رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الرابع الجزء الثاني من بنت القلب
قبل قراءة الفصل رددوا هذا الدعاء: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال
لم يستطع النوم بسبب تفكيره كثيرًا فى هذا الأمر، لقد وعد صديقه بأنه سيبذل قصارى جهده فى إلقاء القبض على هذا الرجل والآن هو بين قبضته ولكن ليس بيده أى دليل، نظر إلى نيران فوجدها نائمة فنهض على الفور وبدل ثيابه بثياب صيفية أخرى وقرر النزول إلى الأسفل، خرج من المصعد الكهربائي وهو يضع كلتا يديه بجيب بنطاله وتجول فى استقبال الفندق لعله يصادف «يوسف»..،
تقدم بضع خطوات ليجده يتحدث مع مشرف الاستقبال فأسرع وسحب هاتفه وبدأ يتصفحه كى لا يلفت انتباهه لشيء فوجد رسالة من صديقه مازن، ابتسم بعدما خطر بباله فكرة حيث ظل ممسكا بالهاتف الذى كانت شاشته تظهر محادثته مع مازن وعندما أصبح بالقرب منه لاحظه «يوسف» فهتف مناديًا عليه: - طيف باشا مثل «طيف» الدهشة بوجوده وتقدم بابتسامة حتى وصل إليه وترك الهاتف على القطعة الرخامية الموجودة أمام موظفي الاستقبال وصافحه قائلًا: - أهلا يوسف باشا..
صافحه «يوسف» بحرارة وهتف متسائلا: - ها طمنى، كل حاجة مظبوطة وعجبت المدام ؟ هز رأسه عدة مرات ليؤكد قائلًا: - عجبتها جدا تسلم على الشغل العالى ده..
وأثناء حديثهما رأى مازن أن طيف قد شاهد رسالته ولم يرد فقرر الاتصال به عن طريق تطبيق "ماسنچر" فظهرت صورته على شاشة هاتفه الموضعة على القطعة الرخامية وبحركة تلقائية نظر «يوسف» حيث رنين الهاتف فتفاجأ بصورة «مازن» على شاشة هاتفه، ابتسم طيف بلطف وسحب هاتفه وهو يقول: - طيب بعد اذنك..
ابتعد عنه وهو يجيب بصوت مرتفع متعمدًا وصول اسمه إلى «يوسف»: - أيوة يا مازن، معلش يا معلم كنت هرد بس انشغلت أتى صوت مازن على الجهة الأخرى قائلًا: - ايه ياعم اتصلت بيك فى وقت غير مناسب ولا ايه؟ هز رأسه وهو يرمق «يوسف» من بعيد قائلًا: - أبدا، أنت اتصلت فى الوقت المناسب أوى..
- ها طمنى ايه أخبار شهر العسل معاك، الجواز حلو ولا ايه قبل ما ألبس جلس على مقعد بالاستقبال وهو يجيبه قائلًا: - حلو جدا يا باشا، اتجوز بقلب جامد - طيب ياعم أنتم السابقون ونحن اللاحقون ارتفع حاجبيه وأردف معترضًا على جملته قائلًا: - ايه يا مازن هو أنا بقولك موتنا فى حادثة ؟
ضحك من جملته الأخيرة وردد: - خلاص ياعم روح لعروستك وادعيلى اتجوز أنا كمان على خير - ماتقلقش يا كبير نحن السابقون وأنتم اللاحقون
ما إن أنهى المكالمة حتى ألقى بهاتفه أمامه بعدم اكتراث فاعتدلت «هايدي» ورمقته بضيق قبل أن تقول معترضة: - مش هنخلص من حوار الست ياسمين بتاعتك دى ؟ ابتسم بحب لها وهو يمسح على يدها كي يبعد أي فكرة برأسها وأردف: - يا حبيبتي أنتِ عارفة إن اللى بيني وبين ياسمين مصلحة مش أكتر، أبوها كان واكل السوق بالشركة بتاعته وقربى منها هيساعدني أضحك عليها وأخدم شركتي .. ماتقلقيش بمجرد ما أوقع الشركة بتاعتها وأسيطر أنا على كل الشغل هرميها وأفسخ الخطوبة وبعدين أنا بحبك أنتِ ولا أنتِ عندك شك في كدا ؟
نظرت إليه بابتسامة وقد انطفت النيران المشتعلة بصدرها وهدأت بفضل كلماته المعسولة لها، رفعت كفها وقبضت على كفه الذي يداعب كفها الأيسر وأردفت بحب: - لا ماعنديش شك يا حبيبي، يارب كل حاجة تعدي بسرعة علشان نخلص منها بقى
- بصى بقي يا رورو احنا هنمشى خطوتين بس ونعكس الطريق ولو غلطتي ودوستى برا المربع تخسري تمام ؟ قالتها «نايا» التي كانت تلعب مع الصغيرة «رقية» التي كانت وحدها بالفيلا في هذا الوقت حيث يكون «زين» بعمله وأيضًا «ياسمين» بالشركة، أومأت الصغيرة رأسها بالموافقة وكادت أن تبدأ اللعب إلا أنها توقفت عندما رأت شقيقها الأكبر «زين» يدخل بسيارته من الباب الخارجي للفيلا فرددت بصوت مرتفع: - زين جه..
التفتت «نايا» برأسها لتتفاجأ به بالفعل مما جعل تلك الابتسامة تتسرب إلى وجهها بشكل تلقائي، انتظرته حتى ترجل من سيارته واتجه إليهم وهو يقول: - أنا ماما الله يرحمها كان بتقول روح ياابنى ربنا يسعدك ويريح قلبك، دلوقتى بس اقتنعت إن الدعوة استجابت لما جيت ولقيتك هنا ده غير وشك الجميل اللى بقيت أشوفه كل يوم ابتسمت بخجل ووقفت لتستقبله وهي تقول متسائلة: - ايه اللى رجعك بدرى أوى كدا !
جلس على أرضية الحديقة وسحب يدها لتجلس هي الأخرى وما إن تأكد من اعتدالها فى الجلوس حتى أجابها: - أصل عندى مأمورية كمان ساعتين ولقيت نفسي فاضى قلت اجي أجيب شاحن الموبايل علشان هيفصل وبالمرة أتطمن على رورتى ثم نظر إلى الصغيرة «رقية» وداعب وجنتيها بحب فردت هي عليه قائلة بصوت طفولى محبب: - أنا بحبك يا زين علشان بتحبنى وبتلعب وبتهزر معايا لكن مش بحب ياسمين لأنها بقت وحشة..
اقترب منها أكثر وضمها إلى حضنه ورفع وجهها برفق حتى تنظر إليه وأردف بابتسامة: - ياسمين حلوة مش وحشة يا رورو بس هي تعبانة الأيام دى شوية ومش بتقدر تلعب معاكى، ينفع لما نلاقي حد تعبان نقول عليه وحش !؟ هزت رأسها بالنفى قائلة: - لا مش ينفع هنا ابتسم وداعب وجنتيها بحب وهو يقول: - خلاص يبقى ياسمين حلوة مش وحشة صح ؟ أومأت رأسها بالإيجاب قائلة: - أيوة ياسمين حلوة..
كانت تنظر إليه بحب وقد غرقت كليًا فى سحر حبه، كانت تراقب كل حرف يتفوه به إلى تلك الصغيرة، كان الكلام يخرج منه ويعرف طريقه إلى قلبها وليس أذنها، أحبت معاملته الحنونة لتلك الطفلة البريئة .. ظلت تتابعه بصمت وعلى ثغرها تلك الابتسامة التي لم تفارقها قط حتي نظر هو إليها وتعجب لنظراتها لكنه سرعان ما حاول تجاهل ذلك حتي لا يشعرها بالحرج ومن ناحية أخرى تحدث بغزل إليها: - أما بقى عن طفلة قلبى التانية فـ هي ساكنة جوا قلبى ومش راضية تمشى أبدا، تدري ليش ! لأنى بحبها حب مش عادى..
نظرت إلى الأسفل بحرج فرفع وجهها إليه برفق وتابع: - بعشق الكسوف ده احمرت وجنتيها وحاولت التهرب من غزله الذي لم ولن ينتهى لذلك ذكرته بعمله قائلة: - أنت مش قلت عندك مأمورية ! قوم يلا علشان متتأخرش قالتها رغمًا عنها فهي لا تريد رحيله أبدا من جوارها، ودت لو يبقى هكذا بجوارها دائمًا فهي تجد فيه ملجأها ومسكنها كما تشعر بالحب والأمان بجانبه ...
- يا هدير قلتلك مية مرة إن المشروع ده مش أنا اللى مسئول عنه نهائى قالها جاسر لـ هدير التى أصرت على طلبها له فأخفضت صوتها وقالت بهدوء شديد يجذبه: - يا حبيبى عارفة بس باباك هو اللى مسئول وأنت دراعه اليمين فى الشغل ومش بيرفضلك طلب، ممكن بقى تكلمه فى الموضوع ده علشانى ! أضعفت قوته بتلك الكلمات الممزوجة بالدلال فابتسم لها قائلًا: - حاضر يا هدير هكلمه علشان خاطرك، يلا بقى أوصلك
«جاسر أمجد الخياط»، الابن الوحيد لرجل الأعمال «أمجد الخياط»، توفت والدته بمرض السرطان وتولى والده تربيته حيث قام بتربيته على شدة الطباع والعمل الجاد، ابن خالة «نيران، رماح، نرد» لكنه بعيدًا كل البعد عن عائلة والدته خاصة بعد وفاة والدته
عاد إلى منزله مرهقًا بشدة بسبب يومه الطويل وما إن وصل حتى فوجئ بوجود «نرد» التى كانت تلعب مع كلبه بحديقة الفيلا فاقترب منها برفق حتى وصل إليها وردد: - نرد ! بتعملى ايه هنا تركت الكلب يرحل والتفتت إليه لتواجهه قائلة: - بتعملى ايه هنا ؟ طيب قل لى ازيك عاملة ايه تشربى ايه ليكى وحشة يا بنت خالتى ابتسم مجاملًا قبل أن يقول: - معلش أصل جاى تعبان من الشغل، طمنينى عاملة ايه ؟ رفعت كتفيها لتجيبه قائلة: - الحمدلله بخير، ايه محدش بيشوفك ليه..
تحرك وجلس على المقعد لكى يريح ظهره وهو يقول: - معلش غصب عنى انشغلت وأنتِ عارفة أنا اللى ماسك الشغل كله وبابا رامى الحمل كله عليا ابتسمت بمكر وهى تضيف: - سمعت إنك خطبت أو ارتبطت رفع إحدى حاجبيه بتعجب والتفت نصف التفاتة وأردف: - مين اللى قال الكلام الفارغ ده ؟ أنا مش فاضى لارتباط ولا خطوبة نظرت إليه بنصف عين وهى تضغط على أسنانها بقوة: - كلام فارغ ! اه طيب ياابن خالتي
حان وقت الاستراحة لجميع موظفي الشركة، منهم من توجه إلى الكافيتريا ليتناول وجبة خفيفة مع كوب من الشاي أو فنجان من القهوة ومنهم من بقى مكانه لينهى عمله الذى لم ينته، أُضِيء هذا المصباح الصغير باللون الأحمر مع جرس خفيف فنظر إليها «نائل» متعجبًا وهو يقول: - عم وحيد اللمبة دى بتنور وبتطلع صوت أسرع إليها وضغط على زر أسفلها وردد: - أيوة يا ست ياسمين تؤمري بحاجة..
ظهر صوت ياسمين التي لم تترك مكتبها منذ الصباح: - عايزة ليمون يا عم وحيد وياريت اللي يجيبه ناهل - حاضر يا بنتى ثم ترك الزر مرة أخرى ونظر إلى «نائل» وقد كتم ضحكاته فوضع هو يديه على رأسه وردد بقلق: - عايزة ايه من نائل ! كدا الحكاية وضحت .. عايزة ليمون علشان متعصبة وعايزة تهدا وبالمرة تهزقنى شوية وبكدا الليمون وأنا نبقى عامل تهدئة ليها .. واضحة زى الشمس وبعدين ناهل ايه بس..
لم يستطع كتم ضحكه لأكثر من ذلك وانفجر ضاحكًا قبل أن يربت على كتفه بحنو قائلًا: - ياابنى ياسمين طيبة جدا، ماأظنش إنها عايزة تهزقك .. يلا اعمل الليمون وروحلها، يلا خايف كدا ليه تركه وتوجه ليقوم بتجهيز طلبها وهو يدعى الله بأن تمر تلك المقابلة بينهما على خير، انتهى أخيرًا من تجهيز كوب الليمون الخاص بها واتجه إلى مكتبها بخطوات متمهلة وقلقة، وصل إلى المكتب وطرق الباب فصاحت من الداخل: - ادخل..
فتح الباب بحذر شديد ثم تقدم إلى الداخل وقام بوضع الكوب أمامها مباشرة وهو يقول: - الليمون يا أنسة ياسمين ثم أدار وجهه مستعدًا للرحيل قبل أن تتحدث لكنها أوقفته على الفور قائلة: - استنى أغلق عينيه وعلم أنها ستفرغ شحنة غضبها فيه، التفت بحذر وهو يقول: - أيوة يا أنسة ياسمين في حاجة تانية ؟ رمقته بغضب ثم رجعت لتستند بظهرها على مقعدها بأريحية وأردفت: - أنا قلتلك أمشى ؟
هز رأسه بالنفي ليجيبها قائلًا: - لا، آسف ماكنتش أقصد و .. تأففت بضجر ثم رفعت يدها فى الهواء وهي تشير إليه بالصمت ثم قالت: - ششش بس خلاص ماتحكيليش قصة حياتك، خد دول مبلغ ".." نص مرتبك علشان عم وحيد بلغنى إنك محتاج الشغل علشان محتاج فلوس وكدا مد يده ليأخذ المظروف من يدها وهو يقول مبتسمًا: - تسلمى يا ست ياسمين والله..
أشارت إليه ليصمت وتابعت: - ده بعيد عن الخزنة علشان هي مقفولة بس هيتخصم من مرتبك فى نهاية الشهر أومأ رأسه ثم تراجع بظهره وهو يقول: - الله يكرمك، تؤمرينى بحاجة تانية ؟ هزت رأسها بالنفى ثم نظرت إلى المستندات الموضوعة أمامها ورددت: - لا، اتفضل على شغلك..
عاد إلى الكافيتريا مرة أخرى وعلى وجهه ابتسامة رضا وسعادة فاتجه إليه عم «وحيد» ليطمئن منه على الوضع وماحدث معه فى الداخل فلاحظ تلك السعادة الغامرة التي هو بها فهتف متسائلًا: - ها ياابنى طمنى قالتلك ايه؟ أجابه بابتسامة: - اديتنى نص المرتب ياعم وحيد، لا فعلًا عندك حق .. هى اينعم عصبية شوية بس قلبها طيب، ياااه الفلوس دي جت في وقتها والله..
ربت على كتفيه بحب وردد بابتسامة: - الحمدلله، مش قلتلك ربنا كريم وهيفرجها .. يلا تعالي ساعدنى بقى فى الطلبات علشان ده وقت البريك وكلهم هنا أومأ رأسه بالإيجاب واتجه ليساعده بحماس شديد فهو في الصباح كان في أشد الحاجة إلى المال والآن استجاب الله لدعائه ورزقه من حيث لا يحتسب..
نظرت «مايا» إليه وتابعته بنظراتها ثم نظرت إلى صديقتها «سمر» وأردفت: - صاحبنا خام خالص، مالهوش في أي حاجة نظرت إلى حيث يوجد هو وأكدت على حديث رفيقتها: - فعلًا باين عليه، بيقول لأي حد يا فندم .. بقوله عايزة شاي راح قايلى تحت أمرك ضحكت الاثنان معًا فاقترب منهما «جاسر» ورمقهما بتعجب وهو يقول متسائلًا: - ايه مالكم من ساعة ما قعدتوا وأنتوا مابطلتوش ضحك، ضحكونى معاكوا..
أشارت «مايا» باتجاه «نائل» وأردفت: - صاحبك الجديد قطة مغمضة نظر إلى حيث تشير فوجده يعد ما يريدون من مشروبات ساخنة أو غيرها من المشروبات فنظر إليها وهو يقول بعدم رضا: - شكله محترم وابن ناس ومش هتعرفوا تجيبوا سكة معاه ده لو بتفكروا يعنى رمقته «مايا» بتحدى وقالت بثقة كبيرة: - أسبوع واحد وهيقع، والقط المغمض هيبقى مز مفتح وهفكركم
سار فى الرواق الطويل المؤدى إلى مكتب اللواء «كامل» وما إن وصل حتي طرق على الباب بخفة ثم دلف إلى الداخل وهو يقول: - تمام يا فندم القوة جاهزة ومستنيين إشارة من سعادتك علشان نتحرك نهض اللواء «كامل» من مكانه وتحرك إلى أن وقف مقابلًا له وردد بجدية شديدة: - زين المهمة دى لازم تنجح، لازم تقبض عليهم متلبسين من غير غلطة نهائى لأنك لو ماقبضتش عليهم متلبسين القضية هتضيع وهيبقى مالهاش لازمة نهائى ده غير إننا مش هنعرف هيخططوا للتسليم تانى امتى لأنهم هياخدوا حظرهم مننا..
أومأ رأسه بالإيجاب ليقول بجدية: - ماتقلقش سعادتك .. هنمسكهم متلبسين وقت التسليم ربت على كتفه كنوع من التشجيع وأردف: - تمام يا زين، ربنا معاكوا يا أبطال
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل الخامس الجزء الثاني من بنت القلب
ظل منتظرًا على بعد مسافة ليست بعيدة من "مرآب السيارات" وهمس للنقيب «طارق» وهو يُعيد شرح خطته لمرة أخيرة قبل تنفيذ هجومهم على ذلك المرآب وإلقاء القبض على تجار المخدرات أثناء تسليمهم للشحنة في هذا المكان الذي اعتقدوا أنه آمن وبعيد عن أنظار الشرطة - طارق ركز معايا، بنسبة تسعين فى المية هم اخترقوا كاميرات المراقبة فى الجراچ علشان محدش يبلغنا بس احنا عينينا في كل مكان، هنفضل في مكانا لغاية ما أنا اديك الإشارة مفهوم ؟
أومأ رأسه بالإيجاب وهو يقول بجدية مستعدًا لتنفيذ تلك المهمة الصعبة: - تمام سعادتك، القوة كلها مستنية إشارة منك بس سعادتك هتعرف إنهم بيسلموا ازاى البضاعة ؟ ابتسم «زين» بمكر وردد: - مش شغلك يا طارق، ركز على المهمة وسيب عليا أنا الكلام ده - تمام يا باشا..
لم يرغب في سرد خطته السرية على أحد، ليست قلة ثقة بجنوده بل حرصًا شديدًا على نجاح تلك المهمة وعدم تعرضها للفشل لأي سبب كان فهو دائمًا ما كان حريصًا على عدم فشل المهام المكلف بها وهذا ما أثبت كفاءته كرجل شرطة وأسرع من ترقيته لرتبة رائد..
قام بفتح هذا التطبيق الخاص على هاتفه وضغط عدة ضغطات ليظهر المرآب بالكامل ومن فيه فهو حرص على زرع كاميرا خفية منذ يومين في المكان كي يتحكم بها هو عن طريق هاتفه ويرى المكان، انتظر حتى حضرت سيارة وتبعتها سيارة اخرى، خرج الرجال من السيارة الأولى وكذلك الثانية وكل منهم ينظر للآخر حتي أشار قائد كل منهم على تبادل الحقائب فكان مع أحدهم حقيبة مليئة بالمال والآخر كان معه حقيبة مليئة بالمخدرات..
فى تلك اللحظة أشار «زين» إلى رجاله وحاصروه بالكامل، دلف إلى المرآب وأطلق رصاصة فى الهواء وأردف بنبرة حادة: - اللى هيتحرك هضرب، المكان كله متلغم شرطة .. يعنى أي حركة مش فى صالحكم..
ترك الجميع أسلحتهم ورفعوا يدهم عاليا ليعلنوا استسلامهم فأشار إلى رجال الشرطة بالتقدم وإلقاء القبض عليهم بينما تقدم هو ليفتح تلك الحقائب فوجد الحقيبة الأولى مليئة بالمال الذى وقع منها بسبب كثرته عندما فتحها، تقدم ليفتح الحقيبة الثانية فوجدها مليئة بأشرطة المخدرات المعروفة بـ "ترامادول"، وقف وعلى وجهه ابتسامة نصر وردد: - ما شاء الله، كل ده ؟ واكلينها والعة يا ولاد ال*** أشار لبقية رجال الشرطة كي يقوموا بحمل تلك الحقائب فهو الآن قد نجح فى إحباط عملية تهريب جديدة، تنفس بأريحية وردد بهدوء: - الحمدلله، ربنا عداها على خير
فاقت من نومها وتحسست السرير جوارها فلم تجد «طيف» مما جعلها تنهض من مكانها، بحثت عنه لكنها لم تجده فبدلت ثيابها وقررت النزول إلى الأسفل بحثًا عنه، بالفعل استقلت المصعد ووصلت إلى الاستقبال فى الأسفل، ظلت تبحث عنه بعينيها إلى أن وجدته يجلس على مقعد ويبدو أنه يفكر فى شيء ما فاقتربت منه وما إن وصلت إليه حتى هتفت وهى تجلس جواره: - طيف ! طيف ؟
انتبه لوجودها فنطق بتلعثم: - هاا .. نيران ؟ ايه اللى صحاكى لوت ثغرها وهى تنظر إليه بتعجب قائلة: - أنت ايه اللى نزلك ؟ نظر إلى «يوسف» وأشار برأسه عليه مما جعلها تنظر إلى حيث يشير، أردف بابتسامة: - كنت براقب عمنا ده ووقعته فى الصنارة عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم وهزت رأسها متسائلة: - ازاى يعنى مش فاهمة..
اعتدل فى جلسته وبدأ في سرد ما حدث عليها: - نزلت علشان أراقبه واتصادفت بيه فعملت إنى بستخدم الموبايل وحطيته قدامه وأنا فاتح رسالة مازن بس ماأخدش باله وهوب لقيت مازن بيتصل وصورته نورت الشاشة، عمك غارم أو يوسف شاف الصورة من هنا ووشه قلب مية لون من هنا لدرجة إنه لسة مااتحركش من مكانه وكل شوية يلف يبصلى بس أنا عامل نفسى من باريس..
- بنها يا طيف ابتسم وهو يداعب وجنتيها قائلًا: - مش هتفرق يا قلبى المهم مسألتيش يعنى عملت كدا ليه رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تقول: - عملت كدا ليه ؟
ابتسم وهو يرمقه بتوعد قائلًا: - هو كدا زمانه مرعوب، بيتمنى شهر العسل يخلص فى يوم علشان نمشى من هنا خصوصًا بعد ما عرف إنى ظابط، الحكاية دى هتلخبطه خالص وهتوتره وبكدا يبقى نجحت أكسر سور الحماية بتاعه ودى أول خطوة، تانى خطوة بقى هتيجى لوحدها وهفكرك نظرت إليه ببسمة ممزوجة بالإعجاب وأردفت: - يعجبنى فيك ذكائك اللى مفيش زيه ده..
رفع كتفيه بفخر وهو يرجع إلى الخلف قائلًا: - يا حبيبتى أهم سلاح هو التفكير، على رأي المثل يا شايل مسدس وجاى تقتلنى بتفكيرى هبعدك عنى رمقته بتعجب قبل أن تعترض على هذا المثل قائلة: - ايه ده ! مثل من أمثالك تانى ؟ - طبعا يا نونى ده فيه مثل مهم بيقول يا شايل الأمثال يا شايل اللى أغلى من المال نهضت من مكانها مستعدة للرحيل وأردفت: - طيف بليز كفاية أمثالك دى ويلا نطلع ننام..
خرجت من مكتبها متآخرًا على غير عادتها فهي رفضت الرحيل حتي تنهي عملها، رحل الجميع وبقي هو فقط ليقوم بتنظيف أرضية الشركة كما أخبرته «ياسمين» وبالفعل كان مُنهمكًا في العمل حين خرجت هي من مكتبها ففوجئت به يقوم بتنظيف الأرضية بإتقان فدنت منه وهي تقول بتساؤل: - هو مفيش غيرك ولا ايه..
اعتدل وقام بمسح العرق من على جبينه ثم أجابها وهو يهز رأسه بالإيجاب: - أيوة كله مشي نظرت إلى الأرض فوجدتها بيضاء تمامًا فهو يُتقن العمل بشكل ملحوظ وهذا ما جعله متآخرًا إلى هذا الوقت، رفعت رأسها ورمقته بتعجب ثم أردفت: - الله ينور، خلص وروح ابتسم وهو يقوم بهز رأسه بالإيجاب وأردف: - تمام يا أنسة ياسمين، اتفضلي أنتِ وأنا هخلص اللي باقي وهروح..
رحلت على الفور وفي رأسها يدور الكثير والكثير فهي لم تتخيل يومًا بأن هناك من يحتاج إلى المال بهذا الشكل لدرجه جعلته يقبل بأي عمل يُكلف به كما تعجبت من إتقانه الشديد في عمله فلا يوجد الآن من يتقن العمل بهذا الشكل، ركبت سيارتها وزفرت بضيق فهي تشعر بالملل بشدة .. رغبت لو كان «يوسف» بجوارها الآن كي يخفف عنها هذا الملل قليلًا لكنه الآن بعمل خارج القاهرة ولن يعود قبل يومين، تأففت بضجر ثم وجهت الأمر إلى السائق قائلة: - اطلع على الفيلا..
ارتدت أجمل فستان تملكه فكانت ألوانه هادئة ويغطي جسدها بالكامل وبه ذيل ليس بطويل أضاف لمسة جمالية عليه، تحسست شعرها الطويل الناعم ونظرت إلى نفسها بالمرآة بابتسامة وفي تلك اللحظة سمعت طرقات على الباب فهتفت وهي مازالت مسلطة نظرها على تلك المرآة: - ادخلي يا ماما..
دلفت الأم «هيام» ورمقت ابنتها بإعجاب شديد وهي تقول بسعادة غامرة: - ايه القمر والجمال ده، طول عمرك أميرة يا آسيا التفتت إليها ورمقتها ثم رمقت الفستان ورددت بتساؤل: - بجد يا ماما شكلي حلو ! والفستان حلو عليا..
ابتسمت لها وهي تدنو منها وأمسكت بكتفيها وهي تُبدى رأيها بإعجاب شديد: - قمر يا حبيبة قلبي والفستان روعة عليكي، أنا واثقة إنك هتاكلي عقل حسام النهاردة وهيقع - يارب يا ماما .. أنا خايفة أوى ربتت على كتفها بحنو وقالت بهدوء كي تبث الطمأنينة في قلبها: - متخافيش يا حبيبتي، يلا روحي علشان متتأخريش
وقف اللواء «كامل» وأسرع إلى «زين» ثم ربت بقوة علي كتفه وهو يقول بسعادة: - عاش يا بطل، اللي عملته النهاردة ده ماكانش سهل وتخطيطك جاب نتيجة، برافو عليك ابتسم «زين» وردد بسعادة: - كلها أوامرك يا باشا وبعدين أنا تربيتك..
خبط على كتفه مرة أخرى ثم عاد ليجلس علي كرسيه مرة أخرى وردد بجدية بعدما زالت تلك الابتسامة: - اسمع يا زين، العيال دي أكيد شغالين مع حد ومهمتك الجاية إنك تخليهم يتكلموا ويقولوا مين بيساعدهم وبيساندهم في تهريب المخدرات والأهم من كدا مين اللى بيدخلها أصلا مصر مفهوم ؟
أومأ رأسه وردد بجدية شديدة: - تمام يا فندم اعتبرهم اتكلموا والقضية اتقفلت كمان عادت الابتسامة إلى وجهه مرة أخرى وردد برضا: - وأنا واثق من ده يا زين، ودلوقتى اتفضل روح استريح وبكرا ابدأ اللى اتفقنا عليه - تمام سعادتك..
مر يومان لم يحدث خلالهما الكثير وفى اليوم الثالث فوجئ غيث بطرقات على باب مكتبه فهتف قائلًا: - ادخل دلف اللواء أيمن إلى المكتب فنهض «غيث» مسرعا من مكانه متجهًا إليه وهو يقول بتوتر واضح: - سيادة اللواء بنفسه ؟ ايه المفاجأة دى..
صافحه مصافحة حارة وأتت «ليان» صدفة ففوجئت بوجوده قائلة: - أيمن باشا، سعادتك نورت المطعم والله جلس أولا ثم أشار إليهما بالجلوس فنفذا على الفور، بدل نظراته بينهما ثم أردف: - رماح بلغنى إنكم رافضين وده حقكم، بس أنا هقول ليكم كلمتين وبعدها هسيبكم على راحتكم وصدقونى قراركم مش هيزعلنى..
صمت قليلًا ثم استطرد قائلًا: - أنت يا غيث، لو كنت اتدربت على ايد حد تانى غير ليان ..ساعتها كنت هتعمل ايه ومصيرك كان هيبقى ازاى ! هقولك أنا .. كنت هتبقى فرد فى مافيا عالمية وكنت هتقبل شروطهم فى النهاية لأن دى حياتك وهم هيهددوك بيها فبالتالى كنت هتعيش بقية عمرك شغال معاهم ونهايتك هتبقى يا إما القتل فى عملية من العمليات يا إما على ايديهم..
ثم وجه نظره إلى ليان وتابع: - وأنتِ يا ليان، لو ماكانش غيث هو اللى دربتيه ووقعتى فى حبه كان زمانك لسة شغالة معاهم وماكنتيش حسيتِ بحلاوة الحياه اللى أنتِ عايشاها دلوقتى وكانت نهايتك نفس نهايته، خلاصة الكلام هو إنكم كنتوا هتعيشوا أسوأ أيام حياتكم فى المنظمة دى وماكنتوش هتعرفوا معنى الحياة بجد، اعتبروا نفسكم لسة فى المنظمة بس اتضاف عليهم حاجتين مهمين الحاجة الأولى إن اللى هتشتغلوا عندها هى بلدكم والحاجة التانية هى إنكم هتعيشوا حياتكم طبيعى وهتبقوا جنب بعض، أنا شايف إن التدريب اللى عندكم ده بلدكم أولى بيه ده غير لاقدر الله حد حصله حاجة هيموت بطل واسمه هيفضل محفوظ لآخر العمر، أنا خلصت كلامى .. القرار يرجع ليكم وزى ما قلت مش هزعل نهائى..
ثم هب واقفًا مستعدًا للرحيل فنظر «غيث» إلى ليان ثم وجه بصره إلى اللواء أيمن الذى كاد يفتح الباب وهتف على الفور: - أنا موافق سعادتك التفت اللواء أيمن ثم نظر إلى «ليان» التى رددت مبتسمة هى الأخرى: - وأنا كمان موافقة ابتسم اللواء أيمن بسعادة وردد بثقة: - أنا كنت حاسس، هما دول رجالتى ..
وصلت أخيرًا إلى المطعم الذي أبلغها به «حسام» وبحثت بعينيها يمينًا ويسارًا حتي وجدته يشير إليها بابتسامته التي طالما عشقتها وأحبت أن تراها، تقدمت واقتربت منه فوقف هو وسحب يدها ليقبلها كتعبير منه على الرومانسية فانفرجت شفتاها بابتسامة سعيدة وشعرت بأن الكون من حولها اختفى وبقي هو فقط فهي طالما حلمت بتلك اللحظة، أشار إليها أن تجلس ثم أشار إلى النادل الذي حضر على الفور وتلقي طلباتهما للعشاء وما إن انتهى من التدوين حتى رحل، رمقها بنظرات مجهولة ثم أسرع وأردف: - تعرفي إنك قمر أوي..
ابتسمت بخجل وحاولت التهرب من نظراته المباشرة فغير هو مجرى الحديث وظهرت الجدية على وجهه وهو يقول: - مش عايزك تزعلي مني يا آسيا، أنا بعد موت ماما الله يرحمها عزلت نفسي عن الناس كلها وكنت وحيد أو بمعنى أصح كانت عايز أفضل لوحدي أكتر فترة ممكنة، ودلوقتى أنا اتحسنت الحمدلله ورجعت تاني حسام بتاع زمان وعلشان أثبتلك ده أنا هاجي أطلب ايدك من والدك يوم الخميس الجاي رفعت بصرها وحملقت به بعدم تصديق، حاولت التحدث لكنها عجزت عن الكلام ولُجم لسانها فردد هو: - قلتِ ايه يا آسيا ؟تقبلي تتجوزيني ؟
أخيرًا استطاعت إطلاق كلماتها ومشاعرها التي كبحتها لسنوات وأردفت بحب: - طبعًا موافقة يا حسام، أنا مش مصدقة إني عايشة حقيقة ومش بحلم ابتسم ثم مد يده وأطبق على كفها بحب وردد: - لا يا حبيبتي أنتِ مش بتحلمي وعايزك تعرفي والدك إني هاجي أطلب ايدك يوم الخميس وحددي معاه ميعاد..
هزت رأسها عدة مرات ثم سحبت يدها باستحياء وهي تردد: - حاضر يا حسام، بس عايزة أعرف ايه اللي غير رأيك بسرعة كدا ابتسم ابتسامة خبيثة يواري خلفها مُخططه الخبيث وأردف: - العمر بيجري يا حبيبتي واقتنعت إن الحي أبقى من الميت ولازم الإنسان يكمل حياته ويعيشها علشان كدا قررت أعيشها معاكي يا آسيا ..
منذ ما حدث في آخر لقاء بينهما وهو يتجنبه ولاحظ «طيف» هذا الأمر مما جعله سعيدًا بنجاح خطته ... قاطعت تفكيره وأردفت بتساؤل: - ايه يا طوفي مش هنكمل الاتفاق ولا ايه.. أنت كتبتلي طريقة عمل محشي ورق العنب وجه الدور إني أعلمك حركة من حركاتي ولا وصفة المحشي لله وللوطن بدون مقابل ؟
فاق من شروده ووقف على الفور وهو يقول بابتسامة وحماس: - لا طبعا أنا عندي خد وهات ولا عايزة تاكلي حقي يابنت السلاموني وقفت ورفعت كلتا كفيها في الهواء وهي تدافع عن نفسها قائلة: - لا أبدا هو أنا وش كدا برضه يا طيف ؟ اخص عليك..
ابتسم ومد يده ليداعب خصلات شعرها وقبل أن يتحدث أمسكت بيده وقامت بلفها ثم بحركة سريعة صعدت على كتفه وركلته بقوة في وجهه وقفزت مبتعدة عنه لتتركه يسقط متألما وهو يقول: - ااااااه .. يا بنت الايه، اااه يا وشي .. بتغفليني يا نيران ؟ أمين .. أمين يا بتاعة القطط وربنا لآخد حقي مدت يدها لتساعده على الوقوف وهي تحاول كتم ضحكاتها التي ارتفعت وأردفت: - يالهوي هموت من الضحك .. دي الحركة الجديدة اللي هعلمهالك..
ابتسم بخبث وهو يمد يده قائلًا: - الحركة الجديدة ؟ ماشي وما إن أمسكت بيده حتى حاول سحبها ليوقعها بجواره لكنها تلاشت ذلك ورفعت قدمها وركلته بقوة في وجهه فوقع مرة أخرى على الأرض ولكن تلك المرة خرجت الدماء من فمه فأثارت رعبها وهرولت تجاهه لتطمئن عليه: - طيف أنت كويس ! أنا آسفة والله اندمجت..
أمسك وجهه وتألم بصوت مرتفع ثم وضع يده على فمه وأبعدها لينصدم بالدماء فنظر إليها بضيق وهو يقول: - اندمجتِ ؟ اندمجتِ ايه يا نيران أنتِ بوظتيلي وشي خالص حرام عليكي .. لو حد شافني كدا يقول مراته بتتدرب ملاكمة عليه فوق ولا يقول ايه ؟ تركته وأحضرت المناديل الورقية ثم اقتربت منه مرة أخرى وأخذت تجفف تلك الدماء وهي تقول بأسف: - معلش لازم قبل ما أعلمك أجرب فيك الحركة علشان تعرف هي بتوجع ازاي وبتسبب ايه وكدا ولما حاولت توقعني ماأخدتش بالي وكملت عليك..
وضع يده على رأسه مرة أخرى وهتف بتألم: - ااااه يا دماغي .. بتضربي بافتراء ده لو هتجربي كل الحركات اللي هتعلميهالي عليا يبقى الله يرحمني، اهدي يا حبيبتي أنا مش ادك سارت بيدها على وجهه بحب وقالت بابتسامة هادئة: - يا حبيبي مش هتتكرر تاني .. لسة بتوجعك ؟
قبض على يدها بحب ثم تلاقت عينيه بعينيها وأردف: - أنا ماليش في شغل السيكو موني والمحن الضايع ده بس ايدك كأنها مسكن أول ما لمستِ وشي ماحسيتش بالوجع وبعدين على رأى المثل ضرب الحبيب زي أكل الزبيب لم ترد وظلت مسلطة نظرها عليه لأكثر من دقيقة فسألها سؤاله المعتاد والذي يعرف إجابته لكنه يعشق تلك الإجابة: - بتبصيلي كدا ليه..
رفعت كلتا يديها وحاوطت وجهه وهي تجاوب الإجابة التي لم يتوقعها: - تعرف إنك فيك شبه كبير من القطة بتاعتي...
رواية كن ملاكي للكاتب عبد الرحمن أحمد الرداد الفصل السادس الجزء الثاني من بنت القلب
ضرب المكتب بيده بغضب شديد ثم أمسك بهاتفه وضغط عدة ضغطات على شاشته، ثم رفع الهاتف على أذنه وانتظر الرد
على الجانب الآخر كان يجاورها في غرفتهما بالفندق حينما أضيئت شاشة هاتفه برنين فالتقطه ونظر إليه بتردد قبل أن يأخذ قراره ويرد أخيرًا: - أيوة يا بابا أتاه صوت والده «محمد» الغاضب والذي اخترق أذنه: - أيوة يا بابا ! يا روقانك يا أخي، سيبتلي الجمل بما حمل وسافرت مع الصيع أصحابك لم يتأثر بكلماته بل ردد بكل هدوء: - يا بابا أنا من حقي أخرج وأتفسح وأعيش حياتي شوية مش أتسجن فى الشغل ليل نهار...
أتاه الرد بنفس النبرة الغاضبة: - اه أنت تخرج وتتفسح واللي ما تتسمي خطيبتك دي تاخد كل حاجة مننا وتبوظ علينا الصفقة اعتدل «يوسف» بعدما انتبه لحديث والده والذي ذكر خطيبته، ضيق عينيه وهو يقول متسائلًا: - ياسمين ! عملت ايه يا بابا ؟ - الهانم اتفقت مع شركة "GW" وخطفت مننا صفقة أدوات التجميل الجديدة وبنفس السعر اللي كنا محددينه كمان، أنا كنت أخدت منهم كلمة امبارح إننا نقعد ونمضي العقود بس فوجئت باعتذارهم النهاردة وإنهم مضوا مع شركة الجيار..
ضغط على شفتيه بغضب وهو يتوعد لتلك الحقيرة كما يُطلق عليها هو ثم هز رأسه وهو يقول بجدية: - تمام يا بابا أنا نازل بكرا القاهرة واعتبرها آخر صفقة هتروح منك وأنا هوريك هعمل فيها ايه بنت الجيار، إن ما خليت الشركة دي تفلس وأرميها فى الشارع ماأبقاش أنا يوسف محمد الهواري
مر على تلك الصيدلية قبل عودته إلى منزله، دلف إلى الداخل وألقى السلام فقام «هاني» برد السلام وهنا مد «نائل» يده بالنقود وهو يقول بابتسامة: - اتفضل يا دكتور ده تمن العلاج اللى أخدته نظر إليه بعتاب ودفع يده بخفة وهو يقول: - ايه ده يا نائل قلتلك والدتك هي والدتي وخلي الفلوس أنا مش محتاجها دلوقتى خالص، لما ربنا يفرجها عليك ابقى هاتها..
ابتسم بلطف وهو يمد يده بالنقود مرة أخرى وأردف: - الحمدلله ربنا فرجها ولقيت شغل وأخدت نص المرتب النهارده الحمدلله ومعايا فلوس، اتفضل يا دكتور .. تسلم مد يده وأخذ النقود من يده ثم ردد بابتسامة: - طيب يا نائل ربنا يرزقنا ويرزقك يارب - يارب..
مر على تاجر الفاكهة وقام بشراء القليل من الفاكهة لأمه ولشقيقته الصغرى وهو يتخيل هذا اللقاء الحافل فهم لم يتذوقوا طعم الفاكهة منذ وقت طويل، حمل الفاكهة وتوجه إلى المنزل وبعد عدة طرقات على الباب فتحت له شقيقته الباب لتتفاجأ بحقيبة الفاكهة التي بيده فصاحت بسعادة: - ايه ده يا نائل ! موز ؟ الله..
قفزت بسعادة فضمها إلى صدره بحب وأردف: - ذاكرتِ؟ أومأت رأسها بالإيجاب وهي تقول مبتسمة وقلبها يرقص فرحًا: - أيوة ذاكرت وعملت الواجب المطلوب مني كمان وخلصت الأكل واديت لماما العلاج مسح بيده على رأسها بحب ثم ردد: - برافو عليكي يا يويو تركته وتراجعت للتجه للمطبخ وهي تقول: - هحضرلك الأكل حالا..
هز رأسه بابتسامة ثم اتجه لغرفة والدته فوجدها نائمة ولكن الغطاء ليس عليها بالكامل، تقدم وقام برفع الغطاء ليغطي كل جسدها ويقوم بتدفئتها ففتحت عينيها ونظرت إليه بشوق قائلة: - نائل حبيبي أنت جيت امتى من الشغل ؟ ابتسم وهو يجلس على طرف السرير بجوارها ثم أجابها: - لسة جاي دلوقتي يا أمى، كويس إنك صحيتي..
نهض وسحب حقيبة الفاكهة التي قام بإحضارها ثم قام بتقشير تلك "الموزة" إلى والدته ومد يده بها إليها وهو يقول: - خدي يا ماما، أنا عارف إنك بتحبي الموز .. أنا أخدت نص المرتب النهاردة الحمدلله، ربنا رزقني تناولت منه ثمرة الفاكهة وقطمت منها قبل أن تربت على كتفه بحنو شديد وتقول: - الحمدلله، قلتلك ربنا هيفرجها .. ربنا يسعدك ياابنى وأشوفك فرحان على طول، ربنا يرزقك من نعيمه..
خفض رأسه ليقبل يديها وفي تلك اللحظة حضرت شقيقته الصغرى «يارا» وأردفت: - أنا جهزتلك الأكل في أوضتك يا نائل رفع رأسه ثم قام بسحب ثمرة ومد يده بها لشقيقته وهو يقول: - خدي يا يويو، تعالي كلي الموز ده كله
نظرت إليه والدته وأشارت إليه وهي تقول: - طب خدلك اتنين أو تلاتة كلهم بعد الأكل نهض عن جلسته ثم رمقها بابتسامة وتراجع وهو يقول برضا: - أنا جايبهم علشانكم وماليش نفس، المهم عندي تاكلوا أنتوا وتشبعوا ثم رحل على الفور، على الرغم من رغبته الشديدة في ثمار الفاكهة إلا أنه رفض تناولها حتى يتركها كلها لوالدته وشقيقته فهو قد شبع من تلك الفاكهة برؤيته لهن في تلك السعادة وهم يتناولونها
ظلت مسلطة نظرها عليه لأكثر من دقيقة فسألها سؤاله المعتاد والذي يعرف إجابته لكنه يعشق تلك الإجابة: - بتبصيلي كدا ليه رفعت كلتا يديها وحاوطت وجهه وهي تجاوب الإجابة التي لم يتوقعها: - تعرف إنك فيك شبه كبير من القطة بتاعتي قطب جبينه بدهشة من ردها وأردف بتلقائية: - شبه القطة بتاعتك ؟ ده اللي ربنا قدرك عليه !
ضحكت من رد فعله وأمسكت بوجنتيه وأخذت تداعبهما وهي تقول: - يااختشي كميلة أنتِ بتتقمصي أبعد يدها عنه بخفة ووقف وهو يقول باعتراض: - ايه يا نيران أنتِ بتلاعبي ابن أختك مالك النهارده هو بابا سلطك عليا ولا ايه وقفت هي الأخرى وحاوطت عنقه بيديها لتخفف ضيقه وقالت بحب: - بقى برضه أنا أقدر أزعلك ! ده أنت حبيبي وقلبي وكل حياتي ده أنت حتى الدكتور بتاعي وأنا المريضة اللي مجنونة بحبك..
ابتسم رغمًا عنه بعدما أثرت فيه كلماتها فقرب رأسه منها وطبع قبلة على شفتيها ثم أبعد رأسه وقال: - هو انا برضه ينفع أزعل من حبيبة قلبي وروحي نيران ! اعتبري وشي ساحة تدريب واتدربي ملاكمة عليه قبل أن ترد على كلامه سمعا طرقات على باب الغرفة فابتعد عنها كي يفتح الباب ويعرف من الطارق وما إن فتحه حتى فوجئ ب «غارم» أمامه وبجواره النادل الذي كان مُمسكًا بعربة صغيرة موضوع عليها أنواع مختلفة من الطعام والشراب، ابتسم بلطف وهو يقول: - ياريت ماكنتش أزعجتك يا طيف باشا..
رسم «طيف» ابتسامة مصطنعة وهو يهز رأسه قائلًا: - لا أبدا يا يوسف بس فهمني ايه ده أشار إلى الطعام وأجابه: - دي هدية بسيطة من الفندق للعرسان الجداد .. عشاء مطبوخ مخصوص علشانكم، بالهنا والشفا نظر إلى الطعام ثم رفع رأسه وأردف: - ماكانش له لزوم التعب ده والله تقدم «غارم» خطوتين وربت على كتفه قائلًا: - تعب ايه يا راجل، يلا أسيبك أنا..
ثم أشار إلى النادل الذي توجه بالطعام إلى داخل الغرفة ثم عاد إلى الخارج مرة أخرى ورحل بصحبته، نظر طيف إلى الطعام وصمت لبعض الوقت فتحدثت «نيران» قائلة: - غريبة يعني ! جايب العشاء لغاية هنا بنفسه - يا إما عامل كدا علشان يكسبني في صفه ويعرف أنا عارف عنه حاجة ولا لا يا إما الأكل ده مسموم اتسعت حدقتيها وتقدمت خطوتين حتى أصبحت مجاورة له ورددت بصدمة: - ايه مسموم !
- معقول يا فندم قدرت تقنعهم ؟ دول كانوا رافضين المبدأ نهائي قالها «رماح» للواء أيمن الذي ابتسم وأجابه: - مفيش حاجة صعبة يا رماح، أنا بس فكرتهم بحياتهم قبل كدا وقارنتها بحياتهم دلوقتي وفكرتهم هما مين ويقدروا يعملوا ايه وكنت واثق إنهم هيغيروا رأيهم ويوافقوا يشتغلوا معانا المهم دلوقتي زي ما فهمتك أنت وفاطمة مسئولين عن تدريبهم على أسلوبنا وطريقتنا علشان هنحتاج ليهم قريب أوي يعني في شهر تكون خلصت مهمتك مفهوم ؟
أومأ رأسه بالإيجاب ووقف وهو يقول: - مفهوم سعادتك .. أنا هروح أبلغ فاطمة بالكلام ده - تمام رحل «رماح» ورفع اللواء «أيمن» سماعة هاتفه وانتظر قليلًا قبل أن يقول: - عايزك دلوقتي في مكتبي يا فهد ما هي إلا ثوانٍ حتى حضر «فهد» إلى المكتب وأدى التحية قائلًا: - تمام سعادتك أشار إلى المقعد المقابل له وردد: - اقعد يا فهد جلس «فهد» وهز رأسه متسائلًا: - اتفضل يا فندم فيه حاجة ؟
أغلق المستند الذي كان مفتوحًا أمامه وشبك أصابعه قبل أن يرفع رأسه ويقول بجدية: - أنت أثبت نفسك في مكانك يا فهد ومن القليلين اللي بعتمد عليهم في أي مهمة أو عملية علشان كدا قررت أضمك للمجموعة السرية بتاعتي .. أنا فهمتك كل حاجة امبارح ودلوقتي جه وقت العملية اللي عايز أكلفك بيها - أنا جاهز لأي حاجة .. سعادتك تؤمر وأنا أنفذ..
أمسك بالمستند الموضوع أمامه ومد يده به إليه قائلًا: - الملف ده فيه كل حاجة عن طبيعة المهمة وعن الناس اللي هتعمل تحريات عنهم بس ده هيتم في سرية تامة وكل حاجة أعرفها أول بأول تمام استلم المستند من يده وهز رأسه بالإيجاب قائلًا: - تمام يا فندم
مضي اليوم وجاء يوم جديد وكالعادة حضرت «ياسمين» إلى الشركة وقدّم لها «وحيد» القهوة الخاصة بها ثم رحل وبقت هي تتابع عملها حتى حضر «يوسف» ودلف إلى المكتب دون أن يطرق الباب فرفعت هي بصرها لتتفاجأ به: - ايه ده يوسف ؟ أنت مش قلت الشغل هياخد يومين ابتسم إليها بمكر ثم تقدم ليجلس على المقعد المقابل لها وردد بكذب: - خلصت باقي الشغل امبارح وجيت على طول طالما أنتِ عايزاني..
ضغطت على الزر وطلبت منهم إعداد القهوة لـ «يوسف» ثم رفعت بصرها وأردفت بابتسامة حب: - ماكنتش تتعب نفسك وتيجى، أنا خلاص خلصت الموضوع - طيب الحمدلله إنك خلصتي الموضوع، ااا..صحيح بابا كلمني الصبح وأنا جاي وكان زعلان منك جامد عقدت ما بين حاجبيها بتعجب ثم نهضت من مكانها واتجهت لتجلس على الكرسى المقابل له ورددت بتساؤل: - زعلان مني أنا ؟ لية حصل ايه..
حاول سرد ما حدث ولكن بطريقته الخاصة كي لا تشك بشيء: - كان متفق مع شركة "GW" والمفروض كانوا يمضوا العقود امبارح لكنه اتفاجأ إنك مضيتي معاهم وده ضايقه وضعت يدها على يده بحب ثم رددت بابتسامة محاولة إرضاءه: - معلش يا حبيبي ماكنتش أعرف إن والدك هو اللي كان بينافسني علشان يتعاقد معاهم، لو كنت أعرف كنت سيبتله الصفقة طبعًا..
لم يعلق هو على هذا الموضوع لفترة طويلة وغير مجرى الحديث كي يستمر في خطته ضدها دون أن يثير ريبتها منه، أطبق على يدها بحب وأردف بابتسامة: - ولا يهمك يا حبيبتي، احنا الاتنين واحد ونجاحك هو نجاحي في تلك اللحظة طرق أحد الباب فهتفت لتقول بعدما سحبت يدها: - ادخل..
فتح «نائل» الباب ودلف إلى الداخل وهو يحمل فنجان القهوة لـ «يوسف»، رفع رأسه برفق فتفاجأ به يجلس على المقعد أمامها فاتسعت عينيه وهو يرمقه قائلًا: - أنت ؟ هنا انتبه «يوسف» له ووقف من شدة صدمته وردد بصوت منفعل: - أنت ؟ بتهبب ايه هنا ؟
أنهى سرد ما أخبره به اللواء «أيمن» وختم حديثه قائلًا: - والمطلوب مننا إننا ندربهم على طريقتنا وأسلوبنا علشان هنحتاجهم قريب لوت ثغرها وعادت بظهرها إلى الخلف وهي تقول متسائلة: - واللواء أيمن عايزهم ليه ؟ ما هو طالما عايزهم هما مخصوص يبقى في حاجة مهمة أو عملية جديدة بيخطط ليها مط شفتيه قبل أن يجيبها بحيرة: - معرفش والله بس فعلا شكل الموضوع كبير ومش عارف اللواء أيمن بيخطط لايه بالظبط بس كل اللي علينا إننا ننفذ الأوامر وبعد كدا هنفهم..
على الجانب الآخر نظر «طيف» إلى الطعام ثم نظر إلى «نيران» وردد: - أيوة زي ما بقولك ممكن يكون مسموم، مش عارف أتصرف ازاي ولا أعمل ايه اقترب من الطعام وأمسك بالشوكة ثم وضع قطعة من اللحم بها وقربها من فمه فصرخت «نيران» قائلة: - أنت بتعمل ايه متاكلش منه..
أبعد قطعة اللحم عن فمه وسحب رغيف من الخبز ووضع به قطعتين من اللحم ونظر إليها قائلًا: - لو مسموم مش هيرضى يقبل مني الرغيف ده ولا ياكله أسرعت وأجابته: - بس لو مش مسموم هياكله وهيعرف إنك كشفته ترك الطعام من يده وجلس يفكر في حل لتلك المعضلة فهو لا يعرف ما الذي يحدث، أغلق عينيه وأطبق عليها بقوة لكي يستطيع التفكير بالأمر فاقتربت منه ووضعت يدها على كتفه ورددت: - ماأظنش إنه مسموم علشان لو عايز يموتنا مش هيعمل ده في الفندق بتاعه ولو كان عايز يموتنا كان حط السم في الفطار اللي بيطلعلنا كل يوم..
نظر إليها ثم نظر إلى الطعام وردد: - فعلا عندك حق، بس متاكليش من الأكل .. هاكل منه الأول ونستنى شوية لو ماحصلش حاجة نكمل أكل مع بعض ودت لو كانت تمنعه عن فعل ذلك لكن ما طمأنها هو تفكيرها بالأمر واستحالة ارتكابه جريمة كتلك في الفندق الخاص به، أومأت برأسها واقترب هو وبدأ في تناول الطعام، تناول القليل ثم جلس ونظر إليها في صمت منتظرًا ما سيحدث وأثناء نظره إليها أمسك بطنه وتألم قليلا فلاحظت هي ما حدث فاقتربت منه ورددت بخوف وتوتر: - أنت كويس ؟ رفع صوت تألمه وضغط بيده على بطنه وهو يقول: - اه مش قادر .. بطني بتتقطع هموت !
نظرات مشتعلة وأنفس متوهجة بينهما، كلٍ منهم يحمل الحقد والكره بداخله للآخر، تقدم وترك فنجان القهوة من يده ثم رجع بظهره للخلف ولم ينطق بكلمة واحدة ومازالت تلك النظرات المشتعلة بينهما
قطع هذا الصمت صوتها، نظرت إلى كلٍ منهم بتعجب وهتفت بتساؤل: - أنتوا تعرفوا بعض ؟ انتبه «نائل» لسؤالها وردد وهو ينظر إلى عينيه بغضب شديد: - للأسف أيوة، يبقى أخويا شعرت بالصدمة واتسعت حدقتيها بعدم تصديق، بدلت نظراتها بينهما وهي عاجزة عن الكلام حتى نطق «يوسف» بغضب ليقطع هذا الصمت: - للأسف زي ما قال، بس تفرق أنا ابن ناس وهو ابن خدامة..
ضغط «نائل» على أسنانه بقوة وغضب شديدين، كور يديه استعدادًا للكمه بكل قواه لكنه تراجع في الثواني الأخيرة حتى لا يفقد عمله في ثاني يوم له به فهو في أشد الحاجة لهذا العمل ولن يضيعه لأجل كره بقلبه لأخيه والذي يكون من أم ثانية...