للاسف دخلت الممرضه اوضه ليل ولقيتها نايمه على السرير ومبتسمه وهى نايمه فقربت منها وصحتها من النوم بشويس علشان تديها الحقنه وباقى العلاج.
وفعلا ليل فتحت عيونها وهى لسه مبتسمه واول لما فتحت اتفاجأت بالممرضه وهى واقفه اودمها وبتجهز فى الحقنه علشان تديهلها وفضلت تتلفت يمين وشمال بتدور على زين واتاكدت فى اللحظه دى انها كانت بتحلم وان ده مجرد حلم وحلمت بيه فاتنهدت جامد وابتسمت من غير ما تعرف ايه سبب الابتسامه دى. الممرضه شافت الابتسامه على وشها فقالت .. اكيد كنتى بتحلمى .. وشكل الحلم كمان حلو وفرحك يا قمر .
ليل بخجل ردت وقالت .. تصدقى لو قولتلك مش فاكرة او مش عارفه كنت بحلم بأيه دلوقتى بس كل اللى اقدر اقولهولك انى حاسه باحساس غريب جدا اول مرة احسه والاحساس ده مفرحنى مش عارفه ليه.
الممرضه ابتسمت وقالت .. ربنا يفرحك دايما حبيبتى انتى طيبه وتستاهلى كل خير. والدكتور حسام بيعزك جدا وموصى عليكى الممرضات كلهم هنا فى المستشفى. نفس اللى كان بيعمله ساعه ما الاستاذ زين كان مريض هنا فى المستشفى من كذا سنه وفضل اكتر من تلت شهور معانا . تسمحيلى بقى اديكى الحقنه والعلاج علشان منتأخرش عن ميعادهم .
ليل استغربت جدا من كلام الممرضه وبدات تاخد العلاج بتاعها والحقنه كمان وبعد ما خلصت وبكل فضول بصت للممرضه وقالت .. ممكن اسألك سؤال ☺
الممرضه ابتسمت وقالت .. اكيد طبعا اتفضلى انا تحت امرك . ليل .. هو زين كان مريض هنا ليه كان عنده ايه بالضبط يعنى علشان يفضل كذا شهر فى المستشفى . الممرضه ردت وبدات تحكى لى ليل عن الظروف اللى مر بيها زين كلها قبل فرحه بايام قليله.. وعن الحادثه اللى هو اتعرض لها وحالته الخطيرة والشلل اللى كان ممكن يتعرض ليه نتيجه الحادثه دى وكمان عن خطيبته اللى اتخلت عنه فى عز محنته دى لما عرفت حقيقه مرضه بالضبط وانه ممكن يفضل انسان عاجز ومشلول طول حياته.
لكن هو كان اقوى من ده كله وكان بينفذ كل التعليمات اللى الفريق الطبى بيطلبها منه وعمل اكتر من عمليه خطيرة واستحمل وصبر لحد ما رجع زى الاول وافضل كمان . ولما خطيبته عرفت ان العمليات دى كلها نجحت ورجع كويس زى الاول جاتله هنا مع اهلها المستشفى وحاولت انها ترجع ليه وساعتها طردهم من المستشفى كلها هو واهله اللى كانوا معاه دايما وواقفين جنبه وبيسندوه فى كل خطوة بيعملها حتى اهله اللى فى الصعيد كانوا معاه دايما هنا وبيجوا ويزروه .
ليل زعلت جدا من اللى زين اتعرض ليه واستغربت ازاى خطيبته تسيبه فى وقت زى ده وتتخلى عنه فى اصعب وقت هو كان محتاج لها تكون جنبه .. وفرحت انه قدر ينجح فى اختبار ربنا ليه وقام بالف سلامه .
الممرضه استاذنت وسابت ليل بتفكر فى كل اللى اتقال وبعدها قامت ليل من سيريرها ودخلت على الحمام علشان تتوضأ وتصلى وتدعى ربنا من كل قلبها . الكل عند زين فى الفيلا كانوا متجمعين على الغداء وبيكلوا احلى اكل من ايد الدادة زينب وعمر وشاهندا عاملين يضحكوا ويهزروا زى عاويدهم وفى وسط ما كانوا بيكلوا اتفاجؤا بدخول زين عليهم وفرحوا جدا انه قدر يجى اخيرا ويتغدى معاهم .
زين بكل تعب وارهاق بصلهم وقال ... مساء الخير عليكم جميعا . سميحه بكل حب وحنيه وفرحه اول لما شافته قالت .. اهلا يا حبيبى ازيك يا روحى وكويس انك قدرت تيجى زى ما وعتنى .. تعال اتغدى يالا معانا حماتك بتحبك اكيد .
زين بتعب رد وقال .. وانا مش بحب بنتها المهم حمد الله على سلامتكم كلكم .. ثوانى هاغسل ايدى وارجع لكم لانى فعلا ميت من الجووووع . وفعلا راح زين علشان يغسل ايده وسميحه ندهت على دادة زينب تجيب اطباق لزين وتغرفله الاكل وزينب نفذت على طول المطلوب منها ودقايق قليله وزين كان رجع وقعد مكانه على السفره وبدأ ياكل .
عمر باستغراب بص لزين وقال .. يعنى خلصتوا تصوير بدرى النهاردة انا كنت متخيل انكم هاتتأخروا اكتر من كده . زين رد وقال .. للاسف حصل عطل كبير فى كاميرا من الكاميرات بعد ما انت مشيت بشويه والمهندسين المتخصصين مقدروش يصلحوها حاليا فوقفنا التصوير لحد بكرة. سميحه ردت وقالت .. ربنا معاكم يا حبيبى ويخلص على خير وينجح زى جميع اعمالك الناجحه .
عمر رد وقال .. ان شاء الله وبحزن بيحاول يداريه عيونه منزلتش من على شاهندا من ساعه ما اخوه وصل وكان متابع الفرحه اللى ظهرت عليها اول لما شافت زين .. فحب ينكشها ويدايقها شويه فبصلها وقال .. ايه يا شوشو الفرحه اللى هاتنط من عيونك دى اول لما شوفتى زين وصل ايه يا أمااااا ركزى فى الاكل اللى اودامك .
شاهندا بصتله بكل غيظ وردت وقالت .. تسمح تخليك فى حالك يا بتاع انت . حتى زين بصله نظره كانت كفيله انها تسكته خالص . سماح حاول تلطف الجو شويه وابتسمت وبصت لزين وقالت .. اخبارك ايه يا حبيبى قلقتنا عليك بسبب الحادثه بتاعتكم دى . انت كويس .
زين ابتسم وهو بياكل لخالته وقال .. اطمنى يا موحه يا حبيبتى انا كويس والله وبخير زى ما انتى شايفه اهو واطمنى انت كمان يا ست ماما والله احنا كويسين يا جماعه وعمر زى القرد اودامكم اهو . عمر هو قال قرد ولا انا سمعت غلط .. دى اخرتها يا زين .. بعد كل اللى بعمله معاك وتقول عليا قرد .. بعد ما فنيت عمرى كله علشان اراضيك تقولى قرد مكنش العشم ابدا يا اخويا .. عااااااا .
الكل فضل يضحك على عمر وكلامه حتى زين ضحك هو كمان ومش بسهوله انه يطلع الضحكه العاليه دى منه .. وكملوا بقيت اكلهم مع كلام وهزار عمر اللى بيضحك الحجر دايما . وبعد ما الكل خلص اكل زين استاذن وطلع على اوضته علشان يغير لبسه وياخد شور ويستريح شويه وطلب من داده زينب ان ميرفت تطلعله فنجان قهوته المفضل من ايديها . وسماح هى كمان استاذنت علشان تريح جسمها شويه من تعب السفر وطلعت على اوضتها هى كمان .
وسميحه وشاهندا وعمر قعدوا يتكلموا شويه عن اللى حصل معاهم بخصوص الحادثه وبدا عمر يحكلهم بالتفصيل الممل عنها وعن البنت اللى هما خبطوها بالعربيه .
سميحه سألته وقالت .. هى عيله صغيرة دى ولا ايه يا عمر علشان مش عارفه تعدى الطريق بالمنظر ده . شاهندا .. اكيد يا خالتو تلاقيها طفله صغيرة فعلا . عمر ضحك اوى وقال .. بس بس انتى وهى طفله مين وبتاع مين يا اختى انتى وهى دى قمر 14 موووووزة كده وزى العسل . ولا عيونها يا لهووووى قمر .
شاهندا بالمخده اللى جنبها ضربته على صدره وقالت .. اتلم يا زفت ولم لسانك ده بدل ما المهولك انا بمعرفتى وبعدين معقول هى كبيرة ده انا كنت مفكراها طفله صغيرة وماشيه لوحدها .
عمر بيضحك اوى وحاول يستفذها اكتر وقال .. يا بنتى بقولك حاجه كده زى العسليه جسم ايه وعيون ايه وضحكه ايه يا لهوووووى شاهندا بصتله بكل غيظ وقالت .. تصدق انت عيل رخم اوى وسكتت شويه وقالت .. وعلى كده بقى زين راح ليها المستشفى كام مرة واوعى تقول بيروح لها كل يوم.
عمر حب يستفذ فيها اكتر وقام وقف وقال .. مالكيش فيه يا شوشو وبعدين انتى مالك يروح ولا ما يروحش هو حر
شاهندا بكل غيظ عرفت انه بيتهرب من الرد على السؤال بتاعها ده فكشرت وقربت منه ولسه عاوزة تمسكه فاعمر شاف نظرات الغدر فى عيونها فجرى بسرعه من اودمها وهو بيضحك وبيقول .. مش هاقولك
شاهندا بتجرى وراه وبتدور على حاجه تضربه بيها واقرب حاجه كانت اودمها هى فاظه صغيرة البوفيه واول لما شافها عمر قال يا بنت المجنونه وجرى بسرعه وطلع على فوق وهو بيقول سماااح المرة دى .. سماح المرة دى سمااااااح . وجرى دخل على اوضته وقفل الباب وراه وشاهندا لسه بتجرى وراه وبقوا عاملين زى القط والفار وصوتهم كان عالى جدا . خالته سماح كانت فى اوضتها وسمعت اصوات وهيصه كتير وكأن حد بينده عليها فقامت مخضوضه من على السرير وبسرعه فتحت باب الاوضه وقالت .. فى ايه ! فى ايه.
عمر كان دخل اوضته وقفل الباب عليه وكمان قفل بالمفتاح وهو بيضحك بصوت عالى جدا وبيقول خلاص يا مجنووووونه حرمت والله .
وشاهندا كانت عماله ترزع على الباب بإيديها الاتنين وبتقول افتح احسنلك ياااا عمر بدل ما اكسر الباب عليك وعمر طبعا مش بيرد وكل اللى هو بيعمله انه عمال يضحك بصوت عالى جدا وشاهندا من كتر غيظها قالت ماشى يا عمر ماااااشى هاتروح منى فين و...
وفجاه وقبل ما تكمل كلامها سمعت زين بصوت عالى وبكل عصبيه بيقول .. ببببببببببس فى ايه ! وايه الدوشه اللى انتم عاملينها هنا دى احنا فى مدرسه هنا ولا ايه منك ليه.
شاهندا اتصدمت من اسلوب زين وطريقه كلامه وصوته العالى ده وعيونها عليه وعلى مامتها اللى كانت فتحت الباب وواقفه اودام اوضتها مصدومه هى كمان من اللى بيحصل وصحيت هى كمان على صوت الدوشه اللى عملها عمر وبنتها . شاهندا اتحرجت جدا وعيونها اتملت بالدموع ورمت الفازة على الارض وبسرعه جريت على اوضتها ودخلت وقفلت الباب وراها.
زين نفخ جامد ومد ايده على شعره بحركه لا اراديه وقرب من خالته سماح لما شافها اودام اوضتها وقال .. انا اسف إن صوتى كان عالى .. بس فعلا راجع تعبان من الشغل وما صدقت طلعت اوضتى علشان استريح واتصدمت من هزار وصوت عمر وشاهندا بالمنظر ده .
سماح حاولت تهدى الموقف وبصتله وقالت .. عندك حق يا حبيبى انا نفسى كنت نايمه واتخضيت من علو صوتهم ده وقولت حصل حاجه وحشه لا قدر الله وجريت بسرعه من على السرير وفتحت الباب وفى الاخر لقيته مجرد لعب وهزار بينهم زى عاويدهم .
زين ابتسم نصف ابتسامه وقال .. حصل خير يا خالتو واتفضلى كملى نومك وانا كمان هاروح انام لانى فعلا هلكان خالص ونفسى أغمض عينى باى طريقه .. بعد اذنك يا حبيبتى. وفعلا زين دخل اوضته واترمى على سريره .
وعمر اول لما سمع قفل باب اوضه زين فتح بشويش علشان زين ميحسش بيه وهو مبتسم ومشى كام خطوه بيتلفت يمين وشمال وعيونه على خالته سماح وقرب منها ومد ايده وحضنها وقال بشويش اسف انى خضيتك انا والبت شوشو .. انتى عارفه جنانى انا وهى اول لما نشوف بعض . سماح بابتسامه ضربته فى كتفه وقالت .. انت هاتقولى يا استاذ انت المهم ادخل انت اوضتك قبل ما زين يسمعك ويطلعلك تانى ويوريك وانا هاروح اشوف شاهندا علشان زمانها زعلت من زين جامد .
عمر بهمس وبصوت واطى اوى قال .. ماشى يا خالتو كان نفسى ادخل معاكى ليها بس لو دخلت هاتهب فيا وجايز صوتنا يعلى تانى انا وهى وزين فى اللحظه دى جايز يطردنى انا وهى من الفيلا خالص علشان يستريح مننا ومن هبلنا وجنانا ده .. يالا اسيبك انا بقى وادخل اوضتى واجهز نفسى لسهرة مع صحابى وسلميلى على شوشو وقوللها عمر بيقولك نكمل بعدين يا قطه .
سماح ضحكت وقالت ماشى يا استاذ فار تروح وترجع بالسلامه . ودخل عمر اوضته وقفل بشويش . وسماح خدت بعضها ودخلت على اوضه شاهندا .
شاهندا بكل عصبيه بصت لمامتها اول ما دخلت وقفلت الباب وراها وقالت .. عجبك الطريقه المستفزة دى معايا دايما .. عجبك طريقه كلامه واسلوبه وبروده ده . واحنا اللى جايين علشان نحتفل بعيد ميلاده بعد يومين علشان نفرحه ونعملهاله مفاجاه ! وهو معندوش دم خالص .
سماح ردت وقالت .. اهدى يا حبيبتى بس فعلا انتى وعمر كان صوتكم وهزاركم عالى جدا لدرجه انى من علو صوتكم ده اتفزعت وانا نايمه على السرير وقولت حصل حاجه وحشه لحد فيكم لا قدر الله وجريت وفتحت باب الاوضه علشان اطمن عليكم ولقيتكم فى الاخر بتهزروا . زين عنده حق وتلاقيه اتخض زيى بالضبط ومقدرش يتحكم فى كلامه . حقك عليا انا يا حبيبتى وتعالى ننزل نشوف خالتك سميحه زمانها قاعده تحت لوحدها .
شاهندا بزعل ردت على امها وقالت .. لا يا ست ماما اتفضلى انتى انزلى ليها وانا هاغير لبسى وانام . سماح طيب اخلى ميرفت او زينب يطلعولك اى عصير او فاكهه يا حبيبتى الاول . شاهندا ردت .. مش عاوزة حاجه ماليش نفس خلاص نفسى اتسدت سماح بحزن .. طيب انا هانزل لسميحه بدام انتى مش عاوزة تنزلى وعقبال لما تغيرى لبسك اكون خليت داده زينب تعملك صينيه البسبوسه اللى انتى بتحبيها وطلعهالك لحد هنا ايه رايك يا حبيبتى .
شاهندا بدات تقلع فى لبسها وردت وقالت .. لا يا ماما مش عاوزة حاجه انا هادخل اخد شور وانام شويه . سماح عارفه دماغ بنتها لما بتكون فى حاله زى دى ومرديتش تضغط عليها اكتر من كده وقربت منها وباستها فى خدها وقالت .. ماشى يا قلبى ولو عزتى أى حاجه انا قاعدة تحت مع خالتك .
شاهندا هديت شويه علشان خاطر متزعلش مامتها هى كمان وابتسمت وقالت تمام يا ماما . وخرجت سماح من الاوضه وخدت بعضها ونزلت على تحت لاختها .
زين كان لسه صاحى فى اوضته وبيتقلب يمين وشمال من كتر الارهاق والتعب اللى هو فيه وافتكر انه مسألش على ليل بعد ما خلص شغله ومرديش يروح لعمر ويسأله عليها يمكن راح لها قبل ما يجى على هنا بعد اللى حصل وقرر انه يطمن عليها من حسام بنفسه . وفعلا اتعدل على السرير وقعد ومسك موبيله وجاب رقم حسام ورن عليه لانه عارف انه اكيد موجود فى المستشفى فى الوقت ده .
وفعلا رن عليه وحسام كان قاعد فى مكتبه بعد ما لف على كل المرضى بتوعه واطمن عليهم وبعد العمليات اللى خلصها وكان يادوبك دخل يستريح شويه على الكنبه اللى موجوده فيه . حسام سمع موبيله بيرن ومسكه وعرف ان زين اللى بيتصل فابتسم وقال .. حبيبى لسه كنت على بالى ولقيتك بترن . زين رد وقال .. مساء الخير الاول يا حسام اخبارك ايه واسف انى بتصل بيك فى وقت زى ده لانى عارف انه ميعاد عملياتك .
حسام اتعدل على الكنبه اللى كان نايم عليها وقعد وقال مساء النور يا زين ومتتاسفش يا عم احنا مفيش بينا الحاجات دى خالص وبعدين ما انت اكيد عارف انى اكتر الوقت بكون هنا فى المستشفى المهم اخبارك انت ايه ؟ زين رد وقال .. الحمد لله بخير يا حبيبى وفعلا لولا انى عارف انك معظم وقتك بتقضيه فى المستشفى مكنتش اتصلت فى وقت زى ده .. وقولت اتصل بيك واطمن على حاله ليل دلوقتى .. اخبارها ايه طمنى لانى مقدرتش اعدى عليها بعد ما خلصت شغلى .
حسام رد وقال .. هى بخير الحمد لله والحاله بتتحسن بسرعه عن المتوقع وخلال يوم ولا يومين تقدر تخرج من المستشفى . زين رد وقال .. معقول بالسرعه دى وبعد العمليه اللى عملتها تخرج على طول كده خليها قاعده براحتها لحد ما نتأكد انها فعلا بقت كويسه يا حسام .
حسام رد وقال .. يا ابنى حالتها كويسه واحسن بكتير من الاول وبعدين يا زين اذا كان عليها هى عاوزة تمشى باى طريقه وبدأت تزهق من القاعده بتاعه المستشفى وفى نفس الوقت مش عاوزها تخرج لانى بصراحه مش عارف هى اما تخرج من هنا هاتروح فين ولمين . زين باستغراب رد وقال .. اكيد هاترجع بلدها ولأهلها يا حسام اومال هاتروح فين يعنى ؟
حسام رد وقال .. مع انى المفروض مقولش ليك اللى هاقوله ده يا زين لانها مريضه عندى والمفروض مقولش لحد على اسرار المرضى بتوعى لكن احب اقولك يا زين ان البنت دى ظروفها وحشه جدا جدا وملهاش حد خالص وباباها لسه متوفى قريب اوى قبل الحادثه بكام يوم وكمان والدتها متوفيه من سنين طويله وملهاش اى حد تروح ليه نهائى لدرجه انى قولتلها انى ممكن اشوفلك مكان تعيشى فيه هنا وشغل كمان هنا فى المستشفى.
زين بحزن عليها رد وقال .. اكيد عندها بيت تعيش فيه اومال كانت عايشه هى وباباها فين يعنى يا حسام ؟! حسام رد وقال .. للاسف باباها كان متجوز بعد مامتها ما ماتت وكانت عايشه معاهم مرات باباها دى وليها اخ شاب وحاول بعد موت ابوها انه... وبدأ يحكى حسام كل شىء عن حكايه ليل وكل الوجع والالم اللى هى اتعرضتله .
زين اتصدم وزعل جدا على ليل وصعبت كمان عليه وبالذات لما حسام قاله على موضوع حسان واللى كان عاوز يعمله معاها و فهم كلام حسام من غير ما يفسر بالضبط النقطه دى او يكمل كلامه وقال .. معقول فى ناس بالقزارة والوحشيه دى علشان كده عيونها دايما حزينه ومكسورة وشايله هم كبير . على العموم يا حسام اوعى تخليها تمشى من عندك غير لما تبلغنى وانا هاحاول انى اساعدها باى طريقه او اشوف لها شغل فى الشركه عندى وممكن كمان اجيبها تعيش معانا فى الفيلا مع ماما او اشوف لها شقه صغيرة لو هى رفضت الفكرة دى .
حسام ابتسم وقال .. ماشى يا زين اللى تشوفه مع انى كنت بدور لها فعلا على اى حاجه هنا فى المستشفى . زين .. ما تتعبش نفسك انت يا حسام وسيب الموضوع ده عليا وانا هاعدى عليها بكرة الصبح قبل لما اروح الشركه واشوف رايها هايكون ايه فى الفكرة دى وشكرا ليك جدا يا حسام بتعبك دايما معايا .
حسام رد وقال .. متقولش كده يا حبيبى انت صاحبى واخويا واللى يهمك يهمنى انا كمان وهى فعلا بنت تستاهل المساعده لانها وحيده ويتيمه وملهاش حد خالص وفى نفس الوقت جميله و رقيقه ويتخاف عليها وانا قولت احاول اساعدها .
زين .. عندك حق وفعلا هى بنت يتخاف عليها والناس ملهاش اى امان المهم اسيبك بقى تشوف شغلك وهاعدى عليك الصبح وقفل فعلا زين مع حسام ورجع نام فى سريره وبدأ يفكر فى كل كلمه قالها حسام ليه عن ليل وصعبت عليه وقرر انه يقف جنبها ويساعدها باى طريقه .
فى كافيه كبير جدا فى وسط البلد كانت سهرانه شاهى واصحابها فيه وبيشربوا وبيرقصوا بطريقه بشعه لدرجه ان الناس كلها كانت بتتفرج عليهم . ضحى صاحبه شاهى كانت قاعده على تربيزة لوحدها بتتفرج عليهم من بعيد لبعيد وبصت فى ساعتها واتصدمت لما لقت الوقت متاخر فقامت وقربت من شاهى وهى بترقص وقالت .. كفايه كده يا شاهى الوقت اتأخر جدا والساعه داخله على 11 وانا لازم ارجع على البيت علشان محدش يفتحلى س و ج وكنتى فين وايه اللى اخرك لحد دلوقتى .
شاهى ضحكت بصوت عالى جدا وبصت لضحى وقالت بتقولى الساعه 11 وكده بالنسبالك الوقت متأخر .. لا فعلا ضحكتينى يا دودو .. يا بنتى ده احنا كدا هانبدا السهرة بتاعتنا وانتى تقوليلى هاتروحى ما تبقيش رخمه بقى وخليكى معانا .
ضحى بقلق وتوتر ردت عليها وقالت .. يا شاهى انتى متعوده على التاخير ده عادى ومحدش بيقولك حاجه لكن انا لا .. متخلنيش اندم انى سمعت كلامك وجيت سهرت معاكى هنا وكدبت عليهم فى البيت وقولتلهم انى هاجيلك وهاذاكر معاكى علشان الامتحانات قربت .
شاهى بطلت رقص وبصتلها بكل غيظ وقالت .. ضحى لو عاوزة تروحى يا حبيبتى روحى محدش هايغصبك انك تقعدى غصب عنك ما انتى قاعدتك زى قلتها اصلا وقاعدة على التربيزة من ساعه ما وصلنا متحركتيش من مكانك وسيبنى بقى اكمل سهرتى براحتى .. يالا باااااى يا صغنن انت وما تنسيش تشربى اللبن قبل النوم .
ضحى اتغاظت جدا من شاهى وقالت .. ماشى يا شاهى انا فعلا ماشيه وخليكى انتى براحتك يا ست هانم انا غلطانه انى سمعت كلامك وجيت معاكى هنا .. وسابيتها ومشيت ورجعت للتربيزة وخدت شنتطتها وخرجت من الكافيه كله وشاورت لاول تاكسى قابلها انه يوصلها على بيتها . وفعلا بعد شويه وصلت لبيتها وفتحت باب الشقه بشويش واول لما فتحت لقت مامتها قاعده مستنياها على نار .
ام ضحى بعتاب اول لما شافت بنتها داخله من باب الشقه قالت .. اخيرا جيتى يا ست ضحى كل ده يا بنتى قلقتينى عليكى .. وقلقنى اكتر انى عماله اتصل على موبيلك بيدينى مغلق وانا كنت قاعده على اعصابى من خوفى عليكى . ضحى دخلت وقعدت جنب امها وقالت .. حقك عليا يا ماما الموبيل فصل شحن ومختش بالى خالص منه علشان اتلخمت فى المذاكرة انا وشاهى واتفاجات ان الوقت اتاخر بالشكل ده . سامحينى يا امى واول وآخر مرة اتأخر بالمنظر ده تانى .. المهم بابا نام ولا ايه ؟
ام ضحى ردت وقالت .. اه نام من بدرى علشان شغله وخلتينى اكدب عليه وقولتله انى اتصلت بيكى وانك جايه فى الطريق اهو فاطمن وقال ما يتقررش الموضوع ده تانى وخلى صاحبتك هى اللى تيجى تزاكر هنا معاكى لو عاوزة وبعدها دخل نام من ساعه ونصف كده .. وكنت مرعوبه انه يصحى تانى فى اى وقت .
ضحى خدت نفس طويل ومن جواها حمدت ربنا انه سترها معاها لحد كده وقالت توبه انها تكدب تانى على امها وابوها او تروح مع شاهى تانى فى اى مكان . وخدت بعضها بعد ما مامتها قامت علشان تنام ودخلت اوضتها علشان تغير لبسها وتنام علشان تقدر تقوم للكليه بتاعتها الصبح بدرى .
النهار طلع وزين كان قام من بدرى وجهز نفسه للنزول وخد بعضه ونزل على تحت وصبح على الكل وكان مستعجل زى عاويده انه يخرج من غير فطار ولولا سميحه اتحايلت عليه انه يقعد ويفطر معاهم كان مشى . عمر وشاهندا كانوا مش بيتكلموا وهما على السفره بسبب اللى حصل امبارح .
وعمر ساكت ومش قادر ينطق باى حاجه علشان زين ما يفتكرش اللى حصل ويهزقه تانى زى ما هزق شاهندا . وشاهندا كانت لسه زعلانه ومش بتاكل كويس وزين خد باله منها ومن حزنها اللى كان واضح وعرف انها زعلت منه بسبب اللى حصل منه امبارح وعلشان خاطر خالته سماح بص ليها وابتسم وقال .. اخبارك ايه يا شوشو ساكته يعنى ومش بتكلى . شوشو بزعل بصتله واستغربت انه بيتكلم معاها اصلا وقالت مليش نفس .
زين ابتسم وقال .. اوعى تكونى زعلانه منى ومن اللى قولته امبارح .. ولو زعلانه انا اسف يا ستى وايه رايكم ناخد بعضنا النهارده كلنا ونتغدا فى اى مكان تحبوه لانى فعلا زهقان ومليت من كتر الشغل . عمر اخيرا نطق وقال .. هو حصل ايه فى الدنيا .. انا لسه نايم ولا ايه يا جدعان .. معقول زين الجبالى بجلاله قدره يتنازل عن شغله شويه ويعزمنا على الغدا .. حد يقرصنى علشان افوق .
زين قام وقف وبطل اكل وقال .. لا صدق يا اخويا وجهزوا نفسكم علشان الغداء ماشى يا شوشو . شوشو فرحت اوى و خدت نفس كبير وابتسمت وقالت .. ماشى يا زين اتفقنا . زين استاذن ومشى وخد بعضه من غير حتى ما يشرب قهوته وركب عربيته وراح على المستشفى علشان يبلغ ليل بالقرار اللى هو وحسام وصلوا ليه من غير ما يقولها انه يعرف اى حاجه عنها .. وانه لمجرد انه محتاج موظفه فى الشركه .
وبعد تلت ساعه كان وصل للمستشفى وركن عربيته وطلع لاوضه ليل . وكاعاده خبط على الباب واستنى الرد بتاعها وهى ما ردتش .. فاخبط تانى وبرضه مفيش اى رد وساعتها توقع انها بتصلى وفضل منتظر بره شويه لحد ما تخلص . وبعد شويه زين بدا يستغرب الوقت ده كله وقرر انه يدخل وفعلا دخل واول لما دخل اتفاجأه باللى شافه...
ليل كانت خارجه من الحمام وكانت طالعه زى القمر وشعرها اسود و طويل جدا ومفرود على ضهرها ولابسه بيجامه رقيه كان عمر جبها ليها هى وكام واحده تانيه بعد الحادثه بيومين .
ليل اتفاجأت بزين لما فتح الباب ودخل وفى نفس التوقيت ده بالتحديد هى كانت خارجه من الحمام وعيونهم اتقابلت لى لحظات وعرف اد ايه هى جميله اوى لحد ما زين فاق من شروده واتنحنح واتأسف ليها وخرج بسرعه وقفل الباب وراه .
ليل المفاجأه اثرت عليها ووقفت مكانها مش قادره تتحرك خطوة لحد ما خدت نفس كبييير وبسرعه كانت رافعه شعرها بالتوكه وشدت طرحه حطتها على شعرها وقربت من الباب وفتحت وبكل خجل بصت لزين اللى كان واقف متوتر وخجلان انه دخل وشافها كده وبصوت شبه طالع ليل ابتسمت بكل خجل وقالت .. اتفضل يا استاذ زين.
زين ابتسم وقال .. انا اسف بجد على اللى حصل منى وانى دخلت الاوضه من غير ما تسمحيلى .. بس انا هنا من بدرى وقولت اجى اطمن عليكى قبل ما اروح على الشركه وخبطت مرة واتنين واستنيت انك تفتحى مفتحتيش وتوقعت انك ممكن تكونى بتصلى ولما استنيت شويه وانتى مفتحتيش قلقت عليكى لا تكونى تعبانه ولا حاجه او مغمى عليكى ودخلت على طول .. ياريت تقبلى اسفى .
ليل وشها كان احمر جدا من كتر الخجل اللى كانت حاسه بيه وده كان مزود جمالها اكتر واكتر وابتسمت وقالت .. حصل خير يا استاذ زين وانا عارفه طبعا انك قلقت لما انا مفتحتش على العمود ولا يمهمك .
زين ابتسم وقال .. المهم صحتك عامله ايه دلوقتى انا بطمن اول باول عليكى من حسام وقولت اجى النهارده واتأكد بنفسى . ليل بخجل ردت وقالت.. انا الحمد لله كويسه وكله بفضل الدكتور حسام .. وكمان فضلك انت وعمر ووقفتكم جنبى .. انا عمرى ما هاقدر ارد الجميل بتاعكم ده .
زين بص لى ليل اوى و حس ان ده وقت مناسب انه يتكلم فقال .. وانا فعلا محتاج منك انك تردى الجميل ده وفى اقرب وقت ايه رايك ؟! ليل باستغراب بصتله وقالت .. مش فاهمه تقصد ايه حضرتك .. لو حضرتك تقصد وبتتكلم عن فلوس وحساب المستشفى هنا انا مستعده اكتب لحضرتك وصل بالمبلغ كله اللى حضرتك او الدكتور حسام عاوزينه ولما اشتغل واقبض اقسم بالله هادفع كل الفلوس دى.
زين بصدمه من الكلام اللى ليل قالته ضحك اوى من قلبه وبصلها وقال .. يا بنتى فلوس ايه ووصل ايه وحساب مستشفى ايه اللى بتتكلمى عنه ده .. انا اقصد اقولك انى محتاج بنت شاطرة زيك كده تمسك الشغل بتاعى فى الشركه وتكون مديره مكتبى وتخلى بالها من كل شىء يخصنى وانا مش موجود .. ادى كل الحكايه . ليل خدت نفس كبير وابتسمت وقالت .. اعذرنى يا استاذ زين والله انى فهمت طلب حضرتك غلط .. بس برضه لما اشتغل ويبقى معايا فلوس لازم اسدد ليكم كل قرش دفعتوه ليا انت ودكتور حسام وانا تعبانه .
زين ابتسم وقال.. يا ستى اقبلى الاول بس انك تشتغلى معايا ولما يبقى معاكى فلوس ساعتها نبقى نشوف الموضوع ده .. المهم انتى موافقه انك تشتغلى معايا فى الشركه ولا لا ؟ ليل بتفكر وردت وقالت .. اصل الصراحه دكتور حسام كان واعدنى انه يشوف ليا شغل هنا فى المستشفى وبالمرة علشان اضمن اقعد وانام فى سكن الممرضات علشان مش هاقدر اجيب شقه اعيش فيها لو جيت اشتغلت مع حضرتك فى الشركه .
زين ابتسم وقال .. يا ستى وافقى انتى بس انك تشتغلى معايا وسيبك من موضوع الممرضه والمستشفى ده ومالكيش دعوة بالسكن بتاع الممرضات .. وياريت تقبلى انك تيجى وتعيشى معانا فى الفيلا انا وعمر اخويا ووالدتى .. ماما ست كبيرة وعايشين لوحدنا وطول ما انا وعمر فى الشغل بنبقى قلقانين عليها وهى نفسها بتزهق من القاعده لوحدها .
ليل اتكسفت جدا من العروض اللى بيعرضها زين عليها .. بس فعلا هى محتاجه لشغل ضرورى علشان تقدر تصرف على نفسها وكمان محتاجه لسكن تعيش فيه بس استحاله تروح تعيش معاهم فى مكان واحد . زين باستغراب بصلها وقال .. نحن هنا روحتى فين وسرحتى فى ايه يا ليل ؟
ليل فاقت من سرحانها على صوت زين وهو بيتكلم وقالت .. ابدا انا مع حضرتك .. كل الحكايه انى بفكر مش اكتر .. بس خدت قرار وانا موافقه على موضوع الشغل ده .. بس للاسف مش هاقدر اعيش معاكم فى الفيلا .. كتر خيركم اوى لحد هنا ومش عاوزة احس انى حمل تقيل على حد فاعذرنى يا استاذ زين .
زين عيونه مركزه على عيون ليل وهى بتتكلم وفى حاجه غريبه شداه ليها مش عارف هى ايه فانتبه لكلامها وبص فى ساعته وقام وقف وقال .. على العموم انا عارف مين هايقدر يقنعك كويس بكلامى ده .. وسامحينى انا لازم استأذن دلوقتى علشان عندى شغل كتير وهابقى اعدى عليكى بالليل واخد قرارك النهائى . ليل ابتسمت لزين وشكرته جدا على مجيه وتعبه معاها رغم شغله ووقته الديق ده وكمان على عرض الشغل وبعدها زين خد بعضه ونزل على مكتب حسام . واول لما دخل حسان فرح بيه وقال .. اهلاااا زين الجبالى .. وحشنى يا صاحبى والله اتفضل اقعد .
زين باستعجال رد وقال .. اهلا بيك يا حسام واعذرني مش هاقدر اقعد معاك لانى هنا من بدرى و كنت عند ليل وعرضت عليها موضوع الشغل عندى فى الشركه وكمان انها تيجى وتعيش معانا انا وماما وعمر فى الفيلا .. لان زى ما انت عارف الفيلا كبيرة وفيها أوضتين مفروشين للضيوف فى الجنينه علشان لو هى مرديتش تقعد معانا فى الفيلا نفسها .. المهم انا جيتلك دلوقتى علشان تقدر يا حسام تقنعها انها تيجى الفيلا .. وبخصوص الشغل هى موافقه عليه ومش معترضه .
حسام بفرحه رد وقال .. طب كويس اوى انها وافقت على موضوع الشغل واذا كان على السكن فده سهل اوى وانا شويه وهاطلع عندها واحاول اقنعها متقلقش . زين اطمن وشكر حسام وبلغه انه هايبقى يرجع تانى بعد الشغل ويشوف قرارها الاخير وباذن الله هتوافق . واستأذن ونزل من المستشفى وركب عربيته وراح على الشركه . وطول الطريق صوره ليل لما شافها وهى خارجه من الحمام بشعرها مرحتش من باله وفضل بالمنظر ده لحد ما وصل عند الشركه وركن وطلع على فوق .
وعند الاسطى حسن اللى كان قرر انه يروح اسكندريه ويدور على جد ليل برهان السيوفى او يحاول انه يوصل لاى حد من اهل ليل على امل انه ممكن تكون ليل عارفه اى شىء عنهم وسابت البلد وراحت ليهم . وصل الاسطى حسن اسكندريه وحس انه هايدور على ابرة فى كوم قش .. ومع كل ده قرر انه هايفضل يدور ويدور لحد ما يوصل لاهل ليل .
ولانه كان عارف من صاحب عمره عبد الرحمن ان القصر بتاع هدى مراته كان على البحر .. قرر انه يفضل ماشى قرب البحر ويفضل يسأل عن كل القصور اللى موجوده على بحر اسكندريه كله. وفضل ماشى ساعه واتنين وتلاته على رجليه فى عز الشمس يسأل كل اللى يقابله عن قصر واحد اسمه برهان السيوفى بقاله سنين طويله هنا فى اسكندريه .. لحد ما تعب من كتر المشى وقرر انه يقعد عند كشك قريب من البحر ويستريح شويه وبعدها يقوم ويكمل لف عن اهل ليل .
قرب من الكشك الصغير اللى على البحر وقعد على صخره صغيره يستريح وطلع منديل بمسح بيه وشه من العرق . صاحب الكشك بص شافه وكان باين عليه التعب والارهاق .. فخرج من الكشك وبصله بكل طيبه وقال .. تعال يا حاج اقعد على الكرسى فى الضله جنب الكشك .. شكلك تعبان وبيقول انك بقالك كتير بتلف فى الشمس المولعه دى . الاسطى حسن بتعب رفع راسه وبص على الشخص اللى بيكلمه وابتسم وقال .. كتر خيرك يا ابنى انا قاعد استريح شويه صغيرين وهاقوم على طول متقلقش .
صاحب الكشك رد وقال .. يا حاج حضرتك زى ابويا الله يرحمه وشايفك قاعد فى الشمس وزمانك تعبان من شده الحر .. تعال يا حاج اتفضل على الكرسى اللى هناك ده فى الضله واقعد زى ما انت عاوز ده انا اشيلك جوا عيونى . الاسطى حسن ابتسم وقال .. ربنا يكرمك يا ابنى وكتر خيرك شكلك ابن اصول فعلا . انا بقالى اكتر من تلت ساعات بلف على رجلى والله يا ابنى لحد ما تعبت .
صاحب الكشك باستغراب بصله وقال .. يااااه تلت ساعات بحالهم ليه كل ده وفى عز الحر ده .. كنت اصبر اخر النهار ولف براحتك يا حاج . الاسطى حسن رد وقال .. يا ابنى انا مش من هنا انا من محافظه تانيه وجاى بعربيتى وركنتها بعيد عن هنا علشان ادور براحتى قرب البحر اسال على الناس والمكان اللى بدور عليهم علشان الحق ارجع لبلدى قبل ما الدنيا تليل عليا وانا فى الطريق . صاحب الكشك باستغراب رد وقال .. ويا ترى بتدور على مين يا حاج جايز ادلك . الاسطى حسن بتعب رفع راسه وبص ليه وقال.
انا يا ابنى بدور على قصر كبير على البحر صاحبه واحد اسمه برهان السيوفى من الصعيد وكان تاجر كبير هنا فى اسكندريه وكان الكلام ده من حوالى تلاتين سنه. صاحب الكشك رد وقال .. ياااااه يا حاج تلاتين سنه بحالهم .. دى اسكندريه اتغيرت خالص طول السنين الطويله دى وممكن بكون القصر ده اتهد . على العموم استنى هاروح اسأل الغفير بتاع الشاليه ده هو هنا بقاله كتير جدا واياك يعرف القصر ده فين بالضبط .
الاسطى حسن قام وقف وحس ان فيه امل يقدر يوصل بيه لاهل ليل وقال .. تعال نروح انا وانت يا ابنى ويارب يقدر يدلنى عليه . وفعلا راحوا هما الاتنين عند الغفير. وصاحب الكشك سلم عليه وعرفه على الاسطى حسن وقاله انه بيدور على قصر قديم لواحد اسمه برهان السيوفى والقصر ده كان موجود من اكتر من تلاتين سنه .
الغفير رحب بيهم وفضل يفكر ويفكر ويتأكد من اسم برهان السيوفى لحد ما قال .. يااااااه قصر برهان السيوفى اللى فى المعمورة .. ده من زمان اوى يا ابنى ولسه لحد دلوقتى موجود انا عارفه وكنت شغال زمان قريب منه وساعات لعدى من هناك واشوفه بس الله يرحمه الحاج برهان مات من زمان ومش عارف مين عايش بعد فى القصر او اتباع الله اعلم .
الاسطى حسن فرح واتصدم فى نفس اللحظه اول لما عرف ان برهان السيوفى ده مات من زمان وميعرفش مين ممكن يكون عايش فى القصر بعد ما هو مات . وبص للغفير ده وقاله .. طيب ممكن تودينى لو سمحت او تقولى العنوان بالضبط وانا هاروح وأسأل هناك بنفسى .
الغفير بص لصاحب الكشك وقال .. انا هاروح اوصله وخلى بالك عقبال لما ارجع و عينك على الشاليه وانت واقف فى الكشك عقبال لما اوديه وارجع بدل ما الحاج يتوه لان شكله مش من اسكندريه . صاحب الكشك على طول وافق والاسطى حسن شكره جدا جدا وخدوا بعضهم هما الاتنين وراحوا على المعمورة عند قصر برهان السيوفى جد ليل .
سميحه وسماح وشاهندا كانوا لابسين وجاهزين وعمر راح خدهم بالعربيه وراح بيهم على النادى زى ما زين قالهم انه هايعزمهم على الغدا وشويه ووصلوا النادى وراحوا قعدوا فى انتظار وصول زين . عمر طلب من شاهندا انهم يقوموا يتمشوا شويه عقبال ما زين يجى من الشركه ومامته تطلب الغداء .. فقامت شوشو معاه وراحوا يتمشوا هما الاتنين .
وشويه وزين وصل وسلم على مامته وعلى خالته سماح .. وسال عن عمر وشاهندا وبلغوه انهم بيتمشوا وفرصه عقبال لما الغداء يجهز . سميحه بصتله وقالت .. طمنى يا زين يا ابنى اخبار البنت بتاعه الحادثه ايه روحت اطمنت عليها النهارده . زين استغل فرصه سؤال امه عن ليل وقال اهى فرصه كويسه انه يبلغها بالقرار اللى هو وصله واتفق عليه مع حسام فرد وقال .. اه يا امى روحت واطمنت عليها وبكرة او بعد بالكتير وهاتخرج من المستشفى .
سميحه ردت وقالت .. طيب الحمد لله يا ابنى وكويس انها هاتخرج ده زمان اهلها متبهدلين معاها الفترة اللى فاتت دى كلها وهى فى المستشفى . سماح ردت وقالت .. فعلا عندك حق يا سميحه زمان اهلها تعبوا الفترة اللى عدت دى ربنا يشفيها ويشفى كل مريض وتخلى بالها بقى المرة الجايه وهى بتعدى الطريق . زين فى اللحظه دى قرر انه بحكى لوالدته ولخالته حكايه ليل علشان يقدى يقنعهم انها تيجى وتعيش معاهم .. وبصلهم وقال .. للاسف ليل بنت يتيمه وملهاش حد خالص ووو...
بدا زين يحكى لامه ولخالته حكايه ليل كلها زى ما حسام حكاها بالضبط وموت امها وابوها وعيشيتها مع مرات ابوها واخوها وكمان الاسطى حسن وصعبت عليهم جدا وزعلوا عليها وعلى الظروف اللى هى مرت بيها . وفى اللحظه دى كان رجع عمر وشوشو واستغربوا من الحزن اللى على وشهم كلهم .
زين كمل كلامه وقال المهم يا امى انا هاخليها تشتغل معايا فى الشركه وتكون مسؤوله عن مكتبى وشغلى ومواعيدى .. وكمان قررت وده بعد اذن حضرتك طبعا انى اجيبها تعيش معانا فى الاوضتين اللى فى الجنينه .
سميحه بصدمه بصتله وقالت .. معقول يا زين .. معقول تجيب واحده من الشارع ومنعرفش عنها اى شىء تعيش معانا فى الفيلا .. هى اه بنت ويتيمه ومسكينه وصعبت عليا جدا بس ده مش مبرر اننا نجيبها تعيش فى وسطنا . زين غمز لعمر اللى فهمه على طول وقال .. يا ماما دى بنت كويسه جدا ومحترمه ومؤدبه ومش هاتسبب لينا اى مشاكل ونحمد ربنا انها ما بلغتش عنى الشرطه ودخلت فى س و ج وكانت هاتبقى فضيحه كبيرة عنى وعن الشركه .. والله يا ماما دى بنت غلبانه خالص حتى اسألى عمر .
عمر فرح جدا من كلام زين وقال .. فعلا يا ماما ليل بنت محترمه جدا ومؤدبه وبتصلى وعارفه ربنا كويس اوى والاهم زى ما زين بيقول كده ان ملهاش حد خالص واول ما تشوفيها يا ماما هاتحبيها اوى اوى وغمز لشاهندا اللى كانت قاعد مستمعه ليهم وفى نفس الوقت متغاظه من كلام زين عنها
فابصت لخالتها سميحه وقالت على فكرة بقى خالتو عندها حق ازاى عاوزين تجيبوا بنت من الشارع ومنعرفش عنها اى شىء وتعيش معاكم فى الفيلا وكمان تشغلها فى الشركه معاك يا استاذ زين زى ما حضرتك قررت كده مش يمكن بنت مش...
وقبل ما تكمل كلامها سماح ردت وقالت .. عيب يا شوشو متغلطيش فى اى حد وهو مش موجود وبعدين متحكميش على حد من غير ما تشوفيه وتقعدى وتتكلمى معاه . ما يمكن فعلا هى بنت غلبانه وملهاش حد ولا لاقيه مكان تعيش فيه .. نقوم نسيبها احنا فى الشارع ونقولها روحى وابعدى عننا وعيشى فى الشارع واغلطى .. حرام يا بنتى ربنا رؤوف رحيم .
زين فرح جدا من كلام خالته سماح وشكرها وبص لامه اللى كانت محتارة تاخد اى قرار وقالت .. خلاص سيبنى افكر وابقى ارد عليك يا زين .. وبطلوا رغى بقى الغدا وصل اهو خلينا ناكل لاننا جوعنا جدا . عمر بخفه دم قال .. ده انا مش جعان بس ده انا ميت من الجووووع اكلونى بسرعه يا جدعااان بدل ما اروح ارمى نفسى فى البسين اللى هناك ده . الكل فضل يضحك على كلام عمر وبدؤوا يكلوا وهما بيهزروا وكان الاكل فعلا منظره يفتح النفس .
وفى الاسكندريه وبالتحديد فى المعمورة اجمل شواطىء اسكندريه كان وصل الغفير ومعاه الاسطى حسن اودام قصر كبير على البحر وحواليه سور عالى وضخم وأشجار كبيره ونخل عالى بيدل على وجوده من سنين طويله . الغفير بص للاسطى حسن وقال .. ادى يا سيدى قصر برهان السيوفى وانا لحد هنا ولازم امشى علشان زى ما انت عارف سيبت الشاليه لوحده من غير حد واخاف اى حد من صحابه يجوا وميلقونيش قاعد قدامه .
الاسطى حسن فضل يشكر الغفير كتير جدا جدا وحاول انه يطلع فلوس من جيبه ويديله بس الغفير رفض وشكره وقاله ان الناس لبعضها وهو مهما كان واحد غريب عن اسكندريه ولازم يساعده ويقف جنبه . الاسطى حسن شكره مرة تانيه والغفير خد بعضه ومشى .. والاسطى حسن فضل يقرب ناحيه سور القصر لحد ما شاف يافطه صغيره على بوابه القصر ومكتوب عليها: قصر برهان السيوفى
وفى اللحظه دى الدنيا مكنتش سعياه من كتر الفرحه وانه اخيرا بعد اكتر من اربع ساعات بيلف فى عز الحر على رجليه قدر يوصل لقصر اهل ليل وجايز يعرف عنها اى شىء يوصله ليها . بص حواليه لحد ما شاف جنب البوابه جرس فقرب منه وداس عليه مرة واتنين لحد ما حس ان فى حد بيقرب من البوابه وهو بيقول ميييين اللى بره وفتح البوابه الضخمه وبص باستغراب للاسطى حسن وقاله .. خير يا حاج عاوز مين هنا ؟ الاسطى حسن ابتسم وقال .. السلام عليكم الاول .
البواب رد عليه السلام وقال .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أؤمرنى يا حاج حضرتك عاوز مين ؟ الاسطى حسن ابتسم وقال .. الامر لله يا ابنى .. انا كنت بسأل على حد اسمه برهان السيوفى او سميحه بنته . البواب باستغراب بصله وقال .. يا حاج اللى بتسأل عليه ده مات وشبع موت من اكتر من ثلاتين سنه هو والست بتاعته الله يرحمها وست سميحه هانم مش عايشه هنا هى كمان من زمان .
الاسطى حسن اتصدم وقال .. انت بتقول ايه طيب سميحه الاقيها فين و مين عايش هنا فى القصر طيب ؟! البواب رد وقال .. يا حاج الست سميحه هانم عايشه فى القاهرة من زمان اوى وبتيجى هنا ساعات كل فترة و اللى عايش هنا الست سماح هانم اختها هى وبنتها شاهندا .
الاسطى حسن مش عارف يعمل ايه او يتصرف ازاى حس انه زى الطفل الصغير اللى تايه ومش قادر يتصرف فابص للبواب وقال .. طيب لو سمحت انا عايز الست سميحه دى فى موضوع ضرورى اعمل ايه علشان اقابلها واقدر اوصل لها باى طريقه ارجوك لو سمحت . البواب بأسف رد وقال .. اعذرنى يا حاج مع انى المفروض مقولش حاجه زى كده بس شكلك راجل طيب وغريب ومش من اسكندريه وصعبت عليا .. استنى ثوانى هاجبلك العنوان بتاع الست سميحه فى القاهرة وامرى لله .
الاسطى حسن فرح جدا وحس بشعاع امل بدا يظهر ليه وانه اخيرا هايقدر يوصل لاهل ليل ويبلغهم بالسر اللى مخبيه بقاله سنين جواه حتى عن مراته وبناته وعن ليل نفسها صاحبه الحكايه زى ما وعد ابوها من سنين طويله انه يفضل سر بينهم . وكمان الحقيقه اللى هما ميعرفوهاش بقالهم سنين طويله لما افتكروا ان اختهم ماتت وغرقت فى البحر . وخلال دقايق كان وصل البواب ومعاه ورقه صغيرة مكتوب فيها عنوان سميحه فى القاهرة .
خدها الاسطى حسن منه وطلع المحفظه بتاعته وشالها جواها وطلع مبلغ صغير اداه للبواب وشكرة جدا ورغم معارضه البواب الا ان الاسطى حسن صمم انه ياخد الفلوس منه وسلم عليه وخد بعضه ورجع زى ما كان وقت ما وصل الصبح بدرى وراح عند عربيته اللى كان راكنها قريب من البحر اول لما جه اسكندريه وركبها وهو فرحان جدا رغم التعب والارهاق اللى كان حاسس بيهم انه قدر يوصل لاهل ليل وربنا وفقه فاحمد ربنا وشكره وطلع بالعربيه على طول فى طريقه على القاهرة .
وعند ليل فى المستشفى حسام كان قاعد معاها وبيحاول انه يقنعها بفكرة زين اللى وصل لها .. ورغم اعتراض ليل وعدم موافقتها انها تروح تعيش معاهم فى الفيلا الا ان حسام قدر يقنعها بعد ما فضل يشكر فى زين وفى عيلته جدا وبالذات والدته الست سميحه .
حسام عيونه عليها وبيقول .. والله ياليل زين ووالدته وحتى اخوه عمر ناس محترمه جدا وطيبين وهاتحبيهم .. وبعدين شغلك مع زين فى الشركه هاتحبيه جدا وهاتتعرفى على ناس كتير وتتعلمى منهم حاجات اكتر ومن خلاله يا ستى ممكن تقدرى تكملى دراستك فى الجامعه زى ما كنتى عاوزة .. زين بيدى محاضرات هناك لطلبه كليه اعلام والكل بيحبه وهايقدر يساعدك وتكملى دراستك و تحققى احلامك وليكى عليا يا ستى انا اللى هابقى افتح معاه الموضوع ده قولتى ايه.
ليل محتارة ومحرجه جدا ومش قادره توصل لقرار وحسام حس بيها وبالحيرة اللى هى فيها وبصلها وقال .. يا ليل والله انا مش هاقولك على حاجه غير لما اكون متأكد منها وواثق فيها مليون الميه انها فى مصلحتك .. وزين ده صاحب عمرى من ايام ثانوى ومش لسه هاعرفه يعنى دلوقتى وهاعرف عيلته .. توكلى على الله ووافقى وهاتصل بزين وابلغه بموافقتك ومن بكره ان شاء الله تقدرى تخرجى من المستشفى وتعيشى معاهم وتبدأى الشغل على طول .. ويا ستى انا معاكى خطوه بخطوة ومش هاسيبك ابدا وهاطمن عليكى على طول من زين اول باول .
ليل ابتسمت وقالت .. موافقه بس بشرط .. استاذ زين قالى ان فى اوضتين فى الجنينه عندهم انا هاعيش فيهم واكل واشرب مع نفسى مش عاوزة ابقى عاله على حد فيهم .
حسام ضحك وقال .. مفيش مشكله ده انتى دماغك ناشفه اوى وغلبتينى يا شيخه ولا الصاعيده .. اهم حاجه تكملى علاجك ومتهمليش فيه بدل ما ارجعك هنا تانى المستشفى والمهم دلوقتى تجهزى نفسك وتستعدى وانا هاروح اتصل بزين وابلغه بموافقتك واشوف هايجى هو يخدك ولا هايبعت عمر . وفعلا خرج حسام ونزل على مكتبه ومسك موبيله وبلغ زين بكل اللى حصل معاه هو وليل وانها اخيرا وافقت انها تخرج من المستشفى وتعيش معاهم وتشتغل كمان معاه وبالشرط اللى هى قالت عليه .
زين ابتسم لا اراديا لما حسام بلغه على شرطها وفرح من جواه وبلغ حسام انه هايجى هو وعمر ياخدوها بالعربيه كمان نصف ساعه علشان عندهم شغل مهم الصبح بدرى وده الوقت المناسب ليهم حاليا . وفعلا خلال نصف ساعه كان حسام خلص كل ورق المستشفى بتاع ليل وكتب لها على الخروج وخد بعضه وراح لها تانى على اوضتها وبلغها باللى زين قاله كله وهى جهزت نفسها وكانت فى انتظارهم .
تفكيرها كان مشوش وكانت حاسه انها راحه على المجهول . وفى وسط تفكيرها ده زين وعمر كانوا وصلوا ودخلوا اوضتها وسلموا عليها .
وفى طريق اسكندريه الصحراوى المؤدى على القاهرة كان الاسطى حسن راكب عربيته بيفكر فى كل اللى حصل معاه ورجع بزكرياته لعبد الرحمن صاحب عمره والمواقف الجميله اللى كانت بينهم من ساعه ما شافه بعض وحتى ولاده ليل ومراحل طفولتها حتى لما كبرت وبقت عروسه وللاسف كان بدأ يتعب جدا من اليوم الطويل اللى هو مر بيه ده وغصب عنه عيونه كانت بدات تغمض وتفتح من الارهاق وقله النوم وللاسف...
ومن شده السرعه والارهاق العربيه طلعت على الرصيف وعدت للطريق المعاكس وفى ثانيه كان فى اتوبيس سريع ماشى بسرعه جنونيه خبط فى عربيه الاسطى حسن لدرجه ان العربيه اتقلبت بالاسطى حسن اكتر من مرة . ناس كتير نزلت من عربياتها بسرعه وجريت و اتلمت حوالين عربيه الاسطى حسن والاتوبيس كمان اللى واجهته اتدمرت بس السواق كان سليم ونزل من الاتوبيس وقف فى الشارع .
ناس كتير حاولوا انهم ينقذوا الاسطى حسن ويطلعوه من العربيه المقلوبه بس للاسف مقدروش وكان غرقان فى دمه وجروح كبيرة وكتيرة فى اماكن مختلفه وراسه بالذات وشكله فاقد الوعى .
زين وعمر وكان معاهم حسام دخلوا لى ليل اوضتها وسلموا عليها وليل كانت محرجه زى عاويدها من زين بالذات متعرفش ايه السبب .. فاعمر كان واخد باله منها فابصلها وقال .. يااااه انا مش مصدق والله يا ليل انك هاتيجى وتعيشى معانا .. يا لهوووى ده احنا هانعمل عمايل .. وهناكل اكل على حسك فى البيت ده اااااااااد كده . حسام بضحك بصله وقال .. والله يا عمر انا نفسى اعرف انت عايش فى الدنيا دى لازمتك ايه بالضبط .. شغل وبتشتغل بالعافيه .. سهر ومقضيها مع صحابك دايما .. اكل ومخلص خزين البيت دايما اول باول .. يا عم انت انا احترت معاك .. انت ايه فايدتك فى الدنيا دى قولى ورسينى معاك..
زين بيحاول يكون لطيف علشان خاطر الخوف والخجل اللى كان شايفه فى عيون ليل ومركز معاها ومع كل نظره ليها من غير ما يلفت نظر اللى حواليه .. فارد وقال .. وانا كمان والله يا حسام انا مش عارف الواد ده لزمته ايه فى الدنيا . عمر قعد وحط رجل على رجل وسند ضهره على الكرسى وبكل ثقه بصلهم وقال .. انا هاقولك انت وهو لزمتى ايه .. انا اللى بضحكم يا استاذ منك ليه ولا هاتنكروا ده كمان .. هو بالساهل ان الواحد يضحك من قلبه فى الزمن اللى احنا فيه ده ؟
ما تردوا ؟! ليل بتضك على كلام عمر وطريقته وزين واخد باله فابصلها وقال .. بدام ليل بتضحك يبقى هى اللى هاترد عليك يا استاذ عمر . مش كده يا ليل ليل بصت لزين وعيونهم اتلاقت فى نظره غريبه محدش قدر فيهم يعرف تفسيرها ايه وبطلت ضحك وبصت لعمر وقالت، الصراحه انا عمرى ما عرفت معنى الضحكه اللى من القلب دى غير من عمر من ساعه لما شوفته وبشكره وبحيه جدا على كده .
حسام رد وقال .. من ناحيه كده فافعلا عمر بيضحكنا كلنا من قلوبنا .. شكرا ليك يا عمر باشا . عمر بكل فخر وثقه رد وقال .. عد الجمايل منك له لها بقى من هنا ورايح . زين بص فى ساعته وبص لى ليل وقال .. مش يالا بينا بقى زمان الجماعه مستنينا . عمر قام وقف وقال .. فعلا يالا بينا لانى ميت من الجوع وقرب من السرير اللى كان عليه شنطه تخص ليل ومسكها وقال .. يالا بينا يا ليل .
ليل قلبها كان بيدق بسرعه اول ما زين طلب انهم يمشوا وكانت متوترة ومحرجه فى نفس الوقت فقربت من حسام ومدت ايديها وسلمت عليه وقالت .. انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى يا دكتور حسام ومهما اقول مش هاقدر اوافيك حقك انت فعلا انسان محترم ونبيل وبتساعد كل الناس ربنا يخليك يارب ويديك على اد نيتك الطيبه دى.
حسام ابتسم وقال .. يا ليل ملوش لازمه الكلام ده خالص ده شغلى واى حد محتاج اى شىء لازم اساعده واقف معاه علشان ربنا يوفقنى فى حياتى .. وبعدين عاوزك تطمنى وتعرفى انى جنبك دايما ومتقلقيش من اى شىء . زين مد ايده وسلم على حسام وشكره وبعدها خدوا بعضهم كلهم ونزلوا على تحت . وخرجوا من المستشفى وركبوا العربيه عمر جنب زين وليل قاعده ورا فى الكنبه وجنبها الشنطه بتاعتها.
وطول الطريق عمر كان مش مبطل هزار وضحك لكن ليل كانت بتتأمل الشوراع والمحلات الكبيرة اللى كانت شيفاها واول مرة تشوفها لحد ما وصلوا اودام بوابه كبيرة ووقفوا بالعربيه بعد ما زين ضرب كلاكس وفى ثوانى كان البواب فاتح الباب ودخل زين بالعربيه وراح ركن على جنب ونزل وعمر كمان نزل وفتح باب العربيه لى ليل اللى نزلت وهى متوترة وقلقانه ودقات قلبها سريعه وعيونها جت على الفيلا الضخمه الجميله وعمر مد ايده وشال شنتطها وقال اتفضلى يا ليل هانم .
هيصه وناس كتير وعربيه شرطه وعربيه اسعاف جت بعد عشر دقايق وخدوا الاسطى حسن وراحوا بيه على المستشفى على طول لان حالته كانت خطيرة . واول لما وصلوا المستشفى دخلوا على الاستقبال على طول والمسعفين بلغوا انها حادثه على الطريق وانهم حاولوا يوقفوا النزيف بس للاسف كان شديد فاجه اكتر من دكتور بسرعه وبعد ما كشفوا عليه عملوا تحاليل و اشاعه بعدها دخلوه على العمليات على طول لا حالته حرجه .
وفى بيت الاسطى حسن كانت مراته قاعده بتصلى العشاء وقلبها مقبوض وقلقانه على جوزها اللى خرج من الصبح بدرى وكانت اخر مكالمه منه كانت بعد العصر .. فخلصت الصلاه ودعت ربنا انه يسترها معاه ويستر طريقه ويرجع بالسلامه ونادت على ايه بنتها .
ام ايه قامت وقفت بعد الصلاه وشالت المصليه من على الارض وقالت .. يا أيه .. ياااا ايه . أيه جت على صوت مامتها من اوضتها وقالت .. نعم يا ست الكل اؤمرينى يا قمر .
ام أيه اتنهدت وقالت .. الامر لله يا حبيبتى .. اتصلى يا بنتى على ابوكى شوفيه فين كل ده لان قلبى متوغوش عليه من ساعه ما راح اسكندريه الصبح وطمنينى دم مكلمنيش غير مرة واحده كده على السريع وصوته كان تعبان . أيه حاولت تطمن امها فقالت .. يا ماما ما انتى عارفه بابا بدام رايح مشوار بخصوص شغل بينسى نفسه وكل شىء وزمانه على وصول.
ام أيه ردت وقالت .. علشان خاطرى يا بنتى طمنينى واتصلى بيه .. انا حاسه انه سافر علشان حاجه تانيه خالص مش زى ما قالنا بخصوص شغل .. ابوكى نفسيته مش عجبانى من ساعه ما ليل مشيت ومش لاقيها .. ولا بياكل ولا بيشرب من كتر زعله عليها وكأنها حته منه .
أيه بزعل ردت وقالت .. حاضر يا ماما انا هاتصل عليه واطمنك يا حبببتى وللاسف فى اللحظه دى موبيل ايه رن فأيه ضحكت وبصت لامها اول لما شافت اسم بابا على شاشه الموبيل وقالت .. اهو يا ستى جبنا فى سيرة القط جه عم حسن ينط ومسكت الموبيل وردت وقالت .. ايوا يا سى بابا فينك يا حاج كل ده قلقتنا عليك .
موظف من استقبال المستشفى رد عليها وقال .. مساء الخير. أيه بصدمه وخوف وقلق اول لما ما سمعتش صوت باباها وسمعت صوت شخص تانى ردت وقالت .. مين معايا . الموظف رد وقال .. انا اسف يا افندم بس صاحب الموبيل ده وبص فى الورق اللى اودامه وقال اللى اسمه حسن محمود عثمان عمل حادثه ونقلوه على المستشفى .
أيه صرخت من الصدمه وردت وقالت .. انت بتقول ايه .. بابا عمل حادثه .. ارجوك طمنى هو عامل ايه .. وانتم فى مستشفى ايه . موظف الاستقبال ايداها العنوان وحاول يطمنها ان باباها بخير وقفل معاها . ايه دموعها مغراقاها وامها كانت واقفه هاتتجنن لما عرفت ان جوزها عمل حادثه واعصابهم باظت وعبير جت على صريخ أيه وبصت لايه وقالت .. فى أيه بابا ماله انطقى .
ايه بحزن ووجع ودموع ردت وقالت .. بابا عمل حادثه يا عبير بالعربيه ونقلوه على المستشفى .. بسرعه البسوا وتعالوا نروحله بسرعه . أم ايه بكل حزن ودموع بصت لفوق و رددت وقالت .. استرها معاه يارب .. استرها معاه يارب .. يارب احنا مالناش غيره فى الدنيا دى .. وبسرعه جريت على اوضتها ولبسوا على طول كلهم وايه كانت اتصلت بخالها وبلغته باللى حصل علشان يكون معاهم وهو على طول جالهم بالعربيه وخدهم وطلع على عنوان المستشفى اللى ايدوه لايه .
زين دخل ووراه عمر وليل من خجلها كانت فى الاخر فاعمر بهزار بصلها وقال .. يا بنتى ادخلى خايفه كده ليه متخافيش محدش هنا هايعضك تعالى تعالى ... واول لما دخلوا شافوا سميحه وسماح قاعدين فقربوا منهم .. وزين ابتسم و قال .. مساء الخير عليكم جميعا .
سميحه انتبهت لزين وبصتله وقالت .. مساء النور يا حبيبى .. يا اهلا يا اهلا انتم جيتوا وقامت وقفت علشان تستقبل البنت اللى زين قالها عليها وقربت من زين واول ما عيونها جت على ليل اتفاجأت بيها واتصدمت وحست ان الدنيا بتلف بيها والارض مش شيلاها فسندت على اقرب حاجه ليها . زين حس ان مامته دايخه او مش قادرة تقف فقرب بسرعه منها بسرعه ومسك ايديها وقال .. خير يا حبيبتى انتى دوختى ولا ايه .
سماح جريت على اختها هى كمان وحاولت تسندها وقعدوها على اقرب كرسى واطمنوا عليها ولسه هاترفع عيونها على ليل علشان تسلم عليها اتفاجأت هى كمان بالشبه الكبير اللى بين ليل واختهم هدى وفى اللحظة دى عرفت ايه سبب دوخه اختها سميحه . ابتسمت وقربت من ليل ومدت ايديها وبكل حنيه قالت .. اهلا بيكى يا حبيبتى اتفضلى وغصب عنها ضمتها لحضنها وباستها .
حضن كأنه لاختها هدى اللى اتحرمت منها سنين طويله وده اللى خلى ليل تستغرب جدا لانها عمرها ما حست بالحنيه والطيبه دى كلها من ساعه موت امها . وبعدها مسكت ايد ليل وقربت من سميحه اللى كانت قاعده مصدومه من الشبه ده وليل بكل خجل مدت ايديها لسميحه وقالت .. اهلا بحضرتك يا افندم وانا اسفه انى ازعجتكم وتعبتك معايا .
سميحه بعيون كلها دموع مدت ايديها لى ليل وقالت .. اهلا بيكى يا قلبى .. متقوليش كده البيت بيتك تعالى فى حضنى يا حبيبتى تعااااالى عمر باستغراب بصلهم وقال .. ايه نظام العشق الممنوع ده. زين هو كمان استغرب والدته واللى حصلها وكمان استغرب الدموع اللى فى عيونها ونظرات سماح لى ليل كمان كانت غريبه وحط علامه استفهام كبيرة مقدرش يفسرها .
سميحه عيونها منزلتش من على ليل ولا هى ولا سماح اللى خلتها تقعد جنبها وابتسمت وبصت لها وقالت .. اسمك ايه يا حبيبتى . ليل بخجل واستغراب من اللى بيحصل ده وبالذات الدموع اللى شافتها فى عيونهم ردت وقالت اسمى ليل .
عمر جرى قعد على حرف الكرسى اللى مامته كانت قاعده عليه وقال .. وانا احب اعرفك بست الكل .. والدتى سميحه هانم السيوفى .. وشاور على سماح وقال ودى خالتو سماح الموزة بتاعه العيله .. ولسه عيونه بتدور على شاهندا شافها نازله من فوق وقربت منهم وعيونها على ليل بالتحديد وقال .. ودى بقى الليدى شاهندا بنت خالتو ملكه جمال البحر الابيض المتوسط . ليل ابتسمت وردت وقالت .. اهلا وسهلا بيكم .
شاهندا بنظرات كلها غيظ اول لما شافت ليل وشافت جمالها وحلاوتها وعيونها الملونه ردت وقالت برخامه من تحت الضرس .. اهلاااا. عمر علشان يدارى طريقه بنت خالته الرخمه اللى حس بيها وشاف نظراتها قال .. ايه يا جدعان احنا هانقضيها سلامات وقبلات واحضان ولا ايه فى ليليتنا دى .. وبصوت عالى قال يا دادة زينب يا داااادة عاوز اتعشى هاتعشينا امتى يا حاجه .
الكل فضل يضحك عليه الا سميحه اللى عيونها منزلتش من على ليل وبالذات لما شافت نفس ضحكه اختها هدى فى ضحكه ليل . دادة زينب كانت جهزت السفرة هى وميرفت والكل قعد يتعشى بعد محايلات كبيرة على ليل لانها كانت رافضه انها تاكل معاهم . بس فى الاخر قدروا يقنعوها وطول الوقت عيون سميحه وسماح منزلتش من عليها . حتى شاهندا عيونها ما نزلتش من عليها وكانت مراقبه كل نظره وحركه ليها .
وكمان كل نظرات زين لى ليل اللى كانت بتدل على اعجابه بيها. وفى الاخر وبعد الاكل على طول من كتر احراجها وكسوفها طلبت ليل انها تروح الاوضه اللى فى الجنينه اللى هاتقعد فيها بحجه انها حست انها تعبانه وعاوزة تستريح وتاخد علاجها .
وفعلا سميحه راحت بنفسها معاها لما حست بكسوفها وخجلها ده مع ان من جواها كانت بتتمنى انها تفضل جنبها على طول وضمها لحضنه . دخلتها وورتها الاوضتين اللى كانوا مفروشين حلو جدا زى الفيلا بالضبط .. وكانت عبارة عن اوضه نوم بحمام وبره صالون كبير وسفره صغيره .. وعلى طول ليل شكرتها جدا وقالت .. الصراحه مش عارفه اسكر حضرتك ازاى .. انتم ناس طيبه جدا وعمرى ما هاقدر اوفى جميلكم ده ابدا . شكرا ليكى بجد يا سميحه هانم .
سميحه بكل حب وحنيه ردت وقالت .. ليل حبيبتى مفيش شكر بينا انتى زى بنتى .. وربنا يعلم اول لما شوفتك حبيتك اد ايه .. ومن هنا ورايح مفيش سميحه هانم دى .. انا كنت من زمان بتنمنى يكون ليا بنت تقولى يا ماما ولو مش قادرة تقولى يا ماما وهاتتكسفى قوليلى يا خالتو زى شاهندا بنت سماح اختى بالضبط ما بتقولى .. اتفقنا يا حبيبتى؟
ليل بكل راحه وحب ردت وقالت .. اتفقنا ياااااا . سميحه بزعل بصتلها وقالت .. قوليلها يا حبيبتى متتكسفيش .. قولى يا خالتو حتى .
ليل بابتسامه جميله وعيون زى عيون مامتها بالضبط ونفس لونها بصت لسميحه وقالت .. اتفقنا يا خالتو ☺ سميحه فرحت جدا بيها واستأذنت منها علشان هى تستريح وتاخد راحتها وقالت لها لو عازت اى شىء تضغط على الجرس اللى هناك ده .. ميرفت هاتجلها على طول وتشوف طلباتها . وسابتها سميحه وقفلت وراها الباب ورجعت على الفيلا .
وفى المستشفى اللى كان فيها الاسطى حسن بعد الحادثه .. أيه بمامتها وخالها وكمان اختها عبير كانوا وصلوا وبعد ما دخلوا بسرعه وسألوا طلعوا على عنده فوق عند اوضه العمليات وكانوا مش مبطلين عياط وخوف عليه .. وفضلوا لاكتر من ساعتين وقفين على اعصابهم لحد ما باب العمليات اتفتح والكل جرى عليه اول لما شافوا الدكتور خارج من جوه .
خال أيه قرب من الدكتور وقال .. طمنى والنبى يا دكتور حسن اخباره ايه وعامل ايه دلوقتى احنا هانتجنن عليه وبناته ومراته هايموته من كتر الخوف عليه . أيه بكل حزن وخوف ودموعها مغرقاها قربت من الدكتور وقالت .. لو سمحت يا دكتور طمنى على بابا اخباره ايه وفى ايه بالضبط .
ومن حسن الحظ دكتور حسام رد وقال .. اطمنوا يا جماعه وادعوله يقوم بالسلامه ومش هاخبى عليكم .. الحاله حرجه جدا ويمكن يدخل فى غيبوبه .. فياريت تدعوله .. وانا عن نفسى انا وكل زمايلى الداكترة عملنا كل اللى علينا فى العمليه والباقى على ربنا ودعواتكم ليه . أيه بصدمه ودموع مغرقاها .. يعنى ايه .. يعنى بابا ممكن يضيع مننا .. ارجوك يا دكتور .. ارجوك مش عاوزة بابا يروح منى .. ابوس ايدك خد روحى خد قلبى وخد حياتى كلها بس هو يعيش ابوس ايدك يا دكتووووور .
دكتور حسام اتاثر من كلام أيه جدا وقال .. ارجوكى انتى متعمليش فى نفسك كده وبدل العياط ده روحى أتوضى وصلى وادعيله انه يقوم بالسلامه .. هو محتاج لده منك دلوقتى واحنا شويه كده وهاننقله على الرعايه المركزه ووقفتكم هنا ملهاش تى لازمه لانه مش هايفوق خالص دلوقتى بعد اذنكم . ومشى حسام وراح على مكتبه علشان يغير لبسه ويستريح من العمليه الكبيرة دى .. وايه خدت بعضها هى وامها وخالها واختها وراحوا يتوضوا ويصلوا ويدعوا ربنا ان ابوهم يقوم لهم بالسلامه .. على اد كل الخير اللى كان بيعمله طول حياته ليهم وللناس كلها الكبير والصغير منهم .
سميحه اول لما رجعت على الفيلا قعدت جنب سماح وسألتها على زين وعمر وكمان شاهندا . سماح ردت وبلغتها ان زين طلع على اوضته وعمر خد شاهندا وهايتمشوا شويه بالعربيه فى وسط البلد . سميحه بصت لاختها وقالت .. شوفتى يا سماح اللى انا شوفته وحسيت بيه اول لما شوفت ليل !
سماح اتنهدت وبصت لاختها وقالت .. شوفت يا حبيبتى وحسيت بالشبه الكبير اللى بينها وبين هدى الله يرحمها .. مكنتش اتخيل ابدا ان فى حد ممكن يشبه حد بالمنظر ده .. وعرفت ايه اللى حصلك اول ما عيونك جت عليها وشوفتيها . سميحه ردت وقالت .. نفس الشكل ونفس العيون ونفس الضحكه ونفس الروح انا مش مصدقه نفسى معقول فى كده ! معقول فى حد يشبه حد للدرجه دى .. انا لولا انى عارفه ومتأكده ان هدى ماتت من سنييييين طويله انا كنت قولت ان دى بنتها .
سماح ردت وقالت .. فعلا يا سميحه لو هدى كانت لسه عايشه فى وسطنا واتجوزت وخلفت بنت كانت هاتبقى شبه ليل دى اوى اوى سبحان الله .. وتحسى ان الواحد قلبه اتفتح لها وحبها من غير حتى ما يعرفها كويس او يعرف حكايتها ايه . سميحه فعلا عندك حق .. بس حرام بلاش تقلبى عليها المواجع واللى زين حكاه لينا عنها كفايه علينا دلوقتى لحد ما تاخد علينا وتقرب مننا اكتر .
سماح ردت وقالت .. اللى تشوفيه يا حبيبتى .. المهم سيبك بقى من ليل وخلينى دلوقتى فى زين .. عاوزين نبدا نستعد علشان عيد ميلاده اللى بكرة ده .. عاوزين نصحى من بدرى ونجهز كل شىء .. وادينا اتصلنا بمحل الحلويات واتفقنا معاه على الحاجات اللى عاوزينها والتورته كمان وعلى الميعاد اللى هايبعت عليه الحاجه .. وعاوزة عمر بكرة بأى طريقه يتحجج لزين انه تعبان اوى ومش هايقدر يروح الشغل .. علشان يساعدنا هو وشاهندا زى كل سنه ونعلق الزينه فى كل حته فى الفيلا والجنينه .. وكمان علشان لو احتجنا اى شىء يروح يجيبه لينا .. بحيث لما الضيوف تيجى يكون كل شىء جاهز .
سميحه .. ان شاء الله هايكون يوم حلو ليه وعقبال مليون سنه ويارب افرح بيه قريب بقى واشوف احفادى . سماح .. ان شاء الله يا حبيبتى
وفوق عند زين اللى كان يادوبك خارج من الحمام بعد ما خد شور ولبس سرح شعره وراح اترمى على سريره على طول . وابتسم اول لما افتكر ليل وسر عيونها اللى بتجذبه ليه وجمالها ورقتها واحساسه انها بنت مختلفه عن البنات كلها . كفايه خجلها وعزة نفسها اللى بيشوفهم دايما منها فى كل تصرفاتها . وفضل يفكر كتير فى ليل لحد ما راح فى النوم من كتر التفكير .
اما عند ليل فى اوضتها فكانت فتحت الشنطه الصغيرة اللى كان يا دوبك فيهم كام حاجه قليله ليها واللى كان جبهم عمر ليعا فى المستشفى .. فطلعتهم وحطتهم فى الدولاب وخدت بيجامه منهم ودخلت على الحمام علشان تلبسها بعد ما تاخد شور . وبعدها على طول خرجت وسرحت شعرها الطويل ولمته بالتوكه وفردت المصليه على الارض وبدات تصلى ركعتين تشكر ربنا فيهم وتدعيه بكل اللى هى بتنمناه . وبعدها خدت علاجها ونامت على سريرها وغصب عنها بدأت تفتكر كل نظرات زين لها اللى كانت بتستغربها ومتعرفش معناهم ايه .
ومقدرتش تفسرهم . وكمان جه على بالها الاسطى حسن وابتسمت وقالت .. وحشتنى اوى .. بس كده افضل ليك انى اكون بعيده عنك علشان ما اسببش ليك اى مشكله .. سامحنى يا راجل يا طيب .
وفى مول كبير اوى كان عمر وشاهندا بيتفرجوا على المحلات وفجاه وقفوا اودام محل حلو جدا وعجبه كام حاجه كده فاستغربت شاهندا وقالت .. ايه عجبوك اوى كده ليه يا ابنى انت.
عمر شدها من ايديها وقال تعالى بس ودخلوا على جوا .. واول لما دخلوا طلب منهم كذا حاجه من اللى عجبوه وفعلا جابهم وكمان اختار فستان حلو ورقيق جدا ومعاه الطرحه بتاعته والجزمه والشنطه كمان وكل ده وشاهندا واقفه هاتتجنن من اللى عمر بيعمله .. وبعد ما خدهم وحاسب على كل حاجه .. وقفته شاهندا وقالت .. تسمح تقولى كل الحاجات دى لمين..
عمر يا بنتى تعالى بس هاتفضحينا الله يخرب بيتك الناس بتتفرج علينا .. يا ستى انا جايبهم لى ليل .. البنت لسه طالعه من المستشفى ومعندهاش لبس خالص زى ما انتى شايفه فقولت اجبلها كام حاجه كده ويارب تعجبها وبالمرة بدام عيد ميلاد زين بكرة قولت اجبلها الفستان الحلو ده ويارب يعجبها علشان تلبسه بكرة .
شاهندا بنظرات كلها غيظ وغل وقفت بعيد عنه وحطت ايديها فى وسطها وقالت .. انت اكيد اتجننت يا عمر .. تجيب وتدفع كل الفلوس دى علشان خاطر واحده منعرفهاش جايبنها من الشارع وكمان بتلففنى معاك بقالك اكتر من ساعتين وفى الاخر علشان ترضى ست هانم بتاعتك دى . عمر بتريقه بصلها و قال .. ايه بتاعتك دى يا بت انتى انتى بتغيرى عليا ولا ايه يا قطه ؟
شاهندا خبطته فى كتفه وقالت.. اغير عليك ايه يا اهبل انت كل وما فيها انى مستغربه معاملتكم مع واحده منعرفش عنها اى شىء وخصوصا انت وسى زين اخوك . عمر بصلها وقال .. يا شوشو يا حبيبتى .. دى بنت يتيمه ومسكينه وملهاش حد خالص فى الدنيا دى .. فيها ايه لما نحاول نسعدها ونفرحها .. انا اللى هاقولك يعنى ايه شخص يتيم يا شوشو .. ما انتى عارفه وانا عارف واحنا الاتنين ايتام الاب .. ما بالك بقى هى ولا ام ولا اب ولا حتى اخوات جنبها .
شاهندا اتأثرت من كلام عمر ووجعها اوى لانها فعلا يتيمه واتحرمت من حنان ابوها فابتسمت لعمر وقالت .. عندك حق .. انا غلطانه .. بس اعذرنى مش قادرة ابلعها من زورى يا عمر .. مش طيقاها خالص وعاوزة اولع فيها . عمر بصلها بذهول وقال .. نههههار اسوح .. امشى يا بت امشى اودامى ربنا يهديكى .. خلينى اكمل بقيت الحاجات اللى عاوز اشتريها . شاهندا زغدته فى صدره وقالت .. اودامى يا اهبل لما اشوف اخرتها معاكم ايه يا بتاع ست ليل .
وفعلا راحوا كملوا الشوبنج بتاعهم وعمر وقف اودام محل مجوهرات وعجبه سلسله صغيرة ورقيقه جدا فدخل وشد ايد شوشو معاه اللى كانت مش طيقاه وطلب السلسله وصاحب المحل جبهاله وعجبته جدا ووراها لشاهندا وقالها ايه رايك . شاهندا عجبتها السلسله اوى وبصتله وقالت .. حلوة اوى مبروكه على ست ليل .
عمر ضحك وحاسب عليها وخدها حطها فى جيبه وخرجوا بره المحل ونزلوا على العربيه بتاعتهم وحطوا كل الشنط اللى كانت معاهم ورجعوا على الفيلا .
وفى المستشفى وبالتحديد اودام باب العنايه المركزه الكل كان واقف حزين على الاسطى حسن واللى جراله وبالذات مراته وأيه بنته . كانوا واقفين بيدعوا انه يقوم بالسلامه ليهم . دكتور حسام جه وكان داخله علشان يطمن على حالته وشافهم واقفين بالمنظر ده على رجليهم بقالهم كذا ساعه .. فقرب منهم وقال.. يا جماعه وقفتكم دى ملهاش أى لازمه خالص هو مش هايفوق دلوقتى روحوا بيتكم وبكرة الصبح ابقوا تعالوا واطمنوا عليه .
خال أيه رد وقال .. يا دكتور بالله عليك تدخل وطمنا .. البنات هايتجننوا على ابوهم . وبعدين احنا مش عايشين هنا اساسا .. احنا من محافظه تانيه ومش معقول نروح ونرجع تانى الصبح . دكتور حسام فكر شويه و رد وقال .. انا هادخل واطمنكم بنفسى عليه بس بعدها ياريت تروحوا تقعدوا حتى فى اوضه المريض لحد ما يفوق .. مش معقول يعنى تفضلوا كده . الكل وافق ودخل دكتور حسام للاسطى حسن وبدا يطمن عليه .. ولان الحاله لسه حرجه حاول يخرج لهم على طول ويطمنهم علشان صعب عليه وقفتهم دى .