ما ان رأى الجميع نضال ورهف حتى اندفعوا باتجاههم جميعا يرحبون بهم، قال نضال دون مقدمات: فين اوضة نيرة؟ نظروا جميعا الى بعضهم البعض ثم أشار فهد الى الحجرة، اتجه نضال الى الحجرة فأسرع يزيد بإمساك يده قائلا: نضال، نيرة تعبانة اوى ومنهارة و احنا ما صدقنا نامت نظر نضال اليه بنظرة متفحصة ثم ما لبث ان نزع عنه يده بهدوء قائلا: أنا هطمن عليها بس ثم نظر الى رهف قائلا: خليكى معاهم يارهف.
أومأت برأسها فتركهم ودلف الى الحجرة ووقف مصدوما لمرأى أخته التى امتلأت بالكدمات وظهرت يدها اليسرى داخل الجبيرة، ترقرقت الدموع بعينيه وهو يرى أخته الصغيرة بهذه الحالة، جلس بقربها وأمسك يدها في حنان قائلا:.
سامحينى يانيرة عشان مقدرتش اكون لك الاخ اللى يقدر ياخد باله منك ويحميكى، من زمان وانا عارف ان نائل انسان قذر وجبان بس معارضتش بابا لما اختارهولك، ورغم انى حسيت ان قلبك مش معاه بس فضلت ساكت، بس من انهاردة مش هسكت وقسما بالله لهجيبلك حقك من الحيوان ده نهض وهو يطبع قبلة على جبينها ثم ألقى عليها نظرة أخيرة قبل ان يتجه الى الخارج الى حيث تتجمع عائلته، اتجه الى يزيد وفهد قائلا في حدة:.
فيه أخبار عن الزفت ده؟ قالوا بنفس واحد: لأ ثم قال فهد: كأن الأرض انشقت وبلعته قال نضال بغضب: يبقى مستخبى بس قسما بالله لو مستخبى في سابع أرض هجيبه وهدفعه التمن غالى أوى قال فهد في تردد: الحل الوحيد عشان نعرف مكانه في ايدك انت نظر اليه نضال بتساؤل قائلا: ازاااى؟ نظر فهد بتردد الى رهف التى تعجبت من نظرته اليها ثم ما لبث ان حسم رأيه قائلا لنضال: ميس اومأ نضال برأسه قائلا:.
ازاى غابت عني دى، اكيد عارفة مكانه ومش بعيد هي اللى مخبياه نظر اليه يزيد قائلا: لو مثلت عليها انك هترجعلها و جرجرتها في الكلام أكيد هتقولك قال نضال في صرامة: مفيش وقت للكلام ده، وبعدين أنا مبطيقش الحيوانة دى ولا بطيق اتكلم معاها، ولا اقدر أعمل حاجة انا مش حاسسها، ده غير انها عارفة انى متجوز وانى مستحيل أخون فمش هتصدق نظرت اليه رهف باعجاب، في حين قال يزيد: أومال هتخليها تتكلم ازاى؟
قال نضال وقد لمعت عينيه بالوعيد: ده شغلى بقى، يزيد هاتلى بس ميس وسامى على فيلا المقطم وملكش دعوة بالباقى أومأ يزيد برأسه في حين قال فهد بتوتر: هتعمل فيهم ايه يانضال؟ قال نضال وعيناه تحملان نظرة أثارت الرجفة في قلوبهم، وهو يقول بصوت كالرعد: هفرمهم، هم و الحيوان نائل تبادلوا النظرات في حين وجدوا الطبيب يقترب منهم ويقول بتساؤل: حضراتكم عيلة الآنسة نيرة؟ قال فهد: أيوة يادكتور، بس هي مدام مش آنسة.
نظر اليهم الدكتور بحيرة وهو يقول: ازاى ده، مستحيل طبعا لأن المريضة لسة آنسة صمت الجميع وكأن على رؤسهم الطير في حين اقترب نضال من الطبيب قائلا بهدوء لا يعكس ثوران مشاعره: ممكن يادكتور توضح أكتر نظر الطبيب الى وجوههم المصدومة وهو يقول بتوتر: الآنسة نيرة لسة، عذراء.
قال نائل بصوت مرتجف: ازاى عايزنى مخافش يامازن، اخواتها لو عرفوا مكانى أبقى أنا ضعت بلاش قال مازن في ضجر: ما قلتلك متخافش محدش يتوقع انك تكون عندى، المهم دلوقتى نشوف حتة تسافر فيها على ما الأمور تهدى وسكت للحظة قائلا: انت ليه مقلتليش ان نضال اتجوز يانائل؟ هز نائل كتفيه قائلا: عادى يعنى مجتش مناسبة قال مازن: تعرف ايه عن مراته؟ قال نائل بحيرة: وانت مهتم ليه؟ قال مازن وهو يحاول أن لا يبدى اهتماما:.
أدينا بندردش ياأخويا ورانا ايه يعنى هز نائل كتفيه قائلا: كل اللى أعرفه انها بنت واحد صاحب ابو نضال وان نضال اتجوزها من غير حفلة عشان خاطر أبوه وامها العيانة، بس ايه يامازن، مراته دى صاروخ، حاجة كدة تستخسرها فيه قال مازن بسخرية: انت هتقولى؟ قال نائل بحيرة: انت شفتها؟ اومأ مازن برأسه قائلا: ايوة شفتهم الاتنين في شرم، كانوا بيقضوا شهر العسل هناك قال نائل في قلق: مسيره يرجع ابتسم مازن بسخرية قائلا:.
ومين قالك انه مرجعش، انا سالت عليهم في الريسيبشن وقالولى رجعوا مصر ظهر الرعب على وجه نائل وهو يقول: أكيد قالوله، هروح فين دلوقتى؟ قال مازن بسخرية: اهدى ياسيد الرجال أحس نائل بسخرية مازن منه واستشاط غضبا ولكنه لم يظهر له ذلك فهو يحتاج اليه الآن، لذا قال في هدوء: شوفلى اى طريقة أسافر بيها يامازن أومأ مازن برأسه قائلا: نطمن بس انهم مبلغوش عنك وانا هسفرك، بس سيبنى كدة امخمخلك.
ثم شرد بأفكاره ولكن ليس في طريقة يهرب بها نائل الى خارج البلاد وانما في طريقة يأخذ بها رهف من نضال الى جانب أمواله وبذلك يحقق أخيرا أحلامه.
قال نضال بملامح جامدة: متأكد يادكتور؟ توتر الطبيب قائلا: طبعا متأكد قال فهد في دهشة: ده اللى هو ازاى يعنى، نيرة... قاطعه نضال قائلا في صرامة: خلاص يافهد ثم التفت الى الطبيب قائلا: نيرة تقدر تخرج من المستشفى امتى؟ قال الطبيب: ترتاح بس انهاردة ونطمن عليها ولو كل شئ تمام، تقدر تروح البيت من بكرة قال نضال: متشكرين يادكتور قال الطبيب: ده واجبى، عن اذنكم ثم غادرهم الطبيب في حين همست وعد لفهد قائلة:.
أنا مش فاهمة حاجة، هتجنن يافهد نظر اليها فهد قائلا في حيرة: ولا أنا فاهم اى حاجة.
في حين جلس يزيد على أقرب كرسى، فلم تعد قدماه تحتملان الوقوف، هل يعقل هذا؟نيرة لم يلمسها زوجها.، عام كامل معه ولم يقترب منها، كيف، كاد أن يجن، هل ظلت له فقط، ارتاح قلبه لمعرفة ذلك وأحس بالسعادة تغمره، ليس لمبدأ العذرية فهذا لا يهمه على الاطلاق ولكن ما يهمه هو انه هو من سيعلمها كل شئ عن الحب، هو من سيذيقها حلاوته، فقط ان وافقت به، افاق من افكاره على صوت نضال يقول بهدوء: اخبار بابا ايه يافهد؟
زفر فهد في قوة وهو يقول: مشفتوش انهاردة يانضال، اتلبخت في اللى حصل لأختك أومأ برأسه متفهما وهو يقول: طب روح اطمن عليه وطمنى قال فهد في تردد: طب وموضوع نيرة يانضال زفر نضال قائلا: لما تصحى اختك لينا كلام تانى يافهد اومأ فهد برأسه وكاد ان يذهب فقالت وعد: خدنى معاك يافهد، انا بقالى كتير مزورتش عمى امسك بيدها واتجها الى حيث يرقد رفعت في الطابق الأعلى، تنهد يزيد قائلا: انا هروح اجيب قهوة، وهجيبلكم معايا.
اومأ نضال برأسه وما ان غادر يزيد حتى دلك نضال مابين حاجبيه بألم فاقتربت منه رهف التى ظلت صامتة منذ حضورها معه الى المستشفى، وضعت يدها الرقيقة على كتفه قائلة في حنان: انت كويس يانضال؟
نظر اليها في حيرة، وفي ضعف، تراه عليه لأول مرة، فتحت له ذراعيها، نظر اليهم بتردد ثم ما لبث ان ارتمى في حضنها، ضمته اليها وهي تربت على ظهره في حنان، شعر بالسكينة، بالهدوء والاحتواء، شعر أن هذا هو مكانه الطبيعى، تنهد بقوة لتزيد هي من احتضانه هامسة في أذنه: متقلقش، كل حاجة هتبقى تمام.
اغمض عينيه ينعم بدفء حضنها ويستنشق عبيرها الذي تغلغل داخل أنفه ومنحه الراحة والسكينة، واغمضت هي عينيها تنعم بقربه، لا يدرون كم مر من الوقت ليفيقا على صوت يزيد يتنحنح قائلا: احم، القهوة.
ابتعدا عن بعضهما لتخفض رهف عينيها بخجل، نظر نضال اليها وفي قلبه اشتعل غضبه من نفسه لرؤية رهف اياه في لحظة ضعفه ولجوئه اليها يبحث معها عن راحته والتى يشعر بها فقط وهو بين ذراعيها واكتشافه أيضا لقوة مشاعره تجاهها وهو من المفترض أن لا يكن لها اية مشاعر من أى نوع، قالت رهف في خجل: أنا هروح التواليت.
أومأ نضال برأسه في حين ذهبت رهف تتابعها عيناه، جاءت الممرضة تخبر نضال ان المريضة قد استيقظت وتطلب رؤية وعد اتجه نضال الى الحجرة، فقال يزيد: هتعمل ايه يانضال؟ قال نضال في تصميم: هعرف الحقيقة يايزيد، آن الأوان نعرف كلنا الحقيقة.
جلست سهام بجوار رفعت تمسك يده بحنان، تقول بهمس: تعرف انى متأكدة انك حركت ايدك وانك حاسس بية يارفعت، لما الدكتور قالى انى أكيد اتخيلت حركة ايدك انا مجادلتوش، عشان انا متأكدة م اللى حسيته، هو مش عارف ان فيه حاجة اسمها قوة الحب يمكن انت محبتنيش كفاية عشان تتمسك بية بس انا حبيتك ومتمسكة بيك لآخر لحظة في عمرى، ويمكن حبى ده انت حسيت بيه وخلاك تتحرك عشانى أحست بيده تضغط على يدها مرة اخرى، فقالت بلهفة:.
أهو، بتحرك ايدك أهو، يبقى أنا مبتخيلش يارفعت مدام سهام! قال فهد تلك الكلمات بدهشة وهو يرى يد سهام في يد أباه، تركت سهام يد رفعت بارتباك وهي تنظر الى فهد ووعد المندهشين فقال متلعثمة: اذيكم ياجماعة، أنا، أنا كنت هنا بعمل تحاليل فقلت أمر على باباكم بالمرة واطمن عليه قالت وعد بابتسامة: فيكى الخير يامدام سهام قالت بتوتر: أسيبكم أنا بقى عشان تكونوا براحتكم.
أومأوا برءوسهم فاتجهت لتغادر الحجرة ولكنها توقفت قائلة: بالمناسبة يافهد، ايد باباك اتحركت وانا بلغت الدكتور بس هو قالى انى بتخيل، بس انا متخيلتش انا متأكدة ابتسم فهد قائلا: شكرا يامدام سهام، متقلقيش انا ههتم بالموضوع ده اومأت برأسها ثم ودعتهم باابتسامة قبل ان تغادر بهدوء، اقترب نضال من أبيه وقبله بحنان في جبينه متأملا اياه فاقتربت وعد من فهد قائلة: فهد، انت فاهم حاجة؟ نظر اليها فهد قائلا:.
بصراحة ياوعد، انهاردة الألغاز كتير وياريت قادر افهم حاجة، نيرة وموضوعها ومدام سهام ووجودها هنا واهتمامها الغريب ببابا، وتوترها واحساسى انها تعرف بابا من قبل كدة قالت وعد: وايد عمى اللى اتحركت في وجودها نظر فهد اليها وهو يشير اليها بيده قائلا: بالظبط قالت وعد: طب ايه رأيك، فيه حاجة كمان؟ عقد حاجبيه في تساؤل قائلا: ايه تاااانى؟ قالت وعد: يزيد ازداد انعقاد حاجبيه قائلا: مالوو؟ قالت وعد: كان بيعيط برة اوضة اختك.
نظر اليها فهد بدهشة قائلا: يزيد بيعيط؟ قالت وعد في تأكيد: آه والله، أنا بشك الصراحة انه بيحب نيرة عقد فهد حاجبيه بحيرة قائلا: تفتكرى؟ قالت وعد: انا شبه متأكدة قال فهد: ده بيفسرلى حاجات كتير مخدتش بالى منها غير دلوقتى، زى بعده عن اى حتة كانت بتبقى موجودة فيها بعد ما اتجوزت، ووشه اللى كنت نادر لما اشوفه بيبتسم بعدها، والله ياريت، ده يبقى هو ده عوض ربنا ليها عن اللى شافته مع الحيوان جوزها ابتسمت وعد قائلة:.
جوزها ايه بقى، البنت لسة بورقة سوليفانها ياحبيبى وكزها في زراعها قائلا: اتلمى ياوعد، قعدتك مع حسنية معدتش مطمنانى، بقيتى لوكال اوى قالت في غيظ: انا بقيت لوكال، ماشى يافهد ابتسم وهو يقبلها في خدها قائلا: ولا تزعلى نفسك ياقمرى، انا اللى لوكال وستين لوكال كمان، مبسوطة كدة ابتسمت فاستطرد قائلا:.
أدامى ياقدرى، عايزة اشوف الدكتور عشان حركة ايد بابا دى، واهو بالمرة يكشف عليكى، حاسك خاسة كدة اليومين دول مش عارف ليه؟ عقدت حاجبيها قائلة: قصدك ايه بقى، مش عاجبك شكلى ولا ايه؟ ابتسم قائلا: وانا قلت حاجة بس، انتى بتتلككى ولا ايه؟ دبدبت بقدميها في الأرض وقالت في غيظ: ولا بتلكك ولا حاجة، انا ماشية تقدمته فابتسم على افعالها الطفولية، هكذا يعشقها، فهى زوجته وحبيبته وطفلته.
قالت نيرة في لهفة: نضال اقترب نضال منها واحتضنها بسرعة وهو يربت على ظهرها بحنان ورفق قائلا: سلامتك يانيرة ضمته قائلة: انا روحى رجعتلى برجوعك ياأخويا ابتسم وهو يبتعد عنها قائلا بمزاح: يابكاشة، يعنى كنتى عايشة من غير روح؟ نظرت اليه بحب قائلة: انت سندنا يانضال، احنا من غيرك ولا حاجة.
ابتسم وهو ينظر اليها يتأمل ملامحها الجميلة التى شوهها ذلك الحيوان ولكن لا يهم سينتقم منه وستلتئم الجروح وسيرجع كل شئ لطبيعته، قال نضال بهدوء: أنا عايز أسألك سؤال وتجاوبينى بصراحة ومن غير كسوف يانيرة قالت نيرة بمرح تخفى به توترها قائلة: مالكم انهاردة ياعيلة الجبالى، عاملين زى ظباط الشرطة ونازلين فية أسئلة، زى ما اكون حرامية وماصدقتوا مسكتوها، ولا من غير كسوف دى كمان، لأ يااخويا انا بتكسف.
ابتسم يزيد الذي كان يستمع الى حوارهم من فتحة الباب الصغيرة والتى تركه نضال مواربا، فحبييته مازالت رغم ألمها لم تفقد روح الفكاهة التى عشقها بها، قال نضال بهدوء وهو يتأملها: متحاوليش تهربى، هتجاوبينى بصراحة؟ ابتلعت ريقها وأومأت برأسها، فاستطرد نضال قائلا: انتى متجوزة من سنة، صح؟ أومأت برأسها في توتر، وهي تخشى سؤاله القادم، ولم يتردد هو بل سألها مباشرة قائلا: تقاريرك بتقول انك لسة عذراء؟ده حقيقى؟
حبس يزيد أنفاسه وهو ينتظر ردها، أخفضت رأسها وهي تومئ ايجابا في خجل، قال نضال في هدوء: ازاى؟جاوبينى يانيرة، ازااى؟ قالت في خجل: نيتى في البداية كانت انى ابعده عني ومخلهوش يقرب منى لغاية ما يكرهنى ويبعد هو عني ويطلقنى، وده حصل فعلا، بس في يوم كان شارب وحاول، حاول... صمتت تترقرق الدموع في عينيها وهي تتذكر ذلك اليوم، اقترب منها نضال وهو يربت على يدها قائلا في حنان: كملى يانيرة، حاول ايه؟
اخفضت عينيها قائلة: حاول يعتدى علية قبض يزيد يده بقوة واشتعلت عيناه بالغضب في حين جز نضال على أسنانه غضبا وهو يقول: وبعدين قالت وقد بدأت تبكى: مقدرش، وفضل يضرب فيه، ويشتمنى ويقول كلام فارغ عن الستات، لأنه، لأنه... قال نضال بهدوء يخفى ثورته الداخلية قائلا: لأنه ايه يانيرة، احكى ياحبيبتى متخافيش قالت وهي تشهق من وسط دموعها: لأنه عاجز جنسيا يانضال.
نظر نضال اليها في صدمة شاركه فيها يزيد، أدركوا أنها تزوجت من رجل معقد نفسيا كان من الممكن أن يودى بحياتها، فهو عاجز و يغضبه عجزه ويريد أحدا ليلومه وينفث فيه غضبه وقلة حيلته، ولم يكن ذلك الشخص سوى المسكينة نيرة، ولكن الله أراد لها النجاة، اقترب منها نضال أكثر واحتواها وهو يربت على ظهرها قائلا: طب اهدى ومتعيطيش، ارتاحى دلوقتى وهنكمل كلامنا بعدين.
اومأت برأسها في حين غادر نضال الحجرة ليجد يزيد خارجا يجلس على الكرسى ويضع رأسه بين يديه، نظر الى قوة مشاعره ليظهر ألمه متعاطفا معه فهو يدرك شعوره الآن، لطالما أدرك ان يزيد يحب نيرة ونيرة تبادله الحب، ولكنه انتظر ان يتحدث يزيد ويزيد ظل صامتا، يخشى البوح، أفاق على صوت يزيد يقول في صدمة: انت سمعت اللى انا سمعته؟ اومأ نضال برأسه فوقف يزيد يمرر يده في رأسه بعصبية قائلا:.
وانت فاهم شخصية زى شخصية نائل مع عجزه كان بيعمل فيها ايه؟ زفر نضال بقوة وهو يغمض عينيه ألما قائلا: عارف ضرب يزيد الحائط بيده بقوة قائلا: واحنا كنا فين، ازاى سيبناها لوحدها معاه، ازاى ما اخدناش بالنا، ازاى؟ امسكه نضال من كتفيه قائلا وهو ينظر مباشرة الى عينيه قائلا:.
اهدى يايزيد، ده مش وقت الانفعال والغضب، لازم نتصرف بسرعة، روح بس اعمل اللى قلتلك عليه، واوعدك لما نلاقى الزفت ده هيكون حسابه معانا عسير، عسير اوى اومأ يزيد برأسه وهو يتمالك نفسه بصعوبة، وغادر المستشفى تتبعه عينا نضال الحزينة على هذين العاشقين اللذين ذاقا عذاب الفراق، ومازالا يتألمان حتى تلك اللحظة.
أخذت ميس السيجارة من فم مازن لتضعها في فمها وتأخذ نفسا طويلا لتقول في ملل: هو نائل هيفضل هنا كتير؟ أزاح مازن الملاءة وهو ينهض من السرير قائلا: ايه ياميس مش انتى اللى جبتهولى م الاول وقلتيلى خبيه، عموما أهو يومين او تلاتة بالكتير وهلاقيله صرفة أسفره بيها برة، اخوات نيرة دلوقتى بيدوروا عليه في كل مكان، ولو وقع في ايديهم يبقى الله يرحمه قالت ميس متأففة:.
مايموت ولا يروح في ستين داهية واحنا ايه اللى هيهمنا يعنى؟ قال مازن في سخرية وهو يفرك اصبعيه السبابة والابهام ببعضهم اشارة الى المال قائلا: الفلوس ياحبيبتى، الفلوس، انتى ناسية انى لو هربته هيكتب نص شركته معاكى باسمى وبكدة هنبقا شركا ياميسو في كل حاجة.
ابتسمت ميس وهي تنهض من السرير لتظهر شبه عارية بذلك القميص القصير الشفاف، لينظر اليها مازن بشهوة، نظرته راقت لها، فاقتربت منه ورفعت يدها تحيط رقبته بدلال قائلة بمياعة: طب وميسو حبيبتك هيبقى مكافأتها ايه ياميزو؟ أمسكها من خصرها يضمها اليه قائلا في خبث: ماهى حاجتى هتبقى حاجتك وفلوسى فلوسك لما نتجوز ياميسو، وهو انا بعمل كل ده عشان ايه، مش عشان ابقى أد المقام واتقدملك وانا مطمن ان اهلك مش هيرفضوا.
لمعت عيناها في سعادة وقبلته على فمه فتعمق بقبلتهما وهو يمرر يده على جسدها ليثيرها فتأوهت بسعادة ليميل ويحملها متجها الى السرير ليمارسوا الرزيلة فأمثالهم لا يعرفون للحلال طعم.
عادوا جميعا الى المنزل، أصر نضال ان تسكن نيرة معه ولا تعود لمنزل والدها حيث لا احد هناك لتعيش معه، كانت نيرة تشعر بخيبة الامل عندما غادرت المستشفى ولم ترى يزيد ولكنها اخفت مشاعرها واستأذنت منهم كى تصعد الى حجرتها لترتاح، في حين غادر فهد وزوجته الى منزلهم، اتجه نضال ليصعد الى حجرته متوقعا صعود رهف معه ولكنه وجدها متوقفة، نظر اليها بحيرة قائلا: مش هتطلعى ترتاحى شوية؟ اومأت برأسها قائلة:.
هحصلك علطول بس هكلم ماما اطمن عليها واقولها انى رجعت من السفر أصلها وحشتنى أوى شعرت بتغير ملامحه وتحولها للجمود وهو يقول: براحتك ثم تركها وصعد في حين تعجبت هي من تغيره، هزت كتفيها في حيرة، وهي تخرج هاتفها لتتصل بوالدتها وما ان أجابتها حتى قالت في سعادة: اذيك ياحبيبتى، وحشتينى أوى قالت سهام في سعادة: انتى كمان ياقلبى، عاملة ايه مع عريسك يابنتى؟ قالت رهف: كله تمام ياماما، بالمناسبة احنا رجعنا من شرم.
عقدت سهام حاجبيها قائلة في قلق: رجعتوا ليه يابنتى؟حصل حاجة، نضال عملك حاجة؟ عقدت رهف حاجبيها في حيرة قائلة: لأ طبعا ياماما، هيعمل ايه يعنى؟، احنا بس رجعنا عشان، عشان نيرة تعبانة شوية زفرت سهام بارتياح قائلة: الف سلامة عليها ياحبيبتى، هبقى اجيلك بكرة اخدك ونروحلها عشان نزورها ونعمل الواجب قالت رهف بتوتر: هي قاعدة معانا ياماما عشان محتاجة حد ياخد باله منها قالت سهام:.
كدة أحسن يابنتى، خلاص هجيلك بكرة اشوفها واطمن عليكى انتى كمان ابتسمت رهف قائلة: هستناكى بكرة ياست الكل، سلام قالت سهام: سلام ياحبيبتى أغلقت رهف الهاتف وهي تتعجب من قلق امها الذي ظهر في صوتها، الى جانب قلق رهف من كدمات نيرة وتساؤل والدتها عنها، ثم ما لبثت ان اطمأنت وهي تقول لنفسها: الميكب يارهوفة، هيدارى كل حاجة ابتسمت وهي تصعد الى الحجرة، في نفس الوقت كان نضال يتحدث هاتفيا مع فهد، قال فهد:.
انا بس نسيت اقولك، الصراحة الموضوع غريب وانا مش فاهم حاجة، لو كنت شفت ارتباك مدام سهام لما دخلنا عليها وايدها في ايد بابا، كنت استغربت زينا ابتسم نضال في سخرية ففهد لا يعرف ما يعرفه نضال لذا قال بهدوء: متستغربش يافهد، هي بس مدام سهام وصمت للحظة ليستطرد قائلا في سخرية: حنينة حبتين قال فهد: تمام يانضال، انا هقفل دلوقتى عشان هنتعشى ابتسم نضال قائلا: بألف هنا، سلام يافهد.
وأغلق الهاتف وهو يسمع صوت الباب يفتح لتدخل رهف الحجرة، وتخلع حجابها ليقول نضال في سخرية: خلصتى مكالمتك مع مامتك، ايه، قلتلها على اخبارنا، ما هي الست الوالدة لازم تعرف كل حاجة، وبعدين تديكى نصايحها الغالية اللى بتعرفى تميلى بيها عقل جوزك، صح؟ عقدت رهف حاجبيها قائلة في صدمة: مالك يانضال بتكلمنى كدة ليه؟وازاى تتكلم عن ماما بالشكل ده؟انت شارب حاجة ولا ايه؟
اقترب منها بسرعة وامسك يدها بقوة فتأوهت فلم يهتم وهو يقول بغضب: انتى الظاهر نسيتى نفسك ونسيتى انتى متجوزة مين؟انا نضال ياهانم، نضال اللى الكل بيترعب منه وبيعمله الف حساب ولما بيقلب بيبقى وحش، وحش معندوش قلب نظرت اليه بأعين دامعة وهي تقول بصوت ضعيف: انا عملت ايه لكل ده؟ آلمته دموعها وذبحه ضعفها فترك يدها ولكنه ظل متظاهرا بالقسوة وهو يقول:.
تحركت بجمود واخذت ملابسها من الدولاب ثم دخلت الى الحمام لتأخذ حماما دافئا يريح أعصابها، انهت حمامها وتنفست بعمق قبل أن تخرج من الحمام وجدت نضال يتابعها بعينيه، شعرت بتأثيرها عليه ولكنها لم تهتم، اقتربت من مكان نومها وخلعت روبها لتدخل الى السرير بهدوء، وجدت نضال يقترب منها، يتلمس وجهها برقة ويقبلها بنعومة في رقبتها فأغمضت عينيها، مددها على ظهرها واعتلاها يقبلها قبلات متفرقة على وجهها فلم يجد منها استجابة، أحس بطعم الدموع المالحة على شفتيه، توقف عن تقبيلها ونظر اليها ليراها تبكى، أوجعته دموعها ولكنه أقنع نفسه أنه لا يهتم، عاد لتقبيلها ولكن تلك المرة بقسوة فأشاحت بوجهها ليمسك بذقنها وهو يعيدها اليه لتتواجه مع عينيه الغاضبتين قائلا:.
قلتلك قبل كدة، مش بمزاجك على فكرة، ده كان اتفاقنا، احنا اتجوزنا عشان نجيب وريث نظرت اليه نظرة باردة وهي تقول: وانا كمان بقولهالك للمرة التانية، انا تحت امرك تأملها لثانية يشعر بالمرارة في حلقه لتقسو عينيه ويبتعد عنها قائلا ببرود: نامى يارهف، نامى قبل ما اعمل حاجة نندم عليها احنا الاتنين.
ثم اولاها ظهره لينام فأولته هي الاخرى ظهرها ودموعها تتساقط بصمت، كم تمنت ان تمنحه نفسها لتذوق معه حلاوة الحب ولكنها اليوم لا تستطيع، فلقد اهان والدتها واظهر لها جانب الوحش الذي تكرهه فيه، ولكن لابد وان هناك سببا يدفعه لذلك، ولابد ان تعرفه، لابد.
كانت نيرة تجلس في حديقة المنزل تتأمل الزهور التى تعشقها، شعرت بيد تربت على كتفها التفتت فوجدتها رهف، ابتسمت لها فبادلتها رهف الابتسامة وجلست بجوارها قائلة في حنان: عاملة ايه دلوقتى ياحبيبتى؟ قالت نيرة: احسن الحمد لله قالت رهف: الحمد لله ياقلبى، قوليلى فطرتى؟ قالت نيرة: آه، فطرت مع نضال من بدرى، هو قالى مقلقكيش عشان منمتيش كويس، شكله بيحبك اوى يارهوفة، نضال من يوم ما اتجوزك وبقى واحد تانى خالص.
ابتسمت رهف ابتسامة لم تصل لعينيها وهي في داخلها تقول: ده بيحبنى حب ، اقتربت الخادمة منهم لتسأل رهف أين تريد ان تضع لها افطارها فقالت رهف: لو سمحتى تجيبيلى كوباية عصير وبسكويت بس، أنا هفطر هنا أومأت الخادمة برأسها وهي تذهب لتحضر ما طلبته رهف في حين قالت نيرة: أنا آسف يارهف لو كنت بوظت عليكم شهر العسل بتاعكم بس غصب عني والله قالت رهف: يابنتى هو كدة كدة بايظ.
نظرت اليها نيرة في دهشة فابتسمت رهف بارتباك قائلة: بهزر انت مبتهزرش يارمضان ابتسمت نيرة في حين استطردت رهف قائلة: احنا معندناش اغلى منك يانيرة ربتت نيرة على يد رهف بحب قائلة: ربنا يخليكوا لية، انا كان عندى اخت واحدة يارهوفة، مرات اخويا وعد، بس دلوقتى بقى عندى اتنين ابتسمت رهف قائلة: وانا كمان يانونة مكنش عندى اخوات خالص او عيلة احبها وتحبنى، مكنش في حياتى غير ماما وبس، دلوقتى بقى عندى كل ده.
ابتسمت نيرة قائلة: وجوز بيحبك وبيموت فيكى كمان ابتسمت رهف مرددة كلماتها: وجوز بيحبنى و بيموت فية كمان قالت نيرة: ربنا يسعدكم ويرزقكم الذرية الصالحة ابتسمت رهف ولم تعقب ولكن بداخلها أحست بالمرارة، فالذرية هي كل ما يهم نضال اما هي فلا تهمه على الاطلاق بعد ان ظنت انها تمثل له شيئا، فوجئوا بصوت يزيد يقول في هدوء: صباح الخير.
التفت اليه كل من نيرة ورهف، ابتسمت رهف بينما رمقته نيرة بتلك النظرة الطويلة التى تحمل عتابا، تأمل ملامحها بشوق فأشاحت بوجهها عنه وهي تنهض قائلة لرهف ومتجاهلة تماما يزيد: انا طالعة ارتاح شوية يارهف اومأت رهف برأسها فغادرت تتبعها عينا يزيد الذي تنهد ثم توجه بكلماته الى رهف قائلا: نضال بيبلغ حضرتك ان فيه حفلة انهاردة ولازم تستعدى ليها وطالب منى اروح معاكى السوق عشان تشترى فستان مناسب.
احست رهف بخيبة الأمل فيكفيها انها استيقظت صباحا لتجده غادر دون ان يقول لها اى كلمة او حتى يبدى اعتذاره عما قاله لها بالأمس، بل انه أرسل لها صديقه ليقوم بما كان من المفترض ان يقوم هو به، اخفت مشاعرها وابتسمت قائلة: ثوانى يايزيد هجيب شنطتى وآجى معاك أومأ برأسه في حين حضرت الخادمة بالبسكوت والعصير فأكلت بسكوتة وارتشفت رشفتين من العصير بسرعة قائلة للخادمة: شوفى يزيد بيه يشرب ايه؟
واتجهت الى حجرتها، قالت الخادمة: تحب تشرب حاجة يايزيد بيه؟ هز يزيد رأسه نفيا قائلا: ولا أى حاجة، شكرا ابتعدت الخادمة فنظر يزيد باتجاه نافذة نيرة ليجدها واقفة هناك، تلاقت نظراتهم لثوان قاطعتها نيرة بأن أنزلت الستائر ليزفر يزيد بقوة قائلا: عارف انك بتلومينى، وحاسس بردو انك لسة بتحبينى، بس مش قادر اعبر لك عن اللى جوايا قبل ما تكونى حرة، وقريب اوى هتكونى حرة ياحبيبتى.
فين الزفتة دى كمان؟ نطق مازن بتلك العبارة في غيظ وهو يغلق هاتفه بعد أن هاتف ميس للمرة العشرون وتليفونها خارج التغطية نظر الى الكأس بيده وهو يقول لنفسه: مش مهم، هنفذ الخطة من غيرها، مع تبديل بسيط، وانهاردة يانضال، انهاردة هدق اول مسمار في نعشك وهاخد رهف منك بس المرة دى مع فلوسك كمان وأطلق ضحكة شيطانية تليق بشيطان مثل مازن.
قالت رهف وهي تأخذ من يزيد الحقائب: شكرا يايزيد، معلش تعبتك معايا شوية قال يزيد باحترام: انا تحت امرك يامدام رهف ابتسمت رهف وهي تتجه الى داخل المنزل ليرن هاتف يزيد، نظر الى الرقم الذي يتصل به ليرد بسرعة قائلا: ايه الأخبار؟ استمع الى محدثه ليرد قائلا: لأ كدة تمام اوى، دقايق وهكون عندك اغلق المحادثة ليتصل بنضال، رد نضال قائلا: خير يايزيد، كله تمام؟ قال يزيد:.
تمام يانضال ووصلت مدام رهف حالا، بس عندى ليك خبر حلو قال نضال: قول بسرعة قال يزيد: الأمانة في الفيلا، مستنياك، هسبقك على هناك قال نضال: تمام اوى، دقايق وتلاقينى عندك أغلق يزيد الهاتف وهو يقول في وعيد: نهايتك قربت يانائل.