logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 01:53 صباحاً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

تجمد ريان لثوان وهو يرى تلك الفتاة التى أحضرها عامر ابن عمه وأقرب صديق له وقد وضعوها على المحفة الخاصة بحجرة العمليات.. ليفيق على صوت عامر وهو يقول فى قلق:
ريان.. انت واقف كدة ليه؟.. أبوس ايدك طمنى وقوللى انها هتبقى كويسة.

تفحصها ريان فى ثوان.. لينظر بعدها إلى عامر قائلا:
متقلقش ياعامر .. هتبقى كويسة..
ثم التفت إلى الممرضة قائلا بحزم:
دخلوها العمليات حالا وأنا جاي وراكوا.

نظر إلى عامر الذى قال فى حزم:
أنا هتصل بيهم أبلغهم إنى مش هقدر أحضر المؤتمر ويشوفوا حد غيرى.. انا مش هقدر أسافر باريس دلوقتى خالص.

قال ريان بهدوء:
مش هينفع وانت عارف .. مش هيلحقوا.. انت لازم تسافر حالا.. ومتقلقش ع البنت.. أنا جنبها لغاية ما تقوم بالسلامة.
نظر إليه عامر قائلا فى تردد:
بس.. ..

قاطعه ريان قائلا بحزم:
من غير بس.. يلا امشى عشان تلحق طيارتك وأنا هطمنك أول بأول.
أمسك عامر ذراع ريان بيده قائلا بامتنان:
مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه ياريان؟
قال ريان وهو يربت على يد عامر:
متقولش كدة.. انت ابن عمى وصاحبى وأخويا.. يلا توكل على الله وسافر وخلى بالك من نفسك..

اومأ عامر برأسه ثم غادر ليتجه ريان على الفور إلى حجرة العمليات حيث قاموا بتخدير تلك الفتاة ليجهز نفسه للعمليات ويرتدى الزي ثم يقف أمام تلك الفتاة متأملها لثانية واحدة قائلا بهمس:
متخافيش ياغزل.. المرة دى مش هسيبك تضيعى منى .. مش هسيبك أبدا.

قالت صافى بهدوء:
أهلا بالباشا..
ثم نظرت إلى ساعة يدها الماسية قائلة بسخرية:
وجاي على نفسك ليه .. ما كنت تخليك للضهر.. ولا القعدة مكنتش على ذوقك.
رمقها عزت ببرود قائلا:
بقولك إيه ياصافى .. أنا تعبان وعايز أنام ومش فايق ليكى خالص دلوقت.

نهضت صافى قائلة فى حدة:
لأ فوق ياعزت.. فوق واسمعنى كويس.. أنا ممكن أقبل برودك.. اهمالك لية.. زعيقك حتى.. وأفسر كل ده بإنك بتمر بحالة نفسية وحشة.. وبكرة ترجع لطبيعتك.. لكن توصل للخيانة.. فآسفة ده اللى مش ممكن هقبله أبدا.. مش صافى اللى تتخان ياعزت.

نظر إليها عزت بارتباك قائلا:
خيانة.. خيانة إيه.. انتى بتقولى إيه بس ياصافى؟.. وخيانة إيه اللى بتتكلمى عنها دى؟.. هو عشان اتأخرت برة شوية أبقى لازم أكون بخونك.. أبدا والله.. ده أنا كنت مع ناس أصحابى بنتفق فى شغل.

وجهت إليه صافى تليفونها المحمول وهي تريه ذلك الفيديو الذى بعثته إليها نانى شامتة وهي تقول بغضب:
وصحابك دول لابسين فستان أزرق وحاطين كيلو ميكب على وشهم؟

اتسعت عينا عزت وهو يرى ذلك الفيديو له مع تلك الفتاة زيزى ليدرك أنه وقع فى الفخ وكشف أمره.. خاصة وصافى تستطرد قائلة فى حنق وهي تقترب منه ناظرة مباشرة إلى عينيه:
وصحابك دول حاطين برفيوم حريمى ريحته لوكال اوى ووصلالى من أول ما دخلت الأوضة ياعزت؟

قال عزت متلعثما:
أنا.. أنا.. ..
قاطعته صافى قائلة فى حدة:
انت خاين ياعزت.. وأنا مبحبش الخاينين.. وعشان كدة لازم نتطلق.

انتفضت عروق عزت وهو يقول:
طلاق إيه بس اللى بتتكلمى عنه ياصافى؟.. انتى بتحبينى .. بتموتى فية ومتقدريش تستغنى عنى.
رمقته شذرا وهي تقول:
الكلام ده كان قبل ما تخونى ياعزت.. لكن بعد ما خنتنى مبقاش جوايا أي مشاعر ناحيتك.

أمسك ذراعها قائلا:
كانت غلطة .. غلطة والله ياصافى.. كنت سكران وغضبان من صاحباتك اللى حسسونى انى جوز الست وانى مليش لازمة فى حياتك.. بس أوعدك إنها غلطة مش هتتكرر تانى.. أنا بحبك ياصافى ..

نظرت إليه فى شك ليقترب منها بوجهه هامسا أمام شفتيها بلهجة ناعمة:
انتى عارفة إن أنا بحبك ومقدرش أستغنى عنك صدقينى.. صدقى عيونى.. صدقى لمسة إيدى .. صدقى شفايفى.

ليأخذ شفتيها فى قبلة طويلة.. تاركا يديه تجول على جسدها بخبرة.. تثير كل مشاعرها الأنثوية.. لتتفاعل معه على الفور وترفع يدها تخلع عنه ملابسه بينما يمزق هو ملابسها بجنون لتضم رأسه إليها تبادله قبلاته الثائرة .. مما جعله يتعمق أكثر وأكثر ساحبا إياها فى دوامة من المشاعر.. لتنسى فى ثوان قرارها الحاسم بالانفصال والذى اتخذته منذ قليل.. وسط خضم من المشاعر التى يمنحها إياها عزت والذى تزوجته خصيصا من أجلها.. تزوجته لإرضاء مشاعرها الأنثوية التى لم يستطع رجلا غيره إثارتها بكل ذلك الجنون.

قال والد علياء:
إسمعنى كويس ياكمال.. أنا لما جوزتك بنتى .. جوزتها راجل يعتمد عليه.. راجل بعزه وبحبه وبحترمه.. آخد باله من بيته وشغله.. ومتكفل بأخته الوحيدة ومش مخليها عايزة حاجة.. لكن اللى بيحصل دلوقتى ياابن الحلال ميرضيش ربنا.. انت أهملت شغلك والواضح كمان انك أهملت بيتك..

قال كمال:
انا م.. .. .
قاطعه والد علياء قائلا:
متنكرش كلامى ياكمال.. انا صحيح مربى علياء بنتى كويس وعشان كدة مبتخرجش سر بيتها برة ولا بتحكيلى حاجة.. بس بنتى ملامحها شفافة زي أمها الله يرحمها.. وبنتى مبقتش أشوف فى عينيها الفرحة زي زمان.. بقت شاحبة وعيونها حزينة دايما.. والبنت حامل ياكمال وكدة كتير عليها.

أطرق كمال برأسه ليزفر والد علياء ثم يقول:
انت زي ابنى ياكمال ولو مكنتش بعزك مكنتش هقولك الكلام ده.. خد بالك ياابنى من بيتك وشغلك.. قبل فوات الأوان.

ثم نهض قائلا:
هستأذن أنا بقى.. عشان الحق أصلى العصر فى المسجد.
قال كمال بسرعة ناظرا إليه فى رجاء:
طب استنى ياعمى اتغدى معانا.

قال والد علياء مبتسما:
سبقتكم ياكمال .. بألف هنا.. هجيلكم مرة تانية وأتغدى معاكم بإذن الله.. سلام ياابنى.
قال كمال:
مع السلامة ياعمى.
وأوصله إلى الباب ثم أغلقه خلفه ليسمع صوت علياء يقول فى تردد:
هو.. بابا مشي؟

أومأ كمال برأسه دون أن يلتفت إليها.. لتسأله بارتباك قائلة:
كان.. كان عايزك فى إيه ياكمال؟والله العظيم انا ماقلتله حاجة ولا يعرف حاجة من اللى حصلت ما بينا.

إلتفت إليها ينظر إلى ملامحها التى اشتاق إليها للحظة حبست فيها أنفاسها وهي ترى شوقه ومشاعره داخل نظراته التى تعشقها.. ليقول بعد لحظة صمت:
أنا جعان ياعلياء.. جعان أوى وعايز آكل.

شعت عيونها بالفرحة فمنذ أيام لم يخبرها كمال بأنه جائع بل يكاد لا يمس طعامه عندما تحضره إليه لتقول بسعادة:
ثوانى ياأخويا هحضرلك الأكل.

والتفتت مغادرة ولكنها ما لبثت أن توقفت وهي تلتفت إليه قائلة فى تردد:
كمال .. انت هتنام برده النهاردة فى أوضة الضيوف زي إنبارح؟
رمقها بهدوء دون أن يتحدث.. لتقول متلعثمة:
أصل إنبارح .. يعنى.. معرفتش أنام وانت مش حاطط إيدك تحت راسى وآخدنى فى حضنك زي ما عودتنى.

ابتسم كمال قائلا:
اقفلى أوضة الضيوف ياعلياء .. من النهاردة مش هتنامى غير فى حضنى.
اتسعت عينا علياء من الفرحة لتندفع إلى كمال تحتضنه بقوة وهي تقول بسعادة:
ربنا يخليك لية ياكمال.

ضمها كمال قائلا فى حنان:
ويخليكى لية ياعلياء.
ابتعدت عنه قائلة:
أما أروح أحضرلك أحلى أكل هتاكله من ايدية من يوم ما اتجوزنا.

لتمشى بسرعة تغمرها السعادة بينما يتابعها كمال بعينيه هامسا:
خلاص ياعلياء.. هرمى اللى فات ورا ضهرى ومش هفكر فيه.. وهرجع تانى كمال اللى حبيتيه.. وربنا يسامحنى على الغلطة اللى عملتها.. أكيد ربنا لو سامحنى هيسامحنى عشان خاطرك انتى ياحبيبتى.

*********************

تأمل ريان تلك الجميلة النائمة فى هدوء.. إنها تذكره بها.. تكاد تكون هي.. نفس الحجم نفس البنية.. نفس العينين ونفس الشعر .. فقط ملامح وجهها التى اختفت من أثر تشويه الزجاج هي ما اختلفت عن حبيبته غزل.. للحظات تصورها هي.. .. تمنى أن تكون حية أمامه من جديد.. حتى وان تشوهت معالمها بالكامل.. فهو طبيب ماهر إلى جانب أن لديه أحدث الأجهزة والتى أحضرها خصيصا من باريس التى تستطيع أن تمحى ذلك التشوه للأبد.. ودون أي أثر..

المهم أن تكون حية أمامه تتنفس من جديد.. كل شئ عدا ذلك لا يهم.. نظر إلى الأمام فى شرود.. يوقن بإستحالة تحقيق أمنيته.. فقد دفنها منذ عام كامل .. واراها الثرى بنفسه.. بيديه هاتين.. وشعور بالحزن يقتله لموت توأم روحه.. شعور بالذنب يجتاحه لأنه لم يكن بجوارها عندما احتاجت إليه.. شعور بالحنين يغمره الآن لكل لحظات عشقهما.. لتلك السنوات التى قضاها معها.. شوقه إليها يجتاحه.. يتمنى لو رآها من جديد حية .. ولو للحظة واحدة.. نظر إلى تلك الجميلة النائمة مجددا يقول بهمس:

أنا آسف.. عارف إنى غلط غلطة كبيرة لما غيرت ملامح وشك ليها.. غصب عنى.. معرفتش أعمل إيه وانا مش قادر أحدد شكلك قبل الحادثة.. لقيتنى بشوفك هي.. بشوف فيكى غزل.. عارف إنك لما تفوقى هتزعلى بس أكيد هتعذرينى ويمكن تسامحينى وأوعدك لو حبيتى ترجعى لشكلك الأصلى هرجعك.. بس مش قبل ما أشوفها قصادى مرة أخيرة حية من جديد.. مش قبل ما تخلينى أعيش ولو للحظة واحدة قبل ما أرجع تانى إنسان ميت .. عايش بالاسم وبس.. إنسان كل أمنيته إنه يربى حتة منها ملهاش ذنب .. عشان لما يقابلها تعرف إنه وفى بوعده ليها لآخر نفس فى عمره..

نظر إلى أصابع يدها التى خيل إليه أنها تتحرك.. ليجدهم ساكنين تماما.. لم يستطع أن يرفع عينيه عن تلك الأصابع التى تشبه أصابع محبوبته ليمد يده إليهم يتلمسهم فى شوق ثم يرفع يدها إليه يمسكها بحنان قائلا:
كان نفسى ألمس إيديها وأقولها أد إيه وحشتنى لمستهم.. كان نفسى أقولها إنى مش قادر أعيش من غيرها.. كان نفسى أقولها حاجات كتير.. ملحقتش أقولهالها.. أقولها إنها مكنتش بس حبيبتى.. كانت روحى.. كانت النفس اللى بعيش بيه.. كانت دقة قلبى اللى مخليانى عايش.

أفاق من تلك الحالة التى غمرته رغما عنه.. وهو يترك يدها ويقف كمن لدغته حية.. يقول فى جزع:
أنا آسف.. آسف بجد.. مش من حقى أمسك إيدك ولا من حقى أقولك الكلام ده.. ياريت تسامحينى.. انا عارف إنك مش حاسة بية ولا سامعانى بس أنا شفتنى وسمعتنى .. وربنا كمان شايفنى.. هدعى ليل ونهار يغفرلى.. وهدعيه تسامحينى لما تصحى وتلاقى ملامح غير ملامحك.. ولو حبيتى زي ما قلتلك ترجعى لشكلك الأولانى هنفذلك فورا. هاتيلى بس صورتك وهرجعك لشكلك الأولانى.. وعد منى هرجعك.

اهتز هاتفه فتذكر انه واضعه على خيار الصامت ليعقد حاجبيه وهو ينظر إلى الشاشة قبل أن تنفرج أساريره على الفور عندما رأى هذا الرقم الدولي ليدرك أنه عامر ويجيب على الفور قائلا:
أيوة ياعامر.. حمد الله ع السلامة.

قال عامر بقلق:
طمنى يا ريان.. البنت أخبارها إيه؟
قال ريان وهو يلقى نظرة عليها:
هي بخير.. العملية أخدت وقت كتير وهي شوية وهتفوق من التخدير و لما هتفوق هتبقى زي الفل..
زفر عامر بارتياح قائلا:
الحمد لله..

ليعود قائلا فى قلق:
طب ووشها ياريان.. وشها أخباره إيه؟
أغمض ريان عينيه فى ألم ثم فتحهما مجددا وهو يقول:
عملت اللازم .. متقلقش .. انت ناسى إنى دكتور تجميل.
قال عامر فى سعادة:
أشطر دكتور تجميل فى مصر.. لأ.. مصر إيه.. إنت اشطر دكتور تجميل فى العالم كله.

قال ريان وابتسامة مريرة تشق طريقها إلى وجهه قائلا:
طب بس يابكاش.. وروح دلوقتى خلص المؤتمر بتاعك عشان ترجعلنا فى أقرب وقت.. إنت وحشت إيلين ودايما بتسأل عنك.

قال عامر بإبتسامة:
هي كمان وحشتنى أوى.. أنا أدامى حوالى أسبوع هنا.. هحضر مجموعة مؤتمرات وهجيلكم علطول.. أنا لسة كنت جوة دلوقتى فى واحد منهم وأول ما أخدوا بريك خرجت عشان أكلمك وراجع تانى.. مش عايز أوصيك ياريان على البنت.. طمنى على حالتها أول بأول.. وأول ما تفوق إسألها على عيلتها وإتصل طمنهم ومصاريف علاجها على حسابى واللى عايزينه كله إديهولهم لغاية ما أرجع.. أنا سايبها أمانة فى إيديك وأنا عارف إنك أد الأمانة.

أغمض ريان عيونه مجددا فى ألم ثم فتحهما قائلا:
متقلقش ياعامر.. مصاريف علاج إيه اللى بتتكلم فيها ده انت أخويا.. وأول ما تفوق هسألها عن عيلتها وأبلغهم.

قال عامر فى سرعة:
ربنا يخليك لية ياريان.. انا همشى دلوقتى عشان بيندهوا علينا.. أشوفك بخير ياأخويا.
قال ريان:
ترجع بالسلامة ياعامر.

ثم أغلق الهاتف وهو يلقى نظرة أخيرة على جميلته النائمة.. قبل أن يغادر الغرفة ليطمئن هاتفيا على جميلته الأخرى.. أغلق الباب خلفه بهدوء فلم يرى تحرك أصابع تمارا مجددا ثم انفلاج عينيها للحظات قبل أن تغلقهما مجددا وتذهب .. .. .فى سبات عميق.


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 01:53 صباحاً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

دلف ريان إلى حجرة تمارا بهدوء.. لقد أصبح وجوده بجوارها شيئا أساسيا فى حياته وكأنه الهواء.. ينتظر فقط أي فرصة يكون فيها متفرغا فيها ليسرع إليها ويجلس بجوارها يحدثها وكأنها حبيبته غزل.. وكأنها لم تفارقه يوما.. يدرك فى قرارة نفسه أنها ليست بغزل ولكنه رغما عنه يعدها هي.. يراها كما كان يرى محبوبته تماما.. اقترب منها وجلس بجوارها يتأمل ملامحها الجميلة.. ملامح حبيبته الراحلة.. كان من المفترض أن تفيق.. ولكنها مازالت تغط فى سبات عميق.. غيبوبة غريبة تركت نفسها تسحب إليها بعمق.. احتار الأطباء فى إيجاد سببا لها فلم يجدوا.. ليدركوا على الفور أنها غيبوبة اختيارية..

اختارت تلك المريضة أن لا تفيق فى الوقت الحاضر.. ليتركوها حتى تتعافى نفسيا ولكنهم يحرصون على سلامتها الجسدية بالمتابعة.. بينما ريان أصبح رفيقا شبه دائما لها.. بعد تخطيه لصدمة ظهورها امامه بملامح غزل للمرة الاولى.. وصدمته التى ظهرت جلية على ملامحه ليترك الحجرة على الفور موكلا الطبيب المساعد له بمتابعتها ويتجه إلى غرفته الخاصة على الفور.. وسط دهشة الممرضات.. ليجد نفسه رغما عنه تجذبه مشاعره تجاه غرفتها مجددا.. ليدلف إليها يتأملها هي..

غزل حبيبته وزوجته المتوفاة.. ظل هكذا حتى الساعات الاولى من الصباح.. ليعود كل يوم بعد ذلك إليها من جديد يتأمل ملامحها التى اشتاق إليها.. يرى أنفاسها التى تستنشقها وتزفرها بهدوء.. ليدرك أنها حية.. هي حية ولو لساعات .. أو أيام.. ولو أرادت تلك الفتاة أن تحتفظ بملامح محبوبته فتظل غزل حية تتنفس.. ربما رآها من بعيد كل فترة.. وربما.. ..

نفض أفكاره التى أخذته بعيدا جدا.. ليدرك أنه مازال يحتاج لرؤية طبيبه النفسى.. شعر بحركة يدها ليركز نظراته عليها.. انتفض عندما تحركت يدها مجددا ليقترب منها قائلا بلهفة:
غزل..

انتبه على نفسه ليتنحنح قائلا:
احممم.. ياآنسة.
رمشت بعيونها لينتعش الأمل بقلبه وهو يميل بوجهه أكثر عليها قائلا بلهفة:
سامعانى؟

فتحت عينيها فجأة ليتوقف الزمن فى تلك اللحظة وهو يرى غزل تتطلع إليه بعيونها التى لطالما عشقها.. يشعر بدقات قلبه المتسارعة والتى تدفعه لأخذها بين ذراعيه وضمها كي يرشف من عشقها حد الإرتواء.. بينما ظهر الرعب على ملامح الفتاة ليفيق من أفكاره ويبتعد عنها قائلا بسرعة:
أنا آسف.. أنا.. أنا اسمى ريان.. الدكتور المتابع لحالتك.

عقدت حاجبيها فى حيرة.. إنها تعرف ذلك الصوت.. ذلك الذى يبدوا مألوفا لديها رغم أنها تراه للمرة الأولى.. نبرته الرجولية الحانية.. لقد سمعتها من قبل.. نظرت إليه فى حيرة لتحبس أنفاسه داخل صدره .. إنها نفس النظرة.. نفس الملامح.. تبا.. ماذا فعل بنفسه؟إنه يكاد يموت شوقا إليها.. ورغما عنه يقيد نفسه بقوة كي لا يستسلم لمشاعره.. فهو يدرك أنها ليست غزله.. قالت تلك الفتاة فى ضعف وهي تتأمل محيطها:
انا فين.. وجيت هنا إزاي؟

صوتها يختلف عن صوت محبوبته.. مما جعله مدركا أكثر أنها ليست بزوجته.. ليقترب ريان منها وهو يجلس على الكرسي بجوار سريرها.. قائلا وهو يحاول أن يتمالك نفسه:
إيه آخر حاجة فاكراها؟

نظرت إليه.. اغروقت عيناها على الفور بالدموع وهي تقول:
مش عايزة أفتكر.. مش عايزة أفتكر.
أدرك ريان ان تلك الفتاة وراءها حكاية طويلة حزينة.. شعر بالفضول لمعرفتها ليقول بهدوء:
اتكلمى معايا.. احكيلى.
هزت رأسها نفيا دون كلمة.. لينظر إليها بثبات قائلا:
صدقينى هترتاحى.

نظرت تمارا إلى عينيه .. نعم هي تشعر براحة غريبة مع ذلك الرجل الغريب كلية عنها .رغم كرهها للرجال والذى أصبح يسرى فى دمائها مسرى الدم.. ولكن صوته .. نبراته الرجولية الهادئة.. حنانه الظاهر فى عينيه.. كل هذه الأشياء جعلتها تشعر بالراحة معه.. لتقرر ان تقص عليه حكايتها.. ربما أزالت عنها كلماتها تلك الغصة التى تشعر بها فى قلبها.. ثم ماذا لديها لتخسره؟.. فلقد خسرت بالفعل.. .. .. .. .كل شئ.

قال ماجد فى ضجر:
يوووه ياوفاء.. انتى ما بتزهقيش من الزن ليل ونهار.. قلتلك قبل كدة ميت مرة.. إنى مش هتجوزك.. أتجوزك إيه بس ؟انتى بسرعة نسيتى الدكتور ولا إيه؟

قالت وفاء بسرعة:
هسيبه ياماجد وفى اللحظة دى كمان.. بس انت قول آه.. الدكتور ده مجرد مرحلة فى حياتى.. مستعد امحيها بأستيكة بس إنت تبقى لية ومعايا أنا وبس.

مال ماجد ينظر إليها بسخرية قائلا:
وتفتكرى ماجد اللى عرفتيه ممكن يتجوز واحدة لمسها غيره.. انتى نسيتى تمارا؟
قالت وفاء فى غل:
مالها تمارا.. مش ماتت.. بتجيب سيرتها دلوقتى ليه؟

قال ماجد:
بجيب سيرتها عشان أفكرك إنى أنا ماجد.. و اللى خطيبتى اتلمست.. وغصب عنها مش بإرادتها زي ناس.. فسبتها وقبل أيام من جوازنا.. ما هو مش انا اللى مراتى حد يلمسها غيرى.. مراتى هتكون بريئة زي تمارا بالظبط قبل الحادثة.. مش زيك إنتى سلمتينى شرفك بسهولة وروحتى كمان عملتى علاقة مع دكتور فى الجامعة أد أبوكى.. أنا مستحيل أفكر فيكى كزوجة أبدا وده آخر كلام عندى.. مفهوم ياحلوة؟

نظرت إليه وفاء قائلة بحزن:
بقى كدة ياماجد.. ده رأيك فية؟
أشاح ماجد بنظراته عنها قائلا:
أظن انا قلت الحقيقة ومجبتش حاجة من عندى ولا افتريت عليكى؟

قالت وفاء فى مرارة:
معاك حق.. انا اللى عملت ده كله فى نفسى.. ياريتنى ما حبيتك يااخى.. ياريتنى ما شفتك أصلا.. مكنش ده بقى حالى.

رن هاتف ماجد لينظر إليه ثم ينظر إلى وفاء وهو يتجاهله قائلا ببرود:
خلاص ياوفاء خلصنا .. انتى فى طريق وأنا فى طريق واحمدى ربنا ان تمارا ماتت قبل ما تفضحك عند أهل أبوكى اللى كانوا أكيد هيقتلوكى لو عرفوا الحقيقة.

نظرت إليه وفاء بإنكسار.. ليعاود رنين الهاتف من جديد ويقول ماجد بتوتر:
أنا لازم أرد.. عن إذنك.
ثم إتجه إلى حجرة نومه وأغلق باب الحجرة خلفه مجيبا هاتفه وهو يقول بإبتسامة:
إتأخرتى علية النهاردة.

قالت ريم فى دلال:
مش أوى كدة ياماجد.. كل الموضوع نص ساعة.
قال ماجد بنعومة:
النص ساعة دى مرت كأنها يوم كامل وأنا بستنى أسمع صوتك.. انتى بالنسبة لى بقيتى حاجة كبيرة اوى ياريم.

قالت ريم بنبرة ناعمة:
بالسرعة دى لحقت تنسى تمارا وأبقى بالنسبة لك مهمة يا ماجد؟
تمدد ماجد على سريره قائلا:
انتى عارفة كويس إنى عمرى ما حبيت تمارا .. هي كانت بالنسبة لى الزوجة المثالية مش اكتر.. اللى هتقدر توفر لى العيلة اللى بحلم بيها.. لكن انتى.. .

وصمت لتقول ريم فى دلال:
انا إيه ياماجد؟
قال ماجد بنبرة ناعمة:
انتى شعاع نور دخل حياتى ونورها.. مكالماتك لية صبرتنى على صدمتى فى تمارا.. أنا مبقتش أنام ولا اصحى إلا على صوتك ياريم.. وبجد لازم نتقابل عشان أقولك حاجات كتير اوى جوايا.

قالت ريم بابتسامة:
وانا مستعدة أقابلك ياماجد.
قال ماجد:
يبقى هستناكى كمان ساعة فى بيتى.
قالت ريم بسخرية:
لأ ياحدق.. هتستنانى فى الكافيه بتاعك.. يلا .. أشوفك.. سلام.
قال ماجد بإبتسامة:
سلام ياريم.

ليغلق الهاتف قائلا فى همس:
وده اول اختبار ونجحتى فيه ياريم.. ولو نجحتى وخدتى الشهادة الكبيرة فى كل الاختبارات اللى هعملهالك.. يبقى انتى أولى من الغريب.. وأهو اللى أعرفه أحسن من اللى معرفوش ياقطة.

ليغمض عينيه باستمتاع وهو يستحضر صورتها غافلا عن أذنين سمعت حواره ليظهر بعيني صاحبتهما غلا وهي تقول بهمس حاقد:
بقى كدة ياماجد.. بتبيعنى عشان خاطر السنكوحة اللى إسمها ريم دى.. ماشى ياماجد .. أنا هوريكم.. ما هو ياتبقى لية انا وبس.. يا مش هتبقى لحد غيرى أبدا.. مش كفاية كنت مستحملة انك هتجوز تمارا وهتسيبنى.. بس تمارا كانت هابلة وكنت عارفة انك هترجعلى من تانى لكن ريم.. ريم دى طلعت مش سهلة أبدا .. بس ياأنا ياهي.. وبكرة نشوف مين اللى هيضحك فى الآخر يا ريم؟

لتلقى نظرة اخيرة على ذلك الباب المغلق فى حقد قبل ان تتسلل مغادرة فى هدوء.

توقفت تمارا عن سردها لقصتها المأساوية وهي تغمض عينيها فى ألم.. تتراءى لها تلك الليلة بكل تفاصيلها.. لتفتح عينيها على صوته الهادئ الذى تسلل إلى أذنيها قاطعا عليها ذكرياتها المريرة وهو يقول:
كملى ياتمارا.

أعادها صوته إلى أرض الواقع على الفور خاصة وقد شعرت ببعض الغضب الممزوج بنبراته لتنظر إليه وتلاحظ وجهه الشاحب وقبضتيه المضمومتين بشدة حتى تحولت مفاصل أصابعه إلى اللون الأبيض.. لتعقد حاجبيها فى حيرة.. تتساءل عن سر غضبه وذلك الحزن المرتسم بعينيه.. ترى هل تعاطف مع قصتها.. هل أحزنه ما حدث لها؟إنه غريب عنها وتعاطف معها.. فلماذا تخلى عنها من هم يحملون دمائها.. من كانوا أقرب الناس إليها..

حتى حبيبها والتى كانت تظن أنه عوض الله لها عن سنين حرمت فيهم من العطف والحنان والأمان.. تخلى عنها بدوره بل والأدهى اكتشافها لخيانته الدائمة لها .. ومع من ؟صديقتها الوحيدة وابنة خالتها وفاء.. خسارة فيها ذلك الإسم العظيم.. فهي أبعد ما تكون عن تلك الصفة الرائعة.. الوفاء والإخلاص.. كم كانت غبية لثقتها بكل من حولها.

أفاقت مرة ثانية من أفكارها التى أحاطت بها وسحبتها فى دوامتها على صوته وهو يردد إسمها قائلا:
تمارا.. كملى.

نظرت إلى عينيه قائلة فى سخرية مريرة:
هكمل بس وأقول إيه؟فقت بعدها لقيتنى فى المستشفى والكل بيتهمنى وبيرمى علية الذنب فى فضيحتهم وسيرتهم اللى هتبقى على كل لسان..

صمتت للحظة قبل ان تستطرد قائلة فى حزن:
نسيوا إنى أنا الضحية.. وإن كل ذنبى إنى رضيت اشتغل وردية إضافية عشان أأجر فستان الفرح اللى نفسى فيه.. حتى ماجد بصلى وكأنى انا المذنبة .. أنا اللى روحت معاهم برضايا مش غصب عنى.. بعدها روحت على بيتنا وابتديت أكتر أعيش دور المذنبة اللى بتشوف فى عيونهم نظرات الاتهام ليها.. نظراتهم كانت بتدبحنى..

بقيت أقعد فى أوضتى بالساعات.. لغاية ما لقيت بابا .. قصدى عمى إسماعيل جاي بيقولى ان ماجد فسخ الخطوبة.. وكان شمتان فية .. قلتله مفيش أب يعمل فية اللى انت بتعمله.. لقيته بيصدمتى صدمة كبيرة وبيقوللى انى مش بنته وانه اتجوز والدتى وأنا معاها وان كفاية علية لحد كدة.. خرجت من بيتنا وجريت على البيت اللى كنت هتجوز فيه محمود أستنجد بيه .. يلحق اللى فاضل منى.. كنت حاسة انى هتجنن.. وهناك شفته معاها وسمعتهم بودانى..

هو وبنت خالتى.. بيجيبوا فى سيرتى وسيرة عرضى وشرفى.. بيجيبوا فى سيرتى وهما على السرير.. فى اوضة النوم اللى المفروض كانت هتبقى بتاعتى.. كان نفسى أصرخ فيهم وأقولهم إنى أشرف منهم بس ساعتها كنت مت من جوة.. وخلاص مبقاش فارق الكلام.. خرجت ناوية أموت نفسى.. أرمى روحى من فوق الكوبرى.. لكن قضا ربنا كان أسرع وعملت الحادثة.. وفقت النهاردة زي ما انت شايف.

اتسعت عينيها عندما لاحظت تلك الدموع فى عينيه قبل ان يشيح بوجهه وهو ينهض مانحا إياها ظهره ومتجها إلى تلك النافذة الوحيدة بالحجرة.. ليقف هناك للحظات..

مدت يدها تمسح دموعها التى تسللت إلى وجنتها لتلاحظ بعض التغير بوجهها.. قالت فى صدمة:
ماله وشى حاساه متغير؟

إلتفت إليها ريان وقد تمالك نفسه قائلا فى هدوء:
لما عملتى الحادثة وشك اتشوه خالص من الإزاز ..
قاطعته وقد اتسعت عيناها فى صدمة قائلة:
يعنى انا دلوقتى مشوهة؟

هز رأسه نفيا قائلا:
لأ.. عملنالك عملية تجميل بأحدث الأجهزة.. وشك زي الفل والعملية ناجحة جدا ومش هيبقالها أى أثر مع الوقت..
أغمضت عينيها بألم ثم فتحتهما قائلة بعصبية:
مراية.. عايزة مراية.

نظر إليها فى تردد قائلا:
تمارا إهدى.. .
قاطعته قائلة فى حدة:
مراية.. قلت عايزة مراية.

تأملها للحظة مترددا قبل أن يحسم رأيه وهو يتجه إلى ذلك الدولاب فى ركن الحجرة ويفتحه.. آخذا منه مرآة صغيرة ليعود إليها ويمنحها إياها فى هدوء.

أمسكتها تمارا بيد مرتجفة ورفعتها أمام وجهها لتعقد حاجبيها بشدة .. رفعت يدها وتلمست بشرتها لتتسع عيناها بصدمة .. فما تراه أمامها ليس ابدا بوجهها ولا ملامحها .. هي ملامح لفتاة جميلة فعلا .. بجانب وجهها علامتان بسيطتان وغير واضحتان ولكنها ليست هي بالمرة.. كادت ان تصرخ.. لتجد يده التى وضعت على فمها بسرعة قائلا:
قبل ما تصرخى .. اهدى وإسمعينى وصدقينى اللى انتى عايزاه هعملهولك.. وأوعدك إنى هنفذ كل اللى تطلبيه.. بس إسمعى كلامى الأول.. إتفقنا.

شئ ما فى نظراته.. وربما فى نبراته الراجية.. جعلها تنصاع لرغبته رغم اشمئزازها الفورى من لمسته كرجل لفمها والذى لاحظها هو ليبعد يده عن فمها على الفور،لتهز هي رأسها فى هدوء قائلة بحزم:
اتكلم.

رغما عنه شعر بقشعريرة فى جسده كله وهي تنظر إليه وتتحدث بجدية لتتمثل أمامه غزل حبيبته.. ليشيح بنظراته عنها على الفور وهو يقترب من الكرسي بجوار سريرها.. يجلس عليه وينظر إلى عينيها مباشرة وقد حسم رأيه.. سيحكى لها حكايته بكل صراحة وسيخبرها بكل ما لديه ولتفعل بعدها ما تريد.. فقد أخطأ حين حولها لغزل حبيبته المتوفاة والمخطئ لابد وأن يدفع ثمن خطأه حتى ولو كان ذلك الثمن .. .. غاليا.


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 01:54 صباحاً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

نظر ريان إلى عيون تمارا المترقبة والتى ظهر فيهم الفضول لسماع ما لديه.. ليقول بعد لحظة:
لما جيتى بعد الحادثة كان وشك مشوه من الإزاز اللى دخل فيه وملامحك تقريبا مش باينة.. مقدرش أنكر إنى كان ممكن أحاول أكتر وأقدر اوصل لشكلك الأصلى بس ده كان هياخد وقت كبير وخصوصا ان مفيش حد من أهلك معاكى عشان يدينا أي صورة ليكى تساعدنا.. ومعكيش بطاقة شخصية ولا أي حاجة تدل على هويتك.. تأخيرنا فى البحث عن ملامحك كان فيه خطر على حياتك.. ده غير إنى...

ليصمت وهو يبتلع ريقه قائلا:
يعنى .. أول ما شوفتك مش عارف ليه بالظبط فكرتينى بغزل.
عقدت حاجبيها لتبدو تماما كمعشوقته.. ليطرق برأسه للحظة يبتعد عن تأثيرها عليه ثم يعاود النظر إليها قائلا:
غزل دى تبقى البنت اللى حولت ملامحك لملامحها.. كانت مراتى.

ازداد انعقاد حاجبيها قائلة:
كانت؟
ابتلع ريقه بصعوبة يقاوم غصة فى قلبه وهو يقول:
غزل ماتت من سنتين..
ظهر الأسى فى عينيها وهي تقول:
الله يرحمها.
تأملها للحظة قبل أن يقول:
يارب.

تنهد مستطردا:
اول ما شفتك لقيتك بتفكرينى بيها.. نفس الجسم والشعر وبنية الوش والعينين.. غصب عنى لقيتنى بشوفك هي.. كانت فى نفس مكانك آخر مرة شوفتها بس هي كانت...
ابتلع ريقه وشحب وجهه وهو يتذكر تلك الليلة التى فقدها فيها ليقول فى مرارة:
ميتة.

لينهض ويتجه إلى النافذة ينظر من خلالها إلى الخارج تتابعه عيناها .. يدق قلبها بقوة وهي تشعر بذلك الألم الذى يعانيه.. والذى ظهر فى نبرة صوته وكلماته .. إلى جانب تعرقه وشحوب وجهه وارتعاشة يده.. كل كيانه متأثر بألمه ليصل لها هذا الألم على الفور وتشعر رغما عنها بالتعاطف معه.. خاصة وهو يستطرد قائلا:
تعرفى.. لما سمعت قصتك.. حسيتها كمان قريبة من قصتها مع بعض الإختلافات طبعا...

وصمت لتحترم تمارا صمته والذى تشعر أنه يحاول من خلاله تمالك نفسه.. وعندما طال صمته قالت بصوت خفيض تستحثه على الكلام:
كمل.

حانت منه إلتفاتة إليها لتتوقف أنفاسها وهي ترى إلتماع عيونه والذى ينبأها بتأثره بذكرياته التى يبدوا انها تغمره الآن.. لتتعجب من وجود رجل فى هذا الزمان مازال يحب ويعشق ويتأثر بذكرياته مع محبوبته كما يبدوا على هذا الطبيب.. لينتبه ريان إلى نظراتها ويشيح بوجهه مجددا وهو يعود بعينيه إلى النافذة ينظر من خلالها إلى البعيد قائلا:

اول مرة شفتها كانت من خمس سنين.. كنت آخد أجازة وبقضيها فى إسكندرية مخصوص عشان أحضر فرح مريضة عندى.. كانت كبيرة فى السن ومتجوزتش أبدا لإن أهلها بعدوها عن حبيبها .. فضلت مستنياه عمر بحاله ولما لقيوا بعض.. قرروا ان العمر مش مهم وانهم لازم يحققوا حلمهم بالجواز.. كنت معجب بقصتهم اوى واللى خلت عندى أمل بإن الحب الحقيقى موجود.. وفى الفرح شفتها ..

أول ما عينى جت فى عينها حسيت إنى وقعت فى الحب.. وده كان إحساس جديد وغريب علية.. خصوصا انى بعد وفاة بابا بسبب ماما كنت أقسمت إنى محبش أبدا ولا أسلم قلبى لواحدة بس هي شدتنى بخفة دمها وروحها الجميلة.. اتعرفت عليها.. وواحدة واحدة عرفت عنها كل حاجة.. عرفت إنها أرملة وعندها بنت صغيرة من جوزها الأولانى واللى مقعدتش معاه غير سنة واحدة ومات بعدها فى حادثة وإنها قاعدة مع عيلة عمها عشان ملهاش غيرهم.. مهمنيش إنها كانت متجوزة وان معاها طفلة بالعكس ..

وقعت فى حب الطفلة دى من اول مرة شفتها فيها زي ما وقعت فى حب مامتها بالظبط.. ولقيتنى بطلب من غزل الجواز.. على أد ما فرحت بطلبى على أد ما خافت من رفض عيلتها واللى مقدرتش أفهم ساعتها ليه ممكن يرفضوا إن غزل يكون لها فرصة جديدة فى الحياة.. بس بعد كدة فهمت.. عشان ميراثها من أبوها واللى كانت المفروض هتاخده بعد ما تكمل سن الواحد وعشرين واللى كانت هتكملهم فى السنة اللى عرفتها وحبيتها فيها..

كانوا عايزين الفلوس طبعا وعشان كدة كانوا بيحاولوا يجوزوها لجلال إبن عمها بس هي كانت بترفض ﻹنها محستش إنه ممكن يكون أكتر من إبن عم ليها.. إتقدمتلهم وزي ما توقعت رفضوا.. حاولنا اكتر من مرة نقنعهم بس مكنش فيه فايدة.. وفى يوم وصلى رسالة إنى لازم أحضر نفسى عشان مطلوب فى انتداب لمدة سنة فى مستشفى كبيرة فى باريس..

حاولت أرفض رغم انها كانت فرصة كبيرة بالنسبة لى .. مش عشان الفلوس انا من عيلة ميسورة جدا والحمد لله.. بس هناك كنت هتعلم أكتر وهتمكن أكتر من مهنتى.. مع الأسف لقيتنى مضطر أسافر.. شفتها فى اليوم ده وقلتلها إنى مسافر.. قالتلى خدنى معاك.. بصراحة مكنتش موافق على فكرة الهروب بس مجرد إحساسى إنها ممكن تضيع منى خلانى وافقت.. هربت من البيت هي وإيلين بنتها .. واتجوزنا علطول وفى وقت قليل كنت محضر أوراقنا وفعلا سافرنا .. قضينا أجمل أيام حياتنا فى باريس.. والسنة بقت اتنين وتلاتة.. لغاية..

وصمت يغمض عينيه لينفض تلك الصور التى تراءت له.. نظرت إليه تمارا فى أسى تدرك أن القادم سيكون مأساة.. وبالفعل فتح ريان عيونه ليقول فى ألم:
فى يوم عيد جوازنا اضطريت أتأخر فى شغلى ومكنتش أعرف إن غزل خلت إيللى تنام مع بنت صاحبتها تيسير.. الصاحبة الوحيدة لغزل فى غربتنا.. كانت محضرة احتفال صغير على أدنا.. وفى اليوم ده اقتحم حرامى الشقة و...

ابتلع غصة فى حلقه وهو يقول فى مرارة:
واغتصبها.. بس هي حظها كان أسوأ منك.. لإنه بعد ما إغتصبها... قتلها.

كتمت تمارا شهقة انطلقت منها ليلتفت إليها ريان وترى تمارا ذلك الألم محفورا على ملامحه .. تصرخ نظراته بالذكرى المريرة ليغمض عينيه ثم يفتحهما وقد تهدلت كتفاه .. يقترب بخطواته من سريرها ومع كل خطوة له تشعر هي بقلبها تكاد تتوقف دقاته وهي تراه بتلك الحالة لتؤمن أنه مايزال هناك رجالا فى هذا الزمان.. نعم.. رجالا.. جلس على ذلك الكرسي بجوار السرير وكأن الذكرى هدته وجعلته لا يقوى على الوقوف.. رفع رأسه ينظر إليها قائلا فى حزن:

رجعت اليوم ده لقيتها غرقانة فى دمها والشقة تضرب تقلب.. جريت عليها .. حاولت ألحقها بس هي كانت ماتت خلاص.. ماتت وسابتنى.. قعدت جنبها مش قادر أصدق عينية ولا قادر اصدق إنها خلاص ماتت ومبقتش أشوفها تانى.. ولما بدأت أفوق من صدمتى.. بلغت البوليس واللى حاولوا بكل الطرق يوصلوا للجانى.. بس مع الأسف موصلوش.. دفنتها هناك ودفنت معاها روحى.. مكنش ينفع أجيبها معايا مصر ومكنش ينفع أقعد فى البلد اللى خدتها منى.. ولو كنت جبتها معايا كانوا أهلها هيعرفوا وهياخدوا منى إيلين وانا مش مستعد ابدا اخسر إيللى زي ما خسرت مامتها ده غير وصية غزل لية على بنتها واللى هحققها ولو كان فيها موتى.

صمت ريان وهو يضع يديه على وجهه يمسحه بضعف ليقول بعد لحظة:
لما شفتك ياتمارا لقيت نفسى برسم وشها على ملامحك.. كان نفسى اشوفها حية ولو للحظة واحدة.. عارف إنى غلط وغلطتى كبيرة.. بس صدقينى كان غصب عنى ومش بإرادتى.. إنتى متعرفيش انا بتعذب أد إيه وانا شايفها أدامى فيكى بس عارف إنك مش هي .. وعارف كمان ان مكنش من حقى اغيرلك ملامحك.. وعشان كدة انا مستعد لأي عقاب حابة تعاقبينى بيه حتى لو بلغتى عنى.

ترقب إجابتها على كلماته .. لتنظر إليه قائلة:
إنت ليه مخلفتش من غزل؟
اتسعت عينيه فى صدمة فلم تكن كلماتها تلك أبدا ما توقع سماعه منها.. ليقول بارتباك:
أفندم؟

نظرت إليه تمارا وقد احمر وجهها خجلا من إرتباكه لسؤالها غير المتوقع.. ولكنها وجدت نفسها رغما عنها تسأله.. ففضولها تجاهه هو وغزل غمرها.. فبعد ان رأت أشباه الرجال صعب عليها تقبل وجود رجل مثله.. لتقول متلعثمة:
انت .. يعنى.. مجبتش سيرة اطفال تانيين غير إيلين.. فاستغربت .. لو سؤالى ضايقك .. بلاش تجاوب عليه.

نظر إلى عمق عينيها الجميلتين قائلا بهدوء:
بالعكس سؤالك مضايقنيش بس مستغربه .. الحقيقة كنت متوقع رد فعل تانى منك ..
نظرت إليه قائلة فى حيرة:
زي..

مط شفتيه قائلا:
تصرخى فى وشى.. تهزقينى.. تزعقيلى.. أي حاجة إلا إنك تتقبلى الأمر بهدوء وكمان تسألينى عن حياتى.. أنا عارف إنك فى حالتك دى أكيد بتكرهي كل الرجالة.. ما بالك بقى بواحد غير ملامحك كمان.

أطرقت برأسها قائلة فى حزن:
ومين قالك إنى مبكرهش كل الرجالة.. انا فعلا كرهتهم كلهم.. لغاية ما جيت المستشفى كنت فاكرة ان كل الرجالة زي ماجد وإسماعيل والحيوانات اللى غدروا بية.. بس لما سمعتك عرفت إن لسة فيه رجالة كويسة فى الدنيا دى.. رجالة بتحب وبتحزن على اللى بتحبه.. رجالة ممكن تضحى بحاجات كتير عشان طفل مش طفلها.. على فكرة كمان أنا أعرفك من قبل ما أشوفك.

عقد حاجبيه فى حيرة لترفع عينيها تسترق النظر إليه قائلة:
لما فقت حسيت إن نبرات صوتك مألوفة لية.. حسيت بالراحة ودى حاجة بالنسبة لى كانت غريبة لإنى مميزتش ملامحك.. بس لما حكيت قصتك.. حسيت إنها كمان مألوفة بالنسبة لية.. وابتديت أفتكر أنا أعرف صوتك منين؟

نظر إليها بحيرة لتبتلع ريقها قائلة:
أنا كنت بسمعك وانت بتكلمنى على إنها هي.. كنت حاسة بيك.

اتسعت عينيه فى دهشة لتستطرد قائلة بسرعة:
مش فاكرة طبعا كل الكلام.. بس اللى فاكراه منه .. خلانى غصب عنى أحترمك وأقدر ظروفك وسبب اللى انت عملته معايا.. خلانى كمان مآمنة إن أي حاجة بتحصلنا بتكون لسبب.. ومش ضرورى يكون السبب ده وحش.. يعنى لولا الحادثة اللى حصلتلى انا كنت انتحرت ومت قانطة من رحمة ربنا.. كنت هدخل النار.. فأقل حاجة اعملها دلوقتى إنى أشكرك.

نظر إلى عينيها بحيرة وهو يهمس قائلا:
تشكرينى؟

اومأت برأسها قائلة:
انت أنقذت حياتى.. واديتنى فرصة تانية عشان أعيش.. أما بالنسبة لشكلى فدى حاجة بسيطة أوى .. ومتقلقش مش زعلانة.. شكلى مش مهم كتير.. المهم روحى اللى جوة .. وانا من جوة لسة تمارا.. صحيح تمارا المكسورة والمجروحة بس أنا قادرة ألملم جراحى وارجع قوية من جديد.. ما هو ربنا ما يدنيش فرصة تانية عشان أعيش وأنا أضيعها.. لأ.. هتمسك بيها وأحمده عليها كل يوم وكل لحظة مع كل نفس بتنفسه.

رغما عنه ظهرت لمحة إعجاب فى عينيه.. ليبتسم قائلا وهو يمسك يدها:
برافو ياغزل.. برافو ياحبيبتى.. بجد فرحتينى بكلامك.

دق قلبها وارتعشت أطرافها مع لمسته.. ليتعرق جبينها على الفور من جراء اقترابه منها وكلماته.. ليلاحظ ذلك ويبتعد على الفور.. قائلا فى ندم:
انا آسف .. غصب عنى ناديتك بإسمها.. وآسف لو لمست إيديكى.. أوعدك مكررهاش تانى.

قالت تمارا فى هدوء:
محصلش حاجة يادكتور ريان.. أنا عارفة إنه غصب عنك.
نظر ريان إلى هدوءها الذى يثير إعجابه قائلا:
أنا مش قادر أعبرلك عن شكرى واعجابى برجاحة عقلك ياتمارا.. بس ياريت تنادينى ريان زي ما بناديكى تمارا.. احنا مش بقينا أصحاب.

نظرت إليه للحظات فى تردد قبل أن تحسم رأيها وهي ترى نظرات عيونه الحانية والتى كانت تحتاجها بشدة لتشعر بأن هناك فى تلك الدنيا من يقف بجوارها .. لتومئ برأسها فى هدوء.. شعر ريان بالارتياح على الفور ثم نظر إلى ساعته لينهض قائلا:
للأسف الوقت إتأخر.. و مضطر أمشى عشان اتأخرت على إيللى..

ليبتسم لها قائلا:
متعرفيش الكلام معاكى ريحنى أد إيه.. هأشوفك بكرة.
وابتعد مغادرا ليستوقفه صوتها الرقيق وهي تقول:
دكتور ريان !
إلتفت إليها وفى عينيه ظهر عتابا لتقول متلعثمة:
آسفة.. ريان.

إبتسم لتستطرد قائلا:
مقلتليش ليه ما جبتش أطفال تانى من غزل.. ومكملتش الحكاية.
ظهرت لمحة من الألم مرت سريعا بعينيه قبل ان تعود عيونه صافية وهو يقول بهدوء:
هكملك بكرة.. سلام.

ثم التفت مغادرا ومغلقا الباب خلفه بهدوء لتستند تمارا برأسها على الوسادة تراجع كل ما مر فى حياتها.. لتغمض عينيها حزنا وهي تحاول أن تنفض أفكارها التى تؤلمها بشدة.. لتمر عبر عينيها صورة ريان وهو متأثرا بقصته وحبيبته غزل.. غزل التى تعرضت لما تعرضت إليه تمارا ولكنها فقدت حياتها أثناء ذلك.. لتحمد ربها على أنها حية.. كي تستطيع أن تنتقم ممن كانوا سببا فى عذابها.. ستصل لهم فردا فردا وستنتقم.. نعم فهي لن تدعهم ينعمون بحياتهم بينما هي تعانى.. سيرون كيف تتحول المرأة من كائن رقيق إلى وحش كاسر عندما تفقد كل شئ.

دلفت ريم بخطوات رقيقة إلى ذلك الكافيه.. لتجول بنظراتها بين جنباته .. وجدت ماجد جالسا على إحدى الطاولات.. يشير إليها بيده.. إتجهت إليه على الفور وقد إرتسمت على شفتيها إبتسامة بادلها إياها ماجد الذى نهض لإستقبالها.. مدت يدها إلى يده الممدودة إليها للسلام.. ضغط على يدها وهو ينظر إلى عينيها الجميلتين.. كيف لم يراها جميلة من قبل.. ترى ألأنها كانت تعامله بجفاء فعاملها بالمثل ام لأنه كان سيتزوج أختها؟انه حقا لا يعلم.. أبعدت ريم يدها عن يده بارتباك وهي تلاحظ نظرته إليها لتجلس بهدوء ويجلس بعدها قائلا:
وحشتينى.

نظرت إليه ريم بدهشة قائلة:
مش معقول كلامك ده ياماجد.. معقول أكون قدرت ابقى جواك بالسرعة دى؟
ابتسم قائلا:
ومش معقول ليه.. مش يمكن كنتى جوايا من زمان وانا اللى مكنتش حاسس.

نظرت إليه ريم بلهفة قائلة:
بجد ياماجد.. بجد كنت جواك؟
عقد حاجبيه فى حيرة وهو يقول:
يهمك اوى ياريم تعرفى؟
أومأت برأسها قائلة بسرعة:
يهمنى طبعا انت متعرفش أنا بح...

صمتت وقد كادت أن تعبر له عن مشاعرها.. ليشعر بها ماجد .. ويقرر ان يخرج مكنون قلبها .. لذا مد يده إلى يدها الموضوعة على المائدة وأمسكها بيده قائلا بهمس:
انتى إيه ياريم؟

أطرقت ريم برأسها ودقات قلبها يعلو صخيبها قائلة:
لأ .. قول إنت الأول.
مد يده الأخرى يرفع ذقنها لتتواجه عينيه مع عينيها وهو يقول:
هقول يا ريم .. هقول كل حاجة بس محتاج أطمن.. طمنينى ياحبيبتى.

نظراته .. لمساته.. كلماته.. لاتدرى ماذا أثر فيها منهم لتندفع وتخبره بكل ما خبأته عنه قائلة:
أنا بحبك ياماجد ومن زمان.. من أول ما خطبت تمارا وانا شايفاك كتير عليها.. كنت شايفاك لية انا.. خطيبى انا.. مكنتش عارفة انت شايف فيها إيه.. دى واحدة على نياتها وتقريبا ساذجة ومكملتش تعليمها ومش نافعة فى حاجة.. كتمت مشاعرى جوايا وبعدت عنكم .. لإنى كنت كل ما أشوفكم بتجنن.. بتقيد نار فى قلبى.. لغاية ما سبتها وعرفت إنك أخيرا فقت وشفت إنها مش ممكن تنفعك ولا تناسبك.. بدأت أكلمك وانا بدعى إنك تحس بية .. تدينى فرصة.ودلوقتى أنا خايفة.. مرعوبة بعد ما سمعتنى تصدنى وملاقيش جواك نص اللى جوايا ليك.

ابتسم وهو يرفع يدها يقبلها بحنان لتبعد يدها بارتباك .. اتسعت ابتسامته وهو يرى خجلها ليقول:
انا جوايا مشاعر ليكى زي اللى جواكى وأكتر.

اتسعت عينيها بدهشة ليقول هو بابتسامة خلبت لبها:
أنا عشت مع تمارا أد ما عشت.. مكنتش مكالمة منها بتخلينى طاير من الفرحة زي مكالمتك.. ولا كانت لمسة ايديها او نظرة عينيها بتقيد فية النار بالشكل ده.

أطرقت ريم برأسها فى خجل ليمد يده مجددا يرفع ذقنها لتتواجه عينيهما.. ويقول ماجد بحب:
انا بحبك ياريم وعايز أرتبط بيكى.
ظهر الارتباك على وجهها لتبتعد بوجهها عن يده وهي تقول:
دلوقتى.. مستحيل.

عقد حاجبيه لتقول هي بإضطراب:
قصدى يعنى.. تمارا مختفية.. صحيح فيه ناس شافوها وهي بتعمل حادثة والكل بيقولوا انها ماتت بس لسة ملقيناش جثتها.. ده غير ان بابا مبيحبكش أصلا.. وهنلاقى صعوبة فى إقناعه.. أنا فى رأيى نصبر حبة لحد...

وصمتت لتستطرد بعد لحظة قائلة:
لحد يعنى .. ما يفوت شوية على موت تمارا.. ونقدر نقنع بابا.
تراجع ماجد يستند إلى كرسيه بإرتياح قائلا:
رغم انى اقدر أقنع والدك بسهولة.. ورغم انى مش مقتنع بإننا لازم نستنى.. بس عشان خاطر عيونك ياريم.. هستنى.. بس موعدكيش أستنى كتير.

ابتسمت ريم قائلة:
انا كمان بوعدك يا ماجد اننا نتجوز بأسرع وقت.

بادلها ابتسامتها غافلين عن عيون اتقدت شرارة الحقد فيهم.. يشتعل قلب صاحبتهما بغضب ستتركه ليحرق الأخضر واليابس.. فبعد ما رأته لم يعد أمامها سوى الانتقام.. الانتقام ممن خدعها بإسم الحب.. ثم ألقاها كما يلقى شراب مهترئ فى سلة قمامته.. وستنتقم من تلك الحرباء الصغيرة والتى تظهر نفسها أمام ماجد بمظهر هي بعيدة كل البعد عنه.. فوحدها هي من تعرف حقيقة ريم.. هي وفتاة أخرى لم تعد على قيد الحياة.. فتاة تدعى...تمارا.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، امرأة ، وخمسة ، رجال ،











الساعة الآن 01:32 PM