logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 03:17 صباحاً   [28]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون

تابع عزت بعينيه دلوف تمارا وإيلين إلى المنزل.. لينظر إلى محيطه يتأمله بحذر.. ويتأكد من خلو المنطقة من الناس وهدوءها النسبي.. ليعود بعينيه إلى ذلك المنزل.. يتفحص جنباته.. ليقترب بهدوء وهو يلاحظ خلو باب المنزل من البواب والذى أسرع خلف صاحبة المنزل ليحمل تلك الحقائب التى تخرجها من السيارة ليبتسم بداخله وهو يدرك أن الحظ يحالفه.. دلف إلى المنزل بحذر وتخفى فى أحد الجوانب.. لينتظر الوقت المناسب ثم يهجم على فريسته.. لترتسم على وجهه إبتسامة مقيتة كصاحبها... إبتسامة ذئب.

نظر ناجى إلى وليد الذى أخرج من جيبه ورقة من فئة المائة جنيه ومنحها لأحد المسجونين ليعطيه علبة سجائر.. ثم رمق أحد أتباعه من المجرمين بحنق قائلا:
إنت يازفت يااللى اسمك سعدون.. مش قلتلى إنك قلبت المسجون الجديد؟
مال عليه سعدون وهو ينظر إلى وليد بدوره قائلا بغيظ:
حصل ياكبير.. بس الظاهر كان مدكن قرشين على جنب.. بعد إذنك هقوم أقلبه فى الباقى.. وأعلم عليه كمان عشان ميبقاش يعملها تانى.

كاد أن ينهض ليمسك ناجى يده يوقفه وهو يقول:
لأ.. خليك إنت وخلى الطلعة دى علية.. عشان الواد ده شايف نفسه حبتين.. وأنا عايز أخليه عبرة لباقى المساجين.
أومأ سعدون برأسه قائلا:
تحت أمرك ياكبير.. اتفضل.. خد راحتك.
نهض ناجى وذهب إلى وليد حتى وقف أمامه تماما ليقول بنبرة صارمة:
انت اسمك إيه يااااض؟

نظر إليه وليد قائلا فى برود:
وإنت عايز تعرف إسمى ليه؟لو حابب تتعرف خليك فى حالك.. أنا مبتعرفش على حد.
قدحت عينا ناجى شررا وهو يمسك وليد من تلابيبه ينهضه من مكانه قائلا:
انت اتجننت ياواد انت.. انت مش عارف انت بتكلم مين؟
نزع وليد يد ناجى من على قميصه بقوة قائلا:
هكون بكلم مين يعنى؟وبعدين انت إزاي بتمسكنى كدة.. الظاهر إنك إنت اللى مش عارف أنا أبقى مين؟

تجمهر المساجين من حولهم.. ووجد وليد هذا المسجون الذى أخذ منه المال منذ قليل يقف إلى جانب هذا المسجون البغيض و يقول بنبرة قوية وهو ينظر إلى وليد بغضب:
أي خدمة ياكبير.. المستجد ده مضايقك فى حاجة؟
نظر ناجى إلى وليد وعيونه يتطاير منها الشرر:
ما عاش ولا كان اللى يضايقنى ياسعدون.
ليمسك وليد من تلابيبه مجددا وهو يقول:
قب باللى معاك ياااض.

نفض وليد يده مجددا وهو يقول بعيون متقدة من الغضب:
لا.. بقولكم إيه.. إنتوا لو فاكرنى لقمة طرية وكل واحد فيكم هياكل منها حتة.. تبقوا غلطانين.. أنا وليد السيوفى ياشوية كلاب.. وإن متعرفوش مين هو وليد السيوفى فأنا مستعد أعرفكم.
أخرج ناجى من جيبه مطواة وفتحها وهو يقول بعيون امتلأت بالشر:
بقى احنا كلاب؟.. طيب تشرفنا ياسى وليد ياسيوفى...وهتوحشنا.
ليباغته بطعنة فى جنبه لتتسع عينا وليد بألم.. ليلف ناجى سلاحه الأبيض بحقد ثم ينزعه من جسد وليد.. الذى سقط بعدها على الفور.. جثة هامدة.

إرتدت تمارا الروب دى شامبر خاصتها بعد ان أخذت حماما يزيل عنها إرهاق يومها.. فبعد الملاهى أصرت إيلين على ان تشترى بعض الألعاب من السوق لتوافق تمارا على الفور خاصة بعد ان توسلت إليها إيلين بعيون آملة أن لا تخيب رجاءها.. مما أصابها بإرهاق شديد ولكن كل التعب يهون لأجل تلك الصغيرة الرائعة.. إستمعت إلى صوت بالحجرة لتدرك أن ريان قد عاد وتندم مجددا على عدم أخذ ملابسها لتلبسها بالداخل.. خرجت من الحمام على إستحياء.. لتتوقف بجمود وتظهر علامات الرعب الخالص على وجهها وهي تقول:
إنت؟

واجهتها عينا عزت وإبتسامته المقيتة وهو يتأمل ملامحها الجميلة إبتداءا من شعرها الندي مرورا بقدميها العاريتين الرائعتين.. واللتان ازدادتا جمالا عما كانتا عليه.. عائدا بعينيه إلى عينيها وهو يقترب منها قائلا بلزوجة:
بصراحة انتى لو متفاجأة قيراط فأنا متفاجئ ٢٤ قيراط.. بس برده مقدرش أنكر إنها مفاجأة حلوة.
نظرت حولها تبحث عن شئ تدافع به عن نفسها فلم تجد لتعود إليه بنظراتها وهي تقول بنبرات مرتعشة:
إنت عايز منى إيه؟وإزاي عرفتنى؟وإزاي عرفت توصلى؟

قال وهو ينظر إليها بنظرات اقشعر لها بدنها:
عايز إيه؟بصراحة عايزك.. وعرفتك إزاي.. فدى سهلة.. فيه نوع من الجمال الواحد مبيقدرش ينساه ولا بيرتاح غير لما يكون ملكه.. وانتى من النوع ده على فكرة.. من يوم ما شفتك بتلعبى مع بنتك فى جنينة بيتكم اللى فى باريس وأنا قلت لازم الجمال ده يكون ملكى.. وفعلا كان ملكى بس مع الأسف كنتى شلتى الماسك من على وشى و شفتينى وعرفتى انى جاركم اللى مأجر الفيلا اللى جنبكم.. فكان لازم تموتى.

اتسعت عينا تمارا فى صدمة وهي تدرك أن عزت لم يتعرف عليها وإنما تعرف على ملامح غزل فيها وأنه هو من اغتصب غزل فى باريس وقتلها.. لينتشر الغضب فى كل ذرة من كيانها.. خاصة وهو يقول:
بس اللى هموت واعرفه إزاي بعد ما موتك بإيدية دول.. ألاقيكى لسة عايشة؟.. ده أنا قطعت شهر العسل مع صافى مخصوص ونزلت مصر عشان الجريمة اللى عملتها متتكشفش.. وعشان محدش يجيب رجلى فى الموضوع.. وفى الآخر تطلعى عايشة.. صحيح.. فيه ناس زي القطط بسبع أرواح.. وأنا بعشق القطط.. ياقطة.

قرن كلماته الأخيرة بإمساكها من كتفيها لترتعد وهي تقول:
سيب إيدى ياهصرخ وهلم عليك كل اللى فى البيت.
إبتسم وهو يميل عليها بوجهه قائلا بإبتسامة مقيتة:
الموجودين فى البيت بنتك الصغيرة والخدامة والبواب وطبعا اول حد هيكون هنا هو بنتك فلو مستغنية عنها صرخى.. وأنا أقتلها وأدام عنيكى كمان..

بدأت الدموع تنهمر من عينيها وهي تقول:
حرام عليكى ياأخى.. انت إيه حيوان.. والله خسارة فيك كلمة حيوان.. ده الحيوان بيبقى عنده شوية رحمة عنك.
قربها منه لتغمض عينيها بقوة وهو يقول:
تؤ تؤ تؤ.. نتأدب بقى وكفاية شتايم عشان موركيش الوش التانى واللى انتى عارفاه كويس.. هي ساعة حلوة هنقضيها مع بعض وهمشى ومش هتشوفى وشى تان... آااااه.

أطلق آهة ألم وهو يمسك أسفل بطنه بعد ان غافلته تمارا بضربة قاتلة.. لتسرع بإتجاه الكومود بجانب السرير وتأخذ الأباجورة من عليه تحملها بيدها وهي تواجهه قائلة بعيون ارتسم فيهم الغضب:
لو قربت منى هقتلك.. قسما بالله هقتلك وأريح الدنيا كلها من شرك.
اقترب منها قائلا بإبتسامة:
قطة شرسة.. مبقيتيش تخافى زي زمان.. وانا بحب القطط الشرسة.. بتثيرنى أكتر.. أدينى بقرب أهو.. ورينى بقى هتقدرى تعملى إيه؟

شعرت تمارا بالتوتر فى كل أنحاء جسدها.. تمسكت بالأباجورة بيدها بقوة تنوى ان تجهز عليه إن لمسها.. تراقب اقترابه منها برعب مزق أوصالها حتى أصبح قبالتها لتحاول إصابته فى رأسه بكل قوتها ولكنه أمسك ذراعها ليضغط عليها بقوة أكبر.. حتى تركتها تسقط أرضا من شدة الألم.. ليكتفها عزت بيديه ثم يسقطها على السرير ويعتليها.. تجسدت ليلة الحادثة المشئومة أمامها ليظهر الرعب خالصا على وجهها..

كادت أن تصرخ.. ليكتم عزت فاهها بيده بينما يحاول فتح مئزرها.. قاومت بكل قوة لتحرر يديها التى يكبلها بجسده وهو يقبل عنقها الناعم بشراهة لتحرر إحدى يديها وتخربشه بقوة فى وجهه ليبعد وجهه عنها بغضب وهو يرفع يده وينزل على وجهها بصفعة شديدة هزت كيانها ألما ليعود ويكتم فاهها وهو يكبلها مقبلا إياها مجددا وسط دموعها المنهمرة ومقاومة جسدها الضعيف له بكل ما تملك من قوة لتجده فجأة رفع عنها بقبضة قوية رأت صاحبها والذى لم يكن سوى ريان.. كان غاضبا بشدة تتنافر عروقه بكل قوة.. وهو يكيل لعزت اللكمات دون توقف حتى أن الثانى لم يستطع أن يرد عليه بأي دفاع من جهته..

لتبتعد منكمشة على نفسها وهي تراقب ريان وهو يفتك بهذا الحيوان عزت.. يضربه مرارا وتكرارا.. حتى خر هذا الأخير مغشيا عليه وقد اختفت ملامحه تماما من أثر الدماء التى غطت وجهه.. ليلتفت ريان إلى تمارا فى لهفة لتنظر إلى عينيه نظرة واحدة ثم تندفع دون مقدمات إليه ليستقبلها بين ذراعيه يضمها بقوة لتضمه بدورها بقوة تنهمر دموعها ليحتويها بين أضلعه.. يربت على رأسها بحنان قائلا:
اهدى ياحبيبتى.. انتى معايا وفى حضنى.

مرغت تمارا أنفها فى صدره تستنشق عطره.. تستشعر وجوده معها.. تتأكد من وجودها آمنة بين ذراعيه وهي تقول من بين شهقاتها:
كنت هموت.. لو.. انت ملحقتنيش ياريان.. كنت هموت.
قال فى لهفة وهو يزيد من ضمته إياها:
صدقينى أنا اللى كنت هموت لو جرالك حاجة ياتمارا.

خرجت من حضنه تنظر إلى وجهه قائلة فى جزع:
متقولش كدة.. انا مقدرش أعيش من غيرك.. أنا بحب...
لتقطع كلماتها فجأة وقد كادت أن تنطق بمشاعرها تجاهه فى لحظات ضعفها.. كادت ان تصرخ معلنة حبها.. وهي تدرك أنه مازال على حبه لزوجته الراحلة لا يرى فيها سوى طيف منها.
نظر إليها ريان يستحثها فى أمل قائلا:
انتى بتحبى...؟

اطرقت برأسها قائلة:
بحب الأمان اللى بحسه وانا هنا.. وياك.
أحس ريان بخيبة أمل.. أهذا كل ما يمثله لها.. أمانا فقط؟إذا مازال قلبها معلقا بهوى ذلك المأفون ماجد.. تبا.. كم يؤلمه ذلك.

حانت منه نظرة إلى خدها الذى عليه علامات أصابع عزت.. مد يده إلى خدها لتتوقف يده فى الهواء خشية إيلامها وهو يرجعها إلى جانبه قابضا عليها بقوة وهو يلقى نظرة على عزت الملقى أرضا قائلا بصوت يظهر مابداخله من غضب:
أنا هكلم الظابط سامى.. صاحبى.. وهخليه ييجى يقبض على الزفت ده.. قضية قتل مراته لوحدها هياخد فيها إعدام.. وطبعا مش هينفع نجيب سيرتك.. مؤقتا يعنى لغاية ما نجمعهم كلهم فى السجن.. كدة مفضلش غير واحد.. وساعتها ممكن نقدم فيهم بلاغ.

رفعت إليه عينيها قائلة:
لو قدمت بلاغ هيتعرف انى مش مراتك وساعتها هتفقد حضانة إيلين واهل غزل هياخدوها.
نظر إليها نظرة طويلة غامضة وهو يقول:
أنا مش عايزك تقلقى علينا.. لازم تاخدى حقك وبس.. اما الباقى فسيبيه علية ياتمارا.
أخرج هاتفه ليتصل بصديقه فقالت تمارا فى تردد:
انت.. كمان.. بسجن عزت بتاخد حقك وحق إيلين مع حقى ياريان.

أنزل ريان الهاتف من على أذنه وهو يعقد حاجبيه قائلا:
تقصدى إيه؟
ترددت لثوان ثم نظرت إلى عينيه مباشرة وهي تقول بحزم:
عزت هو اللى اغتصب غزل وهو اللى قتلها كمان.
اتسعت عينا ريان بصدمة وهو ينظر إلى عزت ثم ينظر إليها قائلا:
انتى متأكدة؟

اومأت برأسها قائلة:
عزت لما شافنى مشفش فية تمارا.. شاف غزل.. اللى اغتصبها وقتلها فى باريس ورجع لقاها أدامه من تانى.. كان جاركم هناك.. فى الفيلا اللى جنبكم.. كان بيقضى مع مراته شهر العسل.

ضربته الحقيقة فى مقتل.. نعم كان هناك زوجين أجرا الفيلا بجواره يقضيان بها شهر العسل كما اخبره البواب.. ولكنه أبدا لم يراهما.. فقد كان دائم الإنشغال بعمله.. لتقسو ملامحه وتتلبد بغيوم الغضب وقد ارتسمت على ملامحه نيته التى رأتها تمارا بكل وضوح على وجهه.. وهو يتجه إلى عزت الملقى أرضا.. يركله بقوة.. بألم مزق قلبه إلى فتات.. يلف يديه حول رقبة عزت يرفع إياه خانقا أنفاسه البغيضة..

ينوى ان لا يتركه سوى جثة هامدة فلقد أذي بشدة أعز الناس إلى قلبه.. لتسرع بدورها تحتضنه من الخلف تتمسك به بقوة شعرت بجسده يتجمد لتقول هي برجاء من وسط دموعها:
ابوس إيدك متقتلوش.. متضيعش نفسك وتضيعنا معاك.. إيللى ليها مين غيرك لو قتلته واتقبض عليك.. وأنا.. أنا مش هقدر اشوفك مسجون مع المجرمين.. عشان خاطرى..

ظل على جموده ولكنه خفف قبضته حول عنق ذلك الحقير لتقول برجاء وقد تهدجت نبراتها:
ورحمة غزل تسيبه.. عشان خاطرها هي.. يرضيك تآمنك على بنتها وانت تسيبها لأهلها يبهدلوها وياخدوا فلوسها.
شعرت بجسده يلين لتقول:
سيب عقابه للى خلقه ياريان.. وصدقنى هو كدة كدة ميت.

ترك ريان جسد عزت يسقط أرضا.. ثم أمسك بيديها التى تحيط بخصره ليلفها وتصبح بمواجهته.. ليتأمل ملامحها الدامعة.. فيمد يده برقة يمسح دموعها قائلا:
سيبته ياتمارا.. بس عشان خاطرى أنا كفاية.. مش عايز أشوف دموع فى عيونك من تانى.. مفهوم؟
اومأت برأسها ليحيطها بذراعه يضمها إلى جانبه لتستكين على صدره ليمسك هاتفه ويتصل بصديقه قائلا:
سامى.. تعالالى حالا ومعاك قوة من البوليس.. عزت اللى قتل مراته.. صاحب قضية فيلا المعادى.. عندى هنا... فى البيت.

خرج الطبيب من غرفة منيرة لتتعلق به أربعة عيون فى قلق خاصة وملامح الأسى تظهر على وجهه.. لتقول سهام متوجسة:
منيرة اخبارها إيه يادكتور لبيب؟
قال لبيب بحزن:
البقاء لله يامدام سهام.
لتصرخ سهام بلوعة وتنهار فى البكاء.. ضمها حامد إلى صدره وربت على ظهرها.. بينما تأملهما الطبيب بحزن قبل أن يقول:
ربنا يصبر قلبكم.. مدام منيرة كانت عزيزة علينا كلنا.. ربنا يرحمها.
قال حامد بأسى:
يارب.

قال لبيب:
انا مضطر أستأذن عشان عندى حالة تانية..
اومأ حامد برأسه ليغادر الطبيب بهدوء بينما ربت حامد على ظهر سهام التى علا نحيبها تنعى أختا لم تكن ابدا أختا لها بالفعل ولكنها رابطة الدم والتى رغم كل شئ يزعزها ويهز كيانها... الفقدان.

كانت ميار تقف فى المطبخ تضع اللمسات النهائية على ذلك الطبق الذى أعدته خصيصا لعامر لتلتفت وتجده واقفا يتأملها.. إبتسمت قائلة:
جيت فى وقتك.. عاملالك طبق مخصوص النهاردة.. هتاكل صوابعك وراه.
لم يجيبها فتأملت ملامحه الواجمة بقلق لتقول متوجسة:
مالك ياعامر ؟

اقترب منها حتى وقف قبالتها قائلا:
عندى خبرين.. واحد وحش والتانى حلو.
نظرت إليه قائلة بقلق:
من غير مقدمات.. قول علطول.. أنا قلبى هيقف من الخوف.
قال بسرعة:
بعد الشر عنك..

لينظر إلى ملامحها المندهشة وهو يستطرد بإرتباك:
لسة.. ريان.. يعنى مكلمنى وقاللى انهم قدروا يقبضوا على عزت.. شريك وليد فى جريمة اغتصاب تمارا.
قالت ميار وقلقها يزداد:
خبر جميل فعلا.. بس إيه هو الخبر الوحش يا عامر؟
نظر إلى عينيها مباشرة وهو يقول:
وليد مات.

اتسعت عينا ميار فى صدمة وهي تقول:
انت بتقول إيه؟
قال عامر فى قلق وهو يلاحظ ملامحها الشاحبة:
وليد مات ياميار.. اتقتل فى السجن.
اغروقت عيناها بالدموع وكادت ان تسقط لولا ان أسندها عامر بسرعة وأجلسها على الكرسي لتقول بإنهيار:
أنا السبب.. أنا السبب.. لو مكنتش بلغت عنه مكنش راح السجن ومكنش اتقتل.

جلس عامر على ركبتيه بجوارها يمسك كتفيها ليجعلها تنظر إليه وهو يقول:
اوعى تحملى نفسك ذنب معملتيهوش.. السبب فى كل حاجة حصلت لوليد هي عمايله وعمايله بس اللى وصلته للسجن وكانت هتوصله لحبل المشنقة.. سواء قدمتى الورق او لأ.. قضية اغتصاب تمارا لوحدها كانت كفاية.. وتخليه ياخد إعدام.

نظرت إلى عينيه لتدرك انه على حق وتبدأ بالهدوء رويدا رويدا.. لتطرق برأسها قليلا.. ثم ترفع إليه عينان إرتسم الحزم فيهما وهي تقول:
أنا لازم أرجع القاهرة وحالا.
اومأ برأسه متفهما وهو يقول:
حضرى نفسك هننزل القاهرة علطول.

نهضت تمشى بإتجاه غرفتها بخطوات بطيئة متألمة.. يتابعها بعينيه فى حزن ملك كيانه وهو يدرك انها ربما تكون تلك اللحظات آخر لحظات لهما سويا.. لينظر إلى تلك المائدة التى أعدتها بكل أناقة.. ويستنشق رائحة طعامها الرائع وهو يغمض عينيه.. يدرك أن عشقها صار يجرى فى شرايينه.. ويعلم أن الطريق إلى قلبها صعبا وليس ممهدا بالمرة وأن التوقيت خاطئ كلية.. ولكن بعد وفاة وليد.. وحصولها على حريتها.. سيحاول وبكل جهده أن تكون هي له بكل كيانها.. وستصبح قريبا... زوجته .


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 03:17 صباحاً   [29]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل التاسع والعشرون

دلف إسماعيل إلى حجرة نومه ليلقى نظرة على سعاد المضجعة بجانبها على السرير.. إقترب منها حتى وقف قبالتها قائلا بحدة:
لأ أنا مشفتش كدة أبدا.. بقى يبقى فرح بنتك النهاردة.. وانتى لسة نايمة فى مكانك ياولية وملبستيش.. الناس تقول علينا إيه؟
لم تجيبه سعاد.. ليقول بغضب:
قومى فتحى عينك وردى علية.
لم تجيبه مجددا ليميل عليها يهزها بعنف قائلا:
انتى نمتى بجد ولا بتمثلى؟قومى ياولية.

لم تجيبه ليعقد حاجبيه وقد أحس بجسدها البارد تحت يديه.. أمسك يدها ورفعها لتسقط.. ويدرك بصدمة أنها ماتت.. نعم ماتت كمدا.. ليعتدل وهو ينظر إليها لايدرى ماذا يفعل.. إذا عرفت ابنته بموت والدتها سيفسد ذلك فرحتها.. عليه أن يخفى الأمر عن الجميع حتى ينتهى الفرح وتذهب ريم إلى منزلها ثم يعود هو.. ويدفنها غدا بعد الظهيرة.. نعم هذا ماسوف يفعله تماما.. لينظر إلى سعاد نظرة أخيرة قبل أن يتجه مغادرا الحجرة ومغلقها خلفه بهدوء.. ثم يغادر الشقة بأكملها متجها إلى حيث فرح إبنته الوحيدة وأحب الناس إلى قلبه.. ريم.

طرقت نجوى الباب لتسمع صوت أخيها يسمح لها بالدخول.. دلفت إلى الحجرة لتراه جالسا على السرير يمسك بالمصحف يقرأ بعض آياته.. ليصدق.. ثم يتركه جانبا وهو ينظر إليها قائلا:
تعالى يانجوى.. واقفة كدة ليه؟

ترددت نجوى لثوان ثم اقتربت منه وجلست إلى جواره على السرير تبتلع ريقها فى توتر قائلة:
أنا عايزة أقولك على حاجة ياأخويا.. بس قبل ما أقولك أنا عايزاك توعدنى إنك تفهم كلامى الأول ومتتهورش.
نظر إليها كمال قائلا فى قلق:
قولى يانجوى.. قلقتينى.
قالت نجوى فى تصميم:
اوعدنى الأول.
تفحص ملامحها المتوترة وهو يقول:
اوعدك.

ابتلعت ريقها وقد بدأت عيونها تترقرق بالدموع قائلة:
أنا غلطت غلطة كبيرة أوى ياكمال.. آمنت لزميل لية وروحت بيته عشان مامته تشوفنى وييجوا يخطبونى.. بس هو ضحك علية وشربنى فى العصير منوم.. و... و...
صمتت بينما كان كمال يستمع إليها وعيونه تتسع بصدمة.. ليقول بصوت مهزوز:
وإيه.. ضيعك مش كدة؟

أطرقت برأسها لينهض قائلا فى غضب:
وإيه اللى وداكى عنده يابنت أمى وأبويا.. ليه مسمعتيش كلامى.. ده أنا ياما حذرتك؟
نهضت بدورها قائلة:
كنت بحبه ياكمال.. كنت مآمناله.. مكنتش متخيلة إنه يعمل فية كدة.. وانت كنت هتبعدنى عنه وتودينا الفيوم.

انتفضت عروقه غضبا قائلا:
قمتى روحتى جري عليه تشتكيله أخوكى الوحش ومراته.. واللى عايزين يبعدوكى عنه.. مش كدة؟
ليمسك فجأة رقبتها بين يديه قائلا بغضب:
انتى اللى زيك مش لازم يعيش عشان يفضح أهله.. اللى زيك لازم يموت واللى زي علياء هم بس اللى يعيشوا.. يعيييشوا.
شعرت نجوى بأنفاسها تختنق وبروحها تزهق بين يديه.. لتدرك أنها النهاية لتقول بصوت متوسل مختنق:
كمال.. إرحمنى أنا...حاامل.

توقفت يده على الفور عند سماع كلمتها الأخيرة، لتسعل نجوى بقوة، وهي تجلس على السرير فلم تعد قدماها قادرتان على حملها، ليدرك كمال وهو ينظر إليها أنه كاد أن يرتكب جريمة كبرى فى حق أخته فى لحظة تغلب فيها شيطانه عليه.. تماما كتلك اللحظة التى أخذ فيها ذلك المخدر وفعل بتلك الفتاة فعلته النكراء.. تبا.. إنه يرى الآن بوضوح.. ربما موت زوجته وطفلهما وماحدث لأخته هو عقاب من الله على مافعله.. لينكس برأسه يستغفر ربه بصوت مسموع.. ثم صمت كمال قليلا..

فنظرت إليه نجوى بخوف عندما رفع رأسه لتظهر فى عينيه القسوة وهو يقول:
هاتيلى اسم وعنوان الزفت اللى عمل فيكى كدة.
قالت فى توجس:
هتعمل فيه إيه ياكمال؟
قال فى سخرية:
لسة خايفة عليه ياهانم.. لسة بتحبيه؟
نفت بسرعة قائلة:
لأ طبعا.. أنا خايفة عليك انت ياأخويا.

لانت ملامحه قليلا وهو يقول:
متخافيش.. هاتيلى بس اسمه وعنوانه وقبل بكرة الصبح.. حقك هيرجعلك يانجوى.. وده وعد منى.
ترددت للحظة ثم منحته الإسم والعنوان.. لتتابعه يغادر بسرعة.. فرفعت عينيها إلى السماء قائلة:
يارب احفظهولى.. أنا مليش فى الدنيا دى غيره.. يااارب.

فتح ماجد الباب وأفسح لريم جانبا قائلا لها بإبتسامة:
إدخلى ياعروسة.. بيتك ومطرحك.. نورتيه.
دلفت ريم إلى المنزل بخطوات مرتبكة.. ليغلق ماجد الباب وهو ينظر إلى إرتباكها بعين الرضا يرجعه إلى خجلها العذري منه.. ليذهب إليها ويمسك يدها قائلا:
أنا مبسوط أوى ياريم.. الفرح كان حلو والناس كلها كانت بتحسدنى ع الجمال ده كله واللى بقى النهاردة ملكى أنا..

ابتسمت ريم بتوتر وهي تنظر إلى تلك السعادة البادية على وجهه قائلة:
بجد بتحبنى اوى كدة ياماجد.. يعنى مش هييجى يوم وتندم انك اتجوزتنى؟
قال بابتسامة:
بحبك أوى ومستحيل هندم على جوازنا ياعمرى فى يوم من الأيام.. ده حلم واتحقق.. ولو لسة شاكة انى بحبك.. تعالى أثبتلك جوة اوضتنا اد إيه بحبك وبموت فيكى كمان.

ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة:
لأ.. خلينا نقعد شوية نتكلم.
حملها فجأة لتشهق فابتسم قائلا:
مش قادر خلاص.. عايز أغمض عينى وأفتحها ألاقيكى بقيتى ملكى ياحبيبتى.
ليسرع بخطواته إلى غرفتهما ثم يدلف إليها ويغلق الباب بقدمه...

توقف عامر بسيارته أمام باب منزل ميار.. ثم نظر إليها ليجدها تنظر إلى المنزل بنظرات حزينة مزقت قلبه.. قال لها بحنان:
ميار إنتى كويسة.. تحبى نلف ونرجع؟
تمنى ان تقول نعم.. عد بنا.. ولكنها نظرت إليه قائلة بحزن:
أنا كويسة متقلقش..
لتبتلع ريقها ثم تقول بامتنان:
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا عامر على كل حاجة عملتها معايا.

مد يده يربت على يدها قائلا بحنان:
أنا معملتش غير الواجب ياميار.
نظرت ميار إلى يده القابعة على يدها تقاوم دقات قلبها المتسارعة وكلمته ترن فى رأسها.. الواجب.. ربما كل ما فعله من أجلها هو من قبل الواجب فقط.. ربما فسرت مشاعره بطريقة خاطئة.. لتقول بحزن وهي ترفع وجهها إليه تتأمل ملامحه ربما للمرة الأخيرة قائلة بنبرات ضعيفة متهدجة:
أشوف وشك بخير.

تردد لثانية قبل أن يمد يده ويأخذ كارتا من تابلوه السيارة قائلا وهو يمنحه إياها:
خلى الكارت ده معاكى.. فيه أرقام تليفونى.. لو فى يوم احتجتينى كلمينى وفى ثوانى هتلاقينى جنبك.
ابتسمت بامتنان وهي تأخذ منه الكارت ثم تنزل من السيارة تتابعها عينيه.. لتقف أمام باب المنزل تلوح له ليلوح لها قبل ان تدلف من الباب.. ليتنهد وهو يدير سيارته مجددا وهو يبتعد يشعر فى صدره منذ الآن... بلوعة الفراق.

فتح علاء باب المنزل ليجد رجلا غريبا يقف أمامه تتطاير شرارات الغضب على ملامحه ثم يلكمه بقوة.. إرتد علاء للخلف.. ليتمالك نفسه وهو يمسح الدماء التى سالت من فكه قائلا بغضب:
انت يامجنون انت.. بتضربنى ليه؟وتبقى مين أصلا؟

خرجت والدة علاء على صوت جلبة لترى ذلك المشهد وتستمع إلى كمال وهو يقترب منه قائلا بنبرات أرسلت الرعب فى اوصال علاء:
انا كمال أخو نجوى.. فاكرها ولا تحب أفكرك بيها.. نجوى اللى ضحكت عليها وجبتها هنا عشان مامتك تشوفها وشربتها منوم فى العصير وعملت عملتك ياحقير.. انا النهاردة جاي آخد حقها منك.
قالت والدته بشهقة:
انت بتقول إيه.. مش معقول.. انت بجد عملت كدة ياعلاء؟

قال علاء بحدة:
أيوة عملت.. هي اللى جت برجليها لحد عندى لو متربية بجد مكنتش دخلت بيتى.
كاد كمال أن يقترب منه يضربه مجددا لتقف والدته بسرعة بينهما تنظر إلى كمال الغاضب بشدة لتقول بنظرة حازمة:
استنى انت.

لم يدرى لماذا توقف ربما لأن تلك السيدة بها شيئا من والدته رحمها الله ليجد نفسه ينصت إليها ويتوقف على الفور.. بينما التفتت تلك السيدة إلى علاء لترفع يدها فجاة وتصفعه بقوة.. وضع علاء يده على وجنته بصدمة قائلا:
انتى بتضربينى ياماما؟

قالت والدته بحسرة:
وأموتك كمان.. بتقول عليها مش متربية عشان جت هنا معاك.. وانت إيه ؟متربى لما تستغلها بالشكل ده وتعمل فيها كدة.. إيه مخفتش من ربنا.. مخفتش من عقابه اللى هيتردلك فى أختك؟
شعر كمال بالألم يغزو قلبه بينما قال علاء:
أختى مش ممكن تروح لواحد...

قاطعته قائلة فى مرارة:
لو ما اتردش عقابك فى اختك هيترد فى بنتك.. ده داين تدان ياابنى.. داين تدان.
نكس علاء رأسه لتلتفت والدة علاء إلى كمال قائلة:
كتب كتاب علاء على أختك هيكون بكرة بالليل ياابنى والفرح...
قاطعها كمال قائلا:
فرح إيه ياحاجة؟.. ما خدوا فرحتنا خلاص.. نجوى حامل.

نظرت إليه والدة علاء بتفهم قبل أن تقول:
خلاص كتب الكتاب بكرة.. وأنا هسيبلهم الشقة واروح عند بنتى اقعد معاها يومين.
قال كمال:
متسيبيش شقتك ياحاجة.. انا عندى شقة كبيرة يقعدوا فيها...
قاطعته قائلة:
لا ياابنى الشقة اهى موجودة وانا اغلب الوقت بسافر اقعد مع بنتى عشان دراستها وعشان اخلى بالى منها.. الناس بقت وحشة ومبقاش فيه أمان.. ربنا يستر على ولايانا.

اومأ كمال برأسه قائلا فى حزن:
يارب.. أستأذن انا دلوقتى وأشوفكم بكرة بإذن الله.
اومأت والدة علاء برأسها قائلة:
فى رعاية الله ياابنى.. فى رعاية الله.
ليغادر كمال بينما نظرت تلك السيدة إلى ولدها بعتاب.. لم يتحمل نظراتها لينهض ويتجه إلى حجرته ويغلقها خلفه تتابعه والدته قبل أن تقول بأسى:
ربنا اغفر لنا إن نسينا أو أخطأنا.

قال ماجد بصدمة وهو يبتعد عن ريم قائلا:
يعنى إيه الكلام ده؟
جذبت ريم الغطاء لتتدثر به حتى رقبتها وهي تنظر إليه بخوف.. ليستطرد بغضب قائلا:
فهمينى يعنى إيه؟انتى إزاي مش بنت.. إزاي؟
قالت فى وجل:
اهدى بس وهفهمك.
اقترب منها يمسك كتفيها بقوة قائﻻ:
انطقى.. إزاي ده حصل.. إزاي؟

انهمرت الدموع بعينيها قائلة:
كنت على علاقة بواحد فى الكلية وضحك علية.. بس والله من بعدها ركزت فى دراستى ومبقتش أفكر فى الجواز.. لحد ما شفتك وحبيتك.
نظر إليها بصدمة قائلا:
وعشان كدة كنتى بتأجلى فى الجواز .
قالت من وسط دموعها:
سمعت عن عمليات بتتعمل كدة.. فكنت بدور على حد يعملى عملية عشان أرجع بنت تانى بس ملقتش وانت استعجلت.

الصدمات تتوالى.. تحولت ملامحه إلى الغضب وهو يقول:
وكنتى عايزة تخدعينى كمان.. يابجاحتك يااختى.. عايشة دور الملاك وانتى من جواكى شيطان.
قالت وقد بدأ ذراعها يؤلمها من قبضته القوية:
سيب إيدى يا ماجد بتوجعنى.

قال وقد تطاير الشرر من عينيه:
وانتى لسة شفتى حاجة.. بقى انا ينضحك علية من بنت تافهة زيك.. أنا اللى سبت تمارا الطاهرة واللى اغتصبوها.. عشان اتلمست.. وفى الآخر أقع فى واحدة زيك انتى.
قالت ريم بغضب:
وده مبيبينش ليك حاجة واضحة زي الشمس..

نظر إليها عاقدا حاجبيه بغضب لتستطرد قائلة فى حقد وقد استفزها حديثه عن تمارا التى تكرهها من كل قلبها:
كلامك بيقول ان احنا زي بعض.. أنا ساقطة وانت مش راجل.
انتفضت عروقه غضبا وهو يرفع يديه يحيط بهما عنقها ويضغط عليه بقوة قائلا:
بقى أنا مش راجل؟.. طب تصدقى إن أنا فعلا مش راجل عشان اتجوزت واحدة حقيرة زيك ياريم.. واللى زيك لازم يمووووووت.

قاومته ريم بكل قوتها ولكنها كانت أضعف منه كثيرا لتلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه.. ويرتخى جسدها على الفور.. ليتركها ماجد تسقط جثة هامدة على السرير.. وهو ينظر إليها بصدمة.. ليجد الباب يفتح فجأة وتظهر وفاء على عتبته تنظر إليه وإلى ريم الملقاة على السرير فى شماتة.. قال ماجد بارتباك:
هي.. أصلها..

تمالك نفسه قائلا بغضب وهو يرى اتساع ابتسامتها الساخرة:
انتى ايه اللى جابك دلوقتى.. وجبتى مفتاح الشقة منين.. انا مش أخدته منك؟
رفعت وفاء المفتاح بيدها تلقيه أمامه قائلة:
معايا نسخ ليه ياماجد.
نهض ماجد قائلا بغضب:
وجاية ليه ياوفاء دلوقتى؟

اقتربت منه قائلة:
جاية اشوف بنفسى اللى سبتنى عشانها.. اللى اتجوزتها وكنت فاكرها رابعة العدوية فى الجزء التانى من حياتها.. طلعت رابعة فعلا بس فى الجزء الأولانى.. مظبوط؟
قال ماجد بصدمة:
انتى كنتى عارفة؟
أومأت برأسها قائلة:
آه كنت عارفة.. صاحبتها كانت قايلالى.. وأنا قلت لتمارا .
قال ماجد:
ومقلتليش أنا ليه؟

ابتسمت قائلة:
حبيت تشوف نفسك على حقيقتها.. حيوان.. عايز تاخد كل حاجة.. بس فى الآخر مخدتش حاجة.
انتفضت عروقه غضبا وكاد ان يقترب منها ولكنها تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تخرج من حقيبتها ذلك المسدس الذى أشهرته فى وجهه وسط صدمته وهي تقول:
تؤ تؤ تؤ.. انا مش تمارا على فكرة ولا أنا ريم.. أنا أسوأ كابوس فى حياتك.. قدرك ياماجد.. وقدرك تكون نهايتك على إيدى أنا.

قال ماجد يستميلها:
اهدى ياوفاء وسيبى السلاح من إيدك.. انا ماجد حبيبك.. هتضيعى نفسك.
ضحكت ضحكة عالية وهي تنظر إليه بجنون قائلة:
انا ضعت من زمان وانت اللى ضيعتنى.. إنت ياماجد.

لتنطلق رصاصات مسدسها وتستقر بصدر ماجد ليخر على الأرض صريعا على الفور.. لتترك نجوى ذلك السلاح يسقط أرضا وهي تراه يقع جثة هامدة أمامها لتذهب إليه وتركع بجواره تهزه برفق منادية بإسمه.. فلم يجيبها.. أدركت أنه مات.. لتبدأ بالبكاء بعنف ثم لم تلبث أن تحول بكاءها إلى ضحكات... مجنوووونة.

كانت تمارا تدلف إلى حجرة إيلين لتطمأن عليها حين وجدت فجأة ذلك المشهد الذى هز كيانها رعبا.. جلال يحمل الصغيرة بين يديه.. ويبدوا انه كان سيخطفها.. ظهرت علامات الرعب على وجهه ولكنه ما ان لاحظ خوفها ووجودها وحدها.. حتى تمالك نفسه قائلا:
كلمة واحدة منك أو صرخة ياغزل.. وإيلين هتموت.. ما هي كدة كدة باظت.

قالت تمارا بخوف:
أبوس إيدك ياجلال سيبها.. سيبها وأنا مستعدة أمضيلك على شيك دلوقتى بالفلوس اللى انت عايزها.. اقولك همضيلك شيك على بياض بس سيبها..
قال جلال بسخرية:
لأ ذكية.. بس أنا اذكى منك.. أسيبها وتمضيلى شيك على بياض مش كدة؟ولما أروح البنك يتقبض علية وماأصرفوش.. لأ.. انا هخرج من هنا ومعايا إيلين والفلوس هتيجى لحد عندى.. مفهوم؟

بدات دموع تمارا تنهمر وهي تقول:
لأ.. متخدهاش.. أقولك خدنى أنا.. سيبها هي.. دى روح ريان.. ريان من غيرها يموت.. ولو جرالها أو جراله حاجة مش ممكن أسامح نفسى.
عقد جلال حاجبيه قائلا:
أد كدة بتحبيهم؟
قالت بصوت قاطع:
هم روحى.. النفس اللى عايشة بيه.. من غيرهم أموووت.

أغمض ريان عينيه وهو يستمع إلى كلماتها.. لقد رأى جلال يصعد إلى حجرة صغيرته من الشرفة.. ليجلب السلم بسرعة ويصعد خلفه.. ليقفز فى الشرفة بدوره.. كاد أن يدلف للحجرة وينقض عليه لولا ان استمع إلى صوت تمارا ليتوقف وقد بدا القلق على ملامحه خشية عليها وعلى طفلته فالخطر بات اكبر..

حتى استمع الآن لحديثها وكلماتها التى اخترقت قلبه وجعلته يخفق بقوة.. فتح عينيه مجددا على صوت جلال وهو يقول:
طب بالذوق كدة ياغزل ومن غير شوشرة لو خايفة بجد عليهم.. عدينى وسيبينى أمشى وقسما بالله لو سمعت صوتك بس بتصرخى. لأكون مموتها وهربان.. وهرجعلك عشان أموتك واموت جوزك اللى خايفة عليه ده.

نظرت تمارا إلى نقطة خلف جلال لتعود إليه بنظراتها قائلة:
هسيبك بس أوعدنى متعملش حاجة فيها.
كاد جلال أن ينطق ولكنه فوجئ بضربة قوية على عنقه ليسقط هو وإيلين على الأرض مغشيا عليه.. لتسرع تمارا إلى إيلين تسحبها من بين ذراعي جلال.. بينما سحب ريان حزام بنطاله وقيد به جلال بسرعة.. لينظر بعدها إلى تمارا بلهفة قائلا:
انتى كويسة؟

انهمرت الدموع من عينيها قائلة:
انا كويسة.. بس إيلين مش بتفوق ياريان.
اقترب منهم بسرعة يحمل إيلين من يدها ويضعها على السرير.. يقترب من فمها وانفها يشمهما وسط دهشة تمارا.. ليزفر بإرتياح قائلا:
مخدر.. شوية وهتفوق.. متقلقيش.

ظهر الارتياح على ملامحها.. لتتأمل ملامحه فى حب قائلة:
مش عارفة من غيرك كنا هنعمل إيه ياريان؟انت نعمة ربنا خلقها لينا عشان تنقذنا من مصير.. هو بس اللى عارف أد إيه كان هيبقى صعب ومستحيل نقدر نتحمله.
ابتسم ريان وهو يرفع يده يضعها على وجنتها برقة قائلا:
كلامك ده كتير أوى علية ياتمارا.

رفعت يدها تضعها على يده قائلة:
تستاهل اكتر منه.. أنا...أنا...
نظر إلى عيونها الحائرة قائلا:
انتى إيه؟
ابتعدت خطوة إلى الوراء تبعد يدها عن يده فاضطر بدوره لإبعاد يده عن وجنتها.. وهي تقول مغيرة مجرى حديثها والتى كادت ان تعترف فيه بحبها له:
انت هتعمل إيه فى البنى آدم ده؟
نظر إلى جلال ثم عاد ينظر إليها قائلا بغموض:
ده سيبيه علية.. موضوعه خلص خلاص.. وأخيرا هنرتاح منهم... للأبد.


look/images/icons/i1.gif رواية امرأة وخمسة رجال
  12-03-2022 03:18 صباحاً   [30]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية امرأة وخمسة رجال للكاتبة شاهندة الفصل الثلاثون والأخير

إقترب كمال من نجوى الجالسة بجوار علاء فى ثوب أبيض بسيط بعد أن تم عقد قرانها عليه.. ورغم ان اليوم هو يوم فرحها إلا أن ملامح السعادة اختفت تماما من ملامحها.. لتنهض على الفور لدى رؤيته يقترب منها.. قبلها على جبينها قائلا بحنان:
مبروك يانجوى.
أطرقت برأسها فى خزي قائلة:
بتباركلى على إيه بس ياكمال؟ما انت عارف اللى فيها.

رفع وجهها بيديه لتتقابل أعينهما قائلا:
اللى فات مات.. وانتوا ولاد النهاردة.. انتى خلاص بقيتى مراته.. يعنى واجب عليكى تبقى سند ليه وتطيعيه إلا فى الحاجات اللى تغضب ربنا وبس.. اصبرى عليه يانجوى واحتويه.. وخلى بالك منه.. وفوتيله لو اتعصب.. الدنيا مبتخلاش ياحبيبتى.. خليكى زي علياء الله يرحمها.
قالت فى حزن:
الله يرحمها.

مد يده فى جيبه وأخرج ورقة.. منحها إياها قائلا:
ده عقد الشقة بتاعتنا.. كتبتهالك النهاردة بإسمك.. دى هدية جوازك ياحبيبتى.
نظرت إليه نجوى بدهشة قائلة:
ليه ياأخويا؟وانت هتروح فين؟

قال بحزن:
هروح مكان بعيد.. هعيد فيه حساباتى.. متقلقيش أكيد هتعرفى أنا هروح فين.. بس دلوقتى.. خليكى فى فرحتك.. افرحى يانجوى.. الفرح فى زمانا ده بقى قليل.. وخلى بالك من حماتك وحطيها فى عنيكى.. دى ست أصيلة.. بتفكرنى بأمك الله يرحمها.
اغروقت عيناها بالدموع قائلة:
الله يرحمها.. هتوحشنى ياكمال.

رفع يده يمسح تلك الدموع المتساقطة على وجنتيها قائلا:
وانتى هتوحشينى ياقلب كمال.. أشوف وشك بخير.
ثم غادر تتابعه عيناها بحزن...

وقف كمال أمام قسم البوليس.. ليأخذ نفسا عميقا ثم دلف إلى القسم ليقول للضابط المسئول هناك:
عايز أبلغ عن قضية اغتصاب قام بيها ٣ رجالة من فترة.
قال الضابط فى ملل:
إسم الضحية؟
قال كمال:
معرفوش.. بس أعرف إسم الجناة وأول إسم فيهم هو إسمى أنا.. كمال عبد العزيز.
لينظر إليه الضابط...فى صدمة.

دلف ريان إلى الحجرة بسرعة ليجد أمامه تمارا تقف أمام المرآة تتأمل نفسها فى فستان دون أكتاف عرفه على الفور لتلتفت إليه فور دخوله وتتجمد مكانها.. اقترب منها.. فحبست تمارا أنفاسها وهو يقف قبالتها تماما صامتا يتأمل جمالها الذى أظهره تصميم الفستان.. غامت عيونه بنظرة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة وهي تقول:
أنا آسفة.. لبست فستانها بس...
وضع إصبعه على شفتيها يمنعها عن الكلام وهو يقول بهمس:
تجننى.

كلمة واحدة قالها.. كلمة واحدة جعلتها تغرق فى بحر من المشاعر.. ليطرق قلبها بقوة.. حتى أنها أحست به يكاد يخرج من بين أضلعها.. لتعود إليها هواجسها من جديد.. تتساءل برهبة.. ترى أيقصدها هي تمارا.. أم يقصد حبيبته غزل؟أفاقت من أفكارها على إصبعه الذى هبط من على شفتيها ليمرره ريان على عنقها ببطئ.. نزولا إلى كتفيها لتدعو ربها أن يكف عما يفعله بها.. تدرك الآن أنها ستلقى بنفسها بين يديه تحتضنه بكل قوتها ان لم يتوقف على الفور عما يحدثه بكيانها.

وبالفعل استجابت دعوتها عندما أنزل ريان يده بجواره يضم قبضته بقوة وكأنه يقاوم شعورا جامحا يجبره على لمسها والاقتراب منها ليحطم كل الحواجز والسدود...
تراجع خطوة إلى الوراء وقد استطاع ان يتمالك نفسه يتأمل ملامحها المتخضبة بحمرة الخجل ليقول بإرتباك:
أنا.. كنت جاي.. عشان أقولك على حاجات مهمة حصلت بخصوص.. احمم.. يعنى...

نظرت تمارا إلى إرتباكه بحيرة قائلة:
اتكلم ياريان.. فيه إيه؟
قال ريان وهو ينظر إليها قائلا:
أنا قلتلك إن وليد مات مقتول جوة السجن صح؟
اومأت برأسها قائلة:
أيوة..
نظر إلى عينيها مباشرة قائلا:
وعزت كمان مات.
اتسعت عينيها فى دهشة قائلة:
مات؟

أومأ برأسه قائلا:
حاول يهرب من عربية البوليس فنط منها وسرق عربية.. طارده زود السرعة.. العربية اتقلبت وفى ثوانى انفجرت وهو فيها.
أومأت برأسها متفهمة وهي تقول:
خد جزاؤه.. ربنا يرحم الجميع ويغفر لهم.
نظر إليها ريان قائلا فى حيرة:
بتدعيلهم بالرحمة ياتمارا بعد كل اللى عملوه فيكى.
قالت تمارا بهدوء:
الميت ما تجوزش عليه غير الرحمة ياريان.

نظر إليها نظرة طويلة حملت إليها مشاعر لم تستطع تفسيرها.. طال الصمت بينهما لتقول بارتباك:
أنا.. هروح أغير الفستان ده.. عن إذنك.
أوقفها صوته وهو يقول:
فيه لسة حاجة كمان؟
نظرت إليه قائلة فى دهشة:
لسة فيه حاجة مقلتهاش؟
اومأ برأسه لتنظر إليه فى تساؤل فاستطرد قائلا:
عرفنا شريكهم التالت.. إسمه كمال.. كمال عبد العزيز.

كان عامر يجلس فى ذلك الكافيه أمام النيل شاردا فى تلك الجنية التى ظهرت أمامه من العدم لتقلب كيانه وتجعله أسيرا لها.. تلك التى منذ ان رآها أيقن أنه لن يعود أبدا كما كان بالسابق.. والتى لم تغب عنه سوى يومان فقط ولكنه يشعر بهما كسنوات عجاف مروا به.. افتقدها بشدة.. افتقد رقتها وطيبتها.. كم هي رائعة.. فاتنة.. يعشقها ويعشق حروف إسمها... ميار.

رن هاتفه لينظر إليه للحظة فوجده رقما غريبا.. أجاب محدثه فى ضيق لقطعه أفكاره التى تدور حولها قائلا:
ألوو.
استمع إلى نبرات صوتها الباكية والتى قالت بضعف:
محتاجالك ياعامر.. تعالى بسرعة.
لم يحتاج فقط سوى لتلك الكلمات كي ينهض على الفور ويأخذ مفاتيح سيارته من على الطاولة قائلا فى حزم:
مسافة السكة.
لينطلق إلى محبوبته يعلم أنه سيكون بجوارها دائما عندما تحتاجه.. منذ إلتقاها وحتى آخر لحظة فى حياته.

قال ريان يقطع ذلك الصمت الذى ساد المكان بعد ان حكي لها عن اعترافات كمال والتى أخبره بها صديقه سامى:
هتعملى إيه ياتمارا؟
لترفع رأسها تنظر إلى عينيه قائلة:
مش هعمل حاجة.
عقد حاجبيه قائلا فى حيرة:
إزاي.. وحقك؟
قالت تمارا:
مش شايف ان ربنا بيجيبهولى ومن غير ما أتدخل.
نظر إليها قائلا:
يعنى إيه يا تمارا؟.. مش هتروحى وتقوليلهم انك تمارا وانه هو والاتنين التانيين دمروا حياتك وبعدوا عنك الإنسان اللى بتحبيه.

ابتسمت بمرارة قائلة:
لأ مش هروح.. وليد وعزت ماتوا.. وكمال زي ما قلتلى قال فى اعترافه ان مراته وابنه ماتوا وان ده عقاب من ربنا على عملته.. مش كفاية كدة عليه؟.. اعترافه لوحده خلانى اعرف أد إيه ربنا بيحبنى وأخدلى حقى من اللى ظلمونى.. اتصل بصاحبك وخليه يخلوا سبيله.. قوله إن حقى ربنا جابهولى ياريان.. أما بقى ماجد فبعده عنى كان رحمة من ربنا لية.. لإنى شفته على حقيقته.. ومكنتش هقدر أكمل مع واحد بالشكل ده.. حقيقى مكنتش هقدر.

نظر إليها فى حيرة قائلا:
يعنى انتى بطلتى تحبيه؟
نظرت إلى ملامحه الوسيمة والتى تعشقها.. كادت أن تقول.. أنا لا أحب سواك أيها الرجل فى عالم قل به الرجال.. وإذا قارنت مشاعرى تجاهك بمشاعرى تجاه ماجد.. سأكتشف على الفور أننى لم أحبه يوما.. ولكنها حبست كلماتها داخل صدرها قائلة:
من اليوم اللى اتخلى فيه عنى واكتشفت بعدها خيانته لية وهو انتهى بالنسبة لى للأبد.

دق قلبه بقوة يعلن سعادته بتلك الحقيقة.. قلبها خال من حب ذلك الماجد.. ربما الآن لديه فرصة فى أن يكون له مكانا بقلبها.. ربما آن الأوان ليعترف بعشقه لها.. كاد أن يعترف لها بمكنون قلبه عندما وجدها تقول بكل حزم:
أنا عايزة أروح بيت ماما ياريان.. دلوقتى.. حالا.
ليسقط قلبه بين أضلعه... رعبا من فقدانها.

نزلت تمارا من السيارة تتأمل ذلك الشارع الذى تركته ضائعة تائهة.. مكسورة الخاطر ضعيفة لتعود إليه وهي قوية.. تختلف عن تلك الفتاة التى كانتها اختلافا كبيرا.. لتجد يد تمسك يدها فنظرت إلى صاحبها بإمتنان والذى لم يكن سوى ريان يخبرها بتلك الحركة البسيطة أنه بجانبها ولن يتركها أبدا.. لتبتسم وهي تمشى إلى جواره بخطوات واثقة.. لتدلف إلى منزلها.. تصعد السلالم حتى وصلت إلى شقة والدتها لتدق جرس الباب.. فلم يجيبها أحد.. دقته مجددا فلم يجيبها أحد.. لتعقد حاجبيها وهي تنظر إلى ريان الذى قال:
جايز مش فى البيت أو خارجين.. تعالى نسأل عليهم أي حد.

اومأت برأسها وهبطت معه إلى الأسفل لتخرج من المنزل وتتجه معه إلى عم محروس.. البقال المجاور للمنزل قائلة:
عم...
كادت ان تنطق بإسمه ولكنها تراجعت على الفور وهو ينظر إليها قائلا وقد ظن انها تسأل عن اسمه:
محروس يابنتى.. عم محروس.
ابتسمت بارتباك قائلة:
من فضلك ياعم محروس.. أنا كنت بسأل على أهل بيت الأستاذ إسماعيل.. أنا خبطت على الباب وملقيتهمش.. متعرفش هم راحوا فين؟

ظهر الحزن على ملامح عم محروس لتشعر بالتوجس وجدت ريان يربت على يدها.. لتدرك أنها كانت تضغط على يده دون وعي منها وأنه أحس بقلقها.. نظرت إليه تطمئنه بعينيها.. ثم عادت بعينيها إلى محروس.. وهو يقول:
انتى مين يابنتى؟
قالت بهدوء:
أنا.. أنا صاحبة تمارا وكنت مسافرة ولسة راجعة النهاردة.. فكنت حابة أطمن عليهم.

نظر إليها عم محروس قائلا:
تمارا.. الله يرحمها بقى.. من يوم ماراحت وعيلتها مشفتش طيب أبدا.. ماجد خطيبها خطب أختها ويوم فرحهم كانت المأساة.. أمها ماتت من حزنها.. ولما دفناها ورجعنا لقينا حادثة بشعة.. ماجد الله يرحمه بقى قتل ريم لما لاقاها.. أستغفر الله العظيم.. احنا عندنا ولايا.. المهم وفاء بنت خالتهم قتلته شكله كان معشمها بالجواز وخلي بيها.. والمسكينة اتجننت بعد ما قتلته.. عم إسماعيل كان هيتجنن هو كمان..

الفضيحة وموت بنته قضوا عليه.. ورغم كدة مرضاش يسيب قبر بنته أبدا ولما جبناه غصب عنه من المدافن.. لقيناه تانى يوم جوة شقته ميت.. مقدرش يستحمل موت مراته وبنته.. انتحر.. الله يرحمه بقى...بسم الله الرحمن الرحيم.. مالك يابنتى؟

كانت تمارا تستمع إليه فى صدمة حتى انهار جسدها فأسرع ريان بإسنادها وقد أصابه الرعب لشحوب وجهها.. أسرع عم محروس يناوله زجاجة مياه قائلا:
خليها تشرب شوية مية ياابنى.
أمسك ريان زجاجة المياه ليضعها برفق على شفتيها يمنحها بعضا منه.. لتشرب رشفة واحدة ثم تبعد الزجاجة بيدها وهي تقول بضعف:
أنا كويسة..

ثم نظرت إلى محروس قائلة:
ألاقى قبرهم ده فين ياعم محروس؟
قال عم محروس:
هاجى معاكى يابنتى اوريهولك وأرجع.. المكان قريب من هنا.. مش بعيد.

قال ريان بقلق موجها حديثه إلى تمارا:
خليها يوم تانى ياتم...ياغزل.. انتى تعبانة.. مش هتقدرى تتحملى.
نظرت إليه قائلة فى رجاء:
عشان خاطرى ياريان ودينى.. مش هقدر أستنى لبكرة الصبح.
نبرة الرجاء فى صوتها ونظرتها المتوسلة إليه لم يدعا له خيارا.. ليومئ برأسه فى هدوء قائلا:
اهدى بس واللى انتى عايزاه هيكون ياحبيبتى.

لمست تمارا قبر والدتها وقد ترقرقت دموعها داخل مقلتيها تقول بصوت حزين:
ربنا يرحمك ياماما.. استحملتى كتير.. وقاسيتى كتير فى دنيتك.. بس خلاص إرتحتى من الدنيا الوحشة دى.. ارتحتى من غدر الناس وظلمهم.. كان نفسى بس أشوفك مرة واحدة وأقولك ان ربنا خدلى حقى من كل اللى ظلمونى.. كان نفسى أطمنك علية وأقولك متقلقيش.. بنتك عدت محنتها وبقت أقوى من الأول.. كان نفسى أقولك إنى مسامحاكى وان مكنش ذنبك انك اتجوزتى واحد زي عم إسماعيل.. كان نفسى اقولك كلام كتير ملحقتش أقوله.. بس أنا عايزاكى تعرفى حاجة واحدة.. انى بحبك.. بحبك أوى ياماما.. وعمرى ماهنساكى.

كان ريان يستمع إلى كلماتها بقلب يتمزق ألما.. يدرك ان قلبها يتمزق بدوره وجعا.. حتى صمتت وتعالى نحيبها ليقترب منها بسرعة ويضمها بين ذراعيه يحتوى ألمها بين ضلوعه.. أغمض عينيه على دمعة سقطت منه.. وهو يشعر بوجعها داخل قلبه..
ترك ريان تمارا تفرغ دموعها داخل صدره.. حتى تحول نحيبها إلى شهقات صغيرة.. لتخرج من محيط ذراعيه.. تمسح دموعها بيديها ليقول ريان بهدوء يخالف مشاعره المبعثرة ألما:
يلا بينا ياتمارا.
اومأت برأسها ليمسك يدها ويتجه بها إلى سيارته.. ليأخذها بعيدا جدا عن هذا المكان .

...بعد مرور بعض الأيام
طرق ريان الباب بتردد لتجيب عليه تمارا قائلة برقة:
إدخل ياريان.
أطل برأسه ليراها جالسة فى سريرها تنظر إليه بإبتسامتها الفاتنة قائلة:
واقف كدة ليه ؟ما تدخل.
إبتسم وهو يدلف إلى الحجرة ويغلق الباب خلفه قائﻻ:
عرفتينى إزاي؟

اتسعت إبتسامتها قائلة:
بعيد عن إنى حافظة طريقة خبطك على الباب من أيام المستشفى.. فمين هنا بيدخل الأوضة دى غيرك وغير إيلين؟.. وبما إن إيلين نايمة دلوقتى ولسة أدامها كتير على ما تصحى يبقى مفيش غيرك انت.. مش محتاجة ذكاء يعنى.
إبتسم قائلا:
ماشى يانابغة عصرك وأوانك.
إبتسمت قائلة:
أخبار العملية إيه؟

إبتسم وهو يرفع يده بعلامة النصر قائلا:
تم تصغير أنف الفنانة نوال سالم بنجاح.
ثم ظهر على ملامحه الاشمئزاز وهو يقول مستطردا:
ربنا يستر ومتجيش تقولى كبرهالى تانى.. الست دى مش هترتاح غير لما تبقى شبه الموميا.

ضحكت تمارا ليتوه ريان فى ملامحها الضاحكة.. إقترب منها ليجلس بجوارها على السرير.. ينظر إلى وجهها الذى عادت إليه دمويته ليشعر انها بالفعل أصبحت افضل كثيرا مما كانت عليه الفترة الماضية وأنه حان الوقت ليحدثها فى ذلك الأمر الذى أجله كثيرا.. لذا قال بتردد:
تمارا.. مش آن الأوان أرجعلك ملامحك من تانى.

غامت ملامحها وظهر الحزن عليهم لتنظر إليه نظرة طويلة حيرته.. ثم أطرقت برأسها قائلة:
لو ملامحى دى هتبعدك عنى ومش هتخليك تحبنى زيها يبقى مش عايزاها.. أنا راضية أفضل طول عمرى بملامحها.
أحس ريان بالصدمة.. حاول أن يهدئ ضربات قلبه المتسارعة وان لا يتعجل فى إستنتاجه والذى استنبطه من كلماتها.. ليمد يده يرفع ذقنها لتواجهه عيناها الدامعتان.. ليقول بلهفة:
تمارا إنتى...

قاطعته قائلة:
بحبك.. بحبك ياريان ولو معندكش مانع.. تخلينى هنا جنبكم.. أنا مش طالبة إنك تبادلنى مشاعرى.. أنا بس...
قاطعها وهو يأخذ شفتيها بين شفتيه فى قبلة طويلة خطفت أنفاسهم قبل أن يتركها وهو يضع جبهته على جبهتها يغمض عينيه وهو يقول:
أنا كمان بحبك.. بحبك ياتمارا.
ابتعدت بوجهها تنظر إلى ملامحه العاشقة وهي تقول بدهشة:
ريان انت قلت إنك بتحبنى صح.. بتحبنى أنا.. تمارا.. مش غزل.

إبتسم وهو يمد يده يقرص أنفها بخفة قائلا:
أيوة قلت ياتمارا.. أنا فعلا بحبك انتى.
ليمرر يده على وجهها قائلا فى عشق:
فى البداية حبيت فيكى ملامح غزل وروحها.. بس مع الوقت لقيت نفسى بحبك انتى.. بفرق بينك وبينها.. بس بحبك اد ما حبيتها بالظبط.. بحب قوتك وضعفك.. خجلك ومرحك.. بحب صورة رسمتهالك فى خيالى.. عرفت انى حبيتك لما بقيت أبصلك مشفش غير الصورة دى.. أنا بحبك انتى ياتمارا...بحبك.

اندفعت إلى حضنه ليضمها على الفور يستمع إلى صوتها الذى تملؤه السعادة وهي تقول:
أنا اسعد واحدة فى الدنيا النهاردة.
أخرجها من حضنه يضم وجهها بين يديه قائلا:
بجد ياتمارا.. بجد مبسوطة؟
اومأت برأسها وهي تمد يدها تضعها على وجنته قائلة بحنان:
بجد ياقلب تمارا.. انت أمنية اتمنيتها من ربنا وطلبتها من كل قلبى.. والحمد لله اتحققت.

غامت عيناه من المشاعر ليقترب من شفتيها مجددا يقبلها ويقبلها.. يغمرها بعشقه الذى رحبت به بكل سعادة.. ليمددها ويعتليها ينثر مشاعره على وجهها ورقبتها لتغرق بدورها فى دوامة من المشاعر.. أفاق من تلك الدوامة يدرك أنه ربما يخيفها مجددا ان ترك العنان لمشاعره ليبتعد عنها ولكنه وجدها توقفه بيديها التى لفتها حول رقبته.. نظر إلى عينيها بحيرة لتقول بنظرة عاشقة:
متبعدش عنى.. أنا محتاجالك.. محتاجة لحبك يمحى كل الذكريات.. أنا مريضة ياريان.. ودوايا بس فى إيديك.
لم يحتاج سوى تلك الكلمات كي يعود إليها يغرقها بقبلاته ومشاعره الجياشة.. وياله من غرق لذيذ.

بعد مرور عدة أشهر
ابتسمت ميار وهى ترى نفسها فى ذلك الفستان الأبيض الرقيق والذى أعدته لها تلك السيدة الرائعة التى تعرفت عليها مؤخرا من خلال إحدى صديقاتها لتقول برقة:
يجنن يامدام روان.. بسيط وفى نفس الوقت يجنن.. أنا مش عارفة إزاي بس أشكرك.. خلصتهولى فى وقت قصير وطلعتهولى زي ماأنا عايزاه بالظبط..
لتدور بسعادة قائلة:
مخلينى حلوة أوى.

إبتسمت روان قائلة:
ميرسيه يامدام ميار.. ده من ذوقك وعلى فكرة انتى اللى حليتى الفستان مش العكس.
ابتسمت ميار وكادت ان تقول شيئا ولكن دلوف طفل فى حوالى الثالثة من عمره إلى المكان قاطعها وهو يندفع إلى روان ويحتضنها لتضمه إليها بحنان.. نظرت ميار إلى ذلك الطفل الجميل والذى يشبه أمه كثيرا قائلة:
ابنك ده يامدام روان؟صح؟

ابتسمت روان وهي تعبث بشعر الصغير قائلة:
ابنى وحياتى وعمرى كله.. وإسمه وليد.
ثم رفعت عينيها إلى ميار مباشرة وهي تقول:
وليد السيوفى.
اتسعت عينا ميار فى صدمة لتربط الاحداث بسرعة.. انها هي روان.. وهذا ابن وليد وقد أسمته على إسمه.. تصارعت الأفكار فى رأسها.. هل مازالت تحبه؟هل تعرف بخبر موته؟كيف كانت حياتها دونه؟

أفاقت من أفكارها على دلوف فتاة شابة إلى المكان.. لتأخذ الطفل من يد روان بينما تقول روان له:
روح مع طنط سميرة ياوليد.. وإسمع كلامها وأنا شوية وجايالك.
اومأ الطفل برأسه بابتسامة ثم ذهب مع تلك الفتاة تتبعهم عيون روان وميار التى تواجهتا بعد ذهابهما لتقول ميار بتقرير:
كنتى عارفانى صح؟
أومأت روان برأسها قائلة بهدوء:
مش معنى إنى بعدت عنه يبقى مش هعرف اخباره.. وليد كان شخصية عامة وليه دايما فى الجرايد خبر.

كان.. إذا هي تعرف بخبر موته لتجيبها روان قائلا:
أيوة عارفة.
نظرت إليها ميار بدهشة لتقول روان بابتسامة:
متستغربيش ملامحك شفافة أوى.
ثم تنهدت مستطردة:
الله يرحمه بقى.. اختار طريقه ودفع تمن غلطاته.. ربنا يسامحه .
نظرت إليها ميار قائلة فى تردد:
لسة بتحبيه؟

نظرت إليها روان قائلة:
محبتش قبله وللأسف مش قادرة أحب بعده.. غلط فى حقى كتير بس انا سامحته.. عقابه كان كبير اوى من ربنا.. وكان لازم أسامحه.
أطرقت ميار براسها فى حزن قائلة:
معاكى حق.
ثم عادت لترفع رأسها قائلة:
لازم أقولك ان هو كمان.. عمره ماحب غيرك انتى.. أنا سمعته بودانى بيقول الكلام ده لمامته وقالها كمان انه دور عليكى كتير وملقاكيش.. مش قادرة افكر غير انك لو كنتى موجودة فى حياته كانت حاجات كتير اتغيرت.

اغروقت عينا روان بالدموع وهي تقول:
مبقاش يفيد التفكير بالشكل ده ياميار.. وليد راح للى خلقه.. وكل اللى فى ايدى أعمله دلوقتى انى أربى ابنى كويس عشان يكون له ابن صالح يدعيله لما يكبر..
تأملتها ميار بإعجاب قائلة:
انتى عظيمة أوى ياروان وأنا فرحانة انى عرفتك.
ابتسمت روان بحزن قائلة:
انا كمان فرحانة انى عرفتك.. رغم انى مكنتش بطيقك أيام ما عرفت انه اتجوزك.. بس لما عرفتك من قريب عرفت أد إيه انتى طيوبة وإنك فعلا تستاهلى تتحبى.. حتى من وليد.

قالت ميار:
قلتلك ياروان إنه محبنيش.. هو محبش غيرك انتى.. انا كنت بالنسبة له مش اكتر من صفقة فاشلة بس الفشل الحقيقى كان إنه عايش وانتى وابنك اللى كان بيتمناه من الدنيا بعاد عنه.. يلا.. زي ما قلتى.. هو مات.. ومايجوزش عليه غير السماح و الرحمة.. ربنا يرحمه.
أومأت روان برأسها قائلة:
ياااارب.

انطلق ذلك الصبي الصغير يطرق باب تلك الحجرة الأرضية فى ذلك المنزل الصغير والذى يجاور مسجد أحباب الحبيب فى ذلك الحي الهادئ.. ليجيب ساكن الحجرة ذلك الطارق.. ابتسم الصبي قائلا فى سعادة:
الست نجوى ولدت.. الست نجوى ولدت.
إبتسم كمال وهو يخرج من جيبه ورقة مالية يمنحها للصبي قائلا:
تسلم على البشارة يافتحى.. إجرى إنت على هناك.. قولهم إنى هصلى العصر فى الجامع وأنضفه وهاجى وراك علطول.
قال فتحى وعيونه تلتمع من السعادة:
حاضر ياشيخنا.

ثم ابتعد مسرعا ليتابعه كمال بعينيه قائلا بإبتسامة:
شيخ إيه بس يا إبنى.. إحنا على باب الله.
ثم أخرج من جيبه صورة لزوجته علياء ومرر يده على وجهها قائلا بحنان:
نجوى خلفت ياعلياء.. جابت ولد.. هقولهم يسموه محمود زي ما كنتى عايزة تسمى إبننا.. كان نفسى تبقى معايا فى يوم زي ده.. وحشتينى أوى ياحبيبتى.. ربنا يرحمك ويجمعنى معاكى فى أقرب وقت.
ليرفع رأسه إلى السماء قائلا:
ياااارب.

إستيقظت ميار تشعر بأنها مراقبة لتفتح عينيها وتجد أمامها عامر يتكئ بجانبه واضعا يده أسفل وجنته يستند عليها وهو ينظر إليها بعشق.. ما إن رأي إنفلاجة عيونها حتى إبتسم قائلا:
أحلى منظر ممكن الواحد يشوفه هو منظر مراته وهي بتصحى من نومها.
إبتسمت فى خجل قائلة:
صباح الخير.
إتسعت إبتسامته قائلا:
صباح إيه ياقمر إحنا بقينا العصر.
إعتدلت بسرعة قائلة:
إيه ده.. أنا نمت ده كله؟

إعتدل بدوره قائلا بخبث:
حقك ياقلبى.. إحنا نايمين الصبح.
أطرقت برأسها فى خجل قائلة:
بس بقى ياعامر.. بلاش تكسفنى.
تأمل عامر ملامحها الجميلة والتى زادها الخجل جمالا.. تلك البريئة ذات المشاعر العذرية والتى من يراها الآن يدرك ان زواجها الأول كان باردا كلوح من الثلج.. وأن مشاعرها الغضة لم تتفتح سوى على يديه.. هو فقط.. لاغير..

قال لها بصوت تهدج من مشاعره:
أدامك ثوانى وتقومى من السرير عشان ننزل نقعد مع ريان ومراته على البحر.. لو مقمتيش يبقى انتى اللى جبتيه لنفسك ياميار.
نظرت إليه بعيونها الواسعة الجميلة وهي تقول بحيرة:
قصدك إيه ياعامر؟

اقترب عامر من وجهها يلمسه بيده فى عشق قائلا:
لأ.. بالنظرة البريئة دى.. يبقى لازم أوريلك قصدى إيه عملى ياقلب عامر.
ليقبلها بنعومة.. يريها بطريقة عملية أن الحقيقة تكون أفضل بكثير من الأحلام.. الأحلام.. نعم.. ربما يوما ما تخبره عنها.. ربما.

جلست تمارا على شاطئ البحر.. تنظر إلى أمواجه المتلاطمة تماما كحياتها قبل ان يدخل ريان إلى حياتها لتستقر مشاعرها.. ويدخل بضياءه يمحى ظلمات أعماقها.. كم تعشقه هذا الوسيم الذى أثبت لها أن فى هذا العالم المقيت.. مازال هناك رجالا يحيون بين جنباته.. وهو سيد هؤلاء الرجال.
أفاقت على يد توضع على عينيها تحجب عنها الرؤية.. لتبتسم وهي تدرك يد من تلك؟لتسمع صوته العميق يقول بإبتسامة ظهرت فى تلك النبرة الرجولية الجذابة:
أنا مين؟

إبتسمت قائلة:
إنت سندى.. وحبيبى.. وكل ما لية.
ترك يديه تبتعد عن عينيها ولكنها إمتدت تلمس ذراعها العارية تثير فيها المشاعر وهو يلتفت ليجلس بجوارها محيطا يديها بين يديه قائلا بعشق:
هفضل دايما عاجز عن الرد أدام أرق كلام بسمعه من بين شفايفك إنتى.

تأملت ملامحه التى تعشقها قائلة:
وهفضل دايما عاجزة عن ان أوصفلك مشاعر جوايا ليك.. مهما قلت عنها مش هقدر أوصفها... آاااه.
قال ريان فى قلق:
مالك ياتمارا.. فيكى إيه؟
إبتسمت قائلة:
متقلقش ياحبيبى.. ده إبنك بس.. شكله غيران وبيخبطنى.
زفر ريان بإرتياح وهو يمد يده يربت على بطنها المنتفخة قائلا:
ربنا يخليكوا لية.

وضعت يدها على يده قائلة بحنان:
ويخليك لينا ياحبيبى.. ويخليلنا إيللى.. بالمناسبة.. هي فين مش كانت معاك؟
إبتسم قائلا:
إستأذنت تقعد مع تيمور اللى اتصاحبت عليه النهاردة الصبح.. الجيل ده صعب.. مبيضيعش وقت..
إبتسمت تمارا قائلة:
حبيبى شكله بيغير.
نظر إليها قائلا:
أوى ياتمارا.. انا محبتش فى حياتى أدك انتى وأد غزل وإيلين.. انتوا قلبى من جوة.. روحى اللى عايش بيها.. بس المسألة هنا مش مسألة غيرة بس.. الجيل زي ما قلتلك صعب ولازم الواحد تبقى عينه فى وسط راسه عشان يقدر يحمى ولاده.

ربتت على يده قائلة:
إنت أدها ياعمر تمارا.
إبتسم لتبادله إبتسامته ثم مالبثت أن قالت بتردد:
ريان.. ممكن أسألك سؤال؟
أومأ برأسه قائلا:
طبعا ياحبيبتى اتفضلى.
قالت بحيرة:
انت عملت إيه مع أهل غزل.. من يوم الليلة إياها وانا مسمعتش عنهم حاجة.. لغاية النهاردة.

قال بإبتسامة:
لما خرجوا اهل غزل من البيت.. شفت فى عيون جلال نظرة الغدر.. فروحت لواحد وخليته حطلى كاميرات فى البيت كله.. واللى انتى كنت فاكراه بيظبط سلك التليفون.. وفضلت مستنيه يغلط.. وفعلا هو ما إتأخرش.. ولما قبضت عليه.. خليت سامى صاحبى يجيبهم عنده فى المكتب.. ويوريهم الفيديو ويهددهم لو شافهم بيقربوا لحد فينا هيوديهم فى ستين داهية.. طبعا هم ما يعرفوش انى مكنتش هقدم الدليل ده للنيابة عشان مكشفش موضوع موت غزل.. المهم إنهم بعدها خافوا وسافروا برة وخطرهم بعد عننا خالص.

قالت تمارا:
الحمد لله..
ثم نظرت إليه رافعة إحدى حاجبيها وهي تقول:
مطلعتش سهل ابدا ياريان.
اكتفى ريان بإبتسامة هادئة.. وهو يتأمل ملامحها الجميلة ثم لم يلبث أن تمدد بجوارها قائلا:
تمارا.. ممكن أنا كمان أسألك سؤال؟

أومأت برأسها ليقول بحيرة:
انتى ليه أصريتى تفضلى بملامح غزل مع انى عرضت عليكى أرجعلك ملامحك وإتأكدتى بنفسك إنى بحبك إنتى مش بحب ملامح غزل فيكى.
نظرت إلى عينيه وهي تقول:
تمارا القديمة ماتت يا ريان واتولدت واحدة جديدة على إيديك.. ملامحها بس هتفكرنى بكل حاجة نفسى أنساها.. ده غير إيلين.. مفكرتش فيها لو رجعتلى ملامحى هتعمل إيه؟ هتفقد مامتها من تانى.. وبعدين ياسيدى أنا بحبك انت وعارفة انك بتحبنى أنا.. تمارا اللى جوايا.. هعوز إيه فى الدنيا اكتر من كدة؟

إبتسم وهو يحيطها بذراعه يضمها إلى صدره يقبل يدها بعشق ثم يقول:
وأنا مش بس بحبك.. أنا بعشقك ياتمارا.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، امرأة ، وخمسة ، رجال ،











الساعة الآن 01:34 PM