logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 02:59 صباحاً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

قال الطبيب بنبرة عملية:
البقاء لله.
نظر إليه كمال بعيون زائغة وهو يقول:
مين اللى مات؟
قال الطبيب:
للأسف مقدرناش ننقذ الأم و الجنين.. ربنا يرحمهم.. عن إذنكم.

ثم غادر لتكتم نجوى بيدها صرخة كادت أن تنطلق من شفاهها وعيونها تمتلئ بالدموع.. بينما نظر إليها كمال قائلا:
الراجل ده بيقول إيه.. ها.. بيقول إيه يانجوى.. بيكدب صح؟
نظرت إليه نجوى فى ألم تنهمر دموعها بصمت وهي تمد يدها لتربت على كتفه لينتفض بعيدا عنها قائلا:
انتى بتعملى إيه إنتى كمان.. إبعدى عنى.. علياء مماتتش.. مسابتنيش لوحدى.. انتى فاهمة ولا لأ؟

قالت نجوى بنبرة حزينة منهارة:
إستهدى بالله ياأخويا.. ده قضا ربنا.
نظر إليها بإستنكار قائلا:
قضا ربنا؟.. قضا ربنا إنه ياخد الملاك ده عنده ويسيبنى.. طب كان ياخدنى أنا ويسيبها هي.. كان ياخدنى انا ويسيبها هي.
ثم إندفع إلى حجرة العمليات.. لتنهار نجوى وتجلس فى المقعد قائلة:
لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.

... دلف كمال إلى حجرة العمليات ليجد الممرضة تضع الغطاء على وجه محبوبته.. ليهدر فيها بغضب قائلا:
إنتى بتعملى إيه ؟.. إطلعى برة.
قالت الممرضة:
وجودك هنا ممنوع ياأستاذ.
صرخ بها قائلا:
قلتلك إطلعى برة وسيبينى معاها ياأصورلكم قتيل فى المستشفى دى.

أسرعت الممرضة بالهروب من أمامه وهي تدرك انه جن تماما
.. ليقترب كمال من السرير ويمد يد مرتعشة يرفع الغطاء عن وجهها الحبيب ليجد عيناها مازالتا مغمضتين ليقول بعتاب:
علياء.. ياحبيبتى.. انتى زعلانة منى صح؟.. وعشان كدة مش راضية تصحى وتكلمينى.. طب قومى وأنا أصالحك.. أنا مش قلتلك عاقبينى بأي عقاب إلا الخصام أو البعد عنى.

لتنزل دموعه وهو يستطرد قائلة:
ليه دلوقتى طيب بتبعدى عنى.. ليه عايزة تسيبينى لوحدى.. ده أنا روحى فيكى ياعلياء.. ده انتى هدية ربنا لية.. أخدك منى تانى ليه.. لييييه؟
ليغمض عينيه وهو يقول بإنكسار:
لأ.. أنا عارف أخدك ليه.. بيعاقبنى.. بس ده عقاب قاسى أوى.. كان ياخدنى أنا.. أنا المجرم اللى أستاهل أتحرم من الدنيا بس إنتى لأ.. لأ ياعلياء.
فتح عينيه ينظر إليها ليهز رأسه رافضا وهو يهزها قائلا:
لأ.. متموتيش ياعلياء.. قومى بقى.. عشان خاطرى قومى.. متسيبينيش لوحدى.. ده حكم بالإعدام.. والله حكم بالإعدام.

لم تجبه ليمد يده ويمسك يدها قائلا بهذيان:
برده مش عايزة تردى علية؟.. طب أنا مش هسيبك.. أنا قاعد جنبك لغاية ما تسامحينى وتردى علية ياعلياء.
دلف الأمن مع الطبيب والممرضة فى تلك اللحظة ومن خلفهم نجوى لينظر كمال إليهم قائلا بغضب:
واقفين كدة ليه.. عايزين تاخدوها منى صح؟.. محدش هياخدها.. محدش هيبعدها عنى.
نظرت إليه الممرضة بأسى بينما انهمرت دموع نجوى حزنا على شقيقها.. ليتجه الطبيب إليه قائلا بهدوء:
احنا مش هناخدها منك.. احنا بس عايزينك ترتاح شوية عشان شكلك تعبان.

قال كمال:
أنا مش تعبان.. أنا عايز بس أفضل جنبها.. أنا وعدتها أفضل جنبها ومسيبش إيدها أبدا.. وعدتها إنى...
لم يكمل جملته وهو يشعر بيد الطبيب عليه وتلك الحقنة التى وضعها الدكتور فى كتفه وأفرغ ذلك الدواء ليسرى فى دمه على الفور ويشعر كمال بالدوار يغمره فى ثوان ثم يسقط بين يدي الطبيب فاقد الوعي.

نادى وليد عليها مجددا قائلا:
ميار.
تجاهلته تماما وهي تقرأ كتابها.. لتنتفض عروقه غضبا وهو يتجه إليها بسرعة يمسك ذلك الكتاب من يدها ويمزقه أمامها.. لتنهض من مكانها وقد اتسعت عينيها بصدمة وهي تقول:
انت إزاي تعمل كدة؟انت أكيد مش طبيعي.

أمسك ذراعها بقوة يضغط عليها وهو يجز على أسنانه قائلا:
أنا اللى مش طبيعى برده؟ انا الست اللى جوزها راجع من السفر وبينادى عليها وهي ماسكة كتاب ومش معبراه.. بدل ما تستقبله وتقوله كلمة حلوة.. مين فينا اللى مش طبيعي ياهانم؟

تجاهلت ميار ذلك الألم فى ذراعها وهي تقول له ببرود:
انت ناسى ان الست اللى بتتكلم عنها دى جوزها ضربها ووقعها وخلاها تفقد جنينها.. عايزها تعمل إيه.. ها؟تقابلك بالأحضان.. تفرشلك الأرض ورد.. تسمعك كلام عن شوقها ليك.. لأ ياأستاذ وليد.. الست دى إنت إنتهيت بالنسبة ليها.. وبقيت مش أكتر من إسم موجود فى ضهر بطاقتها وبس.. وحتى الإسم ده ميشرفهاش كمان انه يكون مرتبط بإسمها.

إلتمعت عيون وليد بغضب شعرت به يهز كيانه ليقترب منها قائلا بصوت كالفحيح:
بقى كدة؟
ليلقيها على السرير وهو يخلع عنه حزامه قائلا:
فعلا زي ما ماما قالت.. إنتى محتاجة حد يربيكى من أول و جديد.. ويسعدنى ياميار إنى أكون الحد ده.
اتسعت عينا ميار فى رعب قائلة:
انت بتعمل إيه؟

رفع تيشيرته ليظهر نصفه العلوي عاريا وهو يقول ببرود:
هربيكى ياميار.
جثم فوقها فجأة لتصرخ برعب فوضع يده على فمها وهو يقول:
صرخى أد ما تصرخى.. خلاص يا ميار.. كبرت فى دماغى وانتى اللى جيبتيه لنفسك.
ليقبل عنقها بعنف ثم يمزق فستانها يوصم جسدها بقبلاته العنيفة.. تقاومه بكل ذرة فى كيانها ولكن بنيته القوية وبنيتها الضعيفة حالت دون مقاومتها ليكمل هو ما بدأه حتى النهاية ويده على فمها تكتم صرخاتها المستنجدة.. حتى لفها الظلام ليرحمها من ذلك العذاب الذى مرت به.

لم تستطع تمارا النوم.. تتقلب فى فراشها.. لتعتدل وتلقى نظرة على ريان لتجده مستغرقا فى نومه.. نهضت ببطئ واقتربت منه بحذر حتى توقفت أمامه تماما.. جلست على ركبتيها بجواره تتأمل ملامحه الوسيمة والتى تبدو الآن مسالمة للغاية.. عيونه وهي مغلقة الآن تماثل جمال عيونه عندما يفتحهما وينظر إليها.. هكذا تماما.. انتفضت وهي تدرك أنه مستيقظ بالفعل وينظر إليها لتقول بإرتباك:
أنا.. كنت.. يعنى.. قلقانة ومش عارفة أنام.. فقلت أصحيك تقعد معايا شوية نتكلم.. بس الحقيقة لقيتك نايم فاترددت.

ابتسم مما زاده جاذبية فوق جاذبيته ليصرخ قلبها مستنجدا.. واعتدل ليمسك يديها بين يديه يرفعها بهدوء لتنهض.. ثم يجلسها بجواره بحركة هزت كيانها وجعلتها تذوب عشقا.. لينظر إليها قائلا:
فى أي وقت مش عارفة تنامى فيه.. صحينى ومتتردديش.. وأنا أطول بس ياستى.. ان تمارا هانم تقعد وتتكلم معايا للصبح.. ده حلم.
نظرت إليه قائلة فى حيرة قائلة:
يعنى انت لسة مزهقتش منى ومن مشاكلى يا ريان؟

نظر إليها باستنكار قائلا:
زهقت منك.. ده انا كنت ميت قبل ما أقابلك وانتى حييتينى.. رجعتينى عايش من جديد.. اديتينى حماس عشان أقوم الصبح وأشتغل بكل قوتى.. انتى اديتينى أمل لبكرة.. ولحظات سعادة مابيكملش يومى من غيرها.

استسلمت تمارا الآن تماما.. وسلمت نبضات خافقها إليه يفعل بهم ما يشاء، فنبضاتها الآن ترقص على نغمات كلماته.. ولكنها مالبثت أن أصابها الإحباط مجددا.. فقد أدركت أنها كتمارا لم تمنحه كل ذلك بل منحته إياه ملامح غزل.. لتطرق برأسها أرضا تخفى دموعا ترقرقت بعينيها.. مد يده إلى ذقنها يرفع وجهها إليه فهاله منظر دموعها ليقول بقلق:
طب ليه دلوقتى الدموع ياتمارا؟

شردت تمارا فى ملامحه وكادت أن تقول.. كنت اتمنى لو أحببتنى كما أحببت غزل ولكن كل ما يتمناه المرء لا يدركه.. ولكنها تراجعت فى اللحظة الأخيرة على صوته يقول بنعومة:
تمارا.. روحتى فين؟
قالت وهي تشيح بعيونها عن عينيه:
كنت بتمنى لو ماجد كان حبنى زي ما انت حبيت غزل.
ماجد.. ماجد.. أمازالت تحب ذلك النذل بعد كل ما فعله بها؟أحس بقلبه يتمزق فى ثوان.. كان للتو سيعترف بحبه لها.. لتقول تلك الكلمات فتوأد كلماته فى صدره.. تبا كم يشعر بالألم.

قال لها بصوت حزين:
غزل كانت ملاك ولازم تتحب بالشكل ده.. وإنتى كمان ياتمارا ملاك زيها وأكيد فى يوم هتلاقى حد أحسن من ماجد يحبك من كل قلبه وتبقى انتى بالنسبة له أغلى أمانيه.

نظرت إليه نظرة طويلة غامضة تصرخ فى أعماقها بأنها وجدته.. وجدت من هو أفضل من ماجد ألف مرة ولكنه مع الأسف.. قلبه مشغول بفتاة أخرى.. لتنهض قائلة:
أنا.. أنا هنام دلوقتى.. آسفة لو أزعجتك.. وتصبح على خير.
تابعها بعينيه قائلا:
تلاقى الخير.

تمددت تمارا فى فراشها وشدت غطاءها عليها للحظات ثم قالت:
ريان.. تفتكر ميار هتجيبلنا الورق ؟
قال ريان فى هدوء يخالف ثوران مشاعره:
مش عارف ياتمارا.. بجد مش عارف.

أومأت برأسها واضجعت على جانبها الأيمن.. تحاول أن تسترق بضع ساعات من النوم ولكن هيهات.. فكلامها مع ريان يدوى فى رأسها كالمطرقة يحول دون نومها بينما يماثلها ريان.. وهو يتقلب محاولا النوم فلم يستطع.. ليدرك الاثنان أنها ستكون ليلة طويلة...طويلة جدا.

إستغل عزت عدم وجود صافى بالمنزل وذهابها للنادى مع صديقاتها ليدلف إلى الحجرة ويمسك المفتاح ليفتح به خزانتها.. نظر إلى تلك المجوهرات بالداخل وذلك المال والذى يكفيه لسنوات لتلتمع عينيه بسعادة وهو يفتح تلك الحقيبة ويعبئ بها الأموال والمجوهرات.. أمسك عقدا ثمينا بيد ورزمة من المال باليد الأخرى قائلا:
عشان تبقى تهددينى كويس ياصافى.. شوفى بقى إنتقام عزت منك شكله ايه.. وإبقى ور...

قاطع كلماته دلوف صافى إلى الحجرة فى تلك اللحظة وهي تبحث فى حقيبتها عن شئ ما.. ليتجمد تماما وهي تقول:
نسيت آخد فلوس عشان ادفع إشتراك...
توقفت عن الكلام وهي ترفع وجهها وتشاهد هذا المنظر أمامها.. عزت يمسك بمجوهراتها وأموالها وخزانتها مفتوحة على مصراعيها.. لتدرك وبكل صدمة أن عزت يسرقها.. لتشعر بالغضب ويظهر ذلك الغضب فى كل ملامحها قائلة:
إنت بتسرقنى ياعزت؟

ترك عزت مابيده وهو يسرع إليها قائلا:
إفهمينى بس.. أنا...
قالت بحدة:
إنت حرامى.. حرامى وندل.. آمنتك على نفسى وبيتى وخنت الاتنين.. هستنى إيه بس من ويتر حقير أنا اللى نضفته ولميته من الشوارع.. أكيد فى الآخر هيطلع حرامى ونصاب كمان.

قال عزت بغضب:
ماتتلمى بقى.. كل شوية تقولى نضفتك.. نضفتك.. ويعنى انتى مقبضتيش التمن من شبابى وصحتى.. انتى ياولية مش شايفة نفسك فى المراية.. مش آخدة بالك من سنك.. ده انتى حيزبونة كبيرة.. احمدى ربنا انى قبلت أتجوزك.
إنتفضت عروق وجهها وهي تقول:
بقى كدة.. ماشى ياعزت..

لتمسك هاتفها وتتصل برقم ما مستطردة:
أنا بقى مش هسيبك وهبلغ عنك...
أخذ منها الهاتف عنوة وألقاه بكل قوة ليقع وينكسر.. لتتسع عينيها قائلة:
انت أكيد اتجننت وأنا هوريك.
إلتفتت مغادرة لتجده يمسك بشعرها من الخلف بقوة يرجعها إلى مكانها لتكاد تصرخ فكمم فمها وهو يقول بغضب:
رايحة على فين.. عايزة تبلغى عنى مش كدة؟

حاولت أن تتملص من يده فلم تستطع ليرفع يده التى تكمم فمها ليشمل بها أنفها فإزدادت مقاومتها عنفا وهي تشعر بالإختناق وإزداد هو تمسكا بها وهو يقول لها بجوار أذنها:
مكنتش حابب النهاية تكون كدة.. بس إنتى اللى إخترتى ياقطة.

لتهمد حركتها بعد فترة ويثقل جسدها ليدرك عزت أنها ماتت.. جرها حتى السرير ثم ألقى بجسدها عليه وأسرع يفرغ ما فى خزانتها فى الحقيبة.. اغلق الخزانة ومسح بتيشيرته البصمات من عليها.. قبل ان يتجه للخارج بهدوء.. إلتفت ينظر إلى جثة صافى.. قبل ان يبصق ويخرج من الحجرة مغلقا الباب خلفه ببرود.

نهضت ميار تشعر بألما شديدا فى جسدها لتلقى نظرة مشمئزة على زوجها النائم على بطنه بجوارها.. خرجت من السرير واقتربت من التسريحة لتلقى نظرة على صورتها بالمرآة.. صورة باهتة لها.. كدمات زرقاء فى كل انحاء جسدها.. أغلقت عينيها بألم تتذكر تلك اللحظات البشعة والتى عانت منها منذ وقت قليل.. لتفتح عينيها على إتساعهما وهي تدرك إحساس تمارا بعد فعلة هؤلاء الحيوانات بها.. لتلتمع عينيها بقسوة وهي تقرر الإنتقام لها ولنفسها ولكل فتاة إستباح وليد حرمة جسدها.. لتذهب إلى بنطاله المرمي على الأرض..

تفتشه بحذر قبل أن تلمع عينيها وهي تجد مفاتيحه.. وضعت دثارا عليها ثم هبطت إلى الأسفل واتجهت إلى حجرة مكتبه.. لتدلفها بهدوء.. ثم تتجه إلى خزانتها.. فتحت ذلك المصباح الصغير على المكتب لينير لها.. ثم فتحت الخزانة وفتشت بسرعة عن تلك الأوراق التى أخبرتها عنها غزل.. لتلتمع عينيها فى إنتصار وهي تجدها.. أغلقت الخزانة بسرعة وأطفأت المصباح.. ثم عادت إلى حجرتها بهدوء.. فتحت دولابها ووضعت الأوراق بين طيات ملابسها..

ثم أعادت المفاتيح إلى مكانها.. وخلعت عنها دثارها وهي تدلف إلى الحمام تفتح المياة الساخنة وتملأ البانيو ثم تتمدد فيه وهي تغلق عينيها لتدع المياة تشفى ألم جسدها أما ألم قلبها وروحها.. فلا علاج لهما أبدا.


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 03:06 صباحاً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الثالث والعشرون

استيقظ وليد على صوت رنين هاتفه.. عقد حاجبيه وهو يتأمل الفراش الخالى بجواره ثم مد يده يمسك هاتفه ليرى رقم عزت.. إزداد إنعقاد حاجبيه وهو يعتدل مجيبا إياه قائلا:
آلو.
قال عزت بسرعة:
وليد.. أناعايز مكان أستخبى فيه وبسرعة.
قال وليد بقلق:
تستخبى من إيه بس.. فيه إيه ياعزت؟
قال عزت بضيق:
قتلت صافى ياوليد.
قال وليد بدهشة:
قتلتها.
قال عزت بإرتباك:
أيوة.. أصلها.. يعنى.. خانتنى.
قال وليد فى صرامة:
يبقى تستاهل الموت.. إطلع ع الشقة إياها.. الشقة فى مكان متطرف وسكان العمارة أغلبهم مسافرين والباقى فى حالهم.. إستنانى هناك.. وأنا جايلك علطول.
قال عزت:
تمام.. هستناك.. متتأخرش ياوليد.
قال وليد بهدوء:
مش هتأخر..
ثم أغلق الهاتف وهو ينهض من سريره باحثا عن ميار فى الحمام...فلم يجد لها أثرا.

ناولت ميار الأوراق إلى تمارا قائلة:
الورق أهو ياغزل.
تناولت تمارا منها الورق وعيونها تلمع بالسعادة لتقول بإمتنان:
أنا مش عارفة أشكرك إزاي ياميار؟.. إنتى قدمتيلى خدمة العمر.
أطرقت ميار برأسها قائلة بإنكسار:
متشكرنيش ياغزل.. أنا كنت أنانية وجبانة وفكرت فى نفسى لما رفضت.. بس ربنا أراد يعاقبنى على وقوفى فى صف الظالم بسكوتى وخضوعى.. ولولا كدة مكنتيش هتلاقينى أدامك النهاردة.. الساكت عن الحق شيطان أخرس ياغزل.

تأملتها تمارا بحزن وقد أدركت فجأة مصابها.. لتنفض ذلك الحزن وهي ترى ريان يدلف إلى الحديقة.. مقتربا منهما.. ليبتسم لها تلقائيا فترد له إبتسامته العذبة بإبتسامة شبيهة لها.. قال بهدوء:
صباح الخير.
قالت تمارا:
صباح النور.
قال ريان:
منورانا يامدام ميار.
قالت ميار:
ميرسيه يادكتور ريان..
ثم نهضت قائلة:
أنا.. مضطرة أمشى.. عن إذنكم.
قالت تمارا بقلق:
تمشى تروحى فين؟
قالت ميار:
هرجع بيت أهلى .

قالت تمارا بسرعة:
مينفعش.. بعد ما يكتشف وليد إنك خدتى الورق من خزنته.. حياتك هتكون فى خطر..
قالت ميارفى هدوء وقد أدركت أنها فعلت الشئ الصحيح وهي على استعداد لكل شئ يحدث لها:
متقلقوش علية.. لو حاول يعمل حاجة معايا أهلى هيحمونى منه.
هزت تمارا رأسها قائلة:
محدش هيقدر يحميكى منه لغاية ما يتحط فى السجن ياميار.
عقدت ميار حاجبيها قائلة:
يعنى إيه؟

قالت تمارا:
يعنى انتى لازم تختفى لغاية ما ده يحصل.
عقدت ميار حاجبيها فى حيرة قائلة:
وهروح فين بس؟.. وليد عارف كل مكان ممكن أروحه.. حتى لو استخبيت هنا هيدور علية.. ويلاقينى.
قال ريان الذى كان يتابع حديثهما فى صمت:
بس مش هيدور عليكى فى المنصورة ولا هيتخيل إنك هناك أصلا.
نظرت إليه كل من تمارا وميار فى حيرة ليستطرد قائلا:
عامر ابن عمى ليه بيت فى المنصورة ولو وافقتى تقعدى هناك.. كدة بقيتى فى أمان.

كادت ميار ان تعترض ليقول بسرعة:
عامر بعتبره زيي بالظبط وأكتر.. ولو بتثقى فية يبقى صدقينى هتثقى فيه.
أحس ريان بترددها الذى دام لثوان قبل أن تحسم رأيها وهي تهز رأسها موافقة ليقول بإبتسامة:
كدة تمام.. أنا هروح أكلمه ييجى حالا.
غادر تتابعه عيون الفتيات.. قبل أن تقول تمارا لميار:
تعالى ياميار اقعدى جنبى.

ذهبت ميار وجلست بجوار تمارا بهدوء.. تمد يدها لترفع ياقة فستانها فى حركة لاحظتها تمارا على الفور لتدرك جيدا معناها وتتأكد شكوكها.. شعرت بقلبها يتمزق على تلك الجميلة.. لتقول لها بأسى:
أنا عايزاكى تكونى متأكدة إن أي حاجة مريتى بيها مع وليد.. هتتنسى مع الأيام.. صدقينى.. كل وجعك هيروح وهيفضل منه ذكرى.. هتيجى فى بالك من وقت للتانى.. هتإلمك.. بس مش زي بدايتها.. ومع الأيام برده هتلاقى ان كل اللى مريتى بيه قواكى.. خلاكى واحدة تانية مش أي حاجة تهزها أو تكسرها.. الجرح يبان فى وقته صعب.. صدقينى مع الأيام بيروح وعلامته بتسيب أثر بسيط بيفكرنا بس بيه ياميار.. مش عايزاكى تنسى كلامى ده.

نظرت إليها ميار بحيرة قائلة:
كلامك دايما بيأثر فية ياغزل.. بحسه زي البلسم بيطبطب على جرحى.. بيقوينى.. أنا معرفكيش من زمان بس حقيقى محدش حس بية وفهمنى وريح قلبى أدك انتى.
إبتسمت تمارا وهي تربت على يد ميار بحنان قائلة:
قلتلك قبل كدة الموجوع بيحس بالموجوع اللى زيه.. وهو الوحيد اللى بيقدر يخفف عنه.
عقدت ميار حاجبيها قائلة:
وإيه اللى وجعك ياغزل.
إستندت غزل بظهرها إلى مقعدها قائلة:
متستعجليش.. أكيد فى يوم من الأيام هحكيلك حكايتى.. وصدقينى حكايتى هتصدمك يا ميار.. وهتحسسك إن كل اللى مريتى بيه من وجع ميجيش حاجة فى بحر وجعى.

كان عامر جالسا فى بيته أمام التلفاز.. يتناول فنجال قهوته ليشرد فجأة فى ذكرى تلك العيون التى سرقت قلبه بنظرتها وحرمته النوم.. لينفض أفكاره بقوة وهو يركز فى مشاهدة ذلك البرنامج الذى يتابعه.. لتختفى مجددا صورة البرنامج ويظهر أمامه ذلك المشهد الذى ظل يتكرر ويتكرر مرارا.. مشهد سقوطه وسقوط تلك الجميلة الرقيقة فوقه ثم انفلاجة عينيها التى سحرت لبه.. ليزفر فى ضيق.. وهو يدرك أنه لا يعرف عنها شيئا..

كم تمنى لو سأل ريان عنها فمن الواضح انها كانت فى زيارة لتمارا.. ولكن شيئا ما لايدرى كنهه أوقفه فى اللحظة الأخيرة.. رن هاتفه ليمسكه ويرى إسم المتصل به.. لتنفرج أساريره وهو يرى رقم ريان.. أسرع بالرد قائلا:
متقولش إنى وحشتك.
قال ريان بإبتسامة ظهرت فى صوته:
لا ياخفيف.. هتوحشنى إزاي بس وأنا لسة شايفك إنبارح؟

قال عامر بمزاح:
كدة ياريان.. تكسرلى قلبى.. طب كنت إخدعنى وإكذب علية وقول إنى وحشتك.. آه ياخاين.. ياغدار.. ياقاسى.
تعالت ضحكات ريان لتتسع إبتسامة عامر وهو يسمع ضحكات ابن عمه ورفيق دربه التى لم يسمعها منذ سنوات.. تحديدا منذ وفاة غزل.. ليدرك أن وجود تمارا فى حياته مؤخرا كان له أثرا إيجابيا عليه.. توقف ريان عن الضحك وهو يقول:
كفاية بقى هزار.. عايزك عندى حالا.

اتسمت نبرات ريان بالجدية مما جعل عامر يعتدل بسرعة مدركا خطورة الأمر وهو يقول بحزم:
مسافة السكة.
ليغلق هاتفه وهو يتجه إلى حجرته يستعد للذهاب إلى منزل ريان... على الفور.

كان وليد متجها للخارج حين استوقفه صوت منيرة وهي تقول:
على فين ياوليد؟
إلتفت إليها وليد قائﻻ:
عندى مشوار مهم.
قالت منيرة:
مشوار إيه ده؟
قال وليد بحدة:
مشوار ياماما مشوار.. إيه هو انا لسة عيل صغير هقدملك تقرير بخطواتى.

تجاهلت منيرة نبراته الحادة وهي تقول بهدوء:
ومراتك فين؟
قال وليد بضيق:
معرفش.. انا صحيت ملقيتهاش فى الأوضة.
عقدت منيرة حاجبيها قائلة:
ومش موجودة فى البيت ولا الجنينة.. هتكون راحت فين ع الصبح كدة ومن غير إذن.
أطرق وليد برأسه قائلا:
غالبا راحت على بيت أهلها.
قالت منيرة بتوجس:
ليه ياوليد؟

رفع رأسه ليواجه عينيها قائلا فى برود:
مش اتصلتى بية وقلتيلى تعالى ربي مراتك ورجعلها عقلها لراسها.. أدينى ربيتها.
قالت منيرة بقلق:
عملت إيه ياوليد؟
قال وليد:
خدت حقى الشرعى منها ياماما... بالقوة.
اتسعت عينا منيرة قائلة فى صدمة:
انت إتجننت؟

قال وليد بحدة:
ايوة إتجننت.. إتجننت يوم ما سمعت كلامك واتخليت عن روان.. الإنسانة الوحيدة اللى حبيتنى وحبيتها.. وعشت طول السنين دى بتعذب.. واتجننت يوم ما سمعت كلامك وإتجوزت ميار وانا مبحبهاش.. ولو مش عايزة تشوفى جنانى على أصله ياماما.. سيبينى أمشى دلوقتى وأروح مشوارى عشان أنا على آخرى.
ليبتعد مغادرا تتبعه عينا منيرة فى صدمة.. لتضرب يدا على يد قائلة:
هو لسة فيه جنان أكتر من اللى بتعمله ياوليد؟ربنا يستر.

قال عامر:
والله ياسيدى فهمت.. هاخدها واطلع بيها على بيت المنصورة وهخلى بالى منها وأحطها فى عينى.. لغاية ما تطمنونا ان الزفت جوزها ده بقى فى السجن.. وهي بقت فى أمان.. ساعتها بس هنرجع هنا.. فيه حاجة تانية؟
ابتسم ريان قائلا:
لأ كدة تمام أوى.. انا مش عارف أشكرك إزاي ياعامر ع اللى بتعملوا معايا .
ربت عامر على كتفه قائلا:
برده بتشكرنى؟عيب عليك ياريان.. ده إحنا إخوات ياجدع.
ابتسم ريان وهو يقول:
ربنا يخلينا لبعض.
بادله عامر إبتسامته قائلا:
ياارب.

قال ريان:
طب تعالى بقى اما أعرفك بيها.. بس أوعى تنسى وتنده لتمارا بإسمها.. مدام ميار متعرفش لسة ان تمارا تبقى البنت اللى الكلاب دول...
لم يستطع إكمال عبارته وهو يشعر بقبضة تعصر قلبه ليتفهم عامر مشاعره وهو يربت على كتفه قائلا:
مفهوم.. متقلقش.

نظر إليه ريان بإمتنان ثم غادر يتبعه عامر إلى الحديقة حيث توجد تمارا وصديقتها...التى ما إن رآها حتى وقف متجمدا مكانه لتنهض هي ببطئ وقد إتسعت عيناها بدهشة بدورها.. لينقل ريان وتمارا بصريهما بين هذين الاثنين يدركان أنهما يعرفا بعضهما وأنها ليست المرة الأولى للقاءهما.

تأملت ميار تلك المساحات الخضراء من نافذة سيارة هذا المدعو عامر بشرود.. تفكر فى حكمة القدر الذى جعل بيت هذا الرجل من دون كل الرجال ملجأها.. إنها لم تكن المرة الأولى لها للقاءه ولم تكن الثانية كما يظن هو والجميع.. لقد رأته كثيرا فى أحلامها قبل أن تتزوج وليد.. صور غامضة له لطالما راودت أحلامها.. ظنته وقتها إحدى أبطال تلك القصص التى كانت تقرأها وتجسد فى أحلامها.. تعلقت به كثيرا.. كثيرا جدا.. بحثت عنه فى كل الوجوه حولها فلم تجده..

حتى كان إرتباطها بوليد.. حاولت ان تستبدل وجه ذلك الرجل الغامض فى أحلامها بوجه وليد فلم تستطع.. ظلت صورته تراود أحلامها.. حتى ظنت لفترة انها أصبحت مهووسة به.. لتتزوج وليد.. وتصلى كل ليلة تدعوا ربها فى صلاتها لكي يختفى هذا الفارس من أحلامها.. تستحرم وجوده فى تلك الأحلام وهي على ذمة رجل آخر.. وبالفعل إستجاب الله لدعائها فلم تعد تراه..

لاتنكر انها افتقدت وجوده ولكن كان ذلك أفضل من ان تشعر بانها خائنة حتى وان كان وجوده فقط فى أحلامها.. حتى البارحة.. عندما اصطدمت به.. وتجسد أمامها فجأة.. ظنت انها تحلم مجددا ولكن ملمس جسده الدافئ تحت جسدها دحض هذا الظن لتسرع بالهرب من امامه قبل ان تضعف وتلقى بنفسها بين ذراعيه تبحث بينهما عن امان شعرت به فقط.. معه.. فى أحلامها.. فإذا بها اليوم تلتقى به مجددا ليحميها هو من دون كل أناس الأرض.. فماذا ستفعل؟.. لقد كادت أن ترفض حمايته ولكن بم كانت ستفسر رفضها.. أنها رأته فى احلامها وتعلقت به وتخشى ان تضعف امامه..

كانوا سيظنونها مجنونة.. حسنا.. هي لم تعد تلك الميار التى كانتها لقد صارت أقوى كما قالت لها غزل.. وهي لن تخشى ضعفا ولا استسلاما.. ستتجنبه تماما حتى ينتهى الأمر.. نعم هذا ما سوف تفعله..
...كان عامر شاردا بدوره فى أفكاره حول جميلته التى لم تعد جميلته فهي ملكا لرجل آخر حتى وإن كان نذلا حقيرا.. نعم مشاعره تعلقت بها ولكنه سيوأد تلك المشاعر.. وفقط سيترك رغبته القوية فى حمايتها من أي أذى.. وأي شخص.. حتى لو كان حمايتها من نفسه.. سيفعل.. سيفعل ولو كان الثمن حياته.

أفاق من شروده على تنهيدة إنطلقت من أعماق صدرها.. لتحين منه نظرة إليها يلاحظ تعرق وجهها.. لابد وأنها تشعر بالحرارة الشديدة داخل السيارة ليسرع بفتح مكيف السيارة فى نفس اللحظة التى مدت هي يدها لتفتحه.. فتلامست أيديهما.. انتفضا سويا مبعدين أصابعهما المتلامسة عن بعضهما البعض وتلاقت عيناهما فى تلك اللحظة.. ليشعرا بالغرق.. حرفيا.. كان عامر اول من أفاق من مشاعره وهو يركز على الطريق ثم يعود إليها بعينيه قائلا بهمس:
آسف.

قالت برقة خلبت لبه:
ولا يهمك.
سألها قائلا:
افتحلك التكييف.
قالت بخجل:
ياريت.

مد يده ليفتح مكيف السيارة.. ثم فتح التسجيل ليستمع إلى أي شئ يلهيه عن افكاره التى تدور كلها حول تلك الكائنة الرقيقة بجواره.. ليتهادى إليه صوت كاظم الساهر فى أغنية الحب المستحيل والتى عبرت عن مشاعره بقوة وجعلته يتعمق أكثر فى أحاسيسه التى ستودى به بالتأكيد للغرق..

( أحبك جداً وأعرف أن الطريق الى المستحيل طويل
وأعرف أنك ست النساء.. ست النساء
ست النساء.. وليس لدي بديل
وأعرف أن زمان الحنين أنتهى ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول
أحبك جداً أحبك جداً
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنت بمنفى.

وبيني وبينك ريح وغيم وبرق ورعد وثلج ونار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهم
وأعرف أن الوصول إليك انتحار
ويسعدني ويسعدني
أن أمزق نفسي.. لأجلك.. أيتها الغالية
ولو خيروني..
لكررت حبك.. في المرة الثانية
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً.. أحبك.. أحبك.

أحبك جداً وأعرف أن الطريق الى المستحيل طويل
أحبك جداً وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض.. أركض خلف جنوني
أيا امرأة.. أيا امرأة.. تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني.

فماذا أكون أنا.. أنا اذا لم تكوني
أحبك جداً وجداً وجداً
وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق.. أن يستقيلا
وما همني.. ان خرجت من الحب حيا
وما همني.. ان خرجت قتيلا)

قالت تمارا بحيرة وهي تقف امام الدولاب تختار فستانا لترتديه كي تقابل اهل غزل اليوم:
تفتكر يعرفوا بعض؟
قال ريان وهو يفك زرار قميصه الأول قائلا:
معتقدش.. بس أكيد شافوا بعض قبل كدة.. بس فين معرفش.. الغريبة ان محدش فيهم قال إنه يعرف التانى او شافه.
أومأت برأسها.. ثم نظرت إلى الدولاب للحظات قبل ان تزفر قائلة:
مش عارفة ألبس إيه.. بجد محتارة.

اقترب منها ليقف خلفها تماما ملقيا نظرة على محتوى دولابها.. بينما شعرت هي بالحرارة تغزو كيانها ورائحته تتسلل إلى أنفها تسلبها عقلها.. لتغمض عينيها تستمتع بذلك الشعور الذى يمنحها إياه قربه.. تمنت لو تراجعت خطوة واحدة للخلف بل اقل من خطوة لتستند على صدره فيضمها بيديه.. لتشعر برعشة سرت فى جسدها كله وهي تشعر به يميل عليها فأصبح ملاصقا لها تماما.. وهو يأخذ فستانا معلقا من دولابها قائلا:
ده هيبقى حلو أوى عليكى.

إلتفتت إليه فى نفس اللحظة التى إلتفت إليها فيها ليغرق كل منهما فى ملامح الآخر.. إنفرجت شفتيها بإرتعاشة مشاعر جعلت قلبها يدق بعنف.. بينما تعلقت نظراته بشفتيها لتغيم عينيه بالمشاعر ودون إرادة منه وجد نفسه يميل ليقبل تلك الشفاه برقة.. ما ان تلامست شفتيهما حتى ضربهما تيارا كهربيا ليترك ريان الفستان ليقع أرضا وهو يحيطها بيديه يضمها إليه فرفعت يديها بدورها تضمه دون إرادة منها.. تبادله قبلة تعلم الآن انها أرادتها وبكل قوة..

تغمرها أروع المشاعر وهي تشعر بأنفاسها تختلط بأنفاسه.. ليتعمق بقبلته ويديه تجوب على جسدها تثير مشاعرها الكامنة تجاهه لتنتفض فجأة وهي تشعر بيده على جسدها العارى.. وتبتعد كمن لدغتها عقربة.. تنظر إليه بخوف.. ليشعر ريان بالتيه للحظات.. قبل ان يستوعب ما فعله لتتسع عينيه بصدمة وهو يقترب منها لتتراجع خطوة.. فتوقف مكانه متجمدا يدرك بكل الم أنه قد أخافها.. ليقول بصوت تهدج من الندم:
آسف.. بجد سامحينى.. أنا.. أنا.. صدقينى مش عارف عملت كدة إزاي.. أرجوكى سامحينى.

ترقرقت الدموع بعيونها ليغمض عينيه وقد آلمته دموعها ثم يلتفت على الفور مغادرا الحجرة لتجلس تمارا على السرير فلم تعد قدماها قادرتان على حملها.. مدت يد مرتعشة تتلمس بها شفتيها لتنزل يديها ببطئ تضعهما فى حجرها قائلة بألم وقد بدأت دموعها بالهبوط:
أنا اللى آسفة ياريان.. كان نفسى أقابلك من زمان.. من قبل ما أبقى بالشكل ده.. انت الإنسان الوحيد اللى اتمنيت إنه يكون لية وأكون له بجد.. بس مع الأسف قلبك متعلق بغزل وأنا نفسيا مدمرة.. و أمنيتى جت بعد فوات الأوان.

تركت العنان لدموعها حتى أفرغت كل حزنها.. لتحين منها نظرة إلى ذلك الفستان الملقى على الأرض.. نهضت لتمسكه وتضمه إلى صدرها.. تغمض عينيها و تستنشق عبيره الذى مازال عالقا به.. قبل أن تتجه إلى الحمام لتأخذ دوشا.. إستعدادا للقاء ذوي غزل.


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 03:07 صباحاً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

كان ريان يجلس مع عائلة غزل المكونة من عمها شاكر وزوجة عمها حنان وإبنهما جلال.. لتتوقف أنفاسه وهو يرى دلوف تمارا وإيلين.. كانت تمارا تلبس ذلك الفستان الذى إختاره لها.. كم بدا رائعا عليها.. وجدلت شعرها فى ضفيرة وفعلت المثل لإيلين فمنحهما تشابههما مظهرا خلابا.. نهض الجميع لإستقبالهما ليسلم شاكر عليها قائلا:
أهلا ببنت أخويا.

ابتسمت قائلة:
إزيك ياعمى.
لم يمد جلال يده إليها قائلا:
إزيك ياغزل.
قالت تمارا:
بخير ياجلال.
لتسرع حنان بإحتضان تمارا قائلة:
حبيبتى ياغزل وحشتينا.
قالت تمارا وهي تضمها بدوها:
وانتوا كمان يامرات عمى.

لتبتعد حنان عن حضنها تنظر إلى الصغيرة و تكاد ان تضمها لتبتعد عنها إيلين وهي تتوارى خلف تمارا.. فتقول حنان بحزن مفتعل:
كدة برده ياإيلين.. مش عايزة تسلمى علية.
قال ريان بهدوء:
معلش يامدام حنان.. انتى عارفة إنها مشافتكوش من زمان وإيلين بطبيعتها خجولة.
قالت حنان بعتاب:
ومين السبب فى إنها متشوفناش ياريان؟ مش بعدكوا بيها وسفركوا بيها بلد تانية.. ده انتوا قطعتوا معانا خالص.

قالت تمارا برقة:
معلش ياطنط حنان.. شغل ريان بقى وكان لازم نكون معاه.. وأدينا رجعنا أهو من تانى.. اتفضلوا أقعدوا واقفين ليه بس؟
جلس الجميع بينما قالت حنان:
بس قوليلى ياغزل.. صوتك ماله.. متغير عن زمان.. هو تقريبا نفس التون بس برده متغير.
نظرت تمارا إلى ريان بسرعة ليقول ريان:
حادثة عملتها فى باريس يامدام حنان وأثرت على أحبالها الصوتية بس الحمد لله إنها جت على أد كدة بس.
أومأت حنان برأسها قائلة:
الحمد لله ياابنى.. الحمد لله.

نهضت تمارا قائلة:
لحظة واحدة هجيبلكم حاجة تشربوها.
قالت حنان:
ليه ياغزل.. إنتى معندكيش خدامين؟
قالت تمارا بإبتسامة:
عندى ياطنط بس إنتى عارفانى بحب اعمل شغل البيت بنفسى.. عن إذنكم.
قالت إيلين:
انا جاية معاكى يامامى.

إبتسمت تمارا وهي تأخذ بيد إيلين فى يدها.. تغادران بهدوء يتابعهما جلال بعينيه ليشعر ريان الذى لمح تلك النظرات بأنه على وشك إرتكاب جريمة قتل.. بينما قالت حنان:
لسة غزل فعلا زي ماهي.. غاوية عيشة الخدامين.
شعر ريان بالغيظ من تلك السيدة المتكبرة ليقول بهدوء لا يعكس مشاعره:
أكتر حاجة شدتنى لغزل على فكرة هي بساطتها.. دى ميزة كبيرة فيها.

قالت شاكر بإرتباك:
آه.. أيوة طبعا.. غزل طول عمرها بسيطة فعلا.
ليغير مجرى الحديث وهو يقول:
وانتوا مش ناويين تسافروا تانى يادكتور ريان؟
قال ريان:
لأ.. إحنا هنستقر فى مصر.. أنا بنيت إسمى خلاص هنا.. والشغل فى المستشفى فوق الممتاز.. ليه بقى أسافر من تانى.. الغربة وحشة ياأستاذ شاكر.
نظرت حنان إلى محيطها تلاحظ ثراء صاحب المنزل من ديكوراته ومفروشاته لتشعر بالحقد يملأ قلبها.. ولكنها اخفته من ملامحها وصوتها وهي تقول:
فرحتنا يادكتور.. فرحتنا أوى.

وصل عامر إلى منزله فى المنصورة فأوقف سيارته وألقى نظرة على رفيقة سفره ليجدها نائمة.. تأمل ملامحها الرقيقة بقلب زادت خفقاته.. كاد أن يمد يده ويمررها على وجنتها بحنان لتتوقف يده فى الهواء ثم ينزلها بسرعة وهو يشيح بنظراته عنها.. يستغفر ربه فميار زوجة لرجل آخر.. يجب ان يظل يتذكر تلك الجملة حتى لا يضعف مجددا.. خرج من سيارته والتف حولها يفتح الباب خاصتها ثم يميل عليها ليحملها.. ليتوقف فى مكانه مجددا وهو يعتدل زافرا بحنق وهو يتساءل.. ألم يقل لنفسه منذ ثوان أنها امرأة متزوجة؟.. تبا.. لقد جن تماما.. مال ينادى عليها قائلا:
مدام ميار..

لم تجيبه ليهزها برفق قائلا:
مدام ميار.
فتحت ميار عيون ناعسة أصابته بسهم فى قلبه.. لتجهز على قلبه تماما حين ابتسمت برقة وهي تتأمل ملامحه.. ثم يصاب بدهشة بالغة حين قالت:
على فكرة انت حلو أوى.
ثم عادت لتغمض عينيها متمتمة:
بس إحنا مش اتفقنا تخرج من أحلامى.. يلا اخرج بقى.

رغما عنه علت شفتيه إبتسامة وهو يدرك انها تظن نفسها فى حلم.. لتزول إبتسامته على الفور وهو يدرك انها تظن انها تحلم به.. أم ربما تحلم بزوجها.. لم يستطع تقبل هذا الاحتمال الأخير ليقول بحدة:
مدام ميار.
فتحت ميار عيونها على إتساعهما وهي تنظر إلى عامر ثم إلى محيطها لتتذكر كل ماحدث وتدرك أنها لم تكن تحلم.. لتعتدل قائلة فى خجل:
إحنا وصلنا.

اوما برأسه وهو يشيح بنظراته عنها متجها إلى المنزل ليفتحه.. نزلت من السيارة وألقت نظرة على ذلك المنزل المتطرف.. للحظة شعرت بالخوف ولكنها ما ان نظرت إلى عامر الذى فتح الباب ووقف ينتظرها حتى زال هذا الشعور تماما ليتبدل بالأمان على الفور لتذهب إليه بخطوات سريعة.. أشار لها بالدخول قائلا بهدوء:
اتفضلى.. البيت بيتك.. أنا هروح اجيب الشنطة بتاعتك وراجع علطول.

تابعته بعينيها وهو يذهب لإحضار حقيبتها.. كم هو وسيم ومفتول العضلات.. رزين وهادئ.. تماما كصورته فى أحلامها.. لاحظت بروده الغريب معها منذ استيقظت وأرجعت ذلك لكلامها الذى بالتأكيد فسره بشكل خاطئ.. فهو لا يعلم عن أحلامها شيئا.. لتهز كتفيها وهي تدلف إلى المنزل.. موقنة ان بروده فى مصلحتها حتى لا تتعلق به أكثر.. وربما عليها بدورها ان تعامله بنفس البرود.. او ربما تتجاهل وجوده تماما.

قالت منيرة بجزع:
إنت بتقول إيه؟
قال وليد بغضب:
بقول إن الهانم بنت أختك اللى انتى جوزتهالى وقلتى إنها متربية على إيدك.. سرقتنى.. سرقتنى وهربت ياماما.
قالت منيرة بإستنكار:
مستحيل.. ميار مش ممكن تعمل كدة.. ميار بنت ناس...

قاطعها وليد قائلا بحدة:
بلا بنت ناس بلا زفت.. الهانم أخدت ورق الصفقة اللى فاتت وهربت.. سألت عليها عند باباها مش موجودة.. قلبت عليها الدنيا مش لاقيها.. وده ملوش عندى غير معنى واحد.. الهانم ناوية ع الغدر.. واللى يفكر بس يغدر بوليد السيوفى.. أنسفه.
قالت منيرة:
إهدى بس ياوليد وخلينا نفكر بعقل.

هدر وليد قائلا:
عقل إيه ياماما.. إنتوا خليتوا فية عقل.. عشت حياتى وكأنى معشتهاش.. فى كل خطوة بخطيها بلاقيكى فوق راسى.. إنتى السبب فى كل حاجة وصلت ليها على فكرة.. والهانم بنت اختك جاية تكمل علية.. لأ.. مبقاش وليد السيوفى إن ماوقفت كل واحد عند حده وهتشوفوا.
كادت منيرة أن تتحدث ليقاطعها دخول اختها سهام وحامد زوجها والأولى تقول فى إنهيار:
بنتى فين يامنيرة.. وديت بنتى فين ياوليد؟

نظر إليها وليد شذرا قبل ان يغادر المنزل بخطوات غاضبة متجاهلا نداءات والدته بإسمه.. لتقول سهام:
ردى علية يامنيرة بنتى فين وابنك بيبصلى كدة ليه؟
إلتفتت إليها منيرة قائلة بحدة:
بنتك سرقت إبنى وهربت ياسهام.
إتسعت عينا سهام فى صدمة قائلة:
مستحيل.. مستحيل بنتى تعمل كدة.

قال حامد باستنكار:
انتى بتقولى إيه يامنيرة.. بنتى متربية كويس ومتعملش كدة ابدا.
قالت منيرة فى سخرية:
بنتكم المتربية أخدت ورق الصفقة الأخرانية وهربت.
قالت سهام من وسط دموعها:
وهي هتاخد الورق ده تعمل بيه إيه بس؟
قالت منيرة بإرتباك:
أخدته عشان.. عشان...

لم تعرف بما تجيبها لتستطرد وهي تقول بحدة:
انا عارفة بقى.. أهى خدته وخلاص.. وإبنى مش هيسكت.. هيلاقيها وساعتها هيربيها من أول وجديد..
انتفضت سهام قائلة بحدة مماثلة:
هي وصلت للدرجة دى.. لأ.. إحنا أولى ببنتنا.. للأسف الجوازة دى كانت غلطة من الأول.. ياما قالتلى إنها مش سعيدة فى حياتها وياما قلتلها اصبرى.. غلطنا كلنا فى حقها بس جه الأوان اللى نصلح فيه غلطنا.

ابتسمت منيرة فى سخرية قائلة:
فعلا كانت غلطة وأكيد هتتصلح.
قالت سهام موجهة حديثها إلى حامد:
يلا ياحامد ندور على بنتنا.. مبقاش لينا مكان فى البيت ده.
اومأ برأسه لتغادر سهام وزوجها تتبعهما عيون منيرة الساخرة و التى ما ان اختفوا حتى قالت:
فى ستين داهية..
لتجلس فى مكانها وهي تقول بقلق:
ياترى روحت فين ياوليد وهتعمل إيه بس؟

قالت ريم وهي تحادث ماجد هاتفيا:
إسمعنى بس ياماجد انا قربت أقنعهم.. أصبر بس علية شوية.
قال ماجد بنفاذ صبر:
مش هصبر تانى ياريم.. خلاص صبرى نفذ.. أنا عايز أتجوز علطول.. ياتحددى ميعاد معاهم عشان آجى أطلب إيدك عشان نكتب الكتاب ونعمل الفرح بعدها علطول.. ياهدور على واحدة تانية أتجوزها.. وده آخر كلام هتكلمه فى الموضوع ده مفهوم؟

قالت ريم فى صدمة:
للدرجة دى هنت عليك تقولها فى وشى.. إنت بجد ممكن تتجوز واحدة غيرى.
تنهد ماجد قائلا:
انتى عارفة بحبك أد إيه بس حقيقى مبقتش قادر أستنى أكتر من كدة.. ولا قادر أصبر.. عايزك فى بيتى النهاردة قبل بكرة.. عايزك معايا وفى حضنى.. افهمينى بقى أنا تعبت بجد.

قالت ريم فى إحباط:
خلاص ياماجد.. هكلمهم النهاردة.. وأرد عليك.
قال ماجد بحب:
هي دى ريم حبيبتى.. هستنى ردك بفارغ الصبر.. سلام ياقمر.
قالت ريم:
سلام.
لتغلق الهاتف وهي تلقيه على السرير قائلة فى حزن:
هعمل إيه بس دلوقتى؟
لتنظر إلى السماء قائلة:
ساعدنى يارب.

طرقت نجوى الباب فلم يجيبها كمال لتدلف إلى الحجرة وتجده جالسا على سريره يمسك بإحدى عباءات علياء يضمها إلى صدره ويستنشق عبيرها.. بينما تسقط دموعه على وجهه.. لتقول بحزن اعتصر قلبها:
كمال.
لم يجيبها لتذهب إليه وتجلس إلى جواره قائلة:
مش هتاكلك لقمة ياأخويا.

نظر إليها قائلا بألم:
آكل إزاي بس وهي مش بتاكل.. أحس بطعم اللقمة إزاي وأنا عارف إنها جوة قبر ضيق وضلمة.. علياء مبتحبش الضلمة يانجوى.. بتخاف منها.
قالت نجوى وقد بدأت دموعها فى النزول:
إستغفر ربك ياكمال.. علياء بين إيدين ربك.. عملها كان طيب وعمرها ما إذت حد.. ولا اتكلمت عن حد.. وكانت راضياك وراضية أهلها.. وأكيد قبرها دلوقتى منور.. روضة من رياض الجنة ياكمال.

قال كمال:
أستغفر الله العظيم..
لينظر إلى السماء قائلا:
يارب.. نور قبرها وخليه روضة من رياض الجنة.. أنا راضى عنها كل الرضا وانت شاهد وعالم.
ربتت نجوى على يد أخيها قائلة:
هو ده ياأخويا.. علياء دلوقتى مش طالبة مننا غير دعوة ليها بالرحمة وصدقة.. قوم كلك لقمة وبعديها اتوضى وصلى وادعيلها.. أقولك بكرة الصبح تعالى نزور قبرها ونخرج على روحها صدقة كمان.

أومأ كمال برأسه قائلا:
روحى يانجوى.. حضرى الاكل وانا هقوم أتوضى وأصلى الأول وأدعيلها .
اومأت نجوى برأسها وهي تنهض مغادرة بينما أمسك كمال بعبائتها يرفعها إلى شفتيه مقبلا إياها وهو يقول بحزن:
وحشتينى ياغالية.. ربنا يجمعنى بيكى فى أقرب وقت.. أنا تعبان اوى من غيرك ياعلياء.. تعبان أوى.

قالت حنان فجأة ودون مقدمات:
ممكن اتكلم معاكى ياغزل على إنفراد؟
نظرت غزل إلى ريان ليومئ لها برأسه فنهضت قائلة لحنان:
اتفضلى معايا.
كادت إيلين ان تتبعها إلا ان ريان قال لها بهدوء:
خليكى هنا ياإيلين.
لتنظر إليه إيلين قبل ان تجلس بإحباط.

دلفت تمارا إلى حجرة المكتب تتبعها حنان لتشير لها تمارا بالجلوس قائلة وهي تجلس بجوارها:
خير ياطنط حنان.. اتفضل إتكلمى.. انا سامعاكى.
قالت حنان بإرتباك:
الحقيقة.. يعنى.. هو مش خير أبدا يابنتى.. عمك شاكر خسر فلوسه كلها والبيت اترهن ولو مفكش الرهن هنبقى فى الشارع.. وانتى ميرضكيش نبقى فى الشارع ولا إيه؟

تراجعت تمارا لتستند بظهرها إلى المقعد قائلة:
وعمى شاكر خسر فلوسه إزاي ياطنط؟
قالت حنان:
فى صفقة كدة.. شغل يعنى.
قالت تمارا فجأة بسخرية:
خسرهم فى صفقة ولا فى القمار؟
اتسعت عينا حنان فى دهشة قائلة:
وانتى عرفتى منين؟

قالت تمارا:
انا حاطة عينى عليكوا من يوم ما سافرت.. لإنى عارفاكوا كويس وعارفة ان عينكوا على فلوسى وميراث الغلبانة بنتى.. بس بنتى محدش هيمس فلوسها طول ما انا عايشة.. مفهوم؟.. أنا لما قابلتكوا النهاردة كنت فاكرة انكوا اتغيرتوا عن زمان.. كنت بديكوا فرصة تانية تحسسونى فيها انكوا بجد بتحبونى انا وبنتى.. مش طمعانين فى فلوسنا.. بس الظاهر ان مفيش حد بيتغير وان الطبع غلاب.. وانا كمان لسة على موقفى ومش هتغير.

قالت حنان وقد بدا الغضب على ملامحها:
انتى بتهينينى ياغزل وفى بيتك على فكرة.. وانتى مش عارفة عمك لو عرف ممكن يعمل إيه؟
مالت عليها تمارا قائلة:
أنا مبهينش حد.. أنا بقول حقيقة انتى عارفاها كويس.. اوعى تكونى فاكرة يامرات عمى انى لسة غزل بتاعة زمان.. لأ انا اتغيرت أوى عن زمان.. ومبتهددش.. اللى يفكر بس يقرب ناحيتى او ناحية حد من عيلتى.. مش بس أنا ممكن أوديه ورا الشمس.. لأ انا آكله بسنانى قبلها كمان.

نهضت حنان قائلة فى عصبية قائلة:
بنت تهانى صحيح.. الظاهر ان احنا غلطنا لما جينا هنا.
لتغادر المكتب فى خطوات غاضبة متجهة إلى شاكر وجلال قائلة:
يلا ياشاكر.. يلا ياجلال.. احنا مبقاش لينا قعاد فى البيت ده.. يلا بينا.

لتغادر يتبعها شاكر وجلال الذى ألقى نظرة على تمارا و التى خرجت من المكتب تنظر إليهم بسخرية.. لتتغير ملامحها على الفور إلى الخجل وهي تنظر إلى ريان الذى رمقها بملامح غامضة لاتنم عن أي إنفعال.. لتشعر بالإرتباك على الفور يخالطه الندم.. لقد إندفعت لتفعل ما رأته صحيحا فى وقتها ولكن كان لابد وان تستشير ريان قبل ان تقول ما قالته.. فما فعلته قد يأتى بنتيجة عكسية تماما.. وقد تؤثر أفعالها على حياة ريان وإيلين... للأبد

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، امرأة ، وخمسة ، رجال ،











الساعة الآن 01:33 PM