logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 9 من 32 < 1 20 21 22 23 24 25 26 32 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:23 مساءً   [67]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السابع والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

فاق من تفكيره السيء على هذا الرجل الذي وضع سيفه على رقبته وأيضا على رقبة زوجته، نظر إليها نظرة وداع بعدما تأكد من حدوث ما فكر فيه لكن ضحك الاثنان ورفعا سيفهما ليقول أحدهما:
- تأكدنا من ولائكما .. هيا انهضا وتابعا المحفل
ثم نظر إلى «طيف» وردد:
- وأنت ابحث عن خاتمك ولكن بعد المحفل
هز «طيف» رأسه بالإيجاب وهو يقول:
- حسنا سأفعل ذلك..

وأمسك بيدها ثم تراجعا وهما يتنفسان الصعداء، نظر إليه وقالت بهدوء:
- كنت متأكدة إنك عندك خطة وإنك وافقت علشان عارف إنه اختبار
نظر إلى نفسه ثم نظر إليها بدهشة فهو لم يصدق أنهما على قيد الحياة، ردد بشرود:
- اه طبعا
وضعت يدها على كتفه ورددت بتساؤل:
- مالك حاساك مصدوم وبتتكلم بالعافية !
ابتسم وقال مازحًا:

- أنا كنت فاكرها النهاية .. الأول كنت فاكره اختبار لكن بعد كدا كنت معتمد عليهم يسمعوا اللي بيحصل ويهجموا لكن ده ماحصلش ولو نجينا من الدبح مش هنعرف نقبض عليهم علشان تقريبا في مشكلة في الصوت وهم مش سامعنا
اتسعت حدقتاها بصدمة ورددت بقلة حيلة:
- طيب وهنعمل ايه ؟ لو ظهروا دلوقتي هنبلغهم ازاي ؟

نظر إلى حيث ينظرون جميعًا وردد بثقة:
- مفيش غير الطريقة التانية ودي ممكن تكشفنا في ثانية لو مانفذنهاش بسرعة
نظرت إليه ورددت بتساؤل:
- وايه هي الطريقة التانية ؟

وضعت هاتفها بداخل حقيبتها ثم قامت بإحضار قطعة من القماش وقامت بمسح بصماتها من على سلاح الجريمة، أنهت كل شيء ثم رحلت على الفور وأوقفت سيارة أجرة وهي تلتفت يمينًا ويسارًا، استقلت المقعد الأمامي وطلبت منه التحرك، دقائق قليلة ووصلت إلى وجهتها بإحدى الشقق السكنية حيث كان ينتظرها أحدهم في وسط الظلام لا تظهر ملامح وجهه جيدا مما جعلها تقول:
- افتح النور مش شايفة حاجة ؟

فأجابها بهدوء شديد:
- لا زيادة أمان .. قوليلي خدتي بتار أختك منه وريحتيها في تربتها وريحتِ النار اللي في قلبك ؟
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بحزن:
- أيوة خدت حقها وقتلته .. قتلته زي ما قتلها .. دلوقتي تستريح بقى وشكرا إنك وصلتني للحقيقة وفهمتني مين هو يوسف الهواري وإنه هو اللي قتل أختي
ابتسم بمكر وردد:
- على ايه أنتِ اللي شكرا إنك حققتِ الجزء الصعب .. دلوقتي بقى لازم تستريحي زي ما أختك استريحت
أخرج سلاحه من سترته ووجهه تجاهها فتراجعت بخوف وهي تقول:
- أنت بتعمل ايه ؟ انت هتقتلني !

اتسعت ابتسامته وتقدم خطوتين تجاهها وهو يقول:
- لازم السر يتدفن معاكِ، محدش لازم يعرف إني ورا اللي حصل ده ولو وصلولك هبقى أنا في خطر .. كدا أحسن
ثم أطلق ثلاث رصاصات من سلاحه لتستقر بجسدها وتسقط على الأرض وسط دمائها ...

على الجانب الآخر وصلت «ياسمين» إلى «نائل» الذي أسرع واستقل المقعد الأمامي بجوارها وردد بجدية:
- معلش يا ياسمين تاعبك معايا
تحركت بالسيارة وهي تقول بلوم:
- ماتقولش كدا تاني مفيش بينا الكلام ده، قُل لي بقى هنروح على فين ؟

كان يحاول الاتصال بأخيه للمرة العشرون وهو يجيبها بقلق:
- بيت يوسف، لازم أتطمن إنه هناك .. والدته مش هتعرفني لأن آخر مرة شافتني كنت صغير
هزت رأسها بالإيجاب وأكملت طريقها إلى أن وصلت إلى الفيلا الخاصة به ورددت:
- وصلنا ادخل وأنا مستنياك هنا
- تمام
بالفعل تحرك إلى الداخل فأوقفه الحارس وهو يقول:
- رايح فين يا جدع أنت

وقف «نائل» وأشار إلى الداخل وهو يقول:
- أنا صاحب يوسف في الشغل وعايز أقابله
- بس يوسف بيه لسة مارجعش من ساعة ما خرج الصبح
أثارت تلك الجملة قلقه أكثر مما جعله يقول بلهفة:
- طيب ممكن أقابل الست والدته أصل الموضوع مهم وخاص بالشركة
رمقه من أعلاه إلى أسفله قبل أن يقول بجدية:
- طب خليك هنا

دلف إلى الداخل وأخبر والدته بأمر «نائل» ثم عاد وهو يقول بصوت مرتفع:
- اتفضل يا بيه الست هانم مستنياك جوا
أسرع وتقدم إلى الداخل بقلق شديد وبحث بنظره إلى أن وجدها وبالفعل كما توقع لم تتعرف عليه مما سهل مهمته، ردد بتساؤل دون أن يجعلها تشك بشيء:
- معلش يا هانم آسف على الإزعاج بس بتواصل مع يوسف بيه مابيردش هل في رقم تاني له أو هو مسافر ! أصل في ايميل مهم وصل من الوفد الأمريكي ولازم موافقته هو في أسرع وقت..

حركت رأسها وهي تجيبه بعدم معرفة:
- والله هو مالهوش غير رقم واحد بس وهو من عوايده يتآخر .. ممكن سهران مع أصحابه ومش سامع صوت موبايله من الدوشة، كلم محمد بيه والده هو في سفر بس ممكن يرد
ردد بأسف وهو يستعد للرحيل:
- كلمته بس للأسف موبايله مقفول .. خلاص شكرا لحضرتك وآسف على الإزعاج
خرج وسار بشرود وهو يفكر إلى أين ذهب، وصل إلى السيارة واستقل المقعد الأمامي مرة أخرى فرددت هي بفضول:
- ها عرفت مكانه ؟

هز رأسه بالنفي وأجابها بحزن:
- للأسف لا بتقول إنه ممكن سهران مع أصحابه ومش سامع صوت الموبايل بس يوسف اتغير وأكيد مش هيرجع للسهر تاني .. الموضوع فيه حاجة غريبة
وضعت يدها على كتفه بحركة تلقائية لكنها أبعدتها مرة أخرى وقالت:
- آسفة
فردد بابتسامة هادئة:
- مفيش حاجة
ساد الصمت لعدة دقائق وكانت هي تقود السيارة بلا وجهة إلى أن قطعت هي هذا الصمت قائلة:
- ممكن يكون فعلا مشغول بحاجة مش مخلياه يسمع الموبايل، ليه مفترض أسوأ الاحتمالات ؟

أغلق عينيه وردد بقلب يتألم:
- علشان ده نفس الإحساس اللي حسيته يوم ما ماما ماتت، دي أكتر حاجة بكرهها في نفسي بتوقع الحاجة الوحشة قبل ما تحصل وبحس بيها .. أنا ما صدقت كسبت أخ كبير ليا وإن يوسف اتغير، لو حصله حاجة هزعل أوي
هدأت من سرعة السيارة ونظرت إليه لتقول بهدوء:
- إن شاء الله خير، اتفائل ومفيش حاجة هتحصل
- يارب

نظر إلى الأمام حتى لا يشك به أحد وردد بصوت هادئ ومنخفض تسمعه هي فقط:
- الطريقة التانية دي كانت خطة لو حصل تشويش وده كان اقتراحي على بابا وهو وافق واداني جهاز تاني بس مش شغال، أي جهاز تشويش بياخد فترة من 3 لـ 5 دقايق عقبال ما يتفك شفرته ويتم التشويش عليه، المايك ده مش هشغله غير لما اللي مستنينهم يدخلوا وهنبلغهم على طول .. الخطر بقى في الموضوع إن بعد ما الشفرة تتفك هيعرفوا إن في حد بيسجل أو معاه مايك لأن المايك اشتغل هنا في المكان مش كان شغال أول ما دخلنا وساعتها مش عارف ايه اللي ممكن يحصل
هزت رأسها بالإيجاب ورددت بثقة:

- هم قريبين أول ما يدخلوا هنفتح المايك ونبلغهم وهم أكيد مش هيتآخروا عن 3 دقايق، هتعدي ودلوقتي مش عايزين نتكلم علشان محدش يشك فينا تاني خصوصا بعد اللي حصل من شوية
هز رأسه بالإيجاب وظل يتابع فقرات المحفل بملل شديد إلى أن انطفأت الأنوار وهدأت كل الأصوات، في تلك اللحظة أدرك أن ما انتظراه سيحدث الآن وبالفعل انبعث ضوء خفيف باللون الأحمر ودلف إلى المكان ثلاثة أشخاص يرتدون نفس الملابس لكن كانت من الجلد وعلى رأسهم رأس ماعز مخيف، تقدموا إلى الداخل بهدوء شديد وفجأة توقفوا ووقفوا بجوار بعضهم قبل أن يردد رئيسهم والذي كان يتوسط الثلاثة:

- النهارده هو يوم المحفل اللي بنستناه كل سنة، النهارده هي نهضة لوسيفر، النهارده هنقول للعالم إننا هنا وإننا ايد واحدة ضد كل واحد بيهين ملكنا وحامي عهدنا لوسيفر، تعبنا جدا علشان نبني معابدنا هنا في مصر، تعبنا علشان ننشر دعوتنا ونعمل قاعدة لينا في أهم دولة في العالم وهي مصر وخليكم فاكرين إننا لو سيطرنا على مصر هنسيطر على العالم كله، لازم نوسع قاعدتنا ونسيطر على كل جزء في البلد دي علشان ننشر عبادتنا وتبقى في النور بدل ما هي في الظلام وتحت الأرض ودلوقتي وقت سجدة الحفاظ على العهد

سجد الجميع مع بعضهم وبسرعة شديدة عدا طيف ونيران الذان رفضوا السجود وظلا واقفينِ إلى أن هتف رئيسهم بغضب:
- ماسمعتوش اللي قلته ولا ايه؟ بقول دلوقتي وقت السجود .. اسجدوا للوسيفر !
قام «طيف» بتشغيل الميكروفون الاحتياطي وردد بصوت مرتفع:

- عمرنا ما هنسجد غير لربنا، عمرنا ما هنبقى زيكم .. إبليس رفض السجود لسيدنا آدم واحنا كمان مش هنسجد غير لربنا، خلاص قاعدتكم اللي بتقولوا عليها دي هتنتهي دلوقتي ومصر اللي بتتآمروا عليها دي هتتطهر من أشكالكم
وهنا تابعت نيران بصوت غاضب هي الأخرى:
- المكان كله متحاصر بالشرطة وفعلا دي نهايتكم، نهاية الظلم والقتل اللي نشرتوه، نهاية عبادتكم المقرفة دي، البلد هتنضف من أمثالكم..

ضحك بصوت مرتفع وبدل نظراته بين مساعديه ثم نظر إليهم مرة أخرى وردد بثقة:
- هتفضلوا متآخرين عننا بألف خطوة واحنا اللي سابقينكم تعرف ليه؟علشان الجهاز اللي أنت اتكلمت منه ده في جهاز تشويش عليه يعني محدش سامعك ثانيا بقى في خلال نص دقيقة هبقى أنا ومساعديني مالناش وجود يعني كل حاجة فشنك
خلع «طيف» قناعه وأزال اللون الأبيض الذي يغطي وجهه بسترته ثم قال بثقة بعدما تقدم خطوتين إلى الأمام:

- شايف وشي ! أنا عارف إنك مش غارم بس أكيد غارم حد من اللي واقفين على يمينك وشمالك دي مش شغلتنا، الميكروفون فعلا اتشوش عليه وده كان واحد تاني شغلته أول ما دخلتوا وجهاز التشويش مابيفكش الشفرة في نفس الثانية وأنت أدرى بالكلام ده
تقدمت «نيران» هي الأخرى حتى وقفت بجواره بعدما أزالت هي الأخرى أدوات التخفي ورددت:
- المرة دي احنا اللي سبقناكم وبألف خطوة برضه لأنكم مش هتعرفوا تمشوا من هنا.

أزال رأس الماعز من على رأسه ووضعها على الأرض بهدوء قبل أن يضحك بصوت مرتفع وهو يقول:
- طيب أنتوا اللي اخترتوا .. سلام
ثم قام بإلقاء قنبلتين غازيتين بقوة على الأرض غطت المكان بأكمله مما جعل الجميع يسعلون بقوة إلى أن اختفت آثار الدخان بعض الشيء، سعل «طيف» بقوة وهو يبحث بعينيه عنهم لكنه لم يجدهم وكذلك «نيران» التي تحركت بعشوائية وسط الغاز لتلحق بهم لكنهم كانوا كنقطة الزيت التي وقعت بداخل محيط ولم يعد لهم أثر.

اقتحمت قوات الشرطة المكان بعدما أتتهم الإشارة من «طيف» وحاصروه من كل مكان وبالفعل وجدوا الجميع بداخل هذا المكان الذي كان تحت الأرض ولكن لم يجدوا أثر لرئيسهم ومساعديه، اقترب «زين» ومعه «رماح» من «طيف، ونيران» ليطمأنوا عليهم بعد هذا الغاز الذي خنقهم بشدة وردد «رماح» متسائلًا:
- فين هم ! مفيش غير اللي شاركوا في الحفل بس، فين الراس الكبيرة ؟
ردد «طيف» بصوت ضعيف وهو يحاول التنفس بسبب هذا الغاز:

- رموا قنابل غاز وهربوا .. اختفوا ومالهمش أثر
هنا ردد «زين» بتعجب:
- هربوا ازاي المكان كله متحاصر عمرهم ما هيعرفوا بخرجوا
وقفت «نيران» بصعوبة قبل أن تقول:
- مفيش غير بابين واحد اللي كله بيدخل منه والتاني اللي هم دخلوا منه وده كان وراهم على طول أكيد خرجوا منه
وقف «رماح» وردد بصوت مرتفع:
- فتشوا المكان كله وأنتوا تعالوا ورايا.

ركض «رماح» بسرعة ومن خلفه «طيف، نيران، فاطمة، فهد، زين»، سار عبر رواق طويل وضيق وما إن وصل إلى نهايته حتى وجد سلم فصعد إلى الأعلى ومن خلفه الجميع ليجدوا أنفسهم بداخل منزل آخر، وقف وانتظر صعودهم ثم قال بصرامة:
- طيف أنت وزين هتتحركوا من هنا على طول وأنتِ يا نيران أنتِ وفاطمة من الناحية دي وأنت يا فهد تعال معايا..

بالفعل خرجوا من المنزل وسار كل اثنين في اتجاه كما أمرهم رماح، ركض «طيف» ومعه «زين» وهما ينظران في كل مكان بحثًا عنهم حتى رأى «طيف» رئيسهم على بعد مسافة طويلة يستقل سيارته فأسرع تجاهه وهو يقول:
- أهو هناك يا زين يلا نلحقه..

بالفعل ركضا تجاهه لكنه كان أسرع وأدار سيارته ثم تحرك تجاههما بسرعة شديدة ليدهسهما، كان رد فعل «زين» أسرع من «طيف» وقفز ليبعده عن طريق السيارة وأنقذ حياته، تابع قائد عبدة الشيطان طريقه بسرعة ونظر «زين» إلى «طيف» قائلًا:
- أنقذتني مرة وأنا أنقذتك مرة كدا خالصين
وقف وبحث بعينيه عن سيارة وبالفعل وجدها بالقرب منه فأسرع إليها وهو يقول:
- مش وقته يا زين يلا نلحقه..

استقل المقعد الأمامي خلف الموقد وبجواره «زين»، حاول إدارة السيارة من دون المفتاح كما تعلم لكن من سرعة حركة يده توتر ولم يستطع فعل شيء فمد «زين» يده وهو يقول:
- وسع وسع هشغلها أنا..

بالفعل قام بإدارة السيارة وانطلق «طيف» بسرعة جنونية خلف هذا المجرم المجهول، أخيرا بعد سير طويل لاحظا سيارته على بعد ليس بطويل فزاد «طيف» السرعة حتى اقترب منه حاول إيقافه لكنه تحرك يسارًا ليتفادى اصطدامه، تحرك يسارًا هو الآخر ليضيق عليه الطريق لكنه أوقف سيارته فجأة وأدارها إلى الجهة الأخرى فلف «طيف» سيارته بحركة مفاجأة أثناء تحركها بسرعة وتحرك خلفه بينما أخرج «زين» مسدسه وهتف بجدية:
- حاول تقرب من العربية وأنا هضرب على الكاوتشات علشان أوقفه..

هز رأسه بالإيجاب واقترب بالفعل منه، أخرج «زين» جسده من السيارة وكاد أن يطلق النار على إطارات السيارة إلا أنه كان أسرع وأطلق عدة رصاصات بصورة عشوائية مما جعله يتفادى تلك الرصاصات، اقترب أكثر من السيارة فأخرج «زين» يده مرة أخرى وأطلق عدة رصاصات على الإطارات وبحركة سريعة انحنى هذا المجرم يمينًا وكالعادة التف طيف بالسيارة أثناء سيرها بتلك السرعة الجنونية لكن تلك المرة انقلبت السيارة بهما وظلت تلتفت عدة مرات في الهواء إلى أن ثبتت على الأرض ولكنها كانت مقلوبة.

لحظات، لحظات قليلة بين الهدوء والعاصفة، لحظات قليلة بين الحياة والموت، بين التمكن وفقدان السيطرة، لم يدرك «طيف» ما حدث إلا عندما ثبتت السيارة، وجد نفسه يجلس بصورة معكوسة وما يثبته حزام الأمان بالسيارة، كانت الدماء تسيل من وجهه ومن جسده، شعر بالدوران وأنه سيفقد الوعي لكنه هز رأسه بقوة رفضًا للاستسلام وفك الحزام ليسقط بقوة على رأسه لكن المسافة كانت قليلة، حاول دفع الباب بقدمه لكنه لم يستطع وفي نفس التوقيت بدأت السيارة في الاشتعال لتعلن عن قرب انفجارها، ظل يركل الباب بكل ما يملك من قوة لكن الباب لم يفتح وكأنه يرفض إخراجهما من السيارة، هز رأسه بقوة ليمنع نفسه من الاستسلام وفقدان الوعي ثم هز «زين» بخفة وهو يقول:
- زين ! أنت سامعني ؟ هنخرج ازاي..

كان «زين» قد فقد الوعي بالفعل، لف رأسه بصعوبة فوجد النيران تشتعل وتزداد في الاشتعال فعلم أنه هالك لا محالة، كاد أن يعلن استسلامه إلا أنه تذكر «نيران» التي ستبقى وحدها بدونه، تذكر حديثها له وهي تقول " ياريت ماتسيبنيش لوحدي تاني، أنا من غيرك هموت "، تنفس بصعوبة وردد بهدوء:
- حاضر يا نيران مش هسيبك .. مش هستسلم..

أمسك بكرسيه جيدًا ثم ركل الباب بأقصى قوة بقدميه وتلك المرة نجح في فتحه، أسرع وخرج منه وتراجع بظهره وهو جالس إلى أن خرج بأكمله من السيارة، التف حول السيارة وحاول فتح الباب لكنه فشل، نظر إلى النيران فوجدها ازدادت بشدة وكأنها تنذر عن انفجار السيارة في أي وقت، ركض بسرعة حول السيارة وأدخل نصف جسده من الجهة التي خرج منها ثم أمسك بـ «زين» وسحبه بقوة إلى الخارج، رفعه من ذراعيه وسحبه بعيدًا عن السيارة التي انفجرت وأصدرت صوتا ضخما ومخيفا.

ألقى بنفسه على الأرض ونظر إلى السماء وهو يتنفس بصعوبة بالغة، لا يصدق أنه نجى من هذا الحادث، استمر هكذا لبضع دقائق قبل أن ينهض من مكانه وينظر حوله بحثًا عن وسيلة نجدة فلم يجد شيئا لأنهما الآن على طريق ومن حولهما صحراء ولا وجود لأي بشر !


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:23 مساءً   [68]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الثامن والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

انتشرت قوات الشرطة في كل مكان وعاد «رماح» والبقية إلى نفس نقطة الالتقاء، بحث بعينيه بينهم قبل أن يردد بتساؤل:
- فين طيف وزين ؟
لم يجب أحد ورددت «نيران»:
- فعلا اتآخروا أوي ! أيوة صح زين كان معاه جهاز لاسيلكي ممكن نعرف مكانهم
أخرج جهاز اللاسلكي الخاص به ورفعه وهو يقول:
- الو عمليات الو عمليات، الرائد زين الجيار سامعني ! الرائد زين الجيار أنت فين ؟

نهض من مكانه ونظر حوله بحثًا عن وسيلة نجدة فلم يجد شيئا لأنهما الآن على طريق ومن حوله صحراء ولا وجود لأي بشر !
عاد إلى «زين» مرة أخرى وجلس بجواره ليفكر في خطوته التالية وكيف سيخرج من هذا المكان وأثناء تفكيره استمع لصوت جهاز اللاسلكي بجيب بنطال «زين» الذي كان فاقدًا للوعي فأسرع وسحبه ورفعه وهو يقول:
- أنا طيف، طاردنا الراس رئيس المنظمة بالعربية وعملنا حادثة .. زين أغمى عليه واحنا على طريق وحوالينا صحراء
سحبت «نيران» الجهاز منه بسرعة ورددت بلهفة:
- طيف أنت كويس ؟

ابتسم وردد بهدوء:
- الحمدلله عدت على خير
سحب «رماح» الجهاز منها مرة أخرى وهو يقول:
- مش وقته
ثم رفع الجهاز وقال:
- خليك عندك يا طيف وفي قوة وعربيتين إسعاف هيجولك
- تمام

وفي تلك اللحظة فاق «زين» ونظر حوله بتعجب وهو يقول:
- أنا فين ! حصل ايه؟
ابتسم «طيف» وقال مازحًا:
- صباح النور، أنت ما صدقت وسوقت فيها ولا ايه أنت بقالك ساعة نايم يا جدع
قام بصعوبة ونظر إلى وجه «طيف» وهو يقول بقلق:
- وشك كله دم ! هي العربية اتقلبت صح ؟ أيوة افتكرت كانت ماشية وفجأة اتقلبت.

وضع الجهاز بجواره وقال مازحًا:
- أيوة اتقلبت ولولا إني أنقذتك كان زمانك كباب حلة، كدا أنا أنقذتك مرتين وأنت مرة يبقى مش خالصين
أمسك «زين» حجرا صغيرا وألقاه عليه وهو يقول:
- هو ده وقته يا جدع ؟
تفادى «طيف» الحجر قبل أن يقول:
- بقى دي شكرا اللي بتقولهالي .. ماشي برضه مش خالصين
نفض «زين» ملابسه ونهض بصعوبة قبل أن ينظر حوله ويقول متسائلًا:
- احنا فين ؟

رفع «طيف» كتفيه بمعنى "لا أعرف" ثم قال:
- علمي علمك بس المقدم رماح هيبعت عربيتين إسعاف وقوة على هنا أما بقى عن الراس الكبيرة فهرب بعد كل اللي عملناه ده
جلس مرة أخرى ونظر إليه بعدم رضا قبل أن يقول بغضب:
- في حد يلف اللفة اللي أنت لفتها بالعربية دي وهي ماشية بالسرعة دي ؟ يعني أول مرة وعدت على خير تقوم مكررها تاني ! اديه هرب ومش معانا غير عبدة الشيطان بس أما رءوس الأفاعي ماعرفناش نمسكهم..

نظر إلى نقطة بالفراغ أمامه وردد بحزن:
- لولا موضوع السجود ده كان زمان القوة جت وقبضت عليه من غير ما يعرف بس للأسف طلع ذكي وكان عارف إن لو في حد مدسوس عمره ما هيسجد
قطب «زين» جبينه بتعجب وأردف:
- سجود ايه مش فاهم ؟
قص ما حدث عليه وأنهى حديثه قائلًا:
- تفتكر أنا كدا غلطان وماأديتش مهمتي على أكمل وجه ؟

هز رأسه بالنفي ورسم ابتسامة على وجهه وهو يقول:
- مفيش كلام من ده، أنت عرضت نفسك للخطر ودخلت جوا كهف الشياطين، أنت عملت كل اللي مطلوب منك وصح أوي إنك رفضت تسجد للشيطان أنا لو مكانك كنت هرفض وأي حد مكانك كان هيرفض، سيبها على ربنا .. ربنا هيقف جنبنا ويساعدنا علشان رفضنا نعصيه أو نعمل حاجة تغضبه، راس الأفعى طالما دخلنا جحرها يبقى هنعرف نقطع راسها، دي نهايتهم إن شاء الله
ابتسم «طيف» وقال بارتياح:
- إن شاء الله.

مرت نصف ساعة قبل أن تصل سيارات الإسعاف مع قوة من الشرطة إلى مكانهم، كانت «نيران» معهم وما إن رأت «طيف» حتى ركضت تجاهه وارتمت بين أحضانه وهي تقول:
- أنت كويس يا حبيبي ! في حاجة بتوجعك ؟ بتشتكي من حاجة ! بالله طمني
أبعدها عنه قليلا وأمسك يدها بحب ثم أطبق عليه بكلتا يديه وهو يقول:
- أنا كويس يا حبيبتي ماتقلقيش، شوية جروح خفيفة بسبب إن العربية اتقلبت بس لكن أنا بخير
انهمرت دمعة من عينيها قبل أن تقول بصوت ضعيف:

- بس أنت وشك كله خرابيش وتعواير كتير أوي، وشك بقى شوارع
ضحك على جملتها الأخيرة وحضنها بحب وهو يقول:
- دي مقدور عليها مش أحسن ما كانت العربية ولعت بينا وكنتِ لميتيني فحم
ضربت ظهره بخفة قبل أن تقول:
- بعد الشر عنك، يلا علشان عربية الإسعاف مستنية ونشوف وشك اللي محتاج تنجيد ده
ابتعد عنها قبل أن يرفع حاجبيه بتعجب قائلًا:

- محتاج يتنجد ! للدرجة دي أنا وشي باظ ؟ هاتي موبايلي أما أفتح الكاميرا الأمامية وأشوف وشي حصله ايه
بالفعل أخذ منها هاتفه وقام بفتح الكاميرا الأمامية ليتفاجأ بوجهه الذي كان مليء بالجروح والدماء التي أخفت ملامح وجهه، اغلق الكاميرا ونظر إليها بحزن قائلًا:
- يالهوي أنا مابقيتش عارف نفسي ! أنا مش عارفني ..

ضحكت وتابعت بمرح:
- أنا تهت مني .. أنا مش أنا
- هزري هزري ما أنا الدنيا جاية عليا أوي، شوية أتضرب فوق نفوخي وماأمشيش شهر وشوية أتضرب رصاصة وشوية أتقلب بعربية ولسة اللي جاي أحلى

اقترب «زين» من «طيف» وردد قائلًا:
- بقولك ايه يا طيف معلش عايز موبايلك هتصل بنائل أو أختي أعرف منهم في ايه أصل نائل كلمني وكان صوته فيه حاجة وانا قفلت علشان المهمة
رفع إحدى حاجبيه وهو يقول متسائلًا:
- نائل ده خطيب أختك صح ؟

هز رأسه بالنفي وأجابه:
- ياعم بطل الزهايمر ده ماأنا قلتلك حكايته وإن شاء الله يبقى زي ما بتقول، هات بقى الموبايل ماتبقاش رخم
مد يده بهاتفه وهو يقول:
- رخم ! اطلب بأدب ياعمنا بدل ما أقول مفيش موبايلات
سحب الهاتف من يده وتحرك بعيدًا ثم قام بكتابة رقم شقيقته وضغط على زر الاتصال وما هي ثوانٍ حتى أجابته وهي تقول:
- أيوة ! مين معايا..

أجابها بصوت شبه مرتفع:
- أيوة يا ياسمين أنا زين، الموبايل مش معايا وبكلمك من موبايل ظابط صاحبي المهم حصل ايه ونائل كلمك ولا لا ؟
أجابته وهي تنظر إلى نائل الذي كان يجلس بجوارها بداخل سيارتها:

- أيوة كلمني وهو جنبي في العربية اهو واللي حصل إنه مش لاقي أخوه يوسف بص هما اتصالحوا النهارده وقصة طويلة كدا هبقى أحكيهالك بعدين بس يوسف اختفى ومش بيرد على موبايله وباباه تليفونه مقفول ومسافر ونائل قلقان جدا ومش عارف يتصرف ازاي ده حتى راحله البيت ومعرفش مكانه برضه
فكر قليلًا في الأمر ثم ردد بجدية:
- طيب أنا هكلم حد يشوف مكانه وبعدين هكلمك تاني

دلف إلى داخل تلك الشقة التي امتلأت برجال الشرطة وفحص بعينيه المكان قبل أن يرمق جثته والتي يغطيها غطاء باللون الأبيض، انخفض النقيب «طارق» ونزع الغطاء عن وجهه ليرى من هذا فتفاجأ أنه «يوسف» فهو كان على علم بخطوبته لشقيقة رئيسه بالعمل «زين»، نهض من مكانه واتجه إلى أحد الضباط وهتف متسائلًا:
- ايه اللي حصل ومين اللي بلغ عن جريمة القتل ؟

أجابه الضابط بجدية:
- اتطعن كذا طعنة في بطنه أدت لوفاته واللي بلغ عن جريمة القتل واحدة ست وماقالتش اسمها ولا أي حاجة عنها وقفلت على طول
هز رأسه بالإيجاب ورمق الجثة مرة أخرى قبل أن يقول:
- لقيتوا سلاح الجريمة ولا لا ؟
هز رأسه بالإيجاب وهو يجيبه:
- لقيناه سعادتك ودلوقتي بناخد البصمات من المكان.

ارتفع صوت رنين هاتفه فأشار للضابط بمتابعة عمله وأجاب هو:
- أيوة !
جائه صوت «زين» الذي قال بجدية وبأمر صريح:
- طارق عايزك تقلب الدنيا على يوسف محمد الهواري، سيب كل اللي في ايدك واعرفلي مكانه
نظر إلى جثته التي كانت أمامه وردد بصوت هادئ:
- يوسف محمد الهواري اتقتل يا باشا
ارتفعت حاجبيه بصدمة وردد بعدم تصديق:
- اتقتل ! ازاي وامتى وفين ؟

- في بلاغ جالنا إن في جريمة قتل في منطقة ".." واللي بلغت بنت بس ماقالتش اسمها، جيت وكشفت وشه واتصدمت إنه هو، لسة معرفش تفاصيل أوي بس هو اتقتل بكذا طعنة
تحرك «زين» حركات عشوائية لا يعرف ماذا يقول وماذا يفعل، كيف سيخبر «نائل» بهذا الأمر ! لوى ثغره بحزن وأردف:
- طيب يا طارق ابعتلي العنوان وأنا جاي عندك حالا
- تمام يا باشا.

اقترب «طيف» من «زين» الذي أنهى المكالمة وظل شاردًا في مكانه، لاحظ طيف شروده فردد بتساؤل:
- مالك ! في حاجة حصلت ؟
نظر إليه بشرود وهو يجيبه:
- يوسف اتقتل !
رفع «طيف» إحدى حاجبيه بتعجب وهو يقول:
- يوسف مين ! تقصد غارم اللي مسمي نفسه يوسف ولا ايه بالظبط
هز رأسه بالنفي وأجابه:

- لا يوسف خطيب اختي اللي قبل كدا وأخو نائل
شرد «طيف» قليلا وهو يحاول ربط الأمور ببعضها فهتف «زين»:
- هبقى أحكيلك بعدين
نظر إلى الهاتف وحدد العنوان الذي أرسله «طارق» ثم مد يده بالهاتف وهو يقول:
- لازم أروح، مش هروح على المستشفى
أخذ منه الهاتف وأشار إلى ملابسه وهو يقول باعتراض:

- طب المستشفى ممكن تروحها بعد ما تخلص عادي إنما هدومك اللي متقطعة ومليانة تراب وقرف دي هتمشي بيها ازاي ؟
نظر إلى ملابسه ووجدها كما وصف فقال بتردد:
- طيب أعمل ايه ! لازم أروح .. طيب هروح أغير هدومي على طول وأطلع على هناك
حضرت «نيران» ورددت بصوت مرتفع:
- هنفضل هنا للصبح ! عربيات الإسعاف مستنية
هنا تحدث «طيف» وقال بجدية:

- تعالى في عربية الإسعاف المسعفين يشوفوا الجروح دي ويعملولك إسعافات أولية وأنا هبعت حد يروح عندك البيت يجيبلك هدوم تلبسها وأنت هناك وتروح على مكان الجريمة، مش هتاخد ساعة وبالمرة هروح معاك

أعجبه اقتراحه ووافق عليه قبل أن يتجه إلى سيارة الإسعاف واتجه «طيف» ومعه «نيران» إلى سيارة الإسعاف الأخرى ...

انتظرت مهاتفة شقيقها له لكنه تآخر كثيرًا وفجأة صاح «نائل» بصوت مرتفع وهو يقول:
- بابا فتح موبايله .. جالي رسالة أنا هتصل بيه
وبالفعل نقر على زر الاتصال وما هي إلا ثوانٍ حتى أجابه وهو يقول:
- أيوة يا نائل في حاجة ولا ايه ؟ الساعة دلوقتي 3 قبل الفجر قلقتني ؟
أسرع وقص عليه ما حدث وتغيب شقيقه «يوسف» فجاءه الرد المعتاد:
- أنت ماتعرفش يوسف ده بيسهر للفجر ويرجع متآخر دي عوايده ومش مستاهلة كل القلق ده..

نظر إليها وردد بحزن:
- هو مابقاش يسهر بس مش عارف الصراحة أعمل ايه .. أنت فين دلوقتي يا بابا ؟
أجابه وهو يقود سيارته عائدًا للمنزل:
- أنا لسة داخل القاهرة اهو قدامي حوالي نص ساعة وأوصل البيت وبعدها هطمنك ماتقلقش
- تمام يا بابا مع السلامة
أنهى المكالمة معه ونظر إليها مرة أخرى وهو يقول:

- أنا آسف يا ياسمين تعبتك معايا لمجرد إحساس وسهرتك للفجر وأنتِ عندك شغل بكرا، أنا هنزل واخد تاكسي للبيت وأنتِ روحي علشان الشغل
ابتسمت بلطف وأدارت سيارتها استعدادًا للتحرك قبل أن تقول:
- لو قلت الكلام ده تاني يا نائل هزعل منك مفيش بينا أسف وبعدين مين قالك إني متضايقة، أنا نفسي والله تطمن بأي طريقة، على العموم أنا مش هسيبك تنزل وهوصلك ومش عايزة اعتراض لأني هوصلك يعني هوصلك..

ابتسم بهدوء قبل أن يقول بلطف:
- خلاص موافق .. تسلميلي
ابتسمت تلقائيًا وتابعت طريقها إلى عنوانه ...

انتهى الأطباء من عمل الإسعافات اللازمة لـ «زين، طيف» وحضر اللواء «أيمن» قبل أن يقص عليه «طيف» ما حدث، تقدم «زين» بإتجاهه وردد قائلًا:
- بعد إذن سعادتك همشي علشان لقوا حد أعرفه مقتول والنقيب طارق هناك وعايز أفهم حصل ايه
قطب «أيمن» جبينه وهو يقول متسائلًا:
- مين قريبك ده ؟

نظر إلى «طيف» ثم عاود النظر إليه مرة أخرى وهو يجيبه:
- خطيب أختي السابق، اسمه يوسف محمد الهواري ابن رجل الأعمال محمد الهواري
هز «أيمن» رأسه بالإيجاب وقال:
- أيوة أعرفه، طيب تمام روح أنت بس حاول تسيب القضية دي لحد غيرك وريح علشان بكرا عندنا شغل مهم وهكشف قدامكم مين اللي بيساعدنا لأنه الوحيد اللي هيوصلنا لـ التلاتة اللي هربوا..

أومأ رأسه بالإيجاب وهو يقول:
- تمام سعادتك
وقبل أن يرحل هتف «طيف»:
- استنى أنا جاي معاك وأنتِ يا نيران ريحي وأنا مش هتآخر
وقفت وقالت معترضة:
- هتروح فين بوشك اللي مليان جروح ولزق جروح ده ؟
ابتسم وقبل جبينها بحب وهو يقول بهمس:
- زين صاحبي برضه ولازم أقف جنبه وبعدين أنا ماصدقت يبقى ليا أصحاب في شرطة، يلا مش هتآخر اشطا ؟
ابتسمت وأجابت بهدوء:
- اشطا.

رحل معه واتجها إلى سيارة «زين» الذي استقل المقعد الأمامي خلف المقود وبجواره «طيف» الذي ردد بجدية:
- قبل ما تتحرك بلغ نائل علشان زمانه قلقان على أخوه دلوقتي على الأقل لما يعرف هيزعل بس القلق هيروح وبلغ أبوه برضه
فكر «زين» قليلا في ما قاله واقتنع به، رفع هاتفه وقام بإحضار رقم «نائل» ثم نقر على زر الاتصال.

كان قد وصل أخيرا إلى الشارع الخاص به وقبل أن يترجل من السيارة استمع لصوت رنين هاتفه فرفع الهاتف بلهفة ليجده رقم «زين» فأجاب على الفور وهو يقول:
- أيوة يا زين لقيته ؟
انتظر لثوانٍ ونظر إلى «طيف» الذي هز رأسه بمعنى "أخبره" فأخذ تلك الخطوة وقال:
- احنا لقينا يوسف .. البقاء لله يا نائل
لم يستوعب ما قاله وظل على حالته وكانت تتابع «ياسمين» تبدل تعابير وجهه للصدمة فقالت:
- نائل في ايه؟

لم يجبها وتحدث بعدم تصديق:
- يوسف مات ! ازاي ده كان معايا الصبح وحكالي عن البنت اللي بيحبها ! ده كان ناوي يكلم باباها ويتجوزها ! يوسف مات !
صمت «زين» قليلا قبل أن يقول بحزن:
- للأسف يا نائل .. أنا مش فاهم ده حصل إزاي بس لقوه مقتول في شقة في القاهرة بعد ما بنت بلغت عن الجريمة
ثم صمت قليلًا وتابع بانتباه:
- أنت قلت بيحب بنت وهيتجوزها ؟

انهمرت الدموع من عينيه وقال بحزن:
- كان للأسف .. مالحقش، أنا عايز أشوفه دلوقتي
رفض طلبه وقال بهدوء:
- ماينفعش يا نائل بس لما ياخدوا الجثة على المشرحة أوعدك أخليك تشوفه
مسح دموعه وقال بتماسك:

- علشان خاطري يا زين أنا أول مرة أطلب منك طلب، عايز أشوفه دلوقتي مكان ما هو موجود
صمت قليلا ليفكر بالأمر ثم أجابه:
- طيب يا نائل هبعت اللوكيشن لياسمين تجيبك على المكان بس هتشوفه وتمشي على طول علشان نشوف شغلنا
- تمام تمام.

أنهى المكاملة ونظر إلى «ياسمين» بحزن وهو يقول:
- كنت حاسس .. قلتلك هو مش بخير أبدا، يوسف اتقتل
وضعت يدها على يده بحركة تلقائية وقالت بهدوء:
- اهدا يا نائل أنت ماتستحقش الزعل والحزن ده كله، الصراحة مش عارفة أقول ايه بس ربنا يكون في عونك ويصبرك على المصايب دي كلها.

على الجهة الأخرى هاتف زين والده وأخبره بالأمر وأنهى المكالمة سريعًا ثم نظر إلى «طيف» قائلًا:
- حاسس بحاجة مش مظبوطة
رفع حاجبيه وقال متسائلًا:
- قصدك ايه ! يوسف اتقتل وطبيعي اتقتل علشان حاجة معينة ايه بقى الحاجة اللي مش مظبوطة
لوى ثغره ونظر إلى الطريق أمامه وهو يقول:
- هنعرف .. هنعرف ودلوقتي هحكيلك حكاية يوسف ويقرب ايه لنائل عقبال ما نوصل

مرت دقائق قبل أن يصلا إلى مكان ارتكاب الجريمة، دلف «زين» ومن خلفه «طيف» الذي بحث بعينيه في كل مكان، انخفض «زين» وكشف عنه الغطاء ليتأكد أنه هو وبالفعل كان هو فنهض وتحرك بإتجاه «طارق» وقبل أن ينطق دخل «نائل» ومن خلفه «ياسمين» إلى الشقة وبحث بعينيه عن مكان جثة أخيه وما إن وجدها حتى اقترب منه وكشف عن وجهه الغطاء، انهمرت دموعه وقال بحزن:

- مين اللي عمل فيك كدا يا يوسف ! أنا ما صدقت إنك اتغيرت وبقى ليا أخ كبير، مش قادر أصدق اللي حصل
أقترب «زين» منه وربت على كتفه قائلًا:
- قوم يا نائل مفيش فايدة من الكلام ده دلوقتي أوعدك هنعرف مين اللي عمل كدا وهناخد حقه
نهض بضعف وتراجع إلى الخلف خطوتين قبل أن يقول «طيف»:
- هنعرف مين اللي عمل كدا، أنا لاحظت كاميرا على أول الشارع ويعتبر جايبة الشارع كله من بدايته، هنعرف جه هنا ازاي ومين اللي عمل فيه كدا.

في تلك اللحظة دلف «محمد» إلى المكان بلهفة وأسرع إلى جثة نجله ورفع رأسه بحزن وعينيه دامعتين ثم ردد بصوت مرتفع:
- لا ماتسيبنيش يا يوسف .. قوم وقُل لي مين عمل فيك كدا وأنا مش هرحمه، والله مش هرحمه، رد عليا يا حبيبي وقوم، قوم يا يوسف ورد على أبوك، مين اتجرأ وعمل فيك كدا .. قوم يا يوسف ماتحرقش قلبي عليك .. يوسف !
اقترب منه «نائل» وحاول إبعاده وهو يقول:
- بابا اهدا، تعال بس.

دفعه بصدمة واقترب منه مرة أخرى وهو يقول:
- سيبوني مع ابني، محدش يبعدني عنه .. محدش يبعدني عنه
اقترب «نائل» مرة أخرى وردد بهدوء:
- بابا مفيش فايدة من الكلام ده، سيبه علشان الشرطة تعرف تشوف شغلها، هيجيبوا اللي عمل كدا وهناخد حقه إن شاء الله
حضنه فانهار «محمد» في البكاء:

- مش قادر أتخيل إن يوسف مات يا نائل، ده كان لسة من يومين بيقول إنه عايز يجيلك ويعتذر عن كل حاجة عملها، ليه يموت في عز شبابه كدا، سيبني يا نائل أشبع منه قبل ما أسيبه .. سيبني علشان خاطري
سحبه بخفة بعيدا وردد بصوت هادئ كي يجعله يهدأ:
- معلش سيبهم يا بابا يشوفوا شغلهم علشان نعرف مين عمل فيه كدا، هو جالي النهارده واعتذر وأنا زعلان عليه زي ماأنت زعلان بالظبط بس لازم ناخد كل حاجة بالعقل

عادت «نيران» مع اللواء «أيمن» في سيارته وأثناء تحركهم قالت نيران بتعجب:
- معلش يا بابا هو اللي ادانا معلومات عن المحفل ده كان موجود هناك ؟
هز رأسه بالإيجاب وقال بهدوء:
- أيوة كان موجود .. المفروض هو قائد من ضمن القادة بتوعهم، هم تلاتة في منهم اتنين مساعدين وواحد رئيس
رفعت حاجبيها بتعجب قبل أن تقول متسائلة:

- بس ليه ماساعدناش نمسكهم وهرب معاهم مع إنه كان جنبهم بالظبط ! لو هو عايز يساعدنا ليه هرب ؟
نظر إليها ثم نظر إلى الطريق أمامه وهو يقول:
- مش عارف الصراحة، أنا الأول كنت بقول ممكن هرب معاهم علشان محدش يشك فيه لكن أنتِ بتقولي إنه كان جنبهم يعني كان في ايده يوقعهم أو يعمل أي حاجة علشان يعطلهم !

هزت رأسها بعدم فهم وهي تقول:
- أنا مابقيتش فاهمة حاجة خالص، ممكن أصلا كان بيدينا معلومات غلط بس لا ده احنا مسكنا كل عبدة الشيطان اللي في المحفل إزاي يعني هيكون السبب في كدا ! في حاجة غريبة في الموضوع إحنا مش فاهمينها
ثم نظرت إليه وتابعت بتساؤل:

- ممكن حضرتك تقولي هو مين ! مش قادرة الصراحة أمنع فضولي وأستنى لبكرا علشان أعرف مين ده اللي بيساعدنا ! إحنا نعرفه ؟
نظر إليها ثم نظر إلى الطريق أمامه مرة أخرى وهو يقول بجدية:
- أيوة نعرفه .. نعرفه كويس أوي لأنه يبقى غارم، غارم مدير الفندق واللي نصب على مازن قبل كدا .. غارم اللي خطفك وبعدها خطف طيف، عرفتِ بقى مين هو !


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:24 مساءً   [69]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل التاسع والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

خرج «طيف» واتجه إلى هذا المنزل الذي كان يُوضع فيه الكاميرا التي تصور الشارع بأكمله، كانت الكاميرا أعلى محل تجاري صغير فبحث عن زر لكي يضغط عليه ويستدعي مالك هذا المحل فلم يجد مما دفعه لأن يخبط بيده بقوة على الباب الحديدي للمنزل، انتظر لدقيقتين فلم يجد إجابة مما دفعه لأن يعيد طرقاته على الباب مرة أخرى وبصوت أعلى، ما هي إلا ثوانٍ وخرج رجل في الخمسين من عمره وقال بغضب:

- أنت اتجننت ولا ايه إزاي تخبط على الباب كدا وفي ساعة زي دي ! وبعدين شكلك شارب بوشك اللي كله لزق وتعاوير ده
رفع حاجبيه بتعجب قبل أن يسحب بطاقة هويته ويرفعها أمام عينيه وهو يقول:
- معاك الرائد طيف أيمن بتقول كنت ايه! اه افتكرت شارب صح ؟
تلجلج في الحديث ورفع يديه ليدافع عن نفسه:
- آسف والله يا باشا ماكنتش أعرف إنك شرطة، اتفضل أنا تحت أمرك..

أشار إلى الكاميرا الموضوعة وقال بجدية:
- عايز فيديوهات الكاميرا الجميلة دي
رفع حاجبيه بتعجب وهو يقول:
- دلوقتي يا باشا ؟
هز «طيف» رأسه بالإيجاب وأكد عليه ذلك:
- أيوة دلوقتي، في جريمة قتل حصلت في الشارع والكاميرا دي هتساعدنا، يلا علشان وقتنا..

فرك عينيه ثم قال بجدية وهو يشير إلى الداخل:
- اتفضل سعادتك، الجهاز جوا
تقدم ووطأ بقدميه داخل المنزل وأرشده هذا الرجل إلى الغرفة وفتح له جهاز الكمبيوتر الذي تُسجل عليه الفيديوهات الخاصة بالكاميرات ثم ردد:
- دي كل الفيديوهات سعادتك، كل أسبوع بيتمسح علشان المساحة وكدا لكن الفيديوهات دي من 3 أيام لغاية أسبوع وهكذا
نظر إلى الحاسب وردد بجدية:
- عايز الفيديو من الساعة ١٠ بالليل لغاية 2
أشار إلى إحدى الفيديهات وقال:
- ده الفيديو بتاع النهارده كله يا باشا افتحه وهتلاقي فيه الوقت من تحت.

على الجهة الأخرى اقترب «زين» من «ياسمين» وردد بهدوء:
- روحي وصلي نائل وارجعي ريحي علشان شكلك تعبان، انا بقول بلاش تروحي الشركة بكرا
ابتسمت بهدوء وربتت على كتفه بحب وهي تقول:
- أنا كويسة ومش هينفع ماأروحش بكرا علشان استلام السكرتيرة الجديدة للشغل وفي ميتينج مع كذا شركة، هروح أنام ساعة كدا وهروح
أمسك كتفيها بحب وهو يقول:
- طيب يا حبيبتي لما توصلي نائل وتوصلي البيت طمنيني تمام ؟

هزت رأسها بالإيجاب وقالت بابتسامة:
- تمام
تركها واتجه إلى «محمد» الذي كان ينظر إلى جثة ابنه بصدمة ثم قال بهدوء:
- بعد اذنك ياريت تتفضل علشان نكمل بقية الإجراءات، ماينفعش تقعد هنا .. في إسعاف جت وهتاخد يوسف على المشرحة
نظر إليه بغضب وقال بتحذير:
- أنا ابني مش هيروح مشرحة وهيتدفن دلوقتي
هز «زين» رأسه برفض وهو يقول بجدية:

- ماينفعش وبعدين مش حضرتك اللي تحدد، ده شغلنا إحنا ويلا بعد اذنك نفذ اللي بقوله، أنا مقدر موقفك وده اللي مخليني هادي لكن أنا مانسيتش آخر لقاء بينا
نهض «محمد» ونظر إليه بنظرات مليئة بالكره والتوعد:
- هتحرك وهسيب المكان بس هروح أقدم بلاغ أتهمك فيه بإنك اللي قتلت ابني وعندي فيديو قدام بيتي وأنت بتهددني وبتهدد ابني، أنت اللي قتلته ومش هسيبك
ابتسم «زين» وهز رأسه بأسف قبل أن يقول:

- عارف عنوان القسم ولا أوصلك ؟برضه هفضل هادي علشان مقدر اللي حصلك بس دقيقة كمان لو مامشيتش بالذوق هتمشي بالعافية، اختار بقى
نظر بتحدي له لثوانٍ قبل أن يتحرك إلى الخارج.

فتح «طيف» الفيديو وقبل أن يسرّعه دلف «زين» إلى الغرفة وردد بجدية:
- ها وصلت لايه يا طيف ؟
أشار «طيف» إلى الفيديو وقال:
- اديني جيبت من أول الساعة 10 وهفضل أسرٌع لغاية ما أوصل لحاجة..

بالفعل قام بتسريع الفيديو حتى وصل إلى الساعة الثانية عشر والنصف، وجد «يوسف» يظهر أمام الكاميرا بوضوح حيث كان في مقدمة الشارع ثم سار وهو ينظر حوله بحثًا عن المنزل ثم توقف عند المنزل الذي حدثت به جريمة القتل وانتظر للحظات قبل أن يُفتح الباب ويدخل هو منه، سرٌع الفيديو مرة أخرى حتى أصبحت الساعة الواحدة وعشر دقائق، خرجت فتاة لم تظهر ملامحها جيدًا ونظرت حولها بقلق شديد ثم تقدمت إلى بداية الشارع وظهرت ملامحها بوضوح فقام «طيف» بإيقاف الفيديو وأخذ لقطة للشاشة كما أخذ صورتها عن طريق كاميرا هاتفه، نهض من مكانه ونظر إلى «زين» قائلًا:

- دي اللي قتلته بس مين دي وايه علاقته بيها ؟
هز «زين» رأسه بالنفي وهو يقول:
- مش عارف بس نائل قال إنه اتغير وبيحب بنت وحوار كدا ولو كلامه صح يبقى مش اللي في دماغي، هو كان وسخ ويعرف بنات ولو لسة زي ما هو يبقى كان رايح للبنت دي وقتلته لسبب بس مع كلام نائل مابقيتش فاهم حاجة
نظر «طيف» إلى الصورة ثم رفع رأسه مرة أخرى وهو يقول:

- وليه ماتكونش البنت اللي حبها هي هي البنت دي وهي اللي قتلته ؟
قطب جبينه بتعجب وهو يقول:
- قصدك يعني قربت منه وخلته يحبها علشان تقتله ؟
هز رأسه بالإيجاب وأكد عليه ذلك:
- أيوة ده قصدي، المهم عايزين موبايل يوسف ممكن نلاقي عليه حاجة
أخرج الهاتف من جيب بنطاله وكان في كيس من البلاستيك ثم قال:
- الموبايل أهو بس مانعرفش الباسورد !

أخذه من يده وتحرك إلى منزل الجريمة مرة أخرى ومن خلفه «زين» الذي تعجب من تصرفه، انخفض «طيف» ورفع أصبعه ووضعه على متحسس البصمة بعدما أخرج الهاتف وبالفعل أضاءت شاشة الهاتف مما جعله يبتسم بانتصار، ولج إلى قائمة الأرقام فوجد رقم باسم "مي خالد" وبجواره قلب فنقر على زر الاتصال ورفع الهاتف على أذنه ليجده مغلق ! أبعد الهاتف عن أذنه وولج إلى واتس اب فوجد آخر محادثة كانت مع والدته وكان قد أرسل رسالة صوتية مدتها ثلاثون ثانية، فتح الرسالة الصوتية وكان محتواها:

" معلش يا ماما هتآخر، فاكرة لما قلتِ عايزة تفرحي بيا وعايزاني أتجوز وأعمل أسرة وبيت ! اديني هحققلك الحلم ده .. أنا بحب بنت اسمها مى ولما أرجع هحكيلك كل حاجة بس معلش مامتها تعبت واضطريت أروحلها، مش هتآخر كتير يا حبيبتي "
نظر «زين» إليه وقال بتساؤل:
- الرسالة دي بعتها امتى ؟
نظر «طيف» إلى الهاتف ثم رفع بصره ليجيبه:
- الساعة 12 وعشر دقايق
لوى ثغره وهز رأسه قائلًا:

- يبقى توقعك صح .. البنت وقعته كسبت ثقته وبعدها نفذت اللي عايزة تعمله وقتلته بش هيفضل السؤال .. ليه ؟
نهض «طيف» من مكانه ونظر إليه قائلًا:
- دي مش مهمتنا، إحنا ورانا قضية أصعب من دي كتير .. دي أوامر سيادة اللواء وماتنساش إن في اجتماع بكرا للمجموعة علشان كشف الشخصية اللي بتساعدنا
هز رأسه بالإيجاب وقال بجدية:
- عارف بس هسيب المهمة دي لطارق هو يقوم بيها وهتابعه من بعيد
ثم هتف بصوت مرتفع:
- طارق !

حضر «طارق» وهو يقول:
- تمام يا باشا
مد يده بذاكرة تخزين وهو يقول:
- ده الفيديو اللي فيه البنت اللي قتلت يوسف اتفرج عليه وهتفهم الدنيا ومعاه صورة البنت وأنا هبعتلك فويس واتس أفهمك مين البنت دي وأنت تكمل القضية دي تمام ؟
هز رأسه بالإيجاب وهو يقول بثقة:
- تمام سعادتك هنوصل للبنت دي وهنجيبها قريب إن شاء الله

كانت تقود السيارة وهو صامت لا يتحدث إلى أن أوصلته فنظر إليها وقال:
- معلش على التعب ده، بكرا في ميتينج ومش هتركزي
رفعت إحدى حاجبيها وقالت معترضة:
- تاني يا نائل ! قلتك مية مرة أنا مش متضايقة خالص طول ما أنا جنبك وبعدين يتحرق الميتينج المهم أنت تكون كويس
ابتسم بمجاملة قبل أن يقول بألم:

- أنا الحمدلله كويس، اينعم أنا جوايا حرقة ووجع على يوسف اللي مالحقتش أشبع منه كأخ بس اللي خد صدمة قبل كدا بيتعود وبيقدر يتمالك نفسه في الصدمات اللي بعد كدا، أنا بخير وهاجي بكرا الشركة وهحضر الميتينج إن شاء الله وبالليل أبقى أقف في العزاء
لم تضغط عليه أكثر من ذلك وقالت بهدوء:
- ربنا يصبرك ويخفف عنك يا نائل
ابتسم لها وردد:
- يارب.

ترجل من سيارته وسار إلى منزله بينما هي بقيت في مكانها ترمقه إلى أن دلف إلى منزله، تذكرت كم كانت قاسية عليه منذ أن أتى إلى الشركة، هزت رأسها وشعرت أنها كانت في قمة غبائها عندما فعلت ذلك وعندما تعمدت إهانته ودعت الله أن يسامحها على كل تلك الإهانات، استعدت للرحيل لكن أحدهم فتح باب السيارة الأمامي وجلس بسرعة على المقعد قبل أن يشهر مطوته ويقول:

- اطلعي بكل اللي معاكِ بالذوق علشان أسيبك تروحي بعربيتك ولو صوتِ أو عملتِ صوت مش هخلي مكان في جسمك سليم
شعرت بالخوف وانكمشت في مكانها وهي تقول:
- خد اللي عايزه .. شنطتي قدامك والموبايل اهو

صعد «نائل» الدرج وكاد أن يفتح باب شقته إلا أنه تذكر هاتفه الذي نسيه بسيارة «ياسمين» فأسرع وعاد إلى مكان السيارة حتى يلحقها قبل الرحيل وما إن حضر حتى رأى هذا المجرم يشهر سلاحه عليها ويأخذ شنطتها فأدخل كلتا يديه من نافذة السيارة وأمسك برأسه ثم دفعها بقوة لتصطدم بتابلوه السيارة، رفع رأسه وصدمها مرة أخرى حتى خرجت الدماء من رأسه ووقع السلاح من يده، فتح باب السيارة وأخرجه منه ثم ركله عدة ركلات قبل أن ينظر إلى داخل السيارة وهو يقول:
- أنتِ كويسة يا ياسمين ؟

هزت رأسها بالإيجاب وذهب خوفها وهي تقول:
- الحمدلله أنا كويسة، كويس إنك رجعت ولحقتني ده كان هيسرق كل حاجة معايا
تنفس بارتياح قبل أن يقول:
- طيب الحمدلله، كويس إني نسيت الموبايل وإلا ماكنتش رجعت ولحقتك من ايده، أنا هربطه هنا في الشارع وهبلغ عنه
رفعت هي هاتفها وأسرعت قائلة:

- أنا هبلغ زين يبعت حد يقبض عليه
هز رأسه وقيده بالفعل وما هي إلا دقائق وحضرت سيارة شرطة وتم القبض عليه، نظر إليها وقال:
- اتحركي
رفعت إحدى حاجبيها وهي تقول:
- اتحرك فين ده بيتك
هز رأسه بالنفي وأجاب:
- ماأضمنش لو سيبتك ممكن يحصل ايه علشان كدت هاجي معاكِ وهرجع بتاكسي عادي
ابتسمت بهدوء وأغلقت عينيها وهي تقول:

- ماتقلقش أنا هبقى بخير وبعدين الفجر أذن اهو، انزل يلا علشان تلحق تصلي وتنام على الأقل ساعة وتيجي .. أنا سامحالك تتآخر النهارده شوية
أمسك هاتفها ووضعه بيدها ثم قال بتحذير:
- أي حاجة تحصل كلميني علطول .. خلي رقمي جاهز على الشاشة وأول ما يحصل حاجة اتصلي على طول تمام ؟
هزت رأسها بالإيجاب عدة مرات قبل أن تقول بهدوء:
- تمام..

ترجل من السيارة واتجه إلى المسجد ليؤدي صلاة الفجر، توضأ وصلى ركعتين السُنة قبل أن يقيم المؤذن الصلاة، وقف في الصف الأول وصلى بخشوع خلف الإمام وأثناء سجوده دعى الله بأن يرحم والدته وأخيه وأن يسكنهما الجنة ويغفر لهما ذنوبهما، أنهى صلاته واتجه إلى «وحيد» الذي نظر إليه بحب قائلًا:
- مالك يا نائل ! شكلك متغير وحاسك زعلان، مالك احكيلي وفضفض
انهمرت دمعة من عينيه وردد بحزن:

- يوسف يا عم وحيد، يوسف أخويا اللي أنا حكيتلك موضوعه وأنا راجع النهارده .. مات
نظر إليه بصدمة وقال بحزن:
- لا إله إلا الله، ربنا يرحمه .. البقاء لله يا نائل يابني، ربنا يصبرك على كل المصايب دي
مسح دموعه واستجمع قواه مرة أخرى وهو يقول:
- يارب .. صابر ومحتسب ده عند ربنا، ربنا يرحمه ويغفرله كل ذنوبه، اللي مريحني إن ربنا هداه وندم على كل حاجة وحشة عملها
ربت «وحيد» على كتفه وقال بحب:

- ربنا بيحبه .. وراه طريق الهداية علشان لما يموت تكون توبته سبب في إن ربنا يغفرله ذنوبه، دي حسن الخاتمة يا نائل .. ربنا يرزقنا حسن الخاتمة
رفع يده وآمن على دعائه:
- اللهم آمين

أنهى «طيف» صلاة الفجر في المسجد بصحبة «زين» ثم توجها إلى الخارج ونظر «طيف» إلى «زين» قائلًا:
- يلا سلام .. هروح أنام ساعتين علشان أبقى مركز بكرا،النهارده كان يوم متعب أوي
فرد ظهره بتعب قبل أن يقول:
- عندك حق الواحد النهارده ضهره باظ ده غير المصايب اللي حصلت، نتقابل في الاجتماع بقى إن شاء الله.

رحل «طيف» وعاد إلى المنزل وما إن وطأ بقدميه إلى داخل المنزل حتى أسرعت والدته إليه وهي تقول بلهفة:
- طيف حبيبي أنت كويس ! ايه التعاوير اللي في وشك دي كلها ؟
اقترب منها قبل أن ينخفض ويقبل يدها بحب ثم اعتدل في وقفته وردد بهدوء:
- أنا بخير يا ست الكل وبعدين ما أنتِ خلاص اتعودتِ إني كل شوية جاي بمصيبة أو تعويرة شكل، ابنك عامل رعب للمجرمين
رفعت إحدى حاجبيها ورددت بتلقائية:

- ما هو باين على وشك
رفع حاجبيه بذهول وهو يقول بعدم تصديق:
- مين علمك تقصفي جبهات كدا يا ماما ! أكيد نغمة التليفون هو في غيرها، بقولك ايه أنا جعان نوم .. هطلع أريح ساعتين قبل ما بابا يصحيني الصبح برصاصة
كاد أن يتحرك لكنها أمسكت بيده وقالت برفض:
- شغل ايه اللي تروحه بمنظرك ده ؟ أنت تعبان يا حبيبي بلاش شغل بكرا وريح
ابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول بحب:
- ماينفعش يا حبيبة قلبي أنا شغال في الشرطة مش بقالة عم دعبس، يلا تصبحي على خير.

أنطلق إلى الأعلى ودلف إلى داخل شقته بتعب، اتجه إلى غرفته وفتحها برفق فتفاجأ بـ «نيران» التي غارقة في النوم، ابتسم بتلقائية وظل موجها بصره تجاهها لثوانٍ قبل أن يتجه إلى المرحاض، فتح المياه في الـ «بانيو» ووضع صابون الاستحمام ثم وضع جسده فيه ونام بأريحية، أغلق عينيه من شدة التعب وغرق في نوم عميق ...

عاد «زين» إلى المنزل بتعب شديد ودلف إلى داخل الفيلا فلم يجد أي صوت، صعد إلى الأعلى واقترب من غرفة شقيقته قبل أن يطرق الباب بهدوء ليتأكد من استيقاظها ففتحت هي الباب له وهي بإسدال الصلاة، ابتسم وقال بمرح:
- ايه ده لسة صاحية ! ياسمين اللي كانت بتنام من المغرب صاحية لغاية بعد الفجر !
ابتسمت وعادت إلى سريرها مرة أخرى وهي تقول:
- نصيبي المهم طمني عرفتوا مين اللي قتل يوسف ؟

رفع إحدى حاجبيه وأجابها:
- يعني تقريبا عرفنا مين .. البنت اللي حبها وحكى لنائل عنها بس سيبك .. أنا استجدعت نائل ده جدا أكتر من الأول، أنقذك من ايد الواد المجرم ده
ابتسمت وقالت بتلقائية دون أن تنتبه لحضور شقيقها:
- الصراحة نائل طول عمره جدع ومحترم، أنا ماكنتش شايفة برائته دي بس دلوقتي شوفت كل حاجة، ياريت كل الشباب زي نائل في بساطته واحترامه وطيبته
اتسعت ابتسامته وقال مازحًا:
- ياسمين اللي كانت هتحبس نائل وتلبسه تهمة دلوقتي بتدافع عنه وتتكلم عنه كأنه خطيبها.

رفعت إحدى حاجبيها بعد أن عبست ملامحها:
- خطيبي ! أنا كنت وحشة والحمد لله رجعت ياسمين بتاعة زمان وبقول اللي شوفته يعني فيه وفي شخصيته
ضيق عينيه وقال بثقة:
- امممم طيب ياأختي، طيب أما نشوف آخرتها
نظرت إليه بتحدي وقالت مقلدة صوته:
- أما نشوف آخرتها .. آخرتها ايه يعني ؟

نهض من مكانه استعدادًا للرحيل وهو يقول:
- هذا ما سنعرفه .. تابعونا
ألقت بوسادتها في وجهه قبل أن تقول بعدم رضا:
- على فكرة أنت رخم .. روح بقى علشان عايزة أنام ساعة قبل ما أروح الشركة
رفع يده ليدافع عن نفسه وقال وهو يتراجع إلى الخلف بظهره:
- خلاص خلاص هسيبك .. تصبحي على خير ولا أقولك احنا الصبح أصلا مش قايل حاجة سلام عليكوا

مر الوقت واستيقظت «نيران» بصعوبة على صوت منبهها، نظرت بجوارها فلم تجد «طيف» مما جعلها تنهض من مكانها وتتجه إلى المرحاض لتأخذ حمامها قبل أن تهاتف زوجها لتعرف مكانه، فتحت الباب وتفاجئت به نائمًا في البانيو وعينيه مغلقتين وفمه مفتوح فصرخت بصوت مرتفع وهي تهرول تجاهه:
- طيف حبيبي ! رد عليا يا طيف.

قالتها بصوت مرتفع أشبه بالصراخ وهي تهزه فاستيقظ وقال بفزع:
- في ايه ! في ايه البيت بيولع ؟
ضيقت نظراتها وقالت بعدم تصديق:
- أنت عايش ؟
تعجب من هدوئها المفاجئ ووجد نفسه في البانيو مما جعله يقول بتعجب:
- أنتِ كنتِ فاكراني مت ولا ايه ؟
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بهدوء:
- كنت فاكراك غرقت.

ضحك بصوت مرتفع وخبط بيده على يده الأخرى وهو يقول:
- يخربيت فقرك يا شيخة يعني هغرق في البانيو !
لوت ثغرها وعقدت ساعديها أمام صدرها وهي تقول:
- أهو اللي جه في دماغي بقى وبعدين كنت لسة صاحية من النوم ودخلت لقيتك مغمض عينيك وفاتح بؤك على الآخر فجه في دماغي إنك غرقت وبعدين حد ينام في البانيو يا طيف بذمتك ؟

هز رأسه بالنفي وأراح جسده في المياه مرة أخرى وهو يقول:
- كنت جاي تعبان تعب السنين وقلت اخد دش محترم كدا، يادوب ريحت جسمي في البانيو وهوب ماحسيتش بنفسي غير على خضتك وأنتِ بتصحيني، بقولك ايه ما تيجي تاخدي دش معايا .. البانيو واسع ويسيع من الحبايب اتنين
رفعت حاجبيها ورددت بغضب وهي تنهض من مكانها:

- أنت قليل الأدب
اتسعت حدقتاه بعدم تصديق وهز رأسه ليدرك ما قالته ثم هتف بصوت مرتفع:
- أنا جوزك يا مجنونة .. لا لا ماتقوليش إنك فقدتِ الذاكرة أحسن أنتِ بينك وبين ذاكرتك تار

تراجعت واستعدت للخروج وقبل أن تخرج التفتت وقالت بجدية:
- يلا المفروض فاضل ربع ساعة على الاجتماع وسيادة اللواء هيبهدلنا لو اتآخرنا
ابتسم وعرض طلبه مرة أخرى قائلًا:
- محدش قالك إن سيادة اللواء ده يبقى أبويا، هعرف أسلك معاه المهم تعالي
تركته وخرجت ثم قالت قبل أن تغلق الباب:

- دقيقتين وألاقيك خارج يا طيف وإلا هبعت سيادة اللواء يطلعك بنفسه من البانيو
نهض من مكانه وهو يقول بعدم رضا:
- لا وعلى ايه أنا طالع.

مر الوقت وتناولوا الإفطار معًا قبل أن ينطلقوا إلى مكان الاجتماع، جلس اللواء «أيمن» ونظر إليهم جميعًا قبل أن يقول:
- دلوقتي هكشفلكم مين اللي بيساعدنا، هتبقى مفاجأة بالنسبة ليكم بس هو ده اللي بيحصل .. اللي قدملنا المعلومات اللي فاتت دي كلها هو غارم
نظروا إلى بعضهم بعدم تصديق ونطق «طيف» بصدمة:
- غارم مين ! غارم بتاعنا ؟

هز «أيمن» رأسه بالإيجاب وهو يقول:
- أيوة هو
لم يصدق «طيف» وهز رأسه بعدم فهم:
- اللي هو ازاي ! ده نصب على مازن وخطف نيران وكانت هتروح مني وكان هيتسبب في إني ماأمشيش تاني ده غير إنه خطفني وخطف زين ! إزاي يعني بيساعدنا
سند بمرفقيه على المكتب وشبك أصابعه وهو يقول:

- هو فعلا كان فرد منهم بس في الآخر عرف إنه في طريق غلط واتواصل معايا وقالي كل حاجة وطلب مني إني أخليه في أمان وهيساعدني أوقعهم كلهم، وفعلا ده اللي حصل .. رئيس منظمة عبدة الشيطان محدش يعرفه نهائي حتى المساعدين بتوعه وده اللي مخلينا لغاية دلوقتي مانعرفش هو مين أما يا نيران عن شكك في إنه هرب معاهم فدي كانت خطة بديلة وهو إنه يهرب معاهم في حالة إنهم هربوا علشان يفضل الأمل في إننا نجيبهم ولما يهرب غارم محدش هيشك فيه، حوار غارم صعب تقبلوه لكن هو كان بينفذ كل حاجة كانوا بيقولوها علشان مايشكوش فيه، زيه زي ليان كانت شغالة مع المنظمة وبعدين اتعاونت معانا، وتعاون غارم معانا في قضية صعبة زي دي يخلينا نعامله زي ما عاملنا ليان بالظبط وأفرجنا عنها..

علم «حسام» بأمر مقتل شقيقها لكنه أخفى هذا الأمر عليها حتى يأخذ إمضاءها على كافة الأوراق التي ستجعله يستولى على أملاكها، استيقظ مبكرًا وأعد الإفطار ثم اتجه إلى الغرفة مرة أخرى فوجدها قد استيقظت وتمسك بهاتفها، ابتسم بمكر وقال:
- صباح الخير يا حبيبتي
ابتسمت بحب وانتظرت اقترابه ثم طبعت قبلة على شفتيه قبل أن تقول:

- صباح النور يا أغلى حاجة في حياتي
وضع الطعام أمامها وردد بتساؤل:
- ماسكة الموبايل بتاعك ليه ؟
أجابته وهي تنظر إلى شاشة الهاتف:
- بتصل ببابا بس تليفونه مقفول
أسرع وسحب الهاتف من يدها ثم قال بابتسامة:
- أكيد في شغل ومشغول، سيبك من العالم كله وركزي معايا يا روحي
ابتسمت بسعادة وقالت:

- حاضر يا حبيبي أنا كلي ملكك ووقتي كله ليك
قبلها ثم عاد وجلس مرة أخرى وهو يقول:
- اه صحيح أنا خليت المحامي يجيب كل أوراق التوكيل ناقص بس إمضتك بس خليها بعد ما نفطر
هزت رأسها بالنفي وقالت:
- لا لا هات أمضيها دلوقتي علشان أخلص وأفضى لحبيبي وروح قلبي
ابتسم بخبث وهو يجيبها:
- اللي يريحك يا حبيبي.

أسرع ونهض من مكانه ليحضر الأوراق وبالفعل قام بإحضارها ثم وضعها أمامها وفوقهم القلم، ردد بابتسامة:
- يااه مش قادر أقولك أنا متحمس أمسك شغلك وأساعد باباكي إزاي، أوعدك إني هخليكي فخورة بيا على طول
أمسكت بيده بحب وهي تقول:
- أنا طول عمري فخورة بيك يا حبيبي
ثم أمسكت القلم وكتبت إمضائها على الأوراق جميعها وما إن انتهت حتى قال هو:
- حلو أوي، افطري أنتِ وأنا هنزل أقابل المحامي اديله الورق واجي على طول .. مش هتآخر يا قلبي كلها نص ساعة

أثناء الاجتماع تلقى «زين» مكالمة هاتفية من «طارق» فاستأذن منهم جميعًا وابتعد قليلًا قبل أن بجيب:
- أيوة يا طارق في جديد ؟

- أيوة يا زين باشا .. لقينا البنت اللي قتلت يوسف
ابتسم «زين» واتسعت حدقتاه وهو يقول بحماس:
- حلو أوي لقيتوها فين وازاي ؟
صمت قليلًا قبل أن يخبره الخبر الصادم:
- لقيناها مقتولة في شقة هبعت لسعادتك اللوكيشن بتاعها واللي اكتشف الجثة بواب العمارة...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 9 من 32 < 1 20 21 22 23 24 25 26 32 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1351 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 2130 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 1243 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 240 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة الجنس وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 406 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،











الساعة الآن 05:37 PM