logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 12 من 32 < 1 25 26 27 28 29 30 31 32 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:52 مساءً   [91]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل التاسع عشر

فقدان من اعتدنا على وجودهم في حياتنا يجعل منا وعاء فارغ، لا نجد بعدهم ما نحيا لأجله كما يدفعنا لفعل أشياء كثيرة لا ندرك مدى خطورتها.

أضواء حمراء وزرقاء أضاءت المكان الخارجي للفيلا لتعلن عن وجود مكثف لسيارات الشرطة والتي يتقدمها سيارة إسعاف، امتلأ المكان برجال الشرطة بشكل مكثف منهم من يرفع البصمات ومنهم من يستجوب حارس البوابة الخارجية، تقدم «زين» ونظر إلى جثة «فاطمة» التي كانت مُغطاه بقماش أبيض تلون باللون الأحمر بفعل الدماء ثم انتقل ببصره إلى «رماح» الذي كان يجلس جوارها على ركبتيه ويميل بجسده إلى الأمام ليضع كفيه على وجهه بشكل يُوحي بالصدمة والفاجعة، حزن كثيرًا على حاله وتقدم بخطوات هادئة حتى وصل إليه وانخفض حتى يُصبح في مستوى جسده، وضع يده على كتفه وردد بهدوء شديد:.

- رماح مينفعش قعدتك دي! قوم معايا علشان خاطري
لم يصدر أي رد فعل واضح منه وظل على حالته تلك فلوى «زين» ثغره وربت على كتفه بهدوء قائلًا:
- أنت أقوى من إنك تبقى بالشكل ده قدام كل رجالتك اللي موجودين دول، أنا عارف إن اللي حصل صعب بس لازم تتماسك شوية علشان تعرف تقف على رجلك تاني!

كان وكأنه في عالم آخر غير هذا العالم الذي يتحدث فيه «زين» ولم يتفوه بكلمة واحدة بل ظل على حاله ولم يتحرك قيد أنملة فنهض هو من مكانه والتفت إلى «طيف» الذي اقترب ونظر إلى الجثة بحزن شديد، اقترب من صديقه وردد قائلًا:
- طيف أيه اللي جابك هنا؟
ظل موجهًا بصره تجاه جثة «فاطمة» وردد بتأثر شديد:.

- عايزني أسمع بالخبر ده ومكنش موجود، فاطمة كانت أختي قبل ما تكون زميلتي في الشغل، كنت بعتبرها زي تنة بالظبط وكانت دايما تيجي تاخد رأيي في أي حاجة ده غير إنها صاحبة نيران المقربة، نيران لو عرفت معرفش رد فعلها هيبقى إزاي، أنا كنت دايمًا بفكر لو حد مننا حصله حاجة أيه مصير الباقي، كنت بفكر لو فعلا أنا مُت هل الباقي هيزعل! كنت دايمًا ببتسم وأقول لا إحنا أبطال الحياة اللي إحنا عايشين فيها وكنت بشبه الحياة دي برواية وإحنا أبطال الرواية دي والأبطال محدش فيهم بيموت لكن بعد المشهد ده اكتشفت إن ده واقع مينفعش نهرب منه.

نظر هو الآخر إلى حيث ينظر وردد بأسف شديد:
- أينعم أنا انضميت للتيم ده متأخر لكن فعلا قضيت أوقات معاكم حسيت فيها إن أنا وسط عيلة وكلنا اخوات وخايفين على بعض وبنخطط مع بعض وبنهزر ونضحك مع بعض، مكنتش متخيل إن شغلي ده هيبقى بالشكل الجميل ده، بقيت أحب أروح شغلي علشان أبقى وسط أخواتي، متوقعتش للحظة إن حد من العيلة دي يختفي فجأة، تعرف أنا حاسس إننا في حلم وهنصحى منه وهنفضل كلنا مع بعض.

أغلق «طيف» عينيه بحزن قبل أن يفتحها مرة أخرى لتقع على «رماح» الذي كان شكله يُحطم القلوب، عاد ببصره إلى «زين» وردد بهدوء:
- رماح صعبان عليا أوي، كنت متوقع إنه أقوى من كدا بسبب طريقة شغله لكن هرجع وأقول إن هو بني آدم، كلمته؟
هز رأسه بالإيجاب ونظر إلى حيث ينظر وهو يجيبه بنبرة تحمل الحزن:.

- حاولت أهون عليه واقومه من مكانه لكن هو في عالم تاني، اكنه مش سامعني أصلا، على حالة الصدمة دي من ساعة ما جيت، خايف أضغط عليه ينهار.

تحرك من مكانه واتجه إليه قبل أن يجلس هو الآخر على ركبتيه أمامه، فرد ذراعيه وأمسك بيديه ليبعدها عن وجهه فتفاجئ بعينيه الحمراء من كثرة البكاء، أخرج علبة المناديل الورقية الخاصة به وسحب منها الكثير قبل أن يمد يده به إليه قائلًا:
- خد يا رماح
أخذ منه المناديل وجفف دموعه وظل موجهًا بصره إلى الأسفل فتحدث «طيف» قائلًا:.

- معلش سامحني في الدقيقتين دول، أنا مش هقولك متعيطش ولا متحزنش لأن لو أنت عملت كدا هتبقى بتضر نفسك أكبر ضرر، ليك حق تعيط وتزعل لأن اللي حصل مش سهل ومش زعل ليك أنت بس ده لينا كلنا بس عايزك تساعدني دلوقتي وتقولي حصل أيه بالظبط علشان نعرف مين عمل كدا
ظل على حالته فردد مرة أخرى:
- رد عليا يا رماح وساعدني خلينا نعرف مين عمل كدا ونحاسبه
وجه بصره تجاهها وهز رأسه بعدم تصديق قبل أن يقول بقلب متحطم:.

- اللي أنا فيه دلوقتي ده حقيقي! بجد فاطمة هي اللي قدامي دي؟ يعني كدا خلاص مش هشوفها تاني! أنا أكيد بحلم وهصحى من النوم على صوت اتصالها اللي اتعودت عليه كل يوم الصبح وتقولي أصحى يا رماح أنت بقيت كسول وبتحب النوم كدا من امتى، أكيد ده مش حقيقي لأن إحنا حددنا ميعاد فرحنا أصلا وكانت مبسوطة أوي وبتقول امتى يجي اليوم ده! معقولة تمشي قبل ما يجي اليوم ده! أنا كنت جايب ليها الخاتم اللي عجبها وكنت هقدمه ليها يوم الفرح وكنت دايما بتخيل رد فعلها هيبقى أيه لما تشوف الخاتم، ازاي ده حقيقي! طيب أوريها الخاتم دلوقتي إزاي؟ هان عليها تمشي وتسيبني لوحدي بعد ما خطفت قلبي وخليتني من واحد مش واخد باله من حبها لواحد بيعشقها، مين اللي جاله الجرأة إنه يخطفها مني كدا! مين؟

تأثر «طيف» كثيرًا بما يقول ووضع يده على كتفه ليقول بصوت هادئ:
- ده قدر ربنا يا رماح، ربنا بيختبر صبرنا في المواقف اللي زي دي، دلوقتي فرحها في الجنة إن شاء الله، امسك نفسك أنت وادعيلها هي محتاجة للدعاء أكتر من العياط والحزن، قولي فين تسجيل كاميرات البيت؟
أشار إلى غرفة المكتب الخاص به وردد بحزن:
- جهاز الكمبيوتر اللي جوا، عليه كل الفيديوهات اللي بتتسجل.

هز رأسه بالإيجاب وقبل أن ينهض ردد بتساؤل:
- هتيجي معايا نشوف اللي حصل
هز رأسه برفض واضح قبل أن يقول بصوت منخفض:
- مش هقدر أشوف حاجة، كفاية عليا إنها قدامي غرقانة في دمها ومفيش في ايدي حاجة أعملها
اكتفى بالصمت ونهض من مكانه ثم اتجه إلى غرفة المكتب وتبعه «زين»، جلس على المقعد وقام بتشغيل الحاسوب، ولج إلى الملفات الخاصة به وضغط على التسجيل الأخير للكاميرات وبدأ المشهد:.

دلف إلى داخل الفيلا ثلاثة أشخاص لا تظهر وجوههم بسبب الأقنعة التي يرتدونها، تقدموا إلى الداخل وبيدهم «فاطمة» التي قاومتهم بكل قوة لكنها كانت مقيدة اليدين كما تم وضع شريط لاصق على فمها حتى لا يخرج صوتها، أجلسها اثنين على ركبتيها وتقدم الثالث منها قبل أن ينخفض حتى يصبح في مستوى رأسها وقال بابتسامة:.

- في الوقت اللي بتخططوا فيه لمواجهتنا كنا في طريقنا لتنفيذ خطتنا وهي قتلكم واحد واحد، إحنا سابقينكم بألف خطوة.

وقف مرة أخرى وأخرج سكين من خلف ملابسه وتحرك بخطوات هادئة ومُخيفة حتى أصبح خلفها مباشرة ونظر إلى كلٍ منهما نظرة ذات معنى فهزا رأسهما قبل أن يثبتها الأول في الأرض ويمنع الآخر حركة يديها المتكررة بينما تقدم الآخر صاحب السكين ووضع السكين على رقبتها ومررها ببرود شديد بينما انتفض جسدها وتطايرت الدماء بشكل مخيف، رفع ذو القلب المتحجر السكين وبيده الأخرى نزع الشريط اللاصق بينما فك أحدهم الرباط الذي ربطها به وتركوها لتسقط على الأرض، في تلك اللحظة أصدرت حركات تدل على خروج روحها وأصدرت صوت مُخيف بينما خرجت الدماء بغزارة، مر شريط حياتها أمام عينها بسرعة شديدة وانهمرت عبرة من عينها وصورة «رماح» أمام عينها، ودت لو تلقي نظرة أخيرة عليه قبل ذهابها لكن ليس بيدها شئ، حركت يدها بطريقة غير منتظمة قبل أن تهدأ أنفاسها تدريجيًا.

أبعد «طيف» نظره بعيدًا عن شاشة الحاسوب بسبب عدم تحمله ما يراه ووضع يده على وجهه وهو يقول:
- جالهم قلب يعملوا ده إزاي! دول معندهمش قلب، ربنا يحرقهم في نار جهنم الاشكال دي
جلس «زين» على طرف المكتب ونظر إلى الفراغ وهو يقول:
- على الأقل عرفنا إنهم رجالة الريد لاين، طالما قتلوا فاطمة يبقى عندهم خطة لقتل كل واحد فينا، لازم نبقى واخدين بالنا الفترة الجاية.

نهض «طيف» وخبط على المكتب بغضب وهو يقول:
- ياريت يطلعوا قدامي علشان أوريهم نار جهنم قبل ما أقتلهم بسبب اللي عملوه.

وصلت «نيران» إلى الفيلا وتقدمت إلى الداخل لتجد «رماح» الذي كان يجلس أمام جثة صديقتها المقربة فاقتربت برفق قبل أن تنخفض وتنزع الغطاء من على وجهها، شعرت بالصدمة عندما تأكدت من الخبر الذي أتى بها إلى هنا وانهمرت دموعها قبل أن تقول باكية:
- متوقعتش أشوفك بالشكل ده يا فاطمة، متوقعتش يعملوا فيكي كدا!

غطت وجهها مرة أخرى ومالت عليها لتبكي بحرقة شديدة بينما اقترب أحد الضباط وردد بجدية:
- بعد إذنك ياريت تبعدي علشان الاسعاف
رفضت ذلك ورددت بصوت مرتفع:
- سيبوني معاها شوية، دي صاحبتي اللي طلعت بيها من الدنيا، دي أختي
حضر «طيف» على هذا الصوت فاقترب من زوجته ووضع يده على ظهرها وهو يقول بتساؤل:
- عرفتي منين؟
نظرت إليه بعينان دامعتان وهي تقول:
- فاطمة ماتت يا طيف، مش هشوفها تاني.

وارتمت في أحضانه وزاد بكائها كثيرًا بينما ربت هو على ظهرها وضمها إليه أكثر وهو يقول:
- اهدي يا نيران بالله عليكي متعيطيش كدا، هي أكيد في مكان أحسن دلوقتي بعيد عن كل الضغوطات والمشاكل والحياة الصعبة دي
ابتعدت قليلًا ورفعت بصرها إليه لتتابع ببكاء حاد:
- كانت نفسها تشوف ابننا أوي، كانت بتقولي عندي هدية للبيبي لو طلعت بنت
ضمها إلى صدره مرة أخرى ومسح على رأسها وهو يقول بهدوء:.

- اهدي يا حبيبتي وادعيلها، ماتت غدر وشهيدة وحقها هيرجع قريب إن شاء الله.

- معنى كدا أيه؟ إني شغال معاكم والقائد بتاعكم كمان؟
قالها «نائل» الذي لم يتحرك من مكانه فأجابه هذا الخفي قائلًا بابتسامة:
- أيوة لكن إزاي! كل حاجة هتعرفها في الوقت المناسب وهتتعلم كل حاجة.

تحركت سيارة الإسعاف وبداخلها جثة «فاطمة» بينما بقى «طيف» الذي وجه سؤاله إلى حارس الفيلا قائلًا:
- إزاي يا عم محمد محدش دخل قدامك وهم دخلوا من باب الفيلا في الكاميرات وخرجوا كمان! دول لو عفاريت على الأقل كنت هتشوف الباب بيتفتح!
أجابه بتلقائية شديدة وهو يؤكد على ما قاله:
- يا بيه أحلفلك بأيه إني مشوفتهمش وأنا قاعد متحركتش، معرفش إزاي دخلوا ولاد الابالسة دول.

تدخل «زين» وأردف بغضب واضح:
- هو فيه احتمال من اتنين يا إما أنت مكنتش موجود وقت ما هم كانوا هنا وده معناه إنك مش شايف شغلك والاحتمال التاني هو إنك تبعهم وأنت اللي دخلتهم هنا وأنا الصراحة برجح الاحتمال التاني ولا أيه رأيك يا طيف باشا
نظر إلى صديقه ثم عاد ببصره إلى الحارس قائلًا بجدية:.

- أنا معاك يا زين باشا، عم محمد يشرفنا كام يوم كدا لغاية ما نعرف إذا كان معاهم ولا لا ولا أقولك كدا كدا فيه كاميرات مراقبة، حتى لو مكانش موجود فيه احتمال 90% إنه ساب المكان عن قصد وإنه تبعهم
توتر «محمد» كثيرًا وشعر أن الوضع خارج السيطرة فصاح ببكاء:
- أنا عندي عيال عايز أربيهم، مكنتش أعرف إن كل ده هيحصل والله، والله أنا مش تبع حد يا باشا
مال «طيف» إلى الأمام أكثر وردد بتساؤل:.

- قول يا عم محمد حصل أيه بدون لف ولا دوران بدل ما تلبس نفسك تهمة أنت مش قدها
وجد أن قول الحقيقة هو الحل الأمثل في تلك اللحظات فردد بتلعثم:.

- أنا، أنا مكنتش موجود فعلا وقت اللي حصل يا باشا، ليا قريبي من البلد موجود في القاهرة وطلب مني أسيب شغلي لمدة ساعة في الوقت ده وأجي أرفع معاه عزال لحد قريبه ولما رفضت وقولت إني في شغل قالي إن دي مصلحة مش هتتعوض وهقبض 5000 جنيه، الصراحة المبلغ زغلل عيني وقولت رماح باشا مش بيجي خالص في الوقت ده غير متأخر ووافقت وروحت وبعدها رجعت ومسكت مكاني تاني ورماح باشا رجع وبعدها حصل اللي حصل لكن والله يا باشا أنا مش تبع حد وده اللي حصل بالظبط.

ابتسم «زين» بسخرية قبل أن ينظر إلى «طيف» قائلًا:
- هيرفع عزال ب 5000 جنيه! ده عزال فيلا ده ولا أيه
ردد «محمد» بتلقائية:
- لا يابيه دي شقة على قد حالها وطلعنا تلاجة وبوتوجاز بس
اتسعت ابتسامة «زين» ورفع أحد حاجبيه وهو يقول:
- كمان! حسابك مع المقدم رماح هو يتصرف معاك علشان مشوفتش شغلك كويس ودلوقتي قولنا قريبك ده اسمه أيه وساكن فين.

أبلغهم باسم وعنوان صديقه الذي تحدث عنه فنهض كلٍ من «طيف، زين» استعدادًا للذهاب لكن «نيران» أوقفت زوجها قائلة بصوت هادئ:
- رايح فين يا طيف
اقترب منها وضم كتفيها بحب وهو يجيبها قائلًا:.

- حوار تبع القضية خيط كدا مسكناه وهنمشي وراه يمكن يوصلنا لحاجة، روحي أنتي وخلي بالك كويس أوي علشان ناويين يصطادونا واحد واحد، أوعي تقفي بالعربية نهائي والأفضل تروحي مع القوة على المديرية وروحي مع بابا
حركت رأسها بالإيجاب عدة مرات لتقول بهدوء:
- حاضر بس طمني عليك
ابتسم ابتسامة هادئة وحضنها قائلًا:
- متقلقيش يا حبيبتي هبقى بخير إن شاء الله، لما تروحي كلميني
- حاضر.

قاد «زين» السيارة بينما جلس «طيف» بجواره وسيطر الصمت على المكان أثناء تحركهم حتى تحدث الأول قائلًا:
- تفتكر فعلا نائل هو خطتهم والمفاجأة اللي قولت عليها!
نظر إلى الطريق أمامه وشرد قليلًا قبل أن يجيبه:.

- الأكيد إن نائل هو نائل اللي إحنا عارفينه لكن موضوع فقدان الذاكرة ده حاسه غريب شوية، ممكن خد أدوية تنسيه أو تخليه في الحالة دي علشان يبنوه من أول وجديد ويبقى هو فعلا قائدهم بس لو فكرت فيها الموضوع ده على الأقل علشان يتم هياخدوا وقت كبير أوي نقدر نقول سنتين عقبال ما يبنوه من أول وجديد ويبقى قائدهم، الصراحة الموضوع غريب وفيه غموض بشكل أوفر
انحرف بالسيارة جهة اليمين قبل أن يقول:.

- تعرف المشكلة الكبيرة أيه؟
نظر إليه وردد بتساؤل:
- أيه؟
أجابه وهو لا يزال ينظر إلى الطريق أمامه:
- إننا كتلة واحدة يا طيف، إحنا متجمعين وكلنا مرتبطين بشغلنا يعني حركاتنا كلها معروفة ومعروف مكانا لكن هم تحس إنهم فعلا أشباح، موجودين في كل حتة يعني لو وصلنا لحد منهم هيبقى فيه ألف غيره متفرقين في كل حتة، كأننا بنحارب عدو موجود في كل الاتجاهات لو ضربت اللي قدامك اللي ورا هيطعنك في ضهرك.

ابتسم «طيف» وعاد بظهره إلى الخلف وهو يقول:
- ساعتها ندور على اللحظة اللي كلهم متجمعين فيها ونهاجمهم إحنا من كل مكان، لازم نفكر عكس تفكيرنا لأننا لو فكرنا ونفذنا هيبقوا سابقينا بخطوات كتير لكن لو كنا عكس التوقعات ساعتها هنفاجأهم
- نظرية بردو.

وصلا إلى وجهتهما وترجلا من السيارة قبل أن يتحركا إلى هذا المنزل الذي أخبرهم به «محمد»، تقدما إلى الداخل وطرق «طيف» الباب الذي كان في الطابق الأول من هذا المنزل وانتظر لعدة لحظات قبل أن يفتح «هاشم» الذي ضيق حاجبيه وهو يبدل نظراته بينهما وأردف بتعجب:
- أفندم! حضراتكم عايزين حاجة؟
أخرج «طيف» بطاقته وأشهرها أمام وجهه وهو يقول بجدية:.

- الرائد طيف أيمن وده الرائد زين الجيار، ممكن نخش علشان نعرف نتكلم
ضيق هذا الشاب حاجبيه بقلق قبل أن يقول بعدم تصديق:
- هو حضراتكم الكاميرا الخفية ولا أيه! أنا عارف سعادتك يا باشا أنت اللي اتقتلت والفيديو اتنشر على الفيس وكل مكان! اخلع يا بيه قناع سيادة الرائد أنا كشفتكم
رفع أحد حاجبيه بتعجب ونظر إلى «زين» الذي بادله هو الآخر بنظرات غير مفهومة، عاد ببصره إليه مرة أخرى وردد بجدية:.

- قناع أيه! ياعم هو أنا ولسة عايش مش كاميرا خفية ولا قناع
ضيق هذا الشاب نظراته وردد بعدم اقتناع:
- مش مصدقك بردو، طب المجرم ضربك كام رصاصة!
اتسعت حدقتيه بعدم تصديق بينما نظر إليه «زين» وهو يقول:
- هم يبكي وهم يضحك، على الأقل ضمنا إنه أهبل واستحالة يكون من الريد لاين
فقد «طيف» صبره وردد بعصبية واضحة:
- اتضربت رصاصتين يا سيدي
ثم رفع قميصه وتابع:.

- وأدي مكان الرصاصتين ومحطوط زفت لزق أهو هتدخلنا ونتكلم ولا اخدك على القسم ونتكلم على رواقة!
تراجع هذا الشاب وردد بتوتر شديد:
- آسف يا سيادة الرائد اتفضل، والله ده أنا زعلت على موتك جامد وشاركت في هاشتاح حق الرائد طيف لازم يرجع والحمدلله حياتك كلها رجعت مش حقك بس.

جلسوا جميعهم قبل أن يوجه «زين» سؤاله إليه قائلًا:
- قولي بقى يا هاشم أنت اشمعنا طلبت محمد حارس فيلا الرائد رماح يجي في الساعة دي بالذات وأيه الشيل اللي ياخد عليه 5000 جنيه! خصوصا في الوقت ده حصل جريمة قتل في فيلا الرائد رماح؟
شعر بالتوتر قليلا قبل أن يرد بتلقائية:.

- والله يا باشا مش أنا اللي جبت الشغل ده حد قابلته بالصدفة في شغل وطلب مني أجي أنا وحد نشيله عزال واتفاجئت إنه يعرف محمد، قالي يجي في الوقت كذا معاك وكل واحد فيكم هياخد 5000 جنيه والصراحة أنا مصدقتش وأقنعته وجيه معايا فعلا
تابع «طيف» وردد متسائلًا:
- اسمه أيه وفين بيته ده وياريت لو معاك رقم تليفونه
ضم حاجبيه بعدم فهم قبل أن يقول:
- اسمه سعد يا باشا وهكتبلك العنوان ورقمه في ورقة.

كتب له العنوان ورقم الهاتف على ورقة قبل أن يقول:
- أهو سعادتك، جريمة قتل أيه اللي حصلت؟
أخذ منه الورقة ونهض الاثنين معًا قبل أن يقول «طيف» وهو يتجه إلى الباب:
- لو احتجناك هنقولك يا هاشم، يلا يا زين.

نظر إلى القميص الخاص به ليجده ملطخ بالدماء فضيق نظراته وهو ينظر إلى ملابسه وإلى الدماء التي جفت على يده فردد بصوت هادئ يدل على الصدمة الكبيرة والتي لم يفق منها بعد:
- بجد الدم ده دم فاطمة! اتقتلت ومقدرتش أحميها! بجد أنا عايش اللحظات دي ومش بحلم!
رفع كفيه أمام عينيه لينظر إلى تلك الدماء قائلًا:
- ليه قتلوها هي! كانوا قتلوني أنا، لو كانوا خيروني والله كنت اختارت نفسي.

خرجت «نيران» من مكتب اللواء «ايمن» واتجهت إلى مكتبه لتجده على تلك الحالة يكلم نفسه فحزنت كثيرًا على حاله واقتربت لتجلس على المقعد المقابل له وهي تقول:
- متعملش في نفسك كدا يا رماح، ده أمر ربنا واللي حصل ده صعب علينا كلنا، فاطمة مكانتش مجرد صاحبتي المقربة لا دي كانت زي نيسان أختي، كانت تعرف عني اللي نيسان نفسها متعرفهوش عني
انهمرت دموعها وتابعت:
- لازم نتحمل ونصبر وندعيلها.

رفع رأسه ونظر إليها بعينين دامعتين ووجه شارد حزين قبل أن يقول بضعف:.

- مش قادر أصدق اللي حصل، فاطمة الصبح كانت قاعدة مكانك على الكرسي ده وبتهزر وتضحك معايا، النهاردة ضحكت أنا وهي من كل قلبنا، فجأة تختفي كدا من حياتنا كلنا! مش هتخش عليا المكتب تاني وتقعد ترخم وتحاول تضحكني وتهون عليا؟ يارتني حبيتها بدري عن كدا علشان أكون شبعت من وجودها معايا، عارفة لما حد تكوني اتعودتي عليه في حياتك وبتصحي على صوته وتنامي بردو على صوته ومتعودة تشوفيه كل يوم فجأة يبقى الأمر الواقع إنك مش هتشوفيه تاني ولا هتسمعي صوته تاني! الحاجات اللي كنتي متعودة تعمليها معاه مش هتعمليها تاني! الواحد يعيش ازاي بعد ده؟ يعني ينفع الواحد يعيش من غير مياه! أنا مش عارف هعيش إزاي من غير فاطمة.

انهمرت دموعها بغزارة لسماعها تلك الكلمات فبكائه ليس بيده فهو فقد أعز ما يملك، فقد من أحبها قلبه واعتاد على وجودها، شعرت أنها ستبدأ بالبكاء فنهضت من مكانها وأسرعت إلى مكتب «فاطمة» لتبكي به دون أن يراها أحد بينما بقى هو مكانه يستعيد ذكرياته مع حب حياته فاطمة...
أنهت حمامها وارتدت ملابسها ثم نزلت إلى الأسفل لتجده منتظرًا بالاستقبال الخاص بالفندق فاتجهت إليه وما إن اقتربت منه حتى قالت:.

- اتأخرت عليك؟
رسم ابتسامة مصطنعة على ثغره وهو يردد:
- لا أبدًا دول كلهم ساعتين مش حوار يعنى
جلست على الكرسى الذى يجاوره وأمسكت بالكوب الموضوع أمامه وارتشفت منه وهى تقول:
- امم ما أنتَ اللي بتتصل بيا الساعة 6 الصبح مش عارفة أنتَ هتنزلنا نبيع لبن ولا أيه نظامك
اتسعت حدقتيه وهتف بصدمة:
- أنتي بتشربي من النسكافيه بتاعي!
نظرت إلى الكوب الذي بيدها وسرعان ما تركته فى الحال لتقول باستياء شديد:.

- يععع وأنا اللى فاكراك طالبهولي، افرض عندك كورونا دلوقتى زماني اتعديت
أمسك رأسه بكلتا يديه وردد بتأفف:
- يلا يا فاطمة نكمل شغلنا قال كورونا قال، وكملي النسكافيه أنا ماكنتش لسة شربت منه حاجة متخافيش.

عاد بذاكرته إلى الوقت الحالي وردد بصوت ضعيف بعد أن انهمرت عبرة من عينيه:
- كانت أحسن مهمة عملتها في حياتي، علشان كنتي معايا يا فاطمة علشان كنتي معايا لكن دلوقتي! دلوقتي أنا لوحدي...


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:53 مساءً   [92]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل العشرون

لحظات فراق شخص اعتدت على وجوده هي أصعب لحظات الحياة.

كان الحضور ضخمًا للغاية، جانب للرجال وجانب للسيدات، الحزن يخيم على الجانبين منهم من يشعل الحزن قلبه ومنهم من عبرت دموعه عن ألم الفراق ومنهم من اتعظ بالموت وقرر أن يعمل لآخرته، تم دفن «فاطمة» وبعد إغلاق باب قبرها عليها رفع الشيخ يده بالدعاء وردد بصوت مرتفع:.

- اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار، اللهم أبدلها دارًا خير من دارها وأهلا خير من أهلها، اللهم اغفر لها وارحمها.

استمر الشيخ في الدعاء وجميعهم يرددون خلفه إلى أن انتهى فردد «رماح» بصوت منخفض:
- اللهم آمين
بدأوا جميعًا يعزون «رماح» وشقيقتها «رهف» ومع الوقت بدأوا في الرحيل حتى تبقى «رماح» ومعه «طيف» بصحبة زوجته «نيران»، اقترب «طيف» من صديقه وردد بصوت هادئ:
- هتروح معانا يا رماح؟
هز رأسه بالرفض وردد بهدوء:.

- لا روحوا أنتوا أنا هفضل هنا شوية
تردد كثيرًا في الرحيل ف هؤلاء القتلة يسعون لقتلهم واحدًا تلو الآخر، صمت قليلًا قبل أن يقول:
- طيب خلي بالك من نفسك
ابتسم ابتسامة هادئة وردد بجدية:
- حاضر.

رحل «طيف» مع زوجته وترك رجلين من الشرطة خارج المقابر حتى لا يحدث شيء بينما تقدم «رماح» ومسح بيده على حجر قبل أن يجلس عليه موجهًا بصره تجاه قبر من تحطم قلبه لفراقها وابتسم قائلًا:.

- شوفتي يا ستي مرضيتش أسيبك لوحدك إزاي وبقيت معاكي، أنا عارف إنك مش بتحبي تبقي لوحدك في مكان وانك بتحبي تتكلمي مع حد، أديني معاكي وسايب كل حاجة علشان تفرحي، كنتي دايما بتقولي امتى القضية دي تخلص علشان ناخد اجازة ونتجوز ونبقى مع بعض وأدينا مع بعض دلوقتي بس للأسف متجوزناش، والله كنت محضرلك مفاجأة يوم فرحنا، عارفة الخاتم اللي شوفتيه على الفيسبوك وعملتيلي منشن عليه! أنا جبته وكنت مستني فرحنا علشان افاجئك بيه، كنت نفسي أشوف رد فعلك ساعتها، بصي أنا جيبته معايا أهو بس للأسف مش هعرف أشوفه على أيدك لكن يكفي إني اسيبهولك.

نهض من مكانه ووضع الخاتم على مقبض الباب الحديدي الصغير ثم عاد ليجلس مرة أخرى مكانه وتابع:
- تعرفي إنك وحشتيني أوي، متعود كل يوم في الوقت ده على مكالمة منك تضحكيني فيها، يارتني أنا مكانك علشان مش مستحمل بعدك عني والله، علشان محسش بكسرة القلب دي، هجيلك قريب إن شاء الله بس قبل ده هنتقم من كل واحد بعدك عني بالشكل ده، هنتقم من اللي قتلوكي غدر، أوعدك إني مش هرحم أي حد منهم، مش هرحم حد.

أوصلها إلى المنزل بسيارته وقبل أن يتركها ترحل أمسك بيدها وهو يقول:
- خلي بالك من نفسك بالله عليكي، أنا مش هستحمل خسارة خالص الفترة الجاية
قبضت بكف يدها الآخر على يده ورددت بهدوء:.

- المفروض أنا اللي أطلب منك الطلب ده يا طيف، أنت اللي هتبقى في وش المدفع ده غير إنهم حاطينك أنت بالذات على قايمة الاغتيالات وحاولوا كتير لكن كانوا في وشك علشان كدا هزمتهم لكن دلوقتي بقوا يغدروا ويضربوا من الضهر، لازم تركز كويس أوي
ربت على يديها وأردف بثقة:
- فيه خطة هنمشي عليها وأعتقد بابا هيرد رد قوي، النهاردة هنعرف هنعمل أيه، متقلقيش يا حبيبتي خير إن شاء الله المهم تخلي بالك من نفسك ومن بنتنا.

رفعت أحد حاجبيها ورددت بتساؤل:
- لسة معتقد إنها بنت؟
رسم ابتسامة هادئة على ثغره ليجيبها بحب:
- هتبقى بنوتة زي القمر وهتبقى واخدة جمالها ورقتها منك يا حبيبتي إن شاء الله
هزت رأسها بعدما رسمت ابتسامة لمجرد التخيل وقالت:
- إن شاء الله.

اقترب أحدهم من «باسل» وجلس على ركبة واحدة قبل أن يردد:
- حُفظت عهودنا وأهدافنا، بدأ الآن اجتماع طيف مع صديقه زين وهم في طريقهم للتحقيق مع رجلنا سعد، سيكونان ضحية هذا اليوم
ابتسم «باسل» ونهض من على كرسيه ليقول بسعادة:
- أخيرا جيه الوقت اللي هتموت فيه يا طيف يا فاشل، وريني مين هيحميك من ايدي النهاردة.

استقل «زين» المقعد الأمامي بجوار «طيف» الذي قاد سيارته وهو يقول بجدية:
- تفتكر سعد اللي قالنا عليه هاشم ده وراه حاجة؟
رفع أحد حاجبيه ليقول بثقة كبيرة:
- حاجة! قول حاجات، أنا متأكد إن وراه حاجة وده اللي مخليني متأكد إننا هنروح مش هنلاقيه أصلا
نظر إلى الطريق أمامه وانحرف جهة اليمين وهو يقول:
- نفس احساسي، مش متطمن أصلا
- سيبها على الله
- ونعم بالله.

وصلت السيارة إلى العنوان المحدد وترجلا الاثنين من السيارة، تقدم «طيف» وبجواره «زين» إلى مدخل المنزل ووقع بصرهما على شخصين تبدلت ملامحهما على الفور وركضا من أمامهما بسرعة شديدة، ركض أحدهم في جهة وركض الآخر في الجهة الأخرى فأشار «طيف» إلى أحدهم قائلًا:
- وراه يا زين أوعى تسيبه.

ركض «زين» خلفه بسرعة شديدة بينما ركض «طيف» خلف الآخر، انحرف هذا الشاب إلى جهة اليمين وكان خلفه «طيف» مباشرةً، بدأت سرعته تزيد ومن سرعته اصطدم ببعض المارة وأوقعهم على الأرض بينما بطئ «طيف» من سرعته قليلًا حتى لا يصطدم بأحد وظل خلفه من شارع إلى آخر حتى أنه قد أمسك بجرحه بتعب شديد، بطئ من سرعته كثيرًا بسبب عدم قدرته على تحمل الألم وسند على حائط ضخم لمنزل بينما كان نظره عليه فتفاجئ أنه صعد إلى أحد المنازل الموجودة فتحرك مرة أخرى خلفه ولكن تلك المرة سيرًا، دلف إلى داخل المنزل وأخرج سلاحه لينظر في جميع الجهات بحذر قبل أن يصعد إلى الأعلى، تحرك إلى الأعلى بحذر شديد حتى وصل إلى سطح هذا المنزل وفي تلك اللحظة وجد من يقفز على ظهره من الخلف فسقط أرضًا ووقع سلاحه من يده، اعتدل سريعًا وقبل أن يمسك بسلاحه مرة أخرى ركل هذا المجرم السلاح ليبتعد عنه ثم ركله في مكان جرحه فصرخ «طيف» بتألم شديد، ظهر رجلين آخرين وقاموا بتقييد يديه خلف ظهره بينما ابتسم «ف» وانخفض لينظر إليه قائلًا:.

- للأسف يا سيادة الرائد أنت قدرت تعمل قلق في منظمة عالمية لكن كل حاجة انتهت ودي نهايتك، هتبقى نفس نهاية فاطمة زميلتك فاكرها! أها صحيح أنت لسة حاضر جنازتها
بادله «طيف» بنظرات غضب وتوعد وهو يقول:
- حتى لو قتلتوني عمركم ما هتنتصروا في المعركة، إحنا أقوى منكم بدليل إنكم بتضربوا من الضهر وخايفين تواجهونا
ضحك «ف» بصوت مرتفع ووقف ليقول بثقة:.

- ده اسمه تخطيط وتشغيل دماغ، إحنا سابقينكم بألف خطوة، كل خطوة أنتوا بتاخدوها إحنا بنكون عارفين إنها هتحصل من البداية، باختصار إحنا عاملين لعبة وأنتوا الدمية اللي بنحركها جوا اللعبة دي، كل حاجة خلصت
رمقه «طيف» بغضب قبل أن يقول بنبرة حادة:
- أنا قتلت كتير أوي من رجالتكم وده معناه إنكم ضعاف، ده غير إنكم من غير قائد
انخفض «ف» مرة أخرى ونظر إليه بابتسامة هادئة وهو يقول:.

- إحنا مش من غير قائد، عندنا قائد وأنت تعرفه كويس وحضرت فرحه كمان، القائد بتاعنا ابن محمد الهواري نائل، مفاجأة مش كدا!
ابتسم هو الآخر وردد بسخرية:
- عايز تفهمني إن نائل ضحك علينا كلنا وإنه تبعكم! ده استحالة، إحنا مش أغبية لدرجة إننا نصدق حاجة زي دي
ضحك بصوت مرتفع ورفع أحد حاجبيه ليقول بثقة:.

- إحنا اللي خطفناه من المستشفى وإحنا اللي هندربه ونفهمه إنه تبعنا من زمان، فقدان الذاكرة اللي عنده ده بسبب الأدوية اللي بندهالوا وقريب أوي هنبني قائد استحالة حد يهزمه.

نهض من مكانه وأخرج سكين من ملابسه وظل يلتف حوله ليبث الرعب في قلبه قبل أن يقتله ثم وقف خلفه فحاول «طيف» الإفلات منهما لكنه لم يستطيع، رفع هذا المجرم رأسه ووضع السكين على رقبته ليقول بثقة:
- كلكم هتموتوا نفس بنفس الطريقة.

استعد لسحب السكين وذبحه لكن في تلك اللحظة انطلقت ثلاث رصاصات ليقع الرجلين الذان كانا يقيدانه وبعدهما سقطت السكين ووقع «ف» على الأرض فالتفت «طيف» في تلك اللحظة ليجد «سيزكا» التي رددت بجدية:
- لو كنت اتأخرت ثانية واحدة كنت هعيش بقية حياتي في حزن، لحقتك في آخر لحظة
أمسك برقبته وتحسسها قبل أن يقول بصوت شبه مسموع:.

- أنا قولت خلاص هموت، متوقعتش إن حد يظهر في الوقت ده وينقذني!
وضعت سلاحها في مخمده واقتربت خطوتين منه وهي تقول:
- حظرتك وقولتلك بلاش تطلع في الصورة تاني ولا ترجع لشغلك دلوقتي وأنت مسمعتش الكلام
نهض من مكانه ثم اتجه إلى سلاحه والتقطه قبل أن يقول بنبرة تحمل القلق:
- زين، أكيد نفس الكمين ده عملوه لزين أنا لازم ألحقه حالا
هزت رأسها بالإيجاب ورددت:
- يلا بينا.

على الجانب الآخر دلف «زين» إلى المنزل خلف هذا المجرم وصعد إلى الأعلى وهو يمسك بسلاحه، تقدم بحذر ووصل إلى سطح هذا المنزل وفضل عدم الدخول هكذا بصورة طبيعية فمن الممكن أن يكون هذا كمين لذلك قفز إلى الداخل ثم نظر إلى الخلف وهو ينام على ظهره فوجد شخصين يحملان سلاح كانوا على استعداد للقفز فوقه فأطلق الرصاص تجاههم واوقعهم في الحال بينما اختبئ الأخر خلف حائط واخرج يده ليطلق الرصاص تجاهه فتحرك «زين» من مكانه واختبئ خلف الحائط المجاور لباب الدخول، ظل هذا المجرم يطلق الرصاص بشكل عشوائي ونظر «زين» حوله بحثًا عن سبيل للخروج، رفع بصره إلى الأعلى فوجد أنه يستطيع تسلق هذا الحائط لذلك وضع سلاحه في مخمده وتسلق هذا الحائط المرتفع بسهولة ثم أخرج سلاحه مرة أخرى وتحرك بخطوات هادئة حتى لا يسمعه من في الجهة الأخرى، سار حتى وجده يختبئ خلف الحائط فابتسم وردد بصوت مرتفع:.

- مستخبي من أيه يا أخ
التفت على الفور ونظر إلى الأعلى وقبل أن يطلق الرصاص عليه أطلق «زين» رصاصة لتخترق يده وسقط سلاحه ليقع هو على ركبتيه وصرخ من الألم، قفز «زين» وركلة بقوة في وجهه قبل أن يعدله مرة أخرى ليقول بغضب:
- مش أنا اللي أقع في فخ زي ده، أقسم بالله هتشوفوا جحيم بسبب اللي عملتوه في فاطمة
لكمه بقوة في وجهه ثم تابع:.

- هاين عليا دلوقتي اقطعك ألف حتة بس للأسف مش هينفع علشان عايزك حي بس قبلها لازم أربيك
وقف وركله عدة ركلات حتى خرجت الدماء من فمه، توقف عند هذا الحد ورفعه بقوة من لياقة قميصه ثم دفعه أمامه بقوة وهو يقول:
- اتحرك قدامي.

قاده إلى الأسفل وسار في هذا الشارع الطويل بينما كان الجميع يتابعون ما يحدث بعدم فهم. جاء «طيف» ومعه «سيزكا» راكضان ليلحقا به فتفاجئا بهذا المشهد لذلك توقفا وتقدم «طيف» وهو يقول:
- أنت بخير يا زين
هز رأسه بالإيجاب وردد بابتسامة:
- كانوا عاملين فخ بس مش عليا أنا، دي النتيجة
ابتسم وربت على كتفه وهو يقول بفخر:
- بطل والله، يلا بينا.

تحرك «زين» مع هذا المجرم بينما اقتربت «سيزكا» من «طيف» وهمست قائلة:
- واضح إنك محتاج شوية تدريب يا طيف
ابتسم وفهم ما ترمي إليه لذلك رفع أحد حاجبيه قائلًا:
- أنا مقدرتش عليهم بسبب الجرح، نسيتي إني مضروب رصاصتين ولا أيه
ضحكت على رده وقالت مازحة:
- مش قصدي أقلل منك يا باشا، أنا عارفة ده كويس بس بردو محتاج تدريب
سار خلف «زين» وردد بجدية:
- ربنا يسهل.

ضغط على أزرار لوحة المفاتيح عدة ضغطات وانتظر قليلا ثم ضغط مرة أخرى بعد أن تبدلت تعابير وجهه من الحزن إلى السعادة، ترك الحاسب الآلي وتحرك إلى الغرفة المجاورة وردد بصوت مرتفع:
- اللواء ايمن ادانا الاذن بالتحرك، تنفيذ المهمة بليل
نظر «يوسف» إلى صديقه «عمر» وقال بابتسامة:
- أخيرا هاخد حقي منهم ومن اللي عملوه في اختنا.

نهض «عمر» من مكانه ونظر إلى «طارق» الذي أوصل لهم الخبر وردد:
- جهز كل حاجة هنحتاجها للمهمة النهاردة يا طارق، كل حاجة لازم تبقى جاهزة قبل ما نتحرك
هز رأسه بالإيجاب واستعد إلى الرحيل وهو يقول بجدية:
- تمام سعادتك
رحل هو بينما نظر «عمر» إلى صديقه وقال بجدية:.

- مهمة النهاردة صعبة يا يوسف، دي مستحيلة مش صعبة، ممكن منخرجش من هناك علشان كدا عايزك تسامحني على أي حاجة عملتها زعلتك قبل ما نتحرك
رفع أحد حاجبيه ونظر إليه بتعجب قبل أن يقول باعتراض:
- أيه الهبل اللي بتقوله ده يا عمر، إحنا عشرة عمر وصحاب من الطفولة وعمري أبدا ما أزعل منك وبعدين إن شاء الله مهمة النهاردة تعدي على خير ومينفعش نفشل لأن اللي هنعمله هو الأمل الوحيد علشان الريد لاين ميبقاش ليها وجود.

ابتسم وربت على كتف صديقه بحب وهو يقول:
- إن شاء الله هننجح في المهمة والكابوس ده هيعدي ونرجع لبلدنا وراسنا مرفوعة
- إن شاء الله.

- يعني قال بنفسه نائل هو القائد الجديد؟
قالها «ايمن» الذي استمع ما قاله «طيف» في حضور «زين، فهد، سيزكا» فأجابه قائلًا:
- أيوة ده اللي حصل، اللي مش فاهمه هو ازاي هيستنوا الفترة دي كلها من غير قائد عقبال ما نائل يجهز؟
تحدث «زين» ليقول بجدية:.

- أكيد المجلس اللي هياخد القرارات عقبال ما نائل يجهز، إحنا لازم ننقذه ونلحقه من ايدهم قبل ما يحولوه لعدو ويغسلوا دماغه خالص
هنا تحدثت «سيزكا» وشاركت بمعلوماتها:.

- النهاردة المفروض فيه محفل بيحضره كل عبدة الشياطين وكل قادة الريد لاين اللي موجودين في مصر، كنت أنا شخصيا بحضر معاهم المحفل ده كل سنة لأن فيه بياخدوا قرارات مهمة جدا، مجلس الريد لاين وقتها بيعقد اجتماع لكن في أمريكا وبعدها بيحضروا اجتماع قادة الريد لاين لكن اونلاين وبيشاركوا في القرارات اللي بتتاخد
عقد «ايمن» ما بين حاجبيه قبل أن يقول متسائلًا:.

- وليه المحفل اللي بياخدوا فيه القرارات المهمة دي بيتعمل في مصر بالذات؟
نظرت إليه قبل أن تجيبه بثقة:
- علشان عندهم اعتقاد إن المدينة اللي فيها الأهرامات بتمدهم بالقوة وإن القدماء المصريين كانوا بيدعموا عبادة الشيطان، من الآخر بيقولوا إن الريد لاين موجودة من زمان أوي وإن الفراعنة هم أصحاب فكرة إنشاء المنظمة علشان كدا لازم اللي يكون قائد المنظمة يكون مصري.

رفع «طيف» أحد حاجبيه ليقول بعدم اقتناع:
- فراعنة أيه اللي أصحاب فكرة إنشاء الريد لاين! معنى كدا إن نفرتيتي وامنحوتب والمعلمين دول كانوا ريد لاين؟ لا لا دول مجانين
ضم اللواء «ايمن» كفيه وردد بجدية:
- لازم نعرف مكان المحفل ده ووقته في أسرع وقت، دي فرصة من دهب وكل خططنا هتتغير، أكيد نائل هيبقى موجود هناك ده غير إن كلهم هيبقوا هناك وساعتها هنقدر نمسكهم كلهم ونخلص من الكابوس ده.

لوت هي ثغرها ورددت بحزن:
- للأسف مكان المحفل بيتغير كل سنة ومش ثابتين على مكان معين أما الوقت فهو كمان ساعة بالظبط
رفع أحد حاجبيه بتعجب قائلًا:
- مش المحفل بيبقى بليل؟
هزت رأسها بالنفي وصححت له قائلة:
- لا في مصر الساعة 2 الظهر لكن في أمريكا بيبقى ساعتها بالليل.

هنا تحدث «طيف» ونظر إليها قائلًا:
- متعرفيش تحاولي تعرفي المكان اللي هيعملوا في المحفل ده؟
مالت بجسدها قليلًا إلى الأمام ورددت بجدية:
- محتاجة لاب توب آمن، فيه طريقة بس لازم لاب توب آمن وحد فاهم في ال security علشان هخش على الديب ويب، المكان بيتم الاعلان عنه من خلال الديب ويب ومش أي حد يقدر يخش غير بالباس ورد وده محدش يعرفه غيرهم بس وطبعا أنا أعرفه.

نهض «فهد» من مكانه وردد بجدية:
- بعد اذن سيادتك، أنا هبلغ جمال هو الوحيد اللي هيوفر اللي هي عايزاه علشان نعرف المكان.

فرك كفيه بقوة من شدة البرودة ونظر من نافذة سيارته تجاه المنزل قبل أن يردد بصوت هادئ:
- ياااه لو تخرج تشتري حاجة دلوقتي، لا بس مظنش تخرج في المطر ده كله، بس ممكن تكون نسيت تجيب حاجة في السوبر ماركت وتخرج تجيبها، لا لا مظنش دي جابت حاجات كتير أوي أكيد منسيتش حاجة، يوووه فيه أيه يا بارق ما تمسك نفسك شوية وتهمد أنت بتفكر كدا ليه دي بنت رئيسك في الشغل أنت اتجننت ولا أيه، أنا هنا للشغل فقط.

عاد بظهره إلى الخلف وعقد ذراعية أمام صدره من شدة البرودة بعد أن قام بتشغيل الماسحات الخاصة بالسيارة لتقوم بإزالة مياة الأمطار الغزيرة.

على الجانب الآخر بداخل المنزل جلبت كوب من حمص الشام وضمته بكلتا يديها ليقوم بتدفئة يديها، اقتربت من سريرها وجلست عليه قبل أن ترتشف من الكوب القليل، تذكرت في تلك اللحظة «بارق» ومحادثته معها أثناء شراؤها لمستلزمات المنزل، ابتسمت ابتسامة هادئة فهي وجدت البساطة في شخصيته كما وجدت القوة أيضًا عندما قام بإنقاذ حياتها، توقفت عن التفكير قليلًا وتذكرت أنه مسؤول عن حمايتهم وفكرت في حاله الآن في هذه الأجواء الباردة والممطرة، تركت الكوب من يدها وفتحت نافذة غرفتها لكنها سرعان ما اغلقتها مرة أخرى بسبب الهواء شديد البرودة والذي يحمل معه قطرات المياة الساقطة، اتجهت إلى الداخل وارتدت المعطف الخاص بها ثم خرجت إلى الشرفة مرة أخرى وبحثت بعينيها عنه فوجدت سيارته على بعد قصير من المنزل، ارتسمت ابتسامة تلقائية على وجهها واتجهت إلى الداخل بعدما قامت بإغلاق باب شرفتها، بدلت ملابسها في الحال واتجهت إلى الأسفل وجلبت كوب طويل من البلاستيك له غطاء من الأعلى ثم وضعت بداخله ما كانت تشربه منذ قليل وتوجهت إلى والدتها قبل أن تقول:.

- بقولك يا ماما أنا شوفت الرائد بارق برا المفروض يعني بيحمينا والجو برد أوي ففكرت ابعتله حمص الشام أيه رأيك؟
ابتسمت والدتها وهزت رأسها بالإيجاب وهي تقول:
- ربنا يكرمك يا بنتي، أكيد موافقة ربنا يعينه ويحرسه لشبابه.

تهللت أساريرها وأسرعت إلى الخارج وسارت باتجاه السيارة وما إن وصلت حتى طرقت على زجاج السيارة فالتفت هو ليرى من بالخارج، اتسعت حدقتيه عندما رآها وفتح باب السيارة على الفور وترجل منها ليقول بابتسامة:
- أيه المفاجأة الجميلة دي
ابتسمت ومدت يدها بالكوب وهي تقول بحرج:
- اتفضل أنا قولت الجو برد ومطر فقولت أجيبلك حاجة تدفيك
تناول منها الكوب واتسعت ابتسامته وهو يقول بتساؤل:
- تسلمي والله ليه تاعبة نفسك بس.

نظرت إلى الأسفل قبل أن تقول بهدوء:
- مفيش تعب ولا حاجة والله، ربنا يعينك
فتح الغطاء واستنشق الرائحة قبل أن يقول بسعادة:
- حمص الشام ده؟
هزت رأسها بالإيجاب وأجابته:
- أيوة حمص الشام وأنا اللي عاملاه يارب يعجبك
ارتشف منه القليل قبل أن يغلق عينيه وهو يقول:
- الله، متتصوريش أنا بحب حمص الشام أد أيه، بقالي فترة كبيرة مشربتوش والصراحة طعمه روعة تسلم ايدك
ابتسمت بسعادة قبل أن تقول وهي تستعد إلى الرحيل:.

- الله يسلمك يارب، بعد اذنك
هز رأسه بالإيجاب فرحلت من أمامه بينما تابعها بنظراته ولا تزال تلك الابتسامة التلقائية على وجهه.

ضغط على عدة أزرار قبل أن يقول بجدية:
- كل حاجة جاهزة وعملت firewall علشان محدش يقدر يتعقب ال ip.

هزت رأسها بالإيجاب وجلست على المقعد وقربت جهاز اللاب توب منها ثم ولجت إلى عدة مواقع مجهولة وكل موقع كان يطلب منها رقم سري مختلف، وصلت أخيرا إلى الموقع الأخير والذي كان بشاشة سوداء، قامت بكتابة عدة حروف ثم أدخلت الرقم السري الخاص بها لتظهر تلك الشاشة والتي كان يعلوها قرنين باللون الأحمر وترمز إلى الشيطان وأسفلها
Welcome to the devil s world
(أهلا بك في عالم الشيطان).

وأسفلها مستطيل يطلب كلمة سر أخري فنظرت إلى «طيف» لتقول بابتسامة:
- أظن إنك تعرف كلمة السر الأخيرة دي
نظر إلى والده ثم عاد ببصره إليها مرة أخرى قائلًا:
- Be my angel
(كن ملاكي).


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:53 مساءً   [93]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الحادي والعشرون

سيطر الصمت على المكان بينما كانت هي تضغط على أزرار لوحة المفاتيح، ولجت إلى العديد من الصفحات الخفية قبل أن تبتسم وهي تقول بثقة:
- وأخيرا وصلنا
ضغطت على الزر بقوة لتظهر شاشة أمامها باللون الأحمر وبداخلها يوجد عنوان باللون الأزرق وأسفله توقيت، رفعت رأسها ورددت بجدية:
- أنا عرفت المكان والوقت كمان ساعة زي ما قولتلكوا
هنا تحدث اللواء «ايمن» واقترب منها وهو يقول:.

- لو عايزين نخش المحفل ده محتاجين تذاكر نجيبها ازاي؟
نظرت إلى شاشة الحاسوب مرة أخرى وضغطت على عدة أزرار قبل أن تقول:
- التذكرة هتبقى عبارة عن الصورة اللي موجودة دي، يكفي إنك تكون مصور الصورة على موبايلك علشان تبقى تذكرة دخولك وده أمان لأن استحالة حد يخش على الموقع ده لأنها كلها صفحات خفية وكلمات سر محدش يعرفها غير اللي أساسي في الريد لاين، خطتك أيه يا أيمن باشا؟
أشار بإصبعه إلى الجميع قائلًا بجدية:.

- المرة دي إحنا نعرف مكانهم وكلهم متجمعين، دي الفرصة الوحيدة قدامنا علشان نقدر نخلص من الكابوس ده، طيف وزين وأنتي يا سيزكا هتخشوا المحفل ده متخفيين زي ما طيف ونيران عملوا المرة اللي فاتت، مهمتكم هي إنكم تلاقوا نائل في وقت ميزيدش عن عشر دقايق بالظبط لأن بعد الوقت ده القوة هتهاجم المكان، مينفعش نهاجم غير بعد ما تلاقوا طيف لأن فيه خطر على حياته
لوى «طيف» ثغره قبل أن يقول بتساؤل:.

- أعتقد المرة دي مش هتبقى سهلة زي المرة اللي فاتت لأن الوضع المرة دي مش مجرد فرع من المنظمة لا دي المنظمة كلها حرفيا
هنا تحدث «زين» قائلًا بجدية:
- وهتبقى مشكلة كبيرة لو نائل مكانش موجود أصلا ساعتها هنبقى نجحنا في إننا ننهي القضية لكن هيفضل اختفاء نائل لغز
أغلقت «سيزكا» شاشة الحاسوب ووضعت يدها أعلاه لتقول بثقة:.

- كل حاجة هتتم بسهولة لأني أعرف طقوسهم كلها وكلمات السر، لو أنتوا لوحدكم ليكم حق تقلقوا لكن أنا رئيسة الريد لاين يعني كل أسرارهم وتفكيرهم معايا، الدخول بقناع مختلف عن المحفل اللي طيف حضره لكن القناع سهل أمره، في خلاص نص ساعة حد من رجالتي هيجيبهم أما بقى لو نائل فعلا رئيس المنظمة الجديد فأكيد لازم يبقى موجود لأن دي شروط الاجتماع حتى لو هو مكسر فهو بيحضر بردو.

سند اللواء «ايمن» بكلتا يديه على المكتب قبل أن يقول بصوت مرتفع:
- طيب مستنيين أيه اتحركوا مفيش وقت قدامنا!

توقفوا بالسيارة على بعد كبير من هدفهم وترجل «يوسف» من السيارة قبل أن يقول:
- هتكملوا أنتوا وتدخلوا من المكان اللي اتفقنا عليه، لازم تدخلوا وتنجحوا
هز «عمر» رأسه بالإيجاب قبل أن يقول بجدية:
- هنتقابل جوا إن شاء الله، ربنا معاك ومعانا.

وضع حقيبة على كتفه وسار في اتجاه هدفه، سار لمسافة طويلة حتى وصل إلى بناية ضخمة يحيطها من كل الاتجاهات حراسة أمنية مشددة، ابتسم وتقدم بخطوات واثقة حتى وصل إلى الباب المؤدي إلى الداخل ووجه حديثه إلى أحد المسلحين قائلًا باللغة الإنجليزية:
- أنا الضابط المصري يوسف رأفت، أظن أن هذا الاسم ليس غريب على رجال الريد لاين
رفع هذا المسلح السلاح ووجهه إلى جسده وتبعه بقية المسلحين فابتسم قائلًا:.

- إن انطلقت رصاصة واحدة من أسلحتكم تجاهي ستندمون أشد الندم، أنا أحمل شيئًا هام لمجلس الريد لاين
اقترب هذا المسلح منه وردد بصوت غاضب ومرتفع:
- ما هو هذا الشيء؟ تحدث قبل أن أنفذ أمر قتلك في الحال
نظر إليه بتعالي قبل أن يقول بثقة:
- من أنت كي أخبرك بهذا الأمر! أنا أريد التحدث مع المجلس بأكمله الآن
رمقه هذا المسلح بعدم رضا قبل أن يرفع جهاز اللاسلكي الخاص به ويقول:.

- الضابط المصري هنا ويقول أن لديه شيء هام سيعرضه على اجتماع المجلس.

ابتعد قليلًا واستمع إلى الأمر الصادر من هذا الذي يتحدث معه ثم عاد إليه ورمقه وهو يقول:
- فتشوه جيدا وادخلوه
تقدم رجاله وقاموا بتفتيشه جيدا قبل أن يحاول أحدهم سحب الحقيبة التي كان يضعها على كتفه، منعه من ذلك ودفعه قائلًا:
- لا تقلق لا يوجد ما يُثير قلقك في الحقيبة، ما يوجد بها هو سبب تواجدي هنا
نظر هذا الرجل إلى القائد فحرك رأسه بمعنى اتركه وما إن ابتعد عنه حتى تقدم هو وقال:.

- كيف اصدق بأن تلك الحقيبة لا يوجد بها سلاح؟
ابتسم «يوسف» وتحدث بثقة:
- أنا لست بهذا الغباء، مع كل هؤلاء الرجال تعتقد أنني هنا لكي أقتل أحدكم! هذا انتحار
ابتسم «لويس» وهز رأسه وهو يقول:
- نعم هو كذلك، لنتحرك إلى الداخل، المجلس لا يملك الوقت لكل ذلك.

نظر إلى نفسه في المرآة بعدم رضا قبل أن يقول:
- أيه القناع اللي اللي ملهوش تعابير ده، ده ولا مبتسم ولا حزين ولا حتى عادي
رفعت أحد حاجبيها لتقول بتعجب واضح:
- هو إحنا رايحين حفلة تنكرية! هو ده القناع الخاص بالريد لاين ومش هنخش غير بيه
خلع قناعه ونظر إليها قائلًا بتساؤل:
- ليه بيستخدموا أقنعة في الاجتماعات بتاعتهم!
خلعت قناعها هي الأخرى ورددت قائلة:.

- علشان محدش في الاجتماع يعرف مين حضر معاه، كل اللي يعرفه إن فيه غيره تبع الريد لاين موجودين لكن ميعرفش هم مين بالظبط وده أمن زيادة علشان لو حد من اللي حاضرين اتكشف ميقدرش يقول مين كان معاه ماعدا طبعا القيادة هم اللي عارفين مين اللي حاضر بالظبط وأساميهم، يمكن عارفين كمان إن إحنا هنحضر
هنا ضيق «زين» ما بين حاجبيه ليقول بتعجب:
- نعم! عارفين أيه؟ كدا خطر ما دام المهمة مكشوفة.

رسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها قبل أن تقول بهدوء:
- لو فيه خطر فعلا مكنتش هخاطر وادخل نفسي وادخلكم المحفل، كل حاجة هتتم زي ما احنا عايزين
ادارت وجهها وزادت ابتسامتها وكأنها تخفي أو تخطط لشيء ما.

مسح العبرة التي سالت على وجهه بمنديله الورقي قبل أن يرسم ابتسامة هادئة قائلًا:.

- تعرفي إني من أسبوع حلمت إننا في مكان كبير أوي وضخم، مشينا فيه فترة كبيرة لغاية ما تعبنا وفجأة لقيتك وقفتي فجأة وقولتي أنا تعبت ومش هقدر أكمل، ساعتها ابتسمت وقولتلك لازم نكمل وفجأة ظهر نور جامد أوي من جوا أوضة ظهرت في الطريق ده، لقيتك فرحتي جامد ساعتها وطلعتي تجري ناحيته وأنا أنادي عليكي لغاية ما بصتيلي وقولتي أخيرا الراحة يا رماح، وطلعتي تجري ودخلتي وسط النور ده، صحيت من النوم وابتسمت وفسرت إن الراحة دي جوازنا لكن مكنتش أتخيل إن ده اللي هيحصل.

سالت عبرة أخرى على وجهه قبل أن يقول:
- يارب استريح أنا كمان وأجيلك.

وصلت السيارة الخاصة بهم إلى مكان المحفل وكان عبارة عن مخزن كبير في وسط منطقة صناعية، تقدموا وعبروا إلى الداخل عن طريق باب صغير ثم مالت هي على أذن «طيف» وهمست قائلة:
- أي حاجة هقولها جوا عايزاك تجاريني فيها وتتكلم معايا أكن اللي بقوله ده صح وتخترع من عندك كمان
ضم حاجبيه بعدم فهم قبل أن يقول بتساؤل:
- وأيه اللي هيخلينا نتكلم أصلا!
أصرت على حديثها ورددت بغموض:.

- اسمع اللي بقولك عليه يا طيف وثق فيا، دي بطاقة خروجنا من هنا وكفاية كلام إحنا داخلين.

تقدموا إلى أن وصلوا إلى بوابة أخرى ولكن أكبر حجمًا وهنا وجدوا ثلاثة أشخاص يقفون بجوار بعضهم البعض ويرتدون أقنعتهم، في تلك اللحظة رفعوا جميعًا هواتفهم الذكية والتي كانت تحمل الصور الخاصة بالدخول ففرد أحد الحراس ذراعيه وطلب منهم الهاتف، قاموا بإعطائه هواتفهم وأفسح الاثنين الآخرين الطريق ليمروا إلى داخل ممر قصير انتهى بدرج إلى الأسفل، ساروا إلى الأسفل مسافة ليست كبيرة حتى ظهر أمامهم ممر آخر من الحجر وعلى جانبيه الشموع لتضيء الطريق بشكل مخيف وكأن هذا الطريق يقودهم إلى الجحيم، ساروا في هذا الممر لأكثر من خمس دقائق حتى وصلوا إلى وجهتهم النهائية وكان المكان ضخم وأشبه بالمحفل الذي حضره «طيف» سابقًا كجزء من مهمته كن ملاكي.

كان المكان ممتلئ بالكثير من رجال الريد لاين والذين كانوا يرتدون الملابس والأقنعة نفسها، تقدموا إلى الداخل بخطوات هادئة حتى أصبحوا بينهم وكان الصمت يسود المكان، هزت هي رأسها بحركة ذات معنى ل «طيف» فتحرك معها بينما بقى «زين» في مكانه يشاهد هذا الوضع بذهول إلى أن تذكر ما أتى لأجله فنظر بجواره لكي يخبر صديقه بالبدء في البحث عن «نائل» لكنه لم يجده ولم يجد «سيزكا» مما جعله ينزعج كثيرا وتحرك بصورة عشوائية في كل مكان بحثًا عنهم لكنه لم يستطع التعرف عليهم لأن الجميع يرتدون الملابس نفسها ويستحيل العثور على أصدقائه هنا!

على الجانب الآخر وصل «فهد» مكالمة هاتفية بينما كان بداخل مكتب اللواء «ايمن» ومعه ضابط آخر، أجاب على المكالمة الهاتفية وصمت قليلًا بعد أن ظهرت علامات التعجب على وجهه فردد اللواء «ايمن» قائلًا بتساؤل:
- حصل أيه يا فهد! فيه جديد؟
نظر إليه وقال بعدم فهم:
- دي مكالمة من المستشفى اللي نائل كان موجود فيها، بيقولوا إن نائل رجع اوضته تاني بصورة غريبة زي ما اختفى.

ضيق ما بين حاجبيه بتعجب ليقول بتفكير:
- معنى كدا أيه! نائل مش هو القائد الجديد وإن ده كمين لطيف وزين وسيزكا!
تحرك بسرعة إلى جهاز التصنت ووضع السماعة على اذنيه وهو يقول:
- لو دخلوا يبقى هقدر أسمع أيه اللي بيحصل في الاجتماع.

تقدم «يوسف» إلى الداخل وشعر بوجود شيء غير طبيعي في الأمر، سار مع الرجال إلى نهاية الممر الطويل وفتح أحد الرجال باب وردد قائلًا:
- المجلس بانتظارك، هم بالداخل
رمق داخل الغرفة بطرف عينيه ولم يجد أحد لذلك علم على الفور أن خطتهم قد فشلت وأن رجال المجلس غير موجودون هنا وسبقوهم بخطوة، مثل الثقة بهم وردد قائلًا:
- شكرا لكم، لكنني لست بهذا الغباء.

ثم فرد يده وسلب السلاح من يد أحدهم بحركة مباغتة وأطلق الرصاص على جميع من يقف أمامه ليقتلهم جميعًا بسرعة كبيرة، ترك المكان وركض في الممر الطويل لكن أجهزة الإنذار أطلقت صوت مدوي في الارجاء وهنا علم «يوسف» أن خروجه من هنا على قيد الحياة أمر مستحيل.

تقدمت «سيزكا» ومعها «طيف» إلى غرفة الاجتماع وهي إحدى غرف المكان الذي يقام به المحفل لكنها كانت سرية وبها قادة منظمة الخط الأحمر فقط، تعجب «طيف» كثيرًا أنهما دلفا إلى هذه الغرفة التي كان من الصعب اختراقها ووجد جميع أعضاء المجلس يجلسون أمام منضدة مستطيلة الشكل وكانت طويلة أما عن المقعد الأمامي والذي يخص القائد كان فارغًا تمامًا، تقدمت هي بصورة فاجأته وجلست على هذا المقعد بصفتها القائد بينما وقف بقية أعضاء المجلس وانحنوا لها بشكل مخيف قبل أن تقول بابتسامة:.

- انتوا طبعا عارفين إن كل اللي حصل ده متخطط ليه من البداية، دخول طيف هنا هو بعد ما أثبت ولائه للريد لاين وللمجلس وكمان ساعدنا على دخول مكتب اللواء أيمن في المديرية وخدنا كل اللي محتاجينه بدون تعب، صح يا طيف؟

على الجهة الأخرى كان اللواء «ايمن» يستمع إلى ما يحدث بداخل الاجتماع بصدمة كبيرة بينما «طيف» لم يفهم ما يدور حوله لكنه تذكر حديثها معه قبل الدخول بأن يوافقها الرأي على ما تقول فظن أنها خطة لذلك تحدث بصوت مرتفع قائلًا:
- أيوة ده حصل، أنا ولائي دلوقتي للريد لاين ده غير إن كل المعلومات المهمة اللي محتاجينها معاكم دلوقتي من غير ما بابا يشك
هنا تحدث أحد أعضاء المجلس قائلًا:.

- الابن ممكن يخون أبوه؟
هنا ابتسم «طيف» وأجابه قائلًا:
- طالما والدي بخير ومتعرضش للخطر فأنا معملتش خيانة، أنا نفذت مهمتي اللي تم تدريبي عليها من الأول، كان الاتفاق بينا إنكم تبعدوا عن عيلتي وتدوني نفوذ وقوة وفلوس مقابل إني أديكم المعلومات اللي محتاجينها وده اللي حصل، اللي مش عايزه يحصل هو إن حد يشك فيا مجرد شك إني تبع المنظمة.

خلع «ايمن» سماعة الرأس ونظر إلى الفراغ بعدم تصديق بينما تحدث «فهد» قائلًا:
- فيه حاجة سعادتك! سمعت حاجة مهمة؟
لم يجيبه وظل موجهًا بصره إلى الفراغ أمامه وهو يحدث نفسه قائلًا:
- ممكن دي خطة من طيف، ابني مش هيخون بلده وشغله، إحنا متفقناش على كدا بس أكيد دي خطة
ثم تذكر عودة «نائل» وحديث «سيزكا» قبل ابنه فاتسعت حدقتيه أكثر وهو يقول:.

- لو فعلا كدا ازاي سيزكا القائد! كل ده كان لعبة علينا؟ معقول طيف شارك في ده!
انتهى به تفكيره بوضع سماعة الرأس مرة أخرى ليستمع إلى ما يحدث.

أشارت إلى المقعد المجاور لها ورددت بجدية:
- اقعد يا طيف أنت دلوقتي واحد مننا ثم ابتسمت عندما تذكرت ما حدث منذ البداية...

قبل شهرين
وضعت قدمًا فوق الأخرى ورددت بابتسامة واسعة:
- قولتلك يا كريم هعرف أتصرف، تامر أو طيف نجحوا يخدعوني والصراحة أنا عايزاه وزي ما قولتلك الخطة اللي في دماغي هعملها
رفع أحد حاجبيه وردد باعتراض:
- بس كدا هيموت كتير أوي من رجالة الريد لاين في اللعبة بتاعتك دي!
ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تقول بثقة كبيرة:.

- كل معركة ليها الخساير بتاعتها وأنا معركتي عايزة أكسب فيها كل حاجة، الظابط و كل المعلومات اللي إحنا عايزينها في مصر
لوى ثغره وردد بعدم رضا:
- وطبعا ده عن طريق خطتك وهي إنك هتحبيه وهتضحي بقيادة المنظمة وهتعادي المجلس علشان خاطره وهو هيصدق ويقربك منه وتجيبي كل المعلومات صح كدا!
رفعت أحد حاجبيها بابتسامة وتابعت:.

- مش بس كدا ده أنا هكسبه وهخليه عضو في المنظمة غصب عنه كمان، عايزاك بقى يا كريم بما إنك النائب بتاعي تظبط كل حاجة.

تابعت تنفيذ خطتها إلى أن تم إطلاق الرصاص عليه وكان هذا دون علم منها لذلك قامت بقتل من تسبب بما حدث وتابعت خطتها.

عودة إلى الوقت الحالي
ضمت كفيها وفردت ذراعيها أمامها وهي تقول بجدية:
- كان لازم أخش على سيستم المديرية ومكانش فيه طريقة أنسب من تحديد عنوان ومكان المحفل، خليتهم جابوا لاب توب متوصل على السيرفرات وأثناء ما كنت بخش على الديب ويب كنت بحمل كل حاجة إحنا محتاجينها على الفلاشة دي، إحنا انتصرنا من قبل ما المعركة تبدأ.

كان يتابع «طيف» بصمت اعتقادًا منه أن هذه هي خطتها في القضاء على تلك المنظمة لكنه لم يدري ما يدور بداخل رأسها من خطط شيطانية، رغب في أن يثبت ولائه أكثر حتى يتم الثقة به فنهض من مكانه وردد قائلًا:
- خمس دقايق بالظبط والقوة هتقتحم المكان، لازم تهربوا كلكم.

وقف «يوسف» خلف حائط ضخم بهذا القصر الكبير ليحتمي من الطلقات النارية التي تنطلق تجاهه بغزارة حتى إنه لم يستطع الخروج ليبادلهم إطلاق الرصاص، وجد أنه تمت محاصرته ولن يستطيع الخروج من هنا على قيد الحياة لذلك أخرج صورة من جيب بنطاله وكانت تجمعه مع زوجته «سهوة» وطفلته الصغيرة وشقيقته وشقيقة زوجته ووالدته، نظر إلى الصورة بابتسامة هادئة قائلًا:.

- شكلي مش هشوفكوا تاني! مع السلامة
وضع الصورة بجيب بنطاله مرة أخرى وردد الشهادتين استعدادًا لتلقي مصيره.

سمع «أيمن» تحذير ابنه لمجلس الريد لاين فخلع سماعة الرأس وأمسك بجهازه اللاسلكي قائلًا:
- القوة تهاجم المكان، مش عايز حد يهرب
بدأ جميع رجال الريد لاين بالهرب عبر بوابة سرية وقبلهم هرب مجلس الريد لاين وتبقى «طيف» فقط الذي انطلق إلى الخارج وبحث بعينيه عن صديقه «زين» فوجده وحيدًا بسبب هروب الجميع، تقدم تجاهه وردد قائلًا:
- زين لقيت نائل؟

خلع «زين» قناعه وردد بغضب شديد:
- أنت كنت فين يا طيف أنت وسيزكا! كلهم هربوا! المهمة فشلت وأنت مختفي
هز رأسه بالنفي وقال بنبرة تحمل الثقة:
- لا مفيش مهمة فشلت، سيزكا معاهم وأكيد هتدينا مكانهم بالظ...
توقف عن الكلام وفكر قليلًا بالأمر، ضم حاجبيه بتعجب وهو يحدث نفسه بتساؤل:.

- سيزكا قعدت على كرسي القائد ببساطة كدا إزاي! دي متكلمتش معاهم كلمة واحدة! لو اللي في دماغي صح يبقى أنا أكبر غبي في الكوكب
رفع «زين» صوته وردد بانفعال واضح:
- ما تتكلم يا طيف سيزكا ازاي معاهم وهي أصلا ضدهم! أنا مش فاهم حاجة
في تلك اللحظة اقتحمت قوات الأمن المكان وانتشروا فيه بغزارة لكن بعد فوات الأوان حيث أن الجميع قد رحلوا بعد تحذير «طيف» لهم.

شد أجزاء سلاحه والتقط أنفاسه بصورة منتظمة قبل أن يخرج ليطلق الرصاص، أوقع أحدهم ثم عاد ليحتمي بالحائط مرة أخرى وانتظر حتى تهدأ النيران ليخرج مرة أخرى لكن الوضع ذاد اشتعالا مما جعله يظن أنهم سيطبقون عليه وينهوا أمره لكن الأمل عاد إليه مرة أخرى عندما ظهر صديقيه «عمر، طارق» في الوسط بعد أن تسللا إلى الداخل بسبب انشغال البقية في القبض على «يوسف».

أطلق «عمر» من سلاحه الرشاش واوقع الكثير ثم اختبئ خلف الحائط المقابل ل «يوسف» وردد قائلًا بابتسامة:
- لو كنا اتأخرنا ثانية كمان كان زمانك في اللوبي دلوقتي
ضحك «يوسف» وردد بسعادة:
- ده حقيقي، بس بعددهم ده شكلنا كلنا هنطلع على اللوبي يا باشا.

صرخ في وجهه بصوت مرتفع وهو يقول بغضب شديد:
- أنت تخرس خالص، أنت السبب في فشل المهمة، كانوا كلهم تحت ادينا وقت ما كنت أنت مختفي
تقدم تجاهه خطوتين وردد بهدوء:
- يا بابا اسمعني طيب أنا عارف انه غلطي بس سيزكا هي اللي خدتني على اوضة مجلس الريد لاين
رفع إصبعه في الهواء وردد بنبرة محذرة:.

- أنا هنا اسمي اللواء أيمن مش بابا وبعدين سيزكا ضحكت علينا كلنا بعد ما وثقنا فيها بسبب كلامك عنها، تقدر تقولي دخلت وقعدت بصفتها القائد ازاي وهي أصلا ضدهم وعايزة توقعهم زي ما فهمتك! طب تعرف انها اخترقت النظام وخدت كل المعلومات عن قضايا عبدة الشياطين والريد لاين اللي عندنا وقت ما كانت بتعرف وقت المحفل!

اتسعت حدقتي «طيف» وفهم معنى كلماتها في الاجتماع بخصوص مساعدة طيف لها على جلب كافة المعلومات من مكتب اللواء «ايمن» وهو وافقها على ذلك وفقًا لما قالته له قبل دخولهم وظن هو أن ما يحدث خطة منها، أغلق عينيه ولعن غبائه الذي أفسد كل شيء.

لم يذكر «أيمن» الجزء الخاص بخيانة ابنه لكنه قرر أن يبعده عن كل شيء حتى لا يسمح له بالحصول على المزيد من المعلومات ويقوم بتوصيلها لتلك المنظمة لذلك رفع صوته وردد بغضب:
- أنت من دلوقتي ملكش علاقة بالقضية دي نهائي ومش بس كدا، أنت موقوف عن العمل ومتحول للتحقيق يا سيادة الرائد...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 12 من 32 < 1 25 26 27 28 29 30 31 32 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1351 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 2130 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 1243 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 240 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة الجنس وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 406 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،











الساعة الآن 03:55 PM