رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشرابتسم عمر فى اعجاب وهو يدلف الى الحجرة ليجد أميرته الجميلة تضع اللمسات الأخيرة على وجهها كانت تلبس فستانا باللون الوردى وتضع حجاب يماثله وعليه تاج صغير، كانت فعلا أميرة بل ملكة، ملكة قلبه، قال فى حنان:هو فيه جمال بالشكل ده؟التفتت اليه مريم قائلة فى خجل:بجد عجبتك؟اقترب منها قائلا بعشق وهو يتأمل ملامحها الخجولة والتى زادتها جمالا:.عجبتنى لدرجة انى عايز أحبسك فى الأوضة دى ومحدش يشوفك ولا يلمحك غيرىابتسمت مريم فى حنان وهى تقول فى دلع:يسلملى حبيبى الغيورخلع عمر رباط عنقه قائلا:لأ كدة رسمى خلاص، مفيش مرواحضحكت مريم فابتسم عمر لسماعه ضحكتها الرائعة، ولكن مالبث القلق ان عاد الى ملامحها وهى تقول:لو مكنتش فرحانة أوى ان فرح عادل وملك الشهر الجاى. انا كنت وافقتك ومرحناش الحفلة، مش عارفة ليه قلقانة م الحفلة دى ياعمر؟نظر اليها عمر وهو يقرص احدى وجنتيها فى نعومة قائلا:طول ماانا جنبك مش عايزك تخافى ولا تقلقى من حاجةاومأت مريم برأسها وهى تقبل يده التى استكانت على وجنتها قائلة:ربنا مايحرمنيش منك، انا هروح اطمن على سيف واوصى المربية عليه لغاية مانرجع...ابتسمت مستطردة:اربط البتاعة دى وحصلنى، مش عارفة ازاى هسيبك تروح الحفلة وانت زى القمر كدة، حبيبى قمر ياناس.ابتسم عمر وتابعها بعينيه وهى تغادر الحجرة لتختفى ابتسامته ويظهر القلق على ملامحه وهو يلبس رباط عنقه مجددا، فلديه شعور غريب بالقلق منذ أن رأى هيثم مجددا، نعم هو يعرف هيثم، ربما يظهر شاب مستهتر وحقود ولكن من داخله تنبت نبته طيبة تحاول والدته وأدها وهذا حقا ما يقلقه فهو لم يره منذ سنتان، هل نجحت والدته فى غرس شرها بداخله؟هل غيرته؟وحتى لو فعلت؟فلماذا يقلق؟هو قلق منه، أم قلق من جيهان ابنة عمه؟نفض افكاره وهو يتجه الى خارج الغرفة ليذهبوا الى ذلك الحفل البغيض.استأذن آسر وكرمة ليذهبا الى الفيلا ويحضرا بعض الملابس والطعام بعد ان اطمئنا على يوسف فى حين جلست نور بجواره تنتظر افاقته من البنج، تمسك يده بحنان وتتأمل ملامحه فى شوق ولهفة قائلة:.وحشتنى يايوسف ووحشتنى ضحكتك، وحشنى كلامك وحنيتك علية، أنا هقولك على سر يمكن اول مرة اعترف بيه لنفسى، انت اول حب حقيقى فى حياتى، يمكن لو كنت سامعنى مكنتش هتصدقنى، انا نفسى مش مصدقة لغاية دلوقتى، انا صحيح حبيت حازم بس ده كان حب الطفولة، حب التعود والعشرة، لكن عمرى ماحسيت ناحيته بالمشاعر اللى بحسها ناحيتك، وعمرى قلبى مادق ليه زى مابيدق ليك، ولما مات كانت الحياة صعب تتعاش، بس عشت، لكن فى اللحظة اللى حسيت فيها انك ممكن تروح منى ومشوفكش تانى، حسيت ان روحى بتتسحب منى وانى بجد هموت يايوسف لو جرالك حاجة او بعدت عنى...ونظرت الى كفه فى يدها وقبلتها قائلة:أنا بحبك أوى يايوسف، بحبك أوىشعرت نور بضغطة اصابع يوسف على يدها فنظرت الى كفه فى دهشة ثم انتقلت بنظراتها الى وجهه فوجدته يتأملها بعشق وهو يقول بنبرات هامسة:وانا بموت فيكى يانور عينىابتسمت نور فى فرح وقالت بلهفة:يوسفنظر اليها بعشق قائلا:ياعيون يوسف وقلبه وكل حاجة فى حياتهأخفضت نور عينيها فى خجل فاستطرد قائلا:.لو اعرف انى هسمع الكلام الحلو ده منك كنت عملت حادثة من زمانوضعت نور يدها على فمه بسرعة قائلة:متقولش كدة يايوسفقبل يوسف يدها فأنزلتها فى خجل فابتسم فى حب قائلا:انا لسة مش مصدق نفسى ولا مصدق الكلام اللى قولتيهولى ونفسى اتأكد انه مش حلم وانى بجد الحب الحقيقى فى حياتك يانورأحست نور بحاجته للاحساس بالحب والأمان من طرفها فنظرت اليه قائلة بلا تردد:.اطمن يايوسف، الكلام اللى سمعته كان من قلبى فى لحظة صدق محستهاش من زمان، انت قدرت بحبك وصبرك علية تقربنى منك وتخلينى أحس بحبك. خليت قربك بالنسبة لى ادمان وكأنى مقابلتش حد قبلك ولا هقابل حد بعدك، بقيت حد مهم فى حياتى، لأ، أهم حد فى حياتى، انت بقيت نفسى، روحى، والنفس اللى بتنفسه، بحبك يايوسف، بحبك أوىابتسم يوسف فى سعادة قائلا:.طب وده اسمه كلام، يعنى يوم مااسمع الكلام ده أسمعه وانا مش قادر اخدك فى حضنى واقول للعالم كله انك مراتى و حبيبتىابتسمت نور قائلة:خف ياحبيبى وشد حيلك وانا اوعدك ان كل الناس هتعرف انى بقيت ملكك انت وبس يايوسفنظر اليها يوسف فى حنان وربت على يدها فى سعادة وهو يضم اصابعها الى شفتيه يقبلهم فى وعد مقابل وقد اطمأن قلبه أخيرا بعد عذاب لطالما أضناه ولكن يهون العذاب اذا كان بعد عذاب الحب سيذووق شهده.كانت مريم تدلف الى حديقة الفيلا المقام بها الحفل وهى تتأبط زراع عمر عندما رأت فتاة جميلة تلبس فستانا قصيرا عارى الزراعين أحمر اللون ذات شعر قصير تتلون خصلاته مابين الازرق والاحمر والاصفر تسرع الى زوجها تهم باحتضانه وهى تقول:عمورى حبيبى، وحشتنى أوىأسرعت مريم بالوقوف امام عمر ومواجهة تلك الفتاة قائلة بابتسامة باردة:معلش ياحبيبتى، جوزى مابيسلمش على بنات.ابتسم عمر ابتسامة جانبية سعيدا بغيرتها فى حين نظرت تلك الفتاة الى مريم من رأسها حتى أخمص قدميها قائلة فى سخرية:والله، اممممثم نظرت الى عمر قائلة:هى دى بقى مراتك ياعمورى؟ابتسم عمر وهو يضم مريم الى جانبه محيطا اياها بذراعه فى فخر قائلا:آه، ياجيجى، مريم تبقى مراتى حبيبتى وام ابنى سيفابتسمت مريم فى حب وهى تنظر الى عمر فى حين نظرت اليهم جيهان بسخرية وهى تقول موجهة حديثها لمريم:.آه، أهلا، بس يعنى هيثم كان بيقول انك حلوة أوى وأنا شايفاكى عادية يعنىكادت مريم ان ترد عليها لولا تدخل عمر الذى قال فى غضب:وهو هيثم يتكلم عليها ليه؟يجيب سيرتها ليه من أصله؟نظرت اليه جيهان فى ارتباك قائلة:أنا اللى سألته، عادى يعنى يا عمر مفيهاش حاجةكتم عمر غيظه وهو يمسك يد مريم قائلا:يلا يامريم عشان نسلم على مرات عمى، حمد الله ع السلامة ياجيجى.ذهب عمر ومريم ونظرات جيهان تتبعهما فى حقد، سمعت صوت أخيها هيثم يقول فى برود:مش قلتلك بيحبها؟التفتت جيهان الى هيثم قائلة فى غل:يحب فيها ايه دى؟نظر اليها هيثم فى سخرية قائلا:يحب فيها ايه؟ايه يابنتى، انتى مش شايفة رقتها وبرائتها؟طب مش شايفة جمال عينيها وأخلاقها وحجابها اللى مخليها زى الملاك، ده لو مكنش الحب باين فى عيونهم والامل انهم يسيبوا بعض مستحيل كنت خطفتها ودلوقتى حالانظرت اليه فى غضب قائلة:.ذوقك بقى وحش ياهيثم، زى ابن عمك بالظبط، لوكال أوىابتسم هيثم فى سخرية قائلا:لوكال، طيب يااختى، قوليلى بقى لسة ناوية ع اللى هتعمليه انهاردة ولا خلاص صرفتى نظرابتسمت جيهان فى خبث قائلة:لأ طبعا، صرفت نظر ايه بس؟أنا هوريها ست مريم دى، عمر لية أنا وبس، مفهوم؟ابتسم هيثم قائلا فى برود:احلمى ياقطة، احلمىنظرت له فى غيظ ثم غادرت المكان لتنفذ خطتها الشريرة فهل تنجح؟ترك عمر مريم مع والدته وذهب ليبحث عن ملك وعادل حتى يرحلوا من تلك الحفلة المقيتة فوجد زوجة عمه تنادى عليه من امام باب حجرة المكتب فاتجه اليها فقالت فى قلق:معلش ياعمر، جيجى مغمى عليها جوة مش عارفة مالها؟خليك جنبها لغاية لما اروح اشوف اخوها واكلم الدكتوراومأ عمر برأسه ودلف الى حجرة المكتب فوجد جيهان نائمة على الأريكة فاتجه اليها وجثا بركبتيه الى جوارها قائلا فى قلق وهو يربت على وجنتها:.جيهان، فوقى ياجيهانتململت جيهان قليلا ثم فتحت عينيها قائلة فى تعب مزيف:عمر، هو حصل ايه؟زفر عمر بارتياح قائلا:الحمد لله ياجيجى، محصلش حاجة، انتى بس اغمى عليكى، ممكن م الارهاق، تقدرى تقومى؟اومأت برأسها ايجابا وحاولت الوقوف ولكنها مالبثت ان تعثرت فاسرع بالتقاطها قبل ان تقع فمالت عليه تحتضنه فى نفس اللحظة التى فتح فيها الباب لتدخل مريم يتبعها عادل وملك ونادية والى جانبهم والدة جيهان وهيثم، نظروا اليه جميعا فى صدمة، نقلت مريم بصرها بين عمر وجيهان التى اعتدلت وخفضت عينيها فى خجل مزيف ثم نظرت مريم مرة أخرى الى عينى عمر وقد بدت فى عينيها الدموع الحبيسة فقال عمر فى ألم:.متظلمنيش يامريم، والله العظيم هى كانت دايخة وانا كنت بفوقها ولما قامت كانت هتقع وانا سندتها، وحياة اغلى حاجة عندى، وحياتك انتى، وحياة سيف انا مخنتكيش وعشان خاطرى ماتعيطيش دموعك بتقتلنى، قولى انك مصدقانى أبوس ايدك، قولى يامريم.كادت جيهان ان تبتسم ولكنها تمالكت نفسها وهى ترى توسلات عمر لمريم وصمت الجميع وقد ايقنوا من خيانته، رأوا مريم تتجه الى عمر فى ثبات وفرح قلب جيهان وهى تنتظر طلب مريم الطلاق من عمر، ولكنها تفاجأت بالتفات مريم اليها ورفع يدها لتنزل على وجه جيهان بصفعة مدوية، نظر اليها الجميع فى دهشة على حين صرخت جيهان قائلة:انتى اتجننتى؟نظرت مريم الى عينيها قائلة فى غضب:.انتى احقر واحدة شفتها فى حياتى والتمثيلية اللى انتى عملتيها دى مش ممكن تفرق بينى وبين عمر، عارفة ليه؟نظرت الى عينيها مباشرة وهى تقول:عشان اللى ميعرفش يعمل حاجة حرام وهو مش فى وعيه ميعملهاش وهو فى كامل وعيهتأملها هيثم فى اعجاب على حين ابتسم كل من ملك وعادل فى سعادة واخفضت جيهان عينيها فى خجل حقيقى تلك المرة، فى حين قالت نادية فى فرحة:يسلم لسانك يامرات ابنى.كاد قلب عمر ان يتوقف بعد سماعه لكلمات زوجته، حبيبته، والتى صدقت اخلاصه رغم ما رأته بعينيها، كان يود لو أخذها الآن بين أحضانه يبثها حبه، نظرت اليه مريم فى تلك اللحظة لتتحدث العينان فى عشق لتبتسم هى قائلة وهى تمسك يده:يلا بينا ياعمر، احنا ملناش مكان هناابتسم لها فى حنان وهو يضم يدها ليأخذها الى خارج الفيلا امام الجميع ليتبعهم عادل وملك ونادية، اتجهت والدة جيهان اليها قائلة فى غيظ:.عاجبك كدة ياهانم، خطتك الخايبة مفرقتش بينهمتأففت جيهان قائلة:يوووه بقى ياماما، وانا كنت اعرف منين انها واثقة فيه بالشكل ده، عموما أنا سايبالكم البلد دى كلها وراجعة امريكا، انا بجد اتخنقت هنانظر هيثم اليهم ثم هز رأسه فى يأس وهو يقول فى نفسه:يابختك ياعمر.
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الثاني عشرشفتى ياماما رد مريم ع الزفتة جيهان، ضربة معلم والله، يابختك ياعمورىقالت ملك تلك الجملة فى حماس شديد فابتسم عادل فى حنان وهو يراها فى قمة السعادة على حين قالت نادية وهى تبتسم:بصراحة ياملك، أخوكى ده فعلا محظوظ بحب مريم وثقتها فيه، ده انا نفسى، أمه اللى مربياه شكيت فيه، لكن هى، حبيبة قلبى. نصرته وقالت عنه الخلاصة والله، ربنا يهدى سرهم ويحميهمقالت ملك فى سعادة:آمين ياربابتسم عادل قائلا فى خبث:.متقلقيش ياخالتى، مش عمر لسة متصل بينا دلوقتى عشان نخلى بالنا من سيف وقال انهم هيطلعوا على فيلا الساحل يقضوا يومين، يبقى قشطات بقى ياوزةابتسمت نادية قائلة:قشطات ياوزةثم نظرت لملك قائلة:انتى عملتى فى الواد ايه ياملك؟نظرت اليها ملك وهى تبتسم وتهز حاجبيها قائلة:معملتش حاجة، أنا مستلماه منكم كدةابتسمت نادية قائلة:ربنايسعدكم ياولادىقال عادل فى لهفة:.بمناسبة الدعوة الحلوة دى، ما نقدم الفرح بقى ياخالتى ونخليه الاسبوع الجاى، أحسن والله أخطفهالكم، وانتوا حرين بقىابتسمت ملك فى خجل فى حين ضربت نادية على رأس عادل بخفة قائلة:ماتتلم ياواد انت، آل اخطفهالكم آل؟اصبر شوية وانا اكلملك عمرقبل عادل رأس خالته قائلا فى سعادة:ربنا يخليكى لينا ياربابتسمت نادية فى سعادة قائلة وهى تضمهم سويا:ويخليكوا لية ياحبايب قلبى.نظرت ملك الى عادل وابتسمت فى سعادة فابتسم عادل قائلا وهو يحرك شفتيه دون صوت:بحبكفردت عليه ملك بشفتيها دون صوت هى الأخرى قائلة:وأنا بموت فيكوقفت مريم امام البحر تمسك احدى الصدفات وتهمس بداخلها بكلمات لتشعر بعمر يضمها من الخلف الى صدره ويستند برأسه على كتفها قائلا فى حنان:ياترى بتوشوشى الصدفة وبتقوليلها ايه؟ابتسمت مريم قائلة:ده سر بينى وبينهاابتسم عمر قائلا:أنا كدة هغير.اتسعت ابتسامة مريم قائلة وهى تلتفت لتضم وجهه بين يديها قائلة فى رقة:وأنا بحب غيرتك، وبموت فى حبك، وبعشقك ياعمرنظر اليها عمر فى عشق قائلا:انتى ازاى كدة؟نظرت اليه فى حيرة قائلة:كدة اللى هو ازاى يعنى؟ازدادت نظرة عمر عشقا وهو يقول:ازاى بتكونى فى منتهى الرقة والدلع والضعف اللى ملكتى قلبى بيهم، وفى نفس الوقت جواكى القوة اللى خليتك تتحملى كل اللى فات وتدافعى عن حياتك وقلبك وحبيبك بالشكل ده.ابتسمت مريم قائلة:عشان بحبك ياعمر، حبك هو اللى خلى جوايا كل المشاعر دى، هو اللى خلانى كدةقال عمر فى سعادة:انا بحبك أوى يامريمثم نظر اليها فى حيرة قائلا:بس لغاية دلوقتى مستغرب ازاى كدبتى عنيكى ووثقتى فية بالشكل ده؟نظرت اليه قائلة:لأنى عارفاك اكتر من نفسك، ده انت لما كنت سكران ع الآخر طلبت تتجوزنى عشان انت مش متعود ع الغلط، يبقى لما تكون بتحبنى الحب ده كله وفى وعيك ممكن تخونى، مستحيل ياعمر.ضمها اليه عمر قائلا:انا مش عارف حياتى من غيرك كان هيبقى شكلها ايه يامريم؟ابتسمت مريم وهى تضمه اليها قائلة:لقانا كان قدر ياعمر، مهما طال بينا الزمن، انا كنت هبقى ليك وانت لية، انت نصى التانى ياعمر، انت قدرىحملها عمر قائلا وهو يتجه بها الى داخل الفيلا:طب تعالى ياقدرى، عايز اقولك كلمتين كدة فى بقك، قصدى فى ودنك ومتفهمنيش صح.اطلقت مريم ضحكة عالية مما جعل عمر يسرع خطواته وهو يحمد ربه فى سره على وجود مريم فى حياته وحلاوة قدره.كانت مريم تتوسط صدر عمر العارى وهو يملس على شعرها بحنان حين قالت بهمس:ممكن أطلب منك طلب ياحبيبىابتسم قائلا:انتى تؤمرينى ياقلب حبيبكرفعت نفسها قليلا لتنظر الى عينيه التى تعشقها قائلة:عايزة اروح انا وانت والعيلة نقضى يومين عند صاحباتى نور وكرمة اللى كنت حكيتلك عنهم، فى مزرعتهم اللى فى الفيوم، وحشونى اوى ونفسى بجد اشوفهم وبالمرة تتعرف على يوسف وآسر، دول طيبين اوىقرصها فى خدها بحنان قائلا:.على فكرة، أنا بغيرابتسمت وهى تقبله فى وجنته قائلة:وانا بحب غيرتكثم استطردت قائلة بجدية:بس بجد بقى، ايه رأيك؟ابتسم وهو ينظر الى ملامحها التى يعشقها قائلا:بس كدة، عيونى ليكى ياروما، بس سيبك انتى م الكلام وتعالى، عايز اقولك وحشتينى أد ايهابتسمت قائلة بدلال:أد ايه؟التهم شفتيها بقبلة شغوفة كادت تذهب بأنفاسهم ليبتعد عنها كى يتنفسا فقط وهو يقول امام شفتيها الكرزيتين:أد البحر، أد السما، أد الدنيا كلها...لتبادر هى بتقبيله وهى تقطع كلماته وتضم رأسه اليها تسمعه أحلى كلمات العشق.
رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشربعد مرور شهر كان يوسف قد تماثل للشفاء وشفيت كل جروحه وقام بفك الجبس حيث كان الكسر بسيطا، وعاد الى المنزل مع أخيه، رحبت بهم الجدة فى حفاوة، وتلاقت عيناه مع عينى نور فى شوق وكادت ان تسرع الى احتضانه لولا خجلها، فتقدمت اليه فى خجل تتأمله فى حنان ويتأملها فى شوق حتى تلاقت ايديهم ليسرى تيارا كهربيا بينهما وعبرت عيناهما عن اشواقهما الملتاعة واوقف تواصل العينان اصرار الجدة على الاحتفال برجوع يوسف الى المنزل، فاضطرت الايدى للفراق ولكن العينان والقلبان لم يفترقا، وتحول المنزل لحضن دافئ تملؤه الضحكات حتى استأذن كل من يوسف ونور ليصعدا الى الحجرة ليرتاح يوسف وما ان دلفا الى الحجرة حتى احتضنها يوسف بشوق قائلا:.وحشتينى اوى يانور، اوى، يااااه، وأخيرا بقيتى فى حضنىابتسمت نور قائلة ونبرات صوتها تحمل العتاب:مش انت اللى صممت انى مجيش أزورك فى المستشفى وانك متجيش المزرعة غير اليوم اللى هتفك فيه الجبس، هنت عليك يايوسف وهان عليك كل المدة دى مانشفش بعض؟تراجع يضم وجهها بيديه قائلا:.كان لازم أعمل كدة يانور، انتى فاكرة ان بعادك كان سهل علية، بس كان لازم أبعدك لأنى حبيت يوم ماأقدر أحضنك أكون قادر أضمك بايدية الاتنين ويوم ماالمسك ميكونش بينا حاجزأخفضت نور عينيها فى خجل فرفع ذقنها بيده لتتقابل عيناهما مرة أخرى قائلا:النهاردة مش يوم عادى يانور، ده يوم استنيته كتير، استنيتك عمرى كله يانور، عشان تكونى لية، ملكى، أكون أنا وانتى واحد.ازدادت حمرة الخجل فى وجنتيها فقرص خدها بيده برفق قائلا:ياحلاوتك يافراولاية انتى، يلا ياقلبى اتوضى عشان نصلى ركعتين نطلب من ربنا فيهم البركة فى جوازنا ونحمده على نعمة الحب اللى وهبهالناذهبت نور لتتوضأ فى سعادة ثم صلوا سويا، وما ان انتهوا حتى التفت اليها يوسف ووضع يده على رأسها قائلا دعاء الزواج وأوقفها ملاحظا خجلها وارتباكها وبعدها عنه وانخفاض بصرها فأجلسها وأمسك يدها قائلا فى حنان:بصيلى يانور.رفعت اليه عينيها فقابلتها عيناه العاشقة وهو يقول فى حنان:متتكسفيش منى يانور عينى، أنا يوسف، جوزك وحبيبك.اغمضت عينيها فى استسلام فقبل تلك العينين المغمضتين فى نعومة ثم أزال اسدالها ليرى أجمل امرأة فى الدنيا، احتضنها مقبلا كل انش فى وجهها حتى وصل لشفتيها فقبلها قبلة رقيقة أودعها فيها كل حبه وشوقه وحنانه وبادلته اياها فى خجل ثم مالبثت ان تعمق بقبلته، يقبلها ويقبلها بشوق لا يرتوى لترتفع يداها لتضم رأسه اليها وكانت تلك هى اشارة منها ليكمل اتحادهما ويغيبا معا فى نشوة الحب ليصبحا زوجين قولا وفعلا.ابتسمت نور وهى تضع يدها على بطنها المسطحة والتى لم يظهر عليها بعد آثار الحمل، نعم هى حامل، لقد أجرت لتوها اختبارا منزليا تأكدت منه من حملها، كم تشعر بالسعادة، وتذكرت سعادتها عندما علمت بحمل كرمة وهى الآن تسبقها بشهر، كم سيكون ممتعا ان يكملا حملهما سويا، وتساءلت فى نفسها عن رد فعل يوسف عندما يعلم بحملها هى لم تسأله ابدا ان كان يريد اطفالا أم لا، طردت نور هواجسها وهى تضع اللمسات الأخيرة على العشاء الذى جهزته لزوجها لتخبره بنبأ حملها ثم أخذت حماما وارتدت فستانا احمر قصير وتزينت وانتظرته بلهفة حتى أحست به يدلف الى الحجرة فى هدوء ظنا منه بأنها نائمة فلقد تأخر فى عمله، ولكنه ما لبثت ان اتسعت عيناه فى سعادة عندما رآها بهذا الجمال الذى يسحره دائما فاقترب منها قائلا فى حنان:.ايه الجمال ده كله، سهرانة ومستنيانى ومحضرالى عشا رومانسىثم غمز لها قائلا:أنا مش قلتلك ماما الله يرحمها كانت داعيالىابتسمت نور فى خجل قائلة:الله يرحمها ياحبيبىقبلها فى خدها قائلا:ثوانى هاخد شاور وأرجعلكأومأت نور برأسها ورأته يدلف الى الحمام فانتظرته فى قلق حتى عاد اليها فوجدها تفرك يدها فى توتر فعقد حاجبيه فى قلق واقترب منها وجلس بجوارها قائلا:مالك يانور؟فيكى ايه ياحبيبتى.نظرت اليه وقد تعبت من الانتظار ولم تعد اعصابها تحتمل قائلة:أنا حاملنظر اليها يوسف بدهشة ثم مالبث ان ضحك بقوة فاستشاطت نور من الغيظ قائلة:ممكن اعرف بتضحك على ايه دلوقتى؟توقف يوسف عن الضحك وهو ينظر اليها فى سعادة قائلا:هو ده اللى قالقك وموترك ومخليكى مش على بعضكنظرت اليه نور فى حيرة فاستطرد قائلا:كنتى خايفة مقبلوش؟اومأت براسها فقال فى حنان:.ده حتة منى ومنك، زى مابحبك هحبه، متتصوريش دلوقتى الفرحة عاملة فية ايهنظرت اليه نور فى لهفة قائلة:بجد يايوسف، بجد فرحان؟احتضن يوسف كفيها قائلا:أكيد ياقلب يوسفاحتضنته نور فى سعادة قائلة:ربنا مايحرمنى منك ياربضمها يوسف اكثر الى احضانه قائلا:ولا يحرمنى منك ياعمرى أنا.بعد مرور عدة اشهر.ابتسم آسر وهو ينظر الى ليليان ابنة يوسف الذى يحملها فى ترقب وخوف شديد وقال له:اجمد كدة يايوسف متخفشنظر اليه يوسف فى حنق قائلا:من حقك ياعم بقالك شهر أب واتعودت على شيل ريان، بس انا لسة بابا جديد، وبصراحة بخاف عليها من النسمةابتسمت كرمة قائلة:ربنا يخليهالكوا يارب، بصراحة البنت قمر وطالعة لمامتهاقال يوسف بغيرة:ملكش دعوة بمامتهاثم نظر يوسف الى طفلته فى حنان قائلا:ربنا مايحرمنى منهم ويباركلى فيهم.قال آسر وكرمة فى نفس واحد:ياربابتسمت كرمة قائلة:هات ليليان يايوسف وروح شوف نور، اكيد فاقتابتسم يوسف وهو يناولها الطفلة واتجه الى حجرة نور وقبل ان يدلف اليها قال لآسر:ابعد ابنك عن بنتى ياآسر، مفهومابتسم آسر وقال مازحا:وانت تطول ياعم يبصلها بس بعينيه الحلوة دى، الموضوع منتهى اصلا، ليليان لريان وريان لليليان.ابتسم يوسف ودلف الى الحجرة حيث وجد حبيبته تنام كالملاك، اقترب منها فى هدوء وضم يديها بحنان ففتحت نور عينيها وتلاقت بعينى يوسف الذى قال:حمد الله ع السلامة ياحبيبتىابتسمت نور قايلة:الله يسلمك ياحبيبى، فين ليليان؟قال يوسف:برة مع كرمة وآسر، محبوش يقلقوكىقالت نور بلهفة:هاتهالى يايوسف نفسى اشوفهااومأ برأسه فى حنان وخرج من الغرفة لينادى عليهما، وماان دلفوا حتى قالت كرمة:حمد الله على سلامتك يانؤنؤ.ابتسمت نور قايلة:الله يسلمك ياكاروقال آسر:تتربى فى عزكم يامرات اخوياابتسمت نور قائلة:الله يخليك ياآسرناولتها كرمة ليليان فحملتها نور فى حنان، فابتسمت كرمة قائلة:جميلة اوى ما شاء الله، شبهك يانوراتسعت ابتسامة نور، وابتسم يوسف بحنان وهو يتاملهما، ثم استاذن كل من كرمة وآسر ليطمئنا الجدة على اخبارهمضمت نور طفلتها وضمهما يوسف اليه فى عشق قائلا:ربنا يقدرنى احققلكم كل احلامكم واسعدكم يارب.نظرت اليه نور فى حب قائلة:انت كل احلامنا يايوسف، ربنا يقدرنا احنا كمان ونسعدكابتسم يوسف وهو يضمهم اكثر لحضنه ويغمض عينيه بارتياح فقد آن للسعادة ان تطرق ابوابهم وآن للحب ان ينتصر.