logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 8 من 32 < 1 18 19 20 21 22 23 24 32 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:18 مساءً   [61]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الحادي والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

قبل ساعات
اطمأن الطبيب على حالته الصحية وابتسم له قائلًا:
- الحمد لله مفيش حاجة وخياطة الجرح كويسة جدا أنا من رأيي ماتتغيرش وتفضل سايبها، بس مش معقول مش دكتور اللي مخيطها
ابتسم «زين» وهز رأسه قائلًا:
- هو دكتور متخصص وكدا بس هو دكتور نفسي وكان فاهم وكدا المهم تسلم يادكتور عايز بس علاج علشان في ألم رهيب..

تركه الطبيب وجلس على الكرسي الخاص بمكتبه:
- طبعا طبعا أنا هكتبلك على مسكن وكذا حاجة للجروح، ماتقلقش أنت بخير ومكان الرصاصة مش حرج خالص وده اللي مساعدك تقف على رجلك لحد دلوقتي
في تلك اللحظة سمعوا طرقات على الباب وبعدها فُتح لتدخل منه «نايا» التي لم تصدق عينيها، هو أخبرها منذ قليل عن طريق هاتف «رماح» لكن سماع الخبر شئ ورؤية الحقيقة شيء آخر، أسرعت تجاهه وحضنته وهي تقول:
- زين أنت كويس !

ابتعدت قليلا وتابعت:
- الجرح واجعك ! الدكتور قالك ايه
ابتسم لها وأشار إليها بالجلوس وبالفعل جلست وجلس هو أمامها وقال:
- ماتقلقيش أنا بخير وصحتي زي الفل وعندك الدكتور أهو اسأليه لو مش مصدقة
نظرت إلى الطبيب وقالت بلهفة:
- هو كويس يا دكتور والجرح ده عبارة عن ايه وايه سببه ؟

أنهى كتابة الأدوية التي سيأخذها ونظر إليها قائلًا بابتسامة:
- أنتِ قلقانة كدا ليه ! هو كويس وزي الفل زي ما قالك، الرصاصة كانت في بطنه ومأثرتش على أي عضو في جسمه خالص .. هو بس هياخد الأدوية دي وهيبقى أحسن من الأول..

خرج أخيرا من المستشفى وكانت هي بصحبته وما إن خطى بقدميه إلى الخارج حتى نظر إليها وقال بقلق:
- هي ياسمين مش بترد على موبايلها ليه !
ابتسمت وأجابته:
- راحت الشركة علشان في ميتينج مهم .. ده اللي قالته قبل ما تمشي بس المفروض تكون دلوقتي روحت، يلا بينا نرجع على الفيلا وهنلاقيها هناك..

هز رأسه بابتسام وبعد أن تحرك خطوتين وقف مرة أخرى ورفع إحدى حاجبيه وهو يقول متسائلًا:
- جيبتِ الموبايل بتاعي والعربية زي ما قلتلك ؟
وضعت يدها بداخل حقيبتها ورفعت هاتفه ومفاتيح سيارته أمام عينيه وهي تقول:
- موبايلك أهو ومفاتيح عربيتك أهيه .. وعربيتك هناك أهيه مركونة
ابتسم وتناولهما منها وهو يقول:
- تسلميلي يا أحلى بنت خالة وأحلى بنت وعروسة في الدنيا

اتجه إلى سيارته واستقل المقعد الأمامي خلف المقود واستقلت هي المقعد الأمامي بجواره، نظر إلى سيارته بسعادة وقال:
- ياااه وحشتني العربية .. ريلي وحشتني
رفعت هي إحدى حاجبيها ورددت بعدم رضا:
- يعني هي بس العربية اللي وحشتك !
ضحك وداعب وجنتيها كالأطفال وهو يقول:
- يا حبيبتي أنا بتكلم عن اللي وحشني في الجماد إنما الإنسان فطبعا حبيبة قلبي ياسمين وحشتني جدا..

ضربته في كتفه بخفة قائلة:
- أنت رخم على فكرة
- استني بس ماتزعليش أنا بهزر .. طبعا وحشتيني ووحشتيني جدا جدا جدا من هنا للسنة الجاية وكنت بفكر فيكِ علطول
ابتسمت ونظرت إلى الأسفل بحرج فاتسعت ابتسامته هو قائلًا:
- ياعيني عليكِ وأنتِ مكسوفة .. بتبقي مشمشاية عايزة تتاكل
ضحكت وأشارت إلى الطريق:
- طيب سيبك من المشمشاية وسوق يلا خلينا نمشي ونطمن ياسمين ورقية عليك
- أنت تؤمر يا جميل..

قاد سيارته إلى الفيلا وما إن وصل حتى أسرع إلى الداخل متشوقا لرؤية شقيقتيه وبالفعل تفاجأ بشقيقته الصغرى عندما دخل فأسرعت تجاهه وحضنته بقوة وهي تقول:
- زيين ! أخيرا جيت
ابتسم وأبعدها عنه قليلا قبل أن يقول:
- معلش يا حبيبتي غصب عني والله بس اديني رجعتلك تاني اهو ومش هسيبك تاني أبدا إن شاء الله
حضنته مرة أخرى وقالت بتلقائية:
- أنا شوفت صورتك على التليفزيون..

ابعدها عنه قليلا وضيق ما بين حاجبيه وهو يقول:
- على التليفزيون !
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت:
- أيوة أول ما اتخطفت جابوا صورتك أنت وظابط تاني اسمه سيف
قاطعها ليصحح:
- طيف.

هزت رأسها مؤيدة كلامه وتابعت:
- وشفتك تاني أنت والظابط بس كان فيديو وأنت بتكلم حد وضهره بس اللي باين
هز رأسه بعدم فهم ونظر إلى «نايا» التي حركت رأسها بعدم فهم فنظر إلى شقيقته مرة أخرى وقال:
- ازاي يعني واتعرضت على قناة ايه ؟

أجابته ببراءة:
- اتعرض على كل القنوات .. كان فيديو ليك أنت والظابط صاحبك والراجل اللي كان واقف قال إنهم بيعبدوا الشيطان، بس ليه مااتحرقش لما قلت أنت وصاحبك قرآن ؟
لم ينتبه لسؤالها ونظر إلى الفراغ بتفكير مما دفع «نايا» لأن تسأله عن سبب تفكيره:
- مالك يا زين وايه الفيديو ده أنا مش فاهمة حاجة..

نظر إليها وأجابها:
- مش فاهم .. ده حوار بيني وبين الراجل اللي تبع العصابة أو المنظمة دي بس ازاي اتصورت فيديو وازاي وصل للقنوات ! أنا مش فاهم حاجة الصراحة ومش فاهم دماغهم
تذكر في تلك اللحظة شقيقته الكبرى فنظر إلى «رقية» وقال متسائلًا:
- فين ياسمين ؟

هزت رأسها بعدم معرفة وأجابته:
- لسة ماجاتش من الشركة .. من ساعة ما خرجت الصبح مارجعتش
- ازاي يعني ؟
نهض من مكانه وأمسك بهاتفه قبل أن ينقر على رقمها ويرفع هاتفه على أذنه، انتظر لعدة ثوانٍ لكن لا يوجد رد فحاول الاتصال مرة أخرى لكنه لم يحصل على إجابة فنظر إليهم وردد:
- خليكم هنا، أنا هروحلها الشركة..

بالفعل تركهما واتجه إلى الباب وما إن فتحه حتى وجدها أمامه، لم تصدق عينيها فهو الآن يقف أمامها .. هل هذا حلم أم واقع ! لم تشعر بنفسها إلا وهي بين أحضانه، مسح على رأسها وهو يقول:
- اتآخرتي كدا ليه أنا اتصلت بيكِ كذا مرة ومفيش رد
ابتعدت قليلا ونزعت هاتفها من حقيبتها قبل أن تجيبه:
- كنت عاملاه صامت ونسيته المهم طمني أنت عامل ايه وجيت امتى .. أنت كويس..

إبتسم وهز رأسه بالإيجاب وهو يجيبها:
- أنا زي الفل ورجعت النهارده، هحكيلك كل حاجة بس قوليلي ايه اللي آخرك كدا وكنتِ عاملة الموبايل صامت ليه مش عوايدك يعني

تذكرت ما حدث ونظرت إليه بحزن وهي تجيبه:
- بعد الاجتماع نائل جاله تليفون إن مامته تعبانة وأنا عرضت عليه أوصله وبلغت الدكتور بس للأسف توفت أول ما وصلنا وفضلت مع أخته شوية وبعدين جيت اخد شاور وهروح تاني
شعر بالحزن لما سمعه وردد:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يرحمها ويصبره .. هاخد أنا كمان شاور وأروحله .. لازم أقف معاه لأنه تقريبا مالهوش حد، لما تخلصي ماتمشيش هنروح مع بعض

عاد «طيف» إلى المنزل وما إن رأته والدته حتى ضمته بحب ولهفة وهي تقول:
- طيف حبيبي .. حبة عيني
شعر بالراحة بالقرب منها وربت على ظهرها بحب قبل أن يقول:
- ماتزعليش مني يا ماما علشان خليتك تعيشي الخوف والقلق ده..

تركته وضمت وجهه بين كفيها بحب وهي تقول:
- عمري ما هزعل منك يا حبيبي وده شغلك واللي حصلك ده غصب عنك، المهم إنك رجعتلي بخير
ابتسم واتجه إلى شقيقته وحضنها بحب وهو يقول:
- ازيك يا لمضة
ابتسمت وابتعدت قليلا وهي تقول:
- أيوة ياعم بقيت تتخطف وتعيش أفلام أكشن واتشهرت على التلفزيون كمان..

رفع إحدى حاجبيه وردد مازحًا:
- حتى الخطف فيه قر ! وبعدين اتقالي إني اتشهرت على التلفزيون ونزلوا صورتي .. طول عمري شبح ومشهور
- شبح ايه أنت اتخطفت وكنت في الفيديو شبه القطة البلدي اللي خايفة تقول نو
ارتفع حاجبيه بصدمة وقال بعدم رضا:
- أنا شبه القطة البلدي ! ماشي يا رنة الموبايل أنتِ
ثم انتبه لما قالته وردد متسائلًا:
- أنتِ قلتِ فيديو ! فيديو ايه ؟

أشارت إلى التلفاز وقالت:
- فيديو وأنت بتكلم حد من العصابة بتوع عبدة الشياطين .. القنوات كلها كانت عارضاه من ساعة، بس بصراحة بعيدًا عن إنك شبه القطة بس خليته مش عارف يرد وقلت كلمتين حلوين
اتجه إلى التلفاز وأمسك بجهاز التحكم ثم قام بتبديل القنوات حتى وجد إحدى القنوات الإخبارية تقوم بعرض الفيديو الخاص بـ «زين» وما إن انتهى حتى عُرض الفيديو الخاص به، كان في حالة صدمة وانتبه ليد والدته التي تربت على ظهره وهي تقول:

- ربنا يحميك يا حبيبي، عجبني ردك عليهم الشياطين الأبالسة دول .. ربنا يحميك منهم وتقدروا تقبضوا عليهم وتخلصوا البلد منهم
ابتسم لها وربت على يدها بحب لكن كان عقله منشغلًا بما حدث فهو لم يعد يعرف طريقة تفكيرهم ولماذا تم تسريب هذا الفيديو لقنوات التليفزيون !
ترك والدته وأمسك بهاتفه وهاتف أبيه الذي رد عليه على الفور:
- أيوة يا طيف في حاجة ؟

- أيوة يا بابا .. شوفت الفيديو بتاعي أنا وزين اللي منتشر على كل القنوات
هز رأسه بالإيجاب وأجابه:
- اه لسة شايفة من شوية وأمرت رماح يعرف الفيديو ده وصلهم ازاي ومين وصله ليهم بس تفتكر ايه غرضهم من نشر الفيديوهين دول مع إنك أنت وزين كنتوا غالبينهم في الكلام..

شرد «طيف» قليلا وتذكر حديث «غارم» معه فأسرع وأجاب والده:
- لما قال إن غرضهم هو إن أكبر عدد ينضم ليهم ويكبروا أكتر، أكيد هو نشر الفيديوهات دي علشان يولع الدنيا وكل الناس تتكلم وبرضه ناس تنضم ليهم وينشروا فكرة إنهم منتصرين علينا ويقدروا يعملوا أي حاجة ومحدش يقف قصادهم
هز «أيمن» رأسه بالإيجاب وقال:
- فعلا عندك حق .. أكيد ده غرضهم، اجهز أنت بس علشان عملية بليل وأنا هحاول أشوف الدنيا

أخفت «نيران» أمر رجوع الذاكرة لها ودلفت إلى الداخل بعدما رحبت بها والدتها، جلست وجلست والدتها أمامها قبل أن تقول بحب:
- ازيك دلوقتي يا حبيبتي وطيف رجع ولا لسة
ابتسمت لها وأجابتها بسعادة:
- أيوة الحمدلله رجع يا ماما والذاكرة رجعت كمان
اتسعت حدقتاها بصدمة وعدم تصديق وهي تقول:
- بجد يا نيران ! بجد ؟

اقتربت أكثر من والدتها وضمتها إليها بحب وهي تقول:
- أيوة يا حبيبتي بجد .. الحمدلله
ضمتها بأريحية وهي تقول:
- ألف حمد وشكر ليك يارب، ربنا يبعد عنك كل شر يا نيران .. أنتِ شوفتِ أيام صعبة كتير، ربنا يعوضك خير يا حبيبتي
في تلك اللحظة نزل «ذاخر» الدرج وهو يحدق بعينيه غير مصدق وجود شقيقته التي يحبها كثيرا وهي أيضًا انتبهت له فابتعدت عن والدتها وانطلقت إليه بلهفة وهي تقول:
- ذاخر حبيبي وحشتني أوي، أنت رجعت امتى ؟

مسح على رأسها بحب وأجابها:
- وأنتِ والله وحشتيني اوي .. أنا لسة راجع النهارده.. قوليلي صح أنتِ كويسة ! ورجعتِ ازاي
ابتسمت وابتعدت عنه قليلا وهي تجيبه:
- لا ده حوار طويل بدأ بتحديف الناس بالطوب هبقى أحكيلك بعدين على رواقة المهم هطلع أسلم على نيسان علشان واحشاني أوي
كادت تتحرك إلا أن والدتها أوقفتها وقالت:
- نيسان مش هنا .. مع فهد من امبارح في المستشفى، ربنا يقومه بالسلامة ويشفيه
جلست وقالت بحزن:
- يارب

اتجه هو وشقيقته إلى منزل «نائل» وما إن وصلوا حتى وجداه يتحدث مع أحد الأشخاص أمام منزله فاقترب منه «زين»، انتبه لوجوده ففتح عينيه بصدمة وهو يقول:
- سيادة الرائد زين ! ازيك عامل ايه ورجعت امتى
اقترب منه وصافحه:
- ماتشغلش بالك .. البقاء لله في وفاة والدتك
هز رأسه بحزن وردد:
- شكر الله سعيكم.

وضع يده على كتفه وقال بجدية:
- نائل أي حاجة هتحتاجها قول احنا أخوات وأنت عارف كدا كويس
ابتسم «نائل» ابتسامة خفيفة وأجابه:
- طبعا عارف ده، تسلم على سؤالك .. اه صح تعالى اتفضل معلش مش مركز
ابتسم «زين» وربت على كتفه بحب وهو يقول:
- ولا يهمك
لاحظت «ياسمين» الانكسار الذي يسيطر على صوت «نائل» مما أشعرها بالحزن وصعدت إلى المنزل خلفهما ...

رُفع أذان العشاء وتمت الصلاة على والدته قبل أن ينقلها عدد كبير إلى المقابر ويتقدمهم «زين» الذي كان يرفع التابوت الذي يوجد بداخله والدته وتنهمر الدموع من عينيه، وصلوا إلى المقابر وبعد وقت قصير انتهوا جميعا وبدأ أحدهم بالدعاء لها وظل الوضع هكذا لمدة خمس دقائق، رحل الجميع وبقى «نائل» الذي كان يقف أمام قبر والدته فاقترب منه «زين» ووضع يده على كتفه وهو يقول:
- العزاء بكرا صح ؟

هز رأسه بالإيجاب ليؤكد تلك المعلومة وأردف:
- أيوة في البيت والشارع عندي
ربت على كتفه بهدوء وردد:
- طيب أنا همشي دلوقتي علشان واحد زميلي هيعمل عملية كمان ساعة ولازم أبقى معاه، هعدي عليك بكرا بعد الشغل إن شاء الله
ابتسم بمجاملة وهو يهز رأسه قائلًا:
- معلش تعبتك أنت والأنسة ياسمين معانا النهارده.

- تعب ايه يا نائل هو الكلام ده بينا ! أنا زي ما قلتلك بعتبرك أخ كبير ... بعد اذنك
تركه واتجه إلى سيارته التي كانت بها «ياسمين» ومعها شقيقة «نائل»، ضمت وجهها بين كفيها وقالت:
- هجيلك بكرا إن شاء الله بس مش عايزة الدموع دي يا يارا علشان خاطري، عايزاكِ أقوى من كدا .. إن عارفة إن اللي حصل صعب عليكِ لأني عيشت الظروف دي قبل كدا لكن مع الوقت اللي حصل ده هو اللي هيديكي القوة إنك تكملي، اسعي إنك تنجحي واتخيلي إنها قدامك في كل لحظة واتخيلي إنها بتفرح بكل خطوة بتقربك من النجاح هتلاقي نفسك عايشة وحاسة إنك بتعملي حاجة تفتخري بيها وتخلي ماما تفتخر بيها..

اراحتها تلك الكلمات قليلا وابتسمت لها من بين دموعها وهي تقول:
- أنتِ طيبة اوي يا ياسمين
دمعت عيناها من كلماتها ومسحت على رأسها قائلة:
- اعتبريني أختك الكبيرة وإن شاء الله الظروف اللي احنا فيها دي تعدي وأنا هعملك مفاجأة حلوة ونبقى أصحاب تمام ؟
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق وترجلت من السيارة ذاهبة إلى شقيقها الذي كان واقفًا وكأنه منعزل عن العالم من حوله.

اتجه «زين» إلى سيارته واستقل المقعد الأمامي خلف المقود وقبل أن ينطلق نظرت إليه شقيقته وقالت متسائلة:
- نائل عامل ايه ؟
نظر إليها وقال بحزن:
- بيحاول يظهر متماسك لكن هو مش كدا خالص وخايف ينهار في أي وقت لأن والدته كانت بمثابة أمه وأبوه اللي اتحرم من حنانه طول حياته، كانت كل حياته فخسارتها حاجة كبيرة أوي بالنسبة له، ربنا يصبره ويعدي الأزمة دي على خير
نظرت إلى الطريق أمامها بحزن وقالت بخفوت:
- يارب.

انطلق بسيارته وسار عدة أمتار قبل أن ينظر إليها ويقول:
- أنا هوصلك الفيلا وهطلع على المستشفى، واحد صاحبي هيعمل عملية ولازم أكون جنبه
عقدت حاجبيها بتعجب وقالت متسائلة:
- صاحبك مين ؟
نظر إلى الطريق أمامه وردد بغموض:
- صاحبي من زمان .. هبقى أحكيلك بعدين
بالفعل أوصلها إلى المنزل وانطلق في طريقه إلى المستشفى ...

مر الوقت سريعًا وحضر الجميع إلى المستشفى «أسماء، رنة، نيران، رماح، أيمن، فاطمة»
اقترب «طيف» من والدته التي كانت تبكي وقبل يدها بحب قبل أن يقول:
- ماتعيطيش يا ماما علشان خاطري .. كل حاجة هتعدي وأوعدك بده
هزت رأسها بحزن قائلة:
- توعدني ازاي ! وتهديدهم صريح بإنك لو شيلت الشريحة دي هـ ...

لم تستطع تكملة الكلمة فابتسم كي يبث الطمأنينة في قلبها وقال:
- سيبيها على الله .. ادعيلي أنتِ دعوتك مستجابة
ضمت وجهه بين كفيها بحب وقالت بعينين دامعتين:
- بدعيلك والله من قلبي .. كل نبضة في قلبي في كل لحظة بتدعيلك، ربنا يعدي كل ده على خير ويرجعك لينا بالسلامة يا حبيبي
حضنها بحب ثم ابتعد عنها واقترب من أبيه وقال بابتسامة:
- أي خدمة يا سيادة اللواء حققتلك رغبتك في إني أبقى ظابط، يارب تبقى فخور بيا..

أمسك كتفيه بحب وقال بجمود:
- أنا طول عمري فخور بيك يا طيف، فخور إني عندي ابن زيك، فخور إنك طلعت محترم غير شباب اليومين دول، فخور إنك بطل بتواجه كل الصعوبات وأخيرا فخور إنك أخيرا تخطيت أزمة الخوف وبقيت عارف يعني ايه تبقى ظابط
أسعدته تلك الكلمات كثيرا وقال مازحًا:
- ايهوالكلام الكبير أوي ده يا بابا ! لا لا أنا مش اد كلام الروايات والمسلسلات ده ودمعتي قريبة
ضحك والده وضمه إلى صدره بحب قبل أن يبعده قليلا وهو يقول:
- مستنينك تقوم بالسلامة يا بطل
- إن شاء الله.

اتجه إلى نيران التي كانت تشاهد ما يحدث دون أن تتفوه بكلمة واحدة وأمسك يديها بحب وهو يقول:
- شايفك قلقانة أوي .. ماتخافيش يا نيران عمر الشقي بقي وبعدين احنا عملنا عمليات كتير كنا مهددين فيها بالموت .. اعتبري دي عملية برضه
انهمرت دمعة من عينيها ونظرت إلى عينيه قائلة:
- مالحقتش أشبع منك يا طيف، أنت يادوب لسة راجع النهارده .. مالحقتش أتكلم معاك .. مالحقتش أبقى في حضنك لوقت طويل زي ما أنا متعودة، خايفة تسيبني
ترك يدها وضم وجهها بين كفيه بحب قائلًا:

- أنتِ اللي كنتِ بتديني الثقة وتقوليلي انشف يا طيف وماتخافش وواجه كل حاجة، اديني مابقيتش أخاف وبواجه مشكلة بتهددنا كلنا اهيه ولو نجحت العملية هنقذك أنتِ وفهد وزين ولو فشلت هنقذكم برضه وأنا متأكد إنكم هتلاقوا الحل، إن شاء الله كل حاجة هتعدي زي ما عدت قبل كدا وبعدين مش أنا اللي هقولك الكلام ده .. فين نيران القوية اللي واثقة من نفسها واللي كانت بتدخلنا من شباك الفندق كأننا بندخل الملاهي..

ضحكت بهدوء على كلمته وظلت هكذا تنظر إلى وجهه فسألها سؤاله المعتاد والذي يعرف إجابته:
- بتبصيلي كدا ليه ؟
حاوطت رقبته بذراعيها وقالت بحب:
- بحب أبصلك .. بحب أشوفك، بحس إني فرحانة طول ما أنا شايفاك قدامي، علشان خاطري ماتسبنيش وارجعلي مش هتبقى موتة زي دي
ابتسم وردد تلك الجملة التي قالتها سابقًا:
- صح احنا عايزين موتة أشيك من دي، سيبيها على الله .. يلا علشان ألحق..

حضنته بقوة وكأنه حضنها الأخير له فضمها هو الآخر بحب وظلا هكذا حتى ابتعدت عنه وقالت:
- يلا علشان تلحق .. هستناك !
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- وأنا إن شاء الله هرجعلك تاني
تراجع بظهره إلى الخلف ونظر إلى الجميع وكأنها نظرة الوداع ثم التفت ودلف إلى الغرفة.

في تلك اللحظة حضر «زين» واقترب بهدوء من اللواء «أيمن» وهو يقول:
- طيف دخل خلاص ؟
هز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- أيوة ودلوقتي هنستناه
ثم حرك رأسه بمغزى فهمه هو جيدًا فهز رأسه بالإيجاب وسار إلى نهاية الممر الطويل ليجد أحد الأطباء في انتظاره، تابعت «نيران» ما يحدث بتعجب وكانت على وشك الذهاب إلى «أيمن» والتحدث معه إلا أنها سمعت صوت من خلفها:
- مدام نيران !

التفتت ونظرت إليها بتعجب وهي تقول:
- افندم ؟
أشارت إلى الممر كي تسير معها دون أن تتحدث فنظرت هي إلى اللواء «أيمن» الذي حرك رأسه بمعنى "اذهبي .. سأوضح الأمر لاحقًا"، بالفعل سارت معها إلى نهاية الممر ثم أشارت إلى غرفة فدلفت إلى داخلها.

لم تفهم «فاطمة» ما يحدث وهمست إلى «رماح» الذي كان يتابع الموقف بجدية وينتظر دوره:
- ايه اللي بيحصل يا رماح ؟
نظر إليها وابتسم بثقة قائلًا:
- اللي المفروض كان يحصل من زمان .. اجهزي المعركة بدأت..


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:18 مساءً   [62]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الثاني والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

اقتربت من أخيها الذي كان يجلس على حجر أمام قبر والدته وينظر إليه بصمت أو بمعنى أدق صدمة، لم يمكن يتخيل أن هذا اليوم سوف يأتي وسيعيش أحداثه، دائمًا ما كان يسمع عن أخبار الوفاة وموت أشخاص أعزاء على أقاربه لكنه لم يتخيل أنه سيكون ضمن هؤلاء الأقارب الذين فقدوا أعز ما يملكون، لم يصدق أنه هنا الآن أمام قبر والدته التي كانت تنصحه وتتحدث معه بالأمس،

تخيل للحظة أنه في كابوس وسيستيقظ منه في أي لحظة لكنه ظل مكانه ولم يحدث شيئا فنظر إلى الأسفل بحزن، شعر بجلوس شقيقته بجواره فنظر لها ليجدها غارقة في دموعها وهي ترمق قبر والدها بصدمة وحزن شديدين فحاوطها بذراعه وضمها إلى صدره بحنو شديد وهو يقول:

- ماما في مكان أحسن بكتير من هنا .. مكان مافيهوش وجع قلب ولا تعب ولا حزن .. مافيهوش ناس حقودة ولا بتتمنى الشر لحد .. مكان نقي وجميل، أنا معاكِ إننا مش قادرين نستحمل فراقها ومصدومين بس المفروض بدل ما نعيط ندعيلها ونفرح إنها استريحت من التعب اللي كانت بتعيشه كل يوم، ماما شافت سنين صعبة كتير أوي، تقريبا عمرها كله كان تعب وشيل مسئولية ودلوقتي بس قدرت تستريح ولازم احنا نكون أولادها الصالحين اللي دايما مش ناسينها ونفضل ندعيلها في كل صلاة .. صح كلامي ؟

هزت رأسها بالإيجاب ومسحت دموعها وهي تقول:
- صح بس أنت بتبقى نص اليوم في الشغل وأنا الوقت ده كنت بذاكر وبخلي ماما تسمعلي وأحيانا كنت بقعد أتكلم معاها ونقعد نسلي بعض لكن دلوقتي هبقى وحيدة، هتوحشني ضحكتها أوي .. هيوحشني دعاويها ليا وكلامها اللي كان بيشجعني على المذاكرة..

مسح على رأسها بحب وضمها إلى صدره أكثر وأردف:
- اعتبريها معاكِ وشجعي نفسك على المذاكرة، أقولك ! الموبايل بتاعي في أسبوع العيد ده اتصورنا مع بعض صور كتير أوي .. الموبايل ده جه في وقته علشان نتصور معاها صور كتير وتبقى ذكريات .. أنا هجيبلك موبايل وأبعتلك الصور دي ووقت ما تحسي إنك مفتقداها أوي افتحي الصور وبصيلها واعتبري نفسك بتعيشي نفس الموقف تاني ..

مش هتحسي بوحدة بالعكس هتبتسمي وتحسي إنك معاها تاني وأنا لما اجي من الشغل ليكِ عليا أقعد معاكِ وأرغي زي ما تحبي وأسمعلك كمان اللي عايزاه
هزت رأسها بالإيجاب وسندت برأسها على صدره وهي تنظر إلى قبر والدتها دون أن تنطق ...

دلفت «نيران» إلى غرفة العمليات وقامت الطبيبة بإعطائها المخدر الموضعي وبدأت في قطع مكان الشريحة بهدوء وبعدها وضعت أداة صغيرة داخل الجرح وبحركة خفيفة انتزعت تلك الشريحة التي كانت في نهايتها مصباح صغير جدا يضئ باللون الأحمر والأزرق معا، قامت بتطهير الجرح وقامت بتغطيه بقطن ولاصق طبي، التفتت برأسها نصف التفاتة وقالت:
- خلاص كدا يا دكتور ؟

أجابتها وهي تقوم بلصق اللاصق الأخير:
- أيوة خلاص .. حمدلله على سلامتك
اعتدلت في جلستها بحذر ونظرت إلى تلك الشريحة بتعجب وحاولت الإمساك بها إلا أن الطبيبة قامت بمنعها قائلة:
- بلاش تمسكيها علشان منضمنش فيها ايه، اللواء أيمن هيبعت حد متخصص يفحصها..

هزت رأسها بالإيجاب وتراجعت عن مسكها ثم نهضت من مكانها واتجهت إلى اللواء «أيمن» وقبل أن تتحدث خرج «طيف» من غرفة العمليات وأسرعت والدته إليه وهي تقول بسعادة:
- حبيب قلبي حمدلله على سلامتك
حضنها بحب وقال:
- الله يسلمك يا حبيبتي .. مش قلتلك متقلقيش
تركها واقترب من والده وردد بابتسامة:
- خطتنا نجحت...

بدلت نظراتها بين «أيمن» وزوجها «طيف» بتعجب وأخيرا تحدثت:
- أنا مش فاهمة حصل ايه وليه عملنا العملية كلنا في وقت واحد وخطة ايه اللي بتتكلموا عنها !
اختفت ابتسامة «طيف» ونظر إلى والده بتردد ليتحدث هو بدلا عنه لأنها ستحزن كثيرًا عندما تعرف أن الأمر تم دون علمها، فهم والده القصد من نظرته وبدأ في سرد الخطة منذ بدايتها:

- اللي حصل إني اتفقت مع زين وطيف في المكتب الصبح بعد ما أنتِ مشيتِ وحطينا خطة إنكم كلكم هتعملوا العملية في وقت واحد وهنستخدم جهاز تشويش على إرسال الشرايح علشان نضمن سلامتكم لأني لما سألت طلع الموضوع جد، اتفقنا ازاي بقى ! كتبنا على ورق خطتنا واتفقنا إنها تكون بينا احنا التلاتة وبعدها بلغت رماح بالتفاصيل، مارضيتش أقولك أنتِ ولا فاطمة علشان كل حاجة تبقى طبيعية حتى توديع طيف وكلامكم لأنهم المفروض كانوا بيسمعوا ده غير إنك ماكانش ينفع تعرفي علشان مشيتِ ولو كنت كلمتك تيجي كانوا هيشكوا إن في حاجة، حتى أسماء ماعرفتش حاجة علشان توديعها لطيف يبقى طبيعي، بلغت زين يجي هنا وقت العملية وكلمت نيسان أختك تجيب فهد وتيجي هنا والمفروض زمانه خلص العملية دلوقتي تحت..

هزت رأسها بحزن وسألت سؤال آخر:
- وازاي اشتغل جهاز التشويش ده ؟
ابتسم «أيمن» وأجابها:
- حد تبعهم حب يتعاون معانا وعرفنا تردد الشرايح وازاي نشوش على الإشارة وبناءً عليه الخطة دي اتحطت والحد ده محدش يعرفه غيري أنا وطيف وزين
نظرت إلى «طيف» بصدمة ورددت بحزن:
- أنت كنت عارف كل ده وماحاولتش تقولي حتى لو بكتابة ! ده أنا المفروض مراتك يعني تشاركني كل حاجة !

كان على وشك النطق إلا أن والده أوقفه وتحدث عنه:
- دي كانت أوامري يا نيران علشان كل حاجة تبان طبيعية ووقت ما يقرروا يخلصوا عليكم عن طريق الشريحة يلاقوا عائق التشويش ونبقى انتصرنا عليهم في المعركة دي، طيف كان بينفذ الأوامر بس وبعدين ركزي في الجانب الإيجابي وهو إنكم كلكم الحمدلله قمتوا بخير
هزت رأسها بالإيجاب وابتسمت نصف ابتسامة قبل أن تبتعد عنهم لتبقى وحدها خاصة بعد أن شعرت بالوحدة وسطهم.

ترك «طيف» والده واتجه ناحيتها وما إن أصبحت أمامه مباشرة حتى وضع يده على كتفه فأبعدت نفسها بسرعة، رفع يديه أمامها وقال بأسف:
- أنا آسف إني خبيت عليكِ .. مش هقولك علشان دي أوامر بابا والكلام ده لكن أنا أصريت إني أخبي علشان خايف عليكِ أنتِ .. خوفت يعرفوا أي حاجة وده يتسبب في إني أخسرك طول عمري، مش مهم نفسي المهم أنتِ
انهمرت دموعها وحركت رأسها بحزن وهي تقول:
- ماتحاولش تخدعني بالكلام ده لأن اللواء أيمن قال إن في جهاز تشويش يعني حتى لو اكتشفوا اللي بيحصل ماكانوش هيقدروا يعملوا حاجة أصلا..

رفع إحدى حاجبيه وهو يقول معترضًا:
- مين قالك كدا ! لو كانوا عرفوا كانوا غيروا تردد الشرايح كلها وساعتها لما نشوش مفيش حاجة هتأثر وهنموت كلنا ! الراجل اللي بلغ بابا قاله إنهم هيستنوا لآخر لحظة قبل نزع الشريحة وبعدين يصدروا الأمر بالموت فورا لأن دي طريقتهم لكن باللي حصل ده احنا كلنا نجحنا وأنا عمري ما خبيت ولا هخبي حاجة عنك إلا لو كانت لحمايتك
هزت رأسها بالنفي ورددت:
- كان ممكن تقولي عن طريق إنك تكتبلي رسالة أو حتى تيجي بيت بابا وتكتب في ورق زي ماأنا عملته في الخطة..

تنفس بأريحية ونظر إلى عينيها وهو يقول:
- أولا ممكن تكون رسايلنا ومكالماتنا متراقبة ومش أنا اللي هعرفك الكلام ده يا نيران ثانيا بقى لو كنت جيتلك بعد أوامر بابا بإن كل واحد يروح البيت وكدا كانوا هيشكوا إن حصل حاجة وحكاية تغيير التردد ده الراجل ده حذر بابا منها كتير وقاله إنهم لو حسوا بحاجة هيتغير التردد على طول، كل ده كنت خايف عليكِ وعلينا والله مش علشان حاجة..

ابتسمت بسخرية وتراجعت خطوة إلى الخلف استعدادا للرحيل وقالت:
- للأسف سيادة اللواء بيبلغك أنت ورماح وزين بس ومابلغناش انا وفاطمة علشان احنا كبنات ممكن نرتكب أخطاء لكن احنا زينا زي الرجالة ونقدر نمثل ونأدي دورنا كويس أوي بس أنتوا عمركم ما هتفهموا ده، بعد اذنك..

رحلت وتركته في حالة من الدهشة والتعجب مما قالته وظل هكذا إلى أن اقترب منه «زين» ووضع يده على كتفه وهو يقول:
- حمدلله على سلامتك يا بطل .. الخطة نجحت
نظر إليه «طيف» وردد بابتسامة:
- الله يسلمك ومبروك انضمامك للفريق معانا
- الله يبارك فيك، صحيح لاحظت إن مراتك متضايقة ومشيت على طول وأنا جاي عليك..

نظر إلى الأسفل بحزن ثم رفع رأسه وقال مازحًا:
- طلعت الرجالة أنانيين وبنضطهد المرأة علشان خبيت عنها الخطة، هسيبها تهدا شوية وهروح أكلمها تاني
وضع يده على كتفه وقال بابتسامة:
- طبيعي يبقى ده رد فعلها علشان خبيت عنها، ماتفضلش واقف كدا وروح دلوقتي راضيها
هز رأسه بالإيجاب وتحرك بالفعل وأثناء رحيله تفاجأ بـ «فهد» فأسرع وصافحه قائلا:
- حمدلله على سلامتك يا بطل..

أجابه بسعادة:
- الله يسلمك يا طيف
نظر «طيف» إلى «نيسان» التي لم تفارقه منذ بداية الأزمة وقال:
- ازيك يا نيسان .. ربنا يخليكم لبعض
ابتسمت وردت عليه:
- الحمدلله بخير يا طيف .. صحيح فين نيران مش معاك ليه
عبثت ملامحه واجاب بحزن:
- شدينا مع بعض شوية في الكلام ومشيت،
أختك دي مجنونة والله..

ضحكت على جملته وأجابته بثقة:
- طول عمرها مجنونة ومتهورة وقلت هتعقل لما تتجوز بس على اد كدا قلبها طيب .. روحلها وكلمها وهتنسى أي حاجة على طول
هز رأسه بالإيجاب وبدل نظراته بينهما بابتسامة وهو يقول:
- طيب أسيبكم أنا بقى .. سلام..

تركهما واتجه إلى سيارته وقادها إلى منزل «نيران» وما إن وصل حتى فتح له حارس الفيلا الباب الخارجي فتقدم بسيارته إلى الداخل وترجل منها قبل أن يتجه إلى الباب ويضغط على زر الجرس، ما هي إلا ثوانٍ حتى فتحت له «أنهار» فابتسم وهو يقول:
- ازيك يا حماتي عاملة ايه
تعجبت من أن «نيران» ليست معه فقالت:
- الحمدلله بخير يا حبيبي .. امال فين نيران مش معاك ليه..

رفع إحدى حاجبيه بتعجب وأردف:
- ايه هي مش هنا ؟ أنا كنت جاي وفاكرها هنا
حركت رأسها بالنفي وأردفت:
- لا هي مشيت من ساعتها وقالت إن عندها مهمة معاك وماقالتش حاجة تانية .. هو أنتوا اتخانقتوا ولا ايه ؟
أجابها بحزن:
- حصل سوء تفاهم كدا وهكلمها، على العموم أنا هعرف أوصلها متقلقيش
تركها واتجه إلى سيارته وأمسك بهاتفه وهو يقول:
- يارب تكون خدت الموبايل .. يارب يارب
وفجأة صاح بقوة:
- يس..

انطلق بسرعة إلى مكانها الذي عرفه عن طريق تطبيق قام بتثبيته على هاتفها أثناء غيابها، وصل إلى وجهته وترجل من سيارته أمام نهر النيل، سار لعدة أمتار بحثًا عنها فوجدها تجلس على حجر ضخم وتنظر إلى المياه بحزن فابتسم وتقدم تجاهها قبل أن يجلس بجوارها بحركة مباغتة، نظرت إليه بتعجب فظل موجهًا نظره إلى المياه وهو يقول:
- غريبة يعني ده أنتِ بتخافي من البحر بالليل، اوعي تكوني ناوية تنتحري..

ظلت موجهة نظرها تجاهه بدهشة وفجأة صاحت به:
- أنت عرفت مكاني منين ؟
نظر لها وابتسم بحركة مستفزة وهو يجيبها:
- عيب تسألي ظابط شرطة سؤال زي ده ودلوقتي يلا جاوبيني على سؤالي
نظرت إلى المياه أمامها بغضب وقالت:
- واحدة اتخطفت شهرين من عبدة الشياطين وكانت بتشوف طلاسم على الحيطة وبتشوفهم وهم بيحضروا جن عايزها تخاف من المياه ! وبعدين أنا ماانتحرتش وأنا فاقدة الذاكرة هنتحر يعني وأنا فاكرة ؟

ابتسم ووضع يده ظهرها وقال بحب:
- تعرفي إنك مافارقتيش أحلامي طول فترة غيابك ! أنا كنت بموت من غيرك .. والله كنت في حالة ماكانش حد يتخيل يشوفني بيها لدرجة إن بابا كلمني مرة واتنين ينصحني وأنا مفيش، انا عمري ما خبيت ولا هخبي حاجة عنك أبدا وبعترف إني غلطان علشان خبيت عنك حاجة وبعد كدا أي حاجة هتبقى مشتركة بيني وبينك حتى الشغل، هنطلع مهمات مع بعض ونبقى مع بعض في البيت وفي الإجازات وفي أي وقت بس ماتزعليش علشان أنا ماصدقت رجعتيلي تاني، اطلبي أي حاجة وأنا هنفذها..

أدمعت عيناها ونظرت إليه بشوق ولهفة قائلة:
- أنا كنت كل يوم بتخيل شكلك قدامي، كنت بعد الأيام علشان أشوفك .. كنت في زنزانة ضلمة ووقت ما كانوا بيفتحوا ليا كان علشان الأكل وعلشان الرسالة اللي بعتهالك فقط، كنت بعيش أسوأ أيام حياتي بجد لدرجة إني كنت بتخيلك قدامي وأقعد أتكلم معاك وفي نهاية حوارنا كنت بعيط وبترجاك تنقذني، ماكنتش عارفة هل أنت عايش ولا لا من ساعة اللي حصل في الفندق ..

استسلمت وقلت دي النهاية وفجأة لقيت نفسي هنا في أوضتي وكل الذكريات هاجمتني حتى ذكرياتي وأنا فاقدة الذاكرة، على اد تعبي ومعاناتي بس كنت أسعد واحدة في الدنيا علشان هشوفك تاني، طيف علشان خاطري اوعى تسيبني تاني .. أنا عارفة إنك دافعت عني لآخر نفس آخر مرة بس مش ده قصدي، أقصد ماتبعدش عني وخليك جنبي .. شاركني كل حياتك زي ما أنا هشاركك كل حياتي..

لف ذراعه على ظهرها وضمها إليه بحب:
- أوعدك إني هعمل ده حتى لو هيكون آخر يوم في عمري، وحشتيني أوي .. وحشتني نيران، جعان نيران
شعرت بالراحة والطمأنينة وهي تسند برأسها على صدره، افتقدت هذا الحضن الذي يقربها من حب حياتها، افتقدت الراحة والطمأنينة لكن الآن رُد إليها كل شيء، تنفست بأريحية وهي تقول:
- وأنا جعانة طيف
جاء هذا الصوت الساخر من خلفهما حيث كان ضابطًا:
- وأنا جعان مجرمين، قوم يالا أنت وهي .. ليلة أبوكوا سودا

أخيرا نهض من مكانه هو وشقيقته استعدادا للرحيل وما إن ألتفت حتى تفاجأ بوالده «محمد» أمامه فلم يعرف ماذا يقول وكأن لسانه قد لُجم، أشار «محمد» إلى «يارا» وهو يفتح ذراعيه كي تقترب منه فأمسكت بيد أخيها ورفضت ذلك، شعر بالحزن من رفضها وقال بشوق:
- تعالي يا يارا في حضني .. أنا أبوكي !
هزت رأسها بالنفي وتعلقت في ذراع أخيها كأنها تستنجد به فنظر إليها وقال:
- روحيله يا يارا..

هزت رأسها بالنفي مرة أخرى ونظرت إليه بتعجب قائلة:
- أنت اللي بتقولي أروحله !
هز رأسه بالإيجاب وأكد ذلك:
- أيوة أنا يا حبيبتي .. دي كانت رغبة ماما الله يرحمها وهي اللي نصحتني بده خلينا نديله فرصة تانية
ورفع صوته أثناء قوله "فرصة تانية" فأسرع «محمد» وقال:
- عين العقل يا نائل .. أنا كنت عارف إنك عاقل وبحمد ربنا إني عندي ابن زيك وبحمد ربنا إني فوقت من غفلتي قبل فوات الآوان..

رفع بصره ونظر إلى والده قبل أن يقول بتحذير:
- أنا غيرت رأيي علشان ماما الله يرحمها نصحتني بده وقالتلي طالما ندمان اديه فرصة كمان بس صدقني لو كان وجودك هنا جنبنا علشان مصلحتك هعتبرك ميت وعمري ما هسامحك ولا أنا ولا أختي طول عمرنا
هز رأسه بالإيجاب عدة مرات ليعبر عن موافقته وشوقه لهما في آن واحد وفتح ذراعيه مرة أخرى وهو يقترب منهما فما كان من «نائل» إلا أن يقترب هو الآخر ويحضن والده باشتياق وكأنه كان ينتظر هذا منذ وقت طويل،..

انهمرت دموعه بكثرة ولم يعرف السبب لكن لقاء والده بعد كل تلك الأعوام يستحق البكاء كما أنه فقد والدته التي كانت كل حياته ووجود والده في تلك اللحظة كان دعم كبير له، اقتربت «يارا» هي الأخرى وضمهما والدهما هما الاثنين بشوق وحنين كبيرين وهو يقول:
- وحشتوني أوي وحشني حضنكم .. أنا كنت غلطان بعد اللي عملته ده .. كنت غلطان أوي، جه الوقت إني أصلح الغلط ده وأجمعكم من تاني، لازم تكونوا معايا على طول

جاء هذا الصوت الساخر من خلفهما حيث كان ضابطًا:
- وأنا جعان مجرمين، قوم يالا أنت وهي .. ليلة أبوكوا سودا
انتبه الاثنان لهذا الصوت ونهض طيف والتفت ليرى من هذا الذي يتحدث بتلك الطريقة فوجده يرتدي بدلته كضابط شرطة، تحدث الضابط مرة أخرى بصوت مرتفع:
- مالك بتبصلي كدا ليه يالا ! هات بطاقتك وأنتِ قومي يا قطة ده أنتوا ليلتكم فل
هنا تحدث «طيف» وقال بلهجة محذرة:
- أولا محدش يقول لمراتي قطة غيري ثانيا وده الأهم بقى احنا الاتنين متجوزين وبرضه في نفس الوقت ظباط شرطة .. أنا الرائد طيف أيمن..

تعالت ضحكات هذا الضابط قبل أن يقول:
- اه كل واحد هقبض عليه هيقولي إنه ظابط شرطة، طب وريني بطاقتك كدا يا سيادة الرائد
وضع «طيف» يده بجيب بنطاله لكنه لم يجد شيء وتذكر أنه ترك محفظته مع والده قبل أداء الجراحة وترك هاتفه معه فقط، شرد للحظات فصاح الضابط مرة أخرى:
- فين بطاقتك يالا ! اه مش معاك بطاقة كمان ؟ ده أنت يومك عسل أوي
- على فكرة أنا نسيتها علشان كنت ..

صمت ولم يكمل فنهضت «نيران» ونظرت إلى الضابط بغضب وهي تقول:
- على فكرة احنا الاتنين ظباط والطريقة دي في الكلام هتأذيك وبعدين احنا الاتنين متجوزين، وهثبتلك إني شرطة حالا .. البطاقة بتاعتي في العربية ممكن تيجي معايا وأنا هوريهالك
تنفس بغضب وهو يقول بنفاذ صبر:
- اللهم طولك يا روح .. طيب اتفضلي معايا أما نشوف آخرتها..

بالفعل تحركا ومن خلفهما ضابط الشرطة إلى أن وصلا إلى سيارتها، فتحت باب السيارة ثم فتحت حقيبتها وبحثت عن بطاقتها الشخصية فلم تجدها، اتسعت حدقتاها بصدمة وظلت تبحث عنها لوقت طويل إلى أن صاح الضابط مرة أخرى:
- ده كله بتجيبي البطاقة !
خرجت «نيران» من سيارتها ونظرت إليه بقلق وهي تقول:
- أنا نسيتها في البيت بس على فكرة أنا ظابط..

تحدث «طيف» هو الآخر:
- وأنا كمان ظابط وصدقني هتندم لو قبضت علينا
ابتسم الضابط في وجههم وردد باستفزاز:
- أنا عايز أندم، قاعدين تحبوا في بعض على النيل ومش معاكم بطايق كمان ! ده أنتوا ليلتكم مش هيطلعلها شمس
تذكر «طيف» شيئا فأسرع وقال:
- أنا مصور البطاقة بتاعتي على الموبايل وهي في العربية .. تعالى وهوريهالك..

وقبل أن يتحرك أوقفه الضابط بيده قائلًا:
- هوب هوب هوب رايح فين يا شبح .. قال مصور البطاقة على الموبايل، أنت هتهزر يا روح أمك !
شعر «طيف» بالغضب ولم يشعر بنفسه إلا وهو يلكمه بقوة في وجهه:
- إلا أمي .. أنت متعرفهاش وأنت كدا زودتها على الآخر ومراتي تتكلم معاها عدل فاهم ؟
وقع الضابط على الأرض من قوة اللكمة ونهض من مكانه وهو يصرخ بصوت مرتفع:
- عاطف .. مهدي .. حسين..

حضر عساكر الشرطة فأشار إليهم وهو يقول بغضب وتوعد:
- خد الاتنين دول على البوكس .. ده أنا هربيك وهعلمك ازاي تكلم ظابط
بالفعل أمسكه أحد العساكر وكاد الآخر أن يلمس «نيران» كي يصطحبها إلى سيارة الشرطة فدفع «طيف» يده بقوة وهو يقول:
- اوعى تلمسها .. هي هتمشي لوحدها
ثم التفت ونظر إلى الضابط بتوعد قائلًا:
- خليك فاكر علشان لما تعتذر هيبقى شكلك وحش أوي..

ردد الضابط بتحدي وغضب في وقت واحد:
- هنشوف يلا يا بتاع الأحضان قدام النيل، مليتوا البلد خلينا ننضفها منكم
جلس «طيف» وجلست أمامه «نيران» في سيارة الشرطة "بوكس" وفجأة انفجرت «نيران» بالضحك فنظر إليها بحاجب مرفوع:
- ايه هو احنا ركبنا الدودة في الملاهي ! ده البوكس يا بنتي بتضحكي على ايه ؟
نظرت إليه وضحكت مرة أخرى بشدة قبل أن تقول:
- شكلك مسخرة أوي وأنت بتتجر على البوكس..

خبط بكفه على كفه الآخر وقال بغضب:
- شكلي مسخرة ؟ على فكرة دي حاجة متضحكش، احنا متجرجرين على القسم دلوقتي وياعالم هيرضوا يدونا موبايل علشان أكلم بابا ولا لا، في كل الحالات هتنفخ وأنتِ هتتضربي من ستات السجن زي الأفلام كدا
ارتفعت ضحكاتها مرة أخرى ونظرت إليه:
- بجد بجد شكلك مسخرة، كنت مكتئبة خرجتني من المود وضحكتني
نظر إلى الأعلى ورفع يديه وهو يقول:
- يارب صبرني..

ثم نظر لها وقال بعدم رضا:
- اضحكي اضحكي، أنا هقدم أراجوز في سيرك طالما بضحك كدا
صفقت بيدها بسعادة وقالت بحماس:
- الله حلوة أوي الفكرة دي .. أنا هاجي أتفرج عليك كل يوم
رفع إحدى حاجبيه بصدمة وردد:
- تتفرجي عليا كل يوم ؟ لا فكي الخير الصراحة
دخل إحدى العساكر إلى السيارة وردد بغضب:
- اخرس أنت وهي مش عايز صوت
نظر هو إلى نيران وانفجرا هما الاثنان في الضحك...


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:19 مساءً   [63]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الثالث والثلاثون
الجزء الثاني من بنت القلب

أوصله أحد أمناء الشرطة إلى زنزانة مليئة بالمجرمين والذين يظهر على وجوههم الإجرام، فك قيد يده وردد بصرامة:
- ادخل اترزع جوا
رفع إحدى حاجبيه بتعجب من الإهانة التي يتعرض لها وردد بنفاذ صبر:
- بقولك ايه أنا الرائد طيف أيمن ضياء ابن اللواء أيمن ضياء يعني الموضوع ده لو ماانتهاش دلوقتي هتعرض نفسك لمشكلة كبيرة أنت في غنى عنها.

شعر أمين الشرطة بالقلق وقال بتردد:
- لو فعلا سعادتك رائد شرطة فأنا ماليش دعوة .. دي أوامر عمر باشا وأنا ماأقدرش أكسر الأوامر .. سامحني
قام بإغلاق باب الزنزانة ورحل ليتركه وحيدًا وسط هؤلاء المجرمين، التفت ورمقهم باستحقار قبل أن يتجه إلى إحدى الأركان ويجلس بعدم رضا، عبست ملامحه وهو ينظر إليهم فوقف أحدهم وقال بصوت جهوري غاضب:
- جرى ايه يا عم أنت داخل مش طايق نفسك ولا طايقنا ليه! شكلك متعرفش حسن الضبع والحفلة اللي بيعملها للمساجين الجداد..

نظر إليه «طيف» باستحقار وردد بلهجة مهددة:
- بقولك ايه أنا ميفرقش معايا ضبع ولا قطة حتى، خليك في حالك علشان أنا خلقي ضيق ولو قمت هعملها معاك
ضحك «حسن» بصوت مرتفع ونظر إلى المساجين الموجودين فضحكوا كلهم بعد تلك النظرة، وقف ثلاثة أشخاص آخرين واقتربوا من «حسن»، قال أحدهم بتوعد صريح:
- شكله كدا أول مرة يدخل سجن وشايف نفسه يا معلم وأنا بقول نسيبنا من فقرة الترحيب وندخل في فقرة الحفلة على طول علشان نعلم عليه ويبقى زي أي حد شاف نفسه في البداية واتكسرت عينيه بعد كدا..

ابتسم «حسن» بشر ونظر إلى «طيف» وأردف وهو يقترب منه:
- ومين قالكم إني مش هدخل في الحفلة على طول، قوم يلا وكلمني زي ما بكلمك
ظل «طيف» مكانه ولوى شفتيه بحركة مستفزة قبل أن يقول بهدوء:
- لو قربت مني أنت أو الكلاب اللي وراك دول هتزعلوا أوي وأنا متعصب يعني هضرب بغباء.. روح مكانك واقصر الشر علشان هيبقى شكلك وحش قدام المجرمين اللي قاعدين يهيصولك وفرحانين بيك دول لما ترقد على الأرض زي البطة البلدي..

هتف أحدهم:
- ده بيغلط فينا وفيك يا معلم سيبنا نربيه
أسرع وقال بغضب:
- وأنا مش هقدر عليه يعني !
اتجه إليه وأوقفه من قميصه بقوة فتحرك «طيف» وبدون مقدمات ضربه بكلتا يديه بقوة على رأسه من اليمين ومن اليسار ففقد توازنه وفقد الوعي، رفع رأسه وابتسم:
- بكل بساطة وسهولة المعلم بتاعكم رقد على الأرض، ها نكمل الخناقة ولا كل واحد يرجع لمكانه بكرامته !

شعروا جميعًا بالخوف إلا أن أحدهم أخرج شفرة حادة كان يضعها أسفل لسانه وشجعهم على الهجوم فاندفع الجميع تجاهه، حاول جرح وجهه باستخدام الشفرة لكن «طيف» تفاداها وبحركة سريعة أمسك يده وباليد الأخرى ضغط بقوة على جزء أسفل رأسه ففقد الوعي هو الآخر، انتبه إلى الاثنين الآخرين وركل أحدهم بقوة ثم اقترب من الآخر وركله في بطنه ثم قام بفعل نفس الحركة عليه وأفقده الوعي، اتجه إلى الأخير فصاح بخوف:
- أنا آسف يا باشا .. أنا .. أنا خدامك ومش هتتكرر تاني
ابتسم بإنتصار وعاد ليجلس مكانه مرة أخرى بهدوء ...

عاد إلى الفيلا بإرهاق شديد واتجه إلى غرفته وما إن رأى سريره حتى ألقى بجسده عليه بتعب، ظل هكذا للحظات قبل أن تطرق شقيقته «ياسمين» الباب فردد بصوت منخفض:
- ادخلي
دلفت إلى الغرفة وجلست على السرير بجواره وهي تقول باعتراض:
- ايه ده يا زين أنت نايم بهدومك ! وبعدين نايم على بطنك ليه دي نومة الشيطان..

اعتدل بحذر ونظر إليها قائلًا بدون مقدمات:
- أصل في جرح في ضهري .. لسة شايل الشريحة
رفعت حاجبيها بعدم فهم وهتفت:
- هاا ! ايه علاقة شريحة موبايلك بالجرح اللي في ضهرك ؟
ابتسم وعاد بظهره إلى الخلف بحذر وهو يقول:
- بصي الموضوع صعب تفهميه بس اتفرجتِ على فيلم اللمبي 8 جيجا ؟

هزت رأسها بعدم فهم وهي تجيبه:
- أيوة اتفرجت عليه .. ايه علاقة ده بسؤال...
قطعت حديثها ورددت بصدمة:
- جرح في ضهرك وشيلت شريحة ؟ هو اللي أنا فهمته صح ولا ايه !
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- صح يا قلبي .. هفهمك بهدوء كل حاجة
قص عليها ما حدث منذ البداية وأنهى حديثه قائلًا:
- بس يا ستي توتة توتة خلصت الحدوتة، فهمتِ بقى ؟

ظلت للحظات تحاول استيعاب ما قاله وأخيرا اتسعت حدقتاها وقالت:
- يعني أنت دلوقتي في مكان لرصاصة في بطنك ! يعني كنت نايم على بطنك اللي مضروب فيها رصاصة ومش نايم على ضهرك اللي فيه جرح صغنن !
رفع إحدى حاجبيه بتعجب وقال:
- وايه يعني أنا مش حاسس بالرصاصة بالمسكنات اللي واخدها وبعدين أنا كويس وفهمتك كل حاجة، جه وقت سؤالي بقى
عقدت حاجبيها بتعجب وهزت رأسها متسائلة:
- سؤالك عن ايه ؟

حاول إخفاء ما يدور بباله وقال بخبث:
- شايفك الحمدلله علاقتك اتحسنت بنائل جامد، ده آخر حاجة عرفتها منه إنه هزقك قدام كل الموظفين
ارتبكت في البداية من سؤاله المباغت لكنها سرعان ما أخفت ذلك وأجابته بهدوء:
- هو فعلا عمل كدا بس جه واعتذر والصراحة أنا ظلمته وزعيقه ده اللي فوقني من شخصيتي الوحشة اللي كنت عليها وبعدها خدني وعدينا على كل الموظفين علشان يردلي هيبتي قدامهم ويعبر عن اعتذاره ومن ساعتها العلاقة اتحسنت زي ما أنت شايف..

شعر بالسعادة من داخله لما سمعه لكنه أخفى ذلك وسأل سؤال آخر:
- اعتذرلك ! ده كلمني بعدها وفضل يقولي إنه غلط بعد ما غلطتي وحكالي كل حاجة وكان عايز يعتذر وأنا فضلت أقوله متعتذرش ومع ذلك راح واعتذر برضه؟
رفعت إحدى حاجبيها بدهشة وقالت:
- ايه ده هو حكالك كمان ! وبعدين ماكنتش عايزه يعتذر ليه؟
رفع كتفيه وقال بتلقائية:
- الطبيعي .. أنتِ هزقتيه قدام الكل وكنتِ تستحقي الصراحة لأن شخصيتك الشريرة كانت وحشة أوي فقلت يعلمك الأدب..

لوت ثغرها بعدم رضا وقالت:
- اممم طيب .. أنا هروح أنام علشان في شركة الصبح وبعدين هخلص وأروح على العزاء
هز رأسه بالإيجاب وكان على وشك أن يسألها على شعورها تجاه «نائل» إلا أنه أوقف نفسه سريعًا واتهم نفسه بالغباء وبدل كلماته قائلًا:
- تصبحي على خير
ابتسمت بحب وقالت:
- وأنت من أهل الخير

دلفت «نيران» إلى الزنزانة ونظرت حولها بعدم رضا، لم يعجبها المكان فوجدت امرأة تجلس على مفرش من القطن ويبدوا عليها أنها رئيسة تلك الزنزانة من نظراتها، اتجهت إليها بهدوء ورددت:
- قومي يا ولية أنتِ وقعديني مكانك
ارتفع حاجباها بدهشة ووقفت هي وبعض المسجونات ثم نظرت إليها بشر وهي تقول:
- بتقولي ايه ياما ! تقعدي مكاني ؟ أنتِ داخلة مستقوية القلب عليا كدا ليه أنتِ متعرفيش مين هي سمية السقع ولا ايه يا مرة ! ده أنا اسمي مسمع في كل سجون مصر..

رفعت «نيران» إحدى حاجبيها ورددت بتعجب:
- ومالك فخورة كدا ليه ! أنتِ رد سجون وميفرقش معايا ولا سمية السقع ولا السخن حتى وهش بقى من هنا علشان أنا مش هقعد على الأرض
أمسكتها «سمية» من ذراعيها بقوة وهي تقول:
- لا ده أنتِ زودتيها أوي يا روح أمك..

نزعت ذراعيها بغضب من قبضتها وتسلقت بحركة سريعة جدا على رأسها ثم جلست على كتفيها واندفعت بها إلى الأرض وظلت تلكم وجهها بقوة وهي تجلس فوقها إلى أن خرج الدماء من وجهها فنهضت ونظرت إلى الجميع بنظرة محذرة وهي تقول:
- حد عنده شوق في حاجة ؟

قالت إحدى المسجونات:
- ومين هيقول بس يا كبيرة .. اتفضلي اقعدي مكانها طبعا، احنا خدامينك
عدلت من ملابسها ثم جلست على المفرش القطني والتقطت أنفاسها لثوانٍ قبل أن تنظر لإحداهن وتقول:
- الجو حر تعالي هويلي يابت أنتِ
حضرت بسرعة أمامها وبدأت في تنفيذ طلبها فهتفت بعدم رضا:
- سرعي ايدك شوية أنتِ مش بتهوي لنملة !
- حاضر حاضر اهو ..

على الجانب الآخر وقف «طيف» مرة أخرى وردد بصوت مرتفع:
- مين معاه موبايل هنا ؟ اللي مخبي موبايل يطلع بيه بالذوق بدل ما أطلعه بالعافية
أشار أحد المساجين إلى «حسن» الذي مازال فاقدًا الوعي وقال:
- معاه موبايل
اقترب منه وانخفض ليفتش بجيوبه وبالفعل عثر على الهاتف، نزعه وعاد إلى مكانه مرة أخرى قبل أن يكتب رقم والده على الشاشة ويضغط على زر الاتصال فأجابه والده:
- أيوة مين معايا ؟

أسرع طيف وهتف بصوت مرتفع:
- أنا طيف يا بابا
اتسعت حدقتاه وقال متسائلًا:
- طيف ! أنت فين أنا بتصل على موبايلك أنت ونيران ومحدش بيرد وقلقتوني، ايه الرقم ده وبتتكلم منين
- اسمعني بس يا بابا .. أنا ونيران في قسم ال...
وقف «أيمن» بصدمة وردد بتساؤل:
- نعم ! بتعملوا ايه في القسم ؟
تردد «طيف» في إخباره لكنه ألقى جملته سريعًا:
- مقبوض علينا !

تحرك من مكانه وقال بصدمة:
- مقبوض عليكم ! أنت بتهزر ولا عامل فيا مقلب ؟
وقف «طيف» هو الآخر وأردف:
- مقلب ايه يا بابا في الأحداث المهببة اللي بتحصل دي، بقولك مقبوض علينا والموبايل خدته من مسجون، اتصرف وتعالى بقى طلعنا علشان نسينا البطايق ومحدش مصدق إننا شرطة
وقص عليه ماحدث كاملًا ..

أنهى والده المكالمة واتجه إلى سيارته ثم انطلق إلى حيث تم حجزهما، وصل بعد وقت قصير ودلف إلى الداخل ثم اتجه إلى مكتب أحد الضباط ووجد أمامه أمين الشرطة فردد متسائلًا:
- في ظابط قبض على اتنين، واحد اسمه طيف ومراته نيران !
انتبه الأمين له وردد بقلق:
- أيوة النقيب عمر قبض عليهم علشان بيعملوا فعل فاضح قدام النيل، بتسأل ليه؟
رفع بطاقته أمام عينيه وردد بجدية:
- اللواء أيمن ضياء .. أبو طيف..

ارتبك الأمين وأسرع ليؤدي التحية بخوف ورعب وهو يقول:
- نورت سعادتك المكان كله، آسف والله يا باشا بس دي كانت أوامر النقيب عمر وأنا ماليش دخل
هز «أيمن» رأسه بتفهم وردد متسائلًا:
- امال فين النقيب عمر ؟
أجابه بتردد وخوف:
- روح يا باشا
أشار بيده وهو يقول بنفاذ صبر:
- هات رقمه
بالفعل أعطاه الرقم واتصل به على الفور فأجابه:
- أيوة مين معايا ؟

تحرك «ايمن» خطوتين وقال متسائلًا:
- انت النقيب عمر ؟
- أيوة أنا النقيب عمر مين معايا وعايز ايه ؟
أجابه بجدية وصوت شبه مرتفع:
- أنا اللواء أيمن ضياء
انتفض من مكانه وهو يقول بحذر:
- اهلا اهلا بسيادتك .. اتفضل حضرتك
رفع «أيمن» حاجبيه بدهشة وقال متسائلًا:
- هو أي حد يقولك أنا لواء تصدقه كدا ؟ ده أنت لسة قابض على واحد وقالك إنه رائد ومصدقتوش !

ارتبك قليلًا ولم يفهم المقصد من تلك الكلمات:
- أنا مش فاهم حاجة ! أنت فعلا لواء ولا بتشتغلني وتعرف موضوع اللي قبضت عليه ده ازاي ؟
ردد «أيمن» بنفاذ صبر:
- أنا اللواء أيمن ضياء أبو الرائد طيف أيمن اللي قبضت عليه هو ومراته .. أنا مستنيك في القسم حالا، أقل من ربع ساعة ألاقيك قدامي أنا مش فاضي
أنهى المكالمة في الحال فنهض «عمر» من مكانه وردد بخوف وقلق شديدين:
- يادي المصيبة اللي جت فوق دماغك يا عمر، كان لازم تكدبهم يعني وبعدين دول كانوا بيتكلموا بثقة ! أنا اصطبحت بوش مين بس ياربي

استلقى بظهره على السرير ونظر إلى سقف الغرفة بابتسامة وهو يفكر بحديثه معها اليوم، في تلك اللحظة رن هاتفه برقمها فأسرع وأجاب بلهفة:
- تصدقي كنتِ لسة على بالي والله
امتلأ داخلها بالسعادة وودت أن ترقص من الفرح وهي تقول:
- وكنت على بالك بالخير ولا الشر ؟
أسرع ووضح لها:
- لا طبعا كل خير وبعدين أنتِ عندك شك في كدا ؟

هزت رأسها بالنفي وألقت نفسها على السرير وهي تقول:
- لا مش عندي شك بس بصراحة أنا بكلمك علشان عايزة أسألك عن حاجة بس اوعدني إنك مش هتضايق
رفع إحدى حاجبيه بتعجب وقال:
- امممم بصي هو أنا هحاول لكن ماأوعدكيش، ايه بقى الحاجة اللي عايزة تسألي عنها وخايفة إني أتضايق ؟

ترددت كثيرًا في إخباره لكنها اتخذت القرار وأردفت:
- هدير ! أنا كنت ملاحظة إنك كنت معاها كتير لدرجة إني حسيت إنكم مرتبطين قبل كدا وفجأة مابقيتش أشوفكم تاني مع بعض والصراحة كنت خايفة أسألك تتضايق
شعر بالضيق قليلا لكنه سرعان ما رسم ابتسامة على وجهه وأجابها:
- بصي مش هكدب عليكي، أنا في البداية كنت معجب بهدير وبشغلها ونشاطها وقربنا فعلا من بعض وكنا على وشك الارتباط بس لاحظت إن علاقتها بيا مجرد مصلحة علشان أخلصلها شغل خاص بالشركة بتاعتها ولما بقيت أعترض لقيتها اتغيرت تمامًا والمعاملة اتبدلت، ساعتها بس فهمت وحمدت ربنا إني فهمتها من البداية، هي دي كل الحكاية يا نرد .. بتسألي ليه؟

ابتسمت بسعادة وحاولت سحب الكلام الذي تود أن تسمعه منه بطريقتها:
- لا مفيش عادي بسأل أصلك كنت منعزل كدا عنا وأنا دخلت حياتك كدا مرة واحدة وخايفة أكون بضايقك، أيوة أنت ابن خالتي يا جاسر بس بحسك كدا منعزل وليك شخصية لوحدك، اهتمامك بالشغل بس فمش عارفة هل قربي منك ده مضايقك ولا ايه..

اعتدل وسند ظهره على الوسادة قبل أن يقول:
- أنا فعلا كنت كدا يا نرد بس بصراحة أنتِ لما دخلتِ حياتي ندمت إني كنت منعزل ومانع نفسي عن أهلي، خلتيني أزور خالاتي كلهم وحسيت إني ابتسمت والحياة ردتلي من جديد، أنا مش متضايق نهائي إنك في حياتي بالعكس أنا فرحان جدا وقريب أوي هاخد خطوة مصيرية
اتسعت حدقتاها بعدم تصديق ورددت على الفور:
- ايه الخطوة المصيرية دي ؟
ابتسم وهو يجيبها:
- هتعرفي في وقتها، المهم طمنيني على رماح أخوكي

وصل النقيب «عمر» إلى مكتبه وسأل أمين الشرطة عن اللواء «أيمن» فأخبره أنه بداخل مكتبه فطرق على الباب بخفة قبل أن يأذن له بالدخول، دلف إلى الداخل وأدى التحية وهو يقول:
- تمام سعادتك، أنا آسف على سوء التفاهم اللي حصل .. أنا افتكرتهم اتنين صايعين قاعدين على النيل وأنت فاهم يا باشا العيال دي وبعدين اللي مساعدهمش هو إنهم مش معاهم بطايق وده خلاني أشك فيهم أكتر..

وقف «أيمن» وأخرج بطاقتيهما ووضعهم على على مكتبه وهو يقول:
- دي بطايقهم .. كانوا من ساعتين في مهمة سرية والبطايق كانت معايا أنا يعني ده مش غلطهم، ثانيا بقى أنت المفروض لو في حد قدامك كدا معاك تليفونك تقوله خد اتصل بحد يثبت هويتك مش تقوله يا روح امك ! أنت تعرف أمه منين هاا ؟

شعر بالحرج ونظر إلى الأسفل بخوف فتابع «أيمن»:
- هو كان حاضنها عادي مش زي ما بتقول وضع مخل ! أنت عارف لو هو غلطان أنا كنت هسيبه هو وهي لغاية الصبح بس كل المؤشرات بتقول إنك مش عارف شغلك يا سيادة النقيب وانك حبست اتنين رتبتهم أعلى منك وشغالين مع جهة عليا، اتفضل روح على الزنزانة وهاتهم ومتبعتش الأمين
تحدث وهو مسلط نظره إلى الأسفل:
- تمام سعادتك..

أتجه إلى زنزانة الرجال وفتحها ثم دلف إلى الداخل وبحث بعينيه عن «طيف» إلى أن وجده فاقترب منه بحذر وهو يقول:
- اتفضل معايا يا سيادة الرائد .. أنا آسف على سوء التفاهم اللي حصل، سيادة اللواء فهمني كل حاجة
نهض «طيف» من مكانه واتجه إلى الخارج دون أن يتحدث، اتجه إلى سجن النساء ودلف إلى الداخل فوجد «سمية» تقوم بالتهوية على «نيران» التي كانت مستمتعة بذلك كثيرا مما أثارت دهشته فردد بصوت خافت:
- اتفضلي حضرتك ..اسف على سوء التفاهم اللي حصل..

نهضت من مكانها ونظرت إلى المساجين وهي تقول:
- سلام يا بنات
فرددوا كلهم في صوت واحد:
- سلام يا ريسة

عاد بهم إلى مكتبه فوقف «أيمن» مرة أخرى ونظر إليهم وهو يقول:
- أنتوا كويسين ؟
ابتسم «طيف» وأجاب والده بمرح:
- بعيدًا عن اللي ضربتهم جوا فأنا كويس جدا
نظرت إليه «نيران» وقالت بسعادة:
- ايه ده انت ضربتهم ! أنا كمان ضربت الولية اللي اسمها سمية السخن دي وعلمتها الأدب..

تعجب «أيمن» من حوارهما فقاطعهم قائلًا:
- مش وقته المهم إن سيادة النقيب عايز يعتذرلكم عن اللي حصل وياريت تقبلوا اعتذاره
نظر إلى «عمر» الذي بدأ كلامه بندم:
- أنا أسف على اللي حصل وبجد مكانش قصدي نهائي وموضوع البطايق مكنتش أعرف إن حضراتكم كنتم في مهمة سرية، أنا آسف يا سيادة الرائد على الإهانة واني جيبت سيرة الست الوالدة، بجد أنا مكنتش أقصد نهائي واتمنى تقبلوا اعتذاري..

نظر إليه «طيف» بجمود وقال بإبتسامة:
- قولتلك هيبقى شكلك وحش أوي وأنت بتعتذر وده اللي حصل، بس أنا قبلت اعتذارك
رددت «نيران» هي الأخرى:
- وأنا كمان قبلت اعتذارك
تحرك «ايمن» ووقف مقابلًا لـ «عمر» وردد قائلًا:
- أنا عارف إنك كنت بتأدي شغلك على أكمل وجه بس بعد كدا لو حصل موقف زي ده ياريت تفكر بطريقة أحسن من الإهانة، أنت ظابط كويس ومتوقعش نفسك في الغلط
هز رأسه بالإيجاب وردد:
- حاضر يا باشا اللي تؤمر بيه وآسف مرة تانية على الازعاج وتضيع وقت سعادتك.

انطلقا في طريقهم إلى المنزل باستخدام سيارة «أيمن» وما إن وصل حتى دلف إلى الداخل وتحدث قليلًا مع والدته قبل أن يصعد إلى الأعلى بصحبة زوجته، فتح الباب ونظر إليها بابتسامة:
- ادخلي يا عروسة
نظرت إليه بحب وحاوطت رقبته بذراعها قائلة:
- تعرف إن دي أول مرة أدخل شقتنا معاك ! لما رجعتلي الذاكرة كنت هنا بس ماكنتش معاك، دلوقتي أنت بين ايديها ومش هفرط فيك تاني أبدا .. رجلي على رجلك في أي مكان هتروحه..

قرب رأسه منها حتى التصقت برأسها وردد بابتسامة:
- يا قلبي أنتِ مكانك جوا قلبي وبعدين في شهر عسل ماكملش .. نخلص من الشياطين دول ونكمل شهر العسل بتاعنا كما يقول الكتاب، ده أنا حتى ألفت شعر ليكي
ابتسمت بسعادة ونظرت إلى عينيه وهي تقول بحماس:
- الله قول كدا وسمعني..

حاوطها بذراعيه ونظر إلى عينيها بحب وهو يقول:
- بحبك يا نيران .. في غيابك القلب حيران .. حزنان وسهران .. مش شايف لا خير ولا حياة العرسان .. بحبك ودايما هقول إنك دايما سارقة العقول .. حياتي هي حياتك ولو بينا ألف سور
ضمته بسعادة بعدما انهمرت دموعها وقالت بتأثر:
- وأنا بحبك أوي، بحب كل حاجة فيك .. بحب كلامك وبحب روحك وبحب حبك ليا، بحبك لأنك أكتر حد فاهمني وأكتر حد وقف جنبي وقت ما كنت مش لاقية حد، بحبك لأننا جزء واحد وأنا وأنت كيان واحد، ربنا يديمك في حياتي..

ابعتد قليلا عنها ونظر إليها بابتسامة:
- هنفضل واقفين على الباب ولا ايه؟ يلا ندخل شقتنا
وبحركة سريعة حملها ودلف بها إلى الداخل ثم قام بإغلاق الباب بقدمه ونظر إليها بحب وهو يتجه إلى غرفتهما:
- اللي يصبر ينول وأنا صبرت كتير أوي واشتعلت النيران داخل قفصي الصدري، حقًا اشتعلت وأود أن تقومي بإخماد تلك النيران..

ضحكت على ما يقوله ورددت بصوت هادئ:
- بلاش ترجمة سبيستون دي وكلمني عادي وإلا لن أقوم بإخماد تلك النيران وسأتركها تشتعل وتشتعل حتى تحرقك بالكامل
وصل إلى السرير وتركها ثم رفع يديه ليدافع عن نفسه قائلًا:
- خلاص خلاص بلاها ترجمة سبيستون وخلينا في لغة بلدنا، عايزك تطفي ناري يا نيران قلبي أنا
نظرت إليه واختفت ابتسامتها قبل أن تقول بصوت شبه مرتفع:
- العهد الخامس .. جاري تنفيذه الآن...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 8 من 32 < 1 18 19 20 21 22 23 24 32 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1352 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 2130 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 1243 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 240 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة الجنس وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 406 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،











الساعة الآن 07:46 PM