logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 9 من 32 < 1 21 22 23 24 25 26 27 32 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:28 مساءً   [70]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الأربعون
الجزء الثاني من بنت القلب

استيقظ مبكرًا وأخذ حمامه قبل أن يرتدي ملابسه ويوصل شقيقته إلى المدرسة لأداء الامتحان، اتجه إلى الشركة بصحبة عم «وحيد» وأثناء ذهابه قام بمهاتفة والده ليطمئن عليه لكنه لم يجد رد فحاول الاتصال مرة أخرى لكن لم يجبه فوضع الهاتف بجيب بنطاله بحزن وأكمل طريقه إلى الشركة، بعد وقت ليس بطويل وصل إلى الشركة وقبل أن يتجه إلى مكتبه وجد تلك الفتاة التي كانت تقف بتوتر شديد وهي تنظر إليه فاتجه إليها وقال بتساؤل:
- أنتِ إسراء السكرتيرة الجديدة صح ؟

هزت رأسها بالإيجاب وقالت بتوتر شديد:
- أيوة أنا يا مستر نائل
رفع إحدى حاجبيه وقال بهدوء:
- ومالك متوترة كدا ليه ده أنتِ في الانترفيو كنتِ واثقة من نفسك وده اللي خلانا نختارك، بلاش التوتر ده إحنا مش بنعض
هزت رأسها وقالت بابتسامة مجاملة:
- حاضر يا مستر نائل..

أشار إلى مكتبها وقال بجدية:
- ده المكتب بتاعك هيبقى قصاد مكتب أنسة ياسمين مديرة الشركة على طول وهعين حد يفهمك الدنيا علشان تبقي فاهمة كل حاجة ونعتمد عليكِ
هزت رأسها بالإيجاب عدة مرات قبل أن تقول بثقة:
- إن شاء الله أكون عند حسن ثقة حضرتك والأنسة ياسمين
ابتسم بتكلف وهو يقول:
- إن شاء الله..

في تلك اللحظة حضرت «ياسمين» إلى الشركة وتعجبت عندما رأت «نائل» يقف مع تلك السيدة، تقدمت بخطوات مسرعة ونظرت إلى «نائل» بضيق قائلة:
- مين دي ! موظفة هنا ؟
هز رأسه بالإيجاب وأشار إليها وهو يقول:
- دي إسراء السكرتيرة الجديدة اللي اخترناها كنت برحب بيها وبفهمها الدنيا هتمشي إزاي
ثم أشار إلى «ياسمين» وهو ينظر إلى «إسراء» وتابع:

- الأنسة ياسمين مديرة الشركة وهي الكل في الكل هنا
مدت «إسراء» يدها بابتسامة وهي تقول:
- أهلا بحضرتك، يارب أكون عند حسن ظنك
صافحتها «ياسمين» وقالت بابتسامة مجاملة:
- إن شاء الله المهم أنا عايزة شغل جد وهنا مفيش مجال للهزار نهائي وطبعا أنتِ تعرفي شركتنا ومركزها في السوق يعني عايزين نترفع أكتر ومانقلش، الشغل هنا عليكِ هيبقى متعب خصوصًا بعد الخطوة اللي أخدناها وهي إننا هنفتح كذا فرع لشركتنا .. لسة مصرة إنك ادها ؟

هزت رأسها وقالت بثقة شديدة:
- أنا ادها وحضرتك ارمي كل الشغل عليا وماتشيليش أي هم، أنا مش بتعب ومش بشتكي، مجرد ما أفهم الدنيا هتلاقيني معاكِ على طول وجاهزة دايما
هزت رأسها بإعجاب ثم قالت:
- تمام ودلوقتي اتفضلي على مكتبك وهبعتلك موظفة هنا تفهمك الدنيا، أكيد أنتِ عارفة كل حاجة عن الشركة قبل ما تقدمي بس برضه لازم تفهمي طبيعة الشغل واحنا بنفكر إزاي وكدا..

ابتسمت «إسراء» وقالت بلطف:
- تمام يا أنسة ياسمين، بعد إذن حضرتك
ثم نظرت إلى «نائل» وتابعت:
- بعد اذنك يا مستر نائل
ثم رحلت متجهة إلى مكتبها فعاودت «ياسمين» النظر إلى «نائل» وهي تقول:
- قمورة ماشاء الله إسراء
فهم ما ترمي إليه فلوى ثغره وهو يقول:
- مايهمناش قمورة ولا مش قمورة .. أهم حاجة الشغل والجد..

رفعت إحدى حاجبيها بإعجاب قبل أن تقول:
- صح كدا هو ده المطلوب
ثم عبست ملامحها وهي تقول بتساؤل:
- تحت عينيك أسود كدا ليه
لوى ثغره وردد بحزن:
- معرفتش أنام يعني مطبق من امبارح، طبيعي تحت عيني يبقى أسود المهم أنتِ لحقتِ نمتِ ساعة ولا اتنين ؟
هزت رأسها وقالت بابتسامة:
- أنا في موضوع النوم ماعنديش هزار، بحط دماغي على المخدة بروح في النوم على طول.

رفع إحدى حاجبيه وقال مازحًا:
- يابختك أنا شكلي هقر عليكِ ولا ايه
ضحكت وقالت بهدوء:
- زين بيقولي نفس الكلمة تقريبا أنا عندي قوة خارقة لازم أحافظ عليها وهي قوة النوم
ضحك هو الآخر وردد:
- اه طبعا ده أحسن من أي قوة خارقة كمان

عاد ليجلس مرة أخرى وكانت علامات الاستفهام على وجهه فوجه اللواء «أيمن» بصره تجاهه قائلًا:
- في ايه يا زين ؟
رفع بصره وأجاب بجدية:
- دي قضية يوسف الهواري اللي اتقتل، عرفنا مين اللي قتله والنهارده اكتشفوا جثة البنت اللي قتلته وطارق كان بيبلغني
رفع إحدى حاجبيه وقال باعتراض:
- أنا مش قلتلك سيب القضية دي لحد تاني علشان تركز في اللي إحنا فيه دلوقتي !
أسرع وقال بهدوء:

- أنا فعلا سبتها سعادتك للنقيب طارق وهو بس بيقولي آخر التطورات لكن أنا ماليش علاقة بالقضية
هز رأسه بالإيجاب ونظر إلى كلٍ منهم قبل أن يقول:
- إحنا هنبقى على أتم الاستعداد بس مش هنتحرك خطوة غير لما غارم يجيبلنا معلومة عن قائد عبدة الشيطان دول أما بقى اللي قبضنا عليهم فهم تحت حراسة مشددة علشان مايحصلش معاهم نفس اللي حصل للي قبضنا عليهم قبل كدا .. لازم تركزوا لأن أي خطوة غلط هتضيع كل اللي عملناه مفهوم ؟

رددوا جميعا في وقت واحد:
- مفهوم سعادتك
- اتفضلوا
أذن لهم بالرحيل واتجه كلٍ منهم إلى المديرية مرة أخرى ليتابعوا عملهم بصورة طبيعية إلى أن يحدث شيئا جديد.

ظل صامتًا لا يتحدث وهو يقود سيارته إلى المديرية فهتفت هي من جواره:
- سرحان في ايه يا طيف ؟
نظر إليها ثم نظر إلى الطريق أمامه وقال:
- مش قادر أقتنع إن غارم ده يبقى معانا، مخي مش راضي يتقبل الفكرة أصلا
عادت برأسها إلى الخلف ورفعت كتفيها وهي تقول:
- انا زيك بالظبط ومش قادرة أقتنع لغاية دلوقتي بس هي دي الحقيقة ولازم نتقبلـ ...
توقفت عن الحديث واعتدلت في جلستها وهي تقول:
- طيف الورق ؟

رفع إحدى حاجبيه بتعجب وقال بتساؤل:
- ورق ايه ؟
نظرت إليه وقالت بحماس شديد:
- الورق اللي إحنا صورناه بالموبايل وطلع مش هو واحنا نزلنا تاني علشان نجيب الورق الحقيقي
هدئ من سرعة السيارة ونظر إليها وهو يهز رأسه قائلًا:
- أنتِ بتقولي لغز وعايزة حله ولا ايه؟
خبطت كتفه بخفة وهي تقول بجدية:
- فوق كدا يا طيف وركز معايا، الورق اللي صورناه أول مرة من مكتب غارم لما كنا في الغردقة
بدأ فهم ما تقوله وردد بتساؤل:
- اه فهمت ماله الورق بقى ؟

ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تقول:
- كل اللي إحنا عايزينه هو اللي أنا صورته أول مرة لكن مكتوب بشفرة أو بطريقة معينة، ممكن يكون كلام مش مفهوم لكن هو اللي إحنا عايزينه
أوقف السيارة ونظر إليها وهو يقول بجدية:
- مين قالك ! مجرد تخمين ولا ايه؟
نظرت إليه هي الأخرى وأجابته:

- هقولك .. لما اتخطفت لقيت موبايل في المكان ورقمك متسجل عليه لكن ماينفعش أبعت غير رسالة صوتية وفعلا عملت كدا لكن لقيت نفسي تلقائي بقول عهد وحاجات غريبة كدا أنا معرفتش إزاي قلت كدا بس قلت أكيد حد سيطر عليا وأكيد الشريحة اللي زرعوها بعدها فضلت فترة كبيرة محدش بيدخل وكنت بسمع طقوس سحر برا وحاجات من دي بعدها غارم دخل وبصلي بتفاخر وقالي كلمة مافهمتهاش غير دلوقتي .. قالي الحقيقة كانت قدامك وماكانتش محتاجة لمحاولة تانية افهمي إحنا حياتنا شفرات مش مجرد كلام بيتقال وبعدها خرج، غارم كان بيساعدني ودلوقتي جريت الكلام في دماغي وفهمت، الورق اللي صورته أول مرة هو اللي فيه الحقيقة لكن مكتوبة بشفرة معينة.

كان في سيارته متجهًا إلى المديرية قبل أن تضئ شاشة هاتفه برنين فنظر إلى الشاشة ليعرف من المتصل لكنه لم يجد رقم ووجد "private number" (رقم خاص)، رفع إحدى حاجبيه بتعجب وأوقف السيارة قبل أن يجيب على المكالمة الهاتفية ويقول:
- أيوة !
جاء هذا الصوت الضخم من الجهة الأخرى:
- أختك الصغيرة معايا ولو خايف على حياتها هتعمل اللي هطلبه منك بالحرف..

أسرع وصاح بغضب:
- أنت مين يا ابن ال...
انتهت المكالمة وحاول الاتصال بالرقم لكنه لم يستطع فأدار سيارته بسرعة جنونية متجهًا إلى منزله، بعد عدة دقائق وصل إلى الفيلا وترجل من سيارته بسرعة شديدة قبل أن يركض إلى الداخل بلهفة وخوف، دلف إلى الداخل فوجد «هانم» فاقدة للوعي والدماء تسيل من رأسها فأسرع إلى الأعلى وبحث عن شقيقته في كل مكان لكنه لم يجدها مما دفعه لأن يتجه إلى الأسفل مرة أخرى، اقترب منها وهزها برفق وهو يقول:
- هانم ! هانم ردي عليا..

فتحت عينيها بصعوبة وما إن رأته حتى سقطت الدموع من عينيها وهي تقول:
- خطفوا رقية يا زين باشا، خطفوها وماقدرتش أعملها حاجة
نظر إليها وقال بجدية:
- مش عايز عياط يا هانم، قولي هم مين دول اللي خطفوها ودخلوا ازاي !
مسحت دموعها وبدأت في سرد ما حدث منذ البداية:

- أنا كنت في المطبخ بعمل الغداء عادي وفجأة سمعت صريخ رقية فجريت على برا علشان أشوفها مالها لقيت واحد لبسه كله أسود في أسود ولابس قماشة سودا على وشه وشايلها وهي بتحاول تفلت من أيده، جريت عليه علشان أشدها منه لقيت ضربة على دماغي من ورا وماحسيتش بنفسي غير دلوقتي

وقف مرة أخرى وأغلق عينيه بقلة حيلة وهو يضع كلتا يديه على رأسه، قرر عدم إخبار شقيقته حتى لا يقلقها واتجه إلى سيارته مرة أخرى وقادها بسرعة إلى المديرية ليجد حل لهذا الموقف ...

تفهم «طيف» ما تقوله وقال بجدية:
- طيب فين موبايلك ! أنتِ اتخطفتِ وهو كان معاكِ
هزت رأسها بالنفي وأجابته:
- لا وقع مني وأنا بضرب حد من اللي لقيناهم في الأوضة قبل ما يخطفوني،أكيد رماح أو فاطمة لما جم الفندق لقوه وهو معاهم .. ازاي أنا نسيته كل ده، يلا على المديرية علشان نعرف مكان الموبايل..

بالفعل قاد سيارته إلى المديرية وما إن وصلا حتى ترجل من سيارته واتجه إلى الأعلى وهي من خلفه، اتجه إلى مكتب «رماح» فوجده لم يأت بعد فخرج مرة أخرى ومعه نيران ليُفاجأ به يتقدم تجاههما وبجواره «فاطمة»، أسرعت «نيران» واتجهت إليه وهي تقول:
- فين الموبايل بتاعي يا رماح !
رفع إحدى حاجبيه بتعجب:
- موبايل ايه ؟

أسرعت وأجابته موضحة:
- الموبايل بتاعي وقع في الأوضة بتاعتنا أنا وطيف في الفندق قبل ما أتخطف وأنت وفاطمة أول ناس دخلتوا الأوضة بعد اللي حصل ماشوفتوش الموبايل بتاعي
تذكر «رماح» وقال مسرعا:
- اه افتكرت فعلا لقيت موبايل ودوست على الشاشة لقيت صورتك أنتِ وطيف فعرفت إنه موبايلك واتاخد مع كل الأدلة، تعالوا معايا أنا عارف مكانه
بالفعل تبعوه إلى تلك الغرفة التي فتح بابها ثم أضاء الأنوار واتجه إلى إحدى الادراج وفتحه، مد يده وسحب الهاتف منه ورفعه وهو يقول:
- هو ده صح ؟

هزت رأسها بالإيجاب وأسرعت إليه لتأخذه لكنها تفاجأت بأن البطارية فارغة فنظرت إلى «طيف» وقالت:
- طيف أنت على طول بتجيب الشاحن بتاعك قولي إنك مانسيتهوش !
هز رأسه بالنفي وسحب الهاتف من يدها وهو يقول:
- لا مانسيتهوش .. يلا نحطه على الشحن ونفهم الدنيا..

وقبل أن يرحلا أوقفهما «رماح» وهو يقول متسائلًا:
- فهموني في ايه؟
أجابه «طيف» وهو يستعد للرحيل:
- في حاجات صورناها في الفندق ولو اللي في دماغنا صح هنعرف مين صاحب الليلة دي كلها..

انطلق الاثنان إلى مكتب «طيف» ووضع هو الشاحن بالهاتف وانتظر لدقيقة حتى أضاءت شاشة الهاتف فضغط على زر تشغيل الجهاز، تحدثت «نيران» قبل أن يتم تشغيل الهاتف:
- بس لو الورق ده فيه مين هو قائد عبدة الشياطين يبقى غارم عارفه، ليه بقى ماقالش لسيادة اللواء
فكر قليلًا فيما تقول لكنه رفع كتفيه وهو يجيبها:

- مش عارف، القضية دي ألغازها كتير أوي وحاسس إني في متاهة لكن واثق إننا هنفهم كل حاجة في النهاية
أضاءت شاشة الهاتف أخيرا فأسرعت «نيران» ووضعت إصبعها على البصمة ثم ولجت إلى الصور وقامت بإحضار الصور التي قامت بتصويرها للأوراق التي حصلت عليه من خزانة «غارم»، بدآ في قراءة المكتوب بتمعن حتى يبحثا عن الشفرة وأثناء تركيزهما ردد «طيف» بجدية:
- ما تجربي أول حرف من كل كلمة وجمعيها !

اقتنعت بما قال وبالفعل قامت بكتابة أول حرف من كل كلمة وحاولا معا تجميع تلك الكلمات لكنهما لم يستطعا فرددت هي بحزن:
- لا غلط .. أكيد في شفرة تانية
حاولا فك اللغز بالكثير من الطرق لكنهما لم يستطعا وكل ما لاحظوه فقط كلمة الأول التي كانت في بداية السطر الأول وكلمة الثاني بنهاية نفس السطر كما لاحظا أيضا كلمة الثالث في بداية السطر الأخير وكلمة الرابع في نهاية نفس السطر، نظر إليها وقال بتعجب:

- دول مثلا للعهود ! أصل أنتِ العهد الأول وفهد التاني وأنا التالت وزين الرابع تقريبا بس برضه ماوصلناش لحاجة
هزت رأسها وقالت بعدم فهم:
- مش فاهمة، دماغي صدعت من كتر التفكير ... خلاص هنجت

في تلك اللحظة طرق «زين» على الباب ودلف على الفور وهو يقول:
- خطفوا أختي
نهض «طيف» مسرعًا واتجه إليه:
- امتى ده وحصل ازاي ؟

قص عليه ما حدث وهنا تحدثت «نيران»:
- ماتقلقش إن شاء الله هنلاقيها وهتبقى بخير
وربت «طيف» على كتفه وقال بهدوء:
- اهدا كدا يا زين علشان نعرف نتصرف .. أختي قبل كدا اتخطفت ومارجعتش غير لما هديت وشغلت دماغي وده اللي هيحصل إن شاء الله ورقية هترجع تاني، يلا نبلغ سيادة اللواء ونشوف هنتصرف إزاي.

بالفعل قاموا بإبلاغ اللواء «أيمن» وظلوا في حوار طويل لكيفية إعادة شقيقته مرة أخرى وأثناء هذا الحديث رن هاتفه مرة أخرى وكان الرقم مخفي أيضًا فأسرع ليجيب بعد أن رفع صوت المكالمة ليسمعها الجميع وقال بغضب:
- أختي لو حصلها حاجة أنا مش هخلي فيك حتة سليمة أنت فاهم ؟!
أتاه الصوت الهادئ:

- سيبك من جو العصبية والشغل ده، أنت لو عايز أختك هتيجي أنت وطيف اللي أكيد جنبك دلوقتي في العنوان اللي هبلغكم بيه قبلها بنص ساعة ولو في أي قوة من الشرطة جت صدقني أختك هتلاقيها مقتولة وهتبكي عمرك كله عليها .. هتبقى هدية للوسيفر لو مانفذتش كل اللي هقوله بالحرف
ثم أنهى المكالمة ونظر إلى اللواء «أيمن» الذي جلس وردد بجدية:
- اقعدوا خلونا نحط الخطة ونشوف هنعمل ايه.

رفض «زين» ذلك وقال بحزن:
- بعد إذن سيادتك أنا هروحلهم أنا وطيف من غير قوة شرطة، أنا مش هقدر أشوف أختي ميتة قدام عيني .. أختي مالهاش ذنب في كل اللي بيحصل ده، طول عمري بحميها وبحسسها إني أبوها وأمها وكل حياتها، مش هستحمل أشوفها ميتة
نظر إليه «أيمن» لبضع ثوانٍ وقال تلك الكلمات التي لم يتوقعها الجميع:
- طيب خد طيف واستنى مكالمته ونفذ اللي هيقوله..

نظر الجميع إليه بتعجب فردد بصوت مرتفع:
- أنتوا مش صغيرين وطيف وزين أنا واثق إنهم هيقدروا يتعاملوا مع الموقف زي ما واثق إن نهاية القضية دي هتبقى النهارده، بلغوني بآخر التطورات .. ربنا معاكم، اتفضلوا
سمح لهم بالخروج وكلٍ منهم في حالة دهشة من هذا الأمر لكن كان «رماح» يثق بأن اللواء «أيمن» يخطط لشيء ما، اقتربت «نيران» من «طيف» وأمسكت بكتفيه بحب وهي تقول:

- ازاي اللواء أيمن سمحلك تمشي كدا وهو عارف إن احتمال رجوعك صفر في المية ؟ أنا مش فاهمة هو بيخطط لايه بس هطلب منك طلب وياريت ماترفضهوش .. خدني معاك .. بص أنا هراقبكم ومش هبقى معاك بس علشان لو حصل حاجة أقدر أحميكم لكن مش هقدر أسيبك تمشي كدا
ابتسم بهدوء قبل أن يضم وجهها بين كفيه بحب ثم قال:

- بابا عمل ده علشان هو بيخطط لحاجة ومش هينفع تبقي معانا أو حتى تراقبينا علشان كدا ممكن تضري أخت زين وهو مش هيستحمل حاجة تحصلها، أنا هبقى كويس إن شاء الله وهرجعلك زي ما كل مرة برجعلك وأنتِ بترجعيلي، حلي أنتِ بس اللغز قبل فوات الآوان لأن حل اللغز ده مش بس هيساعدنا في معرفة مين قائد الناس دي ده هينقذ رقية وهينقذني وهينقذنا كلنا، علشان خاطري اعملي اللي بقولك عليه وحل اللغز ده في ايدك أنتِ
ضمت حاجبيها وهي تهز رأسها بعدم فهم:

- في ايدي أنا إزاي ؟
ابتسم ورفع إحدى حاجبيه ليقول مازحًا:
- بتسأليني إزاي ! ده أنتِ أشطر ظبوطة تدخلنا من شبابيك الفنادق وبتعرفي تخططي وتنفذي في نفس اللحظة
ثم تغيرت لهجته إلى الجدية وتابع:
- أنا واثق إن حل اللغز ده على ايدك، أنا واثق في مراتي حبيبتي .. يلا ورينا شطارتك
ضمته دون أن تنطق بكلمة واحدة فضمها هو الآخر وظلا هكذا لأكثر من دقيقة قبل أن يبتعد هو بهدوء قائلًا:
- يلا علشان كل دقيقة مهمة
هزت رأسها بالإيجاب ووقفت لتراقب رحيله ..

اقترب هو من «زين» وردد بجدية:
- يلا بينا
نظر إليه وضم شفتيه بأسى قبل أن يقول بحزن:
- أنا آسف إني دخلتك معايا في الحوار ده
كان على وشك التحرك إلا أن كلماته قد أوقفته وقال بعدم رضا:
- ايه اللي بتقوله ده يا زين ؟ أنت مالكش ذنب نهائي وماتنساش إن اللي خطف رقية قال عايزك أنت وطيف يعني مش ذنبك أنت ده غير إن القضية دي من البداية إحنا كلنا طرف فيها، يلا بينا وفكك من الكلام الأهبل ده علشان أختك ترجع بخير إن شاء الله
ابتسم بهدوء وتحرك معه إلى الخارج حتى يتلقى المكالمة الثانية من هذا المجهول ليخبره بالخطوة التالية.

بدأ الاجتماع وتحدث «نائل» بثقة كعادته وأشار إلى كافة النقاط الهامة ثم أشار إلى «ياسمين» حتى تكمل هي وبالفعل بدأت في شرح ما سيتم خلال الشهور القادمة وعن الفروع التي سيتم افتتاحها في جميع المحافظات وبعد مرور ثلاث ساعات انتهى الاجتماع ورحل الجميع ليبقى هو وهي فقط بداخل قاعة الاجتماعات فقالت هي بصوت مرتفع:

- يااه الميتينج ده كان طويل جدا وحاسة إني مش شايفة قدامي
هز رأسه بالإيجاب ليوافقها على رأيها وقال:
- فعلا مرهق جدا بس مثمر، خلاص بكرا هنمضي عقود الأرض اللي هنبني عليها فرع الإسكندرية وبعدها باقي الفروع
نهضت من على المقعد الخاص بها واتجهت إليه ثم جلست بجواره قبل أن تنظر إليه بابتسامة:

- كل ده ماكانش هيتم من غيرك، بمجهودك وحبك للشغل وإتقانك وصلت الشركة للي هي فيه دلوقتي ولو كنت لوحدي ماكنتش عرفت أحقق نص اللي اتحقق دلوقتي
ابتسم هو الآخر ونظر إلى الأسفل قبل أن يقول:

- أنا ماعملتش حاجة غير إني عملت اللي مطلوب مني وأديت شغلي على أكمل وجه والباقي توفيق من ربنا، الحمدلله أنا ماكنتش أتوقع أبقى في المكان والمكانة اللي أنا فيها دلوقتي، كنت بشقى وبتعب علشان الجنيه .. كنت بقبل بالإهانة في الشغل علشان أصرف على أمي وأختي وكنت دايما بدعي ربنا يرزقني ويريحني من التعب اللي أنا فيه ده وكنت كل يوم أقول امتى دعوتي هتستجاب .. كان عندي ثقة إن ربنا هيقبل دعاءي بس كنت بقول امتى لغاية ما الدعاء اتحقق لكن بأكتر ما كنت أتمنى، الحمدلله على كل شيء..

أدمعت عيناها من كلماته التي أثرت بها بشكل قوي وقالت بهدوء:
- كل اللي زيك يستحق كل خير، أي حد بيكافح وبيرضي ربنا في شغله وحياته وعبادته يستحق كل خير، أنا في الأول ماكنتش شايفة قدامي وغلطت فيك كتير وعملت فيك مقالب كتير علشان أهينك لكن رغم كل ده ربنا بعتك ليا علشان تفوقني من اللي أنا كنت فيه ده، ربنا بعتك ليا علشان تخليني أشوف الصح فين والغلط فين، أنا كنت ضايعة وأنت اللي خليتني ألاقي نفسي .. أقولك سر..

رفع إحدى حاجبيه وهز رأسه قائلًا:
- سر ايه ؟
ابتسمت وبدأت في سرد هذا السر عليه:

- في شهر رمضان اللي فات وقت خناقتك معايا قبلها بشوية عديت من قدام مكتبك وسمعت صوتك وأنت بتقرأ القرآن الصراحة صوتك كان روعة وحسيت إن قلبي استريح .. فضلت ساندة على الحيطة قدام الباب مش قادرة أمشي وفضلت أسمع لغاية ما حصل اللي حصل، بعدها روحت البيت وافتكرتك وأنت بتقرأ القرآن فقلت أقلدك ومسكت المصحف لأول مرة من زمن طويل تقدر تقول 3 سنين وبدأت أقرأ وحسيت براحة رهيبة، أنت اللي شجعتني ورجعتني لقراءة القرآن مرة تانية، أنت غيرت حياتي للأحسن وبقولك أنا آسفة على أي إهانة حصلت مني ليك للمرة المليون..

ابتسم بحرج قبل أن يقول بهدوء:
- وأنا بقولك إني سامحتك ومش زعلان للمرة المليون ويارب أكون فعلا غيرت حياتك للأحسن لأنك تستاهلي كل خير

انطلق الاثنان بسيارة «زين» حتى ابتعدا عن محيط مديرية الأمن ثم أوقفا السيارة لينتظرا مكالمة ثانية من هذا المجهول، مرت نصف ساعة قبل أن تضئ شاشة هاتف «زين» باتصال جديد فأسرع وأجاب على المكالمة وهو يقول:
- اتآخرت ده كله ليه؟

قهقه بصوت مرتفع قبل أن يقول:
- ماتستعجلش على رزقك، اتحرك أنت و صاحبك بالعربية لأخر الشارع هتلاقي عربية لونها أحمر وفيها المفتاح بتاعها، هتسيب عربيتك وتركب أنت وهو العربية دي وهكلمك تاني أقولك تعمل ايه
بالفعل قاد السيارة إلى نهاية هذا الشارع ووجد تلك السيارة التي أشار إليها هذا المجهول، ترجل من السيارة هو و «طيف» ثم استقلا تلك السيارة قبل أن يهاتفهما مرة أخرى ويقول:

- هتلاقي قدامك عنوان على ورقة احفظه وولع في الورقة دي قبل ما تتحرك على العنوان وأول ما توصلوا هكلمكم أبلغكم بالخطوة التانية
نظر إلى العنوان ثم قام بإشعال الورقة عن طريق القداحة التي وجدها أمامه، نظر إلى «طيف» وقال بجدية:
- مستعد ؟
هز رأسه بالإيجاب وقال بثقة وهو يشد أجزاء سلاحه:
- مستعد.

على الجهة الأخرى حاولت «نيران» تركيز تفكيرها بأكمله على حل هذا اللغز الصعب وأنهت الكثير من الأوراق وهي تحاول تجميع أحرف الكلمات إلى أن لاحظت شيئا ما وقامت بكتابته على الورقة لتتفاجأ باسم هذا المجهول، اتسعت حدقتاها بعدم تصديق وحاولت حل بقية اللغز بنفس الطريقة وجمعت تلك الكلمات التي لم تفهمها فأحضرت هاتفها وهاتفت «طيف» على الفور وما إن أجابها حتى قالت بجدية:
- طيف افتح الاسبيكر علشان تسمعوا أنتوا الاتنين اللي هقوله ..

نفذ طلبها وقال:
- تمام قولي اكتشفتِ ايه ؟
نظرت إلى الورقة التي بيدها وقالت بتردد:
- أنا قدامي 4 أسامي وبين أول اسم والباقى كلمة شجرة، الاسم الأول محمد وبعدين شجرة وبعدين يوسف وبعدين آسيا وبعدين نائل .. كلهم 4 حروف وده كان ترتيبهم بعد كلمة الأول والتاني والتالت والرابع، يعني أول حرف من الكلمة اللي بعد كلمة الأول لغاية أول حرف من الكلمة اللي بعد كلمة الرابع جمعوا اسم محمد وبعدين الكلمة اللي بعدهم كونوا شجرة وبعدين يوسف وآسيا ونائل، يعني حل اللغز كدا..

(محمد شجرة يوسف آسيا نائل)
أوقف «زين» السيارة على الفور ونظر إلى «طيف» بصدمة وهو يقول بعدم تصديق:
- محمد الهواري ؟


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:39 مساءً   [71]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الحادي والأربعون
الجزء الثاني من بنت القلب

أنهى المكالمة مع زوجته بعدما أبلغها بإخبار والده بكل شيء عرفته ثم نظر إلى «زين» وردد بتساؤل:
- محمد الهواري ! امممم، بس ايه حوار الشجرة ده ؟
أكمل طريقه ونظر إليه وهو يقول بجدية:
- ازاي مش فاهم يا طيف، محمد شجرة يوسف آسيا نائل يعني قائد عبدة الشياطين دول هو محمد الهواري وكلمة شجرة بترمز لعياله اللي من صلبه، يعني يوسف ونائل وآسيا، التلاتة عياله .. ازاي ماشكيتش فيه من الأول ! أكيد خطف رقية علشان يحرق دمي عليها بعد اللي حصل امبارح..

شرد «طيف» قليلا وفكر بالأمر قبل أن يقول بهدوء:
- ليه غارم ماقالش من الأول طالما هو عارفه ؟ ليه حط اسمه واسم عياله بشكل رموز كدا ؟ لو هو عايز يساعدنا هيساعدنا بكدا لكن مش بالغموض ده
لوى «زين» ثغره وهز رأسه وهو يقول:
- مش عارف، خلي تفكيرنا وتركيزنا دلوقتي في اللي بنعمله لأن بنسبة مية في المية محمد الهواري مش هيسيبنا نعيش لأنه حس أنه في قفص ودمه اتحرق على ابنه
تنفس «طيف» بهدوء ثم أجابه بثقة:
- هتعدي إن شاء الله، هتعدي زي ما اللي أصعب منها عدى .. سيبها على الله
- ونعم بالله

أنهت «نيران» المكالمة ونظرت إلى الصورة التي كانت بهاتفها مرة أخرى بتركيز لكنها لم تجد بها شيئا آخر فحركت أصبعها على الشاشة ونظرت إلى الورقة الأخرى وحاولت فك شفراتها لكنها كانت واضحة تمامًا حيث كانت تلك الجملة التي ليس لها علاقة بباقي الكلام موجودة بمنتصف الورقة
" صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة ".

رفعت إحدى حاجبيها وحاولت فهم تلك الجملة لكنها لم تستطع فاتجهت إلى مكتب اللواء «أيمن» ودلفت إلى الداخل بعدما أذن لها بالدخول، تقدمت وقالت بهدوء:
- شك طيف في محمد الهواري طلع صح سعادتك، حليت اللغز واسمه طلع في الورق
ابتسم ونهض من مكانه قبل أن يلتف حول مكتبه ويقول بجدية:
- كنت واثق إن كلام طيف صح، دلوقتي لازم نحدد مكانه..

أمسك سماعة هاتفه ليحضر أحد الضباط لكنها أوقفته وهي تقول:
- بس في جملة في الورقة التانية مافهمتش معناها
ترك سماعة الهاتف من يده وقال باستفسار:
- جملة ايه اللي مافهمتيش معناها ؟
رفعت هاتفها وأعادت قراءة تلك الجملة مرة أخرى عليه:
- صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة..

ضم حاجبيه بتعجب وحاول فهم تلك الجملة لكنه لم يستطع فمد يده وقال:
- وريني كدا الصورة
أعطته الهاتف وبدأ هو في قراءة الجملة مرارا وتكرارا لعله يفهم المقصود منها وأخيرا نظر إليها وقال بهدوء:
- الجملة واضحة يا نيران .. واضحة جدا كمان

وصلا أخيرا إلى هذا المنزل الذي أخبرهما المجهول بعنوانه وترجل «طيف» أولا وفحص المكان بعينيه قبل أن يتبعه «زين» ويقول بهدوء:
- البيت أهو يلا بينا
وصلا إلى الباب ووجداه مفتوحًا فنظر «زين» إليه وقال بهدوء:
- ممكن يكون المكان مزروع فيه قنابل !

نظر «طيف» إلى الباب بتردد ثم نظر إليه مرة أخرى وقال بثقة:
- ماعندناش حل تاني .. لازم ندخل
نطق الاثنان الشهادة تحسبًا لوجود أي متفجرات بالمكان وتقدما بهدوء إلى الداخل، في تلك اللحظة رن هاتفه مرة أخرى فرفعه وأجاب قائلًا:
- الخطوة التانية ايه يا محمد يا هواري
شعر «محمد» بالصدمة من كشف هويته وردد بتساؤل:
- محمد هواري ايه ! مين قالك إن ده أنا ! أنا محدش يخطر على بالك أصلا.

ابتسم «زين» بسخرية قبل أن يقول:
- بص مش هياكل معايا تغيير الصوت والشغل الفطسان ده، أنت اتكشفت خلاص وبقيت كارت محروق فلو خايف على نفسك وعايز تهرب هساعدك بس ترجعلي أختي
صمت قليلًا ليفكر في عرضه ثم نطق أخيرا:
- مابثقش في كلام الأفلام ده، زي ما أنت قلت بقيت كارت محروق وأنا خلاص دي نهايتي، ابني مات وبنتي هتموت ونائل كمان هيموت، مفيش سبب أعيش علشانه، اسمع الخطوة التانية ونفذ بدل ما تخسر أختك واه نسيت، ماتفتكرش إنك هترجع بأختك لأنك أنت وطيف مقابل أختك، أنت وهو هتموتوا وأختك ترجع فده اختيارك
نطق «زين» بثقة وبدون تردد:
- وأنا موافق .. ايه الخطوة التانية ؟

قهقه بصوت مرتفع ثم قال بحماس شديد:
- في أوضة عندك فيها حزامين متفجرات من أشد أنواع المتفجرات، هتلبس حزام وطيف هيلبس حزام وهتطلعوا على مديرية الأمن وبمجرد ما تدخلوا الحزام هيتفجر تلقائي ووعد أختك هترجع وتطمئن عليها كمان قبل الحزام ما يتفجر، اختار بنفسك يا إما أختك يا إما أنت وكل اللي معاك في المديرية..

أنهى المكالمة ونظر إلى «طيف» الذي لم يصدق ما قاله وظل صامتًا منتظرا تحدثه، ظل «زين» شاردًا ولم يصدق ما سمعه منذ قليل ونظر إلى صديقه فوجده مسلطا نظره عليه منتظرًا قراره النهائي فقال بضعف شديد:
- هضحي بأختي .. مش علشان أنقذها أقتل ناس كتير مااهاش ذنب مش هنفذ اللي قاله، مش هنفذ حاجة
اقترب منه «طيف» ووضع يده على كتفه ليهدئ من حالته قليلًا ثم قال بجدية:
- ولا أختك هتموت ولا حد هيموت..

رفع بصره ونظر إليه بضعف قائلًا:
- ازاي يا طيف ! ازاي وأختي معاه .. ازاي وده الحل الوحيد !
ابتسم بهدوء وجلس على كرسي بجواره وردد بثقة:
- اقعد وهفهمك كل حاجة
تعجب من هدوئه وابتسامته بهذا الشكل فجلس أمامه وردد بفضول:
- أنا مش فاهم حاجة ! أنت عندك خطة ؟

تنفس «طيف» بهدوء وتذكر ما حدث بالأمس ثم بدأ في سرد مخططه منذ البداية:
- محمد الهواري لما دخل الشقة علشان يشوف ابنه، وطى عليه وشاله وفضل يعيط ساعتها لمحت حاجة غريبة .. اللون الأبيض اللي كنا داهنينه على وشنا واحنا في المحفل كان فيه باقي على جنب من وشه وكانت جنب ودنه بالظبط، أنا شوفت اللون ده وافتكرت اللون اللي أنا ونيران دهناه وساعتها جه مليون فكرة في دماغي.،

شكيت فيه وفي نفس الوقت قلت ممكن أي لون جه غصب عنه لكن اشمعنا النهارده وفي الليلة دي بالذات خصوصًا إن الدهان كان كتير مش قليل مش عارف أنت ماأخدتش بالك ازاي، خبر موت ابنه دربكه وجابه قبل ما ينضف وشه، يادوب مسح اللي قدر عليه وغير هدومه وجه على طول، طبعا مليون تفكير جه في دماغي فقررت أزرع جهاز تصنت في عربيته لما كان جوا من غير ما يحس وطبعا مع جهاز التصنت جهاز GPS يعني مكان محمد الهواري معروف..،

أنا لما نيران قالتلي بقيت مصدوم ومش مصدق إن شكي طلع صح والحمدلله إني اتصرفت التصرف ده، إحنا هنعمل زي ما طلب ونلبس الحزام تحت اللبس ونخرج علشان أكيد في حد بيراقبنا وبعدها هنبعد خالص ونخلع الحزام ده ونطلع على مكانه، أنا هبعت لنيران رقم الجهاز اللي زرعته في عربيته علشان تعرف المكان بالظبط وبعدها هنطلع وبعدها القوة تيجي..

قاطعه «زين» بعدم تصديق:
- أنت ازاي عملت كل ده بسرعة كدا ومن مجرد شك ؟
ابتسم «طيف» وقال مازحًا:

- الله يمسيه بالخير رماح كانت دي نصيحته ليا لما كان بيدربني، قالي جملة عمري ما هنساها، قالي لو شكيت بنسبة واحد في المية في حد إنه عدوك ما تسيبهوش يمشي غير وأنت زارع في هدومه أو أي حاجة تخصه جهاز تصنت أو جهاز تتبع علشان ممكن يكون بيخطط لشر ومتعرفش توصله تاني وعملت كدا في آخر عملية لينا برا مصر، لما روحت لمكان رئيس المنظمة رميت جهاز تتبع في الجنينة علشان يعرفوا مكانه ومن ساعتها بقت عادة وبقيت ماشي بجهاز تتبع وجهاز تصنت واديها نفعت
ابتسم «زين» وقال بسعادة:

- مش عارف من غيرك كان ممكن يحصل ايه بجد يا طيف، أنت للمرة التالتة تنقذني والمرة دي هتنقذني وهتنقذ أختي بس مش لازم نروح بقوة، هنعرف المكان ونروح وندخل من غير ما حد يحس بينا ونخرج رقية وبعدها القوة تهجم تمام ؟
هز رأسه بالإيجاب وقال بجدية وهو ينهض من مكانه:
- تمام يلا بينا

ارتدا حزام المتفجرات وخرجا من هذا المكان قبل أن يهاتف «طيف» زوجته ويخبرها بخطته

قاد «زين» السيارة وابتعد بها كثيرا حتى وصل إلى منطقة أشبه بالصحراء ليجد «نيران» تنتظرهما أمام سيارة شرطة كانت هي بها فقط كما أمرها «طيف»، خرج الاثنان وخلعا هذا الحزام وألقوه بالسيارة، ابتعدا عن السيارة ورفع «زين» سلاحه وأطلق عدة رصاصات على منطقة معينة بالسيارة حتى انفجرت وانفجر الحزامان بداخلها، نظر «طيف» إلى «نيران» وقال بجدية:

- نيران أنا جيبتك علشان تعرفي إنك معايا على طول، جيبتك علشان واثق فيكِ وعارف إنك ادها، لازم محدش يحس بينا لما ندخل تمام ؟
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بابتسامة:
- عيب تقولي أنا كدا .. أنا هدخلك وأخرجك من غير ما الجن الأزرق يعرف
اقترب منهما «زين» وقال بهدوء:

- يلا نتحرك قبل ما الهواري يحس بحاجة غريبة لأن المفروض نوصل المديرية بعد ربع ساعة من دلوقتي، لازم ندخل المكان اللي هو فيه ونخرج رقية
وضع «طيف» يده على كتفه وقال بطمأنينة:
- هننقذها وكل ده هينتهي إن شاء الله

قاد «طيف» السيارة وهو بجواره بينما اختبأت «نيران» بالخلف حتى وصلوا إلى هذا المكان الذي كان عبارة عن منطقة سكنية راقية ووسطها فيلا كبيرة وضخمة للغاية، أوقفوا السيارة على بعد كبير من هذة الفيلا ونظر «طيف» إليهم قائلًا:
- هي دي الفيلا، عربيته جوا وأكيد رقية جوا .. الدنيا نهار وفي أمن كتير هندخل إزاي..

نظر «زين» وفحص المكان بعينيه ليبحث عن ثغرة تدخلهم إلى الفيلا دون أن يلاحظ أحد ويعرض شقيقته للخطر فلم يجد وهنا تحدثت «نيران» بجدية:
- المكان مليان أمن للفيلا واستحالة ندخل غير بطريقة واحدة
انتبه الاثنان إليها بفضول وقالا معا:
- طريقة ايه؟

نظرت إلى الفيلا بتفكير ثم نظرت إليهما مرة أخرى وقالت بجدية:
- شايفين الاتنين اللي واقفين على جنب السور دول ؟
نظرا إلى حيث تشير ونطق «طيف» قائلًا:
- أيوة مالهم ؟
ابتسمت وقالت بحماس:
- هما اللي مراقبين جنب الفيلا ده بس ولو قدرنا نقتلهم هنقدر ندخل من غير الأمن الباقي ما ياخد باله
نظر إليها «طيف» وقال بتساؤل:

- ودول هنقتلهم إزاي ! ده بمجرد ما يشوفونا هيبلغوا بقية الأمن
أخرجت «نيران» مسدسها وقامت بتركيب كاتم للصوت قبل أن تضع منظار صغير فوق سلاحها كي تكون دقيقة في صيد هدفها، خرجت من السيارة وجلست على إحدى ركبتيها ورفعت سلاحها بهدوء وثبتت يدها وهي توجه سلاحها على الأول وبدون مقدمات أطلقت رصاصتها الأولى ليقع الاول وقبل أن ينتبه الثاني لسقوطه أطلقت رصاصتها الثانية عليه ليقع هو الآخر دون أن يشعر أحد بهما، اعتدلت ونظرت إليهما وهي تقول بجدية:

- يلا بينا ماعندناش وقت، لازم نلحق ندخل قبل ما حد تاني يجي
انطلق الثلاثة في اتجاه الفيلا وتسلقوا السور بهدوء شديد قبل أن يقول «زين»:
- خلوا بالكم في كاميرا بتلف في الجنب ده
نظر «طيف» إلى الكاميرا وقال بجدية:
- في باب أهو لازم نسحب اللي وقعوا دول قبل ما ندخل علشان لو حد جه وشافهم كدا هنموت كلنا قبل ما نعمل حاجة
هز «زين» رأسه وقال بتأكيد:

- عندك حق يلا معايا
سحب كلٌ منهم جثة وفتحت «نيران» الباب بهدوء وهي تشهر سلاحها تحسبًا لظهور أحد لكنها لم تجد فأشارت إليهم أن يتقدما وبالفعل قاما بإدخال الجثث إلى إحدى الغرف الصغيرة وأغلقا الباب، تحدث «زين» بصوت منخفض:
- الفيلا كبيرة يا ترى مخبيها فين
تحدثت «نيران» على الفور وقالت بجدية:

- أكيد الأوضة اللي واقف قدامها الاتنين دول
اختبئوا خلف الحائط وأشهرت نيران مسدسها للمرة الثانية وأطلقت الرصاص عليهما بسرعة شديدة فسقط الاثنان معا، ركضوا إلى الغرفة وقام «زين» بفتح الباب ليتفاجأ بشقيقته التي كانت تجلس في إحدى الأركان وتضم ركبتيها بخوف شديد، ركض تجاهها وحضنها بحب:
- رقية أنتِ كويسة
ابتسمت ونظرت إليه بسعادة وهي تقول:

- أنت جيت تنقذني من الأشرار يا زين ؟
ضم وجهها بين كفيه وقال بابتسامة:
- أيوة جيت أنقذك من الأشرار يا حبيبة قلبي، يلا بينا
تحركوا معا إلى الخارج بهدوء لكنهم تفاجئوا بالعديد من رجال الأمن الذين أشهروا أسلحتهم وبدأوا في إطلاق الرصاص تجاههم بقوة، اختبئوا خلف الحائط وأشهر «طيف» سلاحه بجوار نيران التي أشهرت سلاحًا آخر، أشهر «زين» مسدسه هو الآخر وأبقى شقيقته خلفه بعدما طمأنها بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

حاولت الاتصال به مرارا وتكرارا لكن كان هاتفه مغلقا مما جعلها في حالة قلق شديدة قبل أن تصلها رسالة من رقم مجهول وكانت الرسالة تحتوي على:
"دلوقتي بس كل حاجة أنتِ مضيتِ عليها بقت بتاعتي وبما أني معايا توكيل فأنا بعت كل حاجة، اه ماأنا اتجوزتك علشان أكوش على فلوسك يا حلوة .. بقالي فترة بشوف مشتري لكل حاجة علشان لما اخد التوكيل أبيع وأخلص، مع السلامة يا قلبي .. اه نسيت أقولك أنتِ طالق"

اتسعت حدقتاها بصدمة وعادت لتقرأ الرسالة مرة أخرى بعدم تصديق ! كيف حدث هذا وكيف صدقت كذبه ؟ هزت رأسها بعدم تصديق وانهمرت الدموع من عينيها، كيف يفعل بها ذلك وهي تعشقه ؟، أمسكت هاتفها مرة أخرى وقرأت الرسالة مرارا وتكرارا بعدم تصديق، هل كل شيء انتهى ؟ هل هذا الحلم الجميل تحول إلى كابوس؟، ظلت تبكي بصوت مرتفع وبحسرة شديدة قبل أن تصمت وتتجه إلى الدولاب الخاص بها، وضعت يدها أسفل الملابس وسحبت مسدس كان يخص زوجها وتذكرت رؤيتها لهذا السلاح في البداية...

قبل أيام كانت تضع ملابسه في مكانها لكنها تفاجأت بشيء غريب أسفل ملابسه فوضعت يدها لتتفاجأ بهذا المسدس، سحبته ونظرت إليه بصدمة قبل أن يدخل هو ويجدها على حالتها تلك فاتجه إليها وسحب المسدس من يدها وهو يقول بابتسامة:
- ده غلط يا حبيبتي، غلط تمسكيه كدا
نظرت إلى المسدس ثم رفعت بصرها إليه وهي تقول بتساؤل:
- أنت شايل مسدس ليه! أنا بخاف من الحاجات دي ؟

ابتسم وسرق قبلة من شفتيها قبل أن يقول بهدوء:
- يا حبيبتي أي رجل أعمال لازم يبقى شايل سلاح تحسبًا لأي حاجة، ممكن يهجم حرامي أو يحصل أي حاجة فلازم يكون معايا حاجة تحميني وأدافع بيها عن مراتي حبيبتي

فاقت من ذكرياتها ونظرت إلى هذا السلاح بتردد شديد ...

على الجانب الآخر أطلق الجميع الرصاص من أسلحتهم على رجال «محمد» وأوقعوا الكثير منهم وفي تلك اللحظة اقتحمت قوات الشرطة المكان بقيادة «رماح» وألقوا القبض على المتبقى منهم دون مقاومة، التفت «زين» ونظر إلى الدرج ليتفاجأ بـ «محمد» الذي نزل الدرج بهدوء شديد وجلس على كرسي أمامهم فتقدموا تجاهه وقال «زين» بابتسامة:

- كش ملك يا محمد يا هواري، كل حاجة خلصت وأنت وقعت خلاص .. مين كان يصدق إنك أنت اللي ورا كل ده !
ابتسم «محمد» بهدوء وقال:
- أنا ماوقعتش .. أنا اتغدر بيا بنتي هتموت ونائل هيموت

ترددت «آسيا» كثيرا قبل أن تتخذ قرارها النهائي، وجهت المسدس الى صدرها وانهمرت الدموع من عينيها قبل أن تطلق الرصاصة وتقع على الأرض وسط دمائها ...

اقترب منه «طيف» وأمسكه من ياقة قميصه وقال بغضب شديد:
- بلاش ألغاز واتكلم، بنتك هتموت ازاي ونائل هيموت ازاي، انطق !
لم تختف ابتسامته وقال بثقة:
- أيوة اتغدر بيا بس هعتبر روحهم قربان لسيدنا الأعظم لوسيفر وروحي أنا كمان هعتبرها قربان له.

صرخ «زين» فيه بغضب:
- لسة برضه بتكرر الكلام ده ! بعت نفسك وروحك للشيطان وده كان جزاءك .. ابنك مات واتحسرت عليه واديك وقعت ولسة بتقول الكلام ده ؟ أنت ايه شيطان مش بتحس ؟
تنفس بصعوبة وقال بضعف شديد:

- أنا شربت السم، مفيش فايدة من كلامك ولو فاكر إن الحكاية خلصت فهي ابتدت، ابتدت من أول وجديد، صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة ... ليكن حاضرا وشاهدا .. كن شاهدا وحاضرا يا متقبل الأرواح .. كن شاهدا وحاضرا .. كن ملاكي
هدأت أنفاسه وأغلق عينيه فاقترب منه «زين» وتحسس نبضه قبل أن ينظر إلى «طيف» قائلًا:
- مات !

اقترب «رماح» وقال بجدية وهو ينظر إلى كلٍ منهم:
- لازم ننقذ نائل، من كلامه إن ابنه هيموت هو وبنته .. لازم ننقذهم قبل ما يحصل حاجة
نظرت إليه «نيران» وقالت بجدية:
- أنا عرفت إن نائل وأخته في خطر، سيادة اللواء أيمن كشف معنى الجملة اللي في الورقة التانية
اقترب منها «طيف» وضم حاجبيه بتعجب وهو يقول متسائلًا:
- عرفتِ ازاي ! أنتِ كل اللي بلغتيني بيه هو الاسم ؟

هزت رأسها بالإيجاب وأغلقت عينيها بإرهاق قبل أن تفتحها مرة أخرى وتقول:
- حاولت أكتشف حاجة تانية وفتحت الصورة التانية واكتشفت إن في جملة وسط الكلام مالهاش علاقة بباقي الكلام أصلا، الجملة دي هي اللي قالها محمد الهواري قبل ما يموت دلوقتي .. صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة، معنى الكلام ده إن في حد تاني دمره وكشفه وبيدمر شجرته اللي هم ولاده علشان ياخد هو السلطة منه .. ده اللي فسره سيادة اللواء أيمن، لازم نتحرك وننقذ نائل وسيادة اللواء بلغ حد في الشرطة في شرم الشيخ علشان ينقذ آسيا، هي في شهر العسل مع جوزها..

وضع «زين» السلاح في مخمده ثم انخفض وضم وجه شقيقته بحب وهو يقول:
- خليكي معاهم يا حبيبتي علشان لازم أتحرك دلوقتي وأنقذ ياسمين ونائل، مش هتآخر عليكِ وماتخافيش تمام ؟
هزت رأسها بالإيجاب ورددت بهدوء:
- مش خايفة يا زين بس خلي بلك من نفسك
ابتسم وحضنها بحب ثم وقف وقال بجدية:
- يلا بينا لازم نلحق نائل ونعرف مين اللي بيخطط علشان ينهي شجرته كلها وياخد هو السلطة

سمع طرقات على باب مكتبه فقال بصوت مرتفع:
- ادخل
دلفت «إسراء» وتقدمت خطوتين إلى الداخل قبل أن تتوقف وتقول بجدية:
- في حد عايز يقابل حضرتك برا يا مستر نائل وبيقول إنه عايزك في شغل مهم جدا
عقد ما بين حاجبيه بتعجب وقال متسائلًا:
- ماقالش هو مين ؟ اسمه يعني
حركت رأسها بالنفي وقالت:
- لا ماقالش بس بيقول إنه يعرف والد حضرتك
وقف مسرعًا وقال بجدية وهو يشير إليها:
- طيب دخليه

خرجت وبعد ثوانٍ دلف هذا الزائر إلى الداخل فتقدم «نائل» وقال بتساؤل:
- اتفضل .. السكرتيرة بتقول إن حضرتك تعرف والدي !
ابتسم وتقدم إلى الداخل حتى جلس على المقعد ثم قال بجدية:
- أنا فعلا أعرف والدك وأخوك، كان بيني وبين والدك شغل كتير جدا وهو كان رئيسي في الشغل ده لغاية ما عرفت هويته الحقيقية فقررت اخد السيادة منه
شعر بالغرابة من حديثه فتقدم وجلس على الكرسي المقابل له وردد بتساؤل:

- افندم ! هوية أية وسيادة ايه ؟ حضرتك بتهزر ولا ايه ممكن تفهمني ؟
هز رأسه بابتسامة مجهولة ثم وضع قدما فوق الأخرى وهو يقول:
- الفرع الاخير من الشجرة لازم صاحب العهد الجديد هو اللي يشيله، أنت الفرع الأخير في الشجرة وعلشان اخد أنا العهد لازم أموتك بنفسي
ثم أخرج مسدس من ملابسه ووجهه تجاهه استعدادًا لإطلاق الرصاص ...


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:40 مساءً   [72]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الثاني والأربعون والأخير
الجزء الثاني من بنت القلب

قبل ساعتين
ترك سماعة الهاتف من يده وقال باستفسار:
- جملة ايه اللي مافهمتيش معناها ؟
رفعت هاتفها وأعادت قراءة تلك الجملة مرة أخرى عليه:
- صاحب العهد حين ينتهي هو وشجرته يكون العهد لمن قام بإطفاء شمعة الملائكة
ضم حاجبيه بتعجب وحاول فهم تلك الجملة لكنه لم يستطع فمد يده وقال:
- وريني كدا الصورة..

اعطته الهاتف وبدأ هو في قراءة الجملة مرارا وتكرارا لعله يفهم المقصد منها وأخيرا نظر إليها وقال بهدوء:
- الجملة واضحة يا نيران .. واضحة جدا كمان، في حد حاول ياخد المنصب من محمد الهواري وأكيد الحد ده هو غارم، غارم كان بيلعب على الطرفين من البداية وده أنا لاحظته بس كنت مخبي عنكم لغاية ما أفهم هو بيخطط لايه وأخيرا فهمت، غارم طول الوقت كان بيفكر يتخلص من محمد الهواري وساعدنا علشان يضعفه ويبين أنه فاشل..

قطبت جبينها بتعجب قبل أن تقول متسائلة:
- طيب لو هو عايز يوقعه ويكشفه ليه ماقالش على اسمه في الأول من غير ألغاز وورق وكل ده؟
ابتسم وجلس على كرسيه مرة أخرى قبل أن يجيبها بثقة:
- أنا هقولك .. لسببين الأول إننا مانشكش فيه والتاني هو إنه يدي لنفسه وقت علشان يقتل عيال الهواري وينهي شجرته وده اللي عمله مع يوسف، دلوقتي لازم ننقذ عياله التانيين نائل وآسيا .. خلي رماح في تواصل مع زين وطيف علشان لو احتاج قوة للهجوم على الفيلا ولو طيف احتاجك روحي وأنا هتصرف في موضوع نائل وآسيا

ابتسم «غارم» وعاد بظهره إلى الخلف وهو يوجه سلاحه تجاهه ثم قال بثقة:
- زمانهم على وصول دلوقتي علشان ينقذوك ومش بعيد يكونوا عرفوا إني ورا كل ده لكن أنا هنفذ اللي عايز أعمله وهختفي
بدل «نائل» نظراته بين سلاحه وبينه بقلق شديد قبل أن يقول بتساؤل:
- أنا مش فاهم حاجة خالص ! أنت مين وايه الكلام اللي بتقوله ده ؟ وايه علاقة بابا ويوسف بالموضوع
وضع قدما فوق الأخرى وقال بثقة:
- هفهمك كل حاجة زي ما فهمت اللي قبلك بس عايزك تصحصح كدا علشان اللي هقوله مرة مش هعيده علشان مستعجل الصراحة

خرج من سيارته وتبعته زوجته بهدوء قبل أن تنظر إلى تلك البناية الضخمة وتقول بتساؤل:
- هي دي الشركة اللي سيادة اللواء قال عليها ؟
هز رأسه بالإيجاب وأجابها:
- أيوة هي يا ليان .. لازم نتحرك وندخل قبل ما يحصل حاجة، لازم ننقذ نائل وأي حد في الشركة..

هزت رأسها بالإيجاب وأخرجت سلاحها استعدادا للدخول، تحركت معه إلى الداخل وصعدا إلى الأعلى حيث الطابق الذي يوجد به «نائل» كما أخبرهما اللواء «أيمن»، خرج الاثنان من المصعد وتقدما بضع خطوات إلى الداخل، في تلك اللحظة خرجت «ياسمين» من مكتبها واتجهت إلى «إسراء» قبل أن تقول:
- ها يا إسراء فاهمة الدنيا ولا ايه؟
حركت رأسها بالإيجاب وقالت بابتسامة:
- أيوة الحمدلله الدنيا مش صعبة بالنسبة ليا ومش هحتاج فترة علشان أتعود على الشغل
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بتشجيع:
- تمام .. أنا واثقة إنك ادها..

ثم نظرت إلى مكتب «نائل» وقالت متسائلة:
- هو نائل جوا ولا لسة في المسجد بيصلي ؟
- لا مستر نائل رجع من المسجد من بدري ومعاه حد في مكتبه
عقدت ما بين حاجبيها وهي تقول متسائلة:
- حد مين اللي عنده في المكتب ؟
أجابت على سؤالها بتلقائية:
- مارضيش يقول اسمه بس قال إنه عايزه في شغل وأنه يعرف والده وأخوه..

التفتت ونظرت إلى المكتب بحيرة وهي تقول بصوت غير مسموع:
- يعرف أبوه وأخوه وعايزه في شغل ؟
تركتها واتجهت إلى المكتب وقبل أن تفتح الباب أوقفها «غيث» قائلًا:
- حضرتك تعرفي فين مكتب نائل محمد الهواري
تركت الباب ونظرت إليه وإلى من تقف جواره بتعجب ثم قالت بتساؤل:
- حضرتك عايز نائل ليه؟ أنا مديرة الشركة.

نظر إلى زوجته ثم عاود النظر إليها وهو يقول:
- حضرتك الأنسة ياسمين أخت الرائد زين الجيار ؟
هزت رأسها بالإيجاب وهي تجيبه:
- أيوة أنا، ليه في حاجة ؟ زين كويس !
تحدثت «ليان» تلك المرة وقالت بجدية:
- هو كويس واحنا شرطة وموجودين هنا علشان نحافظ على حياة نائل الهواري، ياريت تعرفينا مكان مكتبه
بدلت نظراتها بينهما بحيرة قبل أن تقول بقلق:
- تحافظوا على حياته ؟ ممكن أفهم في ايه ؟

شرح لها «غيث» الأمر بإيجاز شديد قبل أن يكرر سؤال زوجته عليها:
- أنا شرحت ليكِ السبب ممكن نعرف مكتبه علشان نكلمه !
هزت رأسها وأشارت إلى الباب الذي كانوا يقفون أمامه مباشرة ثم قالت بقلق شديد:
- ده مكتبه بس هو معاه حد جوا

على الجانب الآخر بداخل المكتب أنهى «غارم» سرد القصة بأكملها على «نائل» الذي كان يستمع بصدمة شديدة، شعر وكأنه سقط من مكان مرتفع للغاية بسبب ما سمعه وهنا ضحك «غارم» بشدة وهو يتلذذ برؤية صدمته وأردف بثقة:
- بعد ما فهمت جه الوقت اللي استنيته كتير .. مبقاش غيرك أنت .. أنت آخر فرع في شجرة الهواري بس مش هقتلك في المكتب كدا وأمشي لأن لازم يبقى في 6 أشخاص شاهدين على موتك، يلا اتحرك قدامي..

فتح «غيث» الباب دون أن يطرقه بعدما علم أن هناك أحدًا بالداخل وفوجئوا جميعا بـ «نائل» الذي كان يقف أمامهم ومن خلفه «غارم» الذي كان يوجه مسدسه إلى رأسه وما إن رأى ثلاثتهم حتى قال بحماس:
- كدا تلاتة ناقص تلاتة كمان وأقتله
أخرج «غيث» ومعه «ليان» أسلحتهما ووجهوها إليه، صرخ فيه «غيث» بقوة:
- سيبه لأنك مش هتستفيد حاجة بقتله، مش هتخرج من هنا سليم
انهمرت الدموع من عين «ياسمين» وهي تشاهد هذا المشهد بخوف ورعب شديدين فنظر إليها «نائل» وابتسم وهو يغلق عينيه بمعنى "لا تقلقي سيصبح كل شيء على ما يرام".

صاح «غيث» بغضب مرة أخرى وهو يهز سلاحه بتهديد:
- بقولك سيبه ! والله لو أذيته ما هتطلع من هنا سليم .. أنا بحذرك
قهقه بصوت مرتفع وهز رأسه بلا مبالاة وهو يقول:
- سيبك من شغل المكان كله محاصر وسلم نفسك والأفلام القديمة دي، كدا بقى في 4 بالسكرتيرة كلها ثواني وطيف ونيران يشرفوا وأضرب رصاصتي وأستلم عهدي.

في تلك اللحظة دلف «طيف» ومن خلفه «نيران» واشهرا أسلحتهما فور رؤيتهما لهذا المشهد، ضحك «غارم» وقال بثقة كبيرة:
- مش قلتلكم ! كدا ال6 اكتملوا
ألقى «طيف» سلاحه ومد يده في الهواء وهو يقول بجدية:
- استنى !
نظر إليه وقال بهدوء:
- استنيت ! عندك ايه تقوله علشان الليلة دي تخلص
استغل «طيف» لغة الحوار لكي يضعفه كما نصحه «رماح» بالسابق

قبل شهور ..
اقترب منه «رماح» وترك سلاحه ثم نظر إليه وقال بجدية:
- القوة مش سلاحك الوحيد يا طيف .. في عندك أدوات كتير تستخدمها ضد عدوك واهمها إنك تكلمه، الحوار مع عدوك بيخليه يفقد تركيزه ومركز مع كل كلمة بتقولها، بيخلي معظم قوته مش معاه لأنه ببساطة مستني كلامك له، مش مهم هتقول ايه .. قول أي كلام واخترع أي حاجة المهم تكلمه وتخليه يفقد تركيزه علشان تدي الفرصة لحد تاني يغلبه خصوصا لو هو كان في مركز قوة يعني بيهدد يقتل حد بسلاحه أو أي سبب تاني..

عاد بذاكرته إلى الواقع لينفذ تلك النصيحة وقال:
- هتستفيد ايه من اللي بتعمله ! ولا حاجة صح ؟ أنت هتقتله وهتتقتل وصدقني مش هيحصل غير كدا لأنك مش هتعرف تخرج من هنا
ابتسم «غارم» بسخرية وهز رأسه وهو يقول:
- مشكلتك إنك بتنسى بسرعة .. فاكر أول يوم اتكلمنا فيه على المكشوف أنا قلتلك ايه ؟ قلتلك أنا شبح أعمل اللي أنا عايزه وفي أي وقت من غير أي مشاكل..

دلف «زين» وتفاجأ بالمشهد أمامه لكن أوقفه «طيف» بإشارة من يده وتابع حديثه:
- أنت فعلا قلتلي كدا بس الحقيقة إنك بشر زي أي حد .. ماتاخدش مقلب في نفسك، أنت قتلت يوسف وقدرت تسلط حد ينصب على آسيا وتنتحر .. أسلوب شياطين لكن في النهاية أنت بشر وأضعف كمان، أنت أضعف مما تتخيل..

وفي تلك اللحظة نظر إلى «نائل» بمغزى فحرك «نائل» جسده بسرعة وأمسك يده التي كانت توجه المسدس إلى رأسه، اقترب «غيث» وضرب على يده بقوة ليوقع سلاحه بينما قيدت «ليان» يديه خلف ظهره وضربت قدمه لتجلسه على ركبتيه، اقترب منه «طيف» وانخفض وهو يقول بانتصار:
- عرفت إنك ضعيف ! في لحظة بقيت زي الكلب في ادينا، ولا شبح ولا عفريت ولا حتى شيطان، اينعم أنت شيطان صفة بس في النهاية بشر ودي نهايتك .. نهاية عهدك أنت..

حاول فك يديه وصرخ بصوت مرتفع فتقدم «زين» وقال بابتسامة:
- الصراحة كنت فاكر إنك أقوى من كدا لكن أنت اتبقلشت، أنت أغبى وأضعف مما كنت اتوقع

توقف عن محاولات الإفلات من أيديهم ونظر إلى «نائل» قائلا:
- أنا لما بحط خطة لازم تنجح وأنت هتموت حتى لو مامسكتش أنا العهد، المهم أكون قدرت أنهي شجرة الهواري كلها وده لوحده انتصار ليا
وفي تلك اللحظة خرج «فارس» من إحدى المكاتب ولم يتوقع أحد خروجه على الإطلاق ثم رفع سلاحه وأطلق رصاصته لتخترق جسد «نائل» الذي تفاجأ بما حدث وأسرعت «نيران» وأطلقت عدة رصاصات على «فارس» قبل أن يطلق رصاصته الثانية، حدث هذا الأمر في أقل من ثانيتين فهو لم يعط لهم فرصة الانتباه قبل أن ينفذ مهمته ويطلق رصاصته على «نائل».

سقط «نائل» على الأرض وسط ضحكات «غارم» المرتفعة وأسرعت إليه «ياسمين» التي أمسكت وجهه بكفيها قائلة:
- نائل رد عليا .. بصلي
تأثر بجرحه فأغلق عينيه للحظات قبل أن ينظر إليها ويقول بضعف:
- باصصلك
قربت وجهها منه ولفت ذراعيها حول رقبته وهي تقول بجدية:

- أنت هتبقى كويس صح ؟ماتفكرش في التعب خليك باصصلي وبس، الإسعاف هتيجي وأنت هتبقى كويس زي المرة اللي فاتت .. اوعدني
بدأ العرق يتصبب من جبينه بغزارة وشعر بدوار شديد وهو يقول:
- حاسس بدوخة جامدة .. تعرفي إن بابا كان قائد عبدة الشياطين ! أبويا باع نفسه للشيطان وبسببه يوسف مات وآسيا ماتت وأنا اهو هموت، ماما الله يرحمها قالتلي أسامحه وأبدأ صفحة جديدة معاه وده اللي عملته لكن عمري ما تخيلت إنه كدا ! أنا مش زعلان إني هموت على اد ما أنا زعلان على اللي بابا عمله .. خلي بالك من أختي يارا، لو حصلي حاجة بوصيكي عليها لأنها مالهاش حد في الدنيا دي غيري..

انهمرت دموعها وقالت بضعف شديد:
- بس يا نائل ماتقولش كدا وماتتكلمش كتير علشان ماتتعبش .. أنت هتبقى كويس، لازم تبقى كويس لأني اتعودت على وجودك في حياتي، أنت بقيت جزء من حياتي خلاص ومش هستحمل تختفي أو يحصلك حاجة
ثم رفعت نظرها ونظرت إلى أخيها بعينين دامعتين وهي تقول بضعف:
- اتصرف يا زين .. مش عايزاه يروح من ايدي، أرجوك اتصرف..

انخفض ومسح على رأسها بحنو قبل أن يقول:
- الاسعاف في طريقها، طيف بلغ الإسعاف
ثم نظر إلى نائل الذي كان يصارع الموت وقال بهدوء:
- اجمد يا بطل أنت ادها وتقدر تستحمل
ابتسم ابتسامة خفيفة وأغلق عينيه بتعب فهزته هي برفق:
- نائل قوم ورد عليا !
وضع «زين» يده على كتفها وهزها بخفة قائلًا:
- ماتقلقيش هو بس غمض عينيه من التعب، نائل قوي وهيستحمل إن شاء الله..

مرت دقائق قبل أن تأتي عربة الإسعاف وتأخذ «نائل» وانطلقت هي معه إلى المستشفى ورفضت أن تفارقه، انتشرت قوات الشرطة بالشركة وتم تفتيش المكان بأكمله لكنهم لم يجدوا أحد سوى جثة «فارس» و «غارم» الذي كان دائم الابتسام، اقترب منه «طيف» وركله بقوة في وجهه قبل أن يعدله مرة أخرى ويقول:
- أنت عارف آخرتك ايه ! حياتك هتنتهي وتتعدم وهتروح لربنا يحاسبك على كل اللي عملته .. يحاسبك على كفرك بيه وهتتعذب للأبد، الابتسامة اللي على وشك دي هتبقى حسرة وندم، هتقول ياريتني ما كنت عملت كدا .. ياريتني كنت عبدت ربنا ومامشيتش ورا الشيطان .. هتندم أشد الندم..

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾ صدق الله العظيم

اقترب منه «زين» هو الآخر وانخفض حتى أصبح في مستواه ثم قال بتساؤل:
- نائل له أخت تانية ليه هي مابقيتش الفرع الأخير في الشجرة ؟
رفع رأسه وأجابه بابتسامة:
- عندنا الفرع لازم يكون 20 سنة أو أكتر، أقل من 20 سنة تعتبر مش فرع في شجرة القائد وقتلها محرم علشان كدا نائل هو آخر فرع في الشجرة
هز رأسه بتفهم ثم اعتدل ونظر إلى «طارق» قائلًا:
- خدوه..

تحرك «طيف» بإتجاه «غيث، ليان» ووقف أمامهم قبل أن يقول:
- أنا قلت هاجي ألاقي غارم متكتف في شوال طالما أنتوا دخلتوا القضية اجي ألاقيه مذنبكم التذنيبة دي ؟
ابتسم «غيث» ودافع عن نفسه قائلًا:
- احنا وصلنا متآخر ولما جينا كان غارم في مكتب نائل أصلا بس حلوة حركة الحوار اللي عملتها معاه دي، الحوار بيضعف الشخص وبيفقد تركيزه وأنت ركزت على الحتة دي.

هنا اقترب «رماح» وقال مازحًا:
- اه قُلهم بقى مين اللي علمك ودربك على الحوار ده
ضحك «طيف» وأشار بإصبعه إليه وهو يقول:
- الصراحة علمني حاجات كتير .. هو أيوة بيطلع عيني بس تدريبه فادني كتير
ربت «رماح» على كتفه ونظر إليه قبل أن يقول بجدية:
- مش عايزك تزعل مني على أي حاجة عملتها معاك، كل ده كان علشان مصلحتك لكن من دلوقتي اعتبرني أخوك الكبير .. أنت تستاهل كل خير وظابط شاطر ويجي منه..

تدخلت «نيران» وصاحت قائلة:
- لا بلاش جو الصعبانيات ده يا جماعة أنا دمعتي قريبة، اينعم خلصنا من القضية المكلكعة دي بس ده مايمنعش إننا ماخلصناش شهر عسلنا ولا ايه يا طيف
هز رأسه واقترب منها ثم إلتفت برأسه قائلًا:
- عندها حق يا جماعة بما إن القضية خلصت يبقى نكمل شهر عسلنا اللي كان بصل ده، المثل بيقول تخلص القضية ونرجع للمهلبية
ضحكوا جميعًا واقترب منهم «زين» الذي شاركهم حديثهم لكن كان بداخله يفكر بأمر «نائل» وشقيقته لذلك تركهم وأسرع إلى المستشفى ليطمأن على حاله ويكون سندًا لشقيقته في هذا الأمر ...

*بعد مرور يومين*
فتح عينيه بصعوبة وكان أول شخص تقع عينيه عليه هي «ياسمين» فابتسم لرؤيتها نائمة وتحدث بصوت هادئ كي لا يزعجها:
- ياسمين !
فاقت من نومها على الفور رغم انخفاض صوته واقتربت منه وهي تقول بلهفة:
- نائل أنت بخير !
هز رأسه بهدوء عدة مرات قبل أن يجيبها:
- الحمدلله بخير .. فين يارا
ابتسمت واجابته بهدوء:

- في الامتحان وزين راح يجيبها .. زمانها على وصول دلوقتي
هز رأسه براحة ثم قال بهدوء:
- تعبتك معايا
لم تختف الابتسامة من على وجهها ورددت:
- تعبك راحة، أنا مستريحة طول ما أنا جنبك
في تلك اللحظة فتح «زين» الباب واصطحب «يارا» للداخل قبل أن يقول بصوت مرتفع:
- حمدلله على سلامتك يا بطل، كدا تقلقنا عليك.

أسرعت شقيقته واقتربت منه فضمها إلى صدره بحب ونظر إلى «زين» قائلًا:
- الله يسلمك يا زين .. شكرا علشان اهتميت بأختي
اقترب منه وربت على قدمه وهو يقول:
- عيب يا راجل أختك هي أختي، المهم أنت تقوم بالسلامة وتبقى كويس
ابتسم ونظر إلى «ياسمين» ثم وجه بصره إلى «زين» مرة أخرى وقال بجدية:
- أنا عايز أطلب منك طلب يا زين
ارتفع حاجباه وقال بحماس:
- أطلب يا كبير ورقبتي سدادة.

نظر إليها بابتسامة قبل أن يعود ببصره إليه مرة أخرى ويقول بحرج:
- أنا بطلب ايد أختك ياسمين
رفع «زين» إحدى حاجبيه وقال بتعجب مصطنع كي يثير غضب شقيقته:
- تطلب ايديها لمين ؟
أسرعت شقيقته وضربته في كتفه بقوة فصاح هو بألم:
- اااه يا مجنونة بهزر .. ايدك تقيلة زي أخوكِ
ثم نظر إلى «نائل» وقال:

- أنا موافق ياعم بس خلي بالك ايديها تقيلة وهتصبحك بعلقة وتمسيك بعلقة اللهم بلغت
ضحك «نائل» على طريقته ونظر إليها بحب وهو يقول:
- مش مهم .. المهم أبقى جنبها طول العمر
نظرت إلى الأسفل بخجل فاقترب منها «زين» ووضع يده على كتفها بحب قائلًا:

- جه الوقت اللي أتطمن عليكِ فيه، نائل أكتر واحد هيحافظ عليكِ ويحبك في الكون كله، يلا نقرأ الفاتحة ؟
هزت رأسها بابتسامة وقرأوا الفاتحة جميعهم في جو مليء بالسعادة قبل أن يقتحم «طيف، نيران، رماح، فاطمة، غيث، ليان» ويطمئنوا على حالته واستمر الحديث بينهم لفترة طويلة ولم يخلو من الضحك وشعر «نائل» أنه بين أسرة جديدة افتقدها كثيرا.

بعد يومين تحديدًا السادسة صباحًا كان بداخل سيارته وهي بجواره في طريقهما لمدينة شرم الشيخ، كان يقود السيارة بوجه شبه نائم وهي تتابعه وتحاول إيفاقه حتى لا ينحرف عن الطريق، بعد دقائق سيطر النوم عليها وسندت برأسها على المقعد الخاص بها أما هو فحاول إبقاء عيناه مفتوحتان لكنه لم يستطع ونام أثناء قيادته !، لحسن حظهما أنها استيقظت بعد ثانيتين فقط من نومه وما إن رأته هكذا حتى صرخت بصوت مرتفع فاستيقظ من نومه بفزع وهو يقول بصوت مرتفع وخوف شديد:
- ايه في ايه! الزمالك جاب جول في الأهلي ؟

رفعت إحدى حاجبيها وقالت بغضب:
- زمالك ايه اللي جاب جول في الأهلي يا طيف ؟
هدئ من سرعة السيارة ونظر إليها وهو يقول متسائلًا:
- اومال بتصوتي ليه حرام عليكِ كل مرة تفزعيني كدا
رفعت حاجبيها بصدمة وقالت معترضة وهي تشير إلى الطريق أمامه:
- سعادتك ده الطريق وأنت نمت وأنت سايق عايزني أزغرط !
تنفس بأريحية بعدما عرف السبب وقال بهدوء:

- غصب عني مانمتش من امبارح وحاسس إني سايق توكتوك مش عربيتي، وربنا أنا شايفك نيران .. لهب مش بني آدمة
لوت ثغرها قبل أن تخبط على التابلوه وتقول بهدوء:
- مش أنت صاحب فكرة السفر دلوقتي ! قلتلك كمل نوم وبعدين نصحى نسافر براحتنا .. انزل يا طيف هسوق أنا وأنت نام بدل ما تسوق بينا على الآخرة
أوقف السيارة وترجل منها ثم التفت حولها وجلس مكانها بينما اتجهت هي إلى كرسيه خلف المقود وقالت بابتسامة:

- نام أنت يا حبيبي وأنا هسوق وهصحيك لما تصحى
اقترب منها وسرق قبلة ثم عاد ليجلس مرة أخرى وهو يقول:
- طيب يا قلبي، تصبحي على خير ولا أقولك احنا في النهار أصلا تتمسي على خير
ضحكت من طريقته وقالت بحب:
- تتمسي تتمسي، وأنت من أهل الخير يا حبيبي

أقترب «حسام» من الضابط وفتح جواز السفر الخاص به فنظر الضابط إلى صورته وإلى هيئته للحظات ثم ردد بجدية:
- تعالى معايا
رفع إحدى حاجبيه بتعجب وقال بإعتراض:
- ممكن أفهم سيادتك فيه أية ؟ أنا كدا هتأخر عن الطيارة
أشار الضابط إلى الطريق أمامه وردد بجدية وصرامة:
- قولتك اتفضل معايا مفيش سفر، أنت مقبوض عليك
- أنا مقبوض عليا ؟

سار معه إلى غرفة وطرق الباب قبل يسمح له المقدم «رفعت» بالدخول، تقدم به إلى الداخل فأشار له بالرحيل ونظر الى «حسام» بإبتسامة نصر قبل أن يقول:
- الصراحة أنت كنت هتهرب ومكناش هنعرف نمسكك، الفلوس ومراتك هي اللي مضت توكيل .. موتها وهي اللي انتحرت بس اللي خلاك هنا دولقتي هي غدر اللي كنت معاهم أو اللي كنت مشاركهم نفس العبادة، مش أنت من عبدة الشيطان يا حوس ولا أنا غلطان ؟، كش ملك كل حاجة انتهت خلاص والبلد نضفت منكم.

كان جالسًا على سريره بالمستشفى شاردا غير مدركًا بما حوله بينما ذهبت «ياسمين» لتوصل شقيقته إلى الامتحان ثم عادت إلى المستشفى مرة أخرى وفتحت باب غرفته برفق حتى لا تتسبب في إيقاظه لكنها تفاجأت بحالته تلك حتى أنه لم ينتبه لدخولها فقالت مازحة وهي تقترب منه:
- ايه السرحان ده كله انت بتحب ولا ايه ؟
ابتسم ونظر إليها وهو يقول:

- ماعرفتش أنام فسرحت شوية، المهم ماروحتيش الشركة ليه ؟
جلست على المقعد القريب منه وقالت بجدية:
- سيبك مني دلوقتي وقُل الي بتفكر في ايه ! ايه اللي مخليك سرحان كدا فضفضلي
اختفت ابتسامته وأغلق عينيه بمجرد تذكر هذا الأمر ثم فتحها مرة أخرى وهو يقول:

- صدمات كتير ورا بعضها أولها موت ماما اللي كانت كل حاجة في حياتي حرفيا وبعدين موت يوسف اينعم هو كان عدوي مش أخويا بس بمجرد ما جالي مكتبي وقالي إنه اتغير وعايزني أسامحه نسيت كل اللي عمله وفرحت إنه قرب واتغير وإذ به يختفي برضه من حياتي ويموت، قبلها أكون قربت من بابا وسامحته بعد كل اللي عمله وفجأة أكتشف إنه من عبدة الشياطين أو بالمعنى الأصح القائد بتاعهم وبعدها أعرف إن أختي آسيا انتحرت .. صدمات كتير أوي ورا بعضها من كترها مش عارف أحزن عليها، مجرد بسرح وأتخيل إني حصلي كل ده وأفضل مش مصدق إن كل ده حصلي، هل دي صدمة ولا أنا اللي بقيت بتحمل الصدمات ولا مابقيتش أحس !

اقتربت منه ومالت إلى الأمام وهي تقول بهدوء:
- لا يا نائل أنت بتحس بدليل إنك بتقول وبتحكي عن كل اللي جواك أهو، أنت استحملت كتير وده اسمه صبر، ربنا رزقك بالصبر علشان الصدمة ماتدمركش .. أنت مريت بمصايب وصدمات كتيرة لكن ربنا مع كل ده كانت رحمته بيك موجودة وصبرك وفي النهاية نجاك من الموت علشان تقوم وتبقى معايا، بجد أنت نعمة بالنسبة ليا .. نعمة ربنا رزقني بيها، أنت تاني حد أتعلق بيه جدا لدرجة إني ممكن أموت لفراقك بعد بابا الله يرحمه، حاول أنسى كل اللي حصل وفكر في اللي جاي لأن اللي جاي أحسن إن شاء الله..

ابتسم لحديثها الذي أراحه كثيرًا ونظر إليها نظرة طويلة تحمل الكثير والكثير دون أن يتحدث فنظرت إلى الأرض بإحراج قبل أن يقول هو:
- أنتِ عارفة أنا يوم ما جيت الشركة ولقيتك بتغلطي فيا وبتتلككي ليا وواقفالي على الواحدة كرهت اليوم اللي جيت فيه الشركة وكنت بخاف لما تطلبيني في المكتب، كنت بقول ساعات يارب تطردني ولا إني أعيش الإهانة اللي بعيشها لكن كان جوايا حاجة غريبة مش فاهمها كنت كل ما اشوفك تزعقي وتشتمي كنت عايز انصحك وافهمك إن ده غلط بس كنت اقول لنفسي أنت مالك وبعدين لو نصحتها ممكن تغلط فيك أكتر فكنت بسكت بس ماقدرتش الصراحة ومع إهاناتك الزيادة انفجرت فيكِ بس بعدها قلبي ماطاوعنيش وجيتلك على طول اعتذرت مش عارف ايه اللي خلاني أعمل كدا رغم إنك أنتِ اللي غلطانة وكلمت زين حكيتله كل حاجة وقالي أنت ماغلطتش وماتروحش تعتذر وقمت اعتذرت لا إراديا كأني مش مستحمل إنك تزعلي..،

دخلت المكتب لقيتك بتعيطي قلبي وجعني واتمنيت لو أقدر أقرب وأمسحلك دموعك دي رغم كل اللي عملتيه .. ساعتها ماكنتش عارف أحدد إحساسي بس بعد كدا كنت بفرح أوي وأنا قريب منك، كنت بخترع أي حاجة علشان اجي المكتب .. كنت ببقى مبسوط وأنا جاي الشركة علشان هشوفك، أيوة ماقدرتش أترجم ده ايه ساعتها لكن ترجمته بعدين .. مجرد إني بشوفك برتاح .. كلامك بيريحني رغم إني ببقى مركز في وشك وأنتِ بتتكلمي ومش مركز مع كلامك، رغم كل المصايب دي ربنا عوضني بيكِ .. أنتِ نعمة في حياتي وأنا هعمل المستحيل علشان أحافظ على النعمة دي..

احمر وجهها من الخجل ورفضت أن ترفع وجهها حتى لا تتقابل أعينهما وود هو أن يرفع وجهها لكي تواجهه لكنه ليس زوجها حتى يقوم بلمسها، رغب كثيرا في أن يمسك يديها ويشعرها بالأمان لكنه ينتظر أن تكون زوجته أولا وتكون ملكا له ...

مر أكثر من شهر ورفض «زين» إتمام زواجه حتى يتعافى «نائل» تماما ويتم زواجه على شقيقته في نفس يوم زفافه على ابنة خالته «نايا».

أثناء تلك الأيام وفي يوم عمل لـ «نائل» بعد شفائه دلفت «اسراء» إلى المكتب بعدما طرقت الباب وقالت بجدية:
- فيه حد برا بيقول إنه محامي والد حضرتك وعايز يقابلك
فكر للحظات بتعجب قبل أن يشير إليها وهو يقول:
- دخليه.

جلس المحامي الخاص بوالده معه بعدما أذنت له «اسراء» بالدخول فردد «نائل» بتساؤل:
- افندم ؟ السكرتيرة قالتلي إنك محامي بابا .. خير ؟
إبتسم ووضع حقيبته أمامه وهو يقول بهدوء:
- كل خير، بعد وفاة والدك واخوك واختك بقى معظم الورث من حقك وكل الـ ...
قاطعه بجدية وهو ينهض من على كرسيه:
- لحظة متكملش.

التف حول المكتب وجلس على المقعد المقابل له وتابع بجدية:
- أي ورث وأي فلوس بتاعة بابا أنا مش عايزها، مش هاخد جنية واحد منها .. أنا متنازل عن كل الفلوس للجمعيات الخيرية وللناس اللي محتاجاها لكن أنا آسف مش هقدر، ممكن حضرتك تجهز الأوراق وانا همضيلك تنازل عن كل حقي في الورث لكل الجمعيات الخيرية ودور الأيتام
قطب جبينه بدهشة ونطق بإعتراض:
- بس ...

قاطعه «نائل» بجدية مرة أخرى وهو يقول بصرامة:
- مبسش .. أنا مش محتاج للفلوس دي وحتى لو محتاجلها فهي فلوس ملعونة مش هقدر اخدها، ياريت حضرتك زي ما قولتلك تجهز كل حاجة علشان أمضي التنازل

مرت عدة أيام إلى أن جاء اليوم الذي ينتظره الجميع وتم حجز قاعة ضخمة لتضم الزفافين معًا ...

دلفوا إلى قاعة الزفاف مجاورين لبعضهما، كان «زين» مع زوجته «نايا» و «نائل» مع زوجته «ياسمين»، وقف الجميع ليراقبوا دخولهم من باب القاعة الضخم مع صوت أغنية أجنبية جميلة، تقدموا عدة خطوات إلى الداخل وما إن وصلوا إلى المنتصف حتى ترك «زين» زوجته واقترب من أحد الأشخاص وأخذ منه ميكروفون وعاد إلى مكانه مرة أخرى بابتسامة قبل أن يقول:

- أولا أحب أشكر كل اللي نوروني وبالأخص اللواء أيمن والرائد طيف والمقدم رماح، ثانيا أحب أقول إن النهارده أسعد يوم في حياتي علشان حاجتين .. الحاجة الأولى إني شوفت أختي الكبيرة وحبيبة قلبي ياسمين وهي عروسة وفي نفس اليوم اللي أنا بتجوز فيه برضه والحاجة التانية إني اتجوزت حبيبة قلبي وحياتي كلها نايا وأحب أقدملها المفاجأة دي

انطفأت أنوار المكان بأكمله وأضيئت عليه هو فقط فرفع يده بإشارة إلى المسئول عن الأغاني ومنظم الزفاف فظهرت موسيقى هادئة للحظات قبل أن تتحول إلى لحن جميل وبدأ هو في الغناء بصوت أبهر الجميع:
- عيوووني ! شافوكِ أول مرة لما وعيت عليكِ .. عيوني ! كانت شايفة الدنيا جنة بيكِ، روحي أنتِ ملكي والدنيا ملك ايديكِ، هفضل أحبك وأفضل أقول إنك نعمة وربنا يخليكي..

وفجأة أضاء نور آخر على «نائل» الذي توتر قليلًا لكنه تحرك بعد إشارة «زين» ونظر إلى ياسمين وتابع الغناء على أنغام الموسيقى:
- حبيبي .. طول عمري كنت أتمنى نظرة من عينيكِ، حبيبي .. حبك نغمة جوا قلبي بتناديكي، أنتِ نعمة أنتِ جنة أنتِ كل الدنيا مش كفاية ليكِ

ثم قال الاثنان مع بعضهما وكلٍ منهما ينظر إلى حبيبته:
- حبيبي، أنتِ روحي وقلبي مش خسارة فيكِ، هفضل أدعي دايما أبقى واقف بين ايديكِ، في النهاية ربنا يحفظني ليكِ

انتها من الغناء وصفق الجميع بحرارة لهما وابتسم «نائل» الذي اقترب من «ياسمين» مرة أخرى فقالت بسعادة:
- الله مفاجأة حلوة أوي
أمسك يدها بحب ثم قال مازحًا:
- زين فضل يقنع فيا أسبوع بحاله علشان أخرج أغني معاه الأغنية وفي الآخر وافقت علشان مايزعلش بس أنتِ مبسوطة
اقتربت منه أكثر ورددت بسعادة:

- أنا أسعد واحدة في الدنيا دي كلها دلوقتي، بجد يا نائل حاسة إني محظوظة أوي علشان أبقى ملكك أنت
ترك يديها وضم وجهها بين كفيه بحب وهو يقول:
- أنا اللي محظوظ وربنا بيحبني علشان يرزقني بأجمل وأرق واحدة في الكون ده كله، ربنا يخليكي ليا ويحفظك من كل شر يا أجمل حاجة حصلت في حياتي

اقترب «زين» منها ورفع يدها لكي يقبلها قبل أن يقول بحب:
- يارب المفاجأة تكون عجبتك
قالت بسعادة وعدم تصديق:
- عجبتني ! دي أبهرتني .. بجد أنا فرحانة أوي، أنت صوتك روعة، دي أحسن مفاجأة اتعملتلي في حياتي
ابتسم وطوقها بذراعيه وهو يقول بحب بينما كان مسلطا نظره على عينيها:

- أنتِ اللي أجمل مفاجأة حصلتلي في حياتي، أنا مش مصدق إنك خلاص بقيتِ ملكي وبين ايدي .. أنا بحبك أوي .. بحبك فوق ما تتخيلي
نظرت إلى الأسفل بحرج ورددت بابتسامة:
- وأنا كمان بحبك .. كنت زعلانة إن فرحنا اتأجل كتير بس عرفت إن اللي يصبر ربنا بيكرمه وأنا ربنا كرمني بيك

جلس «طيف» بعد انتهاء الأغنية والتفت بتلقائية ليتفاجأ بـ «نيران» التي كانت تنظر إليه بغضب فرفع إحدى حاجبيه وهو يقول بقلق:
- أعوذ بالله خضيتيني ! بتبصيلي كدا ليه ؟
تحول غضبها إلى حزن ونظرت إلى الأسفل وهي تقول بدلال:
- زعلانة ..

أمسك يدها بحب وقال بتعجب:
- زعلانة من ايه يا قلبي !
أبعدت نظرها عنه وهي تقول بنفس الطريقة:
- ما أنت لو مهتم كنت عرفت لوحدك
رفع حاجبيه بدهشة قبل أن يقول بعدم تصديق:
- أنتِ الهرمونات ضربت عندك ولا ايه ؟ ولا بلاش أسألك أحسن تقولي الاهتمام مابيتطلبش
نظرت إليه وقالت بجدية:
- بجد زعلانة مش بهزر

قرب مقعده منها أكثر ثم ضم يديها بين كفيه وقال برومانسية:
- ايه اللي مزعلك وأنا أعوضهولك دلوقتي حالا، شاوري بس ولو مانفذتش يبقى على حق
نظرت إلى الأسفل وتابعت بحزن:
- مش هتعرف تنفذ لأن الآوان فات خلاص .. بس هقولك علشان تعرف إنك زعلتني، أنا زعلانة علشان ماغنيتش ليا في فرحنا
رفع إحدى حاجبيه وقال متسائلًا:
- يعني ده اللي مزعلك ؟
هزت رأسها بالإيجاب وأجابته:
- أيوة..

ترك يدها واتجه إلى «زين» وهمس بجوار أذنه بشيء وهي تتابع ما يحدث بعدم فهم، تركه واتجه إلى المسئول عن الحفل وحدثه لدقيقة ثم تركه وعاد إليها فسألته:
- أنت بتعمل ايه ؟
غمز لها وقال بغموض:
- هتعرفي دلوقتي حالا بالا
انطفأت الأضواء وأُضيء ضوء واحد فقط على «طيف» الذي رفع الميكروفون الذي أخذه وقال:

- أنا عاطف معاكم في الفرح وهغني أغنية لحبيبة قلبي وروحي وعقلي ذات الاسم المشتعل نيران
صمت قليلًا ثم بدأت الموسيقى وبدأ هو معها بالغناء:
- يا ستار، قلبي ولع نا، ده أنا عيني منك، مستحيل أستغني عنك، نظرة ترضيني، بالترتيب، سيبلي نفسك سيب، واهدالي واسمع، ده أنت سحر عينيك يطمع، بان أوي في عيني..

يا ستار قلبي ولع نار، ده أنا عيني منك
، مستحيل أستغني عنك، نظرة ترضيني، بالترتيب، سيبلي نفسك سيب، واهدالي واسمع، ده أنت سحر عينيك يطمع، بان أوي في عيني..

خدت بالي وأنت قدامي، بنسى روحي واسمي وكلامي، هي دي بالظبط أحلامي، مش هدور وأحتار، والنهارده كلامنا سكتي، بكرا تبقى في حضني وفي بيتي، ده اللي هيحدده بقى تثبيتي والقمر يختار.

أنهى غنائه وأضيئت الأنوار مرة أخرى قبل أن يقترب منها ويقول:
- مش مجهز حاجة زيهم فقلت أغني حاجة لحماقي
لم تعطه فرصة أن يتحدث أكثر من ذلك وحضنته بقوة قبل أن تسند رأسها على صدره وهي تقول بحب:
- مش مصدقة إنك قمت غنيتلي وسط كل الفرح ! أنت بجد قمت غنيت ولا أنا بحلم
بعدها قليلا حتى ينظر إلى عينيها وقال بحب:

- لا مش بتحلمي .. أنا لو أقدر أجيبلك نجوم السما هعمل كدا، بعد كدا اللي نفسك فيه قوليلي وأنا هنفذ فورا، اطلبي أي حاجة ولو مانفذتهاش يبقى بحق
ضيقت عينيها وهي تردد كلمته:
- أي حاجة أي حاجة ؟
هز رأسه بالإيجاب وأكد على كلمتها:
- أي حاجة أي حاجة .. جربي
فاجأته بطلبها الذي لم يتوقعه على الإطلاق وقالت بتحدي:
- أنا نفسي في البطيخ !

رفع إحدى حاجبيه بتعجب قبل أن يقول بجدية:
- وأنا كمان نفسي فيه يا حبيبتي بس إحنا في الشتاء وده مش ميعاد طلوعه
لوت ثغرها بحزن قبل أن تنظر إلى الأسفل وتقول بأسف:
- كنت متأكدة .. خلاص مش مشكلة
لاحظ حزنها ففكر للحظات قبل أن يجلس معها ويكمل حفل الزفاف إلى نهايته.

انتهى حفل الزفاف وعاد اللواء «أيمن» بسيارته أما عن «طيف» و «نيران» فركبا سيارة «طيف» ولم يتحرك هو مباشرةً إلى المنزل بل تجول في عدة شوارع بسيارته فسألته باستفهام:
- أنت بتعمل ايه ؟
كان ينظر من نافذة السيارة بحثًا عن شيء وهو يقول:
- هقولك لحظة بس.

تعجبت وصمتت حتى ترى ما الذي يفعله، أوقف سيارته ونظر إليها قائلًا بجدية:
- خليكي هنا لحظة أنا جاي على طول
لم توافق وسألته بجدية:
- فهمني يا طيف أنت بتعمل ايه وموقفنا هنا ليه ؟
ابتسم وقال بهدوء:
- هجيب حاجة وجاي على طول، 3 دقايق بالظبط.

تركها ورحل قبل أن يتلقى إجابة منها وبقيت هي في السيارة وعلامات الدهشة تسيطر عليها، مر أكثر من عشر دقائق وشعرت هي بالقلق عليه فرفعت سلاحها وكانت على وشك النزول إلا أنها لاحظت اقترابه من السيارة وبيديه حقيبتان من البلاستيك الأسود فرفعت إحدى حاجبيها وانتظرت قدومه، فتح الباب الخلفي للسيارة ووضع الحقيبتان ثم استقل المقعد الأمامي فسألته هي:
- اتآخرت كدا ليه وكنت بتجيب ايه.

نظر إليها وأشار إلى المقعد الخلفي للسيارة قبل أن يقول مازحًا:
- مفيش غير المحل ده في مصر اللي تلاقي الفاكهة عنده كلها في جميع فصول السنة ماتعرفيش بيخزنها ولا مهكر الفاكهة ولا ايه نظامه، المهم جيبتلك البطيخ اللي عايزاه
اتسعت حدقتاها بصدمة وعدم تصديق قبل أن تقول بتساؤل:
- أنت بجد كل ده علشان تجيبلي البطيخ.

رفع إحدى حاجبيه وقال بتحدي:
- أنا قلتلك اتمني وأنا أنفذ وده اللي حصل، ها مبسوطة !
أدمعت عينيها وقالت بحب:
- أنا بحبك أوي يا طيف، بجد مش عارفة أوصفلك شعوري دلوقتي .. بص أنا كنت ناوية أفاجئك لما أروح بس بعد اللي عملته ده أنا هقولك على المفاجأة دلوقتي
قطب جبينه بدهشة قبل أن يقول بتساؤل:
- أنتِ عاملالي مفاجأة !

هزت رأسها بالإيجاب وقالت بابتسامة:
- أيوة ... أحب أقولك إنك هتبقى أب قريب
تبدلت تعابير وجهه وقال بصدمة:
- أنا هبقى أب ! أنتِ حامل ؟
هزت رأسها بابتسامة وهي تجيبه:
- أيوة حامل .. عرفت الصبح وقلت أخليهالك مفاجأة لما نرجع بس بعد المفاجأة بتاعتك قلت لازم أقولك دلوقتي وأفرحك زي ما فرحتني
تابع بنفس الصدمة:

- يعني البطيخ ده علشان بتتوحمي ! ازاي ماأخدتش بالي ؟ يعني بجد هبقى أب وأشيل ابني كدا وهو يعيط وأنا أقوله بس يا حبيبي وأقعد ألاعب فيه وأهديه علشان مايعيطش !
هزت رأسها بالإيجاب ولم تتحدث فصرخ هو بسعادة وعدم تصديق:
- هبقى أب !
خرج من سيارته وركض كالمجنون في الشارع وصاح بصوت مرتفع:
- هبقى أب يا جدعااان، يا حاج ياللي ماشي هناك .. أنا هبقى أب، يا حاجة يالي هناك مراتي حامل .. يااا عااالم أنا هبقى أب !

أخرجت رأسها من النافذة وصاحت بقوة:
- يا طيف يا مجنون الناس بتتفرج عليك
نظر إليها وصاح بسعادة:
- اللي يتفرج يتفرج .. أنا هبقى أب يا عااالم، مراتي حاااااامل.
تمت
الجزء التالي
رواية خط أحمر الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد كاملة

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 9 من 32 < 1 21 22 23 24 25 26 27 32 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1351 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 2130 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 1243 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 240 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة الجنس وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 406 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،











الساعة الآن 05:38 PM