه يتدلى منها سوار صغير: بلاش تقولى لها انه انا اديها دى بس و هى هتعرفنى.اخذتها ليلى و تحركت للاعلى طرقت باب الغرفه التى اجتمعت الفتيات بها بعدما اصدر عاصم اوامره بعدم الخروج لوجود ضيوف بالاسفل، توضيح بسيط ثم استدعاء بنبره حانيه: في ضيف عاوز يشوفك يا جنه.نهضت واقفه تنظر لها بتعجب عبرت عنه بسؤالها المباشر: ضيف عاوزنى انا! مين ده؟ابتسمت ليلى و اقتربت منها ممسكه بيدها مما دفع القلق لقلبها حتى وضعت شيئا ما بيدها فنظرت جنه اليه لتتسع عينها بصدمه و هى ترى سوارها التى اجبرت اكرم على ارتدائه عندما كانت صغيره، رفعت عينها لليلى التى ابتسمت لها بحنان لتلمع عينها بالدموع و هى تردد بصوت متقطع كأنها تتأكد: ا، اك، اكرم، اكرم.و مع اماءه ليلى ركضت جنه دون التفكير في اى شئ فقط هرولت لرؤيته، و شاركتها دموعها لتتساقط على وجنتيها معلنه عن مدى فرحتها، اشتياقها و احتياجها له.و بمجرد ان هبطت عده درجات حتى تبينت الجلوس، نقلت بصرها بينهم في لهفه، ثلاث شباب لا تعرفهم و عاصم معهم كان اول من انتبه اليها تلاه هذا الذى لمعت عينه بدهشه فور رؤيتها، عوده قليله للماضى، خاصه يوم المؤتمر لتتذكره، هو بنظراته، تعجبت هى يومها مدى الارتباط في الشبه بينه و بين شقيقها و لكنها ابدا لم تكن تتخيل انه بالفعل شقيقها.خرجت منها شهقه صغيره و هى تضع يدها على فمها لا تصدق و كذلك هو فور ان رأها تطلع اليها بدهشه، عرف هو ابريق العسل خاصتها و لكنه كذب احساسه ذلك اليوم و يا ليته لم يفعل.تقدم اليها خطوه فهبطت هى باقى الدرجات بسرعه لتقف عند اول الدرج تنظر اليه دون ادنى انتباه لمن حولهم، اقترب هو خطوه اخرى فكادت تعودها للخلف من فرط تعجبها، خوفها و التشتت الذى اصابها و لكنها لم تفعل بل تحركت للامام مسرعه مع تلك الدموع التى غشت عينها فلم تنتبه للمقعد امامها تعثرت به لتسقط ارضا ليركض هو اليها يحاوط كتفيها بكفيه يُنهضها و عينه تخبرها بوضوح عن شوقه اليها، لهفته لرؤيتها، ندمه و اعتذاره.رفعت يدها ببطء و وضعتها على وجنته كأنها لا تصدق انها في واقع الان، مررت اصابعها على وجهه بينما اغلق هو عينه و هو يستوعب عدم تصديقها للامر، لتتساقط يديها على كتفيه ثم تهبط لتحتضن يديه لتتوه اصابعها الصغيره في دفء كفه كما كانت تفعل دائما بصغرها فضغط هو يدها بخفه لتطلق هى اه طويله قبل ان ترتفع يديها لتحاوط عنقه دافنه وجهها في كتفه تاركه العنان لانفاسها بالتقطع بكاءا و جسدها بالانتفاض اشتياقا و يدها تتمسك به خوفا و عتابا.لا يدرى متى او كيف سقطت دمعه هاربه لتبلل حجابها ضاما اياها اليه بقوه اكبر، كان يخفيها به بقسوه و لين، يعتذر اليها بقوه و ضعف، يعبر عن لوعته و شوقه بشغف و حنان.جمع حضنه كل ما فقدته في حياتها، كانت تتمسك به كغريق يتمسك بأخر طوق نجاه، كطفل وجد امه بعدما عانى من مراره التيه، كفقير اكتسي بعدما قاس برد العرى.عادت هى لوطنها بعد طول غربه، الان و الان فقط تستطع القول انها وجدت الدفء بعد طول صقيع حياتها.تطلع الجميع بهم في حنان جارف فما هذا الذى يعادل فرحه اللقاء بعد فراق دام سنوات و سنوات حتى اكتفى كلاهما من البعد و كانت هذه حراره اللقاء.بينما يقف عاصم يتلوى غيظا لا يدرى مصدره، يد اكرم على خصرها و يده الاخرى تُمسد ظهرها، انفه التى اختفى في طيات حجابها و وجنته تلامس خاصتها، يديها التى تتمسك بثيابه و عينها التى تخفيها في كتفه، شهقاتها على صدره و راحتها بين يديه.شعور كوى قلبه ليختبر لاول مره ما معنى شعور الغيره حقا.يغار على شقيقاته و لكن ها هنا يختلف الامر، حارق و بشده يكاد يمزق صدره و براكين نفسه تشتعل ليُبعدها عن حضن اخيها قسرا ربما ليحتضنها هو.لتكن يديه محل يدى شقيقها تداعب خصرها، لتكن وجنته هى ما تعاكس وجنتها و ربما شفتيه من تفعل.نفض رأسه يمنع ما يسرى بداخلها من افكار وقحه و هو يرى اكرم يبتعد عنها لتمحى اصابعه دموعها ليزداد هو غيظا و صوت الحمقاء يقتله مع بحه الشجن الذى ظهرت جليه بصوتها و هى تقول بعتاب: قولت لك متسافرش و تسيبني بس انت عاندت و بعدت.ضم وجهها بكفيه يعتذر بضعف تعجبه عاصم في رجلا مثله: انا اسف حقك عليا.ضربت صدره بيدها غاضبه و لمعت عينها بطفوليتها كأنها تريد استعاده فتاه الخمس سنوات و هى تتمسك بأخيها فهتف اكرم مره اخرى: سامحينى يا جنتى.اشتعلت اوداج عاصم و هو يستمع ل اللقب الذى اطلقه اكرم، فهى جنته هو و فقط.ابتسمت جنه و هى تفتح يدها ليظهر سلساله و سوارها فابتسم بالمقابل و هى ترفع يدها لتضعها حول عنقه متمتمه بتذكر: فاكر قولت لك ايه و انا بلبسك الاسوره دى اول مره.اتسعت ابتسامته بحنين و هو يتذكر عندما كانت في عيد ميلادها الخامس و رغم انه من المفترض ان تكون الهدايا لها لكنها اهدته هذا السوار فهمس مرددا ما قالت له وقتها: قولتِ علشان لما تتوه نعرف نلاقيك.ضحكه قصيره فارقت شفتيها و هى تحاول تذكر ملامحه وقتها و رفضه الرجولى الصغير و هتفت مجددا: طيب فاكر انت قولت لي ايه؟انتهت من وضع السلسال فأمسك يدها مقبلا اياها و هى يردد رده وقتها بنزق: اضايقت جامد و اعترضت و قولت لك دي بناتي و انا راجل.ضحكت و هى تحتضنه مره اخرى و تمتمت بشرود و هى تتذكر كلمات والدتها لوالدها: و انا قولت لك بعدها هتفضل في نظرى راجلى الاول و الاخير.ابعدها عنه ضاما كتفها اليه ليطبع قبله على جبينها لترفع هى عينها للحضور اخيرا لتجد هاله تجلس على اريكه مجاوره فابتعدت عنه متجه اليها لترحب بها بفرحه، ثم حديث قصير و سعدت لما اتاها من اعتقاد فسألت مباشره: حضرتك يا طنط اللى عرفتِ اكرم مكانى!ابتسمت هاله لتُجلسها بجوارها نافيه برأسها ثم اشارت على عاصم هاتفه بتوضيح: لا عاصم اللى عرفه.استدارت لتنظر اليه ليهولها نظرات الغضب المشتعله بعينيه لترمش بعينها عده مرات ونظراتها تلمع بخوفها المعتاد منه و لكنها لن تستطيع انكار امتنانها له على اول امر جيد يقوم به منذ تاريخ وجودها هنا، حاوطها هو بحصونه السوداء قليلا و مازال صدره يشتعل غيظا و غيره و لكنها هربت من حصار عينيه مسرعه متجاهله حتى كلمه شكر.اقترب اكرم منها مقررا اخبارها بأن من تجلس وسطهم الان هم عائلتها، نظرت اليه بابتسامه واسعه وهو يهتف: في حاجه مهمه لازم تعرفيها.عقدت حاجبيها متسائله فنظر حوله لحظات و قد تأهب الجميع لرد فعلها حتى عاد ببصره اليها مصرحا: اهلنا يا جنه، اهل بابا و ماما هن...قاطعته بعصبيه و هى تشيح بوجهها عنه متذكره غضب والدها الدائم منهم، كره حديثه عنهم حتى باتت تكرههم دون ان تعرفهم حتى و هتفت بكره واضح و نفور اشعل الخوف بقلب افراد العائله: مش عاوزه اتكلم عن حد فيهم ابدا، انا عندى عيله واحده و هى انت، بابا مكنش بيحبهم و انا بكرههم و مش عاوزه ابدا اعرفهم.نظر اليها اكرم متعجبا كرهها الزائد و لكن يبدو ان والده كان بحق يكرههم على عكس والدته التى طالبته بالرجوع اليهم، رفع عينه ليجد ليلى تطالعه برفض و تنهيه عن القول فنظر ارضا محتفظا بالصمت فربما عدم معرفتها بالامر الان هو الحل الامثل.ابتسمت ليلى تحاول تجاوز التوتر الذى اصابهم و امسكت يدها لتلتفت جنه اليها مبتسمه حتى فجرت ليلى ما لديها من قنبله بعثرت جنه تماما: جنه، عاصم طلب ايدك من اخوكِ.ثم وضعت يدها على وجنتها بدفء ام و هى تردف: توافقى تتجوزيه!اتسعت عين جنه بذهول اصاب اطرافها بشلل عاجزه تماما عن الحركه مع شهقه خوف فارقت شفتيها.زواج!ومن ذلك المتعجرف، من ذلك الذى تكرهه كما لم تفعل مع احد، ذلك الذى اهانها و اذلها و فعل كل ما يجلب الدموع لعينيها، ذلك الذى وضعته موضع كوثر و كرهته مثلما تكرهها و اكثر.صراخه بها، غضبه عليها، عنفه معها، غروره و تعجرفه، اوامره و تعليماته، صوته العالى، وجهه العابس، خوفها منه، كرهها له، رغبتها في عدم رؤيته، نفورها و اشمئزازها من قربه.كل هذا ينتهى ببساطه بعقد زواج يجمع اسمها باسمه، امضاء يدفع بجسدها لجسده، وعد لتعانق روحها روحه، كيف هذا و هى حتى لا تطيق ان تكون انفاسها في نفس مكان انفاسه!كيف هذا و هى تكره ان تلتقى عينها بعينيه!بحق الاله كيف هذا و هى تكره مجرد ذكر اسمه!افاقت من شرودها الذى رسم على وجهها اشد علامات الرفض ليحترق بها قلب عاصم و هو يترقب ردها عندما وضع اكرم يده على كتفها يتسائل بعدما رأى بعين عاصم ما دفعه للاطمئنان قليلا: ايه رايك يا جنه! تحبى تاخدى وقت تفكرى!و هنا رفعت عينها اليه بقلق لون مقلتيها و خوف اشعل روحها و هى تهتف: لا.ابتسم اكرم محاولا استشفاف موافقتها او رفضها صراحهً: لا يعنى انتِ موافقه!انتفض جسدها لمجرد الفكره و حركت رأسها مسرعه نفيا و هى تصيح بتوتر و تردد و الاسوء بفزع: لا لا.و قبل ان يتحدث احد او حتى تنظر اليهم اختبئت بكتف اكرم هامسه بخوف قتل عاصم و هو يراه بها و للاسف هو السبب فيه: خدنى من هنا، انا عاوزه امشى.حاولت ليلى الاقتراب منها و لكن اكرم اوقفها باشاره بعينه و هو يضم جنه متحركا بها للخارج مخبرا اياهم انه بحاجه للتحدث معها بمفرده.جلس و اجلسها بجواره يُمسك بيدها، يتحدث و يستفسر و يحاورها و احيانا يكذب، هو يرغب في تنفيذ وصيه والدته، يرغب في معرفه اسرار الماضى التى دُفنت، عرف ان جنه هنا منذ شهور و هذا يعنى انها اعتادت عليهم، تحبهم و لا مشكله لديها في القرب منهم، زواجها من عاصم ربما افضل حل في الوقت الحاضر، هو مدرك جيدا لغرور عاصم وتعجرفه و لكنه اليوم ادرك خوفه عليها و اهتمامه لامرها ليس من حديثه فقط و لكن من نظراته ايضا، ربما لم يلاحظ احد و لكنه لاحظ نظرات الترقب و الانتظار بعينيه عندما سألت والدته شقيقته عن رأيها و رأى نظرات الصدمه عند رفضها له، المتعجرف تعركل بإبريق شقيقته العسلى و ان اخفى ذلك، و حقيقه هو كأخ لها لا يتمنى زوجا افضل منه اليها، مكانته، منصبه، حياه اجتماعيه رائعه، مستوى مادى عظيم، رجولته و قوته، سيطرته و اخيرا ما رأى اليوم في عينيه من اعجابه و حبه.ماذا قد يتمنى لشقيقته اكثر من ذلك.حاول معها لاقناعها بكل ما يملك من طرق مستنبطا انها تحكم عليه ظاهريا لم تحاول التعرف عليه او فهم قلبه بدلا من مواقفه.هو رجلٌ و يفهم جيدا ما يفعله عاصم بعنجهيته و لمسئوليته تجاهها سيدفعها لفرصه ربما تكون اصح و اصدق و افضل الفرص بحياتها.رغم عدم حبه لعاصم، عدم قبوله لتعجرفه إلا انه للعجب يشعر بالاطمئنان على شقيقته معه.يشعر بأنه حقا من سيحميها و يدافع عنها بل و يُفديها بنفسه قبل اى شئ اخر.ولهذا اوضح و اوضح وشرح و فسر حتى قبلت جنه بحديثه رغما هنا فهو و ان لم يتعمد أجبرها و هى تعودت على الخنوع دائما و ها قد خضعت.قطع فارس حديثه معها عندما جذب اكرم بعيدا ليخبره ان كبار العائله سيكونون هنا بحلول نهايه الاسبوع فلابد من عقد القران قبل نهايته.عاد اكرم اليها مشتتا فكيف يقنعها بهذا التعجل الان و لكنه كما اجبرها للموافقه اجبرها على قبول الامر بحجه انها هنا منذ شهور و لابد انها اعتادت عليه، و بعد اعتراض، خوف، تردد و امام اصرار شقيقها التى شعرت به يرغمها دون ارادتها وافقت و قلبها يصرخ خوفا فحتى بعد عودته لا تجد الامان الكامل فهو سلمها ببساطه شديده لغيره، لغيره تكرهه كما لم تكره احد..و لرغبه اكرم في منحهم فرصه اكبر للتعرف على بعضهم البعض طلب من عاصم ان تظل جنه في بيته و كزوجته و لكن دون الدخول بها حتى تعتاد عليه و تتوقف عن فزعها منه و تَقَبَل عاصم ذلك بالفعل فهو كان سيفعله دون طلب فهو لن يعترف بحبه و رغبته بها حتى تتخلص من كرهها له و خوفها منه و تحبه بل و تصرخ بها اليه اولا.و اكتمالا للترتيبات الضروريه لوجود كبار العائله هنا قرر فارس ان يطالب والد حنين بعقد قرانه عليها ايضا و بعد مشاورات و تفكير تم الاتفاق على الامر على ان يكون العقد قبل نهايه الاسبوع.اصطحب اكرم جنه معه للخارج لتقضيه يوما مستعيده ذكرياتها معه بينما اجتمعت ليلى ببناتها مخبره اياهم حقيقه جنه و علاقتهم الاسريه، تعجب و اعتراض و تمرد من سلمى على عدم اخبارها و عتاب من حنين على اخفاء الامر و لكن شرحت ليلى ما اجبرها على ذلك ثم اخبرتهم بالمفاجأه الكبرى و هى زواج شقيقهم من جنه في القريب، فرحه ام حزن، تعجب مستنكر ام دهشه سعاده، فقط حاله غريبه من عدم استيعاب لما صار و خاصه مع معرفه حنين عن عقد قرانها هى الاخرى في غضون ايام.مرت الايام و قررت سلمى مفاتحه والدها في امر عملها فهى لن تتنازل عنه الان رغم معرفتها انه لن يوافق بالاضافه لعاصم الذى لا تتعدى موافقته نسبه الواحد بالمائه و لكنها ستهدف لموافقه والدها و بعدها لن يستطيع عاصم الرفض.يعتقد كل ذى قوه انه الاقوى و يا ليته يدرك ان لكل ظالم من يُظلمه و لكل قوى من يُضعفه.عندها و يتوقف كل شئ، تتبدل خارطه افكاره و تتبعثر نبضات قلبه.و امام من ظلمها، ابكاها و اشعرها باليتم قولا و فعلا كاد عقله يجن غضبا و جسده يشتعل قسوه و هو يتحرك ليدلف للشركه التى تستقر بها زوجه خاله.مع كل خطوه يتوعدها، ستندم اشد الندم و يعرف كيف يفعل هذا.خطوات متزنه، عين حاده و انفاس ملتهبه تكاد تحرقها و هو لم يراها بعد.كانت كوثر جالسه بمكتبها تطالع بعض الاوراق التي جعلتها في قمه غضبها فأرباح الشركه تتناقص و معظم صفقاتها تفشل و هبطت اسهمها لمستوي متدنى في الاونه الاخيره و لا احد يعرف السبب.ارتفع رنين الهاتف الداخلى و قبل ان تُجيب وجدت باب الغرفه يُفتح ليدخل هو بحضوره الطاغى ليجلس على المقعد امام المكتب واضعا قدم فوق الاخرى ناظرا اليها بثبات ادهشها ثم ما لبث ان دب الرعب بأوصالها، اشارت للسكرتيره بالخروج بعدما كانت تصرخ به لدخوله المفاجئ مغلقه الباب خلفها لتترك كوثر تكاد تلتقط انفاسها و هى تخمن سر هذا الزياره الغير متوقعه ابدا.و بأقصى ما تملك من ثبات نظرت اليه مرحبه به بعمليه متمتمه بثقه اعجبته رغم شعوره الاول بتوترها: سياده النقيب عاصم الحصري بنفسه في مكتبى انا مش مصدقه نفسى.ارتفع جانب شفتيه بابتسامه هادئه و هو يستند بمرفقه على المكتب امامها دون رد فاعتدلت هى في جلستها مستنده بظهرها على مقعدها تتسائل مجددا: رغم انك تشرف في اى وقت بس احب اعرف سبب الزياره!ظل على صمته قليلا فأخرجت هى عبله سجائرها تُشعل احداها لتنفس بها غضبها، توترها و ارتباكها فاتسعت ابتسامته اكثر مع اهتزاز قدمها و الذى اوضحه صوت حذائها، نقرها بأصابعها على المكتب و دخان سيجارتها يحوم حولها لتلاحقه بأخر مسرعه.ظل الصمت بينهم لحظات قبل ان تمتد يد عاصم ليعبث بكرة بلوريه تمثل خريطه للعالم موضوعه على المكتب امامه ليُديرها بصمت و هو يبتسم بلامبالاه و عينه تحمل نظره مشاغبه ثم تحدث بهدوء شديد محافظا على ابتسامته مع بطء نبرته و تقطع كلماته: جنه، ماجد، الالفى.ظل ينظر للبلوره قليلا قبل ان تتسع ابتسامته ليرفع عينه لتقع على تلك التي اتسعت عينها بدهشه ثم اخذت تسعل بتوتر وضح جليا له عندما اطفأت سيجارتها بسرعه لتستند بيديها الاثنتين على المكتب امامها ثم قالت بتلعثم و هى تتجنب النظر اليه: معرفش عنها حاجه.ثم امتدت يدها لعلبه سجائرها مره اخرى لتُخرج واحده و تشعلها لتسحب نفسا عميقا زاد من اتساع ابتسامته مستمتعا بارتباكها، ثم مال للامام قليلا هامسا بخفوت: متأكده؟اومأت مرتبكه فهمهم عاصم متفهما ثم نهض مقتربا منها حتى وقف خلفها و انحنى بجذعه واضعا يد على المكتب و يدا على المقعد الذي تجلس عليه ليُديره قليلا لتواجهه و نظر لعينها مباشره لترى هى جحيما معد لها في عينيه و اسهمه السوداء تخترق صدرها لتستقر بقلبها لينتفض هلعا و همس بنبره تحمل من القسوه بقدر ما تحمل من الهدوء: يعنى متعرفيش حاجه، و لا مضتيها على تنازل عن ورثها، و لا حرمتيها من دراستها، و لا ضربتيها يوم المؤتمر، و لا كنتِ بتعامليها على انها خدامه عندك، لانك ببساطه متعرفيش حاجه عنها، مظبوط!عادت بجسدها للخلف بخوف لم تستطع اخفاؤه هذا المره، كذبت على اكرم هى من قبل و لكنها حتما لن تستطيع الكذب على عاصم مهما فعلت فهو قبل ان يأتى اليها بالتأكيد عرف ما يريد، فوظيفته أماتت قلبه و علمته جيدا كيف يتعامل مع اكثر المجرمين احترافا أفسيجد صعوبه في التعامل معها!اقترب منها اكثر حتى اصبحت المسافه بين وجهها و وجهه لا تُذكر هاتفا بأمر صارم و مازال على هدوءه: عاوز العقد و عليه توقيعك بالتنازل عن الورث لصاحبته.ثم ابتعد عنها واضعا يديه بجيب بنطاله قائلا باقرار حاسم اكثر من كونه سؤال: تمام؟دفعت المقعد بجسدها للخلف لتبتعد عنه قليلا و ازدردت ريقها بصعوبه متمتمه بصوت متردد و لكن حمل من الاصرار ما دفعه للجنون غضبا: هي اتنازلت و خلاص و انا اللي بنيت الشركه و كبرتها و كل ده مجهودى حتى لو بفلوس ماجد لكن انا اللى تعبت فيها و مش مستعده اتنازل عنها لحد حتى لو لبنته.ضحكه قصيره تبعها برفع اصابعه ليمررها بخصلاته محاولا كبح جماح نفسه حتى لا يقتلها و صدقا لن يندم ان فعل ثم فاجأها بهدوءه و الاغرب قبوله صائحا: و انا موافق، افرحى بالشركه زي ما انتِ عاوزه.ثم ابتسم بسخريه و هو يشير بيده على المكان من حوله باستخفاف مانحا اياها اجابه على تساؤلات الجميع عن سبب تدهور احوال الشركه عندما همس ببطء و غمزه عابثه: رغم انى اعتقد انك مش هتفرحى بيها كتير.حدقت به بذهول، ببساطه يخبرها انه السبب، هو من يدفع جهدها كله دفعا للهاويه، هو يستغل سلطته، قوته و مكانته في سوق العمل ليسحقها و هى الساذجه لم تفهم.كانت محقه عندما ادركها الخوف من خروج تلك اليتيمه من بيتها و ها هى بدايه الحرب فقط و البقيه تأتى.نهضت عن مقعدها بغضب و هى تضع السيجاره على حرف المطفأه لتصيح به و يا ليتها لم تفعل: انت، انت السبب في اللى بيحصل في الشركه، هتستفيد ايه لما الشركه تقع؟ انت فاكر انك كده هترجع لها حقها و ورثها!ثم اشارت له بسبابتها هادره دون ان تأبه لاى شئ: غلطان، كده حقها مش هيرجع.خطوات قليله باتجاهها تراجعتها هى مسرعه و هى ترى عيناه تشتعل بالجحيم فهى ضغطت على اسوء ما يكرهه و يغضبه دون ان تُدرك ثم توقفت لتتسع عينها بصدمه و هو يمد يده ليسحب سيجارتها المشتعله ليمنحها اياها ضاحكا فحملقت به و كالمغيبه و دون فهما لفعلته اخذتها منه فتراجع خطوه و ردد بادعاء للتفكير: امممم، هستفيد ايه؟ثم نقر على المكتب و هو يردد مجددا ماطا شفتيه دلاله على استغراقه في التفكير: هستفيد ايه؟ليتوقف بعدها و بخطوات واسعه تحرك ليقف امامها و قال بصوت هادئ يناقض انفاسه المتسارعه و هو يمنعها تفكير سيرهقها دون داعٍ: متشغليش بالك باللى انا هستفاده،ثم ابتسم مائلا عليها قليلا ليشملها بنظراته ببطء ادخل الذعر لقلبها متمتما بتساؤل: و بعدين مين قال ان حقها مش هيرجع!عاد برأسه للخلف عابثا و هو يرفع احدى حاجبيه بدهشه مصطنعه مشيرا على صدره بسبابته ليتسائل باستنكار: انا قولت مش هيرجع!ثم ضحك بمرونه و هو يعدها غامزا بثقه: هيرجع و كامل و حياتك.تسمرت كوثر مكانها و هى تعجز تماما عن الحركه، الرد او حتى ابداء اى فعل امام نظراته، كلماته، ثقته، قوته و ما تعرفه عن قسوته و تبلد احساسه.اطلق صفيرا قبل ان يقترب مسرعا منها ليجذب سيجارتها من بين اصابعها بعدما كادت تحرقها دون ان تنتبه لها تلك التى تجمدت تماما لتلمح عينها ابتسامته المخيفه تتراقص بثقه مستهزءا بها: حاسبي تحرقي ايدك،.ثم استدار و وضع السيجاره بالمطفأه مره اخرى ثم عاد اليها و هي مازالت متخشبه مكانها قائلا هو ينظر ليديه ينفضها بهدوء: هقولك مقوله حلوه انا بحبها و كانوا دايما يقولوها لنا و احنا صغيرين اللي بيلعب بالنار بتحرقهثم رفع رأسه مانحا اياها نظره غضب اهلكت كل مقاومتها امامه لتضع يدها على صدرها تحاول تجنب قلقها منهيا حواره و وجوده بأخر كلماته: حافظى على نفسك بقى يا، مدام كوثر..وقف امام بابا مكتبها و قد اختفت ابتسامته لتحتد عيناه بقسوه قبل ان ينفذ خطته البديله فأخرج هاتفه طالبا احد الارقام ليقول كلمه واحده قبل ان يبتسم بخبث مدركا ما سيسقط على رأسها من مصائب شتى: نفذ.و بالداخل هى تحاول ضبط انفاسها التى تسارعت بقلق، فسياده النقيب لم يمنحها فرصه لتُفكر بل قرر و واجب عليها التنفيذ و لكنها ابدا لن تفعل.تهمها حياتها و لكن ماذا تعنى الحياه بدون رفاهيه، سعاده، اموال و مكانه مرموقه.هى من شيدت كل هذا هنا فكيف تتخلى الان؟هو لا يعرف شفقه، لا يرحم و لا حتى يتعامل مع من يعادى بلين او عدل فقط يسعى لاسقاط جمرات محترقه على من يقف بوجهه و هى ببساطه تقف و تدرك تماما انها ستحترق و لكن ابدا لن تتنازل و ستنجح في النجاه بنفسها فا هى على وشك انهاء ما بدأته للهروب من هنا.


look/images/icons/i1.gif رواية حلم السندريلا
  28-03-2022 08:32 مساءً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حلم السندريلا للكاتبة عليا حمدي الفصل الثاني عشرزُين البيت بشكل كامل، صديقات حنين و سلمى يغنون، يمرحون و يرقصون.فاليوم ستتوج حنين كملكه اعلنها فارس لمملكه قلبه، ستضم يدها حقلته الذهبيه الذى نُقشت عليها احرف اسمه لتحتضنها للابد، سيتحقق حلم الطفوله ليغدو بهما معا المستقبل اجمل.كانت حنين في قمه فرحتها على عكس تلك التى كادت تقتل نفسها لتهرب مما هى على وشك الوقوع فيه.تشعر جنه انها فقط تخطو باتجاه حافه هاويه ستسقط فيها بلا عوده، كيف تسمح لقلبها بالفرح و هى تمحى اثار حلمها عن واقعها، كيف تنتظر الامير لتكون سندريلته و ها هى ستحمل اسم اخر شخص تتمناه، للاسف لم تجد بداخلها قوه لترفض و كالعاده قبلت و يا ليتها تستطيع الهرب.حاولت الفتيات اشاركها في مرحهم و لكنها اكتفت بابتسامه و قلبها يأن ألما.اليوم استيقظت و قلبها قلق فبعد مده طويله لم يزورها والدها بأحلامها أتاها اليوم ليحتضنها بحب و حنان افتقدته حد الوجع و يقول كلمتين فقط و يتركها ليرحل اطمئنى و افرحى ،لا تدرى لماذا اليوم تحديدا؟،و لا تدرى لماذا يطلبها الطمأنينه؟و من اين لها بها و خاصه اليوم؟،لا تدرى كيف يوصيها بالفرح و هى ابعد ما يكون عنه الان؟،.فرحت بل و تراقصت نبضاتها سعاده و هى تشعر بحضنه ملموسا و محسوسا و لكن مجرد فكره انها سترتبط الان بذلك المتعجرف الذى لا يحمل قلبها له سوى الكره، الغضب و النفور تكاد توقف نبضاتها خوفا، هلعا و توترا مما يخبأه لها المستقبل.صمت مفاجئ و التزام الفتيات اماكنهم فرفعت عينها لتجد عز يقترب منها واضعا الدفتر امامها بابتسامه سعيده منتظرا منها ان تبصم على قسيمه زواجها،.صورتها في ورقه و صورته في اخرى، اسمها يقترن باسمه و بصمته تنتظر بصمتها، ارتجافه بسيطه سرت بجسدها و هى لا تدرى ماذا تفعل!هل تصرخ الان رافضه أم تقبل الواقع راغمه!هل تنفى رغبتها و تهرب أم تسير في طريق اختاره لها الجميع!اغلقت عينها لحظات حتى شعرت بيد تُوضع على كتفها ففتحت عينها بسرعه لتجد ليلى تجلس بجوارها و بحنان غلف نظراتها تتطالبها بوضع موافقتها على ان تصبح زوجه ولدها، رفعت عينها لعز الذى ينتظرها هو الاخر، ثم دارت بعينها لكل الحضور فانكمش جسدها خوفا لترفع اصابعها المرتجفه لتطبعها بذلك اللون الازرق قبل ان يستقر اخيرا على قسيمه الزواج لتضع النهايه لكل حلم، امان و راحه بحياتها.غادر عز الغرفه و بعد بعض الوقت عاد مره اخرى و لكن بيده قسيمه زواج اخرى لتلك التى رقص قلبها فرحا و لمعت عينها بالسعاده التى لم تستطع اخفائها حتى عن شقيقتها في يوما هكذا.فحلمها يتحقق فقط ببصمه، و سرعان ما لونت يدها طابعه موافقتها على رغبه الطفوله و حلم الصبا.و بينما كانت تشعر جنه الان ان حياتها تنتهى كانت حنين تشعر بحياتها تبدأ.فمن الان ستحضنها السعاده و يحاوطها الفرح و تتلون ايامها بألوان زاهيه..و كذلك كان فارس الذى كان يرقص الان بالخارج فرحا و شغفا، فالقمر انار سماء عشقه اخيرا، الان فقط يستطيع ان يقول ان امتلك من الدنيا كل السعاده و لا رغبه له بأى شئ اخر، اليوم فقط اوفى بوعده و سيلتزم به طوال عمره مهما كلفه الامر.بينما يتابعه عاصم بابتسامه هادئه و هو يرى فرحه صديقه بشقيقته و حقيقه كلاهما يستحق اما عن احساسه هو فلم يكن يعرفه؟هو يشعر بالسعاده وكذلك بالضيق، يشعر بالتفاؤل و كذلك بالتشاؤم، يشعر بالراحه و كذلك بالشقاء.فعلي الرغم من انه يراها حمقاء فهو يري بها قوه خفيه، لا يعرف ان كانت حقا ضعيفه ام قويه، لا يعرف ان كانت مشاغبه ام هادئه.رأي هدوئها و جنونها، رأي منها قوه ولدها بها ضعف،لا يعرف حقيقه مشاعره و ان كان حقا يريدها ام لا!هل هو سعيد بزواجه أم فقط يفتخر بفرض سيطرته عليها؟كل ما مضى امراً و الآتى امراً آخر، فمن قبل كانت خادمه ببيته أما الان فهى زوجته.صرخ عليها، وبخها، رأت من غضبه الكثير و لكن هل سيستطيع تحجيم ذلك عنها الان؟هل سيستطيع معاملتها بلين و رفق أم سيعاملها بطبيعه ابن الحصري القاسيه!هو بحق يخشى عليها من نفسه، غضبه و ثوراته التى لا تنتهى.دعينى أقول بكل اللغات التى تعرفين و التى لا تعرفين أحبكِ انتِ،دعينى أفتش عن مفردات تكون بجحم حنينى اليكِ،دعينى أؤسس دوله عشق تكونين انتِ المليكه فيها،و اصبح فيها انا اعظم العاشقين،لماذا أحبكِ لا تسألينى،فليس لدىّ الخيار و ليس لديكِ.نزار قبانى.يحملق بها لا يصدق انها اصبحت زوجته، حنين عقله و حنان قلبه، عيناها التى تراقب الارض بهدوء، و جنتاها التى اعلنت بحمرتها انها خجلى، اصابعها التى تفرقعها بتوتر و قدميها التى تضرب الارض بها باستمرار.ابتسم متابعا اياها بشغف ثم امتدت يده لتلامس اناملها لتنتفض هى ساحبه يدها فاتسعت ابتسامته و تمتم بخبث: طيب بصى لى او قولى اى حاجه و لا هنفضل باصين للارض كده؟حمحمت تحاول اخراج صوتها حتى فعلت لتجيبه ببحه صوتها الذى يعشقها: اقول ايه؟اعتدل ماسكا يدها رغم ابتعادها ثم وضع يده اسفل ذقنها رافعا وجهه اليها لتلتقى فضيه عينها بسماء عشقه و ابتسامته الواسعه و هو يتسائل بجديه رغم نبرته الهادئه: مبسوطه يا حنين؟و امام جديته لم تستطع إلا ان تتعجب فهمست باستنكار و عتاب: انت بجد بتسألنى!حاوط وجهها بكفه ليصلها دفء يديه مخبرا اياها عن مدى ما يحمل قلبه لها و اردف هو بمرح رغم نبرته المستكينه: اخر مره اخدت رأيك كان عندك 12 سنه، بقالنا حوالى عشر سنين فا بتأكد يمكن تكوني غيرتِ رأيك؟فابتسمت بهدوء تشاكسه بخجل و هى ترمقه بطرف عينها: يعنى لو كنت غيرت رأيى كنا هنبقى قاعدين هنا دلوقت!اتسعت ابتسامتها مع استغرابه لمشاكستها معتقدا ان فتاه الطفوله هى نفسها من تجلس امامه و لكنه نوعا ما مخطئ فهو لم يعرف عنها شيئا بعد، نظرت اليه مردفه بمرح: ثم انت مغيرتش رأيك ليه؟استقبل هجومها بمرح مع اتساع ضحكته و هو يقترب منها بعبث فتراجعت بجسدها للخلف قليلا و هو يهمس بصوت جعله يبدو قويا: مين قال كده انا غيرت رأيي فعلا.عقدت ما بين حاجبيها مع ابتسامه استغراب زينت وجهها فاقترب اكثر بوجهه لتتطالعه بترقب حتى همس بنبره تائهه تماما في عشقها: انا كنت فاكر انى معجب لكن كل يوم كنت بتأكد اكتر انى بحبك، كنت فاكر ان ده كلام اطفال و حاجه و هتروح لحالها بس كبرت و لقيت نفسى بغرق فيكِ كل يوم اكتر، كنت متابع حركاتك، كنت بجى ليكِ الكليه و اشوفك وسط صحابك، شوفتك في احلى حالاتك و شوفتك في اسوءها، و كل مره كنت بتأكد انى مقدرش اعيش من غيرك، وانك هتبقى مراتى غصب عن كل الناس.دمعت عينها و هى ترى لمعه عينه الصادقه، ركض قلبها ليختبئ في احضان قلبه، هربت انفاسها لتختلط بأنفاسه التى تعنى لها الحياه و ما فيها.رفعت يدها تحتضن كفه و هى كالمغيبه تعترف بأنها تبادله الحب بحب اكبر، ناظره لعينه قليلا قبل ان تهمس بهيام لمس قلبه: انا بحبك قوى يا فارس، قوى.خرجت جملتها ببحه مغويه من عاشقه فأذابت قلب عاشقها بجداره و ادركت هى ذلك عندما تنهد بعمق ساحبا اياها اليه ليضع رأسها على صدره لتتولى نبضاته المهمه باخبارها عن مدى حبه لها، لحظات مرت قبل ان تمتد يده لعلبه مخمليه بها شبكتها ، ابتسامه فرحه غزت وجهها و هى تتابعه يُخرج حلقته الذهبيه لتزين يدها معلنه للجميع انها مِلك لفارس قلبها، احلامها و واقعها.و لم يُبعدها عنه كأنه يخشى ابتعادها، فبعدما وضع قدمه على اولى الدرجات يخشى ان يبعده شيئا عنها، بينما هى استكانت على صدره لتنسى الدنيا من حولها و فرحتها الان تفوق ما توقعت ان تشعر به يوما.و ها هما يسيرا بدرب القدر كما شاءا و لكن هل هذه مشيئه القدر أم له رأى آخر!بدأ الجميع في الانصراف، تخلو الغرفه إلا منها، فتسارعت نبضات قلبها توجسا، و قد حان وقت تطبيق تلك العاده السخيفه التى لا تدرى من أى عُرف هى؟لابد ان يجالس الرجل إمرأته بعد عقد القران، ربما الامر طبيعيا بالنسبه اليهم ولكنه خارج عن كل عاداتها.شخص لم تجلس معه بمفردها، لم تحب ابدا التعامل معه، تكره التحدث اليه، بل و تبغض حتى ملامح وجهه.الان و بدون سابق انذار وقعت على تلك الورقه التى تسمى بعقد الزواج لتصبح متاحه له في أى وقت و كل وقت، يجلس معها، يتحدث إليها، يشاركها في تفاصيل حياتها، و من المفترض ان تعتاد عليه شاءت أم أبت فهو ببساطه اصبح زوجها.لا يهم كم تكرهه، لا يهم ان كانت اخشاه، لا يهم ان كانت ستتحمل وجوده بجوارها أم لا، كل ما يهم انه اصبح زوجها هذا و فقط.الامر بسيط.بسيط حد شعورها بالعجز عن التنفس، حد شعورها برغبتها في الركض لتكون فقط بعيده عنه، ما الذى من الممكن ان يجمعهما سوى صراخه، غضبه، تعجرفه، سيطرته و خوفها، توترها، خنوعها، اضطراب قلبها و هروبها المعتاد.فهو ابدا لن يكون اميرها و هى ابدا لن تكون سندريلته.سرحانه في ايه؟قالها عاصم و هو يجلس على الطاوله امامها، فانتفضت بفزع و شهقه صغيره تفارق شفتيها و هى ترفع عينها اليه بتوتر بالغ.رائع، في غرفه واحده، بابها مغلق، يجلس امامها، قريب منها لا يفرق بينهما سوى عده سنتيمترات، حصونه السوداء تحاوطها باستماته و كل حديثه موجه اليها.ازداد اضطراب قلبها مخبرا اياها ان شيئان لا يجتمعا ابدا، و جود ابن الحصرى و انتظام نبضاتها.استند بمرفقيه على ركبيته يتابع الخوف الذى كسى ملامحها، صدرها الذى يعلو و يهبط بعنف معلنا عن اضطراب انفاسها و ثوران نبضاتها و يدها التى ارتجفت بارتباك.هى تخافه و للعجب اعجبه هذا، فهو يعشق رؤيه ارتباك الاخرين امامه و لكن خوفها هى حاله خاصه، فبقدر ما اعجبه و ارضى غروره بقدر ما احزنه و لكنه لم يستطع منع ابتسامته.تاهت في افكارها مجددا محاوله تجاهل وجوده و دون ان تدرك انها تتحدث بصوتا مسموع همست باستنكار و تشتت: انا اتجوزت ليه؟، ليه الكل كان فرحان بالجوازه إلا انا؟، ليه اتجوزنا عالطول من غير خطوبه؟، ليه كل ده بيحصل معايا؟، ليه اكرم اجبرنى اتجوز اكتر انسان بكرهه في حياتى؟ و ليه كل حاجه بتم دون ارادتى و رغم انى مش موافقه!تساقطت دموعا و هى تبكى وجع اكتنف روحها لا يشعر به احد غيرها، بينما انقبضت ملامحه فور وصول همساتها لاذنه لتخترق صدره مصيبه قلبه بأكثر الاسهم قسوه فاحتدت نظراته رغما عنه و تسارعت انفاسه تكاد تحرقها امامه، فانتبهت هى له رافعه عينها اليه و بمجرد ان رأت ملامحه اتسعت عينها بجزع و هى تتبين فداحه ما فعلت لاعنه لسانها الذى تفوه بتلك الكلمات و خاصه امامه.سيصرخ بها الان حتما، سيعنفها و بما انها صارت زوجته ليس مستبعدا ان يضربها.ستعتذر قبل ان يفعل، ستتوسله ألا يفعل و لكن قبل ان تنطق وصلها صوته الهادئ: قدرك.رفعت عينها اللامعه بدموعها اليه ليغرق في ابريقها العسلى المتعجب فحملت عيناه لها قدرا متساوٍ من الحده و اللين، حملت من التوعد ما يعادل الامان، حملت من القوه ما حملته من الحنان، نظره قاسيه كبروده الشتاء و دافئه كجمال الربيع، حصونه في هذا اللحظه كانت اشبه بليل هادئ و لكن رغم ذلك تتخلله اعاصير.و مع نظرتها المتعجبه اقترب منها قليلا فعادت مسرعه للخلف و هى تتوجس خفيه تنظر ليده متوقعه ان تطبع صفعته على وجهها الان و مع ابتعادها اقترب و اقترب حتى لم يعد هناك مجال للابتعاد، لتغزو سهامه الحاده ابريقها العسلي ثوانى قبل ان يقول بصوت جمع بين قوته وضعفها: قدرك تبقي مراتى، تعيشي جنبي و معايا، تبقي جزء من حياتى، قدرك اللي وقعك في طريقى، قدرك اللي خلاكِ ملك ليا مش لحد تانى، تعيشى بأمرى و تحت طوعى، فهمتِ ليه؟اشتعلت عينها بنظره لم يفهمها هو، نظره جمعت كرهها لها بخوفها منه،مااذا يفعل؟أيطمأنها أم يُقلقها!بماذا يجب ان تشعر؟بحنانه أم بقوته!ماذا يجب ان تفعل؟تستسلم له أم تتمرد و ليكن ما يكن!كيف يتحدث هكذا؟لم يتحدث عنها و كأنها قطعه ارض إبتاعها!، كأنها أمهٍ و هو مالكها، كأنها جاريه داخل حصونه، كأن عقد الزواج ما هو إلا صك ملكيه امتلكها به!انتزعها مجددا من شرودها عندما لامست اصابعه الخشنه أصابعها الصغيره لتسري رجفه في جسدها قبل ان تنظر اليه بدهشه ممزوجه بالخوف يغلفه الخجل محاوله سحب يدها من يده بسرعه و لكنه تملك اناملها اكثر و هو يتناول علبه مخمليه بجواره بيده الاخري ليضعها على فخذه لتنظر هي اليها بدهشه قبل ان تعود ببصرها اليه عندما تمتم بلامبالاه: شبكتك.تذكرت يوم تعللت بالمرض لترفض الذهاب معهم لاختيار ذهبها، و عجبا هى رفضت الذهاب لمجرد فكره وجوده معهم و ها هو الان يجلس ليلبسها اياها محتضنا كفها الصغير في كفه العريض.حاولت سحب يدها مره اخرى هامسه بارتباك و هى حتى لا ترغب في حلقه تحمل اسمه حول بنصرها و رغم خوفها من غضبه عنادت: مش عاوزاها.ضغط على يدها ساحبا اياها بقوه فتأوهت ناظره اليه بضعف عندما هتف بها: شكلك ناسيه انك بقيتِ حرم النقيب عاصم الحصرى، اثبتِ علشان البسها ليكِ.تسمرت دون حراك و يدها تأن وجعا من قبضته الذى لم يدرك حتى انها قاسيه فهو غاضب منها و بشده تلك التى ترفض حتى مجرد حملها لاسمه، حاوطت حلقته اصبعها و بمجرد ان فعل دفع يدها بضيق ثم دفع العلبه المخمليه بجوارها بعدم اكتراث قائلا بنبره ادركت منها مدى غضبه: عاوزه تلبسى الباقى انتِ حره، مش عاوزه عنك ما لبستيها.ثم نظر اليها بنظره جعلت قلبها يسقط ارضا و عادت بجسدها للخلف خوفا عندما صاح بصوت محذر: اما الدبله اشوفك مره مش لبساها او تقلعيها لاي سبب كان مش هتسلمي مني، مفهوم!رمشت عده مرات بوجل ثم اومأت برأسها مسرعه قبل ان تركض من الغرفه تاركه اياه يبتسم حسره و سخريه.دلفت لغرفتها و دفعت الباب خلفها بعنف لتتنفس الصعداء و دموعها تهرب من مقلتيها شارحه عن مدى معاناه روحها قبل ان تنظر لحلقته الذهبيه التى تحتضن اصبعها لتنزعها ناظره لاسمه المحفور عليها و بكل ما تملك له من كره دفعت بالحلقه ارضا في غضب دون اهتمام اين سقطت حتى لتلقى بجسدها على الفراش تبكى هامسه من بين دموعها: انا بكرهك.كان اكرم على وشك الرحيل فتسائل عن مكان جنه فأخبره عاصم انها بالاعلى فاتجه اليها و هو يحاول الاتصال بها و دون ان ينتبه اصطدم بتلك التى تحمل الكثير من الاغراض بيدها مما حجب عنها رؤيته، سقطت الاغراض و سقط هاتفه و كانت تلك المقابله الاولى له مع ابنة عمته المتمرده و التى لا تعرفه و لا يعرفها.نظرات غاضبه منها قابلها هو باعتذار، تأفأفت و هى لا تعرف من هذا حتى ليتجول بمنزلهم هكذا، هى في اقصى اوقاتها غضبا و لا حاجه لها في المزيد، انحنى يلملم الاغراض معها و لكنها سبقته لترتكز على ركبتيها هاتفه به ليبتعد: سيبهم انا هشيلهم، انت مين؟نظر لهاتفه و قبل ان يجيبها انحنى ليلتقطه و هو على وشك توضيح سبب وجوده هنا: انا ك..قاطعته و هى ترفع عينها اليه بغضب و ارتفع صوتها بوجهه قليلا معتقده انه سيساعدها في جمع الاغراض: انت مبتفهمش قولنا انا هشيلهم.ضم قبضته في غضب و هم بالصراخ عليها و لكنها نهضت حامله اغراضها و تحركت من امامه دون ان تمنحه الفرصه و دون ان تنتبه ايضا انها حملت هاتفه معها.اتسعت عينه متعجبا منها و هى يتابعها حتى هبطت الدرج متمتما بذهول: ايه بنت المجانين دي؟فتحت جنه باب غرفتها عندما استمعت لصراخ سلمى و جدت اكرم واقفا و الدهشه تحتل ملامحه و يبدو انه يُحدث نفسه فابتسمت مناديه عليه فاتجه اليها.اعتذار منه على سرعه الامر، عتاب منها على عدم استماعه اليها، توضيح لخوفه و رغبته في الاطمئنان عليها، و كم ارادت ان تخبره بأنه لابد ان يقلق عليها الان فلا اطمئنان في حياتها بعد اليوم.و لكنها اخفت فمنذ متى اعتادت هى الشكوى!، منذ متى هناك من يحميها، ينصحها او حتى يسمعها!، اجل كانت زهره معها و لكنها دائما ما كانت تُبعدها عن غضب كوثر و هى تتطالبها بالخضوع، فماذا تقول و على من تعتمد الان؟و هل هناك اسوء من ان تجلس مع نفسك فلا تجدها!هل هناك اشقى من صراخ القلب وجعا مع صمت الشفاه عجزا!هل هناك اقسى من السير بطريق تدرك ان نهايته نهايه لقلبها!لمن تقول و كيف تقول هى تكرهه و لكنها اليوم اصبحت زوجته فأى وجعا هذا؟كم ترغب بحضن يطمئنها و لكنها حتى هذا لا تجده رغم وجود الجميع حولها.اعتقدت ان عوده اخيها أمان سينير حياتها و لكنها كانت مخطئه.كلام و كلام و كلام هى لا تسمع منه شئ، تنظر اليه و لكنها لا تراه، يُمسك بيدها و لكنها لا تشعر به و لكن عندما تحدث عن زواجها حقيقه من عاصم انتبهت كل حواسها له و لكنه لمره واحده منحها جزءا من حريه نفسها عندما صرح عن قرار عاصم بأنها ستكون زوجته على الاوراق فقط إلى اجلا غير مسمى.تبع ذلك توديع قصير ثم تأهب لرحيله و لكنه توقف قائلا: صحيح في واحده بنت مجانين اخدت مني تليفونى.و رغما عنها ابتسمت ناظره اليه متسائله بتعجب: ازاى يعنى؟وضح ما صار، بغضب، تعجب و استنكار فضحكت بملأ صوتها دافنه كل حزنها جانبا هاتفه و هى تتوقع الفاعله: دى اكيد سلمى، خلاص انا هتصرف و اجيب لك التليفون.فاقترب مقبلا جبينها فابتسمت تطالعه بحزن و هى تود ان تهرب من هنا معه و لكنها تعرف ان هذا حدود المستحيل التى لن تستطيع تجاوزها ابدا.كلمات قليله، حضن دافئ، نظرات مطمئنه، ثم قبله هادئه على جبينها و رحيل.لتنظر هى للباب المغلق قبل ان تحتضن وسادتها مستلقيه على فراشها تحاوطها مخاوفها و ترعبها فكره ان يأتى صباح جديد هو – عاصم – معها فيه.الحقيقه ستحررك و لكنها ستغضبك اولاً..غلوريا ستينمتستعد لتناول الطعام معهم اليوم ليس كمربيه الصغيره و لكن كزوجه ابن هذه العائله، عرفت انه ليس بالمنزل و انه لن يتناول الغذاء معهم و هذا منحها بعضا من الراحه.هبطت للاسفل، ابتسامات و ترحاب، نبرات دافئه، و مزاح متواصل، اندماج، و فرحه و لكنها تلاشت فور ان سألتها ليلى و هى تنظر ليدها بدهشه: ايه ده يا جنه هو عاصم ملبسكيش الدبله!نظرت ليدها بهدوء و هى تتذكر انها لم تُكلف نفسها عناء البحث عن حلقتها الذهبيه و لكن قبل ان تُجيبها وجدت ام على تدلف لغرفه الطعام و بيدها طبق نظيف و وضعته امام المقعد الخاص بعاصم على رأس الطاوله و قبل ان تتوقع ما يحدث و جدت ليلى تقول باقرار: عاصم مش هيتغدى معانا يا ام على.اطمئن قلبها و لكنه عاد ينبض بعنف عندما اجابتها ام على ببساطه: الكابتن وصل و بيركن العربيه يا دكتوره.تجمدت جنه مكانها ثم اتسعت عينها بذعر و هى تنظر ليدها الفارغه من محبسها فشهقت ناهضه لتركض للاعلى متذكره تحذيره لها بالامس، و بمجرد ان خرجت من الغرفه و جدته يدلف من الباب الرئيسى واقفا امامها اخفت يدها اليسرى بيدها اليمنى ثم وضعتها خلف ظهرها بتوتر بالغ.شعر هو بارتباكها و لكنه تجاهله مقتربا منها ناظرا اليها بتفحص قليلا قبل ان يتحدث بنبرته القويه التى تزلزل كيانها كله: طالعه تجرى ليه كده!ازدردت ريقها ببطء و هى تحاول الهدوء و لكنها للاسف لم تستطع فتمتمت بتقطع: هجيب حاجه، حاجه من فوق.و قبل ان ينطق بكلمه اخرى ركضت من امامه مسرعه لتصعد الدرجات مهروله دالفه لغرفتها مغلقه الباب خلفها تلهث بقوه، تبحث هنا و هناك، تركض اعلى الفراش تبعثر الوسائد عله بينهما، تقف لتلتقط انفاسها تسب اياه لمجيئه الان لاعنه حظها السئ الذى يوقعها دائما بين يديه، اكملت عمليه البحث عنه حتى انتهى الامر بها اسفل الفراش امسكته تنظر اليه بضيق ثم تحركت لتخرج دون انتباه اصطدمت رأسها بحافته فصرخت متألمه ثم اعتدلت تمسد رأسها ناظره لحلقته الذهبيه متمتمه بغيظ و هى ترفعه امام عينها: حسبى الله فيك و فيه.ثم مرغمه زينت به بنصرها مجددا و هى تزفر بضيق من ان يلازمها شيئا يحمل اسمه فتشعر به معها دائما و همست و هى تشعر بصدق الكلمات حقا: صدق اللى قال عليك اصغر كلبش.وبخطوات سريعه اندفعت للاسفل حتى تطمئن ان ليلى لم تخبره عن عدم وجود المحبس بيدها و على اخر درجات السلم وقفت و هى ترى رجلين و امرأه يدلفان للمنزل، احداهما طويل ببنيه ضخمه، شعر يتخلله الشيب، شارب غليظ و عينان حاده، يرتكز بيده على عصا عاجيه يضرب بها الارض مع كل خطوه يخطوها، و الاخر اقصر قليلا بجسد سمين، غطى اللون الابيض خصلاته تماما، عيناه غاضبه و انفاسه متسارعه، وللعجب يحمل القليل من ملامح والدها، و بيده عصاه العاجيه التى اشار بها لأم على آمرا اياها باخبار الجميع بحضورهم.اقتربت المرأه منها تنظر اليها من اعلى لاسفل، سيده بجسد متناسق، ليست بطويله و لا قصيره، عيناها بها نظره متلاعبه، يحمل وجهها مكر غريب، توقفت امامها فابتسمت جنه بارتباك مرحبه بهم فدققت المرأه النظر اليها قبل ان تسأل بغلظه: انتِ مين؟ازداد ارتباك جنه و لكنها حافظت على ابتسامتها و هى تجيبها: انا جنه م...و قبل ان تردف وجدت كلا الرجلين يقترب منها مع مقاطعه المرأه لها صارخه بغضب: انتِ بنت ماجد؟عقدت جنه ما بين حاجبيها متسائله بدهشه: حضرتك تعرفى بابا؟و كانت الاجابه صفعه، صفعه جعلتها ترتد للخلف على اثرها، صفعه جعلتها تصرخ بألم وصدمه.و قبل ان تعتدل شق صوت عاصم الصارم سكون المكان و هو يتقدم بغضب باتجاههم: عمتى.استدارت نجلاء بحده لعاصم الذى احتدت عيناه بغضب اسود و هو يرى علامات اصابعها على وجه جنته التى انهمرت دموعها لا يدرى خوفا، وجعا أم عجزاً!و مع نظرته، غضبه و تقدمه ليقف حائل بينها و بين جنه تراجعت خطوه للخلف، نجلاء الحصرى، الابنة الاصغر و الوحيده لأمين الحصرى، امرأه تعشق رؤيه الاخرين يتألمون، تستمتع بتدمير حياه من حولها بسبب أو بدون، عندما يبكى المقربين منها تضحك هى و عندما يضحكون يكتوى قلبها بكاءً، لا تعرف معنى الرضا و لا تحب أحد بحياتها بقدر ما تحب نفسها و الاموال، اولاد، اشقاء، اب او ام لا يفرق معها احد.تسير بمبدأ واحد و هو نفسى ثم نفسى ثم نفسى و من بعدى الطوفان.لم تأبه بخطبه ولدها مدركه ان عائلتها العزيزه ستقف بجواره ليُتمم ما يريد و قد كان بالفعل، ابنتها الكبرى بالخارج منذ سبع سنوات و لم تكلف نفسها بعناء اتصال لتطمئن عليها، مطلقه و كم تسعد بذلك.اتسعت عينها بغضب مصطنع و عاصم يحاوطها بنيران حصونه السوداء هامسا من بين اسنانه: انتِ ازاى تمدى ايدك عليها!ضرب امين جده لابيه بعصاه الارض و هو يقترب من حفيده هاتفا بغضب: بتدافع عنها ليه يا عاصم؟استدار عاصم لجده ضاما قبضته بعنف فهو لا يصح ان يرفع صوته امام كبير العائله و لكنه لم يستطع التحكم بانفعاله و خاصه مع انفاس جنه المتسارعه و شهقاتها المكتومه: اللى هيقرب منها و الله ما هيسلم من ايدى.ثم نظر لنجلاء يحرقها بنظراته صائحا: سامعه يا عمتى!هنا ضرب امين بعصاه بقوه اكبر و هو يصرخ به رافعا عصاه امام وجه عاصم: عاصم، هى عيشه البندر نستك الاصول و لا اييه!ثم اشار بعصاه على جنه و عيناه تحاوطها بغضب قاسى جمد اطرافها فزعا و هو يهدر بها: دى حرمه عار على العيله كلياتها و ميصُحش تكون اهنه، كيف بتكلم عمتك إكده علشانها عاد؟امسك عاصم بطرف عصاه ليُبعدها عن جنه بقدر ما يحمل في نفسه من هدوء و الذى لم يفلح به و هو يهتف متحديا جده بنظراته: دى لا اسمها حرمه و لا هى عار، دى مراتى، حرم النقيب عاصم الحصرى، يا جدى.ثم اضاف و هو يترك العصا التى علقت في هواء مع انعقاد حاجبيى جده بغضب لا يقل عن غضبه شيئا: و انا في قاموسى لا عاش و لا كان اللى يمد ايده على مراتى.اخفض امين عصاه بعنف و قبل ان يُعنفه تقدم عبد الحميد بهمجيه معروف بها و هو يرفع عصاه ليدفع بها كتف عاصم بغضب صارخا: مرتك كيف يعنى،ثم وضع العصا على جانب كتفه محركا اياه قليلا ليبتعد عن جنه و هو يردف: بعِد إكده انا هجتلها بيدى.لم تكن دفعه العصا هينه و لكن تمسك جنه بقميصه من الخلف و شهقه مفزوعه تفارق شفتيها و هى تقترب بجسدها منه تحتمى به حتى اختفت عن اعين الحضور خلف ظهره، جعلته يتحمل وجع دفع جده بل و يتحمل اضعافه فأمسك بالعصا موقفا حركه جده و هو يناظره بقسوه يراها الجميع في عاصم لاول مره بهذا الشكل و ربما لانه لم يتعرض لموقف مشابه من قبل: تقريبا مأخدتش بالك من اللى انا قولته بس مش مشكله هعيده تانى،.ضغط احرف كلماته و اعين الجميع تتعلق به: جنه مراتى، و اللى هيفكر يقرب منها اقسم برب الكعبه لكون مفرغ مسدسى في راسه و لا هيهمنى أهل و لا غيره.ارتجفت يدها و هى تشدد من قبضتها على قميصه بينما استدار عاصم ناظرا لجده امين عندما تمتم و قد بدأ يزن الامور كعادته: ازاى حوصل الكلام ده! و كيف ولدى عز وافج!استغلت نجلاء عدم انتباه عاصم لها و اقتربت من جنه جاذبه اياها من خلفه قابضه على حجابها و خصلاتها بعنف جعل جنه تُفلت عاصم لتُمسك بيدى نجلاء تُبعدها عنها صارخه بألم لفت انتباه الجميع اليها، رفع عاصم يده قابضا على معصم نجلاء ضاغطا بكل ما يملك من قوه عليه لتنحنى تاركه جنه لتصرخ هى بألم و عاصم يميل عليها ليهتف: انا على وشك شعره انى انسى انك عمتى، لو فكرتِ تعمليها تانى...و دون ان ينهى كلمته دفع يدها عنه بحده لترتد هى للخلف بذهول من تجرأه هذا امام والدها، اقتربت ليلى مسرعه منه – و التى كانت في الحديقه الخلفيه للمنزل بعد تناولها للطعام – واضعه يدها على كتفه هاتفه بقلق و هى تستشعر توتر الجو من حولها: اهدى يا عاصم.عنفه امين بغضب على تطاوله فاستكان عاصم ضاما قبضته بعنف و جنه تتشبث به مجددا و انفاسها تحرق عنقه حرقا، هو قوى، لا يخشى احد، لا يهمه احد و لكن ان تكون عائلته هى الخصم فذلك قاسٍ عليه حقا.نظرت نجلاء بحده لليلى لتصرخ بها بغيظ و هى تتذكر الماضى الذى يُعاد كما حدث من قبل تماما: جوزتِ بنت اخوكِ لابنك يا ليلى، عارضتِ اوامر كبير العيله و رجعت بنت اخوكِ للعيله.نظرت نجلاء لجنه و تمتمت بسخريه و هو تضع البنزين بجوار النار لتزداد اشتعالا: قالت ليكِ ايه عمتك علشان تقنعك يا بنت ماجد!حملقت بها جنه مردده بصدمه: عمتى!لحظات و شعر بها عاصم تبتعد عنه، انفاسها تتسارع لتردد مجددا بتيه و تعجب: عمتى!لم ينتبه احد لصدمتها سوى ليلى و عاصم و لكن نجلاء لم تكتفى و اضافت: برافو عليكِ يا ليلى، لعبتيها صح و اللى حصل زمان بيتكرر بتفاصيله.نجلااااء اسكتِ خالص، مش عاوز اسمع صوتك.هتف بها عز و هو يدلف من باب المنزل بعدما اتصلت به سلمى التى كانت تتابع ما يحدث من الاعلى بتوجس.لتستدير له نجلاء متمتمه بسخريه: ليه بقى، هو انا بقول حاجه غلط!و احتد النقاش بينهم، امين يعنف عز و عبد الحميد يكاد يقتل ليلى، نقلت جنه بصرها بينهم و هى تكاد تفقد عقلها، عائله طالما كرهتهم، نفرت من فكره وجودها معهم، ظلموا والدها و ظلموا والدتها مثلما اخبرها ابيها، عائله ألقت بأولادها دون اكتراث بكيف ستكون حياتهم، عائله لا تعرف معنى احتواء الابن و لا كيفيه معامله الابنه.و الان تدرك انها منذ اشهر تسكن معهم، بينهم بل و اصبحت زوجه لابنهم!هربت من الماضى و رغبت بحياه جديده لتجد نفسها مازالت في عمقه و على ما يبدو لن تستطيع الخروج.تشتت غريب اصابها، كل ما يحدث حولها مُدبر باحكام، مر ما حدث في الاشهر السابقه امام عينها كشريط فيلم، صدمه هاله يوم رأت صوره اهلها، فكره عملها هنا، اهتمام ليلى الغير مبرر، تعامل الفتيات معها بود، هى كانت بيدق في لعبه وضعوها هم.وضعت يدها على رأسها التي تكاد تنفجر من التفكير و لكن عيني الصقر المسلطه عليها جعلتها ترفع رأسها و تنظر اليه ليتوه عقلها في افكاره مجددا، صحيح فكيف سيرضى الابن الغنى المتعجرف الزواج بخادمه تعمل لديهم!بينما لم يكن يعنيه ما يصير فقط ينتظر رد فعلها و الذى حاول توقعه و لم يستطع، ملامحها المتردده، عينها الشارده، صدمتها و الاضطراب الواضح من حركه يدها المرتبكه.فقط لو يعرف ماذا ستفعل!ماذا ستفعل بعدما وجدت نفسها داخل خطه محكمه و رغم انها البطله الا انها لم تتحرك برغبتها بل كانت كعرائس المسرح يحركونها هم كما يشاؤون!تلاقت عيناه الحاده و المتسائله بعيناها الضائعه، كانت تبحث عن اجاباتها في حصونه و لكنها لا تعرف السؤال حتى، تبحث عن ردود مقنعه و لكن لشئ يستحيل فيه الاقناع، تبحث عن حقيقه واحده و لكنها تبحث بين الكثير من الاكاذيب.احتد النقاش بين عبد الحميد و ليلى التى كانت تتوسله ليحاول استيعاب الموقف و لكنه صرخ بها بعنف دافعا اياها عنه: و الله ما يرجعنى عن كلمتى حد واصل، هجتلها يعنى هجتلها.و انهى حديثه و هو يُخرج سلاحه من جيب جلبابه موجها اياه لوجه جنه التى شهقت بفزع و هى ترتد للخلف لتصطدم قدمها بالدرج حتى كادت تسقط، بينما اتسعت عين ليلى و هى تصرخ به هلعا بعدما رأت عاصم يندفع بجسده ليغطى جسد جنه، لتنطلق الرصاصه.ارتجفت عين عاصم و هو لا يشعر بأى ألم مما دفعه ليستدير بتوجس للخلف لينظر لجنه التى تجمدت مكانها مع اتساع عينها بثبات لتسير عينه على جسدها يتيقن عدم اصابتها هادرا بها و هو يحاوط كتفيها: انتِ، انتِ كويسه!مرر يده على جسدها ليزداد يقينا من عدم اصابتها مع ثباتها هذا فنظرت اليه بآليه ثم بدأت رؤيتها تتلاشي وعينها تزوغ و لم تشعر بشئ سوي يديه الملتفه على خصرها تمنع وقوعها.حركه سريعه، انتفاضه قلب، خوف و ترقب، تفحصها ليلى فلم تجد شيئا، وضعها على الاريكه يحاول افاقتها.ثم رفع نظره ليجد امين يُمسك بيد عبد الحميد رافعا اياها لاعلى لتنطلق الرصاصه بعيدا لتصيب جوانب احد الجدران ليتحدث امين موضحا: الحرمه دى شايله اسم حفيدى الكبير، يعنى واحده منينا، من عائله الحصرى، و اى دم دلوجت هيبجى تار كبير بيناتنا و باب مهينسدش واصل.نظر عبد الحميد اليه قليلا ثم عاد ببصره لعاصم هاتفا بأمر لابد منه: يبقى يطلجها و لو فضلت إهنه يوم واحد بعدها انا هخلص عليها و اغسل عار ابوها بيدى.شهقت ليلى باكيه و هى تصرح عن معرفتها بوفاه شقيقها بانهيار تام و قلبها ينتفض قلقا على ما صار لجنه و ما سيحدث بعد ذلك: ازاى يا بابا بتتكلم بالبساطه دى عنه؟، ازاى مش فارق معاك بنته و عيلته؟، ماجد مات يا بابا، ماجد مات و ساب ولاده امانه ازاى منقفش جنبهم!اقترب خطوات منها صارخا بغضب اعمى: ماجد كسر كلمتى و خرج عن طوعى، جلل منى و عارضنى علشان حرمه جليله الربايه، اتنازل عن حقه، ورثه، ماله، اهله و بيته و خرج من إهنه و معملش حساب لحد فينا واصل، يبجى عار عليا و على عيلته و ناسه و اهله كُمان مهمش منينا.ليلي و قد بدي انها فقدت اعصابها و ما تملكه من اتزان و هى تصرخ: اللي انت بتتكلم عليها دي كانت مراته و انت وافقت عليها، جوزتها له، فرحت بابنهم، و بعد اللى حصل تقوله طلقها و مستنى منه يقول حاضر! طيب ازاى يا حاج؟، مكنش يبقى راجل و لا من عيله الالفي ان عمل كده، غلط في ايه هو! غلط لما حافظ على عيلته؟ غلط لما رفض يتخلى عن مراته لاسباب مش مقنعه؟ غلط لما وثق في اهل بيته!تخطت حدودها و اذهل ذلك الجميع و لكنها فقدت عقلها على ما يبدو من سوء ما يمر بهم و لم تدرك ذلك إلا عندما رفع يده ممسكا ذراعها بقسوه تألمت لها و هو يهدر بها: باااه، اجفلي خشمك عاد، كيف ترفعى حسك بوشى، حرمه جليله الربايه.ترنحت ليلى ليسندها عاصم و عيناه تنبض بالجحيم و قبل ان يصرخ بادر عز باقترابه منهم هاتفا منهيا الامر بأقل خسائر ممكنه: اهدى يا حاج عبده و ياريت نتفاهم بهدوء.استندت نجلاء على الدرج مستمتعه لأقصى حد بما يصير مريضه هى بالساديه و كم تعشق الاستمتاع بأوجاعهم، كادت تضحك بملأ صوتها و لكنها تصنعت الحزن هاتفه بضيق و هى تربت بيدها على كتف والدها تُزيد النار نارا: عيب اللى بيحصل ده و الله، عيب.و هنا لم يتحمل عاصم صمتا اكثر من هذا، ضاربا كل العادات و التقاليد التى لا يؤمن بها عرض الحائط هادرا بالجميع و قد اشتعل عرقه الاسود: عيب! و مش عيب لما تيجوا بيتنا و تتهجموا على مراتي؟ مش عيب لما تغلطوا في امي قدام ابويا و قدامى؟ مش عيب اما يترفع مسدس في وش ناس ملهاش ذنب في شويه مشاكل تافهه؟رفع سبابته امام عين جده مردفا و عيناه تكاد تنفجر احمرارا و غضبا: اما بقي بحكم انى راجل عسكري و ليا في القانون انا ممكن اسجنكوا دلوقت بحكم التهجم على البيت، التطاول على اهلى و الشروع في قتل مراتى...و امام ذهول الجميع انهى كلماته بقسوه غير آبه بما يترتب على ذلك: و لو عاوز اعملها هعملها و عليا و على اعدائى.اقترب منه عز مانعا اياه بحده: عاااااصم.ارجفت عينه غضبا و عبد الحميد يهتف بصدمه: هتسجن جدك يا عاصم؟ علشان حر..ليقاطعه عاصم متمتما بثقه: علشان امى و مراتى انا ممكن اسجن نفسى، و صدقنى مش هتردد لحظه انى اعملها.ضغط عز كتفه فنظر اليه عاصم كاتما غيظه بينما تولى عز حديثه معهم حتى استجاب والده متفهما و رحل من المنزل على وعد بالعوده مجددا فالامر لن يمر ببساطه هكذا.جلس عاصم على الاريكه بجوار جنه فجلست والدته على مقعد مقابل معاتبه اياه: مكنش ينفع تنفعل كده يا عاصم.نظر اليها بحده هاتفا بسخط: يعنى انتِ عاوزانى انا اتحكم في انفعالى في حين انك انتِ يا امى معرفتيش!أه عاجزه خرجت منها و هى تتذكر ما مر بالماضى و كيف طُرد اخيها من هذا المنزل فتنهدت بقوه و هى ترمق جنه بشفقه قبل ان تُعيد نظرها لعاصم لتهتف بارتياح: الحمد لله انها جت على قد كده، و كويس ان محدش اتكلم في تفاصيل جوازك و إلا كانت هتبقى مصيبه لو عرفوا انك اتجوزتها علشان تحميها و ان الموضوع كله اتفاق.شهقه متألمه صدرت عن جنه التى لم ينتبه احد انها افاقت منذ قليل ليصلها حوارهم كاملا في نفس الوقت الذى دلفت فيه حنين بعد عودتها من كليتها و هبطت سلمى اليهم مسرعه.نهضت ليلى بترقب و خوف متمتمه: جنه انتِ...قاطعتها جنه و دموعها تتابع على وجنتها هامسه بصوت مذبوح: كذب.نهضت عن الاريكه و هى تمر بعينها عليهم واحدا تلو الاخر مردده: كله كذب.نهض عاصم واقفا مبتعدا عنها قليلا و هو يمسح جانب فمه بغضب مدرك ان وقت المواجهه قد حان، بينما اقتربت ليلي منها و مدت يدها تحاول لمس كتفها و لكن جنه عادت للخلف مبتعده عن مرمي يدها رافعه رأسها بضعف تُردف و نبرتها حملت من عدم التصديق ما زاد الخوف بقلب ليلى: كذب، كل حاجه كانت كذب، كل اللي طنط هاله قالته، كل اللي حكتوه ليا، وجودى هنا و سببه، سبب حبكوا ليا، اهتمامكوا بيا، جوازي، كل حاجه، كل حاجه كذب.ثم رفعت اصبعها مشيره على الجميع و هى تضيق عينها تتعجب متألمه: مفيش حد فيكوا كان صادق معايا.اغلق عينه لحظه، يكره الدراميه، يبغض المماطله، و ينفر من العتاب و هى تفعل الثلاثه بل و زاد فوقهم الاتهام، زفر بضيق مقتربا منها في اعتقاد منه انه سينهى الامر و اشاح بيده هاتفا بلامبالاه ادعاها، هى مصدومه، حزينه و تتألم و لكنه لن يسمح لها برد فعل و خاصه انه لا يستطيع توقعها: محدش كذب عليكِ، انتِ مسألتيش و احنا مقولناش و دى كل الحكايه، متديش للموضوع اكبر من حجمه.و هنا خالفت توقعه، فمن يحاول فقط تخيل ما يحمله قلبها من وجع هو من سيتوقع رد فعلها و لكن من اين لها بهذا و من امامها ما هو إلا انسان بقلب بارد و فكر اعمى، رفعت عينها اليه باستنكار متمتمه: بالبساطه دى!حملق بها يحاول سبر اغوار عقلها و لكن ما غلف عينها من كراهيه له و تعجب من حديثه فجر براكين كُبتت في صدرها لتنطلق عليهم حارقه صادمه و هى تصرخ بشبه انفعال: انت عارف انا عايشه هنا بقالي قد ايه و معرفش حاجه، عارف كل مره كان نفسى احكى لحد عن حاجه واجعانى او مضايقانى كنت بفكر ازاى!، ما فكرتش مره انا ممكن اكون حاسه بإيه!، نفسى في ايه!،.ابعدت نظرها عنه لتحدق بالارض قليلا قبل ان تهمس بصدمه و دموعها تهرب معبره و لو قليلا عن وجع اضنى روحها و ارهقها: انا كنت مجرد مربيه،.رفعت عينها اليه بخزى و مهانه و هى تشعر بنفسها ذليله و ان لم يكن جديد عليها: عارف يعنى ايه؟ عارف يعنى ايه مكنتش قادره استوعب كميه الحب دى لانى شايفه انى مستهلهاش لانى مجرد مربيه!، يبقى نفسى اخرج، اسهر، اقعد و اتكلم معاكوا بس بقفل على نفسى و اقول انتِ هنا مجرد مربيه!، عايشه بخوف انى يجى يوم و تطردونى او تزهقوا منى و ابعد عن البيت اللى لقيت فيه جزء من حياتى،.اشارت اليه بسبابتها المرتجفه متذكره مواقفه الغليظه معها و همست بانكسار مزق قلبه: عارف كام مره كان نفسى اشتكى لمامتك منك بالذات، من قسوتك و غرورك و كسرك ليا كل مره و التانيه بس بخاف تطردنى ما انت ابنها و انا هنا مجرد مربيه!حملت عينها من تساؤلها بقدر ما حملت من اقرار و هى تنهى كلامها: الموضوع بسيط صح؟رفعت عينها لليلى قليلا ثم اضافت بهدوء و هى تطأطأ رأسها: و دلوقت طبعا و بعد كل اللى عملتوه علشانى انا مينفعش اتكلم، لمتونى من الشارع، قدمتوا ليا بيت، صرفتوا عليا، اكل و معامله كويسه، ازاى اتكلم بقى انا المفروض افضل اشكركوا لاخر عمرى!ربت عز على كتف ليلى لتتمالك اعصابها فالصغيره تحتاجها فاقتربت من جنه ترفع رأسها اليها تعتذر بنظراتها قبل ان تفعل بكلمات مفعمه بحنانها: سامحينى يا جنه، انا خوفت ترفضى تبقى وسطنا، خوفت اخسرك و اخسر الحاجه الوحيده اللي باقيه من اخويا الوحيد.انتفض جسد جنه و هى تبكى روحها التى شعرت بها رخيصه و ابتسمت بانكسار متسائله: علشان كده حبتينى! علشان بفكرك ببابا! علشان انا بنت اخوكِ الوحيد!نفت ليلى برأسها مسرعه و لكن ابتسامه جنه اخبرتها انها لن تُصدقها و معها كل الحق، فاين الحقيقه من كل هذا الخداع و من ستخدع هى بالفعل احبتها لانها ابنه اخيها، و لكن الامر تغير، تعاملت معها، رأت ضحكتها، براءتها، هدوءها و طفولتها لذلك احبتها كبناتها و اكثر.اقتربت سلمى من جنه هاتفه بها و هى تتمسك بتمردها المعتااد: يعنى ايه حبناكِ علشان ده بس! لا طبعا، و على فكره بقى احنا مكناش نعرف إلا يوم ما اخوكِ جالك هنا يعنى احنا حبناكِ لانك جنه، جنه و بس.ابتسمت بتهكم و هى لا تصدق ما يُقال فمن اين لها بتصديق، ابتعدت عنها خطوه للخلف هاتفه: انا همشى من هنا.و قبل ان تستدير وجدت يده تقبض على معصمها لتردعها صائحا بعنف بجوار اذنها غير آبه بشعورها فإن كلفه الامر بُعدها سيحاربها و يحارب نفسه و مهما فعلت لن تبتعد، لن يسمح لها: واضح انك نسيتِ انك مراتى، اعقلى الكلام قبل ما تنطقيه لان مفيش خروج من البيت ده.حاولت جذب يدها من يده و ان كانت ستبقى فهو اكثر الاسباب مانعا لها و ابدا لن تظل هنا بعد كم ما صفعتها به هذا الاكاذيب: انت ملكش ح...ضغط معصمها بقوه للتأوه متألمه و هو يردد بقسوه ليعاودها شعور الخوف يُغلف عينها، روحها و قلبها: قولت ليكِ اعقلى الكلام قبل ما تنطقيه، علشان واضح انك هتغلطى و هتزعلى منى.و أمل جديد انار روحها للخلاص من هذا كله فاستدارت بلهفه تصرخ به ليتركها: أكرم مش هيسمح بده، انا ه...صمت منها، تفكير سريع، ربط الاحداث ثم استنتاج قصم ظهرها، اجتماع العائله يوم رأته، اجبارها على الزواج، سرعه الزواج، حديثه معها عن خوفه عليها، رغبته في الاطمئنان عليها، اطمئنانه لوجودها هنا، شعور قاسى، كسر جديد و دمعه هاربه و هى تسأل عاصم و عيناه ترجوه النفى: اكرم، اكرم عارف؟و مع ارتجافه شفتيها تركت اصابعه يدها و غضبه يختفى تماما، وجعها مزق قلبه، ألمها افقده اتزانه، و دموعها زلزلت كيانه.هو لا يريد سيطره او سطوه، هو ليس بمالك و هى ليست بجاريه، هو فقط و فقط يحبها.من يتألم لالمها يحبها، من تضنيه دموعها يحبها، من مس انكسارها رجولته يحبها.هو فقط يحبها...مع صمته نقلت هى بصرها لليلى التى اشاحت بعينها عنها، بينما تقدم عز ليقف امامها لتتطالعها عيناها بأمل ان ينفى و لكنه حطمه متمتما بهدوء: ايوه يا جنه عارف.تمالك عاصم نفسه و وضع يديه يحاوط كتفيها فانتقلت عيناها اليه بآليه فهتف بتوضيح: اكرم حاول يقول ليكِ و انتِ رفضتِ تسمعيه، كل حاجه حصلت كانت علشانك، و علشان بس تبقى وسط اهلك و مع كل الناس اللى بيحبوكِ.فتمتمت بكلمه واحده قبل ان تدفع يده عنها: كمربيه،تحركت للاعلى و اعين الجميع معلقه بها بحزن، دائما ما تأتى رياح الحقيقه محمله بالوجع، و لكن ان كان معرفتها كسرٌ فبها سيكون الجبر.سلام على الحب يوم يجئ، و يوم يموت و يوم يغير اصحابه.محمود درويشكعادته يدفن نفسه بين طيات اوراق صفقات و معاملات، رؤيه تصاميم جديده، مراجعه بعض الملفات، التجول في المواقع و الاشراف على بعض الاعمال.يقضى مازن يومه ما بين عمله الذى ينتهى عندما يصرخ جسده ألما، و بين ليله الذى يجافيه النوم فيه لتشتعل نيران افكاره تحرقه حرقا.كيف يتهشم كل ما بناه طوال السنوات الماضيه بهذه البساطه!كيف يخسر ما يريده بحلقه ذهبيه من اخر حول بنصرها!كيف يفشل في تحقيق حلما من احلامه و دون ان يحاول فيه حتى!لم يعتاد الفشل، لم يعتاد الخساره و ابدا لم يعتاد وجع القلب هذا.حركه غريبه بالخارج اثارت تحفظه و هو يستمع لصوت ضحكات مكتومه نسائيه و الاسوء رجوليه، نهض عن مكتبه، خطوات سريعه، فتح الباب، تسمر، يقابله ارتباك من هبه التى اختفت ضحكاتها فور رؤيته و تعجب من معتز الذى تفاجئ به، ضم قبضته بغضب، و هو ينقل بصره بينهم بضيق و قد اشعل الامر نار غيرته قبل ان يتمتم بدهشه: معتز! انت بتعمل ايه هنا!ضحك معتز و هو يقترب منه مصافحا قبل ان يسأله نفس سؤاله متعجبا هو الاخر، شرح بسيط من مازن عن عمله هنا، ترحاب شديد ثم اجابه جعلت البقيه الباقيه من عقل مازن تختفى: انا جاى اعاكس مراتى شويه يا سيدى.و مع احمرار وجنتى هبه و معتز يحاوطها بنظراته المشاغبه عبر مازن عن صدمته هاتفا باستنكار: مراتك!هبه متزوجه يؤلمه هذا و لكن فاليكن،لن تكون له يضنيه الامر و لكن حسنا،.ستكون لغيره و يتعذب لذلك و لكن سعادتها فوق كل شئ،ستصبح لرجل اخر و هذا يحرقه حرقا و لكن مجبرا سيتحمله،لكن ان يكون ذلك الرجل هو معتز، هذا ما يعجز عن استيعابه قليلا و خاصه لفتاه مثل هبه،كيف تكون ملتزمه مثلها لشخص لعوب مثله؟أين كان عقلها عندما وافقت؟بل بماذا فكر معتز عندما تقدم لخطبتها؟يرى انها الزوجه التي يستطيع الوثوق بها بعدما انهي مغامراته العديده، ام يري انها الحسنه وسط مجموعه سيئاته، أم يري فيها التوبه بعد كل ما فعل من ذنوب؟افاقه من افكاره صوت معتز و هو يستند بيده على كتفه هاتفا بصوت عالى نسبيا: اييييييه يا بني روحت فين!عقد مازن ما بين حاجبيه مبتسما ثم بادر بضيق لم يستطع اخفائه: على فكره استراحه الغدا خلصت و المفروض تسيب المدام تشووف شغلها.و بعبث معتز المعروف و جرأته المعتاده صرح بمزاح و هو يغمز هبه: طيب ما تسيبنى انت اشوف شغلى مع المدام.اندفع مازن يبتعد عنه بينما احتدت عين هبه و هى ترمقه بعتاب على وضعها في موقف كهذا خاصه عندما صرخ مازن و لو انه غير محق في انفعاله هذا: معتز، احنا في مكان شغل الكلام ده مينفعش هنا، و لا حتى ينفع تقوله قدام حد اساسا.طالعه معتز بسخريه مردفا بلامبالاه: خلاص يا عم متكبرش الموضوع،.ثم عاد ببصره لهبه و اكمل بسخط: همشى انا لان واضح ان الشغل مستعجل، هكلمك بالليل.و بمجرد خروج معتز استدار مازن لها باندفاع لم يعتاده في نفسه: هو الفرح اتحدد!نظرت هبه اليه بحده متمتمه: افندم!تعجُل منه و اندفاع هتف بها يمنعها: بلاش يا هبه، مش معتز الى هيحافظ عليكِ، بلاش تبقى واحده ضمن كتير، انتِ حاجه تانيه، صد..و قبل ان يردف رفعت اصبعها بوجهه موقفه اياه تصيح بغلظه فهى ابدا لن تسمح لاحد ان يتدخل في حياتها بل و يتحدث عن زوجها بهذا الشكل: مبدأيا انا مطلبتش رأى حضرك، ثانيا زى ما حضرتك قولت احنا هنا في مكان شغل لا احنا في الجامعه و لا واقفين نتصاحب، ثالثا انا مسمحش انك تتدخل في حياتى بالشكل ده و خصوصا ان الامر لا يعينك في حاجه، واخيرا بقى ياريت حضرتك متنساش انك هنا مديرى و بس و مش مسموح لك بأى حاجه تانيه يا بشمهندس،.هم بالتحدث و لكنها انهت الحوار تماما عندما هتفت: انا عندى شغل، بعد اذنك.تصاعد غضبه و خاصه انها محقه في كل كلمه و لكنها لا تعرف، الحمقاء لا تعرف انها لن تكون سوى صفحه جديده في كتاب مغامرات زوجها، ورده زاهيه في بستانه الواسع، ماسه جديده سيكسرها غير آبه بقيمتها، الحمقاء لا تعرف و يا ليتها تعرف.و بهذا هى وضعت النهايه لكل احلامه بقى ان يشاهدها فقط،.مجرد كلمات و لكن ازالت الغشاوه عن عينه و جعلته يدرك جيدا ان التي امامه ليست حلمه الذي كان يبحث عنه و يسعي اليه و لكنها امرأه رجل اخر، مجرد كلمات و لكنها جمدت مشاعره و حجرت قلبه ليدرك جيدا ان حبه كان وهم، كان سراب و حان الوقت ليتلاشى،مجرد كلمات و لكنها جعلته يدرك جيدا ان اخر صفحات كتاب حبه انطوت بل تمزق الكتاب بأكمله ليصبح خاويا تماما.


look/images/icons/i1.gif رواية حلم السندريلا
  28-03-2022 08:32 مساءً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حلم السندريلا للكاتبة عليا حمدي الفصل الثالث عشرحلقه فضيه حول اصبعه هى الرابط الوحيد بينهم، لا يوجد حب، تعلق، احترام، تقدير او حتى موده.جنته الصغيره ترفضه جمله و تفصيلا، لا تحبه مثلما يفعل، لا ترغبه مثلما يحترق هو رغبه بها، لا تهتم بقربه بقدر ما يتلهف هو لقربها، و هل هناك اقسى من ان يبحث عن الحب في اكثر القلوب كرها له.ابتسامه جانبيه، اتصال سريع، رنين، رنين ثم اجابه بترحاب صادق من الطرف الاخر قابله عاصم بأخر مثله متمتما: كان بينا رهان يا جمال باشا.قهقه عاليه وصلته ثم سؤال صريح منه عن النتيجه فشرد عاصم ببصره هامسا: تحب العزومه تكون فين!ضحكات متقطعه و رنينها يدق طبول الهزيمه بقلب عاصم حتى سخر العميد منه بود حقيقى بينهم متسائلا عن صاحبه النصر الاكبر بحياه سياده النقيب عاصم الحصرى فعاد عاصم يهتف ضاحكا هو الاخر: مراتى.تعجب ثم تأنيب و عتاب و صل حد الصراخ عليه لعدم اخباره قابله عاصم بتوضيح بسيط عن مرور الامر بسرعه نسبيه جعلته بعيدا عن التفكير في اى اعدادات دون توضيح شامل للاسباب، قابله العميد بالتهانى و التعبير الصريح عن فرحته ثم مكافأه خاصه للعريس بأجازه رسميه، ابتسم عاصم بتهكم فأى اجازه يحتاج الان و لكنه لهنا و لم يصرح فقط تقبلها بصدر رحب.هرج و مرج و صوت عالى بالخارج جعله يُنهى اتصاله مسرعا لينهض و بمجرد ان فتح الباب و جد كوثر تجاهد لتدلف اليه بينما كبلها الامن مانعين دخولها فاستند بجذعه على الباب ناظرا اليها من اعلى لاسفل بابتسامه جانبيه و هو يعقد ذراعيه امام صدره متسائلا بهدوء متعجب رغم معرفته الاجابه: في ايه!قبل ان يتحدث رجل الامن هتفت هى متوسله: لازم نتكلم، و الله ما هاخد من وقتك كتير.اتسعت ابتسامته مشيرا للامن بعينه ليتركوها و لحظات و كانت امامه منتظرا حديثها و بمجرد ان تحركت شفتاها و اندفعت تتحدث اوقفها بيده في سخط متسائلا: تحبى تشربى ايه! انا بقول ليمون، بيهدى للاعصاب.امتدت يدها لحقيبتها و اخرجت عده مستندات و هتفت و هى تضعها امامه بلهفه: الورق اهه هوقع عليه و هكتب تنازل عن حقها كله، و كل اللى انت عاوزه هعمله.ثم اضافت بتوسل: بس كفايه، ارحمني انا كده هتسجن دا ان ماتقتلتش قبلها، انا عندي بنات و مش مستغنيه عن حياتي، اناا غلطت، الله يخليك كفايه.اتسعت ابتسامه عاصم و عاد للخلف ليستند بظهره على الكرسي و يدور به بهدوء متحدثا ببطء يدرك تأثير كلماته جيدا: بس انا مش عاوز كل ده تقدرى تحتفظي بيه و افرحى زى ما انتِ حابه.ثم توقف عن الدوران و نظر لعينها غامزا: تقدري تحتفظي بالشركه اللي تعبتِ فيها، بصراحه ميهنش عليا اخدها منك.استدارت اليه بكامل جسدها مسرعه لتصرخ برجاء تلذذ هو به: انا مش عاوزه حاجه، لا فلوس و لا شركه، انا هاخد ولادى و امشى من البلد دى خالص، كفايه الله يخليك و ابعد عنى، انا هرجع لجنه كل حاجه.استند بمرفقيه على المكتب امامه ناظرا لعينها بقمه غضبه و هو يخبرها بوضوح انها ابدا لن تستطيع اعاده ما سلبته و الذى كان معنويا اكثر منه ماديا: لو هتقدرى ترجعي عمرها و تعامليها كأم، لو هتقدري تخليها تكمل دراستها و تبقي دكتوره قد الدنيا، لو هتقدري ترجعي بالزمن و تعيشيها ملكه وسط خير ابوها، لو هتقدرى تمحى خوفها و ترددها اللى سكن عينيها، لو هتقدري تردي ليها كرامتها اللي اهنتيها لما ضربتيها قدام كل اللي في المؤتمر، لو هتقدرى ترجعي لها كل ده انا هبعد عنك.كادت تنهض لتقبل قدمه مصرحه بعجز: لا مش هقدر، مش هقدر اعمل كل ده، بس مش هقدر اتحمل اللي انت بتعمله، انت طلبت مني ورثها و انا رفضت و دلوقت جيت ارجعه لها، عاوز منى ايه تانى!داعب جانب فمه بخبث و هو يعدد لها ما فعله بها ساخرا: الشركه بتنتهى، خسرتِ رصيد البنك، بغباءك 55 % من اسهم الشركه طاروا من ايدك، عليكِ وصلات امانه توديكِ في ستين داهيه، و اكتشفت كمان ان البيت مرهون، و كل ده في يومين ما بالك لو استنيتِ اكتر متخيله انا ممكن اعمل فيكِ ايه؟!نهضت مقتربه منه و كادت تُمسك يده فهو بحق انهاها، انهى كل ما شيدته، تأمينات، ضرائب، مصائب، شركات مزيفه، عقود وهميه، اجاد تدميرها كما وعد حقا: انا جايه لغايه عندك اترجاك و مستعده ابوس ايدك علشان تسامحني و انا عارفه و متأكده انك تقدر تحل كل ده في نص يوم مش يوم حتى.مرت عينه عليها من اعلى لاسفل باشمئزاز منهيا الامر بما يراه منصفا حقا: انتِ مغلطيش فيا، لو عاوزانى ارحمك فعلا يبقى تعتذرى للى غلطتِ فيها.عقدت ما بين حاجبيها تستوعب ما يرمى اليه حتى فعلت فأغلقت عينها لحظه ثم اخذت قرارها صارخه بحرقه و غضب: موافقه، موافقه.بكل عنجهيه نهض ناظرا للنافذه معطيا ظهره اليها متمتما: حلو قوى، هتصل بيكِ بس امتى بقى دى وقت ما يجيلى مزاج.ثم اشار بيده على المكتب دون ان يلتفت و تحدث آمرا: وقعى الورق و امشى.نظرت لظهره لحظات بتوجس متمتمه بتفكير فيما ينوى عليه: بس ان...نقر بأصابعه على الزجاج امامه هامسا بصوت اقوى من الرعد في قوته رغم هدوءه: كلمه زياده و هقولك خدى الورق و ورينى جمال خطوتك.و بدون كلمه اخرى، فتحت الاوراق، القلم بيدها يرتجف، قلبها يرفض و عقلها يحذرها دخول في صراع مره اخرى امامه، و بالنهايه رغم الغضب، الخزى و الذل التى شعرت به، زيلت الاوراق بتوقعيها ليُرد الحق لصاحبته و ان كانت لا تعلم شيئا.وضعت القلم فوق الاوراق بقوه نسبيه فأشاح بوجهه للجانب هاتفا: الباب مستنيكِ.هزيمه ساحقه لها و نصر محقق لسياده النقيب، ماذا كانت تنتظر من الوقوف بوجه القرصان الاول، صاحب القلب الحجرى، لا مجال لشفقه و لا تهاون فقط يسعى للامر و ببساطه يحصل عليه.بمجرد خروجها اتصل عاصم بمحاميه الخاص ليتحقق من سلامه الاوراق و قد كان، اخرج هاتفه، اتصال. رنين لم يكتمل ثم اجابه و دون تحدث هتف آمرا بسيطرته المعهوده: انقل الاسهم بإسم جنه ماجد عبد الحميد الالفى، حط الفلوس اللى اتفقنا عليها بحساب باسمها في البنك، و هات ورق الصفقات علشان نخلص من الموضوع ده.ثم انهى حواره بأخر آمر له: و كوثر متغبش عن عينك لحظه و اى جديد يوصلنى.يرى كلا منا مواقف الحياه بمنظوره الخاص.لا شئ ثابت فقط الامر نسبى و يتدرج ما بين خطأ و صواب، يُحتمل او فاق الحد، مقبول او هو الرفض ذاته.لا يرى احد ما يراه الاخر و نادرا ما يتقبل احدهم ما يقوله الاخر.يُقال كثيرا اختلاف الرأى لا يُفسد للود قضيه و صدقا هو لا يُفسد القضيه و لكنه ينهى الود و يمحيه حتى لا يبقى هناك قضيه.هناك نوعين من البشر احداهما تعلم كيف يواجه ما يقابله من صعاب، مصائب و هموم لا يرى لها حلا و لكنه ان اضطر سيخترعه، و الاخر تعلم كيف يهرب، يفر و ينسى او ربما يتناسى ما مر، يمر و سيمر به و ان كلفه الامر الركض من حال الى حال و التعثر في مطبات يجد في نفسه القدره فقط على الهروب منها.أيهما يشعر بالراحه؟، لا احد.أيهما يشعر بالحياه؟، لا احد.أيهما يعيش الحياه؟، لا احد.فلا يمكن ان تكون المواجهه هى الحل الامثل دائما و لا يصبح الهروب الخيار الافضل عاده.فا بمزيج من هذا و ذاك تكتمل حياه.حياه كانت ابعد ما يكون عن رأسها و رأسه فهو عاش و يعيش بغضبه و هى كانت و ستظل تهرب.و كأنه كُتب عليهما أن يظلا خطين متوازيين لا يقتربا و لا يتحدا مهما كان و مهما صار.طاوله الطعام، اجتماع العائله، صمت، سكون ثم زفره و سؤال خشن بنبره قويه و مسيطره كعادته: لسه مخرجتش من اوضتها برده؟تركت ليلى ملعقه الطعام من يدها هاتفه بحزن: لا و مابتردش على حد و لا عاوزه تكلم حد.منذ الامس مساءا و خاصه بعد معرفتها الحقيقه و حتى اليوم و ها قد حل المساء لا يراها احد، ترفض الخروج من غرفتها، التحدث، الشرب و حتى الاكل.تطوعت شذى ناهضه لتهتف بضيق: انا هحاول اخليها تنزل تتغدى معانا.و تحركت مسرعه للاعلى طرقت الباب لم تجد اجابه، مره اخرى لا اجابه وضعت يدها على المقبض معتقده انغلاقه كمساء الامس و لكنها وجدته مفتوحا، دلفت تنادى باسمها و لكن للاسف لا وجود لجنه بغرفتها.صراخ من شذى، ركض الجميع، تعجب، بحث عنها، قلق، تفكير، ثم اتجه عاصم لخزانه ملابسها يفتحها متوقعا ما فعلته، و قد كان عندما وجده خاليا إلا من حلقتها الذهبيه و ورقه صغيره بها كلمه واحده اسفه .صراخ و غضب منه، قلق، ارتباك الجميع، ماذا ان اصابها مكروه، ماذا تفعل و اين ذهبت؟ماذا ان كانت بحاجه اليهم؟ ماذا ان كانت تحتاجه هو!جن جنونه و هو يتخيل مكروهاً ما اصابها، ارتفع صراخه غضبا عليها و حاول والده تهدأته و لكنه كان ابعد ما يكون عن الهدوء الان، اخرج هاتفه، اتصال سريع، رنين، رنين ثم اجابه بصوت ناعس ليصرخ عاصم به: اكررم.انتفض اكرم على صوته ثم سؤال سريع من عاصم ليصله اجابه نافيه، مستنكره ثم سرعان ما اصبحت قلقه ليستعد مسرعا ذاهبا اليهم.انتفض قلب الجميع قلقا و عاصم حقا لو رأها الان لن يكفيه حرقها حيه، هاتفت ليلى هاله و بمراوغه استفسرت بهدوء دون اثاره قلقها هى الاخرى لتجد الاجابه بالنفى ايضا.و هنا تذكر عاصم زهره و علاقه جنه الوطيده بها فقرر سؤالها و قد كان، ساعات تاليه و كان يقف امام منزل زهره بعد عناء الطريق و في مثل هذا الوقت من الليل.انتفضت زهره و توجس قلبها خوفا من ان تؤذى جنه نفسها و لكنها لا تستطيع فعل شئ، و اخذ هو اجابته المنفيه و خرج كالثور الهائج من منزلها، يدور بسيارته في انحاء البلد، يفكر، يقلق و الاسوء يخاف.تلك الحمقاء جعلته يُدرك جيدا معنى الخوف.عاد للمنزل بعد صلاه الفجر و قد قرر ان يكون اول خطواته صباحا هو قسم الشرطه حتى و ان كان مدركا ان حمقائه الصغيره رحلت بارادتها.كان اكرم عاجزا تماما عن تمالك اعصابه التى انهتها جنه بفعلتها حتى قطع توترهم صوت هاتف عاصم ليلتقطه مسرعا ليستمع للطرف الاخر و التى لم تكن سوا زهره التى اخبرته بما وجدته طرف خيط او ربما هو نهايته: جنه قالت لي قبل كده انها لو سابت الشغل في بيتكم هترجع على بيت اهلها، شوفها يا ابنى يمكن تكون هناك.و كومضه امل تحرك مسرعا رغم ضوء الصباح الذى لا زال بأوله، مع اعتراض والده، قلق والدته و خاصه بعد ان اخبره اكرم عن عنوان منزلهم القديم و الذى يبعد من يقارب الاربع ساعات و لكنه لم يأبه رافضا ان يصطحب معه احد مقررا انه لن يعود الا و هى معه اى كان ما سيفعله لاجل هذا.تمنحنا الخساره الفرصه احيانا لندرك قيمه البعض في حياتنا، يقتلنا الندم على ما فات و يدفعنا الشغف لنحسن ما هو اتٍ.هى اختارت الهروب و هو اختار مواجهتها.اختبأت في حضن خوفها و فتح الصمت لها ذراعيه عندما ادركت ان لا احد سيفهم شعورها.محقه هى ربما و لكن أن تكون جاهله بمشاعره، مؤذيه له، و قاتله هذا ما لا سيتقبله ابدا.عاصم الحصرى لا يرضى بالخساره و ان اعتقد يوما ان الحب للضعفاء فقد اخطأ فالحب لا يكون ابدا لضعيف.حبه يستحق، هى تستحق، حياه له بها تستحق، تستحق ان يحاربها، شخصها، خوفها و هروبها ليفوز بها، ليدخل قلبها، ليُعيد وضع الامور في ناصبها الصحيح، ليعيد الامر لبدايته و يمحى ما اخلفه فيها من ندوب يدرك انها لن تُمحى بسهوله، الامر يستحق ان كان نهايه الطريق هى.ولكن اولا عقاب، عذاب و درس صغير لما فعتله به، لما سبتته له من قلق و خوف يغضبه، لما تجرأت عليه رغم كلمته الحاسمه، لتعرف ان كلمه ابن الحصرى هى الاولى و الاخيره و لا حديث بعدها.كم تشبه هى طفله فلسطينيه، طُردت من بيتها، حُرمت من اهلها، جُردت من طفولتها، عُملت بقسوه.و هنا في بيت الطفوله تعود اليها روحها.هنا جميع ذكرياتها تحيى و ستحيى هى بها.هنا تنسى الظلم، الخوف، الوجع فقط تفرح متذكره كل لحظه كانت لها في احضان هذا المنزل.الورد الصغير الذى ذبل و جف، ارجوحتها القديمه التى غطاها التراب و صدأ حديدها، الشجيرات التى ماتت و انحنت، الاوراق المتساقطه و الفروع المتكسره.و رغم موت المكان من حولها تشعر هى فيه بالحياه.هنا لا كذب، لا نفاق، لا خداع و الاهم لا حزن او خوف او حتى تفكير.هنا تربت جنه الصغيره و هنا فقط ستعيش.درات بعينها في المكان من حولها، اخذ المنزل منها عناء يوما كاملا لتنظيفه و لكنها للعجب لم تتعب.كل شئ الان كما كان سابقا، ولكن هى لم تعد للاسف.نظرت للنوافذ المفتوحه على مصراعيها لتتذكر حديث والدها عن حب والدتها لهذا، اعادت رص كتب والدها و وضعت صورهم في اماكن متفرقه، اخذت من غرفه والديها غرفه لها لتشعر بأنها معهم و هم معها.تحركت باتجاه الارجوحه الصغيره لتنفضها قليلا قبل ان تجلس عليها رغم انها تخشى سقوطها، رفعت قدمها عن الارض تحركها و ضحكتها تزين وجهها برضا.دائما ما كان يخبرها والدها ان كل يوم بالحياه يحمل لها درسا جديدا، تجربه افضل و ربما وجع اكبر.كان محق فما مر عليها من ايام، اسابيع، اشهر و سنين منحها ما تعجز مدارس العالم بأجمعه عن منحها اياه.لم تمنحها علوم فقط و لكنها منحتها حياه بأسوء و اقسى و اكبر تجاربها.كم من مره تالمت و لكنها ترى في تألمها قوه،كم من مره خافت و لكن وجدت في خوفها شجاعه،كم من مره خضعت و لكن عاشت في خضوعها ألف تمرد،.و الان هى استغلت قوتها لتجمع كل شجاعتها لتتمرد،و بالفعل تمردت و ابتعدت، ابتعدت عنهم جميعا، عن عائلتها و زوجها المغرور و اخيها، عن حياه الغني والثراء والقوه، عن الكره والحقد والمؤامرات، ابتعدت عن كل شئ.ربما تتألم و ربما تعانى و لكنها هذا افضل لها و لهم، ربما خرجت من المنزل لانها غضبت، و ربما لانها جُرحت، و ربما لانها لم تختار و اجُبرت و لكن الاسوء من هذا كله انها بعد ان عرفت انهم عائلتها، يحبونها، تعلقت بهم و تعلقوا بها، تريدهم و يريدونها، خافت، فزعت و هواجس فقدها لمن سبق حبها لهم تسيطر على تفكيرها، قلبها و عقلها.نعم هي تخاف الحب، تخاف التعلق والقرب، تخاف التعود والانتماء، فكل من احبها خسرته وكل من احبته كانت السبب في انتهاء حياته.خائفه من التعلق فيكويها الفقد، خائفه من الحب فيضنيها الخساره، خائفه من القرب فيؤلهما الحرمان.خائفه من اي شئ و كل شئ له علاقه بالحب، فدائما ما ارتبط الحب عندها بالخوف فمنذ ان ادركت قلبها و مشاعره و كل من احبتهم لا يمنحوها سوى الخوف و الفقد.و ابدا لن تتحمل صدقا لن تتحمل معاناه فقد اخرى.و على الرغم انه لم يمضي سوي يوما واحد الا انها افتقدتهم جميعا، تلك المشاغبه الصغيره ومزاحهم سويا، المجنونه الكبيره و مواقفها المتهوره التي لا تدل ابدا على عمرها، تلك الحنونه الرقيقه التي اكتسبت نصيب كبير من اسمها فمن يقترب منها يشعر بالحنان و من يبتعد عنها يشعر بالحنين، نظره ليلي الدافئه لها، نبره عز الحنونه و هو يطمئن عليها كل صباح، طعام و حنان ام على و مرحها معها.افتقدت الجميع حقا عداه هو، ذلك الذى كان اكبر اسبابها للهرب، و اعظم مخاوفها و اسوءها.هو بغروره و عنجهيته، بصوته العالى، بغضبه الدائم فهو غضبا يسكنه رجلا، بحصونه السوداء التى تربكها و ترعد اوصالها، هو خاصه لم تشتاقه و حتما لن تفعل.اغلقت عينها و هى تعود بقدمها للارض و تستند بمرفقيها على ركبتيها لتخفى وجهها بكفيها حزنا و عينها تلمع بدموعها، فأكثر ما يؤذى روحها هو بعدها عن شقيقها، الذى انتظره اعوام عمرها كامله ليمنحها هروبا من اسوء ما يكون على قلبها.لماذا سمح لغيره بحمايتها؟لماذا لم يفعل هو؟لماذا عاد و لكن بالوقت ذاته لم يعد؟حياتها ليست قطعه شطرنج و أمورها بيادقهم.هى اكتفت حقا من الخضوع، يئست من الذل، و اُرهقت من الاستسلام.ألن يتركها الخوف لتشعر بالامان و لو قليلا!ألن يتخلى عنها الصقيع ليحتويها الدفء و لو للحظات!ألا يحق لها ان تعيش كما يعيش غيرها!ألن تسمح لها الحياه بأن تحيى!تنهدت بعمق و لكنها اضطربت فور ان ارتفع صوت طرقات قويه على باب المنزل، تحركت بهدوء مقتربه لتسأل بتوجس: مين!و كان هو يدرك جيدا انها ان علمت انه هو لن تفتح فلم يمنحها الرد بل زادت طرقاته على الباب ليعاود صوتها يغزو مسامعه متشبعا بالارتباك و الخوف: مين!اخرج المفاتيح التى اعطاها اياها اكرم و كانت هى في هذا الوقت تبتعد متحركه باتجاه المطبخ لتُحضر شيئا ما تتحامى به و لكنها تجمدت مكانها و هى تستمع لصوت المفتاح يدور بعقب الباب تبعه دخول احدهم و انغلاق الباب بعنف انتفض له جسدها، و رغم انها تعطيه ظهرها شعر بارتفاع صدرها خوفا و انفاسها تتسارع بالاضافه لارتجافه يدها ثم ببطء قاتل استدارت و بمجرد ان رأته صرخت بفزع و هى تتقهقر للخلف عده خطوات مع اتساع عينها بصدمه و الاسوء رعب سرى بأطرافها.تحرك مقتربا منها و مع كل خطوه يخطوها تعود هى مثلها حتى توقفت و ظهرها يصطدم بالحائط خلفها ليقترب هو بخطوات سريعه منها حتى احتجز جسدها بين الحائط و جسده و معه تركتها انفاسها تماما و هى تحدق به بوجل متوقعه صراخ، غضب، عقاب بل و ربما عنف و ضرب ايضا.و رغم شعوره بخوفها، رغم ادراكه انها بحاجه ليطمأنها الان، رغم وعيه بأنه هكذا يفزعها اكثر، لم يأبه و لم يهتم فقط سيفجر غضبه بها تلك الحمقاء التى كسرت كلمته و قد كان عندما حاوطها بحصونه السوداء لتهاجمها اسهمه من كل اتجاه فارتجفت اجفانها و خاصه عندما تحدث بصوت خشن و قاسى: انتِ فاكره لما تهربي مش هعرف اوصلك!شُلت حركتها تماما و هى تحاول التحدث و لكن لسانها أبى، حركت شفتيها تحاول و لكنه حتى لم يمنحها الفرصه بل وضع يده على فمها يُخرسها و دفع بكفه الاخر كتفها للحائط اكثر حتى انكمشت عينها ألما من قوه دفعته و هكذا كان يعاقبها عندما اردف بصوت اعلى و غضب اكبر: غلطتِ يا بنت الالفى و غلطتك المره دى مش هتعدى بالساهل و انا هعرفك ازاى تكسرى كلمتى.مال عليها فأغلقت عينها بهلع تحاول الهرب من محاصرته لها و أقدامها تهددها بسقوط فلم تعد تقوى على التحمل حقا بينما اكمل هو بإستنكار هازئ و عرقه الاسود يشتعل غضبا و هى تخفى ابريقها العسلى عنه: انتِ اكيد ماكنتيش واعيه لما اخدتِ القرار ده، لانك لو فكرتِ لحظه واحده بس انا ممكن اعمل فيكِ ايه لما اوصلك كنتِ قعدتِ بإحترامك في بيتك، لكن واضح ان عقلك ده مش شغال و انا بقي عارف هشغله ازاى.ازدردت ريقها و الالم يكتنفها و الخوف يكاد يقتلها و دون ان تفتح عينها حركت شفتاها مره اخرى للتحدث و لكنها اصطدمت بيده الموضوعه على فمها ليكن الامر اشبه بقبله فتصلب جسده بينما تجمدت مكانها و احساس الامر رغما عن خوفها و غضبه وصل كلاهما.شعر بحراره وجنتيها لا يدرى خجلا او خوفا و لكن سرعان ما امتزجت بسخونه دموعها التى احرقت اصابعه و هو يبتعد عنها لاعنا غضبه الذى دائما ما يتحكم به.لقد اراد ان يُشعرها بحبه و بدلا من ذلك اخافها، لقد اراد ان يكسب قلبها و لكن بدلا من هذا منحها الف سبب لتكرهه، اراد ان يعيش بهدوء معها و لكن بدلا من ان يفعل اجبرها على الهروب منه مجددا.بمجرد ابتعاده اطلقت اه متوجعه و هى ترفع يدها لتُمسك بكتفها و عينها تخبره بوضوح عن ألمها و حركت شفتيها بكلمات قليله تائهه: انت عرفت مكانى ازاى! و ايه اللى...قطع كلماتها و الغضب يحرقه و لكنه حاول اخبارها بوضوح عن علاقتهم و كأنها لا تعرف فصرح بعنف: انت مراتى فاهمه يعنى ايه؟ثم اضاف محاولا توضيح انه زوجها و لن يتخلى عنها ابدا: و بعدين ليا مزاج اقعد مع مراتى لوحدنا.و ما وصلها من مغزى لجملته اصاب جسدها برجفه و هى تتوقع ما يرمى اليه، مزاجه يطلبها، كزوجه يُريدها، هو و هى بمفردهم، حق له و لن تستطيع الرفض حتى و ان كانت لا ترغب، رضخت هى و قلبت بالزواج، وافقت و ان كان الامر اجبارا و لكنها بالنهايه وافقت و الان يطالبها بحق من اكبر حقوقه و من اهم واجباتها و هى لن تفعل، ابدا لن تفعل.تراجعت خطوات عنه مجددا، صرخت عينها برفضها، انتفض جسدها نفورا، و قطرت كلماتها كرها ساما شق قلبه نصفين عندما تساقطت دموعها و هى تقول: انت اكيد مش هتقرب مني غصب عني!اسوء و اقسى و اكبر لحظات حياته وجعا.كلماتها اصابت رجولته في مقتل، اهانت كبريائه و بعثرت كرامته ارضا.كلماتها مزقت قلبه، هدمت سقف روحه و اشعلت جنون عقله.سؤال بسيط منها مع كل ما يحمله من نفور، خوف و رفض اشعل براكين الغضب بروحه حتى كادت تحرقها.هى لا ترى به سوى خسيس اعمى لا يهمه سوى متعته، لا ترى به سندا او عونا بل عدوا و يجب عليها الهروب منه، لا يمنكها رؤيته كما يراها على ما يبدو.نظر اليها بصرامه عبرت بوضوح عن صدمته و غضبه و خاصه عندما اقترب منها ممسكا ذراعها رافعا رأسها بيده الاخري اليه ليفاجأها قسوه ما رأته بعينه فشهقت بصدمه و تلقائيا ضمت يديها لصدرها مما زاده غضبا و انتفاضا ليهدر: انتِ ازاى تفكرى في حاجه زى دى! انتِ اتجننتِ!ثم دفع يدها بعنف و هو يواجهها بسبابته هاتفا بوعد وصل صدقه قلبها و استقر: اسمعينى بقى يا بنت الالفى انا مش هتجوزك إلا برغبتك و مش هلمسك إلا بمزاجك و مش هقرب منك غير برضاكِ و خدى دا وعد منى ليكِ.و دون كلمه اخرى اتجه للغرفه المجاوره ليدلف دافعا الباب خلفه بعنف عبر بوضوح عن حرقته و اشتعال روحه.ليست سوي حمقاء غبيه.كلما اقترب منها ميلا ابعدته اميالا اكثر، و كلما حاول ان يكون جيدا معها تجن جنونه عليها بكلمه منها.منذ ان دخلت بيته اقتحمت حياته غصبا، وجودها فرض نفسه و رغما عنه حاصره، لم تهز امرأه قلبه و لكنها زعزعت عرش قلبه بل و تربعت عليه ايضا.حياته فيلما كانت هى مؤلفته، كاتبته، مخرجته بل و كانت البطله و تعدت الامر لتقوم بكل الادوار الثانويه ليدور فيلم حياته بها و معها و من اجلها.تبا لهذا القلب الذي تعلق بها، لتلك النبضات التي تهيج بقربها، لذلك العقل الذي ينشغل دائما بها.هى قريبه و لكنها ابعد ما يكون، حقيقه و لكنها اكبر خيال، متاحه و لكنها صعبه المنال.هى كل شئ و ناقضه، هى النار و الماء، الصقيع و الدفئ، سلام روحه و حرب دواخله، هى البغض و ايقونه الحب.اعترف لنفسه و للمره الثانيه انه يحبها.ربما لا يعرف معنى انه يحب و لكنه يعرف انه لا يستطيع تحمل بعدها، لا يستطيع تخيل حياته بدونها.و رغم ما يكنه لها فهو ابدا لن يصرح به.لن يمنحها الحب ليقابله الكره، لن يدفع بقلبه اليها ليذله قلبها، لن يرضيها بحنانه لتجافيه بصلابتها.لن يعترف لها إلا و هى له كامله، معه و بين ذراعيه طوعا و رغبه، لن يعترف قبل ان تصرخ هى بها، لن يمنحها ابدا ما ترفض هى منحه اياها.هى جنته شاءت أم أبت و لكنه لا يعرف للضعف معنى في قاموسه، اما يدخل حبه قلبها او يظل دائما بقلبه، أما تعلو معه بين سحاب حياه و إما تذهب و حبه لقاع الحجيم لا حاجه له بهم.التردد الزائد يولد العجز في اتخاذ القرار و يؤدى بصاحبه الى الفشل و فقدان الفرص الثمينه.غميكن كردستانىيقتلها التردد و يذبذبها التفكير.هو زوجها و هى شقيقتها و بينهم هى متخبطه.كلما كانت بعيده عن شقيقتها لا تُقصر في التعبير عن حبها، شغفها به و رغبتها بوجوده جوارها دائما.و كلما كانت شقيقتها بجوارها تجرد حياتها منه، تنساه او تتناساه عمدا، تمتنع عن الحديث معه و تمنعه رغما عن الحديث معها.نظرت لسلمى التى تمزح مع شذى ببعض العنف و ضحكاتهم تملأ المكان بينما قلبها يأن من فرط حيرتها حتى ارتفع رنين هاتفها و قبل ان تلتقطه نهضت شذى مسرعه تُمسكه لتهتف بشغبها المعتاد: الله الله حبيبى مره واحده يا دكتوره حنين.هربت الدماء من وجه حنين و عينها تتابع تجهم وجه سلمى و الكلمه تخترق مسامعها لتشعر بقلبها يُقتل من فرط غيرتها و حزنها فما اسوء الوقوف بين رغبه القلب و تفكير العقل ليتلطم الضمير دون الوصول لقرار، و تمادت شذى لتفتح الاتصال و تضغط على مكبر الصوت فتسرب صوت فارس الحالم لمسامعهم و هو يهتف بمزاح: صباح المانجه يا فاكهه حياتى كلها.انتفضت حنين من مكانها ساحبه الهاتف من يدها بغضب و اغلقت المكالمه و هي تنهر شذى بحده غريبه عليها: انتِ ازاى تعملى كده، دى اسمها قله ادب.حدقت بها شذى بصدمه فربما تكون تلك هى المره الاولى التى تصرخ عليها حنين بهذا الشكل او ربما المره الاولى التى تنفعل فيها حتى.حاولت سلمى استيعاب الامر و هى تعرف انها السبب و لكن شذى تركتهم متحركه بحزن للخارج بينما عقدت سلمى حاجبيها بتمردها و هتفت بها بغيظ: شذي ملهاش ذنب و بعدين دا جوزك و لازم اى حاجه تانيه تخص الموضوع ده تشليها خالص من دماغك، و عيب قوى انه يكلمك و انتِ تقفلى في وشه كده.نظره زاجره، خطوات سريعه ثم مغادره للغرفه، خطوات اخرى، دفع لباب غرفتها ثم جلوس، تجهم و تفكير.حنين عاطفيه بشكل كبير، لا تفكر سوى بقلبها و ها هى تتأرجح بين قلبها الذى تعلق بفارس و احبه و بين حبها الفطرى لشقيقتها.ندم يكتنفها، ليتها لم تتحدث، ليتها لم تخبرها عن حبها لفارس، ليتها صمتت و ألجمت اعجابها بثنايا قلبها، ليتها لم تُعجب به من الاساس و الان هى ابعد ما يكون عن يا ليت!هى بتمردها و عنادها و قوه تحملها و عدم استسلامها سيجعلها تتعافى من مرض اعجابها و تعلقها الواهن به بسهوله، ربما تتألم، ربما تتمنى ان تكون محل شقيقتها، ربما يأن قلبها وجعا و لكن هى بجبروتها الداخلى ستتغلب على كل هذا.أما شقيقتها الصغيره لن تتغلب على الامر ببساطه، ستظل تتذكر اعترافها، ستظل تكتوى بنار غيرتها، ستظل تُخطئ و تتعثر حتى تصل لقرار و ربما ابدا لن تصل، ربما تخسره و تخسر قلبها لاجلها.زفرت سلمى بقوه عندما وجدت نفسها تمثل عائق كبيرا في حياه شقيقتها و لكن ما بيدها لتفعله، كيف تتغلب على حزنها فور سماعها لاى حديث عنه؟كيف تنهر قلبها على الانتفاض ضيقا فور سماعها لضحكات شقيقتها على الهاتف معه ليلا؟كيف تمنع نفسها عن مراقبتهم كل يوم صباحا و هو يصطحب شقيقتها لجامعتها؟بل كيف تتغلب على نفسها، قلبها و تفكيرها!تنهدت بقوه متجاهله الامر فهى اخذت قرارها بمحادثه والدها و عاصم في امر عملها بعد عودته و زوجته من منزلهم القديم، بالتاكيد ستنسى الامر، ستتجاوزه و تُكمل حياتها دون قيود او حواجز كفرسه جامحه يعجز الجميع عن ترويضها و هى جموحها في تمردها و شاء الجميع أم أبى ستنفذ ما تريده نقطه و انتهى الامر.ارتجافه جسد، دموع نادمه، و تفكير مشتت.ألن تنتهى مأساه حياتها تلك!ألن تهنئ دون نواغص!ألن تفرح دون الكثير من الوجع المختفى خلف صمتها!رفعت رأسها لاعلى عقبتها بيدها تدعو الراحه لقلبها، تطلب السكينه لنفسها حتى ارتفع صوت هاتفها مجددا لتجد اسمه يزين شاشته، هو لا يكف عن الاقتراب منها و هى لا تكف عن الهروب منه.لا تمنحه الراحه التامه و لا تمنحه الخلاص التام فهى تشتته ما بين قوه عشقها في أن و قمه نفورها في أن اخر.انقطع الاتصال و لكنه سرعان ما ارتفع الصوت مره اخرى، جففت دموعها و فتحت الاتصال و هى مدركه انها سببت له الان ما يفوق تحمله من القلق و قد وصلها كاملا بمجرد ان هتف بحده قلقه: حنين انتِ كويسه!عُقد لسانها و ازداد انهمار دموعها رغما عنها، شعورها بأنها تؤذيه و هى مدركه لهذا يقتلها صرخ بها بصوت اكثر قلقا: حنين ردى عليا، فيكِ ايه!اغلقت عينها و اخذت نفسا عميقا محاوله ادعاء اقصى ما تملك من قوه و هتفت و لكن خانتها نبرتها لتخرج مبحوحه: انا كويسه يا فارس متقلقش.اخذ نفسا عميقا هو الاخر مرددا بنفاذ صبر و هو يخبرها انه يشعر بسكانتها اكثر من حركاتها: معيطه ليه يا حنين!صدقا حاولت كتم شهقتها و لكنها لم تستطع بل خانها صوتها و خانتها الكلمات لتصرخ هاتفه بأقصى ما تتمناه روحها الان: انا محتاجه لك قوى يا فارس.شدد قبضته ناهضا عن مكتبه و قد كاد يجن من فرط قلقه عليها و لكنه تماسك و اجابها بهدوء ينافى ما يعتل بصدره من نيران تُشعلها به و كأن هذا تخصصها: انا معاكِ يا حبيبتى، مالك يا حنين! ايه اللى حصل؟حركت رأسها تمنع نفسها من الاسترسال في طلب مساعدته، حضنه و كلماته التى تطمأنها رغم شده احتياجها لهذا و تمتمت بثبات لم يخونها هذا المره: انا كويسه يا فارس ضغط الكليه بس متقلقش عليا.ضرب المكتب بقبضته و هو يدرك انها بهذا تنهى استرساله هو الاخر في معرفه ما يؤلمها لهذا الحد و لكنه تجاوز الامر: انتِ عندك كليه النهارده!همهمت موافقه فأضاف: سكشن كمان ساعه، مظبوط؟عقدت حاجبيها مستنكره و تسائلت و هى تمسح وجهها متعجبه: انت عرفت منين!و ضحكه ساخره تبعها بقوله بثبات يخبرها انه معها و ان لم يكن بجوارها: قولتلك قبل كده اى حاجه تخصك انا عارفها، يلا قومى اجهزى و انتِ خارجه عرفينى.صمتت قليلا دون رد و ضميرها يؤنبها اكثر من اهتمامه اللامشروط ثم همست باعتذار صريح و واضح اشعره انها حقا اخطأت بحقه و ان كان لا يدرى ما سببه: انا اسفه.عبر عن استنكاره: على ايه؟حمحمت بخجل و هى تخبره و كأنه يرها، يشعر بها و يعرف سبب ما فعلت رغم جهله لكل هذا: علشان فصلت اول مره بدون ما اتكلم متزعلش منى.ابتسم بحنان متخيلا وجنتيها المحمرتان خجلا من فعل تعقتد انه ضايقه و ان تدرى انه احرقه قلقا لا ضيقا لم يكن لتكتفى باعتذار واحد بل الف و لكنه اجابها بهدوء: انا مقدرش ازعل منك يا نونا،ثم اضاف مرتديا قناع شقيقه المرح: و بعدين يا قلبى هبقى اقفل في وشك مره و نبقى خالصين.و رغما عنها ابتسمت و شعر هو بذلك فتأكد انه فعل و لو شيئا جيدا لها ثم انهى مكالمته معها على وعد بمهاتفها مجددا و اغلق الاتصال لتنظر هى لشاشه الهاتف متمتمه بضعف ولده بها قسوه موضعها: اختبار صعب قوى يا فارس، انا مش عارفه اتصرف، بظلمها و لا بظلمك و لا بظلم نفسى، انا تعبانه قوى و محتاجه لك قوى بس للاسف انت اخر واحد اقدر ألجأ له، مش عارفه اعمل ايه!حركه غريبه، ركض هنا و هناك، خطوات متعجله، ارتباك، صوت عالى، صراخ مازن، ترقب الموظفين، و نظرات حارئه من الجميع.عقد اكرم حاجبيه و هو يتابع ما يحدث ربما غاب يومين عن العمل و لكن ما حدث لكل هذا الانقلاب، خطوات واسعه و عينه تدور في المكان من حوله، لحظات و كان واقفا امام مكتب هبه المنكبه على عده ملفات تتفحصها باهتمام و يبدو على وجهها الارهاق: في ايه يا هبه؟ ايه اللى بيحصل؟رفعت هبه عينها و بمجرد انه رأته شعرت به النجده لهم مما يفعله مازن و هتفت مسرعه موضحه باختصار: بشمهندس مازن منفعل جدا و على الحال ده من يومين و محدش عارف هو بيعمل كده ليه و لا في ايه؟نظر للملفات امامها باستنكار مشيرا اليها باصبعه معبرا عن تعجبه: غريبه، ثم ان ايه ده؟ انتِ بتعملى ايه بالملفات دى كلها!زمت شفتيها بضيق و هو تجيبه بغيظ: البشمهندس مازن اللى طلب، حابب يشوف شويه من الصفقات القديمه.ثم اضافت بحيره: انا دخلت اطلب منه اج...قاطعها صراخ مازن الحاد الذى جذب انتباه الجميع من حولهم رغم باب غرفته المغلق: دا اسمه تسيب و استهتار يا استاذ انت فاهم الصفقه دى بالمعاملات القانونيه دى كان ممكن تسبب ايه للشركه؟تحرك اكرم مسرعا للداخل ليجده واقفا بغضب كأنه يتأهب لضرب احدهم و هذا حقا فاجأه فمازن ابعد ما يكون عن الغضب بروحه المرحه و حياته الفكاهيه و لكن يبدو انه حقا اتقِ شر الحليم اذا غضب ، بينما يقف سعيد محامى الشركه امامه بضيق بادٍ بوضوح على وجهه فربت اكرم على كتفه هاتفا: اهدى يا مازن، في ايه؟اندفع مازن بغضب يوضح ما يحدث و ان كان ليس هذا سبب غضبه: الاستاذ المحترم مش شايف شغله كويس، و دراسته للشروط و المعاملات القانونيه لاخر صفقه كانت فاشله و كانت هتوقع الشركه في مصيبه، دا واحد جاى هنا يتفسح مش يشتغل.و قبل ان يتحدث اكرم محاولا تهدأه الوضع ثار سعيد و صرخ بغضب هو الاخر: هو انت علشان ربنا قدرك شويه هتتكبر على خلق الله!ثم دفع بالملف من يده ارضا بغضب غير آبه بأى شئ هادرا: ادى الملف و ادى الصفقه و اعتبرنى مقدم استقالتى.و ايضا قبل ان يتحدث اكرم صرح مازن بلامبالاه ثائره: اعتبرها اتقبلت، اتفضل.اندفع سعيد للخارج بينما حدق اكرم بمازن متعجبا و لكن هتف بغضب: انت اتجننت يا مازن؟ ايه اللى بتعمله ده؟ ايه اللى حصل!استدار مازن له و تحدث و كأنه غير مدرك ان من امامه هو الشريك الاكبر و صاحب الكلمه الاخيره بهذه الشركه بل لم ينتبه لانه الاكبر عمرا حتى: بقولك كان هيودينا في داهيه و يخرب الشركه على دماغنا كلنا، و انت تسألنى ايه اللى حصل؟احتدت عين اكرم و لكنه حاول احتواء الامر بعقلانيه لا يتفوق عليه احد بها و دفع بكتف مازن قليلا ليجلس على المقعد خلفه: ممكن تقعد و تهدى و تتكلم بعقل كده،.ثم ارتفع صوته ينادى على هبه و لكن مازن اوقفه هاتفا بسخريه ليعبر بوضوح عن سر غضبه و انفعاله الغير مبرر و ان كان اكرم غافلا عنه: لا كله الا المدام هبه، العروسه المنتظره، العروسه عاوزه اجازه و مش فاضيه عندها فرح اخر الاسبوع.ضرب اكرم على المكتب فهنا و تجاوز مازن كل الحدود المسموح بها فصرخ: مازن إوزن كلامك و اعقل، ايه اللى بتقوله ده؟ثم اضاف بحسم و هو يرى الغضب على وجه مازن و الى الان لا يجد له تفسير و هتف بصرامه: انا هسيبك تهدى و لما تعقل كده نبقى نتكلم.خطوات سريعه، ثم دفع الباب لاغلاقه بغضب، و الجالس بالداخل يضرب المكتب بقبضته غضبا، حسره، رفضا و ضيقا من ان حلما من احلامه يتسرب امام عينيه لاخر.تعالى ورايا المكتب يا هبه عاوزك.هتف بها اكرم بجديه فلحقته هبه مسرعه متوجسه خفيه حتى اشار لها بالجلوس امامه ففعلت فتحدث مباشره متسائلا: سمعت انك طلبتِ اجازه الكلام ده مظبوط؟اومأت موافقه فعاد يسألها: ليه يا هبه؟اجابته ببساطه و وقار: لان فرحى اخر الاسبوع.قرر اخيرا توضيح رأيه في هذا الامر، هو كمديرها لا يحق له و لكن لانه يعتبرها شقيقته سيفعل حتى ان ثارت او غضبت او رفضت و اعترضت لن يلومها و لكنه سيفعل ما يشعر به واجب عليه تجاه من وضعها موضع جنه منذ زمن: عرفت يا هبه، لكن انا بسألك انتِ ليه مستعجله كده؟ الخطوبه تمت بسرعه، و كتب كتابك بعدها بكام شهر و دلوقت لسه مكملتوش سنه و قررتوا تعملوا الفرح، ليه الاستعجال ده؟ظهر الضيق على وجهها فهو تكره ان تبرر افعالها خاصه لمن لا يحق له التدخل و لكن احترامها له جعلها تصمت منتظره انهاؤه لحديثه فهو لم يمنحها الجمله سؤالا ينتظر اجابته، لا ملامحه اخبارتها انه يستنكر الوضع و لا يريد اجابه و بالفعل اردف هو بجديه و حزم و بالوقت ذاته حنان ربما لا تشعر به سوى مع شقيقها فقط: اسمعيني كويس يا هبه و بدون مقاطعه انا قولتلك قبل كده اني بعتبرك اختي وعلشان كده انا اديت لنفسى الحق ان اتكلم معاكِ دلوقتى، انتِ لو اختي بجد انا عمري ما كنت وافقت على معتز ليكِ..عقدت حاجبيها دهشه و لكنه لم يمنحها فرصه لتتحدث و ان كانت بالفعل لن تتحدث و اردف موضحا وجهه نظره: مبدأيا بعتذر انى هتكلم عنه كده بس انا راجل زيه و اقدر افهمه و افهم نظراته كويس، انا شوفت معتز مرات قليله و للاسف كل مره كان بيثبت لى انه متغيرش، معتز انسان بدائي يا هبه بيدور على متعته و راحته و بس،.كان وقع الكلمه عليها كدلو ماء ساخن اثار حفيظتها و خاصه على زوجها، حلمها و حب حياتها و لكنه تجاهل ما رآه بعينها و اكمل موضحا اكثر: انا مش شايف فيه الانسان الطموح اللي يستاهلك، انتِ حاجه كبيره قوي و محتاجه حد يقدر ده، مش عارف انتِ مش شايفه اللي انا شايفه و لا انتِ اللي بتعملي نفسك مش شايفه، بس الجواز مش لعبه و لا تجربه، الجواز حياه و بيت و أسره و ان كان الاساس مش مظبوط صدقيني هيقع مع اول مشكله.رمشت بعينها عده مرات و رغم انها سمعت ما يقوله من غيره من قبل الا انه يختلف، هدوءه، رزانته، و مراعاته لتوضيح رأيه دون مبالغه جعلها تهدأ و تسمع و تفكر و ان كان قلبها قد اخذ قراره و انتهى الامر،.عاد هو يتحدث محتفظا بهدوءه ضاغطا على قلبها ليفكر مره اخرى في قراره: مش الحب اللي بيبني بيوت و مش الحب اللي بينجح كل العلاقات، في علاقات اتبنت على الحب و اتهدمت لان الحب لوحده اضعف اساس تبني عليه، انتِ علشان تنجحي في الجواز خاصه محتاجه تفاهم و احترام، محتاجه ثقه و تقدير، محتاجه احتواء و مشاركه، مش بس الحب لان الحب زي النكهه اه بتحلي الطعم لكن مش هي المكون الرئيسى،.استند على مقعده باشاره منه انه اوشك على انهاء حديثه موضحا اخر النقاط: معتز هيعمل كتير و هيحاول علشانك انا متأكد من ده، بس صدقينى مع اول غلطه منك هتلاقى رد فعله قاسى و صعب و اكبر بكتير ما تتوقعى، خدى بالك من نفسك و حياتك و فكرى كويس جدا و خدى قرارك الاخير و اهم حاجه تبقى قده، علشان واحده قويه زيك لو ندمت هتتعب، و قوى يا هبه.امسك بقلمه و اردف: انا همضى على اجازه مفتوحه و ربنا يوفقك في حياتك و اتمنى تخيبى ظنى انتِ و هو، يلا اتفضلي على مكتبك و تقدري تروحي النهارده بدري لو حابه.نهضت هبه و اثناء خروجها من المكتب استمعت لاكرم في الهاتف يحادث احدى الموظفين متمتما: نزل اعلان اننا عاوزين سكرتيره جديده في اقرب وقت.ابتسمت رغم تشتتها فهو مدرك جيدا انها لن تتراجع عن قرارها، جلست على مكتبها تتذكر حديثها السابق مع مازن و رأيه الذى ضربت به عرض الحائط، و الان اكرم و سابقاا شقيقها.ماذا يري هؤلاء الثلاثه و لا تراه هي!معتز يعاملها معامله الملوك، دلال، احترام، تقدير و حب.ربما تتعجب نظراته احيانا، و ربما تُذهل من مواقفه، احاديثه و ردود افعاله، ربما يُغضبها تحديقه بالفتيات و تعليقاته البذيئه، ربما تنفر من بعض عاداته و لكنها بالنهايه سعيده و هى بجواره.لماذا صدر حكمهم عليها و عليه بالفشل!هى ليست كامله و بالتأكيد هو كذلك.ما الضرر في مساندتها له و اصلاحها لحاله!ما الضرر من قربها منه و قربه منها و وقوف كلا منهما بجوار الاخر!اخطأ و يخطئ و لكن لا يمنحهم هذا الحق بتعليق المشانق له!هى قويه، عناديه، أبيه، ترفض الخساره و الاستسلام و ابدا مع حلم عمرها لن تفعل.ستنجح رغم انف الجميع، ستفوز بقلبه كاملا، ستعيش سعيده، ستفرح، بالتأكيد ستنجح.رهان بينها و بينهم و حتما ستكون الفائزه.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 17 < 1 2 3 4 5 6 7 8 17 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1168 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 866 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 846 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 755 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1335 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، السندريلا ،










الساعة الآن 11:35 PM