logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 03:08 صباحاً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

طرق عامر باب حجرة ميار بتردد.. لتفتحه له ميار.. نظر إلى وجهها التى غسلته تماما من آثار الماكياج فبدا ملائكيا رائعا ليتعجب متسائلا.. لما تضع كحلا بعينيها وقد حباها الله بأجمل عيون ولما تضع أحمر شفاه على شفتيها الكرزتين اللون.. إنها جميلة كما هي تماما.. ولما تضع حمرة على وجنتيها وهي حين تخجل يصبحان كجمرتين مشتعلتين تماما كالآن.. أفاق من شروده على صوتها الخجول وهي تقول:
أستاذ عامر؟

نظر إليها قائلا:
ها.. نعم؟
ابتسمت رغما عنها وهي تقول:
حضرتك اللى جاي اوضتى وأكيد عايز حاجة منى.
إرتبك قائلا:
آه.. فعلا.. كنت بقول يعنى لو جعانة.. تتفضلى تاكلى معايا.. أنا حضرتلنا أكل.
قالت بهدوء:
لأ.. شكرا.. أنا مش جعانة.
أصدرت معدتها صوتا لتطرق برأسها وقد اشتعلت وجنتيها خجلا بينما إبتسم عامر وهو يدرك خجلها ليقول:
على فكرة.. أنا مبحبش آكل لوحدى.. ولو أكلتى معايا بجد هفرح أوى.

رفعت رأسها لتتلاقى العيون.. عيونه راجية وعيونها رافضة ثم مستسلمة لتهز رأسها موافقة.. ويبتسم هو تلك الإبتسامة الخلابة والتى تسارع دقات قلبها حد الجنون.. قائلا:
هستناكى تحت.

أومأت برأسها دون ان تنطق بكلمة ليلتفت مغادرا تتابعه بعينيها حتى اختفى عن أنظارها لتغلق الباب وهي تستند عليه ترفع يديها إلى وجنتيها المشتعلتين وهي تقول:
كدة غلط على فكرة.. غلط أوى كمان.. انتى كدة بتضيعى ياميار.. ده انتى لولا لسة فيكى شوية عقل كنت رميتى نفسك فى حضنه وقلتيله متسيبنيش أبدا.. طب و وليد؟هتعملى فيه ايه بس؟

ليقول قلبها(وليد لم يعد له مكانا بداخلى.. لقد انتهى منذ زمن وأصبح من الماضى الآن).. رفعت يدها لتضعها على خافقها متسارع النبضات وهي تقول:
بس لسة جوزى وإسمه مرتبط بإسمى.. ولغاية متتفارق أسامينا.. إهدى ياقلبى بقى ومتوديناش فى داهية.. أرجووك.

تقلبت تمارا فى فراشها يمينا وشمالا فلم تستطع النوم.. لقد تأخر ريان كثيرا.. فقد غادر المنزل مباشرة بعد مغادرة عائلة غزل.. أرادت أن تعتذر له فلم يمنحها أي فرصة وذهب سريعا.. لتشعر بالندم.. وبأنها على وشك أن تفقد الحياة فى هذا المكان الذى عشقته ليس فقط لجماله وراحتها به وإنما لوجود ريان وإيلين إلى جوارها به.. فوجودهم يجعل من أي مكان جنة.. أفاقت من أفكارها على صوت الباب يفتح.. اعتدلت بسرعة وهي تراه يدلف إلى الحجرة.. ينظر إليها بدهشة قائلا:
إنتى لسة منمتيش ياتمارا؟

قالت بسرعة:
مبعرفش أنام وانت مش جنبى.
نظر إليها بدهشة.. لتدرك على الفور ما قالته بتسرع.. أطرقت برأسها فى خجل.. لقد قالت الحقيقة ولكن تلك الحقيقة كانت لابد وأن تختفى ولا تخرج للنور أبدا.. نظر ريان إلى إطراقة رأسها الخجول بإبتسامة حانية.. ليقترب منها يجلس على السرير بجوارها.. مد يده ورفع ذقنها لتواجهه عيناها الدامعتان لتقول هي على الفور ودون مقدمات:
آسفة.

تأمل عيونها الدامعة وملامحها الرقيقة بحنان وهو يرجع خصلة من شعرها وراء أذنها قائلا:
آسفة على إيه بس؟
نزلت دموعها وهي تقول:
آسفة عشان اتسرعت وتقريبا طردت مرات عم غزل والعيلة كلها من البيت.. وآسفة لو كنت السبب فى مشاكل ملهاش أول من آخر هتيجى من ورا تسرعى ده.. وآسفة لو بضغط على مشاعرك وبحسسك انى دايما محتاجالك جنبى.. بس ده لإنى فعلا محتاجالك.

إبتسم وهو يمد أصابعه يمسح دموعها من على وجنتيها قائلا:
أولا إنتى مسببتليش مشاكل ولا حاجة مع أهل غزل.. أنا كنت هعمل اللى انتى عملتيه بالظبط وأكتر بعد ما عرفت سبب زيارتهم.. وعلى فكرة برده.. انتى اتصرفتى صح جدا.. احنا لو كنا اديناهم فلوس كانوا هييجوا مرة واتنين وعشرة.. دول طماعين وطمعهم ملوش آخر... ثانيا بقى.. زي ما انتى محتاجالى أنا كمان محتاجلك ويمكن أكتر.. فعايزك ترتاحى خالص وكلمة آسفة مسمعهاش على شفايفك دى خالص.

كان خطأ منه أن نظر إلى شفاهها فى تلك اللحظة.. خاصة ويده تقترب منهما دون إرادة بعد ان كانت تمسح دموع وجهها.. يتلمس بأصابعه نعومتهم التى زادت خفقات قلبه حتى صار يطرق داخل صدره بقوة.. طالت نظرته فارتعشت شفتيها من نظراته التى أذابت كيانها لتغيم عينيه وتترك أصابعه شفتيها لتمسك بوجنتها تقرب وجهها منه فتتلاقى شفتيهما فى قبلة مشتاقة.. اجتاحت كيانهم بالكامل.. لتمد تمارا يدها وتمسك بمؤخرة عنقه تضمه إليها ليتعمق فى قبلته وهو يرتشف من رحيق شفتيها ليملأ به قلبه وكيانه بالكامل بينما أغمضت تمارا عينيها تشعر بالخدر يسرى فى كل جسدها خاصة عندما مددها على السرير وهو يعتليها ويقبلها قبلات ناعمة متفرقة على وجنتيها وعنقها لتفتح عينيها وتراه قريبا منها إلى هذا الحد.. لتتجمد كلية وتشعر بالخوف يشل أطرافها..

شعر بجمودها لتحين منه نظرة إلى وجهها ويرى دموعها.. يدرك مجددا انه يتعدى الحدود ويهدم كل الخطوط الحمراء.. ليبتعد عنها على الفور.. وينهض مقررا الخروج من المنزل كلية.. كاد أن يذهب ليجد يدها تمسك بيده وتوقفه إلتفت إليها ينظر إليها بحيرة لتقول من وسط دموعها:
متمشيش خليك جنبى.

جلس مجددا بجوارها قائلا بندم:
مش قادر أكون جنبك.. آسف بس غصب عنى بلاقينى دايما بعدى الخطوط الحمرا وبقرب منك وانتى دايما بتسامحينى .
كان يقصد أن مشاعره تجبره على الاقتراب منها رغم علمه بخوفها المرضي من الرجال نتيجة حادثها.. بينما فهمت هي أنه يقصد ان يقترب منها مرغما لأنها تذكره بحبيبته غزل.. أحست بالألم ولكنها أخفته جيدا وهي تقول بهدوء:
احنا قلنا مفيش بينا كلمة أسف.. ولا إيه؟ أنا عارفة إن مشاعرك ناحية غزل لسة قوية وعارفة ان ملامحى دلوقتى بتفكرك بيها وتخليك غصب عنك تقرب.. بس أوعدك قريب هخليك ترجعنى لشكلى الأصلى و ساعتها هرجع لبيتى و هترتاح ياريان.. هترتاح منى خالص.

نظر إليها نظرة طويلة وهو يشعر بالتمزق بالداخل.. أي مشاعر تجاه غزل تتحدث عنها تمارا.. وتتخيل أنها تجبره على الاقتراب منها.. لقد أيقن من أنه أحب تمارا حين أصبحت غزل ذكرى تعبر خياله من وقت لآخر بعد ان كانت ذكراها تملأ أيامه ولياليه.. وأي راحة تتحدث عنها فى بعدها عنه؟فليدعها تفكر هكذا.. أي فائدة سيرجوها من مصارحتها بمشاعره؟ ففى الأول والأخير قلبها ملك لذلك النذل الذى تخلى عنها.. واستجابتها له ما هي إلا شفقة منها عليه.. وقد سئم الشفقة.
نهض ببطئ قائلا:
اليوم كان طويل.. ولازم ننام.. تصبحى على خير.

قالت بهدوء:
تلاقى الخير
كاد ان يذهب إلى الحمام ليغير ملابسه عندما قالت فجأة:
ممكن أسألك سؤال.
نظر إليها وهو يومئ برأسه دون أن ينطق لتستطرد هي قائلة:
انت سبتنى وروحت فين النهاردة ياريان؟واتأخرت ليه لحد دلوقتى؟
قال بهدوء:
عيلة غزل مش هتسكت و كان لازم أأمن البيت.
عقدت حاجبيها قائلة:
إزاي؟

إبتسم قائلا:
متشغليش بالك انتى.. انا عايزك تطمنى خالص.
أومأت برأسها ثم قالت:
وعملت إيه فى الورق اللى ميار جابتهولنا؟
قال بهدوء:
قدمته لسامى.. صاحبى الظابط اللى كلمتك عنه.. هيظبط الدنيا بحيث متجيش أسامينا فى الموضوع وبكرة الصبح بالكتير الباشا هيشرف فى النيابة.
أومأت برأسها وظهر الإرتياح على وجهها قائلة:
كدة واحد.. ربنا يسهل بالباقى.

قال ريان:
لسة مصممة على إنك تدورى على الباقى وتنتقمى منهم ؟
ظهر التصميم بعينيها وهي تقول:
مش هرتاح ولا هيهنالى بال غير أما أنتقم منهم كلهم وأشفى غليلى.
أومأ برأسه فى هدوء يختلف كثيرا عن ذلك القلق الذى ينهش أحشائه خوفا عليها.. ثم إتجه إلى الحمام بخطوات سريعة قبل ان يجد نفسه مسرعا إليها يضمها بقوة داخل أضلعه يخفيها عن كل الناس ويحميها من كل أذى.

قال عامر وهو يلاحظ أن ميار تحرك ملعقتها فى طبقها فقط ولا تلمس طعامها:
مبتاكليش ليه يامدام ميار.
ارتبكت قائلة:
انا.. أنا باكل أهو..
ابتسم قائلا:
الأكل معجبكيش.. صح؟
نظرت إليه ثم جعدت أنفها كالأطفال وهي تهز رأسها نفيا لتتسع إبتسامته قائلا:
ولا انا كمان عجبنى.. معلش أنا خايب أوى فى أمور المطبخ.. حاولت والله أمشى على الطريقة اللى قالوها على العلبة بس الظاهر نسيت أحط حاجة.. أو زودت حاجة.. مش عارف.

ابتسمت بدورها قائلة:
نسيت تحط ملح.. ومسبكتش الصلصة كويس.. وكترت الفلفل ونسيت فى الآخر تحط تقلية التوم.
فغر عامر فاهه وهو ينظر إلى طبقه قبل أن ينظر إليها وهو يبعد طبقه قائلا:
انا كدة اعتزلت المطبخ نهائيا.
إنطلقت ضحكة من شفتيها مست قلبه على الفور لتخلب لبه وهو يرى ملامحها التى زادتها الضحكة إشراقا.. ليقول وكأنه مغيبا:
ضحكتك حلوة أوى على فكرة.
نظرت إليه فى خجل قائلة:
ميرسيه.

أفاق من تلك الحالة التى سيطرت عليه وهو يقول:
احمم.. انا هقوم أجيب أي حاجة من التلاجة ناكلها وبكرة هبقى أتفق مع مطعم يجيبلنا الأكل ديليفرى.
توقف فى مكانه حين قالت:
وليه تتفق مع مطعم وانا موجودة.. أنا ممكن أطبخلك لو تحب؟
التفت إليها قائلا:
إنتى بتعرفى تطبخى؟

إبتسمت واقفة وهي تضع يدها بجوار رأسها فى حركة عسكرية قائلة:
معاك الشيف ميار المنزلاوى يافندم.
ابتسم لعفويتها وجمالها ليشعر انه يغرق أكثر بتفاصيلها.. اختفت ابتسامته على الفور وهو يتنحنح قائلا:
احمم.. طيب تمام ياشيف من بكرة هتكونى مسئولة عن المطبخ..
اقتربت منه قائلة:
وليه من بكرة.. ادينى عشر دقايق مع مطبخك وهحضرلك حاجة على السريع هتاكل صوابعك وراها.

أمسك يدها يمنعها من التقدم بإتجاه الثلاجة ليشعر بتيارا كهربيا يسرى فى جسده بأكمله فترك يدها على الفور وهو يقول:
إحمم.. إرتاحى النهاردة.. انتى أكيد تعبانة ومن بكرة المطبخ كله تحت أمرك.
نظرت إليه ميار فى حيرة تشعر بإهتمامه بها يغمرها بإحساس غريب عنها فلم يهتم أحدا بها من قبل ولم يسأل أحدهم عن راحتها حتى والديها وفرا لها كل وسائل الراحة ولكنها أبدا لم تشعر بهذا الشعور من السعادة الخالصة و الذى يغمرها الآن.. انه الإهتمام...وكم هو رائعا حقا ذلك الشعور الذى يمنحها إياه إهتمامه بها.

قال وليد بغضب وهو يطرق على المكتب بقوة:
يعنى إيه ياأستاذ مش لاقيها.. هو أنا بدفعلك الفلوس دى كلها عشان تقوللى مش لاقيها..
قال التحرى متلعثما:
أصل ياوليد باشا...
قاطعه وليد هادرا:
لا أصل ولا فصل.. تقب وتغطس وتجيبلى ميار لحد عندى هنا.. مفهووم؟
قال التحرى بخوف:
مفهوم ياباشا.. مفهوم.

دلفت عبير السكرتيرة الخاصة بوليد إلى المكتب ليقول وليد بغضب:
انتى إزاي إنتى كمان تدخلى من غير استئذان.. انتوا اكيد اتجننتوا النهاردة.
قالت عبير بارتباك:
أصل.. أصل...
صرخ وليد قائلا:
ماتنطقى أصل إيه؟
دلف رجل ذو هيبة إلى المكتب يتبعه رجلان ليقول بصرامة موجها حديثه إلى وليد:
انت مطلوب القبض عليك ياوليد .

إتسعت عينا وليد فى صدمة وهو ينقل نظره بين الحضور ليعود بعينيه إلى محدثه قائلا:
إنت مين.. ومطلوب القبض علية بتهمة إيه؟
قال الضابط بصرامة:
أنا الرائد سامى الفرماوى.. وحضرتك مطلوب القبض عليك بتهم كتيرة هتعرفها فى النيابة فياريت تتفضل معانا ومن غير شوشرة.
سقط قلب وليد بين قدميه وهو يدرك بصدمة ان ميار أبلغت عنه السلطات وأنها قدمت الورق الذى بحوزتها إلى النيابة العامة ليدرك أنه ضاع... للأبد.

جلست إيلين تلعب فى طبقها.. يتأملها كل من ريان وتمارا لينظر ريان إلى تمارا متسائلا.. ابتسمت تمارا وهي تومئ برأسها إليه مطمئنة ثم توجه حديثها إلى إيلين قائلة:
انتى عايزة النهاردة تخرجى ترسمى فى الجنينة ياإيللى.. صح؟
قالت إيللى فى ضجر:
أيوة.. وسألت بابى وقاللى مينفعش عشان لازم تخرجى معايا وانتى مش فاضية يامامى.
اتسعت ابتسامة تمارا قائلة:
طيب إيه رأيك لو خلصتى أكلك.. هفضيلك نفسى ساعتين بحالهم النهاردة نخرج ونرسم فى الجنينة براحتنا.

لمعت عينا إيلين وشعت عيونها بالسعادة وهي تقول:
ياااي.. انتى أحلى مامى فى الدنيا.
قال ريان بإبتسامة:
وبابى؟ملوش كلمتين حلوين زي دول.
نهضت إيلين وذهبت لتحتضن ريان قائلة:
انت حبيبى يا بابى .
قال ريان بابتسامة:
قلب بابى.

تأملتهما تمارا بابتسامة حانية قبل ان تقول:
طب يلا ياإيللى خلصى اكلك بسرعة قبل ما ارجع فى كلامى.
جلست إيلين بسرعة على الطاولة تأكل طعامها.. حتى أنهته بالكامل.. لتنهض قائلة:
الحمد لله.. هروح أوضتى بقى أغير واجيب الأوراق والألوان.
اومأت تمارا برأسها فى حنان.. لتغادر إيلين بسعادة.. ويتناول ريان جريدته ليقرأها قائلا بإبتسامة:
خدى بالك بتدلعي إيلين اوى وبتيجى على نفسك وده غلط على صحتك ياتمارا.

ابتسمت قائلة:
متقولش إسمى برة اوضة النوم.. هتودينا فى داهية ياريان.. وبعدين ياسيدى تتدلع براحتها.. وانا تحت أمرها.. مستحيل أخليها تحس فى يوم باللى أنا حسيت بيه مع جوز ماما.. مستحيل أخليها تمر بحاجة من اللى أنا عشتها وياه.
نظر إلى ملامحها الحزينة بشفقة يدرك أنها تعذبت فى حياتها كثيرا بينما صمتت هي للحظة قبل أن تقول بحزن:
ولما.. يعنى ننفصل.. أوعى ياريان تجيبلها مرات أب تحسسها بكدة.. وخد بالك دايما منها.

نظر إليها ريان نظرة طويلة غامضة قبل ان يقول:
من الناحية دى اتطمنى خالص.. ومتقلقيش.
ثم رفع جريدته ليتصفحها فحانت منها نظرة حزينة إليه فهو لم يرفض فكرة الزواج مجددا.. وكم تمنت أن يفعل.. نزلت عيونها على الجريدة بيده.. فكادت ان تصرخ.. ولكنها كتمت فاهها بيدها.. فنتج عن فعلتها شهقة جعلت ريان ينتبه إليها على الفور لينظر بإتجاهها ويجدها شاحبة للغاية تنظر إلى الجريدة بجزع ليقول بقلق:
مالك ياتمارا؟فيه إيه؟

أشارت بإصبعها إلى الجريدة قائلة بكره ملأ قلبها:
هو ده.. ده واحد منهم.. انا متأكدة.
لينظر بإتجاه إشارتها ويجد صورة لشاب كتب عليها بالخط العريض(القاتل مازال حرا)لتجرى عيونه على سطور الخبر يقرأ كلماته بسرعة (عزت الإبيارى.. بعد ان قتل زوجته خنقا لإكتشافها سرقته لها.. وهروبه.. عم القتيلة يعلن جائزة مالية مقدارها مائة ألف جنيه لمن يرشد عنه فمن يجده عليه الإتصال برقم...او التوجه لأقرب مركز شرطة...)..

لينظر مجددا إلى الصورة وقد قست عيناه ليقبض على الجريدة بيديه قائلا بقسوة:
عزت الإبيارى... هجيبك ولو مستخبى تحت الأرض.


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 03:09 صباحاً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

رفع عزت ياقة معطفه يخفى بها ملامح وجهه.. وهو يمشى فى الطرقات بسرعة.. يتلفت حوله بحذر.. ليتأكد من خلو تلك الطرقات من المارة فى هذا الوقت المبكر.. فهو لايخرج لجلب الأشياء الضرورية التى يحتاجها سوى فى هذا الوقت.. حتى لا يتعرف عليه أحد بعد أن نشرت له صورة من قبل السلطات فى الجرائد ومن قبل عم صافى والذى عرض مكافأة مالية كبيرة لمن يتعرف عليه.. تبا.. لقد فقد حريته..

تلك الحرية الغالية والتى لطالما تشدق بها.. ولكن مهلا.. أيام قليلة تفصله عن حصوله على تلك الحرية والهروب من تلك البلد ليذهب إلى أي بلد أوروبية يتمتع فيها بما سرقه من تلك الحيزبونة صافى.. أو ربما عاد لباريس.. فقط ينتظر مكالمة من صديقه الذى سيقوم بتهريبه ليتحرر من جديد.. إقترب من هذا الكشك لبيع الجرائد ثم أمسك إحدى الجرائد الوطنية ومنح الرجل حقها بسرعة ثم ذهب.. توقف فجأة وهو يلمح صورة وليد فى الجريدة..

مكتوب بأسفلها (القبض على رجل أعمال شهير بتهمة التهريب ومنح رشاوى لتسهيل أعماله الغير مشروعة).. عقد حاجبيه بغضب.. تبا.. لقد كان وليد داعمه فى سجنه ومؤنسه والآن قد ذهب بلا عودة فماذا تراه فاعلا؟.. عبر الطريق فجأة فلم ينتبه لذلك الزمور الذى إنطلق من لا مكان.. وقبل أن يستوعب ما يحدث.. وجد نفسه يرفع من على الأرض ثم يسقط ليشعر بالألم قبل أن تسود الدنيا من حوله ويلفه الظلام.

نظر إسماعيل إلى سعاد التى تجلس على السرير فى حجرتها تبكى فى صمت ليقول فى حدة:
يعنى برده مش عايزة تخرجى للناس برة وتقفى جنب بنتك فى يوم زي ده؟
نظرت إليه سعاد فى ألم قائلة:
إنت عايزنى أقوم وأهنى بنتى على إيه؟.. ها.. على إنها خطفت عريس أختها منها؟

قال إسماعيل فى ضجر:
إحنا مش هنخلص من الموال ده بقى.. أختها دى فين دلوقتى؟ مش ماتت وشبعت موت.. نحكم بقى على المسكينة اللى عايشة دى بقلة الفرح طول عمرها.. ومنسيبهاش تتهنى بعريسها.
قالت سعاد بدموع تمزق نياط القلب:
بنتى مماتتش.. تمارا مماتتش.. قلبى حاسس إنها لسة عايشة.
قال إسماعيل:
ولما هي عايشة مرجعتش البيت ليه ياهانم؟

نظرت إليه سعاد فى عتاب مرير قائلة:
ترجع لمين؟ للى ظلموها وجرحوا فيها.. وحسسوها إنها الجانية مش الضحية.. وبعدين ياإسماعيل مش ده العريس اللى كنت رافضه ومش طايقه؟.. فجأة كدة بقى كويس ومناسب لريم.. مش ده الراجل اللى إتخلى عن تمارا بدون شفقة ولا ضمير.. دلوقتى بقى عريس لقطة ومفيهوش غلطة؟

قال إسماعيل فى حدة:
آه.. عريس لقطة.. راجل كسيب وزي الفل وإن كنت مش طايقه زمان فعشان كنت مستخسره فى تمارا.. لكن ريم.. بنتى حبيبتى.. تستاهل كل خير.. أقولك.. متخرجيش.. بناقص سحنتك المقلوبة دى واللى هتخرجى بيها للناس تنكدى عليهم.. ومعطلكيش بقى أصلى إتأخرت ع الناس اللى برة..
ثم تركها مغادرا لتنظر فى إثره بإنكسار قائلة:
روح ياشيخ.. منك لله.

قال عامر بإبتسامة ملأت وجهه:
تسلم إيدك يامدام ميار.. من زمان مأكلتش أكل بيتى بالطعامة دى.
إبتسمت قائلة:
مبسوطة إنه عجبك ياباشمهندس.
ثم نظرت إليه بتردد ليدرك أن بداخلها شيئا تود أن تسأل عنه ليستحثها قائلا:
لو فيه حاجة حابة تسألى عنها فأنا مستعد أجاوبك على كل أسئلتك.
زفرت قائلة:
فيه حاجات.

قال عامر بإبتسامة:
زي... ؟
نظرت مباشرة إلى عينيه قائلة:
زي لإمتى هقعد هنا؟
أحس بالألم فى قلبه وهو يدرك انها تريد الرحيل والإبتعاد عنه.. هل ملت منه حقا؟.. ليقول بهدوء:
خلاص هانت.. المفروض إن وليد اتقبض عليه بس عشان الأمان هنستنى لما يتحكم عليه قبل ما ترجعى لأهلك.
قالت بألم:
مكنتش حابة إنى أشوف نهايته كدة.. بس مع الأسف أفعاله هي اللى وصلته للى هو فيه دلوقتى.
سألها بقلب يرتجف:
لسة بتحبيه؟

نظرت إلى عينيه.. تدرك من دقات قلبها التى تخفق بقوة فى وجوده أنها ماأحبت وليد قط.. لتهز رأسها نافية وهي تقول:
عمرى ما حبيته.. بس رضيت بالقسمة والنصيب.. محستش أبدا معاه إنى ست ممكن تتحب أو تكون مرغوبة.. كنت دايما بحس إنه مغصوب علية.. ولما إتأكدت.. كان فات الأوان.. لكن موضوع البيبى اللى نزل وتمارا وشغله المشبوه خلونى آخد قرار نهائى ومش ممكن أندم عليه فى يوم من الأيام.

شعر عامر بقلبه ترتاح خفقاته لكلماتها.. ولكنه كان يلعن فى كل لحظة ذلك الغبي الذى ترك تلك الجوهرة تفلت من يده فلو كانت معه لأصقلها وجعلها تضوى وتنير بضيها كل مكان.. أفاق على صوتها وهي تسأله بتردد:
وإنت؟
نظر إليها فى حيرة قائلا:
أنا إيه؟
قالت بإرتباك:
ليه.. يعنى ما إتجوزتش لحد دلوقتى؟وليه البيت هنا فى حتة بعيدة عن العمران؟

قال بهدوء وهو يتراجع فى مقعده:
متجوزتش لإنى ملقتش الإنسانة اللى تخطفنى.
نظرت إليه بدهشة ليستطرد قائلا:
متستغربيش.. أنا فعلا كنت مستنيها تخطفنى.. تطير النوم من عينى.. أبقى متأكد إنها اتخلقت لية بس وأنا اتخلقت ليها.
قالت ميار فى نفسها.. محظوظة من ستجعلك تشعر بكل ذلك.. لتنتبه لكلماته وتقول بحيرة:
كنت؟

اعتدل قائلا بإرتباك:
قصدى يعنى.. كنت ومازلت..
ليستطرد مغيرا مجرى الحديث كي لا تكتشف أنه يقصد فعلا بأنه كان ينتظر من تخطف مشاعره ولكنه الآن توقف عن الانتظار وقد وجدها.. متمثلة فى شخصها هي.. قائلا بهدوء:
أما بقى ليه البيت متطرف فده لإنى بحب الهدوء بطبيعتى ولما بحس إنى إتخنقت من زحمة العمران بتلاقينى باجى هنا علطول.. أقضى كام يوم الأجازة وبعدين أرجع لشغلى من تانى.

أومأت برأسها فى هدوء توافقه.. ثم نهضت لتأخذ طبقها إلى الحوض لتغسله.. لتتلبك وتندفع إلى الأمام ولكن قبل أن تسقط وجدت يد تحيط بخصرها تمنعها من السقوط وتضمها لتستند على صدر صلب أحست بخفقات قلبه تدوى فى ظهرها لتغمض عينيها للحظة تدرك أنها فى حضنه الآن تستمتع بهذا الشعور الرائع والذى منحها إياه قربه بينما إستنشق هو عبيرها وهو يشعر بدقات قلبه تنطق بكل كلمات الحب وهي الآن بين ذراعيه.. ليفيق من مشاعره وهو يدرك مجددا أن وجودها بين ذراعيه خطأ كبير . ليتركها على الفور مبتعدا خطوة إلى الوراء وهو يقول:
إنتى كويسة؟

اومأت برأسها بصمت دون أن تلتفت إليه ثم وضعت طبقها فى الحوض بهدوء قائلة:
أنا.. هطلع أرتاح فى أوضتى.. عن إذنك.
قال على مضض:
اتفضلى.
تابع ذهابها بعينيه.. يدرك خجلها منه ويدرك أيضا أنه يقع أسيرا لعشقها...وبقوة.

دلفت وفاء من الباب لترى ماجد جالسا بجوار ريم، تبدو فرحته جلية على ملامحه، لتشعر بالغيظ والحقد يملأ قلبها.. ظهر فى عينيها التصميم وهي تتجه بخطوات هادئة بإتجاههما.. وقفت أمامهما تماما تطالعهما.. ليشعر ماجد بالإرتباك.. ولكنها رسمت على وجهها إبتسامة ساخرة وهي تمد يدها قائلة:
مبروك ياعريس.

مد يده إليها يسلم عليها بهدوء قائلا:
الله يبارك فيكى ياوفاء.
تركت يده لتمدها إلى ريم قائلة:
مبروك ياعروسة.. وعقبال الليلة الكبيرة.
قالت ريم بإبتسامة باردة:
ميرسى ياوفاء.. عقبالك.

اقتربت وفاء من ريم وهي تميل عليها قائلة:
ما خلاص بقى.. عريسى راح.. بح.. والله وطلعتى شاطرة وقدرتى تاخديه منى ياريم.. بس الشاطر بجد اللى هيضحك فى الآخر ياحلوة.
ثم تركت يدها وهي تلقى عليهم نظرة أخيرة.. قبل أن تتجه للخارج مغادرة بهدوء.. تتابعها أربعة عيون متوجسة.

خرجت سهام من الحجرة لينهض حامد على الفور ويسألها قائلا فى قلق:
منيرة أخبارها إيه دلوقت؟
قالت سهام من وسط دموعها:
زي ماهي يا حامد.. مبتتكلمش.. ياحبيبتى ياأختى.. من ساعة ماسمعت الخبر.. وهي طبت ساكتة.. ومن ساعة ما فاقت لا قادرة تحرك رجليها ولا قادرة تتكلم..
ربت حامد على كتفها قائلا:
معلش ياسهام.. الموضوع برده مكنش سهل عليها.. ده ابنها الوحيد واللى روحها فيه.. فى يوم وليلة متلاقيهوش جنبها.. يترمى فى السجن زي المجرمين واحتمال كمان يقضى عمره كله فيه.

اومأت سهام برأسها موافقة.. ثم سألته قائلة:
مفيش خبر عن ميار؟
هز حامد رأسه نفيا وهو يقول:
لأ.. بس انا متأكد إنها بخير.. تعرفى.. أنا حاسس كمان إنها ورا البلاغ اللى اتقدم فى وليد.
هزت سهام رأسها قائلة:
وأنا كمان.. هو إذاها كتير ربنا يسامحه وأكيد أذاها أكتر عشان تقوم بخطوة زي دى.
قال حامد:
هي مقالتلكيش حاجة؟

هزت سهام رأسها نفيا قائلة:
لأ.. انت عارف بنتك كتومة أد إيه.
هز حامد رأسه موافقا لتقول سهام:
طب عملت إيه فى الشغل؟
قال حامد:
روحت الشركة وظبطت الدنيا قبل ما آجى.. مفاضلش غير نطمن على ميار ومنيرة تتحسن وكل شئ يبقى تمام.
قالت سهام فى رجاء:
ربنا يطمنا عليهم ياحامد.
قالت حامد:
ياااارب.. ياسهام يارب.

استيقظ ريان على صوت أنين خافت.. فتح عينيه ليجد أن مصدر الأنين هي تمار التى تتململ فى نومتها.. نهض على الفور متجها إليها شاعرا بقلق يغمر كيانه.. خشية ان يكون هناك وجعا ألم بها ولهذا يصدر منها ذلك الأنين المكتوم.. أصبح قبالتها ليراها مغمضة العينين.. يغرق العرق جبينها.. تعقد حاجبيها بشدة مصدرة ذلك الأنين.. نادى عليها فلم تجيبه.. ولم تفتح عينيها.. أدرك انها تحلم بكابوسا ليميل عليها يهزها برفق قائلا:
تمارا.

لم تستجيب له ولكن إزدادت إنعقادة حاجبيها وزادت حدة أنينها.. ليهزها بقوة أكبر مناديا بإسمها لتفتح عينيها على إتساعهما ليظهر الفزع فيهم وهي تمسك بالغطاء ترفعه حتى رقبتها منكمشة برعب.. ابتعد ريان عنها على الفور وهو يقول بسرعة:
تمارا اهدى.. أنا ريان.

حدقت به لثوان ومازالت ملامحها فزعة ثم بدأت بالهدوء رويدا رويدا لتترك الغطاء الذى تتمسك به وتعتدل جالسة.. بدأت تبكى فجأة.. فتركها تفرغ مشاعرها المكبوتة يدرك ان كابوسها متعلقا بحادثها الأليم فمنذ الصباح ومنذ أن رأت الجريدة وهي فى حالة غريبة من جمود الملامح والمشاعر.. حتى الآن.. مزق بكائها نياط قلبه.. كاد أن يقترب منها مواسيا ولكنه خشي من ردة فعلها أو ان يزيد الأمر سوءا.. ليقف مراقبا إياها فى ألم حتى بدأ بكاءها يتحول لشهقات صغيرة ما لبثت أن سكنت تماما.. اقترب منها الآن قائلا بصوت خافت:
إنتى كويسة؟

اومأت برأسها بصمت وهي تمد يدها تمسح دموعها.. ليجلس بجوارها على السرير قائلا:
كنتى بتحلمى بيهم؟
أومأت برأسها مجددا وهي تطرق برأسها قائلة:
نفس الكابوس.. الحادثة بكل تفاصيلها.. قبل ما آجى عندك المستشفى.. كنت كل يوم بشوف الكابوس ده.. مكنش بيفارقنى.. و من بعد ما جيت عندك البيت هنا.. مبقتش أشوفه خالص.. بس النهاردة.. النهاردة بشوفه من جديد.. والألم بحسه من جديد.. أنا تعبانة أوى ياريان.. تعبانة.

مد يده يربت على يديها المتشابكتين بقوة فى حجرها قائلا:
شئ طبيعى ياتمارا.. ألمك وكوابيسك.. شئ طبيعى.. مش معنى انهم إختفوا لفترة يبقى راحوا.. اللى حصلك مش حاجة سهلة.. أكيد هتعيش معاكى فترة.. بس فى الآخر ومع الأيام هتكونى أحسن.. وأنا جنبك لغاية ده مايحصل وده وعد منى.
نظرت إلى يده الموضوعة على يديها لتتمسك بها وهي تنظر إليه بإمتنان.. إبتسم قائلا لها:
حاولى بقى تنامى وبكرة الصبح هتكونى أحسن..

أومات برأسها لينهض ولكن يدها تمسكت بيده تمنعه لينظر إليها بحيرة فقالت بنبرات خجولة:
ممكن متسيبنيش؟
عقد حاجبيه وقد ازدادت حيرته.. هل تقصد ما فهمه من كلماتها؟.. لتومئ برأسها وقد قرأت عينيه قائلة:
أيوة محتاجالك جنبى.. ضمنى عايزة أحس بالأمان ياريان.. عارفة إنى بطلب حاجة كبيرة منك بس غصب عنى والله.

همس ريان لنفسه.. (تطلبين شيئا كبيرا؟إنك تحققين لى حلما).. ليتمدد على السرير بجوارها ثم يمد يده يسحبها إلى صدره.. يضمها بيده ويحتويها داخل أضلعه فلم تعترض.. أخفت وجهها فى صدره.. تستمع إلى دقات قلبه وتستنشق رائحته وهي تغمض عينيها لتغرق فى سبات عميق على الفور.. أدرك انها نامت من أنفاسها المنتظمة.. ليضمها إليه أكثر وهو يمرر يده على خصلات شعرها الناعمة يترك نفسه لهذا الشعور الرائع بالحياة والذى لم يشعر به سوى الآن... وهي بين ذراعيه..


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 03:16 صباحاً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون

كانت نجوى تنتظر مع صديقتها داليا آخر محاضرة لديها اليوم حين أحست فجأة بالدوار.. اهتزت وكادت أن تسقط أرضا لولا أن أسرعت داليا بإسنادها قائلة فى قلق:
مالك يانجوى؟إنتى كويسة؟
تمالكت نجوى نفسها قائلة:
مش عارفة ياداليا مالى اليومين دول.. بدوخ كتير ومليش نفس للأكل خالص.
قالت داليا:
أكيد من حالتك النفسية بسبب موت علياء والحالة اللى أخوكى فيها.. أنا ملاحظة فعلا إنك مبتاكليش ولو كلتى حاجة بترجعيها.. ممكن برده تكونى آخدة برد.

لتقول بإبتسامة:
تعرفى.. فكرتينى بنفسى لما كنت حامل فى هيثم.. وصلاح كان هيتجنن من قلة أكلى وترجيعى كل شوية.
تجمدت نجوى تماما وظلت تلك الكلمة تطرق رأسها بقوة...
حامل.. حامل.. حامل.. إنها... مصيبة.
لتقول بقلق هز كيانها:
انا ماشية دلوقتى ياداليا.
قالت داليا فى دهشة:
طب والمحاضرة؟
قالت نجوى بسرعة:
مش هقدر أحضرها النهاردة.. حاسة إنى تعبانة شوية.

قالت داليا بقلق:
طب آجى أوصلك.
قالت بنفي سريع:
لأ.. إحضرى انتى المحاضرة.. أنا هبقى كويسة متقلقيش.
ثم غادرت بخطوات سريعة تتبعها عيون داليا القلقة ثم مالبثت أن هزت كتفيها بقلة حيلة قبل أن تذهب لتحضر محاضرتها.

قال وليد بصدمة:
معناه إيه الكلام ده يامنير؟
قال المحامى فى أسف:
معناه ان التهمة لابساك لابساك.. كل حاجة بإسمك وبإمضتك.. وكل اللى وقعوا من بعدك وكانت أساميهم فى الورق اعترفوا...القضية كدة بتتقفل ياوليد.
جلس وليد على الكرسي فلم تعد قدماه قادرتان على حمله.. وهو يقول بصدمة:
يعنى أنا خلاص ضعت.

قال منير فى حزن:
أنا آسف ياوليد.. أنا حاولت والله.. بس الدليل عليك قوى.. ومستحيل يتشكك فى صحته ومع إعترافات شركائك.. الحكم بالسجن المؤبد هيكون أكيد.
نظر إليه وليد نظرات زائغة قبل أن يقول:
وماما.. ماما فين؟هي اللى هتتصرف.. أيوة هي.
أطرق المحامى برأسه قائلا فى حزن:
الست الوالدة مبتتكلمش.. إتشلت من ساعة ماعرفت بخبر حبسك.
إتسعت عينا وليد فى صدمة ثم اغروقت عيناه بالدموع وهو يقول:
إتشلت بسببى.

لم ينطق المحامى بكلمة وهو يرى ملامح الإنكسار على وجه وليد.. لينهض وليد وقد تهدلت كتفاه ليقول منير:
رايح على فين ياوليد؟
قال وليد بإنكسار:
رايح آخد جزائى يامنير.. رايح أتحبس عمرى كله بين أربع حيطان مع المجرمين.
ثم تركه وطرق الباب ليفتح له الحارس ثم يأخذ بيده متجها به إلى مآله ومآل أمثاله من المجرمين...إلى الزنزانة.

رفعت نجوى يدها تنظر بصدمة إلى الشريط الذى ظهرت عليه علامتان تنبآنها بأنها حقا حامل.. تحمل فى بطنها طفل علاء.. جلست على الكرسي تنزل دموعها فى صمت.. لا تدرى ماذا ستفعل.. هل تنزل الطفل؟هل تتركه وتخبر علاء ربما استيقظ ضميره وأنقذ سمعتها.. لتبتسم فى سخرية.. أي ضمير هذا الذى يحمله ؟إنه يتجنبها منذ هذا اليوم الذى فقدت فيه كل شئ.. وكأنها مرض معدي..

كما رأته منذ يومان مع فتاة.. ربما يسمعها كلماته المعسولة والتى كان يسمعها إياها من قبل.. حقا كلمات ذئب.. كادت أن تحذر الفتاة ولكنها اتخذت قرارها.. لن تهتم سوى بنفسها.. وها هي فى مصيبة لا تدرى كيف ستخرج منها دون أن تخسر شيئا.. والأغلب أنها ستخسر حياتها.

قالت إيلين بضيق:
بابى نزل من غير ما أشوفه يامامى؟
قالت تمارا بإبتسامة:
معلش ياقلب مامى.. طلبوه فى المستشفى العام النهاردة.. كان فيه حالة مستعجلة وكان لازم ينزل علطول.
لم تعقب إيلين ولكنها ظلت فى مكانها تبدو عليها ملامح الضيق.. لتقول تمارا:
مش هتفطرى يا إيللى؟

هزت رأسها نفيا دون أن تنطق.. لتقول تمارا بإبتسامة:
طب إيه رأيك نعمل مفاجأة حلوة لبابى ونروحله المستشفى؟
تهللت أسارير الصغيرة وهي تقول:
هيييييييه.. فكرة تجنن.
اتسعت إبتسامة تمارا وهي تقول:
يعنى هتاكلى أكلك كله ؟
بدأت إيلين بالفعل بالأكل بنهم وهي تومئ برأسها بسعادة.. لتنظر إليها تمارا بحنان.. وقلبها يدق بسعادة لسعادتها.

كان عامر يروى زهور حديقته بنفسه فحين يكون بالمنزل يمنح العاملين على الإعتناء به فى غيابه أجازة.. فقد تعود منذ زمن على أن يعتنى هو بنفسه فقط، كما انه يعشق الهدوء.. قاطع أفكاره صوت ميار وهي تقول بخجل:
صباح الخير.

إلتفت إليها يتأمل جمالها الهادئ الساحر ووجهها الذى تزيده إبتسامتها إشراقا فى نظرة طويلة مليئة بالمشاعر قبل أن يبتسم تلك الإبتسامة التى تأسرها تماما وهو يقول:
صباح النور.
اقتربت منه قائلة وهي تنظر إلى الورود:
جمال أوى.. انت اللى زرعتهم؟

أومأ برأسه بهدوء لتمد يدها لتلمس إحدى تلك الزهور فى نفس الوقت الذى مد يده لنفس الوردة فتلامست أصابعهم لينظرا إلى بعضهما البعض بنظرة حملت مشاعرهم لتكون ميار أول من ابعدت أصابعها عن الزهرة واشاحت بنظرها عنه ليقتطف تلك الزهرة ويمنحها إياها قائلا:
اتفضلى.
أمسكتها منه قائلة فى دهشة:
لية انا؟

اومأ برأسه دون أن ينطق لتبتسم فى سعادة وهي تمرر أصابعها على أوراقها الناعمة ثم ترفعها إلى أنفها تستنشق رائحتها الجميلة قائلة:
جميلة اوى بجد.. ميرسيه ياباشمهندس.
نظر إلى جمالها قائلا فى نفسه(جمالها كجمالك الخلاب ياميار).. لم ينطق بحرف.. ولكنه اكتفى بإبتسامة هادئة وإيماءة بسيطة من رأسه.
.. لتستطرد هي قائلة:
مين اللى بياخد باله منهم فى غيابك؟

قال عامر:
عم سيد ومراته بتاخد بالها من البيت.. ناس طيبين وعلى أد حالهم من سكان البلد هنا.. بس لما باجى هنا بحب أكون لوحدى.. فبديهم أجازة.
إبتسمت قائلة:
بتحب الهدوء حضرتك.
قال بإبتسامة:
عاشق للهدوء وسكون الطبيعة الجميلة مش بحبها بس.
قالت ميار فى نفسها (يالحظها).. لم تدرك أن كلمتها خرجت من شفاهها بالفعل إلا حين ظهرت الدهشة على ملامح عامر وهو يقول:
أفندم؟

لتقول بارتباك وقد تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل قائلة:
ها.. لا أبدا.. أنا هروح عشان أحضر حاجة ناكلها.. عن إذنك.
تابعها بعيونه وهي تسرع بخطواتها ليبتسم بحنان حتى إختفت من أمامه ليعود ويروى زهوره الجميلة وهو يصفر... فى سعادة.

استيقظ عزت ليجد نفسه فى سرير غريب عنه وحوله بعض الأشخاص الغريبين عنه والنائمين على أسرة بجواره.. ليدرك أنه بالمستشفى من تلك الأربطة الطبية و التى تحيط بمختلف أنحاء أجسادهم حتى هو يحيط رأسه رباطا طبيا أبيضا.. لتقترب منه الممرضة فجأة قائلة بإبتسامة:
صباح الخير..
نظر إليها قائلا:
صباح الخير.. أنا فين؟

قالت بهدوء:
فى المستشفى العام جيت انبارح فى حادثة.. الحمد لله اصابتك مش خطيرة.. مجرد إصابة بسيطة فى الراس و عملنا بعض الاشعة عشان نتأكد ان مفيش ارتجاج فى المخ.. والحمد لله الاشعة تمام..
اوما برأسه متفهما لتقول مستطردة:
احنا كنا مستتنين حضرتك بس تفوق عشان نتصل بالبوليس.. فيه ناس شافوا العربية اللى خبطتك وهربت.. وسابو أرقام تليفوناتهم عشان لو حبيت يشهدوا معاك.

قال عزت بسرعة:
لا لا.. بوليس إيه.. أنا اللى كنت غلطان.. عديت الطريق من غير ما آخد بالى..
قالت الممرضة:
عموما براحتك.. تقدر تقول الكلام ده فى المحضر.. أنا هروح أنده للدكتور عشان يراجع حالتك ولو كله تمام هيكتبلك على خروج.. وبالمرة نخلص موضوع المحضر.. عن إذنك.
نظر عزت فى إثرها ثم نظر إلى المحيطين به ليجد أغلبهم نياما لينهض بهدوء محاولا إيجاد توازنه.. فعليه الهرب حالا من هنا قبل مجئ الشرطي وإلا ضاع هو...للأبد.

كانت ميار واقفة فى المطبخ تستمع إلى أغنية إليسا( مكتوبة ليك ) على هاتفها.. تمسك تلك الزهرة التى منحها إياها عامر تتلمس أوراقها فى شرود.. ليقف عامر يتطلع إليها يستمع بدوره إلى كلمات تلك الأغنية والتى تقول:

مكتوبة ليك إني أنا اللي تعيشلها
مكتوبة على اسمك حياتي كلها
أول ما قلت بحب كانت ليا أنا
مين تستاهلها غيري أو تتقالها
مكتوبة ليك و أهي كل حاجة ف وقتها
تكمل حياتك بيا لما دخلتها
وقت لما شافك قلبي شافت عيني فيك
صورة حبيبي اللي في خيالي رسمتها.

قول بقا يا حبيبي حبيبي
لمين أنا لو مش ليك
قول بقا يا حبيبي حبيبي
هحب في مين غير فيك
طب دا أنا أيامي أحلامي و حياتي واقفة عليك
نور عيني حبيبي حبيبي
لمين أنا لو مش ليك
قول بقا يا حبيبي حبيبي
هحب في مين غير فيك.

طب دا أنا أيامي أحلامي و حياتي واقفة عليك
موعودة بيك تبقى إنتا بختي و قسمتي
موعودة بيك من قبل ما اتقابل معاك
مشاعري حبي حياتي شوقي و لهفتي
متصدقين مني لأني مصدقاك
قول بقا يا حبيبي حبيبي
لمين أنا لو مش ليك
قول بقا يا حبيبي حبيبي
هحب في مين غير فيك
طب دا أنا أيامي أحلامي و حياتي واقفة عليك.

أفاقت من شرودها على صوته وهو يقول:
اممم ريحة الأكل تجنن.
أعادت وضع الزهرة فى كوب الماء الذى أعدته لها ثم اغلقت هاتفها بإرتباك وهي تقول:
أنا.. خلصت.. لو حابب تاكل.
إبتسم قائلا:
النهاردة بالذات أنا نفسى مفتوحة على الآخر وعايز أكبر طبق ممكن تعمليهولى.

إبتسمت بدورها وهي تقول:
بألف هنا.
ثم اتجهت لتعد له ولها طبقين من الطعام.. وهو يتابعها بعينيه.. يدرك لأول مرة أنها تحمل له بعضا من المشاعر.. تكفيه مؤقتا.. وليدع كل شئ للمستقبل والتى تبدو صورته الآن...مشرقة للغاية .

كان ريان يجلس فى حجرة الأطباء بالمستشفى.. شاردا فى ذكرى استيقاظه اليوم وهي بين ذراعيه.. ظل يتأمل وجهها الجميل.. ورغم انها ملامح غزل إلا أنه لم يرى فيها سوى صورة لتمارا رسمها بقلبه فأصبحت تشغل عينيه.. يراها بها كلما نظر إليها.. لا يدرى كم مر من الوقت وهو يتأملها حتى رن هاتفه لتتململ هي فيغمض هو عينيه على الفور يتظاهر بالنوم.. يشعر بها تستيقظ ناظرة إليه لم ترتجف او تبتعد عنه على الفور مما أشعره هذا بالإرتياح.. ثم ابتعدت عنه وهزته برفق قائلة:
ريان.. اصحى ياريان.. تليفونك بيرن.

فتح ريان عينيه يتطلع إلى عيونها بنظرة طويلة صامتة ليشعر بأنفاسها تحتبس داخل صدرها ودقات قلبه تدق بقوة ليسمع صداها من قلبها فى ذلك الصمت.. نظر إلى شفاهها ورغما عنه وجد نفسه يرفع يده يضمها إليه يأخذ شفتيها فى قبلة إختطفت أنفاسهم سويا.. لتبادله إياها على الفور لتتحول تلك القبلة المشتاقة إلى قبلة ناعمة بطيئة أثارت أحاسيسهم وأشعلت وجدانهم.. ليرن هاتف ريان مجددا يخرج تمارا من تلك الأحاسيس التى اجتاحتها لتبتعد عنه على الفور قائلة بخجل:
ريان.. تليفونك.

نظر إليها بتيه وهو يخرج ببطئ من ذلك الشعور الطاغى بالغرق فيها قائلا:
تليفون إيه؟
أعادت كلمتها وقد اشتعلت وجنتاها بحمرة الخجل قائلة:
تليفوونك.

انتبه الآن أن هاتفه يرن ليعتدل ممسكا إياه وهو يلعن المتصل به والذى اخرجه من دوامة مشاعر لذيذة لم يشعر بها منذ زمن.. وكم تمنى لو طالت قليلا.. ليجد أن المتصل به صديقه الطبيب جمال يستدعيه لإجراء عملية تجميل لطفل جاء فى حادث ولا يتحمل تكاليف عمليات التجميل.. وهو يعلم ان ريان يقوم بعمليات خيرية كثيرة.. لذلك اتصل به.. لينهض على الفور ذاهبا ولكنه أخبرها أنهما يجب أن يتحدثا لدى عودته.. فلقد قرر بكل حسم أن يخبرها عن مشاعره والتى بالتأكيد وجد صداها لديها.

أفاق من افكاره على صوت طرقات على الباب.. ثم دلوف إيلين تتبعها تمارا.. إبتسم وهو ينهض لإستقبالهما قائلا:
إيه المفاجأة الحلوة دى.
إحتضنته إيلين فضمها إليه بحنان مقبلا إياها من رأسها ثم اقترب من تمارا مقبلا إياها فى وجنتها بطبيعية وكأنها بالفعل زوجته.. ليبتعد عنهما وايلين تقول:
احنا جايين نخطفك ياسى بابى ونوديك معانا الملاهى.. عقابا ليك عشان نزلت النهاردة من غير ما تصبح علية.

نظر ريان إلى تمارا التى هزت كتفيها بقلة حيلة.. ليعود بنظراته إلى إيلين قائلا بأسف:
أنا آسف بس مش هينفع النهاردة ياقلب بابى.. عندى عملية كمان هنا وكذا عملية فى المستشفى بتاعتى مش هينفع يتأجلوا خالص..
نظرت إليه فى ضيق ليستطرد قائلا:
بصى هخلص شوية عمليات مهمة الأسبوع ده وأوعدك آخدك الأسبوع الجاي شرم.. إتفقنا؟
نظرت إليه فى تشكيك.. ليشير إلى قلبه قائلا:
ده وعد من بابى ياايلين ووعد بابى...

أكملت إيلين قائلة فى حماس:
مش ممكن يخلفه أبدا.
إبتسمت تمارا وهي تتابع هذان الثنائيان بإبتسامة حانية لينظر إليها ريان ويلتقط تلك النظرة والابتسامة ليبتسم بدوره قائلا:
هتروحوا البيت؟
هزت تمارا برأسها نفيا قائلة:
انا وعدتها نوديها الملاهى.. ومادام انت مشغول.. يبقى هوديها انا ونتغدى برة وبعدين هنرجع على البيت.
أوما برأسه قائلا:
طيب متتأخروش.. أنا هروح بدرى عشان الموضوع اللى قلتلك عايز أتكلم معاكى فيه.

اومأت برأسها قائلة:
تمام مش هنتأخر.. بس مش ناوى تلمحلى تلميح بسيط حتى عن الموضوع ده.
لمس أرنبة انفها بيده وهو يهز رأسه نفيا قائلا باإبتسامة:
بعينك.. لما اشوفك بالليل هقولك.
اومأت برأسها مبتسمة وهي تقول:
طيب.. يلا ياإيلين نروح الملاهى عشان منتأخرش بالليل..
لتهمس بالقرب من أذنه:
وياخبر بفلوس.. بالليل هيبقى ببلاش .

إبتعدت ليبتسم هامسا بدوره وهو ينظر إلى شفتيها قائلا:
مش هيبقى ببلاش أوى يعنى.
تخضب وجهها بحمرة الخجل وهي تقول:
يلا ياإيللى.. إتأخرنا.

أمسكت إيللى بيدها متجهين للخارج يوصلهما ريان ليلوحا بيديهما إليه قبل ان يغادرا تتبعهما عيني ريان وإبتسامته.. غافلين جميعا عن عيون اتسعت فى صدمة وصاحبهما يرى ذلك المشهد.. من مكانه المتوارى حتى لا يرونه.. ليقول بصدمة هزت كيانه:
مش معقول.. لأ.. لا يمكن تكون هي.. لأ دى هي.. بس إزاي.. لازم أمشى وراها وأتأكد هي ولا مش هي.

ليتبعها بخطوات بعيدة إلى حد ما حتى ركبت السيارة ليشير إلى سيارة أجرة وهو يقول لصاحبها:
خليك ورا العربية دى.. وهديك اللى انت عايزه.
اومأ السائق برأسه لترتسم نظرة شريرة بعينه.. نظرة تليق بشيطان إسمه عزت...عزت الإبيارى.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، امرأة ، وخمسة ، رجال ،











الساعة الآن 05:11 PM