رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السابع
تراجعت وهي تبكي بصوت مرتفع بينما كانت تحاول تغطية جسدها واردفت: - ليه كدا يا مستر نائل، أنا عملت فيك أيه علشان تعمل فيا كدا! علشان مليش حد وغلبانة؟ ليه ده أنت متجوز؟ حرام عليك، حرام عليك نظرت إليه «ياسمين» منتظرة رده لكنه كان صامتًا تماما وفي حالة صدمة، وجه الجميع أنظاره إليه في عدم تصديق مما دفعه لأن يتنفس بصعوبة وهو يقول مدافعًا عن نفسه:.
- أنتي كدابة وزبالة، أنتي اللي جيتي المكتب وقطعتي هدومك لم تصل حقارتها إلى هذا الحد فقط بل تابعت تمثيلها ورردت بنبرة ضعيفة باكية: - حرام عليك يعني مش مكفيك اللي عملته فيا! كمان عايز تشوه سمعتي وتلبسها فيا؟ أنا عملتلك أيه لكل ده! تحركت «ياسمين» بتلقائية وسحبت سترته المعلقة على مقعد مكتبه ثم اتجهت إليها وقامت بتغطية جسدها قبل أن تسحبها من يدها إلى الخارج وهي تقول: - تعالي معايا.
وقبل أن تخرج وقفت ونظرت نظرة مجهولة إلى «نائل» الذي تعجب منها وفي الوقت ذاته كان في حالة شرود مما حدث، نظرت إلى الجميع وهي تردد بغضب: - كل واحد على شغله ثم تحركت إلى مكتبها بصحبة «مايا» وما إن دلفت إلى الداخل حتى قامت بإغلاق الباب وأشارت إلى المقعد وهي تقول: - اقعدي يا مايا.
اتجهت إلى المقعد وهي تمثل البكاء ثم نظرت إلى الأسفل، تحركت «ياسمين» وجلست على الكرسي المقابل لها وهي تقول بهدوء غريب: - أيه اللي حصل يا مايا؟ ازداد بكائها المزيف وظلت هكذا لأكثر من دقيقة قبل أن تهدأ وتبدأ في سرد أحداث غير حقيقية:.
- أنا كنت شغالة عادي لغاية ما مستر نائل طلبني في تليفون مكتبي وروحتله سألني على شوية حاجات في الشغل وبعدين لقيته ابتسم وقالي مالك مكسوفة مني كدا لية رديت وقولتله عادي وحاولت اتهرب راح قام ولف حوالين مكتبه وقالي أنتي قمر أوي، أنا سمعت الجملة دي واتسمرت في مكاني من الصدمة وفجأة لقيته قرب ولمس وشي بضهر أيده فرجعت وقولتله عيب اللي بتعمله ده يا مستر نائل حضرتك متجوز قالي وايه يعني وبعدين أنتي تطولي! ده أنا وقعت صاحبة الشركة في دباديبي وضحكت عليها مش هعرف اوقعك أنتي يا كتكوتة فحاولت ارجع لقيته قرب مني ودار حوار تاني اخره اني قولتله أنه قليل الأدب لأنه وصفني بوصف بشع ولسة هخرج لقيته مسك أيدي وشدني وقطع هدومي.
ثم بدأت في البكاء مرة أخرى وهي تقول: - أنا مش عارفة عمل كدا ليه! بس أنا خلاص قررت، اللحظة دي هتبقى اخر لحظة ليا في الشركة، كفاية أوي الفضيحة دي وجسمي اللي بقى مكشوف لكل الموظفين، أنا خلاص مبقاش ليا أكل عيش هنا اقتربت منها وربتت على كتفها بهدوء وهي تقول: - خليكي هنا وانا هبعت اجيبلك طقم بدل اللي اتقطع علشان تعرفي تخرجي وبعدين موضوع الشغل ده هنتكلم فيه بعدين، خليكي هنا راجعالك.
نهضت من مكانها واتجهت إلى الخارج حيث «اسراء» ووقفت أمام مكتبها وهي تقول بجدية: - عايزة طقم جديد لمايا غير اللي اتقطع يا اسراء ودلوقتي، سيبي كل اللي في ايدك واتصرفي هزت رأسها بالإيجاب وهي تردد بموافقة: - حاضر هخش اخد مقاسها وهتصرف تركتها واتجهت إلى مكتب «نائل» الذي كان في مكانه لم يتحرك منه قيد أنملة، أغلقت الباب قبل أن تقف أمامه وجها لوجه وهي تقول: - اتكلم دافع عن نفسك.
ضيق ما بين حاجبيه وهو يقول بتعجب من طريقتها: - زي ما تكوني صدقتيها وجاية تحاسبيني! عقدت ذراعيها أمام صدرها ورددت بتحدي: - أيوة صدقتها لأن شكلها بيقول كدا، على الأقل هي دافعت على نفسها إنما أنت من ساعتها ساكت وسرحان ووشك جاب 100 لون ومن ساعتها واقف مكانك من الصدمة، كل ده ميوحيش بحاجة يا نائل باشا! كانت صدمة الموقف مازالت تسيطر على جزء كبير في عقله وهذا ما جعله يقول بشرود وتعلثم:.
- انا، انا معملتش حاجة، أنا لغاية دلوقتي مش قادر أصدق اللي حصل، أنا في مكاني من الصدمة إبتسمت بسخرية وهي تردد بعدم رضا: - لا والله! ده اللي ربنا قدرك عليه؟ تعرف إنك فاشل في الكدب، بعد ردك دا أنا صدقت أكتر.
تراجعت بظهرها وهي ترمقه باحتقار وقبل أن ترحل توقفت ونظرت إليه وهي تقول بتساؤل: - أنا بس عايزة أعرف ضحكت عليا إزاي وخليتني احبك؟ هز رأسه بشرود وهو يقول بتعجب: - أيه اللي بتقوليه ده؟ إبتسمت مرة أخرى بسخرية ورمقته من رأسه لاسفل قدمه قبل أن تقول:.
- علشان تسيطر على الشركة وتبقى حاجة صح؟ ده كله علشان تسيطر على فلوسي! مش قادرة استوعب الصراحة، كل اللي أقدر أقوله إني اتخدعت فيك، مكانش لازم أصدق واحد شحات ومش لاقي ياكل زيك.
فتحت الباب وخرجت قبل أن تصفقه خلفها بقوة وسط دهشة «نائل» الذي كان يتابع كل هذا وكأنه غائب عن الوعي، هز رأسه بقوة لعله يفيق من هذا الكابوس المرعب لكنه لم يفيق من نومه فهو مازال يقف في مكانه، تحرك من مكانه بصعوبة وخرج من مكتبه ثم اتجه إلى المرحاض وفتح صنبور المياه قبل أن يضع رأسه أسفله، ظل هكذا لأكثر من ثلاث دقائق ثم اعتدل ونظر إلى صورته في المرآة وبدأ ما حدث يعود إلى ذاكرته مرة أخرى ولكن تلك المرة كان عقله حاضرا فهو قد تلقى الصدمة والآن وقت التفكير، تألم كثيرا عندما تذكر الجزء الخاص بمحادثته مع زوجته فهو تفاجئ بعدم ثقتها به رغم معرفتها الشديدة به ثم انتقل بتفكيره لإهانتها له فهاهي تعيد إهانته مرة أخرى وتذكره بفقره، أغلق عينيه ليحاول امتلاك أعصابه ثم تحرك إلى مكتبها وفتحه بقوة فانتفضت «مايا» من مكانها قبل أن يصرخ فيها بصوت مرتفع وغاضب يحمل التوعد:.
- انتي لسة هنا يا و، اطلعي من الشركة حالا يا، أنا غلطان إني مطردتكيش من أول مرة، ده غلطي فعلا، اطلعي برااا!
نهضت «ياسمين» من مكانها ووقفت بينه وبينها وهي تقول بتحدي: - أنت كمان ليك عين تيجي هنا؟ مايا مش هتتحرك من هنا وهتفضل في الشغل، أنا صاحبة الشغل وأنا اللي أقرر مين يمشي ومين يقعد اتسعت حدقتيه التي انبعثت منها شرار الغضب ليهدد بانفجاره الوشيك وهو يقول: - متتكلميش بالطريقة دي معايا خالص، أنا مغلطتش وهي اللي قطعت هدومها وهتندمي على اتهامك ده، والله هتندمي ودلوقتي ال دي تطلع برا الشركة حالا.
ارتفع صوتها وقالت بتحدي صريح وهي ترفض ما يقوله: - وانا بقولك هي مش هتتحرك من هنا، عايز تغور أنت غور وطرقنا لم يصدق أنها هي التي احببها بصورة غير طبيعية فتراجع وهو يقول بهدوء غريب: - حاضر هغور أنا، هغور يا ياسمين بس والله لو خرجت برا باب الشركة مش هيبقى سهل خالص تصلحي اللي بوظتيه تراجع بظهره إلى الخلف حتى خرج وصفق الباب بأقصى قوة ورحل وسط نظرات الجميع له...
ظلت تتلفت حولها بتوجس شديد قبل أن تدخل إلى هذا المنزل القديم، تقدمت إلى الداخل وطرقت على أحد الأبواب بهدوء شديد ففتح لها أحد الأشخاص وكان قصير للغاية فخفضت رأسها له ورددت متسائلة: - هو الشيخ دعبس هنا؟ أشار بيده إلى الداخل وهو يردد بصوت هادئ: - الشيخ في اوضته، ادخلي بس خبطي الأول هزت رأسها بالإيجاب عدة مرات وهي تقول: - حاضر حاضر وقبل أن تتحرك أعترض طريقها وفرد كفيه وهو يقول:.
- مش سبيل هو، تمن الجلسة، 500 جنيه عقدت حاجبيها بتعجب ورددت بإعتراض: - ليه يعني 500 جنيه انا اخر مرة دفعت 200 بس وبعدين دي مش جلسة، أنا هسأل الشيخ على حاجة وامشي حرك رأسه بالنفي قبل أن يقول بجدية: - الاستشارة 200 جنيه، مش هتدخلي غير لما تدفعي أو تمشي تأفتت بضجر ودست يدها بحقيبتها واخرجت ورقة بمائتي جنيه ثم مدت يدها بها إليه وهي تقول بعدم رضا: - خد وسع بقى من سكتي خليني اشوف اللي ورايا.
أفسح لها الطريق فتحركت وسارت ممر طويل قبل أن تقف أمام غرفة بابها باللون الاسود فطرقت الباب بهدوء ودلفت إلى الداخل بعدما ادارت مقبض الباب، تقدمت بهدوء إلى الداخل وهي تنظر إلى الأسفل بخوف شديد فردد هذا الدجال الذي كان يجلس على مقعد عريض من الجلد وحوله الكثير من الجماجم البشرية والكثير من أدوات السحر المخيفة: - اقعدي يا فريدة وقولي جاية علشان أيه جلست بخوف شديد وابتلعت ريقها بصعوبة واردفت:.
- جوزي خالد يا شيخ دعبس، أنا كنت عاملة لمراته عمل عندك علشان تموت ولما ماتت خليتك عملتله عمل علشان يحبني ويتجوزني وكل حاجة كانت ماشية تمام لغاية امبارح، صحي من النوم وبصلي كأنه أول مرة يعرفني وفضل يقولي أنا اتجوزتك ازاي وبعدين طلقني، أنت مش عامله عمل؟ أيه اللي حصل هز رأسه بحركة غريبة ومخيفة وردد بجدية: - العمل اتفك وجوزك رجع لطبيعته عقدت حاجبيها بتعجب وهي تقول متسائلة: - اتفك ازاي وهو ده كان اتفاقنا؟
ابتسم ابتسامة خفيفة ونظر إلى الأعلى بشكل مخيف قبل أن يقول بوجه عابث: - العمل اتفك مش مني، من عند ربنا، مش هقدر أعيد ده تاني، جوزك محمي ومتحصن ومش هعرف أساعدك ولا حد هيعرف يساعدك هزت رأسها بصدمة ورددت بتساؤل: - يعني أيه؟ كل اللي عملته راح على الفاضي! - الجلسة انتهت يا فريدة، معنديش مساعدة.
عاد إلى شقته بوجه شارد حتى إنه لم يستمع إلى تحدث حارس البناية إليه وظل في طريقه إلى الأعلى، وصل إلى الباب وأخرج المفتاح قبل أن يضعه ويديره بهدوء، دلف إلى الداخل وألقى بجسده على تلك الأريكة العريضة ونظر إلى الأعلى بشرود وعدم تصديق فهو خرج من هنا في الصباح سعيدا للغاية وها هو يعود بوجه عابس، فكر كثيرا بما حدث اليوم وقرر عدم التصرف إلا بالغد فهو الآن وبعد تفكيره بالأمر مرارا وتكرارا اشتعل الغضب بداخله كثيرا وقرر عدة قرارات ولكن من الافضل تنفيذها بعد الهدوء حتى لا يتحكم غضبه به...
مر الوقت وهو على تلك الحالة وارتفع أذان المغرب ولم تأتي «ياسمين» بعد وهذا ما أثار غضبه أكثر لذلك قرر النزول لأداء الصلاة بالمسجد ثم الذهاب إلى الفيلا الخاصة بها فهناك احتمال كبير بأن تكون قد ذهبت إلى هناك، بالفعل اتجه إلى المسجد وأدى صلاة المغرب في جماعة ثم تحرك إلى وجهته الثانية.
وصل إلى الفيلا وفتح له الحارس الباب الخارجي وهو يرحب بقدومه، تابع «نائل» تحركه إلى الفيلا ونا إن وصل إلى الباب حتى ضغط على زر الجرس ففتحت له «ياسمين» التي تفاجئت بوجوده فتركت الباب واتجهت إلى الداخل، أسرع هو وامسكها من معصمها وهو يقول: - استني يا ياسمين جذبت يدها من يده بقوة والتفتت لتحدقه بنظراتها المشتعلة والغاضبة وهي تقول: - سيب أيدي وياريت متنطقش أسمي على لسانك.
اغلق عينيه للحظات حتى يمنع غضيه من الظهور واردف بهدوء: - انا هعمل نفسي مسمعتش منك حاجة الصبح وهديكي فرصة كمان علشان تصلحي اللي قولتيه ضحك بصوت مرتفع وردد بنبرة تحمل السخرية: - لا والله، يا سلام على بحاجت يا أخي، أنا اللي بقيت غلطانة وأصلح؟ بدأ صوته يرتفع تدريجيا وهو يدافع عن نفسه قائلًا:.
- أنا معملتش حاجة ومظلوم، البنت دي حقودة وجاتلي امبارح وفضلت تقولي كلام كله حقد وغل على حياتنا واتهمتني اني بضحك عليكي ولولا إني مش بحب اقطع عيش حد كان زماني طاردها لكن أكبر غلط إني سيبتها ومكنتش متخيل إنها تعمل كدا إبتسمت بسخرية وهي تردد ببرود واضح:.
- وانت فاكرني هصدق الرواية اللي ألفتها دي! تنفع كاتب ومؤلف كبير على فكرة، كل حاجة وضحت واتكشفت وكويس أوي إن كل حاجة وضحت قبل ما اتورط اكتر من كدا، في الأول أبوك اللي كان بينافس بابا في شغله وبعدين أخوك اللي خطبني علشان يضحك عليا ويدمر الشركة وأخيرا أنت، نفس صفاتهم القذرة كاد أن يصفعها على وجهها لكنه تمالك أعصابه في اللحظات الأخيرة واغلق عينيه حتى يتحكم بغضبه لكنه فتحها مرة أخرى وهي تردد بجدية:.
- طلقني، ياريت ورقة طلاقي تبقى على مكتبي بكرا لم يصدق ما سمعته أذنيه وحدق بها بصدمة واضحة قبل أن يقول: - أنا هطلقك بس في اليوم اللي هثبت فيه برائتي من كل اللي بتتهميني بيه ده علشان ساعتها تعرفي معنى كلمة ندم بحق وحقيقي - متقلقش مش هندم على أي حاجة لأني ليا نظرة في اللي قدامي.
نظر إليها لبضع ثوانٍ قبل أن يلتفت بجسده استعدادا للرحيل، تحرك خطوتين إلا أن صوتها أوقفه حيث رددت بصوت مرتفع وبلهجة تحمل الإهانة: - ياريت تسيب شقتي اللي كتبتها بأسمي وتروح ترجع تعيش في صفيحة الزبالة اللي كنت عايش فيها إلتفت بجسده ثم سار خطوتين باتجاهها وهو يقول بغضب:.
- صفيحة الزبالة دي هي اللي عملتني راجل محترم، هي اللي قوتني واتعلمت فيها يعني أيه مسؤولية، اتعلمت إزاي ابقى محترم ومجرحش قدامي على عكس ناس كتير عاشت في فلل وقصور لكن قلوبهم سودة ومعرفوش يعني أيه تربية صرخت فيه بقوة وهي تقول: - أنت قصدك أيه يا حيوان لم يستطيع تلك المرة تمالك أعصابه وصفعها بقوة على وجهها قبل أن يقول بتحذير:.
- اتعلمي الأدب واتكلمي مع جوزك باحترام يا إما قسما بالله لأعلمك الأدب من أول وجديد، أنا هسيبلك الشقة بس مش هسيبلك الشركة، مش بعد ما قومتها اسيب تعبي وشغلي وامشي، أنا هكمل سواء برضاكي أو غصب عنك.
تدخلت «نايا» وحالت بينهما بعدما تأزم الوضع بشدة، نظرت إلى «ياسمين» ورددت بصوت مرتفع: - أنتي زودتيها أوي يا ياسمين وكفاية أوي لحد كدا، خشي على جوا تركتها «ياسمين» وصعدت إلى الأعلى بينما التفتت «نايا» ورددت بحرج: - أنا آسفة يا نائل بالنيابة عنها، ياسمين لما بتتعصب مش بتبقى عارفة هي بتقول ايه ردد هو بجدية وهو يستعد إلى الرحيل:.
- متتأسفيش على حاجة، الدنيا وضحت خلاص، معلش هتعبك ياريت تبعتي يارا مع السواق على الشقة النهاردة علشان نتحرك ثم تركها ورحل وسط جو مشحون بالتوتر والغضب...
استقر على مقعده بداخل مكتبه الجديد وعاد بظهره إلى الخلف وهو يلتف بكرسيه وينظر إلى الأعلى، إبتسم وردد بشوق: - يااه فين أيامك يا دكتور طيف، كنت تظرف المريض كلمة تفكله اكتئابه وتعالجه، يبقى داخل مكتبك مش طايق الحياه ويخرج منه بيرقص، أياام وأثناء استعادته لذكريات الماضي سمع طرقات على الباب فاعتدل وردد باللغة الإنجليزية: - ادخل فتحت «سيزكا» الباب وتقدمت إلى الداخل وهي تقول بإبتسامة:.
- tamer how are you (تامر كيف حالك) ابتسم ونهض من مكانه وهو يقول: - أنا بخير، اتفضلي اقعدي جلست على المقعد أمامه واتجه هو ليغلق الباب ثم عاد إليها وهو يقول: - مستعدة لبدأ العلاج والجلسات؟ إبتسمت إبتسامة خفيفة لكنها سرعان ما اختفت قبل أن تردد بتحذير: - اعمل حسابك يا نادر انا علشان تعالجني لازم احكيلك كل حاجة عن حياتي وده خطر مثل عدم الفهم وهز رأسه وهو يقول بتساؤل: - وايه المشكلة في كدا مش فاهم؟
وضعت هاتفها على مكتبه ثم نظرت إلى عينيه وهي تقول: - يعني أي حاجة هتسمعها مني في منتهى الخطورة يعني كل كلمة هتطلع مني بحساب فاعمل حسابك مفيش كلمة تطلع مهما كان اللي هقولهولك.
جلس على الكرسي المقابل لها وعقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول متسائلًا: - مادام اللي هاتقوليه خطير ومينفعش يتقال أيه اللي جابرك إنك تقوليه لواحد زيي! طالما خطير مظنش هتقبلي تقوليه لحد حدى لو الدكتور النفسي بتاعك، هتفضلي المرض النفسي على إنه يتكشف ابتسمت ومالت إلى الأمام حتى تقترب منه واردفت بإعجاب:.
- يعجبني تحليلك لشخصيتي، هو ده فعلا اللي حصل ودكاترة كتير ماتوا بسبب كدا ومكنتش ناوية ازود عن كدا وقررت اتعايش مع الوضع لكن الصراحة أنا ارتاحتلك وعلشان كدا قررت احاول لمرة أخيرة، متضطرنيش أعمل حاجة أنا مش عايزاها إبتسم بهدوء قبل أن ينهض من مكانه وهو يقول:.
- أسرار المرضى بتوعي مبتخرجش برا مكتبي حتى لو هتقتل، هو ده اللي المفروض يحصل ودي قاعدة أساسية في شغلي، أنتي جاية تتعالجي وأنا هعالجك واللي هسمعه منك هستغله في علاجك بس نهضت هي الأخرى من مكانها واقتربت منه وهي تردد بإبتسامة واسعة: - هو ده اللي كنت عايزة أسمعه منك وأنا واثقة فيك، مش هنبدأ العلاج ولا أيه؟ أشار إلى الشازلونج وردد بجدية: - استريحي.
تقدمت حيث أشار واسترخت تمامًا ونظرت إلى سقف المكتب قبل أن يجلس بالقرب منها وهو يقول: - احكيلي كل حاجة من البداية، بداية تعبك واللي سببلك كل اللي أنتي فيه دلوقتي تسارعت أنفاسها وكأنها بدأت للتو في سباقًا للعدو فردد هو بهدوء: - نظمي نفسك وحاولي تسترخي لأقصى حد، مش عايز غير كلامك اللي طالع بس اكنك بتعيشي كل حاجة من الاول خالص.
بدأت تتذكر ما حدث منذ البداية ووجهت بصرها إلى الأعلى قبل أن تبدأ في سرد قصتها عليه: - كنت طفلة، مكنتش فاهمة حاجة ساعتها وبجري في القصر مع غيرو الدبدوب بتاعي، وفجأة وقفت عند مكتب بابا، لقيت عنده ناس لابسين عبايات سودة مغطية من راسهم لرجلهم وواقفين في صفين وبابا قاعد على الكرسي في النص بينهم تفاجئ بما تقوله لكنه أخفى ذلك وتابع حديثها:.
- ساعتها فضلت اتفرج عليهم لأن الشكل كان غريب شوية وبابا قاعد وسطهم ساكت ومغمض عينه، الوضع طول وفضلت واقفة اكتر من ربع ساعة وقبل ما أمشي لقيت بابا طلع مسدسه وضرب نفسه رصاصة، أنا حسيت ساعتها إن جسمي اتشل واترعبت خصوصًا لما لقيتهم واقفين ثابتين محدش فيهم اتحرك، حاولت أرجع خطوتين لورا علشان اهرب منهم لكن حد منهم بصلي فصرخت من الخوف ووقفت مكاني اكني اتشليت، اللي بصلي ده اتحرك ناحيتي بكل هدوء وأنا واقفة مكاني مش عارفة أيه اللي بيحصل، وصل لعندي وحط أيده على دماغي وقال جملة مش مفهومة وبعدها قالي أنتي النهاردة يوم ميلادك، أنتي هتكملي مسيرة ال red line (خط أحمر)، مفهمتش قصده وفضلت ارتعش في مكاني لغاية ما ماما جت مسكت أيدي و خدتني لمكتب بابا وكانت هادية جدا أكن مفيش حاجة، قربت من بابا وخدت السلاح اللي قتل بيه نفسه وبعدين ادتهولي وقالت جملة غريبة بردو، قالت إن عهد الريد لاين هي وبابا كملوه وإني بداية ريد لاين جديد ولازم أكمله وبعد ما خلصت كلامها قالتلي ادوس على الزناد فأنا رفضت، لقيتها ابتسمت وقالت بكل تلقائية يا حبيبتي متقلقيش ده لعبة واحنا بنلعب جربي كدا، في البداية كنت مترددة لكن لقيتها مبتسمة وبتشجعني فصدقتها و...
صمتت لعدة ثوانٍ قبل أن تتابع بعين دامعة: - وقتلتها، قتلتها بأيدي وانا مش عارفة أنا عملت أيه وليه كل ده حصل واشمعنا دلوقتي! رميت السلاح من أيدي ورجعت لورا وأنا بتنفس بصعوبة وبقول في نفسي أنا عملت أيه، أيه اللي بيحصل؟ فجأة لقيت نفس الشخص شال العباية السودة من على وشه وبصلي بإبتسامة وقال تمت الأضحية، تم بدأ red line جديد.
ظل شاردا في مكانه لأكثر من نصف ساعة، تذكر ما حدث مرارًا وتكرارًا وكأنه لا يصدق أن ما حدث حقيقيًا، اغلق عينيه قبل أن يرفع رأسه لأعلى وهو يقول: - يااارب، يارب أنت عالم بحالي وعارف إني مظلوم، أنا مبقتش عايز حاجة تانية غير إني أثبت برائتي، يارب فك كربي وعدي الأيام دي على خير.
في تلك اللحظة استمع لرنين جرس الشقة فنهض من مكانه وفتح الباب ليجدها شقيقته، تركها وعاد ليجلس مكانه مرة أخرى فتحركت هي خلفه وجلست على مقربة منه واردفت: - اتخانقت أنت وياسمين ليه يا نائل أغلق عينيه بإرهاق قبل أن يقول بعدم رضا: - متفتحيش الموضوع ده بالله عليكي يا يارا، كفاية اللي أنا فيه، اجهزي يلا علشان هنروح شقة تانية عقدت ما بين حاجبيها وهي تقول متسائلة:.
- شقة تانية! لية أنت هتسيب البيت؟ اعقل يا نائل أنت وياسمين بتحبوا بعض وضع وجهه بين كفيه وهو يقول بحزن: - أنتي متعرفيش حاجة يا يارا، متعرفيش حاجة خالص، اخوكي اتظلم ظلم شديد أوي وإتهان إهانة صعبة أوي، مكنتش متخيل إن كل حاجة هتضيع بالسرعة دي، مكنتش متخيل خالص.
في الوقت الحالي بعد مرور خمسة أسابيع.
فتح عينيه بضعف ونظر حوله فوجد نفسه في غرفة من الحجارة وتضيئها الشموع الكثيفة الموجودة بها، حاول النهوض من نومه لكنه تألم كثيرًا فوجد من تضع يدها على كتفه وتعيده إلى النوم مرة أخرى وهي تقول: - تامر حبيبي متتعبش نفسك، كدا غلط غلى الجرح، ريح خالص ومش تتعب نفسك أغلق «طيف» عينيه وفتحها بصعوبة وهو يقول بتعب واضح: - سيزكا؟ أنا جيت هنا إزاي! أيه اللي حصل؟
أمسكت بتلك المنشفة القطنية وجففت العرق الذي كان يتصبب من جبينه ورددت بإبتسامة: - هعرفك كل حاجة بعدين، المهم دلوقتي حمدالله على سلامتك...
توقعاتكم للي جاي! متنسوش تتفاعلوا وتقولوا رأيكم في الفصل بتاع النهاردة ورأيكم في رد فعل ياسمين؟
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن
كافح كثيرًا لكي تبقى عينيه مفتوحتان لكنه لم يستطع ونام بفعل التعب الشديد الذي سيطر عليه بسبب إصابته برصاصتين قبل بضعة أيام، تابعت تغير ملامح وجهه وما إن أغلق عينيه حتى مسحت بيديها على وجهه بحب وقربت وجهها كثيرًا منه وهي تقول بحنين: - هتقوم يا حبيبي وتبقى معايا علطول، أنت غيرتلي حياتي ومستحيل هسيبك، مش هخسرك ومش هسمح لأي حد يبعدك عني.
انتهى من عمله بإحدى الشركات الصغيرة وترك مكتبه بعدما جذب هاتفه والمفاتيح الخاصة به، تحرك إلى الخارج وسار الشارع الطويل كي يصل إلى المكان الذي يستقل منه سيارة ميكروباص لكي توصله إلى منزله وأثناء سيره وقفت سيارة «زين» بجواره واخرج رأسه قائلًا: - نائل استنى تفاجئ «نائل» به فتوقف واتجه إليه بابتسامة قائلًا: - يااه عاش من شافك يا زين باشا صافحه بحرارة قبل أن يبتعد ويقول بجدية:.
- بقى كدا يا راجل! تسيب شركتك اللي بقت أكبر شركة في الشرق الأوسط وتشتغل في شركة ملهاش أسم أصلا! ده أنت اللي عملت الشركة ووصلتها للمكانة دي يا راجل ابتسم ابتسامة خفيفة قبل أن يقول بجدية: - مبقاش ليا مكان هناك خصوصًا بعد اللي حصل شعر «زين» بالحزن على حاله لذلك تحدث بصوت هادئ: - مش ناوي تسامح بقى وترجع! رفع حاجبيه وهو يقول بابتسامة ساخرة:.
- أسامح! أسامح في الظلم اللي اتظلمته ولا في الإهانة اللي اتعرضتلها؟ ياسمين مكتفتش بأنها صدقت البنت ال دي لا دي قللت مني وحسستني إني ولا حاجة، قولتلها هتندمي لكن مسمعتش الكلام ودي كانت النتيجة، هي مش كانت عايزة الطلاق! اديني نفذت رغبتها وطلقتها في اليوم اللي أثبت فيه براءتي، أنا بعتبرك صاحبي واخويا يا زين بالله عليك متضيعش الأخوة اللي بينا دي نظر إلى الأسفل بأسى قبل أن يرفع بصره مرة أخرى وهو يقول:.
- طيب مش هكلمك في الموضوع ده تاني بس مش هسيبك تشتغل برا الشركة اللي ساهمت في نجاحها بشكل كبير، لازم ترجع وتمسك منصبك من تاني أغلق عينيه وتنهد قبل أن يفتحها مرة أخرى وهو يقول: - مش هقدر أشتغل معاها في مكان واحد تاني، مش هقدر خالص وضع يده على كتفه وردد بإصرار:.
- أنا مش هكلمك على الموضوع التاني علشان أنت رافض ده، ياريت بقى مترفضش طلبي أنا كمان وترجع الشركة، لو أنا أخوك فعلا زي ما بتقول يبقى ترجع الشركة وتنفذ طلبي الوحيد اللي بطلبه منك لوى ثغره وفكر لثوانٍ قبل أن يجيبه قائلًا: - هحاول يا زين، أوعدك هحاول.
- يعني مش لاقين جثته يا أيمن! فهمني يعني أيه؟ انا عايزة أدفن ابني قالتها «اسماء» بغضب واضح من بين بكائها الشديد فأجابها «ايمن» بحزن: - هنوصله يا أسماء، ده شغلنا مش شغلك أنتي متخليش الزعل يسيطر عليكي.
كانت تستمع «نيران» إلى شجارهم بوجه شارد، كانت تبكي بصمت وعلى وجهها علامات الحزن الشديد كما سيطرت الصدمة عليها فهي لم تتوقع فراقهما سريعًا هكذا فهو كان بانتظار مولد طفلته والآن فارق الحياة قبل أن يراها بعينيه، كلما تذكرت طلبه منها بالرحيل يزداد بكائها ولوم نفسها لأنها سمحت له بأن يلقى حتفه وحده، تمنت لو أنها قُتلت معه حتى لا تعيش هذا الألم المميت.
قبل خمسة أسابيع.
هز «طيف» رأسه بالإيجاب قبل أن يقول باهتمام: - وبعدين كملي أغلقت عينيها وحاولت التنفس بصورة منتظمة ثم رددت بارهاق:.
- اتنين منهم شالوا جثتهم وفضلت أنا مش مصدقة الموقف اللي انا فيه لغاية ما حد منهم مسك أيدي وخدني على مكان زي مقر وفيه ساحات تدريب كبيرة وهناك قصيت 10 سنين بتدرب وبفهم كل حاجة عن طبيعة المهمة اللي أنا متكلفة بيها لكن مطلعتش مهما، طلعوا بيجهزوا رئيستهم الجديدة، اكتشفت إن دي منظمة عالمية واسمها red line (خط أحمر)، اللي بيمسك المنظمة دي بيفضل عهده مستمر لغاية ما يوصل 60 سنة ساعتها لازم يقتل نفسه وابنه او بنته يقتلوا أمهم علشان الأضحية تتم والابن أو البنت يتجهزوا علشان يمسكوا المنظمة، العشر سنين تدريب دول اتعلمت فيهم الوحشية، اتعلمت إزاي اقتل بدم بارد، اتعلمت إن مفيش حاجة اسمها حب وحياة عادية، فيه مصالح شخصية وعالمية فقط وعلشان كله يخاف مني لازم أبقى قوية، قوية جدا واعمل حاجات تخليهم يعرفوا إني في مكاني الصح لكن أنا جوايا كنت متدمرة، معايا سلطة وقوة لكن مش عايشة، اللي حصل وأنا طفلة عمري ما نسيته وبياكل في نفسي، نفسيتي معظم الوقت متمدرة، متدمرة أوي.
هز رأسه عدة مرات قبل أن يبتسم قائلًا:.
- تعرفي إنك بمجرد ما خرجتي اللي جواكي هتحسي براحة نفسية محستيهاش من فترة! أولا اللي عندك ده كان بسبب كتمانك لكل اللي حصلك في نفسك ومكنتيش لاقية البني آدم الحقيقي اللي تشاركيه همك، كتمان تعبك ده حواكي هو اللي دمر فيكي ووصلك للحالة دي، أنتي عيشتي حياة مش طبيعية وفي نفس الوقت كنتي لوحدك ومتأكدة إنك لوحدك بسبب كل اللي حواليكي بس طلعي الاحساس ده من جواكي واتأكدي ان فيه حد غيرهم هيسمعك وهيشيل حمل شوية عنك.
اعتدلت ونظرت إليه بإبتسامة خفيفة قائلة: - أنت ساحر ولا أيه؟ كلامك بحسه مياه بتطفي النار اللي جوايا، بحس كل كلمة بتقولها حقيقة ابتسم هو الآخر وضم كلتا يديه وهو يقول: - أنا بقول اللي ظاهر وراحتك دي بسبب إنك رميتي الحمل من عليكي وحكيتي لحد فاهم شخصيتك، جلسة النهاردة خلصت بس متنسيش إن كل ما هتحكي كل اللي جواكي وتشاركيني فيه كل ما نفسك هتستريح أكتر وكل ما تحسي بتحسن وانك بشر مش إنسان ألى زي ما فهموكي.
هزت رأسها عدة مرات قبل أن تنهض من مكانها وتقترب منه وهي تقول بابتسامة: - ممكن نقعد مع بعض بعد شغلك، يعني نتعشى ونشرب حاجة، كدا نهض هو الآخر من مكانه ومثل التفكير قليلا قبل أن يقول: - بصي هو صعب علشان حاسس إني تعبان وعايز أريح بس هحاول علشان خاطرك إتسعت ابتسامتها ورددت بسعادة واضحة: - هستنى مكالمة منك ورقمي سيبته على مكتبك، باي.
أصبح يوم جديد ونهض «نائل» بتثاقل على غير عادته فهو أدى صلاة الفجر وعاد لينام نصف ساعة قبل ذهابه إلى العمل، جلس على طرف فراشه وفرك بعينيه قليلًا قبل أن ينهض من مكانه ويتجه إلى المرحاض ليستحم قبل ذهابه إلى العمل، مر من الوقت عشرون دقيقة قبل أن يخرج ويرتدي ثيابه ثم أقترب من المرآة وقام بتنظيم شعره ووضع العطر الخاص به، عاد وجلس على طرف فراشه مرة أخرى ليتذكر هذا اليوم العصيب وظل هكذا لأكثر من نصف ساعة حتى أستمع لصوت شقيقته التي طرقت الباب ودلفت وهي تقول بتعجب:.
- أيه ده يا نائل أنت لسة مروحتش الشغل؟ أنا قولت إنك خرجت من بدري أصلك المفروض تخرج من ساعة تفاجئ بما تقوله ونظر إلى ساعته فوجدها محقة وأنه قد تأخر ساعة عن عمله لذلك نهض من مكانه واقترب منها وهو يقول: - فعلا اتأخرت يا حبيبتي، انا همشي وخلي بالك من نفسك.
تركها واتجه إلى الشركة ووصل بعد مرور ساعة، دلف إلى الداخل وسط نظرات العاملين إليه وهمسهم بما حدث بالأمس لكنه لم يعطي إهتمام لأحد واتجه إلى الأعلى حيث مكتبه، أقترب من «اسراء» وردد بجدية: - أي أوراق مهمة ابعتيهالي على مكتبي وقبل أن يلتفت ليرحل رددت بتردد: - بس عقد حاجبيه بتعجب وهو يردد بتساؤل: - بس أيه؟ اتكلمي يا إسراء فيه أيه؟ زاغت عينيها في كل مكان بتوتر شديد وهي ترتب ما ستقوله له:.
- أصل.. - أصل أيه يا اسراء ما تتكلمي علطول! قررت أن تتحدث ورددت بتتردد شديد: - أصل مدام ياسمين قالتلي أي أوراق ابعتها ليها هي ولو حضرتك طلبت حاجة اقولك، اقولك ترددت كثيرا قبل أن تكمل بتوتر شديد: - أقولك ملكش لازمة في الشركة أصلا اتسعت حدقتيه بصدمة مما تقول وهز رأسه بالإيجاب قائلًا بشرود: - طيب يا اسراء كملي شغلك، أنا هعرف أحل الوضع ده.
تركها واتجه إلى مكتب «ياسمين» وفتحه بغضب دون أن يطرق على بابه وما إن دلف إلى الداخل حتى صفق الباب خلفه بقوة، اقترب منها بغضب وهو يقول بعدم رضا: - نفسي أفهم أيه اللي سعادتك بتعمليه ده! بتقللي مني قدام موظفين الشركة؟ هي دي آخرتي! الشغل ملهوش علاقة بحياتنا الشخصية ظلت جالسة في مكانها ورفعت رأسها لتوجه بصرها تجاهه وهي تقول بسخرية:.
- بقلل منك قدام الموظفين! يعني مش أنت اللي قللت من نفسك قصادهم لما حاولت تتهجم على واحدة منهم في مكتبك؟ والشغل ليه علاقة بالحياة الشخصية لأن الحياة الشخصية دي جت من الشغل ولا نسيت كور قبضة يده وضغط عليها بغضب شديد قبل أن يردد بصوت مرتفع نسبيًا: - لأخر مرة هقولها، ابعدي حياتنا الشخصية عن الشغل وانا زي ما وعدتك أول ما هثبت برائتي هطلقك نهضت من مكانها بغضب شديد وهي تقول بلهجة حادة:.
- ياريت تطلقني دلوقتي وتخلصني إبتسم إبتسامة مستفزة وهو يردد بثقة شديدة: - مش قبل ما أثبت برائتي واطرد ال اللي دافعتي عنها دي وموثقتيش فيا، ساعتها هتندمي ندم عمرك كله بادلته بنظرات قوية تدل على التحدي وعدم التصديق في آن واحد فرفع هو أحد حاجبيه وهو يقول بجدية: - قريب إن شاء الله هرجع حقي.
لكمة قوية أوقعته أرضا فنهض مرة أخرى وهو يلامس موضع اللكمة قائلًا: - لا عاش يا زين، أيدك طارشة هز «زين» رأسه في كل الاتجاهات بفخر قبل أن يقول بابتسامة: - عيب عليك يا بارق ده أنا زين الجيار بردو، كنت أبرق للمجرم بس يعترف ويقر علطول رفع أحد حاجبيه وهو يمثل عدم التصديق وردد بتحدي قائلًا: - فعلا! طيب يلا تاني طالما شايف نفسك كدا فرك يديه بحماس شديد وهو يقول مازحًا:.
- طالما أنت محرمتش يبقى يلا تاني يا برقوق وقبل أن يقترب منه لكي يلكمه اوقفهم «رماح» الذي ردد بجدية: - اسمعوني انتوا الاتنين إلتفت الإثنين ونظروا تجاهه قبل أن يردد «زين» قائلًا: - فيه أيه يا رماح باشا؟ شبك كفي يده خلفه وردد بجدية واضحة: - عندنا مهمة جديدة، يلا على أوضة الاجتماعات علشان نتكلم، خمس دقايق الاقيكم جوا علشان مفيش وقت ردد الاثنين في وقت واحد: - تمام سعادتك.
انتقل طيف إلى شقته الجديدة والتي جهزها له «يوسف» لكي لا يشك به أحد لجلوسه بالفندق وقام أيضا بشراء الشقة المقابلة له حتى يبقى على مقربة منه، جلس طيف واراح ظهره إلى الخلف وهو يقول بتعب: - اها يا ضهري يانا، جالي 7 حالات النهاردة وكل حالة حكاية ورواية شكل، دول عندهم هنا في أمريكا الدكاترة النفسيين زي برشام الصداع كدا، أنا كنت بقعد في مصر بالاسبوع ميجيليش غير حالة او اتنين.
جلس «يوسف» بجواره وقال بابتسامة: - اها هم كدا هنا فعلا، أي حد يتضايق من حاجة يروح لدكتور نفسي، معلش اديك بتعيد أمجادك كدكتور المهم الحالة الأهم سيزكا، اللي أنت حكيتهولي في الطريق ده معلومات خطيرة جدا ولازم طبعا التفاصيل، هي حكتلك قشور، خش معاها في التفاصيل بحجة إنك بتعالجها لوى ثغره وردد بعدم رضا:.
- أنا بعمل كدا فعلا وده هو العلاج مش اكني بعالجها، المشكلة الأكبر هي إنها معجبة بيا وخايف العلاقة تطور معاها أكتر من كدا، دي عرضت عليا نتعشى النهاردة المفروض كمان ساعة بالظبط وقولتلها هحاول ابتسم «يوسف» واعتدل في جلسته ووجه نظره إليه قائلًا:.
- لو العلاقة اتطورت ده في مصلحتنا أكتر، كل ما تقرب منك كل ما المعلومات اللي إحنا عايزينها هناخدها أسرع المهم دلوقتي لازم أنا كمان أقرب منها علشان اخش جوا المنظمة دي ودي مهمتي الجاية وأنت هتساعدني فيها بس مش دلوقتي، في الوقت المناسب هقولك تعمل أيه بالظبط فرد «طيف» ذراعيه في الهواء قبل أن يقول:.
- ربنا يستر يا عمنا، حاسس بمصيبة داخلين عليها، اللي حكيتهولك ده يعني عبدة الشياطين شركاء في الليلة وهم ليهم تار قديم معايا يعني لو عتروا فيا مش هيحلوني ارتفعت ضحكات «يوسف» واردف: - متخافش أنا معاك وبعدين محدش هيكشفك طول ما أنت باسمك ده، قوم يلا خد دش وظبط نفسك كدا وروح قابل سيزكا.
أشار إلى خريطة لمنطقة صحراوية أمامه وردد بجدية وهو ينظر إلى كلٍ منهم:.
- جاتلنا معلومات إن تم رصد شخص مسلح في المنطقة اللي قدامكم دي حفر في الرمل وفتح بوابة حديدية ودخل وقفل وراه وطبعا ده معناه حاجتين وهي إن ده نفق بيودي على مكان معين لوكر إرهابي أو مقرهم أساسا في النفق ده واحتمال كبير يبقى ده كارم اللي ابو مصعب قالنا على مكانه وهرب، اللي مطلوب مننا هو الهجوم على النفق ده والمرة دي المهمة اصعب بكتير لأننا رايحين مكان مش عارفينه كويس ولا عارفين أيه اللي مستنينا تحت في النفق ده علشان كدا هنتقسم المرة دي على مجموعتين، المجموعة الأولى بقيادة زين وبارق والمجموعة التانية بقيادتي أنا وفهد، مجموعة زين وبارق هينتشروا في المنطقة علشان يتأكدوا إنها أمان وبمجرد ما يدونا الإشارة إن كل حاجة تمام مجموعتي أنا وفهد هنقرب وهننزل النفق ده بس لازم تكونوا عارفين إن إحتمال كبير أوي يكونوا مستنيينا تحت يعني المهمة دي أشبه بمهمة انتحارية بس لازم منها وإلا فيه حاجة هتحصل من ورانا، قدامكم ساعة بالظبط تجهزوا علشان نتحرك، أنا اختارت اقولكم في الوقت ده والهجوم بعد ساعة لأن ده أنسب وقت ومحدش هيتوقع إننا نتحرك دلوقتي، يلا اجهزوا.
تحرك الجميع إلى غرفة تبديل الملابس ليرتدوا زي الشرطة الخاص بهذه العمليات وبعد مرور نصف ساعة كانوا على أتم الاستعداد للتحرك إلى هذا المكان واتجه «زين» ليبلغ مجموعته بتفاصيل تلك المهمة الخطيرة وما إن انتهى حتى نظر إلى ساعته ثم رفع نظره ورمق «بارق» قائلًا: - جاهز يا بارق؟ هز رأسه بالإيجاب وقبض على سلاحه بقوة قائلًا بحماس: - جاهز هز رأسه ورفع صوته بعد أن رمق مجموعته:.
- المهمة بتاعة النهاردة دي خطيرة بس انتوا قدها وزي ما المهمة الأولى نجحت دي هتنجح إن شاء الله، جاهزين رددوا جميعًا بصوت مرتفع وفي نفس الوقت: - جاهزين يا فندم - تمام توكلنا على الله.
تحركت مدرعتين للشرطة كل مدرعة تحتوي على مجموعة من رجال الشرطة، تحركت مجموعة «زين، بارق» بسرعة أكبر من المجموعة الأخرى ليتم تمشيط تلك المنطقة قبل الهجوم على ذلك النفق وبالفعل وصلت المدرعة إلى تلك المنطقة وترجل منها «زين» وتبعه «بارق» وباقي المجموعة قبل أن يشير الاول بيده إلى إتجاه فتحرك ثلاثة رجال إلى حيث يشير وأشار إلى اتجاه آخر فتحرك ثلاثة اخرين واستمر على ذلك حتى تم توزيع المجموعة لتنتشر في تلك المنطقة بالكامل، تحركوا بحذر وهم على أتم الاستعداد للأشتباك في أي وقت، ضم «زين» سلاحه الرشاش وسار بحذر إلى خلف هذه المنطقة الجبلية العالية وبصحبته «بارق» ورجلين آخرين، تقدموا إلى تلك المنطقة وقفز «زين» إلى خلف هذا الحجر الضخم لكنه لم يجد أحد فاعتدل ووقف ليستمع صوت رجاله عبر الجهاز اللاسلكي:.
- مجموعة واحد المنطقة خالية يا فندم - مجموعة اتنين المنطقة خالية يا فندم - مجموعة تلاتة المنطقة خالية يا فندم رفع جهاز اللاسلكي وتحدث إلى المجموعة الثانية والتي يقودها المقدم «رماح» وردد بجدية: - المنطقة خالية من وجود أي عناصر مسلحة، تقدر تتحرك.
تحركت المدرعة الخاصة بالمجموعة الثانية ووصلت إلى الموقع قبل أن يترجل كل من بداخلها إلى الخارج، ضم «رماح» سلاحه واقترب من هذا النفق بحذر شديد لينظر إلى «زين» الذي حضر وترك بقية رجالة ليتم تأمين المكان، تنفس بصوت مسموع قبل أن يشير إليه برأسه قائلًا بجدية: - جاهز! حرك «زين» رأسه بالإيجاب وهو يردد بثقة واضحة: - جاهز.
على الجانب الآخر أسفل هذا النفق تحدث «ابو هشام» بقلق واضح وهو ينظر إلى الأعلى وكان العرق يتصبب من جبينه: - ماذا سنفعل يا كارم، سيارات الشرطة تتحرك فوق رؤوسنا، هذا يعني أنهم علموا بمكاننا وانتهى أمرنا ابتسم «كارم» وعاد بظهره إلى الخلف قبل أن يردد بثقة شديدة:.
- لا تقلق هكذا يا أبا هشام، حتى وإن اكتشفوا وجود النفق لن يستطيعوا الوصول إلى هنا، لن يجدوا شئ سوى الحجارة عند دخولهم لذلك سيعودون من حيث أتوا.
انخفض «رماح» وحفر بيديه في الرمال إلى أن وصل إلى الباب الحديدي الخاص بهذا النفق وقبل أن يفتحه نظر إلى «زين» وهز رأسه بمعنى أستعد ثم فتح الباب بقوة ليوجه «زين» سلاحه إلى الداخل لكنه لم يجد شئ لذلك أشار بيده إلى الأسفل بمعنى سندخل الآن وبالفعل قفز إلى الأسفل بشجاعة واضحة وقفز من خلفه «رماح» ورجلين آخرين لكنهم لم يتوقعوا ما رأته عينهم حيث كان المكان عبارة عن غرفة صغيرة ومحاطة بالحجارة من كل الاتجاهات، أنزل «رماح» سلاحه وخلع القناع من على رأسه وهو يقول بعدم تصديق:.
- ازاي يعني المكان اوضة بس! اومال اللي دخل ده كان داخل ليه اصلا؟ هز «زين» رأسه بعدم فهم وهو يقول بتفكير: - مش فاهم، ما هو أكيد الاوضة دي مش مفتوحة سبيل يعني علشان ظل من الشمس! تأفف بضجر وقرر الصعود إلى الأعلى مرة أخرى بعد تأكده من عدم وجود أحد وصعد من خلفه بقية رجال الشرطة بينما بقى «زين» وحده بالاسفل فاقترب «رماح» ونظر من فوق إلى الأسفل وهو يقول بسخرية:.
- أنت حبيت المكان تحت ولا أيه! يلا اطلع أجابه من الأسفل وهو ينظر إلى الحجارة المكونة لحائط الغرفة: - لحظة يا باشا بتأكد من حاجة بس، يارب يكون اللي في دماغي صح.
اقترب أكثر من الحائط وبدأ يبحث عن علامة واضحة تشير إلى شيء وبالفعل وجد حجر على شكل مربع ولكنه مكسور من الجانب على عكس بقية أحجار تلك الغرفة فترك سلاحه وحاول سحب هذا الحجر بقوة وابتسم عندما وجد أن الحجر يتحرك بسحبه له فتراجع بظهره وسحبه بقوة إلى تجاهه إلى أن سحبه بأكمله ليجد طريق طويل من خلفه فاتسعت ابتسامته وردد ضاحكًا: - أنزل يا باشا وهات الرجالة، ليلتنا فل ان شاء الله.
وصل إلى المكان المحدد والذي أرسلت إليه هي عنوانه، أقترب من باب الدخول فوجد رجلين أمن قاموا بتفتيشه جيدا ثم سمحوا له بالدخول، تقدم إلى الداخل وبحث بعينيه عنها في كل مكان إلى أن وجدها تشير إليه من طاولة تطل على المياه فاقترب منها بابتسامة إلى أن وصل إليها وردد قائلًا: - أنا أول مرة اخش مطعم هنا واتفتش التفتيش ده كله ضحكت على جملته وردد بثقة:.
- التفتيش ده كله علشان أنا موجودة هنا أنت لحقت تنسى أنا أبقى مين جلس على المقعد المقابل لها وردد بابتسامة: - هو فيه دكتور ينسى حاجة تقولها مريضة عنده بردو! أنا بس متخيلتش الموقف نفسه المهم فيه أكل هنا أيه علشان ميت من الجوع ضغطت عدة ضغطات على شاشة موضوعة أمامها ثم نظرت إليه ورددت باهتمام: - سيبني اطلبلك أنا على ذوقي ثم نظرت إلى الشاشة مرة أخرى وضغطت عدة ضغطات قبل أن ترفع رأسها وتقول بجدية:.
- أنا بحكيلك عن كل أسراري وحياتي الصبح أيه رأيك تحكيلي أنت بقى عنك دلوقتي واهو نتسلى شوية عقبال ما الاكل يجي رفع أحد حاجبيه قبل أن يعقد ذراعيه أمام صدره قائلًا: - بس فيه فرق، أنتي بتحكي علشان أقدر اعالجك لكن أنا احكيلك ليه! رفعت كتفيها وهي تقول بتلقائية: - مش شرط علشان تحكي لحد عن حياتك يبقى علشان يعالجك، مش يمكن يكون مهتم يعرف عن حياتك! رسم إبتسامة مزيفة على ثغره قبل أن يردد مازحًا:.
- خلاص ياستي هحكيلك بس بشرط تقوليلي بتتكلمي مصري بالجمدان ده ازاي! ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تجيبه: - جمدان! هقولك ياسيدي بتكلم مصري بالجمدان ده ازاي، انا بابا كان مصري أصلا وعيشت في مصر 5 سنين فكنت بتكلم مصري كويس جدا ومازلت لحد دلوقتي هز رأسه بالإيجاب عدة مرات بتفهم قبل أن يقول:.
- اممم فهمت، خلاص هحكيلك عني، أنا اتولدت في مصر وامي ماتت وهي بتولدني وبابا مات وانا في ثانوية عامة، فضلت فترة مكتئب بس قررت أكمل ودخلت طب نفسي لأني حابب التخصص ده وكمان بحب احس مشاكل الناس واسمعلهم وده اللي حصل، بعدها بفترة قررت اسيب مصر واشتغل هنا لأني حسيت إني غريب هناك بعد موت بابا وماما ومكانش ليا غير سيف صاحبي من أيام المدرسة وادينا هنا شغالين مع بعض أنا دكتور نفسي وهو مهندس معماري.
هزت رأسها بتفهم ورددت بتساؤل: - يعني ملكش حد غير سيف صاحبك بس؟ أومأ رأسه بالإيجاب وهو يقول بجدية: - أيوة، إحنا أخوات مش صحاب بس.
ظل شاردًا حتى أثناء عمله إلى أن ارتفع أذان الظهر فنهض من مكانه واتجه إلى المسجد الملحق بالشركة والموجود بالطابق الثاني وأدى الصلاة، أطال كثيرًا في السجود ودعى الله بأن يفرج كربه وأن يظهر الحقيقة للجميع، أنهى صلاته واتجه إلى الأعلى مرة أخرى وجلس أمام الحاسوب الخاص به قبل أن يتابع عمله وبعد ساعة من العمل المتعب رجع بظهره إلى الخلف ورفع رأسه لأعلى بتعب فتفاجئ بوجود الكاميرا الخاصة بمكتبه فاتسعت عينيه وردد بعدم تصديق:.
- إزاي مجاش في بالي الكاميرا! ده دليل براءتي الوحيد.
نهض من مكانه واتجه إلى «إسراء» قبل أن يردد بلهجة آمرة: - إسراء عايز شاشة العرض اللي في أوضة الاجتماعات تبقى هنا قصاد مكتي حالا، خدي حد من الامن أو الموظفين وخليهم يساعدوكي هزت رأسها بعدم فهم وهي تردد بتساؤل: - ليه يا مستر نائل فيه حاجة؟ أجابها بجدية وهو يتراجع بظهره إلى الخلف:.
- نفذي بس اللي بقولك عليه وبعدها قولي لكل موظفين الشركة يتجمعوا قصاد مكتبي بما فيهم ياسمين ولو رفضت قوليلها دليل براءة نائل.
نفذت «اسراء» ما طلبه منها بمساعدة اثنين من الموظفين وتم وضع شاشة العرض أمام مكتب «نائل» مباشرة وتجمع الموظفون أمام مكتبه وسط تهامس كثيف بينهم حول سبب دعوتهم للتجمع هنا أما عن «ياسمين» فرفضت الخروج إلا أن فضولها قد تغلب عليها فنهضت من مكانها وولجت إلى الخارج لترى ما الذي يخطط له «نائل»، بعد تجمع الجميع خرج نائل وقام بتوصيل سلك طويل بتلك الشاشة وضغط على ريموت الكنترول الذي بيده ضغطة قبل أن يقول:.
- كتير أوي ظلمني في اللي حصل من يومين هنا في مكتبي، طبعا فيه اللي صدق وفيه اللي كذب، أنا مكنتش عايز أبقى في الموقف ده واعرض حاجة زي دي لكن لما يبقى الموضوع متعلق بسمعتي وحياتي يبقى لازم اوضحلكم مين هي القذرة دي.
ثم أشار إلى «مايا» التي دب الرعب كيانها وارتعشت أوصالها لأنها علمت أن نهايتها الآن بعد أن يتم فضحها أمام الجميع، ضغط مرة أخرى على ريموت الكنترول فبدأ الفيديو صوت وصورة وسط صدمة جميع العاملين لكن صدمتهم لم تكن كصدمة «ياسمين» التي شعرت بأنها قد خسرت كل شيء، انتهى الفيديو وبدأ صوت الهمس يرتفع ليشقه صوت «نائل» الغاضب والمرتفع:.
- ودلوقتي اخرجي برا الشركة يا، اللي زيك مريض نفسي وقلبه اسود ومش محترم، ده افضل عقاب ليكي وهو إنك تقعي في شر أعمالك وتتفضحي قدام الكل، غوري من هنا.
تراجعت وهي تنظر الى الأسفل بحرج وندم شديدين وانصرفت على الفور دون أن تتفوه بكلمة واحدة بينما تقدم هو حتى وصل إلى ياسمين التي شعرت أنها ستغيب عن الوعي من شدة الصدمة ثم ابتسم ابتسامة هادئة قبل أن يقول: - للأسف ضيعتي كل حاجة حلوة بينا، أنا وعدتك لما أثبت برائتي هطلقك واديني بنفذ وعدي ليكي، انتي طالق يا ياسمين.
توضيح بخصوص نهاية الفصل السابع وبداية الفصل الثامن، المشهدين دول في الوقت الحالي بعد المشهد الأول في الفصل الأول اللي هو لما طيف اتضرب رصاصتين وبعدين باقي الأحداث في الماضي قبل المشهد ده وتمهيد للي حصل في بداية أول مشهد في الفصل الأول من الرواية علشان اللي تاهت منه الأحداث.
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل التاسع
لم تصدق ما سمعته أذنيها منذ لحظات فهي لم تتوقع أن يصل الأمر لما هو عليه الآن، سيطرت الصدمة على جسدها بالكامل وظلت موجهة بصرها تجاهه وهي تضم حاجبيها، حاولت النطق أكثر من مرة لكن الصدمة كانت أقوى من جرأة لسانها على التكلم، تسارعت دقات قلبها عندما نطق هو بصوته الهادئ:.
- قولتلك هتندمي لكن أنتي اختارتي تظلميني وتصدقي إني وحش ومش بس كدا، أنتي اهانتيني وعايرتيني بفقري زمان زي ما عملتي قبل كدا، أنا مبقاش ليا مكان هنا في الشركة، هروح أدور على شركة تانية أشتغل فيها ولو ملقتش هرجع لشيل الرمل والزلط لأن الشغل مش عيب والفقر بردو مش عيب.
إلتفت ورحل من أمامها فتجرأت هي على الحديث ونطقت بتعلثم: - ن، نائل توقف في مكانه وأغلق عينيه قبل أن يلتفت بهدوء وهو يقول بابتسامة سخرية: - نائل! انا لو منك منطقش الاسم ده تاني بعد اللي طلع مني انهمرت عبرة من عينيها وهي ترمقه بندم شديد فرحل هو من أمامها قبل أن تتفوه بكلمة واحدة.
زحف عبر هذه الفتحة الصغيرة والتي كانت خلف هذا الحجر الذي اكتشفه «زين» وزحف من خلفه بقية رجاله إلى أن اتسع المكان من حولهم وظهر باب خشبي كبير فوقف ووقف من بعده «بارق» و «زين» وبقية رجال الشرطة المسلحين، أشار «رماح» بيده لكي يتوقفوا عن الحركة حتى يتقدم بقية رجال الشرطة ويبدأون في الاقتحام، مر من الوقت دقيقتين قبل أن يشير «زين» بيده إلى الباب وهو يهز رأسه بمعنى نحن جاهزون للاقتحام فهز «رماح» رأسه واعطاهم إشارة الهجوم، تقدم هو و«بارق» وضربا الباب بقدميهما بقوة ليُفتح على مصراعيه ويبدأ «زين» بإطلاق الرصاص من سلاحه بغزارة حتى يعطيهم الفرصة في الدخول وأخذ مراكزهم، تفاجئ «كارم» باقتحام رجال الشرطة لوكره فاندفع من مكانه وألقى بنفسه خلف ساتر من الحجارة وأمسك بسلاحه الرشاش وهو يقول:.
- تحرك يا أبا هشام.
نهض «ابو هشام» من مكانه واسرع إلى سلاحه لكن «زين» كان أسرع منه وأطلق الرصاص على ظهره وهو يمسك بسلاحه ليقع قتيلا على الأرض، تبادل بقية رجال «كارم» إطلاق الرصاص مع رجال الشرطة لكنهم سقطوا قتلى واحدًا تلو الآخر وظل «كارم» يخرج من مكانه ويطلق الرصاص بغزارة شديدة إلى أن أوقع أحد رجال الشرطة فأشار «بارق» بعينيه إلى «زين» وحرك يده بمعنى تحرك إلى مرمى إطلاق الرصاص فضم «زين» حاجبيه بعدم فهم فهذا سوف يؤدي إلى قتله فهز «بارق» رأسه بقوة إصرارا على طلبه فما كان من «زين» إلا أن ينفذ طلبه فهو من الممكن أن تكون لديه خطة، خرج من خلف الحائط الذي كان خلفها فخرج «كارم» ليطلق الرصاص عليه واثناء ذلك أطلق «بارق» عدة رصاصات من سلاحه ليصيب كتفه الايمن والايسر ليشل حركة يده بالكامل، وقع «كارم» في مكانه وظل يصرخ بألم قبل أن يطلق «رماح» آخر رصاصة ليقتل بها رجل «كارم» المتبقي.
هدأ المكان من جديد بعد نجاح خطتهم وأخذ رجلين صديقهم المصاب إلى الخارج بينما ابتسم «زين» وتقدم إلى «بارق» وهو يقول: - أنت عارف لو كانت رصاصة جت فيا بسبب خطتك المجنونة دي كنت هعمل ايه؟ رفع «بارق» أحد حاجبيه وهو يقول بابتسامة: - كنت هتعمل أيه يعني؟ - كنت هموت هعمل أيه يعني، الحمدلله عدت على خير.
تقدم «رماح» باتجاه «كارم» وانخفض إليه وهو يقول: - وقعت يا كارم والمهمة اللي إحنا جايين علشانها نجحت ردد هو من بين تألمه: - إن كنت تعتقد أنك ستأخذني من هنا حيًا فهذا خطأ، من المستحيل أن أتحدث حتى لو كان ثمن هذا هو موتي ابتسم «رماح» وردد قائلًا: - للأسف الرصاصتين في كتفك يعني مش هتموت وبعدين كفاية ترجمة جوجل دي واسكت.
بدأوا في تناول العشاء واثناء ذلك نظرت هي إليه وردد بجدية: - تعرف انهم عرفوا بيك ابتلع الطعام قبل أن يضيق ما بين حاجبيه قائلًا بتعجب: - قصدك أيه! مين اللي عرفوا بيا وضعت الطعام في فمها وانتظرت قليلا حتى ابتلعته ثم أجابته بتلقائية: - مجلس الريد لاين أبدى عدم اهتمامه وتابع تناوله للطعام وهو يردد بعدم اكتراث: - وبعدين عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تقول بجدية:.
- رفضوا وجودك في حياتي وقالوا إنك خطر عليا وعلى شغلنا بس أنا بصفتي رئيسة الريد لاين رفضت ده وقولتلهم إنك الدكتور بتاعي وهم ميقدروش يتكلموا بس أنا مش متطمنة لرد فعلهم عقد حاجبيه بعدم فهم وهو يقول متسائلًا: - مش متطمنة إزاي وأنتي ليكي سلطة عليهم أصلا! ابتسمت ابتسامة هادئة قبل أن تجيبه بوضوح:.
- مش متطمنة إنهم يسيبوك، أنا محدش هيقدر يكلمني لأني فعلا ليا سلطة عليهم لكن هم بمجرد ما يلاقوا فيه تهديد يخص شغلهم بيخلصوا منه فورا حتى لو حاجة هتساعدني وده اللي مخليني قلقانة، قلقانة يقتلوك يا تامر زي ما قتلوا قبلك كتير ترك الطعام من يده ورمقها بوجه خالي من التعابير قبل أن يردد: - وهل هتسيبيهم يقتلوني! مالت إلى الأمام قليلا ونظرت إليه بتحدي قائلة: - ولو أنا هسيبهم يقتلوك أو يأذوك كنت هحكيلك كل ده!
رفع كتفيه وهو يقول بتلقائية: - بس أنا معرفش طبيعة شغلكم كاملة يعني، ممكن يقتلوني من غير ما تعرفي أنتي حتى ابتسمت ومالت أكثر إلى الأمام قبل أن تقول: - قولتلك ده مش هيحصل لأن حياتك تهمني وبعدين انت متعرفش نفوذي عامل إزاي كل اللي تعرفه عني مجرد كلام بحكيهولك لكن الحقيقة مرعبة جدا.
رفع أحد حاجبيه وردد مازحًا: - عايزاني أخاف يعني! ابتسمت ورفعت كتفيها قائلة: - مظنش أنا الحد اللي تخاف منه لأني من اللحظة دي هبقى ملاكك الحارس - ماشي يا ستي وهو كذلك شوفيلنا في المينيو بيبسي ولا ميرندا نبلع بيها الاكل اللي مش راضي يتبلع ده ضحكت بصوت مرتفع على طلبه قبل أن تردد: - بيبسي أو ميرندا! هو أنا بأكل طفل، هطلبلك بيرة مد يده ليوقفها قبل أن تضغط على الشاشة الموضوعة أمامها واردف بجدية:.
- لا بيرة أيه كدا هشرق، خلاص أنا هحاول أبلع.
زفرت بقوة بعدم رضا وضغطت مرة أخرى على رقمه لكنها استمعت إلى تلك الجملة التي ملت من سماعها الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح وأثناء ذلك اقتربت منها «تنة» وجلست بجوارها وهي تقول متسائلة: - مالك يا نيران قاعدة مش على بعضك وبتنفخي ومتضايقة تركت هاتفها من يدها ونظرت إليها وهي تقول بحزن شديد:.
- طيف يا تنة، بتصل بيه بقالي كام يوم ومغلق ولما بسأل بابا عليه بيقولي بخير بس مشغول، مش معقولة يفضل سايب موبايله مقفول المدة دي كلها، أنا مش متطمنة وحاسة إن فيه حاجة مخبينها عليا وضعت يدها على يدها ورددت بهدوء كي تبث الطمأنينة والسكينة بقلبها:.
- إن شاء الله مفيش حاجة يا نيران، طيف فعلا ممكن يكون مشغول خصوصا إن المهمة دي مش في القاهرة وطالما بابا طمنك إنه بخير يبقى هو كويس، متقلقيش نفسك، طيف أصلا بتسع ارواح زي القطط ما شاء الله عليه ابتسمت «نيران» وهزت رأسها عدة مرات قبل أن تردد بهدوء: - وحشني صوته، وحشني هزاره، وحشني حضنه وضحكته يارب يبقى بخير ويرجع بالسلامة.
- يارب، قوليلي بقى سمعت إنك رايحة للدكتورة بكرا علشان تتطمني على الجنين أيه رأيك أروح معاكي! ابتسمت ووضعت يدها على يديها وهي تقول: - ملهوش لزوم تتعبي نفسك يا تنة، ماما جاية معايا هزت رأسها بالنفي وأصرت على طلبها قائلة: - مفيش تعب ولا حاجة وبعدين أنتي بقيتي فرد من العيلة واختي، هروح معاكي بكرا آخر كلام خلاص.
نظر إلى المياه أمامه قبل أن يوجه بصره إليها مرة أخرى وهو يقول بتساؤل: - مجلس الريد لاين ليهم علاقة بعبدة الشيطان صح؟ ضيقت نظراتها وهي تهز رأسها بتساؤل: - عرفت منين إنهم كدا! أنا مقولتلكش حاجة زي كدا خالص ابتسم ولوى ثغره قبل أن يرفع أحد حاجبيه قائلًا: - مش لازم تقوليلي حاجة زي كدا، شرحك لطريقتهم ولبسهم خلاني أعرف، أنا بتفرج على أفلام رعب كتير وفاهم الحاجات دي كويس.
ابتسمت ابتسامة ذات معنى وهي ترمقه بتحدي واردفت: - تعرف إن سؤال زي ده يخليني أشك فيك واعرف إنك جاي تاخد مني معلومات مش تعالجني شعر هو بالقلق وسب نفسه على هذا السؤال لكنه أخفى خوفه وبادلها ابتسامة هادئة قبل أن يقول بثقة: - أنتي كبرتيني أوي على فكرة، هتندميني إني اتفرجت على رعب وضعت يدها بداخل حقيبة صغيرة كانت موضوعة أمامها وأخرجت مسدس ووجهته تجاهه وهي تقول بوجه خالي من التعابير:.
- أنت تبع مين! قدامك 3 ثواني قبل ما اقتلك حالا هنا، لو قولت هديك فرصة تهرب لكن لو منطقتش هتموت، واحد، اتنين، تلاتة أغلق هو عينيه استعدادا لتلقي رصاصة الموت لكنها ما إن نطقت رقم ثلاثة حتى خفضت سلاحها ورددت مازحة: - كدا أنت أمان.
فتح عين واحدة ليجدها قد أنزلت سلاحها فتنهد بارتياح وهو يقول: - حرام عليكي سيبتي ركبي من الرعب يا شيخة ضحكت على شكله قبل أن تقول بجدية: - معلش يا تامر أصلك سألت سؤال في الجون بس ظلمتك وشكيت فيك متزعلش مني بس شغلي علمني أشك في أي حد مال إلى الأمام وضم يديه وهو يقول بجدية كبيرة:.
- وده من أكبر أسباب التعب النفسي اللي عندك، طول ما أنتي شايفة كل اللي حواليكي ضدك وشاكة فيهم مش هتحسي بالراحة أبدا، لازم على الأقل تثقي في حد ثقة عمياء علشان يبقى هو ملجأك وقت ما تحتاجيه ظلت موجهة بصرها تجاهه لعدة ثوانٍ قبل أن تميل هي الأخرى للأمام وهي تقول: - أوعدك هنفذ كلامك ده والشخص اللي هثق فيه الثقة دي هيكون أنت، أنت بيور وقلبك أبيض ومتعرفش عن السواد اللي عايشين فيه، أوعى في يوم تخذلني.
ابتسم ابتسامة زائفة قبل أن يردد بهدوء: - أرمي حملك عليا ومش هتندمي.
عادت إلى مكانها بالمكتب مرة أخرى وارتمت على مقعدها بعدم تصديق، ظلت شاردة لأكثر من نصف ساعة لا تصدق ما فعلته، عادت بذاكرتها لتتذكر ما فعلته.
- أنا بس عايزة أعرف ضحكت عليا إزاي وخليتني احبك؟ هز رأسه بشرود وهو يقول بتعجب: - أيه اللي بتقوليه ده؟ إبتسمت مرة أخرى بسخرية ورمقته من رأسه لاسفل قدمه قبل أن تقول: - علشان تسيطر على الشركة وتبقى حاجة صح؟ ده كله علشان تسيطر على فلوسي! مش قادرة استوعب الصراحة، كل اللي أقدر أقوله إني اتخدعت فيك، مكانش لازم أصدق واحد شحات ومش لاقي ياكل زيك.
- أنا معملتش حاجة ومظلوم، البنت دي حقودة وجاتلي امبارح وفضلت تقولي كلام كله حقد وغل على حياتنا واتهمتني اني بضحك عليكي ولولا إني مش بحب اقطع عيش حد كان زماني طاردها لكن أكبر غلط إني سيبتها ومكنتش متخيل إنها تعمل كدا إبتسمت بسخرية وهي تردد ببرود واضح:.
- وانت فاكرني هصدق الرواية اللي ألفتها دي! تنفع كاتب ومؤلف كبير على فكرة، كل حاجة وضحت واتكشفت وكويس أوي إن كل حاجة وضحت قبل ما اتورط اكتر من كدا، في الأول أبوك اللي كان بينافس بابا في شغله وبعدين أخوك اللي خطبني علشان يضحك عليا ويدمر الشركة وأخيرا أنت، نفس صفاتهم القذرة كاد أن يصفعها على وجهها لكنه تمالك أعصابه في اللحظات الأخيرة واغلق عينيه حتى يتحكم بغضبه لكنه فتحها مرة أخرى وهي تردد بجدية:.
- طلقني، ياريت ورقة طلاقي تبقى على مكتبي بكرا لم يصدق ما سمعته أذنيه وحدق بها بصدمة واضحة قبل أن يقول: - أنا هطلقك بس في اليوم اللي هثبت فيه برائتي من كل اللي بتتهميني بيه ده علشان ساعتها تعرفي معنى كلمة ندم بحق وحقيقي - متقلقش مش هندم على أي حاجة لأني ليا نظرة في اللي قدامي.
نظر إليها لبضع ثوانٍ قبل أن يلتفت بجسده استعدادا للرحيل، تحرك خطوتين إلا أن صوتها أوقفه حيث رددت بصوت مرتفع وبلهجة تحمل الإهانة: - ياريت تسيب شقتي اللي كتبتها بأسمي وتروح ترجع تعيش في صفيحة الزبالة اللي كنت عايش فيها إلتفت بجسده ثم سار خطوتين باتجاهها وهو يقول بغضب:.
- صفيحة الزبالة دي هي اللي عملتني راجل محترم، هي اللي قوتني واتعلمت فيها يعني أيه مسؤولية، اتعلمت إزاي ابقى محترم ومجرحش قدامي على عكس ناس كتير عاشت في فلل وقصور لكن قلوبهم سودة ومعرفوش يعني أيه تربية صرخت فيه بقوة وهي تقول: - أنت قصدك أيه يا حيوان لم يستطيع تلك المرة تمالك أعصابه وصفعها بقوة على وجهها قبل أن يقول بتحذير:.
- اتعلمي الأدب واتكلمي مع جوزك باحترام يا إما قسما بالله لأعلمك الأدب من أول وجديد.
فاقت من ذكرياتها السيئة على صوت طرقات على باب مكتبها فردد بصوت ضعيف ومتحشرج: - ادخل دلفت «اسراء» إلى الداخل وتقدمت بضع خطوات حتى وقفت أمام المكتب مباشرة قبل أن تردد بحذر: - الاجتماع جاهز يا مدام ياسمين رفعت بصرها إليها بضعف واضح ولا مبالاة واردفت: - أجلي الاجتماع لوقت تاني ثم نهضت من مكانها وسحبت حقيبتها لترحل وسط مراقبة «اسراء» لها وحزنها على حالها وما وصلت إليه.
استقلت المقعد الأمامي لسيارتها وانهارت باكية بصوت مرتفع، مالت بظهرها وسندت رأسها على المقود وتابعت البكاء بحرقة شديدة، هي من وضعت نفسها بهذا الموقف الصعب، أخبرها بأنها سوف تندم على اتهامها وإهانتها له لكنها لم تفكر بهذا واستمرت في إهانته وعدم الاهتمام بما يقوله، شعرت بأن أنفاسها ضاقت وأخذت تبذل مجهودا كبيرًا لكي تنظم أنفاسها وتتنفس بشكل طبيعي لكنها لم تستطيع لذلك أمسكت بهاتفها وهاتفت ابنة خالتها وزوجة اخيها «نايا» وما إن اجابتها حتى رددت بضعف وهي تحاول التنفس:.
- نايا، آآآ الحقيني أنا بموت أتى صوت «نايا» المذعور والخائف: - ياسمين مالك! أنتي فين شعرت بأن العالم بدأ يتلون باللون الاسود من حولها وأغلقت عينيها بهدوء شديد ليقع هاتفها وسط صياح ابنة خالتها: - ياسمين! ياسمين ردي عليا، الوو الوو!
اقترب اللواء كامل من «رماح» وربت على كتفه بابتسامة واسعة وهو يقول بسعادة: - أنا كنت واثق إنكم هتنجحوا، رجالة اللواء أيمن متنقيين على الفرازة، في فترة قصيرة قدرتوا تنفذوا مهمتكم، هنفتقدكم جدا ابتسم «رماح» وردد برسمية: - ده واجبنا يا فندم وده شغلنا، اتشرفت بالشغل مع سعادتك.
رحل اللواء «كامل» والتفت «رماح» ليوجه بصره إلى «بارق» الذي زينت تلك الابتسامة وجهه، اقترب منه وربت على كتفه قائلًا: - اللي عملته النهاردة ده يدل على ذكائك وانقذ الوضع، هيوحشني الشغل معاك يا بارق اتسعت ابتسامته وردد ببراءة وجه معتادة:.
- والله الفترة اللي اشتغلت مع فريقكم فيها أحسن فترة عدت عليا في حياتي، أنا مش بس اعتبرتكم زمايل شغل لا أنا اعتبرتكم ومازلت وهفضل اعتبركم أخواتي حضنه «رماح» وربت على ظهره كثيرا قبل أن يتركه ليتجه إلى «زين» الذي ردد مازحًا: - هيوحشني إني اكسبك في الملاكمة بس هيوحشني اكتر الشغل معاك، أنت جدع وقلبك أبيض وفعلا شرف ليا إني اشتغلت معاك حضنه هو الآخر وردد قائلًا:.
- إن شاء الله نتجمع في فريق تاني يا زين، اينعم كل حياتي وشغلي هنا بس لو جاتلي فرصة اشتغل معاكم في القاهرة مش هتردد لحظة واحدة - ان شاء الله ده يحصل.
تركه واقترب من «فهد» وهو يقول: - ابو الفهود الهادي العاقل هتوحشني حضنه «فهد» وربت على ظهره وهو يقول: - أكيد إن شاء الله هنتقابل تاني قريب تركه وابتعد قليلًا عنهم ليرمق ثلاثتهم وهو يقول: - ابقوا سلمولي على طيف لما يرجع من مهمته، توصلوا القاهرة بالسلامة إن شاء الله.
مرت عدة أيام زاد فيها تعلق «سيزكا» ب «طيف» وأصبح كل ما تخبره به ليس فقط لعلاجها بل لإفراغ هذا الحمل الثقيل ولثقتها العمياء به، أصبحت الحياة ذات معنى لها وأحبتها كثيرًا بعد أن كانت تتمنى الموت، كانت الحياة بالنسبة لها تتمثل في وجود «طيف» بجانبها طوال الوقت حتى إنها اعتادت على التحدث معه كل يوم سواء لعلاجها أو خارج نطاق العمل الخاص به، ظل الوضع لما هو عليه لعدة أيام حتى أتاها تلك المكالمة التي قلبت كيانها فنهضت من مكانها بتوتر شديد وامسكت هاتفها قبل أن تضغط على رقم «طيف» ثم رفعت الهاتف على أذنها وانتظرت لدقيقتين فلم يجيبها، عاودت الإتصال به مرة أخرى بتوتر شديد وتلك المرة أجابها بتعجب واضح:.
- أيوة يا سيزكا أنا في جلسة دلوقتي! صرخت بصوت مرتفع وهي تقول بتحذير: - سيب مكتبك يا تامر حالا واهرب، مجلس الريد لاين بعت فرقة مسلحة علشان يقتلوك! اتسعت حدقتيه بعدم تصديق لما تقوله وردد قائلًا: - أيه! يقتلوني؟ هزت رأسها بالإيجاب ورددت بلهفة: - أيوة يا تامر، أهرب بسرعة وسيب مكتبك وأنا هعرف اوصلك، بسرعة مفيش وقت.
انهت المكالمة معه واقتربت من خزانتها واخرجت منها مسدس آخر غير المسدس الذي تمتلكه ووضعته بحقيبتها وانطلقت إلى الخارج بسرعة... على الجانب الآخر سحب «طيف» هاتفه وفتح خزانه مكتبه واخرج السلاح الخاص به ثم انطلق إلى الخارج هاربًا، ركض بسرعة بعيدًا عن هذا المكان وأثناء ركضه اخرج هاتفه وقام بمهاتفة «يوسف» الذي أجابه على الفور قائلًا: - طيف فيه أيه.
- فيه إن مجلس الريد لاين بعتوا فريق مسلح علشان يقتلوني وسيزكا بلغتني وقالتلي اهرب وأنا دلوقتي مش عارف أعمل أيه نهض هو من مكانه وردد بجدية وهو يسرع إلى خزانة ملابسه: - أهرب يا طيف وفعل اللوكيشن على موبايلك علشان أعرف اوصلك، أنا جايلك حالا.
أنهى «طيف» المكالمة وتابع تحركه بسرعة والتفت ليرى إذا كان أحد خلفه فوجد سيارة سوداء اللون في بداية هذا الطريق ويخرج منها أحد الأشخاص والذي كان يحمل مسدس بيده فعلم على الفور أنهم هم المكلفون بقتله، ركض بسرعة شديدة بعيدًا عنهم فلاحظه سائق تلك السيارة لذلك أسرع من حركة السيارة ليقترب منه وينهي عمله، تعب من الركض كثيرا فهو ركض لاكثر من عشر دقائق بسرعة كبيرة ومن خلفه تلك السيارة لذلك قرر التوقف خلف تلك البناية ليلتقط أنفاسه ويشتبك معهم فهذا هو الحل الوحيد.
أخرج سلاحه وأسند رأسه إلى الحائط من خلفه وصدره يعلوا ويهبط من تنفسه السريع، مال برأسه ونظر من خلف هذا المنزل فوجد ثلاثة أشخاص كلٍ منهم يحمل سلاحه الرشاش ويتقدمون حيث يوجد هو، شد أجزاء سلاحه وردد بهدوء: - يارب عيني، يارب شد أجزاء مسدسه وقبل أن يخرج وجد من يضع يده على كتفه فالتفت على الفور ليجد «يوسف» الذي ردد بابتسامة: - مش هتاخد المرح كله لوحدك، جاهز؟
ابتسم «طيف» وهز رأسه عدة مرات وهو يقول بثقة كبيرة: - جاهز - واحد اتنين تلاتة.
ومع نطق رقم ثلاثة خرج الاثنين من خلف هذا المنزل واطلقا الرصاص تجاههم ليوقعوا أحدهم بينما اختبأ اثنين اخرون خلف سيارة كانت على جانب هذا الطريق، نظر «يوسف» إلى مكانهم ثم نظر إلى «طيف» مرة أخرى قائلًا: - أضرب على العربية واشغلهم، أنا هلف ليهم من الناحية التانية.
هز رأسه بالإيجاب وأطلق عدة رصاصات من سلاحه على تلك السيارة ليمنعهم من الخروج بينما ركض «يوسف» إلى الجهة الأخرى حتى ظهر أمامه الرجلين فأطلق الرصاص على أحدهم ليسقط قتيلًا فوقف الآخر استعدادا للهروب لكن «طيف» أصابه برصاصة في رأسه لينتهي هذا الأمر بسلام...
رفعت الهاتف مرة أخرى بالقرب من أذنها وانتظرت لثوانٍ قبل أن يجيبها «طيف» قائلًا: - متقلقيش يا سيزكا، قتلت التلاتة اللي كانوا ناويين يقتلوني، عرفت استعمل المسدس اللي ادتهولي هزت رأسها عدة مرات وهي تقود سيارتها قبل أن تقول بانزعاج واضح:.
- تامر، فرقة الإغتيال الخاصة بالريد لاين بتبقى 20 مسلح، مش دول بس اللي أنت قتلتهم، في الأول بيبعتوا 3 أشخاص ولو فشلوا بيفعلوا الطريقة التانية ودول بيبقوا مدربين على أعلى مستوى، استخبى يا تامر وانا في طريقي ليك.
أنهى المكالمة معها ونظر إلى «يوسف» الذي استمع إلى كل كلمة نطقتها وانتظر تحدثه فردد «يوسف» قائلًا: - دلوقتي حصل اللي مكناش متوقعينه، سيزكا في صفنا ومجلس الريد لاين ضدنا وعايز يقتلك، سيزكا ليها سلطة عليهن لكن هم الصندوق الاسود للمنظمة دي وهيعملوا أي حاجة تهدد كشف أي سر من اسرار المنظمة علشان كدا لازم نستنى وصول سيزكا بس في مكان تاني علشان الجثث دي.
وصلت «سيزكا» إلى موقعهم واوقفت سيارتها على جانب الطريق قبل أن تترجل منها وتتجه ناحية الشاطئ لتجد «طيف» وبجواره «يوسف» شاردان فاقتربت منهما ورددت قائلة: - تامر أنت كويس؟ وضعت يدها على كتفه أثناء نطقها لتلك الكلمات فحاول الابتسام وهو يهز رأسه بالإيجاب ليجيبها قائلًا:.
- أنا كويس بس مش عارف هفضل لغاية امتى كويس، بتقولي إنهم بيطاردوني وعايزين يقتلوني المفروض أبقى عامل إزاي! أغلقت عينيها للحظات قبل أن تفتحها لتقول بغضب: - مش راضيين يقتنعوا إنك تخصني وانك بعيد عن كل اللي بيفكروا فيه بس أنا هعرفهم مين سيزكا المتحكمة في الريد لاين.
رفعت هاتفها وضغطت عدة ضغطات على شاشته قبل أن ترفعه بالقرب من أذنها وهي تقول: - Raymond I want you to book a private plane to Egypt within two hours (ريموند أريدك أن تحجز طائرة خاصة إلى مصر خلال ساعتين ) - Who will travel on the plane? (من سيسافر على متن الطائرة) نظرت إلى «طيف» عدة لحظات قبل أن تجيبه قائلة:.
- Tamer Abdel Rahman, send a car to the address that I will send to you to take Tamer, protect him until the plane reaches Egypt (تامر عبدالرحمن، قم بإرسال سيارة إلى العنوان الذي سأرسله لك لكي تأخذ تامر، قم بحمايته حتى تصل الطائرة إلى مصر) اتت الإجابة منه وردد قائلًا بجدية: - Well I am waiting for the location address to move (حسنا أنا أنتظر عنوان المكان لكي اتحرك).
انتهت المكالمة معه وضغطت عدة ضغطات على هاتفها وارسلت إليه العنوان قبل أن يعترض «طيف» قائلًا: - أنا مش هرجع مصر! أرجع ليه؟ نظرت إلى عينيه وردد بجدية:.
- أنت لغاية دلوقتي متعرفش يعني أيه مجلس الخط الأحمر، أنت مش هتتخيل هم ممكن يعملوا أيه علشان كدا لازم ترجع مصر رجالتنا هناك هيحموك على الاقل أنت هناك في منطقتك زي ما بيقولوا لكن هنا دي منطقتهم وحتى أنا مش هعرف احميك منهم، لازم ابعدك عنهم وبعدين احط حد ليهم، لو هم مجلس الخط الأحمر فأنا رئيسة المنظمة كلها وعلشان أعرف أشتغل لازم تبقى أنت في أمان علشان مشغلش بالي بيك.
هنا تحدث «يوسف» وقال بذكاء واضح: - ممكن نبلغ الشرطة المصرية هي هتقدر تحمي تامر نظرت إليه وابتسمت قبل أن تجيبه: - أنت لو عايز تورط صاحبك مش هتقترح الاقتراح ده، انت وتامر بقيتوا ضمن المنظمة خلاص ولو الامن المصري عرف بالحكاية دي كلها هتبقى نهايتكم، تامر هيسافر مصر وهناك رجالتنا هيحموه وهيدربوه للدفاع عن نفسه أما أنت هتبقى هنا وهيتم تدريبك بردو لكن في سرية لغاية ما مجلس الريد لاين يتحل.
هنا ابتسم «يوسف» وعلم أن الخطة تسير بنجاح تام مما جعله يردد قائلًا: - تدريب! أنا مهندس معماري معرفش يعني أيه شغل منظمات وأسلحة؟ رفعت أحد حاجبيها واردفت بابتسامة: - هتعرف كل حاجة وهتبقى واحد مننا لأنك طالما سمعت الكلام اللي اتقال دلوقتي يبقى حل من اتنين يا إما تموت أو تبقى جزء مننا، تختار أيه؟ أسرع «طيف» وردد بصوت مرتفع:.
- يموت أيه يا سيزكا بقولك ده أخويا مش صاحبي، هو هيوافق يبقى معانا، فكر يا سيف واحسبها كويس إحنا كدا دخلنا الدايرة مينفعش نخرج منها.
في تلك اللحظة وصلت عدة سيارات وخرج منها رجال مسلحون بشكل مخيف وفي قيادتهم «ريموند» الذي أقترب منهم وهو يبدل نظراته بين «طيف» و «يوسف» قائلًا: - Which of them is Tamer ? (من منهما تامر؟) نظرت هي إلى «طيف» واقتربت منه أكثر وهي ترسم تلك الابتسامة على وجهها قائلة:.
- يلا يا تامر روح مع ريموند، هو هيحميك وهيوصلك لمصر بأمان وأنا يومين وهسافرلك اطمن إنك استقريت وبخير هز رأسه بالإيجاب وتحرك برفقة «ريموند» وهؤلاء المسلحين إلى السيارات...
تحركت السيارات واحدة تلو الأخرى وفي طريقهما نظر «ريموند» إلى طيف واردف: - You seem important to our boss (يبدو أنك هام لرئيستنا) نظر إليه «طيف» وعاود النظر إلى الطريق مرة أخرى دون أن يجيبه فابتسم «ريموند» وردد قائلًا: - Do not worry, it will be fine (لا تقلق سيكون الوضع بخير) رفع «طيف» كتفيه واردف بحزن: - I hope that (أتمنى ذلك).
وأثناء سير السيارات تفاجئ الجميع بانسداد الطريق بواسطة شاحنة ضخمة، هنا ابتسم «ريموند» وردد باللغة العربية: - أستعد تامر، المرح بدأ.
وبدأ سيل من الطلقات النارية في المكان ليعلن عن حرب قوية وليس فقط اشتباك بين منظمات مجهولة...