رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السابع عشر
وضع أيمن الصورة الثالثة وهو يردد: - فاطمة أحمد ... كانت تبع المجموعة السرية اللى عاملها برضه ودى الشخصية التالتة على قايمة الاغتيال اعتدل طيف واقترب من الصورة بصدمة ثم ارتسمت ابتسامة على ثغره وهو يردد بعدم تصديق: - أهلًا ... الشكل ده مش غريب عنى، مش دى النداهة ! رفع رماح حاجبيه متعجبًا وهو يردد: - نداهة ايه ؟ أنتَ شوفتها قبل كدا.
ابتسم وهز رأسه بعشوائية قائلًا: - طبعًا مين ينسى النداهة اللى وقعت قلبى، عربيتى عطلت فى منطقة زراعية مافيهاش حد وهى اللى ساعدتنى وصلحتها وقالتلى إنها مهندسة ميكانيكا حرك أيمن رأسه بتساؤل: - فاطمة تعمل كدا ليه يعنى ! وبعدين مهندسة ازاى ؟ رفع طيف كتفيه بعدم فهم قائلًا: - مش عارف والله، طالما هى ظابط شرطة ليه عملت كدا ! وبعدين بقى فى الدنيا البايظة دى.
سحب اللواء أيمن الصور وهو يردد: - مش مهم .. لما أقابلها هفهم كل حاجة المهم إن وائل هيساعدنا نوصل لكل اللى تبع المنظمة دى بس علشان يوصل ليهم والمافيا تطمنله لازم ينفذ الاغتيالات دى وده اللى لسة بنفكر هننفذه ازاى تحرك طيف ذهابًا وإيابًا ثم هتف بصوت مرتفع: - ونيران ايه نظامها ؟ أجابه والده على الفور قائلًا بصرامة: - نيران مش لازم تعرف حاجة عن اللى اتقالك ده علشان مترجعلهاش الذاكرة.
ثم وقف رماح وتابع: - وده اللى جيتلك مكتبك يا طيف أيام ما كنت دكتور علشان أقولهولك وكان بأوامر من سيادة اللواء بس أنا استفزيتك بالكلام وده مكانش لازم يحصل بس عدت على خير فرك طيف برأسه وردد بابتسامة: - كفاية مفاجأت منكم لغاية كدا وخدوا المفاجأة دى منى بقى ... نيران رجعتلها الذاكرة من سنة وكانت مخبية على كله ولسة مكتشف ده من يومين بالظبط نظر اللواء أيمن إلى رماح ثم نظر إلى طيف وهتف بصدمة: - نعم ! ثم نظر إليه رماح هو الآخر وهتف بعدم تصديق: - أنتَ بتقول ايه ؟
نظرت إلى مسدسها وبدأت تفى ذكر تلك الليلة المشئومة
قبل ثلاثة سنوات تحديدًا ليلة فقدان نيران لذاكرتها كانت تتحرك بسرعة شديدة تحت الأمطار الغزيرة بعد أن خرجت من سيارتها واتجهت إلى تلك الفيلا التى تعرفها جيدًا وهى فيلا ابن خالتها رماح وحضرت على الفور بعدما علمت بوجود زين فشكت بأنهم يجهزون إلى مهمة جديدة بدونها فقررت إحضار هدية لزين كى تلين قلبه ويصحبها معه تلك المرة خاصة بعد الحادثة الأخيرة التى أنقذها فيها زين ومن بعد تلك الواقعة قرر عدم وجودها بجانبه مرة أخرى، كانت تلك المرة سعيدة وعلى وجهها ابتسامة رضا، وصلت أخيرًا إلى الباب لتتفاجئ بأنه مفتوح فتحركت ببطء إلى الداخل وتركت صندوق صغير على المنضدة ثم تابعت تحركها للداخل حتى سمعت ذلك الصوت - التسليم مش هينفع فى المكان ده، الشرطة مراقبة الدنيا كويس أوى واللواء أيمن ضياء هو اللى متابع القضية دى بنفسه ومشغل كذا ظابط تحت ايده علشان يتابع كل صغيرة وكبيرة ومن ساعة العملية اللى فاتت والواد اللى اتمسك وهو مركز أوى
قال زين تلك الجملة بجدية واضحة فتابع رماح كلام زين قائلًا: - الحل إنكم تستنوا دلوقتى لغاية ما أشوف صرفة، المخدرات مش لازم تدخل مصر غير لما أديكم الضوء الأخضر علشان العملية تتم بنجاح خصوصًا إن الكمية المرة دى كبيرة جدًا
كانت تنصت فى صدمة حتى خرج أحد الرجال من المكتب وأمسكها على الفور فصرخت بصوت عالٍ وهى تقول: - سيبنى سيبنى لكنه أحكم قبضته ولوى ذراعها للخلف ودلف بها إلى المكتب وهو يقول: - مسكتها يا باشا وهى بتتصنت علينا وقف كلُّ من رماح وزين فى الحال لكن سبقتهم نيران قائلة: - ماكنتش متخيلة إنكم تخونوا شغلكوا علشان كلاب زى دول ثم رمقت زين باستحقار وتابعت: - حتى أنتَ يا زين طلعت قذر كدا ! وقف خالد السنباطى وهتف بجدية: - بعد اللى سمعته هنا مش لازم تعيش تدخل زين على الفور وهو يقترب منه: - لا يا خالد دى خطيبتى ومش هسيبك تعملها حاجة
كان المكتب بداخله رماح، زين، خالد وثلاثة من رجاله ابتسم خالد بمكر وأردف: - ابعد يا زين، دلوقتى ماينفعش تدافع عنها لأن شغلنا كله بقى مرتبط باللى سمعته وأنا مش هضحى بشغلى علشان هى تعيش مد يده على الفور وسحب سلاحه ثم وجهه إلى رأس خالد وهتف بنبرة حادة: - قلتلك مش هسيبك تعملها حاجة، لو وصلت إنى أقتلك أنتَ ورجالتك هنا هتف رماح على الفور بعدما تحرك خطوتين: - اهدوا مش كدا وبعدين أنا واثق إن نيران هتنضم لينا بعد ما تفهم الشغل.
ثم نظر إليها قائلًا: - اسمعى الاول طبيعة الشغل وبعدين قررى رمقته باستحقار ورددت بغضب: - أنا عندى أموت وماخُنش شغلى وبلدى أبدًا هنا رفع رجال خالد أسلحتهم ووجهوها تجاه زين الذى يرفع سلاحه فى وجه خالد وأصبح الوضع أكثر خطورة فقرر رماح التخلى عن تلك المهمة ورفع سلاحه هو الآخر فى وجه هذا الرجل الذى يقيد نيران وهتف بغضب: - سيبها يا إما هخلص عليك.
ردد خالد بتعجب: - حتى أنتَ يا رماح ؟ رمقه رماح بغضب وهو يردد: - أنتَ اللى اضطريتنى لكدا، خلى رجالتك تنزل الأسلحة وقُل له يسيبها وأنا هسيبكوا تخرجوا من هنا عايشين ابتسم خالد وهو يردد بمكر:
- أنتَ اللى جبته لنفسك ثم هتف بصوت مرتفع: - اضربوا فأطلق رجاله النار على زين الذى أطلق رصاصة فى نفس الوقت لتستقر فى كتف خالد فأسرع رماح بإطلاق الرصاص على رجاله وأوقعهم فى الحال، فى نفس الوقت أعادت نيران رأسها إلى الخلف بقوة شديدة لتصيبه فى وجهه ثم سحبت يدها وأمسكت بمسدسه وأطلقت الرصاص عليه لتتفاجئ بهروب خالد من أمامها وخروجه من الفيلا فأسرعت خلفه، ظلت تطارده أسفل الأمطار الغزيرة وهى تمسك بمسدسها لكنها توقفت تنظر حولها بسبب اختفائه وسط الظلام، تفاجئت بالعديد من الكلاب تطاردها فأسرعت للهرب منهم حتى تعرقلت قدميها ووقعت على الأرض فأخذت تتراجع بظهرها وهى جالسة خوفًا منهم وفجأة أتى من خلفها شخص وضرب مؤخرة رأسها بقوة باستخدام ماسورة حديدة ضخمة فوقعت فاقدة للوعى فى الحال ...
عودة للوقت الحالى أعادت رأسها للخلف وهى تردد بغضب: - ماشى يا رماح والله ما هسيبك أنتَ والكلاب دول تلاقيك أنتَ اللى خدت زين معاك فى الرجلين ومات بسببك
- زى ما بقولكم كدا بالظبط نيران رجعتلها الذاكرة وأنا السبب فى إن الذاكرة ترجعلها قالها طيف بابتسامة فصاح رماح بغضب: - غبى ! ازاى رجعتلها الذاكرة تذكر طيف هذا اليوم وبدأ فى سرد ما حدث
قبل سنة فتح باب سيارته ثم ترجل منها فتبعته نيران بخوف شديد، سارت حتى وقفت إلى جواره ورفعت نظرها لترى تلك الفيلا ... نظر إليها طيف وهو يقول بجدية: - هى دى الفيلا يا نيران !
تحركت خطوتين إلى الأمام ونظرها مسلط على تلك الفيلا الضخمة لكنها توقفت والتفتت لتقول بحزن: - لا مش هى دى اتسعت عيناه وقال بصدمة واضحة: - متأكدة إن مش دى الفيلا اللى افتكرتيها ! حركت رأسها بالنفى لتقول بهدوء: - لا مش هى يا دكتور .. للأسف
عودة للوقت الحالى تابع طيف بجدية: - وكانت هى الفيلا .. لما شافتها رجعتلها الذاكرة بس قدرت تخبى عنى وعن كله ولما شوفتها من يومين فى مركز التدريب وكلمتها اكتشفت ده عقد رماح ما بين حاجبيه متسائلًا: - واكتشفت ده ازاى ؟ رفع كتفيه لأعلى وهو يردد: - بخبرتى كدكتور نفسى قدرت أعرف ده غير إنها كانت المريضة بتاعتى وفاهم هى بتتكلم بصدق ولا بتكدب لكن اللى شوفته فى نيران كان مختلف عن نيران المريضة .. دى كانت جد فى كلامها وارتبكت لما كشفت سرها ثم رمق رماح وهتف بتساؤل: - ماقلتليش يا باشا ايه اللى حصل فى فيلتك يومها وخلاها تفقد الذاكرة ؟
نظر رماح إلى اللواء أيمن فتحدث هو نيابة عنه وردد: - كان في مهمة سرية كلفتها لرماح وزين والمهمة دى إنهم يقنعوا خالد السنباطى بإنهم شغالين معاه وبينقلوا كل معلوماتى له وده طبعًا بمعرفتى بس فى اليوم ده راحت نيران الفيلا وسمعت الكلام اللى أنتَ حكيته ليا يا طيف لما جيت اتهمت رماح فاكر ؟ وافتكرتهم شغالين فعلا مع خالد السنباطى والمهمة باظت وزين اتقتل وهى جريت ورا خالد ومانعرفش ايه اللى حصل تانى .. لقيناها مرمية فى الشارع ودماغها بتجيب دم فنقلناها المستشفى وهناك عرفنا إنها فقدت الذاكرة فقررنا كلنا نخبى عنها الحقيقة ونقولها إنها كانت حادثة علشان متفتكرش اللى حصل وتتأذى وتتعرض للخطر.
عقد طيف ما بين حاجبيه متسائلًا: - طيب وحكاية خطوبتها من رماح باشا ؟ هنا أجابه رماح قائلًا: - دى كانت أوامر سيادة اللواء علشان مايكونش في فرصة إنها تفتكر حاجة من اللى فاتت وخصوصًا بعد ما عرف إنك الدكتور بتاعها تكلم وائل أخيرًا بعد أن وقف ونظر إلى اللواء أيمن: - بس لو فعلًا رجعتلها الذاكرة من سنة ايه اللى يخليها تقعد الفترة دى كلها مخبية عن الكل ؟ جلس رماح وهو يردد بشرود: - أكيد بتفكر ازاى تنتقم منى وترجع لشغلها، نيران طول عمرها متهورة.
فى تلك اللحظة أمسك طيف بهاتفه وهو يردد بصدمة: - 9 مكالمات من نيران ! ربنا يستر، شكى طلع فى محله وأكيد بتكلمنى علشان تحكيلى الحقيقة هتف أيمن بنبرة جادة تحمل الأمر: - طيب كلمها واتفق إنك تقابلها واعرف منها كل حاجة واعرف بتفكر فى ايه بالظبط وخلى بالك كويس أوى تمام أومأ رأسه بالإيجاب ثم أدى التحية وهو يردد: - تمام سعادتك.
خرج من المكتب وهاتف نيران فى الحال فأجابته بصوت متردد: - طيف .. أنتَ فاضى ؟ أجابها وهو يتجه إلى سيارته: - أيوة فاضى وقفت وسحبت متعلقاتها وهى تقول بجدية: - طيب ممكن تقابلنى فى مكتبك القديم دلوقتى ؟ قال وهو يدير محرك السيارة: - أنا فى الطريق حالًا
- اهدى يا تنّة مش كدا، باسل ده غبى وميستاهلكيش .. متعيطيش يا حبيبتى قالتها أسماء فى محاولة منها لتهدئة تنّة التى كانت تبكى بحدة وألم شديد رفعت رأسها وهتفت من وسط بكائها: - كان عندك حق يا ماما، اتجوز فعلًا وكمان خلف .. بس أنا السبب أنا اللى حرمته من إنه يكون له طفل ربتت على كتفها وهى تردد بأسى: - لا مش أنتِ يا حبيبتى .. ده قدر ربنا وأنتِ مالكيش ذنب، هو اللى غبى ومش بيحبك، ده لو بيحبك كان قبلك كدا زى ما أنتِ لكن هو كل اللى همه عيل يقوله يا بابا وبس وماهمهوش مراته اللى بيفضل سايبها بالسنة.
صاحت رنّة بعدما ارتفع حاجبيها: - ما خلاص يا ماما أنتِ بتهديها ولا بتسخنيها ارتفع صوت أسماء لتقول بعدم رضا: - اسكتى أنتِ ومتدخليش فى الحوار ده، مش فايقة ليكِ ثم عاودت لتربت على كتف ابنتها بحنو وهى تردد: - لما أبوكى وأخوكى يجوا هخليهم يعرفوه الأدب ولو وصلت إنه يطلقك يبقى أحسن اعتدلت تنّة وهى تحملق فى والدتها ورددت بصدمة: - يطلقنى !
فتحت عينيها بصعوبة وهى تردد بضعف: - غ..يث، غيث ! فاق من نومه واقترب منها بحنان وهو يردد بسعادة: - ليان .. حبيبتى أخيرًا فوقتى، أنا قلقت عليكِ أوى ابتسمت ابتسامة هادئة وهى تردد بنفس الخفوت: - أنتَ أنقذتنى ؟ قدرت تغلب جيمس ! صاح بسعادة بعدما تأكد أنها بخير: - مردتش أموته بس كسرت كل عضمة فى جسمه علشان طول ما هو عايش فى حياته عاجز يفتكرنى.
مدت يدها وقبضت على يده ورددت بحب: - كان نفسى يكون ليا حد ويفضل جنبى ويخاف عليا ويهتم بحياتى بس كنت فقدت الأمل لكن دلوقتى حلمى اتحقق وأنتَ جنبى أهو قبض بيده الأخرى على يدها المتعلقة بيده وهتف بحنو: - أنا مش مهتم بحد فى الدنيا دى غيرك أنتِ، أنتِ كل حاجة فى حياتى دلوقتى ثم ارتسمت ابتسامة على وجهه وهتف مازحًا: - بس ايه رأيك فى التلميذ بتاعك ؟ ضحكت بهدوء قبل أن تردد: - ده أنا اللى تلميذة بعد اللى أنتَ عملته فى جيمس ده.
عدل من لياقة قميصه وهو يردد فى فخر: - يوووه خلتينى أتغر وأنا مابحبش أبقى مغرور ثم انخفض وطبع قبلة على جبينها وردد بحنان: - يلا اتجدعنى كدا يا سيادة المدربة وابقى كويسة علشان نخرج من هنا بقى.
فى مكتب طيف القديم،،، ابتسم وهو يردد: - ها تحبى أقولك يا نيران ولا يا سيادة الظبوطة رفعت حاجبيها بصدمة لتقول بتساؤل: - مين قالك الحكاية دى أعاد ظهره إلى الخلف وهو يقول مازحًا: - يعنى الذاكرة رجعتلك زى ما أنا خمنت .. مش عايزة تتسخطى قطة زى زمان يعنى ارتفع حاجبيها لتقول بغضب: - أتسخط قطة ايه يا طيف سيبك من الهبل ده واتكلم جد اتسعت عيناه وقال بصدمة: - أسيبنى من الهبل ده ! ما شاء الله احنا عقلنا كمان أهو .. كلى آذان صاغية .. احكى احكى واشجينى.
بدأت فى سرد ما حدث تلك الليلة بالتفصيل دون أن تنسى شىء وأنهت حديثها قائلة: - بعدها الدنيا اسودت وماحستش بحاجة، بدأت الذكريات دى كلها ترجعلى فى اللحظة اللى شوفت الفيلا فيها، حسيت إن آخر مشهد بيتعاد قدامى تانى وأنا بجرى ورا خالد وبطارده وصورة الكلاب مفارقتش دماغى، قررت أخبى ده عن أى حد علشان أعرف أفكر وأمسك حاجة عليهم وأنتقم من رماح وقف طيف ثم تحرك وجلس على الكرسى الذى يقابلها وردد بجدية: - للأسف مش هتعرفى تنتقمى لأنك للمرة التانية بوظتى مهمة رماح وزين اللى كلفها اللواء أيمن ليهم.
اتسعت حدقتيها وهى تردد بصدمة: - قصدك ايه؟ تابع بنفس النبرة: - قصدى زى ما فهمتيه .. زين خطيبك ورماح كانوا بينفذوا أوامر اللواء أيمن ودى كانت مهمة سرية ولما أنتِ اتدخلتى المهمة باظت وزين اتقتل ... وقعت كلماته كالصاعقة عليها وكأنها تلقت ضربة ثانية ولكن تلك المرة كانت اشد ألمًا...
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن عشر
وقعت كلماته كالصاعقة عليها وكأنها تلقت ضربة ثانية ولكن تلك المرة كانت أشد ألمًا ... وقفت بعدما وضعت يدها على فمها من شدة الصدمة وأردفت بعينان دامعتان: - يعنى .. يعنى أنا السبب فى موت زين صمتت للحظات ثم تابعت: - مش بس كدا، ده أنا ظلمته ورغم كدا دافع عنى برضه ومات وهو بيدافع عنى !
وقف هو الآخر واقترب منها ليحاول تهدئتها وهو يقول: - نيران اهدى، اللى حصل ده حصل من 3 سنين مفيش داعى يأثر عليكِ دلوقتى وبعدين أنتِ كنتِ هتعرفى منين إنها مهمة .. اهدى كدا واسمعينى جلست مرة أخرى لكن تلك المرة كانت شاردة والدموع تنهمر من عينيها بلا توقف فتحدث طيف مرة أخرى قائلًا: - انسى اللى فات بقى واسمعى اللى هقوله ده .. ده طبعًا لو عايزة تنتقمى لزين وتاخدى بتاره من اللى كانوا السبب انتبهت لحديثه وهتفت بخفوت: - ازاى ده هيحصل؟
اقترب من حقيبتها وفتحها دون طلب موافقتها على فتحها ومد يده ليتفاجئ بمسدس فهتف: - كنت متأكد ثم اقترب منها ووضع المسدس بيدها قائلًا بجدية: - ازاى ؟ بإنك ترجعى للمجموعة تانى علشان تعرفى الأمور اللى جدت ضمت حاجبيها بعدم فهم وهى تردد: - وايه اللى جد ؟ ارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغره وهو يردد: - إنك بقيتِ على قايمة الاغتيالات لأكبر مافيا فى العالم.
ارتفع حاجبيها بصدمة وصاحت بصوت مرتفع: - أنتَ بتتكلم جد ؟ ومالك بتقولها وأنتَ مبسوط كدا ! ضيق عينيه وأخذ يرمش وهو يردد: - ايه ده أنا مبسوط ؟ لا لا ممكن الحماس خدنى شوية - طب ممكن تفهمنى ايه الحكاية ؟ جلس طيف وبدأ فى سرد ما سمعه من والده ومن وائل قبل ساعتين بينما كانت هى تستمع بقلق بالغ فهى الآن وبعد تلك السنوات عادت إلى دائرة الخطر مرة أخرى ولكن تلك المرة بدون حبيبها الذى كان دائمًا حارسًا لها ودائمًا ما كان ينقذها من الموت حتى أنه فقد حياته من أجلها .
ارتفع حاجبى طيف قبل أن يرفع من صوته: - نيراان ! يا ست القطة ! انتبهت له وفاقت من شرودها لتقول: - سورى كنت بتقول ايه ؟ اتسعت عيناه وهتف بغضب: - نعم هو أنا ده كله بحكى لنفسى ؟ هزت رأسها وهى تردد: - لا لا أقصد آخر حاجة قلتها .. لازم ايه ؟
ابتسم ونظر إلى المسدس الذى بيدها وهو يقول: - لازم تدريب بما إنك بعيدة عن كل حاجة بقالك 3 سنين واللى هيدربك هو رماح زى ما بيدربنى تركت السلاح على المكتب وهتفت بقوة: - ومين قالك إنى محتاجة تدريب ؟ أنا كنت بروح ساحة التدريب وبتدرب بقالى 5 شهور لغاية دلوقتى تحب أجرب فيك ؟ وقف طيف ونظر إليها بتحدى قائلًا: - أحب طبعًا، ورينى قوتك وقفت هى الأخرى وهى تردد: - أنتَ اللى جبته لنفسك، أنا أصلا مخنوقة ونفسى أضرب حد.
وقفت أمامه بعدما استعدت تمامًا فبادرها بلكمة لكنها أبعدت وجهها وبسرعة شديدة حاولت لكمه لكنه تفادى يدها ثم انخفض واندفع بقوة تجاهها ليوقعها أرضًا لكنها نهضت فى الحال وركلته بقوة فتراجع بضع خطوات قبل أن يصطدم بالحائط خلفه، أسرعت ورفعت قدمها لتركله لكنه ابتعد عن الحائط بسرعة شديدة فصدمتها بقدمها ووقعت تتألم.
- ااااه .. رجلى هتف طيف وهو يمد يده لمساعدتها على النهوض: - قلتلك محتاجة تد... لم يكمل كلمته فقد قبضت على يده ورفعت قدميها وقبضت على رقبته وسحبته للخلف بقوة ليرتفع طيف بالهواء ويسقط على ظهره، تألم كثيرًا من ضربتها الأخيرة وهتف بتألم: - ااااه، يا مجنونة بابنت ال..
اعتدلت ونظرت له بابتسامة هادئة قائلة: - القاعدة رقم واحد متديش لحد الأمان والقاعدة رقم اتنين متنساش القاعدة رقم واحد اعتدل وهو يمسك بظهره ونطق بتألم: - مش قادرة على الحمار جاية على البردعة ارتفع حاجبيها لتقول مبتسمة: - يعنى أنتَ بردعة ؟
وقف وفرد ظهره فى محاولة لتخفيف الألم ثم هتف بغضب: - اعملى احترام حتى للدكتور بتاعك أو اللى كان الدكتور بتاعك عادت لتجلس مرة أخرى وهى تردد: - سورى سورى .. أنتَ اللى استفزيتنى ضمت وجهها لراحتيها ثم تابعت: - هكمل ازاى أو هرجع ازاى بعد اللى أنا اتسببت فيه ده غير إن اللى كان بيحمينى مات .. وبسببى كمان.
ارتفع حاجبيه بدهشة من سرعة تبدل حالها من الحزن للابتسام أو العكس واتجه إليها وهو يحاول دراسة شخصيتها جيدًا ثم هتف: - أفهم من كدا إنك مش هترجعى وهتقدمى استقالتك من الشغل ؟ حرحت رأسها بشرود: - مش عارفة ضم أصابعه إلى بعضها ورفعها لتكون على مقربة من فمه وردد بجدية: - أنا من رأيى تفضلى مخبية موضوع رجوع ذاكرتك ده على أهلك لغاية ما اللواء أيمن يدى أوامر جديدة ونشوف سبب إنهم عايزين يقتلوكى بعد 3 سنين من اللى حصل.
أسرعت لتقول متسائلة: - تفتكر عرفوا إن الذاكرة رجعتلى ؟ رفع كتفيه ليقول: - مش عارف .. وبعدين هيعرفوا منين أصلًا شردت ونظرت أمامها بعد بدأ الشك يغزو عقلها مرة أخرى وأردفت: - مش عارفة .. بس يا خبر بفلوس.
اقتربت الطفلة الصغيرة كادى من والدها الذى كان شاردًا ويفكر فى حل لما حدث وهتفت بصوت طفولى باللغة الإنجليزية: - دادى ! أنتَ حزين ؟ رسم باسل ابتسامة مصطنعة على ثغره وهو يردد: - لا كادى .. أنا مرهق قليلًا عبس وجهها وهتفت بحزن: - هذا يعنى أنك لن تلعب معى !
رفع كفه ووضعه على رأسها وهتف بحنو: - سنلعب ولكن ليس الآن، أعدك بذلك حضرت زوجته جيسى وهتفت بلهجة آمرة: - اذهبى إلى غرفتك وأكملى لعب هناك كادى أومأت الصغيرة برأسها وأسرعت إلى الداخل بينما اقتربت جيسى من باسل وهتفت بتساؤل: - بيبى ماذا حدث لك ؟ هل حدث شىء مع شقيق زوجتك ؟
لم يرمش بعينيه وأجابها وهو ينظر أمامه: - لا شىء عزيزتى، ما يشغلنى هو كيف سأواجهها .. لقد أخطأت بعدم إخبارها بزواجنا منذ عدة أشهر ربتت على كتفه ورددت بحزن: - أعتذر .. لقد سببنا لك المشاكل بقدومنا لمصر ابتسم بلطف قبل أن يقترب منها ويضمها بيده إلى حضنه وردد بحب: - لا جيسى، أنتِ زوجتى وحبيبتى وأم طفلتى وهذا ليس خطأكِ، أنا من أخطأت بجعل الأمر سرى وسأصلح هذا الخطأ قريبًا.
انقضى اليوم وانتظر طيف بسيارته حتى يخرج والده وما إن رأه حتى أشار له فاقترب والده على الفور وهو يردد: - طيف أنتَ لسة مامشيتش ؟ هز طيف رأسه وقال مازحًا: - لا مشيت بس عفريتى واقف يهزر معاك .. ايه يا بابا ما أكيد لسة مامشيتش، اركب وسيب عربيتك علشان في موضوعين لازم أحكيهملك قبل ما نروح البيت عقد ما بين حاجبيه بتعجب وأردف بتساؤل: - موضوعين ايه دول ؟ دلف إلى سيارته وأدارها استعدادًا للرحيل وهو يقول بجدية: - اركب وهحكيلك فى الطريق.
استجاب أيمن لطلب ولده وجلس إلى جواره قبل أن ينطلق طيف بسيارته، التفت برأسه نصف التفاتة وردد بحذر: - باسل حرك رأسه بعدم فهم قائلًا: - ماله ؟ تابع طيف وهو ينظر إلى الطريق أمامه: - روحت أنا و تنّة علشان نستقبله فى المطار النهاردة واتفاجئنا إنه جاى هو ومراته وبنته ارتفع حاجبيه ليقول بصدمة: - ايه ! باسل اتجوز على تنّة ؟ امتى حصل الكلام ده ضغط على شفتيه قبل أن يردد: - مش عارف بس مراته أجنبية و بنته عندها فى حدود أربع سنين يعنى متجوز من زمان مش قريب - وتنّة عملت ايه؟ وعاملة ايه دلوقتى.
أجابه طيف بحزن: - انهارت أول ما شافته ولما رجعتها البيت كانت مش مبطلة عياط والصراحة قطعت قلبى، باسل ده بنى آدم غبى لم يرد أيمن بسبب انشغال عقله بالتفكير فى هذا الأمر وكيف سُتجرى الأمور، ظل على تلك الحالة حتى هتف طيف: - بابا ! ايه صباح الفل احنا وصلنا خرج أيمن وتوجه إلى باب المنزل وفتحه فتبعه طيف وما إن دلفا إلى المنزل حتى وقفت أسماء واقتربت منهم وهى تهتف بصوت مرتفع: - تعال شوف جوز بنتك واللى عمله .. اتجوز عليها ورماها، لازم تشوف حل معاه وتطلقها منه.
اقترب طيف من أذن والده وهو يهمس: - ابتدينا، حل يا كبيرنا ارتفع حاجبيه متعجبًا من حال ابنه ثم نظر إلى أسماء وقال بانفعال: - طلاق ايه يا أسماء هو الطلاق ده لعبة ! كل حاجة تتحل بالعقل مش قفش كدا لم تهدأ بل ارتفع صوتها أكثر: - عقل ايه ! بقولك اتجوز عليها وخلف كمان يعنى مغفلنا من زمان وأنتَ تقولى عقل ؟ دس يده فى جيب بنطاله وأحضر هاتفه على الفور وهو يردد: - طيب ياستى أنا هجيبه هنا وأتكلم معاه ونحل الموضوع ومش عايز صوتك يطلع بقى ممكن !
لوت شفتيها وهى تردد بسخرية: - وده يتحل معاه ازاى بس ده خلف يا سيادة اللواء يعنى خلاص ماينفعش يطلق انفعل عليها وصاح بصوت مرتفع: - أسماء اهدى كدا وسيبينى أنا أتصرف علشان مش فايق لشغل الردح ده دلوقتى.
نظرت رنّة إلى شقيقها الذى يتابع ما يحدث بصمت وأردفت: - ما تدخل فى الخناقة مش سامعين صوتك يعنى ! لوى ثغره وردد بعدم رضا: - خليكِ فى حالك أنتِ مش ناقصاكى يا أم لسان ونص ضيقت عينيها وهتفت بغضب: - أنا بلسان ونص ؟ ماشى يا طفطف يا دكتور المجانين.
رمقها بتحذير وهو يردد: - بلاش علشان أنا دلوقتى بقيت دكتور مجرمين يعنى هزعلك يا بنت أسماء، قومى حضريلنا الأكل يلا الواحد هفتان ماطفحش حاجة من الصبح وقفت رنّة وهى تردد: - حاضر هقوم بس خلى بالك ماما عاملة قلقاس اللى أنتَ مش بتحبه عقد ما بين حاجبيه بعدم رضا قائلًا: - قلقاس ! يعنى أنا طالع عينى طول اليوم علشان أجى ألاقى قلقاس ؟ على رأى المثل يا مستنى ترجع من الشغل تتباس هترجع وتلاقى قلقاس، هو يوم شبهك يا رنّة.
ثم ارتفع صوته قليلًا وهتف: - صحيح عاملة قلقاس يا ماما ؟ جاء رد والدته على الفور: - معلش بقى يا طيف ماكانش في غيره فى التلاجة وكسلت أنزل السوق، هخلى البت رنّة تقليلك بيض وجبنة نظر إلى شقيقته التى كانت تنظر له مبتسمة ثم عاود النظر إلى والدته ليقول بعدم رضا: - بيض وجبنة ؟ لا لا أنا هروح أجيب أكل من برا ثم نظر إلى والده وهتف بجدية: - لما باسل يجى ادينى رنّة، أنا هعدى على مازن بالمرة علشان من ساعة ما جيت وهو مش بيرد عليا أومأ أيمن رأسه بالإيجاب قائلًا: - طيب متتأخرش بس.
رحل طيف ووقف بسيارته أمام أحد المطاعم ثم دلف إلى الداخل وأحضر الطعام ومن ثم اتجه إلى سيارته مرة أخرى وتناول الطعام فى أقل من عشر دقائق ثم أدار المحرك مرة أخرى واتجه إلى منزل صديقه مازن، صعد إلى الأعلى ووقف أمام الباب مترددًا لكنه فى النهاية طرق الباب فلم يفتح أحد زاد شعوره بالقلق فزاد من طرقاته على الباب حتى فُتح باب الشقة الذى يقابل شقة مازن وخرج منها رجل يظهر عليه كبر السن وهتف بتساؤل: - أنتَ مين يا ابنى وعايز مين ؟ تحرك طيف بخطى ثابتة تجاهه وهو يردد: - مازن صاحبى ساكن هنا، مازن على حضرتك عارفه !
نظر إلى الأسفل بأسى ثم رفع رأسه مرة أخرى وهو يردد: - والدة مازن توفت وهو بعدها ساب الشغل ومن ساعتها وهو بيسهر كتير ويجى آخر الليل وياما نصحته لكن اتغير أوى وبقى واحد تانى .. أنا بحكيلك يا ابنى علشان أنتَ صاحبه وأكيد هيسمع كلامك فغر شفتيه من أثر الصدمة وهتف بجدية: - طيب يا حاج تسلم، أنا هوصله وهكلمه، السلام عليكم - طب اتفضل اشرب حاجة ياابنى رسم ابتسامة خفيفة على ثغره قائلًا: - شكرًا يا حاج.
التفت وتحرك إلى الأسفل مرة أخرى ثم مال بظهره على السيارة وهو يفكر كيف يصل له وتحدث بصوت منخفض: - لا حول ولا قوة إلا بالله، ايه اللى بتعمله ده يا مازن هتضيع مستقبلك وحياتك ! فى تلك اللحظة وجده يقترب من المنزل وكانت حالته يرثى لها، كان شعره كثيف ولحيته طويلة وملابسه متسخة ويمسك بيده حقيبة بلاستيكية سوداء فاتجه طيف تجاهه وهتف بعدم تصديق: - مازن ! ايه اللى عمل فيك كدا ؟
حملق مازن به لثوان ثم ضمه وانفتح فى البكاء، ربت على كتفه بحنو قائلًا: - اهدى اهدى يا مازن .. تعالى نطلع فوق وفهمنى حصل ايه استجاب لطلب صديقه المقرب طيف وصعد معه إلى الأعلى وفتح باب الشقة ليكشف عن ما بداخلها، كانت الملابس ملقاه فى كل مكان وكذلك معدات الطعام والشراب كما أن القمامة ليست بصندوق مخصص لها بل كانت أيضًا فى كل مكان.
جلس مازن ووضع الحقيبة البلاستيكية بجواره فأسرع طيف وقام بفتحها ليتفاجئ بوجود زجاجة خمر بداخلها فصاح بغضب: - خمرة يا مازن ! من امتى وأنتَ بتشرب الهباب ده أغلق عينيه قبل أن تنهمر الدموع منهما وردد بأسى: - خسرت كل حاجة يا طيف، كل حاجة .. أمى وشغلى وفلوسى، بقيت ولا حاجة.
صمت قليلًا ثم تابع: - الحكاية بدأت لما غارم عرض عليا أدخل معاه مشروع كويس بكل الفلوس اللى معايا، المشروع ده كان عبارة عن محطات طاقة شمسية على مساحات كبيرة جدًا ومكسبها خيالى، هننتج كهرباء ونبيعها لشركة الكهرباء حسب القانون، المهم اتفقنا على كل حاجة وخلانى أثق فيه ثقة عمياء وعرفنى على ناس كبيرة ومابقيتش قلقان من أى حاجة، كل واحد فينا دفع ربع مليون كبداية للمشروع ومع الوقت هيكبر والدنيا هتظبط وساعتها نقدر نشترى مساحات واسعة ونبنى محطات أكبر، بدأنا فعلًا والمشروع كبر وقدرت أكسب اللى دفعته فى وقت صغير جدًا فعرض عليا أدفع مليون جنيه علشان نشترى أراضٍ ونبنى محطات أكتر وفعلًا دفعت وكل حاجة كانت تمام لغاية ما فى يوم كنت رايح أشرف على الشغل لقيت الشرطة هناك فسألت في ايه؟
واكتشفت إن الأراضى خاصة بالدولة ولما اعترضت قالولى هات اللى يثبت فكلمت غارم لكنه طبعًا فص ملح وداب بعد ما كل فلوسى ضاعت، فضلت أدور على دليل أو أوراق بس للأسف كل حاجة كانت معاه هو واتقال إنى بستغل أراضٍ الدولة لمصالحى وكان في محطات فوق أسطح بيوت لناس بلغوا عنى لأن غارم كان مفهمهم إن كل شهر هيديهم مبلغ محدد علشان المحطات دى، فضلت شهرين فى مصايب كتير وانتهت بتعب أمى وموتها وبعدها اترفدت من شغلى وكل الشركات رفضت تشغلنى بعد اللى حصل وحياتى اتدمرت.
شعر طيف بالأسى لحال صديقه وهتف بغضب: - وحياة أمه لأجيبهولك الكلب ده وأعلمه الأدب وأرجعلك كل فلوسك بس أنتَ سيبك من اللى أنتَ فيه ده ولو على الشغل سيبها على الله ثم عليا وأنا هتصرف مسح دموعه وردد بتساؤل: - هتعمل ايه يعنى ؟ وقف طيف وبدأ فى ترتيب محتويات الشقة وهو يقول بجدية: - نروق المزبلة اللى أنتَ عايش فيها دى الأول وبعدين أقولك وهات الزفت اللى جنبك دى وارميها بدأ يشعر بالأمل من جديد بسبب وجود صديقه المقرب بجواره والذى أزال حمل كبير من على عاتقه...
سمعت طرقات علي باب غرفتها فاتجهت لتفتحه فتفاجأت برماح الذى ردد على الفور: - ششش متقوليش أى حاجة عقدت ما بين حاجبيها لتقول باعتراض: - بقى أنا خطيبتك أنتَ ! ده كله علشان مترجعليش الذاكرة وأفتكر اللى حصل نظر حوله ثم أسرع إلى الداخل وهو يقول: - بطلى تهورك ده وبعدين دى كانت أوامر اللواء أيمن عقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول بغضب: - رماح أنتَ عارف إنى بفهمك كويس أوى وخلال السنة دى فهمتك أكتر وأكتر، دى مش أوامره .. اللواء أيمن عمره ما يكلفك تمثل إنك خطيبى صمت للحظات ثم ردد: - طيب أنا هريحك .. أنا اللى اقترحت الفكرة دى على اللواء أيمن واقترحتها عليهم هنا وكلهم وافقوا علشان ... علشان أنا بحبك..
رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل التاسع عشر
عقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول بغضب: - رماح أنتَ عارف إنى بفهمك كويس أوى وخلال السنة دى فهمتك أكتر وأكتر، دى مش أوامره .. اللواء أيمن عمره ما يكلفك تمثل إنك خطيبى صمت للحظات ثم ردد: - طيب أنا هريحك .. أنا اللى اقترحت الفكرة دى على اللواء أيمن واقترحتها عليهم هنا وكلهم وافقوا علشان... صمت للحظات ثم أكمل بخشونة: علشان أنا بحبك.
فغرت شفتيها بصدمة وفقدت القدرة على النطق فتابع رماح بحب: - أنا بحبك من زمان يا نيران وأنتِ مش مديانى فرصة خالص، من ساعة حبك لزين وخطوبتكم وأنا كل ده زعلان وتعبان لكن استحملت علشان تبقى فرحانة على طول لكن جه الوقت اللى أعترفلك فيه إنى بحبك قادتها قدميها إلى سريرها لتجلس عليه بوجوم، رفعت رأسها ورددت: - بس ... بس أنا مفيش عندى مشاعر ناحيتك يا رماح، أنتَ ابن خالتى وزى أخويا.
سار حتى بقى على مقربة من باب غرفتها والتفت وهو يقول: - فكرى يا نيران .. مش هتلاقى حد يحبك ولا يخاف عليكِ قدى، فكرى براحتك فى اللى قلتهولك واعملى حسابك علشان اللواء أيمن هيجمع المجموعة كلها بكرا انتبهت لجملته الأخيرة ورددت متسائلة: - هيجمع المجموعة تانى ؟ ليه ! ضغط على شفتيه قبل أن يقول بجدية: - زى ما عرفتِ إنك بقيتِ على قايمة اغتيال منظمة كبيرة و شوية حاجات تانية طيف محكاهاش ليكِ .. بكرا هتعرفى كل حاجة أومأت برأسها دون أن تتفوه بكلمة فرحل رماح ليتركها فى حالة اضطراب.
انتهوا أخيرًا من تنظيف المنزل وترتيب محتوياته، أمسك طيف بظهره وهتف: - ااااااه يا ضهرى .. سيبلى أنا شوية الزبالة دى هلمهم وأنتَ ادخل خدلك دش حلو كدا واحلق دقنك دى وغير هدومك .. اخلص ماتنحش استجاب مازن لطلبه ودلف بالفعل إلى الحمام بينما بقى طيف ينظف ما تبقى ثم جمع القمامة جميعها فى حقيبة بلاستيكية سوداء وجلس على الأريكة بارتياح وهو يقول: - اااه يا ضهرى يانا.
ثم نظر حوله وردد بابتسامة: - عاش،الله عليك ياض يا طيف رتبت البيت وخليته أحسن من الأول كدا مافاضلش غير كام حاجة صغيرة سحب هاتفه وبحث عن رقم خطيبة مازن السابقة نامى وما إن وجده حتى هاتفها على الفور، أجابته بنبرة متعجبة: - طيف ؟ ازيك - سيبك منى أنا دلوقتى أنا فل بس مازن مش فل حاولت أن تقاطعه: - يا طيف الموض...
قاطعها طيف ليقول بجدية: - اسمعينى للآخر .. مازن حالته صعبة جدًا، أمه ماتت واتنصب عليه وخسر فلوسه كلها ده غير إنه اترفد من شغله ومحدش راضى يشغله وكل ده كان لوحده وأنا اللى اكتشفت كدا بالصدفة النهاردة .. مازن بينتحر بالبطئ، عمره ما كان بيشرب ولا أى حاجة من دى .. حاله بقى يصعب على الكافر، اقفى جنبه هو بيحبك وأنتِ بتحبيه، أنا خلصت اللى عندى واللى يريحك اعمليه.
صمتت قليلًا ثم رددت بجدية: - مازن حصله كل ده ! طيب يا طيف أنا هجيله بكرا ابتسم قائلًا بسعادة: - حلو أوى أنهى المكالمة معها وردد بابتسامة: - وكدا خلصنا الخطوة دى .. ناقص بقى شغله و أجيب اللى اسمه غارم ده وكدا يبقى كل حاجة اتظبطت.
خرج مازن بعدما أنهى حمامه فوجد طيف قد أحضر له الطعام وجهزه فهتف بتعجب: - ايه ده يا طيف تعبت نفسك ليه ؟ أشار إليه بابتسامة ليقول: - تعالَ تعالَ، مفيش تعب ياعم يلا سمى وكل اقترب من الطعام وبدأ فى تناوله فهب طيف واقفًا وربت على ظهره وهو يقول: - يلا أسيبك بقى.
وقف هو الآخر وأصر على بقائه لكن اعترض طيف وهتف بابتسامة: - معلش أصل بابا كلمنى وفي حوار كدا هبقى أحكيلك عليه بكرا، خلص أكل وسيبك من اللى كان فى دماغك ده وأوعدك كل حاجة هتبقى كويسة انهمرت دمعة من عين مازن وربت على كتفه بحب قائلًا: - مش عارف أشكرك ازاى يا طيف .. مش لاقى كلام أقوله بس أنتَ أخويا قبل ما تكون صاحبى ابتسم طيف وضمه بحب قائلًا: - ماتقولش كدا يا مازن .. إحنا أخوات زى ما أنتَ قلت ومفيش شكر بينا ثم اعتدل وتابع مازحًا: - كفاية بقى كدا علشان دمعتى قريبة والمواقف دى بتقطع قلبى.
انطلق طيف إلى منزله وما إن وصل حتى ترجل من سيارته وفتح الباب ثم دلف إلى الداخل ليجد والده وبجواره باسل، هتف باسل بهدوء: - يا عمى والله أنا بحبها وهى كل حاجة فى حياتى بس أنا من حقى أبقى أب واللى عملته ده مش غلط اقترب طيف وجلس دون أن يتحدث ليستمع إلى كلام والده الذى نطق بحكمة: - أنا عارف إنه من حقك لكن كان غلط إنك تخبى الوقت ده كله، اديك شايف الصدمة اللى هى بقت فيها أومأ برأسه ثم رفع يده لتكون على مقربه من قلبه محاولًا استعطافه قائلًا: - أنا معترف إنى غلطت فى كدا ومستعد أعمل أى حاجة هى تقولها علشان تصدق إنى بحبها.
أثّر طيف الصمت فى حضور والده فنطق أيمن بجدية: - أولًا تعدل بينهم، أنتَ بتيجى هنا شهر وتسافر سنة أو أكتر هناك وده مش عدل .. حتى لو شغلك هناك لازم تعدل بينهم .. هى شهر والتانية شهر، حتى لو هتخليها تسافر معاك أومأ رأسه وقال برضا: - موافق يا عمى، هيبقى وقت ليها ووقت للتانية ومن بكرا همشى فى أوراقها علشان تقدر تسافر معايا واللى هى عايزاه أنا هعمله ربت أيمن على كتفه وردد بجدية: - طيب قوم اطلع فوق وحاول تراضيها ولين دماغها .. قوم يلا.
استجاب باسل لطلبه وصعد إلى الأعلى بينما بقى طيف ينظر إلى والده بتعجب فعقد أيمن ما بين حاجبيه مرددًا: - ايه يا ابنى مالك باصصلى كدا ! لوى ثغره ثم ردد بابتسامة: - لا بسم الله ماشاء الله حكيم يا أخواتى، أنا من جمال كلماتك ماقدرتش أنطق بحرف واحد ضحك بصوت مرتفع وأردف: - كفاية تثبيت وخليه لسيادة اللواء بكرا أحسن بكرا يوم طويل عبس وجهه واختفت ابتسامته ليردد بعدم رضا: - شكرًا يا بابا مش عارف من غيرك كان هيطلع عينى ازاى.
حضرت أسماء وهتفت بعدم رضا: - أنا سمعت كل اللى دار بينكوا .. ايه اللى قلته ده ؟ وقف أيمن وخلع سترته وهو يردد بجدية: - ده الصح وعين العقل يا أسماء ومش أنتِ اللى تحددى بنتك تتطلق أو لا ...هى اللى تحدد وأنا واثق إنها أعقل من إنها تعمل كدا.
اقترب منها بحذر شديد ثم انخفض ليصبح فى مستواها وردد بهدوء: - تنّة أنا والله بحبك .. اللى عملته ده علشان كنت محروم إنى أبقى أب لكن والله أنتِ الحب الوحيد اللى فى حياتى نظرت إليه بعينان دامعتان وهتفت بضعف: - محروم إنك تبقى أب ؟ ما أنا محرومة إنى أبقى أم لكن عمرى ما كنت أنانية زيك، حب ايه اللى بتتكلم عنه ده .. الراجل لو بيحب بجد عمره ما كان هيروح ويتجوز واحدة تانية حتى ولو علشان طفل ... أنا قضيت أيامى معاك كلها بحاول أسعدك وأرضيك بأى شكل لكن ماطمرش فيك، أنتَ فاكرنى هقابلك بترحاب وأسامحك وأعيش معاك وخلاص كدا ! لا راجع نفسك لأن تنّة أم قلب أبيض بتاعة زمان ماتت خلاص.
وضع كفه على كتفها فنفضته بعصبية فردد محاولًا تهدئتها: - أنا مستعد أعمل اللى تطلبيه منى، هسفرك معايا وهيبقى ليكِ أيام زى ما هى ليها أيام .. مش هسيبك لوحدك تانى واللى هتطلبيه هجيبهولك حتى لو كان ايه والله أنا بحبك يا تنّة .. علشان خاطرى ادينى فرصة انفجرت فيه ورددت بغضب من وسط بكائها: - أديك فرصة ايه ! واحدة حبت تروح تفاجئ جوزها وهو راجع من السفر تقوم متفاجئة بمراته وبنته عايزها تعمل ايه ؟ كفاية أنانية بقى .. كفاية بقى حرام عليك أنا مابقيتش قادرة أستحمل، أنتَ حسستنى إنى ولا حاجة .. مش بس عملت كدا لا ده أنتَ دمرتنى ودمرت حياتى كلها، اللى أنتَ شايفه بسيط وحله سهل بالنسبة ليا نار جهنم وأنتَ مش حاسس بيا .. أنا جوايا نار بتكوى فيا، ابعد عنى بقى مش طايقة أبص فى وشك .. ابعد.
لم يقدر على التحدث معها أكثر من ذلك فهى كانت فى أسوأ حالاتها ففضل الصمت وتركها حتى تهدأ وتستقر ومن ثم يحاول معها مرة أخرى
انقضى اليوم وأشرقت شمس يوم جديد يحمل الكثير على الجميع، بدأ طيف فى تلقى تدريباته اليومية بمركز التدريب وبمساعدة الرائد رماح الذى كان دائمًا ما يقسو عليه فى التدريبات، كان سريع التعلم وهذا ما جعل رماح يزيد من تدريباته اليومية هتف بصوت مرتفع: - عاش يا وحش، يلا خدلك دش وطير على المقر ده أمسك طيف بالورقة وهو يقرأ العنوان ثم مد يده ليدسها بجيب بنطاله لكن أوقفه رماح قائلًا: - لا المكان ده سرى، ده مكان المجموعة السرية يعنى تحفظ العنوان وبعد كدا تولع فيها.
ارتفع حاجبيه ثم مد يده بالورقة وهو يهتف: - طيب يا باشا العنوان اتحفظ .. خد ولع فيها علشان مش معايا ولاعة أخذ منه الورقة ورحل دون أن يتحدث فردد طيف بصوت منخفض: - أولع فى الورقة ؟ هو ماله مبالغ فيها كدا ليه ! وأنا مالى أنا أروح آخد دش من البهدلة دى وبعدين أروح وأكتشف الحوار ده بنفسى ..
أنهى حمامه بمركز التدريب وارتدى ملابسه ثم اتجه إلى سيارته وأدار محركها واتجه إلى العنوان الذى أبلغه به رماح منذ دقائق
دلف إلى داخل هذا المنزل وتوجه إلى الأعلى ليتفاجئ بوجود الجميع نيران، رماح، فاطمة عدا والده، اقترب من فاطمة وهتف بابتسامة: - يا مرحب بنداهة بلدنا تفاجأت به أمامها لكنها أخفت ذلك بابتسامة خفيفة وأردفت: - طيف .. ازيك أنتَ لسة فاكر لقب نداهة ده حضرت نيران وقاطعتهم بعد أن عقدت ما بين حاجبيها: - ايه ده أنتوا تعرفوا بعض ؟ أشار إليها بإصبعه وهتف مازحًا: - أمال ايه دى نداهة قديمة دى.
ثم ضيق نظراته وأردف متسائلًا: - لحظة لحظة .. هو إنك تطلعيلى فى الوقت ده كان صدفة فعلًا ولا كانت من ترتيبك ! أكيد ترتيبك لأنك قلتى مهندسة حركت نظرها بين نيران وطيف ثم رددت: - كان من ترتيبى، أنا اللى لعبت فى العربية وأنتَ فى مكتبك وبوظتها علشان تعطل ولما عطلت جيتلك علشان أفتح معاك كلام وأتأكد ساعتها إن نيران فى أمان وإنك مش هتؤذيها لوى ثغره بتعجب وأردف بجدية: - ازاى يعنى ده احنا مجبناش سيرة نيران أصلًا ساعتها.
رفعت كتفيها لتقول بعد أن ارتسمت ابتسامة على ثغرها: - مش محتاجة أجيب سيرتها، اللى عايزاه خدته خلاص من غير ما أنتَ تشك حتى فرك فى فروة رأسه وهو يردد: - اممم اتغفلت يعنى - مش أوى يعنى .. كنت عايزة أطمئن على صاحبتى برضه .. أينعم أنتَ ابن اللواء أيمن بس الشغل علمنا الاحتياط فى أى حاجة ثم وجهت نظرها خلف طيف ورفعت حاجبيها وهى تقول: - ايه يا رماح مالك واخدلك جنب كدا.
عقد ذراعيه أمام صدره وردد بجمود: - مش فايق للرغى بتاعكوا ده .. مش عارف سيادة اللواء اتأخر كدا ليه أشار طيف إليهم وهو موليه ظهره ورفع يده ليقبض على رقبته فى تعبير منه على عدم تقبله لرماح فضحكت الاثنان فاطمة، نيران مما جعل رماح يهتف بقوة: - في ايه يا طيف ؟
التفت طيف وهو على نفس حالته وهو يردد بتوتر: - لا أبدًا بس الكرافتة خنقانى أوى ضيق نظراته وردد بغضب: - بس أنتَ مش لابس كرافتة رفع حاجبيه ونظر إلى نفسه ثم ابتسم قائلًا: - ايه ده بجد ! تلاقينى نسيتها فى العربية ضحك الاثنان بشدة وكاد رماح أن يتكلم لكنه صمت بسبب دخول اللواء أيمن فى تلك اللحظة.
جلس على كرسى فالتفوا حوله وانتظروا حديثه، نظر إلى نيران وردد بجدية: - ازيك يا نيران نظرت نيران إلى الأسفل ثم رفعت بصرها مرة أخرى مجيبة بخفوت: - بخير سعادتك فرد يده أمام وجهه ثم أنزلها مرة أخرى وردد: - كل اللى حصل قبل كدا يا نيران يتنسى .. أى خطوة اتاخدت علشان مترجعلكيش الذاكرة كانت لحمايتك، كل اللى فات كوم واللى جاى كوم تانى خالص ومحتاج تركيز وتفتيح دماغ علشان أى غلطة هتضيعنا كلنا.
صمت قليلًا ثم تابع بنبرة قوية: - دلوقتى بما إن فاطمة ونيران بقوا على قايمة الاغتيال يبقى المنظمة دى عرفت بالمجموعة .. نيران علشان ماضيها مع خالد السنباطى وفاطمة علشان آخر مهمة كلفتها بيها ونجحت كانت خاصة بيهم هم .. دلوقتى كلام وائل الأيمن واضح ومحتاجين نرتب ازاى هننفذ عمليات الاغتيال دى علشان يثقوا فيه رفع طيف يده وأردف مقاطعًا: - بعد إذن سيادتك .. وائل ده أنا مش واثق فيه نهائى ومش عارف سعادتك واثق فيه للدرجة دى ليه.
رفع حاجبيه وردد: - مين قالك إنى واثق فيه ؟ حتى لو مجيئه لينا ده إتفاق منهم فهو فى صالحنا .. نبين إننا بلعنا الطُعم ونحاول نجاريه اعترض رماح قائلًا: - أيوة سعادتك بس فى الحالة دى هو عارف إننا هنزور موت الناس دى، ليه يجى ويقولنا أصلًا تابعت فاطمة: - فى الحالة دى حاجة من اتنين .. يا إما هو فعلا بيتكلم جد ومعانا أو بيعمل كدا علشان يشغلنا عن حاجة تانية.
استكملت نيران حديث فاطمة قائلة: - الاحتمال التانى أقرب وهو إنه يكون بيشغلنا عقبال ما ينفذ حاجة تانية أكبر واختارنا إحنا بالذات علشان نتجمع ونفكر فى حل وهو يكسب وقت للى عايز يعمله أومأ رأسه مقتنعًا بحديثهما وأردف: - كل كلامكم صح بس هو هيعوز يشغلنا ليه ؟ لو عايز ينفذ حاجة كان هينفذها حتى لو إحنا مش عارفين.
- هل كل شىء على ما يرام ؟ قالها سواريز وهو يتحدث هاتفيًا مع وائل الذى أجابه على الفور: - كل شىء بخير، أخبرتهم بشأن كل هذا لكن ما يشغل تفكيرى لماذا أخبرتنى بتلك الخطة بعد سفرى .. كنت أظن حقًا أن هؤلاء على قائمة الاغتيال أجابه بثقة كبيرة: - لا تشغل بالك بكل ذلك، حسب تخمينى هم الآن بين أمرين إما التصديق أو التشكيك وهذا ما نريده بالضبط، ابقى مكانك حتى يخبرك بقراره الأخير وأبلغنى حين يتم ذلك حتى أبلغك بالخطوة التالية - حسنًا.
تابع اللواء أيمن ما يقوله وهتف بجدية: - دلوقتى مهما كانت نيته لازم نكسب ثقته وهنكسبها بإنى أبلغه باللى المفروض يسمعه، أنا هكلمه وأبلغه باللى اتفقنا عليه بس مش من هنا علشان المكان ده سرى ومش لازم حد يعرف مكانه .. ممنوع حد يتكلم فى موبايله هنا .. الموبايل لازم يكون مقفول مفهوم ! ردد الجميع بصوت واحد: - تمام سعادتك.
خرج اللواء أيمن وانطلق بسيارته ثم وقف فى أحد الشوارع وهاتف وائل الذى أجابه على الفور: - أيوة يا أيمن باشا ردد أيمن بجدية واضحة: - هنزور عمليات الاغتيال .. هنعلن موتهم قدام الكل علشان يكسبوا ثقتك ونعرف خطوتهم الجاية - تمام يا باشا .. وهو كذلك أنهى وائل المكالمة وهتف بابتسامة: - كدا كل حاجة ماشية صح، أغبياء !