رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادس عشر
أشارت إلى النافذة التي كانت بجواره ورددت بصوت مرتفع لكي يظهر من بين صوت إطلاق الرصاص العالي: - أنت من هنا وأنا من هنا بس خلي بالك لأنهم في كل حتة هز رأسه بالإيجاب وارتفع ليطلق الرصاص من نافذته ثم عاد إلى الأسفل مرة وفعلت هي كذلك قبل أن تقول بجدية: - لازم نخرج من هنا العربية هتولع بينا، هعد لغاية تلاتة هتغطيني وتطلع تضرب عليهم علشان اطلع وبعدين لما اطلع هغطيك لغاية ما تخرج أنت تمام - تمام.
- واحد اتنين تلاتة.
ارتفع مرة أخرى وأطلق الرصاص من سلاحه الرشاش في كل مكان وأصاب أحدهم واستمر في إطلاق الرصاص حتى خرجت هي فانخفض هو وانتظر حتى اختبأت خلف شجرة ضخمة وأطلقت الرصاص تجاههم فتسلل وخرج من السيارة وتألم كثيرًا من جرحه لكنه تحامل على نفسه وزحف حتى وقف خلف حجر ضخم، وضع يده على مكان جرحه بتألم شديد وشعر بالدوار فصاحت بصوت مرتفع: - استحمل يا طيف وركز متستسلمش، هعد لغاية تلاتة ونطلع نضرب مع بعض تمام؟
هز رأسه بالإيجاب فعدت هي لرقم ثلاثة وخرجا معًا ليطلقا الرصاص على اتجاه الضرب ولم تكتفي هي بذلك بل شعرت بالغضب وخرجت من خلف تلك الشجرة وركضت بسرعة وهي تطلق الرصاص من سلاحيها وأوقت اثنين منهم.
بحث «طيف» عنها بجواره فلم يجدها مما جعله يتحرك من الخلف ويلف من حول هذا الطريق وأثناء ذلك تصادف بأحدهم أمامه وقبل أن يطلق هذا المجرم الرصاص أصابه وقتله في الحال وتابع تحركه حتى ظهر أمامه من بعيد ثلاثة أشخاص أحدهم يطلق الرصاص في جهة أخرى يبدوا أنه يُطلق على «سيزكا» والاثنين الآخرين كانا يبحثان بأعينهما عنه فرفع سلاحه الرشاش ونظر من خلال المنظار وأطلق على أحدهم وأوقعه في الحال وأطلق على الثاني لكنه تراجع بسرعة ولم يُصيبه، اختبئ ونزع خزانة سلاحه فلم يجد سوى رصاصة واحدة فلوى ثغره وهو يقول بعدم رضا:.
- كدا رصاصة في السلاح ورصاصة في الخزنة واكتر من عشرين واحد قصادنا، فل الفل.
على الجانب الآخر ظلت تركض بسرعة حتى توقفت خلف شجرة وألقت بالمسدس الذي كان بيدها اليسرى بعدما نفذ منه الرصاص ونزعت خزانة المسدس الآخر فوجدت به رصاصتين فقط، تأففت بضجر ولم تعرف كيف ستتغلب عليهم، فكرت قليلًا وهنا تحكم الخبرة والتدريبات الكثيفة فأمسكت بسلاحها الخالي من الرصاص وخرجت من خلف تلك الشجرة وضغطت على الزناد وهي تصوب ناحية أحدهم، مثلت الصدمة عندما وجدت أن سلاحها نفذ فعادت إلى حيث تختبئ مرة أخرى وضحك أحد هؤلاء المجرمين وهو يقول:.
- يبدوا أن سلاح رئيستنا قد نفذ، جائت النهاية بالنسبة لها، هيا بنا.
بحث «طيف» بعينيه فوجد هذا الرجل الذي قتله فتسلل إليه بهدوء وسحب سلاحه وهو يقول: - شكرا على السلاح يا كبير.
تركه وعاد إلى مكانه مرة أخرى ونظر من خلال المنظار الموضوع أعلى السلاح ليجد ثلاثة يتحركون إلى الجانب الآخر من الطريق حيث «سيزكا» فشعر بالقلق وتوقع نفاذ سلاحها لكنه وثق بأنها ستتعامل جيدًا مع هذا الموقف فهي قائدة تلك المنظمة وحصلت على الكثير من التدريبات، أبعد بصره عن هؤلاء والتف بهدوء شديد حتى ظهر أمامه أحدهم فأطلق عليه وأوقعه، في تلك اللحظة خرج ثلاثة أخرون وأطلقوا الرصاص بكثافة تجاهه فاختبأ خلف أحد الأشجار وردد بقلق:.
- هم مبيخلصوش ولا أيه؟ يارب ساعدنا.
على الجانب الآخر انتظرت «سيزكا» اقترابهم وما إن استمعت إلى خطوات أرجلهم حتى خرجت بشكل مفاجئ وأطلقت رصاصة على من يتقدمهم وحركت يدها بسرعة لتطلق على الآخر ثم اختبأت على الفور وأطلق ثالثهم النار بغزارة لكنها لم تصيبها، فكرت في حل للتغلب على هذا المسلح لأنها الآن نفذت ذخيرتها بالكامل، نظرت للأعلى فوجدت جذع لتلك الشجرة التي تحتمي بها فكسرته بسرعة قبل أن تلقيه في جهة، تشتت انتباه هذا المسلح ونظر في الجهة التي ألقت بها الجذع فاسرعت هي في تلك اللحظة وخرجت من مكانها لتركله بقدمها بقوة ليقع أرضًا، تقدمت ونزعت سلاحه منه ثم أطلقت الرصاص تجاهه لتقتله في الحال.
ركض بسرعة وسط الرصاص المنطلق تجاهه واختبأ خلف شجرة أخرى، تنفس بصعوبة لأن ألم جرحه لم يعد يتحمله فهو ضغط عليه كثيرًا تلك المرة، شعر برجفة تسير في يديه وبدأت الرؤية تصعب له كثيرًا، جلس مكانه وسند رأسه على تلك الشجرة وردد بضعف: - يارب نجيني مش علشاني، علشان أهلي اللي حياتهم هتتحول جحيم لو حصلي حاجة، يارب وفقد الوعي بعد أن نطق تلك الكلمات.
تقدم خمسة مسلحين إلى حيث مكان «طيف» بحذر فهو لم يخرج ليطلق الرصاص منذ وقت طويل فظنوا أن ذخيرته قد نفذت، قسموا أنفسهم على مجموعتين، الأولى مكونة من شخصين وكانا يتحركان ببطئ خلف المجموعة الثانية المكونة من ثلاثة أشخاص وهم من كانوا يسيرون في المقدمة، اقتربوا من مكانه ليتفاجئوا باغماءه فتقدم أحدهم وتحسس نبضه قبل أن يقول بصوت مرتفع: - إنه على قيد الحياة ابتسم قائدهم قبل أن يقول بثقة:.
- انتهت اللعبة الآن، سنستخدمه لنجعلها تستسلم وبعد ذلك سنقتلهما معًا.
توقفت السيارة أمام بناية سكنية في مكان شبه خالي من المارة، خرج «عمر» وساعد صديقه «يوسف» على النزول قبل أن يحمله بين ذراعيه فصاح هو بصوت شبه مرتفع: - أيه يبني بتعمل أيه نزلني هو أنا بيبي ضحك «عمر» وتحرك به إلى داخل البناية وهو يقول:.
- لو مش أنا اللي هشيلك يا قائد وقت تعبك مين هيشيلك يعني وبعدين أنت تعبان وماشي بالعافية، إن شاء الله هتبقى بخير وترجع ترعبهم مرة تانية نظر إلى نقطة بالفراغ قبل أن يقول بحزن: - مش قادر أصدق إني وقعت في فخ زي ده مع إني متدرب على المواقف اللي زي دي كويس أوي نظر إليه وردد بجدية:.
- مش حكاية تدريب، أنت اتوقعت الضربة هتيجي بالسلاح وش لوش لكن متوقعتش إنهم تعالب بيضربوا من الضهر، لو مكنتش قوي وخايفين من مواجهتك مكنوش عملوا كدا، متفكرش أنت بس في حاجة دلوقتي وحقك أنت هترجعه بايدك إن شاء الله.
عادت مرة أخرى إلى مكان تواجد «طيف» بعدما اختفى أصوات الطلقات النارية من الجهة التي يتواجد بها، تحركت بحذر وهي تمسك بسلاحها لتتفاجئ بخمسة أشخاص أمامها، أربعة أشخاص يوجهون سلاحهم تجاهها وقائدهم يوجه سلاحه إلى رأس «طيف» الذي كان فاقدًا للوعي، شعرت بالغضب ووجهت سلاحها تجاههم فصاح قائدهم الذي كانت تعرفه «سيزكا» جيدا وقال بنبرة مهددة باللغة الإنجليزية:.
- لو خرجت رصاصة واحدة من سلاحك سأفجر رأسه في الحال نظرت إليه بتحدي قبل أن تردد بسخرية: - زيتش الذي قمت بتدريبه بيدي هو من يهددني الآن! عجبًا لهذا الزمن، أنا القائدة هنا لذلك اتركه ونفذ أوامري ضحك بصوت مرتفع قبل أن يرفع حاجبيه وهو يقول بفخر: - القائدة التي وضعت المنظمة بأكملها في خطر من أجل قلبها! ليتكِ أحببتي شخص بقوتك، لقد أحببتي فأر وها هو لم يتحمل وسقط دون أن تصيبه رصاصة.
ابتسمت بسخرية قبل أن تتقدم خطوة واحدة وهي تقول: - هذا الفأر أوقع الكثير من رجالكم وهو مصاب برصاصتين ولم تستطيعوا الوصول إليه إلا عندما فقد وعيه وهذا يدل على ضعفكم أمامه أما عن قلبي فلا تتحدث عنه حتى لا أقتلك الآن ضحك مرة أخرى بصوت مرتفع وردد بجدية: - سأعد حتى ثلاثة إن لم تتركي سلاحكِ سأقتله، واحد اثنان ثلاث.. أوقفته ورددت باستسلام وهي تنخفض إلى الأرض: - حسنًا سأترك سلاحي، لا تؤذيه.
انخفضت ووضعت سلاحها أرضًا قبل أن تقول: - تركت سلاحي لكنني أعلم أنك لن تتركه لذلك رفعت سلاحها مرة أخرى واطلقت رصاصة أصابت رأسه مباشرة ثم أسرعت واطلقت الرصاص على البقية بسرعة كبيرة قبل أن يفكروا حتى في إطلاق الرصاص نهضت من مكانها مرة أخرى ونظرت إلى جثة هذا المجرم قبل أن تقول: - لقد أخطأت عندما ظننت أنك ستتفوق عليّ.
تركته وأسرعت إلى «طيف» وحملت رأسه ثم مالت على صدره لتتأكد أنه على قيد، تأكدت أنه بخير لكنها شعرت بالصدمة عندما رأت الدماء التي غطت التيشرت الخاص به فجرحه تأذى كثيرًا بكل هذه المقاومة والحركات القوية وهذا ما تسبب بالاغماء له.
رفعت الهاتف الخاص بها بعدما هاتفت «هادي» وقالت بصوت منفعل: - هادي أنا عايزاك حالا في المكان اللي هبعتلك اللوكيشن بتاعه، أنا قريبة منك وكلم الدكتور اللي عالج طيف، خلي بالك علشان رجالة مجلس الريد لاين في كل مكان.
اقتربت من المكتب وطرقت الباب بهدوء ليقول من في الداخل: - أدخل فتحت الباب ودلقت إلى الداخل قبل أن تقول: - فيه حد يا مستر أشرف عايز يقابلك بيقول انه ظابط شرطة ضيق ما بين حاجبيه بتعجب وهو يقول: - ظابط! طيب دخليه - تمام يا فندم خرجت وماهي إلا ثوانٍ حتى دلف «زين» إلى الداخل فوقف «أشرف» وردد بابتسامة: - أهلا وسهلا، اتفضل أشار إلى المقعد المقابل له فجلس عليه قبل أن يقول الأول:.
- ممكن اتعرف بسعادتك وأيه سبب الزيارة دي؟ وضع قدمًا فوق الأخرى وصمت للحظات قبل أن يجيبه: - أنا الرائد زين الجيار، سبب وجودي هو اللي حصل لنائل نائب مدير شركة الجيار لمستحضرات التجميل، طبعا عرفت اللي حصله هز رأسه بالإيجاب قبل أن يسأل بعدم فهم: - أيوة طبعا عرفت باللي حصل واستغربت مين ممكن يعمل كدا لكن بردو معرفتش سبب زيارة سعادتك! ابتسم ابتسامة هادئة وهو يقول بنبرة تحمل معنى:.
- أنا هنا علشان السؤال اللي أنت لسة قايله وهو مين ممكن يعمل كدا، طبعا في اليوم ده نائل انفعل عليك أنت واتنين شركائك من المستثمرين في الشركة بعد ما وقفتوا شغل وهو هددكم بدفع الشرط الجزائي أو هتدفعوا زيادة ده غير إن الشرط الجزائي زاد للضعف، يُصادف إن في نفس اليوم وهو مروح يحصله ده معنى كدا أيه؟
ابتسم ورفع أحد حاجبيه وهو يقول: - اها سعادتك جاي تتهمني أنا واللي معايا إننا اللي عملنا كدا! ضم «زين» كفيه وأردف بهدوء ماكر: - أنت شايف أيه.
- شوف يا باشا، أنا واللي معايا شغلنا نضيف تمامًا وعمرنا ما اتعاملنا بالطريقة اللي بتتهمنا بيها دي خالص، عندنا كل حاجة خاصة بالشغل فقط وعايزك تعرف كويس أوي إن سبب وقفنا للمشروع كان لانفصال مدام ياسمين ومستر نائل بسبب قلقنا على سير الشغل واللي عمله مستر نائل في الاجتماع بسبب غلطنا وغبائنا إحنا لكن بأكدلك إن إحنا مش كدا خالص ولا السبب في اللي حصله وسعادتك ممكن تسأل عننا وعن شغلنا وبعد ما تسأل أنا تحت أمرك.
ظل موجهًا بصره تجاهه ليحاول أن يدرسه ويعرف هل يتحدث بصدق أم لا فوجده ثابتًا ويبدوا أنه ومن معه ليس لهم علاقة بما حدث ليبقى السؤال الذي لم يعرف أحد إجابته من المتسبب في هذا الحادث وما علاقته بنائل؟
بعد مرور ثلاثة أيام.
- لقد أخبرتك أن تقتل عائلته بأكملها ولا تقترب من شقيقته الكبرى! أرسلت الرجال وأول من حاولوا قتله هي! قالها «باسل» بانفعال لأحد رجال مجلس الريد لاين الذي أجابه بهدوء: - شقيقته لم يعد لها علاقة بك لذلك لا تفكر بها، جميعهم سيموتون ابتسم ليقول بسخرية: - أرى أن رجالنا هم من يتم قتلهم، لم يستطيعوا قتل تنة ولم يستطيعوا قتل طيف وسيزكا، هل تعلم كم من الرجال أرسلنا؟
ضم هذا الرجل المدعو ب «كين» كفيه وردد بثقة واضحة: - نحن نعلم جيدًا قوة عدونا، يجب أن نتحمل الخسائر في حرب صعبة، سيزكا كانت قائدة تلك المنظمة ومواجهتها شبه مستحيلة لكن المجلس يفوز بالنهاية، ما نفعله هو مواجهة هادئة لجعلهم يظنون أن النصر حليفهم لكن المواجهة الأشرس عندما تقوم لن يبقى أحد على قيد الحياة رفع حاجبيه وهو يقول بتفهم:.
- أنا أعلم ذلك لكن لا تقتربوا من تنة مرة أخرى، هي لا تشكل خطر ولا مانع من قتل البقية وضع «كين» قدمًا فوق الأخرى وردد بابتسامة: - حسنا لن يمسها أذى، حان وقت المهمة ريد ويجب تنفيذها في الحال ليحل الرأس الجديد ابتسم وقال بثقة كبيرة وهو ينهض من مكانه: - لا تقلق سيتم تنفيذ المهمة اليوم، أنا على تواصل مع أصدقائنا في مصر.
ظلت موجهة بصرها إلى وجهه ولم تبعد نظرها عنه منذ أن جلست على هذا المقعد، تمنت لو يفتح عينيه وتراه بخير مرة أخرى، أخبرها الطبيب بالأمس بأن الخطر قد زال وأنه سينقل لغرفة أخرى وها هو أمامها من جديد، تذكرت ذكرياتهما الجميلة معًا وابتسمت بشكل تلقائي عندما تذكرت مزاحهما معًا، قربت رأسها منه ورددت بأسف بعدما انهمرت عبرة من عينيها:.
- أنا آسفة والله يا نائل، أنا عارفة إن كلمة آسفة دي عمرها ما هتصلح اللي اتكسر بس أنا بعترف إني غبية، أنا بني آدمة وحشة وسطحية وكل حاجة وحشة فيا، أنا مكانش قصدي أقولك كدا والله، أنت ليك حق تزعل وتبعد بس أنا مستعدة اعوضك عن كل ده بمجرد ما تديني فرصة تانية، أنت عارف أنا مفيش يوم مفكرتش فيك من ساعة ما سيبنا بعض، كل يوم كنت بحلم باليوم اللي هنرجع فيه لبعض وننسى كل اللي حصل، أنت كل تفكيري وعقلي وقلبي، مبركزش في الشغل علشان مركزة في كل تفاصيلك وكلامك وشكلك، كنت بفتح صورك كل يوم وأعيط وبعدين احضن الموبايل وأنام، أنا محدش استحوذ عليا كدا غيرك يا نائل، أنا نفسي أحضنك دلوقتي وأعيط بس مش هينفع، فوق وأوعدك إني أتغير للأحسن دايما وهعمل حاجات كتير حلوة.
زاد بكائها ورفعت رأسها للأعلى وهي تقول: - يارب قومه بالسلامة واحميه علشان أنا مليش غيره، يارب والله هتغير للأحسن كتير بس يبقى بخير، ياااارب في تلك اللحظة اهتزت رموش عينيه وفتحها بضعف ليرى ضباب كثيف أمام عينيه فردد بضعف واضح: - أنا فين انتبهت لحديثه واسرعت لتمسح دموعها وهي تقول بتعلثم: - نائل! أنت كويس؟ نهضت بسرعة وضغطت على الزر ثم عادت لتنظر له قبل أن تقول: - متتعبش نفسك الدكتور جاي.
ظل يغلق عينيه ويفتحها عدة مرات وهو يقول بتساؤل وصوت ضعيف: - أنا فين، أنا فين اقتربت منه أكثر ورددت بهدوء: - اهدى يا نائل أنت في المستشفى، أنت الحمدلله بخير وجه بصره تجاهها ليقول بتلقائية: - أنتي مين؟ أنا أعرفك؟ ضيقت ما بين حاجبيها بصدمة قبل أن تردد بعدم فهم: - أنا ياسمين يا نائل! للدرجة دي الزعل خلاك تنساني! هز رأسه بخفة لقول بتعب شديد: - نائل مين وياسمين مين! أنا فين!
حضر الطبيب في تلك اللحظة واقترب منه وهو يقول: - أهدى يا نائل أنت هنا في المستشفى والحمدلله إنك بخير حاول النهوض من مكانه لكنه لم يستطع فردد بغضب: - بردو هتقول نائل زيها؟ أنا جيت هنا ليه وهي تعرفني منين! وليه بتقولولي نائل؟ نظرت إلى الطبيب بخوف ورددت بعينان دامعتان: - فيه أيه يا دكتور هو ماله؟ نظر إليها ثم عاود النظر إليه وهو يقول:.
- الضربة اللي على دماغه متسببش فقدان ذاكرة! أنا الصراحة مستغرب لكن هرجع لدكتور رأفت هو المسؤول عن حالته ضمت حاجبيها ونظرت إلى «نائل» وهي تقول بصدمة: - فقدان ذاكرة!
سارت بخطوات هادئة قبل أن تدفع باب الغرفة بقدمها لكي تعبر إلى الداخل، تقدمت ووضعت الطعام أمامه وهي تقول متسائلة: - اللواء أيمن بلغك بحاجة جديدة! هز رأسه بالنفي وأجابها قائلًا: - بعتله رسالة على الايميل اللي متفقين عليه لكن لسة مردش، المفروض يقولنا على الخطة من يومين مش فاهم فيه أيه، أنا لازم أرجع أسرعت لتقول باعتراض واضح: - ترجع إزاي أنت لسة تعبان ومتنساش اللي حصلك من كام يوم ابتسم وردد بجدية:.
- لازم أرجع زائد إن وجودي هنا زاد عن اللزوم فضلت الصمت وأغلقت هذا الموضوع قبل أن تشير إلى الطعام وهي تقول: - طيب اتفضل كل ابتسم ابتسامة هادئة وردد بنبرة ممتنة: - تسلمي على الأكل ثم بدأ في تناول الطعام وأثناء ذلك رددت هي بجدية: - صاحبك اتسمم توقف عن الأكل وضم حاجبيه بصدمة وهو يقول: - صاحبي مين؟ أوعي تقولي يوسف! لوت ثغرها ونظرت إلى الأسفل بحزن قبل أن ترفعها مرة أخرى وهي تقول:.
- هو يوسف ورجالتي لحقوه لكنه اختفى من المستشفى بعدها، تقريبا رجالتكم هربوه نظر إلى نقطة بالفراغ وشرد قليلًا قبل أن تكسر هي هذا الهدوء قائلة: - بتفكر في أيه؟ ظل موجها بصره إلى تلك الجهة وردد بحزن: - بفكر في المصيدة اللي إحنا فيها، رجالة الريد لاين في كل مكان لدرجة إن جوز أختي طلع منهم، أنتي قولتي إني لازم أتوقع اللي مش ممكن يحصل منهم لدرجة إني بشك في صوابع رجلي دلوقتي ضمت حاجبيها ورددت بتساؤل:.
- شاكك في مين؟ نظر إليها وأجابها بثقة كبيرة: - شاكك في كل رجالتك اللي برا دول، شاكك فيهم بلا استثناء حتى هادي، نصيحة حاولي تعرفي مين في صفك ومين ضدك علشان الضربة متجيش من ضهرنا ابتسمت وأشارت إلى الطعام الموضوع أمامه وهي تقول: - خلص أكل وتعالى معايا، هنكشفهم سوا.
- فقدانه للذاكرة مؤقت وهيرجع يفتكر كل حاجة مش عايزكم تقلقوا من حاجة قالها الطبيب الخاص ب «نائل» ل «ياسمين» بحضور «نايا» و «يارا» فهزت رأسها بالإيجاب وهي تقول: - طيب أيه التصرف الصح دلوقتي يا دكتور؟ نظر إلى «نائل» النائم بعد أن تم إعطائه حقنة منومة قبل أن يجيبها:.
- التصرف الصح هو إن محدش منكم يبقى معاه هنا علشان وقت ما يفوق كل ما هيشوف ناس مش عارفهم كل ما هيتعرض لصدمة وضغط أكبر ومتنسوش إن فيه كسور كتير في جسمه يعني أي حركة انفعالية ممكن تتسبب في عاهة مستديمة زي إنه ميقدرش يمشي تاني لاقدر الله أسرعت لتقول بموافقة: - لا لا إن شاء الله يبقى بخير واحنا هنقعد في الاوضة اللي جنبه وهتابعه من بعيد لغاية ما يرجع يفتكر كل حاجة تاني.
ابتسم الطبيب واستعد للرحيل وهو يقول بجدية: - يبقى أفضل، بعد اذنكم.
خرجت وهي تحمل مسدسها وخرج هو من خلفها بينما انتبه جميع رجالها لهما فوقفوا على الفور، نظرت إلى عين كلٍ منهم لكي تبث الرعب في قلبهم قبل أن تقول:.
- طبعا أنتوا عارفين أنا مين! أنا سيزكا قائدة منظمة الريد لاين أكبر منظمة في العالم وطبعا عارفين إن وجودي هنا شرف ليكم لأن محدش كان يحلم يشوفني أصلا، أحب أقولكم إن فيه خاين بينا أو بمعنى أصل خاينين، فاكرين إن هزيمتي سهلة لكن جيه وقت الحساب، كل واحد خاني هخلي طيف يعاقبه بس فيه فرصة إنه يرجع ويختار الجهة الصح اللي يكمل معاها تابع «طيف» على ما قالت وردد بغضب:.
- كل واحد فيكم أنا درسته كويس أوي وعارف مين الخاين من الوفي علشان كدا عايزكم كلكم تقفوا صف وتدوني ضهركم وأنا هقتل الخاين بينكم لكن هرجع وأقول نفس الكلام وهو إن لسة فيه فرصة، اللي هيعترف ويختار سيزكا هينقذ نفسه وحياته لكن اللي هيفضل ساكت رصاص سلاحي هيسلم على دماغه.
صمت هو فتابعت هي بغضب: - كله يقف صف ويديني ضهره واللي هيرفض هعتبره خاين وهيتقتل نظروا إلى بعضهم في شيء من القلق قبل أن يقفوا صف واحد وينظرون إلى جهة أخرى بينما أخذ «طيف» السلاح من «سيزكا» وشد أجزائه بصوت قوي ليبث في قلوب الخائنين الرعب ووجه السلاح إلى رأسه الأول الذي صرخ وقال: - هتكلم وهبقى في صف سيزكا بس متقتلنيش ضحك بصوت مرتفع قبل أن يقول بذكاء واضح:.
- طيب خليني أختبر ولائك وهقولك طلع اللي معاك من هنا واللي بيساعدوا المجلس، طبعا أنا عارفهم بس علشان أعرف كلامك حقيقي ولا بتنقذ حياتك بس التفت هذا المجرم وأشار إلى رجل آخر ثم أشار إلى «هادي» وتابع: - هم دول اللي معايا، المجلس كلفنا بنقل كل الأخبار عنكم والنهاردة فيه قوة كبيرة من المجلس هتهجم على المكان علشان تقتلكم.
أخذت السلاح من «طيف» ثم وجهته تجاه هذا الخائن وأطلقت الرصاص عليه ثم حركت يدها وأطلقت على الخائن الآخر فالتفت «هادي» لتوجه السلاح تجاهه وهي تقول بغضب: - أنت يا هادي! أنا اعتبرتك دراعي اليمين وأقوى رجالتي لم يهتز وردد بثقة كبيرة: - أنا كنت كدا فعلا لكن لما كنتي رئيسة الريد لاين فعلا لكن دلوقتي أنتي بتدمري المنظمة ومبقتيش الرئيسة لأن المجلس اختار القائد التاني خلاص.
ضمت حاجبيها لتقول بتساؤل: - مين القائد التاني؟ ابتسم ابتسامة واسعة ليقول بشكل غامض: - هيكون مفاجأة ثم نظر إلى «طيف» وتابع بغموض أكثر: - أنت بنفسك دخلت المحفل بتاعه يا سيادة الرائد...
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السابع عشر
ضيقت نظراتها وحدقت فيه بغضب قبل أن ترفع سلاحها وتوجهه تجاهه لتطلق الرصاص لكن أوقفها «طيف» بسرعة كبيرة قائلًا: - استني يا سيزكا ثم نظر إليه واقترب منه حتى أصبح يقف أمامه مباشرة وردد بتساؤل: - قصدك أيه بأني حضرت المحفل بتاعه؟ غارم مات ومحمد الهواري مات حتى القائد التالت خالد تقريبا مش فاكر اسمه أوي مات بردو، رجعوا من الموت يعني ولا أيه مش فاهم.
ابتسم «هادي» بعدما شعر بانتصار كبير ليرد عليه بغموض وسخرية: - قولتلك هتبقى مفاجأة وبعدين احنا أشباح تتوقع منا كل حاجة لم تحتمل «سيزكا» حديثه المستفز وأطلقت رصاصة على رأسه فالتفت «طيف» ليقول بغضب: - قولتلك استني يا سيزكا، احنا محتاجين أي معلومة ومفيش غيره هنجيب منه المعلومات اللي عايزينها نظرت إليه ورددت بثقة:.
- لو فاكر إن حد من رجالة مجلس الريد لاين هيقدر يقولك معلومة ف أنت غلطان، دول مش بيقولوا حاجة غير اللي عايزين يقولوه بس، كان هيفضل يبتسم الابتسامة المستفزة بتاعته دي ويقولك خليها مفاجأة ومهما تتكلم مكانش هيقول مين بس أنا هعرف عقد ذراعيه أمام صدره ورفع أحد حاجبيه ليقول بتساؤل: - هتعرفي ازاي وبالنسبة لرجالة الريد لاين اللي هيهجموا على المكان النهاردة أيه نظامهم؟ وضعت سلاحها في مغمده بتقول بجدية:.
- هنتحرك من المكان ده على المكان الجديد، أنا كنت عاملة حسابي.
بعد مرور يوم استيقظت وفردت ذراعيها في الهواء قبل أن تنظر جوارها لتجد «يارا» نائمة فنهضت من مكانها وربتت على كتفها بهدوء قائلة: - يارا، يارا حبيبتي! فتحت عينيها ونظرت إليها قائلة: - أيوة يا ياسمين فيه حاجة! هزت رأسها بالإيجاب وأردفت: - أيوة فيه يا يارا، لازم تروحي المدرسة وتذاكري شوية علشان مينفعش تسيبي المذاكرة كدا! اعتدلت ونظرت إليها بحزن قائلة:.
- أنتي عارفة إن ده غصب عني بسبب اللي حصل لنائل ابتسمت ابتسامة هادئة قبل أن تقول: - ياحبيبتي إحنا معاه أهو وبعدين النهاردة هجيبلك الكتب هنا علشان تذاكري هنا بالمرة علشان لما يفوق يفرح بأخته حبيبته ماشي؟ هزت رأسها بالإيجاب ورددت بابتسامة: - تمام ماشي.
وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة استمعت لصوت مرتفع بالخارج فنهضت من مكانها واسرعت إلى الباب وفتحته، ولجت إلى الخارج ونظرت إلى الطبيب الغاضب وهو يوجه حديثه إلى تلك الممرضة: - إزاي يعني مش موجود! ده عضم جسمه كله متكسر وعمره ما يقوم ويتحرك لوحده؟ اللي بيحصل ده هزار اتسعت عيني «ياسمين» بصدمة قبل أن تتدخل قائلة: - أنت قصدك على نائل؟ نظر إليها ولم يعرف ماذا يقول فردت الممرضة نيابة عنه:.
- أيوة يا مدام ياسمين، جيت علشان اغيرله المحلول ملقتهوش في الاوضة ضيقت ما بين حاجبيها لتقول بانفعال واضح: - ازاي يعني ده ميقدرش يتحرك أكيد حد هو اللي خرجه، أنا هوديكم في ستين داهية ردد الطبيب بهدوء ليمتص غضبها: - اهدي يا مدام ياسمين أكيد فيه حاجة غلط وكل حاجة هتتحل نظرت إليه بغضب والشرار يتطاير من عينيها قبل أن تقول بصوت مرتفع:.
- هو أيه اللي هيتحل يا دكتور؟ لما مريض عنده كسور متخليهوش يقدر يقف حتى يختفي من أوضته معنى كدا انه اتخطف، فين الحراسة وازاي أصلا يخرج من أوضته مش فيه كاميرات! نظر الطبيب إلى الممرضة بغضب قبل أن يوجه بصره إلى ياسمين قائلا: - إحنا هنراجع الكاميرات وأكيد هنفهم اللي حصل.
تركته وهاتفت شقيقها الذي حضر على الفور واتجه إلى الغرفة الخاصة بالمراقبة، جلس على المقعد بجوار رجل الأمن وردد بجدية: - عايزك تجيب من أول بليل لما كان موجود لغاية لحظة اختفائه وسرع علشان ننجز هز رأسه بالإيجاب ونفذ ما طلبه وركز بعينيه على باب الغرفة ولم يخرج أحد حتى لحظة اختفاءه فضم حاجبيه بتعجب قبل أن يقول: - ازاي يعني؟ مينفعش حد يخشله أصلا من الشباك، اختفى ولا أيه؟
عاد المشهد مرة أخرى لكن باب غرفته لم يُفتخ فنهض من مكانه وهاتف صديقه «احمد» وهو مهندس حاسبات ويفهم في هذه الأمور وطلب منه الحضور لأمر هام وانتظر لنصف ساعة حتى حضر صديقه الذي قال بتساؤل: - أيه الحاجة المهمة اللي عايزني فيها يا زين خضتني؟ مرر كفه بين خصلات شعره قبل أن يقول: - بص أنت مش هتفهم، تعالى هوريك أخذه إلى غرفة المراقبة وأعاد تشغيل الفيديو وانتظر حتى انتهى ليقول:.
- الباب متفتحش ونائل اللي جوا اختفى الصبح معنى كدا أيه؟ تقدم «أحمد» بكرسيه وأعاد تشغيل الفيديو مرة أخرى وركز على الوقت فوجده عند ساعة معينة توقف وعاد للعمل مرة أخرى بعد عشر دقائق فضغط على عدة أزرار وولج إلى العديد من الملفات الخاصة بالنظام قبل أن يلتفت إلى «زين» قائلًا:.
- بص يا سيدي، الساعة 10 بالظبط حصل هاك على السيستم خلى كل أنظمة الحماية والكاميرات تقف وفضلت واقفة لمدة 10 دقايق وبعدين اشتغلت تاني، الهاكر ده عمل حاجة ذكية وهو انه لما وقف النظام مقفلهوش لأن كان هيتلاحظ لكن هو ثبت نظام الكاميرات على آخر مشهد لقطته وبكدا محدش هيلاحظ إن نظام الحماية وقف لوى ثغره وخبط كفه بقوة على سطح المكتب ليقول بغضب: - يعني اللي عمل كدا مكفاهوش ده وخطفه! الحوار مقصود بقى.
خرجت «نيران» بصحبة «تنة» التي قررت التسوق وشراء مستلزمات للمنزل بينما قررت «نيران» مصاحبتها حتى لا يحدث ما حدث معها في المرة السابقة وتقوم بحمايتها، اتجهوا إلى سيارة «نيران» لكن ظهر «بارق» من اللاشيء وردد بجدية: - أنا آسف بس مش مسموح تخرجوا لوحدكم، لو عايزين حاجة ممكن تتفضلوا معايا وأنا هوصلكم وارجعكم.
التفتت «تنة» التي عرفت هذا الصوت جيدًا فوجدته هو الذي أنقذ حياتها بينما رفعت «نيران» أحد حاجبيها وهي تقول باعتراض: - وأنت مين بقى علشان تقول مسموح ومش مسموح؟ قبل أن يتحدث أسرعت «تنة» لتقول بابتسامة: - ده الرائد بارق اللي أنقذني المرة اللي فاتت، اللواء أيمن معينه لحمايتنا نظرت إليها بتعجب قبل أن تعود ببصرها إليه لتقول بجدية:.
- شكرا يا سيادة الرائد أنا كمان شرطة وأكيد تعرفني ومش محتاجة لحماية أنا هعرف أحمي نفسي وأحميها كويس وقبل أن تتحرك أوقفها وأردف بجدية: - دي أوامر سيادة اللواء أيمن لو سعادتك هتخالفيها أنا معنديش مشاكل بس هتتحملي كل العواقب وقفت ونظرت إليه بغضب وعدم رضا قبل أن تقول بصوت مرتفع: - أنا هاجي معاك علشان أوامر سيادة اللواء بس لكن أنا محدش بيمشي كلامه عليا اتفضل يلا.
تحرك هو في البداية بينما نظرت هي إلى «تنة» ورددت: - ده بني آدم تنح ورخم نظرت «تنة» إليها ورددت بابتسامة: - حرام عليكي يا بنتي ده شكله محترم وكيوت خالص رفعت أحد حاجبيها لتقول باعتراض: - محترم وكيوت؟ أها صحيح مين يشهد للعروسة مش هو اللي أنقذك يبقى لازم تدافعي عنه.
ضحكت «تنة» على طريقتها وتابعت التحرك معها إلى سيارة «بارق» الذي نظر إليها بابتسامة فأدارت وجهها وجلست بجوار «نيران» بالمقعد الخلفي.
تحركت السيارة إلى سوبر ماركت وتوقف أمامه ليقول: - اتفضلوا أنا هتحرك معاكم ترجلوا جميعًا من السيارة ودلفوا إلى الداخل ليقوموا بشراء حاجاتهم وظل هو خلفهم إلى أن نظرت إليه «نيران» ورددت بجدية: - تعالى جر العربية أهو شغلانة بدل ما أنت ماشي على الفاضي حرك رأسه بالإيجاب وجر عربة التسوق خلفهما بينما ضحكت «تنة» على حاله ورددت بصوت منخفض ل «نيران»:.
- حرام عليكي مش علشان أنتي رتبة أعلى منه هتذليه - يابنتي رتب أيه أنا مبحبش اللي يعند معايا إذا كان رماح إبن خالتي مبيعرفش يمشي كلامه عليا في الشغل، جيه لنصيبه بقى خليه يجر العربية أهو علشان ميملش من المشي.
توقفت «نيران» بعد دقائق قليلة وتنفست بصعوبة بينما اقتربت منها «تنة» ورددت بقلق: - مالك يا نيرو؟ تعبانة؟ التقطت أنفاسها ورددت بتعب واضح: - مش عارفة تعبت وبنهج جامد من المشي، أنا مكنتش كدا، أنا كنت أجري ورا المجرم يتقطع نفسه وأنا مكملة عادي ضحكت على كا قالته قبل أن تقول بتوضيح:.
- يا حبيبتي أنتي حامل لازم تتعبي وغلط أصلا الحركة الكتير، بصي ارجعي أنتي العربية واستنيني فيها وأنا هخلص وأجيلك هزت رأسها بالرفض واستعدت للحركة مرة أخرى وهي تقول: - لا لا خلاص أنا بقيت كويسة يلا اعترض على قرارها ورددت بإصرار شديد: - لا نيرو أنتي حامل وبعدين أنا لسة هشتري حاجات كتير جدا وهتتعبي، ارجعي واستنيني وأنا هخلص وأجيلك وبعدين معايا بارق أهو بيجر العربية وهخليه يشيل الشنط.
وافقت بصعوبة على ما تقول واضطرت للعودة إلى سيارتها بسبب إرهاقها بشكل كبير.
دفع عربة التسوق أمامه وتقدم حتى أصبح مجاورا لها قبل أن يقول: - هي تقربلك؟ سيادة اللواء مقالش إن عنده بنات في شرطة، مفيش غير ابنه طيف بس رفعت حاجبيها وأجابته: - شكلك اتضايقت منها صح؟ هز رأسه بالنفي قبل أن يجيبها بابتسامة هادئة: - لا أبدا بسأل بس عادي يعني ابتسمت وتابعت التحرك وهي تقول: - دي نيران تبقى مرات طيف أخويا رفع أحد حاجبيه ليقول بتعجب: - بجد؟ معرفش والله بس الحمدلله إنها راحت للعربية.
توقفت ورددت بتعجب: - نعم؟ هز رأسه بسرعة وبشكل عشوائي وهو يقول بتوتر: - أقصد يعني علشان متتعبش ربنا يقومها بالسلامة ابتسمت وتابعت التحرك بينما تحدث هو بحرج: - وحضرتك الاخت الكبيرة صح؟ ضحكت على جملته قبل أن تقول: - حضرتي؟ أيوة أنا الأخت الكبيرة تابع التحرك معها وفكر في فتح حديث جديد ليتحدث معها فقال على الفور:.
- هو معلش أنا آسف يعني في السؤال في العادة بتجيبي كل الحاجات دي كل مرة أصل ده كتير أوي، مش قصدي أقر والله أدارت وجهها للجهة الأخرى وضحكت بشدة على طريقته فرفع هو حاجبيه وأعتقد أنها شعرت بالضيق مما يقول فأسرع وقال: - أنا آسف والله خلاص اعتبريني مقولتش حاجة التفتت ونظرت إليه لتقول بابتسامة: - لا أبدا، أنا بجيب كل ده علشان دي حاجات الشهر كله يعني كل ده يكفينا شهر مش لمرة واحدة فهمت كدا.
هز رأسه بالإيجاب وفكر في سؤالها عن حالتها الاجتماعية لكنه لم يعرف كيف سيسألها هكذا، فكر للحظات ثم ابتسم وقال: - وزوج حضرتك ظابط بردو ولا شغال شغل تاني؟ توقفت وأشارت إلى رف علوى وهي تقول: - ممكن تجيب علبة من ده علشان مش طايلاه ترك العربة وأسرع ليجلب لها ما تريد لكنه تفاجئ أنه لا يصل إلى هذا الرف فردد بحرج: - آسف نسيت اقولك إني قصير كتمت هي ضحكاتها بينما اقترب هو من سيدة طويلة وردد بحرج:.
- آسف يا فندم بس بعد اذنك ممكن تجيبيلي علبة من الرف ده علشان مش طايلها هزت رأسها بالإيجاب وتقدمت وجلبتها له فردد بابتسامة: - شكرا ثم مد يده بها إليها وهو يقول: - والله يابخت الناس الطويلة مش بينادوا الناس تجيبلهم الحاجة من فوق أخذتها منه ورددت بابتسامة: - فعلا يابختهم وضعت العلبة في عربة التسوق ودفعها هو قبل أن تجيبه على سؤاله القديم: - أنا مُطلقة، حصل ظروف بينا وانفصلنا.
شعر بالحرج فنظر إلى الأسفل وقال بصوت شبه مسموع: - إن شاء الله ترجعوا لبعض نظرت هي أمامها حيث الطريق وقالت: - مش هنرجع لبعض تاني لأني اكتشفت إنه عضو في منظمة الريد لايد اللي كانوا عايزين يقتلوني من كام يوم وأنت أنقذتني اتسعت حدقتيه بصدمة مما تقول ونظر إليها ليقول بعدم تصديق: - يعني عضو في المنظمة؟ يابن الأيه، ولا تزعلي نفسك الحمدلله إن ربنا خلصك منه.
تابعت التحرك بينما ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه وتقدم بالعربة فرددت هي: - ربنا يكون في عون مراتك وأولادك زمانهم مش بيشفوك غير فين وفين.
اتسعت ابتسامته أكثر ليجيبها بثقة كبيرة: - أنا مش متجوز أصلا ولا خاطب ولا حتى مرتبط، سينجل يعني تابعت التحرك بينما ردد هو في نفسه: - ياترا غيرت صيغة السؤال عن قصد زي ما عملت أنا ولا مش قاصدة! وبعدين أنا مالي أنا هنا حراسة بس، أمشي يا بارق وركز في شغلك.
ظل محدقًا في هاتفه منتظرًا تواصل والده معه فهو قد تأخر كثيرًا عن الوقت المتفق عليه وفجأة صرخ قائلًا بسعادة: - بابا بعتلي ايميل.
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن عشر
ظل محدقًا في هاتفه منتظرًا تواصل والده معه فهو قد تأخر كثيرًا عن الوقت المتفق عليه وفجأة صرخ قائلًا بسعادة: - بابا بعتلي ايميل أسرعت واقتربت منه وهي تقول بتساؤل: - قالك أيه؟ نهض من مكانه ووضع هاتفه في جيب بنطاله وهو يقول: - بعتلي عنوان وهنتقابل هناك كمان ساعتين بالظبط، اجهزي.
امتلئت عربة التسوق فردد «بارق» بتردد: - ما كفاية العربية اتملت على الآخر امسكت بزجاجة عصير ووضعتها بالعربة قبل أن تقول: - كفاية أيه لسة حاجات كتير أنت تعبت ولا أيه هز رأسه بالنفي ليقول مسرعًا: - لا لا متعبتش براحتك ابتسمت وأشارت إلى خلفه ورددت: - روح عند الكاشير وحط العربية عنده وهات واحدة جديدة وتعالى ورايا - حاضر.
تحرك بعربة التسوق وقام بتسليمها للكاشير قبل أن يجر عربة أخرى وهو يقول بعدم رضا: - أخرتها هجر عربية في سوبر ماركت! يارب يحصل هجوم مسلح علشان أعيش شوية أكشن وأخرج من الملل ده وبعدين هجوم مسلح أيه اللي هيحصل على سوبر ماركت! هيجي يسرقوا طماطم ولا زبادي، امشي يا بارق امشي عاد إليها مرة أخرى وهو يقول بابتسامة واسعة: - النهاردة حققت رقم قياسي جديد رفعت أحد حاجبيها وقالت بتساؤل: - رقم قياسي أيه.
ترك العربة وفرك يده بقوة وهو يقول بجدية: - أول مرة أقعد جوا سوبر ماركت 3 ساعات متواصلة ابتسمت ورددت بتلقائية: - أها طبعا ما أنت متعود على الأقسام وضرب النار دفع العربة بخفة قبل أن يقول بعدم رضا: - والله لسة بقول يارب يحصل هجوم مسلح علشان الملل ده اتسعت حدقتيها لتقول باعتراض شديد: - حرام عليك متدعيش بحاجة كدا أحسن تتحقق والدعوة تستجاب وساعتها هنموت سحب سلاحه من مخمده وشد أجزائه ليقول مازحًا:.
- لا ما هو أنا مش سوسن علشان نموت وأنا هنا، مش تكبر على قد ما هو ثقة في النفس ابتعدت قليلّا عنه وأشارت إلى سلاحه قائلة: - ياريت تشيله علشان السلاح ممكن يطول وضع السلاح في مخمده مرة أخرى قبل أن يقول: - مش رافع صمام الأمان متقلقيش، يلا بينا نكمل تسوق أنا رجعت للفورمة تاني.
- يعني أيه يا زين وبعدين أنت سيبتني كدا ومشيت ليه؟ قالتها «ياسمين» هاتفيًا لشقيقها الذي أجابها بإيجاز: - اسمعي الكلام وروحي يا ياسمين، خدي معاكي يارا أخت نائل لغاية ما نفهم اللي بيحصل، أنا مشيت علشان فيه اجتماع مهم، هخلص وأكلمك أنهى المكالمة ونظرت إلى «يارا» التي قالت بعينان دامعتان: - نائل فين يا ياسمين! مش هشوفه تاني؟ اقتربت منها وضمت وجهها بين كفيها وهي تقول بجدية:.
- أهدي يا يارا نائل هيرجع تاني إن شاء الله، نائل كويس علشان كدا ربنا هيحفظه وهيرجعه سالم إن شاء الله، يلا بينا نرجع البيت ولو حصل حاجة جديدة زين هيقولنا.
وصل الجميع إلى الاجتماع ونظروا جميعًا نظرات صامتة إلى «سيزكا» التي فضلت الصمت ونظرت إلى اللواء «ايمن» الذي بدأ حديثه قائلًا: - في البداية أعرفكم بسيزكا أشار إليها ثم تابع حديثه:.
- طبعا كلكم عارفينها، سيزكا على الرغم من إنها رئيسة منظمة إلا إنها قررت تبعد عن الطريق ده وتساعدنا في مواجهة مجلس الريد لاين اللي بدأوا يعينوا قائد جديد، أنا اجتمعت مع قيادات كبيرة وحطينا الخطة اللي هتتنفذ، عايزكم تركزوا كويس أوي في كل كلمة هقولها لأن كل واحد فيكم ليه مهمة مخصصة ليه، إحنا هنواجه على جبهتين، جبهة هنا في مصر وجبهة في أمريكا.
بدأ في شرح الخطة ووضع لكلٍ منهم مهام خاصة به قبل أن ينتقل ببصره إلى «سيزكا» قائلًا: - موصلكيش أخبار عن القائد الجديد؟ لوت ثغرها قبل أن تهز رأسها بالنفي قائلة: - للأسف معرفتش حتى هادي قبل ما يموت قال هتبقى مفاجأة وقال لطيف إنه حضر المحفل بتاعه ضم حاجبيه بتعجب ليقول بتفكير: - خالد ومحمد الهواري و غارم ماتوا، استحالة يكون حد منهم.
فكر «زين» قليلًا بالأمر قبل أن يلوي ثغره وهو يقول بعدم اقتناع: - معتقدش إن هو يقصد حد منهم بالمعنى الحرفي، المحفل بتاعه يقصد بيه محمد الهواري لأنه كان القائد لعبدة الشياطين، غارم كان عايز يقتل نائل علشان يبقى هو القائد، نائل دلوقتي اتضرب من ناس مجهولة واتخطف النهاردة معنى كدا أيه؟ رفعت حاجبيها ورددت بتساؤل: - نائل ده يبقى ابن محمد الهواري؟ هز رأسه بالإيجاب ليجيبها قائلًا:.
- أيوة ابنه والنهاردة حصل هاك على سيستم الكاميرات في المستشفى واختفى ابتسمت وعادت بظهرها للخلف وهي تقول بثقة: - محمد الهواري كان عمود كبير في مجلس الريد لاين، غارم كان جديد وحب ياخد منصبه وحصل اللي حصل، أنا دلوقتي افتكرتك يا طيف لأني سمعت اسمك إنك من ضمن الظباط اللي وقعوا الهواري وغارم بس ساعتها المنظمة مهتمتش أوي لأن فيه بديل، دلوقتي أقدر أقول بثقة إن نائل هو القائد الجديد للريد لاين.
رددوا جميعًا في صوت واحد: - أيه! بينما قال «زين» برفض تام: - استحالة، نائل أنا أكتر حد عارفه وعارف كان عايش إزاي ومحترم إزاي، نائل مش هو القائد عقدت ذراعيها أمام صدرها قبل أن تقول بثقة كبيرة: - أنت بنفسك قولت اتضرب وبعدين حصل هاك على سيستم الكاميرات واختفى! مش صدفة يحصل ده وهو ابن الهواري أسرع «ايمن» ليقول هو بجدية:.
- مش هنبني شغلنا على أساس توقعات، لسة القائد الجديد مجهول وهنبدأ بتنفيذ الخطة، يوسف وعمر وطارق هناك هيبقى دعم ليهم رماح وفاطمة وطبعا هيتم التنسيق مع المباحث الفيدرالية هناك والباقي هيبقى هنا جاهز، خلص الاجتماع.
وضع ما بيدها بداخل العربة ورددت بتعب: - بس كدا كفاية، يلا بينا نروح نحاسب بقى تهللت أساريره وردد بسعادة كبيرة: - ياااه أخيرا ده أنا نسيت شكل الشارع عامل أيه عاد معها وتم وضع كافة الأشياء في حقائب كبيرة فرفعها هو بيديه وردد بابتسامة: - يلا بينا مدت يدها ورددت بجدية: - هات شنطة طيب دول تقال أوي عليك رفع الحقائب بكلتا يديه بقوة وقام بإنزالها عدة مرات وهو يقول بثقة:.
- مفيش حاجة تقيلة عليا وبعدين أبقى موجود وأخليكي تشيلي! عيب في حقي على فكرة، يلا بينا ابتسمت وتحركت فتحرك هو خلفها وهو يقول بابتسامة: - أنا بكره التسوق وشراء أي حاجة بس مش عارف مالي مبسوط كدا ليه النهاردة.
خرجت «نيران» من السيارة عندما رأت خروجهما وقامت بفتح الباب الخلفي للسيارة ورددت بعتاب: - بقالي ساعتين في العربية يا تنة اتأخرتي أوي اقتربت ورددت بابتسامة: - معلش يا نيرو عقبال ما جيبت كل حاجة إحنا محتاجينها علشان منضطرش ننزل الفترة الجاية بسبب القلق ده اقترب «بارق» ووضع الحقائق بالباب الخلفي للسيارة قبل أن يردد بسعادة:.
- اتشرفت بيكي يا مدام نيران، على فكرة أنا بارق صاحب طيف وكنا شركاء في المهمة الأخيرة قبل ما يسافر ضيقت نظراتها وأردفت بتعجب: - أنت كنت شريكه في المهمة! طيب يا سيادة الرائد أهلا بيك، يلا بينا رجعنا التف حول السيارة بينما تابعته هي بنظراتها المبتسمة فرددت «نيران»: - يلا بينا وقبل أن تتحرك لاحظت شرود «تنة» وأنها لم تستمع إليها فنظرت إلى حيث تنظر قبل أن تبتسم وتقول بصوت هادئ:.
- نيرو حبيبتي يلا بينا انتبهت لها فهزت رأسها واتجهت إلى السيارة دون أن تتفوه بكلمة واحدة.
اقتربت منه ورددت بابتسامة واسعة: - دايما زي القطط بتسع أرواح يا طيف ضحك ورفع كفيه وهو يقول مازحًا: - خمسة، كفاية قر هتجيبوني القر وبعدين يا فاطمة مش هنحضر جوازك على المعلم رماح قريب ولا أيه اقترب «رماح» في تلك اللحظة ونظر إلى فاطمة بحب قائلًا: - اتفقنا بعد ما المهمة دي تعدي على خير إن شاء الله هنتجوز ونعمل الفرح، دعواتك يا طيف يا بركة رفع كفيه إلى السماء وردد:.
- يارب اشوفكم عرسان يارب، خلينا نفرح شوية بعد الهم اللي إحنا فيه ده اقترب منهم «زين» الذي ابتسم قائلًا: - أنت مهكر الحياة يا طيف ولا بيضربوك بمسدس خرز؟ ده أنا شايفه بيرزعك رصاصتين يا مفتري خبط بكفه على كفه الآخر وهو يقول: - لا حول ولا قوة إلا بالله، أيه يا زين قول ما شاء الله يا أخي، كفاية قر بقى بدل ما اتنش واحدة هيد شوت تجيب أجلي ضحك بصوت مرتفع قبل أن يقول بجدية:.
- ما شاء الله ياعم وبعدين أنا مش بقر، عايزك بس تديني سر الوصفة السحرية، سر الحياة الجامدة حبتين بعد ما تتنش رصاصتين رفع أحد حاجبيه ليقول بعدم رضا: - المثل بيقول يا مستني يبطلوا قر يا مستني الحلو يبقى مر، حل عن نفوخي يا زين.
فتح عينيه ليجد نفسه في غرفة شبه مظلمة، كانت الشموع تضيئ جزء كبير منها، حاول التحرك من مكانه لكنه لم يستطيع فرفع صوته قائلًا: - أنا فين؟ حد هنا؟ اقترب أحدهم من الظلام وظهر أمام عينيه ليقول بابتسامة واسعة: - متتعبش نفسك يا بطل حاول أن يميز وجهه لكنه لم يستطيع بسبب هذا الظلام فردد بتساؤل: - أنت مين؟ ردد «الخفي» بنبرة تحمل الجدية: - أنا حد من رجالتك، تقدر تقول إن أنا دراعك اليمين يا قائد.
أغلق عينيه وفتحها مرة أخرى وأردف بعدم فهم: - حد من رجالتي! أنا كل اللي فاكره إني صحيت لقيت واحدة مجنونة بتقول إن أسمي نائل ابتسم هذا الخفي واقترب منه أكثر ليقول بجدية: - أنت فعلا نائل حصلك حادثة وفقدت الذاكرة ومحمد الهواري رباك وكبرك ودلوقتي حصلك حادثة وفقدت الذاكرة تاني لكن المرة دي المجلس هيساعدك وهيعرفك كل حاجة علشان تبقى القائد يا قائد.
على الجانب الآخر اقترب أحدهم من «باسل» قائلًا باللغة الإنجليزية: - حان وقت تشتيتهم، سيتشتت جمعهم من بعد الآن، حان وقت تنفيذ الخطة.
عاد «رماح» من العمل بعد يوم عمل طويل، أوقف سيارته في المكان المخصص لها خارج الفيلا ثم تقدم إلى الباب ووضع به المفتاح وأداره قبل أن يتقدم إلى الداخل ثم وضع يده على زر الإضاءة وأضاء المكان، تقدم إلى الداخل وفرد ذراعيه بتعب في الهواء وأثناء ذلك وقعت عينيه على دماء بجوار جثة لأنثى فاعتدل على الفور وتقدم بسرعة تجاهها، نزع شعرها الذي كان يغطي وجهها فوجدها هي حبيبته «فاطمة» ورقبتها مقطوعة! جحظت عينيه من الصدمة ومسح بيده على رأسها وهو يقول بعدم تصديق:.
- فاطمة! ثم ارتفع صوته وصرخ بصدمة: - فاطمة مين عمل فيكي كدا! كانت الدماء تخرج من رقبتها بشكل مخيف فمد يده وحاول منع الدماء من الخروج بينما انهمرت الدموع من عينيه وهو يقول: - ليه عملوا فيكي كدا، ليه حرقوا قلبي عليكي كدا، لييييييه!