logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 11 من 32 < 1 25 26 27 28 29 30 31 32 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:49 مساءً   [85]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث عشر

- زين الحقني نائل بيموت
كانت هذه الكلمات آخر ما قالته قبل أن تلقي بهاتفها وتحاول هز رأسه الغارقة بالدماء، انهمرت دموعها بغزارة ورددت بقلة حيلة:
- يارب ساعدني أنا مش عارفة أتصرف إزاي
ثم نظرت إليه وأردفت:
- متسيبنيش يا نائل بالله عليك أنا مليش غيرك، أنا غبية وأستاهل كل اللي يحصلي لكن أنت ملكش ذنب تبقى كدا.

مالت برأسها وسندت على صدره وسط الطريق وهي تبكي بصوت مرتفع ولسوء حظها أن هذا الطريق كان طريق جانبي ولن يساعدها أحد، توقفت عن البكاء وخطر ببالها فكرة جعلتها تنهض من مكانها على الفور، مالت عليه ورفعت نص جسده الأعلى وضمته بكلتا يديها ثم سحبته إلى الخلف بصعوبة حيث سيارتها، استمر هذا الأمر خمس دقائق حتى وصلت إلى السيارة وفتحت الباب بسرعة ثم انخفضت ورفعته بصعوبة، حاولت إدخاله السيارة لكن هذا كان صعبًا للغاية وقواها أضعف من أن تحمله إلى الداخل لكن حبها له وخوفها على فقدانه أعطاها القوة لكي ترفعه وأدخلت نصف جسده الأعلى أولا ثم أدخلت بقية جسده وفتحت باب السيارة الخلفي وجلبت قميص له كانت تحتفظ به ثم ربطت به رأسه لمنع خروج تلك الدماء المخيفة، قامت بإغلاق الباب ثم التفت حول السيارة واستقلت المقعد الأمامي خلف المقود وأدارت سيارتها بيد مرتعشة.

أطلقت الرصاصة من سلاحها وألقته وهي تبكي بصوت مرتفع، ضمت وجهها بين كفيها وارتجفت بشدة بينما اتسعت حدقتي «طيف» بصدمة فهي لم تصبه هو بل أصابت الحائط من خلفه، رمقها بحيرة فهي لم تقتله على الرغم من معرفتها أنه ضابط شرطة وفي مهمة رسمية للإيقاع بها، حاول الجلوس بصعوبة بسبب إصابته لكنه فشل في ذلك بسبب قوة الألم لذلك عاد برأسه إلى الخلف مرة أخرى وهو يقول:
- ممكن تساعديني أقعد؟

بعدت كفيها عن وجهها لتكشف عن وجهها الغارق بالدموع والذي يظهر عليه الضعف رغم قوتها وصلابتها، تحركت بتلقائية تجاهه وساعدته على الجلوس قبل أن تعود لتجلس مكانها مرة أخرى فرمقها بحيرة كبيرة فهو لا يصدق أنها تعشقه إلى هذا الحد، سعل بصوت هادئ وهذا ما ذات ألم إصابته قبل أن يردد بهدوء:.

- سيزكا الواحد مش بيختار حياته ولا بيختار أهله ولا حياتهم، الواحد ساعات مش بيبقى قدامه غير طريق واحد يا إما يمشيه يا إما يفضل واقف مكانه والحياة مفيهاش غير إنك تمشي الطريق أو تموت وأنتي اختارتي الحياة وأي حد هيختار الحياة، لقيتي والدك صاحب منظمة عالمية بتهدد أمن أي دولة وفجأة مات قصاد عينك والمجلس كمل الباقي، كنتي طفلة متعرفيش حاجة وهم اللي مسحولك دماغك وربوكي على طريقتهم ورغبتهم علشان تبقي سيزكا اللي قاعدة قدامي، ده مش ذنبك لكن ذنب المجلس، أنتي جواكي خير أكتر من الشر لكن للأسف ملقيتيش اللي ينمي الخير ده لغاية ما شوفتيني اتعلقتي بيا علشان أنا اللي عالجتك وخليتك تشوفي الجزء التاني من الحياة وهو الحياة اللي بجد مش حياة الدم وتجارة المخدرات والأسلحة وكل ده، الحياة البسيطة اللي أي حد عايشها مش حاسس بيها وبيحسوا بيها في حالة واحدة بس وهي إنها تضيع منهم.

انهمرت دموعها مرة أخرى ورمقته وهي تردد بعدم فهم:
- أنت أيه؟ أنت ظابط ولا دكتور ولا أيه بالظبط؟ كلامك بيريحني وبيهدي نار قلبي بسهولة أوي حتى الموقف ده بكلمتين منك حسستني إني ضحية وإني كويسة وريحت قلبي! أنا مش عارفة أنت ساحر ولا أيه بالظبط، مكنتش أعرف إن ظباط الشرطة درسوا طب نفسي
ابتسم بهدوء قبل أن يوضح لها قائلًا:.

- أنا فعلا دكتور نفسي لكن في لحظة معينة حسيت إني فاشل في شغلي ده فقررت أغير مجرى حياتي وبقيت ظابط شرطة وهنا لقيت نجاحي
هزت رأسها بالنفي قبل أن تقول:
- فاشل! أنت دكتور مش هتتكرر تاني وباللي عملته معايا ده تقول فاشل؟

- مش القصد يا سيزكا الفشل اللي فهمتيه، هنا مهنة الدكتور النفسي الاقبال عليها مش زي أمريكا، هناك في أمريكا لو حد طلع يجري وراه كلب هيروح لدكتور نفسي يتعالج من الخضة لكن هنا في مصر بيجيبوا للكلب اللي جري وراهم مرض نفسي
ضحكت رغم حزنها وصدمتها على جملته الأخيرة فتابع هو:.

- إحنا شعب قوي والمواقف الصعبة بتقويه مش بتخليه يروح لدكتور نفسي علشان كدا فشلي كان في إني مش لاقي زباين مش علشان مش عارف أعالج المريض وبعدين الضحكة اللي ضحكتيها دي فيه ناس كتيرة محرومة منها، طول ما أنتي بتضحكي اعرفي إنك في نعمة كبيرة أوي، مش عيب إن الإنسان يمشي في طريق واحد كان متحددله وهو طفل، العيب هو إن بعد ما تظهر له الطرق الكويسة يكمل في الطريق اللي اتحددله
ضمت حاجبيها ورددت بحيرة:.

- أنا قتلت ناس كتيرة أوي، افتريت وهددت وعملت حاجات كتير وحشة
ابتسم ابتسامة هادئة قبل أن يقول ببساطة أراحتها:.

- باب التوبة مفتوح دايما، فيه واحد قتل 99 نفس وسأل عن أعلم أهل الأرض فدلوه على حد وراحله قاله أنا قتلت 99 نفس وعايز أتوب هل ينفع ليا توبة؟ قاله لا فقتله وكمل 100 وراح سأل تاني عن أعلم أهل الأرض فدلوه على واحد وراحلوا قاله أنا قتلت 100 نفس هل ينفع ليا توبة قاله ينفع أيوة، فيه أرض فيها ناس بيعبدوا ربنا روح هناك واعبد ربنا معاهم وسيب أرضك دي لأنها أرض سوء وفعلا سابه وراح للأرض دي وهو في نص الطريق مات وجت ملايكة الرحمة وملايكة العذاب، ملايكة الرحمة قالت إنه كان رايح يعبد ربنا ويسيب السوء وملايكة العذاب قالت إنه معملش خير أبدا في حياته راح جيه ملك قال قيسوا المسافة بينه وبين أرض السوء وبين الأرض اللي رايحلها واللي يكون قريب منها تاخده الملايكة المحددة وفعلا قاسوا المسافة لقوا إنه أقرب لأرض الطاعة فخدوه ملايكة الرحمة، شوفي بقى رحمة ربنا بيه علشان نيته كانت إنه رايح يتوب!

كانت تستمع إليه وعلى وجهها تلك الابتسامة الهادئة التي لم تعرف مصدرها وما إن انتهى حتى رددت:
- مش بقولك كلامك بيريحني! بحسه مسكن لكل وجعي وتعبي، طيب دلوقتي أنا اللي هطلب مش هو، أنا عايزة أتوب وأسيب كل ده وأفضل هنا في مصر بس مجلس الريد لاين مش هيسمح بده وممكن يقتلوني ويقتلوك ويقلبوها حرب
أغلق عينيه للحظات قبل أن يفتحها مرة أخرى وهو يقول:.

- ما أنتي هتستخدمي قوتك ومنصبك في المنظمة إنك تحاربيهم معانا وكمان تساعدينا بكل المعلومات عن المجلس وعن اللي بيخططوه لمصر وبعد ما ينتهوا كلهم ساعتها تسيبي أي حاجة تخص المنظمة وتقربي من ربنا وصدقيني كل اللي هتعمليه ده أجره كبير جدا عند ربنا لأن هتحاربي الظلم
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها ورددت على الفور:
- ونتجوز وأعيش معاك طول العمر؟

تبدلت ملامح وجهه وصمت لعدة ثوانٍ ليفكر ما الذي سيقوله لها فنظرت هي له وحركت رأسها بمعنى ماذا فرفع بصره وتحدث بهدوء:
- سيزكا أنا متجوز وبحب مراتي جدا، أنا زي ما قولتلك أنتي اتعلقتي بيا علشان أنا اللي عالجتك ووريتك نص الحياة اللي مش شايفاه، لكن أنا واثق مليون في المية إنك هتلاقي اللي هيحبك وهتحبيه وتعيشوا حياتكم مع بعض.

لمعت عينيها بالدموع واكتفت بهز رأسها لكن داخلها يرفض هذا الكلام لأنها تحبه هو فقط ولن تحب إلا هو.

وقفت بسيارتها أمام المستشفى وخرجت منها قبل أن تركض بسرعة كبيرة إلى الاستقبال وما إن وصلت حتى رددت بصوت مرتفع:
- حد يلحقني جوزي في العربية وعايزة حد يجيبه هنا!
تحرك معها اثنين وفتحت هي لهم الباب ليحملوه إلى الداخل، شاهد الطبيب رأسه وكم الدماء الذي سال منه فردد بصوت مرتفع:
- جهزوا أوضة العمليات حالا وحد يبلغ دكتور هيثم.

نفذوا ما طلبه وتحركوا به إلى غرفة العمليات وبعد خمس دقائق تم تجهيز كل شيء وطلبت «ياسمين» أن تدخل معه الغرفة لتكون بجواره لكن الطبيب رفض وقال:
- مينفعش يا مدام دي أوضة عمليات وبعدين أنتي كدا بتضيعي وقتي اللي ممكن أنقذ حياته فيه
هزت رأسها بعشوائية وهي تردد بعينين دامعتين:
- خلاص خلاص اتفضل يا دكتور بس ابقى طمني ارجوك
هز رأسه بالإيجاب وردد بهدوء:
- إن شاء الله.

ثم دلف إلى غرفة العمليات وبقت هي وحدها بالخارج، جلست على المقعد ودفنت وجهها بين كفيها لتنفجر في البكاء، ظلت هكذا لخمسة عشر دقيقة ثم بعدت كفيها عن وجهها ورفعتهما إلى السماء وهي تقول باكية:.

- يارب متحرمنيش منه يارب، أنا مكنتش عارفة قيمة النعمة اللي معايا، محدش بيعرف قيمة النعمة اللي معاه غير لما بتروح منه للأسف، يارب أشوفه بخير تاني، ده اللي عايزاه بس يارب إني أشوفه بخير وبيمشي على رجله قدامي تاني مش عايزة أكتر من كدا، يارب خد من عمري واديله هو، أنا مستحقش الحياة بس هو يستحق، يارب خليه لأخته اللي ملهاش غيره ومتحرمهاش منه.

لفت ذراعها حول رقبة هذا الطفل ورفضت تركه بينما تحدث رماح بداخل مكتبه إلى «خالد»:
- ابنك قال إنك بتضربه بأبشع الطرق ده غير اللي بتعمله فيه مراتك
شعر الأب بالحزن كثيرًا مما يسمعه وردد بصوت هادئ:.

- والله يا باشا أنا ما أقدر أمد ايدي عليه، أنا الفترة اللي فاتت دي حاسس إنها اتمسحت من دماغي، صحيت من النوم لقيت نفسي متجوز واحدة معرفهاش وابني مش موجود وبعدين بسمع منك إني كنت بضربه، والله أنا روحت كشفت لكن للأسف طلعت سليم ومش قادر أفسر كل اللي حصل ده لكن أوعدك إن ده مش هيتكرر تاني وهعوضه على كل اللي حصل.

نظر رماح إلى ابنة خاله «نيسان» في حضور زوجها «فهد» ثم عاد ببصره إلى الأب مرة أخرى وهو يقول:
- تمام يا خالد هتمضي تعهد بعدم التعرض للطفل مرة تانية ولو حصل واتعرضتله أو ضربته بالوحشية دي تاني أنا هحبسك ومش هتشوف ابنك تاني فاهم؟
هز رأسه بالإيجاب عدة مرات قبل أن يقول بلهفة:
- أنا موافق يا باشا وده مش هيحصل إن شاء الله.

تقدم وقام بالإمضاء على تلك الورقة قبل أن تنخفض «نيسان» وتضم وجه الطفل بين كفيها قائلة:
- هتوحشني أوي يا معاز
شعر الطفل بالحزن وردد بصوت طفولي هادئ:
- وأنتي هتوحشيني أوي يا ماما نيسان
انهمرت دموعها لجملته الأخيرة وحضنته بقوة لأكثر من دقيقة قبل أن تبتعد قليلا عنه وتقول:.

- خلي بالك من نفسك والموبايل اللي معاك ده خليه معاك علطول ورقمي متسجل، أي حاجة تحصل كلمني وأنا هكلمك كل يوم اتطمن عليك ماشي؟
هز رأسه بالإيجاب وأجابها:
- حاضر
وقفت ووجهت بصرها إلى والده قائلة:
- خلي بالك منه
- ده ابني يا ست هانم وأنا عمري ما أضر ابني وبإذن الله أعوضه عن كل اللي حصله الفترة اللي فاتت
وقبل أن ينطلق الطفل إلى والده اقترب منه «فهد» الذي تعلق به كثيرا وردد بابتسامة:.

- متنساش بقى تسأل علينا يا سيادة النقيب معاز
ضحك الطفل وردد بهدوء:
- متقلقش يا سيادة الرائد عُلم ويُنفذ
حضنه بحب شديد قبل أن يتركه ليرحل مع والده.

نظرت هي إلى زوجها ورددت بعينين دامعتين:
- هيوحشني أوي
أمسك هو يدها بحب وردد بهدوء:
- هنكلمه كل يوم نتطمن عليه يا حبيبتي وإن شاء الله ربنا يرزقنا بطفل يملى حياتنا ونبقى عايشين علشانه
تمنت ما قاله كثيرًا لذلك رددت بشوق كبير:
- يارب.

حضر شقيقها بصحبة زوجته على الفور بعد معرفتهم ما حدث من «ياسمين»، اقتربت «نايا» منها وضمتها وهي تقول بهدوء:
- اهدي يا حبيبتي ربنا هيقومه بالسلامة إن شاء الله
رددت بصوت باكي ومتقطع:
- خايفة يروح مني يا نايا، خايفة مشوفهوش تاني
- متقوليش كدا إن شاء الله فترة وتعدي وهيبقى كويس
اقترب «زين» من شقيقته ومسح على رأسها بهدوء قبل أن يقول:.

- اهدي يا ياسمين هيبقى بخير إن شاء الله المهم بس عايز أعرف منك أنتي شوفتي نمرة العربية دي؟
رفعت بصرها لتنظر له بضعف وأجابته بأسف:
- بصيت على العربية وهي بتهرب وشوفت النمرة بس دلوقتي مش فاكراها خالص
انخفض ونظر إلى عين شقيقته وهو يقول بجدية:
- افتكري يا ياسمين علشان خاطري، صفي ذهنك خالص وافتكري علشان أعرف أوصل للي عمل ده وأحاسبهم.

صمتت لأكثر من دقيقتين لكي تحاول التذكر، عادت المشهد في رأسها مرة أخرى لكي تتذكر وأخيرا رددت بلهفة:
- افتكرت، نمرة العربية كانت -----
نهض من مكانه وأردف بصوت مرتفع نسبيًا:
- تمام، خليكي معاها يا نايا وطمنوني أول ما يخرج من العمليات، أنا لازم أجيب العربية دي وأصحابها حالا.

تحرك وهو يرفع هاتفه على أذنه وانتظر لثوانٍ قبل أن يقول:
- أيوة يا فهد بص أنا هبعتلك دلوقتي نمرة عربية عايزك تجيبلي كل حاجة عنها وعن أصحابها، معلش ضروري لأن دول اللي ضربوا نائل وأنا جايلك حالا.

كانوا يجلسون على طاولة مكونة من خمسة مقاعد والمكان شبه مظلم من حولهم، ضم كلٍ منهم يديه وقربها من وجهه، أغلقوا أعينهم مع استماعهم لتلك الموسيقى الهادئة والمرعبة في آن واحد، فتح الذي كان يترأسهم عينيه وحل عقدة يديه قبل أن يقول:
- Now we can have the meeting
(الآن يمكننا عقد الاجتماع)
حلوا عقدة أيديهم وفتحوا أعينهم قبل أن يفردوا أذرعتهم على تلك الطاولة بشكل منظم، تحدث كبيرهم بصوت هادئ نسبيًا:.

- Now that it has been proven that this doctor is an Egyptian officer, I think that the organization will stabilize after Sizka returns to it
(الآن بعد أن تم إثبات أن هذا الطبيب هو ضابط مصري أعتقد أن تستقر المنظمة بعد عودة سيزكا إليها)
تحدث أحدهم بعد أن ضم كلتا يديه:
- What if she lied and did not come back
(وماذا إن كذبت هي ذلك ولم تعود)
هنا نظر إليه بعد أن ارتسمت تلك الابتسامة على وجهه وأردف:.

- There is no doubt that he is a police officer. She will believe when she watches the video and will kill him immediately. If she refuses to do so, we will resort to the second plan, which includes killing Seska and appointing a new leader for the organization.

(لا مجال للشك أنه ضابط شرطة، هي سوف تصدق عندما تشاهد الفيديو وسوف تقتله على الفور، إن رفضت ذلك سنلجأ إلى الخطة الثاني والتي تتضمن قتل سيزكا وتعين قائد جديد للمنظمة)
تحدث أحدهم وقال متسائلًا:
- How will our response to the Egyptian police?
(وكيف سيكون ردنا على الشرطة المصرية؟)
ضم كبيرهم كفيه معًا وردد بابتسامة:.

- At first we will kill this officer s friend who is here, and then we will kill his family one by one so they know who the Red Line organization is.
(في البداية سنقتل صديق هذا الظابط الذي يوجد هنا وبعد ذلك سنقتل عائلته فردًا فردًا لكي يعرفوا من هي منظمة الخط الأحمر).

وضعت أمامه الطعام ورددت بابتسامة هادئة:
- يلا لازم تاكل علشان تبقى كويس، الأرنب ده كله لازم يتاكل
رفع أحد حاجبيه وردد بحزن:
- أرنب يا سيزكا؟ قولتيلي ليه ما كنت كلته وافتكرته فرخة وخلاص أنا مبحبش الأرانب
ضمت ما بين حاجبيها بتعجب قبل أن تقول باعتراض:
- فيه حد مبيحبش الأرانب يا طيف؟
هز رأسه بالإيجاب عدة مرات وهو يقول:
- أيوة أنا
قربت الطعام منه أكثر ورددت بإصرار:.

- معلش جربها بس ومش هتندم ده طعمه حلو وهيعجبك
نظر إلى الأرنب الموضوع بالطبق أمامه وردد بحيرة:
- الصراحة أنا جعان أوي هاكل منه وأمري لله بقى
ابتسمت وساعدته في تقطيعه وحاولت أن تضع الطعام في فمه لكنه رفض بهدوء وأخذ منها الطعام وتناوله وأثناء ذلك ردد قائلًا:
- الأرانب طلعت مش وحشة أوي بس يمكن علشان جعان، المهم قوليلي فيديو أيه اللي شوفتيه ليا وبيقولوا مقتل الرائد طيف؟

انتظرت لثوانٍ قبل أن تمسح يديها بالمنديل وتجلب هاتفها، نقرت على شاشته عدة نقرات قبل أن تضعه أمام وجهه ليشاهد نفسه يُقتل فرفع أحد حاجبيه وردد بتعجب:
- الفيديو ده ازاي وصل للسوشيال ميديا؟
ابتسمت ابتسامة هادئة قبل أن تقول بجدية:
- معرفش بس ده مش سوشيال ميديا بس لا ده تليفزيون كمان ومطلعين هاشتاج حق الرائد طيف لازم يرجع
اتسعت ابتسامته وأردف بسعادة:
- والله فيهم الخير.

ثم اختفت ابتسامته على الفور عندما تذكر والدته وقال بحزن:
- ماما زمانها شافت الفيديو ومقطعة نفسها من العياط دلوقتي
اختفت ابتسامتها هي الأخرى ورددت على الفور:
- إحنا ممكن نصورك فيديو وأنت بتقول إنك كويس ونبعته ليها علشان تطمن عليك
هز رأسه بالرفض ونظر إلى نقطة بالفراغ وهو يقول:
- لازم أشوفها بنفسي واحضنها وأقولها إن ابنك عايش وهيفضل دايما جنبك، الفيديو ممكن يكشف إن أنا لسة عايش لمجلس الريد لاين.

رفعت أحد حاجبيها ورددت باعتراض:
- ومين قال إن مجلس الريد لاين ميعرفش إنك عايش؟ دول بنسبة مية في المية عارفين إنك عايش لأن دول ميخفاش عليهم حاجة وأكيد فيه حد من رجالتي اللي برا دول وصلهم الخبر، أنا عارفاهم كويس أوي
نظر إلى الأسفل لثوانٍ قبل أن يرفعها مرة أخرى وهو يقول بإصرار:
- لازم أروح وأطمنها وأطمن مراتي واخواتي بردو
- يا طيف أنت لسة تعبان والجرح لسة ملمش وبتقوم أصلا بالعافية.

ابتسم وردد بهدوء لكي تنفذ طلبه:
- معلش ما هو بردو مش هروح مشي، أكيد أنتي هتجهزيلي عربية محترمة كدا أروح بيها ولازم محدش من رجالتك يعرف خالص بده علشان مبقاش في خطر والزيارة دي هيبقى فيها كلامي مع بابا اللواء أيمن علشان أقوله إنك هتساعدينا
صمتت للحظات قبل أن تحرك رأسها بالإيجاب وتوافق على مضض، لكنها شرطت عليه قائلة:
- موافقة بس هاجي معاك
وافق على عرضها وردد بسعادة:
- موافق.

كانت الساعة الثانية عشر مساءًا عندما فقدت «اسماء» الوعي بسبب ضغف تنفسها فنهضت «تنة» على الفور وارتدت ملابسها لكي تذهب وتجلب دواء والدتها فلحقت بها «نيران» وهي تقول:
- استني يا تنة أنا جاية معاكي وهوصلك بالعربية
هزت رأسها بالرفض ووضعت يدها على كتفها وهي تقول:.

- العلاج مش موجود في الصيدليات اللي هنا، الصيدلية اللي فيها العلاج بعيدة عن هنا يا نيران أنا هاخد تاكسي وخليكي أنتي مع ماما وحاولي تعمليلها تنفس صناعي وخلي بالك منها لأن رنة مش هتعرف تتصرف
هزت رأسها بالإيجاب وتركتها تذهب ثم عادت إلى «رنة» التي كانت تمسك بيد والدتها وتبكي بشدة، وضعت يدها على رأسها وقالت بهدوء:.

- اهدي يا رنة، المواقف اللي زي دي لازم تبقي قوية علشان تعرفي تتصرفي، ماما هتبقى كويسة إن شاء الله بس ساعديني نفوقها ونساعدها تتنفس بصورة طبيعية عقبال ما تنة تجيب البخاخة بتاعتها
هزت رأسها بالإيجاب ورددت بصوت باكي:
- حاضر.

على الجانب الآخر أوقفت «تنة» سيارة أجرة وأخبرت السائق بأن يتحرك إلى العنوان الذي أخبرته به، تحرك السائق إلى وجهته ووقف مباشرةً أمام تلك الصيدلية فأخبرته بأن لا يتحرك وأنها ستعود إليه مرة أخرى لكي يعيدها، ترجلت من السيارة وركضت إلى الداخل وأعطت الطبيب اسم الدواء فجلبه لها على الفور وأعطته المال قبل، خرجت من الصيدلية راكضة لكنها لم تجد سيارة الأجرة التي أتت بها وهذا ما أثار تعجبها إلى درجة كبيرة فهي ستسير مسافة طويلة لكي تصل إلى الطريق وتقوم بإيقاف سيارة أخرى، زفرت بضيق وتحركت بسرعة إلى الطريق الخارجي والذي كان بعيدًا عن هنا وكان الشارع كلما سارت به كلما أظلم أكثر وأصبحت تسير وحدها بهذا الشارع المظلم والمخيف، لم تهتم بهذا كثيرًا فشاغلها الوحيد هو الذهاب والدتها بالدواء الخاص بها.

في تلك اللحظة أضاء الطريق من خلفها بضوء سيارة سوداء اللون والتفتت لتجد تلك السيارة تتحرك بسرعة كبيرة تجاهها وكادت أن تدهسها لولا هذا الخفي الذي ظهر من الظلام وقام بسحبها من الطريق، رفعت بصرها لتجده ينظر إليها بقوة وهو يقول:
- متخافيش أنا هنا لحمايتك
وقبل أن تتحدث خرج أربعة أشخاص من تلك السيارة واقترب قائدهم منهما وهو يقول بإبتسامة:.

- مجلس الريد لاين مش هيسيب حد عايش، كله هيموت لأن اللي بدأ الطريق وهو ميعرفش مخاطره أهله هم اللي هيدفعوا التمن.

أشار «بارق» إليها بأن تقف خلفه لتحتمي به ونظر تجاههم وهو يقول بشجاعة كبيرة:
- لو كدا فمحدش هيلمس شعرة منها قبل ما تقتلوني
ابتسم كبيرهم وردد بسخرية:
- بس كدا! لك هذا.

ثم تقدموا جميعهم باتجاهه فتقدم هو الآخر ولكم أحدهم وانخفض على الفور قبل أن يتلقى لكمة من أحدهم ثم اعتدل وركله بقوة ليوقعه أرضًا، كان قويًا للغاية أمامهم ولم يستطع أحد أن يتسبب في لكمة واحدة له، قفز في الهواء ولكم أحدهم بقوة في وجهه ليوقعه أرضًا ثم التفت وتصدي لضربة سكين من كبيرهم وركله بقوة، اتجه إلى أحدهم وجذبه من الأرض بقوة ثم لكمه عدة مرات قبل أن يخرج مسدسه لينهي كل هذا في الحال.

صرخة مدوية من «تنة» جعلته يلتفت على الفور ليجده يقيد يديها وبيده الأخرى يضع تلك السكين على رقبتها فوجه سلاحه تجاهه على الفور وردد بغضب:
- سيبها حالا يا إما هدفنك هنا
حب هذا المجرم أن يتسلى قليلًا قبل أن يذبحها أمام عينيه لذلك ردد بقوة:
- هسيبها بس ارمي سلاحك ده!

نظر «بارق» حوله ليجد من قام بضربهم قد نهضوا من جديد ويوجهون أسلحتهم تجاهه فنظر إلى كبيرهم وفكر لثوانٍ قبل أن يقول:
- حاضر هسيب السلاح بس متأذيهاش!
ثم انخفض ووضع سلاحه على الأرض قبل أن يقول:
- أنا سيبت سلاحي، سيبها؟
ابتسم ذلك المجرم ابتسامة واسعة وردد بجدية:
- إحنا هنا علشان نقتلها أصلا، فاكرني هسيبها بجد! بلغ سلامي لرئيسك في الشغل واحكيله ازاي أنا دبحت بنته...


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:50 مساءً   [86]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع عشر

- أنا سيبت سلاحي، سيبها؟
ابتسم ذلك المجرم ابتسامة واسعة وردد بجدية:
- إحنا هنا علشان نقتلها أصلا، فاكرني هسيبها بجد! بلغ سلامي لرئيسك في الشغل واحكيله ازاي أنا دبحت بنته.

وجد أحدهم يلصق فوهة مسدسه برأسه فنظر إليها نظرة أسف فهو لم يستطع حمايتها فانهمرت دموعها وأغلقت عينيها إستعدادًا لتلقي مصيرها، في تلك اللحظة خطر بباله فكرة ولم ينتظر للتفكير في كيفية تنفيذها بل بدأ في التنفيذ على الفور والتفت بسرعة كبيرة قبل أن يقبض على سلاح هذا المجرم الذي يصوبه إلى رأسه ثم سحبه بقوة والتفت إلى من يقيد «تنة» وأطلق رصاصته لتصيب رأسه بمهارة فائقة، حدث كل هذا في أقل من ثانيتين فقط واستدار ليطلق الرصاص على بقيتهم بشكل فاجئها فهي لم تتوقع أن يتغلب عليهم جميعًا بهذه السرعة.

ألقى السلاح من يده وأسرع تجاهها وهو يردد بقلق شديد:
- أنتي كويسة؟
هزت رأسها عدة مرات ورددت بصوت ضعيف يأبى الخروج:
- أنت اللي كويس
انخفض وحمل حقيبتها قبل أن يستقيم في وقفته قائلًا:
- الحمدلله ربنا نجانا وعدت على خير، يلا بينا أنا عربيتي على أول الشارع
توقفت في مكانها ورددت بتردد شديد:
- أنا آسفة مش هقدر أركب عربيتك أنا هوقف تاكسي
اعترض على قرارها ورفض بهدوء قائلًا:.

- للأسف مش هينفع أسيبك تمشي لوحدك بعد اللي حصل، متقلقيش أنا الرائد بارق طارق واللواء أيمن والدك هو اللي مكلفني بحماية أي حد من عيلته تحسبًا إن يحصل حاجة زي اللي حصلت من شوية ودلوقتي ياريت تتفضلي معايا
قررت التحرك معه بعد ما قاله وأبلغ هو أثناء تحركه اللواء أيمن بما حدث وطمأنه على حال ابنته وقام اللواء أيمن بدوره وأرسل قوة من الشرطة إلى مكان الحادث ليتم التحقيق في الأمر.

فتح لها المقعد الأمامي وأشار إلى الداخل قائلًا:
- اتفضلي
تقدمت واستقلت المقعد الأمامي واغلق الباب من خلفها ثم استدار حول سيارته قبل أن يستقل مقعده ويقود سيارته بعيدًا عن هنا.

أثناء سيره نظر إليها وردد بتساؤل:
- أنا آسف بس حضرتك أيه اللي جابك شارع مقطوع زي ده دلوقتي
نظرت إلى دواء والدتها الذي بيدها ثم وجهت بصرها تجاهه وأجابته قائلة:
- ماما تعبت جامد وعلاجها خلص والعلاج بتاعها مش موجود غير في الصيدلية اللي على أول الشارع ده علشان كدا جيت هنا واتفاجئت أصلا لما خرجت ملقتش التاكسي موجود.

هز رأسه بالإيجاب وأزاد من سرعة سيارته حتى يوصلها بأقصى سرعة لكي تقوم بإعطاء الدواء لوالدتها وأثناء تحركه ردد بصوت هادئ:
- إن شاء الله والدتك تبقى بخير
ابتسمت ابتسامة هادئة ورددت:
- يارب.

خرج الطبيب من غرفة العمليات فاسرعت هي تجاهه ورددت بصوت باكي:
- طمني يا دكتور نائل عامل أيه
نظر الطبيب إلى الأسفل بأسف قبل أن يرفع رأسه وهو يقول:
- للأسف الضربة اللي على دماغه كانت قوية وعملت له ارتجاج في المخ ده غير الكسور اللي في كل جسمه وحالته لسة في خطر وهنحطه تحت العناية المركزة الفترة الجاية.

تركها وذهب لتبقى هي مكانها لا تصدق ما يحدث فهو كان بخير اليوم وحل مشكلة كبيرة بالعمل والآن هو بين الحياة والموت ولا تعرف هل سيعود إلى وعيه أم لا، اقتربت منها «نايا» وربتت على كتفها بهدوء وهي تقول:
- متقلقيش يا حبيبتي هيبقى بخير إن شاء الله
تذكرت شقيقته لذلك رددت بجدية بعد أن جففت دموعها:
- يارا دلوقتي زمانها قلقانة عليه، أنا لازم أروحلها وأطمنها عليه.

- طيب أنا جاية معاكي مش هسيبك، نطمنها ونيجي تاني
هزت رأسها بالإيجاب وتحركت إلى الأسفل ثم اتجهت إلى سيارتها واستقلت المقعد الأمامي، نظرت إلى الطعام الذي جلبته لكي تتناوله معه وانهمرت دموعها، فتحت «نايا» الباب الأمامي للسيارة ورأت الطعام فرددت بأسف:
- واضح إنك ملحقتيش تاكلي
أغلقت عينيها بحزن وأردفت بأسى:.

- كنت جايبة الأكل ليا أنا ونائل لما عرفت إنه هيتأخر في المكتب علشان أحاول أهدي الزعل اللي بينا شوية لكن...
صمتت وانفجرت في البكاء مما جعل «نايا» تتقدم إلى الداخل وتمسك يدها قائلة:
- ياسمين يا حبيبتي العياط دلوقتي ملهوش لازمة، نائل عمره ما ضر حد وربنا هينجيه من اللي هو فيه إن شاء الله، لازم تبقي أقوى من كدا وبإذن الله الفترة الصعبة هتعدي
- يارب.

وصل إلى مكتب صديقه «فهد» الذي ردد على الفور عندما رأى قدومه:
- قدرت أوصل للعربية
تقدم «زين» وردد بلهفة:
- ها قول يا فهد مكانها فين؟
نهض من مكانه واتجه إليه وهو يجيبه:
- العربية لقيناها في شارع من الشوارع المجاورة لمكان الحادث ولما استعلمت عنها طلعت عربية مسروقة من يومين وصاحبها مبلغ عنها واللي عملوا كدا اختفوا يعني مش هنعرف نوصل ليهم.

ضم شفتيه بغضب شديد ونظر إلى نقطة بالفراغ وهو يفكر فردد «فهد» بتساؤل:
- بتفكر في أيه؟
أجابه وهو لا يزال ينظر إلى تلك الجهة:
- مين اللي يعمل كدا في نائل؟ وليه أصلا؟
لوى شفتيه وهز رأسه بمعنى لا أعرف قبل أن يجيبه:
- معرفش الصراحة، نائل آخر أعدائه كان غارم وده اتعدم يعني مظنش ليه علاقة باللي حصل قبل كدا
مرر يده بخصلات شعره وهو يقول بحيرة:.

- مش عارف الصراحة الضربة جاية منين، يعني أركز في الشغل وموضوع طيف الاقي نائل وقع، ممكن الناس دي بيدوخونا وبيضربونا من كل الجهات أو اللي عمل كدا لنائل حد تاني خالص، أوف أنا زهقت.

وصلت السيارة إلى أمام المنزل في نفس الوقت الذي وصلت فيه سيارة اللواء «ايمن» فترجلت «تنة» من السيارة وانطلقت إلى حضن والدها الذي ضمها وربت على ظهرها بهدوء وهو يقول:
- اهدي يا حبيبتي، اهدي أنا جنبك
انهارت في البكاء وهي تقول بخوف شديد:
- كانوا هيقتلوني يا بابا، كانوا هيدبحوني
مسح بيده على رأسها وردد بصوت هادئ:.

- الحمدلله إنك بخير وأوعدك إن شاء الله مفيش حاجة تحصل ولا حاجة من دي تتكرر تاني
ابتعد عنها بهدوء واتجهت هي إلى الداخل لكي توصل الدواء إلى والدتها بينما اتجه «ايمن» إلى بارق وربت على كتفه بابتسامة قائلًا:
- كانوا كتير ومسلحين لكن أنا عارف إني عمر نظرتي ما تخيب أبدا وإن قراري كان صح من البداية، أنا مش عارف أقولك أيه علشان أنقذت بنتي النهاردة بس أنت بطل وربنا يحميك.

ابتسم ابتسامة هادئة وردد بجدية:
- سعادتك أنا معملتش حاجة، أنا في لحظة حسيت إن كل حاجة خلاص انتهت بس ربنا كبير والحمدلله إن ربنا ألهمني أتصرف كدا، ربنا يحفظها وإن شاء الله الفترة دي تعدي على خير، استأذن سعادتك
هز رأسه بابتسامة قائلًا:
- اتفضل يابني.

نكزته في كتفه عدة مرات ففتح عينيه بتعب قائلًا:
- اممم عايز أنام أبعدي عني يا رنة مش هوديكي الكلية
رفعت حاجبيها بتعجب مما يقول لذلك خبطت على كتفه بقوة ففاق وردد بتألم:
- أيه يا سيزكا حد يصحي حد كدا؟ سيبيني أنام بالله عليكي
أغلق عينيه مرة أخرى فصاحت بصوت مرتفع:
- قوم يا طيف الساعة 5 الفجر
فتح عين وظلت الأخرى مغلقة وهو يقول بتعجب:.

- يعني هو أنا كدا اتأخرت في النوم ولا أيه؟ بتقولي 5 الفجر وكأننا العصر، بالله عليكي سيبيني أنا واحد مضروب رصاصتين وعايز أنام
وقبل أن يغلق عينيه أمسكت بكوب المياة وسكبته على وجهه فصاح بصوت مرتفع:
- يحح حسبي الله، حد يدلق مياة تلج كدا في الجو التلج ده على حد نايم؟ وربنا لأحبسك
رفعت أحد حاجبيها ورددت باعتراض:.

- لازم تقوم علشان نتحرك دلوقتي لمكان أهلك، مش هنعرف نخرج من هنا من غير علم أي حد غير دلوقتي فلو عايز تطمن أمك ومراتك يبقى يلا يا إما مفيش خروج من هنا
ضم شفتيه بغضب وأردف بعدم رضا:
- بتمسكيني من الحتة اللي بتوجعني يعني، أمين ماشي، مش عارف رئيسة منظمة إزاي دي.

ساعدته على الاعتدال فنظر إليها وأردف بتساؤل:
- هخرج إزاي من هنا كدا؟ معنديش لبس غير اللي مليان دم وأنا يدوب نص جسمي شبه مكشوف!
ابتسمت واتجهت إلى حقيبة موضوعة بركن الغرفة وأردفت:
- أكيد دي مش هتفوتني يعني
مدت يدها له بالحقيبة وتابعت:
- دول بنطلون وتيشيرت، غير هدومك يلا
تناول منها حقيبة الملابس ثم أشار إلى الباب بابتسامة فضمت حاجبيها بتعجب وهي تقول بتساؤل:
- أيه! بتشاور على الباب ليه؟

- اتفضلي برا علشان أغير هدومي، يلا بقى مش عايزة تتوبي ولا رجعتي في كلامك!
نظرت إليه بعدم رضا ثم اتجهت إلى الخارج دون أن تتفوه بكلمة واحدة فبدل هو ملابسه بصعوبة بسبب إصابته، أنهى إرتداء الملابس وفتح باب الغرفة وهو يقول باعتراض:
- ملقيتيش غير التيشيرت اللي مرسوم عليه روبينزل ده؟ مش عارف ليه حاسه مش رجالي والصراحة لو مشيت بيه كدا في الشارع الناس هتشك فيا.

نهضت من على المقعد الذي كانت تجلس عليه ورددت بتلقائية:
- التيشيرت ده بتاعي أصلا
اتسعت حدقتيه وردد بصدمة:
- أصلا!
هزت رأسها عدة مرات ورددت:
- أيوة مالك متضايق ليه؟
- لا أبدا مفيش، إن شاء الله يقولوا إني تافه وبحب الكرتون، المهم قبل ما أتحرك عايز مكان فيه مياة اتوضى منه علشان أصلي الفجر قبل ما أمشي.

تعجبت قليلًا من طلبه لكنها قادته إلى غرفة بها صنبور مياة فشمر أكمام التيشيرت الخاص به وبدأ في التوضئ وتابعته هي بانتباه حتى انتهى وما إن انتهى حتى ردد بتساؤل:
- مفيش بقى مصلية أو سجادة أصلي عليها؟
فكرت قليلًا وتحركت وهي تقول:
- ثواني هدورلك
بدات في البحث إلى أن وجدت سجادة صغيرة فحملتها وعادت بها إليه وأردفت بتساؤل:
- دي تنفع؟
ابتسم وتقدم ليأخذها منها قائلًا:
- تنفع جدا.

وضع السجادة على الأرض ثم توقف ورفع أحد حاجبيه وهو يقول بحيرة:
- القبلة فين؟
ضمت هي حاجبيها بعدم فهم لتقول متسائلة:
- يعني أيه قبلة؟
فرك في فروة رأسه قليلًا قبل أن يقول:
- معاكي أي موبايل حديث فيه نت؟
رفعت أحد حاجبيها وأجابته:
- أيوة معايا ليه!
- هاتيه بس.

تركته وجلبت هاتفها ثم تقدمت ووضعته بيده فنقر هو على شاشته ودلف إلى متجر التطبيقات ثم قام بتحميل تطبيق لتحديد القبلة قبل أن يفتحه ويضع الهاتف على الأرض، ابتسم ومال ليحمل الهاتف مرة أخرى ثم مد يده به إليها وهو يقول:
- القبلة هي المكان اللي ببص ليه وأنا بصلي، خلاص عرفتها
أعطاها الهاتف ثم بدأ في الصلاة وجلست هي لتتابعه وهي تحاول معرفة ما يقوله وما يفعله وما إن انتهى حتى قالت بتساؤل:.

- أنت بتصلي ليه؟ أقصد يعني أنت تعبان ومش هتقدر تعمل ده فليه بتعمله!
ابتسم ونظر إليها ليجيبها بهدوء:
- الصلاة دي الحاجة اللي بنشكر بيها ربنا على النعم اللي ادهالنا، بنتواصل فيها مع الله وننسى الدنيا ونشكيله همنا، بتنقي القلب وتريحه، يعني ربنا نجاني من رصاصتين أقوم أنا مصليش ليه ولا أشكره علشان تعبان؟

هزت رأسها بتردد قبل أن تنهض من مكانها وتتحرك تجاهه خطوتين وهي تقول بتساؤل:
- يعني أنا لو صليت قلبي هيرتاح وربنا هيرضى عني
ابتسم ونهض هو الآخر من مكانه بصعوبة ليجيبها:
- أيوة إن شاء الله
رفعت أحد حاجبيها ورددت بتساؤل مرة أخرى:
- هتعلمني؟
هز رأسه عدة مرات بالإيجاب وأردف:
- هعلمك إن شاء الله، يلا بينا علشان نلحق نمشي.

استيقظت من نومها على صوت أخيها الذي قال بحزن:
- الجو برد يا ياسمين، نايمة ازاي كدا في الطرقة! على العموم أنا كلمت إدارة المستشفى وحجزت أوضة علشان تبقي فيها أنتي ويارا أخت نائل لغاية بس ما يخرج من العناية المركزة ونتطمن عليه
أغلقت عينيها بحزن ثم فتحتها ونظرت إلى جوارها فوجدت «يارا» نائمة فعادت ببصرها إلى شقيقها وهي تقول متسائلة:
- لقيتوا اللي عمل كدا في نائل؟
هز رأسه بالنفي وردد بأسف:.

- للأسف لقينا العربية وطلعت مسروقة وملقيناش اللي عمل كده، محصلش أي حاجة تخليكي تشكي في حد؟
استرجعت ذكريات هذا اليوم من بدايته لتحاول ربط ما حدث خلاله بما حدث ل «نائل» وأثناء تفكيرها رددت بصوت مرتفع:
- المستثمرين!
ضم حاجبيه بتعجب قبل أن يقول بعدم فهم:
- مستثمرين أيه؟
قصت عليه ما حدث منذ بداية الأمر إلى ما حدث بالأجتماع الذي عقده معه هؤلاء المستثمرين وأنهم حديثها قائلة:.

- ممكن حد منهم حب ينتقم علشان اللي عمله فبعت الناس دي علشان تضربه وتكسر عضمه، لأن اللي عمل كدا كان قاصد كدا مش قاصد يموته
لوى ثغره وفكر لثوانٍ قبل أن يقول بجدية:
- قولي كدا بقى، تمام الساعة دلوقتي 6 الصبح ولسة بدري عقبال ما أروح الشغل، أنا هنزل أجيبلكم أكل علشان مكلتوش حاجة من امبارح وموضوع الناس دي سيبيه عليا.

توقفت السيارة أمام المنزل فنظر من خلال النافذة إلى منزله باشتياق، رددت هي بتعجب لحاله:
- سرحان كدا ليه؟
ابتسم وظل موجهًا بصره تجاه منزله وهو يقول بحنين:
- يااه وحشني البيت أوي، بقالي فترة كبيرة مشوفتش البيت ولا جيت هنا، أنا مش متخيل اللقاء مع ماما و بابا واخواتي ونيران هيبقى إزاي، نبضات قلبي بتزيد مع الوقت
ابتسمت لما قاله وأردفت بهدوء:
- طيب يلا بينا!

هز رأسه بالإيجاب وفتح باب السيارة، وترجل منها ثم تحرك بخطوات هادئة نحو المنزل، غطى رأسه عن طريق القطعة المتدلية من التيشيرت ثم أخفض بصره لكي لا يعرفه أحد، وصل إلى الباب والتقط أنفاسه المتسارعة قبل أن يطرق على الباب بهدوء، انتظر لثوانٍ ثم طرق الباب مرة أخرى وتلك المرة ضغط على زر الجرس، مرت دقيقة قبل أن تفتح «رنة» الباب وهي تفرك عينيها بوجه نائم وهي تقول:
- الساعة 6 يا ناس.

ثم وجهت بصرها إلى هذا المجهول الذي ينظر إلى الأسفل ولا يظهر وجهه لما يضعه على رأسه ورددت بتساؤل:
- حضرتك عايز حاجة!
رفع رأسه وكشف عن وجهه وهو يقول بابتسامة:
- عايز رنة
اتسعت حدقتيها بصدمة كبيرة وفركت عينيها عدة مرات لكي تصدق ما تشاهده في تلك اللحظة قبل أن تقول بتلعثم كبير:
- ط، أنت، طيف أنت؟ طيف!
هز رأسه عدة مرات ورددت بابتسامة:
- أيوة طيف يا رنة قلبي وحياتي
ارتمت بين أحضانه فصاح بتألم:.

- آآآآآه حاسبي أنا مضروب رصاصتين على الهادي
فخففت من قبضتها ورددت بصوت هادئ:
- يااه وحشتني أوي يا طيف، مش مصدقة إنك عايش وكمان بحضنك يا أحلى وأجمل أخ في الدنيا دي كلها، أنا كنت بعيط كل يوم علشان مجرد فكرة إني مش هشوفك تاني، متسيبناش تاني وكل اللي عايزه هعمله حتى الآيس كريم بتاعي هسيبك تاكله
ضحك على ما قالته وردد مازحًا:.

- لا بقولك أيه متضحكنيش علشان لما بضحك الجرح بيوجعني أكتر وبعدين أنتي وحشتيني أكتر والله
ابتعدت ونظرت إلى «سيزكا» الواقفة خلفه ورددت بتساؤل:
- مين دي يا طيف! أوعى تكون اتجوزت على نيران
اتسعت حدقتيه وأسرع ليوضح لها قائلًا:
- لا لا يخربيتك هتوديني في داهية، دي تبقى سيزكا ودي تبقى رئ، ولا أقولك بلاش أقولك تبقى مين أحسن تصوتي وتلمي عليا الشارع، يلا بينا نخش قبل ما حد يشوفني ويعرف إني عايش.

دلفوا جميعًا إلى الداخل وكان البيت هادئًا فالتفت لينظر في كل مكان باشتياق قبل أن يقول:
- ياااه، يالي سايب بيت حياتك من زمان يا راجعه وكلك شوق وحنان
ثم التفت إلى شقيقته وردد بتساؤل:
- يعني كل اللي في البيت مصحيش على رني للجرس وأنتي الوحيدة اللي صحيتي
لوت ثغرها ورددت باستياء:
- أعمل أيه ما أنتوا مركبين الجرس في أوضتي علشان اللي يرن أقوم أنا أفتح بس أنا راضية النهاردة علشان أكون أول حد يشوفك.

فتح «أيمن» عينيه بسبب الصوت بالخارج وحاول تمييز الحوار الذي يدور لكنه لم يستطيع لذلك نهض من مكانه وتحرك ناحية الباب وفتحه ليعرف من الذي يتحدث بالخارج بهذا الصوت وفي تلك الساعة، اتسعت حدقتيه بعدم تصديق وردد بشوق:
- طيف!
انطق تجاهه وضمه بهدوء وهو يقول بشوق كبير:.

- كنت متأكد إني هشوفك تاني وإن الحكاية مخلصتش عند كدا، كنت متأكد إنك قوي وهتتحمل ألف رصاصة، سامحني أنا اللي وافقت تخش مهمة زي دي وأنت مش جاهز ليها
ابتسم وردد وهو لا يزال بين أحضان والده:
- الحمدلله يا بابا أنا بخير وربنا نجاني، أهم حاجة إني شوفتك تاني وده عندي بالدنيا وما فيها
وضع يده على رأسه وفركها بقوة ثم قال بابتسامة:.

- وأنت صغير كنت شقي وبتتشعلق على الشجر وكنت تقع ودماغك تتفتح وتتعور وأجري بيك على المستشفى علشان الجرح وبعدين ارجع وتاني يوم نطيت من الدور التاني ونزلت سليم محصلش حاجة ليك ومن ساعتها وأنا عارف إنك قوي
رفع أحد حاجبيه وردد بعدم تصديق:
- أنا نطيت من الدور التاني وأنا صغير ومحصليش حاجة! ده أنا مدقدق في الشغلانة بقى، أنا خايف أحسد نفسي بس تقريبًا فيه قطة عضتني وأنا صغير وبقى عندي تسع أرواح.

ضحك على ما قاله بصوت مرتفع قبل أن يقول:
- باين كدا.

أدار رأسه بتلقائية ليتفاجئ ب «سيزكا» التي كانت تجلس أمامه فعرفها على الفور لأنه رأى الكثير من الصور لها، اتسعت حدقتيه ونظر إلى طيف الذي رفع كفيه لكي يدافع عن نفسه وردد بهدوء:.

- أهدى كدا ومتتعصبش وأنا هفهمك كل حاجة، دي سيزكا رئيسة المنظمة وهي اللي أنقذت حياتي وهي ناوية تساعدنا وتتوب، هذا ما حدث بعجالة شديدة، هشوف ماما وأطمنها عليا وبعدين أشوف نيرو وأطمنها عليا وبعدين أحكيلك باستفاضة المهم متقلقش خالص من سيزكا أنا ضامنها
ظل موجهًا نظره تجاهها لعدة ثوانٍ قبل أن يعود ببصره إليه مرة أخرى قائلًا:
- والدتك تعبانة من ساعة ما عرفت خبر موتك، هتفرح وتتحسن جامد لما تشوفك.

اتجه إلى غرفة والدته واقترب من فراشها ليجدها نائمة فجلس بجوارها وأمسك يدها بحب وهو يقول هامسًا:
- سوسو، ياست الكل أصحي أنا هنا جنبك ومش هسيبك إن شاء الله
فتحت عينيها ببطئ لتجده أمامها فرددت بصوت ضعيف:
- طيف حبيبي أنا جيتلك صح؟ أنا مت وجيتلك هنا علشان أبقى معاك
انهمرت عبرة من عينيه قبل أن يقبل يدها بحب وأردف بشوق:.

- بعد الشر عنك يا أغلى حاجة في حياتي، أنا اللي جيتلك يا ماما وآسف إني اتسببت ليكي بالزعل والتعب ده
زاد انتباهها أكثر وحدقت به بعدم تصديق قبل أن ترفع يدها وتمررها على رأسه بهدوء ثم مررتها على وجهه وهي تقول بعدم تصديق:
- طيف حبيبي أنت عايش! أنت هنا بجد؟
حرك رأسه بالإيجاب وردد بابتسامة:
- أيوة يا ماما أنا موجود قدامك والحمدلله بخير وربنا نجاني علشان أرجعلك وأشوفك تاني.

فردت ذراعيها في الهواء وضمته إليها بحب وهي تقول بعينين دامعتين:
- ابني حبيبي وحشتني أوي، أنا كنت بموت ألف مرة لما أشوف الفيديو اللي اتنشر للكلب اللي بيضربك بالنار، كنت بتعب لمجرد إني افتكر إني مش هشوفك تاني، أوعى تسيبني تاني وتمشي أنا مش هستحمل أخسرك كدا
ابتعد قليلًا عنها ثم أمسك رأسها بكفيه وقبل جبينها قبل أن يقول:.

- قُل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا، الحمدلله أنا جنبك أهو وكويس وإن شاء تبقي أنتي كمان كويسة وتقومي بالسلامة.

أنهى تدريبه بداخل مركز التدريب واتجه إلى غرفته لكي يُبدل ملابسه بينما كان يتابعه أحد رجال «سيزكا» حتى اختفى من أمام عينه، اتجه إلى صديقه وردد بصوت منخفض:
- يجب التخلص منه الليلة، لقد تم الكشف عنه من قبل مجلس الخط الأحمر، إنه ضابط شرطة مصري يُدعى يوسف رأفت
ابتسم هذا الرجل وفرك كفيه وهو يقول بثقة:.

- لا تقلق، أنا أعلم أننا سنواجه رجلًا قويًا مُدرب على مستوى عالٍ لذلك لن نخسر رجالا في محاولتنا للتخلص منه، لقد وضعت له السُم بداخل زجاجة المياة الخاصة به وبمجرد أن يرتشف المياة منها سيموت في الحال
ضحك الأول وردد بسعادة:
- أحسنت صُنعًا، هيا بنا نتحرك قبل أن يشُك بنا أحد.

على الجانب الآخر جفف «يوسف» العرق الذي كان يتصبب من جبينه وقام بتبديل ملابسه في الحال، اتجه إلى المُبرد الموجود بالغرفة ونظر إلى زجاجة المياة الخاصة به قبل أن يسحبها، فك الغطاء الخاص بها وارتشف منها المياة حتى ارتوى ثم أعادها إلى مكانها مرة أخرى واتجه إلى باب الغرفة لكي يرحل من هنا لكنه شعر بألم شديد ببطنه فتوقف ووضع يده عليها ليتحسس موضع الألم، زاد الألم كثيرًا مما جعله يسقط أرضًا وهو يتألم بصوت مرتفع قائلًا:.

- آآآه، حد يلحقني، أنا بموت.

زاد العرق على جبينه وزاد تألمه أكثر فنام على أرضية الغرفة وتلوى في مكانه من شدة الألم وتلك المرة لم يستطيع إخراج صوته وضعفت أنفاسه كثيرًا...


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:50 مساءً   [87]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الخامس عشر

ترك والدته بعدما وعدها أن يعود إليها مرة أخرى ثم صعد إلى الأعلى حيث شقته وتسارعت دقات قلبه وهو يفتح الباب، تقدم إلى الداخل وسار بخطوات هادئة إلى أن وصل إلى غرفة «نيران» ففتح الباب بهدوء شديد ثم سار بهدوء شديد حتى لا تستيقظ من نومها، جلس بجوارها على طرف الفراش وقدم وجهه منها كثيرًا حتى التصقت أنفه بأنفها ففتحت هي عينيها بهدوء قبل أن تصرخ بصوت مرتفع فأسرع وكتم فمها وهو يقول:.

- يخربيتك أنتي اتعديتي مني ولا أيه أنا طيف يا مجنونة
هدأت قليلًا وحدقت به بعدم تصديق قبل أن تقول:
- طيف! أنا كنت متأكدة إنك عايش، كنت متأكدة
حضنته بشوق وحنين ورددت بصوت هادئ:
- أنا آسفة مكانش ينفع أسيبك لوحدك في موقف زي ده، أنا من يوميها وأنا مش بدوق النوم وبلوم نفسي ألف مرة علشان سيبتك
ابتعد عنها قليلا ثم وضع كفيه على كتفيها وردد بابتسامة:.

- أنا اللي طلبت منك ده وأنتي اللي عملتيه ده كان أحسن حاجة، لو بقيتي كنتي هتموتي واللي في بطنك، أنا ربنا نجاني وكنت لوحدي لكن لو كنا مع بعض كانت هتبقى النهاية فعلا وبعدين مش جايلك نوم أيه ده أنا دخلت الاوضة لقيتك في تاسع نومة
ابتسمت وحضنته مرة أخرى بقوة فردد بتألم:
- براحة متعصرينيش أنا مضروب برصاصتين مش مسدس خرز هو
ابتعدت قليلا عنه وأردفت باعتذار:
- آسفة يا حبيبي مش قصدي.

نزل ببصره إلى بطنها وردد بابتسامة واسعة:
- بنتنا القمر عاملة أيه؟
نظرت هي إلى بطنها ورددت بسعادة:
- بنتنا فرحانة علشان أنت رجعت تاني، مش لاقية اللي يجيبلها بطيخ
رفع أحد حاجبيه وأردف بتعجب:
- لسة بتتوحمي على بطيخ! حاضر هجيبلك بدل ما البنت تطلع قرعة
ضمت حاجبيها ورددت باعتراض:
- ليه يا طيف مش يمكن تبقى بطيخة حمرا! مش لازم تبقى قرعة يعني.

- ده كدا تبقى أنيل هتبقى زي البنت اللي في فيلم افنجرز اللي وشها أحمر دي لا لا أنا أجيب بطيخ أحسن ونخلص من كل الحوارات دي
ضحكت بصوت مرتفع على ما قاله وحاوطت رقبته بيديها وهي تقول بحب:
- وحشتني ووحشني هزارك وكلامك ووجودك معايا
ابتسم ونظر إلى عينيها بحب وهو يقول:
- والله وأنتي وحشتيني أوي، الحياة من غيرك ملهاش طعم يا بسبوسة حياتي أنا
رددت بصوت هادئ وهي تقرب وجهها منه:
- مش ناوي تحكيلي بقى أيه اللي حصل؟

ابتسم ورفع أحد حاجبيه وهو يقول مازحًا:
- لا بقولك أيه أنا ممكن أضعف في أي لحظة وأصلا بابا مستني تحت ولو منزلتش علشان أفهمه الدنيا هياخد سيزكا ويطلع يحطها في الحجز
ضمت حاجبيها بتعجب وهي تقول متسائلة:
- سيزكا! هي سيزكا موجودة هنا؟
هز رأسه بالإيجاب ونهض من مكانه قبل أن يقول بجدية:
- مش هحكي مرتين تعالي وهتفهمي كل حاجة تحت، قصة ولا ألف ليلة وليلة.

تقدم بخطوات متعجلة إلى غرفة الملابس الموجودة بمقر التدريب ليجد «يوسف» على أرضية الغرفة وحوله ثلاث رجال من رجال «سيزكا» فردد بصوت مرتفع:
- ما الذي حدث له؟
أجابه أحدهم وهو ينظر إلى وجهه الشاحب:
- لقد تعرض للتسمم، اختفى نبضه ولا وجود لأنفاسه، لقد مات
ترك هذا الطبيب حقيبته وانخفض بسرعة ليضع يده على رقبته، انتظر لثوانٍ قبل أن يقول بجدية:.

- إنه على قيد الحياة، نبضه ضعيف للغاية ويجب أن ننقذه قبل أن ينتشر السم في جسده بالكامل
توجه إلى حقيبته وفتحها على عجالة شديدة وهو يقول:
- سأعطيه حقنة لتوقف انتشار هذا السم وعلى أحدكم مساعدتي لكي نجعله يفيق من إغمائه، يجب أن يتقيء ليطرد هذا السم قبل أن ينتشر بأكمله.

بالفعل قام الطبيب بحقنه وساعده الأخرين على إفاقته، نظر «يوسف» إلى الأعلى بضعف ولم يشاهد إلا الضباب فقط فساعده الطبيب ومساعده على التقيء وما إن انتهوا حتى ردد بصوت مرتفع:
- يجب أن نأخذه إلى المستشفى الخاصة بنا سريعًا، ما فعلته سيجعله على قيد الحياة لفترة أطول لكننا لم ننقذه بعد.

اجتمعوا جميعًا بغرفة المكتب وبدأ «طيف» في قص ما حدث منذ البداية إلى تلك اللحظة وكان «أيمن» ومعه «نيران» يستمعان بإنصات شديد مع وجود «سيزكا» التي فضلت الصمت، أنهى سرد ما حدث قائلًا:
- ده اللي حصل بالظبط، سيزكا قررت تساعدنا وتتوب وأنقذت حياتي، بمساعدتها هنقدر ننهي خطط الريد لاين نهائي لكن كل اللي ناقصنا الخطة اللي هنقدر نحاربهم بيها.

أنهى حديثه فتابعت «سيزكا» بجدية:.

- مواجهة مجلس الريد لاين لازم يبقى على جبهتين، جبهة هنا في مصر لأن ليهم رجالة كتير هنا وجبهة هناك في أمريكا وزي ما قال طيف لازم يبقى فيه خطة لأن بنسبة كبيرة المجلس هيختار قائد جديد غيري ولو ده حصل نص رجالتي هينضموا للمجلس أو القائد الجديد علشان كدا لازم نكمل بعض لأن مواجهة الريد لاين صعبة ده غير إنهم عندهم خطط بديلة كتير واللي مش هنتوقعه ممكن يحصل في أي لحظة.

هز «أيمن» رأسه بتفهم وظل صامتًا لوقت قصير لكي يفكر بالأمر قبل أن يقول:
- لازم قبل ما ده يتم أتكلم مع القيادة ونحط الخطة لأن الوضع صعب وأشبه بحرب
هنا تحدثت «نيران» وأضافت:
- أنا كنت ناوية أتواصل مع المقدم يوسف رأفت في أمريكا علشان ده، كنت ناوية أسبق بخطوة لكن طالما فيه خطة يبقى تمام
نظر «أيمن» لها بتعجب قبل أن يقول باعتراض:.

- نيران متتصرفيش من دماغك علشان متتسببيش بمشاكل، كل حاجة هتتحل بالتفكير وبعدين أنتي واخدة اجازة علشان حملك، أبعدي عن الموضوع ده خالص لغاية ما ينتهي
صمتت للحظات قبل أن تقول بجدية:
- حاضر بس دلوقتي طيف المفروض يظهر عادي ونعلن إنه عايش ولا أيه؟
أجابت «سيزكا» على سؤالها قائلة:.

- هو كدا كدا المجلس عارف إن طيف عايش وأنا واثقة من ده يعني خبر موته أو حياته مش هيفيد بحاجة، الأهم دلوقتي المقدم يوسف اللي هناك حياته في خطر خصوصًا بعد ما المجلس عرف إن هو ظابط شرطة
ضم «ايمن» كفيه وردد بثقة واضحة:
- يوسف أنا خدت خطوة ليه من غير ما أنتوا تعرفوا وهيبقى بخير إن شاء الله، أنا النهاردة هبلغ القيادة باجتماع ضروري علشان نحط الخطة اللي هنّفذها.

على الجانب الآخر نزلت «تنة» إلى الأسفل بعدما استيقظت من نومها ووجدت حزاء غريب لرجل وأنثى بالخارج مما جعلها تتعجب كثيرًا فهذا الوقت مبكر للغاية، دلفت إلى الداخل لتتفاجئ بوالدتها تقف على قدميها مرة أخرى فانطلقت إليها وحضنتها بساعدة وهي تقول بعدم تصديق:
- حمدالله على سلامتك يا حبيبتي، ما شاء الله وقفتي على رجليكي وبقيتي كويسة تاني، ربنا يبعد عنك أي شر يارب.

ربتت «أسماء» على رأسها ورددت بابتسامة:
- الحمدلله ربنا قومني بالسلامة ودخول طيف عليا حسسني إني رجعت شباب تاني
ابتعدت عنها قليلًا واتسعت حدقتيها بصدمة مما تقول ثم أردفت بتساؤل:
- طيف؟ طيف مين يا ماما!
ابتسمت ورددت بسعادة:
- طيف أخوكي، الحمدلله ربنا نجاه وبخير
نظرت حولها بلهفة كبيرة وأردفت بتساؤل:
- طيف هنا؟ طيف عايش؟ هو فين يا ماما؟
أشارت إلى المكتب ورددت بهدوء:.

- جوا مع أبوكي ونيران وست كدا شكلها أجنبية.

تركت والدتها واتجهت إلى الباب بسرعة كبيرة، فتحت باب الغرفة وبحثت عن شقيقها فوجدته ينظر إليها بتعجب قائلًا:
- تنة؟ أنتي هنا؟
انطلقت إليه فنهض هو وضمها بحب كبير، انهمرت دموعها وأغلقت عينيها وهي تقول:
- افتكرت مش هشوفك تاني، متتخيلش الفرحة والراحة اللي أنا فيها دلوقتي لما شوفتك دلوقتي
أبعدها قليلًا عنه وضم وجهها بين كفيه وهو يقول بابتسامة:.

- أخوكي الصغير زي القطط بتسع أرواح ولا أقولك بلاش زي القطط أحسن نيران تزعل
ضحك الجميع على ما قاله بينما عبث وجه «نيران» التي قالت بعدم رضا:
- قصدك إني قطة؟
نظر إليها ورفع كتفيه وهو يقلد صوتها قائلًا:
- أنا لسة زي ما أنا عايزة أبقى قطة، نفسي أتسخط قطة، مش أنتي بردو اللي كنتي بتقولي كدا
رفعت أحد حاجبيها ورددت بتحدي:
- كنت فاقدة الذاكرة وبعدين القطط حلوة يعني مش وحشة
ابتسم وأشار إليها قائلًا:.

- شوفتي أديكي ضعفتي ورجعتي تدافعي عن القطط تاني.

دارت «تنة» ببصرها وهي تضحك على ما يقولونه فوقع بصرها على «سيزكا» التي كانت تبتسم لما تراه بعينيها، تركت يد شقيقها وتحركت خطوتين باتجاهها وهي تقول بتساؤل:
- أنا شوفتك قبل كدا؟ مش عارفة حاسة إني شوفتك قبل كدا
رفع «طيف» أحد حاجبيه وتابع الحوار الدائر بينهما بينما أجابت «سيزكا» على سؤالها قائلة:.

- لو أنتي كنتي عايشة في أمريكا يبقى فعلا فيه فرصة إنك تكوني شوفتيني لأني أول مرة أجي مصر
ضيقت «تنة» ما بين حاجبيها ورددت بتعجب:
- أنا فعلا كنت عايشة في أمريكا، كنت متجوزة وعايشة هناك لكن انفصلت ورجعت مصر تاني
اتسعت حدقتي «طيف» بصدمة لما تقول قبل أن يقول بصوت شبه مرتفع:
- أيه! أنتي اتطلقتي من باسل؟
التفتت وهزت رأسها بالإيجاب لتجيبه بحزن:.

- أيوة مقدرتش استحمل النظام الجديد وقررت قراري النهائي، كدا كدا مكنش بيعدل بينا
انهمرت عبرة من عينيها وتابعت:
- كان..
توقفت عن الكلام عندما تذكرت وجود «سيزكا» وأردفت:
- هبقى أحكيلك بعدين
ضم «طيف» شفتيه بأسف قبل أن يقول بغضب:
- أها يا بسلة الكلب، ولا تزعلي يا تنة أنتي أميرة وألف مين يتمنا تبقى حلاله ومراته، بكرا أجوزك سيد سيده.

جففت دموعها وحاولت «سيزكا» إنهاء الحوار عن هذا الأمر لذلك رددت بابتسامة:
- وأيه اللي مخليكي متأكدة إنك شوفتيني، ممكن تشابه مش أكتر
التفتت لها وحركت رأسها برفض لما تقول قبل أن تردد:
- لا أنا شوفتك واتكلمت معاكي كمان لكن مش فاكرة الموقف ولا فين بالظبط
ظلت موجهة بصرها تجاهها لعدة ثوانٍ قبل أن تسرع قائلة:.

- افتكرت، كنت ساعتها في أمريكا فعلا وروحت لباسل مقر الشغل عنده وساعتها فتحت باب مكتبه لقيتك خارجة من عنده وهو قالي إن اسمك
صمتت قليلًا لتتذكر الاسم قبل أن تتابع:
- مش فاكرة الاسم أوي بس قال إنك شريكته في المشروع الجديد وأنا سلمت عليكي.

في تلك اللحظة نظر «طيف» إلى والده الذي نظر إليه في نفس الوقت ثم وجهوا بصرهم باتجاه «سيزكا» التي ضمت ما بين حاجبيها قائلة:
- هو أنتي مرات باسل بجد؟
تقدم «طيف» خطوتين وردد بتساؤل:
- السؤال ده وراه مصيبة، متقوليش إن باسل عضو في المنظمة وتصدميني!
ابتسمت لما يقول قبل أن تهز رأسها وهي تقول بسخرية:.

- باسل عضو في الريد لاين! لا أنا هصدمك أكتر واقولك إنه من مجلس الريد لاين نفسه
فتح فمه بصدمة لما تقول ونظر إلى والده الذي كانت صدمته لا تقل عن الجميع بينما رددت «تنة» بتعجب:
- أيه مجلس الريد لاين ده؟
لم يجيبها أحد بسبب صدمتهم الشديدة بينما نطقت «سيزكا» قائلة:
- دي منظمة عالمية بتعمل كل حاجة تيجي على بالك، قتل تجارة أسلحة تجارة مخدرات وبلاش أكمل لأن اللي بتعمله المنظمة كتير أوي.

شعرت بالصدمة لما تقوله وشردت للحظات وهي تحاول استيعاب ما سمعته أذنيها بينما ردد اللواء «أيمن» بجدية:
- معنى كدا إني كنت مجوز بنتي لعضو في مجلس الريد لاين! أنا عملت تحريات عنه واتأكدت إنه سليم ده حتى من عيلة محترمة!
نهضت «سيزكا» من مكانها وهزت رأسها بالنفي لتقول بثقة:.

- ولو عملت تحريات لبقية حياتك عنه مش هتعرف تثبت حاجة، اللي زي دول بيتدربوا كويس أوي على إنهم يخفوا هويتهم الحقيقة إزاي واللي حصل ده شيء طبيعي جدا وهو ماهر في التخفي وإلا مكانش عضو في المجلس نفسه، إنه يتجوز من بنت لواء دي حركة ذكية جدا كمان علشان يبعد أي شكوك عنه ولولا إن اخت طيف شافتني دلوقتي وافتكرتني محدش كان هيعرف يكتشفه
جلست «تنة» ورددت بشرود:.

- معنى كدا إني كنت متجوزة بني آدم متخفي في اسمه وحياته دي وعمره أصلا ما حبني ولا فكر فيا؟
هنا نظرت «سيزكا» إلى «طيف» والذي قام بلعب لعبة «باسل» عليها فنظر إليها هو بتحدي قائلًا:
- متحاوليش تربطي ده بده يا سيزكا، أنا عارف أنتي بتبصي ليه، اللي عملته كان علشان أمنع شر وأحمي بلدي إنما اللي عمله باسل يعتبر خيانة لبلده ومش خير أبدًا.

بعدت نظراتها عنه واقتربت من «تنة» وربتت على كتفها وهي تقول:
- أنا آسفة، كويس إنك عرفتي علشان تبعدي عنه وتعرفي إن نصيبك مع حد تاني
رفعت بصرها ونظرت إليها وهي تقول بابتسامة:
- أنا مش زعلانة، أنا مصدومة بس علشان عيشت معاه سنين واتضح إن كل ده مجرد شكل، أنا فرحانة لأني كنت زعلانة إني خدت قرار الانفصال عنه، دلوقتي أنا متأكدة إني خدت القرار الصح.

خرج الطبيب من غرفة «يوسف» واقترب من أحد رجال «سيزكا» قائلًا:
- لقد أنقذنا حياته، إنه بخير الآن لكنه سيأخذ وقت ليس بطويل حتى يختفي السم بالكامل من جسده
هز هذا الرجل رأسه بالإيجاب وردد بإيجاز:
- شكرا لك، لا تخبر أحد بوجوده
- لا تقلق لن يعلم أحد بوجوده حتى لا تتعرض حياته للخطر مرة أخرى.

- لحظة واحدة بس! معنى كدا إن باسل كان عنده علم بالناس اللي حاولت تقتلني امبارح؟ حد منهم قال إن مجلس الريد لاين مش هيسيب حد عايش وساعتها مفهمتش قصده
قالتها «تنة» التي شعرت أنها في متاهة كبيرة وقعت بها دون قصد منها فردد «طيف» ليقول بغضب:
- هم حاولوا يقتلوكي؟
ثم نظر إلى والده وردد بتساؤل:
- رد يا بابا هم حاولوا يقتلوا تنة؟
هز رأسه بالإيجاب وأجابه بجدية:.

- أيوة ده حصل بس الحمدلله ربنا نجاها وبارق أنقذها من أديهم
رفع أحد حاجبيه وردد بتعجب:
- بارق!
ثم نظر إلى «سيزكا» وتابع:
- معنى كدا إن المجلس هينتقم مني في أهلي
هزت رأسها بالإيجاب ورددت بأسف:
- ده تفكيرهم وده اللي بدأوا ينفذوه فعلا علشان كدا لازم يبقى فيه حراسة دايمة هنا ده غير إنك مش لازم تبقى هنا خالص لغاية ما نحط الخطة اللي هنّفذها.

فرك فروة رأسه بحيرة ثم اتجه إلى شقيقته وضم كتفيها وهو يقول بحزن:
- أنا آسف يا تنة إني حطيتك في موقف زي ده، أنا السبب وأوعدك إن ده مش هيتكرر تاني إن شاء الله حتى لو هموت علشان تبقوا كلكم بخير
نظرت إلى عينيه وأردفت بجدية:
- أيه اللي بتقوله ده يا طيف! أنت ده مش ذنبك وده شغلك، بعد الشر عنك، إن شاء الله تبقى بخير والأيام الصعبة دي تعدي.

دلف أحد الأطباء إلى غرفة «يوسف» بداخل المستشفى وأغلق الباب من خلفه قبل أن يتجه إلى فراشه، جذب المقعد وجلس أمامه لعدة دقائق قبل أن يفتح هو عينيه بصعوبة فاقترب هذا الطبيب تجاهه بسرعة وردد بجدية:
- يوسف أنت بخير؟ حاسس بأيه؟
بدأت الرؤية تضح له رويدًا رويدًا بعد أن كانت أشبه بالضباب ليظهر هذا الوجه أمامه فردد بصدمة:
- عمر؟ أنت جيت هنا إزاي وأيه اللي حصل؟
رفع اصبعه على فمه وردد بتحذير:.

- ششش محدش يعرف إني عمر، أنا دكتور هنا زي أي دكتور علشان لو اتكشفت كل حاجة هتبوظ، اهدى كدا وهفهمك كل حاجة.

هز رأسه بالإيجاب ونظر إلى باب الغرفة قبل أن يقول:
- اتأكد إن مفيش حد برا سامعنا
نهض من على مقعده واتجه ناحية الباب ثم فتحه بهدوء ليرى من بالخارج فوجد ثلاثة أشخاص يبدوا أنهم رجال سيزكا وكانوا يتحدثون فأغلق الباب مرة أخرى برفق وعاد إليه قبل أن يقول:.

- متقلقش كلهم مشغولين برا، اللواء أيمن كلمني من يومين وقالي إنك في خطر وإن الرائد طيف اللي معاك في المهمة رجع مصر واتقتل وفهمني كل حاجة، أنا طبعا سافرتلك على هنا علطول وبمساعدة حد من رجالتنا قدرت أخشلك هنا على أساس إني دكتور، عايزك تسمعني بقى كويس علشان نخرج من هنا، أنا عارف إنك تعبان لسة بس متقلقش هنخرج من هنا ودكتور مخصص هيعالجك في مكان آمن، أنا هخرج من هنا بعدها بخمس دقايق هتضغط على زرار الجرس اللي جنبك ده ولما يجي حد هتطلب منه إنك تخش الحمام، طبعا هيوديك للحمام هكون أنا مستنيك هناك والباقي عليا تمام.

هز رأسه بضعف موافقًا على ما يقوله وأردف:
- تمام.

بالفعل رحل «عمر» وانتظر «يوسف» لخمس دقائق ثم ضغط على زر الجرس وخلال نصف دقيقة فتح أحد الممرضين الباب فردد هو بضعف:
- أريد أن أذهب إلى المرحاض
تقدم الممرض وساعده على النهوض وقام بسنده حتى أوصله قبل أن يقول:
- أنا أنتظرك بالخارج حتى تنتهي
هز رأسه بالإيجاب وانتظر حتى خرج ثم بحث بعينه في كل مكان عن صديقه المقرب ليجده يخرج من خلف باب، اقترب منه وأمسك يده وهو يقول:.

- يلا يا يوسف، اتسند عليا وملكش دعوة بالباقي، إحنا هنخرج من الباب ده علشان بيودي على الطرقة التانية من المستشفى ومحدش هناك أنا اتأكدت
اكتفى بهز رأسه بضعف ثم مال على صديقه الذي ساعده على الخروج من هنا واتجه إلى الخارج ليجدوا سيارة بانتظارهم، ساعده على دخول السيارة ثم استقل المقعد بجواره قبل أن يردد بجدية:
- اتحرك يا طارق.

تحركت السيارة بسرعة بعيدًا عن هذا المكان بينما نظر «يوسف» إلى صديقه بابتسامة قائلًا:
- أنقذت حياتي تاني، أنا قولت دي نهايتي خلاص
وضع يده على كتفه وردد بابتسامة هادئة:
- إحنا اتفقنا مش هنموت غير واحنا مع بعض وبعدين مش يوسف باشا اللي يموت مسموم، اللي زيك يموت وهو واقف على رجله وماسك سلاحه وبيقاوم
أغلق عينيه ليأخذ أنفاسه قبل أن يقول يصعوبة:
- ماما واختي ومراتي عاملين أيه؟

ربت على كتفه بهدوء وأردف:
- قبل ما أجيلك زورتهم والحمدلله بخير، عايزينك ترجعلهم بس وده هيحصل إن شاء الله يا بطل
- إن شاء الله.

ترك المنزل ورحل مع «سيزكا» بعدما وعد والدته بالعودة عندما يضع والده خطة جيدة للتعامل مع هؤلاء المجرمين الذين يشكلون خطر كبير، استقل المقعد الأمامي بالسيارة بجوارها فنظرت هي إليه وأردفت قبل أن تقود السيارة:
- متضايقش إنك هتسيبهم، كلها يومين وهترجع
ثم ابتسمت وقالت مازحة:.

- وبعدين أنا كنت فاكراك قطة مغمضة ملكش في الأكشن طلعت ظابط كبير وأكيد متدرب تدريب يليق بمركزك والصراحة أنا عايزة بعد ما تخف نهجم على حد منهم جنب بعض علشان أعرف أنت في نفس قوتي ولا لا
ابتسم وفرك كفيه قبل أن ينظر إليها قائلًا:
- مهما كانت قوة الست كبيرة فهي بالنسبة لقوة الراجل جرجيرة
رفعت أحد حاجبيها لتقول بعدم رضا:
- قصدك إن قوتي جرجير!
هز رأسه بالنفي وأوضح لها قائلًا:.

- لا مقولتش كدا، بقول بالنسبة لقوة الراجل وبعدين هنفضل واقفين كتير ولا أيه يلا اتحركي قبل ما حد يشوفنا.

فضلت الصمت وقادت السيارة إلى حيث المكان الذي يوجد به مقر إقامة رجالها، وصلوا إلى بداية الطريق المؤدي إلى مبنى إقامتهم فتفاجئا بسده عن طريق شجرة كبيرة فنظرت إليه قائلة بجدية:
- زي ما كنت متوقعة رجالة الريد لاين هنا
لوى ثغره وردد بسخرية:
- مش كنتي عايزة تشوفي قوتي! اجهزي بقى علشان هقاوم وأنا متصاب أصلا.

عادت بالسيارة إلى الخلف فوجدت النيران تنطلق من كل مكان تجاههما، أخفض الاثنين رأسهما ليحتموا من النيران الكثيفة بينما تألم «طيف» بشدة لأنه كان يضغط على الجرح بقوة ولكن تلك الطريقة الوحيدة لكي يحتمي من الطلقات النارية التي تصيب السيارة من كل مكان.

فتحت حقيبتها وأخرجت مسدس منها قبل أن ترفع المقعد الذي كانت تجلس عليه لتخرج من أسفله سلاح رشاش ومسدس أخر، مدت يدها بالسلاح الرشاش ورددت بجدية وصوت مرتفع:
- هتعرف تتعامل؟
أخذ منها السلاح وشد أجزائه وهو يقول بجدية:
- كدا ميت وكدا ميت، استعنا على الشقى بالله.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 11 من 32 < 1 25 26 27 28 29 30 31 32 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1351 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 2130 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 1243 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 240 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة الجنس وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 406 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،











الساعة الآن 03:54 PM