logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 01:51 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

قالت منيرة فى حدة:
إنت إتجننت ياوليد؟آدى آخرة مشيك مع ناس مش من مستواك..ياريتك سمعت كلامى من الأول ..مكنش ده كله حصل.
قال وليد فى ضجر:
يووه بقى ياماما..أهو أنا مكنتش عايز أقولك عشان مسمعش الكلام ده.

نظرت إليه منيرة فى إستنكار قائلة:
وليك عين تتكلم بعد اللى عملته؟..انت عارف لو حد عرف بالمصيبة دى هيحصلك إيه.. ولا الشركة اللى تعبنا فيها دى..هيحصلها إيه..تعرف لو ميار عرفت وقالت لباباها..باباها هيعمل فيك إيه؟

نظر وليد إلى والدته قائلا فى سخرية:
عايزة تفهمينى إنك خايفة علية وعلى الشركة؟إنتى خايفة على مظهرك يامنيرة هانم..إنتى خايفة على نفسك وبس.

قالت منيرة فى غضب:
وأنا إيه وإنت إيه..ها؟..شقا عمرنا فى الشركة دى ياوليد..ولو جرالها حاجة مش هنستحمل يوم واحد نعيشه فى الفقر ..لا أنا ولا انت اتعودنا على حياة الفقرا ومستحيل نتحملها..و جوز خالتك لو عرف اللى انت عملته هيسحب فلوسه من الشركة والشركة هتضيع بعد ما بصعوبة قدرنا نوقفها على رجليها من تانى بعد ما باباك مات وسابها مديونة بسبب لعب القمار..ولا نسيت؟

نهض وليد قائلا بعصبية:
لأ منستش ..بس مش فلوس آنكل حامد اللى وقفت الشركة على رجليها وبس..دماغى دى اللى خلت الشركة فى مكانة تانية خالص..زي ما كانت أيام جدى و أحسن ..

قالت منيرة بسخرية:
ودماغك دى هتضيعها من تانى .

زفر وليد قائلا:
مش هتضيع ولا حاجة ..ومحدش هيعرف حاجة..الموضوع ده هيتقفل ومش هيتفتح تانى..صدقينى.

نظرت إليه منيرة قائلة فى هدوء:
طب البت دى فين دلوقتى؟

زفر وليد وهو يجلس قائلا:
رميناها ع الطريق..

سألته مجددا:
كانت لسة عايشة؟

هز وليد كتفيه قائلا:
مش عارف..كان نبضها ضعيف..غالبا ماتت دلوقتى.

زفرت منيرة بإرتياح قائلة:
ياريت..عموما أنا هبعت حد يطمنا..وإنت حاول تصلح علاقتك مع ميار ياوليد..أنا مش عايزاها تحس بحاجة..مفهوم؟

قال وليد فى ضجر:
هعملها إيه يعنى..ما هي السبب لو مكنتش حرقت دمى مكنتش شربت الزفت اللى شربته وخلانى عملت المصيبة دى.

نهضت منيرة قائلة فى حزم:
متجيبش الغلط عليها ياوليد..إنت أصلا عينك زايغة وبتاع بنات..كل شوية تعرف واحدة وترميها..ولا نسيت علا ونسمة وسوزان وغيرهم كتير بنات؟

نظر إليها بعتاب قائلا:
وروان ..نسيتى روان؟

قالت بإرتباك:
روان..روان لا كانت تشبهك ولا كانت من مستواك..صدقنى كان حبها وهم فى خيالك..وان كنت اتجوزت ميار و انت محبيتهاش..عشان تكبر بس الشركة..وبسبب تفكيرك فى روان بتتلكك ليها ..فعيزاك تفتكر حاجة واحدة ياوليد..ميار بنت خالتك ولو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقى زيها..إنسى وهم حبك لروان ..لإنك لو حبيتها بجد مكنتش إتخليت عنها..وإنت فاهمنى كويس.

لم ينطق وليد بكلمة لتغادر منيرة بهدوء تتابعها عينا وليد الذى ظهرت المرارة داخلهما وهو يهمس قائلا:
لأ..أنا حبيتها بجد ياماما..بس عشان جبان اتخليت عنها..بس هي فين روان دلوقتى؟اختفت وملهاش أثر..ياريتنى ما سمعت كلامك ياماما..ياريتنى ما سبتها تمشى..مكنتش أعرف إنى بحبها بالشكل ده..حياتى من غيرها ملهاش أي معنى..ويمكن يكون كل اللى حصلى ده فى بعدها.. عقاب من ربنا لية..عشان اتخليت عنها وهي فى بطنها حتة منى..ياترى مكانها فين دلوقتى؟ياترى روحتى فين ياروان؟

رايح فين ياكمال؟
نطقت علياء بذلك السؤال لتتوقف يد كمال قبل أن تلمس مقبض الباب ويتجمد تماما..كررت علياء سؤالها بحيرة..ليقول دون أن يلتفت:
خارج أشم هوا ياعلياء.

اقتربت منه حتى أصبحت خلفه تماما لتمسكه من كتفيه بكلتا يديها تديره ليواجهها ..لتقابلها عيناه الحزينتان فيصيب قلبها ذلك القلق مجددا من تصرفاته الغريبة منذ تلك الليلة وتباعده الدائم عنها وعن المنزل..وعن عمله الذى أهمله أكثر..لتقول بحيرة:
مالك ياكمال..متغير ليه بس؟

أزال يديها عن كتفه قائلا فى ضجر:
مالى بس ياعلياء ؟ما أنا كويس أهو..انت مبتزهقيش من السؤال ده..ياستى انتى لو مزهقتيش ..أنا بقى زهقت.

نظرت إليه علياء بصدمة واغروقت عيناها بالدموع..ليزفر وهو يسرع بإمساك يدها قائلا:
حبيبتى عشان خاطرى..أنا مخنوق وتعبان..استحملينى الفترة دى ومتسألنيش عن حاجة ..عشان خاطرى ياعلياء.

نظرت إلى عيونه فى حيرة..تشعر بالقلق ينهش أحشائها..ولكنها مالبثت أن تنهدت قائلة فى حيرة:
خلاص ياكمال..أوعدك مسألكش عن حاجة بس وحياتى عندك ..وحياة طفلنا اللى جاي تخلى بالك من نفسك وتطمنى عليك.

رفع يدها يقبلها ثم قال فى حنان:
أوعدك ياحبيبتى..سلام دلوقتى.

ثم التفت مغادرا تتبعه عينا علياء القلقتين والتى مالبثت أن قالت فى همس:
يارب احفظه وريح قلبه وخليهولى يااارب..عشان خاطرى وخاطر طفله اللى جاي ده..

ثم أغمضت عينيها قائلة:
يااااارب.

قالت بيرى موجهة حديثها إلى صافى:
هتيجى معانا شرم ياصافى ولا باس السنة دى زي ال ٣ سنين اللى فاتت.

قالت صافى بابتسامة:
انتوا عارفين إنى من يوم ما إتجوزت عزت وهو حابب كل سنة نصيف فى بلد شكل..باريس..هاواي ..روما.. لكن السنة دى مخططناش لحاجة..أعتقد هنكون فى مصر.. فأنا معاكوا طبعا.

قالت نانى فى سخرية:
مش عزت ده آخر جوازة ليكى ياصافى واللى كان ويتر فى الفندق اللى كنتى نازلة فيه فى إسكندرية.

إلتفتت إليها صافى قائلة:
آه يانانى..بالمناسبة فين جوزك ..رأفت الجناينى واللى اتجوزتيه من شهرين..آه نسيت إنك طلقتيه بعد أسبوع واحد من جوازكم بعد ماسرق مجوهراتك وهرب..معلش ياحبيبتى تتعوض الجوازة الجاية.

نظرت إليها نانى بحقد قبل أن تقول:
عن إذنكم..أنا رايحة لفوفو..سلام.

غادرت نانى لتقول بيرى فى عتاب:
كدة برده ياصافى تقوليلها الكلام ده وتجرحيها.

قالت صافى بعصبية:
هي اللى استفزتنى الأول وهي بتقول الكلام ده عن عزت..آه عزت كان ويتر قبل ما يتجوزنى بس بقى حاجة تانية بعد ما اتجوزنى.

قالت بيرى بسخرية:
بقى إيه ياصافى؟ها..ده عاطل وعايش على الفلوس اللى بتديهاله.

قالت صافى فى ضيق:
يوووه بقى يابيرى ..حتى انتى..أقولك حاجة..أنا ماشية وسايبالكوا الحفلة كلها..سلام.

والتفتت صافى لتغادر ..فإذا بها تقف متجمدة وقد رأت عزت يقف قريبا منها تبدوا على ملامحه كل إمارات الغضب ابتداءا من حاجبيه المنعقدين مرورا بعروقه المنتفضة ووصولا إلى قبضة يديه المضمومتين بقوة..لتدرك صافى أن تلك الليلة لن تمر بسلام...مطلقا.

كانت تمارا تجلس فى حجرتها التى لازمتها منذ خروجها من المستشفى تتساءل فى ألم عما أذنبت فيه لكي يحدث لها كل ماحدث..وأين ماجد منذ تلك الليلة التى كان فيها فى المستشفى والذى اختفى بعدها كلية منذ أن غادرها حتى أنه لا يرد على إتصالاتها المتكررة..ترى هل تخلى عنها؟

نفضت أفكارها بقوة ترفض ذلك الإحتمال كلية..فماجد يحبها وبشدة..لذا من المستحيل أن يتخلى عنها فى تلك الظروف..أحست بالألم فى قلبها..لقد كان من المفترض أن يتزوجا غدا..غدا..ياله من يوم سيمر عليها مليئا بالعذاب..فكيف لها أن تتزوج منه وهي بتلك الصورة المحطمة ..لقد أصبحت تخشى حتى فكرة الزواج..واقتراب أي رجل منها ..إنها تحتاج حتما إلى علاج نفسي وهذا ماسوف تسعى إليه من أجل أن تتزوج حبيبها ماجد.

أفاقت من أفكارها على صوت صرخة والدتها الرافضة لشئ ما..أسرعت إلى الخارج لتجد أباها جالسا مطرق الرأس يضع كلتا يديه على رأسه بينما أمها تجلس بجواره شاحبة الوجه تنزل دموعها فى صمت..أما ريم فتنظر لها نظرات شامتة لتقول تمارا بتوجس:
فيه إيه يابابا..بتعيطى ليه ياماما؟

رفع والدها رأسه ينظر إليها قائلا فى غضب:
وليكى عين تسألينا يافاجرة.

قالت سعاد بمرارة:
إسماعيل.

نظر إليها إسماعيل قائلا فى حدة:
إخرسي إنتى خالص ياسعاد..ماهي تربيتك ولازم تدافعى عنها..بس تربيتك دى خلت راسنا فى الوحل فى وسط الشارع اللى عشنا فيه سنين..أنا مش عارف بس أورى وشى للناس إزاي؟ولا بنتى ريم هجوزها إزاي بعد اللى حصل لبنتك..ها؟

قالت تمارا بضعف وقد سقطت دموعها بغزارة:
حتى انت يابابا هتظلمنى..نفسى أعرف أنا عملت إيه بس؟..أنا ضحية على فكرة ..واللى جنوا علية عايشين دلوقتى حياتهم بالطول والعرض.

نهض إسماعيل قائلا فى غل:
ومين اللى إتأخرت فى الشارع وإديتهم الفرصة ..مش إنتى؟مين اللى أغريتهم بلبسها ومكياجها مش إنتى؟..هما لو كانوا لقوكى محترمة مكنوش قربوا منك.

قالت تمارا فى صدمة:
أنا يابابا..أنا لبسى وماكياجى مش محترم؟..ده أنا لبسى كله محترم ومبحطش على وشى حاجة..بس كحل..ده ريم بتلبس أضيق من كدة وبتحط ماكياج اكتر منى وانت مبتقولش حاجة.

قال إسماعيل فى غضب:
متجيبيش إسمها على لسانك ده..ريم بنتى ضفرها برقابتك.

قالت تمارا بألم:
ماهي بنتك زي ما أنا بنتك ولا نسيت يابابا؟

قال إسماعيل بحدة:
لأ..انتى عمرك ما كنتى بنتى ولا هتكونى بنتى ياتمارا.

صرخت سعاد قائلة فى جزع:
إسماعيل.

إلتفت إسماعيل إليها قائلا فى غل:
إسماعيل زهق..٢٣ سنة وأنا بربى فى بنت غير بنتى ..مستحملها بس عشان خاطرك إنتى..لكن توصل إنها تجيبلى الفضيحة يبقى آسف أنا مليش بنات غير ريم.

نقلت تمارا بصرها بين أمها المطرقة برأسها فى ألم وبين أباها الواقف بجمود ينكر أبوته لها لتقترب منه قائلة فى ألم:
يعنى إيه الكلام ده..يعنى أنا مش بنتك بجد..أمال أنا بنت مين..ها..ردوا علية..أنا بنت مين؟

إلتفت إسماعيل إليها قائلا:
إنتى بنت أمك من جوازتها الاولانية..كانت جوازة خايبة والحمد لله ربنا خد أبوكى وريحه منك ومن أمك وأنا اللى اتدبست فيكوا لأجل حظى النحس..طمعت فى الشقة وقلت أهى معاها العروسة بس ياريتنى ما شفت أمك وياريتنى ما عرفتكم.

نظرت تمارا إلى والدتها الباكية قائلة فى ألم:
الكلام ده صحيح ياماما؟

رفعت سعاد رأسها إليها تعتذر لها بعينيها فى صمت لتدرك تمارا أن كل ما سمعته حقيقة..أغمضت عينيها فى ألم ثم فتحتهما بجمود قائلة:
أنا مبقاليش عيشة فى البيت ده بعد اللى سمعته..أنا هسيب البيت ده وأتجوز ماجد وأروح أعيش معاه.

قال إسماعيل بسخرية:
ماجد..ماجد كان لسة قاعد معايا بيفض الجوازة يااختى..وعايز شبكته عشان هيخطب بيها واحدة تانية.

التفتت إليه تمارا وقد اتسعت عيناها فى صدمة قائلة:
مستحيل ماجد يعمل كدة..انت بتكدب علية..قوللى إنك بتكدب علية.

قال لها إسماعيل فى شماتة:
أهو عندك .. إسأليه لو مكنتيش مصدقانى.

نقلت تمارا بصرها بين إسماعيل وإبنته اللذان ينظران إليها بسخرية وبين والدتها التى تعالى نحيبها لتصرخ بكل قوة ناطقة بإسم حبيبها قبل أن تندفع إلى حجرتها وتأخذ حقيبتها ثم تغادر المنزل بسرعة تتبعها صرخة أمها بإسمها فى لوعة.


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 01:52 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل السادس

قالت صافى فى حدة:
انت اتجننت ياعزت؟سيب دراعى.

زاد عزت من ضغط يده على ذراعها وهو يقول بغضب:
آه اتجننت ياصافى ..بعد اللى سمعته من صاحباتك لازم أتجنن..ولازم تعرفى حاجة كمان..من النهاردة مفيش حاجة اسمها خروج مع صاحباتك دول ولا فيه حفلات هتحضريهالهم..مفهوم؟

اتسعت عينيها بشدة وهي تقول:
لأ انت فعلا اتجننت..مستحيل طبعا أوافق على الكلام ده..أنا مقدرش أعيش حياتى من غير صاحباتى.

اقترب عزت بوجهه من وجهها قائلا فى غضب وعيونه تنطق بالشر:
ما هو ياتوافقى على كلامى بالذوق ياصافى ياهخليكى توافقى بالعافية ..أنا ممكن أسجنك جوة أوضتك دى وأبهدلك وأوريلك وش عمرك ما كنتى تتخيلى تشوفيه.. احنا عشنا مع بعض فترة كنا فيها زي السمن على العسل..فاستهدى بالله يابنت الحلال كدة ..واتقى شرى..قلتى إيه؟

كادت صافى أن تتحدث ولكن ملامح عزت أنبأتها بأن عليها أن تصمت الآن حتى يهدأ..لتقول بصوت حاولت أن تجعله هادئا قدر الإمكان:
خلاص ياعزت إهدى بس وسيب دراعى عشان بجد بيوجعنى.

ترك ذراعها وهو يرمقها بغضب قبل أن يقول:
سيبت دراعك اللى قرفتينى بيه..قومى بقى هاتيلى فلوس عشان أخرج أروق أعصابى بعد حرق الدم ده.

رمقته باستنكار ليردد بحدة قائلا:
انتى لسة هتبصيلى؟
ليصرخ فى غضب مستطردا:
قوومى.

انتفضت على صراخه الغاضب لتنهض بسرعة وتذهب إلى خزانتها تحضر له بعض المال ثم تمنحه إياه ليأخذه منها وهو يرمقها شذرا ثم يبتعد مغادرا لتنظر هي فى إثره بصدمة وهي تضرب كفا على كف قائلة:
لأ..ده إتجنن رسمى وبقى مستحيل تتفاهمى معاه..ولازم تشوفيله حل ياصافى.

كان وليد يجلس فى شرفة حجرته مغمض العينين يعيش بين جنبات ذكرياته مع تلك الحبيبة المفقودة والذى تخلى عنها سابقا وعندما افتقدها وشعر بخطأه ..بحث عنها فلم يجد لها أثرا..روان...كم كانت رقيقة حنونة ..يتذكر ذلك اليوم الأول الذى رآها فيه فى شركته وكيف لفتت نظره بجمالها وعيونها التى فى لون زرقة السماء..على الفور جعلها قريبة منه ..لتعمل كسكرتيرة خاصة له..وتأسره بجمالها ورقتها..وعندما حاول أن يجعلها خليلته..رفضت بشدة كل الاغراءات التى وضعها أمامها ليقرر أن الحل الوحيد أمامه هو الزواج منها سرا فهو يعرف أمه جيدا ليدرك أنه من المستحيل أن تقبل روان ككنة لها..وبالفعل تزوجها ليعيش معها أجمل قصة حب قد يعيشها رجل مع محبوبته..نعم أحبها..أحبها كما لم يحب إمرأة من قبل..وان لم يكتشف ذلك سوى بعد فقدانها..
حتى كان ذلك اليوم الذى اكتشفت فيه والدته زواجه السري لتقيم الدنيا وتقعدها وتخيره بين أن تحرمه من الميراث خاصة وأن كل أموال أبيه وشركته بإسمها هي..أو يطلق روان لتذهب بعيدا عنه إلى الأبد..كم كان جبانا فى ذلك الوقت ليختار المال فوق الحب..لقد ضحى بها من أجل المادة..ليتذكر فى ألم مجيئها إليه بعد طلاقه إياها وتمزيقه الورقة أمامها بإستهتار.. تخبره بأنها حامل منه ..تتوسل إليه أن لا يتخلى عنها..ليطردها على الفور من مكتبه مطالبا إياها أن تجهضه أو أن تأخذ طفلها وترحل بعيدا عنه للأبد..لن ينسى أبدا تلك النظرة التى رمقته بها والتى ارتسم بها الإنكسار ممزوج بخيبة الأمل..وهي تخبره أنه سيندم على فعلته وقت لا يفيد الندم وأن ينتظر عدالة السماء..وها هي كلماتها تتردد فى أذنه تخبره أنه لن يرى هناءا ولا خيرا بعدها ولن يعيش سوى عذابا بلا حدود لفعلته الدنيئة معها..فتح عينيه يمسح دمعة خائنة تسللت منهما..حينما تناهى إلى مسامعه صوت ميار من خلفه يقول بتردد:
وليد..ممكن..يعنى..نتكلم شوية؟

قال وليد دون أن ينظر إليها:
مش وقته ياميار..خلى أي كلام لبكرة..انا مشغول دلوقتى..وبفكر فى الشغل.

قالت ميار وهي تتجه لتقف قبالته تنظر إلى عينيه قائلة فى إرتباك:
بس أنا ..أنا لازم أكلمك.. لإنى مش قادرة أخبى عليك أكتر من كدة.

عقد حاجبيه وهو ينظر إليها قائلا:
مش قادرة تخبى إيه ياميار..إتكلمى؟
نظرت ميار إلى عمق عينيه قائلة فى حزم:
أنا حامل.
لتتسع عينا وليد ...فى صدمة.

دلفت علياء إلى الحجرة بخطوات هادئة تتوقع أن يكون كمال كعادته فى ذلك الوقت نائما..ولكنها ولدهشتها وجدته مستيقظا يجلس على سريرهما ويبدوا عليه الشرود..لتقترب منه بهدوء حتى جلست بجواره لتمسك يده المستكينة بجواره لينتفض على الفور وتنتفض هي بدورها..تنظر إليه فى دهشة قائلة:
كمال !

نظر إليها بارتباك قائلا:
نعم ياعلياء.
قالت له فى قلق:
انت مش هتقولى بقى مالك وإيه اللى مغير حالك؟

ترك كمال يدها وهو ينظر إليها فى حدة قائلا:
تانى يا علياء..تانى؟
زفرت علياء قائلة وهي تعيد إمساك يده بين يديها:
خلاص ياسيدى..مش هسألك مالك..طيب إيه..موحشتكش؟

نظر إلى عمق عينيها فى ألم ثم أطرق برأسه..لتقول هي فى صدمة:
بجد ياكمال..بجد موحشتكش؟..ده انت واحشنى وانت قصاد عينى..خلاص ياكمال مبقتش تحبنى زي زمان ولا إيه؟

لم يجيبها مجددا لتقول بخوف ملك كيانها:
طب فيه واحدة تانية فى حياتك؟
ظل صامتا مطرق الرأس .. لتقول بمرارة:
خلاص ياابن الناس..إجابتك وصلتنى..أنا من النهاردة هروح أنام فى أوضة الضيوف وأريحك منى خالص.

لتنهض وهي تنوى المغادرة لتجد يده تتمسك بها وتوقفها..نظرت إليه لتجده ينظر إليها بحزن..انتابتها الحيرة وهو يعيدها إلى جواره يمسك وجهها بين يديه قائلا:
أنا عمرى ما حبيت ولا هحب حد غيرك انتى ياعلياء..ولو انا بوحشك وانا قصاد عينك فانتى بتوحشينى مع كل نفس بيخرج منى وانا واقف قصادك وفى غيابك..أنا بس تعبان ياعلياء..تعبان وخايف أتعبك معايا.

مالت على يده تقبلها بعشق وهي تنظر إليه قائلة:
أنا كلى فداك ياابن قلبى..إتعبنى معاك.. بس ماتبعدنيش عنك بالشكل ده..أنا...

قاطعها بقبلة طويلة أودعها عشقه وألمه لتبادله إياها على الفور وهي تضمه إليها..تشعر بكل ما يحمله بقلبه..تريد أن تنسيه ما يعانيه بين أحضانها ..وكأنه كان ينتظر منها تلك الدعوة لينهل وينهل من شفتيها ينثر قبلاته بين ثنايا عنقها ليعود ويضم شفتيها فى قبلات كادت أن تزهق أنفاسها ..تألمت ولكنها لم تردعه بل بادلته عشقه المعذب لها حتى النهاية.

قالت نجوى بنبرة ناعمة:
خلاص بقى ياعلاء ميبقاش قلبك إسود..أنا بقالى ساعة بحالها بصالح فيك.

نظر إليها علاء قائلا فى حدة:
مين فينا اللى قلبه إسود وضميره كمان إسود..بقى أنا يانجوى..أنا عايزك تجيلنا الشقة عشان أستفرد بيكى؟..انا يانجوى هغدر بالإنسانة الوحيدة اللى حبيتها؟..بصى.. أنا كلمت ماما قصادك وسألتها عن مكانها وانا فاتح الاسبيكر وقالتلى أدامك مستنياك فى البيت ياابنى زي ما قلتلى..كلمتها بس عشان تتأكدى إنها فى البيت فعلا..وإنى مكنتش بضحك عليكى زي ما اتهمتينى بس بعد فكرتك عنى وكلامك اللى جرحنى ده..أنا آسف ..ياريت تنسى أي مشروع إرتباط ما بينا.

أمسكت نجوى يده قائلة فى توسل:
لأ ياعلاء..أبوس إيدك تسامحنى..انا عارفة إنى غلطانة وأستاهل أي عقاب ..هقبله والله..بس إلا عقاب حرمانى منك..أهو ده اللى مش هقدر عليه أبدا.

نظر إليها بعتاب قائلا:
ما كنتى دلوقتى قادرة عليه وبتقوليلى ان ده آخر ما بينا.
نظرت نجوى إلى عينيه قائلة فى ندم:
أنا آسفة ياعلاء ..عشان خاطرى سامحنى وأوعدك خلاص..مبقتش أزعلك منى تانى أبدا.

نظر إلى عينيها وهو يبتسم قائلا:
أبدا .
ابتسمت بدورها وهي تقول:
أبدا ..أبدا.
أومأ برأسه وهو يرفع يدها إلى شفتيه مقبلا إياها قائلا:
خلاص ياستى..سامحتك.

أبعدت يدها فى خجل وهي تقول:
أنا..انا همشى بقى عشان إتأخرت..وأخويا دلوقتى فى البيت.
إبتسم وهو يومئ برأسه قائلا:
هتوحشينى.
نظرت إلى عينيه قائلة فى خجل:
هتوحشنى أكتر..سلام.

ثم نهضت مغادرة تتبعها عيناه وابتسامته الساحرة والتى تحولت بعد ثوانى إلى إبتسامة ذئب وهو يقول فى سخرية:
كنت عارف إنك مش هتآمنيلى من أول مرة يانوجا وعشان كدة عملت التمثيلية دى..المرة الجاية لو قلتلك تيجى معايا مش هتشكى فية زي المرة دى وهتيجى بسرعة عشان الست الوالدة تشوفك..بس اللى متعرفيهوش إنى الست الوالدة هتكون عند بنتها وإحتمال تبات كمان..عشان أستفرد بيكى ياحلوة وإبقى خلى نباهتك دى تنفعك.

لتنطلق ضحكة من شفتيه وعينيه تلتمعان وهو يتخيل ذلك اليوم الذى انتظره وخطط له كثيرا..كثيرا جدا.

لا تدرى تمارا كيف وصلت إلى شقتها هي وماجد والأفكار تطاردها..فصدماتها اليوم تتوالى عليها وتجعلها تعيش جحيما مستعرا..لا تستطيع إحتماله..فصدمة معرفتها بأن ماجد يريد أن يبتعد عنها..هي صدمة لا تستطيع أن تصدقها ..صدمة فوق إحتمالها..إلى جانب معرفتها بأن هذا الرجل الذى يدعى إسماعيل هو ليس بأباها أبدا..على الرغم من أنها كان يجب أن تتوقع ذلك..فمعاملته الجافة والقاسية لها طوال حياتها و تفضيله لريم فى كل شئ رغم ان تمارا هي أحن عليه منها..تخبرها بإستحالة أن تكون تمارا إبنته من لحمه ودمه..فتحت حقيبتها لتحضر مفاتيح الشقة وفتحتها ثم دلفت..عقدت حاجبيها وهي تلاحظ بعض أطباق الطعام على المائدة وكوبان من الشاي يخبرانها أن ماجد ليس بمفرده فى الشقة..ولكن ترى أين هو؟ومع من؟انتبهت على بعض الأصوات تأتى من حجرة النوم ليزداد انعقاد حاجبيها وهي تقترب لتقف متسمرة أمام الباب الموارب وهي تستمع إلى صوت ضحكة وفاء إبنة خالتها وصديقتها الوحيدة..ثم صوتها وهي تقول بسخرية:
ياترى ياتمارا رد فعلك إيه لما باباكى قالك على فسخ الخطوبة وفشكلة الجوازة دى.

أغمضت تمارا عينيها فى ألم وهي تدرك ما يحدث فهي طيبة القلب نعم ولكنها أبدا ليست بساذجة ..فتحت عينيها على إتساعهما وماجد يقول فى ضيق:
ما خلصنا بقى ياوفاء..مش عايز أسمع إسمها تانى..حكايتنا خلصت خلاص..أنا متجوزش واحدة نام معاها واحد غيرى..ودول تلاتة فاهمة يعنى إيه تلاتة؟

قالت وفاء بسخرية:
طبعا فاهمة..بس انت اللى غلطان من الأول..خطبتها ليه وسيبتنى أنا وانت عارف إنى بحبك؟..روحتلها عشان بريئة وممسهاش راجل مش كدة..اشرب بقى يافالح..الحمد لله إنكوا لسة على البر ..كان فاتك دلوقتى متدبس فيها لو كنتوا متجوزين.

قال ماجد بغضب:
كنت هطلقها طبعا..انا محدش يقرب لحاجة تخصنى..ولو حد قرب من الحاجة دى برميها وأجيب غيرها..ما بالك بقى لو كانت الحاجة دى خطيبتى أو مراتى؟

قالت وفاء فى حقد:
بس متقولش خطيبتك..ده أنا كنت بموت وأنا عارفة إنك هتتجوزها هي وتسيبنى..كنت بموت كل ما أشوفك معاها هي ومش معايا أنا..آل والهابلة تقوللى ان البيت يبقى بيتى وانى آجيلكوا وقت ما أحب..ده أنا لو كنت طايلة كنت ولعت فى البيت ده قبل ما يجمعكوا ..يلا أهي جت من عند ربنا..

لتصمت للحظة قبل أن تستطرد قائلة فى رجاء:
طب ما تتجوزنى يا ماجد؟..انت عارف كويس إن محدش لمسنى قبلك..انت وبس ياحبيبى.

قال ماجد بسخرية:
آه محدش لمسك قبلى بس الله أعلم كم واحد لمسك بعدى.
قالت وفاء فى حدة:
إنت بتقول إيه ياماجد ..إنت اتجننت؟

قال ماجد بسخرية:
لأ ما اتجننتش أنا بقول بس اللى أعرفه ولا انتى فاكرانى أهبل ومعرفش حاجة عن دكتور الجامعة اللى انتى شغالة فيها.. واللى انتى وهو بتجمعكوا علاقة مش مظبوطة ياقطة.. ولو مراته عرفت هيبقى راح فى ستين داهية عشان أهلها الواصلين واللى انتى عارفة هما مين كويس.

قالت وفاء بإرتباك:
أنا ..أنا...
قال ماجد بسخرية:
إنتى إيه ياوفاء؟..أنا وإنتى شبه بعض..نسخة مش نضيفة بتدور على مصلحتها حتى لو على حساب أقرب الناس ليها وعشان كدة بنحتاج حد زي تمارا ..نضيف ونقى..نتلزق فيه عشان ينضفنا أدام الناس.

قالت وفاء فى سخرية:
قصدك كانت نضيفة ..كانت.
قال ماجد:
بالظبط..كانت..فبلاش بقى كل شوية تزنى فى موضوع الجواز عشان انا يوم ما أتجوز هتجوز حد يحافظ على شرفى ويحطه جوة عنيه ..مفهوم؟

قالت وفاء فى غل:
مفهوم ياماجد ..مفهوم..أنا هقوم أمشى بقى عشان إتأخرت..وعشان أعدى على تمارا أطمن عليها.
قال ماجد فى سخرية:
لأ فيكى الخير ياأختى.

نظرت إليه وفاء شذرا قبل أن تفتح الباب لتفاجأ بتمارا واقفة بجمود ..تنزل دموعها فى صمت تنظر إليها بإحتقار..لتنقل بصرها إلى ماجد الذى نهض بسرعة ينظر إلى تمار فى صدمة لتنظر هي إليه بخيبة أمل ظهرت على ملامحها ..قالت وفاء بسرعة:
تمارا أنا...

التفتت إليها تمارا ثم رفعت يدها وهوت بصفعة قوية على وجهها وهي قائلة بصراخ مرير:
متجيبيش إسمى على لسانك القذر ده تانى..

لتلقى نظرة أخيرة مليئة بالمرارة بإتجاه ماجد قبل أن تندفع مغادرة المنزل بسرعة تنهمر دموعها على وجهها فى أسى..بينما قالت وفاء بجزع:
إلحقها ياماجد..هتروح فى البيت وتفضحنا..إلحقها أبوس إيديك.

لم يكن ماجد بحاجة لكلمات وفاء كي ينفذها فقد كان بالفعل قد إرتدى تيشيرته وهو يسرع خلفها تتبعهما عينا وفاء التى قالت فى غل:
مفيش فايدة.. ورايا ورايا ياتمارا..بس انا مش هديكى فرصة تفضحينى ..أنا هروح البيت وهظبط الدنيا قبل ما تيجى..وهنشوف هيصدقوا مين فينا ؟

لترتسم على شفتيها إبتسامة خبيثة تليق بروحها الشريرة ...تماما.


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 01:53 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل السابع

قال وليد فى صدمة:
بتقوللى إيه؟
ابتلعت ميار ريقها قائلة:
أنا.. أنا حامل.

نظر وليد إلى بطنها ثم عاد إليها بعينيه وقد شعت الفرحة فى ملامحه لتشعر ميار بقلبها المتسارع النبضات .. تخشى ذلك الأمل الذى ولد بداخلها فجأة.. هل حقا هو سعيد بخبر حملها كما تنبأها ملامحه؟لتتأكد من ذلك وهو ينهض بسرعة يقترب منها وهو يمسك بيديها بين يديه ناظرا إلى عينيها وهو يقول بسعادة:
بجد ياميار.. بجد هبقى أب ؟

ابتسمت ميار وهي تومئ برأسها فى سعادة ليحملها وليد ويدور بها لتنطلق ضحكاتها ولكنها مالبثت أن قالت:
اهدى ياوليد ونزلنى.. أنا دوخت.
أنزلها وليد على الفور وهو يقول بندم:
آسف.. آسف.. الفرحة أخدتنى.. انتى كويسة؟

أومأت ميار برأسها وهي تضع يديها على صدره تستند عليه وهي تقاوم ذلك الدوار الذى أحاط بها قائلة بضعف:
انا كويسة.. متقلقش.
ظلت هكذا لثوان حتى استطاعت تمالك نفسها لترفع إليه عينان مليئتنان بالأمل وهي تقول:
انت فرحان بجد ياوليد؟

نظر إليها بسعادة قائلا:
طبعا فرحان وهو فيه حد بس ميفرحش إنه هيبقى أب وهيبقاله وريث يورث إسمه وفلوسه من بعده ياميار.

أحست ميار بالإحباط فتلك الإجابة لم تكن أبدا ما توقعت سماعها.. ولكنها أخذت نفسا عميقا.. تحاول أن لا تستسلم لإحباطها وهي تمنح نفسها أملا فى أن ذلك الطفل قد يجمعهما ويولد بينهما مشاعر لطالما حلمت بها.. لقد تمنت أن تعيش معه مشاعر الحب بين زوج وزوجة.. تمنتها اليوم قبل غدا ولكن لا بأس .. ربما عليها الانتظار قليلا حتى تحقق أحلامها .. فربما تحققت فى وقت قريب.. .. .أقرب مما تتخيل.

هرولت تمارا لا ترى أمامها من هول ما رأت وسمعت .. تشعر بالضياع كلية.. حزن يملأ أركان حياتها.. صدمة تلو الأخرى.. ولكن صدمتها الأخيرة تعدت كل الحدود.. أضاعتها كلية.. حبيبها الذى كانت ستتزوجه اليوم يخونها منذ زمن مع ابنة خالتها.. يالهم من حثالة بشر خائنون.. كم كانت مخدوعة فى كل من حولها.. إنها الآن وحيدة.. ضائعة.. لا ملجأ لها سوى الموت .. نعم الموت.. لتقرر الانتحار من فوق الكوبرى، سترمى بنفسها فى غياهب النيل لتتخلص من حياة بائسة مريرة لا مكان فيها لقلب طيب أحب بصدق.. اندفعت تعبر الطريق دون أن ترى شيئا حولها.. فالظلام فى كل مكان.. لتشعر بنفسها فجأة تطير ثم ينتشر الألم فى وجهها وجسدها قبل أن تسقط فى بئر الظلام.

.. .. رأى ماجد كل ما حدث وكاد أن يصرخ بإسمها محذرا ليصدم بمرأى ذلك الحادث.. تجمد مكانه من الصدمة و ظل صامتا يتابع ما يحدث .. ونزول ذلك الرجل من سيارته ليتفحص جثة تمارا.. نعم جثتها فمن مكانه قد رأى حالتها ليدرك أنها من المستحيل ان تنجو من حادث كذلك الحادث الذى تعرضت له.. لينظر إليها نظرة من أدرك فى ألم أن فتاة كتمارا كان لابد وأن يكون هذا مصيرها بعد حادثة الاغتصاب التى تعرضت لها.. فلم تكن لتتحمل نظرة المجتمع لها وتبعات حادثها..

ألقى عليها نظرة أخيرة ثم إبتعد مغادرا فى هدوء بينما تفحص ذلك الرجل تلك الفتاة التى ظهرت أمامه فجأة ليصدمها بسيارته فتندفع بقوة فى زجاجها الأمامي تكسره ثم ترتد بقوة على الأرض.. نظر إليها فى أسى فقد تشوه وجهها بالكامل والدماء تنزف من جسدها ولكن قلبها مازال ينبض ليحملها بسرعة ويضعها فى سيارته ويسرع إلى المستشفى وهو يجرى إتصالا هاتفيا ليرد عليه صوت رجولي يقول فى مزاح:
انت فين ياباشمهندس؟.. إيللى بتسأل عليك كتير.. ..

قاطعه الرجل قائلا فى قلق:
مش وقته ياريان.. انا عملت حادثة جامدة.
تحولت لهجة ريان على الفور من المزاح إلى الجدية الممزوجة بالقلق وهو يقول:
وإنت فين دلوقت ياعامر؟

قال عامر وهو يلقى نظرة سريعة على الفتاة الغارقة بدمائها:
جاي على المستشفى بتاعتك حالا انا قريب منها ومعايا البنت اللى خبطها.. حالتها وحشة أوى ياريان الإزاز بوظ وشها.. وجسمها بينزف.
قال ريان بسرعة:
أنا هحضر أوضة العمليات وهستناك.. متقلقش..

قال عامر:
تمام.. مش هتأخر.
كاد أن يغلق الهاتف عندما استوقفه صوت ريان يقول فى قلق:
انت كويس يا عامر؟
قال عامر بهدوء:
أنا تمام ياريان متقلقش.
زفر ريان قائلا:
الحمد لله.
قال عامر:
سلام دلوقتى.

ثم أغلق الهاتف وهو يلقى نظرة متألمة على تلك الفتاة فاقدة الوعي .. يشعر بقلبه ينتفض رعبا .. يدعو الله من كل قلبه أن تظل هي على قيد الحياة وأن يبتعد عنها .. .. شبح الموت.

كانت علياء تجلس شاردة.. تتذكر ماحدث بينها وبين زوجها وتلك العلاقة الغريبة والتى حملت مشاعر أغرب.. امتزج فيها الألم بالعشق.. لأول مرة منذ زواجها بكمال تراه بتلك الصورة.. لقد آلمها حقا وكأنه يفرغ ألمه داخلها.. يغمرها به ليتخلص منه هو.. والأدهى بكاؤه الشديد بعدها .. لقد بكي كطفل صغير داخل حضنها.. لاتدرى ندما على مافعله بها أم أن هناك ما يخفيه عنها .. لترجح هي كفة ذلك الاحتمال الأخير.. وعندما حاولت أن تتحدث معه.. تركها مبتعدا عنها وكأنها مرض معدي.. ثم ارتدى لباسه على عجل وغادر الشقة بأكملها لايلوى على شئ.. تاركا إياها تشعر بالحيرة والقلق الشديد.. بالتأكيد هذا ليس بكمال الذى عرفته طوال حياتها.. لابد من أن هناك ما حدث فى حياته مؤخرا وجعله بتلك الصورة الغريبة عنها.. لابد.

أفاقت من أفكارها على صوت نجوى التى قالت بمزاح:
مالك ياأختى بتفكرى فى مين كدة وهيمانة؟
نظرت إليها علياء قائلة بسخرية:
هيمانة؟بفكر فى أخوكى ياستى وفى أحواله الغريبة اليومين دول.

قالت نجوى فى حيرة:
معاكى حق.. كمال مبقاش كمال اخويا خالص.. ياترى ماله.. ده حتى مبقاش ياكل معانا زي الأول.
هزت علياء كتفيها فى حيرة قائلة فى مرارة:
ياريتها على أد الأكل وبس.

عقدت نجوى حاجبيها وهي تتفحص ملامح علياء قائلة:
ليه .. هو فيه حاجة تانية مقلتهاليش ياعلياء؟
نظرت علياء إليها قائلة فى ارتباك:
ها .. لأ.. مفيش.. بس حكاية نومه الكتير دى بس وقلة شغله اللى هتقطع رزقه عند الأسطى محمود.. وإحنا فى عرض جنيه عشان البيبى اللى جاي ده.

قالت نجوى وهي تربت على يدها فى حنان:
متقلقيش .. كمال متعودش على القعدة .. طول عمره شقيان وأكيد هيرجع يشتغل تانى .
قالت علياء برجاء:
يارب يانجوى يارب.

تركزت عينا نجوى على كدمة زرقاء أسفل عنقها لتقول فى قلق:
ايه اللى فى رقابتك ده ياعلياء؟
رفعت علياء ياقة قميصها البيتي وهي تقول بارتباك:
ده.. ده.. أصلى اتخبط فى دولاب الحيطة.. مخدتش بالى إنه مفتوح.. انا هقوم أحضر الغدا.. عشان إتأخرت.

قالت نجوى بقلق وهي تلاحظ ملامحها المتوترة:
تحبى أساعدك؟.. انتى شكلك تعبانة ياعلياء.
قالت علياء بنفي سريع وهي تنهض:
لأ خليكى الموضوع مش مستاهل دول شوية مكرونة وشوية بطاطس هحمرهم.. مش هتأخر عليكى.. سلام.

ابتعدت علياء بسرعة تتابعها عينا نجوى التى لم تقتنع مطلقا بكلمات علياء لتقول فى توجس:
يارب يطلع اللى بفكر فيه غلط.. ما هو مستحيل كمال اللى أعرفه يعمل كدة فى علياء حبيبته.. .. يارب خيب ظنى.. يااارب.

قال عزت بإغراء:
ما تيجى معايا يابت يازيزى .. هظبطك.
قالت زيزى:
لأ ياسى عزت قلتلك قبل كدة.. مقدرش عليكوا انتوا التلاتة.. ده كل واحد فيكوا عليه صحة تهد جبل.

قال عزت باستنكار:
الله اكبر ياشيخة فى عينك دى.. عموما ياستى أنا المرة دى لوحدى.. زي ما انتى شايفة واللى تطلبيه هتاخديه.. ها إيه رأيك؟
قالت زيزى بابتسامة:
اذا كان كدة معلش.. آجى معاك.. بس تقبضنى الأول.. آه.. اللى أوله شرط آخره نور.

قال عزت فى ضجر وهو يدفعها أمامه:
طب إمشى أدامى يازيزى قبل ما أضلمها على اللى جابوكى.. إمشى.
قالت زيزى بضيق:
طب متزقش.. الله.

ثم تقدمته ليقول عزت فى غل:
بقى أنا عزت اللى بنات الجامعة كلها كانوا يتمنوا كلمة منى.. أتحوج فى يوم للسحلية دى.. آه يازمن دوار.
ثم غادر لتلتفت بيرى إلى نانى قائلة فى لهفة:
ها.. سجلتى كل حاجة؟

ابتسمت نانى وهي تلعب على أزرار هاتفها قائلة فى سخرية:
طبعا سجلته وببعته ناو ع الواتس للبرنسيسة صافى.. وتبقى تشوف بقى هتعرف تورينى وشها إزاي بعد كدة.

لتطلق ضحكة ساخرة شاركتها فيها بيرى.. تزامنت مع صوت إطلاق الهاتف لنغمة مميزة وظهور علامة.. .. . تمت قراءة الرسالة.

كان الجميع يرمقون وفاء الجالسة بينهم تنظر إليهم بصمت بعد أن أخبرتهم أن لديها أمر خاص بتمارا لابد وأن تخبرهم إياه.. لتقول سعاد بقلق:
ساكتة ليه يابنتى ما تتكلمى.. قلقتينا.. سمعتى حاجة عن تمارا.. عرفتى راحت فين؟

قال إسماعيل فى حدة:
إحنا مش خلصنا من موضوع الزفتة دى.. وقلت مش عايز أسمع إسمها تانى فى البيت ده.
قالت سعاد باستنكار:
انت بتقول إيه ياإسماعيل؟تمارا دى بنتى زيها زي ريم بالظبط.

قال إسماعيل بحدة:
إنتى هتقارنى تمارا ببنتى ريم.. هتقارنى ريم المتربية اللى بتتعلم تعليم عالى وهتبقى دكتورة أد الدنيا.. بتمارا اللى مكملتش تعليمها.. لأ.. وفى الآخر جابتلنا الفضيحة لحد عندنا .

قالت سعاد فى مرارة:
وهي مكملتش تعليمها ليه.. ها.. مش عشان خاطر ريم.. مش عشان انت قلتلها انك متقدرش على تعليم الاتنين وان دراستها ملهاش لازمة.. وآخرها هتبقى مدرسة رسم لكن اختها هتكون دكتورة كبيرة.. ولما قالت تشتغل وتساعد فى مصاريف علامها .. ساعتها وافقت على خطوبتها لماجد وقلتلها تجهز نفسها من شغلها لإنك مش هتقدر تجهزها فاضطرت المسكينة تسيب دراستها عشان تقدر تجهز نفسها.

قال إسماعيل فى سخرية:
مسكينة.. والله ما مسكين إلا إنتى.. خلاصة الكلام.. من النهاردة إنتى ملكيش بنات غير ريم.. عاجبك على كدة عاجبك.. مش عاجبك سيبى البيت وإمشى.

قالت سعاد بصدمة:
بس ده بيتى ياإسماعيل.
قال إسماعيل بسخرية:
إنتى ناسية إنك كتبتيه بإسمى السنة اللى فاتت.. البيت بقى بيتى أنا وأنا اللى أقول مين اللى يقعد فيه ومين ميقعدش.. مفهوم؟

أطرقت سعاد برأسها فى إنكسار وعيون وفاء تتابع ما يحدث وعلى شفتيها تكاد ترتسم إبتسامة ساخرة.. ليرن هاتفها .. رفعته تنظر إلى الرقم المدون عليه لترد على الفور عندما تعرفت على صاحبه قائلة:
ألو.

رد عليها ماجد قائلا:
تمارا عملت حادثة.. وغالبا ماتت.
شعت عيون وفاء بالفرحة لتتمالك نفسها بسرعة وهي ترى العيون عليها لتسرع و تمثل الحزن قائلة فى أسى:
الله يرحمها .. طب أنا جاية حالا يا بسمة.

ثم أغلقت الهاتف وهي تنظر إليهم قائلة:
واحدة صاحبتى ماتت ولازم أروح أعزى فيها.. عن إذنكم.
قالت سعاد فى أسى:
الله يرحمها .. روحى يابنتى.

غادرت تتابعها العيون وسارت خلفها ريم حتى وصلت إلى الباب لتقول لها بسخرية:
البقاء لله ياوفاء.. متنسيش تسلميلى على المرحومة وخطيب المرحومة.

تجمدت وفاء مكانها ثم إلتفتت إلى ريم قائلة فى حذر:
تقصدى إيه ياريم ؟
تأملت ريم أظافرها ثم نظرت إليها قائلة بسخرية:
وأنا قلت حاجة .. بقولك سلمى على المرحومة وخطيبها.
أمسكت وفاء ذراع ريم قائلة فى حدة:
بت إنتى .. انا مش تمارا.. اتكلمى معايا عدل أحسنلك.

أزالت ريم يد وفاء من على ذراعها قائلة فى برود:
عارفة كويس أوى إنك مش تمارا.. تعرفى.. أنا فاهماكى كويس ياوفاء.. تمارا مكنتش شبهك.. أنا اللى شبهك وعارفة إزاي بتفكرى.. بس نصيحة منى ليكى.. ابعدى عن ماجد .. لإنه زي ما خان تمارا معاكى هيخونك مع غيرك.. دى حاجة واضحة زي الشمس.

نظرت إليها وفاء للحظات تتأملها ثم ما لبثت ان قالت بسخرية:
انتى عايزانى أسيب ماجد عشان تفضالك السكة معاه.. مش كدة ياريم؟
قالت ريم بإرتباك:
عشانى انا.. لأ طبعا.. انتى اتجننتى؟

ابتسمت وفاء فى سخرية قائلة:
لأ انا عاقلة وشايفة كويس اللى محدش شايفه.. الهانم حاطة عينها على خطيب أختها.. ونفسها يبقى ليها..

لتقترب منها بوجهها قائلة فى حدة:
بس إنتى بتحلمى ياريم.. ماجد لية أنا وبس.. ولو هقتل عشان يكون لية مش هتردد لحظة واحدة.. انتى مش هتكونى عندى أغلى من تمارا.. مفهوم.. سلام ياقطة.

لتبتعد عنها مغادرة تتبعها عينا ريم التى قالت بغل:
هنشوف ياست وفاء.. هنشوف ماجد هيكون لمين فى الآخر؟

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، امرأة ، وخمسة ، رجال ،











الساعة الآن 01:32 PM