logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 8 من 32 < 1 16 17 18 19 20 21 22 32 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:15 مساءً   [55]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الخامس والعشرون
الجزء الثاني من بنت القلب

فاق من ذكرياته على صوت رنين هاتفه وكانت هي المتصلة، ارتبك قليلا ولم يعرف ماذا يفعل لكنه في النهاية ضغط على زر الإجابة وقال:
- أنسة ياسمين ! ازيك ؟
ابتسمت وقالت بهدوء:
- الحمدلله بخير، ازيك أنت .. كل سنة وأنت طيب
ابتسم رغمًا عنه وهو يجيبها:
- وأنتِ طيبة وبخير وسلامة .. صحيح كويس إني افتكرت علشان نسيت أسألك الصبح..

رفعت إحدى حاجبيها قائلة:
- تسألني عن ايه؟
تنفس بأريحية قبل أن يقول:
- هي إجازة العيد أول يوم بس ولا أيام العيد كلها علشان أبقى عارف بس ؟
ضحكت وأجابته بغموض:
- أنت شايف ايه؟ أول يوم بس ولا الأيام كلها
صمت قليلًا لكي يفكر ثم أجابها:
- الأيام كلها ! على ما أعتقد يعني..

تابعت بنفس الابتسامة:
- خلاص اديك جاوبت على نفسك أهو، صحيح قُل لي عارف تستخدم الموبايل وتتعامل معاه ولا لسة زي ما أنت بتعرف تسجل أرقام وتتصل بس ؟
ضحك وقال بتلقائية شديدة:
- والله زي ما أنا ولا فاهم فيه حاجة .. قدامي طول الوقت ومش عارف أعمل فيه ايه أو حتى ألعب عليه ازاي كل اللي عرفته ازاي أتصور سيلفي زي البشر غير كدا مركون .. مش عارف الناس اللي بتفضل 24 ساعة ماسكين الموبايل ومش بيزهقوا دول بيعملوها ازاي..

ضحكت وأجابته:
- عندهم نت وأكونت على الفيسبوك والواتساب ده غير الألعاب وباقي الابلكيشن الكتير .. بعد العيد هفهمك ازاي تتعامل معاه وهعملك أكونت على الفيسبوك
هز رأسه بالإيجاب وقال:
- إن شاء الله

انتهت المكالمة بينهما ونظر كل منهما إلى الفراغ وداخلهما سعادة لا يعرفان مصدرها.

مر الوقت وانتهت صلاة العيد وعاد «طيف» بصحبة عائلته إلى المنزل ونظر إلى الأعلى قبل أن يقول بأريحية:
- أنا نفسي مفتوحة أوي .. عايز آكل .. ريلي عايز أكل جامد
نهضت والدته واتجهت إلى المطبخ وهي تقول:
- غيروا هدومكم عقبال ما أحضر الفطار أنا ورنة
أسرعت «نيران» ولحقت بها وهي تقول:
- استني يا ماما أنا هساعدكم..

بقى هو ووالده فقط فحاول الهروب قبل أن يفتح هذا الموضوع عليه مرة أخرى، نهض من مكانه لكن أوقفه والده قائلًا:
- استنى يا طيف ماتهربش .. أنت متحاصر
التفت ورفع إحدى حاجبيه قبل أن يقول:
- كله متحاصر ؟ ايه يا بابا هو حد قالك إني تاجر حشيش .. أهرب ايه بس
اتجه إليه وجلس بجواره مرة أخرى وتابع:
- ايه عايزني أجيبلك كحك ! ولا أنت صح بتحب البسكويت
وقبل أن ينهض مرة أخرى أمسك والده معصمه وقال:
- اقعد هنا عايز أكلمك..

جلس مرة أخرى ونظر إلى والده بحاجبين مرتفعين قائلًا:
- ماذا ! لمَ تلك النظرات ؟ أتفكر حقا في قتلي ؟
ضربه بخفة على رأسه وقال:
- اسمعني أنا بتكلم بجد .. أنا عايزك ترجع الفريق تاني خصوصا بعد ما أنت كملت تدريبك على ايد حازم .. أنت دلوقتي جاهز وأنا محتاجك جدا وماتقلقش رماح مش هيبقى له دعوة خالص بيك .. أنت هتاخد الأوامر مني أنا بس..

صمت قليلًا لكي يفكر في الأمر لكنه أعرب عن رفضه وقال:
- مش حكاية رماح يا بابا .. مش عارف أوصلك قصدي ازاي بس حكاية الفريق دي صعبة جدا ومهماتها أصعب .. في لحظة كنا بننفذ مهمة برا مصر وكنت هروح فيها وأنا بدافع عن نيران ولولا ستر ربنا كان زماني انتقلت إلى الرفيق الأعلى .. أنا في مكاني كدا كويس لو في خطر تمام ولو في قضية عادية تمام برضه..

لم يفهم والده مقصده فهنا خطر وهنا خطر ! حاول فهم السبب الرئيسي لكنه لم يستطع، نظر إليه ورفع حاجبيه بتعجب وأردف:
- مش فاهمك يا طيف ! أنت كدا يعني مش في خطر ؟ أنت في الفريق زي ما أنت كظابط شرطة عادي .. الفرق إن الفريق بينفذ مهمات صعبة شوية وبرضه ده مش سبب .. أنت المفروض قبل ما تدخل شرطة عارف إن روحك شايلها بين ايدك ومهدد في كل ثانية إنك تموت ! ولا أنت فاكرها شغلانة سهلة وخلاص ! طيف أنت المفروض تحمي الناس وتحمي بلدك وممكن تعمل مهمة صعبة في الفريق وربنا ينجيك وتيجي في مهمة سهلة جدا كظابط عادي وتموت ..

مش بالصعوبة، ربنا لو مقدرلك تموت دلوقتي وفي اللحظة دي مش هتقدر تهرب من ده ولو خايف على فراق نيران فده قدر ربنا، دي حياتنا كرجال شرطة ولازم تبقى عارف ده كويس .. أنت قدرك تبقى مهدد طول الوقت بأنك تفقد حياتك علشان تحمي الناس وتحافظ على بلدك ولو فقدت حياتك يبقى يابختك بقيت شهيد .. أنت عارف ! أنا بتمنى كل يوم أموت وأنا بأدي خدمتي كظابط شرطة علشان أبقى شهيد ومش هاممني الدنيا ولا الحياه دي ..

هل معنى كدا إني مش بحبك أو بحب تنة ورنة أو حتى أسماء ! مش بالمنطق ده خالص، لازم تفكر يا طيف وتقرر هل هتقبل حياتك كظابط شرطة ولا هترجع دكتور تاني ولو اخترت إنك تكون ظابط شرطة يبقى تعمل كل اللي قلته وتسيب كل حاجة بايد ربنا وتأدي شغلك على أكمل وجه ولو ربنا قدر واستشهدت مش هتخسر نهائي بالعكس أنت هتكون كسبت كتير أوي..

فكر في كلام والده الذي أثر فيه كثيرا ثم نظر إليه واتخذ قراره قبل أن يقول بابتسامة:
- موافق يا كبير .. هنضم الفريق وهعمل كل ده، أما أروح بقى أفتح الفريزر يمكن ألاقي أيس كريم ولا حاجة
بالفعل نهض وفتح الباب فتفاجأ بوجود الكثير، نظر خلفه وردد بصوت مرتفع:
- ايه ده يا رنة أنتِ عاملة حفلة أيس كريم ولا ايه؟
أجابته بصوت مرتفع من الداخل:
- أيوة عملت حسابكم كلكم علشان نايبي مايتاكلش زي كل مرة .. على الله يطمر فيك

عاد إلى الفيلا بصحبة شقيقتيه وخطيبته وصاح بصوت مرتفع:
- يا هااانم .. إنني أتضور جوعا
نظرت إليه «ياسمين» ورفعت حاجبيها قائلة:
- ياابني هانم أخدت إجازة ال3 أيام بتوع العيد ومشيت قبل الفجر أنت عندك زهايمر ولا ايه؟
خبط بيده مقدمة رأسه وقال:
- اوبس .. كدا مفيش حد يعمل أكل، هطلب دليفري .. عايزين بيتزا ولا شاورما؟

وقفت «ياسمين» وأشارت إلى «نايا» وهي تقول:
- ولا ده ولا ده .. أنا ونايا هنتهور وهنعمل فطار، يلا يا نايا
تحمست كثيرا ونهضت من مكانها فنظر إليها «زين» قائلًا بترجي:
- لا بلاش .. علشان خاطري مش هيجيلي تسمم أول يوم العيد أنا ! أنا فرحي كمان أسبوع بليز..

أصرت «ياسمين» وسحبت يد «نايا» واتجهت إلى المطبخ وهي تقول:
- قضي الأمر .. هنعمل الفطار يعني هنعمل الفطار
نظر إلى شقيقته الصغرى وقال باستسلام:
- جهزي رقم الإسعاف يا رورو علشان أول ما نحس بأعراض التسمم نتصل على طول وحطي الموبايل جنبك علشان مانفضلش ندور عليه واحنا بنموت
رفعت هاتفها وقالت بابتسامة:
- متقلقش أنا مجهزة كل حاجة والموبايل في ايدي

لم تعد إلى منزلها بعد أداء صلاة العيد واتجهت إلى فيلا ابن خالتها «جاسر» فوجدته يجلس بحديقة الفيلا شاردًا، اقتربت منه وقالت متسائلة:
- ايه يا جاسر أنت ماصليتش العيد ولا ايه ؟
فاق من شروده ونظر إليها قائلًا:
- لا صليت ولسة جاي من شوية .. ايه ازيك محدش بيشوفك يعني..

ابتسمت «نرد» وجلست أمامه وهي تقول:
- أنا موجودة بس سعادتك اللي ماكنتش مديني فرصة أكلمك فقلت أسيبك براحتك، قُل لي بقى ايه اللي شاغل بالك .. شكلك زعلان أو متضايق !
نظر أمامه وتذكر ما حدث معه أو ما بدر من «هدير» تجاهه لكنه أخفى ذلك وقال:
- مفيش .. شوية مشاكل بس في الشغل ماتشغليش بالك أنتِ
هزت رأسها بالإيجاب ولم تضغط عليه أكثر من ذلك، رسمت ابتسامة على ثغرها مرة أخرى وقالت:
- وأنا جاية كلمت دليفري وهيجيب أكل .. زمانه جاي دلوقتي أنت مش جعان !

رفع حاجبيه بدهشة وأجابها:
- تصدقي فعلا أنا هموت من الجوع
ابتسمت بسعادة وعادت بظهرها إلى الخلف وهي تقول:
- أنا عارفة إنك بتحب البيتزا علشان كدا طلبت بيتزا .. كل سنة وأنت طيب
بادلها الابتسامة وقال:
- وأنتِ طيبة .. خالتي عاملة ايه؟ وحشتني..

- كويسة بس زعلانة إنك مش بتسأل .. وبتقول إن شكلك نسيت إن ليك خالة
نظر إلى نقطة بالفراغ واختفت ابتسامته ليعلن عن حزنه وألمه قبل أن يقول:
- معلش غصب عني، بعد موت ماما حسيت إني في دوامة كبيرة أوى واللي طلعني منها بابا .. ساعتها طلب مني أشتغل معاه وأركز وفعلا مسكني كل شغله وبقت شغلتي في الحياه إنى أشتغل وأشتغل علشان ماأفكرش في حاجة تانية .. لغاية ما قابلتها ويارتني ما قابلتها ...

مر يومان وجاء اليوم الثالث، ارتدى «طيف» ملابسه ونظر إلى نفسه في المرآة قبل أن يبتسم ويقول:
- الله على شياكتك ياض يا طيف
خرجت «نيران» من غرفتها فالتفت ليجدها أمامه وعلى وجهها ابتسامة خفيفة، اقترب منها بهدوء إلى أن وصل إليها وأمسك كلتا يديها بحب وهو يقول:
- ايه الجمال ده ! أنا بقول نسيبنا من الفرح اللي رايحينه ده ونبقى مع بعض يا قطتي
رفعت وجهها بهدوء ونظرت إلى عينيه قائلة:
- يلا نروح أنا عايزة أشوف شكل الأفراح وبعدين صاحبك ده ممكن يزعل صح ولا ايه !

هز رأسه بالإيجاب ورفع يدها ليقبلها ثم ردد:
- عندك حق النهارده فرح غيث وليان ودول أصحابنا في الفريق، أقولك حاجة بس ماتقوليش لحد
رفعت إحدى حاجبيها قائلة:
- مش هقول .. حاجة ايه ؟
ابتسم وقال:
- بعد ما الفرح يخلص هنهرب منهم وهوديكي مكان فيه أسرار كتير أوي..

لمعت عينيها بسعادة وهتفت بفضول:
- مكان ايه ؟ فيه أكشن وكدا ؟
هز رأسه بالإيجاب وقال:
- أيوة، يلا اسبقيني على تحت وأنا هجيب حاجة وأحصلك.

بالفعل تحركت وتابعها هو بعينيه المشتعلتين، كان الشر ينبعث منهما لكنه تمالك نفسه حتى تمر تلك الليلة ويقوم بإنهاء ما بدأه منذ وقت طويل، لابد من وضع نهاية للأمر .. لابد من إنهاء الأمر سريعا قبل أن يجد نفسه دُمية لهم، وقف قليلا يفكر من هؤلاء وما هي خطتهم لكنه لم يجد إجابة واضحة لكنه سيسعى للحصول على إجابة تلك الليلة..

"قبل ساعات تحديدا في السادسة صباحًا من هذا اليوم"

- الو مين معايا !
لم يتلق إجابة فأعاد سؤاله مرة أخرى لعله يتلقى رد:
- مين معايا ؟
كان الوضع تلك المرة مختلفا، سمع صوتا خفيفا لكنه لم يعرف مصدره فحاول تركيز سمعه ليميز هذا الصوت فوجده صوت أقرب لخطوات القدم، ود لو يستطيع إغلاق المكالمة لكنه لم يستطع فهذا الرقم ليس بغريب عليه، مل من الانتظار وقرر إنهاء المكالمة في الحال لكنه تفاجأ بصوت واضح يقول بنبرة غريبة:
- طلب رقم اثنان تحول إلى رقم ثلاثة..

عقد حاجبيه بدهشة وهو يحاول تفسير ما قاله لكنه لم يفهم مقصده فسأله بحاجب مرتفع:
- طلب ايه واتحول ايه؟ مين معايا
ظهر الصوت مرة أخرى ولكن بجملة مختلفة:
- تم تنفيذ الطلب، مقدار العائد واحد ونصف..

نزع الهاتف من على أذنه ونظر إليه بتعجب فوجد الرقم قد اختفى وانتهت المكالمة، خرج من القائمة وولج إلى المكالمات الواردة ليرى هذا الرقم وبالفعل حصل عليه وتوجه إلى تطبيق شهير ليعرف لمن هذا الرقم، وضع الرقم فظهر هذا الاسم الغريب والذي لم يفهمه "العهد الثالث (طلب رقم اثنان تحول إلى ثلاثة)"
ضحك وخرج من التطبيق وهو يقول لنفسه:
- هي ناقصة جنان على الصبح، ناس فاضية..

ترك الهاتف وقرر إنهاء ارتداء ملابسه لكنه استمع لصوت رنين هاتفه مرة أخرى وتلك المرة كان رقمًا مختلفًا وفي نهايته رمز قفل، ارتفع حاجباه بتعجب فـ هو لم يرَ رقمًا مثل هذا من قبل وقرر الإجابة:
- أيوة ؟
- طلب رقم ثلاثة، سيقوم المُنفذ بسحب العينة .. ستسمع طرقات على باب منزلك الآن، قم بتستلام الطلب..

وفي تلك اللحظة استمع طرقات على باب غرفته فبدل نظراته بين هاتفه وبين الباب بتعجب، اتجه إلى الباب وفتحه بحذر وما إن فتحه حتى ظهر هذا الرجل المُلثم أمامه ومد يده بسلاحه وأطلق رصاصة اخترقت جسده لتوقعه أرضًا في الحال
ألقى بالسلاح ثم أشار إلى جثته وهو يقول:
- طلب رقم ثلاثة تم التنفيذ، مقدار العائد واحد ونصف .. جاري سحب العينة

وصل الجميع إلى القاعة واتجه اللواء «أيمن» إلى «غيث» الذي وقف في الحال ورحب به بشدة قائلًا:
- سيادة اللواء والله نورت القاعة كلها
ابتسم «أيمن» وربت على كتفه بحب قائلًا:
- الف مبروك يا عريس .. ربنا يسعدكم
اقتربت «ليان» هي الأخرى وقالت بسعادة:
- سعادتك نورت المكان كله..

هز رأسه بابتسامة قائلًا:
- تسلمي يا ليان .. ربنا يتمم ليكم على خير ومش عايزين الجواز ياخدكم مننا .. يادوب أسبوع علشان داخلين على شغل جامد جدا
- طبعا طبعا يا سيادة اللواء
اقترب طيف وبارك هو الآخر للعروسين ثم اتجه نيران وجلس بجوارها، لاحظ والده نظراته المجهولة لها فرفع حاجبيه متسائلًا:
- في حاجة يا طيف ؟
نظر إلى نيران لمرة أخيرة ثم نظر إلى والده قائلًا:
- مفيش حاجة يا بابا .. مفيش حاجة..

مرت ربع ساعة قبل أن ينهض بشكل مفاجئ ثم نظر إلى والده وقال:
- بابا أنا هضطر أروح مشوار كدا أنا ونيران .. وهنروح من برا برا ..
شعر «أيمن» بوجود سبب مريب لأنه لم يعتد تلك النبرة الجادة في صوت «طيف» مما جعله يقطب جبينه بدهشة وهو يقول:
- في حاجة ؟ متخانق أنت ونيران ! فهمني
رسم إبتسامة كاذبة ونظر إلى «نيران» قائلًا:
- لا أبدا أنا بس عامل مفاجأة لنيران وكنت واعدها من الصبح .. صح يا نوني ؟

وقفت ونظرت إليه بسعادة ثم نظرت إلى «أيمن» الذي ازداد خوفه وقلقه وقالت:
- أيوة يا بابا .. طيف قالي عاملي مفاجأة، يلا باي
وأمسكت بيد «طيف» ثم سحبته إلى الخارج، ظل يتابعهم بنظراته وازداد خوفه أكثر وأكثر عندما لاحظ بروز المسدس الخاص بـ «طيف» أسفل سترته التي يرتديها.

ملأت قوات الشرطة الفيلا وصور أحدهم بقعة الدماء التي توجد أمام غرفته بينما انشغل الباقون بسحب البصمات من كل مكان، اتجه «طارق» إلى «ياسمين» التي كانت جالسة على مقعد بإحدى الأركان وتبكي بشدة وصوت مرتفع، تردد في التحدث معها وهي بتلك الحالة لكنه اتخذ قراره وقال متسائلًا:
- لو سمحتِ يا أنسة ياسمين ممكن أسألك كام سؤال علشان يساعدنا ؟
مسحت دموعها بصعوبة وحاولت التماسك وهي تقول:
- اتفضل ..

جلس على المقعد المقابل لها وقال:
- سيادة الرائد زين ماقالش حاجة امبارح أو كان متغير ! وهل النهارده سمعتوا صوت غريب في الفيلا .. حرامي مثلا أو حصلت حاجة مريبة الفترة اللي فاتت
مسحت دموعها مرة أخرى وهزت رأسها بالنفي وهي تقول بصوت ممزوج بالبكاء:
- لا ماسمعناش أي صوت غريب الصبح وماقالش حاجة ومفيش أي حاجة مريبة حصلت الفترة اللي فاتت بالعكس ده كان فرحان طول اليومين اللي فاتوا جدا علشان فرحه كان النهارده..

ازداد بكاؤها وتابعت:
- ليه يحصل كدا يوم فرحه ! ليه يتحرم من الحاجة اللي بقاله عمر بيتمناها ! أنا مش عارفة هل هو اتخطف ولا مات ولا حصل ايه .. أرجوك رجعهولي أنا ماليش غيره في الدنيا دي
نظر إلى الأسفل بتأثر ثم رفع بصره مرة أخرى وقال بهدوء:
- هيرجع إن شاء الله، أوعدك إنه يرجع تاني ومايكونش حصله حاجة ..

كان يقود سيارته ولا يتحدث، كان ينظر إلى الطريق بوجه شارد وكأنه يفكر بالذي سيحدث بعد دقائق، نظرت هي له بتعجب فهي لم تعتاد هذا الصمت منه، نظرت إليه ورفعت حاجبيها متسائلة:
- طيف أنت ساكت كدا ليه! هي مفاجأة وحشة ولا ايه
رسم ابتسامة مزيفة على وجهه وقال:
- بالعكس دي هتعجبك أوي .. مش هتتخيلي أنا عرفت وفهمت وكشفت في وقت صغير ازاي..

حاولت فهم حديثه الذي يبدو وكأنه لغز لكنها لم تستطع وشعرت بقليل من القلق الذي تسرب إلى قلبها قبل أن تقول:
- هو لغز ده ولا ايه ! أنا كدا قلقت على فكرة
ابتسم بسخرية ونظر إليها نظرة لم تفهم معناها ونظر إلى الطريق أمامه وهو يقول:
- ماتستعجليش .. هانت كلها خمس دقايق ونوصل وتفهمي كل حاجة..

صمت قليلًا وتابع:
- وكلنا نفهم كل حاجة .. المجهول والايد الخفية وحتى اللعبة، أخيرا هنفهم يا حبي
ازداد خوفها ونظرت إلى الطريق أمامها بقلق، فتحت حقيبتها وسحبت هاتفها فنظر إليها قائلًا:
- بتعملي ايه ؟
نظرت إلى هاتفها ثم نظرت إليه:
- هكلم ماما اتطمن عليها عقبال ما نوصل..

ضحك وسحب الهاتف من يدها ووضعه أمامه وهو يقول:
- خليها بعد المفاجأة .. مش عايز حد يشاركنا الليلة المميزة دي
أوقف سيارته أخيرا وترجل منها وانتظر خروجها، نظر إليها وقال:
- ايه يا نوني مش هتخرجي ولا ايه ؟
تركت حقيبتها وترجلت هي الأخرى من السيارة ونظرت حولها فوجدتها منطقة شبه مهجورة، لم تجد أحد فنظرت إليه وقالت بتردد:
- أنا بخاف من الأماكن اللي مافيهاش ناس وضلمة دي ! يلا نمشي من هنا..

التف حول السيارة وأمسك يدها بهدوء قائلًا:
- ماتخافيش طول ما أنتِ معايا يا حبيبتي
اصطحبها واتجه إلى بناية سكنية وصعد طابق واحد قبل أن يخرج المفتاح من جيب بنطاله ويضعه في الباب، أدار المفتاح وفتح الباب ثم ضغط على زر بالحائط وأضاء المكان، أشار بيده إلى الداخل وقال:
- ادخلي..

دلفت إلى الداخل بتردد وخوف وما إن تقدمت بضع خطوات حتى أغلق الباب وأخرج سلاحه ووجهه إلى رأسها وهو يقول:
- أنتِ مين ؟
تسارعت أنفاسها بخوف شديد ونظرت إليه بقلق وهي تقول:
- أنت بتعمل ايه يا طيف ! أنا مش فاهمة حاجة ؟
شد أجزاء مسدسه بحركة عنيفة ثم وجهه إلى رأسها مرة أخرى وقال بغضب وصوت مرتفع:
- بقولك انطقي ! أنتِ مين ؟


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:15 مساءً   [56]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السادس والعشرون
الجزء الثاني من بنت القلب

دلفت إلى الداخل بتردد وخوف وما إن تقدمت بضع خطوات حتى أغلق الباب وأخرج سلاحه ووجهه إلى رأسها وهو يقول:
- أنتِ مين ؟
تسارعت أنفاسها بخوف شديد ونظرت إليه بقلق وهي تقول:
- أنت بتعمل ايه يا طيف ! أنا مش فاهمة حاجة ؟
شد أجزاء مسدسه بحركة عنيفة ثم وجهه إلى رأسها مرة أخرى وقال بغضب وصوت مرتفع:
- بقولك انطقي ! أنتِ مين ؟

تراجعت إلى الخلف بهدوء وهي تقول بتعجب:
- أنت اللي بتسألني ! المفروض أنا اللي عارفة الإجابة صح ؟ لو فاكر أنا اللي لما شوفتك سألتك نفس السؤال اللي هو أنا مين ! ساعتها أنت اللي عرفتني على نفسي بعد ما كنت ناسية كل حاجة حتى ناسية نفسي ولما أنت جاوبتني قلت تمام أنا هحاول أعيش طبيعية باسمي ده يمكن فعلا كان عندي حياه تانية وفعلا عملت كدا وكنت طبيعية جدا .. تنكر إني كنت بتعامل كأني أعرفك من زمان ! ده أيوة كنت حاساه لكن الإحساس لوحده مايكفيش..

إحساس إنك بتحس بالأمان مع شخص أنت ماتعرفهوش صعب .. هو حلو لكن تقنع نفسك إنك كنت ماضيه ولازم تعيش الحاضر بتاعه، أنت بتسألني على أساس ايه ها ؟ أنا اللي بسألك دلوقتي أنا مين ؟
هز رأسه بالنفي وهو مازال موجها مسدسه إلى رأسها وقال بغضب وصوت مرتفع:
- معرفش ! معرفش أنتِ مين .. كل اللي عرفته إن احنا كلنا اتضحك علينا .. اتلعب بينا كأننا لعبة واتحكموا فينا واحنا فاكرين إننا ماشيين الطريق للآخر بنفسنا .. شوية انتشر مرض وخوف ورعب وشوية حياتنا باظت وفجأة أنتِ ظهرتِ من تاني أنتِ وفهد ! ليه ظهرتوا ؟ ايه اللي حصل أصلا ! ليه الغموض ده ؟ جاوبيني ليه؟

انهمرت دموعها واقتربت منه أكثر حتى التصق السلاح برأسها وقالت:
- أنا معرفش بس لو موتي هيريحك أنا ماعنديش مانع .. أنا أصلا تعبت .. تعبت من تمثيل إني عادية وعايشة حياتي القديمة عادي .. تعبت من محاولات التفكير المستمرة في الماضي اللي مش عارفاه .. تعبت من إن الكل عارفني وأنا مش عارفاه، اتفضل اقتلني علشان أستريح .. دوس على الزناد، رصاصة واحدة هتريحك وهتريحني
ارتفع صوتها الممزوج بالبكاء:
- اضرب .. ساكت ليه ؟ قلبك مش مطاوعك ! هات المسدس وأنا هخلصك من نفسي لو مش عايز ايدك تتغرق بدمي، هات المسدس !

تراجع بضع خطوات إلى الخلف وهو يحرك رأسه حركات عشوائية وتساقطت دموعه وهو يقول:
- لا لا في حاجة غلط، في حاجة غلط .. أنا مش فاهم حاجة .. دماغي هتنفجر ! دماغي مش مستوعبة اللي بيحصل ! لو أنتِ بريئة مين له ايد في ده ؟ والشريحة ازاي زرعوها ؟ الوشم كمان ! ده كله مالهوش علاقة ؟ لا لا..

في تلك اللحظة دلف «غارم» إلى الداخل وردد بابتسامة:
- عمرك ما هتفهم ولا هتقدر تميز .. عمرك ما هتقدر توصل للحقيقة اللي بدايتها احنا ونهايتها إحنا برضه، عمرك ما هتعرف احنا مين وبنعمل كدا ليه بس أنا هخليك تشوف وتفهم بنفسك .. هخليك تشوف الحقيقة زي ما نيران شافتها وفهد شافها .. أنت العهد الرابع يا طيف، بمجرد ما تشوف الحقيقة أنت اللي هتطلب ده .. أنت اللي هتطلب التطهير .. هتطلب حياه نقية أنت اللي اخترتها بنفسك، نيران شافت وطلبت ده واظن إنك هتعمل نفس ما هي عملت لأنكم رابط قوي والرابط القوي بيبين الحقيقة من الوهم..

بدل طيف نظراته بين «نيران» التي كانت تنظر إلى الأرض و «غارم» الذي كان ينظر إليه بابتسامة وكأنه ينتظر إجابة منه وحرك رأسه عدة مرات بعدم تصديق وهو يقول:
- الحكاية مش زي ما اتوقعتها خالص، مش زي ما ربطتها وحليت ألغازها الواقع مختلف كتير
ثم ثبت مكانه ونظر إليه قائلًا:
- بس أنا مستعد أشوف وأفهم .. مستعد أنفذ العهد الرابع ده، أنا موافق اجي معاك..

اقترب «غارم» وعلى وجهه تلك الابتسامة التي لم تختف ووضع يده على رأس «طيف» وهو يقول:
- كنت متأكد إنك هتعمل كدا وهتفهم في النهاية، كنت متأكد إنك هتنضم لينا وتنفذ العهد
ثم رفع رأسه إلى الأعلى وقال:
- الآن يُنفذ العهد الرابع، الآن ينتهي عهد العهود

اقترب منها بحب وضم وجهها بين يديه وهو يقول:
- أخيرا يا ليان بقينا لبعض، أخيرا اتجوزنا وبقينا في بيت واحد أنا مش مصدق نفسي ولا مصدق إننا هنا
ابتسمت ونظرت إلى عينيه بحب وكأنها تشبع نظراتها منه ثم قالت:
- رغم صعوبة كل اللي مرينا بيه وصلنا للنقطة دي وهي جوازنا، عمري ما هنسى ازاي أنت سرقت قلبي ووقعتني في حبك، عمري ما هنسى أنت خرجتني من الضلمة اللي كنت فيها ازاي .. أنت ملاكي يا غيث .. أنت ملاكي اللي أنقذتني من الشياطين اللي حواليا
ضمها إلى صدره بحب وقال:
- وأنا ملاكك اللي هيضحي بعمره علشانك طول الوقت، هفضل جنبك وهتفضلي في قلبي لآخر لحظة في عمري...

عاد إلى الفيلا بعد انتهاء حفل زفاف شقيقته وصعد إلى غرفته ثم ألقى بجسده على السرير، نظر إلى الأعلى وشرد للحظات قبل أن يطرق والده الباب ويدخل، جلس على حافة السرير ونظر إلى ولده قائلًا:
- مالك يا يوسف ؟ حتى في الفرح بتاع أختك كنت سرحان وحسيتك مخنوق مع إن ده أكتر وقت المفروض تبقى فرحان فيه ؟

هز رأسه ونظر إلى الفراغ وهو يقول:
- مش عارف يا بابا، حاسس بملل رهيب .. حاسس إننا غلط أو مشينا طريق غلط .. حاسس إني ظلمت ياسمين علشان نوقع شركتها ولو جينا نبص على السبب هنلاقي إن مفيش سبب أصلا ! أبوها كان مجتهد جدا ووصل الشركة لمكان احنا ماوصلناش له، هو ماعملش حاجة هو يادوب اشتغل واجتهد لكن احنا حقدنا عليه وعلى أساسه اتربى فينا الكره ده كله .. تقدر يا بابا تفهمني سبب كرهنا ده ! أو حتى تقنعني بسبب غير اللي قلته ده ؟

تعجب من طريقة تفكير ابنه مما دفعه لأن يبث سمه إلى داخل رأسه مرة أخرى قائلًا:
- ماظلمناش حد .. أبو ياسمين كان على طول بياخد مننا صفقات كتير زي ما يكون قاصد يعادينا .. احنا اللي اتظلمنا كتير أوي ولسة أصلا ماأخدناش حقنا، مايغركش إنها عملت غلبانة أو حتى صعبت عليك، ياسمين دي تعبان..

شيطان متنكر في هيئة بشر زي أبوها وماشية على خطاه، دي ما صدقت خدت نائل لحضنها علشان تعادينا أكتر وأكتر وللأسف نجحت في ده والشركة بقت من أكبر الشركات في مصر خلال شهر واحد بس وتقريبا اتعاونوا مع معظم الموزعين وده كله مااتسجلش على سيستم الشركة لأنهم عرفوا إنك دخلت مكتبها ومعانا كل معلومات الشركة .. حتى لو حاولنا نوقع الشركة دلوقتي بالمعلومات اللي معانا مش هنعرف لأن ببساطة الشركة بقت متعاونة مع أكبر الشركات في العالم وده كله متسجل على أوراق مش الكتروني .. فهمت سبب العداوة ! اوعى قلبك يحن .. عايزين ندمر الشركة دي وده مش هنعمله غير لو كسبنا نائل
رفع حاجبيه بتعجب وهو يقول:
- نكسب نائل ! حضرتك بتفكر في ايه ؟

مر اليوم واستيقظ مبكرًا بنشاط كبير ثم اتجه إلى منزل «وحيد» الذي تعجب من حضوره مبكرًا فهو دائمًا ما كان ينتظره أمام منزله أما الآن تبدل الحال، لاحظ نشاطه وتحمسه إلى العمل فنظر إليه وقال بابتسامة:
- مالك يا نائل شايفك النهارده ما شاء الله مبسوط وحاسك متحمس أوي..

ابتسم «نائل» وتنفس بأريحية قبل أن يوضح له قائلًا:
- مفيش بس حاسس إن الشغل ده ربنا بعتهولي طوق نجاه .. بدل حياتي وبدل ما كنت على طول زعلان وشايل الهم بقيت مطمن وفرحان .. هو ده اللي مفرحني وهو إني أخيرا مابقتيتش شايل هم ولا زعلان .. الحمدلله
ربت على كتفه بحنو وأردف:
- ربنا يديم عليك راحتك وسعادتك ويرزقك كمان وكمان .. أنت طيب وابن حلال وتستاهل كل خير..

وصلا إلى الشركة واتجه «وحيد» إلى الكافيتريا بينما توجه «نائل» إلى مكتبه وظل به لدقائق وهو يفكر في الذهاب إلى مكتبها، فكر كثيرًا في الذهاب لكنه كان يمنع نفسه إلا أن قرر الذهاب بحجة سؤالها عن طبيعة استئناف العمل وبالفعل
اتجه إلى مكتبها وطرق على الباب وانتظر للحظات لكنه لم يستمع لإجابة فحاول فتح الباب بيده لكنه تفاجأ أنه مُغلق وهذا يعني أنها لم تحضر، ظن في البداية أنه أتى مبكرا لكنه عندما نظر إلى الساعة وجدها قد تآخرت بالفعل.

عاد إلى مكتبه مرة أخرى وبداخله قلق، حاول هو متابعة العمل حتى تأتي وبالفعل انشغل كثيرا في العمل حتى تخطت الساعة الحادية عشرة والنصف، نظر إلى الساعة واتسعت عينيه بصدمة ثم قرر الذهاب إلى مكتبها مرة أخرى لكنه لم يجدها !، عاد إلى مكتبه مرة أخرى وفكر في مهاتفتها لكنه تراجع عن تلك الفكرة في الحال وظل هكذا حتى رُفع أذان الظهر فاتجه إلى المسجد المرفق بالشركة وأدى صلاة الظهر وبعدما انتهى اقترب من «وحيد» وقال بقلق:
- عم وحيد هي أنسة ياسمين مش هتيجي النهاردة ولا ايه..

حاول إخفاء قلقه واستطرد:
- أصل في ورق مهم جدا عايز اخد رأيها فيها ده غير الميتينج بتاع بكرا
رفع كتفيه بتعجب وأجابه:
- والله ما عارف ياابني .. هي أصلا أول مرة ماتجيش الشركة من ساعة ما مسكت، لعل اللي منعها تيجي خير
نظر «نائل» أمامه مرة أخرى وردد بخفوت:
- يارب تبقى بخير

قبل ساعات وتحديدًا الثالثة فجرًا
نظرت إلى المسدس الخاص بـ «طيف» حيث كان ملقى أمامها على الأرض فجلست على ركبتيها وظلت محدقة به لثوانٍ قبل أن تقرر إنهاء حياتها والتوقف عند هذا الحد، بالفعل أمسكت به بيدها التي كانت ترتجف من شدة الخوف والقلق ثم رفعته إلى رأسها وسقطت دمعة من عينيها ...

استطاعت قوات الشرطة الوصول إلى مكان «نيران» عن طريق هاتفها الذي تركته بداخل سيارة «طيف» وقاموا بتمشيط المنطقة بالكامل حتى يتم العثور عليها هي و «طيف» وكان ذلك أمر من اللواء «أيمن» الذي شعر بوجود شيء ما يحدث ولا يعرف شيء عنه، داهمت قوات الشرطة بقيادة «رماح» إحدى الشقق المهجورة وتفاجأ الجميع بوجود «نيران» التي كانت على وشك إطلاق الرصاص على رأسها، انطلق «رماح» بسرعة إليها وسحب السلاح من يديها ونظر إليها بتعجب:
- أنتِ بتعملي ايه يا نيران ! فين طيف وازاي كنتِ عايزة تعملي كدا ؟

نظرت إليه بحزن ولم تستطع الرد فاقتربت منها «فاطمة» التي ساعدتها على الوقوف واصطحبتها إلى الخارج بينما وقف «رماح» ونظر حوله بحثًا عن أثر لـ «طيف»

لم تكف عن البكاء ونظرت إلى زوجها للمرة الثالثة وهي تقول بقلق وخوف شديدين:
- بالله عليك يا أيمن طمني .. أنا مش عارفة كل ده كان مستخبيلي فين بس
اقترب منها وربت على كتفها بحب ثم قال:
- ماتقلقيش يا أسماء وصلنا لمكانهم وفي قوة راحتلهم ورماح أول ما يوصلهم هيبلغني على طول
وفي تلك اللحظة ارتفع رنين هاتفه فأسرع وأجاب بلهفة:
- أيوة يا رماح طمني حصل ايه ؟

- لقينا نيران سعادتك وكانت هتنتحر لولا إننا لحقناها، كانت في شقة شبه مهجورة أما بالنسبة لطيف فهو مالهوش أثر نهائي وموبايله جوا عربيته .. سألت نيران عن مكانه لكن مابتنطقش وبتترعش جامد
صمت لبعض الوقت وهو يفسر ما سمعه ثم تحدث أخيرا وبنبرة قلقة:
- اقلب المنطقة كلها عليه يا رماح .. ماتجيش من غيره، أكيد عرف حاجة أو حصل حاجة وخلي فاطمة تجيب نيران على البيت عندي .. حالا

في الوقت الحالي
لم تنتبه لمن حولها واندمجت في عالمها المحزن، غرقت في البكاء وكأنه ملجأها الوحيد، كانت تتذكر عباراته وكأنه يتحدث بجوارها الآن، نعم كانت مدركة بمخاطر عمله لكنها لم تتوقع أن يأتي هذا اليوم وتحديدا يوم زفافهما، ارتفع صوت بكاءها فاقتربت الصغيرة «رقية» منها وربتت عليها بحنو قائلة:
- ماتزعليش نفسك يا نايا، زين هيرجع وهيبقى كويس إن شاء الله، زين دايما كان بيقولي خليكي قوية وماتخليش أصعب المواقف تأثر عليكِ وانا دلوقتي بقولك الكلام ده، زين بيحبنا وهيرجع تاني والبوليس هيقبض على الأشرار دول..

مسحت دموعها وحاولت رسم ابتسامة وهي تضمها بحب، صمتت قليلًا ثم قالت:
- حاضر يا رورو هبقى قوية زيك وهستحمل على الأقل هحاول، تعالي نشوف ياسمين علشان ماخرجتش من أوضتها من الصبح وماأكلتش كمان

فتح عينيه بصعوبة وحرك رأسه بهدوء قبل أن ينظر إلى المكان من حوله، كان المكان أشبه بزنزانة في سجن لكنها كانت كبيرة إلى حد ما وكانت شديدة الظلام، اعتدل في جلسته وتحسس الأرض بحثًا عن شيء وبالفعل وجد هاتف فضغط عليه لكن المصباح الملحق به لم يضئ، كتب رقم والده وضغط على زر الاتصال لكن المكالمة لم تتم بسبب عدم وجود إشارة للشبكة بالمكان،

نهض من مكانه بحذر وحاول رؤية المكان من حوله عن طريق ضوء الشاشة الخاصة بالهاتف وبالفعل استطاع تحديد معالم المكان وأثناء سيره تعرقلت قدمه في شيء، ليس أي شيء بل كان شخصًا ! أخفض ضوء الشاشة إلى الأسفل ليرى ما هذا فوجده شابًا لكنه فاقدا للوعي ويوجد الكثير من الدماء على ملابسه.

اتسعت حدقتاه بقلق وخفض رأسه على صدره ليعلم هل مازال على قيد الحياة أم فارقها لكنه تفاجأ بنبض قلبه فهز رأسه بحركة خفيفة محاولا إفاقته وبالفعل فتح عينيه وقال بصوت ضعيف:
- نايا ! ياسمين ! رقية .. نايا ! ياسمين ! رقيــ
قاطعه «طيف» وحاول فهم ما يقول:
- أهلك دول ! طيب مين عمل فيك كدا وجيت هنا ازاي..

غاب عن الوعي مرة أخرى فنهض طيف وبحث في المكان عن أي شيء يساعده وتفاجأ بوجود صندوق إسعافات، أسرع إليه وقربه من هذا الشاب، فتحه وأحضر المقص ثم قام بقص التيشيرت الخاص به فتفاجأ بوجود رصاصة، تسارعت نبضاته ونظر بداخل الصندوق بحثًا عن شيء يساعده فوجد مشرط وأدوات جراحية، لم يجد حلا سوى إخراج تلك الرصاصة وإنقاذ حياته وبالفعل أمسك بالأدوات الجراحية وبدأ في إخراج الرصاصة ووجد صعوبة في هذا الأمر لكن كونه طبيبا ومشاهدته لكثير من الفيديوهات الطبية لعمليات جراحية ساعدته كثيرا واستطاع نزع الرصاصة، قام بتخييط الجرح ثم وضع الشاش وقام بلزق الجرح جيدا.

استغرق الأمر ساعتين كاملتين وما إن انتهى حتى تنفس بأريحية وأبعد هذا الصندوق عنه، أسند ظهره على الحائط من خلفه ورفع رأسه لأعلى، لا يعرف كيف أتى إلى هذا المكان، كل ما يتذكره فقط هو اصطحابه لـ «نيران» إلى تلك الشقة ثم ظهور «غارم» الذي أنهى حديثه قائلًا:
- الآن يُنفذ العهد الرابع، الآن ينتهي عهد العهود..

ولم يتذكر شيء بعد ذلك وكأنه فقد الوعي، غرق في النوم بسبب إرهاقه ومر من الوقت ساعتين حتى فتح هذا الشاب عينيه ونظر حوله فوجد «طيف» نائمًا، اعتدل بصعوبة بسبب تألمه وهزه برفق وهو يقول بهدوء:
- لو سمحت .. يا شبح !
فاق من نومه ونظر بتعجب إليه ثم قال:
- أيوة ايوة الشبح صحي .. أنت كويس ؟

هز رأسه بالإيجاب ونظر حوله قبل أن يقول متسائلًا:
- هو احنا فين ؟ وأنا جيت هنا إزاي
لوى ثغره وهز رأسه بمعنى لا أعلم وأردف:
- معرفش أنا لقيت نفسي هنا زيك بالظبط ومعرفش جيت هنا ازاي، فوقت لقيتك واقع ومضروب رصاصة فطلعتها وخيطتلك الجرح، أنا طيف وأنت ؟

شعر بالقلق وهو ينظر حوله بحثًا عن أى شيء وأجابه بتردد:
- وأنا زين .. شكرا جدا على اللي عملته معايا أنت أنقذت حياتي بس أنا لازم أخرج من هنا دلوقتي
نهض من مكانه بصعوبة ونظر حوله ثم نظر إلى «طيف» مرة أخرى وقال:
- أنا مش شايف حاجة ! مفيش معاك كشاف أو أي حاجة أنور بيها ؟

مد يده بالهاتف الذي وجده وهو يقول:
- الشاشة دي بتنور بس ماتحاولش المكان مافيهوش باب .. أنا مش عارف احنا دخلنا هنا ازاي أصلا بس معنى إنك موجود هنا يبقى مرتبط بنفس سبب وجودي .. أنت ليك علاقة بالقضية !

تعجب «زين» من حديثه وبحث عن مخرج باستخدام ضوء الهاتف لكنه بالفعل لم يجد للمكان باب فعاد إلى «طيف» مرة أخرى وقال متسائلًا:
- قضية ايه اللي قصدك عليها ! أنا معرفش أنا جيت هنا ازاي ولا عارف أنا هنا بقالي كام يوم ! أنا اتضربت بالرصاص قدام باب أوضتي يوم فرحي الصبح بدون سبب !
وقف «طيف» هو الآخر وحاول تحليل ما قاله لكنه لم يفسر شيئا مما دفعه لأن يقول متسائلًا:
- اتضربت بالرصاص لوحدك كدا ؟ أنا مش فاهم حاجة من اللي بتقوله .. ممكن تفهمني أنت مين وحصل ايه بالظبط يمكن نلاقي رابط لنفس القضية !


look/images/icons/i1.gif رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر
  15-03-2022 11:16 مساءً   [57]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السابع والعشرون
الجزء الثاني من بنت القلب

قبل ساعات تحديدًا الرابعة فجرًا
أوصلتها «فاطمة» إلى المنزل ورحلت فأسرع «أيمن» إليها وهو يقول بلهفة:
- نيران حبيبتي فين طيف ؟
هزت رأسها بمعنى لا أعرف وأجهشت بالبكاء فاقتربت منها «أسماء» وضمتها إلى صدرها بحب وهي تقول:
- تعالي يا حبيبتي ماتعيطيش ... احنا جنبك بس على الأقل احكيلنا اللي حصل علشان نقدر ننقذه لو في خطر..

هزت رأسها بالإيجاب وبدأت في سرد ما حدث مما جعل «أيمن» يقاطعها قائلًا:
- طيف وجه السلاح لراسك ! ازاي وليه أكيد في سبب
انهمرت دموعها مرة أخرى وهي تدافع عن نفسها:
- والله أنا بريئة وماعملتش حاجة .. مش ذنبي إني فقدت الذاكرة .. مش ذنبي إني اكتشفت إني في لعبة أنا مش ادها ولا ليا ايد فيها .. مين دول وليه طيف عمل كدا، هو كان متلخبط وبعدين أول ما الراجل ده ظهر قعد يقول كلام مش مفهوم وطيف وافق يروح معاه وبعدها ماحسيتش بالدنيا كأني نمت وفقت مالقيتش حد جنبي ..

لقيت مسدسه بس والله هو ده اللي حصل .. حضرتك مصدقني ؟
ابتسم رغم ألمه ليبث الطمأنينة في قلبها ومسح على رأسها بحب قائلًا:
- مصدقك يا نيران .. ماتقلقيش أنتِ هنا وسط أهلك وعيلتك وطيف إن شاء الله يرجع وكل حاجة هتتحل ولغاية ما ده يحصل أنا لازم أكون معظم الوقت في مكتبي .. آن الآوان القضية دي تتقفل بقى وكل حاجة تتحل .. لازم تتحل

في الوقت الحالي تحديدًا الثانية عشرة والنصف ظهرًا
أنهى «نائل» صلاة الظهر وعاد إلى مكتبه مرة أخرى لكنه تفاجأ بوجود العديد من الفتيات في الاستقبال الخاص بالشركة مما جعله يتعجب بشدة، اقترب من إحداهن وسألها بلطف:
- أقدر أساعد حضرتك ازاي وليه كل دول موجودين
نهضت وتعجبت من كونه لايعلم شيء لكنها بدأت في شرح سبب تواجدهم:
- حضرتك نزل إعلان أول امبارح على كل وسائل التواصل والجرنال بإن الشركة محتاجة سكرتيرة ودول كلهم علشان الـ interview (مقابلة)..

قطب جبينه بدهشة فهو لأول مرة يعلم هذا الأمر، ابتسم لأنه اعتقد أن تلك حجة قوية لمهاتفتها الآن وبالفعل استأذن منها وابتعد قليلا بعدما نزع هاتفه من جيب بنطاله وقام بالاتصال بها، زاد قلقه أكثر عندما وجد هاتفها مغلق فقرر مهاتفة «زين» ليطلعه على الأمر وأيضا الاطمئنان على «ياسمين» لكن ما أقلقه أكثر هو أن هاتفه أيضا كان مغلق !، فكر قليلًا ولم يعلم ماذا يفعل وكيف يتصرف بهذا الأمر، حدث نفسه وكأنه مجنون:
- وبعدين يا نائل معقولة الاتنين موبايلاتهم مقفولة! ممكن يكونوا سافروا ولا حاجة! بس هي هتسافر ازاى وهي أصلا منزلة إن في مقابلة لطلب سكرتيرة وبعدين سكرتيرة ليه ما سهى كانت موجودة ولا هي مش هتيجي تاني !

ضرب مقدمة رأسه بصدمة وهو يقول:
- يالهوي ده فرح زين كان امبارح وأنا نسيت خالص وماروحتش ! ياربي ازاي نسيت زمانهم زعلوا جدا .. اووف أعمل ايه طيب .. خلاص أنا هعمل المقابلة معاهم لغاية ما أعرف أوصلهم

وفي تلك اللحظة حضرت تلك الفتاة مرة أخرى وهتفت بهدوء:
- لو سمحت الـ interview هيبدأ امتى وهيكون مع مين بالظبط
تحدث تلك المرة بجدية بعدما فهم الأمر ووضع هاتفه في جيب بنطاله وهو يقول:
- لحظة بس ربع ساعة وهنبدأ وأنا اللي هعمل معاكم الـ interview وده المكتب، أول ما أبقى جاهز هبلغكم
- اوك..

اتجه إلى مكتبه وبدأ التصفح حتى يعلم ما الأسئلة التي تتم بالمقابلة، هو قرأ الكثير عنها لكنه فضل معرفة كل شيء حتى يختار مِن تستحق، بالفعل مر الوقت وفتح باب مكتبه وردد بصوت مسموع:
- ياريت حضراتكم تنظموا نفسكم واللي جاهز يتفضل
عاد وجلس على مكتبه مرة أخرى وانتظر دخول إحداهن وبالفعل دلفت إلى المكتب تلك التي سألته عن المقابلة بالخارج فأشار إليها بالجلوس قائلًا:
- اتفضلي، ممكن الـ CV بتاعك ؟

هزت رأسها بالإيجاب ومدت يدها به وهي تقول:
- اه طبعا اتفضل
ألقى نظرة سريعة على المستند الذي أعطته اياه ثم نظر إليه وقال بجدية:
- كلمينا أكتر عن نفسك وليه اختارتِ الوظيفة دي بالذات ؟
- أنا مي خالد، 23 سنة خريجة كلية تجارة واشتغلت في شركة قبل كدا وسيبتها للأسف
هز رأسه بالإيجاب وألقى سؤاله الثاني:
- ليه مطلوب مني أوظفك أنتِ بالذات دون عن كل اللي برا دول ؟

أجابته بثقة وبسرعة:
- أنا فاهمة الشغل كويس أوي ده غير إنى قبل ما أقدم قرأت كتير عن الشركة ودرست كل حاجة يعني لو اتعينت هقدر أفيد الشركة أكتر من أي حد ده غير إني بشتغل تحت ضغط
هز رأسه ورمق الملف مرة أخرى ثم ألقى سؤاله الثالث:
- ليه سيبتِ الشركة اللي قبل كدا ؟
صمتت قليلًا قبل أن تجيبه:
- للأسف بعيدة جدا عن البيت وساعات كنت بتآخر وده سببلي مشاكل

مر الوقت وظل على هذا الحال مع البقية حتى رُفع أذان العصر فخرج وقال:
- هنكمل إن شاء الله بعد صلاة العصر
كان يشعر كثيرا بالإرهاق فهو ظل على هذا الحال لأكثر من ثلاث ساعات ...

ردد أمره بجدية واضحة فمنذ ما حدث لا مجال للخطأ مرة أخرى، حضر «رماح» على الفور وقال:
- تمام سعادتك تؤمرني بايه
نهض من مكانه والتف حول المكتب قبل أن يواجهه وجها لوجه وهو يقول:
- عايز أعرف كل الجرايم الغريبة والمجهولة اللي حصلت خلال ال6 شهور هنا في القاهرة وعايزكم واحد واحد تشوفوا أي حاجة غريبة فيها والباقي ابعتهولي أنا هبص فيه بنفسي .. لازم نوصل لحاجة وفي أسرع وقت..

هز رأسه بالإيجاب وقال بجدية وثقة:
- تمام يا فندم، كل حاجة هتتم وفي أسرع وقت
ثم هم بالانصراف وبقى «أيمن» وحده يتجول ذهابًا وإيابًا ...

تألم «زين» من جرحه فجلس بهدوء ثم نظر إلى «طيف» الذي جلس هو الآخر وسلط نظره عليه منتظرا إجابة منه:
- أنا الرائد زين وائل الجيار
اتسعت حدقتا «طيف» بصدمة قبل أن يقول:
- أنت ظابط ! ازاي ؟
ارتفع حاجبيه بتعجب من سؤاله وأردف:
- ازاي ايه ! ظابط أيوة ايه الغريب في كدا مش فاهم..

أتته الإجابة التي لم يتوقعها:
- أصل انا ظابط برضه .. أنا الرائد طيف أيمن
صمت قليلًا ليستوعب ما سمعه ثم نظر إلى «طيف» وقال مازحًا:
- أفهم من كدا ايه ؟ إن في عصابة بتخطف الظباط اللي رتبتهم رائد يعني ولا ايه ؟
هز رأسه بالنفي وأجابه بجدية:
- أنا جيت هنا بمزاجي علشان أفهم لكن أنت هنا ليه وأنت أصلا مالكش علاقة بيهم أو بالقضية ؟

- أنت بتتكلم بالألغاز ليه يا طيف ؟ ما تفهمني قضية ايه ومين دول أصلا وليه جاي بمزاجك، فهمني علشان أعرف أفكر معاك يمكن نحل المشكلة
بدأ «طيف» في سرد ما حدث منذ البداية إلى تلك اللحظة وما إن انتهى حتى عبر «زين» عن صدمته بالأمر قائلًا بإرهاق من جرحه:
- يااه كل ده حصل ! وده كله محدش كشفهم ؟ ازاي يعني !

رفع «طيف» كتفيه بمعنى لا أعرف وأجابه:
- علمي علمك ولا عرفنا مين دول ولا فهمنا حاجة واديني هنا يمكن أفهم أما أنت بقى هنا لية ! معقول أنت كمان ليك ماضي معاهم ولا ايه السبب
لوى ثغره وفكر بالأمر لكنه لم يجد إجابة وقال:
- أنا مش عارف أنا كان يوم فرحي وصحيت الساعة 6 الصبح علشان أجهز نفسي وكل حاجة من بدري وفجأة لقيت رقم غريب بيكلمني ...
قص ما حدث عليه وأنهى حديثه قائلًا:
- بس ده اللي حصل لكن فعلا أنا معرفش مين دول واشمعنا أنا !

صمت الاثنان ليحاولا التفكير بالأمر لكن سرعان ما تحدث «طيف» بلهفة:
- أكيد أنت هنا بسبب إنك عملتلهم حاجة .. أنت آخر قضية كبيرة عملتها ونجحت فيها كانت ايه وحصل ايه ؟قُل لي التفاصيل
لم يعرف ما علاقة هذا بما هما فيه الآن لكنه بدأ في سرد ما حدث قائلًا:
- كانوا شركة أدوية .. الأول كانت كل حاجة مبهمة وقتلوا كل الشهود حتى الشهود اللي اتقبض عليهم في قضية مخدرات قدروا يوصلولهم جوا السجن وادوهم سم وماتوا ! بعد كدا روحت شقة لواحدة مرات واحد كان شغال معاهم وبعد ما دورت لقيت مستندات مخبيها ورا الدولاب فيها كل فضايحهم وقدرنا نقبض عليهم كلهم والشركة دي اتقفلت .. ده اللي حصل يعني مخدرات مالهاش علاقة بقضيتك..

فكر «طيف» بالأمر قليلا ثم ابتسم وهو يقول بحماس:
- أنت بتقول ادوهم سم جوا الزنزانة ؟
هز رأسه بالإيجاب وقال بتلقائية:
- أيوة
اتسعت ابتسامته وكأنه ربط الأمر ببعضه ثم قال:
- نفس اللي حصل للبنت اللي قلتلك عنها وانتحرت علشان ماتعترفش على حد .. بلعت السم برضه، في ارتباط بين دول ودول وأكيد شركة الأدوية والناس اللي أنت قبضت عليهم دول مسنودين من ناس تانية أو هم دول أصلا بس ليهم ناس في كل حتة وهم السبب في اللي حصلي، كدا أنا فهمت سبب وجودك..

قطب «زين» جبينه بدهشة فهو لم يفكر بهذا الأمر مطلقًا وأردف:
- يعني ليهم حد برا غيرهم ! بس تعتقد إنهم مخدرات برضه ولا حاجة تانية ! أصل اللي يخطف ظابط من قلب بيته وقبلها خطف مراتك اللي هي ظابط وبرضه فهد اللي قلتلي عنه ودلوقتي أنت أكيد ده مش حد طبيعي ده غير الكلام الغريب اللي بيرددوه وأنت قلت عليه ده نفس اللي سمعته في المكالمة .. أنت عندك حق الاتنين مرتبطين ببعض بس هيفضل السؤال مين دول وواصلين كدا ازاي ؟

بدأ الجميع في متابعة القضايا ذات الطابع الغريب والتي حدثت خلال ستة أشهر، مر من الوقت ساعتان وكان «رماح» يتابع كل المستندات إلى أن لاحظ شيء غريب فقرأ الملف وفي تلك اللحظة دلفت «فاطمة» إلى المكتب وهي تقول:
- في كارثة حصلت النهارده والدنيا والتليفزيون مقلوبين
نهض من مكانه وهو يقول بقلق واضح:
- حصل ايه ؟

تقدمت خطوتين إلى الداخل وأردفت:
- كان من 3 شهور في شركة أدوية اتكشف إنها بتوزع مخدرات وشغلها كله غير مشروع واتقبض على الإدارة والصيدليات التابعين ليها وكل ده اتقفل .. النهارده كل دول ماتوا في السجن ! كلهم ماتوا مسمومين ده غير إن اللواء المسئول عن القبض عليهم اتقتل والظابط المسئول عن القضية اختفى امبارح .. الدنيا مقلوبة
نظر إلى الملف الذي بيده ثم عاود النظر إليها مرة أخرى وقال:
- اسمه ايه الظابط اللي اختفى ده ؟

قطبت جبينها وهي تجيب بتلقائية:
- زين الجيار .. ليه ؟
أغلق المستند والتف حول المكتب استعدادًا للخروج وهو يقول:
- تعالي معايا..

اتجها إلى مكتب اللواء «أيمن» وسمح لهما بالدخول، مد يده بالملف وهو يقول:
- لو سمحت سعادتك ممكن تبص على الملف ده
أخذ منه الملف وبدأ يقرأ ما بداخله وتابع هو:
- عندك يا فندم من 3 شهور في مساجين اتقبض عليهم في قضية مخدرات ماتوا مسمومين في الزنزانة اللي هم فيها تقريبا علشان محدش يتكلم واسم الظابط المسئول عن القضية زين الجيار، بعدها قدروا يوصلوا لشركة أدوية وراء كل ده واتقبض عليهم كلهم..

كل اللي اتقبض عليهم ماتوا بنفس الطريقة النهارده في السجن والدنيا مقلوبة ده غير إن اللواء اللي ماسك القضية اتقتل والظابط ده اختفى امبارح ولو جينا نقارن ده بالقضية بتاعتنا هنلاقي إن موضوع السم ده حصل مع البنت اللي انتحرت في الفندق قدام طيف ونيران وموضوع اختفاء الظابط نفس اللي حصل مع فهد ونيران ودلوقتي طيف..

هز «أيمن» رأسه بالإيجاب ونهض من مكانه وهو يقول بجدية:
- كدا كل حاجة وضحت .. عايزكم تتابعوا القضيتين وتوصلوا لتفاصيل أكتر لأن ده كله مش هيساعدنا خصوصًا بعد موت المتهمين دول وأنا هتواصل مع الوزارة ومع القيادات وهمسك أنا القضية دي..

فتحت «رنة» التلفاز بناءً على طلب صديقتها وجلبت تلك القناة لتتفاجأ بصورة شقيقها على التلفاز مع شاب آخر وتلك المذيعة التي رددت بجدية:
- واضح إن في حاجة احنا مش فاهمينها ولحد دلوقتي الوزارة ماعلقتش عليها، الأول موت 70 متهم مسمومين داخل سجنهم في نفس التوقيت اللي اللواء كامل اتقتل فيه وقبلها بيوم اختفى الرائد زين الجيار والرائد طيف أيمن، هل كل ده مرتبط ببعضه ! ياترى مين المسئول عن اللي حصل؟ ياريت حد يفهمنا لأن اللي حصل ده مش سهل ولا بسيط .. أقل وصف يتوصف بيه هو كارثة..

حضرت «أسماء» وتفاجأت بصورة ولدها على التلفاز فانهمرت دموعها وقالت:
- يا حبة عيني .. وحشتني أوي
نهضت «رنة» واتجهت إلى والدتها وضمتها بحب وهي تقول:
- ماتعيطيش يا ماما .. طيف هيرجع زي ما كان كل مرة بيرجع إن شاء الله، بلاش عياط بس وادعيله هو محتاج دعواتنا أكتر من عياطنا
- ربنا يرجعه لينا سالم وبخير .. أنا مش حمل صدمة
شاهدت «نيران» ما يحدث بحزن ثم انطلقت إلى الأعلى حيث شقتها واتجهت إلى غرفتها قبل أن تجلس وتفكر في كلام «طيف» السابق لها...

- لازم تبقي عارفة يا نيران إنك الوحيدة اللي قادرة على رجوع الذاكرة ليكِ .. الذاكرة موجودة بس محتاجة دافع قوي، أول مرة فقدتِ الذاكرة بمجرد ما شوفتِ فيلا رماح الذاكرة رجعتلك .. هل كدا الذاكرة طارت في الجو ودخلت دماغك ! لا صح ؟ .. الذاكرة هنا
وأشار إلى رأسها وتابع:

- دماغك مش كمبيوتر علشان المعلومات تتحذف بالكامل، لازم علشان ترجعلك الذاكرة تشوفي حاجة أثرت في غيابها من الأساس .. فكري وشوفي ايه ممكن يرجعلك الذاكرة لأني المرة دي فشلت فعلا ونفس المشهد بيتكرر، هي دلوقتي معاكِ وفي دماغك بس ازاي هترجعيها !

فاقت من ذكرياتها ونظرت إلى المرآة وهي تكرر نفس السؤال:
- ازاي هرجعها ! ازاي ؟

طال الصمت بينهما إلى أن تحدث «زين» وقال متسائلًا:
- ياترى احنا هنا بقالنا كام يوم ؟
نظر إليه «طيف» وأجابه بتلقائية:
- حوالي يوم لأني لما لقيتك كان الدم اللي على جسمك لسة سائل يعني كنت مضروب بالرصاص من حوالي أربع خمس ساعات مثلا
اقتنع بكلامه ثم سأله مرة أخرى:
- بس قدرت تطلع الرصاصة ازاي وخيطت الجرح بسهولة كدا ؟

ابتسم واجابه:
- أنا كنت دكتور نفسي قبل ما أبقى ظابط وكنت بتفرج على كام فيديو لعمليات جراحية وفيديوهات كتير في مجال الطب، كان صعب أطلع الرصاصة جدا بس الحمدلله عدت على خير
ابتسم «زين» وقال:
- شكرا إنك أنقذت حياتي .. تتردلك إن شاء الله
نظر «طيف» حوله وردد بسخرية:
- تترد ازاي في عشة الفراخ اللي احنا فيها دي .. أنا قربت أنسى إني بني آدم..

نظر «زين» إلى الأسفل بحزن وأردف:
- ياترى هم عاملين ايه من غيري .. ياسمين ورقية ونايا ! فكرت كتير إني ممكن أسيبهم في يوم من الأيام بحكم شغلي لكن ماحطيتش نفسي في الموقف ده، ياترى هيعملوا ايه من غيري ! يارب يا نائل تعرف توصل لياسمين
قطب «طيف» جبينه وهتف متسائلًا:
- أخواتك دول ؟ أصلك في وسط تعبك قبل ما أطلع الرصاصة فضلت تهمس بأسمائهم وبعدين غيبت عن الوعي..

ابتسم «زين» وكأنه يراهم أمام عينيه وأجابه:
- ياسمين أختي الكبيرة ورقية أختي الصغيرة أما نايا بقى تبقى خطيبتي ومراتي .. كنت المفروض هتجوزها في نفس اليوم اللي اتضربت فيه بالرصاص وجيت هنا
- ونائل ؟
ابتسم وأجابه بجدية:
- نائل ده اللي بتمنى أختي تتجوزه، محترم وقد المسئولية .. شاف كتير في حياته وده يخليه أكتر واحد يحافظ عليها هي وأختي الصغيرة لو حصلي حاجة، يارب يقدر يوصل لقلبها ويتجوزها لأن ساعتها هبقى مستعد للموت من غير قلق..

انتهى اليوم وعاد «أيمن» إلى المنزل بإرهاق شديد فأسرعت «أسماء» تجاهه وهي تسأله بلهفة:
- أيمن ابني حبيبي فين ! لسة معرفتوش ؟
ربت بحنو على كتفها وأمسك كلتا كتفيها بحب وهو يقول:
- هيرجع يا أسماء إن شاء الله، الوزارة والدنيا مقلوبة وتقريبا نص اللغز اتحل، هيرجع وكل حاجة هتبقى كويسة قريب أوي مش عايزك تقلقي وادعيله .. أنا هدخل أريح ساعتين بالظبط علشان مش شايف قدامي وبعدين هصحى أروح على المديرية تاني...

بالفعل تركها وبدل ملابسه قبل أن يلقي جسده على السرير بتعب شديد، عدل الوسادة بيده لتناسب وضعية نومه لكنه تفاجأ بوجود ورقة أسفلها، اعتدل مرة أخرى وسحب تلك الورقة ليتفاجأ بما فيها:
- بابا معني إنك بتقرأ الورقة دي دلوقتي يبقى أنا حصلي حاجة .. خلي بالك يا بابا اللي عندك دي مش نيران !

انا بجد زعلان جدا ومحروق دمي بسبب كومنت على الحلقة اللي فاتت والكومنت بيقول الرواية فاشلة حتى الان، ده كله علشان كلها غموض ! ايوة انا ممكن مزود الغموض الجزء ده لكن مش لدرجة إنها تتوصف بالفشل ! انا مش بزعل من النقد لكن يكون بناء مش هدام، لو شايف حاجة وحشة في الرواية قولي انصحك تعمل كذا كذا وتقلل شوية من الغموض وتوضح الدنيا وهكذا مش تخش تقول رواية فاشلة لحد دلوقتي ؟

لا هي مش رواية فاشلة ومش تكبر مني أبدا والله، لكن فكرة الرواية تستحق الغموض ده وانا كدا بخدم الفكرة عن طريق الغموض ده، الرواية دي اكتر رواية تعبت وانا بكتبها واتحذف منها 15 فصل اقسم بالله وكتبتهم تاني، الرواية دي كانت بداية إني اكتب حاجة جديدة وحاجة كوميدية مع أكشن و رومانسي..

في رواية القاسيان اتوصفت بأني كاتب زبالة ورواية زبالة وكنت هبطل كتابة ساعتها، دلوقتي أنا مش المفروض ازعل جامد على وصف الرواية بإنها فاشلة لكن زعلت واتحرق دمي علشان نقد هدام بالشكل ده
ياريت اللي عنده نقد يقوله ومش هزعل والله بس يكون نقد بصيغة النصيحة .. نقد بناء مش اتهام بالفشل وكومنت يحرق الدم...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 8 من 32 < 1 16 17 18 19 20 21 22 32 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1352 زهرة الصبار
رواية بنت القلب كن ملاكي خط أحمر زهرة الصبار
96 2130 زهرة الصبار
رواية أسرى القلب زهرة الصبار
22 1243 زهرة الصبار
فوائد البطيخ للأطفال الرضع.. يصحح الإبصار ويفيد القلب لهلوبة
0 240 لهلوبة
العلاقة بين ممارسة الجنس وصحة القلب.. فائدة متبادلة من نوع خاص princess
0 406 princess

الكلمات الدلالية
رواية ، القلب ، ملاكي ، أحمر ،











الساعة الآن 07:47 PM