رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشركانت سلمى ترفل في فستانها الوردى تتابعها عينا آدم العاشقة وهى تتنقل بين الضيوف بخفة، تجذب اليها اعين الكثيرين، شعر بالغيرة تشتعل في قلبه وود لو خطفها الآن وذهب بها الى مكان لا يراها فيه سواه، وجدها متجهة الى كريمة التى نادتها فأسرع اليها واستوقفها وهو يميل على أذنها قائلا:مش نهدى بقى ونقعد حبة ولا عايزانى أصور قتيل انهاردة وبدل ما أبات في حضنك، أبات في التخشيبةابتسمت سلمى في خجل قائلة:.وعلى ايه ده كله، انا هشوف كرملة عايزة ايه وهقعد علطول، انا ميرضنيش برده تبات في التخشيبةتأمل وجنتيها المحمرتين من الخجل قائلا في استمتاع:يعنى اللى يرضيكى انى أنام في حضنك؟وكزته في جنبه فقال في تأوه مصطنع:آه، حرام عليكى ياشيخة، هو اللى يقول الحقيقة في البلد دى ينضرب؟ابتسمت سلمى قائلة في خجل:آدم، بس بقىتنهد آدم قائلا:بس ايه ياشيخة بحلاوتك دى؟انا لو علية هشيلك دلوقتى قصاد الكل وعلى بيتنا طوالى.وغمز لها قائلا:وانتى عارفة الباقى بقىازدادت حمرة الخجل في وجنتيها قائلة:خلاص ياآدم ارحمنى بقى، الناس بتتفرج علينانظر آدم حوله فوجد فعلا ان الأعين عليهم فقال لها:خلاص ياقلب آدم، شوفى كرملة عايزة ايه وتعالى اقعدى شوية معايا، انا مستنيكىاومأت برأسها وتركته متجهة الى كريمة التى قالت في خبث:ايه يابت ده كله، ده الناس كان نصهم بيحسدكم والنص التانى بيقر عليكمابتسمت سلمى في خجل قائلة:.ابن خالك يااختى، مش راحمنى حتى قدام الناس، انا كنت حاسة انى هيغمى علية من الكسوفغمزت لها كريمة قائلة:ابن خالى ده جبار واللهقال آنس وهو يستمع الى جملتها الأخيرة:بتجيبوا سيرتى؟ابتسمت كريمة قائلة:طبعا ياقلبى، ده انت اللى في الحتة الشمالونظرت الى سلمى قائلة:مش كدة ياسمسمة ولا ايه؟انا مش لسة بقو...وقطعت كلامها وعينيها تتسعان برعب وهى ترى ذلك الرجل الذى يصوب مسدسه بإتجاه سلمى فوقفت امامها قائلة في فزع:.حاسبى ياسلمىوانطلقت الرصاصة لتصيب كريمة ليتحول لون فستانها الأبيض الى لون الدماء وتسقط بين يدى سلمى التى صرخت بإسمها في لوعة، ساد الفزع بين الحضور واندفع أنس ليأخذ كريمة من حضن سلمى الى حضنه قائلا في رعب:كريمة، ردى علية ياكريمة، أبوس ايدك متسيبينيشوصل آدم اليهم واندفع يقول لآنس:هاتها ياآنس ع العربية بسرعةنظر اليه آنس وهو يبدو كالتائه فاستطرد آدم في صرامة قائلا:.قوم ياآنس لازم نلحقها ونوديها المستشفىأفاق آنس من صدمته وهو يحمل كريمة الى سيارة آدم تتبعهم سلمى التى تبكى في حرقة، في حين أسرعت جيدان ونورسين وعايدة المنهارة في البكاء ليتبعوهم في السيارة الأخرى وعايدة تردد بإنهيار:أنا السبب، أنا السبب، يارب نجيلى بنتى، نجيها يارب.خرج الطبيب اليهم فأسرع اليه آنس قائلا:ايه اخبارها يادكتور؟قال الطبيب مبتسما:الحمد لله، جرح الرصاصة كان سطحى والمريضة بخير، هتتنقل اوضة تانية وتقدروا تشوفوهارددت الألسنة كلمات الحمد والشكر لله ولكن مالبثوا ان سمعوا صرخة نورسين وهى تقول:إلحق مامى يابابىنظر الجميع واولهم آدم الى مكان سلمى فوجدوها مغشيا عليها فأسرع آدم اليها يصرخ في لوعة قائلا:سلمىفي حين بكت جيدان قائلة:.ايه اللى بيحصلنا ده بس ياربى؟، دى عين وصابتنا والله.ابتسم آدم وهو يجلس بجوار سلمى على السرير وهو يضمها اليه قائلا في حنان:الف مبروك ياأحلى مامىاستكانت سلمى بين زراعيه وهى تقول في سعادة:انا مش مصدقة انى حامل ياآدم، بجد فرحانة قوىتراجع آدم ليضم وجهها بيديه قائلا:وانا فرحان اكتر ياروح آدمنظرت اليه تتأمل ملامحه قائلة:انت بجد بتحبنى ياآدم؟بتحب سلمى اللى هى سلمى، ولا سلمى اللى شبه...وضع آدم يده على فمها مقاطعا اياها وهو يقول في لهفة:.اللى شدنى ليكى هى روح سلمى واللى كان واقف بينك وبينى هو شكل سارة، حتى ده مقدرش يخلينى محبكيش، انا حبيت سلمى اللى جوة مش اللى برةنظرت اليه في حب فأنزل يديه وهو يستطرد في عشق صادق اطل من عينيه:انا بحبك أوى ياسلمى، بحبك فوق ماتتصورى، مش عايزك ابدا تشكى في حبى ليكىابتسمت في سعادة وهى تعود الى حضنه قائلة:وانا كمان ياآدم، بحبك أوىضمها آدم بشوق ولكنها مالبثت ان ابتعدت عنه قائلة في قلق:.إلا قوللى ياآدم، هما لسة معرفوش مين ضرب النار وكان قاصد يموتنى؟ضمها آدم مرة أخرى في قلق ملهوف وهو يقول:بعد الشر عنك ياقلبى، انا كل ماافكر انى كان ممكن اخسرك، اتجننربتت سلمى على ظهر آدم قائلة:اهدى ياحبيبى، انا تمام والبيبى تمام، واحنا الاتنين في حضنكأومأ آدم برأسه وهو يشدد من احتضانه لها ويتوعد في نفسه لمن فعلها بعقاب أشد من الموت نفسه.
رواية الماضي المجهول للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر والأخيرأمسكت سلمى بطنها المنتفخة وهى تضحك بشدة قائلة من وسط ضحكاتها:بس بقى ياكرملة، حرام عليكى معنتش قادرة، ده انتى طلعتى مش سهلة خالصضحكت كريمة قائلة:أومال يابنتى، أنا اللى ييجى ناحية آنس آكله ياماماضحكت سلمى قائلة:انتى هتقوليلى، ده انا شفت بعينى محدش قاللى، إلا صحيح هو آنس مش باين ليه؟ابتسمت كريمة قائلة:راح يوصل ماما عشان مسافرة تقضى يومين في اسكندرية عند صاحبتها.اومأت سلمى برأسها فقالت كريمة بتردد:انتى يعنى ياسلمى، بجد، سامحتيها؟ابتسمت سلمى قائلة:.بجد ياكرملة، من ساعة ما جت واعتذرتلى وحسيت بندمها وانا قلبى سامحها، دى ام يا كريمة وكانت هتخسر بنتها بتصرفاتها الغلط، الحمد لله انها فاقت، انتقام ربنا كبير، وانتى شوفتى حنفى والحادثة اللى موتته وهو بيجرى هربان بعد ما حاول يقتلنى، أهو هو اللى مات وموتة بشعة كمان لدرجة انهم فين وفين عما اتعرفوا عليه، أهو مات ومخدش معاه غير عمله الوحش، وانا اهو قصادك تمام وزى الفل والبيبى كمان، يبقى الحمد لله، رضا أوى.نظرت لها كريمة في حب قائلة وهى تضمها:انتى جميلة ياسلمى وأنا بحبك أوىانتفضا سويا على صوت آنس يقول:وأنا بغير أوىابتعدا عن بعضهم والتفتت اليه كريمة وهى تبتسم قائلة:حمد الله ع السلامة ياحبيبىاقترب منها مقبلا اياها من رأسها وهو يقول:الله يسلمك ياقلبى، وحشتينىنهضت سلمى قائلة في خجل:انا هروح أشوف أخبار الغدا ايه؟ابتسم آنس قائلا:ما انتى قاعدة يامرات أخويا.ازداد خجلها وهى تسرع الى المطبخ فوكزت كريمة آنس في زراعه قائلة:عاجبك كدة؟كسفتها ياآنسنظر اليها قائلا:ياعالم ياهوووو، مراتى وبحبها ومن يوم مااتجوزنا وانا عايش معاكى زى الاخوات، هتجنن ياناس واستفرد بيكىقالت كريمة في دلع:وايه اللى مانعك يااخويا؟ما انا قدامك أهونظر اليها قائلا في خبث:بقى كدة، ماااشىوحملها فجأة مما جعلها تشهق قائلة:آنس، انت بتعمل ايه؟رفع احدى حاجبيه غامزا لها وهو يقول:.بستفرد بيكى ياروح آنسأطلقت ضحكة عالية أطاحت بعقل آنس ليقول في لهفة وهو يتجه بها الى غرفتهم:استعنا ع الشقا بالله.بعد مرور ثلاث سنواتكانوا يجلسون سويا أمام البحر يضحكون على فارس ابن آدم وسلمى الذى لم يحلو له الجلوس سوى على قلعة الرمال التى تبنيها نورسين مما جعلها تتذمر في استياء، قالت كريمة من وسط ضحكاتها:أنا مش عارفة ابنك فارس ياآدم طالع لمين؟ ده انت طيوب خالص وسمسمة أطيب منكقال آدم وهو ينظر لآنس غامزا:طالع لعمه طبعا، ولا انتى نسيتى كان بيعمل فيكى ايه وانتى صغيرة؟نظر اليه آنس في غيظ قائلا:.ياشيخ، طب شوف بقى مين اللى هيتجوز ابنك، آل وانا كنت ناوى أجوزه بنتىضحكت سلمى قائلة:هيتجوزها ياآنس، فارس خطب بنتك خلاص، ام العروسة موافقة وانت اتدبست خلاص، لا تراجع ولا استسلامنظر آنس الى كريمة رافعا احدى حاجبيه وهو يقول:بقى كدة؟امسكت كريمة بطنها المنتفخة من الحمل وهى تضحك قائلة:وأنا هلاقى زى فارس فين ياآنس كفاية انه نسخة منك في الشكل والروحنظر آنس الى فارس متفحصا وهو يقول:تفتكرى؟قهقه آدم قائلا:.آه يااخويا بس ابنى أحلىنظر آنس الى آدم قائلا:أحلى، اممم، ماشى ياعم وأنا راضى بس قوم بقى من هنا قبل ما نخسر بعضنهض آدم ممسكا بيد سلمى لتنهض هى الأخرى قائلا:قايم ياسيدى متزقش، خلى بالك بقى من قطاقيطى، هتمشى انا وسمسمة شويةوبالفعل قال كلماته وهو يمشى ساحبا ورائه سلمى يتابعهم آنس بعينيه في غيظ ثم نظر الى كريمة الضاحكة وهو يقول:.آه، عاجبك طبعا، هما يتمشوا وينبسطوا زى ما يكونوا لسة في شهر العسل واحنا نقعد مع القطاقيطقالت كريمة من بين ضحكاتها:وايه اللى مزعلك بس؟، بكرة احنا نعمل زيهم ونسيبلهم قطاقيطنا ياآنستأمل آنس ملامحها الضاحكة في عشق ولاحظت هى نظراته فأخفضت عينيها خجلا وصمتت فرفع وجهها اليه باحدى يديه قائلا:بحبك اوى ياكريمةنظرت كريمة الى عينيه قائلة:وأنا بحبك أوى ياآنس، انت هدية ربنا لية.ضمها آنس الى صدره فاستكانت بين زراعيه، وإذا بفارس يجلس على القلعة التى أعادت نورسين بناؤها، ليدخلا في نوبة من الضحك حتى دمعت عيناهم.عارف أنا نفسى في ايه؟نطقت سلمى بتلك العبارة فجأة مما جعل آدم يلتفت اليها بتساؤل قائلا:نفسك في ايه ياقلبى؟ابتسمت في سعادة قائلة:نفسى أجرى زى الأطفال الصغيرةوقرنت قولها بالفعل، فإذا بها تنطلق جريا يتبعها آدم في سعادة ولكن آدم ما لبث ان انتابه الفزع وهو يرى تلك الصخرة فصرخ محذرا سلمى قائلا:خدى بالك ياسلمى.ولكن سلمى كانت قد تعرقلت بها ووقعت على الأرض بشدة وما لبث آدم ان وصل اليها في ثوان، ليرفعها من على الأرض قائلا في لهفة:سلمى، سلمى، ردى علية ياحبيبتىفتحت سلمى عينيها لتنظر الى آدم في دهشة قائلة:انت مين؟اغمض آدم عينيه للحظة في ألم ثم فتحهما ثانية وهو يقول:أنا آدم ياسلمى، جوزك وحبيبك، اوعى تكونى نسيتينى ياسلمىابتسمت سلمى في حنان قائلة:.حتى لو كنت فقدت الذاكرة تانى ونسيتك ياآدم، هرجع وأحبك من جديد، انت بالنسبة لى الماضى والحاضر والمستقبل، قلبى ده اتولد عشان يحبك انت، انت وبستنهد آدم في ارتياح ووقف حاملا اياها فشهقت قائلة:انت بتعمل ايه ياآدم؟ابتسم ناظرا الى عينيها في عشق وهو يقول:هعاقبك عشان قلقتينى عليكى ياحبيبة آدم، ولو نفذت عقابى هنا هبات في التخشيبة عشان بعمل فعل فاضح في الطريق العام، يرضيكى برده أبات في التخشيبة؟احمر وجه سلمى خجلا وهى تقول:آدمابتسم قائلا:بلا آدم، بلا بتاع، روحى كدة وانتى زى القمر ومخليانى علطول هتجنن عليكى، هو أنا قلتلك قبل كدة انى بعشقك؟اومأت برأسها قائلة في حب:آه بس أحب أسمعها كمان وكمانابتسم آدم قائلا:بعشقك ياسلمى، بعشقكاغمضت عينيها في سعادة فبعد ظلام ماضيها، أشرقت شمس عشق آدم لتنير قلبها وتمنحه الدفئ الذى لطالما حلمت به، فهنيئا لها بحبها ووداعا ماضيها المجهول.تمتنهاية الروايةأرجوا أن تكون نالت إعجابكم