logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 9 من 32 < 1 19 20 21 22 23 24 25 32 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:19 مساءً   [64]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الرابع والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

نظرت إليه واختفت ابتسامتها قبل أن تقول بصوت شبه مرتفع:
- العهد الخامس .. جاري تنفيذه الآن
ابتعد قليلًا عنها ونظر إليها بقلق قائلًا:
- أنتِ بتقولي ايه ؟ أنتِ نيران ؟
ودت لو تستطيع إكمال هذا لكنها انفجرت في الضحك فرفع حاجبيه قائلًا:
- مقلب ! يابنتي سيبتِ ركبي حرام عليكِ والله..

خبطت بيدها على يدها الأخرى وهي تقلد صوته:
- أنتِ بتقولي ايه أنتِ نيران ! وربنا أنت مسخرة
هز رأسه وقال بتوعد:
- ماشي يا قلبي، وعد هردهالك .. وعد طيف دين عليه
رفعت إحدى حاجبيها وهي تقول مصححة:
- قصدك وعد الحر مش طيف
خلع التيشيرت الخاص به وهو يقول:
- ما أنا لسة خارج من السجن من شوية ماخرجناش برا الموضوع .. المهم هتتردلك يابنت السلاموني..

مر أسبوع كامل لم يحدث فيه شيئا جديد وفي صباح يوم جديد ارتدى «نائل» ملابسه واتجه إلى الشركة في أول يوم له بعد وفاة والدته، اتجه إلى مكتبه مباشرة وبدأ في متابعة عمله المتوقف كما خصص وقت لمعرفة ما دار خلال الأيام الماضية أثناء غيابه وأثناء اندماجه بالعمل فتحت «ياسمين» الباب دون أن تطرقه فانتبه لها ونهض وهو يقول:
- أنسة ياسمين ! اتفضلي اتفضلي..

نظرت إليه بتحدي وغضب قبل أن تقول بعدم رضا:
- سيادتك جيت وماعديتش على مكتبي ليه علشان أعرف ! عرفت من عم وحيد بالصدفة
جلس بهدوء واقتربت هي ثم توسطت خصرها بيديها منتظرة إجابته فردد:
- عادي يعني ماحبيتش أزعجك وبعدين جيت وبتابع كل حاجة أهو ولو كان في حاجة وقفت قدامي كنت هاجي أستفسر منك..

لوت ثغرها بضيق وتمنت لو تضربه الآن لكنها سرعان ما تركت المكان واتجهت إلى مكتبها مرة أخرى، تعجب من فعلتها وفكر للحظات هل ارتكب خطأ ؟ لم يجد إجابة فنهض من مكانه واتجه إلى مكتبها، طرق الباب ثم فتحه ودلف إلى الداخل، تعمدت عدم النظر له أو الاهتمام بوجوده فاقترب هو بهدوء قائلًا:
- بصي أنا مش شايف إني عملت حاجة غلط بس آسف لو كنت ضايقتك من غير قصد..

رفعت نظرها ورمقته بضيق قائلة:
- حضرتك مش مجرد شغال هنا في الشركة احنا ..
صمتت للحظات ثم تابعت:
- أنت غايب بقالك أسبوع يعني أقلها لما تيجي تعدي تطمن وتطمني ولا أنت لسة زعلان من اللي حصل مني قبل كدا لما كنت بزعقلك ؟

فكر قليلًا في كلامها ثم ابتسم وجلس على المقعد المقابل لها وهو يقول:
- أنا قلت قبل كدا إني مسامح وأكيد مش زعلان وأنا من النوع اللي لو زعلان من حد بيقول على طول لأن اللي في قلبي على لساني، معلش حقك عليا عندي أنا دي .. أنتِ عاملة ايه؟
رمقته بغضب ثم نظرت إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بها وهي تقول:
- مالكش دعوة روح شوف شغلك..

ارتفع حاجباه بتعجب وقال بتلقائية:
- هنرجع لمعاملة زمان ولا ايه ! ما أنتِ كنتِ كويسة حصل ايه ؟
نظرت إليه بتحدي وأجابته:
- أصل في ناس مش بتحس
ابتسم مرة أخرى ولوى ثغره وهو يقول بترجي:
- علشان خاطري بلاش الوش ده بقى وحقك عليا..

ابتسمت بتلقائية لكنها سرعان ما أخفت تلك الابتسامة وقالت:
- خلاص سماح .. طمني أنت عامل ايه ويارا عاملة ايه ؟
- الحمدلله أنا بخير ويارا أختي برضه بخير وبتسلم عليكِ جدا
اعتدلت في جلستها ومالت إلى الأمام أكثر وهي تقول:
- سلملي عليها وقُل لها ياسمين قريب أوي هتعملك مفاجأة بس أنتِ اتجدعني وذاكري علشان الامتحانات قربت..

هز رأسه بالإيجاب وردد بهدوء:
- حاضر هوصلها السلام .. المهم أنتِ عاملة ايه وزين أخباره ايه؟
أجابته بسعادة:
- زين كويس وأنا زي ما أنت شايف كويسة أهو بس على فكرة غيابك طال، كتير أوي أسبوع ده أنا كان طالع عيني في الأسبوع ده، ده غير إن مفيش سكرتيرة والدنيا كانت في الضياع..

رفع حاجبيه بدهشة وقال بتلقائية:
- منا قلتلك اختاري منهم وأنتِ صممتي وقلتِ أنت اللي هتختار وبعدين بعد الظروف دي كان المفروض تختاري أنتِ وماتستنيش رأيي، عندك كل اللي اتقدم بالملفات بتاعتهم وكاتب عند كل حد منهم ملاحظات هتسهل اختيارك
لوت ثغرها وهي ترفع كتفيها قائلة:
- اللي حصل بقى المهم احنا فيها .. شوف هتختار مين وابعتلها على الايميل علشان تستلم شغلها من بكرا علشان الفترة الجاية عندنا شغل كتير أوي..

هز رأسه بالإيجاب ونهض من مكانه استعدادًا للرحيل لكنه تذكر شيئا وقال مسرعًا:
- صحيح سهى ايه اللي خلاها تاخد الإجازة الطويلة دي وايه برضه اللي خلاكِ تنزلي إعلان لسكرتيرة ! هي سهى استقالت ولا ايه؟
هزت رأسها بالنفي وأجابته:
- سهى خدت الإجازة ومااتواصلتش تاني ومن ساعتها موبايلها مقفول وده اللي خلاني أنشر الإعلان
وقف للحظات ليفكر في الأمر قبل أن يقول:
- معاكِ العنوان بتاعها !

رفعت إحدى حاجبيها بتعجب قبل أن تقول متسائلة:
- عايز عنوانها ليه ؟
جلس مرة أخرى وقال بتلقائية:
- علشان نطمئن عليها .. أكيد حصلت حاجة منعتها تبجي أو في كرب ويمكن لو سألنا وعرفنا نقدر نساعدها .. ده اقتراحي لو مش عايزة خلاص
فكرت لثوانٍ في ما قاله ثم رفعت رأسها وقالت بابتسامة:
- معايا العنوان .. بعد الشغل هنروح أنا وأنت نطمئن عليها مع إن دي أول مرة تحصل إن مدير شركة يروح يتطمن على موظفين بس فعلا ممكن يكون عندها مشكلة ومرواحنا ليها يساعدها..

ابتسم لها ونهض من مكانه وهو يقول:
- خلاص اتفقنا، أنا هروح أكمل بقى الشغل اللي ناقص وأشوف هختار مين قبل الضهر ولو في حاجة بلغيني على طول
هزت رأسها بابتسامة:
- إن شاء الله

استيقظت من نومها فوجدته يدخل غرفتها وهو يحمل الطعام، تقدم ووضعه أمامها ثم طبع قبلة على جبينها وهو يقول بحب:

- صباح الخير على أحلى آسيا في الكون كله
ابتسمت بحب وشعرت أنها في حلم ولا تريد الاستيقاظ منه، شردت للحظات فصاح هو:
- يلا يا حبيبتي الفطار جاهز، أنا قمت بدري مخصوص علشان أحضره .. شوفتِ بقى بحبك ازاي ؟

نهضت من مكانها واقتربت منه أكثر وهي تقول بحب:
- أنا عارفة يا حبيبي إنك بتحبني وأنا كمان بحبك وبعشقك، أنا حاسة إني في حلم ومش عايزة أفوق منه .. عايزة أفضل عمري كله جنبك يا حسام
مسح على رأسها بحب قبل يطبع قبلة أخرى على شفتيها ثم ابتعد وهو يقول بابتسامة:
- أنا جنبك العمر كله يا حبيبي بس برضه مايمنعش إن كفاية كدا علشان أرجع الشغل .. بقالنا كتير أوي في شهر العسل ولازم أرجع لشغلي يا قلبي..

هزت رأسها بالإيجاب وضمت وجهه بين كفيها وهي تقول:
- فعلا لازم ترجع شغلك يا حبيبي علشان عايزاك أحسن بيزنس مان في مصر
ابتسم لها ثم قام بوضع الجبن في الخبز ومد يده به لها قائلًا:
- إن شاء الله يا روحي بس دلوقتي يلا كلي..

أخذته منه بسعادة أما هو فقال بخبث:
- صحيح بمناسبة الشغل وكدا، ايه رأيك تعمليلي توكيل بنصيبك في الشركة علشان أمسكلك شغلك وبالمرة أساعد باباكِ وأخوكِ يوسف وبكدا الشركة هتقوم وفي نفس الوقت يبقى ليكي جوزك حبيبك ماسكلك شغلك
اتسعت ابتسامتها وهزت رأسها بسرعة:
- أيوة أيوة تصدق عندك حق .. فكرة حلوة جدا، بابا طول الوقت كان عايزني اجي الشركة وأتعلم بس أنا رفضت علشان مش فاهمة حاجة بس فكرتك دي حلوة أوي، هقول لبابا علشان يبلغ المحامي وأعملك التوكيل..

أسرع وقال بابتسامة:
- لا لا يا حبيبتي هو جوزك قليل ولا ايه، أنا هكلم المحامي النهارده بالليل أو بكرا بالكتير وأخليه يجيب كل الأوراق المطلوبة وبعدين خليها مفاجأة لبابا علشان يعرف اد ايه بنته في أمان وجوزها يقدر يعمل أي حاجة ويحافظ على شغلها..

تركت الخبز من يدها وأمسكت يده بحب قائلة:
- ماشي يا حبيبي اعمل اللي تعمله أنا معاك، ربنا يخليك ليا..
أطبق بيده الأخرى على يدها وقال بحب مزيف:
- ويخليكِ ليا يا أجمل حاجة حصلتلي في حياتي

استيقظت من نومها وهي تصرخ وكانت تتنفس بصوت مسموع كأنها كانت تركض لأميال، استيقظ «طيف» هو الآخر على صراخها واعتدل بسرعة قبل أن يضم وجهها بين كفيه قائلًا:
- حبيبتي اهدي اهدي أنتِ هنا معايا !
نظرت إليه نظرة مجهولة وتابعت تنفسها بصعوبة وهي تقول:
- كابوس .. كابوس صعب أوي..

لاحظ سخونة بشرتها فنهض من مكانه وقام بوضع مياة مثلجة في إناء ثم قام بوضع قطعة من القماش داخله وعاد إليها مرة أخرى، جلس أمامها وبدأ في مسح وجهها بتلك المياه وسألها وهو يتابع عمله:
- أنتِ سخنة أوي ! طمنيني حلمتِ بايه؟
نظرت إليه وإلى ما يفعله وظلت صامتة فأبعد يده عن جبينها وسألها مرة أخرى:
- مالك يا حبيبتي ! اهدي كدا ده مجرد كابوس مش حقيقة يعني عقلك الباطن هو اللي اخترع الكلام ده مش حقيقة، قوليلي بقى حلمتِ بايه؟

هدأت أنفاسها قليلا وترددت في سرد ما حلمت به لكن مع تشجيعه لها بدأت في قص ما حدث في حلمها:
- كنت أنا وأنت في الفندق القديم نايمين وفجأة صحيت من النوم لقيت شيطان باصصلي .. حاولت أصرخ لكن صوتي ماطلعش ولا جسمي بيتحرك، عايزة أصحيك وأقولك قوم لكن مفيش صوت ولا حركة وفجأة الشيطان ده اتحول لغارم وابتسم بطريقة مخيفة أوي وطلع مسدس وضربك بيه كذا رصاصة وفجأة لقيت صوتي بيطلع وصرخت ولقيت نفسي بصحى من النوم وبصرخ في الحقيقة..

بدأت في البكاء وحضنته وهي تقول:
- أنا خايفة أوي يا طيف .. خايفة أوي، دول مش زي أي مجرمين اتعاملنا معاهم .. أنت عارف إني مش بيفرق معايا لكن دول شياطين مش بشر يعني مفيش هزار
مسح على رأسها بحب وضم وجهها بين كفيه قبل أن يمسح دموعها المنهمرة وقال:

- حبيبتي دول أضعف أعداء قابلناهم وهنقابلهم، متخافيش كدا وبعدين ده كابوس مش حقيقة .. احنا يعتبر غلبناهم .. ماتخافيش لمجرد إنهم واخدين جانب الشياطين والجن والكلام ده .. احنا معانا ربنا اللي أقوى من الكل، ربنا قال (فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفًا)..
كيد الشيطان ضعيف يا نيران يا حبيبتي يعني احنا أقوى .. أقوي بإيمانا
ثم قال مازحًا:

- الحمدلله السخونية راحت اهيه، يلا علشان عندنا شغل .. أنتِ تدربيني على قتال البني آدمين وأنا أدربك على قتال الشياطين
وقبل أن يبتعد عنها أمسكت يده ومنعته من الرحيل وهي تقول:
- اوعى تسيبني أو تتخلى عني .. أنا من غيرك مش عارفة ممكن أعيش ازاي.

أطبق علي يدها بحب وطبع قبلة طويلة على شفتيها قبل أن يبتعد ويقول بابتسامة:
- عمري ما هسيبك ولا هتخلى عنك لأنك حياتي ونفسي اللي بتنفسه، طول ما أنا جنبك ماتخافيش من أي حاجة أبدا وإن شاء الله الغمة دي هتتشال

أخذ حمامه وخرج ليرتدي ملابسه بينما هي دلفت إلى المرحاض لتأخذ حمامها وخرجت لتقول بدهشة:
- أنت لحقت لبست ! ايه السرعة دي ياابني
فرد زراعيه في الهواء وقال بمرح:
- الرجالة يا قلبي بتلبس في ثانية إلا ثانية إنما البنات بتدعي دعاء السفر قبل ما تلبس هدومها .. يلا يلا خلينا ننزل علشان ماما كلمتني وحضروا الفطار
اتجهت إلى خزانة الملابس وهي تقول:
- حاضر اديني خمس دقايق وهبقى جاهزة

مرت دقيقتان وانتهت نيران من ارتداء ملابسها، كان يتصفح حسابه على فيسبوك حينما قالت بمرح:
- يلا أنا جهزت
رفع عينيه من على هاتفه إليها بدهشة وصدمة في آن واحد وقال بعدم تصديق:
- أنتِ هكرتي الهدوم ولا ايه؟ أنتِ ماكملتيش دقيقتين !
ابتسمت وقالت بسخرية:
- علشان تعرف إن مش الشباب بس اللي بيلبسوا بسرعة يا قلبي..

رفع يديه أمام وجهها وقال مازحًا:
- لا خلاص سحبتها .. ياريت تفضلي كدا وتلبسي بسرعة على طول هو الواحد طايل إن مراته تلبس بسرعة .. يلا بينا
أمسك يدها وانطلق إلى الأسفل فوجد الجميع قد جلسوا على السفرة وصاحت «أسماء» قائلة:
- كويس جيتوا في وقتكم .. يلا يا نيران يلا يا طيف .. اقعدوا يلا
جلسوا ليتناولوا الإفطار ولاحظ «طيف» صمت شقيقته غير المعتاد فقال بمرح:
- مالك قاعدة زي المطلقات كدا ليه..

نظرت إليه ورددت بإرهاق:
- بقالي يومين مش بعرف أنام وعندي أرق والساعتين اللي بنامهم بصحى فيهم ألف مرة وتعبانة .. أنت مش كنت دكتور هاتلي منوم
رفع إحدى حاجبيه وقال:
- كنت دكتور ! حد قالك إني كنت دكتور في كل حاجة ؟ وبعدين المنومات غلط أصلا .. ماتشربيش بس قهوة كتير أو منبهات وحددي ساعة نامي فيها .. أقولك شغلي قرآن جنبك وهتنامي على طول
رفعت إحدى حاجبيها وقالت متسائلة:
- بجد !

هز رأسه ليقول مؤكدًا:
- اينعم طريقة مجربة وناجحة جدا بدون روت أحبائي في الله
تابع طعامه إلى أن تحدثت «نيران» قائلة:
- نفسي هافاني على اشتباك بالمسدسات والرشاشات .. عايزة اداهم وكر إرهابي .. نفسي هافاني على أكشن
تحدث «طيف» بتلقائية:
- وأنا نفسي هافاني على مانجة .. هي طلعت ؟
ضربته بغيظ في كتفه وهي تقول:
- بقولك عايزة أكشن تقولي مانجة ؟

ابتسم وأجاب بشوق:
- اسكتي أنتِ ده مفيش أجمد من أكشن أكل المانجاية .. تمسكيها كدا وهوب البذرة تطير على هدومك تبوظها وأنتِ تعانديها وتاكليها .. كم أفتقد تلك المعركة
هنا تحدث «أيمن» وقال بجدية:
- ماتقلقيش يا نيران .. في مهمة النهارده هتعمليها أنتِ وطيف وفيها الاشتباك اللي أنتِ عايزاه
ابتسمت بسعادة بينما تحدثت «أسماء» وقالت معترضة:
- ايه اللي بتقوله ده يا أيمن أنت عايز تضيعهم ؟ اشتباك ايه..

ارتشف الشاي من فنجانه وقال بابتسامة:
- ماتخافيش عليهم دول زي القطط بسبع أرواح وبعدين نيران مع ابنك ونيران محترفة ماتخافيش
رفع «طيف» حاجبيه وقال باعتراض:
- ايه نيران مع طيف دي ! وحشة في حقي على فكرة هو أنا صغير يا جدعان
نظرت إليه «نيران» وأخرجت لسانها:
- أيوة صغير..

أشار إليها ونظر إلى والده وهو يقول:
- ادي اللي بتقول عليها محترفة بتطلعلي لسانها زي الأطفال .. وبعدين أنا أنقذت حياتك قبل كدا يا نوني يعني أنا الخير والبركة
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بابتسامة:
- وأنا أنقذتك لما كنت فاقدة الذاكرة وقتلت الاتنين اللي كانوا هيقتلوك يعني خلصانين
قاطعهم «أيمن» وهو ينهض من مكانه:
- بس كفاية مناقرة في بعض ويلا علشان النهاردة في شغل كتير..

تحدثت «أسماء» ونظرت إلى «طيف»:
- خلي بالك من نفسك يا طيف من الاشتباك ده
ثم نظرت إلى «نيران» وتابعت:
- وأنتِ يا نيران خلي بالك كويس محدش ضامن وخلي بالك من طيف
نهض «طيف» من مكانه وهو يخبط بيده على يده الأخرى وقال معترضًا:
- برضه تخلي بالها مني .. ماتنسيش تشربيني اللبن يا نيران وتحكيلي قصة قبل النوم

رن هاتفه عدة مرات ولم يجبه بسبب تعمقه في النوم فرن هاتفه مرة أخرى مما جعله يتململ في الفراش ويفتح عينيه بصعوبة، نظر إلى هاتفه الذي لم يكف عن الرنين وأمسكه بغضب ليجد رقمها على الشاشة فأسرع وأجاب وهو يقول بلهفة:
- آسف يا حبيبتي والله كنت نايم
أجابته بهدوء شديد:
- آسفة يا يوسف والله بس كنت متضايقة ومانمتش طول الليل فقلت أتصل بيك .. روح كمل نوم وهبقى اتصل بيك بعدين..

اعتدل في جلسته بسرعة وقال:
- لا لا ايه اللي بتقوليه ده يا مي أنا خلاص صحيت قوليلي بقى ايه اللي مضايقك ولا أقولك ايه رأيك نتقابل في الكافيه اللي بنقعد فيه وتحكيلي
فكرت للحظات قبل أن تجيبه:
- خلاص تمام ربع ساعة وهكون هناك..

أنهى المكالمة وأخذ حمامه بسرعة شديدة قبل أن يخرج ويرتدي ملابسه، نزل إلى الأسفل وهو يركض فأوقفته والدته قائلة:
- مش عوايدك تقوم بدري كدا ! بتجري رايح على فين
أجابها وهو يخرج من الباب الداخلي للفيلا:
- هقولك بعدين يا ماما علشان مستعجل..

استقل المقعد الأمامي خلف المقود وانطلق بسرعة كبيرة إلى هذا المكان الذي حدده، وصل بعد دقائق قليلة وترجل من سيارته قبل أن يتجه إلى الداخل، نظر في كل مكان بحثًا عنها إلى أن وجدها فاتجه إليها وقال بإبتسامة:
- معلش اتآخرت عليكِ
ابتسمت ابتسامة هادئة وقالت:
- لا أبدا أنا لسة واصلة أصلا
هز رأسه بابتسامة واتجه إلى النادل ليطلب منه القهوة لهما ثم عاد إليها مرة أخرى وجلس قائلًا:

- قوليلي بقى ايه اللي مضايقك ومش مخليكِ عارفة تنامي
ترددت قليلًا لكنها تحدثت أخيرا:
- فاكر موضوع أخوك اللي حكيته ليا امبارح !
هز رأسه بالإيجاب وضيق ما بين حاجبيه وهو يقول متسائلًا:
- أيوة موضوع نائل اللي حكيتلك عنه .. فاكر
التقطت أنفاسها وتابعت:

- أنت غلطان يا يوسف وغلطان أوي كمان .. أنت قلت إنك عارف غلطك وإنك أهانته بس لما فكرت في الموضوع اتضايقت أوي، هو مش ذنبه حاجة إن مامته اتجوزت باباك وحرام اللي حصل فيه .. أنت لازم تروح وتعتذرله وتعرفه إنك أخوه الكبير طول الوقت ولو احتاج حاجة يلجألك مش تسيبه كدا بعد ما أهانته علشان هو فقير وأمه كانت خدامة .. ما أنا فقيرة هل كدا أنا وحشة في نظرك..

أسرع وقال بلهفة:
- لا يا مي أبدا .. أنتِ شيء تاني خالص وأيوة أنا معترف بغلطي وحكيتلك كل حاجة علشان حابب إنك تعرفي كل حاجة عن حياتي، أنا مستعد أروح وأعتذرله وأكسبه في حياتي أخ مع آسيا بس أروحله بأنهي وش ! أنا غلطت فيه كتير وفي أمه وحاولت أقتله ! هل بعد ده كله هيقبل اعتذاري وأبقى أخوه الكبير اللي معاه دايما ؟
ضمت شفيتيها بحزن قبل أن تقول:

- يا يوسف الواحد لو معترف بغلطه خلاص وبعدين أنت هتعتذرله وهو مش هيرفض اعتذارك وأنا واثقة من ده .. جرب علشان خاطري ومش هتخسر حاجة
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب وهو يقول:
- حاضر يا مي هروحله وأعتذر، تعرفي إني من ساعة ما شوفتك وأنا حياتي اتغيرت للأحسن ! شوفت حاجات كتير ماكنتش شايفها أو كنت معمي عنها، لما بتكلميني بكتشف اد ايه أنا كنت وحش وكلامك كأنه النقاء اللي بيطهر روحي..

نظرت إلى الأسفل بحرج فتابع هو:
- مي أنا بحبك .. اينعم أنا عرفتك من أسبوعين بس كأني أعرفك من سنين، مش عارف ازاي أسرتيني كدا وخليتيني أطلعلك كل اللي في قلبي
ابتسمت بسعادة وحرج في آن واحد ونهضت مسرعة قبل أن تقول:
- بعد اذنك لازم أمشي
نهض هو الآخر وقال:
- استني هوصلك
هزت رأسها بالنفي وهي تقول:

- أنت عارف إني مش هرضى أركب العربية معاك .. معلش سيبني أنا مواصلة واحدة هتوصلني .. روح أنت لأخوك واعمل زي ما قلتلك
وقبل أن ترحل أوقفها قائلًا:
- طيب قلتِ ايه في كلامي !
ابتسمت بحرج وقالت:
- لو بتحبني اطلبني من أهلي، بعد اذنك..

تركته في قمة سعادته ورحلت، بقى في مكانه لثواني ولم تغادر الإبتسامة وجهه، قرر محادثة والده في هذا الأمر ولكن في اليوم التالي بسبب سفره اليوم، ترك النقود على المنضدة واتجه إلى سيارته، تردد في فعل ذلك لكنه اتخذ القرار النهائي وانطلق إلى الشركة حيث شقيقه الأصغر «نائل»..

وصل إلى الشركة وترجل من سيارته ثم اتجه إلى الأعلى وسط نظرات العاملين بالشركة له، توجه إلى مكتب «نائل» وما إن وصل حتى طرق الباب فأتاه الصوت من الداخل:
- ادخل
فتح الباب وتقدم خطوتين إلى الداخل، رفع «نائل» بصره ليرى من فتفاجأ به أمام عينيه، نهض بغضب ونظر إليه بتهديد قبل أن يتحدث «يوسف» بهدوء:
- نائل ممكن تسمعني ؟


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:22 مساءً   [65]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الخامس والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

وصل إلى الشركة وترجل من سيارته ثم اتجه إلى الأعلى وسط نظرات العاملين بالشركة له، توجه إلى مكتب «نائل» وما إن وصل حتى طرق الباب فأتاه الصوت من الداخل:
- ادخل
فتح الباب وتقدم خطوتين إلى الداخل، رفع «نائل» بصره ليرى من فتفاجأ به أمام عينيه، نهض بغضب ونظر إليه بتهديد قبل أن يتحدث «يوسف» بهدوء:
- نائل ممكن تسمعني ؟

نظر له بجمود وهو يتذكر إهانته له ومحاولة قتله ثم ردد بجفاء:
- أسمع ايه؟ أنت جاي هنا ليه وبعدين غريبة يعني بتنطق اسمي .. مش كنت بتناديني ابن الخدامة ! أهي الخدامة ماتت واستريحت من الدنيا كلها والشياطين اللي بتتكلم عنها أمثالك
التقط أنفاسه بصعوبة وتقدم خطوتين وهو يقول بندم:

- طيب اسمعني وبعدين احكم والله أنا مش هنا علشان أقلل منك ولا أهينك زي زمان
رفع إحدى حاجبيه وجلس على كرسيه مرة أخرى وهو يقول:
- امال جاي هنا ليه ؟
أجابه بكل وضوح دون أي تمهيد:

- علشان أعتذرلك يا نائل .. أنا آسف إني غلطت فيك وفي والدتك، آسف إني قللت منك وعاملتك وحش والله أنا ندمان على ده وأنا بقيت كويس، أنا عارف إنك صعب تتقبل كلامي لأني هنتك كتير وحاولت أقتلك بس والله يوسف اللي قدامك ده غير يوسف بتاع زمان وندمان على كل حاجة عملتها وعايزك أخ، بجد أنا محتاجك جنبي وتنسى يوسف القديم خالص لأن اللي قدامك ده بني آدم تاني خالص نضيف وبحاول أصحح كل حاجة عملتها غلط وأنا واثق إنك محترم وقلبك طيب وهتسامحني، خليني أخوك الكبير وأوعدك مش هتندم أبدا على كدا.

لم يكن يتوقع هذا الاعتذار منه وهذا ما جعله صامت لا يتحدث، تفاجأ بهذا الأسلوب المهذب من شقيقه الذي اعتاد إهانته في كل وقت، ظل لبضع ثوانٍ يفكر في هذا الأمر، هل يقبل اعتذار من حاول قتله وأهانه وأهان والدته ! لكن هذا شقيقه الأكبر ويبدو عليه الندم حقًا، وقف والتف حول مكتبه إلى أن أصبح مواجهًا له وقال بهدوء:
- تعرف أنا مصدوم بس فرحان في نفس الوقت، لو كلامك ده صدق ومن قلبك فأنا فرحان ومسامح بس لو خطة جديدة علشان توقعوا الشركة فده مش هيحصل وهتندم أشد الندم.

اقترب منه ووضع يده على كتفه بحب قائلًا:
- أقسم بالله ما بكذب عليك ولا خطة علشان الشركة، ربنا يعلم اللي في قلبي وأنا بجد ندمان وعايزك تسامحني ونبقى أخوات بجد مش مجرد كلام
ابتسم «نائل» وهز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- أنا مسامح في كل حاجة علشان احنا أخوات وأنا محتاج لأخ كبير.

حضنه «يوسف» بحب ثم ابتعد ونظر إليه بابتسامة قائلًا:
- الحمدلله كدا قلبي استريح أهم حاجة مايكنش فيه حاجة في قلبك ناحيتي ولو محتاج مني أي حاجة قول أنا أخوك الكبير
ابتسم وربت على كتفه بحب وهو يقول:
- تسلم يكفي إنك جنبي بس ممكن أسألك سؤال ؟

ضم حاجبيه وهو يقول بتساؤل:
- سؤال ايه ؟
جلس على طرف مكتبه وقال متسائلًا:
- ايه اللي غيرك بالطريقة دي وخلاك يوسف اللي واقف قدامي ده ؟
ابتسم وسحب كرسي ليجلس أمامه وهو يقول:

- الحب يا سيدي .. من أسبوعين كان في بنت شغالة في كافيه قريب ولما كانت مروحة متآخر لقيتها واقفة على الطريق ومش لاقية مواصلات خالص ولما عرضت عليها أوصلها لأنها مش هتلاقي مواصلات رفضت وخافت مني فقلت تمام ومشيت بس بالصدفة بصيت من مرايا العربية لقيت في عربية وقفت قدامها وخرج منها شابين وبيركبوها العربية غصب، ساعتها وقفت العربية ونزلت جري عليها وكان معايا مطواة أنت عارف إني مش بمشي من غيرها تحسبًا لأي ظرف..،

المهم العيال كانوا سكرانين وشافوا المطواة في ايدي قاموا سايبينها وهربوا بالعربية وعرضت عليها تيجي أوصلها وفعلا وصلتها وكانت بنت بسيطة جدا وساكنة في منطقة صعبة وعشوائية .. بعدها بيوم روحت كافيه وشوفتها بالصدفة شغالة فيه وبعدها عرفنا بعض وكل يوم كنا بنتكلم وحكيتلها عن الماضي بتاعي كله، الصراحة البنت دي نضفتني وعرفتني إن البني آدم مش بفلوسه ولا مكانته..،

البني آدم بقلبه الأبيض وحبه للناس وللحياة وهي السبب بعد ربنا في يوسف اللي قاعد قدامك ده
شعر «نائل» بالسعادة لأنه الآن أمام شقيقه الذي تمنى أن يكون كما هو الآن، شعر بالراحة لأنه قص عليه ما حدث في حياته الخاصة ومع تلك التي أحبها فقال بسعادة:
- الحمدلله إن ربنا بعتهالك وأرشدك للصح، ربنا يحفظكم ويخليكم لبعض ويجمعكم على خير يارب
رفع يده إلى السماء وآمن على دعائه:
- آمين.

استقل سيارته استعدادًا للذهاب إلى العمل إلا أنه توقف بسبب طرقات على زجاج السيارة فنظر ليرى من فوجدها «نايا»، خرج من سيارته وقال بابتسامة:
- ايه المفاجأة الحلوة دي ! تعرفي إني لما بشوفك قبل ما أروح الشغل بيبقى يومي حلو وبقبض على العصابة بسهولة ؟
رددت بعدم رضا بعدما عقدت ذراعيها أمام صدرها:
- لا والله .. كل بعقلي حلاوة كل
رفع إحدى حاجبيه بتعجب وهتف متسائلًا:
- ايه ده أنتِ زعلانة مني ! في ايه بس يا حبيبتي ولا زعلانة من ايه بس..

أجابته وهي على حالتها تلك:
- سعادتك المفروض كنت هتبقى جوزي من حوالي أسبوع لكن بعد اللي حصل كل حاجة راحت، كنت هتبقى ملكي لكن دلوقتي مفيش
ابتسم ورفع وجهه إليه بهدوء قبل أن يقول بحب:
- يا حبيبتي اللي حصل كان صعب وبعدين أنا اتفقت مع خالتي وأبوكِ إننا هنأجل الفرح لغاية ما القضية اللي أنا ماسكها دي تخلص لأنك شوفتي حصل ايه بسببهم ويقدروا يعملوا ايه، مش هسيب الجمل بما حمل وأتجوز يعني، أوعدك القضية دي تخلص وهنتجوز بعدها على طول وهعملك فرح ولا في الأحلام..

أمسكت بقميصه وقالت بحزن:
- بس أنا خايفة عليك تروح مني، شغلك ده مش مضمون و...
وضع أصبعه على شفتيها ليمنعها من تكملة حديثها وقال بهدوء:
- الأعمار بايد ربنا يا روحي يعني لو مكتوبلي أموت هموت من غير شغلي، كلها أسباب مش أكتر، سيبيها على الله وإن شاء الله خير .. يلا بقى هضطر آسفًا أسيبك علشان الشغل وأوعدك كل حاجة هتخلص قريب أوي إن شاء الله تمام ؟

هزت رأسها بالإيجاب وابتسمت وهي تقول:
- تمام .. لا إله إلا الله
بادلها نفس الابتسامة وهو يقول:
- محمد رسول الله.

استقل سيارته مرة أخرى ووصل إلى مقر الاجتماع السري الذي أعده اللواء «أيمن» وأبلغهم بالأمر قبل ساعات قليلة حتى يكون كل شئ سري وغير معروف، ترك سيارته ودلف إلى الداخل فوجد الجميع عدا اللواء «أيمن» فقال بصوت مرتفع:
- السلام عليكم يا بشر
ردوا عليه السلام ورحبوا به بعد انضمامه للفريق السري وصاح «طيف» بصوت مرتفع:
- نورت التيم يا بطل تعال اقعد اللواء أيمن بيخلص حاجة في المديرية وهيجي على هنا على طول .. معاك كوتشينة ؟

رفع إحدى حاجبيه بتعجب وقال:
- كوتشينة ! لا اشمعنا
ردد بحزن:
- كنا هنلعب الشايب عقبال ما سيادة اللواء يجي بس مالناش نصيب
هنا تحدث «رماح» الذي قال بصرامة:
- ياابني كوتشينة ايه احنا في شغل ومعنى إن في اجتماع يعني في موضوع مهم وأنت عايز تلعب.

رفع «طيف» إحدى حاجبيه وقال بعدم رضا:
- يا باشا أبوس شعر راسك شعراية شعراية فرفش شوية .. احنا قاعدين مابنعملش حاجة نهزر شوية نرغي نلعب مش ندي وش خشب كدا
خبط بيده على يده الأخرى قبل أن يرسم ابتسامة على وجهه ويقول:
- أهو ابتسمت مبسوط كدا.

أجابه بابتسامة واسعة:
- جدا .. شوفت لما ابتسمت وشك نور ازاي
عبست ملامحه مرة أخرى وأشار إلى «نيران» قائلًا:
- والنبي سكتي جوزك
أجابته بابتسامة واسعة:
- جوزي يقول اللي هو عايزه .. ما تقولي حاجة لخطيبك يا فاطمة
صاح «فهد» وهو ينظر لهم:
- عااا كفاية يا جماعة خناق..

كان «زين» يتابعهم وهو يضحك بشدة فنظر إليه «طيف» قائلًا:
- اضحك اضحك احنا كدا على طول هتشوف كمية تفاهة ماشوفتهاش في حياتك
تحدث وأكد على كلامه:
- الصراحة ماشوفتش ولا هشوف بس وربنا أنتوا رايقين .. كان نفسي أشتغل مع ناس فرافيش كدا وربنا كرمني وبعدين يا باشا ابتسم على رأي طيف محدش ضامن عمره
هز «رماح» رأسه وقال بعدم رضا:

- اه أنت هتعوم على عومه، مش صاحبته وأنتوا مخطوفين أشرب أنا بقى
ضحك الجميع وقطع ضحكهم دخول اللواء «أيمن» الذي ردد بمرح:
- ربنا يديم الضحكة يا أبطال

وقفوا جميعًا إلى أن جلس على الكرسي المقابل لهم وأشار لهم بالجلوس وهو يقول:
- اتفضلوا
جلسوا جميعًا وسيطر الصمت على المكان انتظارًا لحديثه المهم الذي أبلغهم عنه، نظر إلى كلٍ منهم بتمعن وأردف بجدية:
- استعدوا يا أبطال النهارده نهاية قضيتنا
صاح الجميع بفرح وسعادة وكأنها نهاية كل شر بسبب ما عانوه في الشهور الماضية وتحدث «رماح» بلهفة:
- أخيرا سعادتك كنا مستنيين اليوم ده من زمان .. فهمنا الخطة وأوعدك إن كل واحد فينا هيأدي الدور المطلوب منه بكفاءة عالية جدا.

هز رأسه بالإيجاب وفتح ملف أمامه ثم رجع بظهره إلى الخلف وهو يقول:
- المصدر اللي بيوصلنا معلومات عندهم بلغني إن النهارده الساعة 1 بالليل هيبقى في محفل أو زي طقوس كدا لعبادة الشيطان وهيقدموا حاجات زي قرابين والخ وهيحضر تقريبا كل عبدة الشياطين في مصر لأن المحفل ده بيعملوه كل سنة ولازم كل رءوساء الجماعة دول يكونوا موجودين، دلوقتي احنا عارفين المكان والوقت ناقص الخطة اللي هنحطها علشان نقضي عليهم كلهم بس الخطة بدايتها هيبقى فيها مخاطرة.

عقد «زين» حاجبيه بتعجب وقال بتساؤل:
- مخاطرة ازاي سعادتك ؟
شبك أصابعه أمامه وردد بجدية:
- لازم نتأكد إن رءوساء جماعة عبدة الشيطان موجودين في المكان ده لأن من غيرهم كأننا ماعملناش حاجة لأن سبق وقبضنا على ناس موالين ليهم وشغالين معاهم وكلهم ماتوا مسمومين يعني بدون الرءوس الكبيرة كأننا ماعملناش حاجة وكل اللي بنعمله هيروح على الفاضي..

الخطة بقى هتكون كالتالي .. طيف ونيران هيدخلوا المحفل عادي كأنهم من أتباعهم عادي وهيبقى معاهم الدعوة علشان محدش يشك فيهم .. الدعوات دي هديهالكم قبل العملية مباشرة .. المهم هيدخلوا ويلفوا في المكان عادي لغاية ما يتأكدوا إن كبار الجماعة دي موجودين ساعتها هتقولوا كلمة سر والقوة هتهجم على المكان ونقبض عليهم كلهم، المخاطرة كلها في جزء طيف ونيران .. لازم مايتكشفوش نهائي..

هنا تحدث «طيف» الذي قال متسائلًا:
- بس هم عارفين أشكالنا ازاي هندخل ؟
ابتسم وأجابه بثقة كأنه كان يعرف السؤال:

- الدخول للمحفل مابيبقاش عادي، اللي بيدخل لازم يبقى لابس عباية سودا طويلة مخبياه من راسه لرجليه ووشه بيبقى لابس عليه قناع طالع من الجنب زي قرون كدا رمز للشيطان والوش نفسه بيبقى مدهون بلون أبيض خفيف والقناع ده استحالة يتقلع لأنه بيبقى زي إهانة لإبليس ده بالنسبة للبس الرجالة .. البنات بقى بيبقى نفس كل حاجة ماعدا العباية السودا بتتبدل بعباية لونها أحمر غامق شوية علشان يعرفوا الذكر من الأنثى وبالطريقة دي محدش هيعرفكم نهائي..

اقتنع الجميع بالخطة وسألت نيران:
- تمام سعادتك كدا فهمنا كل حاجة ناقص نعرف كلمة السر
أغلق الملف الموضوع أمامه ونظر إليها قائلًا:
- كن ملاكي، دي هتبقى كلمة السر لأن السلام بتاعهم بيبقى عبارة عن "كن ملاكي" والمقصود بيها إنهم بيقولوا للشيطان كن ملاكي اعتقادًا منهم إنه ملاك مش إبليس وإنه مخلصهم، ودي برضه كلمة السر بتاعة دخول المحفل .. اللي واقف بيشوف الدعوة ويبصلك فأنتِ تقولي على طول كن ملاكي أو لو حد أجنبي يقول
"Be my angel"

اقتنع الجميع بالخطة ونظر «طيف» إلى نيران ليقول بابتسامة:
- مش كنتِ عايزة اشتباك ! ادينا هندخل معجنة مش اشتباك
ضحكت وأمسكت بيده وهي تقول:
- المهم إني هدخل المعجنة وأنا معاك

- كلمتها واعترفتلها قالتلي كلم أهلي وإن شاء الله هاخد منها رقم أبوها بكرا وأكلمه علشان أتقدم لها
قالها «يوسف» الذي أجاب أخاه عن سؤاله باعترافه لها أم لا فابتسم «نائل» وردد:
- ربنا يتمم على خير
- يارب
نهض من مكانه وقال:
- يلا أسيبك لشغلك بقى علشان سايب الشركة لوحدها وبابا مسافر
- تمام ربنا معاك .. سلام
فتح الباب لكي يرحل لكنه تفاجأ بـ «ياسمين» أمام عينيه وأسرعت لتسأله بغضب:
- أنت بتعمل ايه هنا ؟

التفت لينظر إلى أخيه ثم نظر لها مرة أخرى وقال:
- نائل يقولك، المهم أنا آسف على أي حاجة ضرت الشركة أو ضرتك أنتِ شخصيًا، أنا بجد آسف .. بعد اذنك
تركها ورحل على الفور بينما هي تقدمت وسألت «نائل» بتعجب:
- هو ماله وكان عايز منك ايه ؟
ابتسم وأجابها:
- كان بيعتذر عن كل حاجة عملها قبل كدا، يوسف الحمدلله اتغير وقلبه نضف
اتسعت حدقتاها وقالت بعدم تصديق:
- أنت عايز تقولي إن يوسف محمد الهواري قلبه نضف واتغير وجه اعتذرلك ؟

هز رأسه بابتسامة وأكد على ذلك:
- أيوة ما اعتذرلك أهو، وقع في الحب وطلعت بنت حلال وفوقته عن اللي هو كان فيه
لوت ثغرها بعدم تصديق أو استيعاب:
- يمكن .. الله أعلم

مر الوقت واندمجا في العمل إلى أن دقت الساعة الخامسة موعد رحيل جميع الموظفين العاملين بالشركة، أنهت «ياسمين» كل شيء وأغلقت جهاز الحاسوب الخاص بها ثم اتجهت إلى مكتب «نائل» وطرقت الباب قبل أن تدخل وتقول:
- نفسي في مرة تخلص شغلك على 5 وتروح على طول لكن لازم تتآخر ساعة
ابتسم وقال:

- أعمل أيه مابحبش أسيب حاجة ليوم تاني، لازم أخلص كل اللي مخطط أعمله في يومها علشان اليوم اللي بعده أعمل حاجة جديدة وأنجز الشغل
اقتربت بضع خطوات منه وقالت:
- طيب سيب كل حاجة دلوقتي وابقى كمل بكرا علشان ورانا ميعاد ولا ناسي .. هنروح لسهى
تذكر هذا الأمر ونهض على الفور وهو يقول:
- اه صحيح نسيت والله، طيب أسيب الجهاز كدا عادي هيفضل مفتوح لتاني يوم ؟
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بابتسامة:

- أيوة طبعا هيفضل مفتوح سيبه ماتقلقش
كان على وشك التحرك إلا أنه توقف مرة أخرى وهو يقول:
- بس ممكن الكهربا تقطع !
أجابته بتلقائية:
- أعمل save احتياطي علشان لو قطعت مفيش حاجة تضيع
هز رأسه بالإيجاب وعاد إلى جهازه وقام بحفظ ما قام بكتابته ثم عاد إليها وهو يقول:
- يلا بينا أنا جاهز...

انطلقا إلى العنوان الخاص بها وكان في إحدى المناطق المتوسطة، نظرت من نافذة سيارتها وقالت بتساؤل:
- هو ده المكان ؟
هز «نائل» رأسه بالإيجاب وهو يقول:
- أيوة نفس اللي الراجل وصفه لينا على أول الشارع، أعتقد ده بيتها يلا بينا
ترجل من السيارة وتبعته هي واتجها إلى تلك البناية المدون عليها رقم كما كان في العنوان، صعدوا إلى الأعلى حيث الطابق الخامس وطرق هو الباب بخفة ففتحت طفلة صغيرة الباب وهي تقول:
- أنتوا مين ؟

انخفض «نائل» وقال بابتسامة:
- ده بيت سهى يا حبيبتي ؟
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق فقال هو:
- طيب هي فين ؟
نظرت إلى الأسفل بحزن وقالت:
- عند ربنا
سيطرت الصدمة عليهم ونظر «نائل» إلى «ياسمين» فوجد حدقتيها متسعة بصدمة، ظلت نظرات الصدمة تلك إلى أن حضرت امرأة كبيرة في السن وقالت بتعجب:
- حضراتكم مين ؟

لم تستطع «ياسمين» النطق فأجابها «نائل» بهدوء:
- دي مديرة شركة الحيار وأنا نائب رئيس مجلس الإدارة وكنا جايين نطمئن على الأنسة سهى علشان غيابها وكدا
انهمرت دمعة من عينيها بمجرد ذكر اسم ابنتها ورددت بحزن:
- سهى بنتي اتوفت من أسبوعين، اتفضلوا اتفضلوا
دلف «نائل» ومن خلفه «ياسمين» وجلسا بجوار بعضهما، خرجت أخيرا عن صمتها وقالت بصوت مهزوز:
- ازاي ده حصل حضرتك وهي خدت إجازة ليه ؟

أجابتها والدتها بحزن:
- كانت بتشتكي من صداع على طول وعملنا ليها إشاعة على المخ واتفاجئنا كلنا إن عندها سرطان على المخ، خدت إجازة علشان تبدأ رحلة العلاج لكن للأسف عدى فترة صغيرة وسابتنا
ازدادت دموعها في الانهمار فتحدث «نائل» ليخفف عنها:
- البقاء لله، بدل ما تعيطي ادعيلها .. هي استريحت من تعبها، احنا من النهارده أهلك وأي حاجة اطلبيها مننا يا أمي
هنا تحدثت «ياسمين» وهي تربت على كتفها:

- مرتب سهى هيوصلك كل شهر وزيادة كمان كأنها شغالة في الشركة بالظبط
هنا تحدثت والدتها بحزن:
- بس يابنتي ..
قاطعتها «ياسمين» وهي تقول:
- ما بسش أنتِ في مقام أمي وسهى الصراحة كانت شايلة شغل الشركة كلها وجه الوقت اللي نردلها حتى جزء من الجميل ده
وضعت يدها في حقيبتها وجمعت جزء من المال ثم مدت يده به وهي تقول:
- اتفضلي ده مرتب سهى الشهر ده وكل شهر هيوصلك زيه
ربتت على يدها بحب وقالت:

- ربنا يكرمكم ويرزقكم من وسع، كنت فاكرة الدنيا مابقاش فيها خير بس أنتوا موجودين
ابتسم نائل وقال بحب:
- تسلمي يا أمي احنا ماعملناش حاجة، دي أقل حاجة نقدمها لسهى الله يرحمها وللست المحترمة اللي ربتها
- تسلم ياابني .. ربنا يكرمك ويرزقك ويوقفلك ولاد الحلال دايما
أدمعت عيناه لأن والدته دائما ما كانت تدعو له بتلك الدعوة لكنه أسرع وأخفى ذلك وهو يقول:
- تسلمي يا ست الكل.

انتهى اللقاء ورحل الاثنان معًا واستقلا السيارة، ظلت شاردة إلى أن تحدث هو:
- مالك ؟
فاقت من شرودها ونظرت إليه وهي تجيبه بحزن:
- صعبت عليا أوي .. سهى كانت في عز شبابها ربنا يرحمها
هز رأسه بأسف وهو يقول:
- ربنا يرحمها، بس كويس أوي اللي عملتيه .. هم في أشد الحاجة للمرتب ده وبصراحة الحركة دي فرحتني جدا ربنا يجعله في ميزان حسناتك
ابتسمت ورفعت يدها إلى السماء:
- يارب

مر اليوم وأصبحت الساعة الثانية عشر منتصف الليل، كان «يوسف» في الخارج طوال اليوم بسبب عدة اجتماعات بالشركة وأخيرًا استقل سيارته ليعود إلى المنزل لكنه تفاجأ برنين هاتفه فأسرع وأجاب عندما رأى رقم حبيبته «مي»:
- أيوة يا مي
أتاه صوتها المتوتر والخائف:
- الحقني يا يوسف ماما تعبانة أوي وبابا مش موجود وبرن على موبايله مقفول
أدار سيارته وانطلق بسرعة شديدة وهو يقول بلهفة:

- ماتقلقيش يا حبيبتي أنا جايلك أهو .. خلال عشر دقايق هكون عندك بس قوليلي أنتِ في أنهي بيت علشان المرة اللي فاتت وصلتك لأول الشارع بس
أسرعت وأخبرته بعنوان المنزل:
- هتدخل الشارع ده آخر بيت على ايدك الشمال هتلاقي أول دور مدهون باللون الأحمر
- طيب طيب مسافة السكة.

أنهى المكالمة ثم قام بتسجيل رسالة صوتية إلى والدته عبر تطبيق واتس آب، أكمل الطريق إلى أن وصل، ترجل من سيارته وسار في هذا الشارع إلى أن وجد المنزل الذي أخبرته عنه فاقترب وطرق الباب بخفة، فتحت له وهي تقول بلهفة ووجه خائف:
- تعالى ادخل
بالفعل دلف إلى الداخل والتفت وهو يقول:
- هي في ...

قاطعته بطعنة قوية من خنجر بيدها وهي تقول:
- مفيش حد
نظر إلى هذا الخنجر وإلى الدماء التي تسيل منه ورفع رأسه لينظر إليها بصدمة وتألم في آن واحد:
- ليه ؟


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:22 مساءً   [66]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السادس والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

أنهى المكالمة ثم قام بتسجيل رسالة صوتية إلى والدته عبر تطبيق واتس آب، أكمل الطريق إلى أن وصل، ترجل من سيارته وسار في هذا الشارع إلى أن وجد المنزل الذي أخبرته عنه فاقترب وطرق الباب بخفة، فتحت له وهي تقول بلهفة ووجه خائف:
- تعال ادخل
بالفعل دلف إلى الداخل والتفت وهو يقول:
- هي في ...

قاطعته بطعنة قوية من خنجر بيدها وهي تقول:
- مفيش حد
نظر إلى هذا الخنجر وإلى الدماء التي تسيل منه ورفع رأسه لينظر إليها بصدمة وألم في آن واحد:
- ليه؟
ابتسمت ابتسامة انتصار وقالت وهي تتلذذ برؤيته يتألم:
- أخيرا اليوم اللي حلمت بيه .. اد ايه كان تحقيق الحلم صعب بس اهو اتنفذ وأنت هتموت
وضع يده على مكان الطعنة بأم وقال بتساؤل:
- ليه ! حلمك إنك تموتيني ؟ أنا عملتلك ايه؟ أنا حبيتك !

عبست ملامحها وقالت بغضب وصوت جهوري:
- ليه ! وأنت ليه رميت أختي في السجن لغاية ما انتحرت وماتت مسمومة ؟ حبيتني ! هو اللي زيك يعرف الحب ؟ اللي زيك مايستحقش إنه يعيش أصلا .. ضحكت على أختي وفهمتها إنك بتحبها وفجأة علشان تخلص منها بلغت عنها واتسببت في موتها .. فاكرها ! هايدي
صعبت أنفاسه قليلًا فانخفض وجلس على ركبتيه وكانت الدماء تسيل بغزارة حتى غرقت يده التي يضعها على مكان الطعنة وملابسه بالكامل، التقط أنفاسه بصعوبة وقال:

- أنا معترف إني عملت كل حاجة غلط في الدنيا وأذيت ناس كتير بس موضوع هايدي مش زي ما أنتِ متخيلة .. أيوة أنا كنت أعرفها كمتعة بس مابلغتش عنها .. ماحصلش ده والله، أنا اتحولت لواحد تاني من ساعة ما عرفتك، قلبي نضف وحياتي بقت أحسن لما حبيتك .. اتغيرت 180 درجة علشان القلب الطيب اللي عرفته .. وثقت فيكِ لأقصى حد وفي الآخر تعملي كدا ؟

هزت رأسها بابتسامة ساخرة وقالت:
- بلغت مابلغتش ده مش هيفرق معايا أما بقى موضوع الحب فده، فدي كانت الطريقة اللي أوصلك بيها علشان أنتقم منك، مثلت عليك إني ملاك برئ وطاير في السما وأنت زي الأهبل صدقت، خليتك تثق فيا بكل حاجة قلتهالك سواء تصحيحك لغلطاتك أو مرواحك لأخوك، وصلتلك وسحبتك وخلصت عليك .. دي آخرتك
أدمعت عيناه وقال بصعوبة:

- أنا اتخيلتك مراتي ! كنت هاخد منك رقم والدك علشان أكلمه ! أنا في أسبوعين بقيت مهووس بحاجة اسمها مى، كل ده كان تمثيل ؟ أنتِ عارفة أنا مش ندمان إني اتبدلت للأحسن على واحدة ممثلة زيك بالعكس أنا كدا فرحان .. اعتذرت لأخويا الصغير نائل واعتذرت لياسمين والأسبوع اللي فات ده حاولت أصلح حاجات كتير غلط عملتها يمكن نهايتي اه على ايدك بس ربنا بعتك ليا علشان يهديني وأموت وأنا مستريح ويكون راضي عني ..

شعر بالألم أكثر فقال بتعب:
- رغم اللي عملتيه مخي مش راضي يستوعب، لسة بحبك لدرجة إن عقلي بيصورلي إن ده حلم، حبيتك وبحبك أوي .. لا اله إلا الله محمد رسول الله
شعر بالدوار وسقط على وجهه فقامت هي بضبطه لينام على ظهره ونظرت إلى جثته بابتسامة:
- ماتستحقش تعيش .. كل اللي زيك و همه على مصلحته ونفسه مايستحقش يعيش أبدا..

ثم طعنته مرة أخرى بقوة وسحبت السكين وطعنه لمرة ثالثة وأخيرا نهضت ونظرت إلى جثته وهي تقول:
- وبكدا تنتهي قصة يوسف الهواري وتستريح هايدي في تربتها ..
ألقت السكين من يدها وسحبت هاتفها قبل أن تنقر عدة نقرات على شاشة الهاتف، رفعت الهاتف على أذنها وانتظرت لثوانٍ وهي تقول:
- عايزة أبلغ عن جريمة قتل ..

بدأت الاستعدادات لتنفيذ تلك المهمة الخطيرة والتي يتابعها قيادات عالية وسرية، اتجه «أيمن» إلى «طيف» و «نيران» ومد يده بدعوتان لدخول المحفل وهو يقول:
- دي الدعوات اللي هتحتاجوها للدخول، ركبنا أجهزة ميكروفون في الأقنعة علشان تقدروا تتواصلوا معانا وبمجرد ما تقولوا كلمة السر هنهجم على طول .. كلمة السر اوعوا تنسوها لأنها لازم علشان دخولكم المحفل .. ماتنسوش «كن ملاكي»، مش لازم حد يشك فيكوا نهائي .. اتعاملوا بطبيعتكم وامنعوا الكلام الزيادة لأنهم بيشكوا في أقل كلمة مفهوم.

ردد الاثنان معًا بجدية وثقة:
- تمام سعادتك
ربت على كتفيهما وهو يقول بتشجيع:
- يلا روحوا البسوا اللبس المخصص للمحفل .. ربنا معاكم يا أبطال.

بالفعل ارتدا ملابسهما المخصصة للحفل وكانت عبارة عن رداء طويل باللون الأسود خاص بـ «طيف» ورداء طويل باللون الأحمر خاص بـ «نيران» وكلٍ منهم قام بدهن وجهه بهذا اللون الأبيض ثم ارتدا القناع، نظرت إليه وقالت:
- شكلنا مرعب أوي
ضحك وقال بمرح:
- أنا حاسس نفسي مصاص دماء وهتحول خفاش كمان شوية.

ضحكت وأكملت ارتداء ملابسها وما إن انتهت حتى قالت:
- هيا بنا إلى المحفل أيها الفامباير
نظر إلى نفسه في المرآة وقال:
- الموقف ده بيفكرني بفيلم الكارتون بتاع فندق ترانسيلفانيا لما دراكولا جاب جوني ودهن وشه أبيض علشان يدخل الفندق ويفتكروه وحش زيهم
ابتسمت وقالت:
- تصدق صح .. ادينا هنبقى زي جوني وندخل للوحوش على أساس إننا وحوش زيهم.

اعتدل ونظر إليها قبل أن يمسك يديها بحنو شديد وقال:
- إن شاء الله القضية دي تخلص على خير ونكمل شهر عسلنا اللي مالحقناش نتهنى بيه ده يا مصاصة دماء قلبي
اقتربت منه أكثر حتى شعرت بأنفاسه وقالت:
- إن شاء الله يا حبيبي بس بلاش نقرب أكتر من كدا علشان الصراحة أنا خايفة منك باللبس اللي أنت لابسه
ضحك بصوت مرتفع ورفع سترته وهو يقول بصوت مخيف:
- أنا دراكولا بلا بلا بلا.


رفعت إحدى حاجبيها وقالت معترضة:
- لاحظ إن دراكولا كان بيتضايق من كلمة بلا بلا بلا دي
اقترب منها مرة أخرى وقال مازحًا:
- ما تيجي تعتبريني أنا جوني وأنتِ ميفيس ونعيش قصة الفيلم
دلف «رماح» إلى الغرفة وما إن رآهم حتى انفجر في الضحك، اندهش الاثنان من ضحكه وقال «طيف» متعجبًا:
- هو رماح اللي بيضحك ولا ده من تأثير قناع الأشباح اللي أنا لابسه.

لوت ثغرها بعدم تصديق وأجابته:
- مش عارفة استنى كدا أجرب أشيل القناع
هدأ ضحكه قليلا وحاول رسم الجدية مرة أخرى لكنه لم يستطع وانفجر في الضحك مرة أخرى مما دفع «طيف» لأن يقول:
- لا ما هو اللي يضحكك كدا يبقى فعلا شكلنا يضحك .. استهدى بالله كدا يا باشا احنا قلنالك اضحك بس مش انشكح بالطريقة دي.

حاول رسم الجدية مرة أخرى وهو يقول:
- الصراحة افتكرت فيلم فندق ترانسيلفانيا شكلك جوني وهي ميفيس
رفعت «نيران» حاجبيها بدهشة وهي تقول:
- استنى بس يا طيف ده طلع تافه زينا وبيتفرج على كارتون
انتبه «رماح» وقال بتوتر:
- هااا أصل ..
قاطعته وهي تقول ضاحكة:
- أصل ايه يا رماح ياابن خالتي بس خلاص فضيحتك بقت بجلاجل .. نخلص المهمة دي بس والمديرية كلها هتعرف إنك بتتفرج على كارتون..

حاول تبرير موقفه ليقول بقلق:
- والله دي نرد أختي كانت فاتحاه وشوفته صدفة يعني
اقترب «طيف» منه وردد مازحًا:
- بس خلاص يا باشا ماتبررش اللي حصل حصل وبعدين مش عيب لما تتفرج على كارتون ما عندك أنا أهو ماسيبتش فيلم كارتون إلا لما شوفته .. بيس بيس
رفع إحدى حاجبيه وقال بدهشة:
- بيس بيس ! طيب يلا بينا علشان مانتآخرش أكتر من كدا.

انطلقت قوة ضخمة من الشرطة ووقفوا على بعد كبير من مكان الحفل بينما قاد «طيف» سيارة قاموا بتسليمها له وكانت بجواره «نيران» التي شعرت كثيرًا بالقلق لأن هذا لم تعتاد عليه، وصل إلى المكان المحدد وكان عبارة عن بناية ضخمة، ترجل من سيارته بتلك الملابس واتبعته هي أيضا، أمسك بيدها ثم نزل إلى مرآب السيارات ومنه توجه إلى بوابة ضخمة يقف أمامها رجلان تابعان لهم وكانا يرتدينِ نفس الزي، اقترب الاثنان منهما وأشهرا دعوتهما، تفحص الأول دعوته وتفحص الآخر دعوتها ثم نظرا إليهما وقالا في صوت واحد باللغة الإنجليزية:
- ماهي كلمة السر ؟

تعجبت «نيران» من نطقهم الإنجليزية فرددت:
- be my angel (كن ملاكي)
وكذلك «طيف» الذي ردد بثقة:
- be my angel

هز الاثنان رأسهما بالإيجاب وأفسحا لهما الطريق لكي يمرا، سارا في رواق طويل وكان في نهايته مصعد إلكتروني فدلفا إلى داخله وأخذهما بشكل تلقائي إلى الأسفل لمسافة طويلة، نظرت «نيران» إلى «طيف» ورددت بصوت منخفض:
- المكان تحت الأرض
هز رأسه بالإيجاب وأكد ذلك قائلًا:
- أيوة ملاحظ .. احنا نزلنا مسافة طويلة أوي.

فُتح باب المصعد ليكشف عن عالم آخر تحت الأرض، كان المكان ضخمًا للغاية وإضائته خافتة وباللون الأحمر وكان مزدحمًا بعبدة الشيطان الذين كانوا يرتدون نفس الذي، خرجا من المصعد وهما ينظران إلى المكان بدهشة وهنا تحدثت «نيران»:
- المكان ضخم أوي، ازاي المكان ده كله تحت الأرض.

جاب بنظره المكان وهو يقول:
- مش عارف عملوها ازاي دي
همست بصوت منخفض عندما وجدته يجوب بنظره المكان:
- كفاية تلفيت ماتخليهمش يشكوا فينا
انتبه لها وثبت بصره وهو يقول:

- حاضر حاضر اديني سكتت بس هنعرف قيادتهم منين ! المكان زحمة ومفيش غير التمثال الضخم اللي شبه إبليس ده وأمن في كل مكان والناس اللي واقفين بيتكلموا مع بعض دول
هزت رأسها بعدم فهم:
- مش فاهمة الصراحة ايه اللي المفروض يحصل أو هم بيلبسوا نفس اللبس ولا لا، ادينا واقفين وهنعرف كل حاجة

في تلك اللحظة ارتفعت موسيقى غريبة فاصطف الجميع بجوار بعضهم وهم ينظرون في اتجاه واحد ثم دلف اثنان إلى المحفل وفي المنتصف أنثى جميلة ترتدي زي أبيض هادئ على عكس الجميع واقتربوا من هذا التمثال الضخم الذي يرمز للشيطان، وقفوا ليوجهوا بصرهم تجاه جميع الحاضرين وقال أحدهم باللغة العربية الفصحى:
- باسم حامي العهود وحامي الأقدار، بسم لوسيفر المعظم نقدم أضحيتنا لهذا المحفل ونتمنى أن يقبلها وأن يسامحنا على تقصيرنا.

وما إن انتهى حتى أشهر سيف فتحدث الآخر بنفس اللهجة:
- فلتكونوا شاهدين .. فلتكونوا حاضرين .. فلتكونوا لنا عين، لتكون أقدارنا معلقة وعزيمتنا مُثبتة، ليكون لوسيفر شاهد علينا أننا هنا لأجله ولأجل إعلاء اسمه، لتكون ضحيتنا من أجل إرضائه
وأشهر سيفه هو الآخر بينما تقدمت تلك الفتاة ونامت أسفل هذا التمثال، نظرت إليه وقالت بخوف وتردد:
- طيف احنا لازم نعمل حاجة دول هيدبحوها !

نظر إليها وقال بصوت غير مسموع:
- ماينفعش يا نيران لو عملنا كدا هنموت أنا وأنتِ والمهمة هتفشل وكأننا ماعملناش حاجة
نظرت إليه وقالت بغضب:
- أنت عايز تفهمني يعني إننا هنسيبها تتدبح ؟
أجابها بتلقائية وهدوء:

- أظن دي رغبتها، هي جزء منهم وبتعمل ده علشان تقدم نفسها أضحية نقوم احنا ندافع عنها علشان المهمة تبوظ ! دي مش بعيد لو أنقذتيها تشتمك وهي اللي تقتلك، مفيش عواطف هنا يا نيران .. احنا هنا علشان نخلص من القضية دي بعد معاناة طويلة ولازم نخلصها
لم تستطع الرد عليه وتابعت هذا المشهد بخوف وقلق شديدين، اقترب أحدهم ووضع حد السيف على رقبتها من جهة وتقدم الآخر أيضا ولكن من الجهة الأخرى وقام بوضع حد السيف على رقبتها وبدأ الجميع في العد بطريقة مخيفة:

- مجد لوسيفر بعد 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0
وفي تلك اللحظة التي نطقوا فيها رقم صفر قام الاثنان بسحب السيف على رقبتها بقوة كلٍ منه في جهة وارتفعت الدماء التي تطايرت في الهواء كأنها شلال، أغمضت «نيران» عينيها ولم يستطع «طيف» متابعة ما يراه فنظر إلى الأسفل ولم يتابع ما حدث بعد ذلك.

اقترب أحدهم من «طيف» وقال بجدية:
- أرى أنك لا تقوم بمتابعة تنفيذ شروط الأضحية
شعرت «نيران» بالقلق كثيرا وازدادت ضربات قلبها خوفًا مما قد يحدث.

أسند رأسه على الوسادة ونظر إلى سقف الغرفة بتأمل وفجأة شعر بقبضة في قلبه مما جعله يعتدل في جلسته ويقول بصوت مسموع:
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قلبي اتقبض كدا ليه ربنا يستر
نهض من مكانه وأسرع إلى غرفة شقيقته ليطمأن عليها فوجدها نائمة وبتلقائية اتجه إلى غرفة والدته لكنه تذكر ما حدث ووقف بحزن وهو يقول:
- ربنا يرحمك يا ماما..

عاد إلى غرفته مرة أخرى وأمسك هاتفه ثم نقر على شاشته عدة نقرات وتردد في الاتصال لكن قبضة قلبه تلك أشعرته بالقلق وأبعدت عنه الراحة، انتظر لثواني حتى أجابته بتعجب:
- نائل في حاجة ؟
أسرع وقال:
- لا أبدا بس حبيت أطمئن عليكِ .. أنتِ كويسة ! آسف لو صحيتك من النوم
أجابته بدهشة:
- أيوة كويسة ولا ماكنتش لسة نمت، مال صوتك !

هز رأسه وسند ظهره على وسادته وهو يقول:
- معرفش بس فجأة لقيت نفسي قلقان وقلبي اتقبض مرة واحدة وأنا لما بيحصلي كدا بيبقى في مصيبة أو كارثة هتحصل أو حصلت .. ربنا يستر وتعدي الليلة دي على خير
اعتدلت في جلستها وقالت بهدوء:
- اهدا بس يا نائل إن شاء الله مفيش حاجة ممكن قلق عادي وهيعدي..

نظر أمامه بقلق وحاول إظهار الطمأنينة في صوته حتى لا تشعر بالقلق:
- إن شاء الله خير خلاص أنا بقيت كويس روحي نامي وأنا هحاول أنام علشان الشغل الصبح
رغم طمأنته لها إلا أنها شعرت بالقلق في صوته لكنها أنهت المكالمة وهي تدعو الله بأن لا يصيبه هو وعائلته أذى..

أنهى المكالمة معها وبتلقائية جلب رقم أخيه الذي أعطاه إياه في الصباح وهاتفه ثم انتظر إجابته لكنه لم يجب فحاول عدة مرات ولكن لا يوجد رد وهذا ما أشعل الخوف والقلق بداخله مرة أخرى، نقر على رقم والده لكنه تفاجأ بأنه مغلق، نهض من مكانه وظل يتحرك في الغرفة بقلق شديد ولكنه لم يتحمل وارتدى ملابسه بسرعة ثم أمسك هاتفه وقام بمهاتفة «زين» لكنه لم يجد منه رد فحاول عدة مرات إلى أن أجاب على مكالمته بتعجب:
- في حاجة يا نائل ! أنا قلقت.

خرج من باب شقته ونزل إلى الأسفل وهو يقول:
- سعادتك فين ؟
نظر إلى القوة أمامه وأجابه:
- في مهمة تبع الشغل .. معلش هضطر أقفل ولو في حاجة مهمة كلم ياسمين وهي هتساعدك
وأنهى المكالمة في الحال بينما نظر «نائل» إلى الهاتف بتعجب ونقر على زر الاتصال مرة أخرى بـ «ياسمين» فأجابته على الفور وهي تقول:
- نائل أنا لبست وجايالك .. الصراحة مااستحملتش أفضل كدا وأنا قلقانة، بتتصل ليه في حاجة ؟

سار بسرعة إلى نهاية شارعه بخطوات أشبه بالركض وهو يقول:
- زي ما قلتلك حاسس بمصيبة هتحصل أو حصلت، أنا إحساسي ده مابيخيبش أبدا وحصلتلي كتير منهم في اليوم اللي ماما ماتت فيه، أنا اتصلت بـ يوسف كذا مرة لكن ماردش وكلمت بابا تليفونه مقفول، لو تعرفي تيجيلي علشان أروحله البيت اطمئن عليه
هزت رأسها بالإيجاب ونزلت إلى الأسفل بسرعة قبل أن ترفع صوتها وتقول:
- هانم ! هانم ؟

حضرت «هانم» بسرعة وهي تقول بلهفة:
- أيوة يا ست ياسمين في حاجة ؟
أجابتها وهي تتجه إلى باب الفيلا:
- أنا رايحة مشوار ومش عارفة هرجع امتى .. خلي بالك من رقية ولو حصل حاجة بلغيني
- تمام يا ست هانم

كان يقف في الجهة الشمالية لمكان المحفل ويقود قوة من الشرطة حسب أوامر اللواء «أيمن» وعندما هاتفه «نائل» استمع إلى صوت في جهاز اللاسيلكي الخاص به مما جعله ينهي المكالمة بشكل سريع ورفعه على أذنه ليسمع ما يُقال وكان صوت «رماح»:
- في حاجة بتحصل يا فندم، في تشويش على الصوت ومش سامعين حاجة .. نهجم على المكان ولا نستنى..

ظهر صوت اللواء «أيمن» الذي قال بجدية:
- محدش يتحرك غير بأوامري .. أكيد في حاجة بتحصل جوا بس أنا واثق إنهم هيقدروا يتصرفوا
- تمام سعادتك

ترك «زين» الجهاز من يده ووجه نظره إلى قوات الشرطة وقال بصوت مرتفع ليزيد من عزيمتهم:
- اجهزوا يا رجالة، كلها دقايق وهنهجم
رددوا كلهم في صوت واحد ومرتفع:
- تمام يا فندم

على الجهة الأخرى بداخل المحفل تسارعت دقات قلب «نيران» التي كانت على وشك التحدث نيابة عن «طيف» لكنه أمسك بيدها بمعنى انتظري ونظر إلى هذا الرجل ذو الوجه الشيطاني وردد:
- أنا أتابع تنفيذ الأضحية وأقوم بتلك الشروط، لقد سقط خاتمي الذي كنت أقوم بلفه من شدة حماسي وكنت أبحث عنه
بدل نظراته بينه وبين «نيران» وقال بجدية:
- أنا أصدقك ولكن نريد أن تكون أنت أضحيتنا الثانية لهذا المحفل المنير .. هل تقبل ذلك.

هنا تحدثت هي نيابة عنه وقالت بتهور:
- أليست التضحية بأنثى !
وجه نظره له وحرك رأسه يمينًا ويسارًا بشكل مخيف قبل أن يقول:
- أنتِ زوجته أليس كذلك ؟
أجابته بصرامة:
- نعم نحن كذلك
تحرك خطوتين تجاهها ثم قال بصوت هادئ:
- نحن نضحي نعم بأنثى وأيضا نضحي بالأزواج، ألا ترغبين بوهب روحك لـ لوسيفر المعظم ؟

تجمدت مكانها وشعرت أنها النهاية التي كانت ترفض الاعتراف بها في السابق وأمسكت يد «طيف» بيدها المرتجفة بينما هو قبض عليها بقوة وهو يقول:
- ماتقلقيش .. ماتقلقيش
ثم نظر إليه وقال بثقة:
- هذا شرف عظيم لنا، يسعدنا كزوجين وهب أرواحنا لـ لوسيفر .. هذا ما كنت أتمناه منذ سنوات طويلة..

اتسعت حدقتا «نيران» بصدمة لكنه قبض على يدها بمعنى "انتظري ولا تتسرعي" ففضلت الصمت أما عن ذي الوجه الشيطاني فصرخ بصوت عالي وهو يقول:
- ومفاجأتنا الثانية لتلك الليلة هي وهب أرواح زوجين وحبيبين كأضحية لملكنا وحامي أقدارنا
صرخ الجميع بصوت مرتفع فرحين بهذا الأمر ورددوا كلهم في صوت واحد عدة مرات باللغة الإنجليزية:
- do it .. do it .. do it (افعل ذلك).

قادهم إلى هذا التمثال وفي كل خطوة يشعر الاثنان بالخطر أكثر وأكثر حتى «طيف» الذي ظن أن هذا مجرد اختبار له لكن لم يحدث ذلك وهما الآن يُقادان للذبح كالخراف !
وصلوا إلى أسفل تمثال الشيطان وردد هذا الرجل:
- استرخيان .. كلها ثوانٍ وستكون أرواحكما مباركة..

نظر الاثنان لبعضهما البعض وهز «طيف» رأسه بالإيجاب لتفعل ذلك فنفذت ونامت أسفل التمثال بجواره وكانت تغمرها الثقة في أنه يفعل ذلك لشيء ما يخطط له أما هو فكان لا يملك خطة لكنه كان يأمل أن تكون قوات الشرطة قد استمعت لما يقال ويأتون لإنقاذهم لكن لم يكن يدري بأنهم في الخارج لم يستمعوا لأي شيء

وضع الأول سيفه على رقبة «طيف» والآخر على رقبة «نيران» وبدأ العد مرة أخرى:
- 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0
ومع نطق الصفر سحب كلٌ منهم سيفه وفعلا كما فعلا مع تلك المرأة وتطايرت دمائهما كالشلال ...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 9 من 32 < 1 19 20 21 22 23 24 25 32 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1351 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 2130 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 1243 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 240 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة الجنس وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 406 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،











الساعة الآن 05:37 PM